أحداث الأربعاء 9 نيسان 2014
النظام يبدأ حملة جديدة في القلمون
واشنطن – جويس كرم
لندن، نيويورك، بيروت- «الحياة»، أ ف ب – بدأت قوات النظام السوري و «حزب الله» حملة عسكرية جديدة تحت غطاء كثيف من القصف الجوي للسيطرة على منطقة رنكوس في القلمون شمال غربي دمشق، في وقت أمطرت قذائف الهاون مناطق سيطرة النظام في كل من دمشق وحلب شمالاً.
وجاء ذلك في وقت دافع وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن سياسة إدارة الرئيس باراك أوباما، قائلاً إن ليس هناك حل عسكري إنما «قدرة لتغيير الوقائع على الأرض لتغيير الحسابات»، مؤكداً أن الانخراط الأميركي مع المعارضة بات اليوم أفضل من أي وقت مضى.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن قوات النظام قصفت بكثافة بلدة رنكوس في منطقة القلمون تمهيداً لاقتحامها، مشيراً إلى تقدم لهذه القوات في محيطها، فيما أكدت مصادر إعلامية قريبة من النظام أن قوات الجيش السوري سيطرت على أحياء داخل البلدة. ونقلت «فرانس برس» عن مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن، أن «حزب الله» اللبناني «يقود العمليات العسكرية من جانب قوات النظام في منطقة القلمون». ولا يزال مقاتلو المعارضة يتواجدون في بعض المناطق الجبلية المحاذية للحدود اللبنانية في القلمون.
واستمر أمس سقوط قذائف الهاون على دمشق، إذ سقطت قذيفة في كلية هندسة العمارة وأخرى في أرض المعرض القديم، كما سقطت قذائف على مناطق في حي الروضة وساحة الأمويين وسط المدينة، وعلى منطقة الدويلعة وقرب جسر الكباس.
في واشنطن، دافع كيري عن استراتيجية الإدارة في سورية، مؤكداً أن الأسد اليوم «آمن في دمشق وفي ممرات للشمال، إنما ليس في الشرق أو الجنوب». وبعدما تعرض كيري لانتقادات لاذعة من نواب في لجنة العلاقات الخارجية اعتبروا أن «ليست هناك سياسة أميركية في سورية» وأن «روسيا وإيران تقودان الباص»، رد وزير الخارجية مؤكداً أن الإدارة «منخرطة في شكل فاعل وأكثر من أي وقت مضى مع المعارضة». ورفض الإفصاح عن تفاصيل الانخراط من الناحية العسكرية والاستخباراتية، مشيراً إلى أن هذا الأمر يتطلب جلسات سرية.
كما دافع كيري عن اتفاق السلاح الكيماوي، الذي ترى القيادة العسكرية الأميركية ضرورة تطبيقه قبل أي تصعيد كبير على الأرض في دعم الثوار. وقال كيري إن «٥٤ في المئة من هذا السلاح تم إخراجه، ويتم تنفيذ الاتفاق على رغم بعض العراقيل الزمنية إنما نحن نسير بخطوات لتنفيذه والجانب الروسي يدرك أهمية ذلك».
من جهته، قال الناطق باسم الخارجية الفرنسية إن «المنطق الذي انغلق داخله بشار الأسد منذ ثلاث سنوات مع ذبح شعبه من أجل البقاء في السلطة يعطي النتيجة التي نعرفها اليوم: 150 ألف قتيل. إنه مأزق مأسوي ومأزق للشعب السوري». وشدد على أن «الهدف الوحيد لبشار الأسد هو ابادة شعبه. ربما سيكون آخر الباقين من سياسة الجريمة المكثفة، لكنه مأزق تام لسورية». وأضاف: «لا توجد خطة غير انتقال سياسي سيكون الأمر الوحيد الذي يوقف حمام الدم في هذا البلد».
وفي نيويورك، أطلقت فرنسا تحركاً في مجلس الأمن للمطالبة بإحالة سورية على المحكمة الجنائية الدولية في جلسة مغلقة بحضور المفوضة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي، في وقت تنسّق الدول الغربية دينامية نشطة لإحراج روسيا في مسألة «تطبيق القرار 2139 الذي كانت أيدته موسكو» والضغط باتجاه «إقرار مبدأ المحاسبة» على الجرائم المرتكبة في سورية، وفق ديبلوماسيين.
واستمع المجلس إلى بيلاي في إحاطة جددت فيها دعوتها الى المجلس لإحالة سورية على المحكمة الجنائية، مشيرة إلى «استمرار ارتكاب الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب بشكل ممنهج ضد المدنيين في سورية». وتمهد الدول الغربية من خلال تحركها المنسق لتلقي التقرير الثاني الذي يعده الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال أسبوعين حول تطبيق القرار 2139 المعني بإيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود ورفع الحصار عن المناطق المدنية.
ووفق ديبلوماسيين، تتركز الجهود الغربية على «الضغط لإجراء المحاسبة الدولية على الجرائم المرتكبة في سورية، ومتابعة تطبيق القرار 2139 الذي كان بان أكد أن الحكومة السورية لا تتقيد به»، خصوصاً ما يتعلق بالسماح بمرور المساعدات ورفع الحصار عن المدن والبلدات ووقف قصف المدنيين بالبراميل المتفجرة. ولم تقدم فرنسا بعد رسمياً مشروع قرار إحالة سورية على المحكمة الجنائية.
ووجه بان كي مون رسالة حادة في شأن سورية «طالباً من الأطراف المتحاربين وداعميهم ضمان حماية المدنيين بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية أو العرقية». وقال إن «على كل من الحكومة والمجموعات المسلحة في سورية واجباً ومسؤولية أخلاقية لفعل ذلك، وعليهم أن يفعلوا كل شيء لتجنب العنف ضد المدنيين بما فيه القصف العشوائي والهجمات الجوية على المناطق المدنية». ودان بان قتل الأب فرانس فاندر لوت في حمص، وشجب «الصور المروعة عن الإعدامات في قرية كسب».
القوات النظامية تسيطر على بلدة رنكوس في ريف دمشق
دمشق ـ أ ف ب
سيطرت القوات النظامية السورية الاربعاء على بلدة رنكوس في منطقة القلمون شمال دمشق بعد اشتباكات عنيفة مع مقاتلي المعارضة متواصلة منذ امس، حسبما افاد التلفزيون الرسمي. ونقل التلفزيون في شريط اخباري عن مصدر عسكري ان “وحدات من الجيش والقوات المسلحة انجزت الان عملياتها في بلدة رنكوس واعادت الامن والاستقرار اليها بعد ان قضت على اعداد كبيرة من الارهابيين”. وكان التلفزيون ذكر في وقت سابق من اليوم ان القوات النظامية “تواصل تقدمها في مدينة رنكوس بريف دمشق وتلاحق فلول العصابات الارهابية في اطراف الحي الشمالي والمزارع المحيطة”، مشيرا الى ان القوات النظامية “تقضي على اعداد كبيرة من الارهابيين”. وأكد المرصد السوري لحقوق الانسان من جهته ان القوات النظامية دخلت بعض اجزاء البلدة، مشيراً إلى ان المعارك مستمرة في الداخل. وكان المرصد افاد صباح اليوم عن “اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومقاتلي حزب الله اللبناني من جهة ومقاتلي جبهة النصرة وعدة كتائب مقاتلة من جهة اخرى في محيط رنكوس في محاولة من القوات النظامية السيطرة على البلدة. كما قصفت القوات النظامية مناطق في البلدة”. وذكر ناشطون ان القصف على البلدة كان عنيفاً جداً. وبدأت القوات النظامية الثلاثاء هجومها على رنكوس التي تعتبر من آخر المناطق التي لا يزال مقاتلو المعارضة يتواجدون فيها في القلمون الى جانب مناطق جبلية محاذية للحدود اللبنانية، وبعض القرى الصغيرة المحيطة برنكوس مثل تلفيتا وحوش عرب وعسال الورد ومعلولا. وكانت القوات النظامية سيطرت في منتصف آذار (مارس) على بلدة يبرود، آخر اكبر معاقل مجموعات المعارضة المسلحة في القلمون. وتعتبر منطقة القلمون استراتيجية لانها تربط بين العاصمة ومحافظة حمص في وسط البلاد. كما ان سيطرة القوات النظامية عليها من شأنها اعاقة تنقلات مقاتلي المعارضة بينها وبين الاراضي اللبنانية. واشار المرصد الى ان مناطق اخرى في ريف دمشق، لا سيما في الغوطة الشرقية تتعرض لقصف من قوات النظام. وقتل في معارك اليوم ستة مقاتلين معارضين بحسب المرصد “احدهم قائد لواء اسلامي مقاتل”، وذلك غداة مقتل 22 مقاتلا آخرين “في قصف على مناطق تواجدهم واشتباكات مع حزب الله اللبناني والقوات النظامية والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، في القلمون والمليحة ومناطق أخرى من الغوطة الشرقية”. ويقول المرصد ان حزب الله اللبناني “يقود العمليات العسكرية من جانب قوات النظام في منطقة القلمون” وهو “مدعوم من مسلحين موالين للنظام سوريين وغير سوريين ومن سلاح المشاة السوري ومدفعية الجيش السوري”. من جهة اخرى، افاد المرصد عن قصف ليلي على حي جوبر في شرق العاصمة ومخيم اليرموك في جنوب دمشق ترافق “بعد منتصف ليل امس مع اشتباكات بين الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة الموالية للنظام من جهة ومقاتلي جبهة النصرة وكتائب اخرى معارضة من جهة ثانية على مدخل مخيم اليرموك”. ومنذ صيف 2013، تفرض القوات النظامية السورية حصاراً خانقاً على اليرموك. لكن تم في شباط (فبراير) التوصل الى هدنة هشة قامت خلالها منظمة غوث اللاجئين الفلسطينيين التابعة للامم المتحدة (اونروا) بادخال مساعدات غذائية واجلاء الاف الاشخاص المرضى والمسنين. الا ان الهدنة لم تصمد إلاّ أسابيع. ويستمر ادخال المساعدات بتقطع، بحسب الوضع واذونات المرور التي توافق عليها السلطات.
البابا يوجه نداء لوقف “الدمار” في سورية
الفاتيكان ـ أ ف ب
دعا البابا فرنسيس الأربعاء إلى “اسكات صوت السلاح ووقف الحرب والدمار” في سورية، معبراً عن “ألمه العميق” بعد اغتيال الأب اليسوعي فرانز فان در لوغت الثلاثاء في حمص. وكان البابا يتحدث امام 45 الف مؤمن تجمعوا في ساحة القديس بطرس في مناسبة اللقاء الاسبوع العام مع المصلين. وبعد ان ذكر بأن الاب اليسوعي الهولندي البالغ من العمر 75 عاما والذي قتل الاثنين برصاصتين في الرأس في المدينة القديمة في حمص “كان محبوباً ويحظى بتقدير المسيحيين والمسلمين” ندد “بقتله الفظيع”. وقال “لقد أصابني بألم عميق وجعلني افكر بعدد كبير من الأشخاص يعانون ويموتون في هذا البلد الشهيد، سوريا العزيزة التي تشهد منذ فترة طويلة نزاعاً دامياً لا يزال يزرع الموت والدمار”. وأضاف البابا “أفكر أيضاً بالعديد من من الأشخاص الذين خطفوا، مسيحيون ومسلمون، سوريون ومن دول اخرى بينهم اساقفة وكهنة”. ووجه البابا الارجنتيني “نداء ملحاً الى المسؤولين السوريين والمجموعة الدولية”. وقال “اناشدكم ان يسكت صوت السلاح وان يتوقف العنف! ووقف الحرب والدمار وليتم احترام القانون الانساني! وان يتمكن الاشخاص الذين هم بحاجة الى مساعدة انسانية من تلقي العلاج وان نصل الى السلام المرغوب عبر الحوار والمصالحة”. وهو اخر لقاء عام مع البابا قبل بدء الاسبوع المقدس الذي يسبق عيد الفصح. وتعتبر هذه الفترة مثقلة في الفاتيكان مع حفل اعلان قداسة البابوين يوحنا بولس الثاني ويوحنا الثالث والعشرين في 27 نيسان/ابريل الذي يرتقب ان يجمع مئات الاف الكاثوليك في روما.
باريس ترى سوريا في “طريق مسدود” وواشنطن زادت مساعداتها للمعارضة
العواصم – الوكالات
نيويورك – علي بردى
بدأت القوات السورية النظامية و”حزب الله” اللبناني هجوماً على بلدة رنكوس في منطقة القلمون بريف دمشق الشمالي المحاذي للحدود مع لبنان في محاولة لاقتحام البلدة، بينما أقر وزير الخارجية الاميركي جون كيري بأن الضربة العسكرية التي كانت ستوجهها الولايات المتحدة للنظام السوري الصيف الماضي عقب استخدام القوات النظامية اسلحة كيميائية ضد الغوطتين الشرقية والغربية، ما كانت لتغير مجرى الاحداث في سوريا.
وحاول كيري تخفيف الانتقادات التي توجه الى ادارة الرئيس باراك اوباما لاحجامها عن توجيه الضربة العسكرية، موضحاً ان الضربة كانت ستكون محدودة وترمي فقط الى منع الرئيس بشار الاسد من نقل المزيد من الاسلحة الكيميائية الى قواته. وقال: “ما كان ليكون لها تأثير مدمر يجعله يعيد حساباته، وما كانت لتستمر طويلاً… كنا سنقوم بذلك في يوم او يومين لتخفيف القدرة وتوجيه رسالة …لقد توصلنا الى حل افضل” في اشارة الى الحل الذي تم التوصل اليه مع روسيا على نزع الترسانة الكيميائية السورية. واشار الى ان اكثر من نصف هذه الترسانة قد نقل الى خارج سوريا.
وأعلن ان الولايات المتحدة ترسل مزيدا من المساعدات الى قوات المعارضة السورية المعتدلة. لكنه رفض الادلاء بتفاصيل عن نوعية هذه المساعدات او الى اي مدى يمكن ان تذهب. وأكد ان الحل السياسي المتفاوض عليه هو الحل الوحيد للازمة وليس توجيه ضربة عسكرية من الخارج.
ومع محاولة النظام السوري اقتحام رنكوس، قال وزير الاعلام السوري عمران الزعبي ان الانتخابات الرئاسية لن تتأجل وان العمليات العسكرية ستستمر بصرف النظر عن الانتخابات التي من المقرر اجراؤها بحلول تموز. والاثنين نقلت وكالة “ايتار – تاس” الروسية الرسمية عن رئيس الوزراء الروسي سابقاً سيرغي ستيباشين أن الرئيس السوري يتوقع انتهاء المعارك الرئيسية في الصراع السوري بحلول نهاية السنة.
باريس
وردا على ذلك التصريح ، بدا أن الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال يسلم بأن المجتمع الدولي ربما اضطر الى قبول الوضع الراهن الجديد. وقال: “أيحقق نصرا عسكريا على شعبه؟ الهدف الوحيد لبشار الأسد هو سحق شعبه… ربما بقي هو الناجي الوحيد من سياسة الجرائم الجماعية هذه… لكن هذا طريق مسدود تماما لسوريا”. ورأى أنه ما من سبيل آخر حاليا للتوصل إلى حل في سوريا سوى خطة سلام مقترحة أقر بأنها تتطور “ببطء شديد”. قائلا: “الخطة الوحيدة للمجتمع الدولي هي عملية انتقال سياسي. لا سبيل آخر. عملية جنيف يجب أن تستمر… العمل العسكري لن يؤدي سوى إلى مزيد من العنف”.
وافاد المكتب الاعلامي لـ”الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” ان رئيس الائتلاف احمد الجربا سيزور الصين في 14 نيسان الجاري. وسيلتقي عددا من المسؤولين الصينيين ويبحث معهم في “آفاق الحل السياسي” للنزاع السوري الذي أودى منذ منتصف آذار 2011 بأكثر من 150 الف قتيل، وأوضح لهم “مواقف الشعب السوري”.
بيلاي
وفي نيويورك، طلبت المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي من مجلس الأمن احالة سوريا على المحكمة الجنائية الدولية في موازاة العملية السياسية المتمثلة في مؤتمر جنيف الثاني.
وأفاد ديبلوماسيون حضروا جلسة مغلقة لأعضاء مجلس الأمن عن أوضاع حقوق الإنسان في عدد من الدول، بينها سوريا، أن بيلاي ركزت على النتائج التي توصلت اليها لجنة مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان للتحقيق في الإنتهاكات داخل سوريا، والتي جمعت “أدلة هائلة” على أن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ارتكبت فيها على أرفع المستويات، بما في ذلك على يد الأسد. ولاحظت أن القوات الحكومية والميليشيات المؤيدة للحكومة تواصل شن هجمات واسعة النطاق على المدنيين، وارتكاب منهجي للجرائم، والتعذيب، والإغتصاب، وعمليات الإخفاء القسري، ومحاصرة مناطق المدنيين وتجويعهم لإخضاعهم، وكله يرقى الى جرائم ضد الإنسانية. وأكدت كذلك أن الجماعات المسلحة غير التابعة للدولة ارتكبت جرائم حرب، بما في ذلك القتل، والتعذيب، وأخذ الرهائن، والإنتهاكات للقانون الإنساني الدولي، والإغتصاب، وتجنيد الأطفال واستخدامهم.
وسعت فرنسا خلال المناقشات، الى اقناع أعضاء مجلس الأمن بإحالة ملف سوريا على المحكمة الجنائية الدولية، بناء على رسالة كانت أعدتها سويسرا مطلع السنة الجارية ووقعتها 56 دولة. غير أن روسيا اعترضت على الأمر، داعية الى ترك الأمر لأطراف مؤتمر جنيف الثاني.
وبعد الجلسة، سئلت بيلاي عن مسؤولية الحكومة والمعارضة عن انتهاكات حقوق الإنسان، فأجابت بأنه “لا يمكن مقارنة الإثنين”، مؤكدة أن “أعمال قوات الحكومة أكثر بكثير” من أعمال المعارضة.
وعلمت “النهار” ان فرنسا تعد مشروعي قرارين في مجلس الامن احدهما يتعلق باحالة سوريا على المحكمة الجنائية الدولية والآخر يتعلق بالوضع الانساني.
وعلق المندوب السوري الدائم لدى الأمم المتحدة السفير بشار الجعفري على تصريحات بيلاي، فانتقد ما سماه “القراءة المنحازة من بيلاي للوضع في سوريا”.
