أحداث الاثنين، 05 أيلول2011
بشار الأسد يحرك خيوطها: الأجهزة الأمنية السورية تراقب بعضها ومهمتها الرئيسية حماية النظام
دبي – عمار الهندي
تفتقر الأجهزة الأمنية السورية إلى التنسيق المباشر فما بينها، وتراقب بعضها البعض وهدفها الرئيسي هو حماية النظام، وخيوطها بالكامل يحركها الرئيس السوري بشار الأسد، يحسب تقرير لقناة “العربية” اليوم ألأحد.
وتنطلق هذه الأجهزة من مكتب الأمن القومي في القيادة القطرية، ورئيسه هشام بختيار وينضوي في عضويته قادة الأجهزة الأمنية، ويخطط السياسة الأمنية للبلاد،
عبر هيئة أركان الجيش للشؤون الأمنية ويرأسها اللواء آصف شوكت نائب رئيس شعبة المخابرات العسكرية سابقاً.
ويدير إدارة المخابرات الجوية، اللواء جميل حسن، وهي مكلفة بأمن الطيران الحربي والمدني وإدارة الدفاع الجوي والمطارات العسكرية والمدنية، لكنها تتدخل في الحياة العامة، وتلاحق النشطاء من مختلف الأحزاب السياسية.
ويرأس شعبة المخابرات العسكرية، اللواء عبد الفتاح قدسية، ومهامها محددة كاستخبارات للجيش والقوات المسلحة، لكنها تتدخل في شؤون الحياة العامة، ويتبعها مكتب التحقيق فرع فلسطين وفرع المنطقة وسرية المداهمة.
ويقود إدارة أمن الدولة، اللواء علي مملوك، ومهمتها متابعة قضايا الأمن الداخلي والخارجي، وتتبعها فروع المعلومات والتجسس، والفرعين الخارجي والداخلي وفرع التحقيق وفرع المداهمة.
ويرأس شعبة الأمن السياسي اللواء محمد ديب زيتون، وتتبع نظرياً وزارة الداخلية، ومهمتها مراقبة نشاط الأحزاب والأديان والصحافة.
ويشرف على إدارة الأمن الجنائي اللواء أحمد سعيد صالح، وهي مختصة بالمجرمين الجنائيين، لكنها ساهمت مؤخراً في قمع الاحتجاجات.
إضافة الى جهاز أمن الفرقة الرابعة المكلفة بحماية العاصمة دمشق، ومركزه في مقر الفرقة بجبل قاسيون، قرب القصر الرئاسي.
أما اللواء المتقاعد محمد ناصيف المستشار الأمني الخاص للرئيس الأسد حالياً، فهو أحد أهم مهندسي السياسة السورية.
يشار الى أنه في مقر كل جهاز وفرع، توجد زنزانات وغرف للتحقيق، غصت في الفترة الأخيرة بالموقوفين، فتم تحويل بعض المدارس والمنشآت العامة إلى معتقلات.
دمشق «تقبل» استقبال العربي… وروسيا تعارض تكرار سيناريو ليبيا
دمشق، لندن – «الحياة»، أ ف ب، رويترز، ا ب
قتل امس في سورية 21 شخصاً، بينهم عسكريون وامرأة، في عمليات امنية وهجمات استهدفت المتظاهرين ومشيعي القتلى وحتى باصاً عسكرياً، قبيل يوم من استقبال الرئيس السوري بشار الأسد لرئيس الصليب الاحمر الدولي جاكوب كلينبيرغر الذي يبحث مع المسؤولين السوريين امكانات مساعدة المعتقلين المناهضين للنظام المطالبين بتحسين الظروف السياسية ورحيل الرئيس. وتستعد سورية الاسبوع الجاري لاستقبال الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي الذي يزور دمشق، التي قبلت استقباله، لابلاغها «القلق العربي مما يجري».
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان الدول الناشئة الخمس في مجموعة «بريك» تعارض تكرار السيناريو الليبي في سورية ما فُسر بان روسيا لن توافق على اي قرار في مجلس الامن قد يسمح لاي طرف بشن غارات على سورية او القيام بعمليات عسكرية فيها.
ميدانيا، وعلى رغم ان حدة التظاهرات كانت اقل من الايام الماضية، افاد ناشطون حقوقيون ان العمليات الأمنية اسفرت عن مقتل 15 مدنياً في مدن ومناطق عدة بينهم من توفوا متاثرين بجراح اصيبوا بها في الايام الماضية.
واوضح الناطق الرسمي باسم لجان التنسيق المحلية في سورية عمر ادلبي ان «اربعة شهداء سقطوا في كرناز بالقرب من محردة (في الوسط) وقتل سبعة اشخاص في ريف ادلب (شمال غربي) برصاص قوات الامن اثناء عمليات امنية كما قتل شخص عندما اطلق رجال الامن النار على حافلة في مدينة ادلب».
واستهدفت العمليات الامنية في تلك المنطقة البحث عن المدعي العام لمدينة حماة عدنان بكور الذي اعلن استقالته الخميس من منصبه عبر شريط مصور احتجاجاً على اعمال القمع.
وافاد اتحاد تنسيقيات الثورة السورية ان «قوات الامن، مدعومة بقوات الجيش، داهمت بلدة خان شيخون وحاصرت المستشفيات لمنع وصول الجرحى اليها لمعالجتهم».
ونقلت وكالة الانباء الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري قوله ان «مجموعة ارهابية» مسلحة «فتحت نيران اسلحتها الرشاشة على باص كان يقل عددا من الضباط وصف الضباط والعاملين المدنيين بالقرب من محردة (وسط)». واضاف المصدر ان الكمين اسفر عن «استشهاد ضابط وخمسة ضباط صف وثلاثة موظفين مدنيين واصابة 17 آخرين بجروح مختلفة بعضها خطرة».
وكانت «سانا» اعلنت مساء الجمعة ان «مجموعة ارهابية مسلحة» خطفت النقيب وائل العلي من قوى الامن الداخلي فى خان شيخون بمحافظة واقتادته الى جهة مجهولة».
وفي حمص، ذكر ان «15 شخصا اصيبوا صباح الاحد بجروح اثر اطلاق رصاص كثيف خلال عمليات امنية وعسكرية مستمرة منذ مساء السبب في البساتين غرب حي بابا عمرو»، مشيرا الى ان» جروح أربعة منهم خطرة».
واعلنت روسيا امس وعلى لسان وزير خارجيتها، وفي حضور نظيره البرازيلي انطونيو باتريوتا، «ان الدول الناشئة الخمس وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب افريقيا، تعارض اي عمليات تشبه ما جرى في ليبيا.
واعلن الامين العام للجامعة العربية في مؤتمر صحافي امس انه سيزور دمشق «غالباً هذا الاسبوع» بعدما تلقى موافقة دمشق على الطلب الذي تقدم به بناء على تكليف من وزراء الخارجية العرب.
وكان وزراء الخارجية العرب «طلبوا»، في ختام اجتماع طارئ في 28 اب (اغسطس) الماضي في القاهرة «من الامين العام القيام بمهمة عاجلة الى دمشق ونقل المبادرة العربية لحل الازمة الى القيادة السورية».
واكد ديبلوماسي عربي رفيع ان المبادرة التي يحملها الامين العام للجامعة «لا تخرج عن مطالب المجتمع الدولي وتدعو الى وقف العمليات العسكرية واطلاق سراح المعتقلين وبدء اجراءات الاصلاح السياسي».
وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم استقبل امس رئيس الصليب الاحمر الدولي وابلغه بتطورات ما يجري وتحدث امامه عن «جهود السلطات لاعادة الامن والاستقرار الى البلاد وتعزيز مسيرة الاصلاحات التي اعلنت».
ولم يصدر اي تعليق من الصليب الاحمر على ما نسبته وكالة «سانا» الى كلينبرغر الذي ابدى «ارتياح اللجنة الدولية للاجراءات التي تقوم بها القيادة السورية في تحمل مسؤولياتها للدفاع عن حياة مواطنيها وما ابدته من تسهيلات كبيرة خلال زيارة وفد اللجنة الدولية إلى سورية».
12 قتيلاً في سوريا وحوار المحافظات اليوم
العربي قد يزور دمشق وخدّام مع تدخل عسكري
مع استمرار الاحتجاجات المطالبة باسقاط النظام في سوريا، قال ناشطون ان 12 شخصاً بينهم امرأة قتلوا برصاص قوى الامن في ريف حماه ومحافظة ادلب المجاورة، بينما اعلنت السلطات مقتل تسعة اشخاص بينهم ستة عسكريين في مكمن نصب لاوتوبيس كان ينقلهم في ريف حماه.
وتحدث أحد أعضاء اتحاد تنسيقيات الثورة السورية عمر المقداد عن استخدام الجيش المقاتلات الحربية في ضرب المتظاهرين في مدينة حمص، وعن قطع السلطات الاتصالات الهاتفية وشبكة الهاتف المحمول عن أكثر أحياء المدينة.
وتبدأ اليوم جلسات الحوار الوطني على مستوى المحافظات السورية وتستمر حتى 20 أيلول الجاري، سعيا الى تحقيق أوسع مشاركة شعبية في الرؤية المستقبلية لبناء سوريا في مختلف المجالات السياسية والإقتصادية والإجتماعية ومتابعة خطوات برنامج الإصلاح الشامل التي اقرها الرئيس بشار الأسد.
ومع تزايد الضغوط الدولية على النظام السوري، أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحافي في موسكو مع نظيره البرازيلي انطونيو باتريوتا عن معارضة الدول الناشئة الخمس في مجموعة “بريك” تكرار السيناريو الليبي في سوريا.
وصرح الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بأنه قد يزور سوريا هذا الأسبوع للتعبير عن القلق العربي من الاحداث التي تشهدها البلاد.
في غضون ذلك، أيد نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام المقيم في المنفى، تدخلاً عسكرياً اجنبياً لاسقاط النظام السوري على غرار ما حصل في ليبيا.
أما المعارض السوري هيثم المناع فقد انتقد ما وصفه بالاستعجال في انشاء هياكل للمعارضة السورية، محذراً من ان من يدفع في اتجاه ذلك يملك “أجندة لا تخدم الشعب”.
وبعد الانتقادات التي وجهتها الحكومة التركية الى النظام السوري، توجه وفد من حزب الشعب التركي المعارض الرئيسي الى دمشق للقاء المسؤولين السوريين وزيارة عدد من المدن.
النازحون السوريون في عكار عاتبون: المساعدات قليلة
عكار – من ميشال حلاق:
عادت مشكلة النازحين السوريين في عكار الى الواجهة مع بدء الاستعدادات للعام الدراسي في المدارس الرسمية والخاصة، اذ ان مدرسة الايمان الاسلامية التي اعتمدت مركزاً لايواء هؤلاء الى جانب مدرسة الرامة في وادي خالد قد وجهت طلباً الى النازحين لمغادرة المبنى منذ نحو اسبوع، وابلغت بذلك المراجع، المعنية كافة. وجرى نقل ابناء العائلات وعددهم نحو مئة شخص الى مدرسة العبرة الاسلامية في جبل المنصورة قبالة بلدة مشتى حمود، وهي مدرسة يقول عنها رئيس البلدية ناجي رمضان “انها مهجورة وغير جاهزة لاستقبال العائلات النازحة الذين نقلوا امتعتهم اليها على مضض نظراً الى عدم توافر مكان آخر يلجأون اليه، وان فكرة انشاء مخيم كما كان يطمح اليه النازحون انفسهم وخصوصاً العائلات التي نزحت الى لبنان لم يلق التجاوب من الجهات الرسمية اللبنانية لاعتبارات عدة، ولا سيما ان القسم الاكبر من العائلات عند اقرباء وانسباء في العديد من بلدات عكار وخصوصاً في وادي خالد وجبل اكروم ومشتى حمود.
وقال رمضان ان “تعاطي الجمعيات والمؤسسات الانسانية الرسمية منها وغير الرسمية وفي طليعتها الهيئة العليا للاغاثة لم يكن بالمستوى المطلوب، واتت المساعدات عينية وغير كافية، مما اضطر ابناء الاسر اللبنانية المضيفة الى تعويض هذا النقص الكبير”. وغمز من قناة المسؤولين المعنيين “الذين اجهضوا فكرة انشاء مخيم للاجئين كان مقرراً على قطعة ارض الى جانب مدرسة الايمان الاسلامية في مشتى حمود”.
واشار رمضان الى ان “جمعية البشائر كانت تكفّلت بتأهيل مدرسة العبرة الاسلامية وتجهيزها التي اعتمدت بديلاً من مدرسة الايمان الاسلامية بدعم وتمويل قطري. الا ان الهيئة العليا للاغاثة اكدت انها هي التي ستهتم بأوضاع العائلات السورية الساكنة في مدرسة العبرة وستتولى اعمال تأمين كل مستلزمات السكن.
من جهته عبّر الشيخ عبد الرحمن عكاري، وهو الناطق الرسمي باسم النازحين في عكار عن “خيبة كبيرة يشعر بها النازحون، اذ كنا نتوقع من الحكومة ان يكون هناك تعاط رسمي افضل من الوجهة الانسانية مع العائلات السورية النازحة، وان الطلب الاساسي لنا كان ان يكون هناك مخيم يضم كل العائلات ويمكنا في الاعلام ان نسلّط الضوء على حجم معاناة الشعب السوري والاسباب التي دفعت بنا الى النزوح، كما ان المساعدات الانسانية يمكن وصولها بسرعة وتنظيم اكثر الى مكان واحد، ولا سيما ان القسم الاكبر من العائلات النازحة قد استضافتها اسر لبنانية نشكرها على تعاطفها، الا ان الامور طالت، وليس بمقدور هذه العائلات تحمل أعباء اضافية فوق طاقتها”.
واشار الى ان مدرسة العبرة الاسلامية التي نقل اليها النازحون بعيدة من مشتى حمود ومعزولة، لا كهرباء فيها ولا مياه، وهي غير مجهزة لفصل الشتاء، ونأمل من المراجع المعنية الاهتمام اكثر بهذا الموضوع الانساني البحت”.
اما بشأن العام الدراسي فقال ان “هناك بحثاً في هذا الموضوع مع المعنيين لاستقبال الطلاب السوريين في دوام خاص قد يكون بعد الظهر في المدارس الرسمية الحكومية في البلدات العكارية حيث هناك عائلات سورية نازحة”.
ويذكر ان ثلاثة جرحى سوريين عبروا مجرى النهر الكبير الى منطقة وادي خالد تم اسعافهم، في حين نقل جريح رابع في حال حرجة الى مستشفى عكار رحال.
وتوقعت مصادر حدودية ارتفاع عدد العائلات السورية النازحة الى عكار نتيجة حوادث اطلاق النار المتكررة في البلدات السورية الحدودية مع لبنان، والتي يسمع دوي الانفجارات واطلاق النار فيها على نطاق واسع، وخصوصاً في تلكلخ ومحيطها.
ويبقى ان النازحين من قرية الهيت السورية، وبعضهم يحملون الجنسية اللبنانية، لا يزالون يقيمون لدى عائلات في قريتي النصوب وحلواص اللبنانيتين في جبل اكروم.
رئيس الصليب الأحمر في دمشق … و27 قتيلاً مدنياً وعسكرياً خلال يومين
سوريا: حوار المحافظات يبدأ اليوم تمهيداً للمؤتمر الوطني روسـيا تؤكّد أن دول «البريكس» تعارض السـيناريو الليبـي
أعلنت دمشق أمس أن جلسات الحوار الوطني على مستوى المحافظات ستنطلق اليوم وتستمر حتى 20 أيلول، وذلك «تمهيدا لانعقاد مؤتمر الحوار الوطني»، في الوقت الذي قتل فيه 27 سوريا، بينهم ستة من العسكريين، خلال اليومين الماضيين، بينما يستقبل الرئيس السوري بشار الاسد اليوم رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كلينبرغر الذي نقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عنه قوله، بعد اجتماع مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم، «ارتياح اللجنة الدولية للإجراءات التي تقوم بها القيادة السورية في تحمل مسؤولياتها للدفاع عن حياة مواطنيها وما أبدته من تسهيلات كبيرة خلال زيارة وفد اللجنة الدولية إلى سوريا».
الى ذلك، اعلنت موسكو، التي ترفض أي تدخل خارجي في الشؤون السورية، أن الدول الناشئة الخمس في مجموعة «بريكس» تعارض تكرار السيناريو الليبي في سوريا، التي يزورها الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي «هذا الأسبوع لنقل القلق العربي».
وذكرت «سانا» ان جلسات الحوار الوطني على مستوى المحافظات ستنطلق اليوم وتستمر حتى 20 أيلول، وذلك «تمهيدا لانعقاد مؤتمر الحوار الوطني وبهدف تحقيق أوسع مشاركة جماهيرية حول الرؤية المستقبلية لبناء سوريا في مختلف المجالات». وأضافت «تتركز جلسات الحوار الوطني الفرعية في ثلاثة محاور: محور الحياة السياسية والإصلاح السياسي المنشود، والمحور الاقتصادي الاجتماعي، ومحور احتياجات المحافظة والرؤية المحلية لتطويرها في مجال الخدمات والتنمية والإدارة».
وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره البرازيلي انطونيو باتريوتا في موسكو، أن الدول الناشئة الخمس في مجموعة «بريكس» تعارض تكرار السيناريو الليبي في سوريا.
وتضم «بريكس» الدول الخمس الكبرى الناشئة: البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا. وتمثل 40 في المئة من سكان العالم و18 في المئة من إجمالي الناتج الداخلي العالمي.
وقال لافروف «إذا كان الأمر يتوقف على مجموعة بريكس فان السيناريو الليبي لن يتكرر». وأضاف «نقترح أن يطلب مجلس الأمن الدولي بحزم من كافة أطراف النزاع احترام حقوق الإنسان وإطلاق حوار». وتابع «لا يمكننا تشجيع قوى المعارضة في سوريا على تجاهل الحوار».
وكان لافروف أعلن، أمس الأول، أن روسيا تعارض الحظر الأوروبي على النفط السوري. وقال، في دوشنبه، حيث تنعقد قمة لمجموعة الدول المستقلة، «لقد سبق وقلنا ان فرض عقوبات أحادية الجانب ليس بالأمر الجيد. ذلك يقضي على فرص اعتماد نهج مشترك ازاء اي ازمة». واضاف «ان العقوبات نادرا ما تؤدي الى حلول».
إلى ذلك، ذكرت (سانا) أن المعلم عرض لرئيس الصليب الاحمر كلينبرغر، في دمشق، «جهود الحكومة لإعادة الأمن والاستقرار إلى البلاد وتعزيز مسيرة الإصلاحات التي أعلن عنها الرئيس السوري بشار الأسد». كما شرح «الأوضاع الراهنة في سوريا، وما تقوم به التنظيمات المسلحة من تدمير وتخريب وقتل وترويع للمواطنين».
وأكد المعلم «أن المستشفيات العامة في جهوزية دائمة وتقدم الخدمات الطبية اللازمة لجميع المواطنين». وثمّن «الأنشطة الإنسانية التي تقوم بها منظمة الهلال الأحمر العربي السوري التي أدت دورا فاعلا في تقديم الاحتياجات الإنسانية للمواطنين خلال الأزمة الراهنة». وفنّد «مزاعم القنوات الفضائية التحريضية التي تخدم أجندات خارجية تهدف إلى محاولة النيل من أمن سوريا واستقرارها وسيادتها وقرارها الوطني المستقل».
