أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين، 16 تموز 2012


معارك عنيفة وقصف مدفعي في قلب دمشق

دمشق، بيروت، طهران – «الحياة»، أ ف ب، رويترز

قال ناشطون وشهود إن قتالا عنيفا اندلع بين قوات الجيش السوري ومعارضين في أحياء عدة من دمشق أمس، بينها الحجر الأسود والتضامن والقرشي، مشيرين إلى أن هذه المعارك تعد الأعنف من نوعها التي تقع داخل دمشق. وافادت انباء بان طريق مطار دمشق الدولي قطع جراء هذه الاشتباكات. وجاء التصعيد في العاصمة فيما تواصل القصف المدفعي العنيف على مدن عدة من بينها حمص ودير الزور وإدلب، ما أدى إلى مقتل العشرات. وغادر مراقبو الأمم المتحدة مقر إقامتهم في دمشق مجدداً أمس ليستأنفوا مهمة المراقبة، وقال مراقب إنه ضمن فريق متجه إلى دوما في ريف دمشق.

ونفت الخارجية السورية أمس حدوث «مجزرة» في قرية التريمسة في ريف حماة، فيما أكد المراقبون الدوليون استخدام المدفعية وقذائف الهاون في الهجوم الذي «استهدف على ما يبدو مجموعات ومنازل محددة، بشكل رئيسي للجنود المنشقين والناشطين»، بحسب تقرير أولي للمراقبين. ووسط استمرار دائرة العنف وتزايد الأحباط الداخلي والدولي، يتوجه المبعوث الأممي – العربي كوفي انان إلى روسيا اليوم لإجراء محادثات مع قيادتها على أمل اعطاء دفع ديبلوماسي لخطته المتعثرة، وإقناع موسكو بالضغط على النظام السوري من أجل وقف العنف، تمهيدا لبدء الحوار حول حل سياسي.

وفي أعنف معارك داخل دمشق، خاض مقاتلو المعارضة قتالا ضاريا مع القوات الحكومية في بعض احياء جنوب العاصمة السورية.

وقال الناشط سمير الشامي «إن القتال ما زال دائرا في حي التضامن الفقير بعد معارك متواصلة طوال الليل في حي الحجر الاسود». وأوضح لوكالة «رويترز» أن أصوات اطلاق النار تتردد بكثافة والدخان يتصاعد من المنطقة. واضاف ان هناك بالفعل عددا من الجرحى وان السكان يحاولون الفرار من المنطقة. وعرض الناشط لقطات حية للدخان يتصاعد فوق مباني الحي. وتابع ان عربات مدرعة تتوجه نحو جنوب الحي.

ولفت المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان إلى أن حي التضامن «يتعرض لقصف من قبل القوات النظامية»، مضيفا ان عددا من القذائف «سقطت على منطقة القرشي في دمشق». واشار إلى أن «أصوات اطلاق رصاص كثيف تسمع في حي التضامن والحجر الاسود، مترافقة مع سماع اصوات انفجارات وسط معلومات عن سقوط جرحى».

كما شهدت دمشق ايضا، استهداف حافلة تقل عناصر من القوات النظامية بعبوة ناسفة على طريق المتحلق الجنوبي، قرب حي الزهور، ما ادى إلى العديد من الاصابات، بحسب المرصد السوري.

وجاءت المعارك في دمشق فيما تواصلت عمليات القصف على حمص والرستن ودير الزور وإدلب وحلب ما أدى إلى مقتل 51 شخصا غالبيتهم من المدنيين.

وأفاد المرصد السوري أن ما لا يقل عن 18 من القوات النظامية قتلوا خلال الاشتباكات مع المقاتلين المعارضين، هم ستة في سلقين وثلاثة في جسر الشغور بريف ادلب، وثلاثة في اعزاز بريف حلب، وخمسة في محافظة دير الزور، وثلاثة في محافظة درعا. كما أشار المرصد إلى سقوط 12 مقاتلا معارضا، بينهم أربعة من المنشقين قتلوا خلال اشتباكات مع القوات النظامية في دير الزور وادلب ودمشق.

وفيما ما زال فريق مراقبي الأمم المتحدة يزورون قرية التريمسة للوقوف على ملابسات المذبحة التي راح ضحيتها أكثر من 200 شخصا بحسب مصادر المعارضة، نفى الناطق باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي، حدوث «مجزرة» في التريمسة، مشيرا في مؤتمر صحافي إلى أن هجمات الجيش كانت «عملية عسكرية واشتباك بين قوات الجيش ومجموعات إرهابية مسلحة لا تؤمن بالحوار والحل السياسي بل بالخطف والقتل والإرهاب».

وأضاف ان «قوات الجيش لم تستخدم أي أسلحة ثقيلة خلال دخول القرية استجابةً لنداءات المواطنين، وإن الأضرار التي حلت بها أصابت خمسة مبان فقط استخدمتها المجموعات الإرهابية كمقرات لها ومستودعات لأسلحتها»، لافتاً إلى إن وزير الخارجية وليد المعلم تسلّم رسالة من انان حول ما جرى في التريمسة، و»أقل ما توصف به الرسالة أنها متسرعة إلى أبعد الحدود، ولم تستند الى حقائق ما جرى في القرية». وقال مقدسي إن من «قتل خلال العملية هم 37 مسلحاً و2 من المدنيين فقط». واتهم انان في هذه الرسالة الحكومة السورية «بالاستخفاف» بقرارات الامم المتحدة، معتبرا أن «استخدام المدفعية والدبابات والمروحيات في (التريمسة) الذي اكدته بعثة الامم المتحدة، يعد انتهاكا للالتزامات والتعهدات التي قطعتها الحكومة السورية بوقف استخدام الاسلحة الثقيلة» في المدن.

وقالت بعثة المراقبين الدوليين إن الهجوم الذي شنه الجيش السوري على التريمسة «استهدف على ما يبدو مجموعات ومنازل محددة، بشكل رئيسي الجنود المنشقين والناشطين»، وذلك بعد زيارة قام بها المراقبون إلى القرية، التي ما زالوا فيها يجمعون شهادات حول ما حدث.

وأوضحت الناطقة باسم البعثة سوسن غوشة في بيان اثر زيارة اولى قام بها فريق من المراقبين ليل أول من أمس: «كانت هناك برك من الدماء وبقع دماء في غرف العديد من المنازل إضافة إلى فوارغ رصاص»، مشيرة إلى أن «فريق الأمم المتحدة لاحظ أيضاً مدرسة محروقة ومنازل متضررة بينها خمس منازل بدت عليها علامات بأنها أحرقت من الداخل».

وأكدت البعثة في بيانها أن «أسلحة متنوعة استخدمت في الهجوم بينها المدفعية وقذائف الهاون وأسلحة خفيفة»، مشددة على أن «عدد الضحايا لا يزال غير واضح».

ودعت البعثة «الحكومة السورية إلى وقف استخدام الأسلحة الثقيلة في المناطق السكنية والأطراف إلى إلقاء السلاح واختيار طريق اللاعنف لما فيه مصلحة الشعب السوري الذي عانى الكفاية».

وفي موسكو، أعلنت الرئاسة الروسية أن انان الذي سيصل اليوم إلى موسكو سيعقد محادثات مع لافروف وبوتين غدا. وأضاف الكرملين في بيان أمس «ينطلق الجانب الروسي من المبدأ القائل أن هذه الخطة هي الوسيلة الوحيدة القادرة على ايجاد حل للمشاكل الداخلية السورية». وكان انان زار الأسبوع الماضي سورية وإيران والعراق لبحث تطورات الأزمة. وأعلن في طهران انه يمكن أن يكون لإيران دور في حل الأزمة. وفي خطوة تشير إلى رغبة طهران في الدخول على خط جهود حل الأزمة ديبلوماسيا، أعلن وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي أمس أن بلاده، مستعدة لتنظيم حوار في طهران بين الحكومة السورية والمعارضة في محاولة لتسوية الازمة.

من ناحيته، أعلن رئيس «المجلس الوطني السوري» المعارض عبد الباسط سيدا أن على الرئيس الاميركي باراك اوباما الا ينتظر احتمال انتخابه لولاية جديدة في تشرين الثاني (نوفمبر)، وان يتحرك فورا لوضع حد لاعمال العنف التي يذهب ضحيتها الاف الاشخاص في سورية. وأضاف في حديث لقناة «سي ان ان» الاميركية: «لا نفهم لماذا تتجاهل قوى عظمى سقوط عشرات الاف القتلى المدنيين السوريين بسبب انتخابات رئاسية يمكن للرئيس ان يفوز فيها او يخسرها».

الاشتباكات تنتقل الى منطقة جديدة في دمشق

بيروت – رويترز

قال نشطاء ان الاشتباكات التي تجري في دمشق بين القوات الحكومية والمسلحين والتي وصفها السكان بأنها أعنف معارك من نوعها في العاصمة منذ بدء الانتفاضة المستمرة منذ 15 شهرا ضد الرئيس بشار الأسد انتقلت الى حي آخر الأحد.

وقال نشطاء في العاصمة ان الجيش السوري الحكومي أغلق الطريق المؤدي الى المطار ويحاول تطويق مقاتلي المعارضة في الأحياء الجنوبية مثل التضامن والحجر الأسود في محاولة لسحق الانتفاضة داخل دمشق.

وامتد القتال الى حي اللوان على المشارف الجنوبية الغربية للعاصمة.

وقال نشط طلب عدم نشر اسمه لرويترز عبر موقع سكايب “هناك مئات المقاتلين في دمشق الآن وسنرى… إذا تمكن النظام من سحق المقاتلين في حي التضامن فستتوقف الاشتباكات لكن إذا لم يستطع فقد يتسع نطاقها.”

أعنف اشتباكات في دمشق منذ 17 شهراً

المراقبون: إحراق 50 منزلاً في التريمسة

    (و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)

أفاد ناشطون سوريون ان بعض، احياء دمشق شهد أمس “اعنف اشتباكات” تشهدها العاصمة السورية منذ بدء حركة الاحتجاج في سوريا قبل 17 شهراً، فيما نفت السلطات السورية حصول مجزرة او استخدام المدفعية الثقيلة في التريمسة بريف حماه، وقت زار فريق من المراقبين الدوليين لليوم الثاني القرية لمواصلة التحقيق في احداث الخميس الماضي التي ذهب ضحيتها اكثر من 150 شخصاً.

 وقال مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له  ان “الجيش النظامي يقصف احياء عدة من دمشق بقذائف الهاون” حيث يتمركز أفراد من “الجيش السوري الحر”، موضحاً ان القصف “لم يكن يوما بهذه الكثافة” في العاصمة السورية. واضاف: “ان المعارك الاعنف وقعت في احياء التضامن وكفرسوسة ونهر عايشة وسيدي قداد وقداد. وتحاول قوات الامن السيطرة على هذه الاحياء الا انها لم تتمكن من ذلك حتى الان”. واشار الى ان سيارات الاسعاف كانت تنقل اصابات في صفوف القوات النظامية.

 وقالت “الهيئة العامة للثورة السورية” ان قذائف هاون استهدفت ايضاً حي القدام البالغ الكثافة السكانية، مما ادى الى سقوط عدد من الجرحى.

وسجلت “لجان التنسيق المحلية” ان سحباً من الدخان شوهدت فوق حي التضامن وان انفجارات قوية تسمع في نهر عايشة، وارفقت الخبر بشريط فيديو تظهر فيه سحب الدخان فوق مبان في العاصمة السورية.

 وافادت الوكالة العربية السورية للانباء “سانا” ان “مجموعة ارهابية فجرت عبوات ناسفة في حي التضامن وتكبدت خسائر فادحة في صفوفها” من غير ان تورد تفاصيل اضافية.

 قال ناشطون في العاصمة ان الجيش السوري الحكومي أقفل الطريق المؤدي الى المطار وانه يحاول تطويق مقاتلي المعارضة في الأحياء الجنوبية مثل التضامن والحجر الأسود في محاولة لسحق الانتفاضة داخل دمشق. وامتد القتال الى حي اللوان على المشارف الجنوبية الغربية للعاصمة.

 وقال ناشط  طلب عدم ذكر اسمه عبر موقع “سكايب”: “هناك مئات المقاتلين في دمشق الآن وسنرى… إذا تمكن النظام من سحق المقاتلين في حي التضامن فستتوقف الاشتباكات ولكن إذا لم يستطع فقد يتسع نطاقها”.

المراقبون

 بعد الزيارة الثانية لبعثة المراقبين الدوليين للتريمسة،  جاء في بيان صادر عن الناطقة باسم هذه البعثة سوسن غوشه ان بعثة المراقبين “تدعو الحكومة السورية الى التوقف عن استخدام الاسلحة الثقيلة في التجمعات السكنية واتخاذ كل الاجراءات اللازمة للحد من الاصابات في صفوف المدنيين”. واكد ان القوات النظامية السورية “استخدمت اسلحة مباشرة وغير مباشرة ومنها المدفعية والهاون واسلحة خفيفة” في هجومها على التريمسة.

ونقل عن ان الخبراء العسكريين والمدنيين الذين شاركوا في زيارة البلدة ان “اكثر من 50 منزلا احرقت او دمرت” في التريمسة وان “بقعا من الدماء واشلاء بشرية شوهدت في عدد من المنازل”.

وفي حوادث اخرى، ادت اعمال العنف الى سقوط 51 قتيلا بينهم 21 مدنيا و18 جنديا نظاميا و12 مقاتلا معارضا ومنشقا من الجيش.

 وعلى المستوى الديبلوماسي، أفاد المكتب الاعلامي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان المبعوث الخاص للامم المتحدة وجامعة الدول العربية  الى سوريا كوفي انان سيصل اليوم الى موسكو وسيعقد لقاء غداً مع بوتين، مشيرا الى ان “روسيا ستؤكد دعمها لخطة السلام التي طرحها” أنان.

وصرح وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي بأن ايران “مستعدة لدعوة المعارضة السورية الى طهران لاجراء حوار مع الحكومة السورية”، من غير ان يوضح ما اذا كانت الدعوة تشمل الحركات المسلحة التي تقاتل نظام الرئيس السوري بشار الاسد.

دمشق ترفض موقف أنان وتقرير المراقبين عن التريمسة: الجيش اشتبك مع إرهابيين… لا مجزرة ولا أسلحة ثقيلة

نفت السلطات السورية أمس، حدوث “مجزرة” أو استخدامها للأسلحة الثقيلة في التريمسة بريف حماه التي شهدت الخميس الماضي سقوط 150 قتيلا بحسب حصيلة جديدة لناشطين سوريين، مؤكدة أن ما جرى لم يكن سوى اشتباك بين الجيش “وجماعات إرهابية مسلّحة لا تؤمن بالحل السياسي”.

وانتقدت دمشق موقف المبعوث الدولي والعربي كوفي أنان، الذي وصفته بـ”المتسرّع”، فيما عاد المراقبون الدوليون إلى البلدة مرة ثانية، بعد زيارة أولى أكدوا بعدها أن هجوما عسكريا على التريمسة استهدف منازل المنشقين والناشطين، وتضمن استخدام المدفعية، وإحراق منازل ومدرسة من الداخل.

مقدسي

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي في مؤتمر صحافي في دمشق، إن قوات حفظ النظام “لم تستخدم الطائرات ولا الدبابات ولا المدفعية” في مهاجمة التريمسة، معتبرا أن “كل كلام عن استخدام اسلحة ثقيلة في الهجوم على التريمسة عار عن الصحة”. ولفت الى أن ما استخدمته القوات النظامية في الهجوم كان “عربات ناقلة للجنود ب.ام.ب وأسلحة خفيفة أكبرها ار بي جي”، مضيفا أن “هناك صورا مفبركة لكن لم تستخدم قوات جوية او دبابات”.

ورأى مقدسي أن أحداث بلدة التريمسة في ريف حماه “ليست مجزرة أو هجوما من الجيش على مواطنين” بل “اشتباك بين الجيش وجماعات ارهابية مسلّحة لا تؤمن بالحل السياسي”. وقال “بشهادة رجل جليل هو من دفن هؤلاء فإن من قتل في التريمسة هم 37 مسلحا ومدنيين اثنين”.

وشدّد مقدسي على أن “كل من يحمل السلاح ولا يؤمن بالحل السياسي سيكون في مواجهة مع الجيش السوري”، مضيفا “نحن في حالة دفاع عن النفس ولسنا في حالة هجومية”. ووصف ما حصل في البلدة بأنه عبارة عن “مجموعات مسلحة غزت القرية وتمركزت فيها وأرهبت المواطنين وقامت بتعذيب مخطوفين وانشأت مخازن اسلحة” بعدما سيطرت على البلدة “بشكل كامل”.

وأضاف مقدسي إن الجيش “خرج من التريمسة أمس (الاول) بشكل مشرّف بعد استتباب الأمن فيها”، واصفا رسالة الموفد الدولي كوفي انان الى الخارجية السورية بشأن ما حصل في التريمسة بأنها “متسرّعة الى أبعد الحدود وغير مبنية على ما حدث”.

واتهم انان في رسالة وجّهها الى مجلس الامن الجمعة، الحكومة السورية “بالاستخفاف” بقرارات الامم المتحدة، معتبرا أن “استخدام المدفعية والدبابات والمروحيات في (التريمسة) الذي أكدته بعثة الامم المتحدة في سوريا يعد انتهاكا للالتزامات والتعهدات التي قطعتها الحكومة السورية بوقف استخدام الاسلحة الثقيلة” في المدن.

وقال مقدسي إن “خمسة مبان فقط هي التي تعرضت للهجوم من قبل قوات حفظ النظام” في التريمسة، مشيرا الى ان “الاضرار” في البلدة “اقتصرت على هذه المباني فقط التي اتخذها المسلحون مراكز للقيادة”.

المراقبون والسكان

في المقابل، وبعد ثلاثة ايام على الهجوم الذي استهدف بلدتهم يروي سكان التريمسة امام الزوار وهم يجولون على منازل مدمّرة او متفحّمة لا تزال ارضياتها مغطاة ببقع الدم، لحظات الرعب التي عاشوها. وفتح احد سكان البلدة باب خزانة في منزل متفحم وقال “لقد اختبأ شاب في هذه الخزانة، وعندما كشف الجنود مكانه قتلوه بكل دم بارد”.

وقد احرق ما بين 20 و30 منزلا في هذه البلدة اضافة الى مدرسة. وقال الرجل الذي قاد مرافقيه الى منزل عائلة اليونس مصطفى المعروفة بدعمها للمتمردين “في هذا المنزل تم ذبح عدد من الاشخاص”. وداخل المنزل لا تزال عدة جثث متفحمة ملقاة على الارض رغم مرور ثلاثة ايام على الهجوم الذي وصفته المعارضة مع قسم من المجتمع الدولي بـ”المجزرة”. وخارج المنزل شوهدت بقايا بشرية وقد تطايرت بسبب انفجار قنابل يدوية. اما الحمام الموجود خارج المنزل فبدا غارقا بالدماء التي غطت جدرانه وأرضيته.

وأكد السكان لمراسل “فرانس برس” أن المهاجمين هم من “الشبيحة” الذين استخدموا ايضا السلاح الابيض في هجومهم كما اقتادوا معهم عددا من الاشخاص بعد اعتقالهم، بحسب السكان، الذين رووا أن الدبابات استهدفت المنازل بقذائفها قبل ان يدخل “الشبيحة” لنهبها واحراقها.

وقالت المتحدثة باسم بعثة المراقبين الدوليين الى سوريا سوسن غوشة، إن وفدا من المراقبين عاد أمس الى التريمسة “لاستكمال تقصّي الحقائق”. واعلن الوفد في تقرير عقب زيارته الاولى للبلدة السبت الماضي أن الهجوم الذي شنّته القوات السورية على بلدة التريمسة “استهدف على ما يبدو مجموعات ومنازل محددة، بشكل رئيسي الجنود المنشقين والناشطين”، معتبرا ان “اسلحة متنوعة استخدمت في الهجوم بينها المدفعية وقذائف الهاون واسلحة خفيفة”. واكد ان “عدد الضحايا لا يزال غير واضح”.

وأوضحت غوشة في بيانها أنه “كانت هناك برك من الدماء وبقع دماء في غرف العديد من المنازل اضافة الى مظاريف رصاص”، مشيرة الى أن “فريق الامم المتحدة لاحظ ايضا مدرسة محروقة ومنازل متضررة بينها خمس منازل بدت عليها علامات بانها احرقت من الداخل”.

ويؤكد بعض الشهود في التريمسة أن البلدة تعرّضت لقصف جوي ايضا، في ما يتناسب مع ما كانت اعلنته بعثة المراقبين الدوليين الجمعة الماضية عن انها رصدت مروحيات عسكرية تستخدم صواريخ جو ـ أرض في المنطقة، حيث كانت البعثة بقيت على مسافة 6 كيلومترات من البلدة، بأمر من السلطات العسكرية السورية.

وفي منزل مدرّس اللغة الانكليزية محمود درويش لا تزال بقع الدماء ظاهرة على الارض. ويؤكد السكان ان الجثث اخرجت من هذا المنزل بالعشرات بعضها قضى ذبحا وبعضها الاخر بالرشاشات او القنابل اليدوية. اما مستشفى البلدة المتواضع فتعرض لاضرار جسيمة وبدا انه كان مستهدفا بالقصف. وترك المهاجمون على جدران البلدة تحذيرات واضحة قبل انسحابهم مثل “بشار هو الرئيس او البلاد الى الحريق” و”انتم فئران ونحن اسود”.

وفي المقبرة الرئيسية للبلدة حفر السكان على عجل نحو اربعين حفرة قبل يومين لدفن القتلى واكدوا انهم وضعوا ثلاث جثث في كل حفرة. حتى ان الحفر لا تزال بدون شواهد ولا اسماء. وفي مقبرة اخرى اكد احد السكان ان مئة جثة دفنت.

يؤكد المرصد السوري لحقوق الانسان أن القصف والمعارك في التريمسة اوقعت اكثر من 150 قتيلا بينهم عشرات المقاتلين من المعارضة. واوضح ايضا ان بعضهم “اعدم” او قتل بينما كان يحاول الفرار في حين تم احراق نحو ثلاثين جثة.

(أ ف ب، رويترز)

العربي يطالب بـ «الفصل السابع» وأنان يتلقى اليوم دعماً روسياً إضافياً

سوريا: مهمة المراقبين تعود إلى مجلس الأمن

نفت وزارة الخارجية السورية أمس، حدوث «مجزرة» في التريمسة في ريف حماه، مؤكدة أن القوات النظامية شنّت هجوما على «إرهابيين» في البلدة، قتل منهم 37 إضافة إلى مدنيين اثنين، واستهدفت 5 مبان فقط من دون استخدام الأسلحة الثقيلة، لكن بعثة المراقبين التي زارت البلدة للمرة الثانية امس، شككت بتفاصيل الرواية الرسمية، ودعت السلطات إلى وقف استخدام الأسلحة الثقيلة ضد التجمعات السكنية.

وفي حين أثارت منظمة «الصليب الاحمر» الدولية تساؤلات عديدة بتوصيفها الأحداث السورية على أنها «صراع مسلّح غير دولي»، عرضت ايران استضافة حوار بين النظام والمعارضة السوريين. أما «المجلس الوطني السوري» المعارض فدعا الرئيس الأميركي باراك اوباما إلى التحرك فورا بشأن سوريا، فيما تستمر المشادات حول الموقف المرتقب لمجلس الامن الدولي هذا الاسبوع من التمديد لبعثة المراقبين.

وطالب الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي المجتمع الدولي بالتحرك لوقف الحصار عن المدن السورية وإطلاق سراح المعتقلين، «خاصة أن المراقبين الدوليين التابعين للأمم المتحدة أكدوا أن القوات السورية تستخدم المروحيات في قصف المدنيين وتقوم بعمليات إبادة عرقية لهذا الشعب». وقال العربي خلال كلمته اليوم في القمة الإفريقية في أديس أبابا، «لا بد أن يكون هناك دور لمنظمات السلم والأمن لإجبار الحكومة السورية على تنفيذ قرارات الأمم المتحدة»، مشيرا إلى «ضرورة قيام مجلس الأمن والمجتمع الدولي بفض الحصار وحماية المدنيين».

وطالب الأمين العام للجامعة العربية بإصدار قرار تحت الفصل السابع في الأمم المتحدة يلزم الحكومة السورية «بوقف أعمال العنف والقتل وتنفيذ قرارات مجلس الأمن وخطة كوفي أنان»، مشيرا إلى أنه «أصبح من غير المقبول التردد في إصدار قرار يوقف نزيف الدم في سوريا».

وبعد ثلاثة ايام من الروايات الرسمية والدولية المتناقضة، صرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي خلال مؤتمر صحافي في دمشق بأن الاحداث التي شهدتهــا البلـدة «ليـست مجـزرة». وقال إن

العملية التي قام بها الجيش «ليست مجرزة او هجوما من الجيش على مواطنين» بل «اشتباك بين الجيش وجماعات ارهابية مسلّحة لا تؤمن بالحل السياسي». واستند الى «شهادة رجل جليل» قام بدفن القتلى ليؤكد ان عدد القتلى لا يتجاوز «37 مسلحا ومدنيين اثنين».

ولفت مقدسي الى أن قوات حفظ النظام «لم تستخدم الطائرات ولا الدبابات ولا المدفعية» في مهاجمة التريمسة، معتبرا ان «كل كلام عن استخدام اسلحة ثقيلة في الهجوم على التريمسة عار عن الصحة». وقال إن «خمسة مبان فقط هي التي تعرضت للهجوم من قبل قوات حفظ النظام» في التريمسة، مشيرا الى ان «الاضرار» في البلدة «اقتصرت على هذه المباني فقط التي اتخذها المسلحون مراكز للقيادة».

واعتبر ان الرسالة التي بعث بها الموفد الدولي كوفي انان الى مجلس الامن بشأن ما حصل في التريمسة «متسرعة الى أبعد الحدود وغير مبنية على ما حدث». واتهم انان في هذه الرسالة الحكومة السورية «بالاستخفاف» بقرارات الامم المتحدة، معتبرا ان «استخدام المدفعية والدبابات والمروحيات في (التريمسة) الذي اكدته بعثة الامم المتحدة في سوريا، يعد انتهاكا للالتزامات والتعهدات التي قطعتها الحكومة السورية بوقف استخدام الاسلحة الثقيلة» في المدن.

في المقابل، جاء في بيان صادر عن المتحدثة باسم بعثة المراقبين الدوليين سوسن غوشة في وقت لاحق مساء أمس، أن البعثة التي قامت بزيارة ثانية الى التريمسة «تدعو الحكومة السورية الى التوقف عن استخدام الاسلحة الثقيلة في التجمعات السكنية واتخاذ كل الاجراءات اللازمة للحد من الاصابات في صفوف المدنيين». واكد البيان ان القوات النظامية السورية «استخدمت اسلحة مباشرة وغير مباشرة ومن ضمنها المدفعية والهاون واسلحة خفيفة» في هجومها على التريمسة.

واضاف البيان ان الخبراء العسكريين والمدنيين الذين شاركوا في زيارة البلدة امس، اكدوا ان «اكثر من 50 منزلا احرق او دمّر» في التريمسة وأن «بقعا من الدماء واشلاء بشرية شوهدت في عدد من المنازل».

وأعلن الوفد في تقرير عقب زيارته الاولى للبلدة أن الهجوم الذي شنّته القوات السورية على بلدة التريمسة «استهدف على ما يبدو مجموعات ومنازل محددة، بشكل رئيسي الجنود المنشقين والناشطين»، معتبرا أن «اسلحة متنوعة استخدمت في الهجوم بينها المدفعية وقذائف الهاون واسلحة خفيفة». واكد ان «عدد الضحايا لا يزال غير واضح».