موسكو
¶ في موسكو، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أنه تم إتلاف 59 في المئة من المواد السامة في إطار عملية تدمير الترسانة الكيميائية السورية. وقالت في بيان إنه “بعد توقف بسبب هجمات المعارضة المسلحة في محافظة اللاذقية على الحدود مع تركيا، جدّدت السلطات السورية عملية نقل مكونات الاسلحة الكيميائية، ففي 4 نيسان وصلت إلى ميناء اللاذقية شحنة جديدة من المواد الكيميائية يتجاوز وزنها 64 طناً”.
القوات السورية النظامية و”حزب الله” تحاول اقتحام رنكوس الأمم المتحدة: شبح الجفاف يهدّد حياة ملايين السوريّين
(و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)
قصفت قوات النظام السوري بكثافة بلدة رنكوس في منطقة القلمون شمال دمشق تمهيدا لاقتحامها، فيما حذر برنامج الغذاء العالمي التابع للامم المتحدة من “شبح الجفاف” في سوريا حيث من المتوقع ان يبلغ انتاج القمح ادنى مستوياته التاريخية و”يعرض حياة الملايين للخطر”.
قال مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له :”تتعرض بلدة رنكوس في منطقة القلمون لقصف مكثف وغارات جوية متتالية منذ امس الاثنين، تمهيدا لاقتحامها”. واوضح ان “حزب الله” اللبناني “يقود العمليات العسكرية من جانب قوات النظام في منطقة القلمون” التي سجل النظام فيها خلال الاشهر الاخيرة نقاطا عدة بسيطرته على معظم البلدات والقرى التي كانت تضم معاقل بارزة لمقاتلي المعارضة.
واضاف ان “حزب الله مدعوماً من مسلحين موالين للنظام سوريين وغير سوريين ومن سلاح المشاة السوري ومدفعية الجيش السوري”، تمكن من التقدم نحو اطراف البلدة.
وأكد مصدر عسكري في دمشق ان الجيش “تقدم الى تلة الرادار والى تلال اخرى تطل على رنكوس، وهو يطوق البلدة”.
وتحدث المرصد عن اشتباكات عنيفة في المنطقة وفي محيط مرصد صيدنايا المجاور الذي تسيطر عليه كتائب مقاتلة معارضة.
وكانت القوات النظامية سيطرت منتصف آذار على بلدة يبرود، آخر اكبر معاقل مجموعات المعارضة المسلحة في القلمون. ولا يزال مقاتلو المعارضة ينتشرون في بعض المناطق الجبلية المحاذية للحدود اللبنانية في القلمون، والى الجنوب في رنكوس وبعض القرى الصغيرة المحيطة بها: تلفيتا وحوش عرب وعسال الورد ومعلولا.
وتعتبر منطقة القلمون استراتيجية لكونها تربط العاصمة ومحافظة حمص في وسط البلاد. كما ان سيطرة القوات النظامية عليها من شأنها اعاقة تنقلات مقاتلي المعارضة بينها وبين الاراضي اللبنانية.
على صعيد آخر، روى ناشطون تابعون للمعارضة السورية المسلحة ان “الجيش السوري الحر” تمكن من إسقاط طائرة حربية في حي الراشدين قرب مدرسة الحكمة في حلب.
“شبح الجفاف”
وبعيداً من الامن، تواجه سوريا أزمة غذائية إذ حرصت الناطقة باسم برنامج الغذاء العالمي اليزابيت بيرز في مؤتمر صحافي بجنيف: “نرى اليوم انه مع شبح الجفاف هذا، يمكن ان تعرض ازمة الجفاف التي تصل خصوصا الى محافظات الشمال الغربي للبلاد – حلب وادلب وحماه – حياة الملايين للخطر اذا ما استمرت”. واضافت: “نشعر بقلق شديد من تأثير الجفاف على الزراعة. نرى ان شبكات الري والقنوات والجرارات والمعدات الزراعية قد تضررت من جراء هذا النزاع. كل ذلك يتراكم لاعطاء فكرة عن الوضع الذي لن يتحسن”.
وأفادت ان برنامج الغذاء العالمي يساعد في الوقت الراهن نحو اربعة ملايين شخص في سوريا من مجموع 6،5 ملايين يحتاجون الى مساعدة غذائية. لكن برنامج الغذاء العالمي لا يستطيع ان يعرف عدد الاشخاص بالاضافة الى الـ 6,5 ملايين الذين تأثروا بالجفاف.
ويشير خبراء برنامج الغذاء العالمي الى ان كميات الامطار المتساقطة في سوريا منذ ايلول هي دون المعدلات الطبيعية وتشكل اقل من نصف المتوسط السنوي على المدى البعيد.
ولاحظت اليزابيت بيرز ان “ندرة الامطار تزداد … يسود الاعتقاد ان الموسم المقبل سيكون اقل مما تحتاج اليه سوريا لم يعد هناك سوى شهر من الامطار حتى منتصف ايار، وسيواجه الموسم الزراعي مشكلة”.
وتبدي الامم المتحدة قلقها لان “المحافظات الاكثر تأثرا بالجفاف تضم اكثر من نصف انتاج القمح السوري”. ويتوقع خبراء الامم المتحدة ان يبلغ انتاج القمح 1،7 مليونا الى مليوني طن هذه السنة، اي ادنى مستوياته التاريخية.
وقبل بدء النزاع في سوريا، كان 46% من الشعب يعيش في مناطق ريفية، وكان 15% من السكان يعملون في الزراعة في 2010 . وفي 2010 شكلت الزراعة 20% من الناتج المحلي الاجمالي.
الى ذلك، اعلنت ناطقة باسم المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين :”اننا نتوقع مغادرة عدد كبير من السوريين البلاد اذا لم تتساقط الامطار”.
بان كي – مون
وفي نيويورك، ندد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون بمقتل الراهب اليسوعي الهولندي فرانس فن در لوغت
في مدينة حمص، ووصف مقتله بأنه ” أحدث مأساة تسلط الضوء على الحاجة الملحة الى حماية المدنيين في سوريا”.
وقال في بيان أصدره الناطق الرسمي باسمه في وقت متقدم الاثنين: “إنني أدين هذا العمل غير الإنساني ضد رجل وقف ببطولة الي جانب الشعب السوري في ظل الحصار والصعوبات المتزايدة”. وأعرب عن فزعه من “الصور البشعة لتنفيذ عمليات اعدام في بلدة كسب السورية” . واشار الى انه على رغم أن الأمم المتحدة غير قادرة على تأكيد صحة هذه الفظائع، إلا أن ثمة انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان لا يمكن إنكارها”، منها الى “اجبار سكان قرى بأكملها – مثل بلدة كسب – على الفرار ، بينما تواصل القوات الحكومية تدمير أحياء بأكملها من دون تمييز، ودفن عائلات بأكملها تحت أنقاض منازلها”.
دعم تركي ــ أردني ــ سعودي وتسهيل إسرائيلي!
حرب إقليمية على سوريا.. من القنيطرة إلى كسب
محمد بلوط
حرب إقليمية على سوريا تحت غطاء ثلاثة «أنفال»، تشنها المعارضة السورية المسلحة، بدعم تركي ـ أردني ـ سعودي، وتسهيل إسرائيلي: «الأنفال الكبرى» التي يقودها أبو موسى الشيشاني و«شام الإسلام» وأنصارها، و«جبهة النصرة»، تفرعت منها «صدى الأنفال» التي تعمل على إعادة فرض حصار على معسكر وادي الضيف، والسيطرة على ريف ادلب الجنوبي بأكمله، وقطع طريق دمشق ـ حلب الدولي بين خان شيخون ومعرة النعمان.
«أخوة الأنفال» هو الضلع الأخير لمثلث «الأنفال». ففي ريف القنيطرة نشرت «أخوة الأنفال» وحدات من «أجناد الشام» و«جبهة النصرة» و«أحرار الشام» و«جبهة ثوار سوريا»، وحققت اختراقاً كبيراً في التل الأحمر الغربي الاستراتيجي، احد أهم التلال في ريف القنيطرة.
ويشير مثلث «الأنفال» إلى تدخل إقليمي متزايد في الحرب السورية، فمن دون عمق استخباراتي أمني تركي ـ أردني، لم يعد بوسع المعارضة السورية المسلحة تنسيق أي من العمليات الهجومية الكبيرة، فيما يشارف مقاتلو «حزب الله» والجيش السوري على بتر القلمون من خريطة انتشار المعارضة المسلحة وحرمانها من قواعد الإمداد مع البقاع اللبناني، عبر ممرات سلسلة جبال لبنان الشرقية، وتأمين الخاصرة الغربية الشمالية لدمشق وريفها.
وتكاد تتوقف كل العمليات العسكرية ذات الشأن والأهمية، لا سيما تلك التي تقوم بها المعارضة السورية المسلحة في المناطق التي لم تعد تتمتع فيها بعمق استراتيجي وبخطوط إمداد نحو غرف عملياتها مباشرة في إنطاكيا أو عمان.
وتقتصر العمليات الإستراتيجية منذ أسابيع على المناطق القريبة من تركيا والأردن والجولان السوري المحتل. ففي الشمال تستند عمليات «الأنفال» إلى دعم لوجستي وأمني وعسكري تركي. فمن دون خط الإمداد التركي، بين جبل التركمان وكسب، سيكون مستحيلاً على غرفة العمليات، التي يقودها الشيشانيون في الشمال السوري بالتنسيق مع الاستخبارات التركية، أن تتقدم وحدها نحو المعبر الحدودي الأخير بين سوريا وتركيا.
وفيما تقول المعارضة إن أهدافها الأساسية من «الأنفال» لم تتحقق بعد، وهي لن تقتصر على كسب، إلا أن الوقت لم يعد يلعب لمصلحتها بعد تطورات الساعات الأخيرة، إذ احكم الجيش السوري قبضته على المرصد 45 نهائياً، بعد أسبوعين من الكر والفر حوله، وهو يحشد تعزيزات، كما المعارضة، لاستكمال تقدمه نحو كسب، ويسيطر بالنيران، على تلة النسر الإستراتيجية، التي تقف المعارضة عند سفوحها، فيما لا تزال المعارضة تسيطر على نبع المرّ وممر النبعين وكسب وقرية السمرا. وأخفقت المعارضة في تشكيل فكي كماشة على شمال ريف اللاذقية، من خلال عملية «أمهات المؤمنين»، التي تشارك فيها «الجبهة الإسلامية»، وجماعات جمال معروف في «جبهة ثوار سوريا».
وإذا كان التعاطي الإسرائيلي مع المعارضة السورية المسلحة في الجولان المحتل وريف القنيطرة لا يزال يقتصر على الدعم الإنساني، وآخرها إنشاء مركز تجمع لاستقبال الجرحى في سهل سمخ على ضفاف طبريا، لإجلائهم نحو المستشفيات الإسرائيلية، إلا أن عرض السبعة كيلومترات لمنطقة فصل القوات، يسمح لوحدات المعارضة المسلحة بحرية الحركة، واستقدام مقاتلين من الأردن، وتعزيز خطوط الإسناد الممتدة على جزء كبير من خط وقف إطلاق النار البالغ ٨٠ كيلومتراً.
ويُعدّ سقوط التل الغربي الأحمر، على بعد خمسة كيلومترات من خط فصل القوات في الجولان، مؤشراً مزدوج الأهمية، فهو يشرف مع التل الشرقي، الذي يواجه معركة مماثلة، على ريف القنيطرة، ويصل ريفها الجنوبي بريف درعا الغربي، ويفتح الجبهة الجنوبية على مصراعيها على أي قوات تتقدم من الأردن، عبر منطقة فصل القوات، ويعيد إلى الواجهة احتمالات فتح الجبهة الجنوبية، مع تعثر الهجوم شمالاً، وفشل «الأنفال» بكل فروعها، وإجبار الجيش السوري على إعادة الانتشار، وتخفيف عملياته في القلمون وحمص وحلب.
ويبدو التصعيد الإقليمي، عبر الحدود التركية والأردنية، بديلاً آنياً عن انسحاب الولايات المتحدة المتزايد من أي نشاط عسكري واسع ضد سوريا. وبعد تأكيدات مجلس الأمن القومي الأميركي للمعارضة السورية أنه لا تدخل ضد دمشق ولا أسلحة نوعية لمقاتلي المعارضة خلال الإدارة الحالية، تأتي تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري، لترسم سقف أي تدخل وهدفه بإرسال إشارات سياسية للرئيس السوري بشار الأسد.
وقال كيري، أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي بصدد خطة الرئيس باراك أوباما توجيه ضربة عسكرية لسوريا بعد اتهامها باستخدام «الكيميائي» خلال معارك غوطة دمشق في 21 آب الماضي، «بأن الضربة لو نفذت، ما كانت لتغير شيئاً في مسار الأحداث». وأشار إلى أن «الضربة كانت ستكون محدودة جداً، وتهدف إلى منع الأسد من تسليم المزيد من الأسلحة الكيميائية إلى قواته». وأضاف «وصلنا إلى قناعة مفادها أنه لن يكون لها تأثير مدمر لأنها لم تكن ستدوم سوى يوم أو يومين، واستطعنا التوصل إلى حل أفضل»، موضحاً انه تم التوصل إلى اتفاق مع موسكو تمّ بموجبه شحن ترسانة الأسلحة الكيميائية إلى خارج سوريا.
وأعلن كيري أن واشنطن زادت من مساعداتها إلى المعارضة السورية، من دون تقديم إيضاحات حول نوعيتها. وتوقع أن تنتهي الحرب من خلال اتفاق سياسي وليس ضربة عسكرية خارجية.
عامٌ على «الفتنة الجهادية» في سوريا: الظواهري ينقلب على بن لادن.. ونفسه!
عبد الله سليمان علي
مضى عام على بدء ما يمكن تسميته بـ«الفتنة الجهادية» بين تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» («داعش») من جهة، وكلٍّ من تنظيم «القاعدة» العالمي بزعامة أيمن الظواهري وفرعه في الشام «جبهة النصرة» بزعامة أبي محمد الجولاني من جهة أخرى.
وخلال هذا العام تطورت أحداث «الفتنة» من التظاهر بأنها مجرد اختلاف في الرأي حول السياسة الشرعية، لتتفاقم مع مرور الأيام، وتمر بمراحل متصاعدة من العداء، إلى أن اتخذت خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة طابع الصراع المسلح، الذي سقط بسببه حوالي ألفي مسلح من عناصر التنظيمات «الجهادية» في سوريا، نسبة كبيرة منهم من «المقاتلين الأجانب» بحسب مصادر قيادية من داخل هذه التنظيمات.
دماء ألفي مسلح سقطوا، خلال فترة وجيزة لا تتعدى ثلاثة أشهر، لم تكن ثمناً لـ«إقامة الخلافة الإسلامية» أو «تطبيق الشريعة» أو «إعلاء كلمة الله»، أو غيرها من المصطلحات التي يحفل بها الخطاب «الجهادي»، بل كانت عربون أحقاد شخصية ومصالح مادية وتنافس على الزعامة وحب الظهور، كما أثبتت مجريات الأحداث حتى الآن.
وفي مثل هذا اليوم من العام الماضي، أعلن أبو بكر البغدادي تأسيس «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) بعدما كشف للمرة الأولى عن أن الجولاني ما هو إلا جندي من جنوده، وأنه هو من انتدبه وأرسله إلى الشام مانحاً إياه شطر ماله ورجاله، معلناً الدمج بين «جبهة النصرة» و«دولة العراق الإسلامية» ليصار إلى تأسيس «الدولة الإسلامية في العراق والشام».
ولكن الجميع، بمن في ذلك أنصار التيار السلفي «الجهادي» في كل مكان، فوجئوا بخروج زعيم «النصرة» أبي محمد الجولاني، بعد ساعات من إعلان البغدادي، ليرمي القنبلة التي أحدثت أكبر «فتنة جهادية» في تاريخ التيارات السلفية «الجهادية»، عندما أعلن رفضه الاندماج مع «دولة العراق الإسلامية»، محتفظاً لتنظيمه بمسمّى «جبهة النصرة»، ومجدداً البيعة لزعيم «القاعدة» أيمن الظواهري، رغم أنه أقرّ بما قاله البغدادي حول انتدابه ومقاسمته له المال والرجال، بل ان الجولاني بالغ في الامتنان للبغدادي، حتى قال إن «في عنقي دينا له لا فكاك منه» وهو ما تنصل منه لاحقاً.
ومع مرور الأيام تكشفت الكثير من الحقائق والتفاصيل حول مجريات هذه «الفتنة الجهادية»، وظهرت حيثيات تتعلق بالحساسيات الشخصية وحب الإمارة والتنافس الدنيوي لعبت دوراً في تأجيج هذه الفتنة، من بينها، على سبيل المثال، الحساسية والغيرة بين الجولاني والمتحدث باسم «الدولة الإسلامية» أبي محمد العدناني.
ومن المعروف أن الجولاني كان مرشحاً، قبل الأزمة السورية، الى منصب المتحدث الرسمي، وأوغر صدره آنذاك أن يحظى العدناني بهذا المنصب المهم. ثم وجد الجولاني الفرصة لإهانة العدناني والنيل منه، حيث كان العدناني «أمير جبهة النصرة» في إدلب ونائباً للجولاني باسم «حجي ابراهيم»، فعزله الجولاني وأمره بالعودة إلى العراق.
ويمكن الحديث كذلك عن الخصومة بين ميسر الجبوري (أبو ماريا القحطاني) والكثير من قيادات «الدولة الإسلامية»، والتي استدعت خروجه من العراق إلى سوريا بذريعة العلاج له ولزوجته ليبقى فيها، إلى أن استعان به الجولاني وعيّنه «المسؤول الشرعي في جبهة النصرة».
موقف الظواهري مربط الفرس
ولكن أيّاً كانت أهمية الأسباب السابقة في تأجيج «الفتنة الجهادية»، يبقى أمر واحد هو مربط الفرس والسبب الحقيقي في تسعير نار «الفتنة» وتطاول لهبها، وهو في الحقيقة موقف زعيم «القاعدة» أيمن الظواهري. ولنا أن نتخيّل لو أن الظواهري رفض مبايعة الجولاني له، لا سيما أنه انتقده علناً لتسرّعه في إعلان البيعة من دون مشاورته، فهل كان من الممكن أن تقوم قائمة للجولاني أو لجبهته بعد ذلك؟
لكنّ الظواهري على العكس وجد في خروج الجولاني على «أميره» البغدادي، وخلع بيعته له وكسر قراره بتأسيس «الدولة الإسلامية» فرصة سانحة تمكّنه من استكمال الانقلاب الذي شرع بتنفيذه ضد أميره السابق أسامة بن لادن. وهنا لا بد من ملاحظة أن مقتل بن لادن في توقيت مريب هو بدء ما اصطلح على تسميته بـ«الربيع العربي» يثير الكثير من التساؤلات في هذا السياق، خصوصاً على ضوء الانقلاب الذي أحدثه الظواهري في «القاعدة» بعد مقتل رفيق دربه السابق.