وذكرت «سانا» أن كلينبرغر أبدى «ارتياح اللجنة الدولية للإجراءات التي تقوم بها القيادة السورية في تحمل مسؤولياتها للدفاع عن حياة مواطنيها وما أبدته من تسهيلات كبيرة خلال زيارة وفد اللجنة الدولية إلى سوريا». وبحث وزير الدولة لشؤون الهلال الأحمر العربي السوري جوزيف سويد مع كلينبرغر علاقات التعاون القائمة بين منظمة الهلال الأحمر السوري والصليب الأحمر الدولي.
وكان كلينبرغر وصل إلى دمشق في زيارة تستمر يومين، ومن المقرر أن يلتقي الأسد اليوم. وقالت رئيسة بعثة الصليب الأحمر في دمشق ماريان غاسر أمس الأول، ردا على سؤال حول الطلب الذي قدمه كلينبرغر بخصوص زيارة المعتقلين، «لقد تقدمنا بالمباحثات مع المسؤولين السوريين حول هذا الموضوع ونحن واثقون من إمكانية البدء بزيارة معتقلي وزارة الداخلية».
العربي
وأعلن العربي، في مؤتمر صحافي في القاهرة بعد اجتماع مع مندوب سوريا لدى الجامعة يوسف الأحمد، انه تم إبلاغه بان «الحكومة السورية ترحب بزيارة الأمين العام للجامعة العربية ونحن بصدد تحديد موعد وغالبا سيكون هذا الأسبوع».
وعما اذا كانت هناك ضمانات بأن مهمته لن تستخدم كوسيلة لشراء الوقت من قبل السلطات السورية، قال العربي «لا ضمانات، الأمين العام عندما يقوم بمهمة لا يطلب ضمانات عندما يذهب لأي بلد، سأذهب وسأنقل القلق العربي وسأستمع» الى المسؤولين السوريين.
واكد دبلوماسي عربي رفيع المستوى ان المبادرة التي يحملها العربي «لا تخرج عن مطالب المجتمع الدولي وتدعو الى وقف العمليات العسكرية واطلاق سراح المعتقلين وبدء اجراءات الاصلاح السياسي».
وقال أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، في تصريح لقناة «الجزيرة» بثته أمس، إنه «بعد الاحتجاجات التي دخلت شهرها الخامس في سوريا فمن الواضح أن القتل شبه يومي، وأن الشعب السوري لن يتراجع عن مطالبه». وأضاف ان «السؤال المطروح الآن هو كيفية الخروج من هذا الانسداد بخصوص الوضع في سوريا».
وفد تركي في سوريا
الى ذلك، ذكرت وكالة «الاناضول» التركية ان وفدا من «حزب الشعب الجمهوري» المعارض بدأ زيارة إلى سوريا تستمر يومين. واوضح ان الوفد زار معسكرا للاجئين في منطقة هاتاي ( الاسكندرون)على الحدود، قبل أن ينتقل إلى اللاذقية حيث التقى محافظها محمد الشيخ.
وقال رئيس الوفد كمال لوك اوغلو «سوريا ليست دولة جارة فقط، لكنها شقيقة بالنسبة لنا»، موضحا ان الزيارة تهدف الى الاطلاع على الوضع في سوريا ومشاركة المعلومات التي سيجمعها مع الشعب التركي. وسيزور الوفد دمشق وحماه وحلب وحمص وطرطوس. وكان مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الاوسط جيفري فيلتمان اعتبر، في مقابلة مع قناة «الجزيرة» امس الاول، أن «نظام الأسد وكيل إيران في الشرق الأوسط، وانه سبب عدم الاستقرار في المنطقة، ولديه حليف في فلسطين وآخر في لبنان، وليس من مصلحة أميركا أن يظل هذا النظام قائما».
وقال فيلتمان إن «الوحشية التي نراها على يد النظام السوري لا ينكرها أحد، وآن الأوان لكي يرحل». وأضاف «علاقتنا بسوريا سيئة منذ فترة طويلة، وان الرئيس (باراك) أوباما كان يأمل في أن يصنع أرضية مشتركة، لكننا وجدنا صعوبة بأن يقتنع الأسد، والإجراءات التي اتخذها سببت العزلة لدمشق، فهناك انتهاك بشع لحقوق الإنسان في سوريا».
ميدانيا، قال ناشطون حقوقيون إن «العمليات الأمنية أسفرت عن مقتل 12 شخصا في عدة مدن، فيما توفي آخرون متأثرين بجراح أصيبوا بها خلال الأيام الماضية».
وقال المتحدث باسم «لجان التنسيق المحلية» في سوريا عمر ادلبي لوكالة «فرانس برس» إن «أربعة شهداء سقطوا في كرناز بالقرب من مدينة محردة، وقتل سبعة في ريف ادلب. كما قتل شخص عندما أطلق رجال الأمن النار على حافلة في مدينة ادلب». واشار الى ان «العمليات الامنية في المنطقة كانت تهدف الى البحث عن المدعي العام في مدينة حماه عدنان بكور».
من جهتها، نقلت «سانا» عن مصدر عسكري مسؤول قوله ان «مجموعة إرهابية مسلحة فتحت نيران أسلحتها الرشاشة على باص كان يقل عددا من الضباط وصف الضباط والعاملين المدنيين بالقرب من محردة» في ريف حماه. واضاف المصدر ان «الكمين أسفر عن استشهاد ضابط وخمسة ضباط صف وثلاثة موظفين مدنيين واصابة 17». واوضح ان «دورية امنية قامت بملاحقة القتلة على طريق حماه – الغاب حيث جرى اشتباك مسلح مع أربعة من الإرهابيين»، مشيرا الى «ان الاشتباك اسفر عن جرح احد عناصر الدورية الامنية ومقتل ثلاثة مسلحين واصابة الرابع بجروح خطرة».
واشار ادلبي الى «وفاة شخصين متاثرين بجراح اصيبا بها امس (الاول) احدهما في جسرين (ريف دمشق) والاخر في حمص». وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان «شابا من مدينة تلبيسة توفي متأثرا بجروح اصيب بها الجمعة، كما توفي مواطن من مدينة سراقب كان معتقلا لدى الاجهزة الامنية منذ 20 يوما تحت التعذيب».
وكان نشطاء اعلنوا، امس الاول، «مقتل 6 اشخاص خلال اقتحام قوات عسكرية وامنية بلدة في محافظة ادلب وحي في مدينة حمص».
الى ذلك، دافع نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام، في رسالة الى «ثوار سوريا» أمس، عن «فكرة حصول تدخل عسكري في سوريا على غرار ما حصل في ليبيا»، معتبرا ان «التدخل العسكري لا يعني الاحتلال».
(«السفير»، سانا،
ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا)
الاتحاد الأوروبي يزيد العقوبات على سوريا: قرار ضد «القمع»… ومساعدة المعارضة
لم يستبعد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، أمس الأول، فرض عقوبات جديدة على النظام السوري بعد تبني حظر استيراد النفط السوري، وأعلنوا أنهم يعملون على استصدار قرار جديد من الأمم المتحدة، بالإضافة إلى ضرورة مساعدة المعارضة.
والقرار الذي دخل حيز التنفيذ أمس الأول، يشمل حظر استيراد وشراء ونقل النفط الخام أو المشتقات النفطية إذا كانت ذات منشأ سوري أو مصدرة من سوريا، لكنه لن يشمل العقود الجارية قبل 15 تشرين الثاني المقبل.
وبالإضافة إلى حظر واردات النفط السوري، فإن عقوبات الاتحاد الأوروبي الجديدة استهدفت المصرف العقاري السوري الذي يعمل في مجال التمويل العقاري، و«مجموعة الشام» الاستثمارية وشركة «مدى نقل» وهما وحدتان تابعتان لشركة استثمارية سورية يقول الاتحاد الأوروبي أنها توفر أموالا للنظام.
وتضمنت العقوبات أيضا إدراج أربعة من رجال الأعمال السوريين في قائمة الشخصيات التي تشملها إجراءات تجميد الأصول وحظر السفر. والأربعة هم رئيس غرفة التجارة والصناعة في حلب فارس الشهابي، ورئيس غرفة الصناعة والتجارة في دمشق عماد غرايواتي، ومؤسس مجموعة «الأخرس» للتجارة والتحويل طريف الأخرس، ورئيس «مؤسسة أنبوبة» للصناعات الغذائية عصام أنبوبة.
وردا على سؤال على هامش اجتماع وزراء خارجية الاتحاد في مدينة سوبوت البولندية حول ضرورة اتخاذ عقوبات جديدة، قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه «إذا لم يتغير (الرئيس السوري) بشار الأسد، وإذا لم يتغير النظام، فسيتعين زيادة الضغط على سوريا».
وأضاف جوبيه «سوريا ليست ليبيا، لكن ينبغي أن نكون منسجمين مع أنفسنا، ويتعين على المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي، وفي أي حال فرنسا، أن تتحمل مسؤولياتها كاملة في حماية السكان المدنيين من عنف الطغاة». وأشار إلى أن باريس ستواصل «العمل في الأمم المتحدة من اجل الحصول على إدانة أكثر وضوحا للنظام السوري، وأخيرا العمل مع المعارضة». ورأى انه «يجب مساعدة المعارضة على تنظيم نفسها» في سوريا أيضا، كما حصل في ليبيا.
واعتبر نظيره الألماني غيدو فسترفيله انه قد يتبين أن فرض عقوبات جديدة أمر ضروري. وقال «لا يمكننا أن نستبعد بحث إجراءات إضافية إذا استمر القمع رغم كل شيء». وأضاف «من الأهمية بمكان أن نتمكن من إقناع شركائنا الدوليين بأننا نريد العمل مع قرار (من الأمم المتحدة) حول سوريا من اجل الحرية والديموقراطية».
وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون «سنواصل ممارسة الضغوط والبحث عن وسائل للقيام بذلك»، مشيرة إلى أن «المحادثات تتواصل».
وطالبت الوزيرة الاسبانية ترينيداد خيمينيث باستصدار «إدانة دولية ليس لعزل النظام وحسب وإنما أيضا لدعم الشعب السوري». وقالت إن على الاتحاد الأوروبي أن يساعد المعارضة السورية «بهدف السماح بإنتاج بديل في المستقبل»، مضيفة «لقد عبرنا عن رغبتنا في أن تكون معارضة تمثل كل السكان».
وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن الأمر قد يتطلب فرض المزيد من العقوبات على قطاع النفط لكنه لم يحدد ما الذي قد تشمله هذه الخطوة. وأضاف «سنطلب من دول أخرى في العالم الانضمام إلينا في القيام بذلك». وأقر بأن سوريا تستطيع تصدير النفط إلى أماكن أخرى، لكنه اعتبر أن مسائل تتعلق بالنقل والإمداد تجعل هذا أمرا صعبا.
واعتبر أن الوضع في سوريا يشكل خطرا كبيرا على الاستقرار في المنطقة. وقال ان «اي دعوة لتحرك الأمم المتحدة ستهدف الى زيادة الضغط على السلطات السورية لإنهاء العنف لكنها لن تشمل تدخلا عسكريا مثلما فعل الغرب في ليبيا».
وفي واشنطن اعتبرت وزارة الخارجية الأميركية أن الحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على النفط سيكون له «تأثير مباشر على قدرة النظام السوري على تمويل قمع الحركة الاحتجاجية».
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند «إن مبيعات النفط هي مصدر دخل أساسي ومصدر للعملات الأجنبية لنظام الأسد». وأضافت إن «الولايات المتحدة ستواصل مع شركائها الأوروبيين زيادة الضغط السياسي والاقتصادي لإجبار الرئيس الأسد على التنحي، ولإفساح المجال أمام الشعب السوري للقيام بانتقال سلمي وديموقراطي يشارك فيه كل السوريين». (ا ف ب، ا ب، رويترز)
باحث اقتصادي سوري لـ«السفير»: عقوبات أوروبا مضرة… لكنها لن تشل الاقتصاد
زياد حيدر
ما زالت الخيارات مفتوحة أمام النفط السوري، بالرغم من العقوبات الأوروبية على استيراده، داخل القارة، بحيث يمكن لهذا النفط أن يجد أسواقا أخرى وإن كانت تكاليف هذه التجارة ستزيد ما يخفض أرباحها.
ويرى الباحث الاقتصادي نبيل سكر أن هذه العقوبات «لن تشل الاقتصاد السوري ولكنها ستضعف من تقدمه» خصوصا في ضوء المشاكل التي يعاني منها الاقتصاد عموما.
ويقول لـ«السفير» إن سوريا تستطيع في الفترة الفاصلة بين اليوم وتطبيق الحظر في تشرين الثاني المقبل أن تقوم بترتيبات لبيعه في أسواق أخرى من خلال شركات وناقلات أخرى، إلا أن مساوئ هذا الخيار تتمثل في أنها ستضطر للقبول بسعر أقل لبيع النفط الخام كما أنها ستضطر للقبول بسعر أعلى للمشتقات التي سيتم شراؤها. وهي نسبة يرى محللون اقتصاديون أنها قد تتراوح بين 10 و15 في المئة من السعر الاعتيادي لبيع النفط السوري واستيراد مشتقاته.
وفيما تبدو الصين وبقية دول شرق آسيا كالهند مؤهلة لهذا الخيار، يقول سكر إن البيع والشراء لمادة كالنفط الخام يجريان بعيدا عن الرقابة الدولية أحيانا، حيــث تجري الصفقات وتتحول مسارات ناقلات النفط في أعالي البحار، فيما تجري المضاربات والاتفاقات على السعر في أماكن مختلفة من العالم.
لكن في كل الأحوال يرى سكر أن البيع سيؤثر على موارد الموازنة العامة للدولة، كما على مواردها من القطع الأجنبي، ما قد يوثر على الاحتياطي المتراكم لدى الدولة والذي يقارب الـ17 مليار دولار. وأضاف أن «كلفة الإنفاق ستزيد بسبب الدعم الذي تقدمه الدولة للمشتقات النفطية» ما يسمح بزيادة العجز في الموازنة العامة وزيادة عجز الميزان التجاري. لكنه يرى أيضا أن الاقتصاد السوري يستطيع في الأزمات أيضا أن يعتمد على القطاع الخاص الذي يساهم بحوالي 67 في المئة من الدخل القومي، وبالتالي يستطيع تحمل عبء عن الدولة.
وحتى الآن يكمن التخوف في أن تفرض أوروبا حظرا على شركات النفط لوقف عملها في سوريا، وهو أمر يراه سكر بعيدا حتى اللحظة بسبب مصالح هذه الشركات في سوريا، وقدرات الضغط التي لديها في العالم. ويرى أن هذا الخيار في حال جرى سيكون له تأثير هائل على الاقتصــاد، لأنــه سيعني وقف إنتاج النفط حتى تأمين شركات نفط جديدة من الدرجة الثانية، لحصر وجود شركات النفط العملاقة في كل من أوروبا وأميركا.
وكان مدير شركة «شل» ديك بنسخوب أعلن في وقت سابق أنه «ليس لدى شركة النفط العملاقة النية لوقف أنشطتها في سوريا، على الرغم من النداء العاجل الذي وجهه لها البرلمان الهولندي لتنسحب فورا من سوريا. ولن تنسحب من هناك إلا في حالة فرض حظر دولي كامل على سوريا». وأضاف، وفق ما نقلت عنه إذاعة «هولندا» العالمية، أن «شل لن تنسحب حالياً من سوريا».
وتابع إن «فرض العقوبات مهمة السياسيين، وليس الشركات التجارية»، مشيرا الى ان «شــل» ستــــعرض العاملين لديها للخطر، بما في ذلك العاملون الســـوريون اذا انسحبت الان من البلد، موضحاً «لقد كنا جزءا من المجتمع لعقود. لا يمكننا ان نترك ببساطة كل شيء خلفنا وننسحب».
وذكرت مصادر في شركة «توتال» الفرنسية الأمر ذاته منذ يومين حين أعلن متحدث باسمها تقيدها بالحظر التجاري دون وقف عمليات التنقيب في البلاد.
يـــذكر أن الاتـــحاد الأوروبي يستورد 95 في المئة من النفط السوري الخام، تتــوزع على ألمانيا (32 في المئة) وإيطــاليا (31 في المئة) وفرنسا (11 في المئة) وهولندا (9 في المئة). وستبقى صفقات الإمداد الحالية سارية حتى 15 تشرين الثاني المقبل.
اذا سقط الاسد؟!
صحف عبرية
التصعيد الخطير في العلاقات مع تركيا ينبغي ان يقلق القيادة الاسرائيلية. فالخريطة الاستراتيجية تغيرت واسرائيل لا يمكنها أن تبقى على حالها. مسألة الاعتذار ليست فقط مسألة من هو المحق نحن أم الاتراك بل تتعلق بمسألة أوسع بكثير لطبيعة علاقاتنا الاقليمية. فمنذ عدة اشهر والوضع حولنا يتغير بشكل دراماتيكي ولم يعد هذا هو ذات الواقع الجغرافي السياسي القديم. الوضع الجديد لم يعد يسمح بالتمسك بالسياسة القائمة، التي ليست فقط تبتعد عن التأثير على السياقات الجارية حولنا، بل ومن شأنها أن تؤدي الى نتيجة هي مثابة الاسوأ من ناحية اسرائيل في ظل تقليص مجال المناورة السياسية لديها بل والتدهور الى درجة الازمة والخروج عن السيطرة.
الاكثر اقلاقا من ناحية اسرائيل في عملية انهيار العالم العربي ‘القديم’ هو الوضع في مصر. فمن كانت زعيم العالم العربي ورائد الخط الغربي والتسامحي تجاه اسرائيل حتى الان، تفقد مكانتها الاقليمية.
سورية تقف هي ايضا أمام انهيار سلطوي. ومع أنه لا يوجد أي أسف على سقوط الجزار من دمشق، ولكن رغم ذلك فان مثل هذا السقوط المتوقع ينطوي على خطر مزدوج؛ الاول هو انعدام اليقين حول الجهات التي ستستولي على الحكم وتسيطر على مخزونات السلاح، والثاني هو التخوف الفوري من خطوة يائسة يقوم بها الاسد، وظهره الى الحائط ليلقي بالورقة الاخيرة ويبادر الى خطوة اشتعال مع اسرائيل كي يعيد الى يديه السيطرة.
انعدام الهدوء الاقليمي لا يتجاوز ايران ايضا، غير أن النظام في طهران يتمكن من السيطرة على الوضع الداخلي ويشخص في الانهيار الاقليمي فرصة مزدوجة: زيادة النفوذ الداخلي على دول كمصر وليبيا؛ صرف الانتباه العالمي في صالح استمرار تطوير البرنامج النووي.