من جهته، قال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر هشام حسن، إن سوريا تشهد «صراعاً مسلحاً غير دولي. وبالرغم من أن القتال لم يصل إلى كافة المناطق السورية الا أن العنف الذي كان متركزا في ثلاث مناطق بشكل أساسي قد انتشر إلى مناطق متعددة أخرى وهذا لا يعني ان جميع المناطق في شتى أرجاء البلاد لا تتضرر من العمليات الحربية». وأوضح حسن :«ما يهم هو تطبيق القانون الدولي الإنساني على القتال بين القوات الحكومية وجماعات المعارضة حيثما يقع في شتى أنحاء البلاد» مضيفاً أن تطبيق القانون «يشمل ولا يقتصر بالضرورة على حمص وإدلب وحماه».

وقال مدير أكاديمية جنيف للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان أندرو كلافام ان تقييم اللجنة الدولية للصليب الأحمر «يعني أن الهجمات العشوائية التي تؤدي إلى وقوع خسائر أو إصابات أو أضرار مفرطة للمدنيين ستكون جرائم حرب وقد تلاحق قضائيا على هذا الأساس».

وعلى المستوى الديبلوماسي، اعلن المكتب الاعلامي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن كوفي انان سيصل اليوم الى موسكو وسيعقد لقاء غدا مع بوتين، مشيرا الى أن «روسيا ستؤكد دعمها لخطة السلام التي طرحها» الموفد الدولي.

من جانبه، اتصل الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون هاتفيا السبت الماضي بوزير الخارجية الصيني يانغ جيشي لمطالبته بأن تستخدم بكين «نفوذها» من اجل ان يتم تطبيق خطة انان لوقف العنف في سوريا. ويزور بان كي مون الصين الاسبوع المقبل للمشاركة في المؤتمر الوزاري لمنتدى التعاون الصيني الافريقي.

وعرض وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي في تصريحات لقناة «العالم» الايرانية الناطقة باللغة العربية امس، ان ايران، «مستعدة لدعوة المعارضة السورية الى طهران لاجراء حوار مع الحكومة السورية».

وقال رئيس «المجلس الوطني» المعارض عبد الباسط سيدا في حديث لقناة «سي ان ان»: «نود ان نقول للرئيس اوباما ان انتظار يوم الانتخابات لاتخاذ قرار بشأن سوريا ليس امرا مقبولا بالنسبة للسوريين». واضاف «لا نفهم لماذا تتجاهل قوى عظمى سقوط عشرات الاف القتلى المدنيين السوريين بسبب انتخابات رئاسية يمكن للرئيس ان يفوز فيها او يخسرها».

وردا على سؤال حول ما حصل في التريمسة أكد سيدا انه من الملح ان يتحرك قادة الدول العظمى. وقال «اذا استمر الوضع على ما هو عليه سيحصل انفجار في منطقة الشرق الاوسط برمتها. وهذا الامر سيهدد الامن والسلام في المنطقة والعالم. ولهذا السبب على الجميع التحرك قبل فوات الاوان».

إلى ذلك، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن إجمالي عدد القتلى أمس في سوريا لا يقل عن 80، مشيرا إلى أن العاصمة دمشق شهدت «أعنف اشتباكات» منذ اندلاع الاحتجاجات وخاصة في احيائها الجنوبية.

(«السفير»، أ ف ب، رويترز، أ ب)

السفير السوري المنشق يؤيد تدخلاً عسكرياً في سوريا ويتهم النظام بالتنسيق مع القاعدة

واشنطن- (يو بي اي): قال السفير السوري المنشق نواف الشيخ فارس إن الرئيس السوري بشار الأسد هو الشخص الوحيد الذي يتخذ القرارات في دمشق، وأن من حوله ينفذون أوامره فقط، متهماً النظام السوري بالتنسيق مع تنظيم “القاعدة” معرباً عن تأييده لتدخل عسكري يطيح بالنظام الحالي.

وذكرت شبكة (س أن أن) انها أجرت مقابلة مع فارس في مكان لجوئه العاصمة القطرية الدوحة بعد نحو أربعة أيام من إعلان انشقاقه بعدما خدم النظام السوري لنحو 34 عاماً، كان خلال السنوات الأربع الأخيرة منها سفيراً في بغداد.

وأضافت ان السفير المنشق ،رفض الحديث عن تفاصيل اختياره للدوحة ملجأ آمناً له، واكتفى بالقول إن لديه بعض “الأصدقاء والمعارف في المعارضة السورية الذين قاموا بمساعدته”.

وحول أسباب انشقاقه واختياره هذا التوقيت لإعلان ذلك، قال فارس “ما حصل في سوريا خلال العام ونصف العام الماضي من قتل وتدمير وتشريد دفعني لاتخاذ هذا القرار، لأن أي إنسان عاقل لا يستطيع البقاء صامتاً أمام كل ما يجري، لذا قررت إنهاء علاقتي كلياً مع النظام السوري”.

و أضاف إنه التقى الأسد في بداية الثورة حين كان سفيراً في بغداد، وأضاف “تحدثنا طويلاً وبكل صراحة، وقلت له أن العالم تغير، وأن الشعب السوري جزء من هذا العالم، كما أن هناك ضرورة أساسية لانتخابات وصندوق اقتراع وعمليات محاربة للفساد في المؤسسات”.

وتابع فارس “كان الأسد شبه إيجابي بشأن حديثنا، ووعدني بإجراء الإصلاحات اللازمة، غير ان الأيام اللاحقة أثبتت كذب الرئيس بشأن ما قاله فهذا الرجل شخص يجيد الكذب ويمارسه”.

وشدد على ان الأسد هو الشخص الوحيد الذي يتخذ القرارات في دمشق، ومن حوله ينفذون أوامره فقط.

واتهم فارس نظام الأسد بإقامة علاقات مع تنظيم “القاعدة”، وقال إن “النظام السوري مسؤول بصورة مباشرة عن مقتل آلاف العراقيين وقوات التحالف، فقد قدم الكثير من التسهيلات عبر تدريب مقاتلي القاعدة وتوفير مخبأ آمن لهم.. لقد شجعت الاستخبارات الشباب المتحمس في سوريا من أجل الذهاب إلى العراق للجهاد مع القاعدة”.

وتابع”قبل عدة سنوات، أغارت القوات الأميركية على وكر للقاعدة بالسكرية في البوكمال وألقت القبض على عدد من المقاتلين الذين كانوا يختبئون فيه. وبعد ساعة بالضبط، وصل العماد آصف شوكت إلى الموقع، وتحدثت إليه حينها، ووضح لي بعض الأمور. وكان الرجل غاضباً بشأن الغارة على السكرية، ومرتبكاً بعض الشيء”.

واستبعد فارس أن “يستخدم النظام السوري أي سلاح كيميائي ضد الشعب، وقال انه لولا الدعم الروسي والإيراني للنظام السوري، ووقوف العالم موقف المتفرج على ما يجري هناك، لكان هذا النظام قد سقط منذ زمن طويل، ولكنه بالتأكيد سيسقط، غير أن الشعب السوري سيدفع الثمن غالياً”.

وعبر صراحة عن وقوفه إلى جانب أي تدخل عسكري خارجي لإسقاط نظام الأسد، وقال ان “معاناة الشعب السوري كبيرة جداً، وهم يريدون إنهاءها بأي شكل، أنا مع التدخل العسكري في سوريا لأن طبيعة النظام تحتم ضرورة إسقاطه بالقوة”.

وقال فارس انه يعرف العميد مناف طلاس، نجل وزير الدفاع السابق مصطفى طلاس، الذي غادر سوريا قبل أيام، وتربطه به علاقة صداقة، ولكنه نفى تنسيق خطوة الانشقاق معه.

وطلب فارس من زملائه السابقين” الانضمام لصفوف الشعب، وترك هذا النظام الفاسد، ولا زال هناك متسع من الوقت لذلك”.

وخاطب فارس الشعب الأميركي، قائلا “تعلمنا من الشعب الأميركي قيم الحرية والعدالة والدفاع عن حقوق الإنسان، فنأمل أن يقف الشعب الأميركي إلى جانب الشعب السوري في محنته”.

ونصح فارس الرئيس السوري بشار الأسد، بالعودة إلى التاريخ، وقال “هناك إرادتان لا تهزمان: إرادة الله، وإرادة الشعب”.

ولم يرغب فارس بالخوض في تفاصيل رحلة الخروج من العراق، لأنها كانت معقدة وصعبة، كما انه لم يرغب بوضع الحكومة العراقية أو أي جهة رسمية في موقف محرج.

ويذكر أن نواف الشيخ فارس ينتمي إلى عشيرة العكيدات، وهي إحدى أكبر عشائر المنطقة الشرقية في سوريا، ولديه ثلاثة أبناء وثلاث بنات، وقال انه تمكن من إخراج كل عائلته من سوريا والعراق.

أردوغان: نظام الأسد أوشك على الرحيل

إسطنبول- (د ب أ): قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الأحد إن نظام الرئيس السوري بشار الأسد أوشك على الرحيل.

وذكر أردوغان في تصريحات أوردتها وكالة (الأناضول) التركية للأنباء أن “المذابح البشعة والأعمال الوحشية غير الإنسانية في سورية تشير إلى السقوط الحتمي لنظام الأسد”.

وقال الزعيم التركي في اجتماع لحزبه العدالة والتنمية” الحاكم في محافظة كوجالي شمال غرب تركيا إن نظام الأسد هاجم قرية التريمسة في محافظة حماة بالأسلحة الثقيلة مما أدى إلى مقتل حوالي 270 شخصا بينهم نساء وأطفال.

وقال أردوغان “إن الذين هاجموا شعبهم سيسقطون وإن كل المستبدين جبناء”.

وذكر “أن كل المتعطشين للدماء سيدفعون الثمن عاجلا أم أجلا”.

وأعلن أردوغان أن بلاده ستواصل دعم الشعب السوري، مشيرا إلى أن حوالي 40 ألف سوري فروا من بلادهم بسبب الاشتباكات إلى تركيا.

المجلس الوطني السوري يحذر من النتائج الكارثية لمعارك المصير في دمشق وحمص

بيروت- (ا ف ب): حذر المجلس الوطني السوري المعارض مساء الأحد المجتمع الدولي “المتردد والعاجز” من “النتائج الكارثية” ل”معارك المصير” التي تشهدها العاصمة دمشق ومدينة حمص، مؤكدا أن نظام الرئيس بشار الأسد حول العاصمة إلى “ساحة حرب يشنها على الاحياء الثائرة”.

وقال المجلس في بيان تلاه جورج صبرة المتحدث الرسمي باسمه من اسطنبول ان المجلس “يضع المجتمع الدولي المتردد والعاجز امام مسؤولياته فحماية ارواح السوريين اهم من اي معاهدات واتفاقات”.

واضاف “نحمل الجامعة العربية ومجلس الامن النتائج الكارثية المترتبة على ما يجري هذه الساعات في كل من حمص ودمشق”، مؤكدا ان “العاصمة تحولت الى ساحة حرب يشنها النظام على الاحياء الثائرة” حيث “تتردد اصوات قذائف الهاون والمدفعية وازيز الرصاص”.

وتابع “نهيب بالسوريين ان يهبوا اليوم لمساندة حمص ودمشق حيث تجري معارك المصير”، مؤكدا انه “في عاصمة الثورة حمص هناك 1200 اسرة تقبع تحت الحصار الخانق”.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان فقد شهدت دمشق الاحد “اعنف الاشتباكات” منذ بدء الحركة الاحتجاجية في سوريا قبل 16 شهرا، في حين تستمر احياء باكملها في حمص تحت حصار خانق تفرضه عليها قوات النظام التي تقصف هذه الاحياء يوميا بحسب ناشطين.

واكد صبرة انه “في الاسبوع الاخير وحده انشق في الاسبوع الاخير 62 ضابطا من مختلف الرتب”، مشددا على ان “عنف النظام انقلب عليه (…) ها هي الثورة تتسع وتنتشر وتضيق الخناق عليه في المناطق التي حسب فيها انه بمأمن عن غضب الشعب”.

ووضع المجلس الوطني في بيانه مسؤولية ما يجري “على عاتق روسيا وايران اللتين تدعمان النظام وتزودانه بكل اشكال الدعم والسلاح وآلة الموت والدمار” في مواجهة “اناس يتصدون بصدورهم العارية لقوة القهر”.

وحصدت اعمال العنف في سوريا الاحد 103 قتلى هم 47 مدنيا و41 جنديا نظاميا و15 جنديا منشقا ومقاتلا من المعارضة، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه ان القسم الاكبر من القتلى سقط في حمص (وسط) ودير الزور (شرق) وادلب (شمال غرب) ودرعا (جنوب) ودمشق وريفها، مشيرا الى انه يضاف لهذه الحصيلة 16 شخصا توفوا متأثرين بجروح اصيبوا بها سابقا او قتلوا او قضوا تحت التعذيب وعثر على جثثهم الاحد.

إيران مستعدة لاستضافة محادثات بين المعارضة والحكومة

انفجارات واشتباكات عنيفة في دمشق وقصف حمص والرستن

رجال اعمال حلب والعاصمة يفرون وينقلون اموالهم للخارج

بيروت ـ دمشق ـ عمان ـ وكالات: خاض مقاتلو المعارضة قتالا ضاريا مع القوات الحكومية في بعض احياء جنوب العاصمة السورية دمشق الاحد، في بعض من اعنف المعارك أثناء النهار داخل حدود المدينة حتى الآن، فيما تركزت عمليات القصف الاحد في سورية على مدينتي حمص والرستن وسط البلاد، ما ادى الى مقتل 51 شخصا غالبيتهم من المدنيين.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن في اتصال مع فرانس برس ان ‘الجيش النظامي يقصف احياء عدة من دمشق بقذائف الهاون’ حيث يتمركز عناصر من الجيش السوري الحر، مضيفا ان القصف ‘لم يكن يوما بهذه القوة’ في العاصمة السورية.

واضاف عبد الرحمن ‘ان المعارك الاعنف وقعت في احياء التضامن وكفر سوسة ونهر عايشة وسيدي قداد وقداد. وتحاول قوات الامن السيطرة على هذه الاحياء الا انها لم تتمكن من ذلك حتى الان’.

وافاد عبد الرحمن ان سيارات الاسعاف كانت تنقل اصابات في صفوف القوات النظامية.

وقالت لجان التنسيق المحلية ان سحبا من الدخان شوهدت فوق حي التضامن وان انفجارات قوية تسمع في نهر عايشة، وارفقت الخبر بفيديو تظهر فيه سحب الدخان فوق مبان في العاصمة السورية.

وقال الناشط سمير الشامي، الذي تحدث الى رويترز من دمشق عن طريق موقع سكايب، ان القتال ما زال دائرا في حي التضامن الفقير بعد معارك متواصلة طوال الليل في حي الحجر الاسود.

وقال ان اصوات اطلاق النار تتردد بكثافة والدخان يتصاعد من المنطقة. واضاف هناك بالفعل عدد من الجرحى وان السكان يحاولون الفرار من المنطقة. وعرض الناشط لقطات حية للدخان يتصاعد فوق مباني الحي. وتابع ان عربات مدرعة تتوجه نحو جنوب الحي.

وبلغت حصيلة الاحد ما لا يقل عن 18 من القوات النظامية، قتلوا خلال الاشتباكات مع المقاتلين المعارضين، هم ستة في سلقين وثلاثة في جسر الشغور بريف ادلب (شمال غرب)، وثلاثة في اعزاز بريف حلب (شمال)، وخمسة في محافظة دير الزور (شرق) وثلاثة في محافظة درعا (جنوب)، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وفي تصريح مقتضب الاحد قالت وزارة الخارجية السورية انها تعترف بمغادرة العميد مناف طلاس البلاد ‘بدون اذن’.

الى ذلك قال موقع ‘الاقتصادي’ الإخباري السوري إن ‘حالات تأمين العائلات ونقل إدارة الأعمال للخارج، كانت تفاديا لحالات خطف وقتل كما جرى مع عدد من الصناعيين والتجار في بعض مناطق حلب، كان آخرهم رجل الأعمال عمار الويس’.

وأشار الموقع إلى العديد من الحوادث التي شهدتها منشآت صناعية وتجارية في المدينة، منها الحرائق التي نشبت في مصنع رجل الأعمال بسام العلبي والسطو على 250 سيارة لشركة ملوك في حلب، والحريق الذي نشب في معمل الفرقان للخيوط النسيجية، وسرقة 31 شاحنة محملة بالبضائع تعود لشركة جود.

وحسب الموقع، فان الوضع في العاصمة دمشق ليس بعيدا عنه في حلب بالنسبة لرجال الأعمال، حيث نقل المئات من رجال الأعمال الذين كانوا يعملون في دمشق أعمالهم إلى بعض البلدان المجاورة العربية والأجنبية.

وقال الموقع الاقتصادي إنه جرى إخراج مئات الملايين من الدولارات إلى الخارج، كما أن الاقتصاد السوري خسر العديد من الفرص الاستثمارية، ما شكل ضغطا على الاقتصاد وزاد في نسبة البطالة التى ارتفعت إلى أكثر من 40 بالمئة في بعض الأحيان، وفقا لتقارير رسمية وغير رسمية.

والمفارقة في الموضوع، أن مالك موقع ‘الاقتصادي’ الالكتروني رجل الأعمال الشاب السوري عبد السلام هيكل نقل جزءا من أعماله إلى لبنان ووضع لنفسه كغيره موطئ قدم عمل في بيروت.

وكان بشار النوري أحد أعضاء غرفة تجارة دمشق قد أعلن السبت أن العديد من تجار دمشق قد يعلنون إفلاسهم في الفترة المقبلة.

الى ذلك نفت دمشق الاحد حصول مجزرة او استخدام المدفعية الثقيلة في التريمسة بريف حماه، في وقت زار فريق من المراقبين الدوليين لليوم الثاني على التوالي البلدة لمواصلة التحقيق في احداث الخميس الماضي التي ذهب ضحيتها اكثر من 220 قتيلا.

وبعد ثلاثة ايام على الاحداث التي شهدتها بلدة التريمسة في ريف حماه وسط سورية، صرح الناطق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي خلال مؤتمر صحافي في دمشق الاحد، ان الاحداث التي شهدتها البلدة ‘ليست مجزرة’. وقال ان العملية التي قام بها الجيش ‘ليست مجزرة او هجوما من الجيش على مواطنين’ بل هي ‘اشتباك بين الجيش وجماعات ارهابية مسلحة لا تؤمن بالحل السياسي’. ولفت مقدسي الى ان قوات حفظ النظام ‘لم تستخدم الطائرات ولا الدبابات ولا المدفعية’ في مهاجمة التريمسة، واعتبر ان الرسالة التي بعثها الموفد الدولي كوفي عنان الى مجلس الأمن بشأن ما حصل في التريمسة ‘متسرعة الى ابعد الحدود وغير مبنية على ما حدث’. ومن جهته اعلن رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبد الباسط سيدا الاحد ان على الرئيس الامريكي باراك اوباما الا ينتظر احتمال انتخابه لولاية جديدة في تشرين الثاني (نوفمبر) وان يتحرك فورا لوضع حد لاعمال العنف التي يذهب ضحيتها الاف الاشخاص في سورية.

وفي هذا السياق، قالت المتحدثة باسم بعثة المراقبين الدوليين الى سورية سوسن غوشة ردا على سؤال لوكالة فرانس برس، ان وفدا من المراقبين عاد الاحد في الساعة الثامنة والنصف الى التريمسة لاستكمال تقصي الحقائق.

واعلن الوفد في تقرير عقب زيارته الاولى للبلدة السبت، ان الهجوم الذي شنته القوات السورية على بلدة التريمسة، ‘استهدف على ما يبدو مجموعات ومنازل محددة، بشكل رئيسي، الجنود المنشقين والناشطين’، معتبرا ان ‘اسلحة متنوعة استخدمت في الهجوم بينها المدفعية وقذائف الهاون واسلحة خفيفة’.

وعلى المستوى الدبلوماسي، اعلن المكتب الاعلامي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان كوفي عنان سيصل الاثنين الى موسكو وسيعقد لقاء الثلاثاء مع بوتين، مشيرا الى ان ‘روسيا ستؤكد دعمها لخطة السلام التي طرحها’ الموفد الدولي.

من جانبه، اتصل الامين العام للامم المتحدة بان كي مون هاتفيا السبت بوزير الخارجية الصيني يانغ جيشي لمطالبته بأن تستخدم بكين ‘نفوذها’ من اجل ان يتم تطبيق خطة عنان لوقف العنف في سورية.

واستخدمت الصين كما روسيا حق الفيتو الذي تتمتعان به في مجلس الامن الدولي مرتين لمنع صدور قرارين عن المجلس يدينان نظام الاسد.

ويزور بان كي مون الصين الاسبوع المقبل للمشاركة في المؤتمر الوزاري لمنتدى التعاون الصيني الافريقي، بينما يتوجه عنان الى موسكو الاثنين المقبل.

وعرض وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي الاحد في تصريحات لقناة العالم الايرانية الناطقة باللغة العربية ان ايران، حليفة دمشق، ‘مستعدة لدعوة المعارضة السورية الى طهران لاجراء حوار مع الحكومة السورية’ من دون ان يوضح ما اذا كانت الدعوة تشمل الحركات المسلحة التي تقاتل نظام الرئيس السوري بشار الاسد.

وتحاول طهران المتخوفة من احتمال سقوط نظام دمشق، حليفها الاساسي في المنطقة، منذ عدة اسابيع فرض وجودها عبر مساع دبلوماسية من اجل ايجاد حل للازمة.

سفينة الشحن الروسية المحملة بمروحيات الى سورية تعود ادراجها من دون تسليمها

موسكو ـ ا ف ب: رصدت سفينة الشحن الروسية ‘الايد’، التي اضطرت في حزيران (يونيو) الماضي الى العودة ادراجها من دون ان تتمكن من تسليم سورية مروحيات اصلحتها روسيا، في شمال الدنمارك الاحد بعدما غادرت الثلاثاء مرفأ مورمانسك في المحيط المتجمد الشمالي.

وفي آخر تحديث اجراه بالاستناد الى مؤشر الرادار في السفينة ‘ألايد’، اكد موقع ‘مارين ترافيك. كوم’ على شبكة الانترنت المتخصص في الملاحة البحرية العالمية، ان هذه السفينة التي كانت عبرت البحر قبالة السواحل النرويجية، تبحر الان في اتجاه الشرق، اي نحو بحر البلطيق.

والسفينة التي تبلغ حمولتها تسعة الاف طن وترفع العلم الروسي وتملكها شركة فيمكو الخاصة، ستصل الى مرفأ بالتيسك في منطقة كالينينغراد الروسية شرق بولندا، كما اوضحت هذا الاسبوع ادارة مرفأ مورمانسك (شمال غرب روسيا) حيث كانت متوقفة منذ 25 حزيران/يونيو.

ثم من المتوقع ان تصل السفينة في 17 تموز/يوليو الى سان بطرسبورغ، في اقصى شرق البلطيق، كما اعلنت شركة فيمكو.

لكن لم يعرف هل ستسلم هذه السفينة في النهاية شحنتها مباشرة الى سورية ام لا.

واعلنت وكالة الصادرات العسكرية (روسوبورون-اكسبورت) في بيان نقلته وكالة انترفاكس ان ‘مروحيات ال ام- آي-25 التي يجب ان تسلم الى سورية بعد اصلاحها وكانت موجودة سابقا على متن السفينة الايد، تبحر من مرفأ مورمانسك نحو احد مرافئ الاتحاد الروسي’.

وكانت معلومات كشفت حول مهمة السفينة الايد في حزيران/يونيو دفعت بشركة التأمين البريطانية ان تسحب تأمينها عليها، ما حال بحكم الامر الواقع دون دخول السفينة اي مرفأ كان خلال رحلتها، ما ارغمها على العودة الى المياه الروسية.

وقد اقرت روسيا في 21 يونيو بان السفينة كانت تنقل مضادات جوية وثلاث مروحيات مي-25 تخص سورية وتم اصلاحها في روسيا.

من جهة اخرى غادرت مجموعة سفن حربية روسية الثلاثاء سيفيرومورسك قرب مورمانسك متوجهة الى مرفأ طرطوس السوري، القاعدة الروسية البحرية الوحيدة في المتوسط.

ومن المفترض ان تنضم اليها سفن اخرى من اسطول البلطيق واسطول البحر الاسود للمشاركة في هذه المهمة، اي مناورات لا علاقة لها بالاحداث في سورية، كما اكدت السلطات الروسية.

بشار الاسد يبيع الاكاذيب

صحف عبرية

ليس سهلا ان تقوم فتترك منصبا رفيعا في سورية لأنه يجب عليك في المرحلة الاولى ان تُعد سبيل الهرب وان تضائل دائرة المطلعين على السر من المهربين والمتوسطين عند الدولة الحاضنة والمرسَل الذي ينقل المال، لأنه حتى السحب المفاجىء من حساب البنك يضيء مصابيح تحذير للسلطة. والذي يهرب يُخلف وراءه شقة وأثاثا وسيارة ويخسر كل ما جمع في حياته.

ويجب التأكد ايضا من عدم بقاء أي واحد من أبناء العائلة. ان الخوف من شبيحة النظام هو الذي يُبقي على ضباط وطيارين ووزراء واعضاء مجلس الشعب ممن كفوا عن تصديق النظام، لأن التجربة تدل على أنه لا توجد رحمة. وفي حالة العميد مناف طلاس، صديق بشار ورجل سره، هرب الجميع ووثق التلفاز في دمشق سلبا مجنونا قام به الشبيحة لسيارات وحُلي وصور ومعدات كهربائية وحُلل من أشهر دور الأزياء مما سيُباع بسعر السوق السوداء.

يمكن ان نتعلم من برقيات سرية ان كل القيادة السياسية الأمنية تخضع لاحتجاز منزلي. والسلطة تصادر جوازات السفر وتستل الجنرالات وضباط الاستخبارات لتحقيقات انعاش. وقد أُلغيت جميع العُطل ولا أحد فوق الشك فيه. انهار المنشق الجديد السفير في العراق نواف الفارس في مرحلة مبكرة كثيرا من الانتفاضة في سورية. وقد جاء معه بمهر لا يستهان به من الأسرار فتبين ان طهران تستعمل ضغطا شديدا على السلطة في بغداد لموالاة نظام القتلة في دمشق.

ويتحدث السفير المنشق عن ان الاسد بجلاله وبنفسه هاتفه ووعده بأنه يستعد لانقلاب وأقسم أنه سيوقف قتل المواطنين. ويقول الفارس سألته ماذا عن النساء والاولاد؟ لأنه لا توجد عائلة لم تُصب. فأقسم بشار قائلا لسنا نحن من نفعل، هذا الى أننا سنكف عن ذلك فورا.

أراد السفير التارك ان يُصدق الرئيس. ‘لكن ذبح الاولاد في مدينة دير الزور حطمني’، كما قال في ظهور مؤثر في قناة ‘الجزيرة’. ‘فهمت ان بشار يبيع الأكاذيب وقررت أنني لم أعد استطيع’. فأخذ في ذات ليلة عائلته واختفى. وليس واضحا ما الذي عرفته بالضبط سلطات بغداد، الى ان ظهر في قاعة التلفاز من جديد.