ولا تسمح هذه العجالة بالخوض مفصلاً في الأسباب والضرورات والخلفيات التي دفعت الظواهري إلى التفكير بالانقلاب، فهي معقدة ومتشابكة وتحتاج إلى تفنيدها بدقة على نحو لا يسمح به المجال هنا. ولذلك سنكتفي بالحديث عن مظاهر هذا الانقلاب، بخصوص علاقة «القاعدة» مع «الدولة الإسلامية» ورجالها، وتأثير ذلك على أحداث «الفتنة الجهادية» في الشام ومآلاتها.
ومع ذلك ينبغي التنبيه إلى أن الانقلاب الذي يقوم به الظواهري ليس سوى محاولة منه لمواكبة التطورات التي حدثت بعد «الربيع العربي»، وحجز مكان لنفسه ولتنظيمه على خريطة النفوذ والتأثير، وهو بالتالي ليس انقلاباً حقيقياً في المنهج والعقيدة والسلوك.
وفي هذا السياق، من المفيد أن نحيل إلى ما سربته الصحف المصرية حول مضمون خمس مكالمات هاتفية بين الرئيس المصري المخلوع محمد مرسي والظواهري تتعلق بالتعاون والتنسيق بين الطرفين. كما أنه من المفيد أن نقارن بين ادّعاءات «القاعدة» في سوريا بأنها لا تستهدف الطوائف الأخرى، وخصوصاً العلويين والمسيحيين، بينما تقوم بتفجيرات عشوائية في شوارع بيروت متعمدةً استهداف من تسميهم «الروافض والمجوس».
صحيح أن وثائق آبوت آباد في باكستان التي سربتها الاستخبارات الأميركية، بعد حصولها عليها من مقر أسامة بن لادن خلال عملية اغتياله، تشير إلى وجود ملاحظات وانتقادات لدى قيادة خراسان على «دولة العراق الإسلامية»، وتصرفاتها التي تميل إلى الغلو في التطرف ومعاداة الطوائف الأخرى، إلا أن ذلك لا يعني بحال من الأحوال سحب هذه القيادة، وعلى رأسها بن لادن، تزكيتها لـ«الدولة» وشرعيتها.
فقد أيّد بن لادن قيام «دولة العراق»، بقوله «لقد سر المسلمين تسابق عدد من الجماعات المقاتلة في سبيل الله، مع عدد من شيوخ العشائر المرابطة المجاهدة، لتوحيد الكلمة حول كلمة التوحيد، فبايعوا الشيخ الفاضل أبا عمر البغدادي أميراً على دولة العراق الإسلامية». كما بارك قيامها أبو يحيى الليبي، الذي كان يتولى منصب «المفتي العام للقاعدة» قبل مقتله هو الآخر في العام 2012، حيث قال إن «دولتكم، بل دولتنا، ودولة كل المسلمين مولود جديد طالما انتظره العالم بشغف المحب ولهف المكبوت، فما أحوجه إلى العناية الجادة والرعاية الصادقة».
بل كان الظواهري نفسه على قائمة كبار المؤيدين لقيام «دولة العراق»، قائلا «تحياتي لإخواننا المجاهدين في العراق، وأهنئهم على قيام دولة العراق الإسلامية، كما أحيي الأمة الإسلامية جمعاء على دعم هذه الدولة الفتية الناشئة، فإنها بإذن الله البوابة لتحرير فلسطين ولإحياء دولة الخلافة الإسلامية. كما أحرض جميع إخواني من المجاهدين في العراق للحاق بهذا الركب المبارك، كي ينقذوا عراق الخلافة من كيد الصليبيين وتجار الحرب الخائنين».
فكيف تحولت «الدولة» من بوابة لتحرير فلسطين وإحياء دولة الخلافة إلى مجموعة من البغاة «أحفاد الخوارج» كما وصفهم الظواهري نفسه قبل أيام، في خطاب مسجل يرثي به أبي خالد السوري الذي يُتهم «داعش» بقتله؟ وكيف انتقل الظواهري من دعوة «المجاهدين في العراق» لمبايعة تنظيم «الدولة»، إلى الحض على قتاله واجتثاثه في سوريا؟ وليس هذا وحسب، بل ينبغي أن نلاحظ أن الظواهري بدأ ينسج علاقات قوية مع بعض عناصر «القاعدة» وقياداتها من التيار الذي طالما عُرف بمعارضته لسياسة بن لادن، وأهم هؤلاء أبي مصعب السوري ورفيق دربه أبي خالد السوري الذي عينه الظواهري مندوباً له لحل الخلاف في الشام. كذلك تركيز الظواهري على «الشورى» وعدم جواز البيعة قبل «التمكين»، رغم أن «القاعدة» بايعت الملا عمر «أميراً للمؤمنين» من دون شورى ولا اختيار ولا تمكين، بل في ظل معارك طاحنة بين حركة «طالبان» والكثير من الفصائل الأفغانية، علاوة على حربها مع القوى الغربية وأميركا.
إنه، بلا شك، انقلاب هائل وجذري جرى خلال أعوام قليلة، ولكن هذا الانقلاب ينبئ في الوقت ذاته بأن موازين القوى داخل «القاعدة» تغيرت بدورها لمصلحة قيادات غير قياداتها التقليدية، هذا إن لم نكن أمام صراع بين جيلين من «القاعدة»: «قاعدة الظواهري» و«قاعدة البغدادي» على خلفية الاحتفاظ بالإمارة ومواكبة الأحداث الساخنة التي سرقت الأضواء من أفغانستان، معقل «القاعدة» التاريخي، إلى الشرق الأوسط، وتحديداً بلاد الشام التي يتمتع فيها البغدادي بنفوذ لا يضاهيه نفوذ أي تنظيم آخر.
ربما كان إدراك الظواهري لهذه الحقيقة، ووعيه أن قيادة خراسان تخسر يوماً بعد يوم من رصيدها، وتتسرب خيوط التحكم من بين أصابعها، لا سيما أن عاصمة الحدث أصبحت أرض الشام وليس كابول أو قندهار، هو ما دفعه إلى مجاراة الخطوة التي قام بها الجولاني برفضه الاندماج، وبالتالي لم يجد الظواهري سوى قبول مبايعة الجولاني له، بل ربما احتفى بهذه البيعة بينه وبين نفسه، لأنها ورقة القوة الوحيدة التي تمكنه من أداء دور على ساحة الشام، ولو تجلّى هذا الدور بإدارة أكبر فتنة «جهادية» حدثت حتى الآن.
ويبدو أن هذه الفتنة لن تبقى ضمن إطار الساحة الشامية، بل من المتوقع أن تتجاوزها إلى ساحات أخرى، هذا إن لم يكن قد حدث ذلك بالفعل، لا سيما بعد مبايعة أبي الهدى السوداني، أحد أقدم قيادات خراسان، وأيضاً مبايعة الشيخ مأمون حاتم، عضو «اللجنة الشرعية في أنصار الشريعة في اليمن»، لأبي بكر البغدادي، بل شهدنا خلال الأيام السابقة انشقاقاً إعلامياً قد يكون مؤشراً على حجم الانشقاق الذي سيضرب تنظيم «القاعدة» فيما لو استمرت هذه «الفتنة»، حيث أعلنت «شبكة شموخ الإسلام» تأييدها ودعمها لـ«الدولة الإسلامية»، بينما أصدرت «جبهة النصرة» بياناً تعلن فيه توقفها عن نشر بياناتها على هذه الشبكة، في الوقت الذي أطلّ فيه آدم غدن أبو عزام الأميركي ليشن حملة شعواء على «الدولة»، علماً أنه المشرف العام على «مؤسسة السحاب» الذراع الإعلامية لتنظيم «القاعدة».
كل ذلك، ألا يستدعي طرح السؤال: «القاعدة» إلى أين؟
القوات النظامية تعلن سيطرتها على بلدة رنكوس في ريف دمشق
دمشق- (أ ف ب): سيطرت القوات النظامية السورية الاربعاء على بلدة رنكوس في منطقة القلمون شمال دمشق بعد اشتباكات عنيفة مع مقاتلي المعارضة متواصلة منذ الثلاثاء، حسبما افاد التلفزيون الرسمي.
ونقل التلفزيون في شريط اخباري عن مصدر عسكري ان “وحدات من الجيش والقوات المسلحة انجزت الان عملياتها في بلدة رنكوس واعادت الامن والاستقرار اليها بعد ان قضت على اعداد كبيرة من الارهابيين”.
وكان التلفزيون ذكر في وقت سابق الأربعاء أن القوات النظامية “تواصل تقدمها في مدينة رنكوس بريف دمشق وتلاحق فلول العصابات الارهابية في اطراف الحي الشمالي والمزارع المحيطة”، مشيرا إلى أن القوات النظامية “تقضي على اعداد كبيرة من الارهابيين”.
واكد المرصد السوري لحقوق الانسان من جهته ان القوات النظامية دخلت بعض اجزاء البلدة، مشيرا إلى أن المعارك مستمرة في الداخل.
وكان المرصد افاد صباح الأربعاء عن “اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومقاتلي حزب الله اللبناني من جهة ومقاتلي جبهة النصرة وعدة كتائب مقاتلة من جهة اخرى في محيط رنكوس في محاولة من القوات النظامية السيطرة على البلدة. كما قصفت القوات النظامية مناطق في البلدة”.
وذكر ناشطون ان القصف على البلدة كان عنيفا جدا.
وبدأت القوات النظامية الثلاثاء هجومها على رنكوس التي تعتبر من آخر المناطق التي لا يزال مقاتلو المعارضة يتواجدون فيها في القلمون الى جانب مناطق جبلية محاذية للحدود اللبنانية، وبعض القرى الصغيرة المحيطة برنكوس مثل تلفيتا وحوش عرب وعسال الورد ومعلولا.
وكانت القوات النظامية سيطرت في منتصف آذار/ مارس على بلدة يبرود، آخر اكبر معاقل مجموعات المعارضة المسلحة في القلمون.
وتعتبر منطقة القلمون استراتيجية لانها تربط بين العاصمة ومحافظة حمص في وسط البلاد. كما ان سيطرة القوات النظامية عليها من شأنها اعاقة تنقلات مقاتلي المعارضة بينها وبين الاراضي اللبنانية.
واشار المرصد إلى أن مناطق أخرى في ريف دمشق، لا سيما في الغوطة الشرقية تتعرض لقصف من قوات النظام.
وقتل في معارك اليوم ستة مقاتلين معارضين بحسب المرصد “احدهم قائد لواء اسلامي مقاتل”، وذلك غداة مقتل 22 مقاتلا آخرين “في قصف على مناطق تواجدهم واشتباكات مع حزب الله اللبناني والقوات النظامية والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، في القلمون والمليحة ومناطق أخرى من الغوطة الشرقية”.
ويقول المرصد ان حزب الله اللبناني “يقود العمليات العسكرية من جانب قوات النظام في منطقة القلمون” وهو “مدعوم من مسلحين موالين للنظام سوريين وغير سوريين ومن سلاح المشاة السوري ومدفعية الجيش السوري”.
من جهة اخرى، افاد المرصد عن قصف ليلي على حي جوبر في شرق العاصمة ومخيم اليرموك في جنوب دمشق ترافق “بعد منتصف ليل امس مع اشتباكات بين الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة الموالية للنظام من جهة ومقاتلي جبهة النصرة وكتائب اخرى معارضة من جهة ثانية على مدخل مخيم اليرموك”.
ومنذ صيف 2013، تفرض القوات النظامية السورية حصارا خانقا على اليرموك. لكن تم في شباط/ فبراير التوصل الى هدنة هشة قامت خلالها منظمة غوث اللاجئين الفلسطينيين التابعة للامم المتحدة (اونروا) بادخال مساعدات غذائية واجلاء الاف الاشخاص المرضى والمسنين. الا ان الهدنة لم تصمد الا اسابيع.
ويستمر ادخال المساعدات بتقطع، بحسب الوضع واذونات المرور التي توافق عليها السلطات.
الائتلاف السوري: لن ندفع بأي مرشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة
علاء وليد- الأناضول: قال بدر جاموس الأمين العام للائتلاف السوري المعارض الأربعاء، إن “الائتلاف لن يدفع بأي مرشح له في الانتخابات الرئاسية التي يعتزم النظام السوري تنظيمها يوليو/ تموز تحت أي ظرف”، واصفاً إجراء هذه الانتخابات في الظروف الحالية بالخطوة “الاستفزازية”.
وفي تصريح لوكالة (الأناضول) عبر الهاتف، أوضح جاموس أن “الائتلاف يرفض إقامة مثل هذه الانتخابات ونحو نصف الشعب السوري مهجّر وملايين منهم يعيشون في خيام، فضلاً عن أكثر من 150 ألف قتيل وعشرات الآلاف من المعتقلين والمعاقين نتيجة الحرب التي يشنها النظام على الشعب منذ أكثر من ثلاثة أعوام”.
وتساءل الأمين العام: “هل سيقوم رئيس النظام بشار الأسد بعرض برنامجه الانتخابي في مخيم الزعتري (بالأردن) أو باقي مخيمات اللجوء خارج البلاد، أم أن برنامجه سيقدمه للميليشيات الطائفية التي تقاتل معه مثل حزب الله اللبناني ولواء أبو الفضل العباس العراقي وغيرها”.
ويعتبر مخيم “الزعتري” الواقع شمالي شرق الأردن أكبر مخيمات اللجوء السوري حيث يضم حوالي 110 آلاف لاجئ من أصل نحو 2.5 مليون لاجئ سوري مسجلين في قيود المفوضية العامة لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، مع توقعات بارتفاع الرقم إلى 4 ملايين مع نهاية العام الجاري.
وتتهم أطياف المعارضة حزب الله اللبناني وميليشيات عراقية أبرزها “أبو الفضل العباس″ بالقتال إلى جانب قوات النظام السوري، الأمر الذي لا ينكره الحزب في حين أن باقي الفصائل لا تعلق على الموضوع.
وحول احتمال مشاركة تشكيلات معارضة أخرى غير الائتلاف في الانتخابات المرتقبة، استبعد جاموس هذا الأمر قائلاً “لا أعتقد أن أي معارض شريف سيفكر في هذا الموضوع″.
واعتبر أن أي مشاركة من قبل المعارضة في الانتخابات التي يعتزم النظام تنظيمها “ستعطي شرعية له”.
وتترقب سوريا انتخابات رئاسية عقب انتهاء المدة الرئاسية لبشار الأسد في يوليو/ تموز المقبل، وسط توقعات وتأكيدات من مسؤولين بالنظام السوري بترشحه لولاية جديدة، وإقامتها في موعدها.
وكان الأسد صرّح في حوارات سابقة له مع وسائل إعلامية أنه لن يتردد للترشح في حال أراده الشعب السوري، أما إذا شعر بعكس ذلك فإنه لن يترشح.
وأقرّ البرلمان السوري مارس/ آذار الماضي قانون الانتخابات العامة الناظمة للانتخابات الرئاسية المرتقبة، ومن المرتقب فتح باب الترشيح للانتخابات خلال الأيام القليلة القادمة، بحسب ما تضمنه القانون.
واعتبرت مصادر في المعارضة السورية، أن الشروط التي تضمّنها قانون الانتخابات العامة، تقصي غالبية أعضاء المعارضة من الترشح لرئاسة الجمهورية، و”فُصلّت لتناسب رئيس النظام بشار الأسد”.
وأضافت المصادر أن شروط الترشح لرئاسة الجمهورية في القانون، تعني “إقصاء غالبية أعضاء المعارضة كون غالبيتهم لا تنطبق عليهم، وبخاصة في ما يتعلق بالإقامة داخل البلاد لمدة عشر سنوات متواصلة عند تقديم طلب الترشيح، وغير محكوم بجناية كون النظام أصدر أحكاماً جائرة على معارضيه وفق محاكمات صورية وأخرى عسكرية”.
ومنذ مارس/ آذار 2011 اندلعت ثورة شعبية ضد حكم بشار الأسد الذي تولى مقاليد الحكم في سوريا عام 2000، واجها نظام الأخير بالعنف، ما دفع لاندلاع صراع مسلح أدى إلى مقتل أكثر من 150 ألف شخص فضلاً عن نحو 10 ملايين لاجئ ونازح عن دياره داخل سوريا، بحسب مصادر أممية.
قصف واشتباكات في أنحاء متفرقة من سورية وإدخال مساعدات إلى أحياء مدينة حلب الشرقية
دمشق- (د ب أ)- (أ ف ب): لقي عنصر من الكتائب الاسلامية المقاتلة حتفه في اشتباكات مع القوات النظامية على اطراف بلدة المليحة شرق دمشق ليل الثلاثاء، فيما تدور منذ فجر الأربعاء اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومقاتلي حزب الله اللبناني من جهة ومقاتلي جبهة النصرة وعدة كتائب اسلامية مقاتلة من جهة اخرى في محيط بلدة رنكوس شمال دمشق في محاولة من القوات النظامية السيطرة على البلدة، وفقا لما ذكره المرصد السوري لحقوق الانسان الاربعاء.
وقال المرصد في بيان وصلت نسخة منه لوكالة الانباء الالمانية كما تعرضت مناطق في حي جوبر ومنطقة الجورة بحي القدم ومناطق في مخيم اليرموك بدمشق أيضا بعد منتصف ليل الثلاثاء/ الاربعاء لقصف من قبل القوات النظامية دون انباء عن اصابات.
ودارت بعد منتصف ليل اشتباكات بين الجبهة الشعبية القيادة العامة الفلسطينية الموالية للنظام السوري من جهة ومقاتلي جبهة النصرة وعدة كتائب اسلامية مقاتلة على مدخل مخيم اليرموك.
وفي محافظة حمص، دارت بعد منتصف ليل الثلاثاء/الاربعاء اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الاسلامية المقاتلة في محيط احياء حمص القديمة استمرت حتى فجر اليوم وانباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين.
وفي محافظة القنيطرة، قصفت القوات النظامية ليل الثلاثاء منطقة التل الأحمر الغربي الذي سيطرت عليه جبهة النصرة وعدة كتائب اسلامية مقاتلة وكتائب مقاتلة الثلاثاء ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية.