الوضع الناشىء الجديد يشكل رافعة قوة كبيرة بيد حزب الله في لبنان وحماس في غزة لاشتعال اقليمي. الى جانب كل هذا تقف اسرائيل الان امام تحديين سياسيين مركبين: الاول هو منظومة العلاقات مع تركيا، والثاني هو التصويت المخطط له في الامم المتحدة في نهاية ايلول. تركيا، في الوضع الجغرافي السياسي الجديد، تتطلع الى أن تنصب نفسها في رئاسة القيادة الاقليمية. القيادة الاسلامية والنشطة التي تقف على رأسها وان كانت اتخذت في السنوات الاخيرة خطوة تقارب نحو الدول العربية في المنطقة، الا انه الى جانب ذلك بقيت سياستها متوازنة نسبيا ومنفتحة تجاه اسرائيل والغرب. اردوغان كان أول من أيد على نحو نشيط المعارضة في ليبيا، أخذ الرعاية على حماس في غزة واتخذ موقفا متصلبا ومهددا تجاه الاسد وسورية.
في محاولاتها لاخذ دور نشط في الوساطة بين اسرائيل وجيرانها، تلقت تركيا سلسلة من الاهانات: بدءاً بقضية الكرسي المنخفض، مرورا بعلامة الاستفهام على الهجوم على المفاعل في سورية وشن رصاص مصبوب في زمن مبادرة المفاوضات مع السوريين في بوساطتها، وانتهاءً بالاسطول ونزال الايدي في موضوع الاعتذار. لتركيا منظومة علاقات بعيدة السنين مع اسرائيل، وان كانت شهدت ارتفاعات وهبوطات انها كانت دائما هامة للطرفين. اهمية علاقاتنا معها تستوجب رفعا لمستواه. في الايام العادية قد لا يكون سليما ان تفكر اسرائيل بالاعتذار عن عملية شرعية ضد الاسطول، ولكن في الوضع الاقليمي القائم، على اسرائيل أن تنظر فيما اذا كان من الاهم التقرب الى تركيا التي تشكل القوة الصاعدة في المنطقة، وابتلاع الضفدع الكبير وايجاد السبيل الى قلبها الامر الذي سيسهل بقدر كبير ايضا على الولايات المتحدة في المنطقة بل وربما يسمح بخطوة اللحظة الاخيرة لتجنيد الاتراك، والدول التي تسمى ‘دولا نوعية’ في محاولة أخيرة لصد الخطوة الفلسطينية او التأثير على التصويت المرتقب في نهاية الشهر. على أي حال، زمن التردد نفد. والحاجة الى القرار باتت هنا.
‘ لواء احتياط ورجل أعمال
معاريف 4/9/2011
اقتحام مدينة حماة ومقتل شخصين في حمص وأنباء عن انشقاقات داخل الجيش
نيقوسيا- دمشق- (أ ف ب): افاد ناشط حقوقي الاثنين أن شخصين قتلا في حمص (وسط) خلال عملية أمنية فيما اقتحمت قوات من الجيش والأمن مدينة حماة (وسط) واطلقت النيران بكثافة من الاسلحة الثقيلة.
واكد الناطق باسم لجان التنسيق المحلية في سوريا عمر ادلبي في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس أن “قوات الامن اقتحمت حي الخالدية في مدينة حمص (وسط) واطلقت النار مما اسفر عن مقتل شخصين”.
كما ذكر ادلبي أن “اكثر من 30 الية عسكرية وامنية اقتحمت الان مدينة حماة من دوار السباهي باتجاه وسط المدينة وسط اطلاق كثيف للنيران”.
وبدورها افادت لجان التنسيق المحلية أن “قوات الامن اقتحمت بلدة السبيل في معرة النعمان الواقعة في ريف ادلب (شمال غرب) وقامت بحملة دهم واعتقال” مشيرة الى ان “مدرعات تابعة للجيش تحاصر البلدة”.
كما اشارت إلى “اكتشاف مقبرة جماعية تحوي سبع جثث متفسخة على الاقل قرب قرية الرامي الواقعة في جبل الزاوية (شمال غرب)” مضيفة ان “الاهالي حاولوا انتشالها الا ان قوات الجيش قامت بمطاردتهم وانتشرت بشكل كثيف في المنطقة”.
ويأتي ذلك غداة مقتل 12 شخصا بينهم امراة خلال عمليات أمنية وعسكرية في سوريا التي اعلنت بدورها عن مقتل ستة عسكريين بينهم ضابط، وثلاثة مدنيين في كمين نصبته “مجموعة ارهابية مسلحة”.
وقد غادر الجيش السوري حماة احد مراكز الاحتجاجات ضد النظام السوري، في العاشر من اب/ اغسطس بعد ان قام بعملية عسكرية واسعة بهدف “القضاء على العصابات الارهابية المسلحة” التي تتهمها السلطات بتاجيج الاحتجاجات.
وكان الجيش دخل حماة الواقعة على بعد 210 كلم شمال دمشق، في 31 تموز/يوليو بعد ان شهدت تظاهرات حاشدة ضد النظام بلغ عدد المشاركين فيها نحو 500 الف متظاهر.
وقال ناشطون انه في يوم الاقتحام قتل حوالى مئة شخص في ما اعتبروه “احد أكثر الأيام دموية” منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية ضد الرئيس بشار الاسد منتصف اذار/مارس.
وقال الناشطون وشهود عيان حينها ان العمليات التي تلت ذلك اسفرت عن سقوط عشرات القتلى الآخرين في المدينة التي قطعت فيها السلطات وسائل الاتصالات كما نزحت عنها اكثر من الف عائلة هربا من العمليات العسكرية التي يشنها الجيش.
ومن جهة أخرى، أكد نشطاء سوريون في العاصمة دمشق أن جنودا انشقوا عن الجيش السوري في مطار المزه في دمشق، غير أنهم لم يعطوا مزيدا من التفاصيل.
وأوضح نشطاء من جسر الشغور بمحافظة إدلب أنه سمع إطلاق نار كثيف بشكل عشوائي بعد انشقاق عدد من عناصر الجيش وهربهم باتجاه الحدود التركية، وأضافوا أن نيران أطلقت باتجاه الأراضي التركية دون رد من الجانب التركي. كما تحدثوا عن محاولة اقتحام مخيم للاجئين السوريين على الحدود التركية ما أسفر عن حدوث عدد من إصابات.
إلا أن نشطاء آخرين على الإنترنت ذكروا أن قتيلا سقط أثناء هروب الأهالي من اقتحام الجيش والأمن والشبيحة للمخيم، حيث تم قنصه وهو ضمن الأراضي التركية.
وأضاف النشطاء إن انشقاقات حدثت داخل مطار المزه في دمشق وسط سماع إطلاق رصاص كثيف جدا من داخل المطار، مؤكدين:”هذه الأصوات ليست لبنادق وإنما أصوات أسلحة ثقيلة ورشاشات وهناك تحليق لمروحيات”.
إلى ذلك، أكد نشطاء في شمال لبنان لوكالة الأنباء الألمانية أن قوات الأمن السورية داهمت الاثنين مناطق متاخمة للحدود مع لبنان بحثا عن نشطاء شاركوا في المسيرات المناهضة للنظام السوري.
خدام يدافع عن فكرة التدخل العسكري في سوريا لاسقاط نظام الأسد
نيقوسيا- (ا ف ب): دافع نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام الأحد عن فكرة حصول تدخل عسكري في سوريا على غرار ما حصل في ليبيا، لاسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، معتبرا أن “التدخل العسكري لا يعني الاحتلال”.
وقال خدام في رسالة إلى “ثوار سوريا” منتقدا بعض اطراف المعارضة السورية “تصدر بعض الأصوات المطالبة بإرسال مراقبين دوليين عوضا عن التدخل العسكري وذلك تحايلا لتغطية مواقفهم الانهزامية” مضيفا “لا يمكن لمثل ذلك أن يسقط هذا النظام وتصوروا لو أن المعارضة الليبية لم تطلب التدخل العسكري الدولي ماذا كان فعل معمر القذافي في الثورة الليبية وفي الشعب الليبي؟”.
واضاف خدام إن “التدخل العسكري لا يعني الاحتلال وقد ذهب عصر الاستعمار وإنما يعني مساعدة الشعوب في التخلص من أنظمتها القمعية والفاسدة”.
وتابع خدام في رسالته التي نشرت على موقع (سوريا الحرة) التابع لجبهة الخلاص الوطني في سوريا “رسالتي لكم ايها الشباب أن توحدوا انفسكم وان تدركوا أن مسؤوليتكم التاريخية عظيمة في انقاذ سوريا وفي كتابة مستقبلها وأن تغلقوا آذانكم امام أصوات المعارضين الذين يعيشون في أمان واستقرار مع عائلاتهم وفي ادارة مصالحهم ويرفضون تدخل المجتمع الدولي لحماية الشعب السوري ووقف المجازر وتمكين السوريين من اسقاط النظام”.
واضاف “لأن هؤلاء المعارضين ليسوا هم الذين يذبحون وليست عائلاتهم المضطهدة والمشردة وليس ابناؤهم الذين يتعرضون للاعتقال والتعذيب وانما انتم الذين تتحملون عبء الكفاح من اجل تحرير سوريا وصيانة كرامة الشعب السوري”.
وانتقد خدام المحاولات الجارية حاليا في اوساط بعض المعارضة السورية في الخارج لانشاء مجلس انتقالي على غرار المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا.
وقال ان “الدعوة الى مجالس انتقالية هي محاولة من بعض أطراف المعارضة لتوظيف دماء الشهداء وآلام ومصاعب السوريين لتحقيق مكاسب انتهازية وركوب موجة الثورة”.
واضاف “بدعم الثورة في ليبيا تم تشكيل مجلس انتقالي ولكن أين ؟ وممن؟ لقد تشكل فوق الأرض الليبية ومن قبل الثوار الليبيين وليس في الخارج أو من قبل المعارضين في الخارج”.
وتابع خدام “أنا أطالب هؤلاء المعارضين عوضا عن إضاعة الوقت بالمجالس والمؤتمرات أن يشكلوا جبهة واحدة في الخارج لدعم الثورة سياسيا واعلاميا وماديا وليس الحلول محلها، تضم كل اطراف المعارضة المؤمنة حقيقة بسقوط النظام ومحاسبة رموزه”.
وكان خدام أنشأ جبهة الخلاص الوطني بعد انشقاقه التي ضمته مع جماعة الاخوان المسلمين ومعارضين آخرين.
الا ان الجماعة اعلنت انسحابها من هذه الجبهة أواخر العام 2008.
وتتهمه السلطات السورية بالتورط في قضايا فساد، ولذلك صدرت أحكام قضائية عديدة ضده منها السجن وتجميد امواله واموال عائلته.
وتشهد سوريا حركة احتجاجات واسعة منذ منتصف اذار/مارس ادى قمعها من جانب السلطة الى مقتل 2200 بحسب حصيلة لمنظمة الامم المتحدة.
وتتهم السلطات “جماعات ارهابية مسلحة” بقتل المتظاهرين ورجال الامن والقيام بعمليات تخريبية واعمال عنف اخرى لتبرير ارسال الجيش الى مختلف المدن السورية لقمع التظاهرات.
مقتل 14 شخصا برصاص قوات الأمن.. تغيير حكومي وشيك في سورية يضم إسلاميين للمرة الاولى
العربي في دمشق قريبا حاملا مبادرة لحل الأزمة وخدام يدعو لتدخل عسكري لإسقاط نظام الاسد
القاهرة ـ دمشق ـ نيقوسيا ‘القدس العربي’ ـ وكالات: اعلن الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الاحد انه سيزور دمشق ‘غالبا هذا الاسبوع’ بعد ان تلقى موافقة سورية على الطلب الذي تقدم به بناء على تكليف من وزراء الخارجية العرب.
وقال العربي في مؤتمر صحافي انه تم ابلاغه بأن ‘الحكومة السورية ترحب بزيارة الامين العام للجامعة العربية ونحن بصدد تحديد موعد وغالبا سيكون هذا الاسبوع’.
وكان وزراء الخارجية العرب ‘طلبوا’ في ختام اجتماع طارئ في 28 آب (اغسطس) الماضي في القاهرة ‘من الامين العام القيام بمهمة عاجلة الى دمشق ونقل المبادرة العربية لحل الأزمة الى القيادة السورية’.
وردا على سؤال عما اذا كانت هناك ضمانات بأن مهمته لن تستخدم كوسيلة لشراء الوقت من قبل السلطات السورية، قال نبيل العربي ‘لا ضمانات، الامين العام عندما يقوم بمهمة لا يطلب ضمانات، سأذهب وسأنقل القلق العربي وسأستمع’ الى المسؤولين السوريين.
واكد دبلوماسي عربي رفيع ان المبادرة التي يحملها الامين العام للجامعة ‘لا تخرج عن مطالب المجتمع الدولي وتدعو الى وقف العمليات العسكرية واطلاق سراح المعتقلين وبدء اجراءات الاصلاح السياسي’.
وكان العربي انتقد بشدة في افتتاح اجتماع وزراء الخارجية قمع التظاهرات في سورية وان بشكل ضمني.
وكشف مصدر مسؤول في دمشق لـ’القدس العربي’ عن تغيير حكومي كبير خلال اسبوعين، سيكون الاول من نوعه في تاريخ حزب البعث الحاكم، ومن المنتظر ان يشرك اسلاميين ومستقلين، للمرة الاولى في الحكومة السورية.
وقال المصدر ان هذا التغيير سيكون اول خطوة للرئيس السوري لبدء برنامج الاصلاح والتغيير الذي وعد به في اكثر من مناسبة – دون بدء تنفيذه- تحت ضغط الثورة التي تشهدها سورية منذ 15 من اذار (مارس)، وبعد مطالبة تركيا وروسيا والصين بشكل خاص والمجتمع الدولي بشكل عام بسرعة تنفيذ هذا الاصلاح، قبل ان تدول القضية السورية في المحافل الدولية.
جاء ذلك فيما دافع نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام الاحد عن فكرة حصول تدخل عسكري في سورية على غرار ما حصل في ليبيا، لاسقاط نظام الرئيس السوري بشار الاسد معتبرا ان ‘التدخل العسكري لا يعني الاحتلال’.
وقال خدام في رسالة الى ‘ثوار سورية’ منتقدا بعض اطراف المعارضة السورية ‘تصدر بعض الأصوات المطالبة بإرسال مراقبين دوليين عوضا عن التدخل العسكري وذلك تحايلا لتغطية مواقفهم الانهزامية’، مضيفا ‘لا يمكن لمثل ذلك ان يسقط هذا النظام وتصوروا لو أن المعارضة الليبية لم تطلب التدخل العسكري الدولي ماذا كان فعل معمر القذافي في الثورة الليبية وفي الشعب الليبي؟’.
واضاف خدام ان ‘التدخل العسكري لا يعني الاحتلال وقد ذهب عصر الاستعمار وإنما يعني مساعدة الشعوب في التخلص من أنظمتها القمعية والفاسدة’.
وتابع خدام في رسالته التي نشرت على موقع ‘سورية الحرة’ التابع لجبهة الخلاص الوطني في سورية ‘رسالتي لكم ايها الشباب ان توحدوا انفسكم وان تدركوا ان مسؤوليتكم التاريخية عظيمة في انقاذ سورية وفي كتابة مستقبلها وأن تغلقوا آذانكم امام أصوات (المعارضين) الذين يعيشون في أمان واستقرار مع عائلاتهم وفي ادارة مصالحهم ويرفضون تدخل المجتمع الدولي لحماية الشعب السوري ووقف المجازر وتمكين السوريين من اسقاط النظام’.
واضاف ‘لأن هؤلاء المعارضين ليسوا هم الذين يذبحون وليست عائلاتهم المضطهدة والمشردة وليس ابناؤهم الذين يتعرضون للاعتقال والتعذيب وانما انتم الذين تتحملون عبء الكفاح من اجل تحرير سورية وصيانة كرامة الشعب السوري’.
وانتقد خدام المحاولات الجارية حاليا في اوساط بعض المعارضة السورية في الخارج لانشاء مجلس انتقالي على غرار المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا.
وقال ان ‘الدعوة الى مجالس انتقالية هي محاولة من بعض أطراف المعارضة لتوظيف دماء الشهداء وآلام ومصاعب السوريين لتحقيق مكاسب انتهازية وركوب موجة الثورة’.
اما على الصعيد الميداني فقد لقي 14 شخصا على الأقل حتفهم في سورية الأحد، في الوقت الذي يتوقع فيه أن يضغط رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كلينبرغر على الحكومة السورية لتوفير الرعاية الطبية للجرحى والمسجونين.
وأفاد ناشطون على صفحات الانترنت بأن ثمانية أشخاص قتلوا في محافظة إدلب، شمالي سورية.
وفي محافظة حماة، جنوبي البلاد، قتل أربعة أشخاص بالرصاص أثناء قيادة سيارتهم، بينما لقي رجل آخر حتفه في ضواحي دمشق.
واجرى رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر محادثات مع الرئيس السوري بشار الأسد الأحد حول قضايا إنسانية تتعلق بتوفير الرعاية للمرضى والجرحى.
وقالت اللجنة الدولية إن ‘ضمان حصول المرضى والجرحى على الرعاية سيكون من بين التحديات الإنسانية العاجلة الخاصة التي سيتعين مواجهتها’.
وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بأن وزير الخارجية والمغتربين السوري وليد المعلم التقى صباح الاحد مع كلينبرغر وأعضاء الوفد المرافق، حيث شرح لهم الاوضاع الراهنة في سورية و’ماتقوم به التنظيمات المسلحة من تدمير وتخريب وقتل وترويع للمواطنين’.
وأظهرت مقاطع فيديو نشرت على مواقع الانترنت اليوم جثة رجل عليها علامات تعذيب. وقال رجل سجل مقطع الفيديو الذي ظهرت فيه الجثة إن ما حدث للقتيل، وهو من حي بابا عمرو بمحافظة حمص وسط سورية، كان بسبب مطالبته بالحرية.
وكثفت القوات السورية عملياتها الأمنية امس في عدة مناطق بالبلاد، بما فيها حي بابا عمرو في حمص، حيث يقول الناشطون إن 15 شخصا على الأقل أصيبوا بجروح جراء إطلاق نار عشوائي.
وتوفي صباح امس شاب من تلبيسة التابعة لحمص يبلغ من العمر 21 عاما متأثرا بجراح أصيب بها يوم الجمعة إثر إطلاق قوات الأمن النار على المظاهرة التي خرجت في البلدة.
كان مصدر عسكري سوري مسؤول أكد أن تسعة أشخاص بينهم رجال شرطة وضابط لقوا حتفهم صباح امس الأحد في كمين نصبته ‘مجموعة إرهابية مسلحة’ لحافلة كانت تقلهم بوسط البلاد.
من جهتها أدانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان دعوة بعض أطراف المعارضة السورية الى تسليح المحتجين في سورية.
وقالت الشبكة في بيان صحافي أن هذه ‘الدعوات لا تنسجم مع ثقافة المجتمع السوري وأن لغة التسامح وطاولة الحوار والانطلاق من الداخل هي الأرضية الأساسية لأي حل يمكن أن يطرح مع الأخذ بعين الاعتبار أن لا مشكلة لولا التدخلات الخارجية’.
وأكدت الشبكة أن ‘المؤسسات الدولية من مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة لو جسدت دورها الحقيقي وطبقت مواثيق التأسيس الخاصة بها لما احتل العراق، ولما تدخلت الدول الغربية في أفغانستان وليبيا، ولما كانت هناك مشكلة الآن في سورية ولحلت قضية فلسطين من عقود’.