لا يجوز الاعتماد كما يرى السفير ايضا على منظمات المعارضة في خارج سورية. وتصور عندنا صفاته صورة بائسة لمجموعة من المقاولين والباحثين عن الوظائف من الدرجة الثالثة. فهم من جهة في صراع بينهم ومقطوعون عما يحدث في سوريا. وليست لهم من جهة ثانية مشكلة في سلب التبرعات ونثر الوعود. ان أبطاله الحقيقيين هم ثوار الميدان قبيلته الكبيرة على طول الحدود مع العراق الذي لم يرفع رأسه حتى الآن، وهو على استعداد لأن يتعاون معهم فقط.

من المؤكد ان الفارس مصنوع من المواد التي يتوقع ان ينشأ منها زعيم سوريا القادم، وليس واضحا كم ألفا سيُقتل في الطريق الى احتلال القصر، وليس معلوما بعد ما الذي يُعده رؤساء العلويين. وقد سُجل في اليومين الاخيرين فقط أكثر من 350 قتيلا، وليس هذا عددا نهائيا. واذا تدخل العالم فسترتفع الأعداد ارتفاعا كبيرا.

رأيت في نهاية الاسبوع العرض الرائع لمسرحية ريتشارد الثالث في المسرح الكامري. وقد كتب شكسبير في القرن السادس عشر قصة حرب البقاء لملك لا ضمير له يقتل بلا حساب ويُعد لنفسه قصص تغطية على ذلك.

سنترك إطراء الممثلين والمخرج والمترجم للمختصين، لكن لا يمكن ان نهرب من الموازنة: فعلى المسرح في تل ابيب ينال الحاكم المتوحش ما يستحقه بعد ساعتين وربع، وفي مسرح الحياة في دمشق طال ذلك كثيرا جدا.

سمدار بيري

يديعوت 15/7/2012

شهود عيان في تريمسة: حرقوا البيوت والمحلات بمن فيها واعدموا الرجال واخذوا معهم الجثث

طيار يصف هروبه وشبيح يعترف بالقتل ويصف اغتصابه لطالبة في جامعة حلب

لندن ـ ‘القدس العربي’: اتهم نواف الفارس، السفير السوري السابق في بغداد الذي انشق عن النظام، الحكومة السورية بالضلوع في التفجيرات الانتحارية التي نفذت ضد اهداف حكومية في دمشق، وقال ان هذه التفجيرات نفذتها القاعدة بالتنسيق مع الاجهزة الامنية، واشار الى التفجيرين اللذين استهدفا مباني حكومية في منطقة القزاز في ايار (مايو) واللذين قتلا خمسين شخصا وقال ‘انا متأكد من انه لم يصب اي من المسؤولين الامنيين بسبب الانفجار، لانه تم اخلاء المكاتب قبل 15 دقيقة من التفجير’. واضاف ‘كل الضحايا كانوا من المارة’.

وكان الفارس يتحدث في اول لقاء له مع صحيفة بريطانية ‘صندي تلغراف’ عبر الهاتف من قطر حيث قال ان النظام تحالف ولا يزال متحالفا مع تنظيم القاعدة وان القيادة طلبت منه عندما كان محافظا لدير الزور القريبة من الحدود مع العراق ان يسهل دخول الجهاديين العرب الى العراق وتوفير المساعدة لمن يريد السفر الى هناك من العاملين في الخدمة المدنية.

وقال ان قراره الانشقاق جاء بعد خيبة امله من تنفيذ النظام وعوده بالاصلاح، حيث قال ان النظام حاول في بداية الثورة اقناع السوريين ان الاصلاح قادم، وانتظر الشعب طويلا دون ان تتحقق الوعود هذه ‘عشنا على الامل لمدة، والتمسنا لهم العذر، لكن بعد اشهر اصبح واضحا لي ان الوعود لم تكن سوى اكاذيب، وهذا ما جعلني اتخذ قراري، فقد شاهدت المجازر ترتكب، ولا يمكن لاحد ان يعيش مع هذه المجازر وبعد ان شاهدت ما شاهدت وعرفت ما عرفت فلا احد يمكنه العيش مع هذه الجرائم’.وتتوافق تصريحات الفارس حول ضلوع النظام بالتفجيرات مع احاديث المعارضة التي شككت في حينه بالرواية الرسمية. ورفض الفارس الانجرار الى الحديث عن الدليل الذي يملكه ليثبت تورط النظام بالهجوم على نفسه، لكنه حسب الصحيفة في وضع مناسب اكثر من غيره للحديث عن هذا لعلاقته بملف العراق اثناء الحرب. فمن الاسباب التي ادت الى صعوده السريع كشخصية مؤثرة في النظام هو قبيلته ‘العكيدات’ التي تمتد مضاربها على طول الحدود مع العراق، حيث استخدم مناطقها النظام السابق كطريق لتهريب الجهاديين الى داخل العراق ولعب الفارس دورا هاما في هذه العمليات حيث قال ‘بعد غزو العراق عام 2003 شعر النظام بالخطر ولهذا بدأ يفكر بخطط لتعطيل عمل القوات الامريكية داخل العراق ولهذا اقام تحالفا مع القاعدة’، واضاف انه تم ‘تشجيع كل الجهاديين العرب لدخول العراق عبر سورية وقامت الحكومة السورية بتسهيل حركتهم، وكحاكم للمنطقة تلقيت اوامر شفهية انه يجب تسهيل رحلة اي عامل في قطاع الخدمة المدنية يريد دخول العراق، ويجب ان يتم التغطية على غيابه عن عمله’، قال ‘اعتقد ان ايدي النظام السوري ملوثة بالدم ويجب ان يتحمل المسؤولية عن القتلى الكثيرين في العراق’. واضاف انه يعرف اسماء عدد من ضباط التنسيق من الذين لا تزال علاقتهم مستمرة مع القاعدة ‘لن يكون بمقدور القاعدة القيام بأي عمل بدون علم من النظام’، وواصل قائلا ان ‘الحكومة السورية تريد ان تستخدم القاعدة كورقة مساومة مع الغرب’، ولتقول له ‘اما نحن او هم’.

مجازر دير الزور

وكان الفارس قد اتخذ قراره بالخروج على النظام قبل خمسة اشهر، بعد جمعة دموية حيث اصبحت الجمع الايام الاعتيادية لخروج المحتجين ‘لقد ارتفع عدد القتلى في ذلك اليوم بشكل غير عادي، خاصة في منطقتي (دير الزور)، وكانت القشة الاخيرة، فلم يعد لدي امل’ في النظام. ونظرا لخوفه من انتقام النظام من عائلته المكونة من ستة اولاد وعلى اقاربه بدأ تدريجيا باخراجهم بهدوء من البلاد، وتم تهريبه هو نفسه من بغداد بمساعدة المعارضة. ورفض الحديث عن تفاصيل العملية لكنه ظل يواصل مهامه كسفير حتى اخر لحظة من اجل ان لا يثير انتباه السلطات العراقية التي كان يشك انها تراقب حركاته كدبلوماسي.

وقال انه يشعر بالاسى لان انشقاقه ادى الى مساءلة الامن لاقارب له فيما اضطر آخرون للاختفاء عن الانظار، لكنه قال ان كل مخاوف لديه تبخرت عندما زار مدينته دير الزور الشهر الماضي وبعدها قرر ان يقفز من سفينة النظام. ووصف الفارس ما شاهده في دير الزور ‘لقد كان هناك دمار عظيم فيما قتل الالاف معظمهم من ابناء قبيلتي’ وقال ان ‘الحياة في المدينة كانت معدومة، وما شاهدته هناك ادمى قلبي، كانت مأساة ولا يمكن تصديقه، وان لم يكن السكان هناك قد انضموا للانتفاضة فانهم سيفعلون الآن، واعتقد انهم الان مع الثورة’. وكان اخر لقاء له مع الرئيس بشار الاسد قبل ستة اشهر حيث قابله وجها لوجه وطلب منه الاسد استخدام نفوذه في دير الزور ووعده بمنصب كبير ‘قال لي انه يجب التأكيد على ان ما يحدث هو مؤامرة غربية ضد سورية’. وعندما تحدث مع مشايخ القبائل والقادة المحليين جاءت الرسالة منهم جميعا انه ‘يجب ان لا نثق بالاسد’. ويعتقد الفارس ان ‘بشار الاسد يؤمن بنظرية المؤامرة عليه ويعيش في عالمه الخاص’. وعندما سئل ان كان الاسد يوجه القمع شخصيا جاءت اجابته ملتبسة، فمن ناحية قال ان الاسد يتبع اوامر مجموعة مؤثرة في عائلته ومن داعميه الروس، ومن ناحية اخرى اشار الى ان الابن مثل الوالد حافظ الاسد الذي كان قاسيا وسحق مقاومة في مدينة حماة ادت الى مقتل الالاف حيث لا يعرف عددهم حتى اليوم حيث قال ان ‘بشار لا يترك لديك انطباعا انه ذكي وانه سهل القياد ولا يقود، لكن لا احد يملك السلطة على اتخاذ القرارات الا هو، وبالتأكيد فانه يحمل جينات والده الذي كان مجرما بكل المقاييس، وهو ما نشأ عليه وما يميز عائلته’. ويواجه الفارس مصيرا مجهولا مثل سيده، فرأسه مطلوب للنظام الذي اعتبره خائنا وفصله من عمله، وبالنسبة للمعارضة وان كان دفعة معنوية لها الا انه يمثل النظام السابق ولا يمكن الثقة به. ومع انه يعتقد ان هناك الكثير من امثاله ممن يخططون للانشقاق الا ان خوفهم من الانكشاف يجعلهم يخفون خططهم ويحتفظون بها لانفسهم.

طيار

ففي تقرير لصحيفة ‘واشنطن بوست’ تحدثت فيه الى طيار اسمه احمد طراد حيث قرر الهروب من القاعدة الجوية في دمشق ولكنه كان يعرف ان العملية لن تكون سهلة، فقد كان يعرف ان هاتفه مراقب وان واحدا من كل 3 من زملائه يعمل مخبرا، وكان يواجه معضلة اخرى وهي التفكير بسلامة عائلته، فالتسلل من القاعدة كان شيئا والتأكد من سلامة اقاربه امر اهم. وكان طراد يتحدث في جنوب تركيا حيث قال ‘كان علي ان اتأكد من خروج كل فرد’ مضيفا انه ‘ ان اردت الانشقاق فعليك التخطيط لذلك بشكل دقيق’. وتقول الصحيفة ان الخطة التي استمرت لخمسة اشهر تظهر الحيل والمكر والشجاعة لمن يريد الهروب ولكنها تشير الى المصاعب التي تواجه من يريد الانشقاق. وتقول ان ايا من الانشقاقات كانت مهمة لدرجة انها رجحت كفة الميزان لصالح المقاومة لكن استمرارها سيؤثر على القوات الامنية وقدراتها مما يعني اضعاف الاسد. وتقول ان معظم الطيارين هم من السنة حيث اصبح النظام يعتمد على الطائرات المروحية لضرب المقاومة والجيش الحر، وهذا جعل ولاء الطيارين محل شك، وقال طراد انه علم عن انشقاق 8 طيارين اخرين من قاعدته بعد هروب الطيار بطائرته ميغ الى الاردن الشهر الماضي، واضاف طراد انه يعرف عددا كبيرا من الطيارين الذين يريدون الهروب. وقال انه تم في بداية الانتفاضة تهميش القوات الجوية لكن جنودها تدريجيا اخذوا يشاركون مما ادى بالكثير منهم التفكير بالهروب. ويتحدث عن دوافعه ان ما شاهده من صور على التلفاز اثارت قلقه اكثر من 17 جنديا حملهم في الطائرة من قتلوا في حمص. وقال ان ما ادى الى تصميمه على الهرب هو اعتقال مساعده وهو سني حيث اعتقل مع علويين اهانوه امام الجميع واتهموه بالتجسس. وبعد ذلك ثم قام بالاتصال مع الجيش الحر عبر شقيقته في حلب حيث وافق الجيش على تهريبه لكنه اراد اولا دليلا على انه جاد وليس عميلا للنظام.

وقام بالتجسس لصالحهم وظل يتصل بهم من خلال امرأة كانت تهاتفه على انها عشيقته مما ادى الى مشاكل مع زوجته لكن القرار جاء عندما قتل اثنان من الناشطين كانا يتصلان معه وعندها قرر الهروب حيث ارسل عائلته لتركيا قبله وغادر مع والده بعد ذلك مستخدما اوراقا مزيفة.

شهود عيون

وفي الوقت الحالي لا تزال تفاصيل مجزرة تريمسة تتكشف فقد ذكر شهود عيان من البلدة انهم لا يعرفون سبب هجوم الجيش وعصابات النظام لبلدتهم فهم لم يفعلوا اي شيء يضر بالبلاد سوى انهم تنظيم تظاهرات ضد النظام. ونقلت صحيفة ‘اوبزيرفر’ البريطانية عن مواطنين من القرية كيف لاحقهم الجيش وشردهم من بيوتهم. وقالت ام خالد ان الجيش اخذ بعض الجثث معه عندما انهى المجزرة فيما قيد اخرين لاعدامهم. وينفي السكان مزاعم الحكومة انها خاضت معارك مع مقاتلين من الجيش الحر ومقاتلين اجانب، واكدوا انهم لم يدعموا او يوفروا الملجأ الامن للجيش الحر وان الاخير لم يكن له وجود قوي في المنطقة، وقالت ام خالد ‘اقسم بالله انه لا يوجد سلفيون هنا او اي من الخارج’، واضافت ان اهالي القرية خافوا منذ ان جاء النظام وقواته الى هناك وقتلوا اربعين من ابنائها ونهبوا البيوت وجردوا النساء من مجوهراتهن. ووصف اخر واسمه محمد الهجوم حيث قال ان ‘القصف بدأ في الساعة الخامسة والنصف صباحا وانتهى في الثانية ظهرا. وقال ان الشبيحة دخلوا القرية واحتلوا اسطح البيوت واخذوا يطلقون النار على كل شيء يتحرك. واضاف انهم اطلقوا النار على رؤوس المدنيين ثم حرقوا البيوت والدكاكين ومن فيها. واضاف انه بعد ما حدث حاول اعضاء الجيش الحر الدخول للقرية ومساعدة الاهالي لدفن الضحايا، وقال ان ‘المجرمين اخذوا معهم جثث الشهداء والجرحى المدنيين وهناك اعداد كبيرة من ابناء القرية من المفقودين، وجثث محروقة من الصعب على هويتها. وقال شهود العيان ان بعض المهاجمين جاءوا من اتجاه القرى العلوية، صفصفية وتل سكين وفلحة، وقالوا ان العلاقات مع القرى العلوية كانت هادئة لكن بعض الشبيحة جاءوا من هذه القرى. واضافت محمد قائلة ‘لم تكن لنا مشاكل معهم لكننا الآن بدأنا نخاف منهم’.

اعترافات شبيح

وفي مقابلة اخرى اجرتها ‘تلغراف’ مع شبيح اعتقلته المعارضة المسلحة ومحتجز الآن في مكان سري في ادلب انه قام بالقتل والاغتصاب مقابل 300 جنيه استرليني كل شهر مقابل زيادة 100 جنيه عن كل ضحية، وقالت ان الشبيح واسمه محمد كان صريحا صراحة رجل يعرف انه ميت لا محالة. وقال ‘نحب الاسد لانه اعطانا كل القوة التي نريد، كنت اريد ان اقتل واغتصب البنات كما اشاء’. واضاف ‘اعطتنا الحكومة 30 الف ليرة سورية اضافة الى 10 الاف اخرى على كل شخص كنت اقتله او اعتقله، وقمت باغتصاب فتاة واحدة، فيما اغتصب قائدي الكثيرات، حيث كان الاغتصاب امرا طبيعيا’. وكان محمد وهذا ليس اسمه الحقيقي الاسبوع الماضي اثناء اشتباك مع قوات الجيش الحر. وينتظر محمد مصيره في مركز للاعتقال تابع للجيش بعد ان كانت المغارة ملجأ يلتجىء اليها المقاتلون حتى لا يكتشفهم الجيش النظامي. ويحتجز مع 25 اخرين من المجندين الصغار ومظهره كشبيح يميزه عنهم فعضلاته مفتولة وجسده قوي وهو ما يميز بقية الشبيحة. ومحمد من بلدة اورم الكبرى قرب حلب موالية للاسد حيث قال انه كان مترددا بالانضمام للشبيحة لكن ‘اصدقائي كلهم انضموا لهم واخذوا يدفعونني للحاق بهم وظللت مترددا ثم ضربني جنود في القاعدة الجوية في المنطقة حتى وافقت’. وقال انه قام بالاخبار عن الناشطين والقبض عليهم وادخالهم السجن، ووصف كيف اغتصب طالبة في جامعة حلب، حيث قال انه كان يركب في سيارة رئيسه، وكانت تقطع الشارع عندها ‘قلت لرئيسي، كيف رأيك بهذه البنت، اليست جميلة، امسكنا بها ووضعناها في السيارة وسقنا الى مكان مهجور واغتصبناها ثم قتلناها لانها كانت تعرف وجوهنا ومن نحن’. وقال انه قتل بعد ذلك رجلا عندما اطلق النار على تظاهرة. ثم اشار الى انه فعل ما فعل ليس دفاعا عن الاسد ولا طائفته ولكن من اجل اظهار القوة.

الكاميرات اقوى من البنادق بايدي الناشطين السوريين

القصير ـ ا ف ب: يقول طراب ضاهر ‘لن ابادل اطلاقا الكاميرا التي املكها ببندقية كلاشنيكوف’، وهو يعمل ليل نهار لبث اخبار مدينته القصير، معقل المعارضين المسلحين الذي يحاصره الجيش السوري قرب الحدود اللبنانية.

طراب ضاهر هو احد الناشطين الستة الذين يتولون العمل في المركز الاعلامي في القصير فيصورون عمليات القصف والقتلى يوميا ويرافقون الصحافيين الاجانب في جولاتهم ويتولون عند الحاجة ترجمة التصريحات والشهادات لهم.

يروي انه ذات يوم كان يصور مشاهد في المستشفى حين ‘هرع عدد من الرجال حاملين جريحا. وحين اقتربت لتصوير وجهه اكتشفت انه شقيقي. اصبت بصدمة، لكنني واصلت التصوير’.

وبعد بضعة ايام توفي شقيقه وحفر القبر بنفسه لدفنه.

ويتابع ‘في ذلك اليوم، كان بوسعي الانضمام الى صفوف الجيش السوري الحر، حمل بندقية والسعي للانتقام. لكن سلاحي هو الكاميرا، ويمكنني بواسطتها الحاق المزيد من الضرر بنظام’ الرئيس بشار الاسد. وقال رجل عرف عن نفسه باسم حسين ان ‘بشار يقوم بما قام به والده تماما قبل ثلاثين عاما في حماه’، في اشارة الى الرئيس السابق حافظ الاسد الذي سحق عام 1982 حركة تمرد في هذه المدينة الواقعة في وسط البلاد موقعا عشرات الاف القتلى. وتابع ‘الفرق هو ان لدينا الان كاميرات لتصوير المجازر والفظاعات ويمكننا تحميل المشاهد على الانترنت ليراها العالم باسره. الانترنت هي اقوى سلاح بيدنا’.

ومعظم المشاهد التي ترد عن سورية يصورها هواة معظمهم مواطنون عاديون يستخدمون كاميرا ثم يتصلون بالانترنت ويبثون ما يرونه من حولهم، ولا سيما على ضوء القيود التي تفرضها السلطات السورية على الصحافة الدولية منذ انطلاق الانتفاضة في اذار/مارس 2011.

وهذه الشهادات ليست بمنأى عن الاخطاء في نقل الوقائع، كما انها تعكس رؤية ملتزمة وغالبا ما تكون مجتزأة للحقائق، غير ان ما توفره من معلومات يزيل بعضا من الغموض الذي يلف النزاع في سورية.

وقال ابو شمس احد مؤسسي المركز الاعلامي في القصير ‘ان كان الاسد يمنع الصحافة الدولية من الدخول الى البلاد، فهذا يعني ان لديه دافعا، اليس كذلك؟’ ويتابع ‘لكن لا يمكنه ان يمنعنا نحن من الدخول، لاننا من هنا. ونحن نصور بالكاميرا كل ما يجري هنا ونرسله الى التلفزيونات العربية والغربية’. لكن حسين لا يدعي انه صحافي بل يقول انه ناشط موضحا ‘اننا نعمل من اجل الثورة، هدفنا الوحيد هو الانتصار واطاحة بشار’.

ويقول ‘لا يسعنا ان نكون موضوعيين مثل الصحافة الدولية، لان من يقتل تحت قنابل النظام هم جيراننا. لكن هذا لا يعني اننا نتلاعب بالوقائع’.

ويتابع ‘مهمتنا ان نكشف للعالم كيف تجري الامور فعليا ونفضح اكاذيب الاسد’ الذي يؤكد نظامه انه يواجه ‘مجموعات ارهابية’.

ويقول فادي سوني الذي يحمل اسم الكاميرا التي لا تفارقه، انه ‘شاهد مزعج’ مضيفا ‘ان تركنا القصير، لن يعرف احد بما يجري وسيكون بوسع الاسد تنفيذ مجازر بعيدا عن اي عقاب’.

واعضاء الفريق على يقين بانهم هدف للنظام وقد فقدوا كثيرا من رفاقهم الذي اعتقلوا او قتلوا بسبب نشاطهم.

لكن طراب ضاهر يقول ‘يشرفني أن اموت وانا اقوم بعملي، لانني سوف اكون على يقين بانني ساعدت الكثيرين’.

مسؤول بالصليب الأحمر: القتال في سورية صراع داخلي مسلح أو حرب أهلية بمنطق رجل الشارع

تصريحاته اثارت تساؤلات بشأن جرائم حرب في البلد

جنيف ـ رويترز: ترى اللجنة الدولية للصليب الأحمر الآن ان القتال في سورية صراع داخلي مسلح – أو حرب أهلية بمنطق رجل الشارع – بعد ان تجاوز القتال حدا يقول خبراء إنه قد يساعد على وضع أسس لملاحقات قضائية في المستقبل بسبب ارتكاب جرائم حرب.

واللجنة الدولية للصليب الأحمر هي الحارس لاتفاقيات جنيف التي تحدد قواعد الحرب وهي بهذا الوضع تعتبر مرجعية في تحديد متى يتطور العنف إلى صراع مسلح.

وكانت الوكالة المستقلة المعنية بالشؤون الإنسانية صنفت العنف في سورية باعتباره حروبا أهلية محلية بين القوات الحكومية وجماعات المعارضة المسلحة في ثلاث نقاط مشتعلة هي حمص وحماة وإدلب.

لكن الأعمال القتالية امتدت إلى مناطق أخرى مما دفع الوكالة التي تتخذ من جنيف مقرا لها أن تخلص إلى أن القتال يتفق مع الحد الذي تضعه لما يعتبر صراعا داخليا مسلحا ولأن تبلغ الأطراف المتحاربة بتحليلها وبالتزاماتها بموجب القانون.

وقال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر هشام حسن لرويترز في رده على سؤال ‘يوجد في سورية صراع مسلح غير دولي. لم تتضرر جميع المناطق لكنه لا يقتصر أيضا على تلك المناطق الثلاث’.

ومضى يقول ‘ذلك لا يعني أن جميع المناطق في شتى أرجاء البلاد لا تتضرر من العمليات الحربية’.

والتوصيف يعني أن الذين أصدروا أوامر أو شنوا اعتداءات ضد مدنيين تشمل القتل والتعذيب والاغتصاب أو استخدام قوة غير متكافئة ضد مناطق مدنية يمكن اتهامهم بارتكاب جرائم حرب تنتهك القانون الدولي الإنساني.

وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر هي الوكالة الدولية الوحيدة التي أرسلت موظفي إغاثة إلى سورية الذين قاموا بتوصيل مساعدات غذائية وطبية ومساعدات أخرى عبر الجبهات.

وطبقا للجنة الدولية للصليب الأحمر فإن جميع المقاتلين المتورطين في صراع داخلي مسلح ملزمون باحترام القانون الدولي الإنساني.

وقال حسن ‘ما يهم هو تطبيق القانون الدولي الإنساني على القتال بين القوات الحكومية وجماعات المعارضة حيثما يقع في شتى أنحاء البلاد (سورية)’. وأضاف ‘هذه تشمل لكنها لا تقتصر بالضرورة على حمص وإدلب وحماة’.

وقال أندرو كلافام مدير أكاديمية جنيف للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان إن تقييم اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي للصراع مهم وإنه يوافق على هذا التقييم.

وقال لرويترز ‘ذلك يعني أن الهجمات العشوائية التي تؤدي إلى وقوع خسائر أو إصابات أو أضرار مفرطة للمدنيين ستكون جرائم حرب وقد تلاحق قضائيا على هذا الأساس’.

وكان الرئيس السوري بشار الأسد قال في 26 يونيو حزيران إن بلاده في حالة حرب.

وتفرض القواعد حدودا لكيفية ممارسة القتال كي يتسنى حماية المدنيين والمقاتلين السابقين الذين لا يشاركون في العمليات القتالية.

وتقتضي تلك القواعد بمراعاة المعاملة الإنسانية لجميع من يسقطون في أيدي قوات العدو وواجب رعاية الجرحى والمرضى. وتعني أيضا أنه يحق لأطراف الحرب الداخلية مهاجمة الأهداف العسكرية وعدم مهاجمة المدنيين أو الممتلكات المدنية.

ودخل مراقبو الأمم المتحدة قرية التريمسة في وسط سورية اليوم السبت بعد يومين من إعلان نشطاء أن حوالي 220 شخصا قتلوا هناك اثر قصف طائرات هليكوبتر حربية ورجال ميليشيا مما أدى إلى غضب دولي.

وقالت منظمة العفو الدولية أمس الجمعة إن بعض مقاتلي المعارضة يرتكبون انتهاكات لحقوق الإنسان رغم أنها تبدو محدودة مقارنة بحملة العنف التي تشنها الحكومة.

وتستخدم اللجنة الدولية للصليب الأحمر تعبير ‘الصراع المسلح غير الدولي’ لانه يعبر عن الصياغة الواردة في المادة الثالثة في اتفاقيات جنيف التي تطبق على حالات مشابهة للحالة السورية.

وقال حسن إن ‘تعبير الحرب الأهلية’ الذي يستخدمه البعض كمرادف للصراع الداخلي المسلح أو للصراع المسلح غير الدولي ليس له معنى قانوني في حد ذاته.

والمعايير الثلاثة التي تحددها اللجنة الدولية للصليب الأحمر للصراع المسلح غير الدولي هي شدة القتال ومدته ومستوى تنظيم قوات المعارضة والقوات الحكومية المتحاربة.

وقالت الوكالة في أوائل أيار (مايو) إن المعارضة السورية تمثل قوة معارضة ‘منظمة’ وهناك صراعات محلية في حمص وإدلب ثم أضافت حماة لقائمتها في وقت لاحق.

وفي المقابل سارعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى وصف الصراع في ليبيا العام الماضي بأنه حرب أهلية بمجرد أن أنشأت المعارضة مقر قيادة وهيكلا للقيادة والسيطرة.

وقالت إنه يستمر تطبيق القانون الدولي لحقوق الإنسان الذي يحظر القتل دون محاكمة والتعذيب والاعتقالات التعسفية في المناطق التي تقع خارج نطاق العمليات الحربية في سورية والتي تواجه أيضا أعمال عنف مرتبطة بمظاهرات المدنيين.

وقال حسن ‘وبشكل خاص يجب احترام القانون الدولي والمعايير التي تحكم استخدام القوة في عمليات تطبيق القانون في الإجراءات ضد هذه المظاهرات بغرض إعادة النظام’.