ومن جهة أخرى، اعلنت منظمة الهلال الأحمر السوري الاربعاء انها تمكنت بالتعاون مع المفوضية العليا التابعة للامم المتحدة من ادخال مساعدات للمرة الاولى منذ عشرة اشهر الى الاحياء الشرقية لمدينة حلب الخاضعة لسيطرة المعارضة.
وقال مدير العمليات في المنظمة خالد عرقسوسي لوكالة فرانس برس “تمكنا ظهر يوم امس (الثلاثاء) بالتعاون مع فريق من مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة من ادخال مساعدات من معبر جسر الحج” الواصل بين الاحياء الغربية والاحياء الشرقية من مدينة حلب (شمال).
واضاف عرقسوسي ان العملية “تمت بعد اتفاق بوقف اطلاق النار بين جميع الاطراف تم احترامه خلال المهمة”.
واشار المسؤول الى انها “المرة الاولى التي تدخل فيها مساعدات الى هذه المنطقة عبر هذا المعبر”، موضحا ان “المساعدات السابقة التي تعود الى الشهر السادس من العام الماضي، كانت تمر عبر طريق يؤدي الى السجن المركزي” على المدخل الشمالي الشرقي لكبرى مدن شمال سوريا.
واوضح عرقسوسي انه تم نقل شحنة المساعدات “عبر 270 رحلة على عربات صغيرة قام بجرها متطوعون وفريق من الامم المتحدة نظرا لكون المعبر صغيرا ومخصصا للمشاة”.
وتتالف المساعدات من مواد غذائية واغطية ومستلزمات صحية وادوات مطبخية “حفظت في مستودعات المنظمة وسيتم توزيعها على مراحل على المستفيدين”، بحسب عرقسوسي.
وتتعرض الاحياء الشرقية من حلب باستمرار لقصف جوي ومدفعي عنيف، وتشهد معارك عن اطرافها بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية.
واشارت المفوضية العليا للاجئين على موقعها الالكتروني الى “تردي الوضع الإنساني في شرق مدينة حلب”، و”نقص حاد في الغذاء والماء والأدوية والإمدادات الأساسية”.
وكانت حلب بمثابة العاصمة الاقتصادية لسوريا قبل اندلاع النزاع في منتصف آذار/ مارس 2011، وتشهد منذ صيف العام 2012 معارك يومية. ويتقاسم النظام والمعارضة السيطرة على احيائها.
وحققت القوات النظامية في الاسابيع الماضية تقدما طفيفا على اطراف المدينة، لا سيما من جهة المطار الدولي الواقع إلى الجنوب الشرقي. بينما تمكن مقاتلو المعارضة من تقوية مواقعهم عند الاطراف الغربية للمدينة وسيطروا على تلة قريبة منها.
جبهة النصرة تعلن عن مقتل قائدها الميداني في ريف دمشق
عمان- (يو بي اي): أعلن تنظيم “جبهة النصرة لأهل الشام”، مساء الثلاثاء، عن مقتل قيادي ميداني من عناصره في ريف دمشق وهو عراقي الجنسية.
وأشار التنظيم على صفحته في شبكة التواصل الإجتماعي (تويتر) إلى “مقتل القائد الميداني لجبهة النصرة (لأهل الشام) أبو طلحة البغدادي وهو عراقي الجنسية، في رنكوس″، وهي بلدة من بلدات منطقة التل التابعة إداريا لمحافظة ريف دمشق.
ولم يعط التنظيم المزيد من التفاصيل.
وكانت تقارير صحافية أشارت إلى ان القوات السورية الحكومية أحرزت تقدما في الجهة الشرقية لرنكوس التابعة للقلمون شمال العاصمة السورية دمشق وسيطرت على حي الإسكان.
قوات النظام تبدأ هجوما على رنكوس… ودمشق تؤكد: الانتخابات الرئاسية في موعدها
‘براميل متفجرة’ على حلب ردا على تقدم المعارضة المسلحة في الساحل
عواصم ـ وكالات ـ حلب ‘القدس العربي’ ـ من ياسين رائد الحلبي: قال قياديان في الجيش السوري الحر، امس الثلاثاء، إن تكثيف قصف قوات النظام السوري للأحياء السكنية في مدينة حلب(شمال) بالبراميل المتفجرة، هو ترجمة لعجزه عن صد تقدم الثوار في جبهة الساحل(غرب)، فيما تقصف قوات النظام السوري بكثافة بلدة رنكوس في منطقة القلمون شمالي دمشق تمهيدا لاقتحامها.
وذكر تلفزيون ‘المنار’ التابع لحزب الله من جهته ان الجيش السوري ‘بدأ عملية عسكرية’ في رنكوس.
وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن اتتعرض بلدة رنكوس في منطقة القلمون لقصف مكثف وغارات جوية متتالية منذ الاثنين، تمهيدا لاقتحامهاب.
وقال أنس أبو مالك أحد قياديي الجيش الحر في جبهة الساحل، إن تكثيف قوات النظام السوري من قصفها بالبراميل المتفجرة على الأحياء التي تسيطر عليها قوات المعارضة في مدينة حلب كبرى مدن الشمال السوري، يأتي كترجمة ورد على تقدم الثوار في جبهة الساحل وعجز النظام خلال 3 أسابيع عن صدهم.
والبراميل المتفجرة هي سلاح سوفييتي قديم، عبارة عن براميل معدنية محشوة بمواد شديدة الانفجار إضافة إلى برادة حديد وشظايا معدنية صغيرة، وانتهج النظام السوري استخدامه مؤخراً في قصف المناطق السكنية خاصة في ريف دمشق وحلب.
وأوضح أبو مالك أن النظام عادة ما يستخدم ما وصفها بـبأساليب الجبناء’، حيث لا يقوم بالمواجهة العسكرية مع الثوار وإنما يقوم بقصف المدنيين وإيقاع أكبر عدد منهم للضغط على الثوار والانتقام لقتلاه في المعارك.
وأشار القيادي إلى أن النظام اختار حلب بالذات كونه يدرك أنها عاصمة الشمال السوري ومعقلا رئيسيا للثوار، وهي منطقة مجاورة للساحل، لذلك يعمل على تكثيف الهجمات والقصف عليها.
من جانبه، قال العقيد عبد الجبار العكيدي، القيادي في الجيش الحر في حلب، إن النظام اختار القصف الجوي على حلب كونه لا يستطيع شن هجمات برية عليها لأن الثوار يقومون بصد القوات البرية في كل مرة ويوقعون خسائر فادحة في صفوفها.
وأضاف العكيدي القائد السابق للمجلس العسكري التابع للجيش الحر في حلب، أن قصف قوات النظام لمدينة حلب بتلك الطريقة العشوائية والهمجية والتي غايتها إيقاع أكبر عدد من القتلى بين المدنيين، هو انعكاس واضح لتقدم الثوار في عدد من الجبهات وفي مقدمتها جبهة الساحل.
وكان النظام استخدم قنابل أكثر فتكا وأشد تدميرا في ريف حلب وهي االحاويات’، وقال محمد عادل بخصو، وهو ناشط سوري في حلب لـبالقدس العربي’، ‘ان مدينة عندان في ريف حلب لم تقصف بالبراميل المتفجرة بل قصفت بخزانات من (تي إن تي) أو كما يطلق عليها (حاوية)، والحاوية تبلغ ضعف حجم ووزن البرميل، وتحمل نحو طن من المتفجرات، بينما يحمل البرميل نصف طن تقريبا، حسب التقديراتب.
من جهة اخرى اعلن وزير الاعلام السوري عمران الزعبي ان الترشح للانتخابات الرئاسية في البلاد سيتم في الايام العشرة الاخيرة من نيسان/ابريل الجاري، مؤكدا ان الانتخابات ستجرى في موعدها في حزيران/يونيو وفي ظروف ‘افضل من الظروف الحالية’.
وقال وزير الاعلام في مقابلة اجرتها معه قناة المنار اللبنانية واوردتها وكالة الانباء السورية الرسمية ان ‘باب الترشح (للانتخابات الرئاسية) سيفتح في الايام العشرة الاخيرة من الشهر الجاري’.
مسؤول معارض يحذر من تدمير النظام السوري لـ’أقدم كنيس يهودي’ بالعالم
القاهرة – من حازم بدر: حذّر مسؤول في الحكومة السورية المؤقتة التابعة للمعارضة، أمس الثلاثاء، من تدمير قوات النظام السوري لـ’أقدم كنيس يهودي’ في العالم في حي جوبر بدمشق جنوبي سوريا، بحسب قوله.
وفي تصريحات عبر الهاتف، قال كنان محمد مدير المكتب الاعلامي لوزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة، إن قوات النظام السوري تقوم بقصف حي جوبر بدمشق الذي تسيطر عليه قوات المعارضة بشكل مكثف وعشوائي، منذ أول أمس الاثنين وما يزال القصف مستمراً حتى الساعة (12.40) تغ، ما قد يؤدي إلى تدمير أقدم كنيس يهودي في العالم موجود فيه.
وأوضح محمد أن النظام السوري دأب على تدمير دور العبادة ومن ثم إلصاق التهمة بالجيش الحر، وهو ما حدث مؤخراً في كسب بمحافظة اللاذقية شمال غرب البلاد، عندما استهدفت قواته كنيسة مسيحية في البلدة، واتهم قوات المعارضة بتدميرها.
وطالب مدير المكتب الإعلامي المجتمع الدولي والمنظمات المعنية بالثقافة وفي مقدمتها ‘اليونســكو’ بالتدخل لإنقاذ الكنيس المذكور.
وتقول بعض المراجع التاريخية ان ‘كنيس جوبر’ هو أقدم كنيس يهودي في العالم، كما توجد فيه أقدم نسخة من التوراة فــــي العالم. (الأناضول)
في شريط مفبرك خدع وكالة أنباء عالمية ويتهكّم على بيانات البغدادي
‘الكبسة’ و’المندي’ و’البسطرمة’ طعام ‘داعش’ و’الاتراك’ ان ‘لم يبايعها اردوغان’
انطاكيا ـ ‘القدس العربي’ من وائل عصام: تداولت مواقع الاخبار وبعض وكالات الانباء المحلية والعالمية تسجيلا لزعيم داعش البغدادي قبل ان يتبين انه مفبرك وليس سوى عمل ساخر لانتقاد ممارسات داعش في سوريا. ونجح معدو الشريط في تقليد اصدارات الفيديو لدولة العراق والشام الاسلامية ‘داعش’ مما ادى لانخداع وكالة الانباء الامريكية ‘يو بي اي’ وقيامها بتوزيعه كخبر رئيسي متضمنا اقوالا جاءت في سياق الانتقاد الساخر على انها تهديدات لتركيا، مثل اكل لحوم الاتراك ومطالبة اردوغان بمبايعة ‘داعش’.
ويتضح بسهولة من صوت ملقي البيان انه ليس البغدادي كما هو في الاشرطة المعروفة السابقة له، الامر الذي يؤكد كون الشريط مفبركا بالاسلوب غير المسبوق والصياغات الركيكة والكلمات المضحكة، كالحديث عن ‘الكولا’ و’المندي’ و’الكبسة’ و’البسطرمة’ والشاي التركي، وكلها جاءت في سياق التهكم على ‘داعش’.
وتضمن الخطاب مواقف لا تتفق مطلقا مع اساسيات فكر القاعدة كالقول ان داعش ستقوم بغزوة ‘ثأر لاخواننا النصارى والنصيرية’، كما ان مهاجمة الاتراك ‘كشعب مسلم’ والتهديد بأكل لحومهم هو خطاب لا يمكن ان يصدر عن اي تنظيم اسلامي متشدد مهما بلغ من الاصولية.
وينتهي الشريط بأغنية تستهزىء صراحة بداعش وتهاجمها ‘لتكفيرها خيرة الدعاة’. ويحسب لمعدي الشريط قدرتهم الفائقة على انتقاد ‘داعش’ باسلوب ساخر غاية في الاتقان، يعتمد لغويا على السجع في نهايات الجمل، وعلى انتقاد ‘داعش’ من خلال ذكر مفارقات عديدة، لدرجة ان مواقع التواصل الاجتماعي اخذت بنشره على انه مادة كوميدية ساخرة.
اما وكالة انباء ‘يو بي اي’ فقد وقعت في فخ كثيرا ما وقعت فيه المؤسسات الاعلامية وهو عدم التحقق من صحة اشرطة الجماعات الاسلامية ، وبسبب قلة اطلاع معظم الصحافيين على اسلوب خطابات ونمط التفكير للجماعات الاسلامية فانهم يقعون كثيرا في مثل هذه الاخطاء، خاصة ان التخصص في ملف الجماعات الاسلامية هو امر نادر ويحتاج الى معايشة ميدانية ومتابعة حثيثة. ومن اهم العبارات الساخرة التي جاءت في الشريط هجوم البغدادي على الناطق باسم داعش (العدناني) قائلا ‘ما دعا اليه العدناني من مباهلة دون مشاورة منا’. وتبلغ السخرية مداها عندما يبرر البغدادي(المزيف) لماذا لا تريد ‘داعش’ العودة للعراق وكيف انها ‘باقية’ في سوريا، و’باقية’ هو شعار اشتهرت به ‘داعش’ في سوريا اقتبس من خطاب للبغدادي، اذ يقول معد الشريط على لسان البغدادي المزيف منتقدا انحسار ‘داعش’ في الرقة فقط ‘ام تحسدنا على قصور الرقة وجندي، وولائم الكبسة والمندي’ وايضا ‘واعلموا ان دولتنا باقية، ما دمنا ننشر الكلمات عاليوتيوب وان كان التويتر محجوب، فلا نامت عيون الصحوة ولا شربت شايا ولا قهوة’. كما يسخر الشريط من ممارسات داعش المتشددة وفرضها قوانين اصولية وانشغالها بها دون المشاركة في المعارك ضد النظام ‘ننتظر وقتا مناسبا لفتح جبهة الساحل والفرقة 17 لكن الان مشغولون بمحاربة الكبائر وحرق الخمور وعلب السجائر’، وايضا ‘ثم اننا عقدنا مع اخواننا النصيرية الصلح حتى نتفرغ لاسترداد ابار النفط ومنجم الملح’، وبخصوص تركيا يجيد معد الشريط في تركيب جمل غاية في السخرية مليئة بالسجع، تظهر داعش وكأنها دولة عظمى تخاطب تركيا بندية وتهددها بكل جدية:’شاع عنا اننا نقتل اهل الايمان ونترك النصيرية وعباد الاوثان، لذلك قررنا هدم قبر سليمان، وبمناسبة فوز المدعو اردوغان ندعوه لمد الايادي والاذعان ومبايعتنا قبل فوات الاوان ‘.وهنا تدخل الكولا والبسطرمة والشاي التركي في عبارات التهديد ‘والا اتيناهم بجنود انيسهم اشلاء الجندرمة وشرابهم الكولا مع البسطرمة، وانهم ذاقوا انواع اللحوم فلم يجدوا اشهى من لحم الاتراك، وشايهم نشهد انه طيب المذاق’. ويختم معد الشريط بالتحذير من انه لا يمكن ان يصدر من عضو بالقاعدة التي تبيح او تتساهل كثيرا في قتل غير المسلمين ، فيهدد بغزوة اسماها ‘رد الغيارى ثأرا لاخواننا النصيرية والنصارى’، وفي النهاية يعلن معد الشريط عن موقفه الحقيقي بلا استهزاء وصراحة اذ يختم بأغنية تقول كلماتها: ‘امراؤنا كلهم شبهات، يا من يريد الحق فاهجر دولة قامت على تكفير خير الدعاة’. وسبق لقنوات فضائية عربية كبرى ان بثت اشرطة تبين لاحقا انها اما مفبركة او انها قديمة واعيد نشرها.
الأسد استعمل السلاح الكيميائي مجدداً
صحف عبرية
صادق مصدر أمني رفيع المستوى في اسرائيل يوم الاثنين على أن نظام الاسد عاد فاستعمل السلاح الكيميائي قبل اسبوعين في واحد من أحياء شرق دمشق على منظمات المعارضة. وبخلاف حوادث سابقة يبدو أنه استعملت في هذه المرة مادة كيميائية معوقة لا مادة مميتة. والمصادقة الاسرائيلية هي أول سند استخباري يأتي من خارج سوريا للدعاوى التي أثارتها منظمات المعارضة في الدولة.
أفادت المعارضة عن وقوع حادثتين زعمت أنه استعمل فيهما سلاح كيميائي حدثتا في أحياء دمشق قبل نحو من اسبوعين. في الحادثة الاولى التي حدثت في 27 آذار، يوجد عند جهاز الامن الاسرائيلي شهادات تبدو صادقة عن استعمال المادة الكيميائية في حي حرستا شرقي دمشق. وتُعد المادة التي استعملها النظام مادة كيميائية معوقة، وهي وسيلة يفضي مجرد استعمالها الى الاضرار بالبشر لكن هذا الضرر يكون فعالا بضع ساعات ولا يسبب موتا. وفيما يتعلق بالحادثة الثانية التي حدثت في المنطقة نفسها، لا يستطيعون في اسرائيل أن يصادقوا هل استعمل سلاح كيميائي حقا.
استقر رأي المجلس الوزاري المصغر قبل شهرين على تجميد توزيع الاقنعة الواقية على مواطني اسرائيل اعتمادا على تقدير أن تهديد استعمال سوريا للسلاح الكيميائي قل جدا، وهي التي تملك أكبر مخزون من هذا السلاح في المنطقة. ومع ذلك ما زال مصنعان اسرائيليان ينتجان عددا قليلا نسبيا من الاقنعة لحاجة الجيش الاسرائيلي. وستوزن السياسة من جديد في نهاية السنة وسيتقرر آنذاك هل يتم التوقف تماما عن توزيع الاقنعة على المواطنين.
قال وزير الدفاع موشيه يعلون في حديث مع صحفيين في تل ابيب إن النظام السوري أباد كل مصانع سلاحه الكيميائي ويبدو أنه أباد ايضا أكثر السلاح الذي كان مُعدا لاطلاق السلاح الكيميائي. وأضاف يعلون أن نحوا من 60 بالمئة من المادة الكيميائية أُخرجت من سوريا للقضاء عليها في اطار الاتفاق مع الغرب. وقال: ‘تم في الاسابيع الاخيرة تعجيل مسار اخراج المادة من سوريا بعد فترة قصيرة في سفينة دانماركية أو نرويجية من ميناء اللاذقية ومن هناك الى موقع تحت سيطرة امريكية يتم فيه القضاء على المادة’.