الأسد يستعين برفاق درب والده لقمع الإحتجاجات
مصادر مختلفة
دمشق، الوكالات: يبدو أن كل محاولات القمع التي ينتهجها النظام السوري لم تثن المعارضة عن الاستمرار في تحركاتها الإحتجاجية المطالبة باسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.
وتشهد سوريا حركة إحتجاجات واسعة منذ منتصف آذار/مارس أدى قمعها من جانب السلطة الى مقتل 2200 بحسب حصيلة لمنظمة الامم المتحدة. وتشير منظمات حقوقية الى مقتل 389 جنديا وعنصر امن، في غياب احصاء رسمي لعدد الضحايا.
لكن السلطات تتهم “جماعات إرهابية مسلحة” بقتل المتظاهرين ورجال الامن والقيام بعمليات تخريبية وأعمال عنف اخرى لتبرير ارسال الجيش الى مختلف المدن السورية لقمع التظاهرات.
ويبدو أن الرئيس السوري مصصم على إنهاء الحركة الإحتجاجية التي تطالب بسقوط نظامه، حيث ذكرت معلومات صحافية أن الأسد قرر الاستعانة بجنرالات متقاعدين، من رفاق والده الرئيس الراحل حافظ الأسد، ممن شاركوا في إخماد حركة الإخوان المسلمين عام 1982 فيما عُرف بـ”مجزرة حماة”، من أجل القضاء على حركة الاحتجاجات الحالية.
وقالت مصادر لصحيفة الشرق الأوسط “عاد إلى القصر الرئاسي، بصفة مستشار، رجلا الاستخبارات المرعبان علي دوبا ومحمد الخولي، ومؤخرا أعيد للعمل، بصفة مستشار أيضا، الجنرال الدرزي نايف العاقل، وهو غير معروف إعلاميا، كونه من رجال الصف الثاني، ولكن معروف عنه الشراسة وكان أحد الضالعين في (مجزرة حماة) عام 1982”.
ورأت هذه المصادر أن الاستعانة بهم اليوم لإخماد الاحتجاجات تؤكد المعلومات التي حصلت عليها المصادر من دوائر قريبة من القصر الرئاسي بأن “النظام مقبل على توجيه ضربة قاضية للاحتجاجات من خلال عملية عسكرية ترعب الشارع بعد فشل الحل الأمني”.
إلى ذلك كشف مصدر مسؤول في دمشق عن تغيير حكومي كبير خلال أسبوعين، سيكون الاول من نوعه في تاريخ حزب البعث الحاكم، ومن المنتظر أن يشرك اسلاميين ومستقلين، للمرة الاولى في الحكومة السورية.
ميدانياً افاد ناشطون حقوقيون ان العمليات الامنية التي تقوم بها السلطات السورية اسفرت عن مقتل 12 شخصا الاحد في عدة مدن فيما توفي اخرون متاثرين بجراح اصيبوا بها خلال الايام الماضية.
واوضح الناطق الرسمي باسم لجان التنسيق المحلية في سوريا عمر ادلبي لوكالة فرانس برس ان “اربعة شهداء سقطوا في كرناز بالقرب من مدينة محردة (وسط) وقتل سبعة اشخاص في ريف ادلب (شمال غرب) برصاص قوات الامن اثناء قيامها بعمليات امنية”.
واضاف “كما قتل شخص عندما اطلق رجال الامن النار على حافلة في مدينة ادلب”. واشار ادلبي الى ان “العمليات الامنية في المنطقة (شمال غرب سوريا) كانت تهدف الى البحث عن المدعي العام في مدينة حماة (وسط) عدنان بكور”.
وكان المدعي العام في مدينة حماة عدنان بكور اعلن استقالته الخميس من منصبه عبر شريط مصور احتجاجا على اعمال القمع في سوريا “في ظل نظام الاسد وعصابته”.
الا ان وكالة الانباء الرسمية (سانا) التي اوردت الاثنين نبأ اختطافه على يد “مجموعة مسلحة” اثناء توجهه الى عمله، نقلت عن محافظ حماة انس الناعم ان “بكور اجبر من قبل خاطفيه على تقديم معلومات كاذبة لطالما سعت القنوات الفضائية لترويجها حول تصفية مواطنين في حماة ضمن اهداف الحملة الاعلامية ضد سوريا”.
وافاد اتحاد تنسيقيات الثورة السورية ان “قوات الامن مدعومة بقوات الجيش قامت بمداهمة بلدة خان شيخون وبمحاصرة المشافي لمنع وصول الجرحى اليها لمعالجتهم”.
في سوريا… من يسقط قبلاً المعارضة أم النظام؟
لميس فرحات
تأمل المعارضة السورية في أن يؤدي انهيار الاقتصاد بسبب العقوبات الدولية إلى غضب شعبي وانقلاب على النظام الحاكم، قبل أن ينجح الرئيس بشار الأسد والقوى الأمنية بقمع حركة الاحتجاج السلمية.
وبحسب صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” فانه “بعد مرور ما يقارب النصف سنة على بدء الاحتجاجات السورية وحملة النظام العنيفة ضد المتظاهرين في الشوارع، تستمر الولايات المتحدة وأوروبا باعتماد استراتيجية العقوبات الاقتصادية والضغوط الديبلوماسية للرد على العنف والدفع لإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد من السلطة”.
وفي المقابل، يبقى قادة حركة الاحتجاج في سوريا رهناء استراتيجية واحدة كذلك. ففي كل يوم ينزل هؤلاء الى الشارع للمشاركة في اعتصامات ومسيرات سلمية، فترد عليهم القوى الموالية للأسد بالنيران والدبابات.
ومع تزايد الوفيات والاعتقال في صفوف المتظاهرين، باتت الانتفاضة السورية في سباق ضد الزمن، واختبار ما إذا كان الغضب الشعبي بسبب انهيار الاقتصاد والقمع الوحشي يستطيع ان يسقط الحكومة قبل أن تنجح قوات الأمن التابعة للأسد بقمع المحتجين.
“يجب أن نصمد ونستمر بجهودنا. فإذا توقفت المظاهرات سيتوقف سيتوقف الضغط الدولي”، يقول رضوان زيادة، احد الناشطاء البارزين في المعارضة السورية، في اتصال هاتفي من تركيا، حيث كان يزور مخيمات تؤوي 7000 من السوريين الذين فروا عبر الحدود هربا من اعتداءات نظام الاسد.
وأضاف زيادة:”نعتقد ان الجيش سينقلب يوماً ما على الأسد، ما سيجعل الأمر أسهل بالنسبة للمعارضة”.
في هذا السياق، اعتبرت الـ “لوس انجلوس تايمز” ان الجيش السوري وقوات الأمن في صف الأسد حتى الآن ولا تعاني من تمرد واسع النطاق، كما ان المعارضة عموما رفضت المقاومة المسلحة، على عكس الثوار في ليبيا.
ونقلت الصحيفة عن محللين سوريين قولهم أن الطبقة التجارية في البلاد لا تزال القاعدة الأكثر أهمية لحكم عائلة الأسد. فشريحة رجال الأعمال تضم نخبة المجتمع السوري، ومعظمهم من الطائفة العلوية الموالية للأسد.
ونقلت الصحيفة عن أحد رجال الأعمال السوريين قوله: “لا تزال الطبقة التجارية في سورية ترى بقاءها مرتبطاً ببقاء حكومة الأسد”، لكن البعض منهم يستبعد قدرة نظام الاسد على الاستمرار في ظل العقوبات الاقتصادية القاسية.
وأضاف: “لا يعترض رجال الأعمال على النظام السياسي للأسد، لكنهم غاضبون بسبب عدم قدرته على ادارة الازمة السياسية”، مشيراً إلى أنه “في حال تم فرض المزيد من العقوبات، فإن الوضع الاقتصادي سيزداد سوءا بالتأكيد، وسيثير غضب رجال الأعمال”.
في ما يمكن أن يعتبر واحدة من أشد الضغوطات على حكومة الأسد، اتخد المجتمع الدولي في الاسبوع الماضي قراراً قاسياً، عندما وافق الاتحاد الأوروبي مبدئياً على مجموعة واسعة من العقوبات الجديدة، بما في ذلك فرض حظر على واردات النفط السورية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحسابات النقدية من صادرات النفط تشكل ثلث عائدات الحكومة السورية، فأوروبا وحدها تستورد 95 ٪ من النفط الخام في سوريا، الأمر الذي يشير إلى أن العقوبات النفطية ستشكل “الضربة القاضية” لحكومة الأسد.
ونقلت الـ “لوس أنجلوس تايمز” عن أندرو تابلر، وهو خبير في الشؤون السورية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، قوله: “تهدف العقوبات الشاملة إلى استنزاف الأسد”، مشيراً إلى أن هذه العقوبات سيكون لها تأثيرات كبيرة لكنها تحتاج إلى بعض الوقت لتأخذ مفعولها.
أنباء عن إنشقاقات عسكرية في مطار المزة العسكري في سوريا
آليات عسكرية وأمنية تقتحم حماة وسط إطلاق كثيف للنيران
وكالات
أفاد ناشط حقوقي الاثنين ان قوات من الجيش والامن بدات عملية اقتحام لمدينة حماة (وسط) واطلقت النيران بكثافة من الاسلحة الثقيلة فيما تحدث تجمع “أحرار دمشق” عن إنشقاقات عسكرية في مطار المزة العسكري وسماع دوي إنفجارات وتحليق كثيف للطيران.
القاهرة: أفاد ناشط حقوقي الاثنين ان شخصين قتلا في حمص (وسط) خلال عملية امنية فيما اقتحمت قوات من الجيش والامن مدينة حماة (وسط) واطلقت النيران بكثافة من الاسلحة الثقيلة. واكد الناطق باسم لجان التنسيق المحلية في سوريا عمر ادلبي لوكالة الأنباء الفرنسية ان “قوات الامن اقتحمت حي الخالدية في مدينة حمص (وسط) واطلقت النار مما اسفر عن مقتل شخصين”.
كما ذكر ادلبي ان “اكثر من 30 الية عسكرية وامنية اقتحمت الان مدينة حماة من دوار السباهي باتجاه وسط المدينة وسط اطلاق كثيف للنيران”. بدورها افادت لجان التنسيق المحلية ان “قوات الامن اقتحمت بلدة السبيل في معرة النعمان الواقعة في ريف ادلب (شمال غرب) وقامت بحملة دهم واعتقال” مشيرة الى ان “مدرعات تابعة للجيش تحاصر البلدة”.
كما اشارت الى “اكتشاف مقبرة جماعية تحوي سبع جثث متفسخة على الاقل قرب قرية الرامي الواقعة في جبل الزاوية (شمال غرب)” مضيفة ان “الاهالي حاولوا انتشالها الا ان قوات الجيش قامت بمطاردتهم وانتشرت بشكل كثيف في المنطقة”.
وأفاد إتحاد تنسيقيات الثورة في وقت سابق اليوم أن عملية عسكرية واسعة تقوم بها قوات الأمن السورية في جسر الشغور والقرى الحدودية مع تركيا فيما تحدث تجمع “أحرار دمشق” عن إنشقاقات عسكرية في مطار المزة العسكري وسماع دوي إنفجارات وتحليق كثيف للطيران.
هذا وأفاد ناشطون سوريون أن محامي عام مدينة حماة عدنان بكور الذي أعلن استقالته الاسبوع الماضي احتجاجاً على ممارسات نظام الأسد قد وصل إلى قبرص بعد تهريبه أمس.
يذكر أن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أعلن امس عن تلقيه موافقة الحكومة السورية على الطلب الذي تقدم به لزيارة دمشق بناء على تكليف من وزراء الخارجية العرب، مشيرا إلى أن الزيارة ستتم غالبا خلال الأسبوع الحالي.
وكان وزراء الخارجية العرب طلبوا في ختام اجتماع طارئ في 28 اغسطس الماضي في القاهرة من الأمين العام للجامعة القيام بمهمة عاجلة إلى دمشق ونقل مبادرة عربية لحل الأزمة إلى القيادة السورية”. وقال العربي خلال مؤتمر صحافي “إنه تم إبلاغه من خلال مندوب سوريا لدى الجامعة السفير يوسف احمد بان الحكومة السورية ترحب بزيارته وانه يتم الآن التشاور حول الموعد والذي غالبا سيكون هذا الأسبوع”.
وقال العربي ردا على سؤال عما إذا كانت هناك ضمانات بأن مهمته لن تستخدم كوسيلة لشراء الوقت من قبل السلطات السورية “لا ضمانات، الأمين العام عندما يقوم بمهمة لا يطلب ضمانات، سأذهب وسأنقل القلق العربي وساستمع إلى المسؤولين السوريين”.
وقال العربي في مؤتمر صحفي بالقاهرة الاحد انه سيزور دمشق “غالبا هذا الاسبوع” بعد ان تلقى موافقة سورية على الطلب الذي تقدم به بناء على تكليف من وزراء الخارجية العرب.
وأضاف ان الحكومة السورية ابلغته بأنها ترحب بزيارة الأمين العام في أي وقت وان الزيارة قد تتم هذا الأسبوع. وتابع العربي قائلا انه لم يطلب ضمانات وانه سيقوم بابلاغ بواعث قلق العرب تجاه الاحداث في سورية ويستمع الى رأي السلطات السورية.
وكان وزراء الخارجية العرب “طلبوا” في ختام اجتماع طارئ في 28 اغسطس/آب الماضي في القاهرة “من الامين العام القيام بمهمة عاجلة الى دمشق ونقل المبادرة العربية لحل الازمة الى القيادة السورية”. وردا على سؤال عما اذا كانت هناك ضمانات بأن مهمته لن تستخدم كوسيلة لشراء الوقت من قبل السلطات السورية قال نبيل العربي “لا ضمانات، الامين العام عندما يقوم بمهمة لا يطلب ضمانات، سأذهب وسأنقل القلق العربي وساستمع” الى المسؤولين السوريين.
واكد دبلوماسي عربي رفيع ان المبادرة التي يحملها الامين العام للجامعة “لا تخرج عن مطالب المجتمع الدولي وتدعو الى وقف العمليات العسكرية واطلاق سراح المعتقلين وبدء اجراءات الاصلاح السياسي”. وتحفظت دمشق رسميا في اليوم التالي لاجتماع وزراء الخارجية العرب على البيان الذي صدر عنه ودعا الى “وقف اراقة الدماء وتحكيم العقل قبل فوات الاوان”، واكدت انها تعتبره “كأن لم يصدر”.
واكدت ممثلية سورية لدى الجامعة العربية في مذكرة ارسلتها الى الامانة العامة للجامعة ووزعتها على سفارات الدول العربية في القاهرة الاحد الماضي انها “سجلت رسميا تحفظها المطلق” على البيان الصادر عن الجامعة العربية و”تعتبره كأن لم يصدر خصوصا انه تضمن في فقراته التمهيدية لغة غير مقبولة وتتعارض مع التوجه العام الذي ساد الاجتماع”.
ودعا الوزراء في بيانهم الى “وضع حد لاراقة الدماء وتحكيم العقل قبل فوات الاوان”. واعربوا عن “قلقهم وانزعاجهم ازاء ما تشهده الساحة السورية من تطورات خطيرة ادت الى سقوط الاف الضحايا بين قتيل وجريح من ابناء الشعب السوري الشقيق”.
كذلك، دعا الوزراء العرب الى “احترام حق الشعب السوري في الحياة الكريمة الامنة وتطلعاته المشروعة نحو الاصلاحات السياسية والاجتماعية”. وافاد دبلوماسيون عرب ان الاجتماع الوزاري كان بصدد اتخاذ قرار بارسال وفد الى سورية لعرض هذه المبادرة الا ان الوفد السوري احتج معتبرا ذلك تدخلا في الشؤون الداخلية السورية، فتقرر ايفاد الامين العام للجامعة وحده بصفته ممثلا لهذه المؤسسة العربية الرسمية.
وكان العربي انتقد بشدة في افتتاح اجتماع وزراء الخارجية قمع التظاهرات في سورية وان بشكل ضمني.
وقال ان التجارب اثبتت “عدم جدوى المنحى الامني واستعمال العنف” ضد “الثورات والانتفاضات والتظاهرات التي تطالب باحداث التغييرات الجذرية في العالم العربي”، معتبرا انها “مطالب مشروعة يرفع لواءها الشباب العربي الواعد ولا بد ان نتجاوب مع هذه المطالب دون تاخير”.
وشدد على ان “التجاوب مع هذه المطالب والاسراع في تنفيذ مشروعات الاصلاح هي التي تقي من التدخلات الاجنبية”. وأدت اعمال القمع في سورية إلى اكثر من 2200 قتيل منذ منتصف مارس/آذار بحسب الامم المتحدة فيما يؤكد الناشطون السوريون ان عدد المعتقلين يتجاوز 10 الاف شخص.
من جهته، اكد دبلوماسي عربي رفيع لوكالة “فرانس برس” أن المبادرة التي يحملها الأمين العام للجامعة لا تخرج عن مطالب المجتمع الدولي، وتدعو إلى وقف العمليات العسكرية واطلاق سراح المعتقلين وبدء إجراءات الإصلاح السياسي”. وكانت السلطات السورية تحفظت رسميا في اليوم التالي لاجتماع وزراء الخارجية العرب على البيان الذي صدر عنه والذي دعا إلى وقف إراقة الدماء وتحكيم العقل قبل فوات الاوان واعتبرته “كأنه لم يصدر” وفق ما جاء على لسان مندوبية سوريا لدى الجامعة في مذكرة أرسلتها الى الامانة العامة ووزعتها على سفارات الدول العربية في القاهرة.
ورفض السفير السوري من جانبه الإجابة على اسئلة الصحفيين بشأن قرار بلاده إزاء زيارة العربي لدمشق لنقل المبادرة العربية لحل الأزمة، واكتفى بالقول “إن الأمين العام مرحب به في سوريا في أي وقت”.
إلى ذلك عرض وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس خلال لقائه رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كيلينبرجر جهود السلطات لإعادة الأمن والاستقرار في سوريا وتعزيز مسيرة الإصلاحات التي أعلن عنها الرئيس بشار الأسد. … باقي المقال
مصدر: سوريا ترحب بزيارة العربي بأي وقت
وقالت متحدثة باسم الجامعة العربية، أن الحكومة السورية رحبت بزيارة أمين عام الجامعة نبيل العربي “في أي وقت،” بعدما تردد في تقارير إعلامية عن رفض سوريا استقبال العربي. وقال دينا إسماعيل المتحدث باسم الجامعة الأحد، نقلا عن وزير في الحكومة السورية إن العربي مرحب فيه في دمشق، لكنها أشارت إلى أنه لم يتم تحديد موعد للزيارة بعد، رغم أنها متوقعة هذا الأسبوع.
ومطلع الأسبوع الماضي، قرر مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية تشكيل لجنة وزراية لمتابعة الموضوع السوري، والطلب من الأمين العام للجامعة، نبيل العربي، القيام بـ”مهمة عاجلة” إلى دمشق ونقل المبادرة العربية لحل الأزمة للقيادة السورية.
وقد أبقى البيان الذي صدر عن الاجتماع مجلس الجامعة العربية في حال انعقاد دائم لمتابعة التطورات في سوريا، وأعرب المجلس عن “قلقه وانزعاجه إزاء ما تشهده الساحة السورية من تطورات خطيرة أدت إلى سقوط آلاف الضحايا بين قتيل وجريح من أبناء الشعب السوري.”