دمشق: ما جرى في ‘التريمسة’ عملية عسكرية ضد مسلحين وليست مجزرة

كامل صقر

دمشق ـ ‘القدس العربي’ قال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي أن ما جرى في التريمسة هو أن مجموعات مسلحة غزت القرية وروعت الناس وتمركزت فيها وأقامت مقرات قيادة وهاجمت نقاط قوات حفظ النظام، مؤكدا أن قوات الجيش لم تستخدم أي أسلحة ثقيلة بعد دخول القرية استجابة لنداءات المواطنين.

وأوضح مقدسي في مؤتمر صحافي عقده الأحد أن دمشق تسلمت رسالة من كوفي عنان مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية حول ما جرى في قرية التريمسة، وصفها مقدسي ‘بأنها متسرعة الى أبعد الحدود ولم تستند إلى حقائق’.

وأشار مقدسي إلى أن الاشتباكات بين عناصر حفظ النظام والمجموعات المسلحة في التريمسة استمرت عدة ساعات ولم يتم استخدام الأسلحة الثقيلة خلالها بل عربات نقل وأسلحة خفيفة اثقلها قواذف الـ ار بي جي، مضيفا أن الأضرار لحقت بخمسة مبان فقط في قرية التريمسة وهذا يدل على أنها كانت مقرات للمجموعات المسلحة تمارس من خلالها الاعتداء على قوات حفظ النظام والمواطنين.

وأكد أن ما جرى في التريمسة ليس مجزرة بل عملية عسكرية واشتباكا بين الجيش ومجموعات مسلحة لا تؤمن بالحوار والحل السياسي، لافتا إلى أن من قتل في التريمسة هم من المسلحين وعددهم 37 مسلحا واثنان من المدنيين.

وأضاف أن من يحمل السلاح ضد الدولة سيكون في مواجهة مع الجيش العربي السوري ونحن نرحب بمن يريد الحوار .. ووثقنا أكثر من عشرة آلاف خرق من المجموعات المسلحة لخطة عنان.

وبالنسبة للعميد المنشق مناف طلاس قال مقدسي: ‘الوضع القانوني للعميد مناف طلاس هو ضابط في الجيش العربي السوري غادر البلاد دون إذن’.

وكان مراقبو الامم المتحدة دخلوا قرية التريمسة بوسط سورية السبت 14 / 7/ 2012 بعد يومين من وقوع مجزرة سقط فيها عشرات الضحايا وتبادلت المعارضة والحكومة المسؤولية عنها.

واكدت المتحدثة باسم بعثة المراقبين سوسن غوشة وفقا لـوكالة (فرانس برس) ان ‘وفدا من المراقبين تمكن من دخول البلدة’، موضحة ان الموكب ‘تألف من 11 مركبة’.

‘واوضحت ان البعثة ‘لم تطلب اذنا رسميا من السلطات السورية’، مشددة على ان رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سورية الجنرال روبرت مود ‘كان واضحا’ خلال مؤتمره الصحافي في دمشق الجمعة حين اعلن عن استعداد بعثة المراقبين الدوليين للتوجه الى التريمسة والتحقق من الوقائع ‘عندما يحصل وقف جدي لاطلاق النار’.

‘واضافت غوشة ‘علمنا بالامس انه كان هناك وقف لاطلاق النار، لذا ارسلنا دورية الى التريمسة في مهمة استطلاعية قامت بتقييم الوضع لجهة حصول وقف اطلاق النار وامكانية دخولنا الى البلدة’.

‘كما اعلنت ان الهجوم ‘استهدف على ما يبدو مجموعات ومنازل محددة’تعود بشكل رئيسي للجنود المنشقين والناشطين’، على حد قولها.

‘واوضحت سوسن غوشة في بيان اثر زيارة قام بها فريق منها الى البلدة انه ‘كانت هناك برك من الدماء وبقع دماء في غرف العديد من المنازل اضافة الى مظاريف رصاص’.

‘واضاف البيان ان ‘فريق الامم المتحدة لاحظ ايضا مدرسة محروقة ومنازل متضررة بينها خمس منازل بدت عليها علامات بانها احرقت من الداخل’.

‘وتابع البيان ان ‘اسلحة متنوعة استخدمت في الهجوم بينها المدفعية وقذائف الهاون واسلحة خفيفة’، واكدت البعثة في بيانها ان ‘عدد الضحايا لا يزال غير واضح. ان فريق الامم المتحدة يخطط للعودة الى التريمسة (الاحد) لمواصلة مهمته بتقصي الحقائق’.

سورية تلجأ لسياسات اقتصادية اشتراكية لتخفيف التوترات

عمان ـ من سليمان الخالدي ـ (رويترز) – امتلأت عربة مشتريات نذير خطيب في متجر حكومي في حي الميدان أحد ضواحي دمشق بكل شيء من الأرز التايلاندي إلى خلاط فواكه مصنوع في الصين وكلها أشياء معروضة بأسعار مخفضة تقل كثيرا عن أسعارها في متاجر أخرى قريبة.

وقال نذير “لم أكن معتادا على الذهاب إلى الجمعيات التعاونية الحكومية لكن الآن فانا احتاج بالفعل للحصول على خصم يزيد على 30بالمئة على أسعار الاحتياجات الأساسية بما فيها حصتي التموينية من الأرز والسكر.”

وينفق نذير -وهو أب لستة- من مدخراته القليلة منذ ان احترقت الشهر الماضي ورشة النجارة التي كان يملكها في ضاحية حرستا التي تشهد أعمال عنف يومية تقريبا منذ اندلاع الانتفاضة ضد حكم الرئيس بشار الاسد قبل 15 شهرا.

وبالنسبة للغالبية من محدودي الدخل في سوريا التي يبلغ عدد سكانها نحو 20 مليون نسمة توفر الاسعار الارخص في المتاجر الحكومية التي تعيد إلى الأذهان متاجر الاتحاد السوفيتي السابق بعض الارتياح من التداعيات الاقتصادية للانتفاضة التي عطلت مصادر الدخل بالعملة الصعبة من النفط والسياحة وأدت إلى تراجع قيمة الجنيه السوري.

وكانت متاجر السوبرماركت الحكومية وهي نتاج سياسات التأميم في ستينيات القرن الماضي قد فقدت بريقها بعد تحرير محدود للاقتصاد في عام 2005 والذي زاد من تنوع المنتجات المعروضة في المتاجر الخاصة ما أحدث ازدهارا استهلاكيا.

لكن تلك المتاجر تعود للانتعاش الآن مع اضطرار الحكومة للتراجع عن خطوات باتجاه التحول إلى اقتصاد السوق في إطار محاولاتها لتخفيف المصاعب على الفقراء واحتواء الاضطرابات الاجتماعية.

وقال رجل أعمال سوري وهو عضو في مجالس إدارات عدد من الهيئات شبه الحكومية “السياسة الاقتصادية الآن متعلقة بالأولويات السياسية وبالنسبة لنظام الاسد تمثل الابقاء على السلطة.”

وتوقع صندوق النقد الدولي في سبتمبر أيلول الماضي أن ينكمش الاقتصاد السوري بمعدل اثنين بالمئة في 2011 وأن ينمو هذا العام لكنه منذ ذلك الحين استبعد سوريا من توقعاته لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا بسبب عدم التيقن بشان الوضع السياسي.

ويقول اقتصاديون مستقلون إن الانكماش الاقتصادي ازداد عمقا وانقطعت أجزاء كبيرة من البلاد الآن عن مراكز الانتاج الصناعية الكبرى بسبب القتال بين الجيش السوري وقوات المعارضين.

وتم التراجع الآن عن خطط اعلنت قبل الانتفاضة بشأن رفع الدعم الحكومي تدريجيا عن البنزين والكهرباء لتخفيف الضغوط على الميزانية.

وقال أحمد اسماعيل الكشك مدير جمعية تعاونية حكومية في منطقة ريف الشام على مشارف العاصمة “خفضنا الأسعار في منافذنا بما بين 15 و25 بالمئة تمشيا مع سياستنا في توفير الاحتياجات الأساسية خاصة المواد الغذائية.”

وسيمثل الدعم 30 بالمئة على الأقل من نحو 27 مليار دولار تعتزم الحكومة انفاقها هذا العام وفقا لموازنة عام 2012.

ويقول اقتصاديون ومصرفيون إن الحكومة تسحب من احتياطياتها بالعملة الأجنبية وتطبع نقودا جديدة لتمويل العجز المتوقع رسميا أن يرتفع بشدة إلى نحو 6.7 مليار دولار هذا العام بسبب تراجع حصيلة الضرائب والجمارك وارتفاع تكلفة دعم الطاقة.

ويقول اقتصاديون إن معدل التضخم يبلغ حاليا 30 بالمئة.

ومنذ بدء الانتفاضة في مارس آذار 2011 بدات السلطات حملة متصاعدة على مستوى البلاد على التجار الذين يعيدون بيع غاز الطهي ووقود الديزل بثلاثة أو أربعة امثال سعره الرسمي في السوق السوداء المزدهرة.

وإلى جانب الحد من أسعار السلع الاستهلاكية تدخلت الحكومة من خلال البنوك الحكومية للابقاء على العملة الصعبة النادرة عن طريق الحد من تمويل الواردات وتدخلت بقوة أكبر لدعم العملة المحلية التي خسرت نحو 30 بالمئة من قيمتها منذ اندلاع الانتفاضة.

وكان التحرر الاقتصادي قد فتح البلاد أمام البنوك الاجنبية والاستثمار الخارجي والسياحة وشجع مستثمرين من الخليج على توجيه ملايين الدولارات إلى مشروعات عقارية. واليوم يعاني القطاع الخاص من جراء الأحداث.

وقال مصرفي بارز في دمشق طلب الكشف عن هويته “نشاط القطاع الخاص تراجع لذلك فهم يحاولون خفض الأثر على الاقتصاد عن طريق انفاق المزيد وما سيزيد المديونية بصورة كبيرة.”

وقال مصرفيون مقربون من البنك المركزي إن الاحتياطيات بالعملة الأجنبية بلغت ذروتها عند نحو 18 مليار دولار قبل الازمة لكنها انخفضت بحدة في العام الماضي إذ سحبت الحكومة منها لدعم الاقتصاد.

وأشاد الرئيس الأسد في كلمة لحكومته المعينة حديثا الشهر الماضي بدور القطاع العام وقال إن أولوية الحكومة هي معالجة المشكلات الاقتصادية الحقيقية.

ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء عن الأسد قوله “إن كل الظروف السابقة وخاصة الظرف الحالي اثبتت أن القطاع العام ضروري جدا لسورية بكل جوانب حياتها لكن ذلك لا يعني أن نبقي القطاع العام خاسرا وعبئا على الدولة وعلى الموازنة.”

ويقول العديد من السوريين إن تحرير الاقتصاد زاد القطط السمان من المقربين من أسرة الاسد ثراء. لكن تراجع الحكومة عن الإصلاحات يثير قلق رجال الاعمال الذين كانوا يشكون منذ فترة طويلة من أن عدم كفاءة القطاع العام والبيروقراطية والفساد من العوامل التي تعوق عمل القطاع الخاص.

وجاء تعيين الشيوعي المخضرم قدري جميل الحاصل على شهادة الدكتوراه من جامعة موسكو في منصب جديد هو نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية ووزيرا للتجارة الدولية وحماية المستهلك إلى جانب وزير المالية الجديد محمد الجليلاني الذي درس في روسيا كذلك في العهد السوفيتي ليزيد من قلق رجال الأعمال الراغبين في الإصلاح باتجاه اقتصاد السوق.

ورفعت الحكومة بالفعل أجور العاملين في القطاع العام بدرجة كبيرة العام الماضي ما زاد من العجز واكد جميل على الحاجة لرفع الحد الأدنى للأجور.

واجبرت العقوبات التي تفرضها الحكومات الغربية على البنك المركزي والبنك التجاري الحكومي الرئيسي وشركات تملكها اسرة الاسد سوريا على أن تصبح مكتفية ذاتيا بدرجة أكبر في العام الماضي. وساعد ذلك بالضرورة بعض الصناعات المحلية التي كانت تضررت من تدفق المنتجات الرخيصة من تركيا بموجب اتفاق للتجارة الحرة ابرم عام 2007.

غير ان العديد من الشركات السورية مترددة في الاستثمار في ظل المناخ السياسي والاقتصادي السائد. وتقول الحكومة إنها تريد ان تمضي قدما بسرعة في سن قانون استثمار يعيد طرح حوافز وإعفاءات ضريبية الغيت في 2007 في محاولة لتشجيع الاستثمار.

ودفعت العقوبات سوريا كذلك لاقامة روابط تجارية أوثق مع روسيا. وقال مسؤولون سوريون إن التجارة بين البلدين زادت إلى مثليها العام الماضي لتصل إلى ملياري دولار إذ استوردت سوريا من روسيا القمح والمعدات ومنتجات أخرى كانت تشتريها من الغرب.

كما أبرمت دمشق صفقات مقايضة مع إيران لاستيراد وقود الديزل وغيره من احتياجاتها من الطاقة مقابل منتجات سورية مثل المنسوجات والمواد الغذائية.

وقال مصرفي في دمشق طلب عدم نشر اسمه “انها تسويات قصيرة الأجل أكثر منها استراتيجيات اقتصاد اشتراكي.”

وأضاف “السلطات تدرك أن انهيار الاقتصاد سيسرع بسقوط النظام لذلك فهي تقوم بكل شيء ممكن لمنع ذلك – حتى وإن جاء على حساب زيادة العجز والذي لا يعرف أحد حقيقة حجمه سوى الدائرة المقربة من النظام.”

نواف فارس: أؤيد تدخلا عسكريا بسوريا ونظام الأسد ينسق مع القاعدة

أكد السفير السوري المنشق نواف الشيخ فارس أن الرئيس السوري بشار الأسد هو الشخص الوحيد الذي يقوم باتخاذ القرارات في دمشق، وأن من حوله ينفذون أوامره فقط، وأضاف أن النظام السوري والقاعدة مرتبطان ارتباطا وثيقا، وأن يد الأسد ملوثة بدماء السوريين والعراقيين، الذين قتلوا في العراق على يد القاعدة، وأعلن تأييده لتدخل عسكري يطيح بالنظام الحالي.

وبعد نحو أربعة أيام من إعلان انشقاقه بعد أن خدم النظام السوري لنحو ٣٤ عاما، كان خلال السنوات الأربع الأخيرة منها سفيرا في بغداد، التقت CNN بالسفير المنشق في العاصمة القطرية، حيث يلجأ حاليا، والتي رفض الحديث عن تفاصيل اختياره للدوحة كملجأ آمن له، واكتفى بالقول إن لديه بعض “الأصدقاء والمعارف في المعارضة السورية الذين قاموا بمساعدته.”

وحول أسباب انشقاقه واختياره هذا التوقيت لإعلان ذلك، قال فارس: “ما حصل في سوريا خلال العام ونصف الماضي من قتل وتدمير وتشريد دفعني لاتخاذ هذا القرار، لأن أي إنسان عاقل لا يستطيع البقاء صامتا أمام كل ما يجري، لذا قررت إنهاء علاقتي كليا مع النظام السوري.

وقال فارس إنه التقى الأسد في بداية الثورة حين كان سفيرا في بغداد، وأضاف: “تحدثنا طويلا وبكل صراحة، وقلت له أن العالم تغير، وأن الشعب السوري جزء من هذا العالم، كما أن هناك ضرورة أساسية لانتخابات وصندوق اقتراع وعمليات محاربة للفساد في المؤسسات.”

وتابع فارس بالقول: “كان الأسد شبه إيجابي بشأن حديثنا، ووعدني بإجراء الإصلاحات اللازمة. غير أن الأيام اللاحقة أثبتت كذب الرئيس بشأن ما قاله. فهذا الرجل شخص يجيد الكذب ويمارسه.”

وتطرق فارس إلى العلاقة التي تجمع نظام الأسد بتنظيم القاعدة، وقال: “النظام السوري مسؤول بصورة مباشرة عن مقتل آلاف العراقيين وقوات التحالف، فقد قدم الكثير من التسهيلات عبر تدريب مقاتلي القاعدة وتوفير مخبأ آمن لهم.. لقد شجعت الاستخبارات الشباب المتحمس في سوريا من أجل الذهاب إلى العراق للجهاد مع القاعدة.”

وتابع فارس بالقول: “قبل عدة سنوات، أغارت القوات الأمريكية على وكر للقاعدة بالسكرية في البوكمال وألقت القبض على عدد من المقاتلين الذين كانوا يختبئون فيه. وبعد ساعة بالضبط، وصل العماد آصف شوكت إلى الموقع، وتحدثت إليه حينها، ووضح لي بعض الأمور. وكان الرجل غاضبا بشأن الغارة على السكرية، ومرتبكا بعض الشيء.”

واستبعد فارس خلال اللقاء أن يستخدم النظام السوري أي سلاح كيميائي ضد الشعب، وأكد أنه لولا الدعم الروسي والإيراني للنظام السوري، ووقوف العالم موقف المتفرج على ما يجري هناك، لكان هذا النظام قد سقط منذ زمن طويل، ولكنه بالتأكيد سيسقط، غير أن الشعب السوري سيدفع الثمن غاليا.”

وعبر نواف الشيخ فارس صراحة خلال اللقاء عن وقوفه إلى جانب أي تدخل عسكري خارجي لإسقاط نظام الأسد، وقال: “معاناة الشعب السوري كبيرة جدا، وهم يريدون إنهاءها بأي شكل. أنا مع التدخل العسكري في سوريا لأن طبيعة النظام تحتم ضرورة إسقاطه بالقوة.”

وقال فارس إن يعرف العميد مناف طلاس، نجل وزير الدفاع السابق، مصطفى طلاس، الذي غادر سوريا قبل أيام، ويرتبط به بعلاقة صداقة، ولكنه نفى تنسيق خطوة الانشقاق معه.

وفي نهاية اللقاء وجه فارس ثلاث رسائل، كانت الأولى لزملائه السابقين في النظام، قال فيها: “أطلب من زملائي السابقين الانضمام لصفوف الشعب، وترك هذا النظام الفاسد، ولا زال هناك متسع من الوقت لذلك.”

ووجه الثانية للشعب الأمريكي، قال فيها: “تعلمنا من الشعب الأمريكي قيم الحرية والعدالة والدفاع عن حقوق الإنسان، فنأمل أن يقف الشعب الأمريكي إلى جانب الشعب السوري في محنته.”

أما الأخيرة، فكانت موجهة للرئيس السوري بشار الأسد، ونصحه من خلالها بالعودة إلى التاريخ، فهناك إرادتان لا تهزمان: إرادة الله، وإرادة الشعب.

وخلال الحديث، لم يرغب فارس بالخوض في تفاصيل رحلة الخروج من العراق، لأنها كانت معقدة وصعبة، كما أنه لم يرغب بوضع الحكومة العراقية أو أي جهة رسمية في موقف محرج.

يذكر أن نواف الشيخ فارس ينتمي إلى عشيرة العكيدات، وهي إحدى أكبر عشائر المنطقة الشرقية في سوريا، ولديه ثلاثة أبناء وثلاث بنات، وقد تمكن من إخراج عائلته جميعها خارج سوريا والعراق، وفقا له.

سوريا الموحدة عيب تاريخي منذ 1936 والدولة العلوية قادمة

عدنان أبو زيد

المنطقة العلوية المرتقبة تفتقر إلى الموارد الصناعية الكافية، لكنها تستفيد من بنى تحتية متطورة، كما أنها غنية بالمرتفعات الصالحة للزراعة والسهول الساحلية الخصبة وموارد المياه الفائضة .

إيلاف: يرى Franck Salameh أن الوقت حان للتخلي عن الفكرة الشائعة عن سوريا ومستقبلها باعتبارها كياناً ثقافياً وإثنياً موحداً، وأن مساعي العلويين لضمان صمود طائفتهم قد تمنع صمود الدولة السورية الراهنة، وأن العلويين “يفضلون اليوم تفكيك جمهوريتهم القائمة، والانسحاب إلى معاقلهم في الجبال بدل تقاسم السلطة مع غالبية عربية سنية غير مستعدة للتعامل بطريقة ديمقراطية ومتفهمة مع حكام البلد السابقين”. وبحسب الكاتب، فإن أحداث الأشهر الستة عشر الماضية، ومنها مجزرتا الحولة ودوما، اثبتت “أن العلويين، مثل الطوائف والجماعات الإثنية الأخرى في سورية، لم يتجاوزوا بعد ولاءاتهم المناطقية والطائفية والقومية تمهيداً لإنشاء وطن سوري موحد”.

ويعتقد الكاتب أن العلويين لم يعودوا قادرين على الحكم باسم الوحدة العربية (وبالتالي الحفاظ على استقلاليتهم الإثنية والطائفية)، وأنهم ” ينسحبون إلى الجبال التي تطل على المتوسط “.

وتعد تلك الجبال ملاذًا آمناً للعلويين ويعدونها موطنهم منذ قرون. وكان الفرنسيون قد ساعدوهم على إنشائها وحمايتها باعتبارها (دولة إثنية) مستقلة خلال النصف الأول من القرن العشرين.

وينظر عدد كبير من محللي شؤون الشرق الأوسط إلى سوريا من منظار واحد: إنها دولة مضطربة تحتاج إلى تغيير النظام.

وبحسب Franck Salameh في مقاله الذي نشرته صحيفة الجريدة الكويتية ، فإن

المجازر في سوريا بحق المدنيين مقصودة ومدروسة ومنهجية، وهي تهدف إلى “التخلص من أشخاص منتمين إلى جماعة إثنية معينة تتمركز في مناطق محددة من أجل تحويل تلك المنطقة إلى مكان متجانس على المستوى الإثني”.

ويشير الكاتب الى أن ” ما يحرك الأسد هو المخاوف من انهيار طائفته، ووضع جماعته العلوية في مأزق حرج” .

وتشير التحليلات التي نُشرت في مجلة “ناشيونال إنترست” خلال العام 2011 وبداية العام 2012، الى أن معظم المحللين والدبلوماسيين وصانعي السياسة المعنيين بالشؤون السورية يصرون على إطلاق استنتاجات معينة عن البلد، مثل فكرة أن سوريا تشكل كياناً جامعاً وموحداً سيبقى على حاله بأي ثمن، وبغض النظر عن نتيجة الانتفاضة الراهنة، وستحكمها سلالة واحدة تتمسك بأيديولوجيا وثقافة سياسية موحدة لكن أحداث اليوم تثبت عكس ذلك .

وتشير الاحداث الى أن المناطق الساحلية المسيحية في معظمها، مثل طرطوس واللاذقية، مازالت حيادية طوال فترة الانتفاضة، وقد أعلنت ضمناً رضوخها للدولة التي يسيطر عليها العلويون. كذلك، تشكل المناطق العازلة في مصياف وقدموس شرقاً موطن طائفة إسماعيلية واسعة، وقد بقيت حتى الآن موالية للعلويين. حين نتوجه نحو الشمال الشرقي، وراء بلدة إدلب على الحدود السورية التركية، يبدو لنا أن الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني بدأ يرسّخ أسس الحكم المستقل بدعمٍ من العلويين وتشجيعهم.

ويرجح الكاتب أن ” المنطقة العلوية المرتقبة تفتقر إلى الموارد الصناعية الكافية، لكنها تستفيد من بنى تحتية متطورة، كما أنها غنية بالمرتفعات الصالحة للزراعة والسهول الساحلية الخصبة وموارد المياه الفائضة التي تشكّل الموانئ السورية الوحيدة بمياه عميقة (في طرطوس واللاذقية). تضم المنطقة أيضاً مطاراً دولياً يساهم في أن تكون الدولة الناشئة مكتفية ذاتياً وقادرة على الدفاع عن نفسها”.

وعلى الصعيد السوري ايضًا كتب إياد أبو شقرا مقالاً في صحيفة الشرق الاوسط نورده في هذا التحليل .

 إياد أبو شقرا: سوريا..هل يسبق تآكل النظام من الداخل مناورات المجتمع الدولي؟

(محاولة الحوار مع شخص تخلّى عن التعقل، تشبه إعطاء الدواء لميت)

(توماس باين)

 من جسر الشغور وحي بابا عمرو الحمصي، ومن الحولة إلى القُبير، ووصولاً إلى التريمسة، يواصل «جرّاح» دمشق، الدكتور بشار الأسد، «عملياته الجراحية» الدموية لإنقاذ الشعب السوري.. من نفسه!

انطلاقًا من أقوال الرئيس السوري وأفعاله، على امتداد الأشهر الـ17 الماضية، يغدو من العبث مواصلة الكلام. ومن واقع الإخفاق التام لمهمة الوسيط الدولي – العربي كوفي أنان، سواء من حيث التصوّر أو الممارسة، حان الوقت لكي يكف المجتمع الدولي عن العبثية الدبلوماسية.

 في هذه الأثناء، ثمة شبه إجماع على أن سوريا ما زالت بعيدة عن نهاية النفق. ويقوم شبه الإجماع هذا، الى جانب العنصرين المذكورين آنفا – أي مواقف الأسد وانهيار مهمة أنان – على بقاء المواقف الدولية للأطراف الدولية الفاعلة على حالها. ففي ظل انعدام الجدية بتبنّي استراتيجية الردع، وعلى الرغم من الأرقام المفزعة لعدد الضحايا وانتشار المآسي الإنسانية الموثقة بالصورة والأرقام، سيواصل كل فريق صاحب مصلحة ابتزاز منافسيه على حساب الشعب السوري.

ولئن كانت الولايات المتحدة تسعى جهدها لتحاشي اعتماد الحسم لاعتبارات انتخابية وإسرائيلية، ينشط في دول غربية فاعلة تياران متناقضان فكريًا.. ما زالا مستعدين (بل متحمسين) لتجاهل آلام الشعب السوري والظن خيرًا بقاتليه، هما:

1 – تيار اليمين العنصري، الذي يرى أن الشعب السوري (مثله مثل أي شعب عربي أو مسلم) لا يفهم الديمقراطية ولا يستحقّها، وهو إذا مارسها فسيمارسها بطريقة خاطئة، وسيصوت حتمًا لقوى اليمين الأصولي والديني. وبالتالي، لماذا يورّط الغرب نفسه في مأزق ليس له فيه أي مصلحة؟

2- تيار اليسار المتطرّف، الذي تدفعه مراهقته السياسية بصورة تلقائية أحيانًا إلى التعاطف مع أي خطاب، صادقًا كان أم كاذبًا، يدعي الثورية والنضال والعداء للإمبريالية والولايات المتحدة. ومع الأسف، هذا التيار موجود ومتحرك حتى في بعض وسائل الإعلام الجاد في دول كبريطانيا وألمانيا وفرنسا.

في الجهة المقابلة على المسرح الدولي، تقف القوتان الشيوعيتان سابقًا؛ روسيا والصين، اللتان تتصرفان بعد انهيار الشيوعية، تمامًا كما تصرفت الإمبرياليات عبر التاريخ. وهما عندما تتآمران اليوم على مصير الشعب السوري، وتتواطآن مع قاتليه، فهما لا تستهدفانه مباشرة كشعب سوري، بل كانتا ستتصرفان بالأسلوب المتغطرس واللاأخلاقي نفسه مع أي شعب في أي مكان آخر من العالم تتعارض فيه مصالحهما الوطنية مع مصالح قوة كبرى منافسة. وبالتالي، كما شهدنا على امتداد الأشهر الـ17 الأخيرة، لم تغيّر موسكو وبكين مقاربتيهما من الأزمة السورية قيد أنملة، بل ذهبتا بعيدًا في عداء مفتوح مع الشعب السوري، ومن خلفه شعوب العالم العربي التوّاقة إلى التحرر والعيش بكرامة. والمرجح أن انعدام حماسة واشنطن والعواصم الغربية للحسم والردع، وعجز الدول العربية عن المعاقبة – أو حتى المساءلة – كانا عاملين مؤثرين في إقناع القيادتين الروسية والصينية.. ليس فقط بعرقلة أي مسعى دبلوماسي من قلب مجلس الأمن، بل بمواصلة تقديم الدعمين السياسي والتسليحي لنظام الأسد كي يواصل محاولات إخماد الثورة الشعبية بالحديد والنار.