وقدر وزير الدفاع أن سوريا يسودها شلل متبادل، فالنظام السوري غير قادر على اخضاع المقاومة، والمقاومة غير قادرة على اخضاع النظام. وقال يعلون إن ‘الاسد يسيطر اليوم على أقل من 40 بالمئة من مساحة الارض’.
وقال وزير الدفاع فيما يتعلق بالحوادث الامنية الاخيرة في حدود هضبة الجولان إن الحادثتين الاخيرتين اللتين وضعت فيهما شحنات تفجيرية الاولى قبل شهر وأصابت فيها قوة من الجيش الاسرائيلي واضعي الشحنة في شمال الجولان، والثانية قبل ثلاثة اسابيع وجرح بها اربعة مظليين بينهم نائب قائد كتيبة قال إنها ‘عمليات تخدم مصالح النظام وحزب الله’. وعرّف يعلون منفذي هذه العمليات بأنهم ‘مبعوثون’ من قبل سوريا وحزب الله وقال إنهم في جهاز الامن يتعقبون هؤلاء المبعوثين ‘لكنهم يلقون المسؤولية على النظام في دمشق’.
قال يعلون هذا الكلام بعد يوم من اعتراف الامين العام لحزب الله حسن نصر الله لاول مرة بان منظمته وقفت وراء تفجير شحنة تفجيرية في الحدود بين اسرائيل ولبنان في مزارع شبعا قبل شهر. وتُفسر كل الحوادث الاخرى في الحدود مع سوريا ولبنان في اسرائيل بأنها محاولة من حزب الله ونظام الاسد لرسم ‘خطوط حمراء’ تخصهما في التوتر مع اسرائيل؛ فبعد أن قُصف معسكر لحزب الله في الجانب اللبناني من الحدود مع سوريا بهجوم جوي منسوب الى اسرائيل في نهاية شباط، أراد حزب الله أن يجبي ثمنا من اسرائيل وأن يصدها عن هجمات اخرى داخل لبنان.
ولاسرائيل من جهتها خطوط حمراء خاصة بها أعلنتها في عدة فرص: فهي سترد على اطلاق النار على ارضها، وستعمل على احباط ومنع تهريب وسائل قتالية متقدمة من سوريا الى لبنان ومنع نقل سلاح كيميائي الى حزب الله. واسرائيل مستمرة على سياسة الرد العسكري على كل ضرب في اراضيها.
وهي تحاول بقدر كبير أن تُقر توازن رعب مشابها في سائر حدودها المتأثرة بالزعزعة في العالم العربي. وحتى لو كانت منظمات أصغر مسؤولة عن اطلاق النار عليها فان التهديد على نحو عام (وتستعمل القوة العسكرية احيانا ايضا) يوجه الى التي تتولى السلطة. فقد هاجم الجيش الاسرائيلي أهدافا للجيش السوري بعد التفجير الذي أصيب به المظليون الاربعة في الجولان.
عاموس هرئيل وغيلي كوهين
هآرتس 8/4/2014
الجيش السوري الحر: النظام يترجم تقدم الثوار في الساحل… ‘براميل متفجرة’ على حلب
بان كي مون: القوات الحكومية السورية تواصل تدمير الأحياء ودفن العائلات تحت الأنقاض
عواصم ـ وكالات: قال قياديان في الجيش السوري الحر، امس الثلاثاء، إن تكثيف قصف قوات’النظام السوري للأحياء السكنية في مدينة’حلب(شمال) بالبراميل المتفجرة، هو ترجمة لعجزه’عن صد تقدم الثوار في جبهة الساحل(غرب).
وقال أنس أبو مالك أحد قياديي الجيش الحر في جبهة الساحل، إن تكثيف قوات النظام السوري من قصفها بالبراميل المتفجرة على الأحياء التي تسيطر عليها قوات المعارضة في’مدينة حلب كبرى مدن الشمال السوري، يأتي كترجمة ورد على تقدم الثوار في جبهة الساحل وعجز النظام خلال 3 أسابيع عن صدهم.
والبراميل المتفجرة هي سلاح سوفييتي قديم، عبارة عن براميل معدنية محشوة بمواد شديدة الانفجار إضافة إلى برادة حديد وشظايا معدنية صغيرة، وانتهج النظام السوري استخدامه مؤخراً في قصف المناطق السكنية خاصة في ريف دمشق وحلب.
وأوضح أبو مالك أن النظام عادة ما يستخدم ما وصفها بـ’أساليب’الجبناء’، حيث لا يقوم بالمواجهة العسكرية مع الثوار وإنما يقوم بقصف المدنيين وإيقاع أكبر عدد منهم للضغط على الثوار والانتقام لقتلاه في المعارك.
وأشار القيادي إلى أن النظام اختار حلب بالذات كونه’يدرك أنها’عاصمة الشمال السوري ومعقل رئيسي للثوار، وهي منطقة مجاورة للساحل،’لذلك يعمل على تكثيف الهجمات والقصف عليها.
من جانبه، قال العقيد عبد الجبار العكيدي، القيادي في الجيش الحر في حلب،’إن النظام اختار القصف الجوي على حلب كونه لا يستطيع شن هجمات برية عليها لأن’الثوار يقومون بصد القوات البرية’في كل مرة ويوقعون خسائر فادحة في صفوفها.
وأضاف العكيدي’القائد السابق للمجلس العسكري التابع للجيش الحر’في حلب، أن قصف قوات النظام لمدينة حلب’بتلك الطريقة العشوائية والهجمية والتي غايتها إيقاع أكبر عدد’من القتلى بين’المدنيين، هو انعكاس واضح لتقدم الثوار في عدد من الجبهات وفي مقدمتها جبهة الساحل.
وحول سبب اختيار حلب دون غيرها من المناطق السورية لهذا الأمر، قال العكيدي إن عدداً من المقاتلين من حلب التحقوا مؤخراً بجبهة الساحل للقتال إلى جانب مقاتلي المعارضة هنالك، إضافة إلى أن حلب هي الجبهة ‘الأكثر إيلاماً’ للنظام كونها أوقعت خلال السنتين الماضيتين’عدداً كبيراً من مقاتليه’إضافة إلى’موقعها الاستراتيجي الهام الذي خسره النظام.
ومنذ 21 آذار/مارس الماضي، أعلنت فصائل إسلامية مثل جبهة ‘النصرة’ وحركة ‘شام’ الإسلامية وأخرى تابعة للجيش الحر،’عن إطلاق معركتين باسم”الأنفال’ و’أمهات الشهداء’، تستهدف مناطق’تسيطر عليها قوات النظام شمالي محافظة اللاذقية (غرب) ذات الغالبية العلوية، التي ينحدر منها رأس النظام بشار الأسد، ومعظم أركان حكمه وقادة أجهزته الأمنية.
واستطاعت قوات المعارضة السيطرة على مدينة ‘كسب’ الاستراتيجية التي يوجد فيها سكان من ‘الأرمن’، ومعبرها الحدودي مع تركيا، وعلى قرية وساحل”السمرا’ أول منفذ بحري لها على البحر المتوسط، وعدد من المواقع الأخرى القريبة منها.
فيما تسيطر قوات المعارضة، منذ نحو عامين، على ريف حلب الشمالي ومعابرها الحدودية مع تركيا، وعدد من أحياء المدينة، ولم تفلح محاولات قوات النظام المتكررة لاستعادة تلك المناطق، ما جعلها مؤخراً تتبع سياسة”الأرض المحروقة’ وقصف المدنيين بـ’البراميل المتفجرة’، وكثفت من قصفها بعد فتح جبهة الساحل من قبل الثوار ما أوقع عشرات القتلى بين المدنيين،’حسب مصادر المعارضة.
وأطلق ناشطون’معارضون للنظام السوري، السبت،”هاشتاغ’ على موقعي التواصل الاجتماعي ‘فيسبوك’ و’تويتر’ بعنوان ‘أنقذوا’حلب’، وذلك رداً على ‘هاشتاغ’ مماثل أطلقه موالون للنظام قبل أيام’بعنوان ‘أنقذوا كسب’. وأطلق الناشطون”هاشتاغ’أنقذوا’حلب’، بعد أسبوع دامٍ في ‘مدينة حلب، شنّ خلاله طيران’النظام قصفاً عنيفاً بالبراميل المتفجرة،’على أحياء سكنية’تسيطر عليها’قوات المعارضة’في المدينة؛’ما أوقع عشرات القتلى والجرحى من المدنيين.
‘قال أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، امس الثلاثاء، عن الوضع في سوريا، إن ‘القوات الحكومية تدمر’أحياء بأكملها دون تمييز، وتدفن عائلات بأكملها تحت أنقاض منازلهم’.
وذكر بيان منسوب إلى’الأمين العام’أنه ‘في مواجهة تقارير جديدة مقلقة من الفظائع في الصراع الوحشي الذي يقود سوريا إلى’الدمار، فإن الأمين العام يطالب الأطراف المتحاربة وأنصارهم إلى ضمان حماية المدنيين، بغض النظر عن دينهم أو المجتمع أو الانتماء العرقي’.
وأشار بيان بان كي مون إلى’أنه ‘لدى’الحكومة السورية والجماعات المسلحة التزام قانوني ومسؤولية أخلاقية للقيام بذلك، وعليهم أن يفعلوا كل شيء لتجنب ومنع العنف ضد المدنيين، بما في ذلك القصف العشوائي والهجمات الجوية على المناطق المدنية’.
ووصف بان كي مون مقتل أحد القساوسة المسنين’(الأب فرانز فان دير’لوجت)، في حمص (وسط سوريا) الاثنين،’بأنه ‘ما هو إلا أحدث مأساة تلقي الضوء على الحاجة الملحة لحماية المدنيين’.
وتابع ‘إنني أعلن إدانتي لهذا العمل العنيف وغير الإنساني ضد الرجل الذي وقف ببطولة مع الشعب السوري في ظل الحصار والصعوبات المتزايدة’.
وأردف بان كي مون في بيانه قائلا ‘إنني أيضا قلق للغاية إزاء قيام الجماعات المدرجة على’قائمة المنظمات الإرهابية من قبل مجلس الأمن الدولي’بمواصلة ارتكاب أعمال وحشية’ضد السكان المدنيين’.
وقال إن ‘هناك اعتقادا من قبل العديد داخل”سوريا وخارجها بأن هذا الصراع يمكن كسبه عسكريا’إلا أن مزيدا من العنف’لن يجلب سوى المزيد من المعاناة وعدم الاستقرار في سوريا’ونشر الفوضى في المنطقة’.
وحث الأمين العام’جميع السوريين وأنصارهم”في الخارج على”وضع حد لهذا الصراع الآن’.
ومنذ آذار/مارس 2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 40 عامًا من حكم عائلة بشار الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة.
غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات؛ ما دفع سوريا إلى معارك دموية بين القوات النظامية وقوات المعارضة؛ حصدت أرواح أكثر من 150 ألف شخص، بحسب إحصائية خاصة بالمرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يعرف نفسه على أنه منظمة حقوقية مستقلة، تتخذ من لندن مقراً لها.
ولقي 65 شخصا، من بينهم 7 أطفال و4 سيدات، مصرعهم، في عمليات عسكرية شنتها قوات النظام السوري بالأسلحة الثقيلة، الاثنين، على المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة في مختلف المدن السورية.
وذكر بيان صادر عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان، التي تتخذ لندن مركزا لها، أن عمليات جيش النظام، أسفرت عن’مقتل 25 شخصا في ريف وضواحي العاصمة دمشق، و10 في حماة، و9 في إدلب، و8 في درعا، و5 في اللاذقية، و4 في حلب، و3 في القنيطرة، وشخص واحد في حمص.
وأفادت اللجنة’التنسيقية’المحلية السورية، في بيان لها، أن طائرات حربية تابعة للنظام، قصفت العديد من المناطق السورية، التي تسيطر عليها ‘قوات المعارضة في مدينة حلب، مما أدى إلى تدمير عدد كبير من المباني والبيوت.
وأضاف البيان أن طائرات النظام ألقت براميل متفجرة على مدينة حلب، وأن اشتباكات مكثفة وقعت بين القوات النظامية وقوات تابعة للجبهة الإسلامية، وأن قوات الأسد’أوقعت أضرارا كثيرة في البلدة القديمة لحلب.
وأشار البيان إلى مناطق داريا ودومة وبرزة وجوبر في العاصمة دمشق تعرضت إلى قصف مكثف من قوات النظام السوري.
وأوضح البيان أن اشتباكات مكثفة بين الجيش السوري الحر، والقوات النظامية وقعت في جبل تركمان، بمدينة اللاذقية، وأن الجيش الحر يسيطر على العديد من المناطق في اللاذقية، من بينها منطقة كسب.
وأدان الائتلاف’السوري المعارض، اغتيال قس هولندي الجنسية في مدينة’حمص وسط سوريا، متوعداً بمحاسبة من يقف وراء الجريمة.
وقال الائتلاف في بيان امس الثلاثاء’إنه ‘تلقى’ببالغ الحزن والصدمة خبر استشهاد الأب فرنسيس فان درلخت، راعي دير(الآباء اليسوعيين)’في حي بستان الديوان بحمص القديمة، والذي أمضى في سوريا’35 عاماً، ورفض الخروج من أحياء حمص المحاصرة وذاق ويلات الحصار المفروض من قبل قوات النظام مع باقي أبناء الشعب السوري’.
وقال ناشطون سوريون معارضون، الاثنين،’إن مسلحين ملثمين’دخلوا الدير الذي يقيم فيه القس فرنسيس′واقتادوه إلى الخارج’وأطلقوا عليه رصاصتين في الرأس بعد أن أشبعوه ضرباً.
وتحاصر قوات النظام السوري منذ أكثر من عام ونصف الأحياء القديمة في حمص التي تسيطر عليها قوات المعارضة، وسمح خلال الأشهر الماضية بإجلاء عدد من سكانها المدنيين تحت ضغط دولي، إلا أن’جزء ا رفضوا ذلك وفضّلوا البقاء في منازلهم.
وأشار الائتلاف إلى أن’القس فرنسيس عبّر عدة مرات عن مواقفه من خلال تسجيلات مصورة من قلب الأحياء المحاصرة لنقل الحقيقة للعالم عن ما يتعرض له المدنيون العزل من تجويع وقصف لأحيائهم السكنية من قبل قوات النظام، كما طالب المجتمع الدولي أكثر من مرة بإدخال المساعدات الإغاثية الفورية إلى الأطفال والنساء والشيوخ.
ولفت الائتلاف إلى أنه ‘يذكّر’بأن نظام بشار الأسد لطالما قام بتصفية كل من تعاطف مع الشعب السوري أو عبر عن مواقف ضد القمع والإجرام الممارس ضد المواطنين’، في اتهام ضمني للنظام بالمسؤولية عن عملية الاغتيال.
ولم يتسنّ الحصول على تعليق رسمي من قبل النظام السوري على اتهام الائتلاف له، كما لم يتسن التأكد مما ذكره الناشطون حول طريقة اغتياله من مصدر مستقل.
وأعربت المتحدثة باسم الخارجية الامريكية جنيفر بساكي عن شجب بلادها لمقتل القس فرانسيس فان دير لخت من قبل مسلح في حمص.
وقالت بساكي في مؤتمرها الصحافي اليومي الذي عقد في وزارة الخارجية الامريكية في العاصمة واشنطن، الاثنين، ‘أحزنتنا نبأ مقتل الأب فرانسيس فان ديرلخت على يد مسلح في حمص’.
وأضافت أن بلادها ‘تدين هذا الاعتداء وغيره من الاعتداءات التي تستهدف المدنيين وتجمعات الاقليات’.
‘وقال قيادي في الجيش السوري الحر، امس الثلاثاء، إن القس المسيحي الهولندي الجنسية، فرنسيس فان درلخت’اغتيل، الاثنين،’في حمص وسط البلاد،’نتيجة لخرق أمني في’صفوف الثوار من قبل النظام السوري.
وأوضح العقيد فاتح حسون قائد ‘جبهة حمص’ التابعة للجيش الحر، أن القس′فرنسيس اغتيل عبر عملاء للنظام السوري مدسوسين في صفوف الثوار، دون أن يعطي تفاصيل أكثر عن عملية الاغتيال.
وأضاف أن الثوار حموا القس فرنسيس′خلال عام ونصف العام من’حصار وهجمات قوات النظام على عدد من الأحياء التي تسيطر عليها قوات المعارضة’في حمص، ولو أرادوا إيقاع أذى به لفعلوا ذلك خلال تلك الفترة. وقال ناشطون سوريون معارضون، الاثنين،’إن مسلحين ملثمين’دخلوا’دير”الآباء اليسوعيين”في حي بستان الديوان بحمص القديمة’الذي يقيم فيه القس فرنسيس′واقتادوه إلى الخارج’وأطلقوا عليه رصاصة في الرأس بعد أن أشبعوه ضرباً. وتحاصر قوات النظام السوري منذ أكثر من عام ونصف الأحياء القديمة في حمص التي تسيطر عليها قوات المعارضة، وسمح خلال الأشهر الماضية بإجلاء عدد من سكانها المدنيين تحت ضغط دولي، إلا أن’جزء منهم رفضوا ذلك وفضّلوا البقاء في منازلهم.
وأوضح حسون أن القس القتيل كان مناصراً’للأهالي والثوار ورفض الخروج من الأحياء المحاصرة بعدما فُتح الباب لذلك مؤخراً من قبل النظام تحت ضغط دولي.
ولفت قائد الجبهة إلى أن النظام هو المستفيد الوحيد من اغتيال الأب’فان درلخت وذلك لتأليب الرأي العام على الثوار وأيضاً لإيقاف المساعدات الإنسانية التي تم فرض’ إدخالها’عليه’إلى بعض المناطق التي تحاصرها قواته’ومنها حمص.
واعترف قائد الجبهة بوجود اختراقات أمنية في صفوف الثوار ليس فقط في حمص وإنما في معظم المناطق السورية، ووقع جراءها العديد من عمليات الاغتيال في صفوف قيادات الجيش الحر خلال الفترة الماضية، لم يقدم أمثلة.
ونوه إلى أن ما وصفه بـ’الخرق الأمني’ موجود في كل دول العالم، ومن ذلك تتم عمليات الاغتيالات مشيراً إلى أن الجيش الحر باشر بالتحقيقات اللازمة للتوصل للجناة ومحاسبتهم.