وقال العربي خلال الجلسة إن المنطقة العربية “تشهد ثورات ومظاهرات تطالب بالإصلاحات والتغييرات الجذرية،” موضحا أن هذه الثورات “ليست من الصدف العابرة بل هي نتائج إرهاصات أملتها طبيعة التطور, وهي مطالب مشروعة.”
وتطرق العربي مباشرة إلى موضوع استخدام القوة لقمع المظاهرات قائلاً: “لقد أثبتت الأحداث عدم جدوى استعمال العنف، بل يجب التجاوب مع هذه المطالب”، مؤكدا أن هذه الطريقة تؤمن البلاد العربية من التدخلات الأجنبية.
أمير قطر: الشعب السوري لن يتراجع
في ردّ على تهديد مبطّن باغتياله حمله نبأ صحافيّ مزعوم
ايلاف: فيما بدا أنّها رسالة مبطنة، تناقلت وسائل إعلام عربيّة نبأ تعرّض أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لمحاولة اغتيال، وهو في طريقه إلى القصر الأميري.
وفيما لم يصدر أي تعليق رسمي حتى الساعة في هذا الصدد، أطلّ الأمير حمد في رسالة صوتيّة ليؤكد أن “الشعب السوري لن يتراجع عن مطالبه”، وذلك بعدما دخلت الاحتجاجات في سوريا شهرها الخامس.
وكانت وسائل إعلامية أفادت أنّ موكب أمير قطر تعرّض إلى حادث، وهو فى طريقه إلى القصر الأميري، في أعقاب المقابلة التي جمعت الأمير مع السفير الروسي فى مخيم أميرة في أطراف الدوحة، مضيفة أنه أصيب في فخذه، فيما قُتل ثمانية من مرافقيه.
وقد فسّرت كلمة الشيخ حمد بن خليفة اليوم إلى قناة الجزيرة بأنّها ردّ حازم على رسالة التهديد المبطنة، التي حملها نبأ محاولة اغتياله المزعومة. وأشار الأمير إلى استمرار “عمليات القتل في سوريا”، ورأى أنَّ “الإحتجاجات الشعبية لن تتوقف”، مؤكداً في هذا السياق أنَّ “الشعب السوري لن يتراجع عن مطالبه، وهذا أمر واضح”.
وحول الوضع الراهن فى ليبيا، أوضح الأمير أن “المجلس الانتقالي بدأ يسيطر، والثوار بدأوا يسيطرون، ولم يعد هناك خوف كما كان موجودًا في السابق”. أضاف “الثورات عادة تمرّ بمخاض، ونأمل للثورة الليبية ألا يحصل فيها مثل ما حدث في باقي الثورات”.
ومعلوم أنَّ قطر اتخذت منذ انطلاقة الربيع العربي موقفاً مؤيداً بحماسة مطلب شعوب المنطقة في الحرية. ووقفت الدوحة في طليعة الدول الداعمة للإطاحة بالقذافي، ومدت المتمردين في ليبيا بالعتاد والمال، وأرسلت طائراتها من طراز ميراج للمساعدة في فرض حظر الطيران الأممي فوق ليبيا.
واتخذت الدوحة موقفاً بالحزم نفسه تجاه الثورة في سوريا، حيث جنّدت قناة الجزيرة لعرض المجازر التي يرتكبها النظام بحق السوريين، إسوة بما فعلت القناة عند اندلاع الثورات في كلّ من تونس ومصر وليبيا. ويلاحظ مراقبون أنَّ الدبلوماسية التي تنتهجها قطر راهناً، وتعكسها نوعية تغطية قناة الجزيرة، تمثل انقلاباً على النهج الذي كان مطبقاً في السابق.
الضغوط على النظام السوري تزداد.. لكن إسقاطه لن يكون سهلاً
لميس فرحات
ترى تقارير عديدة أنه رغم إزدياد الضغوط على النظام السوري إلا أن إسقاطه لن يكون سهلاً بفعل الظروف الدولية والاقليمية.
تشير تقارير غربية إلى أن المعارضة في سوريا لم تقترح أو تطلب حتى الآن تدخلاً عسكرياً لوقف حملة نظام الأسد العنيفة والشعواء ضد الشعب السوري. لكن ما ينتظره السوريون بفارغ الصبر هو إدانة دولية صريحة بحق الرئيس السوري بشار الأسد، تترافق مع ضغوطات اقتصادية وديبلوماسية تجبره على مغادرة البلاد.
ونقل موقع “فوكس نيوز” إلى عن رضوان زيادة، وهو ناشط في المعارضة السورية، شارك في مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة الأسبوع الماضي، قوله: “يأمل السوريون أن يحث مجلس حقوق الإنسان على وضع حد للنظام السوري الذي يعتمد سياسة واضحة تتلخص بإطلاق النار بهدف القتل.”
وقرر المجلس إيفاد فريق تحقيق الى سوريا، لكن الامر سيستغرق ثلاثة أشهر أخرى من أعمال القتل والتدمير التي يمارسها نظام الأسد حتى يوافق على استقبال الوفد. وحاز هذا القرار على موافقة 33 عضوا في مجلس حقوق الإنسان، بما في ذلك الأردن والكويت وقطر والمملكة العربية السعودية.
في الجولة السابقة التي قام بها فريق التحقيق الموفد من قبل الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، تأكدت المخاوف حول أن تطور هذه الأعمال الوحشية واستمرارها يمكن أن يرقى إلى جريمة ضد الإنسانية”، خصوصاً بعد أن أوصت رئيسة مجلس حقوق الانسان في الأمم المتحدة، نافي بيلاي، بإحالة الرئيس السوري بشار الأسد للمحكمة الجنائية الدولية.
ويشار إلى أن المحكمة الجنائية الدولية لجرائم الحرب ومقرها لاهاي اصدرت لوائح اتهام ضد شخصيات عربية أخرى، لا سيما عمر البشير في السودان ومعمر القذافي في ليبيا. كما أن هناك أسباب قوية لتوجيه الاتهام إلى الأسد أيضا، فقواته قتلت حتى الآن ما لا يقل عن 2200 سوري،إضافة إلى عشرات الآلاف من المعتقلين.
وأضافت “فوكس نيوز” أن البرازيل والصين والهند ولبنان وروسيا وجنوب أفريقيا، أي الدول الأعضاء في مجلس الأمن، رفضت وعرقلت الجهود الدولية ضد سوريا، تحديداً روسيا التي أعلنت بوضوح أنها ستستخدم حق النقض (الفيتو) ضد أي قرار بشأن سوريا.
وفي حين أن هذه البلدان لديها علاقات متنوعة مع سوريا، تستند اعتراضاتهم على الخوف المزعوم بأن قرار مجلس الأمن بإدانة سوريا وفرض العقوبات من شأنه أن يؤدي بطريقة ما إلى عمل عسكري، على الرغم من أن أحداً لم يطلب ذلك.
لكن الجانب الإيجابي في هذا السياق، أن تلك الحكومات التي تقف في طريق اتخاذ إجراءات أقوى ضد النظام السوري آخذة في التضاؤل من حيث العدد.و في وقت سابق من هذا الاسبوع، دعت جامعة الدول العربية سوريا إلى “وضع حد لسفك الدماء واتباع طريق العقل قبل فوات الأوان”.
وقريباً، سوف يبرهن النظام السوري عن ازدرائه للرأي العام العالمي عبر إرسال وزير الخارجية وليد المعلم إلى نيويورك لحضور افتتاح الجلسة العامة للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة فرضت عقوبات على المعلم وغيره من كبار المسؤولين، مثل حليف سوريا الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، إلا أن المعلم لديه الحق، وفقا للقانون الدولي، بالسفر إلى نيويورك لمطار جون كينيدي للمشاركة في مداولات الأمم المتحدة.
لكن لدى وصوله إلى نيويورك، سيجد المعلم سجادة حمراء ترحب به في الأمم المتحدة من قبل لبنان، الذي يرأس الجلسة، والذي اعترض على بيان الجامعة العربية بشأن سوريا.
الأسد يستعين بجنرالات والده.. ويعد لضربة «قاضية» للمحتجين
مصادر غربية لـ «الشرق الأوسط»: رجلا الاستخبارات المرعبان دوبا والخولي عادا مستشارين بالقصر الرئاسي ومعهما الجنرال العاقل * حملة اعتقالات واسعة ومقتل 12.. والبحث مستمر عن محامي حماه > نبيل العربي: سأزور دمشق.. ولا ضمانات
جريدة الشرق الاوسط
لندن: «الشرق الأوسط» القاهرة: صلاح جمعة وسوسن أبو حسين
في معلومات خاصة لـ«الشرق الأوسط» كشفت مصادر غربية مطلعة عن أن الرئيس السوري بشار الأسد قرر، مؤخرا، الاستعانة بجنرالات متقاعدين، من رفاق والده الرئيس الراحل حافظ الأسد، ممن شاركوا في إخماد حركة الإخوان المسلمين عام 1982 فيما عُرف بـ«مجزرة حماه»، من أجل القضاء على حركة الاحتجاجات الحالية. وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «عاد إلى القصر الرئاسي، بصفة مستشار، رجلا الاستخبارات المرعبان علي دوبا ومحمد الخولي، ومؤخرا أعيد للعمل، بصفة مستشار أيضا، الجنرال الدرزي نايف العاقل»، وهو غير معروف إعلاميا، كونه من رجال الصف الثاني، ولكن «معروف عنه الشراسة وكان أحد الضالعين في مجزرة حماه عام 1982». ورأت أن الاستعانة بهم اليوم لإخماد الاحتجاجات تؤكد المعلومات التي حصلت عليها المصادر من دوائر قريبة من القصر الرئاسي بأن «النظام مقبل على توجيه ضربة قاضية للاحتجاجات من خلال عملية عسكرية ترعب الشارع بعد فشل الحل الأمني». وقالت المصادر إنه «يوجد بين كبار الجنرالات العلويين من يعارض هذا التوجه وبالأخص منهم من لم تتلوث يده بالدماء سابقا، وأن هذا ما دفع الأسد لطلب العون من رفاق والده».
ميدانيا، لقي 12 مدنيا حتفهم خلال عمليات أمنية نفذتها قوات الأمن في أنحاء متفرقة من البلاد لقمع المتظاهرين المناوئين للنظام، كما توفي شخصان، متأثرين بجراح أصيبا بها أول من أمس. كما واصلت تلك القوات بحثها عن محامي عام حماه (المدعي العام) عدنان بكور الذي أعلن استقالته مؤخرا احتجاجا على «جرائم قوات الأسد».
إلى ذلك، أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، أمس، أنه سيزور دمشق «غالبا هذا الأسبوع»، بعد أن تلقى موافقة سوريا على الطلب الذي تقدم به بناء على تكليف من وزراء الخارجية العرب لنقل المبادرة العربية إلى القيادة السورية.
الأمن يواصل البحث عن محامي عام حماه المستقيل.. ومقتل 12 خلال عمليات أمنية
محاصرة المستشفيات لمنع وصول الجرحى.. والنظام يتحدث عن كمين لباص ومقتل 9 بينهم ضباط
جريدة الشرق الاوسط
دمشق – لندن: «الشرق الأوسط»
لقي 12 سورياً حتفهم أمس خلال عمليات أمنية نفذتها قوات الأمن في أنحاء متفرقة من البلاد لمواجهة المتظاهرين المناوئين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، فيما توفي شخصان متأثرين بجراح أصيبا بها أول من أمس. وبينما واصلت تلك القوات بحثها في بلدات محافظة ادلب وكذلك في ريف حماه عن محامي عام حماه (المدعي العام) عدنان بكور الذي أعلن استقالته مؤخرا احتجاجا على «جرائم قوات الأسد»، أعلنت وكالة الأنباء السورية عن مقتل 9 أشخاص بينهم ضباط وموظفون في كمين نصبه مسلحون وسط البلاد.
وأوضح الناطق الرسمي باسم لجان التنسيق المحلية في سوريا عمر ادلبي أن «أربعة شهداء سقطوا في كرناز بالقرب من مدينة محردة (وسط)»، حسبما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.
وفي ريف ادلب (شمال غرب)، أضاف ادلبي أن «اثنين قتلا في خان شيخون وثلاثة في تحتايا وشخصا في جبالا كما توفيت سيدة في سراقب برصاص قوات الأمن أثناء عمليات أمنية». وأضاف: «كما قتل شخص عندما أطلق رجال الأمن النار على حافلة في مدينة ادلب». وكانت حصيلة سابقة أشارت إلى مقتل أربعة أشخاص خلال عمليات أمنية في سوريا.
وأشار ادلبي إلى أن «العمليات الأمنية في المنطقة (شمال غربي سوريا) كانت تهدف إلى البحث عن المدعي العام في مدينة حماه (وسط) عدنان بكور»، ونقلت وكالة «رويترز» عن نشطاء أن السلطات تشتبه بأنه يختبئ في ريف حماه.
وكان المدعي العام في مدينة حماه عدنان بكور أعلن استقالته الخميس من منصبه عبر شريط مصور احتجاجا على أعمال القمع في سوريا «في ظل نظام الأسد وعصابته»، إلا أن وكالة الأنباء الرسمية (سانا) التي أوردت الاثنين نبأ اختطافه على يد «مجموعة مسلحة» أثناء توجهه إلى عمله، نقلت عن محافظ حماه أنس الناعم أن «بكور أجبر من قبل خاطفيه على تقديم معلومات كاذبة لطالما سعت القنوات الفضائية لترويجها حول تصفية مواطنين في حماه ضمن أهداف الحملة الإعلامية ضد سوريا».
كما نقلت عن مسؤول آخر أن هذه الاعترافات «انتزعت منه تحت تهديد وقوة السلاح»، معتبرا أنها «محض افتراءات فبركتها المجموعات الإرهابية المسلحة التي نفذت عملية الاختطاف».
وأفاد اتحاد تنسيقيات الثورة السورية أن «قوات الأمن مدعومة بقوات الجيش قامت بمداهمة بلدة خان شيخون وبمحاصرة المشافي لمنع وصول الجرحى إليها لمعالجتهم».
وتشهد البلدة عمليات عسكرية وأمنية منذ أسابيع كان آخرها الأحد قبل الماضي عندما «اقتحمت عشر دبابات تتبعها 3 سيارات تابعة للأمن مدينة خان شيخون وأطلقت النار عبر رشاشات ثقيلة ثبتت عليها مما أسفر عن مقتل شخصين وجرح 9 آخرين»، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وكانت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أعلنت مساء الجمعة أن «مجموعة إرهابية مسلحة في مدينة خان شيخون بمحافظة ادلب (شمال غرب) أقدمت مساء اليوم (الجمعة) على اختطاف النقيب وائل العلي من قوى الأمن الداخلي واقتادته إلى جهة مجهولة». كما أشار ادلبي إلى «وفاة شخصين الأحد (أمس) متأثرين بجراح أصيبا بها أمس أحدهما في جسرين (ريف دمشق) والآخر في حمص (وسط)».
وتشهد المنطقة الوسطى والشمالية الغربية عدة عمليات أمنية وعسكرية منذ أسابيع، فقد ذكر اتحاد تنسيقيات الثورة السورية أول من أمس أن «عددا من الدبابات وخمسين باص أمن اقتحمت بلدة معرة حرمة الواقعة في ريف ادلب مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة خمسة آخرين بجروح».
كما ذكر المرصد حينها أنه «سمع صوت إطلاق رصاص كثيف ورشاشات ثقيلة في بلدة البارة بجبل الزاوية وأبلغ ناشط من البلدة المرصد أن منزلا تهدم نتيجة قصفه بالرشاشات الثقيلة».
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان السبت أن «المداهمات في محافظة حماه تجري بحثا عن مطلوبين متوارين عن الأنظار»، بينهم عدنان بكور.
وفي حمص، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «15 شخصا أصيبوا صباح اليوم (أمس) بجروح إثر إطلاق رصاص كثيف خلال عمليات أمنية وعسكرية مستمرة منذ مساء أمس (السبت) في البساتين غرب حي بابا عمرو»، مشيرا إلى أن «جروح أربعة منهم خطيرة».
وفي ريف حمص، قال المرصد إن «شابا من مدينة تلبيسة توفي صباح اليوم (أمس) متأثرا بجروح أصيب بها يوم الجمعة إثر إطلاق قوات الأمن النار على المظاهرة التي خرجت في البلدة».
وأضاف أن «مواطنا من مدينة سراقب (شمال غرب) كان معتقلا لدى الأجهزة الأمنية منذ 20 يوما توفي اليوم الأحد (أمس) تحت التعذيب». وأفادت وكالة «الأسوشييتدبرس» أن قوات الأمن نفذت حملات اعتقالات كاسحة في مناطق متوترة بينها أدلب قرب الحدود التركية وفي دير الزور.
يأتي ذلك فيما نقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) الأحد عن مصدر عسكري مسؤول أن «مجموعة إرهابية مسلحة «فتحت نيران أسلحتها الرشاشة عند الساعة السابعة (4.00 ت.غ) على باص مبيت يقل عددا من الضباط وصف الضباط والعاملين المدنيين التابعين لإحدى رحبات الإصلاح بالقرب من محردة (وسط)».
وأضاف المصدر أن الكمين أسفر عن «استشهاد ضابط وخمسة صف ضابط وثلاثة موظفين مدنيين يعملون في الرحبة وإصابة 17 آخرين بجروح مختلفة بعضها خطيرة».
وأوضح المصدر أن «دورية أمنية قامت بملاحقة القتلة على طريق حماه (وسط) الغاب (شمال غرب) حيث جرى اشتباك مسلح مع أربعة من الإرهابيين»، مشيرا إلى أن «الاشتباك أسفر عن جرح أحد عناصر الدورية الأمنية ومقتل ثلاثة مسلحين وإصابة الرابع بجروح خطيرة».
وتشهد سوريا حركة احتجاجات واسعة منذ منتصف مارس (آذار) أدى قمعها من جانب السلطة إلى مقتل 2200 بحسب حصيلة لمنظمة الأمم المتحدة. وتتهم السلطات «جماعات إرهابية مسلحة» بقتل المتظاهرين ورجال الأمن والقيام بعمليات تخريبية وأعمال عنف أخرى لتبرير إرسال الجيش إلى مختلف المدن السورية لقمع المظاهرات.
ناشطون سياسيون لـ «الشرق الأوسط»: قوات النظام تصفي المعتقلين في «الظلام»
قالوا إنها تتحاشى القتل العلني خوفا من توثيق جرائمها عبر الكاميرات
جريدة الشرق الاوسط
القاهرة: هيثم التابعي
مع ازدياد الانتقادات الدولية على خلفية القمع المتزايد للاحتجاجات الشعبية، قال ناشطون سوريون لـ«الشرق الأوسط»، إن نظام الرئيس بشار الأسد ممثلا في قوات الجيش والقوى الأمنية، بدأ في انتهاج سياسية جديدة من القمع تقوم على التقليل من قتل المدنيين علنا في الشوارع خلال المظاهرات، تفاديا منه لقيام الناشطين بتصوير عمليات القتل وتوثيق جرائمه.