 بعد كل مجزرة ارتكبها النظام السوري تكاثر الكلام وتطايرت الاستنكارات الجوفاء، ولكن في كل مرة همدت الأمور.. وكأن شيئًا لم يكن. وهذه المرة أيضًا بعد مجزرة قرية التريمسة في محافظة حماه، بدأت باكرًا محاولات لتجهيل الفاعل، تمهيدًا لتمييع القضية وإلباس ما حصل غلالات من الشك، علّها تساعد النظام على الاحتفاظ بزخم عملياته القمعية الدموية، وتمنحه متنفسًا جديدًا يستبق نوبة أخرى من التفكك البطيء في بنيته العسكرية والسياسية.

إن الرهان على مجلس الأمن، ولا سيما بعد الحصيلة الفارغة المتوقعة للقاءات المعارضة السورية في موسكو، إمعان في إضاعة الوقت وخذلان السوريين. وتوقّع حدوث تغيّر جدي في الموقف الأميركي المفرط في سلبيته، على الأقل قبل أن تدب الحرارة في الحملة الانتخابية الرئاسية للحزب الجمهوري، سذاجة سياسية تقارب الغباء. ولا يبدو أقل سذاجة التفاؤل بقرار عربي شجاع بتجميد العلاقات الاقتصادية والاستثمارية والثقافية مع روسيا والصين.

كل هذا يعني أن قدر الشعب السوري هو ربحه معركته في أرضه.. وليس في عواصم القرار الدولي.

الشعب السوري يدرك اليوم أنه سيربح معركته، طال الزمن أم قصر، لأنه ما عاد أمامه من خيار غير ربح المعركة ضد قاتليه، وليس لأنه مدعوم من الخارج. فهو في حقيقة الأمر لا يتلقى ولو جزءًا بسيطًا من الدعم الذي يستحقه صموده ونضاله. وهذه القناعة هي نقطة التحول التي ستؤثر في أولئك الذين اختاروا الرهان على مرور الوقت، أو انتظار انهيار الثورة، من دون أن يشاركوا في التآمر عليها.

بعض راصدي الوضع السوري يشيرون إلى «قوة دفع» أخذت تميّز حركة الانشقاقات، سواء من قبل الشخصيات المدنية (سياسية ودبلوماسية) أو العسكرية – الأمنية، ولا شك في أن تطورات الأسبوع الفائت المتعلقة بالعميد مناف طلاس والسفير نواف الفارس تستحق أن يُنظر إليها بإيجابية، بصرف النظر عن مدى جديتها. غير أن طبيعة النظام، القائمة على التمويه والتضليل، لا تشجع كثيرًا على الاطمئنان إلى تنامي «المعارضين» من أوساط كانت حتى الأمس القريب من رموز النظام وفي قلب أجهزته ومنظوماته السياسية، وإن كان هذا ليس سببًا كافيًا للتردد في تشجيع الانشقاقات وتسهيل حدوثها وفسح المجال لأي منشق لإعادة تأهيل وضعه. إن القصد من هذا الكلام هو اعتماد الحد المقبول من الواقعية والحصافة لكي لا ترتكب الثورة السورية المزيد من الأخطاء التكتيكية التي ارتكبتها حتى الآن؛ إما نتيجة سلامة طويتها أو لتحمسها للتغيير السريع.

ولقد شاهد السوريون كيف ظهر بعض الأشخاص مدعين صفة «المعارضة» في أول «لقاء مفتوح» دعا إليه النظام تحت رئاسة نائب الرئيس فاروق الشرع، خلال فترة قصيرة من اندلاع الثورة. بل ألقى بعضهم خطبًا عصماء خلال ذلك اللقاء يصعب تصديق جرأتها من «معارض».. مشارك بشخصه أو بتنظيمه ضمن «الجبهة الوطنية التقدمية» التي يرعاها النظام. ومن ثم، بعد مرور بعض الوقت، نشط هؤلاء «المعارضون» أكثر، وصاروا يعقدون اجتماعات في عواصم أجنبية وعربية كـ«معارضين»، قبل أن تنكشف الكذبة، عندما خاضوا «الانتخابات – المهزلة» التي أجراها النظام أخيرًا، وفازوا فيها بمقاعد جنبًا إلى جنب مع «شبّيحة» النظام وأدواته المفضوحين. بل إن اثنين من «المعارضين» المندسين دخلوا الحكومة الجديدة.. بل وتولى أحدهم منصب نائب رئيس وزراء!

معارضون من هذه النوعية.. من مصلحة الثورة السورية كسب عداوتهم لا تأييدهم.

حواجز الأمن “تطوّق” الأحياء وتزيد من حالة الحنق على النظام

ملهم الحمصي

يضطر السوريون إلى الانتظار عدة ساعات للوصول إلى أعمالهم أو منازلهم بسبب الحواجز العسكرية والأمنية المزروعة على مداخل ومخارج أحياء مدينة دمشق أو مدن الريف الدمشقي.

دمشق: حالة غريبة تنتاب السوريين صباح مساء، كلما مروا بجانب حاجز عسكري أو أمني مزروع على مداخل ومخارج أحد أحياء مدينة دمشق أو مدن الريف الدمشقي الأكثر سكاناً من بين كل المحافظات السورية، ويشمل تنوعاً ديمغرافياً يمثل كل مناطق سوريا.

دقائق طويلة قد تصل إلى عدة ساعات تفصل السوري عن الخروج أو الدخول إلى منزله، بسبب الازدحام المخيف الذي يصادفه كلما حاول الخروج أو الدخول إلى أحد الأحياء المشتعلة أو المدن الريفية الثائرة.

ومع أن الأهالي قد وجدوا من الطرق والسبل ما قد يخفف من هذه الأزمة، عبر طرق التفافية وجانبية، لا تلبث أن تعج بالسيارات كلما كان هناك المزيد من التشديد الأمني على الحي أو البلدة، إلا أن المعاناة الإنسانية التي يعرفها المدنيون وغير المنخرطين مباشرة في الثورة، تزيد من حالة الحنق على النظام الذي بات “يتلذذ في إذلال مواطنيه”، على حد تعبير أحد المواطنين العاديين الذي كان ينتظر في صف طويل للمرور إلى عمله في الصباح الباكر.

يقول لنا (أحمد)، وهو أحد الشبان الذين يضطرون إلى العمل في بلدة مجاورة بسبب حالة الشلل الكامل لبلدته، “أستيقظ كل يوم قبل موعد العمل بعدة ساعات حتى أتمكن من الوصول إلى عملي في الموعد المحدد، وكنت قد فصلت من عملي قبل ذلك عدة مرات بسبب تأخري اللاإرادي بسبب الحواجز المتعددة على بلدتي في دوما”.

أما (أبو حسين)، وهو الموظف في إحدى الدوائر الحكومية في قلب العاصمة دمشق، فيروي لنا أن كثيرين من عناصر النشطاء والجيش الحر يقومون بمراقبة الحواجز ومستوى تعاملها مع الأهالي، ويوثقون كيفية تعاملهم مع الحالات الإنسانية الخاصة، وعندما يكون هناك تشديد أمني أو سوء معاملة من قبل بعض الحواجز، يقوم الجيش الحر باستهداف الحاجز الأمني أو العسكري و”اصطياد” عناصره وتأديب بقية الحواجز، فما يلبث الحاجز نفسه وغيره أن يخفف من إجراءاته الأمنية.

تقول لنا (أم وليد) “أنا أستطيع التمييز رغم عمري الكبير وعدم معرفتي العسكرية بين الحاجز الأمني والعسكري، فعناصر الحاجز الأمني أكثر إساءة وأقل أدباً وأشد تشدداً من الحاجز العسكري، وهم غالباً عناصر من الشبيحة أو حزب البعث أو المخابرات، ورغم أنهم يلبسون اللباس العسكري للجيش السوري، إلا أن لحاهم وأحذيتهم الرياضية ولهجتهم “العلوية” المميزة تفضحهم، أما الحاجز العسكري، فعناصره عساكر ومجندون صغار العمر، وهم ملتزمون بأصول العرف العسكري في اللباس والحذاء وطول الشعر”.

أما (عائشة)، وهي الناشطة في إحدى تنسيقيات الثورة السورية في بلدتها، فقد ذكرتنا، وهي تقف في انتظار دور أو طابور المرور الطويل، بتقرير لإحدى القنوات الفضائية تتحدث فيه طفلة صغيرة عن معاناتها في الوصول إلى مدرستها بسبب الحواجز الأمنية الإسرائيلية، ومتندرة بالقول:” كل من شاهد هذا التقرير بات يعلم تماماً حجم المعاناة التي تقاسيها هذه الفتاة الفلسطينية للوصول إلى مدرستها يومياً، لكنّ السوريين وبخفة دم حمصية يقولون: شكراً إسرائيل، فقد تعلم النظام السوري منك أساليب الإهانة والتعذيب والتضييق على الناس في معاشهم وحياتهم، لكنّ النظام السوري قد فاقك في اختراع الأساليب، وربما كان السبب هو “مونته” على شعبه واعتباره أن شعبه لن يمانع في ممارسة شتى أنواع الظلم والذل والإهانة”، وتختم متندرة: “وظلم ذوي القربى…”.

نشطاء يؤكدون: المسيحيون ليسوا مع الأسد لكنهم صامتون

نزار عسكر

أعلنت المنظمة الآثورية الديمقراطية السورية، وهي أكبر الفصائل المسيحية المُعارضة، دعمها للثورة في سوريا، وتغيير النظام فيها. فيما أكد نشطاء على أن المسيحيين في سوريا لا يدعمون نظام الأسد لكنهم يلتزمون الصمت الآن.

ستوكهولم: جددت المنظمة الآثورية الديمقراطية، تأييدها للثورة في سوريا، في تجمع سياسي أقامته في كاتدرائية مار يعقوب النصيبيني في مدينة سودرتاليا السويدية، بمناسبة الذكرى الخامسة والخمسين لتأسيسها.

ودعت ” كافة المسيحيين في سوريا، إلى دعم مطالب الشعب السوري في الحرية والكرامة، والتأكيد على الاستمرار في ترسيخ القيم الوطنية والإنسانية المتأصلّة في نفوسهم، من خلال تقديم كلّ أشكال الدعم والمساندة لإخوتهم المنكوبين الذين دفعهم العنف والقمع إلى النزوح عن مدنهم وقراهم”.

وطالب التجمع المجتمع الدولي ” بتحمّل مسؤولياته الإنسانية والأخلاقية والقانونية، وخصوصًا مجموعة الاتصال من أجل سوريا المنبثقة عن اجتماع جنيف، ومجموعة أصدقاء سوريا، لاتخاذ مواقف واضحة وحازمة لوقف دورة العنف وحماية المدنيين، والإسراع في تطبيق النقاط الستّ لمبادرة المبعوث العربي والدولي كوفي أنّان، وعبر تدابير وآليات إلزامية تجبر النظام على تنفيذها، كخطوة لا غنى عنها للدخول في مرحلة انتقالية، تضع البلاد على طريق التحوّل الديمقراطي الصحيح، وتمنعها من الانزلاق نحو الفتن الطائفية والاقتتال الداخلي، وبما يحفظ الأمن والاستقرار في دول المنطقة”.

تجمع للمنظمة الآثورية في السويد

وقالت المنظمة إن الخيار الأمني والعسكري الذي لجأت اليه السلطات السورية ” زاد من تنامي الميل نحو العسكرة والتسلح، وحرف الثورة عن مسارها السلمي، وفتح الطريق أمام قوى التطرّف والأصولية والإرهاب، للدخول على خط الأزمة السورية خدمة لأهداف وأجندات لا تصبّ في مصلحة الشعب السوري”.

وأكدت أنّ ” قوى المعارضة الوطنية وقوى الحراك الثوري، وإن كانت قد قطعت في مؤتمر القاهرة، خطوة هامة على طريق توحيد مواقفها ورؤيتها السياسية لسوريا المستقبل، فإنّها مطالبة بأكثر من ذلك بكثير حتى ترتقي لمستوى تضحيات وتطلعات الشعب السوري”، موضحة أن ” عليها العمل بجديّة على تجاوز خلافاتها، وإكمال برامجها لكسب ثقة كافة شرائح المجتمع، وزيادة الالتحام مع قوى الثورة وتطوير قدراتها الذاتية على الصمود ومقارعة الاستبداد، ورفع وتيرة الدعم الإغاثي والإنساني للمهجّرين وأبناء المناطق المنكوبة، وتكثيف النشاط السياسي والدبلوماسي مع الأطراف الفاعلة في المجتمع الدولي، لشرح معاناة الشعب السوري وتوسيع دائرة التأييد لمطالبه العادلة”.

وقال مسؤول المنظمة الآثورية الديمقراطية في السويد سعيد يلدز، لـ ” إيلاف ” على هامش التجمع : ” إن هدف المنظمة وعملها داخل سوريا، يتركز على إسقاط النظام، فهي عضو في المجلس الوطني السوري، وأحد الفصائل المساهمة في تأسيسه”.

وعبر يلدز عن اعتقاده بأن النظام السوري ” ليس أفضل من غيره في الدفاع عن المسيحيين في سوريا، كما يعتقد البعض، فهو لا يفكر بأي شي غير الحفاظ على سلطته وكرسي الحكم”.

وأضاف أن حزبه يتفهم القلق الذي يشعر به المسيحيون من المستقبل، لكنه أكد أن أعداداً كبيرة من المسيحيين داخل سوريا تؤيد الثورة، غير أنها تخاف إظهار موقفها، خوفاً من بطش أجهزة النظام. وأوضح أن وضع المسيحيين في سوريا مختلف عن وضعهم في العراق.

لكنه استدرك أن “من الصعب في الوقت الحالي تحديد موقف أغلبية المسيحيين من النظام في سوريا حاليًا”، موضحاً أن “عدداً كبيراً من المطارنة ورجال الدين لا يؤيدون نظام الحكم، مقابل الذين يؤيدونه”. قائلاً إن ” الكثير من المسيحيين يقفون بالضد من النظام، لكنهم يخشون البوح بذلك في الوقت الحالي، لخوفهم من قواته، خصوصاً أنه يسيطر على الكثير من المدن، وإن دعايته وإعلامه يعملان كل جهدهما، من أجل تخويف المسيحيين ونشر الرعب في صفوفهم، من خلال تهويل ” الخطر الإسلامي ” عليهم”.

وقال يلدز إن “الكثير من المسيحيين في بداية الثورة لم يكونوا مع موقف منظمتنا، لكن مواقفهم تبدلت الآن وأصبحوا يؤيدون موقفنا الداعي لإسقاط النظام”.

وشدّد أن ” من مصلحة المسيحيين وغيرهم تغيير هذا النظام وإيجاد بديل ديمقراطي تعددي يحافظ على وحدة البلاد ويدافع عن مصالح وحقوق كافة أطياف الشعب السوري”.

من جهته، قال عضو اللجنة التنسيقية لدعم الثورة السورية في السويد، موريس شابو لـ ” إيلاف” إن “النشطاء المعارضين لنظام بشار الأسد في السويد، عملوا في بداية إنطلاق الثورة على تشكيل لجنة تضامنية في البرلمان السويدي، لدعم الديمقراطية في البلاد، وإنهم يعملون كل يوم على تعريف الرأي العام السويدي، بالمذابح التي تُرتكب في سوريا، لحشد التأييد لقضية الشعب السوري، من خلال التظاهرات والنشر في وسائل الإعلام السويدية”.

وحول الموقفين الأوروبي والسويدي من الثورة السورية، قال شابو : ” إن الموقف الأوروبي أشجع من السويدي كحكومة، فالموقف السويدي الرسمي باهت وبارد من الثورة ، لكن الكثير من الساسة يدعمون قضية الديمقراطية في سوريا، وهو ما نلاحظه بشكل يومي”.

وبخصوص موقف المسيحيين السوريين من الثورة، قال “إن السواد الأعظم من شعبنا صامت في الوقت الحالي، خوفاً من أجهزة النظام، لكن غالبيته بتقديري ليس مع النظام”. وأشار الى ” وجود منتفعين من النظام يدافعون عنه ليس فقط من المسيحيين وإنما من كل الطوائف”.

 معارك طاحنة في دمشق.. وموجة انشقاقات جديدة تزيد عزلة الأسد

بيروت: ليال أبو رحال دمشق ـ لندن: «الشرق الأوسط»

وقعت أمس واحدة من أعنف المعارك وأشرسها حتى الآن داخل حدود العاصمة السورية دمشق، حيث خاض مقاتلو المعارضة قتالا ضاريا في وضح النهار مع قوات الرئيس السوري بشار الأسد في حي التضامن جنوب العاصمة. وفي ضربة قاصمة أخرى للنظام اتسعت خلال الـ24 ساعة الماضية دائرة الانشقاقات التي شملت 17 ضابطا في الرستن و5 آخرين، بينهم عميدان وعقيدان في درعا، وتوجت بتأكيد انشقاق السفير السوري لدى روسيا البيضاء.

وبينما سقط أمس أكثر من 60 قتيلا بنيران القوات النظامية السورية في عدة مناطق من البلاد أغلبهم في حمص ودير الزور والرستن، اندلع قتال شرس في دمشق. وقال الناشط سمير الشامي لدى تفجر المعارك إن «القتال ما زال دائرا في حي التضامن الفقير بعد معارك متواصلة طوال الليل في حي الحجر الأسود»، وأضاف أن «أصوات إطلاق النار تتردد بكثافة والدخان يتصاعد من المنطقة». ونقل شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» تعرض حي التضامن لقصف عنيف أوقع عشرات الجرحى. ودخل القصف اسبوعه السادس في حمص أمس حيث ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان، أن المحافظة شهدت مقتل 10 مدنيين، جراء القصف.

في غضون ذلك، تأكدت أنباء انشقاق السفير السوري لدى روسيا البيضاء فاروق طه، وقالت مصادر في المجلس الوطني السوري لـ«الشرق الأوسط» إن «النظام أعفاه من منصبه كسفير قبل 6 أشهر، واستدعاه للالتحاق بوزارة الخارجية في دمشق، لكنه لم يمتثل وأعلن انشقاقه أمس».

                      في موازاة ذلك، أعلن نائب قائد الجيش السوري الحر العقيد مالك الكردي، لـ«الشرق الأوسط»، عن «انشقاق 17 ضابطا من وحدات مختلفة ورتب متعددة من عقيد حتى ملازم، يتحدرون من منطقة الرستن، منذ يومين». وفي درعا، أعلن عدد من الضباط برتب عالية انشقاقهم بينهم عميدان وعقيدان ورائد، كما أعلن انشقاق رئيس فرع الأمن السياسي بمدينة دمشق.

من ناحيتها، ذكرت مصادر إعلامية سورية أن عشرات من رجال الأعمال في مدينة حلب ودمشق نقلوا عائلاتهم وأعمالهم لخارج البلاد بسبب اضطراب الأوضاع الأمنية والاحتجاجات المستمرة ضد النظام.

الى ذلك أبدت السعودية استهجانها من تصريحات صادرة عن مسؤول روسي بشأن المملكة. وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية «نامل ان لا تكون (التصريحات) تهدف لصرف النظر عن مجازر النظام السوري ضد شعبه».

معارك ضارية داخل دمشق.. وتجار حلب ينقلون عائلاتهم وأعمالهم إلى الخارج

عشرات القتلى في حمص والرستن ودير الزور.. والجيش الحر يناشد العالم إجلاء المدنيين من الأحياء المحاصرة

لندن – بيروت – دمشق: «الشرق الأوسط»

في واحدة من أعنف المعارك التي وقعت داخل حدود العاصمة السورية، دمشق، وأثناء النهار حتى الآن، خاض مقاتلو المعارضة قتالا ضاريا مع قوات الرئيس السوري بشار الأسد في أحياء جنوب العاصمة، في دلالة واضحة على ضعف قدرة النظام على حفظ الأمن حتى في دمشق، واقتراب المعارك من «عرين الأسد». وبينما لم تعرف حصيلة الضحايا في حي التضامن الدمشقي الفقير الذي شهد العمليات القتالية، سقط أكثر من 60 قتيلا، حتى ساعة إعداد هذا التقرير، بنيران القوات النظامية السورية في عدة مناطق من البلاد، أمس، أغلبهم في حمص ودير الزور والرستن.

وقال الناشط سمير الشامي لدى اندلاع المعارك أمس إن «القتال ما زال دائرا في حي التضامن الفقير بعد معارك متواصلة طوال الليل في حي الحجر الأسود»، وأضاف متحدثا إلى «رويترز» من دمشق، عن طريق موقع «سكايب» أن «أصوات إطلاق النار تتردد بكثافة والدخان يتصاعد من المنطقة». وتابع قائلا: «هناك بالفعل عدد من الجرحى، والسكان يحاولون الفرار من المنطقة». كما عرض لقطات حية للدخان يتصاعد فوق مباني الحي، مؤكدا أن عربات مدرعة تتوجه نحو جنوب الحي.

ونقل شهود عيان آخرون لـ«الشرق الأوسط» تعرض حي التضامن لقصف عنيف أوقع عشرات الجرحى.

ولفت المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان إلى أن حي التضامن الدمشقي «يتعرض لقصف من قبل القوات النظامية»، مضيفا أن عددا من القذائف «سقط على منطقة القرشي في دمشق».

وأشار إلى أن «أصوات إطلاق رصاص كثيف تسمع في حي التضامن والحجر الأسود، مترافقة مع سماع أصوات انفجارات وسط معلومات عن سقوط جرحى».

وشهدت دمشق أيضا، استهداف حافلة كانت تقل عناصر من القوات النظامية بعبوة ناسفة على طريق المتحلق الجنوبي بالقرب من حي الزهور، مما أدى إلى كثير من الإصابات، حسب المرصد. وقال سكان إنهم سمعوا انفجارا قويا أعقبه دوي لأبواق سيارات الإسعاف التي هرعت باتجاه الطريق الدائري بجنوب دمشق قرب حي الميدان. وأفاد بعض النشطاء بأن أكثر من عنصر من قوات الأمن قتل في الهجوم، لكن آخرين قالوا إنه لم يسقط قتلى، وإنما جريح واحد. وأضافوا أن الانفجار سببته فيما يبدو عبوة ناسفة بدائية الصنع كانت مثبتة بالحافلة.

وتركزت عمليات القصف، أمس، على مدينتي حمص والرستن وسط البلاد، وبلغت حصيلة القتلى ما لا يقل عن 18 من القوات النظامية خلال الاشتباكات مع المقاتلين المعارضين، هم 6 في سلقين و3 في جسر الشغور بريف إدلب (شمال غرب)، و3 في اعزاز بريف حلب (شمال)، و5 في محافظة دير الزور (شرق) و3 في محافظة درعا (جنوب)، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أشار أيضا إلى سقوط 12 مقاتلا معارضا، بينهم 4 من المنشقين قتلوا خلال اشتباكات مع القوات النظامية في دير الزور وإدلب ودمشق.

وأوضح المرصد في بيان أن محافظة حمص وسط البلاد شهدت مقتل 10 مدنيين، هم 4 في مدينة حمص بينهم اثنان جراء القصف على حي الخالدية ومدني متأثرا بجراح أصيب بها في حي بابا عمرو، وآخر قتل برصاص قناص بحي باب هود، بالإضافة إلى مدني في مدينة القصير، و5 مدنيين في بلدة الرستن بريف حمص.

وتطرق الناطق باسم الهيئة العامة للثورة السورية في حمص، هادي العبد الله، في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية من المدينة إلى الوضع التمويني في أحياء جورة الشياح والقصير والخالدية والقرابيص، وكذلك في حمص القديمة، وقال إنه يتم «تأمين ما لا يتعدى 10 في المائة من المواد الغذائية لهذه المناطق وبعد عمليات خطرة من قبل عناصر الجيش السوري الحر». وبدوره، وجه الجيش السوري الحر نداء لإخلاء المدنيين من الأحياء المحاصرة في حمص القديمة التي تتعرض للقصف العنيف منذ 39 يوما.

وفي محافظة دير الزور شرق البلاد، أفاد المرصد بسقوط 7 قتلى بينهم 4 مدنيين في مدينة دير الزور إثر سقوط قذائف، ومقاتل معارض في مدينة البوكمال، ومقاتلين معارضين، أحدهما قائد كتيبة، سقطا خلال اشتباكات في محيط حقل العمر النفطي.

وفي محافظة حماه (وسط)، تتعرض بلدة قلعة المضيق للقصف من قبل القوات النظامية السورية، مما أسفر عن مقتل مواطنين اثنين وإصابة آخرين بجراح، بحسب المرصد.

وشمالا في ريف حلب، قتل ثلاثة أشخاص، أحدهم مقاتل معارض في اشتباكات على مداخل مدينة اعزاز، بالإضافة إلى مدنيين اثنين أحدهما طفل إثر إطلاق نار في مدينة الباب.

وكانت بلدات في ناحية الأتارب بمحافظة حلب تعرضت مساء أول من أمس لقصف عنيف استمر قرابة ست ساعات.

وعلى بعد نحو 30 كلم إلى الغرب من مدينة حلب (شمال)، ثاني كبرى المدن السورية، قال مسؤول ميداني من مقاتلي المعارضة إن مدفعية القوات النظامية المنصوبة في بلدة أورم الصغرى (20 كلم تقريبا غرب حلب) تشن قصفا عنيفا على بلدات الجينة وأبين وزردنا، وهي بلدات مجاورة لأورم الصغرى تتبع جميعها ناحية الأتارب.

وذكرت المصادر أن وتيرة القصف كانت بمعدل قذيفة كل دقيقتين إلى ثلاث دقائق على الأكثر، اعتبارا من الساعة 18:00 (15:00 ت.غ) من مساء السبت واستمر الوضع على حاله حتى منتصف الليل (21:00 ت.غ) ثم خفت حدته لتصبح الفترة الزمنية الفاصلة بين القذيفة والأخرى نحو ربع ساعة.

وفي محافظة إدلب (شمال غرب) لفت المرصد السوري أمس إلى سقوط مقاتلين معارضين اثنين إثر إطلاق نار من رشاشات ثقيلة في بلدة سلقين التي تدور على مداخلها اشتباكات بين القوات النظامية والمعارضين.

وفي مدينة درعا جنوبا، قتل خمسة أشخاص، أحدهم متأثرا بجراح أصيب بها جراء القصف على مخيم النازحين ومدني ثان بالإضافة إلى اثنين من المقاتلين المعارضين خلال اقتحام القوات النظامية أحياء الكرك ودرعا البلد، وفي الريف قتل مدني برصاص أحد الحواجز العسكرية في بلدة بصر الحرير، بحسب المرصد.

وفي محافظة اللاذقية شمال غرب، تتعرض بلدة سلمى والقرى المجاورة لها في جبل الأكراد لقصف عنيف من القوات النظامية.

إلى ذلك، ذكرت مصادر إعلامية سوريا أن عشرات من رجال الأعمال في مدينة حلب (شمال سوريا) نقلوا عائلاتهم وأعمالهم لخارج البلاد بسبب اضطراب الأوضاع الأمنية والاحتجاجات المستمرة ضد النظام.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن موقع «الاقتصادي» الإخباري السوري أن «حالات تأمين العائلات ونقل إدارة الأعمال للخارج، كانت تفاديا لحالات خطف وقتل، كما جرى مع عدد من الصناعيين والتجار في بعض مناطق حلب، كان آخرهم رجل الأعمال عمار الويس».