في سياق متصل، قال حسون إن عدد المسيحيين الذين ما زالوا في الأحياء المحاصرة من حمص لا يتجاوز الثلاثين أو الأربعين شخصاًَ معظمهم من كبار السن، من أصل ألف مدني ما يزالون في تلك الأحياء، وهم جميعاً تحت حماية الجيش الحر.
ولم يتسنّ الحصول على تعليق رسمي من قبل النظام السوري على اتهام القيادي في الجيش الحر له، كما لم يتسن التأكد مما ذكره الناشطون حول طريقة اغتياله من مصدر مستقل.
التحاق نساء ألمانيات بصفوف “المجاهدين” في سوريا
دوتشيه فيليه ـ أثار سفر فتاة ألمانية لا تتعدى 16 عاما إلى سوريا والتحاقها بالمقاتلين الإسلاميين الكثير من الجدل داخل ألمانيا، خصوصا في ظل تزايد نسبة الفتيات السلفيات اللواتي أصبحن يغادرن بمفردهن إلى سوريا لتقديم الدعم للمقاتلين هناك.
“أنا الآن لدى القاعدة” عبارة كتبتها سارة لصديقاتها بمجرد وصولها لسوريا. وهو ما أثار صدمة في صفوف تلاميذ مدرستها في مدينة كونستانس جنوب ألمانيا. بعد ذلك كتبت طالبة الثانوية، والتي لم يكن عمرها عندما غادرت ألمانيا خمسة عشرة عاماً، في مواقع التواصل الاجتماعي “نقدم الدعم لأزواجنا في القتال ونلد مقاتلين”.
غادرت سارة إلى سوريا في العطلة الشتوية وخططت بدقة كبيرة لهذه الخطوة، إذ قامت بنسخ جواز سفر والدها وزورت توقيعه على وثيقة تسمح لها بالسفر لكونها قاصر. بعد ذلك انطلقت إلى سوريا من أجل “الجهاد”، واختفت عن الأنظار.
من المدرسة إلى مقاتلة مع القاعدة
تركت سارة آثارا لها على شبكة الإنترنت، ففي قائمة الفيديوهات التي دخلت إليها عبر موقع اليوتيوب، وُجدت الكثير من مقاطع الفيديو تمجد الجهاد. كما اختارت عبارة ” لا إله إلا الله محمد رسول الله” كصورة شخصية لها على الإنترنت.
“أَمة العزيز″ هو الإسم الجديد لسارة. ومنذ 4 يناير/كانون ثاني تزوجت من “مجاهد” ألماني من مدينة كولونيا. وتعتقد السلطات الألمانية بأن الزوجين انضما إلى مجموعة “المجاهدين” الألمان بحلب للقتال إلى جانب تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام، المعروفة اختصارا بـ”داعش”. وتوجد تكهنات بأن سارة تشارك بشكل مباشر في القتال.
شكلت قصة التلميذة الألمانية سارة صدمة للسلطات وللرأي العام في ألمانيا. فرغم أن مكتب حماية الدستور (المخابرات الألمانية الداخلية) يعلم منذ فترة طويلة بهجرة نساء من أوساط متشددة إلى سوريا، إلا أن هؤلاء النساء وعلى خلاف سارة، يسافرن برفقة أزواجهن ولا يلجأن إلى حمل السلاح.
وبهذا الخصوص تقول كلاوديا دنتشيكن الخبيرة في قضايا التطرف الإسلامي في برلين إن “المثير في الأمر وجود مجموعات نسائية نشيطة جداً داخل المحيط السلفي”. وحسب الخبيرة ذاتها، فإن الكثير من النساء المسلمات بما في ذلك الألمانيات اللواتي اعتنقن الإسلام ينجذبن للتيار السلفي لأنهن يبحثن عن دور واضح ومحدد للمرأة وهو كونها ربة بيت و أم ومعينة للرجل.
نساء بتوجهات سلفية
وتقوم الكثير من النساء المقتنعات بالفكر السلفي بالدعاية ومساعدة الرجال في الأمور التنظمية، ويشرفن أيضا على بعض مواقع الإنترنت المتشددة التي تدعو إلى القتال. وحسب دانتشكه فإن هؤلاء “النسوة يحرصن على نشر مقاطع الفيديو وتصريحات ونشاطات المقاتلين”. ونادرا ما تظهر النساء السلفيات في الواجهة وذلك لتفادي الاحتكاك المباشر مع رجال آخرين وهو أمر ممنوع في الفكر السلفي.
لم يعد السفر إلى سوريا للالتحاق بالمقاتلين الإسلامين يقتصر على المتزوجات، بل أصبح يشمل أيضا الشابات العازبات، كما يؤكد رئيس مكتب حماية الدستور في ألمانيا هانز جورج ماسين مؤكدا أنهن يقمن بذلك انطلاقا من قناعتهن الشخصية. ولوحظ هذا التوجه أيضا في بريطانيا. ووفق تقرير صدر حديثا عن “المركز الدولي لدراسة التطرف” فإن عدد البريطانيات اللواتي يسافرن إلى سوريا في تزايد، حيث يتزوجن هناك بمقاتلين تعرفن عليهم في وسائل التواصل الاجتماعي. وهؤلاء النساء يرون في المقاتلين الإسلاميين أبطالا ويحلمن بالزواج من “مجاهد”.
استخدام فتيات لأغراض دعائية
ويبدو أن التلميذة سارة لم تسافر إلى سوريا من أجل الزواج، وإنما لاقتناعها بالفكر السلفي وقد تكون مستعدة لحمل السلاح وقتال “الكفار” إذا استدعت الضرورة ذلك.
وحسب المكتب الجنائي الإقليمي في مدينة شتوتغارت، والذي يتولى البحث في هذه القضية، فإن سارة تدربت فعلا على استخدام السلاح. رغم ذلك فإنها تبقى في نظر المحلل النفسي وخبير قضايا التطرف أحمد منصور مجرد استثناء، ويرى منصور بأن “هذه الفتاة يتم استخدامها لأغراض دعائية من أجل لفت أنظار شباب آخرين، والقول لهم: انظروا حتى النساء يشاركن في الجهاد”.
وحسب الخبير ذاته فلا بد من بحث ودراسة كل حالة على حدة، فإلى غاية اللحظة لا يمكن الجزم في الدافع الحقيقي وراء سفر سارة إلى سوريا فقد يكون سبب ذلك هو رغبتها في التحرر من قبضة والديها أو قد يكون السبب فعلا توجهاتها السلفية.
ارتفاع عدد الألمان “المجاهدين” بسوريا
موازاة لذلك، يشعر مكتب حماية الدستور في ألمانيا بالكثير من القلق من تزايد عدد الألمان الذين يسافرون إلى سوريا. وبهذا الخصوص يقول مدير المكتب الفيدرالي أنه و”منذ اندلاع الصراع، غادر حوالي ثلاثمائة متشدد إسلامي إلى سوريا، 40 في المائة منهم لا يتجاوز عمرهم 25 عاما. كما أن العشرات منهم كانوا قاصرين أثناء مغادرتهم لألمانيا”. وتُستخدم وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع الإنترنت كوسيلة دعائية للترويج لذلك.
تواصل سارة نشاطها على شبكة الإنترنت، حيث تنشر صورا لنساء يرتدين البرقع وتعلق على تلك الصور بإعجاب. وهو اللباس الذي أصبحت الفتاة البالغة من العمر 16عاما ترتديه بالفعل، حيث نشرت صورة لها على الإنترنت وهي منقبة بالكامل وتلبس قفازات سوداء وتقف إلى جانب مدفع رشاش.
دمشق تعلن أن الانتخابات الرئاسية في موعدها.. والمعارضة تراه تمهيدا لإعادة الشرعية للأسد
باريس: الأسد قد يكون آخر الناجين من سياسة الجريمة الجماعية
بيروت: كارولين عاكوم
لم يمض أكثر من 24 ساعة على إعلان الرئيس السوري بشار الأسد أنه باق في السلطة، وتأكيد حليفه أمين عام حزب الله حسن نصر الله أن خطر سقوط حليفه «انتهى»، حتى أتى إعلان وزير الإعلام السوري عمران الزعبي، أمس، عن أن باب الترشح للانتخابات الرئاسية سيفتح في الأيام العشرة الأخيرة من شهر أبريل (نيسان) الحالي، مؤكدا أن الانتخابات ستجرى في موعدها في يونيو (حزيران) المقبل وفي ظروف «أفضل من الظروف الحالية».
هذا الإعلان الذي تضعه المعارضة في خانة «التحدي» للمجتمع الدولي، والتأكيد على عدم اكتراث الأسد بأي حل سياسي، وهو القائل بأن العمليات العسكرية ستنتهي هذا العام، قد لا يكون أكثر من رسالة تمهيدية للوصول إلى التمديد الذي ينص عليه الدستور، إذا كانت الظروف في البلد لا تسمح بإجراء الانتخابات، وفق ما أشار إليه مدير المكتب القانوني في المجلس الوطني السوري، هشام مروة.
واعتبر مروة الحديث عن انتخابات في سوريا في هذا الوضع الحالي ليس أكثر من رسالة سياسية تمهّد لإعادة الشرعية للأسد، يؤكد فيها أنه غير مكترث بأي حل سياسي، وتحد سافر للمجتمع الدولي. ويذكّر مروة في حديثه لـ«الشرق الأوسط» ببيان «أصدقاء سوريا» الأخير، الذي اعتبر أن تنظيم السلطات السورية لانتخابات رئاسية من جانب واحد «يمثل رفضا واضحا» من جانبها لمباحثات جنيف، و«نسفا خطيرا» لجهود إنهاء الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ أكثر من ثلاثة أعوام.
وكانت دول مجموعة «أصدقاء سوريا» أعلنت في يناير (كانون الثاني) الماضي أنها ستعتبر أي انتخابات رئاسية يجريها النظام ويكون الرئيس بشار الأسد مرشحا فيها «ملغاة وباطلة»، معتبرة أن فكرة إجراء انتخابات رئاسية ينظمها النظام تمثل تناقضا تاما مع مسيرة «جنيف 2»، وهدفها المتمثل في «تنفيذ عملية انتقال ديمقراطية عن طريق التفاوض»، واصفة عملية اقتراع من هذا النوع بـ«المهزلة». وأوضح مروة أن إجراء الانتخابات بعد إعلان الأسد نيته الترشّح وإن بشكل غير مباشر، يعني أنه سيتسلح بالدستور الذي فصله على قياسه، فهو إما أن يعيد إنتاج نفسه بإجراء انتخابات صورية على وقع القصف والدبابات والبراميل المتفجرة، وفي غياب المرشحين المنافسين والمقترعين، أو أن يضع المجتمع الدولي تحت أمر الدستور الواقع الذي يعطي مجلس الشعب الحق في التمديد للرئيس في ظل الأوضاع الطارئة.
وسأل مروة «كيف يمكن إجراء انتخابات في بلد مدمّر، وكيف يمكن لنتائجها أن تكون نزيهة؟». وأوضح أن أهم شروط إرجاء الانتخابات، المتمثلة في الأمن والحياة الطبيعية وقدرة الناس على الخروج من منازلهم للتصويت، غير متوافرة في سوريا، إضافة إلى عدم قدرة اللاجئين السوريين على الانتخاب بسبب عدم وجود سفارات لسوريا في عدد من الدول العربية حيث يوجد معظمهم. وفي حين اعتبر الزعبي أن «العبرة ستكون بعدد الذين سيشاركون وليس بالجغرافيا»، وهو ما بدا إشارة واضحة إلى المناطق التي لا تخضع لسيطرة النظام، لفت مروة إلى أن الدستور السوري لا يشترط مشاركة عدد معين أو نسبة محددة من المواطنين، بل إنه يمنح حق الفوز لأي مرشّح يحصل على أعلى نسبة من بين المقترعين. وطالب انطلاقا من هذا الواقع المجتمع الدولي بالتحرّك والعودة إلى مجلس الأمن لاتخاذ الإجراءات اللازمة التي تلزم الطرفين بمقررات «جنيف 1»، وأهمها تشكيل هيئة انتقالية.
من جهته، استغرب خبير القانون الدولي اللبناني، أنطوان صفير، إعلان سوريا عزمها إجراء الانتخابات الرئاسية رغم الأوضاع التي يعيشها البلد وتهجير ملايين المواطنين. ورأى في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن العملية الانتخابية وكيفية إدارتها هي من مسؤولية النظام السوري الذي لا يزال يحظى بالاعتراف الدولي رغم سحب بعض الدول هذا الاعتراف منه.
ولفت صفير إلى أن الناحية التقنية للعملية تفتقد إلى عوامل أساسية ومهمة، أبرزها فقدان النظام سيطرته على بعض المناطق وبالتالي عدم القدرة على إقامة مراكز اقتراع فيها، إضافة إلى تهجير مئات الآلاف الذين قد لا يدلون بأصواتهم. وأشار إلى أن هذه الوقائع من شأنها أن تؤثر سلبا على نتائج هذه الانتخابات التي قد يكون مشككا في نتائجها بسبب عدم مشاركة هذا العدد الكبير من الشعب السوري بها، موضحا في الوقت عينه أن «الحكم على هذه النتائج يأتي بعد انتهاء الانتخابات التي هي من مسؤولية الدولة». وبالنسبة إلى صفير لا ينفصل إصرار الحكومة السورية عن التطورات السياسية الدولية المرتبطة بالأزمة في الداخل، لا سيما أن النظام السوري قائم بقوة الأمر الواقع وبدعم من حلفائه في الخارج وببعض نقاط القوة في الداخل في مواجهة المعارضة المنقسمة على ذاتها. وأوضح «الأسد هو الآن على رأس هذا النظام، وبالتالي فإن إجراء الانتخابات لن يغيّر من المشهد كثيرا إذا لم يُتّخذ حل شامل للأزمة السورية التي تحوّلت إلى حرب أمم يدفع ثمنها الشعب في الداخل والخارج».
وكان الزعبي قال في مقابلة مع قناة «المنار» التابعة لحزب الله، إن الدولة السورية تعتبر هذه الانتخابات «بمثابة اختبار لخطابها السياسي وإيمانها بالحلول السياسية واحترامها للدستور»، مؤكدا أنها «ستجرى وفقا لمعايير الشفافية والحياد والنزاهة وفي ظروف أفضل من الظروف الحالية، ولن نسمح لأحد بأن يؤخرها أو يؤجلها لأي سبب كان أمنيا أو عسكريا أو سياسيا داخليا وخارجيا». وأكد أن «تنفيذ هذه الاستحقاقات لا يتعارض مع التوجه إلى الحل السياسي أو عملية جنيف أو المصالحات الوطنية في الداخل، كما أنها ستعزز صمود السوريين وتماسك الدولة بكل مؤسساتها وقدرتها على القيام بواجباتها الدستورية الوطنية».
وفي غضون ذلك، اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال، أمس، أن الأسد «ربما سيكون آخر الناجين من سياسة الجريمة الجماعية» التي يتبعها، معربا عن الأسف «للمأزق المأساوي» في سوريا.
وندد نادال بالانتخابات السورية معتبرا أنها «مهزلة مفجعة». وقال إن «المنطق الذي انغلق داخله بشار الأسد منذ ثلاث سنوات مع ذبح شعبه من أجل البقاء في السلطة يعطي النتيجة التي نعرفها اليوم: 150 ألف قتيل. إنه مأزق مأساوي ومأزق للشعب السوري». وشدد على أن «الهدف الوحيد لبشار الأسد هو إبادة شعبه. ربما سيكون آخر الباقين من سياسة الجريمة المكثفة، لكنه مأزق تام لسوريا».
وأضاف نادال «لا توجد خطة غير انتقال سياسي. سيكون الأمر الوحيد الذي يوقف حمام الدم في هذا البلد»، مؤكدا أن سوريا ستبقى «أولوية في تحرك فرنسا». وقال «منذ ثلاث سنوات لم تؤد للأسف الجهود الدبلوماسية إلى نتيجة، لكننا نواصل العمل على انتقال سياسي. إنه أمر صعب لكننا ندعم ائتلاف المعارضة وندعم دول المنطقة التي تواجه تدفقا كثيفا للاجئين ونقدم مساعدة إنسانية».
13 عائلة سورية تبيت في العراء بلبنان بعد إجبارها على تفكيك خيامها
طالبوا بإمهالهم شهرا أو إعادة بدل إيجار دفعوه لإقامة المخيم
بيروت: نذير رضا
قضى حميد أبو عبدو و80 لاجئا سوريا في لبنان، ليلة أول من أمس، بالعراء بعدما أجبرتهم بلدية قبّ إلياس في وسط البقاع (شرق لبنان) على فكّ خيامهم، على ضوء اعتراض السكان على وجودهم في المنطقة. وكانت تلك الليلة، الثالثة لهم، نظرا لرفض البلدية منحهم مهلة لإخلاء المنطقة وتعذر انتقالهم بصحبة أطفالهم إلى منطقة لبنانية أخرى.
وقال أبو عبد، النازح من منطقة الشيخ سعيد في حلب، لـ«الشرق الأوسط»، إن بلدية قبّ إلياس، أجبرتهم على تفكيك خيام كانوا نصبوها في قطعة أرض استأجروها، قائلة لهم إن السكان يرفضون بقاءهم. وأضاف: «نحن الآن مرميون على قارعة الطريق. لم يمهلونا حتى نجد قطعة أرض أخرى نأوي فيها بخيامنا.. حالنا بالويل».
وأكد مصدر بارز في قب إلياس، فضّل عدم الكشف عن اسمه، أن أهالي البلدة وقعوا عريضة تطلب من البلدية إجبارهم على تفكيك خيامهم. وأوضح المصدر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن أبو عبدو وأقرباءه «نصبوا 13 خيمة في منطقة قريبة من حي راقٍ، وهو ما دفع سكان الحي لتوقيع عريضة على خلفية إزعاجهم، وقدم إلى البلدية التي حصلت على إذن من المحافظة لإزالتها بأكملها، استجابة لمطلب السكان».
وقال المصدر إن اعتراض السكان «جاء على خلفية ضجيج خلفه اللاجئون، كما سمحوا لمياه الصرف الصحي بالعبور في الحيّ، ما دفعهم لتوقيع هذه العريضة التي أجبرت البلدية على التحرك».