وأوضح ناشط سياسي سوري، أطلق على نفسه اسما مستعارا «أبو ماسة» خوفا من التنكيل به، أن حملة اعتقالات واسعة تتم في المدن السورية خلال الأيام الجارية تستهدف منسقي الثورة والناشطين السياسيين يتبعها تصفية مئات المعتقلين بصمت في المعتقلات كي لا تثار ضجة إعلامية بسبب العدد الكبير المعلن عن القتلى، وقال أبو ماسة: «النظام ينتهج سياسة القتل في الظلام الآن».
وكان المحامي الأول في حماة، عدنان بكور، الذي انشق عن نظام الأسد قد أثار مسألة تصفية المعتقلين في السجون في حديثه منذ أيام الذي أعلن فيه انشقاقه عن النظام.
وقال أبو ماسة إنه يتم سحب المعتقلين وتجميعهم في المدارس وفي أقبية الدوائر الحكومية ومن ثم يتم نقلهم إلى معتقلات الفروع الأمنية حيث تتم عملية التصفية بدم بارد وبعيدا عن كاميرات الناشطين، مشيرا إلى أن أكبر عدد من القتلى يسقط في معتقلات المخابرات الجوية، التي تشهد عمليات تعذيب قاسية بحق المعتقلين السياسيين.
لكن بهية مارديني، رئيسة اللجنة العربية للدفاع عن حرية الرأي والتعبير، قللت من مزاعم وجود تصفيات واسعة بحق المعتقلين السوريين، وقالت إن الموضوع يحدث منذ فترة كبيرة، لكنه أخذ حيزا أكبر الآن مع ازدياد عدد المعتقلين وقلة عدد المفرج عنهم، مقدرة أعداد المعتقلين الموجودين حاليا بالمعتقلات السورية بخمسة عشر ألف معتقل، وإجمالي من تعرض للاعتقال منذ بدء الثورة بستين ألفا.
وكانت السلطات السورية مع الإرهاصات الأولى للثورة تفرج عن الكثير من المعتقلين بعد أن تعرضهم للتعذيب، الذين كشف عن آثار التعذيب على أجسادهم، بعد توقيعهم على تعهدات بعدم المشاركة مجددا في المظاهرات. لكن أبو ماسة قال: «أما الآن فلم يعد أحد يخرج من المعتقلات من الأساس».
وقال ناشط سياسي سوري آخر، رفض ذكر اسمه، إن حملة الاعتقالات تطال كل المدن السورية وإن عدد المعتقلين أصبح يقارب الألف يوميا، خاصة في مدن حمص وحماه وإدلب واللاذقية وحوران وريف دمشق التي قال إنها تشهد مجزرة حقيقية بشكل يومي.
وأوضح الناشط لـ«الشرق الأوسط»، أن طرق الاعتقال لم تعد تقتصر على المنازل والحواجز بل امتدت إلى دور العبادة وأماكن العمل، وتابع: «هناك معلومات مؤكدة عن قيام القوى الأمنية باعتقال الجرحى من المشافي قبل شفائهم، ولا توجد أي معلومات عن مصيرهم منذ لحظة اعتقالهم»، كذا تم إغلاق بعض المشافي وتعرض بعض من طواقمها الطبية للتهديد.
إلى ذلك، طالبت ست منظمات حقوقية سورية، على رأسها المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان، ولجنة الدفاع عن الحريات الديمقراطية، بوضع جميع أماكن الاحتجاز والتوقيف لدى كل الجهات الأمنية تحت الإشراف القضائي المباشر والتدقيق الفوري في شكاوى التعذيب التي تمارس ضد الموقوفين والمعتقلين والسماح للمحامين بالاتصال بموكليهم في جميع مراكز التوقيف.
وأدانت المنظمات الحقوقية في بيان لها استمرار الاعتقال التعسفي بحق المواطنين السوريين، مبدية قلقها البالغ من ازدياد أعداد المعتقلين.
فرنسا تدعو إلى تغيير “سريع” للنظام في سورية
سوبوت (بولندا) – كثفت فرنسا من انتقاداتها لسورية حيث دعت إلى تحرك دولي من أجل “الإسراع” بتغيير النظام بينما حذر الشركاء بالاتحاد الأوروبي من أنه قد يتم فرض المزيد من العقوبات على دمشق.
وعلى الرغم من ازدياد العزلة السورية على المستوى الدولي، واصل نظام الرئيس بشار الأسد حملته الدموية ضد الانتفاضة الشعبية هناك والتي اندلعت شرارتها الأولى قبل خمسة أشهر.
وقتل ما لا يقل عن ستة أشخاص اليوم السبت في عدة مدن سورية خلال تشييع جثامين ضحايا سقطوا أمس في الحملات التي شنتها الحكومة السورية ضد المسيرات الاحتجاجية التي تجتاح البلاد.
من جانبه قال وزير خارجية فرنسا آلان جوبيه اليوم السبت عقب اجتماع مع نظرائه من الاتحاد الأوروبي في مدينة سوبوت البولندية :”لقد حاولنا أن ننصح بشار الأسد بإجراء عملية إصلاح. لم يستجب.. لذلك نحتاج الآن إلى الإسراع من خطى تغيير النظام”.
أضاف أن هذا “يعني تغليظ العقوبات…مواصلة العمل في الأمم المتحدة لضمان التوصل إلى إدانة أكثر صراحة للنظام السوري…العمل مع المعارضة”.
يذكر أن فرنسا التي لعبت دورا أساسيا في دعم قتال الثوار ضد العقيد الليبي معمر القذافي في ليبيا تقود منذ أشهر دعوات لتعظيم تحرك الاتحاد الأوروبي ضد الرئيس الأسد.
وتعرقل روسيا والصين محاولات غربية لدفع مجلس الأمن الدولي لتبني عقوبات أكثر صرامة ضد سورية وهو موقف جرى تفسيره على أنه رد فعل عنيف ضد حلف شمال الأطلسي (الناتو) الذي استخدم قرارا من الأمم المتحدة لقصف ليبيا.
ومن أجل طمأنتهم، قال جوبيه إنه ليس هناك “أي مجال لتدخل عسكري” في سورية.
وأعلن الاتحاد الأوروبي اليوم السبت عن عقوبات جديدة ضد سورية تشمل فرض حظر على استيراد النفط السوري والذي جرى تأجيل تطبيقه إلى 15 تشرين ثان/نوفمبر المقبل بسبب إصرار إيطاليا على أن الموعد الأول وهو 15 تشرين أول/أكتوبر المقبل يجب تأجيله.
وقال وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني إن بلاده تستورد “ثلث” إنتاج سورية من النفط و”من السهل جدا فهم” أن بلاده بحاجة “لبعض الأيام الإضافية” للتأقلم مع الحظر.
إلا أن وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله أصر على أن حظر واردات الاتحاد الأوروبي من النفط أداة هامة “نستخدمها ضد نظام الرئيس الأسد. إلى أي مدى سيكون هذا سريع المفعول.. لا أحد يعلم”.
وانتقدت روسيا بالفعل الحظر الأوروبي على استيراد النفط ، واصفة ذلك بأنه إجراء “من جانب واحد” ومن المستبعد أن يسفر عن نتائج.
وضم فيسترفيله صوته للتهديدات القادمة من فرنسا إذ قال إنه “إذا ما تواصل القمع فسيتقرر في أوروبا المزيد من الإجراءات (المقيدة)”.
من جانبها، قالت مسئولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون بعد الاجتماع الذي تواصل على مدار يومين في سوبوت: “هذا هو كل ما تشعر جميع دول (الاتحاد الأوروبي) بقوة بشأنه”.
كما شارك في مباحثات اليوم السبت وزير خارجية تركيا أحمد داوود أوغلو الذي انتقدت بلاده جارتها سورية على الرغم من فشلها في إقرار عقوبات أوروبية ضدها.
وقال جوبيه في تصريحات للصحفيين: “أعتقد أن تركيا غيرت موقفها…لقد نفد صبرها على سورية”. وأقر داوود أوغلو بأن جهود وساطته مع الأسد لم تثمر عن أية نتائج”.
ورفض داوود أوغلو التحدث إلى وسائل الإعلام الأجنبية في سوبوت.
واستهدف القرار الأخير للاتحاد الأوروبي أربعة رجال أعمال وشركتين تابعتين لصندوق استثمار وبنكا حكوميا. تم ضم هؤلاء جميعا إلى القائمة السوداء لحظر السفر وتجميد الأرصدة.
بشكل إجمالي تستهدف القائمة السوداء للاتحاد الأوروبي 12 شركة و39 مسئولا من بينهم العديد من الإيرانيين المتهمين بمساعدة سورية في قمع المتظاهرين. وفرض الاتحاد أيضا حظرا على الأسلحة.
الاحد 4 سبتمبر 2011
د ب ا
بعد يوم دام سقط فيه 17 قتيلا
قتلى ومداهمات والجيش يقتحم حماة
قتلت القوات السورية اليوم ثلاثة أشخاص خلال عمليات مداهمة واقتحام لحمص والقرى الحدودية لمدينة جسر الشغور بمحافظة إدلب، كما اقتحمت مدينة حماة وأطلقت النار بشكل كثيف، وسط أنباء عن حدوث انشقاقات كبيرة بالجيش، يأتي هذا مع استمرار خروج المظاهرات المطالبة برحيل النظام.
وذكر الناطق باسم لجان التنسيق المحلية عمر إدلبي لوكالة فرانس برس أن قوات الأمن اقتحمت حي الخالدية بمدينة حمص، وأطلقت النار مما أسفر عن مقتل شخصين.
في سياق متصل قال ناشطون إن قتيلا وعددا من الجرحى سقطوا إثر تعرض أحد مخيمات اللاجئين عند الحدود التركية لإطلاق النار بعد مداهمة الأمن قرى بداما والحمبوشية وعين البيضا وخربة الجوز الحدودية بمدينة جسر الشغور بمحافظة إدلب (شمال).
وذكر اتحاد تنسيقيات الثورة السورية أن الهجوم يأتي بعد انشقاق عناصر من الجيش، وتوجههم نحو الحدود التركية.
وأفاد ناشطون بانشقاقات كبيرة حدثت داخل مطار المزة بمنطقة المعضمية بريف دمشق منذ الصباح.
اقتحام حماة
وأشار المتحدث باسم لجان التنسيق المحلية لوكالة فرانس برس أيضا إلى أن أكثر من ثلاثين آلية عسكرية وأمنية اقتحمت مدينة حماة من دوار السباهي باتجاه وسط المدينة، وسط إطلاق كثيف للنيران.
وكان الجيش غادر حماة (210 كلم شمال دمشق) في العاشر من أغسطس/ آب إثر قيامه بعملية عسكرية واسعة بهدف “القضاء على العصابات الإرهابية المسلحة” مما أسفر عن مقتل العشرات ونزوح أكثر من ألف عائلة.
وكان الجيش اقتحم حماة، أحد مراكز الاحتجاجات ضد النظام، يوم 31 يوليو/ تموز بعد أن شهدت مظاهرات حاشدة ضد النظام بلغ عدد المشاركين فيها نحو خمسمائة ألف متظاهر.
يأتي هذا غداة اقتحام قوات الأمن و”الشبيحة” لقلعة شيزر بريف حماة وحي بابا عمرو في حمص مما أسفر عن مقتل شخصين، كما اقتحمت قوات الأمن حي القابون بدمشق.
وسُجل سقوط 14 قتيلا على الأقل خلال الساعات الـ24 الماضية في خان شيخون وسراقب بإدلب وحمص وكرناز بريف حماة وجسرين بريف دمشق.
ورغم آلة القتل التي تستمر بحصد أرواح المتظاهرين، فإن مظاهرات مسائية امتدت على طول الجغرافية السورية، فقد انطلقت بدمشق والزبداني، كما انطلقت أيضا بمدينتيْ الكسوة وحرستا بريف دمشق مظاهرات تطالب بإسقاط النظام.
كما شهد كل من حيي القصور وبابا عمرو بحمص ومركز مدينة إدلب وبلدة جرجناز والحراك والمسيفرة وإنخل بمحافظة درعا ومدينة عامودا بمحافظة الحسكة مظاهرات تطالب برحيل الأسد.
كما خرج عدد من النسوة بمدينة الحراك بمحافظة درعا للمطالبة بإسقاط النظام، وقد بث ناشطون تسجيلا على شبكة الإنترنت للمتظاهرات وهن يرفعن صورا لضحايا من أقاربهن قتلوا على أيدي قوات الأمن والشبيحة، ويرددن هتافات تندد بممارسات النظام.
مجلس للثورة
وفي هذه الأثناء، أعلن معارضون سوريون أطلقوا على أنفسهم “شباب ثورة الحرية والكرامة” تشكيل مجلس أعلى لقيادة الثورة.
وقال المعارضون إن المجلس يمثل قوى الثورة في ربوع البلاد، وسيكون أمينا عليها حتى تحقيق أهدافها بإسقاط نظام الأسد.
من جهة ثانية، سلطت وثائق دبلوماسية أميركية سرية نشرها موقع ويكيليكس يوم الجمعة الماضي، مزيدا من الضوء على أحداث شغب باندلعت بالخامس من يوليو/ تموز 2008 في سجن صيدنايا العسكري القريب من دمشق.
وتشير الوثائق إلى أن عددا من السجناء المحكومين بجرائم الإرهاب دربتهم السلطات السورية وأرسلتهم لقتال القوات الأميركية خلال الحرب على العراق. لكن بعد عودتهم أودعوا سجن صيدنايا مجددا حيث نفذوا عصيانا داخل أسواره، وفق ما تقوله الوثائق.
ووفقا لمنظمة العفو الدولية، فإن الشرطة العسكرية استخدمت الأسلحة النارية لإخماد الشغب، مما أدى إلى مقتل 22 سجينا وفقدان 52 آخرين.
وتقول الأمم المتحدة إن أعمال العنف في سوريا خلفت 2200 قتيل على الأقل منذ منتصف مارس/ آذار. ويقول ناشطون إنه تم اعتقال أكثر من عشرة آلاف شخص.
قتلى بسوريا ومجلس أعلى لقيادة الثورة
قتل 17 سورياً بأيدي قوات الأمن والشبيحة في حملات بأنحاء مختلفة من البلاد خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، في حين أعلن معارضون سوريون أطلقوا على أنفسهم “شباب ثورة الحرية والكرامة” تشكيل مجلس أعلى لقيادة الثورة السورية.
فقد أعلن ناشطون حقوقيون سوريون أن قوات الأمن والشبيحة تدعمها قوات الجيش اقتحمت قلعة شيزر بريف حماة وقتلت ثلاثة أشخاص بها. كما قتل عدد من الأشخاص خلال عملية أمنية تدعمها قوات من الجيش السوري في بلدة خان شيخون بريف إدلب شمال غرب سوريا. وقال ناشطون إن هذه العملية استهدفت البحث عن النائب العام لمدينة حماة عدنان بكور الذي استقال من منصبه احتجاجا على قمع المدنيين.
وقد بث ناشطون على الإنترنت تسجيلا صوتيا لبكور يروي فيه محاولة اعتقاله من قبل قوات الأمن السورية، ويتحدث عن أربعة من مرافقيه قال إنهم سقطوا قتلى برصاص الأمن والشبيحة في بلدة معرة حرمة بريف حماة.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أشار إلى أن 15 شخصا أصيبوا في عمليات اقتحام في حي بابا عمرو بمدينة حمص وسط البلاد. وفي تلبيسة بريف حمص قال المرصد إن شابا توفي صباح أمس الأحد متأثرا بجروح أصيب بها يوم الجمعة الماضي.
ومن جهة أخرى، قال مصدر رسمي سوري إن ستة ضباط قتلوا ومعهم ثلاثة مدنيين وجرح 17 آخرون في كمين نصبته مجموعة -وصفها المصدر الرسمي بالإرهابية- لحافلة عسكرية بالقرب من محردة وسط البلاد.
استمرار المظاهرات
ورغم القتل والقمع والاعتقال الذي يقوم به عناصر الأمن والشبيحة مدعومين بالجيش فإن المظاهرات الليلية تواصلت بهدف إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
ففي العاصمة دمشق انطلقت مظاهرات مسائية في كل من حي الميدان والزبداني، كما انطلقت أيضا في مدينتيْ الكسوة وحرستا بريف دمشق مظاهرات تطالب بإسقاط النظام.
كما انطلقت مظاهرات حاشدة مساء الأمس في كل من مركز مدينة إدلب وبلدة جرجناز تطالب بالحرية وإسقاط النظام. وخرجت مظاهرات ليلية كذلك في كل من منطقة الحراك والمسيفرة وإنخل بمحافظة درعا تطالب بإسقاط الأسد.
كما خرج عدد من النسوة في مدينة الحراك بمحافظة درعا للمطالبة بإسقاط النظام السوري، وقد بث ناشطون تسجيلا على شبكة الإنترنت للمتظاهرات وهن يرفعن صورا لضحايا من أقاربهن قتلوا على أيدي قوات الأمن والشبيحة، ويرددن هتافات تندد بممارسات النظام السوري.
كما بث ناشطون على شبكة الإنترنت صورا لتشييع بعض من قتل أثناء الاحتجاجات والمظاهرات التي خرجت في مدينة كرناز وبلدة خان شيخون في إدلب؛ فقد أظهرت الصور تشييع آلاف من أهالي المدينتين قتلاهم، وهم يرددون هتافات تندد بممارسات النظام وتطالب برحيله.
وبحسب المرصد السوري، فإن مظاهرات ليلية سجلت في أحياء عدة من حمص، ولاسيما في الخالدية وباب هود وباب السباع والقصور والبياضة، وقد عمدت قوات الأمن إلى تفريق بعضها بالرصاص.
مجلس للثورة
وفي هذه الأثناء، أعلن معارضون سوريون أطلقوا على أنفسهم “شباب ثورة الحرية والكرامة” تشكيل مجلس أعلى لقيادة الثورة السورية.
وقال المعارضون إن المجلس يمثل قوى الثورة في ربوع البلاد، وسيكون أمينا عليها حتى تحقيق أهدافها بإسقاط نظام الأسد.
وكشفوا في بيان لهم أسماء عدد من أعضاء المجلس الممثلين لعدد من المدن والمحافظات السورية. إلا أن البيان أحجم عن ذكر أسماء آخرين للضرورة الأمنية.
ويمثل اللاذقية خالد كمال وأحمد السعيد، في حين يمثل أنس عيروط ومحمد الموسى طرطوس وبانياس، بينما يمثل الحسكة والقامشلي محمد ملا رشيد وريناس. أما حلب فيمثلها ياسر النجار وأحد شباب الحراك الثوري، فيما يمثل حمص حمزة الشمالي ومروان الرفاعي وسامح الحمصي وحسام المرعى.
وقد مثلت حماة وريف دمشق ودير الزور والسويداء بشخصين من الحراك الثوري في كل منها. ومثل دمشق محمد علي عامر وأحد شباب الحراك الثوري، أما درعا فيمثلها مطيع البطين وشخص آخر من الحراك الثوري، ويمثل القنيطرة عماد الدين رشيد ومحمد عناد سليمان، والرقة فرج حمود الفرج وخالد هنداوي، وإدلب يمثلها صالح زكوان وأحد شباب الحراك الثوري.
ويكيليكس
من جهة ثانية، سلطت وثائق دبلوماسية أميركية سرية نشرها موقع ويكيليكس الجمعة الماضي، مزيدا من الضوء على أحداث الشغب التي اندلعت في الخامس من يوليو/تموز عام 2008 في سجن صيدنايا العسكري القريب من دمشق.
وتشير الوثائق إلى أن عددا من السجناء المحكومين بجرائم الإرهاب دربتهم السلطات السورية وأرسلتهم لقتال القوات الأميركية خلال الحرب على العراق. لكن بعد عودتهم أودعوا سجن صيدنايا مجددا حيث نفذوا عصيانا داخل أسواره، حسبما تقوله الوثائق.
ووفقا لمنظمة العفو الدولية، فإن الشرطة العسكرية استخدمت الأسلحة النارية لإخماد الشغب، مما أدى إلى مقتل 22 سجينا وفقدان 52 آخرين.
ومن جهته، قال المستشار القانوني عبد المجيد منجونة للجزيرة إن الشرطة السورية قطعت وقتها الاتصال بين المواطنين والسجناء في سجن صيدنايا، وحوصر السجن بقوات أمنية كثيفة لمنع الأهالي عن السؤال عن ذويهم السجناء.
وأوضح أن أجهزة الأمن بسوريا تخضع لتدريبات تنبني على الاستهانة بكرامة الإنسان، وتعريضه لأقسى أنواع التعذيب للحصول على المعلومات، مشيرا إلى أن السجناء في سوريا يتعرضون لمضايقات وتعذيب شديد، وأن هناك سجناء لم يعرضوا على المحاكمة لسنوات.
وتقول الأمم المتحدة إن أعمال العنف في سوريا خلفت 2200 قتيل على الأقل منذ منتصف مارس/آذار. ويقول ناشطون إنه تم اعتقال أكثر من عشرة آلاف شخص.
انشقاقات داخل الجيش ودوي انفجارات وإطلاق نار في مطار عسكري بدمشق
الجيش يقتحم حماة ويشن حملة اعتقالات
دبي – العربية.نت
استيقظ أهالي منطقة المعضمية المجاورين لمطار مزة العسكري اليوم على أصوات إطلاق رصاص كثيف داخل المطار، حيث شهد المطار انشقاقات داخل الجيش.
وأفاد بشير الدمشقي، عضو تجمع أحرار دمشق وريفها، في اتصال مع “العربية” بأن هناك طائرات مروحية حلقت أيضاً في تلك المنطقة وهبطت في المطار، لإنهاء الاشتباكات الحاصلة بين عناصر في الجيش ومنشقين عنه.
وقال الدمشقي إن هذه المنطقة تشهد بين فينة وأخرى انشقاقات واشتباكات من هذا النوع، كما شهدت فرار بعض عناصر الجيش المنشقين إلى مناطق مجاورة، حيث تأتي القوات العسكرية لملاحقة هؤلاء المنشقين وقتلهم، وتتهم بعدها العصابات المسلحة بقتلهم.
يذكر أن يوم الجمعة الماضي شهد عدة انشقاقات في صفوف الجيش السوري في كل من دوما وحرستا وكفر بطنا الواقع في ريف دمشق.
وعلى الصعيد الميداني، أفاد ناشط حقوقي الاثنين بأن شخصين قتلا في حمص خلال عملية أمنية فيما اقتحمت قوات من الجيش والامن مدينة حماة وأطلقت النيران بكثافة من الاسلحة الثقيلة.
وأكد الناطق باسم لجان التنسيق المحلية في سوريا عمر ادلبي في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان “قوات الامن اقتحمت حي الخالدية في مدينة حمص (وسط) وأطلقت النار ما أسفر عن مقتل شخصين”.
كما ذكر ادلبي أن “أكثر من 30 آلية عسكرية وأمنية اقتحمت الآن مدينة حماة من دوار السباهي باتجاه وسط المدينة وسط اطلاق كثيف للنيران”.
وبدورها أفادت لجان التنسيق المحلية بأن “قوات الامن اقتحمت بلدة السبيل في معرة النعمان الواقعة في ريف ادلب وقامت بحملة دهم واعتقال”، مشيرة الى أن “مدرعات تابعة للجيش تحاصر البلدة”.
كما أشارت الى “اكتشاف مقبرة جماعية تحوي سبع جثث متفسخة على الاقل قرب قرية الرامي الواقعة في جبل الزاوية”، مضيفة أن “الأهالي حاولوا انتشالها الا ان قوات الجيش قامت بمطاردتهم وانتشرت بشكل كثيف في المنطقة”.
ويأتي ذلك غداة مقتل 12 شخصاً بينهم امرأة خلال عمليات أمنية وعسكرية في سوريا التي اعلنت بدورها عن مقتل ستة عسكريين بينهم ضابط، وثلاثة مدنيين في كمين نصبته “مجموعة ارهابية مسلحة”.
وقد غادر الجيش السوري حماة احد مراكز الاحتجاجات ضد النظام السوري، في العاشر من اب/اغسطس بعد ان قام بعملية عسكرية واسعة بهدف “القضاء على العصابات الارهابية المسلحة” التي تتهمها السلطات بتاجيج الاحتجاجات.
وكان الجيش دخل حماة الواقعة على بعد 210 كلم شمال دمشق، في 31 تموز/يوليو بعد ان شهدت تظاهرات حاشدة ضد النظام بلغ عدد المشاركين فيها نحو 500 الف متظاهر.
وقال ناشطون انه في يوم الاقتحام قتل حوالى مئة شخص في ما اعتبروه “احد اكثر الايام دموية” منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية ضد الرئيس بشار الاسد منتصف اذار/مارس.
وقال الناشطون وشهود عيان حينها ان العمليات التي تلت ذلك اسفرت عن سقوط عشرات القتلى الآخرين في المدينة التي قطعت فيها السلطات وسائل الاتصالات كما نزحت عنها اكثر من الف عائلة هربا من العمليات العسكرية التي يشنها الجيش.
وكانت حماة شهدت في ثمانينات القرن الماضي حملة قمع عنيفة لتمرد لجماعة الاخوان المسلمين المحظورة ضد الرئيس حافظ الاسد والد الرئيس الحالي بشار الاسد، اسفرت عن سقوط عشرين الف قتيل، حسب تقديرات.
سقوط أكثر من 3000 قتيل على يد قوات الأمن السورية منذ انطلاق الاحتجاجات
بينهم 189 طفلاً
دمشق – محمد زيد مستو
ذكر موقع متخصص بإحصاء عدد قتلى الاحتجاجات في سوريا، أن عدد الذين قضوا على أيدي قوات الأمن والشبيحة بلغ حوالي 3105 قتلى حتى 30 أغسطس/آب الماضي.
وبحسب الموقع، الذي قال إنه يعمل على جمع المعلومات من مصادر متعددة بعضها حقوقي، فإن عدد الذكور الذين قتلوا على أيدي الأمن والميليشيات التابعة لها بلغ 2790 مقابل ما يربو على وفاة 135 امرأة منذ بداية الاحتجاجات المناوئة للحكومة السورية في الخامس عشر من شهر مارس/آذار الماضي.
وتتصدر مدينة حمص السورية وسط البلاد قائمة الضحايا بـ 838 قتيلا تليها مدينة درعا التي شهدت الشرارة الأولى للاحتجاجات بعدد 678 قتيلاً خلال الأشهر الستة الأخيرة، فيما عرفت مدينة السويداء جنوب البلاد النسبة الأقل من القتلى بعدد يبلغ ثلاثة قتلى، حسب الموقع.
وبلغ عدد القتلى ذروته في العاشر من شهر يونيو/حزيران الماضيي في الجمعة التي أطلق عليها المحتجون “جمعة العشائر”، حيث بلغ عدد القتلى فيها 209 قتلى معظمهم في محافظة إدلب ومدينة اللاذقية على الساحل السوري.
ضحايا من الأطفال
وتشير إحصائيات موقع “شهداء سوريا” والذي يعرف نفسه بـ”قاعدة بيانات شهداء الثورة السورية” إلى أن عدد القتلى من الأطفال 183، موثقين حسب الاسم والمدينة ومقاطع الفيديو في بعض الأحيان، وهو عدد كبير مقارنة بالأعداد التي ذكرتها منظمات حقوق الإنسان في وقت سابق.
وفيما تحدث الموقع عن هذا العدد اللافت من القتلى، ذكرت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في سوريا، أن 22 من المتظاهرين والعناصر المنشقين عن الجيش بسبب رفضهم إطلاق النار على المدنيين قضوا يوم الجمعة الماضية التي أطلق عليها جمعة “الموت ولا المذلة”.
وذكرت اللجنة في بيان لها أن 72 شخصاً لقوا حتفهم خلال الأسبوع الماضي الذي أطلق عليه الناشطون أسبوع “الصبر والثبات”.
أنباء عن استعانة الأسد بمرتكبي مجازر حماة في الثمانينات لقمع الاحتجاجات
تعيينهم مستشارين قبل عملية عسكرية متوقعة
دبي – العربية.نت
أكدت مصادر غربية مطلعة أن الرئيس السوري بشار الأسد يستعين بجنرالات عسكريين متقاعدين، من رفاق والده الرئيس الراحل حافظ الأسد، ممن شاركوا في إخماد حركة الإخوان المسلمين عام 1982 في حماة ومن الضالعين في المجازر التي ارتكبت هناك في الثمانينات، من أجل القضاء على حركة الاحتجاجات الحالية التي انطلقت منذ منتصف مارس/آذار الماضي، نقلا عن تقرير لصحيفة “الشرق الأوسط” السعودية اليوم الاثنين.
وقالت المصادر إن استقدام الجنرالات المتقاعدين جرى منذ بداية الاحتجاجات في مارس الماضي، حيث “عاد إلى القصر الرئاسي بصفة مستشار رجلا الاستخبارات المرعبان علي دوبا ومحمد الخولي، ومؤخرا أعيد للعمل بصفة مستشار أيضا الجنرال الدرزي نايف العاقل”، وهو غير معروف إعلاميا، كونه من رجال الصف الثاني، ولكن “معروف عنه الشراسة وهو أحد الضالعين في مجزرة حماة 1982”.
وأضافت المصادر أن القاسم المشترك بين هؤلاء هو “تورطهم في الماضي الدموي لعائلة الأسد”، ورأت أن الاستعانة بهم اليوم لإخماد الاحتجاجات يؤكد المعلومات التي حصلت عليها المصادر من دوائر قريبة من القصر الرئاسي بأن “النظام مقبل على توجيه ضربة قاضية للاحتجاجات بعد فشل الحل الأمني ونشر الجيش لبسط السيطرة على المدن ومنع الاحتجاجات”.
وقالت المصادر إن “مداولات تجري بخصوص تنفيذ عملية عسكرية سريعة وحاسمة، توجه إلى منطقة واحدة وتحدث صدمة عميقة ترعب الشارع وتجبره على التزام الصمت”، ورجحت المصادر أن توجه الضربة إلى إحدى أكثر المناطق توترا مثل المنطقة الوسطى وعلى الأغلب حمص وريفها الغربي، أو المنطقة الشمالية؛ محافظة إدلب. وقالت إنه “يوجد بين كبار الجنرالات العلويين من يعارض هذا التوجه وبالأخص منهم من لم تتلوث يده بالدماء سابقا، وأن هذا ما دفع الأسد لطلب العون من رفاق والده”.
وأشارت المصادر إلى أن “إعادة شخصية مثل نايف العاقل إلى العمل يأتي ضمن خطة للاستعانة بجنرالات معنيين بالدفاع عن النفس، لارتكابهم جرائم سابقة لا شك أنها ستقودهم إلى المحكمة الدولية في حال سقوط النظام”، وأوضحت أن “انتماءه للطائفة الدرزية يجعل التورط في جرائم جديدة ينزع عن عمليات النظام الأمنية صفة الطائفية، وضمن هذه الخطة تم تعيين وزير دفاع، داوود راجحة المسيحي، من ريف دمشق، ورئيس أركان، فهد الفريج الحموي السني ذو الأصول البدوية، ومع أن الأخيرين يقومان بأدوار ضعيفة، ولكن تعيينهما ينفع للزج بالأقليات في معركة النظام مع المحتجين في سوريا”.
سورية: مقتل اثنين في حملات دهم في حمص وحماة وادلب
افاد نشطاء سوريون بان قوات الامن قتلت شخصين في حي الخالدية في مدينة حمص وسط سورية اثناء قيامها بحملة دهم واعتقال وسط اطلاق نار كثيف بينما دخلت نحو 30 الية عسكرية مصحوبة بقوات الامن فجر الاثنين الى مدينة حماة وسط سورية ايضا.
وقال سكان محليون من حمص لـ بي بي سي ان الاعتقالات في حمص تركزت في حي الخالدية وفي محيط جامع النور في اعقاب مقتل شخص واصابة 12 في حملة مماثلة الاحد في احياء باب عمرو والبساتين المحيطة به.
ونقلت وكالة فرانس برس عن الناطق باسم لجان التنسيق المحلية عمر ادلبي قوله “اكثر من 30 الية عسكرية وامنيةاقتحمت مدينة حماة من دوار السباهي باتجاه وسط المدينة وسط اطلاق كثيف للنيران”.
وفي محافظة ادلب افادت لجان التنسيق المحلية ان “قوات الامن اقتحمت بلدة السبيل في معرة النعمان الواقعة في ريفادلب وقامت بحملة دهم واعتقال” مشيرة الى ان “مدرعات تابعة للجيش تحاصر البلدة”.
كما اشارت الى “اكتشاف مقبرة جماعية تحوي سبع جثث متفسخة على الاقل قرب قرية الرامي الواقعة في جبل الزاوية”مضيفة ان “الاهالي حاولوا انتشالها الا ان قوات الجيش قامت بمطاردتهم وانتشرت بشكل كثيف في المنطقة”.
وتأتي هذه التطورات في اعقاب مقتل 12 شخصا في عمليات امنية لقوات الامن والجيش الاحد في عدة مدن شمال وغرب سورية، بينما قالت السلطات السورية إن 9 اشخاص بينهم ضابط وخمسة من عناصر الجيش قد قتلوا في هجوم على باص حكومي.
يارة الصليب الاحمر
ويلتقي رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر الدولي جاكوب كلينبرجر الاثنين بالرئيس السوري بشار الاسد.
وكان كلينبرجر قد اجرى مباحثات مع رئيس الوزراء السوري عادل سفر ووزير الخارجية وليد المعلم تتركزت حول السماح للصليب الاحمر بزيارة السجون واماكن التوقيف في سورية والاطلاع على اوضاع السجناء فيها.
وزار وفد من حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض برئاسة نائب رئيس الحزب فاروق لوغ أوغلو مخيم الرمل الشمالي للنازحين الفلسطينيين في مدينة اللاذقية والذي شهد عملية عسكرية كبيرة لقوات الامن والجيش قبل ايام قليلة اسفرت عن مقتل واصابة العشرات من سكانه بينما نزح نحو نصف سكانه البالغ عددهم عشرة الاف شخص.
وكان الوفد قد وصل الاحد الى دمشق الاحد في زيارة تستمر حتى السادس من الشهر الجاري.
ومن جهة اخرى بدأت الاثنين جلسات الحوار الوطني على مستوى المحافظات وتستمر حتى 20 أيلول الحالي، تمهيدا لانعقاد مؤتمر الحوار الوطني.
وتتناول هذه الجلسات محاور الحياة السياسية والاقتصادية الاجتماعية.
وتضم اللجان التحضيرية للحوار ممثلين عن الأحزاب والحكومة والمستقلين وتقوم بتوثيق نتائج هذه الجلسات ليتم رفعها الى مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي لم يتم تحديد موعد له حتى الان.
المزيد من بي بي سيBBC © 2011
سوريّون فرّوا من حمص يروون معاناتهم مع القمع
لميس فرحات _ ايلاف … تناولت صحيفة الـ “غارديان” المعاناة الي شهدتها عائلة سورية بريطانية في مدينة حمص، واضطرارها إلى النزوح بعد أن أطلقت قوى الأمن السورية النار على احد أبنائها خلال مظاهرة شعبية ضد نظام الأسد.
وأشارت الصحيفة إلى أن الزوجين أكرم وهيلين عبد الدايم هربا من مدينة حلب السورية برفقة أولادهم الثلاثة إلى مصر، هرباً من الأوضاع المتأزمة في سورياً، وتحديداً بعد أن قامت القوات الموالية للحكومة السورية بإطلاق النار على داني عبد الدايم، الابن الأكبر في العائلة، في إطار قمعها للاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية.
وخشيت الأسرة من أن يتعرض ابنها البالغ من العمر 22 عاماً للملاحقة من قبل النظام السوري، فاضطرت في نهاية المطاف إلى جمع بعض أمتعتها والرحيل عن وطنهم.
وفي حديث مع الـ “غارديان”، فتح داني قميصة ليكشف عن جرحين خلفتهما الرصاصة في صدره، وشرح كيف تعرض لإطلاق النار.
كان داني واقفاً ليلة السبت الماضي في أحد شوارع حمص يتحدث إلى صديق له حول كيفية إدخال الطعام والأدوية إلى مدينة حماة، فاقتربت منهما سيارة نزل منها رجل يعتقد أنه من (الشبيحة) أي المسلحين الموالين للنظام، وأطلق النار عليهما.
وأضاف داني: “في البداية تساءلت: هل سأموت؟ هل لا تزال رجلاي تعملان بشكل طبيعي؟ ثم بدأ الألم والنزيف”.
قبل بدء الاحتجاجات السورية، لم يكن داني – وهو طالب جامعي في كلية إدارة الأعمال – يعير اهتماما للسياسة، لكن اعتقال السلطات السورية مجموعة من الأطفال، بسبب كتابتهم شعارات مناوئة للحكومة على جدران مدينة درعا جنوبي سورية، جعلته يغير موقفه مما يجري.
وأشارت الـ”غارديان” إلى أن داني “أصبح واحداً من النشطاء البارزين مع اتساع نطاق الاحتجاجات، وبات مساهماً ومشاركاً في تنظيم إمدادات المواد الغذائية والأدوية للأحياء المحتاجة.”
وأضافت الصحيفة أن السلطات السورية نشرت الجنود والشرطة والشبيحة في حمص ضد المحتجين المسالمين وتحولت المدينة على مدى شهور إلى معقل من معاقل المعارضة.
وقال داني: “عندما تهدأ أصوات إطلاق الرصاص، يشعر السكان بالقلق في انتظار المداهمات من منزل إلى منزل”، مضيفاً أن الإشاعات كثرت حول وجود مقابر جماعية وتناثر جثث ملقاة في أكياس القمامة.
وأشار داني إلى أن أول حالة وفاة شاهدها، عندما أطلق الشبيحة الرصاص على طفل لم يتجاوز عمره الـ 13عاماً، وأصابوه في الرأس. ومنذ ذلك الوقت، قتِل 14 من أصدقائه، من ضمنهم أحد أقارب عائلته ويدعى عدنان عبد الدايم (27 عاماً).
وأضاف قائلا “كنت أهيئ نفسي على مدى خمسة أشهر لمواجهة احتمال أنني قد أكون الضحية المقبلة لكنني لن أترك أصدقائي يموتون من أجل لاشيء”.
وقالت هيلين، والدة داني، وهي من منطقة كامبدريج في بريطانيا، تزوجت في تسعينيات القرن الماضي بعدما تحولت إلى الديانة الإسلامية والتحقت بزوجها في حمص: “كنا نشاهد قوات الأمن تطلق النار على أبنائنا وكأنهم في رحلة صيد وحياة أبنائنا لا تعني شيئا لهم”.
واختتمت الـ”غارديان” بالقول إن جميع أفراد الأسرة مصممين على العودة يوما ما إلى سورية بعد أن تصبح دولة ديمقراطية.
الانتقالي السوري ومخاوف الانقسام
أحمد دعدوش
أثار الإعلان قبل أيام في أنقرة عن مجلس انتقالي سوري مخاوف لدى المعارضة السورية -التي لم تعتد بعد على العمل المؤسسي- من التشتت والانقسام, فضلا عن الافتقار إلى التنظيم.
ويضم المجلس الذي تم الإعلان عنه في أنقرة 94 شخصية يقيم 42 منها في الداخل السوري, وأُسندت رئاسته إلى المعارض البارز برهان غليون.
وقال المتحدث باسم شباب الثورة في الداخل ضياء دغمش إن اختيار تلك الشخصيات جاء بعد مشاورات بين كافة الفعاليات الشعبية والتنسيقيات المشاركة في الثورة, وبين رموز المعارضة في الخارج، مشيرا إلى أن الأسماء تعكس كافة أطياف المجتمع السوري.
إنكار واستنكار
لكن كثيرين ممن عُيّنوا في المجلس وعلى رأسهم برهان غليون سارعوا إلى نفي علمهم باختيارهم.
كما استنكرت الهيئة العامة للثورة السورية ورود اسمها ضمن الجهات التي تمّت مشاورتها بشأن المجلس، ورأت أن الإعلان عنه بطريقة تعتمد “تلفيق الأسماء دون علم أصحابها” هو تشتيت للجهود وزرع للخلاف.
وفي الوقت نفسه، أوضح ممثل اتحاد تنسيقيات الثورة السورية عامر الصادق أنه لم يتم التنسيق مع الاتحاد، مضيفا أنه ليس لدى أي من الشخصيات الوطنية المذكورة موقف معاد للمجلس.
وفي السياق نفسه، رفض الناشط السياسي حازم نهار الانضمام إلى المجلس، مستنكرا عدم مشاورته ومبديا اعتراضه على الغموض المحيط بالجهة التي بادرت بتشكيله، فضلا عن آلية الاختيار.
وقال للجزيرة نت إنه كان قد قدم في العشرين من مارس/آذار الماضي أول مبادرة لتوحيد المعارضة بالاشتراك مع مجموعة من رموزها مثل برهان غليون وميشيل كيلو وعارف دليلة وحسين العودات، وهو ما أثمر تشكيل “هيئة التنسيق الوطنية” في الداخل.
وبشأن ما يقال عن اعتماد آلية التعيين بدلا من التشاور لإقصاء قوى على حساب أخرى، قال نهار إن “الموضوع أبسط من ذلك”، مؤكدا ثقته في نوايا القائمين على المؤتمر.
لكنه برر رفضه بأن المجلس لن ينجح في تحقيق أهدافه لكونه معرضا للانقسام والارتباك، كما أبدى تخوفه من إعلان عن مجالس أخرى مما يفاقم حالة التشتت.
وتتفق الناشطة السورية بهية مارديني مع هذا الرأي مبدية تخوفها من تعدد المجالس الانتقالية على الرغم من تأييدها للمجلس.
موافقة وتفاؤل
في المقابل، قالت الناشطة خولة يوسف إنها علمت بتشكيل المجلس وعضويتها فيه من وسائل الإعلام، وأضافت أن تلقيها التأييد من داخل سوريا زاد من شعورها بالمسؤولية, وأقنعها بالموافقة على الانضمام.
وتابعت الناشطة المقيمة في الولايات المتحدة في حديث للجزيرة نت أن وجود مجلس تمثيلي مؤقت سيدعم الثورة على الأرض، ويمنح المواطنين الخائفين من المجهول إحساسا بالأمان.
أما الكاتب المقيم في دمشق فايز سارة -وهو أحد أعضاء المجلس- فقال للجزيرة نت إن الفكرة تستحق الاهتمام باعتبارها محاولة لرسم تصور يساعد السوريين على الخروج من أزمتهم، موضحا أنه لم يتخذ بعد قرارا بشأن الانضمام للمجلس.
لكن الكاتب السوري المعارض محيي الدين اللاذقاني أوضح أن التنسيق لتأسيس المجلس الانتقالي كان قائما منذ مؤتمر أنطاليا على أن يُعلن تحت اسم “الهيئة العليا للعمل الوطني”، مضيفا أنه كان هناك اقتراح بالإعلان عن تشكيلتها بالطريقة ذاتها ليوضع الجميع أمام مسؤولياتهم التاريخية دون التوقف عند الاستشارة بوصفها “قضية شكلية”.
وقال الكاتب المقيم في لندن في اتصال مع الجزيرة نت إن ما يقال عن تشتت المعارضة السورية ليس سوى انعكاس للخطاب الرسمي، مضيفا أن المعارضة الآن في أفضل أحوالها.
مستقبل وبدائل
ومن جهته، دافع ضياء الدين دغمش عن مبادرته بقوله إنها جاءت من قبل الثوار على الأرض.
وردا على إنكار الهيئة العامة للثورة السورية لأي مشاورات جرت معها، اكتفى دغمش بالقول –في اتصال مع الجزيرة نت- إن التاريخ سيذكر ذلك.
وأضاف أن غليون وكثيرا من الشخصيات الأخرى وافقوا على المشاركة في المجلس, وأن العمل جار لعقد اجتماع آخر بهدف استكمال تأسيسه على أن يعلن عن موعده في الأيام القليلة المقبلة.
يذكر أن مبادرات أخرى بدأت مؤخرا بمحاولة إصلاح الشرخ القائم بين أقطاب المعارضة, إذ قدمت الهيئة العامة للثورة السورية -بصفتها أكبر تكتلات الثورة- رؤيتها الخاصة لمجلس بديل, ورفعته إلى لقائي إسطنبول والقاهرة التشاوريين.
واشترطت وضع النتائج في عهدة الثوار ممثلين في الهيئة لتحقيق التكامل بين رموز المعارضة والثوار العاملين في الميدان، وقد سارع اتحاد تنسيقيات الثورة إلى تأييد هذه المبادرة.
وكشفت بهية مارديني للجزيرة نت عن مبادرة لتأسيس هيئة استشارية ورقابية تتولى مهمة تحديد البوصلة وفقا لرؤية الشعب السوري، على أن يتعهد القائمون عليها بعدم المشاركة السياسية في المرحلة الأولى عقب سقوط النظام، وبتقديم سيرهم الذاتية للشعب, والكشف عن حساباتهم المالية, ومصادر تمويلهم الشخصية والمؤسساتية.
يشار إلى أن موقع الجزيرة نت كان قد طرح استبيانا حول تأييد القراء لتشكيلة المجلس الوطني الانتقالي السوري، وأبدت الأغلبية تأييدها له بنسبة 72.8%.
السوريون وفاتورة عقوبات أوروبا
ضمن سلسلة من الخطوات للضغط على النظام السوري، أقرت دول الاتحاد الأوروبي أمس حظرا على استيراد النفط من سوريا، إذ تستورد أوروبا 95% من صادرات النفط السوري، وتمثل الإيرادات النفطية قرابة ثلث الدخل القومي السوري، غير أن ثمة حديثا بأن المواطن السوري سيدفع فاتورة هذه العقوبات أكثر من النظام.
ويقول رئيس تحرير مجلة لوموند دبلوماتيك سمير عيطة للجزيرة نت إن “هذه العقوبات ستضر بالمواطنين أكثر من إضرارها بالنظام، لأن النظام سيتابع تمويل جيشه وأجهزته الأمنية، مقتطعا تلك النفقات من قوت الشعب ومن الإنفاق على الصحة والتعليم والكهرباء”.
وأضاف عيطة أن الحل ليس في العقوبات ولا التدخل الأجنبي، بل في بروز تيار وطني ديمقراطي قوي في الداخل يحمل التغيير.
عمليات التهريب
وأعرب عن خشيته من استشراء عمليات التهريب من البلدان المجاورة إثر تردي الأوضاع الاقتصادية، وسيستفيد من ذلك المهربون وأجهزة الأمن، في حين ستزداد أسعار السلع أضعافا، وهذا سيثري أجهزة الأمن وينهك المطالبين بالحرية والكرامة.
وأوضح المتحدث نفسه أن الحصار الاقتصادي على العراق لم يؤد إلى إسقاط نظام صدام حسين بل إلى تجويع الشعب العراقي.
5وتابع عيطة قائلا إن السلطة تعتمد سياسة إنهاك المتظاهرين اقتصاديا ومعنويا، ولولا تضامن الناس لما استطاعوا الصمود، بالإضافة إلى وجود تضامن عائلي وتجار وصناعيين ورجال أعمال لا يسرحون العاملين لديهم رغم أنهم يتغيبون للمشاركة في التظاهر والاحتجاج.
أزمة مازوت
الوقت الطويل الذي يقضيه السائقون أمام محطات التزود بالوقود يبدو نموذجا حيا لانعكاس المشاكل الاقتصادية على حياة المواطن مباشرة، إذ شهدت سوريا أزمة في المازوت بعيد اندلاع الاحتجاجات رغم تخفيض سعره من قبل الحكومة.
ويوضح أحد عمال توزيع المحروقات للجزيرة نت أن سبب هذه الأزمة يعزى إلى تخفيض كميات المازوت التي كانت تورد إلى المحطات، فقد كانت تزود بكميات إضافية والآن توقف ذلك، ومن جهة أخرى يشير هذا العامل إلى أن آليات الجيش المنتشرة في أرجاء البلاد من شأنها استهلاك كميات كبيرة من المازوت، وهذا في رأيه يفسر سبب النقص في الوقود بالمحطات.
واتفق معظم المواطنين الذين استطلعت الجزيرة نت آراءهم على أن العقوبات وتردي الأوضاع الاقتصادية يؤذيهم وأنهم يدفعون ثمنه، في حين أن رموز النظام يزدادون ثراء ولا يشعرون بالضيق الذي يعيشه المواطن، وشكك بعضهم في جدية الغرب في الضغط على النظام.
جدوى العقوبات
تشير بعض التقديرات إلى أن توقف صادرات النفط السورية سيؤدي إلى حرمان خزينة الدولة من 2.5 مليار دولار سنويا من الإيرادات، وهذا يشكل ضغطا على مؤسسات الدولة لتصل إلى مرحلة عجز عن دفع الرواتب، مما سيؤدي إلى حدوث المزيد من الانشقاقات وتصاعد المعارضة ضد النظام.
غير أن محللين يقولون إنه من المحتمل أن تتحول سوريا إلى بيع نفطها لدول أخرى غير دول الاتحاد الأوروبي ولو بأسعار أرخص من سعر السوق، إلى جانب توقعات بأن تعتمد سوريا على شركات من الهند وروسيا والصين في حال غادرت الشركات الأوروبية السوق السورية.
ويرى بعض الاقتصاديين أن هذه العقوبات جزئية ولا يمكن أن تؤدي إلى نتيجة مباشرة إذا لم تفرض عقوبات أوسع نطاقا تشمل التجارة والمنتجات الأخرى التي تصدرها سوريا.
قتلى باستمرار عنف السلطة بسوريا
قال ناشطون إن القوات السورية مدعومة بمليشيات شنت اليوم الاثنين سلسلة من عمليات الاقتحام شملت محافظتي حمص وحماة (وسط) وقرى حدودية بمحافظة إدلب (شمال) وقتلت خلالها مدنيين, وسط أنباء عن انشقاقات كبيرة بالجيش. لكن التصعيد الأمني المستمر بكثير من المدن والبلدات قابلته مظاهرات جديدة.
وقال عضو تجمع أحرار حمص الحسن المهدي، في اتصال مع الجزيرة، من مدينة القصير إن شخصا واحدا على الأقل قتل أثناء اقتحام قوات أمنية وعسكرية, ومليشيات تابعة للنظام (الشبيحة) حي الخالدية في حمص.
وأكد أن القتيل دهان أصيب بالرصاص أثناء قدومه إلى حي الخالدية من منطقة أخرى في حمص, مشيرا إلى أنباء عن اقتحام حي البياضة بالمدينة ذاتها التي شهدت الليلة الماضية مزيدا من المظاهرات.
من جهته, أكد الناطق باسم لجان التنسيق المحلية عمر إدلبي لوكالة فرانس برس مقتل شخصين بإطلاق نار في حي الخالدية.
عمليات واسعة
وفي محافظة حمص أيضا, عاودت القوات السورية استهداف مدينة تلكلخ المتاخمة للحدود مع لبنان للمرة الثانية خلال أيام. وقال ناشطون إن شخصين قتلا في قصف بالقذائف على المدينة.
وقال شاهد العيان أبو خالد للجزيرة إن المدينة أخضعت لحظر تجول وإنه تم نشر قناصة, مؤكدا مقتل شخص على الأقل.
وفي الوقت نفسه, تعرضت مدينة حماة (210 كلم شمال دمشق) لعملية اقتحام جديدة نفذتها قوات مدعومة بثلاثين آلية عسكرية وأمنية وسط إطلاق كثيف للنيران وفق ما قال عمر إدلبي.
وكان الجيش غادر حماة في العاشر من الشهر الماضي إثر عملية عسكرية واسعة بهدف “القضاء على العصابات الإرهابية المسلحة” وفق ما يقول نظام الرئيس بشار الأسد, مما أسفر عن مقتل العشرات, ونزوح أكثر من ألف عائلة.
وفي شمال البلاد وتحديدا في إدلب, استهدفت نيران القوات السورية أحد مخيمات اللاجئين عند الحدود التركية مما أسفر عن مقتل شخص وجرح آخرين وفقا لناشطين.
من جهتها, أكدت مصادر تركية مقتل مدنيين سوريين اثنين خلال عملية تشنها وحدات من الجيش والأمن السوريين بقرية عين البيضا المتاخمة للحدود التركية, بالتزامن مع عمليات بقرى بداما, والحمبوشية, وخربة الجوز بإدلب.
وقالت محطات تلفزيونية تركية إن سلطات محافظة هاتاي الحدودية بجنوبي تركيا أرسلت سيارات إسعاف لنقل الجرحى الذين أصيبوا في عين البيضا. وذكر اتحاد تنسيقيات الثورة السورية أن الهجوم على قرى جسر الشغور يأتي بعد انشقاق عناصر من الجيش، وتوجههم نحو الحدود التركية.
وكانت قوات سورية شنت أمس عملية في جبل الزاوية بإدلب أيضا بحثا عن النائب العام لحماة عدنان البكور الذي قال ناشطون إنه تمكن من مغادرة البلاد. وتحدث ناشطون عن انشقاقات كبيرة حدثت داخل مطار المزة بمنطقة المعضمية بريف دمشق منذ الصباح.
وأشارت لجان التنسيق المحلية في وقت سابق إلى عملية اقتحام تعرض لها حي القابون بدمشق.
مظاهرات
وفي مقابل التصعيد الأمني, تظاهر آلاف المواطنين مساء أمس في معظم مناطق البلاد. وشملت المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام دمشق, وريفها, وحمص, ودرعا, وإدلب.
كما خرج عدد من النسوة بمدينة الحراك بمحافظة درعا للمطالبة بإسقاط النظام، وقد بث ناشطون تسجيلا على شبكة الإنترنت للمتظاهرات وهن يرفعن صورا لضحايا من أقاربهن قتلوا على أيدي قوات الأمن والشبيحة، ويرددن هتافات تندد بممارسات النظام.
وفي كركناز بمحافظة حماة, اُعلن إضراب عام خمسة أيام احتجاجا على ممارسات النظام ضد المحتجين، وفقا لموقع الثورة السورية.
مجلس للثورة
وفي هذه الأثناء، أعلن معارضون سوريون أطلقوا على أنفسهم “شباب ثورة الحرية والكرامة” تشكيل مجلس أعلى لقيادة الثورة.
وقال المعارضون إن المجلس يمثل قوى الثورة في ربوع البلاد، وسيكون أمينا عليها حتى تحقيق أهدافها بإسقاط نظام الأسد.
“حريات”.. صحيفة لثوار سوريا تطبع بالمنازل وتوزّع تحت خطر الاعتقال والقتل
صدر منها 3 أعداد حتى الآن
دبي – العربية.نت
بعيداً عن مواد قانون الإعلام الذي أصدره النظام الحاكم في سوريا أخيراً، صدر اليوم الاثنين (5 سبتمبر/أيلول 2011)، العدد الثالث من الصحيفة الأسبوعية “حريات”، ويقول المشرفون عليها إنها أول صحيفة يصدرها الثوار، يشارك في تحريرها إعلاميون رواد انحازوا إلى صوت الشارع ونبض الشعب وكسروا عن أقلامهم أغلال الخوف، من أجل التواصل مع مختلف شرائح المجتمع السوري لاسيما المؤيدة للنظام.
وذكر القائمون على الصحيفة أنها تطبع بمنازلهم وتوزع تحت خطر اعتقالهم وتصفيتهم، ويتولى توزيع “حريات”، والذي بدأ في محافظتي دمشق وحمص السوريتين، عدد من الناشطين المتطوعين، حيث وصل عدداها الأولان إلى مناطق حيوية ورئيسية في العاصمة دمشق، وحمص ذات التركيبة السكانية المتنوعة.
وتقول الصحيفة التي تتألف من 12 صفحة إنها تهدف إلى تقديم عرض دقيق لمجريات الشارع السوري خلال الأسبوع، ونشر تحليلات للواقع الاقتصادي والاجتماعي في المدن والبلدات السورية، وقراءة للتطورات التي سيشهدها هذين القطاعين في المستقبل المنظور والبعيد، بالتوازي مع ما يشهده القطاع السياسي في سوريا.
وأشار كريم ليلى، رئيس تحرير الصحيفة، إلى أن الصحيفة هي إحدى الحريات التي منحتها دماء السوريين لوطنهم. وقال: “تعتمد خطتنا التحريرية على التلاؤم مع المتغيرات اللحظية للشارع السوري، فالتقارير والتحقيقات تخضع لرؤية الشارع، لاسيما ما يطلقون عليه أغلبية صامتة، والتي ليست في الواقع صامتة، بل لها رأي ورؤية تتبلور يومياً ويتحتم أخذها بعين الاعتبار”.
وأضاف: “يتواصل محررونا مع النشطاء على الأرض، والمتضررون من همجية عناصر الأمن وعصابات القتل والسرقة التابعة للنظام، تماماً كما يتواصلون مع الشريحة التي لم تعبر عن رأيها بعد. ونثق بأن رؤية هذه الشريحة ستكون فاعلاً رئيسياً في تقدم الثورة السورية في الاتجاه الصحيح. وعلى الرغم من الظروف الصعبة، نعمل على تقديم الصحيفة وفق معايير عالية من حيث التحرير والتصميم والطباعة. لقد أدركنا أن النظام الحاكم في سوريا حالياً قد سقط، ولهذا كان لابد من بدء العمل لمرحلة سوريا الحرة”.