وأشار الموقع إلى كثير من الحوادث التي شهدتها منشآت صناعية وتجارية في المدينة، منها الحرائق التي نشبت في مصنع رجل الأعمال بسام العلبي والسطو على 250 سيارة لشركة «ملوك» في حلب، والحريق الذي نشب في معمل الفرقان للخيوط النسيجية، وسرقة 31 شاحنة محملة بالبضائع تعود لشركة «جود».

وحسب الموقع، فإن الوضع في العاصمة دمشق ليس بعيدا عنه في حلب بالنسبة لرجال الأعمال، حيث نقل المئات من رجال الأعمال الذين كانوا يعملون في دمشق أعمالهم إلى بعض البلدان المجاورة العربية والأجنبية.

وقال الموقع الاقتصادي إنه جرى إخراج مئات الملايين من الدولارات إلى الخارج كما أن الاقتصاد السوري خسر كثيرا من الفرص الاستثمارية، مما شكل ضغطا على الاقتصاد، وزاد في نسبة البطالة، التي ارتفعت إلى أكثر من 40 في المائة في بعض الأحيان، وفقا لتقارير رسمية وغير رسمية.

والمفارقة في الموضوع أن مالك موقع «الاقتصادي» الإلكتروني رجل الأعمال الشاب السوري عبد السلام هيكل نقل جزءا من أعماله إلى لبنان، ووضع لنفسه كغيره موطئ قدم في بيروت.

وكان بشار النوري أحد أعضاء غرفة تجارة دمشق قد أعلن، أول من أمس، أن كثيرا من تجار دمشق قد يعلنون إفلاسهم في الفترة المقبلة.

بوتين يلتقي أنان غدا تأكيدا على دعم موسكو لخطته ذات النقاط الست

كي مون يدعو الصين لاستخدام نفوذها لتطبيق خطة المبعوث الدولي

موسكو: سامي عمارة

كشفت مصادر الجهاز الصحافي للكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيستقبل كوفي أنان، مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، غدا. وقالت المصادر في بيانها الصادر أمس إنه من المقرر أن يتناول اللقاء تأكيد مواقف موسكو المؤيدة لخطة التسوية السلمية ذات النقاط الست، التي طرحها أنان سبيلا للخروج من الأزمة الراهنة في سوريا.

وأشارت إلى أن الجانب الروسي ينطلق في ذلك من أن هذه الخطة تعتبر الأرضية العملية الوحيدة لتقرير حل للمشكلة السورية. ومن المقرر أن يلتقي سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسية، المبعوث الأممي غدا، حيث قالت مصادر الخارجية إن الجانبين سوف يناقشان آخر تطورات الوضع الراهن على ضوء اللقاءات الأخيرة التي أجرياها مع مختلف الأطراف المعنية، بما فيها المعارضة وعدد من بلدان الجوار التي تسميها موسكو بـ«اللاعبين الخارجيين»، ومدى التزام هذه الأطراف بتنفيذ ما جاء في بيان جنيف، في نفس الوقت الذي أعلنت فيه موسكو وبكين معارضتهما لأي تحرك من جانب الأمم المتحدة يقضي بفرض عقوبات ضد نظام الأسد أو أي قرار يجيز تطبيق البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة لوقف العنف في سوريا. وكانت وكالة أنباء «يونايتد برس» نقلت عن مارتن نيسيركي، المتحدث باسم الأمين العام قوله إن مون أجرى اتصالا هاتفيا بوزير الخارجية الصيني يانغ جيشي، بحثا خلاله الوضع في سوريا والضرورة الملحة لوقف العنف فورا وطالبه بأن تستخدم بكين «نفوذها»، من أجل أن يتم تطبيق خطة المبعوث الدولي لوقف العنف.

وقال نيسيركي إن الأمين العام «طلب من الصين أن تستخدم نفوذها من أجل أن يتم التطبيق الكامل والفوري لخطة النقاط الست (خطة أنان) وبيان مجموعة العمل حول سوريا» الصادر في جنيف، الذي ينص على عملية انتقال سياسي في سوريا.

وترفض الصين اعتبار حكومة الرئيس السوري بشار الأسد الجهة الرئيسية المسؤولة عن أعمال العنف التي أوقعت أكثر من 17 ألف قتيل في سوريا منذ مارس (آذار) 2011، متهمة في ذلك السلطة والمعارضة على حد سواء. ويزور بان الصين الأسبوع المقبل للمشاركة في المؤتمر الوزاري لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي، وسيلتقي خلال زيارته المسؤولين الصينيين.

اللواء سلو: نسيطر على 60% من الأراضي السورية.. ونطلب من «الناتو» توجيه ضربتين للقصر الجمهوري

كشف لـ «الشرق الأوسط» عن مسعى المعارضة لمحاكمة العربي وأنان.. وشكك بانشقاق طلاس

بيروت: بولا أسطيح

كشف اللواء عدنان سلو قائد «القيادة العسكرية المشتركة للثورة السورية» رئيس أركان الحرب الكيماوية السابق، عن أن هناك مسعى لدى قوى المعارضة السورية وبالتحديد لدى القيادة العسكرية المشتركة لمحاكمة أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي والموفد الدولي كوفي أنان، لـ«كونهما شريكين أساسيين في ذبح الشعب السوري بالتواطؤ مع نظام بشار الأسد».

وبينما أكد سلو أن مبادرة أنان لم تعد موجودة في ظل تمادي النظام بمجازره، قال لـ«الشرق الأوسط» في حوار عبر الهاتف إن القوة العسكرية والشعبية وحدها القادرة على إسقاط النظام، خاصة في ظل ما نشهده من مؤامرات كونية لقتل الشعب السوري.

وجزم سلو بسيطرة العناصر التابعة للقيادة العسكرية المشتركة للثورة على أكثر من 60 في المائة من الأراضي السورية، مشيرا إلى أن هذه النسبة ترتفع خلال الليل. وأضاف: «كل ما نطلبه من قوات الناتو (حلف شمال الأطلسي) ضربتان جويتان على القصر الجمهوري ليسقط النظام لكوننا قادرين على السيطرة على كامل المدن السورية بعد ذلك».

وشدد سلو على وجوب الفصل بين النظام الروسي الاستبدادي والديكتاتوري والشعب الروسي الذي يعاني ما يعانيه الشعب السوري من ديكتاتورية، مستهجنا عودة روسيا دولة قوية على الصعيد العالمي من خلال استثمار دماء السوريين.

وإذ توقع سلو ألا يكون انشقاق العميد مناف طلاس حقيقيا، دعاه للالتحاق بالثوار وبالقيادة المشتركة في تركيا، معلنا رفضه القاطع لتولي طلاس رئاسة حكومة انتقالية كما كانت قد طرحت هيئة التنسيق المحلية.

وتطرق سلو للموقف اللبناني من الثورة السورية واصفا إياه بـ«الهزيل»، معتبرا أن رئيس الحكومة اللبنانية التي يسيطر عليها حزب الله هو «عميل»، مؤكدا أنه لا يوجد مخيمات تدريب للعناصر المنشقة في شمال لبنان بل مخيمات لتدريب عناصر حزب الله والعناصر التابعة للنظام السوري. وقال: «نحن نرفض عملية خطف اللبنانيين الـ11 وقد نسعى للإفراج عنهم».

وفي ما يلي تفاصيل الحوار مع اللواء عدنان سلو:

* لماذا تأخرتم بالانشقاق عن النظام؟ وما الذي جعلكم تتخذون هذا القرار في يونيو (حزيران) الماضي؟

– قررت الانشقاق في أول يوم خرج به السوريون إلى الشوارع للمناداة بإسقاط النظام فلاقتهم قوات الأمن بالرصاص، ولكن الظروف الأمنية لم تكن تسمح لي بالانشقاق خاصة أن النظام ينتقم من عوائل الضباط والعناصر المنشقين، وفور أن تمكنت مؤخرا من تأمين خروج أفراد عائلتي من سوريا باتجاه تركيا أقدمت على الخطوة التي كنت أنوي القيام بها منذ مارس (آذار) 2011.

* كيف تبدو سوريا اليوم؟ ما صحة ما يحكى عن فقدان النظام السيطرة على قسم كبير من الأراضي؟ وكم نسبة من لا يزالون يؤيدون الرئيس السوري بشار الأسد؟

– النظام الاستبدادي الطائفي لم يعد يحظى إلا بتأييد بعض الأقليات التي لا تتعدى الـ20 في المائة من مجمل السوريين، وكل حديث عن 40 في المائة ما زالوا يدعمون الأسد هو كلام خاطئ لا يمت للحقيقة بصلة. أما في ما يخص سيطرة النظام، فلا شك أنه نظام مخابراتي بالدرجة الأولى، وبالتالي هو يزرع رجال المخابرات في كل حي وبيت ومؤسسة لكن ما نجزم به أن العناصر التابعة للقيادة العسكرية المشتركة للثورة باتت تسيطر على 60 في المائة من مجمل المناطق السورية، وهي نسبة ترتفع خلال ساعات الليل، إذ نتمكن من السيطرة على مناطق أوسع.

* هل ما زلتم تعولون على مبادرة أنان؟ وما السبيل في نظركم لإسقاط النظام؟

– نحن لم نعد نعول إلا على أنفسنا، وبالتالي نعتقد أن القوة العسكرية والشعبية وحدها القادرة على إسقاط النظام، خاصة في ظل ما نشهده من مؤامرات كونية لقتل الشعب السوري. أما في ما يخص مبادرة أنان فنعتبرها غير موجودة، لا بل أكثر من ذلك فنحن كقوى معارضة وبالتحديد كقيادة عسكرية مشتركة نسعى وسنجتمع مع مجموعة من المحامين لتبيان الإجراءات الواجب اتخاذها لمحاكمة أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي والموفد الدولي كوفي أنان أمام المحكمة الجنائية الدولية باعتبارهما شريكين أساسيين في الجرائم التي يرتكبها النظام السوري ومتواطئين معه.

* هل تعتقدون أنكم قادرون وبالقدرات العسكرية المحدودة التي لديكم على إسقاط النظام، أو تعولون على تدخل عسكري غربي؟

– كما سبق أن قلت نحن نعلم تماما أن السوريين هم من سيسقطون النظام، إلا أن كل ما نطلبه من قوات «الناتو» ضربتان جويتان على القصر الجمهوري ليسقط النظام، لكوننا قادرين بعد ذلك على السيطرة على كامل المدن السورية.

* كيف تتعاملون مع الموقف الروسي من الأزمة السورية؟

– نعتقد أولا أنه ينبغي التمييز ما بين الشعب الروسي صديق الشعب السوري وما بين النظام الروسي الديكتاتوري والاستبدادي، إذ إننا نعلم تماما أن ما يعانيه الشعب السوري من ديكتاتورية يعانيه الشعب الروسي الذي خرج منه أكثر من 100 ألف للتظاهر في موسكو ضد سياسات بوتين.. الشعب الروسي شعب طيب ولطالما كان صديقا لشعبنا لكن النظام الروسي هو من يسعى اليوم لإظهار روسيا القوية على الصعيد العالمي مستثمرا الدماء السورية، وبالتالي نحن لا نعتقد أن كل المساعي السياسية والدبلوماسية التي تقوم بها أطراف المعارضة السورية لتغيير الموقف الروسي ستلقى آذانا مصغية لديهم.

* البعض يشكك بانشقاق العميد مناف طلاس ويتخوف من أن تكون مؤامرة على الثورة، ما رأيكم في الموضوع؟ وهل توافقون على ما طرحه ميشيل كيلو في ما يخص ترؤس طلاس لحكومة انتقالية؟

– حتى الساعة لم نسمع من العميد طلاس إعلانا رسميا عن انشقاقه، وبالتالي نتوقع ألا يكون انشقاقه حقيقيا، لكونه لم ينضم إلينا أو حتى يتواصل معنا. هو مدعو اليوم في حال كانت الخطوة التي اتخذها حقيقية للالتحاق بالثوار وبالقيادة المشتركة في تركيا ليعلن ذلك للعالم بأسره. أما في ما يخص ما طرحه كيلو وهيئة التنسيق المحلية فهو مرفوض رفضا قاطعا ولا أحد يقبل به.

* كيف تتعاطون مع موقف لبنان الرسمي من الأزمة السورية؟ وما صحة ما يحكى عن مخيمات تدريب للجيش الحر في شمال لبنان؟

– الموقف اللبناني موقف «هزيل وضعيف»، كما أن نجيب ميقاتي رئيس الحكومة التي يسيطر عليها حزب الله هو «عميل»، فكيف تقرأون إذن تجميد المساعدات الإنسانية التي كانت تقدم للنازحين إلى لبنان؟!.. يمكن القول باختصار إن الحكومة اللبنانية متواطئة مع النظام ضد اللاجئين.

أما في ما يخص المنطقة العازلة في لبنان فهو أمر لا نتوقعه من الحكومة في لبنان مع أننا نتمناه، ونؤكد أنه لا مخيمات تدريبية للجيش الحر في شمال لبنان كما يحلو للبعض القول، وإن صح وجود مخيمات فهي مخيمات لتدريب عناصر حزب الله والعناصر التابعة للنظام السوري.

* هل لديكم أي معلومات عن المخطوفين اللبنانيين الـ11؟ وهل تؤيدون هذه العملية؟

– نحن بالطبع لا نؤيد عمليات خطف الأبرياء. نحن نعلم من هي المجموعة التي اختطفتهم ولكن حتى الساعة لا تواصل معها، وقد نقوم بمساع للإفراج عنهم.

* باعتبار أنك كنت رئيس أركان الحرب الكيماوية، هل تشاركون الغرب تخوفه من أن يكون النظام السوري ينقل السلاح الكيماوي الذي لديه إلى حزب الله أو إيران؟

– السلاح الكيماوي هو سلاح الدول الفقيرة، سهل الصنع ورخيص التكاليف. وما تملكه سوريا أستبعد أن يستخدم بالداخل لعلم النظام أن هذا السلاح سيقضي على مؤيديه ومعارضيه. أما في ما يخص إمكانية نقله للخارج فهو أمر مستبعد.

* أنتم تترأسون اليوم القيادة العسكرية المشتركة للثورة، إلى أي مدى تمكنتم من توحيد المعارضة المسلحة؟ وهل استجابت لكم الفصائل في الداخل؟

– القيادة المشتركة تمثل حاليا القسم الأكبر من المعارضة المسلحة وفصائل الداخل ونحن نسعى حاليا للتواصل مع ما تبقى من فصائل لتنتدب ممثلا عنها في القيادة ليكون بذلك العمل العسكري موحدا تحت مظلة القيادة التي تحمل مشروعا ليس فقط لإسقاط النظام بل لقيادة المرحلة الانتقالية بعد الأسد.

رئيس فرع الأمن السياسي بدمشق ينضم إلى قوافل الضباط المنشقين

الشيشكلي لـ«الشرق الأوسط»: دبلوماسيون في سفارات عربية وأجنبية جاهزون للانشقاق

بيروت: ليال أبو رحال

أعلن قائد المجلس العسكري في محافظة السويداء إعادة تشكيل المجلس العسكري الذي يشرف على أعمال الجيش السوري الحر في منطقة السويداء، فيما توالى الإعلان عن انشقاق عسكريين من الجيش النظامي السوري وانضمامهم للجيش السوري الحر. وفي موازاة تأكيد ناشطين في محافظة درعا انشقاق عدد من الضباط، أعلن نائب قائد الجيش السوري الحر، العقيد مالك الكردي، لـ«الشرق الأوسط»، «انشقاق 17 ضابطا من وحدات مختلفة ورتب متعددة من عقيد حتى ملازم، يتحدرون من منطقة الرستن منذ يومين»، وقال إنهم باتوا جميعا في مكان آمن بعدما تم تنسيق انشقاقهم بوقت واحد مع الجيش الحر.

ورأى الكردي أن «ازدياد وتيرة الانشقاقات مؤشر على ضعف النظام وانحدار خطه البياني باتجاه السقوط المحتم، وهو بات اليوم غير قادر على ضبط وحداته وغير متوازن، ومن شأن اعتماده لمكيال الطائفية أن يؤدي إلى ردة فعل طائفية في صفوف العسكريين ضده». وكشف عن أن «عشرات عمليات الانشقاق تحصل يوميا»، قائلا: «إننا ننتظر في الأيام القليلة المقبلة انشقاقات عدة برتب مميزة».

وفي درعا أعلن عدد من الضباط برتب عالية انشقاقهم في بلدة محجة، وعرف من المنشقين كل من العميد الركن فايز المجاريش، من قيادة المنطقة الجنوبية ورئيس فرع العمليات، والعميد الركن كامل المجاريش، رئيس فرع هندسة الفرقة الأولى، والعقيد محمود مرزوق، من الدفاع الجوي، والعقيد الطيار الركن إسماعيل عبد الرحمن الأيوب، والرائد طارق اليونس. وكان مجلس قيادة الثورة في دمشق أكد انشقاق رئيس فرع الأمن السياسي بمدينة دمشق العميد عبد الرحمن الطحطوح، وهو من أبناء دير الزور، وانضمامه لكتائب «الصحابة».أما في السويداء، فقد أعلن قائد المجلس العسكري، المقدم حافظ جاد الكريم فرج، إعادة تشكيل المجلس، داعيا «الشباب من أبناء هذه المحافظة من مدنيين وعسكريين للانضمام إلى إخوانهم في الجيش السوري الحر والعمل في الحراك الثوري تحت راية الوطن الواحد لرد الظلم عن شعبنا الأبي وإعادة شموخه من جديد».

وقال في شريط فيديو على موقع «يوتيوب»: «طوال 40 عاما عمل النظام الحاكم على عزل جبل العرب الأشم وقتل روح النخوة والشهامة التي يتمتع بها أبناؤه بأسلوب انتهجه مع كل المحافظات السورية، آملا في القضاء على تاريخ كامل من اللحمة الوطنية بين مكونات المجتمع السوري، وخصوصا ما يسميه النظام بالأقليات، واضعا كذلك أبناءه في مواجهة مع باقي أبناء الشعب السوري العظيم».

وأكد المقدم المنشق: «إننا لن ننسى ماذا فعل النظام في العام 2000 واحتلاله السويداء عبر الدبابات وعصابات وقتله للأبرياء»، معلنا «إعادة تشكيل المجلس العسكري الذي يشرف على أعمال الجيش السوري الحر في محافظة السويداء، وقد وضعنا نصب أعيننا تحرير كل شبر من سوريا من شبيحة هذا النظام وعملائه».

وتعليقا على ازدياد وتيرة الانشقاقات، أكد عضو المجلس الوطني السوري، أديب الشيشكلي، لـ«الشرق الأوسط»، أن «الانشقاقات تتوسع في القطاعات الأمنية والدبلوماسية والإدارية»، متحدثا عن «تعاون رجال أمن مع ناشطين ومتظاهرين». وتوقع حصول «انشقاقات برتب عالية في ظل حركة اتصالات واسعة تتم مع دبلوماسيين في سفارات عربية وغربية»، مؤكدا أن «عددا كبيرا منهم جاهز للانشقاق عندما يفيد انشقاقهم، والإعلان عنهم لا يفيد الثورة اليوم».

ولفت الشيشكلي إلى أن «المنشقين يدلون بمعلومات أكيدة عن منشقين صامتين كثيرين يخدمون الثورة من خلال بقائهم في أماكنهم»، جازما بأن «أكثر من 50 في المائة من المدنيين الإداريين يؤيدون الثورة، وهم لا يقومون بأي دور سياسي أو عسكري أو أمني».

المجلس الوطني يطالب أوباما بالتحرك ونواف الفارس يتهم النظام بالتعاون مع “القاعدة

جنوب دمشق ينتفض ضد الأسد

                                            ضاقت الحلقة حول الرئيس السوري بشار الأسد بوصول أعنف الاشتباكات في دمشق منذ بدء الثورة قبل نحو 16 شهراً إلى مناطق جديدة من العاصمة السورية، ما اضطر قوات النظام إلى إغلاق طريق مطار دمشق الدولي في محاولة لمحاصرة انتفاضة الأحياء الدمشقية الجنوبية والجنوبية الغربية.

وفي انتقاد لتلكؤ الولايات المتحدة عن القيام بعمل مباشر لوضع حد لأعمال العنف التي يذهب ضحيتها آلاف السوريين، دعا رئيس المجلس الوطني السوري عبدالباسط سيدا الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى عدم انتظار الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني المقبل وأن يتحرك فوراً قبل “انفجار منطقة الشرق الأوسط برمتها”.

واتهم السفير المنشق نواف الفارس النظام الحاكم في سوريا بالتعاون مع متطرفين من تنظيم القاعدة ضد المعارضين فى كل من سوريا والعراق.

ميدانياً، وفي أعنف معارك تجري في دمشق منذ بدء الثورة ضد الرئيس السوري، قال نشطاء ان تلك الاشتباكات انتقلت الى حي جديد أمس.

وقال نشطاء في العاصمة ان جيش النظام أغلق الطريق المؤدي الى مطار دمشق الدولي ويحاول تطويق مقاتلي المعارضة في الأحياء الجنوبية مثل التضامن والحجر الأسود في محاولة لسحق الانتفاضة داخل دمشق، وأن القتال امتد الى حي اللوان على المشارف الجنوبية الغربية للعاصمة.

وقال نشط طلب عدم نشر اسمه “هناك مئات المقاتلين في دمشق الآن وسنرى.. إذا تمكن النظام من سحق المقاتلين في حي التضامن فستتوقف الاشتباكات، لكن إذا لم يستطع فقد يتسع نطاقها”.

وقالت الهيئة العامة للثورة السورية ان قذائف هاون استهدفت ايضا حي القدام الشديد الكثافة السكانية ما ادى الى وقوع عدد من الجرحى.

ونقلت لجان التنسيق المحلية ان سحبا من الدخان شوهدت فوق حي التضامن، وأن انفجارات قوية تسمع في نهر عايشة، وأرفقت الخبر بفيديو تظهر فيه سحب الدخان فوق مبان في العاصمة السورية.

وذكرت الوكالة السورية للانباء (سانا) ان “مجموعة ارهابية فجرت عبوات ناسفة في حي التضامن وتكبدت خسائر فادحة في صفوفها” من دون ان تقدم تفاصيل اضافية.

وجرت تظاهرات عدة أمس في العاصمة “تنديداً بالقصف” الذي استهدف حي التضامن.

وأفادت لجان التنسيق المحلية عن سقوط 94 شهيداً أمس برصاص قوات النظام أمس، مؤكدة استمرار القصف العنيف الذي يقوم به النظام ضد كل المناطق المنتفضة ولا سيما مدينة حمص حيث لا يزال يحاصر أكثر من ألف عائلة في محاولة للضغط من أجل الدخول إلى المدينة الثائرة ضد النظام.

ودعت بعثة المراقبين الدوليين أمس بعيد زيارتها الثانية الى بلدة التريمسة في ريف حماة، السلطات السورية الى “التوقف عن استخدام الاسلحة الثقيلة” ضد التجمعات السكنية في سوريا، بعد ان اكدت ان هذه السلطات استخدمت الاسلحة الثقيلة في هجومها على هذه البلدة في الثاني عشر من تموز الجاري، برغم نفي السلطات السورية لهذا الامر.

وجاء في بيان صادر عن المتحدثة باسم هذه البعثة سوسن غوشة ان بعثة المراقبين “تدعو الحكومة السورية الى التوقف عن استخدام الاسلحة الثقيلة في التجمعات السكنية واتخاذ كل الاجراءات اللازمة للحد من الاصابات في صفوف المدنيين”. وأكد البيان ان قوات النظام “استخدمت اسلحة مباشرة وغير مباشرة ومن ضمنها المدفعية والهاون واسلحة خفيفة” في هجومها على التريمسة.

واضاف البيان ان الخبراء العسكريين والمدنيين الذين شاركوا في زيارة البلدة اكدوا ان “اكثر من 50 منزلا احرق او دمر” في التريمسة وان “بقعا من الدماء واشلاء بشرية شوهدت في عدد من المنازل”.

وكان الناطق باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي اكد في مؤتمر صحافي عقده أمس، ان القوات السورية “لم تستخدم الطائرات ولا الدبابات ولا المدفعية” في مهاجمة التريمسة، معتبرا ان “كل كلام عن استخدام اسلحة ثقيلة في الهجوم على التريمسة عار عن الصحة”.

وأعلن رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبدالباسط سيدا امس، ان على الرئيس الاميركي باراك اوباما الا ينتظر احتمال انتخابه لولاية جديدة في تشرين الثاني وأن يتحرك فورا لوضع حد لاعمال العنف التي يذهب ضحيتها الاف الاشخاص في سوريا.

وقال سيدا في حديث لقناة “سي ان ان” “نود ان نقول للرئيس اوباما ان انتظار يوم الانتخابات لاتخاذ قرار بشأن سوريا ليس امرا مقبولا بالنسبة للسوريين”. واضاف “لا نفهم لماذا تتجاهل قوى عظمى سقوط عشرات الاف القتلى المدنيين السوريين بسبب انتخابات رئاسية يمكن للرئيس ان يفوز فيها او يخسرها”.

وطلب اوباما الذي يركز على حملة الانتخابات الرئاسية الاميركية لاعادة انتخابه في السادس من تشرين الثاني من الرئيس السوري بشار الاسد التنحي وقدم دعما ماديا للمعارضة، لكن ادارته رفضت فكرة تدخل عسكري مباشر.

ورداً على سؤال حول ما حصل في بلدة التريمسة في ريف حماه حيث قتل 150 شهيداً، اكد سيدا انه من الملح ان يتحرك قادة الدول العظمى. وقال “اذا استمر الوضع على ما هو عليه سيحصل انفجار في منطقة الشرق الاوسط برمتها. وهذا الامر سيهدد الامن والسلام في المنطقة والعالم. ولهذا السبب على الجميع التحرك قبل فوات الاوان”.

وأكد انه التقى موفدا روسيا ليطلب منه وقف دعم موسكو السياسي والعسكري للنظام السوري، وأن هذا اللقاء لم يفض الى نتيجة. وأضاف “خلال هذه المباحثات التي استمرت لاكثر من ثلاث ساعات لم تغير روسيا موقفها”. وتابع “قلنا لهم بأن يكفوا عن استخدام الفيتو في مجلس الامن الدولي. قلنا لهم بأن السوريين يقتلون باسلحة ودبابات ومدافع وقاذفات صواريخ ومروحيات روسية. واجابونا ببساطة بأنهم اوقفوا مدهم بالاسلحة”.

وأوضح سيدا “نفهم ان روسيا قوة عظمى وأن لديها ايضا مصالحها الخاصة، لكن لا يمكننا ان نقبل بأن تكون هذه المصالح على حساب دماء الشعب السوري”.

وحمل المجلس الوطني في بيان تلاه أمس عضو المجلس جورج صبرا الذي حيا نضال دمشق وحمص، مسؤولية استمرار المجازر في سوريا ولا سيما مجزرة التريمسة، إلى مجلس الأمن الدولي وجامعة الدول العربية، مطالباً الجهات الدولية بتحمل مسؤولياتها.

وقال إن بربرية النظام السوري لم تمنع الثوار من التظاهر ضد الأسد، مؤكداً انشقاق 62 ضابطاً الأسبوع الماضي، مناشدا مساعدة أكثر من 1200 عائلة محاصرة في حمص التي لا تزال تتعرض لقصف عنيف من قوات النظام.

وفي سياق مقارب، دعا السفيرالسوري السابق لدى العراق نواف الفارس الذي انشق عن النظام السوري أخيراً، الى تدخل عسكري أجنبي من أجل اطاحة الأسد.

جاء ذلك فى حديث خاص أدلى به الفارس لشبكة “سي إن إن” الاخبارية الأميركية أذاعته أمس.