وتعدّ منطقة قب إلياس الواقعة في وسط البقاع، منطقة زراعية، وتسمح البلدية لمالكي الأراضي الزراعية بنصب خيمة واحدة أو اثنتين على الأكثر لإيواء العاملين في الأراضي الزراعية. كما تستقطب المنطقة لاجئين سوريين يفضلونها، نظرا إلى أن أراضيها الزراعية توفر لهم فرص عمل. وتقول مفوضية اللاجئين إن اللاجئين إلى هذه المنطقة «لا يخرجون منها بسهولة نظرا إلى أنها توفر لهم فرص عمل، علما أن المخيمات فيها لم تعد تستوعب أعدادا إضافية».
وأكد أبو عبدو أنه لم يعتدِ على قطعة الأرض، مشيرا إلى أنه استأجرها من مالكها الأصلي بموجب عقد مثبت في البلدية، بملغ ثمانية ملايين ليرة لبنانية (نحو 5330 دولارا)، لمدة سبعة أشهر. ومع ذلك، «اتخذت البلدية قرارها، وأرسلت الحرس للإشراف على خروجنا من خيامنا، علما أننا لم نتسبب بإزعاج أحد، ولم نتورط في أي مشكلة ولم يعيدوا لنا مالنا الذي دفعناه»، مؤكدا أن «أطفالنا يكادون يموتون من البرد، لأننا ننام بالعراء». وقال إن اللاجئين، وهم 13 عائلة، حاولوا أمس استئجار أرض أخرى، «لكن أصحابها رفضوا السماح لنا ببناء خيام مقابل بدل إيجار». ويطالب أبو عبدو السلطات اللبنانية بمنحهم مدة شهر قبل إخلاء المنطقة، ريثما يجدون مكانا آخر ينصبون فيه خيامهم.
وأكد المصدر في البلدة لـ«الشرق الأوسط» أن أبو عبدو بالفعل «يمتلك إثباتات على أنه استأجر الأرض، لكن الأراضي هنا زراعية، ولا يمكن أن تتحول إلى مخيم للاجئين، وليس في بلدتنا مساحة لإنشاء المخيمات، فضلا عن رفض الأهالي ذلك، حتى دفع الإيجار».
ويطلق اللاجئون في قب إلياس على المخيم اسم «مخيم كريم الواوي»، وأقيم قرب المدرسة الإنجيلية في البلدة. ويحمل هؤلاء أرقاما في مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين منذ وصولهم إلى لبنان قبل شهرين.
وتدخلت مفوضية اللاجئين على خط دعم هذه العائلات القابعة في العراء. وأكدت متحدثة باسم المفوضية ليزا أبو خالد لـ«الشرق الأوسط» أن هؤلاء النازحين بالفعل «يمتلكون إثباتات على دفع أجرة الأرض، ويسمح لهم العقد بتشييد 20 خيمة، ولم يخل النازحون بالاتفاقية كونهم شيدوا 13 خيمة فقط، لكن السكان اعترضوا بعد انضمام عائلات جديدة إلى المخيم، وارتفاع عدد الخيام إلى 13». وقالت «إننا تواصلنا مع البلدية التي يغيب رئيسها لظروف صحية، وحاولنا جهدنا، لكن قرار الإخلاء صدر عن البلدية ويبدو أنه صدق من المحافظ».
وقالت أبو خالد إن لجنة إغاثية تابعة للمفوضية، رسمت خطة لإغاثة هؤلاء اللاجئين، وأجروا تقييما لواقعهم، مشيرة إلى أنه نتيجة للتقييم «تبين أن هناك ست عائلات من أصل 13 هي الأكثر حاجة»، مؤكدة أنه «سيكون لهذه العائلات أولوية». وأشارت إلى وجود مجموعة خيارات أمام المفوضية وشركائها، أهمها «نقل العائلات المحتاجة إلى مراكز مؤهلة، كما أننا سنساعدهم بالخدمات العينية»، مشددة على أن «المفوضية تبذل جهودا كبيرة لتجد حلولا لهذه المشكلة».
وتعد هذه المشكلة واحدة من مجموعة مضايقات يتعرض لها لاجئون سوريون.
المعارضة تستولي على مخازن أسلحة بريف القنيطرة والنظام يتقدم في القلمون
اشتباكات في حي جوبر بالعاصمة.. وقصف على «الدفاع الوطني» باللاذقية
بيروت: «الشرق الأوسط»
تمكنت القوات النظامية السورية، أمس، من السيطرة على «تلة الرادار» ببلدة رنكوس في القلمون بريف دمشق، بحسب ما أعلنت وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، تزامنا مع إعلان الجيش السوري الحر سيطرته على مخازن الأسلحة والذخائر في منطقة «التل الأحمر الغربي» بريف القنيطرة، وذلك بعدما بسط سيطرته على المنطقة أول من أمس؛ إذ بقيت المخازن تحت سيطرة القوات النظامية إلى حين انسحابها من الموقع.
ونقلت مواقع المعارضة عن مصدر عسكري معارض من ريف القنيطرة قوله إن «محتويات المستودعات يجري نقلها إلى أماكن آمنة كي لا يطولها القصف المستمر على التل الأحمر الغربي من قبل قوات الجيش النظامي».
وأوضح المصدر أن «دبابات وأسلحة خفيفة ومتوسطة ورشاشات مضادة للطيران، بالإضافة إلى ذخائر رشاشات وقذائف هاون وصواريخ (متطورة) هي ضمن أبرز الأسلحة التي تضمنتها المستودعات».
وكانت كتائب المعارضة سيطرت أول من أمس على منطقة التل الأحمر الغربي من دون أن يمنع ذلك تواصل المعارك في القرى المحيطة ضد القوات النظامية.
في غضون ذلك، واصلت القوات النظامية تقدمها في القلمون بريف دمشق، مستهدفة مناطق الصرخة وبخعة ورنكوس عبر قصفها بالبراميل المتفجرة. وتحاول القوات النظامية اقتحام قرى القلمون الغربي حيث تتحصن بعض كتائب المعارضة، بعد سيطرتها على مدينة يبرود قبل أسابيع بمساعدة من عناصر حزب الله اللبناني.
وبحسب ناشطين، فإن «أكثر من عشرة براميل استهدفت رنكوس ومحيطها، سقطت سبعة منها على المزارع، وثلاثة على القرية، فيما شن الطيران الحربي نحو عشر غارات على المزارع، بالتزامن مع قصف مدفعي متقطع استهدف المنطقة أيضا».
وفي ريف دمشق، أيضا، استمرت الاشتباكات بين الجيش النظامي وكتائب من المعارضة على أطراف بلدة المليحة في الغوطة الشرقية لليوم السابع على التوالي.
وأشار ناشطون معارضون إلى أن «كتائب المعارضة تعمل على صد محاولات الجيش النظامي للتقدم باتجاه الغوطة»، فيما استهدفت القوات النظامية البلدة بالقصف الجوي والمدفعي، مما تسبب في حدوث دمار كبير في الأبنية السكنية والممتلكات.
وفي العاصمة دمشق، استهدفت كتائب المعارضة في حي جوبر بدمشق مواقع الجيش النظامي المتمركزة على أطراف الحي، واستمرت الاشتباكات بين الطرفين بالأسلحة الرشاشة، بينما قصفت القوات النظامية المنطقة المحيطة ببرج المعلمين وسط الحي باستخدام المدفعية الثقيلة. وذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن «الجيش النظامي استهدف أنفاقا في جوبر تابعة لقوات المعارضة، تصل الحي بمنطقة العباسيين المجاورة».
في موازاة ذلك، تواصلت المعارك في ريف مدينة اللاذقية بين القوات النظامية وكتائب المعارضة الإسلامية، وأفاد ناشطون أن «مقاتلي المعارضة أطلقوا عشرة صواريخ (غراد) على قوات (الدفاع الوطني) في منطقة الشاطئ الأزرق باللاذقية ردا على القصف الذي يستهدف جبل التركمان في ريف المدينة».
أما في حلب، فقد تجددت الاشتباكات بين كتائب المعارضة السورية التابعة لـ«غرفة عمليات أهل الشام»، المكونة من «جبهة النصرة» و«جيش المجاهدين» و«الجبهة الإسلامية»، من جهة، والقوات النظامية المدعومة بقوات تابعة لحزب الله اللبناني من جهة أخرى، وذلك في سياق معركة أطلقت عليها المعارضة اسم «الاعتصام بالله»، تهدف إلى السيطرة على نقاط حساسة من الأحياء الغربية بمدينة حلب.
وأفاد ناشطون بأن «الاشتباكات تتركز على محور منطقة الليرمون، الواقعة على طريق الريف الشمالي لمحافظة حلب، إضافة إلى منطقة مدرسة بيت الحكمة ومبنى فرع المخابرات الجوية في حي الزهراء، الخاضع لسيطرة النظام السوري».
وكانت «غرفة عمليات أهل الشام» أعلنت سيطرة مقاتليها على أحد المباني القريبة من فرع المخابرات الجوية، إضافة إلى صد رتل تابع للجيش النظامي، كان انطلق من أكاديمية الأسد للهندسة العسكرية، جنوبي حلب.
وتزامن ذلك مع قصف استهدف ريف حلب الشمالي، وتحديدا مناطق «كفر حمرة» و«حريتان» و«طريق أوتوستراد». كما ألقى الطيران المروحي النظامي عددا من البراميل المتفجرة على تلك المناطق مما أدى إلى أضرار كبيرة، بحسب ناشطين.
من جهتها، أشارت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) إلى أن «وحدات من الجيش النظامي استهدفت أعدادا كبيرة من الإرهابيين قتلى ومصابين، ودمرت أدوات إجرامهم، في سلسلة عمليات نفذتها ضد تجمعاتهم بعدد من أحياء ومناطق حلب وريفها». ونقلت (سانا) عن مصدر عسكري أن «وحدات من الجيش والقوات المسلحة ألحقت خسائر بين صفوف الإرهابيين في أحياء الجندول والعامرية في حلب، ودمرت عددا من السيارات المزودة برشاشات ثقيلة».
تقدم للمعارضة بريف حماة ومعارك باللاذقية
أعلنت كتائب المعارضة السورية سيطرتها على مناطق في ريف حماة، في حين تستمر الاشتباكات في ريف اللاذقية في مسعى من قوات النظام لاستعادة المرصد 45 الإستراتيجي.
وقالت المعارضة المسلحة إنها سيطرت على بلدتي حلمة وحيالين وتلة صلبة في ريف حماة، وقد ردت قوات النظام بهجمات جوية بالبراميل المتفجرة التي استهدفت بلدة تل ملح، وفق سوريا مباشر.
وقالت المؤسسة الإعلامية بحماة إن عناصر من قوات النظام اقتحمت حي الفراية وشنت حملة دهم واعتقالات.
وفي منطقة كسب بريف اللاذقية، قال ناشطون إن اشتباكات عنيفة تدور بين كتائب المعارضة وقوات النظام التي تحاول استعادة المرصد 45.
ويحاول الجيش النظامي التقدم باتجاه المرصد عبر التسلل من جبال الساحل الوعرة، غير أن مقاتلي المعارضة في تلك الجبال يتصدون لها.
وتأتي هذه المعارك عقب سيطرة مقاتلي المعارضة على العديد من المواقع والقرى باللاذقية، في مقدمتها بلدة كسب على الحدود مع تركيا، وأسفرت الاشتباكات منذ ذلك الحين عن مقتل المئات في صفوف الجانبين.
اشتباكات
وفي تطور ميداني آخر، استهدف مقاتلو المعارضة تجمعات النظام في حي جوبر بالعاصمة دمشق وبلدة المليحة وجرمانا بريفها.
وذكرت مسار برس أن اشتباكات اندلعت في محيط بلدة المعرة بالقلمون، مما أدى إلى مقتل ثلاثة عناصر من حزب الله اللبناني الذي يقاتل إلى جانب النظام.
من جانبها، أكدت سوريا مباشر سقوط قتلى في صفوف قوات النظام والمعارضة أثناء اشتباكات في محيط قرية دنحا بالقلمون.
وقال ناشطون إن مدينة داريا بريف دمشق الغربي تعرضت لقصف مدفعي من قبل النظام، وسط اشتباكات وقعت على الجبهة الغربية من المدينة.
وفي بلدة المليحة بريف دمشق أيضا، دخلت الحملة التي يشنها النظام على البلدة يومها السابع، حيث دارت اشتباكات قتل فيها عدد من قوات النظام، وأصيب عدد من كتائب المعارضة باختناق جراء استخدام النظام لقنابل تحمل مواد سامة، وفق ناشطين.
جبهات أخرى
وعلى جبهة أخرى، استهدفت جبهة النصرة بسيارة ملغومة حاجز الخزانات إحدى أهم الحواجز العسكرية التابعة لقوات النظام من حيث العدة والعتاد في إدلب.
وذكرت مسار برس أن اشتباكات عنيفة دارت في محيط مدينة خان شيخون بإدلب أسفرت عن مقتل أربعة من عناصر جبهة النصرة.
كما تستمر منذ أيام الاشتباكات العنيفة بين قوات المعارضة السورية وجيش النظام على مشارف بلدة النعيمة بالريف الشرقي لمحافظة درعا.
وقد تمكنت المعارضة من التصدي للأرتال التي أرسلها النظام في محاولة لاستعادة هذه البلدة التي تضم فرع المخابرات الجوية وأمن الدولة دون جدوى حتى الآن.
وفي حمص دارت اشتباكات عنيفة بين مقاتلي المعارضة المسلحة وقوات النظام المتمركزة في حاجز المشفى الوطني في منطقة تلدو بالريف الشمالي.
ويسعى مقاتلو المعارضة للسيطرة على هذا الحاجز، لأنه من أكبر الحواجز العسكرية التي تحاصر بلدة تلدو. ويقول ناشطون إن عناصر هذا الحاجز شاركوا بارتكاب مجزرة الحولة في مايو/أيار 2012.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2014
الجعفري ينسى “آداب التخاطب” ويصف بيلاي بالمجنونة
العربية.نت
يبدو أن النظام السوري وممثليه في الأمم المتحدة تخطوا أي حدود للياقة الدبلوماسية، أو أقلها لآداب التخاطب العادي. فلم يتورع ممثل النظام السوري في الأمم المتحدة عن وصف المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة بالمجنونة.
وفي التفاصيل أنه بعد أن قدمت نافي بيلاي المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة مطالعتها أمام مجلس الأمن الدولي حول أوضاع حقوق الإنسان في سوريا، مؤكدة أن انتهاكات قوات النظام لحقوق الإنسان تفوق بكثير خروقات المعارضة المسلحة، رد الجعفري بطريقة جاءت أقرب إلى الخروج عن اللياقة الدبلوماسية، حتى وصل إلى حد وصفها بأنها تتصرف بانعدام المسؤولية مثل شخص “معتوه”، واصفاً اتهاماتها بأنها كاذبة تفتقر إلى المصداقية.
وقال الجعفري، إن المفوضة السامية “أصبحت مجنونة في عملها، وتتصرف بشكل غير مسؤول”. واتهم بيلاي، بأنها لم تذكر في إحاطتها “الجرائم التي يرتكبها التكفيريون- بحسب تعبيره- في سوريا بما فيها ما حصل في مدينة كسب على الحدود التركية”.
بيلاي تتهم دمشق بارتكاب جرائم واسعة النطاق والجعفري يرد: هي عضو بجوقة
نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) — أبلغت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي، مجلس الأمن الدولي الثلاثاء أن الحكومة السورية مسؤولة بشكل أكبر عن انتهاكات حقوق الإنسان، وبطريقة لا يمكن مقارنتها مع الأطراف الأخرى، داعية إلى محاسبة المسؤولين، ما استدعى رد مندوب سوريا، بشار الجعفري
وقالت بيلاي، بحسب ما نقلته الأمم المتحدة من تصريحات لها بعد مشاورات مغلقة في مجلس الأمن الدولي أطلعت خلالها الأعضاء على الأوضاع في سوريا، ردا على سؤال حول مسؤولية الحكومة والمعارضة عن انتهاكات حقوق الإنسان: “لجنة التحقيق المستقلة ومكتبي أشارا بشكل مستمر إلى ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان من قبل الجانبين، ولكن لا يمكن مقارنة الاثنين. من الواضح أن أعمال قوات الحكومة تزيد بكثير، من أعمال قتل وقسوة واعتقالات واختفاء.”
وتابعت بيلاي بالقول: “لا يمكن المقارنة. إن الحكومة مسؤولة بشكل كبير عن وقوع الانتهاكات. ويجب تحديد جميع أولئك الجناة، وهذا أمر ممكن، إذا تمت إحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية.”
من جانبها، نقلت وكالة الأنباء السورية عن الجعفري قوله ردا على بيلاي، إن الأخيرة “جزء من أوركسترا يقودها أعضاء في مجلس الأمن بقصد سوق الاتهامات ضد الحكومة السورية” مضيفا أن بلاده تواجه “تحالفا عدوانيا وثيقا بين السلطات التركية والإسرائيلية والقطرية والسعودية.”
وأضاف الجعفري أن بيلاي “لم تزر سوريا حتى الآن خلال ثلاث سنوات من الأزمة فيها واستخفت بكل المعلومات التي قدمتها لها الحكومة السورية مضيفا: “لا يخفى على أحد أن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا أرادوا وجود بيلاي اليوم في المجلس لتكون جزءا متكاملا من هذا الضغط السياسي.. المفوضة السامية لم تتعرض لمسألة الجماعات التكفيرية ولم تشر في إحاطتها إلى الآلاف من هؤلاء التكفيريين ممن يقومون بمجازر فوق الأرض السورية.”
باريس: الأسد آخر الناجين من سياسة الجريمة الجماعية
باريس – فرانس برس
أعلنت باريس على لسان المتحدث باسم وزارة خارجيتها، رومان نادال أن الرئيس السوري ربما سيكون آخر الناجين من سياسة الجريمة الجماعية التي يتبعها.
وأكدت باريس أن الأسد يتبنى سياسة إبادة شعبه في محاولة لسحق الانتفاضة المستمرة ضده منذ ثلاث سنوات، مشيرة إلى أن الحل الوحيد لوقف حمام الدم في سوريا يتمثل بخطة الانتقال السياسي.
كما نددت فرنسا بالانتخابات الرئاسية المرتقبة في سوريا والتي من المرجح أن يترشح لها الرئيس السوري معتبرة إياها مهزلة مفجعة.
وقال نادال إنه ما من سبيل آخر حالياً للتوصل إلى حل في سوريا سوى خطة سلام مقترحة أقر بأنها تتطور “ببطء شديد”. وأضاف “الخطة الوحيدة للمجتمع الدولي هي عملية انتقال سياسي. لا يوجد سبيل آخر. عملية جنيف يجب أن تستمر.. العمل العسكري لن يؤدي سوى إلى مزيد من العنف”.
يذكر أن فرنسا تعتبر من أشد منتقدي الأسد وكانت أول قوة غربية قدمت مساعدات عسكرية غير فتاكة للمعارضة المسلحة الساعية للإطاحة به.
كما كانت أول قوة غربية تعترف بالائتلاف الوطني المعارض باعتباره الممثل الوحيد للشعب السوري.
سوريا.. الحر يصد محاولة قوات النظام اقتحام رنكوس
دبي – قناة العربية
أفاد ناشطون أن مقاتلي المعارضة تمكنوا من صد محاولة قوات النظام المدعومة من عناصر حزب الله من اقتحام بلدة “رنكوس” في القلمون بريف دمشق على ثلاث جبهات، حيث جرت معارك عنيفة بين الطرفين.
وتمكن الحر في جبهة “بخعة” من الاستيلاء على أسلحة خفيفة وعربة عسكرية كما استهدف مقاتلو المعارضة إحدى تجمعات قوات النظام وميليشيا حزب الله في بلدة رأس العين، يأتي ذلك بالتزامن مع تنفيذ الطيران الحربي لغارات جوية عنيفة على محيط المنطقة.
وقبل ذلك، كثف الطيران الحربي غاراته على العاصمة دمشق، حيث بدأت قوات النظام عملية عسكرية في حي العسالي بعد استهدافه بسلسلة غارات جوية عنيفة وقصف صاروخي دمر جزءا كبيرا من الحي.
وجاء ذلك فيما تدور معارك عنيفة بالأسلحة الخفيفة بين الجيش الحر وقوات النظام في مخيم اليرموك بالتزامن مع إطلاق الرصاص من القناصة على الشارع.
وفي دمشق أيضا أفاد ناشطون بسقوط قذائف هاون على أحياء البيدر والخضر ودف الصخر والنسيم والحمصي في مدينة جرمانا شرق العاصمة.
ولا يختلف كثيرا ما يحدث في دمشق وأحيائها عما يحدث في ريفها حيث نفذ الطيران الحربي غارات استهدفت المنطقة الشمالية لمدينة داريا، وعلى الجبهة الأخرى من ريف دمشق شهدت بلدة المليحة في الغوطة الشرقية غارات جوية متتالية على أحياء البلدة وخلفت دمارا هائلا فيما سارع الأهالي إلى انتشال ما أمكن انتشاله من الضحايا كان من بينهم رضيع تم إنقاذه من تحت ركام المباني المهدمة.
ويأتي ذلك فيما تدور معارك عنيفة بين كتائب من الجيش الحر وقوات النظام في محيط إدارة المركبات في مدينة حرستا.
الجربا يزور الصين لإيجاد حل سياسي لأزمة سوريا
بيروت – فرانس برس
يزور رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا الصين، حليفة النظام، ويجري محادثات مع المسؤولين فيها حول إمكانية الحل السياسي للأزمة السورية المستمرة منذ ثلاث سنوات، بحسب ما ذكر المكتب الإعلامي لرئاسة الائتلاف، اليوم الثلاثاء.
وقال المصدر: “يقوم رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا بزيارة رسمية إلى الصين في 14 أبريل”.
وأشار إلى أن الجربا سيلتقي عدداً من المسؤولين الصينيين، ليبحث معهم آفاق الحل السياسي للنزاع السوري الذي أودى منذ منتصف مارس بأكثر من 150 ألف قتيل، كما سيوضح مواقف الشعب السوري لهم.
وتقف الصين إلى جانب روسيا في دعم النظام السوري، واستخدمت حق النقض في مجلس الأمن الدولي ثلاث مرات لمنع صدور قرار متشدد تجاه النظام، يهدد بفرض عقوبات عليه، أو يحمله مسؤولية ما يجري في سوريا.
وتأتي زيارة الصين بعد حوالي شهرين من زيارة قام بها الجربا على رأس وفد من الائتلاف إلى موسكو، وتمت الزيارة بعد الجولة الأولى من مفاوضات جنيف 2 بين وفدين من المعارضة والنظام في سويسرا برعاية الأمم المتحدة.
وكان الجربا التقى وزير الخارجية الصيني وانغ يي في 21 يناير في مدينة مونترو السويسرية خلال المؤتمر الدولي الذي سبق جولة التفاوض المباشر، ونقل إليه الوزير الصيني خلال اللقاء دعوة لزيارة بلاده.
الجيش السوري يدخل “رنكوس” في القلمون
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
أعلن التلفزيون الرسمي السوري، الأربعاء، أن القوات الحكومية دخلت بلدة رنكوس في منطقة القلمون بريف دمشق بعد اشتباكات عنيفة مع مقاتلي المعارضة.
ونقل التلفزيون عن مصدر عسكري أن “وحدات من الجيش والقوات المسلحة تواصل تقدمها في مدينة رنكوس بريف دمشق وتلاحق فلول العصابات الإرهابية في أطراف الحي الشمالي والمزارع المحيطة”.
من جهته أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات الحكومية دخلت بعض أجزاء البلدة، مشيرا إلى أن المعارك مستمرة في الداخل بين مقاتلي المعارضة من جهة والجيش السوري مدعوما بقوات الدفاع الوطني ومقاتلي حزب الله اللبناني من جهة أخرى.
وتعتبر رنكوس من آخر البلدات الكبرى التي لا يزال مقاتلو المعارضة يتواجدون فيها في القلمون إلى جانب مناطق جبلية محاذية للحدود اللبنانية، بعد أن سيطرت في مارس على بلدة يبرود.
وتعتبر منطقة القلمون استراتيجية كونها تربط بين العاصمة ومحافظة حمص في وسط البلاد، ومن شأن سيطرة القوات الحكومية عليها عرقلة تنقلات مقاتلي المعارضة بينها وبين الأراضي اللبنانية.
وأشار المرصد إلى أن مناطق أخرى في ريف دمشق، لا سيما في الغوطة الشرقية تتعرض لقصف من القوات الحكومية.
نواب يهاجمون كيري بالكونغرس: تركتم المعارضة السورية بمخيمات اللجوء دون سلاح
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) — خاض وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، مواجهة قاسية في الكونغرس الثلاثاء، خلال شهادته حول سياسة وزارته أمام لجنة الخارجية، وخاصة مع السيناتور الجمهوري جون ماكين، الذي قال إن واشنطن فشلت سياسيا بالتعامل مع إيران وسوريا وعملية السلام، بينما قال نائب جمهوري آخر إن الدبلوماسية الأمريكية تقوم على ترك المعارضين السوريين يموتون دون التدخل لمعاونتهم.
وقال أحد نواب الحزب الجمهوري لكيري إن السياسة الخارجية الأمريكية “تدور بحلقة مفرغة وخارجة عن السيطرة،” كما تلقى الوزير الذي كان يرأس اللجنة قبل توليه حقيبة الخارجية، انتقادات من نواب في حزبه الديمقراطي، شككوا في صوابية خيارات واشنطن بالتعامل مع الأزمة الأوكرانية والحرب السورية.
وقد سعى كيري إلى الرد على الانتقادات عبر الهجوم المضاد، متهما بعض النواب بـ”قصر النظر” دون أن يتمكن من إخفاء حدة الانقسام التي ظهرت في الكونغرس تجاه السياسة الخارجية للبيت الأبيض في منتصف الولاية الثانية للرئيس باراك أوباما.
ورد كيري على النائب جون ماكين الذي ذكّره بأنه قد توقع في السابق فشل سياسته حيال سوريا والسلام الشرق الأوسط وإيران بالقول: “قد أفشل.. لكنني لا أهتم.. الأمر يستحق العناء فلدى أمريكا مسؤولية قيادة العالم وليس النظر إلى كل الأمور السلبية التي يمكن تجنبها في عالم اليوم.”
وهيمن الملف السوري بوضوح على الجلسة، فبعد أشهر على موافقة اللجنة على طلب البيت الأبيض تنفيذ عمليات عسكرية محدودة بسوريا بعد هجوم الغوطة الكيماوي حمل أعضاء اللجنة بشدة على سياسة كيري الحالية تجاه سوريا قائلين إنها “غير مجدية.”
وقال النائب الجمهوري بوب كوركير لكيري: “وفقا لما أراه فليس لدينا سياسة حيال سوريا باستثناء ترك الناس يقتلون بعضهم وإطلاق التعهدات التي لا نفي بها للمعارضة وترك الناس في مخيمات اللجوء دون المساعدات التي وعدنا بتقديمها لهم.”
وطالب كوركير وماكين بإرسال الأسلحة إلى بعض الجماعات السورية المسلحة، ما دفع كيري إلى القول بأن واشنطن “تفكر في زيادة دعمها العسكري” للقوات التي تقاتل نظام الرئيس بشار الأسد، كما رد على الانتقادات حول إلغاء الضربة العسكرية لسوريا بالقول: “وجدنا حلا أفضل يتمثل بإخراج تلك المواد من سوريا عبر القنوات الدبلوماسية مع روسيا.. فما هو رأيكم؟ هل كنتم تفضلون أن نلقي بعض القنابل وبعدها نترك تلك الأسلحة بحوزته (الأسد) مع قدرته على استخدامها؟”
وبرز في الجلسة احتدام النقاش بين كيري وماكين، إذ قال الأخير إن فشل سياسة الوزير كانت متوقعة بعد تعثر مفاوضات جنيف والاتفاق الدولي مع طهران حول ملفها النووي و”موت” مفاوضات السلام بالشرق الأوسط فرد كيري بالقول: “يلفت انتباهي قولك إن المفاوضات قد ماتت بينما يرغب الفلسطينيون والإسرائيليون باستئنافها” فسارع ماكين إلى الرد بالقول: “لقد توقفت (المفاوضات) وعليك الإقرار بالواقع.”
البابا يدعو إلى “إسكات أصوات الاسلحة” بسورية
الفاتيكان (9 نيسان/أبريل) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
جدد البابا فرنسيس الدعوة في نهاية لقاء الاربعاء المفتوح في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان إلى “إسكات أصوات الاسلحة ووضع حد للعنف” في سورية وفي منطقة الشرق الاوسط
وأضاف البابا في “لا مزيدا من الحرب لا مزيدا من الدمار”، ودعا إلى “إحترام الحقوق الانسانية ورعاية السكان الذين بحاجة إلى المساعدات الإنسانية”، معربا عن الامل في “التوصل إلى السلام المنشود عبر الحوار”.
وفي إشارة إلى حادثة إغتيال الراهب الهولندي اليسوعي فرنسيس فندرلخت في مدينة حلب، شدد الحبر الأعظم على أن “الكثير من الناس يعانون ويقتلون في سورية، البلد الذي يعيش معاناة منذ زمن طويل، ضحية لصراع دموي لا يزال يحصد الموت والدمار
قوات الاسد تسترد بلدة حدودية من قوات المعارضة
بيروت (رويترز) – قالت مصادر عسكرية والتلفزيون السوري ان قوات الرئيس السوري بشار الأسد سيطرت يوم الأربعاء على بلدة رنكوس الحدودية التي كانت تسيطر عليها قوات المعارضة وعززت بذلك سيطرتها على خط إمداد سابق من لبنان كان يستخدمه مقاتلو المعارضة.
والهجوم على رنكوس هو المرحلة الأخيرة من عملية يقوم بها الجيش السوري ومقاتلو حزب الله اللبناني لإغلاق منطقة الحدود وتأمين طريق سريع رئيسي متجه شمالا من العاصمة دمشق إلى وسط سوريا وحمص إلى الساحل المطل على البحر المتوسط.
وقال التلفزيون السوري ان وحدات من الجيش العربي السوري أكملت عملياتها في رنكوس وأعادت الامن والاستقرار الى البلدة بعد ان قتلت عددا كبيرا من “الارهابيين”.
وقال تلفزيون المنار التابع لحزب الله ان رنكوس تحت السيطرة الكاملة لقوات الاسد.
وجاءت السيطرة على رنكوس بعد أقل من شهر من سيطرة قوات الاسد ومقاتلي حزب الله على يبرود وهو ما خنق خط الامداد الرئيسي لوسط سوريا.
وبمساعدة مقاتلين شيعة من حزب الله والعراق والاسلحة الروسية وقادة عسكريين ايرانيين استعادت قوات الاسد السيطرة على أراض حول دمشق ووسط سوريا تؤدي الى المعاقل الساحلية القوية للاقلية العلوية التي ينتمي لها الاسد.
لكن مقاتلي المعارضة وغالبيتهم سنة ومقاتلون جهاديون أجانب ما زالوا يسيطرون على شرق وشمال سوريا ويقاتلون قوات الأسد في الشمال في محافظة اللاذقية الساحلية.
(إعداد أميرة فهمي للنشرة العربية – تحرير سيف الدين حمدان)
لماذا وبماذا سمحت واشنطن بتسليح المعارضة؟
وصول مضادات للدروع الى المعارضة: تغيير الميزان مع النظام والجهاديين
إبراهيم حميدي:الحياة
أكدت مصادر متطابقة وصول أسلحة جديدة الى المعارضة السورية بعد قرار واشنطن «تصعيد تدرجي» في مقاتليها في شمال البلاد وجنوبها، كان بينها صواريخ مضادة للدروع. وأظهرت صور فيديو مقاتلين معارضين يستهدفون بصاروخ «تاو» الاميركي دبابة للقوات النظامية في ريف ادلب في شمال غربي البلاد.
وقال مسؤول غربي لـ «الحياة» في لندن، ان ادارة الرئيس باراك اوباما أقرت عدداً من المقترحات التي رفعها خبراء أمنيون وعسكريون، بينها رفع تدرجي في دعم مقاتلي المعارضة المعتدلين ورفع عدد الذين يخضون للتدريب من 300 الى 600 مقاتل شهرياً في معسكرات في دول مجاورة لسورية، وتقديم مزيد من المعلومات الاستخباراتية عن تحركات القوات النظامية. واضاف ان ادارة الرئيس اوباما سمحت بإيصال دول اقليمية كميات كبيرة من الاسلحة التقليدية ووسائل الاتصال ودفعات كبيرة من صواريخ مضادة للدبابات، لكنها لم توافق على اقتراح تزويد مقاتلي المعارضة بصواريخ محمولة على الكتف مضادرة للدروع. وقال مسؤول معارض ان دولاً اقليمية اقترحت «تدريب مئة مقاتل معارض على صواريخ مضادة للطائرات تكون مضبوطة ببصمة الابهام لتحديد استخدامها وعدم وقوعها في الايدي الخطأ».
واوضحت مصادر متطابقة ان واشنطن وافقت على هذا «الدعم التدرجي» لتحقيق هدفين: الاول، تغيير ميزان القوى على الارض لإقناع النظام السوري بالحل السياسي والدخول في مفاوضات لتشكيل هيئة حكم انتقالية بموجب بيان جنيف الاول عبر عقد جولات أخرى من المفاوضات مع وفد «الائتلاف الوطني السوري» المعارض. وفي هذا المجال، قال ديبلوماسي اوروبي امس ان واشنطن لم تكن متحمسة لعقد لقاء بين المبعوث الدولي – العربي الاخضر الابراهيمي مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ومساعدة وزير الخارجية الاميركي ويندي تشرميان في جنيف في 10 الشهر الجاري ما لم توافق موسكو على حصول «مفاوضات متوازية بين الجانبين السوريين حول تشكيل هيئة الحكم الانتقالية ومكافحة الارهاب». واضاف ان وفد الحكومة السورية كان وافق على جدول اعمال اقترحه الابراهيمي لمناقشة اربعة عناصر هي: مكافحة الارهاب وهيئة الحكم الانتقالية ومؤسسات الدولة بين الاستمرارية والتغيير والمصالحة الوطنية، لكنه لم يوافق على عقد «مفاوضات موازية» حول ملفي الارهاب والهيئة الانتقالية.
الثاني، دعم المعارضة المعتدلة لتكون قادرة على مواجهة المتطرفين في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام وتغيير ميزان القوى على الارض بين اطراف المعارضة لصالح المعتدلين. ولم يستبعد مسؤول غربي رفيع ان تقوم اميركا باستهداف مواقع لتنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» (داعش) والجهاديين في شمال سورية، عبر هجمات جوية خلال مدى زمني اقصاه سنة من الآن. كما تتضمن «استراتيجية دعم المعارضة» فتح حوار مع الجماعات المعتدلة في الكتائب الاسلامية التي تشمل «جبهة ثوار سورية» و «جيش المجاهدين» و «الجبهة الاسلامية»، مع شرط ان يكون الحوار مع بعض فصائل «لواء التوحيد» و «صقور الشام» و «جيش الاسلام» في «الجبهة الاسلامية» من دون ان يشمل هذا الحوار «احرار الشام» لاعتقاد واشنطن واطراف غربية اخرى ان الاخيرة «اقرب الى جبهة النصرة والجهاديين»، بحسب المسؤول.
وضمن هذا التصور، وصلت «كميات اضافية مختلفة كماً ونوعاً» من السلاح الى المعارضة، بينها نحو 600 صاروخ مضاد للدروع بحسب قيادي معارض. وقال خبير في شؤون المعارضة السورية ان عدداً كبيراً من صواريخ «تاو» وصل الى «حركة حزم» التي تضم 12 فصيلاً مسلحاً وتقع تحت تأثير الناطق السابق باسم «الجيش الحر» لؤي المقداد، حيث بث امس اكثر من فيديو لمقاتليه يستخدمونها. وبحسب ما نُشر امس على صفحات معارضة على موقع «فايسبوك» فان شركة «ريثورن» الاميركية بدأت بانتاج «تاو» قبل خمسين سنة وصنعت 650 الفاً منها بيعت الى 40 دولة وانه جرت في 2011 اختبارات للنسخة الاحدث «ام 220» من هذه الصواريخ الموجهة التي تصيب اهدافها.
وكتب موقع «سراج» امس ان هذه النسخة قادرة على تدمير درع بسماكة بين 600 و900 ملم على بعد بين 3750 و4200 متر، اذ يطلق بسرعة تبلغ نحو 300 متر في الثانية. واضاف: «ما يحدث عند اطلاق صاروخ كونكورس باتجاه دبابة مستورة وراء جدار ترابي، هي اصطدام الصاروخ بالساتر الرملي وانفجاره عليه وعدم اصابته للدبابة، فيما يعتبر صاروخ تاو قادراً على التغلب على هذه المشكلة». واشار الى ايران طورت نسخاً من «تاو» حصلت عليها خلال الحرب مع العراق في ثمانينات القرن الماضي، تحت اسم «طوفان».