واتهم السفير المنشق في حديثه النظام الحاكم في سوريا بالتعاون مع متطرفين من تنظيم القاعدة ضد المعارضين في كل من سوريا والعراق.

وقال الفارس إن بشار الأسد وقواته الأمنية مسؤولون مسؤولية مباشرة عن قتل آلاف من العراقيين وقوات التحالف لأنهم أعطوا تنظيم القاعدة كل ما يحتاجه من تدريبات وملاجئ وملاذات آمنة للاختباء فيها”. وأشار الى أن أحد الملاذات الآمنة كان في قرية السكرية الحدودية السورية التي تقع بالقرب من مدينة البوكمال الحدودية”.

وأعرب الفارس عن رفضه لما ذكرته الحكومة السورية من أن التمرد في سوريا يقوده متطرفون من تنظيم القاعدة.. واتهم دمشق بالتعاون بصورة وثيقة مع متطرفي التنظيم منذ الغزو الأميركي للعراق خلال عام 2003.

وقال إن “النظام السوري يشعر بتهديد ويشعر أيضا بأنه ربما يسقط، ولذلك فإنه عقد اتفاقا مع تنظيم القاعدة من أجل إبقاء الطريق مفتوحا الى العراق”.

وأوضح الفارس “إن المتطرفين كانوا قد بدأوا في المجيء من أنحاء العالم من خلال سوريا تحت بصر الشرطة السرية السورية التي تعتبر مسؤولة مسؤولية مباشرة عن قتل آلاف من العراقيين في العراق بالاضافة الى أميركيين وجنود من قوات التحالف”.

وقال الفارس “إننى أؤيد التدخل العسكري لأنني أعرف طبيعة هذا النظام”، وأكد أن “هذا النظام لن يرحل إلا بالقوة”، وأضاف “لقد كنت على قمة النظام السوري، ولكن ما حدث خلال العام الماضي من عمليات قتل ومذابح وتشريد لاجئين وإعلان بشار الأسد الحرب ضد الشعب السوري أدى الى إيقاف أي نوع من الأمل في حدوث إصلاح أو تغيير حقيقي”.

وأضاف السفير السوري المنشق قائلا “إنني حاولت خلال فترة العام ونصف العام الماضي إقناع النظام بتغيير معاملته للشعب، ولكنني لم أنجح فى ذلك، ولذلك فإنني قررت الانضمام الى الشعب”.

وأكد الفارس أن مسؤولية إنتهاكات حقوق الانسان في سوريا التي تتردد على نطاق واسع تقع على الرئيس السوري..، وقال “إن النظام الحاكم في سوريا نظام استبدادي وديكتاتوري، وإن هناك شخصا واحدا يعطى الأوامر، وهذا الشخص هو الرئيس”.

ديبلوماسياً يسعى مبعوث الأمم المتحدة الخاص كوفي أنان للحصول على مساعدة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في إنهاء الصراع في سوريا خلال زيارة لموسكو تبدأ اليوم في الوقت الذي يتزايد فيه الضغط على روسيا للكف عن دعم الاسد.

ويقول ديبلوماسيون إن موسكو أرسلت إشارات متباينة في تعليقاتها بشأن سوريا منذ تصعيد تدخلها الديبلوماسي في الاسبوع الاخير، لكنهم لا يتوقعون أي تغيير في موقفها في الأمم المتحدة حيث تواصل الدفاع عن الاسد.

وأعلن المركز الصحافي للكرملين أن بوتين سيجتمع مع أنان غداً بعد محادثات للمبعوث الدولي مع وزير الخارجية سيرغي لافروف اليوم. وقال الكرملين إن بوتين سيؤكد دعم موسكو لخطة أنان للسلام.

(ا ف ب، رويترز، اش ا)

“الوطني” يتهم المجتمع الدولي بالعجز بسوريا

                      حذر من نتائج كارثية لمعركتيْ دمشق وحمص

حمل المجلس الوطني السوري الجامعة العربية ومجلس الأمن الدولي مسؤولية ما آلت إليه الأمور في سوريا، ملقيا باللائمة أولا على طهران وموسكو لدعمهما النظام في قمع شعبه، وفيما أكدت أنقرة أن الرئيس بشار الأسد سيرحل، يسعى المبعوث الدولي العربي كوفي أنان -خلال زيارته موسكو- للحصول على مساعدة الرئيس فلاديمير بوتين لإنهاء العنف.

وحذر أمس المجلس المعارض -في بيان تلاه من إسطنبول المتحدث الرسمي باسمه جورج صبرة- المجتمع الدولي “المتردد والعاجز” من “النتائج الكارثية لمعارك المصير” التي تشهدها دمشق وحمص.

وأكد أن نظام الأسد حوّل العاصمة إلى “ساحة حرب يشنها على الأحياء الثائرة”، مضيفا أن المجلس “يضع المجتمع الدولي المتردد والعاجز أمام مسؤولياته، فحماية أرواح السوريين أهم من أي معاهدات واتفاقات”.

وأضاف نحمل الجامعة العربية ومجلس الأمن النتائج الكارثية المترتبة على ما يجري هذه الساعات في كل من دمشق وحمص التي يقبع فيها نحو “1200 أسرة تحت الحصار الخانق”.

ووضع المجلس الوطني في بيانه مسؤولية ما يجري على عاتق روسيا وإيران اللتين “تدعمان النظام وتزودانه بكل أشكال الدعم والسلاح وآلة الموت والدمار” في مواجهة “أناس يتصدون بصدورهم العارية لقوة القهر”.

وانشق في الأسبوع الفائت وحده 62 ضابطا من مختلف الرتب، حسب بيان المجلس.

أوشك الرحيل

وفي السياق، أعلن أمس رئيس المجلس عبد الباسط سيدا أن على الرئيس الأميركي باراك أوباما ألا ينتظر احتمال انتخابه لولاية جديدة في نوفمبر/تشرين الثاني، والتحرك فورا لوضع حد لأعمال العنف في سوريا.

وقال سيدا -في حديث لقناة سي أن أن- إنه لا يفهم سبب تجاهل قوى عظمى سقوط عشرات آلاف القتلى المدنيين بسبب انتخابات رئاسية يمكن للرئيس “أن يفوز فيها أو يخسرها”.

وأكد أنه التقى المسؤولين الروس ليطلب منهم وقف دعم موسكو السياسي والعسكري للنظام، والكف عن استخدام الفيتو في مجلس الأمن الدولي، وأوضح لهم أن السوريين يقتلون بأسلحة ودبابات ومدافع وقاذفات صواريخ ومروحيات روسية. لكنهم أجابوا “ببساطة بأنهم أوقفوا مدهم بالأسلحة”.

في غضون ذلك، قال أمس رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن نظام الأسد أوشك على الرحيل.

وذكر أردوغان -في تصريحات أوردتها وكالة “الأناضول” التركية للأنباء- أن “المذابح البشعة والأعمال الوحشية غير الإنسانية في سوريا تشير إلى السقوط الحتمي لنظام الأسد”.

موسكو وطهران

وقال الزعيم التركي -في اجتماع لحزبه “العدالة والتنمية” الحاكم- إن نظام الأسد هاجم قرية التريمسة بحماة بالأسلحة الثقيلة، مما أدى إلى مقتل حوالي 270 شخصا بينهم نساء وأطفال.

وخلص أردوغان إلى أن الذين هاجموا شعبهم سيسقطون، وأن “كل المستبدين جبناء، والمتعطشين للدماء سيدفعون الثمن عاجلا أم آجلا”.

وفي إطار المباحثات بشأن القرار الأممي المرتقب بشأن سوريا، يتوجه أنان إلى روسيا والصين للقاء قادة الدولتين اللتين توفران غطاء دوليا لنظام الأسد، وسبق لهما أن استخدمتا حق النقض (الفيتو) مرتين في مجلس الأمن لمنع صدور قرار يدين النظام السوري.

وأعلن المركز الصحفي للكرملين أن بوتين سيجتمع مع أنان الثلاثاء بعد محادثات مع وزير الخارجية سيرغي لافروف اليوم الاثنين.

وقال الكرملين إن بوتين سيبرز دعم روسيا لخطة أنان للسلام، موضحا أن “ما يفهمه الجانب الروسي هو أن هذه الخطة هي الإطار الوحيد الممكن لحل المشاكل الداخلية في سوريا”.

وأكدت موسكو الأسبوع الماضي منعها صدور قرار أممي جديد يناقش تمديد مهمة المراقبة في سوريا إذا تضمن تهديدا بفرض عقوبات، واقترحت مشروع قرار من جانبها لا يتضمن أي تهديد بفرض عقوبات.

يذكر أن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أعلن أمس استعداد بلاده لاستضافة محادثات بين الحكومة السورية وجماعات المعارضة، لكن أعضاء في المعارضة سارعوا إلى رفض العرض.

سقوط 95 قتيلا أمس الأحد

أعنف قتال في دمشق ومظاهرات مسائية

                                            أفادت شبكة شام أن اشتباكات عنيفة تدور منذ فجر اليوم في حي كفر سوسة بالعاصمة السورية بين الجيش الحر وقوات النظام منذ فجر اليوم، وذلك بعد اندلاع قتال وصف بالأعنف منذ اندلاع الثورة في عدة أحياء في دمشق أمس الأحد، وقد شهد حي التضامن حركة نزوح للأهالي بعد تعرضه للقصف، كما عمت مظاهرات مسائية أجراء العاصمة. تأتي هذه التطورات في وقت سقط فيه 95 قتيلا أمس بنيران قوات النظام بينهم عشرة أطفال وسبع سيدات معظمهم بدمشق وحمص ودير الزور.

ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 12 في دمشق وعشرة في ريف دمشق و18 في حمص وريفها و16 في دير الزور وعشرة في كل من حلب ودرعا وتسعة في إدلب وخمسة في حماة وثلاثة في الحسكة وواحد في السويداء وآخر في القنيطرة، في حين أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان بسقوط 115 قتيلا أمس هم 74  مدنيا و41 جنديا مواليا للنظام و15 جنديا منشقا ومقاتلا من المعارضة.

ودارت اشتباكات دمشق في أحياء عدة منها الزاهرة والتضامن والصناعة والميدان ونهر عيشة وكفر سوسة والقزّاز وسيدي قدّاد، مع تحليق للمروحيات.

وأظهرت صور بثها ناشطون على مواقع الثورة السورية على الإنترنت، حركة نزوح لأهالي حي التضامن في دمشق، وأفاد مجلس قيادة الثورة في دمشق بسقوط خمسة قتلى بينهم طفل وإصابة العشرات في التضامن نتيجة قصف قوات النظام على الحي بالمدفعية لأول مرة.

وقال الناشطون إن قوات النظام انتشرت مساء أمس بشكل واسع في أحياء دمشق, كما أغلقت طريق المطار والأحياء المحيطة به, وشوهدت المروحيات تحلق في سماء العاصمة. في حين ذكرت شبكة شام أن عددا من المليشيات الموالية للنظام المعروفة باسم الشبيحة شوهدت تنتشر على أطراف الحي وهي تحمل أسلحة وسيوفا وسكاكين، حيث يخشى النشطاء من ارتكاب تلك العناصر مذبحة هناك بعد الانتهاء من القصف.

توسع القتال

ونقلت وكالة رويترز عن نشطاء في دمشق أن الجيش الحكومي أغلق الطريق المؤدي الى المطار ويحاول تطويق مقاتلي المعارضة في الأحياء الجنوبية مثل التضامن والحجر الأسود، مشيرين إلى أن القتال امتد إلى حي اللوان على المشارف الجنوبية الغربية للعاصمة.

وقال ناشط لرويترز “هناك مئات المقاتلين في دمشق الآن، وسنرى إذا تمكن النظام من سحق المقاتلين في حي التضامن فستتوقف الاشتباكات لكن إذا لم يستطع فقد يتسع نطاقها”.

وفي حديث لقناة الجزيرة مساء أمس، قال المتحدث باسم لجان التنسيق المحلية في دمشق مراد الشامي إن الاشتباكات ما زالت مستمرة، وإن انفجارات قوية تهز الأحياء التي تشهد مواجهات ولا يمكن دخولها مطلقا الآن بسبب تطويقها من قبل الجيش والأمن.

من جانبه قال الناشط أبو عمر إن قوات الأمن اقتحمت حي الميدان في دمشق بأكثر من عشر مدرعات، وتصدى الجيش الحر لتعزيزات قدمت صوب حي التضامن عند مخيم اليرموك دمر فيها مصفحتين.

وقال إن شرارة المواجهات كانت في حي التضامن وانتقلت إلى بقية الأحياء، حيث استهدفت بالإضافة للأحياء المذكورة أحياء القدم ونهر عيشة وقبر عاتكة حيث خرجت في الأخيرين مظاهرات تأييد لحي التضامن، كما خرجت مظاهرة في شارع بغداد وحي برزة.

وقد خرجت مظاهرات مسائية في مناطق مختلفة من العاصمة، وبث ناشطون على مواقع للثورة صوراً تظهر خروج مظاهرات في أحياء القابون وجوبر وبرزة وكفر سوسة والبرامكة والحجر الأسود والسويقة إضافة لقدسيا.

وقد هتف المحتجون بعبارات مناصرة لحي التضامن في دمشق الذي تعرض للقصف بنيران قوات النظام، وأدى لسقوط قتلى وجرحى. وطالب المتظاهرون بدعم الجيش السوري الحر وإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.

من جانبها قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن الأجهزة الأمنية المختصة تلاحق مجموعة “إرهابية” مسلّحة قامت بتفجير عبوات ناسفة في حي التضامن الشعبي في دمشق.

قصف ومواجهات

وبالتزامن مع التصعيد في دمشق، قالت شبكة شام إن مدينة حمورية وبلدة العبادة بريف دمشق تعرضتا لقصف بقذائف الهاون، مع اقتحام الجيش مدينة حرستا حيث حاصرها منذ أيام والآن ينفذ حملة اعتقال فيها.

كما تعرضت مدينة اليادودة وبصرى الشام بمحافظة درعا لقصف، وأفاد ناشطون بأن الأمن اختطف حافلة ركاب في بلدة صماد بالمحافظة نفسها.

وتشن قوات الجيش حملة على مدينة سلقين في إدلب (تبعد خمسة كيلومترات عن الحدود التركية) مستخدمة الأسلحة الثقيلة، مع استمرار الحملة على جبل الزاوية وتحديدا قرية الرامي.

وفي حمص، ما يزال القصف مستمرا في أحياء حمص القديمة وخصوصا جورة الشياح والقرابيص والخالدية، وقد تعرضت مدينة الرستن لموجة شديدة من القصف قتلت فيها أم وأبناؤها الخمسة بعد سقوط قذيفة على منزلهم، كما قصفت قلعة الحصن وتلبيسة الحولة مما أدى إلى تهدم منازل.

وأفاد ناشطون أن مدينة إعزاز في محافظة حلب شهدت مواجهات عنيفة بين الجيش الحر وجيش النظام، كما قتل طفل بمدينة الباب في المحافظة نفسها نتيجة إطلاق نار عشوائي من قبل قوات الأمن.

وأوردت شبكة شام أن حيي الحميدية في حماة، والحميدية في دير الزور تعرضا لقصف مدفعي عنيف كما دارت اشتباكات بين الجيشين النظام والحر في بلدات الموحسن والبصيرة والشحيل، بينما استمر القصف على ناحية ربيعة ومصيف سلمى باللاذقية.

وقد أظهر فيديو مُسرب بثه ناشطون على مواقع للثورة السورية، قيام عناصر من الجيش النظامي بتعذيب أحد الجنود المنشقين بمنطقة الشدّادي التابعة للحسكة. لكن الناشطين لم يذكروا تاريخ هذه الصور.

العربي: مجزرة التريمسة نمط لتطهير عرقي

                                            قال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إن مجزرة التريمسة تدل على وجود نمط واضح لعمليات تطهير عرقي في سوريا، في حين شدد رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا على ضرورة التدخل الدولي بعد المجزرة قبل فوات الأوان، من جهتها نفت الحكومة السورية أن تكون استخدمت دبابات أو مروحيات أو مدفعية في الهجوم على القرية المنكوبة.

ووصف العربي في كلمته أمام القمة الأفريقية في أديس أبابا الأحد ما جرى في التريمسة بمحافظة حماة بأنه تطهير عرقي يستدعي ضرورة قيام مجلس الأمن والمجتمع الدولي بفض الحصار وحماية المدنيين السوريين.

وطالب بإصدار قرار تحت الفصل السابع للأمم المتحدة قائلا “لقد أصبح من غير المقبول التردد في إصدار قرار يوقف نزيف الدم في سوريا” مشددا على أن جهود الجامعة العربية على إيقافه منذ أكثر من سنة.

وفي هذا السياق قال سيدا، في جواب عن سؤال بشأن ما حصل في التريمسة، إن الوضع إذا استمر على ما هو عليه “فسيحصل انفجار في منطقة الشرق الأوسط برمتها. وهذا الأمر سيهدد الأمن والسلام في المنطقة والعالم. ولهذا السبب على الجميع التحرك قبل فوات الأوان”.

وقال المتحدث باسم المجلس الوطني جورج صبرة إن مجزرة التريمسة كشفت دموية النظام وعجز المجتمع الدولي، مؤكدا على أن حماية أرواح السوريين أهم من كل المبادرات والاتفاقيات.

رسالة متسرعة

في المقابل نفت الحكومة الأحد استخدام قواتها سلاح المدفعية والطيران في قرية التريمسة وسط البلاد، ووصفت رسالة المبعوث الأممي العربي كوفي أنان حول ما حصل في تلك القرية بأنها متسرعة.

وقال المتحدث باسم الخارجية جهاد مقدسي في مؤتمر صحفي إن ما استخدم في المواجهات مع “المسلحين” عربات ناقلة للجنود وأسلحة خفيفة أكبرها قاذف آر بي جي، نافيا استخدام قوات جوية أو دبابات، سوى حوامة قد تكون استخدمت لعمل استخباراتي.

ووصف مقدسي رسالة تلقاها وزير الخارجية وليد المعلم من أنان بشأن مجزرة التريمسة بأنها متسرعة ولم تستند إلى حقائق ما جرى في القرية، مضيفا أن رسالة جوابية وجهت لأنان وطلب تعميمها على مجلس الأمن.

وقال المتحدث أيضا إن القتلى هم 37 شخصا ومدنيان، نافيا رواية المعارضة بأن أكثر من مائتي شخص قتلوا في المجزرة، وأضاف أن بعثة المراقبين الدوليين توجهت للمكان وتمكنت من إدخال 11 سيارة “ولو كانت هناك مجزرة لما سمحنا بالتوجه إلى هذا المكان”.

وفي هذا السياق قال متحدث باسم مراقبي الأمم المتحدة في سوريا في بيان إن الهجوم الذي شنه الجيش في قرية التريمسة استهدف على ما يبدو منازل منشقين عن الجيش وناشطين. وأضاف البيان أن المهاجمين استخدموا أسلحة ثقيلة منها المدفعية وقذائف الهاون.

مجزرة

وتقول المعارضة ونشطاء إن قوات الجيش طوقت القرية من كل النواحي وهاجمتها جوا وبرا بالدبابات بعد أن قصفتها بالمدفعية والهاون، وتؤكد روايتها أن القتلى أكثر من 220 شخصا، ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عددا كبيرا من القتلى أعدموا جماعيا.

وفي روايتهم لملابسات المذبحة قال عدد من الأهالي إن جنودا ومسلحين يعتقد أنهم من قرى علوية مجاورة موالية للنظام شاركوا في الهجوم, وقتلوا مدنيين حاولوا الهرب من القصف, وقتلوا آخرين ذبحا ورميا بالرصاص, وأحرقوا البعض الآخر داخل بيوتهم ومنهم الطبيب مصطفى الناجي وأطفاله.

وأظهرت صور خاصة بالجزيرة جثثا متفحمة وأخرى مضرجة بالدماء وضعت في مسجد القرية قبل أن تدفن لاحقا. وقال ناشطون من حماة إن المراقبين الذين زاروا التريمسة التقوا بعض سكان القرية والتقطوا صورا, وجمعوا شظايا من المنازل التي تمت معاينتها لتحديد نوع الأسلحة المستخدمة في الهجوم.

ووفقا للمتحدثة باسم بعثة المراقبين سوسن غوشة فإن رئيس البعثة الجنرال روبرت مود لم يطلب إذنا لزيارة التريمسة, وإنما تقرر دخول الفريق إليها بعد التأكد من توقف إطلاق النار في المنطقة.

وأثارت المذبحة تنديدا دوليا, وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن التقاعس الدولي يعطي النظام السوري رخصة للقتل.

تسلسل زمني للجهود الأممية في سوريا

                                            في ما يلي تسلسل زمني لجهود الأمم المتحدة لحل الأزمة في سوريا، التي خرجت فيها مظاهرات شعبية منذ منتصف مارس/آذار 2011 مطالبة بإسقاط النظام، وواجهها الجيش وقوات الأمن السوريان بالقوة، مما تسبب في آلاف القتلى والجرحى.

3 أغسطس/آب 2011: مجلس الأمن الدولي يدين النظام السوري في إعلان لم يرقَ إلى مستوى قرار.

4 أكتوبر/تشرين الأول 2011: روسيا والصين تعترضان على قرار لمجلس الأمن يدين استخدام القوة ضد المتظاهرين السلميين.

4 فبراير/شباط 2012: روسيا والصين تعترضان مرة أخرى على قرار لمجلس الأمن بإنهاء العنف، وتصفان صيغة القرار بأنها متحيزة ضد حكومة دمشق، وتشيران إلى مخاوف من أنه قد يستخدم لتبرير التدخل العسكري.

16 فبراير/شباط 2012: الجمعية العامة للأمم المتحدة تدين بأغلبية كبيرة استخدام القوة من جانب النظام السوري.

24 فبراير/شباط 2012: تعيين الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان مبعوثا للأمم المتحدة والجامعة العربية في سوريا.

الأول من مارس/آذار 2012: بعد قصف دام أسابيع، قوات الحكومة السورية تدخل حمص، ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة يدين الهجمات الحكومية على المدنيين ويحذر من العواقب القانونية، ورفض القرار من جانب روسيا والصين وكوبا.

10-11 مارس/آذار 2012: أنان يلتقي الأسد في دمشق ويطالب بوقف العنف، لكن عمليات القتل مستمرة.

16 مارس/آذار 2012: أنان يقترح خطة من ست نقاط بشأن سوريا على مجلس الأمن.

21 مارس/آذار 2012: مجلس الأمن يعلن تأييده لخطة أنان.

27 مارس/آذار 2012: النظام السوري يقبل خطة أنان التي تتضمن وقفا فوريا لإطلاق النار.

14 أبريل/نيسان 2012: عقب صدور قرار من مجلس الأمن، الأمم المتحدة ترسل مراقبين عسكريين لمراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار، في أول قرار من نوعه منذ بداية الاضطرابات.

16 يونيو/حزيران 2012: المراقبون يعلقون مهمتهم في سوريا نتيجة لتصاعد العنف.

30 يونيو/حزيران 2012: الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن توافق على جدول زمني لعملية انتقال سياسية في سوريا من شأنها أن تشهد تشكيل حكومة انتقالية تضم ممثلين عن النظام والمعارضة في دمشق.

2 يوليو/تموز 2012: المفوضة السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة نافي بيلاي تطالب أمام مجلس الأمن بضرورة تقديم “الانتهاكات الشديدة” لحقوق الإنسان في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية.

11 يوليو/تموز 2012: أنان يطالب مجلس الأمن بفرض عقوبات على أطراف النزاع التي لا تلتزم بخطة السلام.

11-12 يوليو/تموز 2012: الأعضاء الغربيون في مجلس الأمن يبدؤون محاولة جديدة للاتفاق على قرار يتضمن إجراءات تستهدف النظام السوري، وروسيا تؤكد أنها لا تزال غير موافقة على العقوبات.

صحيفة: السنة أساس ملك الأسد

                                            اعتبرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية تكرار انشقاق الضباط والطيارين السوريين السنة، إشارة إلى التحديات الكبيرة التي تواجه نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي يعتمد نظامه على البيروقراطيين والعسكريين السنة.

وقالت إن النظام السوري يحظى بتأييد شديد بين أفراد الأقلية العلوية السورية التي تنتمي إليها عائلة الأسد، إلا أن النظام يعتمد بالأساس على البيروقراطيين والعسكريين السنة الذين ينتمون إلى الطائفة التي تكون الغالبية العظمى من السوريين، وكان النقيب طراد أحد الأمثلة الحية على ذلك حتى وقت قريب.

وتعتقد الصحيفة أن تلك الكتلة من السنة التي تضع البلاد قبل الطائفة شكلت قاعدة قوية للنظام، وأن بداية تآكل تلك الكتلة سوف تضع النظام السوري في موقف لا يحسد عليه.

بدأت قصة النقيب طراد عندما استلم أوامر لم يقوَ على تنفيذها أخلاقيا، فما كان منه إلا أن فكر بالانشقاق لكن ليس قبل تأمين أفراد عائلته. أجرى اتصالات عاجلة مع العائلة بواسطة هواتف نقالة وسيطة لتجنب تنصت أجهزة الأمن السورية، وتم الاتفاق على مكان وزمان التجمع، ومن ثم الانتقال سريعا عبر الحدود إلى تركيا حيث تجمعت العائلة بسلام، وأصبح النقيب طراد مصدر معلومات وتوجيه مهم للمعارضة السورية العاملة ضد قوات نظام الأسد.

وترى الصحيفة أن الطيارين المنشقين قد لا يتمكنون من القتال مع قوات الجيش السوري الحر التي لا تمتلك طائرات في الوقت الحاضر، إلا أن التحاقهم بهذا الجيش يعتبر انتصارا أخلاقيا وتعبويا وحرمانا لنظام الأسد من موارد بشرية مهمة تستخدم في سلاح يعتبر حتى الآن العنصر الأهم في تفوق قوات النظام على قوات الجيش السوري الحر.

وقال النقيب طراد لمراسل الصحيفة إن قاعدته تسلمت أوامر بقصف مدينة إدلب، وتساءل “طلب منا قصفهم (المعارضون في إدلب) ولكننا رفضنا. أقصف ماذا مدينتي وأصدقائي؟”.

واعتبرت الصحيفة أن هجمات قوات النظام على المحتجين والمعارضين اتخذت منحى طائفيا لتستهدف السوريين السنة، الأمر الذي استفز الكثير من العسكر السوريين السنة مثل النقيب الطيار أحمد طراد الذي أكّد أنه لم يستخدم السلاح أو أي قوة نارية منذ اندلاع الاحتجاجات في سوريا.

ونقلت الصحيفة عن طيار سوري آخر انشق في وقت سابق وكان برفقة النقيب طراد وقت إجراء المقابلة، أن ثلثي طياري المروحيات السورية هم من العلويين، وأن هناك تمييزا يمارس ضد الطيارين السنة.

وقال الطيار الذي لم يذكر اسمه، إن الطيار أو الضابط العلوي يتميز بمعاملة خاصة عن رفاقه من غير العلويين، الأمر الذي بدأ يولّد حنقا واستنكارا بين ضباط الجيش بشكل عام.

وأكمل يقول “إذا تأخر ضابط سني خمس دقائق فستتم مساءلته، أما إذا تأخر ضابط علوي يوما كاملا فلا يوجد هناك من يسائله”.

وأوضح الطيار أن الطيارين السنة نادرا ما يسمح لهم بمغادرة القواعد الجوية لزيارة ذويهم، حيث يخاف النظام من تجمعهم واحتمال انشقاقهم. وقال إنه غادر قاعدته عشر مرات فقط على مدى خمسة أشهر، بينما يغادر الضباط العلويون حالما ينتهون من واجبهم.

كما أوضح الطيار أن الطائرات المروحية التي تستخدم في قاعدته يتألف طاقمها من ثلاثة أفراد، وقد عملت القيادة على أن لا يكون الثلاثة من السنة أبدا، وأن يكون أحدهم علويا لمنع الانشقاق والهروب بالطائرة.

وقد أكدّت الصحيفة أن مراسلها تأكد من هوية النقيب أحمد طراد، كما سأله عدة أسئلة أثبتت أن النقيب طراد يتمتع بالمعرفة التقنية واللوجستية لطيار مروحية مقاتلة، لكنها أشارت إلى أن القوات الجوية السورية تعاني بشكل عام من نقص في المهارات والمعدات والتمزق والتحزب الطائفي، وضربت مثالا بالنقيب طراد الذي قالت إنه أدى ثلاثمائة ساعة طيران خلال خدمته التي تمتد لعشر سنوات، وهو رقم أقل بكثير لطيار من الصنف نفسه يخدم في الغرب.

حرس الحدود التركي يمنح تسهيلات لعبور السوريين

النظام السوري يفقد السيطرة على أجزاء واسعة من الشريط الحدودي مع تركيا

بيروت – محمد زيد مستو

تشهد الحدود السورية التركية نشاطاً واسعا لتنقل السوريين المنخرطين في الثورة ضد نظام الأسد، ولهذا باتوا يعبرون الحدود يوميا وسط تسهيلات من الحرس الحدودي التركي، في وقت تبدو فيه مناطق واسعة من شمال سوريا خارجة عن سيطرة الجيش السوري النظامي.

ويشهد الشريط الحدودي لشمال سوريا مع تركيا الذي تقدر طوله بنحو 820 كيلو متر حركة دؤوبة لعمليات الإغاثة والمساعدات ودخول الأشخاص إلى داخل سوريا، كما باتت عمليات نقل الجرحى والمصابين والمنشقين إلى خارج البلاد تسير بشكل يومي.

وبحسب العديد من الأهالي ونشطاء الثورة، فإن عناصر الجيش الحر الذين باتوا يسيطرون على أجزاء واسعة من الشريط الحدودي، يشرفون على عملية تنقل المصابين وحركة الأشخاص العابرين من وإلى خارج سوريا منذ أشهر، في حين فقد النظام السوري سيطرته على أجزاء واسعة من شمال سوريا، سيما إدلب وريف حلب ودير الزور وريف حماة.

وخلال الأشهر الماضية تزايد عدد الصحفيين ومنظمات حقوق الإنسان والشخصيات التي دخلت إلى الأراضي السورية من أنطاكية والمدن التركية الحدودية الأخرى لتركيا عبر الأسلاك الشائكة، حيث عبرت منظمات “هيومن رايتس وتش” والعفو الدولية لإعداد تقارير عن الأوضاع الإنسانية، كما دخل الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون إلى إدلب والتقى بقادة كتائب في الجيش الحر الشهر الماضي، إضافة إلى شخصيات معارضة أخرى وفنانين سوريين شاركوا في المظاهرات.

وتسيطر الحكومة السورية على المعابر الحدودية الرسمية مع تركيا، سيما معبر باب الهوا الذي شهد معارك طاحنة خلال الأشهر الماضية.

دخول الثوار السوريين

من جهتها تبدي سلطات حرس الحدود التركي تسهيلات في تنقل العابرين الذين يتجاوز عددهم المئات يوميا، أما تهريب الأسلحة الخفيفة إلى سوريا، فيتم عبر طرق سرية بعيدا عن أعين السلطات التركية التي تصادر الأسلحة التي يتم تهريبها.

وبحسب صحيفة “واشنطن بوست” في مقال لها نشر مطلع الشهر الجاري، فإن تركيا تسمح بدخول الثوار السوريين إلى أراضيها وتوفر لهم غطاء أمنيا ضد أي هجمات من الجيش السوري النظامي، في سياسة وصفها الرئيس السوري في مقابلة مع التلفزيون الإيراني “بأنها تؤدي إلى قتل أبناء الشعب السوري”.

الدخان يتصاعد من أحياء دمشق والدبابات تقتحم مناطق

قذائف النظام السوري تطال الأحياء الدمشقية في عملية موسعة على العاصمة

دمشق – محمد زيد مستو

تعرضت بعض الأحياء في العاصمة السورية دمشق مساء الأحد لقصف عنيف بالأسلحة الثقيلة، أعقبها اشتباكات عنيفة امتدت إلى أحياء قرب وسط العاصمة، وسط حالة نزوح شديدة من بعض الأحياء التي تعرضت لقصف مكثف.

وبحسب نشطاء الثورة في العاصمة، فإن أحياء دمشق تعرضت لحملة موسعة استعملت فيها قوات النظام السوري الدبابات والمدرعات وعدد كبير من الجنود على أحياء التضامن ودف الشوك ونهر عيشة ومخيمي فلسطين واليرموك، في وقت تعرض فيه حي نهر عيشة والتضامن لقصف بالهاون امتدت للقزاز والصناعة والقدم.

وفي حي القدم سقط عدد من الجرحى بعضهم بحالة خطرة نتيجة قصف بعض مناطق حي القدم المكتظة بالسكان بقذائف الهاون التي أدت إلى تهدمات جزئية لبعض المنازل، حسب الهيئة العامة للثورة السورية.

ورداً على قصف الحي درات اشتباكات بين قوات النظام وعناصر الجيش الحر امتدت إلى حي الميدان، فيما سمعت أصوات إطلاق النار في قلب العاصمة.

ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد سمعت أصوات إطلاق رصاص كثيف في حي باب السريجة تبعها أصوات تكبير، كما دارت اشتباكات في حي الميدان وحي نهر عيشة المجاور، فيما تواصلت في حي التضامن ومنطقة سيدي قداد.

ودارت اشتباكات بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في منطقة اللوان بحي كفر سوسة بدمشق، كما ألقيت قنبلة صوتية على مخفر الشرطة في حي الصالحية وسط العاصمة.

وتحدثت الهيئة العامة عن سماع دوّي عدة انفجارات ضخمة في حي نهر عيشة، ترافقت مع نار كثيف من رشاشات متوسطة وثقيلة، ما سبّب حالة من الرعب والهلع بين الأهالي الذين تعرّض حيّهم لقطع في التيار الكهربائي.

وبث الأهالي في أحياء التضامن ومخيمي اليرموك وفلسطين نداءات استغاثة بسبب حالات النزوح الكبيرة للأهالي الذين توافدوا إلى الأحياء المجاورة.

وأغلق متظاهرون بعد ساعات من الحملة في مناطق الميدان ومخيم فلسطين وشارع بغداد والقدم والعسالي الطرق، منددين بالعمليات العسكرية والقصف على حي التضامن، فيما عمّت المظاهرات المسائية عشرات المناطق في دمشق وريفها تنديداً بالقصف.

وتعتبر بعض الأحياء الدمشقية كحي كفر سوسة وبرزة من الأحياء التي خرجت عن سيطرة النظام منذ أشهر، في حين تشهد بعض أحياء العاصمة اشتباكات شبه يومية بين عناصر الحر وقوات النظام، كما تنفذ عناصر الحر عمليات اغتيال وخطف لمسؤولين عسكريين سوريين داخل دمشق.

فلسطينيو سوريا يدفعون ثمن وقوفهم مع الثورة

10 قتلى والدبابات تقتحم المخيمات الفلسطينية وتقصفها

دمشق – جفرا بهاء

قالت هيئة الثورة السورية إن عملية اقتحام لحي التضامن والمخيمات الفلسطينية في دمشق بالدبابات بدأت قبل قليل، وأفاد ناشطون عن سماع أصوات القصف من أحياء التضامن ومخيم فلسطين واليرموك.

ويبدو أنه حان دور فلسطينيي سوريا لدفع ثمن وقوفهم مع الشعب السوري، ولمن لا يعرف فإن هذه المخيمات (اليرموك وفلسطين والتضامن) ليست حكراً على الفلسطينيين، وإنما هي أحياء كبيرة المساحة داخل دمشق يختلط بها السوريون بالفلسطينيين.

يوم الجمعة الماضي خرجت مظاهرات من الأحياء الفلسطينية، تضامناً مع الثورة السورية وتنديداً بمجازر نظام الأسد وخصوصاً مجزرة التريمسة التي ذهب ضحيتها أكثر من 220 قتيلا، ولعل ضخامة تلك المظاهرات واعتمادها على هتافات الثورة السورية استفزت النظام الحاكم.

وكما هي عادة نظام الأسد الحاكم واجه تلك المظاهرات بالرصاص ما أدى لسقوط 10 قتلى، وبالطبع لابد للقتلى من تشييع ليخلق ذلك التشييع مظاهرات عارمة من جديد، وهتافات تبدأ بـ”سوريا فلسطين معاكي للموت”، ولا تنتهي بالمطالبة بسقوط النظام والترحم على قتلى المجازر.

إضراب عام

أعلنت المخيمات الفلسطينية في دمشق الإضراب العام 3 أيام، بدءاً من يوم أمس السبت حداداً على أرواح من مات يوم الجمعة، وبالفعل استجابت 90% من المحلات للإضراب، وخيم على حيي مخيم اليرموك وفلسطين هدوء حذر، اخترقته أصوات الرصاص وقدوم الدبابات قبل ساعة تقريباً، ودخولها إلى حي التضامن، ما أدى إلى نزوح سكان الحي باتجاه مخيم اليرموك.

شهادة حية

إحدى النساء الواقفات والمشاركات في مظاهرة يوم الجمعة، وعند وصول الأمن إلى أول حي اليرموك، أجابت شاباً بعمر أولادها طلب منها الوقوف جانباً خوفاً على حياتها من الأمن “يلي راحو مو أحسن منهم ولا حتى أنا، أنا خسرت 6 من أخوتي بـ تل الزعتر مارح خاف هلأ”.

ومشاركة الفلسطينيين بالثورة السورية لم تبدأ الجمعة الماضية، وإنما تاريخها مع السوريين بدأ بتصريحات بثينة شعبان، مستشارة الرئيس السوري منذ آذار العام الماضي، حيث اتهمت شعبان فلسطينيين بالوقوف وراء ما أسمته “مشروع الفتنة”، وهو الاتهام الذي أثار مخاوف الفلسطينيين من وجود نوايا تحريضية ضدهم.

وفقد الفلسطينيون رجالا ونساء وأطفالا بكل مدينة اقتحمها جيش النظام، فلا تكاد مدينة سورية تخلو من المخيمات والأحياء الفلسطينية.

لافروف: بشار الأسد لن يرحل

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحفي في موسكو الاثنين إن مطالبة روسيا بإقناع الرئيس السوري بشار الأسد بالتنحي أمر “غير واقعي” لأنه لن يقبل بالرحيل، ويحظى بدعم جزء كبير من الشعب السوري.

واتهمت روسيا الدول الغربية بممارسة “الابتزاز” لحملها على تأييد عقوبات في مجلس الأمن الدولي ضد النظام السوري لقمعه المعارضة المسلحة.

وأضاف وزير الخارجية الروسي: “يؤسفنا أن نشهد عناصر ابتزاز”، مشيراً إلى أن الغرب وضع روسيا أمام خيار ما بين تأييد فرض عقوبات أو “رفض تمديد تفويض بعثة المراقبين الدوليين إلى سوريا”.

ولم يبد لافروف أي مؤشر على تغيير في موقف روسيا بشان الصراع الدائر في سوريا قبل أن يجري محادثات مع كوفي أنان المبعوث الخاص للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية.

الرباط: لا علم لدينا بانشقاق سفير سوريا

يونس آيت ياسين- الرباط – سكاي نيوز عربية

نفى وزير الخارجية المغربي سعد الدين العثماني علمه بالأخبار التي ترددت عن انشقاق السفير السوري لدى الرباط.

وقال العثماني لمراسل سكاي نيوز عربية بالرباط إن الخارجية المغربية ليس لديها علم بالخبر، مضيفا أن الوزارة لم تتلق أي تأكيد رسمي من جانب السفير السوري بعد.

وكان السفير السوري في العراق نواف عبود الشيخ فارس قد أعلن انشقاقه في وقت سابق من الشهر الجاري عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ونقلت مصادر في المعارضة أن فارس أعلن انشقاقه احتجاجا على “قمع الاحتجاجات” في بلاده.

تجدد الاشتباكات في أحياء بدمشق

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أفاد ناشطون سوريون بأن الاشتباكات تجددت بين الجيش السوري الحر وقوات الأمن والجيش النظامي في أحياء جنوبي دمشق، وتحديداً في حي التضامن وكفر سوسة، بينما ذكروا أن 10 أشخاص قتلوا الاثنين.

وقالت لجان التنسيق المحلية في سوريا إن القصف المدفعي العنيف تجدد على حي التضامن في دمشق منذ ساعات الصباح الباكر، بينما وقعت اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري الحر والجيش النظامي في مناطق جوبر وكفر سوسة بدمشق، وقرب دوار فلسطين في مخيم فلسطين للاجئين.

وكانت دمشق شهدت الأحد أعنف معارك منذ اندلاع الثورة الشعبية السورية في مارس 2011.

وكان مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن في اتصال مع وكالة “فرانس برس”: إن “الجيش النظامي يقصف أحياء عدة من دمشق بقذائف الهاون” حيث يتمركز عناصر من الجيش السوري الحر، مضيفاً أن القصف “لم يكن يوماً بهذه الكثافة” في أحياء دمشق.

وأضاف عبد الرحمن “المعارك الأعنف وقعت في أحياء التضامن وكفر سوسة ونهر عايشة وسيدي قداد وقداد. وتحاول قوات الأمن السيطرة على هذه الأحياء إلا أنها لم تتمكن من ذلك حتى الآن”.

وفي مدينة الرستن بمحافظة حمص، تجدد القصف العنيف بالراجمات والمروحيات وقذائف الهاون، ما أدى إلى سقوط جرحى وتدمير عدد من المباني في المدينة التي تتعرض للقصف العنيف منذ أيام.

وفي مدينة حماه قال الناشطون إن ثلاثة انفجارات ضخمة هزت المدينة صباح الاثنين، أحدها في حي المحطة والآخران في حي طريق حلب، غير أنه لم تتضح بعد طبيعة هذه الانفجارات.

وقال الناشطون إن  قوات الأمن السورية شنت حملة مداهمات واعتقالات في بلدة الشيخ مسكين في محافظة درعا.

من ناحية ثانية، قالت الشبكة السورية ومركز دمشق لحقوق الإنسان إن خمسة أشخاص قتلوا منذ فجر الاثنين.

وأوضحت في أحدث تقاريرها أن 3 من القتلى الخمسة سقطوا في إدلب، وقتل شخص واحد في كل من دمشق وريفها ودير الزور.

وكان المجلس الوطني السوري المعارض حذر مساء الأحد المجتمع الدولي “المتردد والعاجز” من “النتائج الكارثية” لـ”معارك المصير” التي تشهدها العاصمة دمشق ومدينة حمص، مؤكداً أن نظام الرئيس بشار الأسد حول العاصمة إلى “ساحة حرب يشنها على الأحياء الثائرة”.

وقال المجلس في بيان تلاه جورج صبرة المتحدث الرسمي باسمه من إسطنبول إن المجلس “يضع المجتمع الدولي المتردد والعاجز أمام مسؤولياته، فحماية أرواح السوريين أهم من أي معاهدات واتفاقات”.

وأكد صبرة أنه “في الأسبوع الأخير وحده انشق 62 ضابطا من مختلف الرتب”، مشدداً على أن “عنف النظام انقلب عليه، وها هي الثورة تتسع وتنتشر وتضيق الخناق عليه في المناطق التي حسب فيها أنه بمأمن عن غضب الشعب”

الأزمة السورية: عنان وبان كي مون إلى روسيا والصين

يتوجه المبعوث الدولي كوفي عنان الاثنين إلى روسيا، بينما يصل الأمين العام للأمم المتحدة إلى الصين في محاولة لإيجاد مخرج للأزمة السورية المستمرة منذ 16 شهرا.

وتأتي الزيارتان في مرحلة دقيقة من الأزمة السورية، وبعد يوم واحد من إعلان اللجنة الدولية للصليب الأحمر انها باتت تعتبر الصراع الراهن حربا اهلية تخضع بالكامل لأحكام اتفاقية جنيف.

وكانت موسكو وبكين عارضتا مشروعات قرارات سابقة طرحت في مجلس الأمن الدولي لفرض المزيد من العقوبات على نظام الرئيس بشار الاسد، بينما أيدت دول غربية وعربية فرض مثل تلك العقوبات.

ومن المقرر أن يلتقي عنان بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف خلال يومين من المحادثات في موسكو، كما اعلن المتحدث باسمه احمد فوزي.

“عواقب”

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن دبلوماسي في مجلس الأمن قوله “المشكلة هنا هي روسيا”.

واعتبر الدبلوماسي، الذي لم يكشف عن اسمه، أن مصداقية موسكو قد تراجعت بشان الملف السوري.

وأضاف “عليهم الاعتراف بانهم لم يضغطوا على الاسد بما فيه الكفاية، أو أنهم قاموا بذلك وفشلوا في اقناعه”.

يذكر أن عنان دعا مجلس الأمن في وقت سابق إلى أن تكون هناك “عواقب” في حال فشل خطته المكونة من ست نقاط، من بينها سحب الأسلحة الثقيلة.

وكانت الحكومة السورية وافقت على خطة عنان لكنها لم تلتزم بها.

“رخصة للمجازر”

نفت الحكومة السورية المزاعم التي تقول إنها استخدمت اسلحة ثقيلة

وفي تطور دبلوماسي متصل، يتوجه بان كي مون الى الصين لحضور قمة الصين-افريقيا.

لكن مسؤولين في الأمم المتحدة أعلنوا أن الملف السوري سيهيمن على محادثاته حين يلتقي بالرئيس هو جينتاو ورئيس الوزراء وين جياباو ووزير الخارجية يانغ جيشي.

وحذر بان كي مون في وقت سابق من أن عدم تحرك المجموعة الدولية في الملف السوري سيمنح “رخصة للمزيد من المجازر”.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة قد حث بكين على استخدام نفوذها لدعم خطة عنان، وذلك خلال اتصال هاتفي السبت مع وزير الخارجية الصيني.

“متردد وعاجز”

في هذه الاثناء، حذر المجلس الوطني السوري المعارض المجتمع الدولي مما وصفه بـ”النتائج الكارثية” لـ”معارك المصير” التي تشهدها العاصمة دمشق ومدينة حمص.

ووصف المجلس الوطني، في بيان تلاه المتحدث باسمه جروج صبرة من اسطنبول، المجتمع الدولي بـ”المتردد والعاجز”.

واتهم البيان الرئيس بشار الاسد بتحويل دمشق إلى “ساحة حرب يشنها على الاحياء الثائرة”.

وحمل البيان المجتمع الدولي والجامعة العربية ومجلس الأمن “النتائج الكارثية المترتبة على ما يجري هذه الساعات في كل من حمص ودمشق”.

حصيلة الأحد

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره لندن، أعلن أن أعمال العنف في سوريا اوقعت 103 قتلى أمس الأحد.

وأضاف المرصد أن من بين القتلى 47 مدنيا و41 جنديا نظاميا و15 جنديا منشقا ومقاتلا من المعارضة.

وقال المرصد أن العدد الأكبر من القتلى سقطوا في حمص ودير الزور وأدلب ودرعا ودمشق.

BBC © 2012

نشط بالمعارضة: اشتباكات عنيفة في دمشق

دمشق (رويترز) – خاض مسلحو المعارضة السورية قتالا ضاريا مع القوات الحكومية في أحياء فقيرة بدمشق يوم الاحد في بعض من اعنف الاشتباكات أثناء النهار داخل حدود المدينة حتى الآن.

وقال النشط سمير الشامي الذي تحدث إلى رويترز من دمشق عبر موقع سكايب إن القتال ما زال مستمرا في حي التضامن في جنوب العاصمة بعد معارك متواصلة طوال الليل في حي الحجر الاسود القريب.

وقال إن دوي اطلاق النار يتردد بكثافة والدخان يتصاعد من المنطقة. واضاف هناك بالفعل عدد من الجرحى وان السكان يحاولون الفرار من المنطقة. وعرض النشط لقطات حية للدخان يتصاعد فوق مباني الحي.

وتابع ان عربات مدرعة تتوجه نحو جنوب الحي.

ووصف القتال بانه الاعنف في العاصمة. وقال ساكن اخر في دمشق طلب عدم نشر اسمه ان القتال هو الاسوا حتى الآن.

واوضح “شهدت هذه المنطقة الكثير من اعمال القتال… انها منطقة فقيرة نوعا ما. سكانها فقراء. يعيش فيها الكثير من الناس وتوجد حولها الكثير من المناطق الزراعية وبالتالي من السهل على المعارضين المسلحين التسلل منها واليها.

وقال نشطاء إن انفجارا استهدف حافلة لقوات الامن في دمشق يوم الاحد فأصاب عدة اشخاص بجروح. وقال سكان انهم سمعوا انفجارا قويا اعقبه دوي لابواق سيارات الاسعاف التي هرعت باتجاه الطريق الدائري بجنوب دمشق قرب حي الميدان.

وبعد مرور اكثر من خمسة عشر شهرا على الانتفاضة ضد الرئيس بشار الأسد وصل القتال المكثف الى ضواحي العاصمة في الأسابيع الأخيرة وتركز في المناطق الأشد فقرا حيث يبلغ الغضب من السلطات مداه.

وتقع اشتباكات مرارا اثناء الليل لكن المعارك المكثفة خلال النهار إشارة جديدة فيما يبدو على مدى خطورة الصراع.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يجمع تقارير من النشطاء المعارضين للأسد ان اجمالي عدد القتلى يوم الاحد لا يقل عن 80. واضاف ان الصواريخ استخدمت في القتال بدمشق. ويستحيل التحقق من ارقام المرصد حيث تفرض الحكومة قيودا على دخول وسائل الإعلام المستقلة.

وشكلت الدول الغربية والعربية المجاورة وتركيا تحالفا ضد الأسد. لكن الدبلوماسية ليس لها تأثير يذكر حتى الآن حيث تعرقل روسيا والصين حليفتا الاسد اي عمل من قبل مجلس الأمن فيما لا يظهر الغرب أي رغبة في التدخل على غرار ليبيا في العام الماضي عندما ساعد حلف شمال الاطلسي في الاطاحة بمعمر القذافي.

واثارت تقارير المعارضة بشأن مجزرة وقعت الاسبوع الماضي بقرية التريمسة موجة جديدة من التنديد بالأسد في الغرب. وعاد مراقبو الامم المتحدة يوم الاحد الى القرية لجمع مزيد من الأدلة في الموقع بعد العثور على برك دماء ومنازل لحقت بها اضرار وعلامات تدل على استخدام المدفعية ولكن دون أدلة حاسمة تشير الى عدد القتلى على وجه اليقين.

وتقول الحكومة انها قتلت عدة عشرات من المسلحين في قرية التريمسة الاسبوع الماضي لكنها تنفي اتهامات بأنها نفذت مجزرة أو أن قواتها استخدمت أسلحة ثقيلة.

وأظهرت لقطات للحادث حملتها المعارضة على الإنترنت جثثا ملطخة بالدماء لكن لم يكن بينها جثث لنساء أو أطفال مما يجعل من الصعب تحديد ما إذا كان القتلى من المسلحين المقاتلين.

وانتقد المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي مبعوث الامم المتحدة كوفي عنان متهما اياه بالقفز الى النتائج من خلال قبوله تقارير المعارضة بشأن الحادث الاسبوع الماضي.

وقال ان ما جرى في التريمسة “ليس مجزرة…ما تم هي عملية عسكرية. اشتباك بين جيش نظامي وقوات حفظ أمن واجبها الدستوري الدفاع عن المدنيين وقوات مسلحة عالية التسليح لا تؤمن بالحل السياسي ضربت عرض الحائط كل المبادرات التي يرعاها السيد عنان لإحلال التهدئة لكي نتقدم بالحل السياسي في سوريا.”

واضاف “استمرت الاشتباكات بضع ساعات… ولم تستخدم خلالها قوات الحكومة لا الطائرات ولا الحوامات (طائرات هليكوبتر) ولا الدبابات ولا المدفعية.”

وكان عنان قال يوم الجمعة انه أصيب “بالصدمة والفزع” بسبب عدم وفاء الحكومة بوعدها عدم استخدام الاسلحة الثقيلة في المناطق المأهولة بالسكان مضيفا انه تأكد استخدام طائرات الهليكوبتر والمدفعية في التريمسة.

وقال ساندر فان هون الصحفي الهولندي الذي وصل الى التريمسة من خلال موقع تويتر إنه أحصى 30 قبرا في البلدة وشاهد أدلة واضحة على وقوع القصف بما في ذلك قصف مدرسة كانت تستخدم كملاذ للاجئين.

وقال إن الادلة على أرض الواقع تتناقض بوضوح مع تأكيد الحكومة عدم استخدام أي أسلحة ثقيلة. لكنه قال أيضا انه لم ير حتى الآن دلائل على وقوع مجزرة مثل التي وقعت في مدينة الحولة في مايو ايار التي قالت الامم المتحدة إن 34 امرأة و 49 طفلا كانوا من بين 108 اشخاص قتلوا فيها.

وقال “من المستحيل الآن أن نقول كم عدد المدنيين الذين قتلوا في التريمسة لكن للوهلة الأولى لا يبدو أنها ستكون حولة اخرى”.

ومن المقرر ان يتوجه عنان الى موسكو يوم الاثنين فى زيارة تستغرق يومين حيث سيلتقي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ولمحت الدول الغربية مرارا الى انها ترى ان بوتين يخفف تاييده للأسد لكن موسكو لم تظهر أي مؤشر علني على التردد في دعمها لحليفتها سوريا.

وتقول روسيا والصين انهما تدعمان خطة عنان التي تدعو الى وقف اطلاق النار والتحول الى الديمقراطية من خلال المفاوضات لكنها لا توجه أي دعوة صريحة لتنحي الأسد عن السلطة. ويقول خصوم الأسد ان من المستحيل اجراء مفاوضات ما لم يتنح الأسد.

وكررت إيران أقرب حليف للأسد في المنطقة عرضا منذ فترة طويلة للقيام بدور الوسيط بين الحكومة والمعارضة ولكنه قوبل بالرفض على الفور من قبل ناشطي المعارضة.

وتقول الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون ان ايران لا يمكن ان تلعب دورا بناء في سوريا في حين يريد عنان اشتراك ايران في المفاوضات.

ويتخذ الصراع السوري طابعا طائفيا على نحو متزايد مع دعم الدول السنية العربية لخصوم الأسد ودعم ايران الشيعية للرئيس السوري الذي ينتمي الى الاقلية العلوية الشيعية.

(إعداد أيمن مسلم للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

من اريكا سولومون

نشطاء: اندلاع اشتباكات في دمشق

بيروت (رويترز) – قال نشطاء إن الاشتباكات تجددت يوم الإثنين بين معارضين وقوات الحكومة في العاصمة السورية دمشق بعد اشتباكات شرسة قبل يوم.

وأضاف أحد النشطاء كان قريبا من المكان “هناك اشتباكات في الميدان والزاهرة. أحرقت سيارتان.”

والقتال بين المعارضين وقوات الحكومة هو الأشرس في العاصمة منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية ضد حكم الرئيس السوري بشار الأسد قبل 17 شهرا.

(إعداد علا شوقي للنشرة العربية – تحرير دينا عفيفي)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى