أحداث الاثنين، 20 حزيران 2011
الجيش السوري يعرقل عبور لاجئين إلى تركيا
الأسد يتحدث ظهراً ومعارضون شكلوا مجلساً
مشطت القوات السورية قرية بداما وجوارها في شمال غرب البلاد, بعدما وسعت السبت عملياتها العسكرية في هذه المنطقة الحدودية القريبة من تركيا والتي فر اليها آلاف من السوريين في الايام الاخيرة، فأضرمت النار في منازل ومخبز، قاطعة الإمدادات لآلاف النازحين الذين تقطعت بهم السبل، ونفذت اعتقالات واسعة وأقامت حواجز على الطرق لمنع سكان من عبور الحدود والانضمام الى آلاف من مواطنيهم الذين سبقوهم الى تركيا هرباً من أعمال القمع.
ومع استمرار أعمال العنف في سوريا حيث يحصي حقوقيون اكثر من 1200 قتيل من المدنيين واعتقال نحو عشرة آلاف شخص منذ انطلاق التظاهرات المناهضة للنظام منتصف آذار, أفاد مصدر رسمي سوري أن الرئيس بشار الاسد سيلقي ظهر اليوم كلمة يتطرق فيها الى الاوضاع الراهنة، وهي الثالثة له منذ بدء الاحتجاجات في البلاد منتصف آذار الماضي.
“مجلس وطني”
وشكل معارضون سوريون “مجلساً وطنياً” لمواجهة نظام دمشق، وقالوا في بيان أصدروه أمس: “باسم شباب الثورة السورية الاحرار، ونظراً الى المجازر التي ارتكبها النظام في حق شعبنا الاعزل والاساليب القمعية في مواجهة التظاهرات السلمية، وعلى خلفية الصمت العربي والدولي المريب… نعلن تشكيل مجلس وطني لقيادة الثورة السورية بكل الاطياف والشخصيات والقوى والاحزاب الوطنية في الداخل والخارج”، معتبرين هذا البيان “بمثابة باب مفتوح لكل الاحرار في الداخل والخارج”.
وأوضح الناطق باسمهم جميل صعيب أن هذا “المجلس الوطني” يضم معارضين معروفين وخصوصاً عبدالله طراد ومأمون الحمصي والشيخ خالد الخلف وهيثم المالح وسهير الاتاسي وعارف دليله، علما ان المالح والاتاسي ودليله موجودون في سوريا.
وعقد المعارضون السوريون مؤتمرهم الصحافي في مكان غير بعيد من الحدود التركية – السورية، وتحديداً في قرية خربة الجوز شمال سوريا.
وقال صعيب لـ”وكالة الصحافة الفرنسية” ان “هدف هذا المجلس هو جمع القوى المعارضة لدعم الثورة” واسماع صوتها لدى المنظمات الدولية.
أليو – ماري
وفي باريس، صرحت وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة ميشيل اليو- ماري لـ “قناة” كانال بلوس”، بأن على المجتمع الدولي ان يُظهر “فاعلية وحزما” اكبر حيال القمع الذي يمارسه النظام السوري.
وقالت: “لا اعلم ما اذا كان ينبغي التدخل عسكريا، ولكن ينبغي من دون شك اظهار فاعلية اكبر.. لا يمكن المجتمع الدولي ان يبقى لامبالياً”، في حين ان “قتلى يسقطون عندما يعلن الناس افكارهم… على المجتمع الدولي، اسوة بدول اخرى، ان يكون قادرا على اظهار حزم اكبر يتجاوز ادانته لسلوك كهذا”.
وتجمع نحو مئة متظاهر، غالبيتهم سوريون وفرنسيون متحدرون من اصل سوري، في باريس مطالبين بوقف القمع “الوحشي” للمعارضين في سوريا و”وضع حد للامبالاة” المجتمع الدولي. وهتف المتظاهرون “وداعا بشار، سلم نفسك للاهاي” وحملوا أعلاماً سورية أمام جدار السلام، الموقع التقليدي لتجمع الناشطين الحقوقيين على مسافة قريبة من برج إيفل. (راجع العرب والعالم
إسرائيل ستبني جداراً في الجولان
قررت الحكومة الإسرائيلية بناء جدار على حدود هضبة الجولان المحتل بحجة منع الفلسطينيين من اختراق الحدود والوصول إلى بلدة مجدل شمس.
وبثت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي أن العمل في الجدار سيبدأ قريباً، وأوضحت أن الجدار سيبنى بارتفاع ثمانية أمتار وعلى طول أربعة كيلومترات وخصوصاً قرب بلدة مجدل شمس وتل الصراخ.
واصدر رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال بني غانتس أمرا بإنهاء العمل في الجدار في ايلول المقبل أي قبل التصويت في الأمم المتحدة على الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
(أ ش أ)
فيتو روسي ضد أي قرار بشأن سوريا
قال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف إن بلاده ستستخدم حق النقض (الفيتو) ضد أي مشروع قرار من مجلس الأمن الدولي من شأنه إضفاء الشرعية على ضربات عسكرية قد تُوجّه لسوريا، في حين أكدت وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة ميشيل أليو ماري أن المجتمع الدولي مطالب بالتعامل بحزم أكبر مع قمع النظام السوري للمظاهرات.
وانتقد ميدفيديف في مقابلة مع صحيفة فايننشال تايمز البريطانية طريقة تفسير الدول الغربية لقرار الأمم المتحدة رقم 1973 بشأن ليبيا، واعتبر أنه تحول إلى “قطعة من الورق لتغطية عملية عسكرية لا طائل منها”، مؤكدا أنه لا يحب استصدار قرار يخص سوريا بأسلوب مماثل.
وأشار الرئيس الروسي إلى أن القرار سينص على “إدانة العنف” وقد ينتهي الأمر ببعض الدول الموقعة على القرار بأن تسعى لإدانة العنف من خلال إرسال عدد من قاذفات القنابل، وأضاف “على أية حال، لا أريد أن أتحمل أنا المسؤولية عن ذلك”.
وحّمل ميدفيديف بالمقابل النظام السوري مسؤولية أخلاقية عن الخسائر البشرية في البلاد، وقال إنه يصدّق وعود دمشق بالإصلاح.
وترفض روسيا والصين -العضوان الدائمتان في مجلس الأمن- فكرة أي قرار للأمم المتحدة يدين “القمع” ضد المحتجين في سوريا، ولم تلعبا دورا يذكر في المناقشات بشأن مسودة قرار بهذا الخصوص.
إصلاحات شاملة
وفي سياق متصل أكد السفير الروسي في دمشق سيرجي كيربيتشينكو أنه يتعين على سوريا تنفيذ إصلاحات شاملة والعمل على تحقيق الاستقرار ووضع حد للاضطرابات الجارية فيها.
ونقلت صحيفة “الوطن” السورية شبه الرسمية اليوم الاثنين عن كيربيتشينكو قوله إن لدى روسيا رسالة واضحة للقيادة السورية وهي المضي قدما في الإصلاحات الشاملة، آملا أن يتم ذلك بالتوازي مع استعادة الاستقرار في البلد.
وأكد أن الموقف الروسي ينطلق من مبادئها في مجال السياسة الخارجية وسيادة الدول وعدم جواز التدخل في شؤونها الداخلية، إضافة إلى جملة أخرى من الاعتبارات على صلة بالوضع الإقليمي والسوري بشكل خاص والعلاقات الثنائية بين البلدين.
ورحب السفير الروسي بالدعوة إلى حوار وطني شامل، مؤكدا أن بلاده طالبت منذ البداية بالحوار انطلاقا من قناعتها بأن “الحوار أيا كان سيكون بالتأكيد أفضل من العنف”، واعتبر أن الطرف الذي يرفض الحوار هو الطرف الذي على خطأ.
وأشار إلى ضرورة عدم تجاهل مطالب المعارضة السورية التي اعتبرها محقة في جزء من مطالبها، مؤكدا أن جهات – لم يسمها- تصر على إجراءات عقابية ضد سوريا وهي جهات منحازة بالمطلق لمصلحة المعارضة، حسب تعبيره.
وقال كيربيتشينكو “هم يعلنون أنها سلمية (المعارضة) لكننا نعيش هنا ونرى أن هذا غير صحيح، فهناك قسم من هذه المعارضة ليس سلميا ونرى العنف وهذا يثير أسفنا”.
حزم أكبر
من جهتها قالت وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة ميشال أليو ماري إن على المجتمع الدولي أن يظهر فاعلية وحزما أكبر حيال القمع الذي يمارسه النظام السوري.
وأوضحت أليو ماري في تصريح تلفزيوني أنها لا تعلم إن كان ينبغي التدخل عسكريا، لكن لا يمكن للمجتمع الدولي البقاء غير مبال، مضيفة أن على ذلك المجتمع أن يكون قادرا على إظهار حزم أكبر يتجاوز إدانة سلوك النظام السوري.
تصاعد أزمة اللاجئين وحصار لقرى الحدود
مظاهرات ضد النظام والأسد يخطب
تواصلت حتى مساء الأحد المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام السوري قبيل ساعات من خطاب متوقع للرئيس بشار الأسد اليوم الاثنين يتناول فيه الأوضاع في سوريا، فيما أحكمت قوات الأمن سيطرتها على المناطق الحدودية مع تركيا التي تتفاقم أزمة اللاجئين السوريين الفارين إليها والذين تخطى عددهم 10 آلاف.
فقد تظاهرت مجموعة من النساء في مدينة حماة السورية، حسب ما جاء في مشاهد بثها ناشطون على الإنترنت، ورددن هتافات منددة بنظام الأسد.
وشهدت مدينة البوكمال بمحافظة دير الزور شمال شرقي سوريا مظاهرة ليلية طالبت برحيل نظام الأسد، حسب ما جاء في مشاهد بثها ناشطون على الإنترنت.
كما شهدت بلدة إحسم في محافظة إدلب شمال سوريا تجمعاً لمتظاهرين من بلدات مدينة كفرنبل، حيث طالب المشاركون بإسقاط النظام في البلاد، كما جاء في مشاهد بثها ناشطون على الإنترنت.
وخرجت مظاهرات مسائية في مدن محافظة ريف دمشق السورية تطالب بإسقاط نظام الأسد. وبث ناشطون على الإنترنت صوراً قالوا إنها لاحتجاجات في مدن زملكا وداريا وعربين.
وفي الوقت نفسه أعلن مصدر رسمي سوري أن الأسد سيلقي كلمة ظهر الاثنين يتناول فيها الأوضاع الراهنة في البلاد.
وهذه الكلمة هي الثالثة للأسد منذ اندلاع الاحتجاجات في البلاد منتصف شهر مارس/آذار، حيث ألقى كلمة في مجلس الشعب السوري نهاية مارس/آذار، والثانية لدى ترؤسه الاجتماع الأول للحكومة السورية الجديدة في أبريل/نيسان.
حصار القرى
في غضون ذلك نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن شهود عِيان أن الجيش السوري حاصر بلدة بداما الحدودية وعزلها، وذلك في إطار عملية اقتحام واسعة النطاق ينفذها الجيش السوري في المناطق الحدودية مع تركيا.
ومن جهته أكد مركز دمشق لدراسات حقوق الإنسان ومقره الولايات المتحدة أن القوات السورية قتلت 130 شخصا على الأقل واعتقلت أكثر من ألفين في جسر الشغور والقرى المحيطة بها خلال الأيام القليلة الماضية.
واتهم رئيس المنظمة السورية لحقوق الإنسان عمار قربي القوات الحكومية بمهاجمة من كانوا يساعدون اللاجئين خلال محاولتهم الفرار من عملية عسكرية آخذة في الاتساع لإخماد الاحتجاجات ضد حكم الأسد.
وقال قربي إن جنودا ومسلحين موالين للأسد أغلقوا الشوارع المؤدية للحدود السورية في منطقة جسر الشغور، وهو ما أدى إلى تقطع السبل بالآلاف.
وفي سياق متصل، قال الناشط مصطفى أوسو لوكالة أسوشيتد برس إن العملية العسكرية امتدت الأحد إلى بلدة الريحان التي تعتبر مع بداما المنفذ الرئيسي لتوفير الطعام والإمدادات لآلاف السوريين الذين فروا من العنف في بمناطق المواجهات، ولاذوا مؤقتا بالحقول على الجانب السوري من الحدود.
وأضاف أوسو أن القوات السورية اعتقلت نحو مائة شخص من سكان البلدتين، مشيرا إلى أنها تحاول إغلاق الطريق نحو الحدود التركية بنقاط تفتيش أمنية لمنع السكان من النزوح.
ولفت أوسو إلى أن الجيش يطوق بلدة الحمبوشية المهجورة التي تبعد بضعة كيلومترات عن مخيمات اللاجئين، معبرا عن قلقه من مهاجمة الآلاف من اللاجئين الذين ينتظرون على الحدود للدخول إلى الأراضي التركية.
وقال شهود لوكالة رويترز إن قوات الأسد تطلق النيران عشوائيا وتنهب المنازل وتحرق المحاصيل في جسر الشغور، وهي منطقة معروفة ببساتين التفاح وأشجار الزيتون والقمح.
المظاهرات مستمرة للمطالبة بإسقاط النظام
وذكر أحد الشهود أنه لم يصلهم الخبز اليوم، مضيفا أنه كان هناك مخبز واحد يعمل في بداما لكنه أغلق قسرا.
وفي سياق متصل، يبحث رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر في دمشق مع مسؤولين سوريين توسيع نطاق جهود الإنقاذ التي تبذلها اللجنة.
وتأتي المحادثات التي تستغرق يومين بعد مناشدة الصليب الأحمر السلطات الأسبوع الماضي السماح له بالوصول بصورة أفضل إلى المدنيين، بما في ذلك الجرحى والمعتقلون.
دعوة
وفي هذه الأثناء، دعا رئيس اتحاد العلماء السوريين الشيخ محمد علي الصابوني السوريين إلى الخروج في جمعة الخلاص في مظاهرات تطالب برحيل نظام الأسد.
ولكنّ الصابوني شدد -في حديث للجزيرة من قرية غوفاتشي على الحدود التركية السورية- على ضرورة أن تكون المظاهرات سلمية، قائلاً إنّ النظام يريد أن يستدرج الشباب نحو العنف.
كلام الصابوني جاء بعد مظاهرات مساء السبت تطالب بالحرية وإسقاط النظام شهدتها منطقتا برزة الكسوة وبلدة دوما بمحافظة ريف دمشق ومنطقة باب الدريب في حمص.
أما في مدينة دير الزور شمال شرق سوريا فقد تحولت جنازة متظاهر قتل برصاص قوات الأمن إلى مظاهرة حاشدة ضد النظام.
هذا وأعلن شخص قال إن اسمه محمود حبيب وإنه مساعد أول في الكتيبة 509 في البحرية السورية، انشقاقه وانضمامه إلى الثورة السورية، وكذلك فعل شخص قال إن اسمه إسماعيل شيخ صالح وإنه رقيب أول في المخابرات الجوية السورية.
معاناة اللاجئين
وفي تركيا تواصل السلطات التركية إقامة المزيد من المخيمات لاستيعاب اللاجئين الجدد.
وفى هذا السياق، وصل ممثلون عن منظمات دولية إلى مخيمات اللاجئين في تركيا سعيا منهم للمساهمة في تلبية المتطلبات الأساسية للاجئين.
وذكرت وكالة الأناضول التركية أن السلطات تستعد لاستقبال المزيد من السوريين الذين يفرون من بلادهم, مشيرة إلى أن عدد اللاجئين وصل إلى 10100 شخص، بينهم 2583 رجلاً و2639 امرأة و5331 طفلا.
ويتم نقل اللاجئين السوريين إلى أربعة مخيمات مؤقتة أقامها الهلال الأحمر التركي في بلدتي ألتينوزو ويايلاداغ بإقليم هاتاي في جنوب تركيا.
اتهام قوات الجيش بمنع اللاجئين من الفرار الى تركيا
السوريون يترقبون خطابا هاما للاسد اليوم ومعارضون يعلنون تشكيل ‘مجلس وطني’
دمشق ـ ‘القدس العربي’ ـ من كامل صقر لندن ـ وكالات: يترقب السوريون بكل أطيافهم ومواقفهم السياسية الكلمة المرتقبة التي سيلقيها الرئيس السوري بشار الأسد اليوم، وهي الكلمة الثالثة له التي يخرج فيها للعلن منذ بدء الاحتجاجات الشعبية التي تعيشها بلاده منذ حوالى ثلاثة أشهر.
وتقول مصادر سورية ان خطاب الاسد ظهر اليوم سيكون مفصلياً يتوجه به للداخل السوري من مؤيدين ومناهضين وللخارج الإقليمي والدولي وللمعارضة السورية، وإن يكن بطريقة غير مباشرة.
المصادر السورية قالت لـ’القدس العربي’ ان كلمة الأسد ستكون هادئة لا تشوبها حالات انفعال وستكون محسوبة بعناية، وان الأسد سيوجه رسائله في كل الاتجاهات ذات الصلة المعنية بالأزمة السورية الحالية، وان الأسد سيمرر في سياق كلمته ما مفاده أن الوطن يتسع للجميع، في إشارة منه إلى ان بلاده تتسع للسلطة والمعارضة في آن معاً، وانه ربما يكون للجارة تركيا نصيب في كلمة الأسد.
ونقل موقع ‘داماس بوست’ السوري الإخباري عن مصادر مسؤولة أن الأسد سيُعلن في كلمته اليوم عن إصلاحات جديدة، وأنه من المنتظر أن تتضمن كلمته إلغاء المرسوم 49 المتعلق بإعدام من ينتسب إلى جماعة الإخوان المسلمين المحظورة في سورية، وتعديل المادة الثامنة من الدستور السوري المتضمنة قيادة حزب البعث للدولة والمجتمع، والدعوة إلى مؤتمر حوار وطني عام يبحث القضايا المطروحة في سورية، وأنه من المرجّح أن يكون الخطاب من على مدرجات جامعة دمشق وبحضور عدد كبير من الطلاب، وبحسب الموقع فإن كلمة الأسد قد تحمل مفاجآت على الصعيدين الداخلي والخارجي.
وكان الأسد ألقى كلمة أمام مجلس الشعب السوري في 30 آذار (مارس) الماضي اعتبر فيها أن بلاده تمر بلحظة استثنائية وتتعرض لمؤامرة خارجية كبيرة خيوطها تمتد من دول بعيدة ودول قريبة، ولها بعض الخيوط داخل الوطن وفق قول الأسد حينه، كما ألقى الأسد كلمة توجيهية منتصف نيسان (ابريل) الفائت أمام الحكومة الجديدة التي يرأسها عادل سفر تحدث فيها عن ‘فجوة بدأت تظهر بين مؤسسات الدولة وبين المواطنين لابد من إغلاقها’، مضيفاً أنه يريد أن يفتح حواراً موسعاً مع الجميع.
جاء ذلك فيما شكل معارضون سوريون ‘مجلسا وطنيا’ لمواجهة نظام دمشق، كما اعلنت مجموعة من المعارضين الاحد تحدث باسمهم امام الصحافيين جميل صعيب.
وقال المعارضون في بيان اصدروه ‘باسم شباب الثورة السورية الاحرار ونظرا للمجازر التي ارتكبها النظام بحق شعبنا الاعزل والاساليب القمعية في مواجهة التظاهرات السلمية، وعلى خلفية الصمت العربي والدولي المريب (…) نعلن تشكيل مجلس وطني لقيادة الثورة السورية بكافة الاطياف والشخصيات والقوى والاحزاب الوطنية في الداخل والخارج’.
واضافوا ‘يعتبر هذا البيان بمثابة باب مفتوح لكل الاحرار في الداخل والخارج’.
واوضح المتحدث جميل صعيب ان هذا ‘المجلس الوطني’ يضم معارضين معروفين وخصوصا عبدالله طراد ومأمون الحمصي والشيخ خالد الخلف وهيثم المالح وسهير الاتاسي وعارف دليلة، علما بان المالح والاتاسي ودليلة موجودون في سورية.
واضاف صعيب ‘الثورة السورية تعاني مشكلة، في ليبيا وبعد مقتل مئتي شخص لم يعد (معمر) القذافي يتمتع بشرعية. وهنا في سورية، وفي حين تقول كل جمعيات الدفاع عن حقوق الانسان ان هناك 1500 قتيل والاف الجرحى او المعتقلين فان المجتمع الدولي والعالم العربي صامتان’.
وعقد المعارضون السوريون مؤتمرهم الصحافي في موقع غير بعيد من الحدود التركية السورية، وتحديدا في قرية خربة الجوز شمال سورية.
الى ذلك قال شهود ونشطاء حقوقيون إن القوات السورية اجتاحت منطقة حدودية بشمال غرب سورية امس الأحد لوقف تدفق أعداد غفيرة من اللاجئين على تركيا.
واتهم الناشط السوري في مجال الدفاع عن حقوق الانسان عمار قربي القوات الحكومية بمهاجمة من كانوا يساعدون اللاجئين خلال محاولتهم الفرار من عملية عسكرية آخذة في الاتساع لإخماد الاحتجاجات ضد حكم الأسد.
وقال قربي إن جنودا ومسلحين موالين للأسد أغلقوا الشوارع المؤدية للحدود السورية في منطقة جسر الشغور وهو ما أدى الى تقطع السبل بالآلاف.
وقال شهود إن من حاولوا المساعدة هوجموا حول بلدة بداما الصغيرة قرب الحدود التركية والتي اجتاحتها القوات السورية والمسلحون الموالون للأسد امس السبت فإحرقوا منازل وألقوا القبض على العشرات.
وقال قربي إن رجال ميليشيات مقربين من النظام يهاجمون الناس في بداما والمناطق المحيطة ممن يحاولون توصيل المساعدات والطعام لآلاف اللاجئين المحاصرين على الحدود ويحاولون الهرب.
ولم يتسن التحقق من تصريحات قربي من مصدر مستقل لكن أحد سكان المنطقة أيد روايته.
وقال عمر وهو مزارع من بداما استطاع الوصول الى المنطقة الحدودية ‘هناك حواجز طرق في كل مكان في بداما لمنع الناس من الفرار لكن القرويين يعثرون على طرق أخرى عبر الوديان للفرار الى الحدود التركية.’
المعارضة السورية تعلن تشكيل مجلس وطني ضد النظام والأسد يتحدث الاثنين
الحدود التركية السورية- (ا ف ب): أعلن معارضون سوريون الأحد انهم شكلوا “مجلسا وطنيا” بهدف “اسقاط النظام”، فيما يلقي الرئيس بشار الأسد الاثنين كلمة يتناول فيها “الأوضاع الراهنة”.
وينتظر أن يصل مساء الاثنين إلى دمشق رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كيلينبرغر في زيارة ليومين بهدف المطالبة بتسهيل الوصول إلى الاشخاص الذين طاولتهم اعمال العنف، فيما يواصل النظام قمع حركة الاحتجاج.
وقال المعارضون في مؤتمر صحافي عقدوه في موقع غير بعيد من الحدود التركية السورية، وتحديدا في قرية خربة الجوز شمال سوريا “باسم شباب الثورة السورية الاحرار ونظرا للمجازر التي ارتكبها النظام بحق شعبنا الاعزل والاساليب القمعية في مواجهة التظاهرات السلمية وعلى خلفية الصمت العربي والدولي المريب (…) نعلن تشكيل مجلس وطني لقيادة الثورة السورية بكافة الاطياف والشخصيات والقوى والاحزاب الوطنية في الداخل والخارج”.
واضافوا “يعتبر هذا البيان بمثابة باب مفتوح لكل الاحرار في الداخل والخارج”، داعين الى “المشاركة في تفعيل هذا البيان مدنيا واعلاميا وسياسيا بشرط العمل مع التنسيقيات المحلية في المدن والمحافظات السورية بما يحقق اهداف الشارع السوري باسقاط النظام وبمحاكمة المجرمين”.
واوضح المتحدث جميل صائب ان هذا “المجلس الوطني” يضم معارضين معروفين وخصوصا عبدالله طراد ومأمون الحمصي والشيخ خالد الخلف وهيثم المالح وسهير الاتاسي وعارف دليله، علما ان المالح والاتاسي ودليله موجودون في سوريا.
واضاف صائب “الثورة السورية تعاني مشكلة، في ليبيا وبعد مقتل مئتي شخص لم يعد (معمر) القذافي يتمتع بشرعية. وهنا في سوريا، وفي حين تقول كل جمعيات الدفاع عن حقوق الانسان ان هناك 1500 قتيل والاف الجرحى أو المعتقلين فان المجتمع الدولي والعالم العربي صامتان”.
ومن جهتها، ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) مساء الاحد ان الرئيس السوري بشار الأسد “يلقي ظهر الاثنين كلمة يتناول فيها الاوضاع الراهنة في سوريا”.
وهي ثالث كلمة يلقيها الأسد منذ بدء حركة الاحتجاج في سوريا في منتصف اذار/ مارس بعد كلمة اولى امام مجلس الشعب وثانية امام الحكومة السورية الجديدة.
ويسعى الامريكيون والاوروبيون إلى ادانة القمع الدامي في سوريا عبر مجلس الأمن الدولي، لكن الصين وروسيا تصران على عدم التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن 1309 مدنيين و341 عنصرا في قوات الامن قتلوا منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية في سوريا في منتصف اذار/ مارس.
وكان ممثلون للمعارضة السورية في اوروبا اجتمعوا في الخامس من حزيران/ يونيو في بروكسل ودعوا المجتمع الدولي الى زيادة الضغط على الاسد واجراء تحقيق مستقل حول اعمال القمع.
وعقد هذا المؤتمر غداة مؤتمر مماثل نظم في الاول من حزيران/يونيو في مدينة انطاليا التركية وطالب المشاركون فيه ب”استقالة فورية” للرئيس السوري.
وفي بلدة غوفتشي التركية قرب الحدود التركية السورية، تحدث لاجئون وفدوا من قرية بداما في شمال غرب سوريا الاحد عن الرعب الذي نشره الجيش السوري في قريتهم.
وقال السوري رجا العبدو (23 عاما) لفرانس برس “لقد اغلقوا المخبز الوحيد في القرية. لم يعد في امكاننا العثور على خبز (…) شاهدت جنودا يطلقون النار على صاحب المخبز. لقد اصيب في صدره وساقه”.
واضاف “الجيش يسيطر على كل مداخل القرية ويتحقق من الهويات لاعتقال المعارضين”.
وكان ناشط سوري افاد السبت ان الجنود الذين وصلوا على متن ست دبابات و15 ناقلة جند، دخلوا بداما السبت ووسعوا بذلك نطاق عمليات التمشيط في محافظة ادلب في شمال غرب سوريا.
ولجأ اكثر من عشرة الاف سوري إلى تركيا فيما لا يزال الاف آخرون عند الحدود بعدما فروا من قوات الأمن.
وبدأت تركيا تقديم مساعدة الى السوريين الذين نزحوا هربا من القمع واحتشدوا على الحدود في الجانب السوري، كما اعلنت الاحد الوكالة الحكومية المكلفة الاوضاع الطارئة.
وذكرت الوكالة في بيان نشر على موقعها الالكتروني ان “توزيع المساعدة الانسانية بدأ لتلبية الحاجات الغذائية العاجلة للمواطنين السوريين الذين ينتظرون في الجانب السوري للحدود”.
وهي المرة الاولى التي تقوم بها السلطات التركية بعملية مساعدة عبر الحدود، حيث يعاني مواطنون سوريون ظروفا معيشية صعبة ويقيمون في خيم اعدت على عجل.
كلمة للأسد اليوم… وموسى يتحدّث عن اتصالات عربيّة
تواصلت التطورات الميدانية والسياسية على جبهة الملف السوري، على وقع كشف مصدر رسمي سوري أن الرئيس بشار الأسد سيلقي كلمة، ظهر اليوم، يتناول فيها الأوضاع الراهنة في بلاده. وستكون هذه الكلمة الثالثة للأسد منذ اندلاع الاحتجاجات في البلاد منتصف شهر آذار الماضي، بعد تلك التي ألقاها في مجلس الشعب السوري نهاية شهر آذار الماضي، والكلمة الثانية لدى ترؤسه الاجتماع الأول لحكومة عادل سفر في شهر نيسان الماضي. على صعيد آخر، أفاد موقع «سيريانيوز» الإلكتروني أنّ خمسة عناصر من الجيش قُتلوا بنيران «مسلحين» استهدفوا نقاطاً عسكرية في مدينة حمص وسط سوريا بعد منتصف ليل السبت الأحد.
من جهتها، أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) «استشهاد تسعة من المدنيين وعناصر الشرطة وجرح أكثر من سبعين بينهم ثلاثة ضباط أحدهم برتبة عقيد، سقط معظمهم في هجمات لمسلحين على مبان عامة، ولدى استغلالهم تجمعات للمواطنين في عدد من المناطق والمدن عقب صلاة الجمعة» يوم الجمعة الماضي.
وشهدت مدينة جسر الشغور مسيرة شعبية حاشدة نظمتها فعاليات شعبية وأهلية وشبابية مؤيدة للسلطة، «تعبيراً عن تمسكهم بالوحدة الوطنية واستنكارهم للمؤامرات التي تستهدف النيل منها ومن صمود الشعب السوري».
من ناحية ثانية، قال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، إن «نحو 5 دبابات وآليات عسكرية، إضافةً الى 15 ناقلة جند وحافلات وسيارات جيب انتشرت على مداخل بلدة بداما الحدودية» التابعة لمحافظة إدلب. وأشار إلى أن «بلدة بداما كانت مصدر تزود اللاجئين السوريين القابعين على الحدود التركية من جهة الأراضي السورية، بالمؤونة».
وفي وقت وسّع فيه الجيش السوري نطاق عملياته العسكرية التي بدأها في شمال غرب البلاد، كشف الأمين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، أمس، عن اتصالات تُجرى في إطار الجامعة بشأن الوضع في سوريا.
وفي ظل التطورات الأمنية المتسارعة، دعت بريطانيا رعاياها الى مغادرة سوريا فوراً على متن رحلات تجارية، محذرة من أن سفارتها في دمشق قد لا تتمكن لاحقاً من تنظيم عملية إجلائهم في حال تدهور الوضع أكثر.
وقال موسى في مؤتمر صحافي في القاهرة «هناك قلق طبيعي، ومشروع لا يمثّل خطة ولا مؤامرة، إنه قلق من ناس على إخوانهم في بلد عربي مهم».
وكشف موسى أنه يتلقى كثيراً من الاتصالات الهاتفية من وزراء خارجية عرب، ومسؤولين لتبادل وجهات النظر في ما يجري في سوريا، وتبعاته وما يمكن عمله في إطار الجامعة العربية.
وفي السياق، كشفت صحيفة «توداي زمان» التركية أن رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، ووزير خارجيته، أحمد داوود أوغلو، أبلغا مبعوث الرئيس السوري بشار الأسد، إلى أنقرة، حسن توركماني، الأسبوع الماضي أن صبر تركيا نفد تجاه الوعود بالإصلاح في سوريا. ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي رفيع المستوى أن أنقرة تكاد تفقد صبرها. وقال «لقد دافعنا عن الاتفاقيات (مع سوريا) من قبل لأن ذلك كان صحيحاً في ذلك الوقت، لكن الآن لن نقف الى جانب الظلم بالتأكيد». وكشفت الصحيفة أن أردوغان ومدير الاستخبارات القومية، حقان فيدان، حمّلا المبعوث السوري شخصياً رسالة تحذير «فظة».
كذلك ذكرت الصحيفة التركية نفسها أن داوود أوغلو قال لتروكماني «شددنا على أن الدعم التركي لسوريا يتوقف على رغبة الحكومة السورية في تبني إصلاحات شاملة في البلاد».
من جهة ثانية، قال مسؤول أميركي رفيع المستوى إن الولايات المتحدة تنظر في «إمكان جمع أدلة لاتهام سوريا بجرائم حرب ارتكبتها قواتها الأمنية في سياق حملة القمع» التي أطلقها النظام السوري ضد الاحتجاجات.
إلى ذلك، ذكرت شبكة «سي ان ان» الأميركية أن وزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون، بحثت هاتفياً مع نظيرها الروسي، سيرغي لافروف، الوضع في سوريا.
وكانت كلينتون قد كتبت في مقال بصحيفة «الشرق الأوسط» السعودية تحت عنوان «لا عودة إلى الوضع السابق في سوريا»، قائلة «إن القمع الدامي الذي يمارسه النظام السوري ضد المتظاهرين قد يؤدي الى تأخير ساعة رحيل الأسد»، لكنها شددت على «أنه لا رجعة في ذلك».
وأضافت كلينتون «لقد أدت حملة القمع العنيفة التي يمارسها الرئيس الأسد الى تقويض مزاعمه بأن يكون مصلحاً».
وأشارت كلينتون إلى أن قرابة 1300 سوري لقوا مصرعهم منذ اندلاع الاحتجاجات السورية وتعرض الآلاف للسجن. وفي السياق، استبعد وزير الدفاع الألماني، توماس دي ميتسير، مشاركة برلين في أية عملية يمكن أن يقوم بها حلف الأطلسي في سوريا.
إلى ذلك، أشار وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك الى أنه «مقتنع بأن أيام نظام الرئيس السوري أصبحت معدودة، وأنه لن يصمد إلّا لمدة بضعة أشهر». ورأى في مقابلات مع بعض وسائل الإعلام الفرنسية بمناسبة زيارته لباريس، أن «استبدال الأسد سيؤدي الى إضعاف قوة إيران و«حزب الله»، لذا يجب على اسرائيل «ألا تأسف على أي تغيير في القيادة السورية».
من جهة ثانية، اختارت المعارضة السورية في الخارج «حكومة منفى» بعدما انتخب أعضاء الهيئة الاستشارية المنبثقة عن مؤتمر أنطاليا مكتباً تنفيذيّاً من تسعة أعضاء، يضمّ ممثلين عن معظم القوى السورية. وذكرت وسائل إعلام أن من ضمن اللائحة أعضاءً في «الإخوان المسلمون» و«إعلان دمشق» وتشكيلة تمثل كافة الطوائف السورية، وهم ملهم الدروبي ومحمد كركوتي وعمار القربي وخولة يوسف وعهد الهنيدي والشيخ عبد الله ثامر ملحم ورضوان باديني وسندس سليمان وعمرو العضم. ككذلك أنشأ معارضون آخرون «مجلساً وطنياً» لمواجهة نظام دمشق، حسبما أعلنوا أمس. وأوضح المتحدث باسم المجلس، جميل صعيب، أن هذا «المجلس الوطني» يضم معارضين معروفين، وخصوصاً عبد الله طراد ومأمون الحمصي والشيخ خالد الخلف وهيثم المالح وسهير الأتاسي وعارف دليله، علماً أن المالح والأتاسي ودليله موجودون في سوريا.
(الأخبار، رويترز، يو بي آي، أ ف ب، سانا)
بريطانيا تدعو الأسد إلى الإصلاح أو الاستقالة
أ. ف. ب.
لوكسمبورغ: دعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الاثنين الرئيس السوري بشار الاسد الى بدء اصلاحات لاحلال الديموقراطية في بلاده او “الانسحاب” من السلطة.
واعرب هيغ، الذي كان يتحدث على هامش اجتماع مع نظرائه الاوروبيين في لوكسمبورغ، عن الامل في ان تتمكن تركيا من استخدام نفوذها لنقل رسالة الى اعضاء النظام السوري “بانهم يفقدون شرعيتهم، وانه على الاسد ان يجري اصلاحات او ان يتنحّى”.
واضاف الوزير البريطاني “آمل في ان يكونوا واضحين وصريحين في هذا الخصوص” مع السلطات السورية. وتابع ان “أحداثًا مهمة جدًا تجري في سوريا، اننا نترقب خطاب الرئيس الاسد صباح اليوم”.
وقال ان “بريطانيا تتوقع ان يستجيب (الاسد) للمطالب المشروعة” للشعب السوري، وان “يفرج عن سجناء الرأي، ويسمح بالاتصال بشبكة الانترنت ويحترم حرية الاعلام”.
ويتوقع ان يلقي الاسد الاثنين كلمة تتناول الاوضاع الراهنة في سوريا، التي تشهد منذ ثلاثة اشهر حركة احتجاج غير مسبوقة تقمع بقوة، بعد اعلان المعارضة تشكيل مجلس وطني لاسقاط النظام.
وهو ثالث خطاب يلقيه الاسد منذ 15 اذار/مارس تاريخ اطلاق حركة الاحتجاج التي اودت بحياة مئات الاشخاص رغم الانتقادات الدولية.
دعوات جديدة للاحتجاج ردا على خطابه والاتحاد الاوروبي سيُشدد عقوباته
الأسد لمواطنيه: ترقّبوا حواراً وطنيّاً ولا اصلاح عبر “التخريب”
وكالات
أعلن الرئيس السوري بشار الاسد في كلمة في جامعة دمشق أنه لا يمكن ان يُجري إصلاح في سوريا “عبر التخريب والفوضى”، وقال الأسد الذي يواجه احتجاجات لحكمه مضى عليها ثلاثة أشهر إنه سيبدأ عما قريب في إجراء حوار وطني. وأكد أنه سيطلب دراسة توسيع نطاق العفو الحالي مع ضرورة التفرقة بين “المخربين” وبين اصحاب المطالب المشروعة.
بشار الاسد أثناء القاء كلمة في جامعة دمشق
دمشق: صرح الرئيس السوري بشار الاسد في كلمة في جامعة دمشق اليوم الاثنين ان “المؤامرة” ضد سوريا تزيدها “عزة ومناعة”، مؤكدا ان سوريا في “لحظة فاصلة” بعد “ايام صعبة”.
وعبر الاسد الذي استقبل بتصفيق حار عن تعازيه “لعائلات الشهداء” الذين سقطوا في الاحتجاجات، مؤكدا ان “الشهداء الذين سقطوا خسارة لاهلهم وللوطن ولي شخصيا ايضا”.
وبعد ان تحدث عن وجود “مؤامرة بالتأكيد”، قال الاسد ان “المؤامرات كالجراثيم لا يمكن ابادتها (…) انما يجب ان نقوي المناعة في اجسادنا”. واضاف “لا اعتقد ان سوريا مرت بمراحل لم تكن فيها هدفا لمؤامرات مختلفة قبل او بعد الاستقلال”.
وهي الكلمة الثالثة للاسد منذ آذار/مارس الماضي تاريخ بدء حركة احتجاجية لا سابق لها منذ توليه السلطة. وصنف الرئيس السوري بشار الأسد المشاركين في الاحتجاجات إلى ثلاثة أنواع : أصحاب مطالب ومخربين وأصحاب فكر متطرف.
ووعد الأسد بدراسة مطالب أصحاب المطالب ومنها دعوة وزارة العدل إلى التوسع في العفو. وأضا ف:”أما المخربين فيتخذون من أجهزة الدولة هدفا .. الفوضى لهم فرصة ذهبية”. وأشار إلى أن عددهم يتجاوز 64 ألف مطلوب تتراوح أحكامهم بين بضعة أشهر والإعدام.
وفيما يتعلق بالفئة الثالثة فقال إنهم “أصحاب الفكر المتطرف والتكفيري .. يقتلون باسم الدين وينشرون الفوضى تحت اسم الحرية”. وألمح إلى أن “البعض يدفع لهم الأموال للمشاركة في المظاهرات وتصوير الأحداث”. واكد الأسد أن بلاده تعرضت لمؤامرات كثيرة عبر تاريخها وكان سبب بعضها مواقف بلاده السياسية.
ودعا الأسد إلى التفكير في تقوية المناعة الداخلية والبحث عن نقاط الضعف وترميمها. وأوضح أنه رغم أن بعض من خرجوا للتظاهر كانوا أصحاب حاجة إلا أن هناك الكثير من المخربين “حاولوا استغلال الأكثرية الطيبة من الشعب”.
وقال الأسد: “المصداقية التي شكلت أساس العلاقة بيني وبين الشعب والتي بنيت على الفعل لا القول على المضمون لا الشكل هي التي بنت الثقة التي شعرت بكبرها وأهميتها خلال اللقاءات الشعبية”.
وقال في مستهل الكلمة “نلتقي اليوم في لحظة فاصلة في تاريخ بلدنا لحظة نريدها بإرادتنا وتصميمنا أن تكون فاصلة بين أمس مثقل بالاضطراب والألم سالت بها دماء بريئة أدمت كل سوري وغد مفعم بالأمل في أن تعود لوطننا أجمل صور الألفة والسكينة التي طالما نعم بها على أرضية متينة من الحرية والتكافل والمشاركة”.
كما دعا الى اعادة الثقة في الاقتصاد السوري لمنع انهياره. وقال الاسد “المهم الآن العمل على اعادة الثقة في الاقتصاد”، مؤكدا ان هناك “خطر انهيار” يتهدده. واضاف “لا بد من البحث عن نظام (اقتصادي) جديد يحقق العدالة بين الفقير والغني وبين الريف والمدينة”.
واعترف الأسد في خطابه ان هناك ممارسات خاطئة وظلم وقع على البعض بسبب الصدام الذي حصل بين الدولة وجماعة الاخوان المسلمين في مطلع الثمانينات، وقال إنه سيتدارك ذلك مستقبلا. وأضاف بشار الأسد الذي تشهد بلاده احتجاجات واضطرابات واسعة تطالب بالتغيير والإصلاح ” تفاجأت بأعداد الفارين من الاحكام القضائية حيث بلغوا نحو 63 الف شخص وهم يمثلون تهديدا كبيرا على أمن البلاد”.
وقال الأسد الإبن الذي تولى الرئاسة السورية عام 2000 خلفا لوالده: إن المطالب الملحة للشعب قمنا بتنفيذها قبل بدء الحوار الوطني فرفعنا حالة الطوارئ وقمنا بإلغاء محكمة أمن الدولة”. وأضاف ” الفكر الذي اختبرناه منذ عقود عندما حاول التسلل إلى سوريا لا يختلف الآن عما رأيناه، ولكن ما تغير هو الأدوات فهو يقبع في الأماكن المختلفة، فهو يقتل بإسم الدين وينشر الفوضى باسم الإصلاح والحرية”.
وأردف الرئيس السوري في خطابه قائلا: ” التطوير يبدأ بالإسنان ولا يبدأ بالكمبيوتر ولا التشريعات، وأن هناك أشخاص يدفع لهم أموال لكي يشاركون في المظاهرات وللتصوير ومخاطبة الإعلام”. وقال بشار الأسد: لا أستطيع القول أني أنجزت الحوار الوطني وهو لا يقتصر على شريحة دون أخرى، مشيرًا إلى أنه من السهل أن يقول “يجب علينا اجتثاث الفساد لكن التنفيذ يبقى هو الفيصل”.
وفيما يتعلق بكرامة المواطن السوري، قال الأسد: ” لمست معاناة بعضها مرتبط بالجانب المعيشي وآخر مرتبط بكرامة المواطن، وأعترف أن أهم عمل قمت به خلال فترتي هو اللقاءات مع الناس والمحبة والحب الذي لمسته من الشعب السوري والذي لم أشعر به سابقا “. وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء أن الأسد سيتناول “الأوضاع الراهنة” في البلاد، وهو أول خطاب له منذ 16 أبريل، والثالث منذ بدء الانتفاضة الشعبية في سهول حوران الجنوبية في 18 مارس.
دعوات عبر فايسبوك للاحتجاج ردا على خطاب الأسد
قبل انتهاء الرئيس السوري بشار الأسد من خطابه الموجه إلى الشعب ظهرت دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي للخروج في المزيد من المظاهرات ردا على ما جاء في الخطاب الذي يبدو أنه لم يقنع المحتجين. وكتب نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك “طبعا لحظة انتهاء الخطاب ستكون الشرارة لخروج مظاهرات تليق بالخطاب.. شاركونا في جميع أنحاء سوريا”.
الاتحاد الاوروبي مستعد لتشديد عقوباته على سوريا
واعلن الاتحاد الاوروبي استعداده لتشديد عقوباته المفروضة على سوريا، معتبرا ان مصداقية الرئيس السوري بشار الاسد تتوقف على الاصلاحات التي وعد بها، بحسب مسودة اعلان سيطرح على وزراء الخارجية الاوروبيين لاقرارها الاثنين.
واكد الاتحاد الاوروبي في الوثيقة التي اطلعت عليها وكالة فرانس برس ان الاتحاد الاوروبي “يعد بشكل نشط” لتشديد العقوبات المفروضة على سوريا “من خلال تعيين (شخصيات وكيانات) اضافية”. وذكرت المسودة التي وافق على بنودها الممثلون الدائمون لدول الاتحاد الاوروبي ال27 على هامش اجتماع للوزراء في لوكسمبورغ ان “مصداقية وزعامة” الاسد “تتوقفان على الاصلاحات التي وعد بها بنفسه”.
وافادت مصادر دبلوماسية ان العمل يتواصل على مستوى الخبراء من اجل اقرار هذه العقوبات الاضافية بحلول نهاية الاسبوع. واقر الاتحاد الاوروبي حتى الان مجموعتي عقوبات تتضمن تجميد اموال ومنع منح تاشيرات دخول شمل الرئيس السوري ومقربين منه، وسيعمد الان الى اضافة اسماء جديدة تتضمن شخصيات وشركات مرتبطة بالنظام.
المعارضة ترفض خطاب الأسد وتؤكد أن الشارع سيرد فوراً
وقال المعارض محمد إدلبي، ممثل لجان التنسيق المجلية السورية في حديث لقناة الجزيرة إن خطاب الأسد “مؤسف بكل ما تحمله الكلمة من معنى وقد كان يأمل ان يتطرق الخطاب الى اسباب تفاقم الأزمة وهو اللجوء الى القمع الأمني الأهوج وان يبعتد الرئيس عن رواية المؤامرة الخارجية، و”يتقدم باعتذار للضحايا الذين سقطوا برصاص نظامه وان يعترف بالضحايا لا ان يذهب الى الشعب لتحميله مسؤولية الضحايا والدماء.”
واعتبر أن الاصرار على رواية المؤامرة الخارجية يجعل من حل الأزمة ابعد مما كانوا يأملونه. وأضاف: “كما نامل من الرئيس ان يوجه نداءه الى جهازه الأمني ليكف عن الاجرام لا ان يدافع عن هذا الجهاز ويؤمن له الحصانة وان يطلب من المتظاهرين السلميين بتسليم انفسهم ويتهمهم بأنهم ارهابيين.”
وتوقع إدلبي أن يرد الشارع على هذا الخطاب، فـ “الشارع قال منذ اربعة ايام ان النظام سقط وانه لم يعد يعترف بشرعيته.” و شدد على وجوب اطلاق ورشة عمل كبيرة للتأسيس لمستقبل سوريا، واللجوء لمؤتمر وطني موضوعه الرئيسي تنحي النظام. وقال “دعوة الأسد للحوار ننظر اليها بكثير من الريبة”.
ورأى أنه كان يجب عليه ان يأمر جدياً بوقف القتل والعنف ووقف ملاحقة النشطاء والمتظاهرين والإفراج عن آلاف المعتقلين وأن يأمر جهازه الإعلامي بوقف الحشد الإعلامي الكاذب والتحريض. وتساءل لمن كان يوجه الأسد خطابه. وقال إن كان يوجهه للداخل السوري فهو مرفوض جملة و تفصيلاً واذا كان يوجهه للخارج، فالعالم الخارجي وجد مؤخراً ان هذا النظام مقلق لإستقرار المنطقة ولا يتمتع بالشرعية الشعبية الكافية.
أما عامر الصادق، ممثل اتحاد تنسيقيات الثورة السورية، فقال للجزيرة إنه نادم لإضاعة وقته في الاستماع إلى الخطاب الذي اعتبره عبارة عن تكرار اي نشرة نراها على القناوات السورية التي تجدد وصف المتظاهرين بـ “مخربين” 18 مرة، و تكرر الـ “مؤامرة” 8 مرات.
وأضاف: ” النظام السوري فقد شرعيته منذ ان اطلق اول طلقة من الرصاص الحي على المواطنين.” وأكد أن الشارع السوري كله يريد اسقاطه ولا يريد منه اي شيء اخر مشيراً الى ان “ردود الأفعال هي الأحذية التي بدأوا برميها على الشاشات والتظاهرات بدأت تنزل الى الشارع”. ولفت الى ان الضحك والقهقهة على دماء الشهداء لن يقبله اي احد من المتظاهرين الذين نزلوا الى الشار
إطلالة مخلوف لم تعد الثقة بين المحتجين والنظام السوري ورموزه
“السيد 5 في المئة” لم يقنع المعارضة بـ “توجهه الخيري”
وكالات
رامي مخلوف أو الملقب بالسيد ”خمسة بالمائة”، الذي تلقى حصة كبيرة من انتقادات المحتجين، قرر التخلي عن جزء من أرباح أعماله للأعمال الخيرية، في محاولة منه لتحسين صورته. لكن قرار مخلوف هذا لم يمنع استمرار الاحتجاجات والتظاهرات في سوريا.
دمشق: يبلغ رامي مخلوف، ابن خال الرئيس السوري بشار الاسد، من العمر 41 عامًا، وقد بنى ثروته تحديدًا بفضل امتلاكه 40% من رأس مال شركة سيرياتل للاتصالات، أكبر مشغل للهاتف النقال في سوريا. وتلقى مخلوف حصة كبيرة من انتقادات المحتجين منذ بدء حركة الاحتجاج في سوريا.
مخلوف يتحكم بـ 60% من الاقتصاد السوري
تتجاوز ثروة رامي مخلوف وشقيقه إيهاب ثلاثة مليارات دولار، بحسب بعض التقديرات، وهما يتحكمان بـ 60% من الاقتصاد السوري، سواء بشكل مباشر او غير مباشر. أما حافظ مخلوف، الشقيق الثالث لهما، فهو مسؤول أمني رفيع في الاجهزة الأمنية السورية.
يملك مخلوف أيضاً شركة “راماك”، التي تعمل في المجال العقاري، وتلتزم مشاريع كبرى في مناقصات وهمية، وأخيراً أسس في سوريا شركة “شام القابضة”، بالشراكة بين عماد غريواتي، وهي شركة تعمل في الاستثمار السياحي. ولمخلوف استثمارات في قطاع الأسمنت والغاز والنفط. وله أكثر من نصف أسهم مصرف المشرق الاستثماري، وشركة “الكورنيش السياحية” لإقامة المشاريع التجارية والخدمية.
تجارة السيارات
حاول مخلوف السيطرة على قطاع تجارة السيارات، لكنه اصطدم بشركة أبناء عمر سنقر، الوكيل الحصري لسيارات مرسيدس الألمانية، وقد وقفت “مرسيدس” إلى جانب سنقر، ما دفع الحكومة السورية إلى إلغاء الوكالات الحصرية، وفرض عقوبات على “مرسيدس”.
كذلك استولى مخلوف على وكالة BMW وصارت وزارة الدفاع “ملزمة” بشراء السيارات للضباط المسرّحين والمتقاعدين برتبة لواء وعميد منه. وأسس مخلوف شركة خاصة لمراقبة تطابق السيارات المستوردة مع المواصفات الحكومية، بالشراكة مع نجل الرئيس اللبناني السابق، إميل إميل لحود.
الاستثمار الخارجي
منع مخلوف من الاستثمار في أوكرانيا بسبب أعمال مشبوهة، مثل تبييض الأموال، لكنه استطاع الفوز باستثمار كبير في مجال الاتصالات في اليمن، وقد يكون الاستثمار الخارجي الأهم لمخلوف قد بدأ مع اغتيال رئيس الحكومة اللبناني رفيق الحريري، حيث حوّل الأول قسماً من أمواله إلى دبي، واشترى برجين، سجّل أحدهما باسم زوجته، والآخر باسم أولاده.
ومنذ اندلاع التحركات الاحتجاجية في سوريا في منتضف شهر مارس/آذار الماضي، هاجم المتظاهرون مباني شركة سيرياتل لما يمثله رامي مخلوف بالنسبة إليهم من رمز للفساد واتساع الفوارق الاجتماعية بعد خصخصة اجزاء كبيرة من الاقتصاد السوري.
“مصرفي أسرة الأسد”
في تقرير عن رامي مخلوف، أعدّته صحيفة “نيويورك تايمز” في الأيام الأخيرة تحت عنوان “رجل الأعمال السوري يصبح مغناطيساً للغاضبين والمنشقّين”، وصف مخلوف بأنه “مصرفي أسرة الأسد” و”السيد 5 في المئة”، في إشارة الى العمولات التي يحصل عليها من كل مشروع يدخل البلاد.
لم تتوان “نيويورك تايمز” عن وصفه بأنه النسخة السورية عن أحمد عز في مصر أو ليلى طرابلسي في تونس. لقد اصبح اسمه مرتبطاً بالمطالب الإصلاحية بعدما “حوّل الاقتصاد السوري من الاشتراكية إلى الرأسمالية، ما جعل الفقراء أكثر فقراً والأغنياء أكثر ثراءً وبنحو خيالي”، على حد وصف الصحيفة الأميركية.
وتنقل “نيويورك تايمز” عن محلل سياسي سوري لم تذكر اسمه قوله إن رامي مخلوف “هو رمز للنظام في الجانب الاقتصادي… انهم يكرهون عملاء الاستخبارات ورامي مخلوف”.
ويبدو أن مخلوف لم يتوقف عمله على الشأن الاقتصادي، فقد استخدم نفوذه المتولد من قرابته لآل الأسد ومن قوته الاقتصادية التي لا تقدّر، من أجل “التلاعب بالنظام القضائي، واستخدام الاستخبارات السورية لترهيب منافسيه”، بحسب ما جاء في مسوغ قرار للعقوبات بحقه صدر من الحكومة الأميركية عام 2008. وذلك بعد اتهامه بالعمل على رفع الحصانة عن النائب رياض سيف وسجنه لمدة سبع سنوات لمجرد أنه تجرأ وسأل عن مخالفات شركة “سيرياتيل”، التي يمتلكها مخلوف.
توجه خيري
يذكر أن مخلوف قرر ليل الخميس، وقبل جمعة التظاهرات، التخلي عن جزء من ارباح اعماله للاعمال الخيرية، في محاولة منه لتحسين صورته. وقال مخلوف، الذي يتهمه المحتجون بالفساد واستغلال النفوذ، انه لا يريد ان يكون “عبئًا على سوريا ولا على شعبها ولا على رئيسها بعد اليوم”.
وقال مخلوف انه قرر “تخصيص ارباح الاسهم التي يملكها في شركة سيرياتل لاعمال خيرية وانسانية وتنموية تغطي كل الشرائح المحتاجة في سوريا من درعا الى القامشلي”. واضاف “لن ادخل في اي مشاريع جديدة، يكون لها مكاسب شخصية، وسأتفرغ للعمل الخيري التنموي والانساني”، مشيرًا الى انه اتخذ قراره هذا كي “لا اكون عبئًا على سوريا ولا على شعبها ولا على رئيسها بعد اليوم”.
لكن خطاب رامي مخلوف قبل اسابع قليلة كان مختلفًا في لهجته، فقد قال في حديث لصحيفة نيويورك تايمز في العاشر من ايار/مايو ان النظام البعثي الذي يحكم سوريا منذ العام 1963 “سيقاتل حتى النهاية”، مضيفًا “لا احد يمكنه ان يضمن ماذا سيجري اذا حدث شيء ما لهذا النظام”.
يبدو ان المعارضين السوريين للنظام لم يقنعهم ما صدر من رامي مخلوف، فأنشأوا صفحة على فايسبوك يتهكمون فيها على إعلانه تحوله إلى دعم العمل الخيري، وأطلقوا عليها اسم “ماما رامي تيريزا”، جمعت بعد ظهر الجمعة اكثر من الف شخص غداة انشائها.
لم تمنع إطلالة مخلوف من الخروج في اليوم التالي بمظاهرات عارمة مصممين على إبداء رأيهم فيه. ففي الزبداني، كتب المتظاهرون على لافتة، ردا على إعلان مخلوف عزمه التوجه إلى العمل الخيري: “آخر صرعة: رامي مخلوف ينوي تسيير رحلات حج وعمرة على حسابه الخاص”.
وكانت الولايات المتحدة أدرجت رامي مخلوف على قائمة العقوبات منذ العام 2008. اما الاتحاد الاوروبي فحذا حذوها في ايار/مايو الماضي. وردا على سؤال لصحيفة نيويورك تايمز حول استهدافه في هذه العقوبات قال “لأنني ابن خال الرئيس، فقط”.
لكن وزراة الخزانة الاميركية كانت اكثر وضوحًا عندما قررت فرض عقوبات عليه في شباط/فبراير من العام 2008، فقالت “لقد استخدم رامي مخلوف الترهيب وعلاقاته مع النظام للحصول على منافع تجارية غير مبررة على حساب السوريين العاديين”.
واضاف المصدر نفسه “ان الفساد والمحسوبية لهما أثر مدمّر على الاقتصاد يحبط رجال الاعمال السوريين النزيهين، ويعزل النظام الذي يواصل سياساته القمعية”. وعلى ذلك، فان انخراط رامي مخلوف في العمل الخيري ما زال يحتاج التثبت منه، فهذا الامر ياتي، فيما النظام يسلك طريق العنف الشديد في وجه معارضيه.
واسفر قمع الاحتجاجات في سوريا عن سقوط 1200 قتيل واعتقال حوالي 10 الاف آخرين، بحسب الامم المتحدة ومنظمات حقوقية. وتشهد سوريا حركة احتجاجية لم يسبق لها مثيل ضد نظام الرئيس بشار الاسد الذي يحكم البلاد منذ 11 عامًا خلفًا لوالده حافظ الاسد.
الأسد يتناول «الأوضاع الراهنة» في كلمة هي الثالثة منذ بدء الاحتجاج
المعارضة السورية تعلن عن تشكيل “مجلس وطني” ضد النظام
وكالات
أعلن معارضون سوريون الأحد أنهم شكّلوا مجلساً وطنياً بهدف إسقاط النظام، فيما يُلقي الرئيس بشار الأسد الاثنين كلمة يتناول فيها الأوضاع الراهنة، وهي ثالث كلمة يلقيها الأسد منذ بدء حركة الاحتجاج في البلاد.
خربة الجوز: ينتظر ان يصل مساء اليوم الى دمشق رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر جاكوب كيلينبرغر في زيارة ليومين بهدف المطالبة بتسهيل الوصول الى الاشخاص الذين طاولتهم اعمال العنف، فيما يواصل النظام قمع حركة الاحتجاج.
وقال المعارضون في مؤتمر صحافي عقدوه في موقع غير بعيد من الحدود التركية السورية، وتحديدا في قرية خربة الجوز في شمال سوريا “باسم شباب الثورة السورية الاحرار ونظرًا إلى المجازر التي ارتكبها النظام بحق شعبنا الاعزل والاساليب القمعية في مواجهة التظاهرات السلمية وعلى خلفية الصمت العربي والدولي المريب (…) نعلن عن تشكيل مجلس وطني لقيادة الثورة السورية بكل الاطياف والشخصيات والقوى والاحزاب الوطنية في الداخل والخارج”.
واضافوا “يعتبر هذا البيان بمثابة باب مفتوح لكل الاحرار في الداخل والخارج”، داعين الى “المشاركة في تفعيل هذا البيان مدنيًا واعلاميًا وسياسيًا بشرط العمل مع التنسيقيات المحلية في المدن والمحافظات السورية، بما يحقق اهداف الشارع السوري باسقاط النظام وبمحاكمة المجرمين”.
واوضح المتحدث جميل صعيب ان هذا “المجلس الوطني” يضم معارضين معروفين، وخصوصًا عبدالله طراد ومأمون الحمصي والشيخ خالد الخلف وهيثم المالح وسهير الاتاسي وعارف دليله، علمًا ان المالح والاتاسي ودليله موجودون في سوريا.
واضاف صعيب “الثورة السورية تعاني مشكلة، في ليبيا وبعد مقتل مئتي شخص لم يعد (معمّر) القذافي يتمتع بشرعية. وهنا في سوريا، وفي حين تقول كل جمعيات الدفاع عن حقوق الانسان ان هناك 1500 قتيل والاف الجرحى او المعتقلين فإن المجتمع الدولي والعالم العربي صامتان”.
من جهتها، ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية “سانا” مساء الاحد ان الرئيس السوري بشار الاسد “يلقي ظهر الاثنين كلمة يتناول فيها الاوضاع الراهنة في سوريا”. وهي ثالث كلمة يلقيها الاسد منذ بدء حركة الاحتجاج في سوريا في منتصف اذار/مارس، بعد كلمة اولى امام مجلس الشعب، وثانية امام الحكومة السورية الجديدة.
ولم تقدم الوكالة الرسمية للأنباء المزيد من التفاصيل، واكتفت بالقول “يلقي السيد الرئيس بشار الأسد كلمة يتناول فيها الأوضاع الراهنة في سوريا”.
وفي خطابه الأخير، وجّه الأسد كلمة إلى وزراء الحكومة الجديدة، وصفت بأنها “توجيهية،” وعد فيها برفع حالة الطوارئ خلال أيام، وأبدى أسفه لسقوط قتلى في المظاهرات، وأقرّ بأن أجهزة الأمن “ليست مدربة للتعامل مع المحتجين”، ولكنه عاد للإشارة إلى وجود “مؤامرة” ضد دمشق.
وشدد الأسد من جديد على أنه يريد الإصلاح “بسرعة ولكن دون تسرع”، وقال إنه اجتمع مع وفود من المجتمع خلال الفترة الماضية، واستمع إلى وجهة نظرها، وخرج “بمجموعة من النقاط” التي عرضها على الحكومة.
ويسعى الاميركيون والاوروبيون الى ادانة القمع الدامي في سوريا عبر مجلس الامن الدولي، لكن الصين وروسيا تصرّان على عدم التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان 1309 مدنيين و341 عنصرًا في قوات الامن قتلوا منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية في سوريا في منتصف اذار/مارس.
وكان ممثلون للمعارضة السورية في اوروبا اجتمعوا في الخامس من حزيران/يونيو في بروكسل ودعوا المجتمع الدولي الى زيادة الضغط على الاسد واجراء تحقيق مستقل حول اعمال القمع. وعقد هذا المؤتمر غداة مؤتمر مماثل نظم في الاول من حزيران/يونيو في مدينة انطاليا التركية، وطالب المشاركون فيه بـ “استقالة فورية” للرئيس السوري.
وفي بلدة غوفتشي التركية قرب الحدود التركية السورية، تحدث لاجئون وفدوا من قرية بداما في شمال غرب سوريا الاحد عن الرعب الذي نشره الجيش السوري في قريتهم.
وقال السوري رجا العبدو (23 عامًا) لفرانس برس “لقد اغلقوا المخبز الوحيد في القرية. لم يعد في امكاننا العثور على خبز (…) شاهدت جنودًا يطلقون النار على صاحب المخبز. لقد اصيب في صدره وساقه”. واضاف “الجيش يسيطر على كل مداخل القرية، ويتحقق من الهويات لاعتقال المعارضين”.
وكان ناشط سوري افاد السبت ان الجنود الذين وصلوا على متن ست دبابات و15 ناقلة جند، دخلوا بداما السبت، ووسعوا بذلك نطاق عمليات التمشيط في محافظة ادلب في شمال غرب سوريا. ولجأ اكثر من عشرة الاف سوري الى تركيا، فيما لا يزال آلاف آخرون عند الحدود بعدما فرّوا من قوات الامن.
وبدأت تركيا تقديم مساعدة الى السوريين الذين نزحوا هربًا من القمع، واحتشدوا على الحدود في الجانب السوري، كما اعلنت الاحد الوكالة الحكومية المكلفة الاوضاع الطارئة.
وذكرت الوكالة في بيان نشر على موقعها الالكتروني ان “توزيع المساعدة الانسانية بدأ لتلبية الحاجات الغذائية العاجلة للمواطنين السوريين، الذين ينتظرون في الجانب السوري للحدود”. وهي المرة الاولى التي تقوم فيها السلطات التركية بعملية مساعدة عبر الحدود، حيث يعاني مواطنون سوريون ظروفا معيشية صعبة، ويقيمون في خيم أعدّت على عجل.
سوريا.. دعوة للإضراب ومقاطعة التجار الموالين للنظام
الجيش يطوق اللاجئين والمعارضة تشكل مجلسا وطنيا * تركيا تتدخل لمساعدة اللاجئين داخل الأراضي السورية
دمشق – لندن: «الشرق الأوسط» أربيل: شيرزاد شيخاني
في خطوة تصعيدية جديدة ضد النظام السوري، دعا نشطاء سوريون، أمس، إلى تنفيذ إضراب عام وشامل في كل المدن يوم الخميس المقبل، دعما للاحتجاجات المناوئة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، كما دعوا إلى مقاطعة التجار والصناع الداعمين للنظام.
وفي الوقت الذي شهدت فيه عدد من المدن السورية، مثل حمص واللاذقية أمس، مظاهرات واسعة للمطالبة بإسقاط النظام، أعلنت السلطات عن نية الأسد إلقاء خطاب اليوم يتناول فيه الأوضاع الراهنة في البلاد، من دون أن تكشف عن تفاصيله.
جاء ذلك بينما طوق الجيش السوري بلدة بداما، المجاورة للحدود التركية، وأقام عدة نقاط تفتيش لمنع السكان من الفرار إلى تركيا، على خلفية الاحتجاجات المناوئة لنظام الأسد، كما منع اللاجئين الفارين من بلدة جسر الشغور المجاورة من التزود بالمؤن. وقال ناشطون على صفحات موقع «فيس بوك»: إن الجيش السوري أحكم سيطرته على المناطق الحدودية مع تركيا وأحرق المنازل والمخابز التي كانت توفر الإمدادات الضرورية للنازحين، كما أقام حواجز على الطرق المؤدية إلى بداما وعلى مسافات كبيرة على الحدود.
وفي سياق متصل، قامت السلطات التركية باول عملية إغاثة داخل الحدود السورية، في إشارة رسمية تركية إلى استعداد أنقرة لإقامة نوع من المنطقة العازلة داخل الحدود السورية.
وفي تطور آخر، أعلن معارضون سوريون عن تشكيل «مجلس وطني» لمواجهة نظام الأسد يضم شخصيات معارضة معروفة من الداخل والخارج، بعد أقل من 24 ساعة على انتخاب مجلس تنفيذي للمعارضة من قبل المشاركين في اجتماع أنطاليا.
أنباء عن اشتباكات في حمص وعدد اللاجئين يتخطى الـ10 آلاف
الجيش السوري يمنع اللجوء إلى تركيا و “مجلس وطني” معارض لمواجهة النظام آخر تحديث:الاثنين ,20/06/2011
دمشق – “الخليج”، وكالات:
واصلت السلطات السورية اجراءاتها المشددة في شمال غرب البلاد وقطعت كل الطرق المؤدية إلى الحدود مع تركيا، وحاصر الجيش قرية بداما التي كان اللاجئون الهاربون من جحيم القمع يتبضعون منها، فيما تحدثت أنباء عن اطلاق نار كثيف في بعض احياء حمص، وأشير إلى مقتل 5 عسكريين، في حين أفرجت السلطات عن فتيات اختفين في حلب يوم الجمعة الماضي، في وقت تخطى عدد السوريين النازحين الذين وصلوا إلى تركياً ال10 آلاف لاجئ .
وقام الجيش السوري بمحاصرة وعزل قرية بداما القريبة من الحدود السورية التركية يقصدها السوريون الهاربون من القمع للتبضع، حسبما أعلن سكان هذه البلدة الذين فروا منها . وأشار شهود عيان ان بلدة بداما الواقعة على بعد عدة كيلومترات من الحدود أضحت خالية تقريبا من سكانها فيما اقامت قوات الامن السورية مراكز تفتيش على الطرق المؤدية اليها . وذكر ركاء العبدون وهو سوري يبلغ من العمر 23 عاما “لقد اغلقوا المخبز الوحيد في البلدة ولم يعد باستطاعة السكان الحصول على الخبز” مضيفا “لقد شاهدت الجنود يطلقون النار على صاحب المخبز وأصيب في صدره وفي ساقه” . وأشار إلى انه فر من بداما السبت إلا أنه عاد إليها الاحد سالكا الطرق الجبلية ووجد البلدة شبه خالية . وأضاف “ان الجيش يراقب جميع مداخل البلدة ويتحقق من الهويات من اجل توقيف المحتجين” .
وأكد نشطاء سوريون تردي الأوضاع الإنسانية على الحدود مع تركيا، مع استمرار السلطات السورية في حملتها لقمع الاحتجاجات في شمال غربي البلاد . وقال النشطاء إن هناك المئات من المرضى بسبب سوء التغذية وانتشار الأمراض وخصوصا بين الأطفال . وأضافوا أن الجيش السوري يقطع الطرق المؤدية للحدود السورية التركية في محافظة إدلب ويقيم عشرات الحواجز ويعتقل كل من يريد النزوح من القرى باتجاه تركيا . وأشاروا إلى أن “هناك آلافاً من اللاجئين بجانب الحدود والتي يمنع على الجيش السوري الاقتراب منها” .
وذكرت وكالة أنباء الأناضول، من جانبها، ان عدد السوريين الذين وصلوا إلى تركيا عبر بلدة يايدالاغ في إقليم هاتاي بجنوب البلاد بلغ 10533 لاجئاً . ويتم نقل اللاجئين السوريين إلى 4 مخيمات مؤقتة أقامها الهلال الأحمر التركي في بلدتي ألتينوزو ويايلاداغ بإقليم هاتاي في جنوب تركيا . ونقل 38 سورياً إلى المستشفيات لعلاج إصاباتهم .
وفي إطار متصل، قال النشطاء إن “عناصر المخابرات داهمت صباح أمس مشفى درعا الوطني واعتقلت عدداً من الممرضين لقيامهم بمداواة جرحى المظاهرات واقتادتهم إلى أحد الفروع الأمنية في المدينة” . ودعا النشطاء إلى إضراب عام يوم الخميس المقبل في جميع أنحاء البلاد، كما دعوا إلى مقاطعة التجار والصناع الداعمين للنظام .
من جهة أخرى، ذكر موقع إخباري سوري إن خمسة عناصر من الجيش السوري قتلوا بنيران مسلحين استهدفوا نقاطاً عسكرية في مدينة حمص وسط سورية بعد منتصف ليل السبت الأحد . ونقل موقع “سيريانيوز” الالكتروني أن “ثلاثة أفراد من الجيش قتلوا إثر هجومين مسلحين على حاجز عسكري بعد منتصف ليل السبت، كما تم استهداف عنصرين في نقطة عسكرية في حي العشيرة بحمص” . وقال شهود عيان “ان إطلاق رصاص كثيف مساء السبت شهدته بعض إحياء المدينة استمر حتى ساعات الصباح الأولى .
إلى ذلك، قال ناشطون سوريون ان السلطات أطلقت سراح الطالبة أمل حسن السبع من مدينة معرة النعمان وصديقاتها العشر بعد اختفائهن يوم الجمعة الفائت أثناء ذهابهن لتقديم الامتحانات في مدينة حلب .
الأسد: المخربون يستغلون المظاهرات
جدد الرئيس السوري بشار الأسد تأكيده على تعرض بلاده لما وصفها بمؤامرة. وفي ثالث خطاب له منذ اندلاع الاحتجاجات المنادية بإسقاط نظامه منتصف مارس/ آذار الماضي، اتهم من وصفهم بالمخربين باستغلال مظاهرات سلمية، وتعهد بتوسيع إجراءات العفو الذي سبق الإعلان عنه.
وفي خطابه –الذي جاء بعد شهرين من آخر كلمة له- كرر الأسد أن بلاده تعرضت لمؤامرات كثيرة عبر تاريخها وكان سبب بعضها مواقف بلاده السياسية، داعيا إلى التفكير في تقوية المناعة الداخلية ضد المؤامرات التي لا يمكن إبادتها، والبحث عن نقاط الضعف وترميمها.
وأوضح في كلمته التي ألقاها بجامعة دمشق أنه رغم أن بعض من خرجوا للتظاهر كانوا أصحاب حاجة إلا أن هناك الكثير ممن وصفهم بالمخربين “حاولوا استغلال الأكثرية الطيبة من الشعب”.
وصنف الرئيس المشاركين في الاحتجاجات إلى ثلاثة أنواع، وصف أولهم بأصحاب مطالب وثانيهم بالمخربين وثالثهم بأصحاب فكر متطرف.
ووعد الأسد بدراسة مطالب أصحاب المطالب ومنها دعوة وزارة العدل إلى التوسع في العفو الذي أعلن عنه في وقت سابق.
وأوضح بالنسبة بالمخربين -وفق توصيفه- أنهم “يتخذون من أجهزة الدولة هدفا، الفوضى لهم فرصة ذهبية”. وأشار إلى أن عدد المطلوبين يتجاوز 64 ألف مطلوب تتراوح أحكامهم بين بضعة أشهر والإعدام.
وفيما يتعلق بالفئة الثالثة قال إنهم “أصحاب الفكر المتطرف والتكفيري.. يقتلون باسم الدين وينشرون الفوضى تحت اسم الحرية”. وألمح إلى أن “البعض يدفع لهم الأموال للمشاركة في المظاهرات وتصوير الأحداث”.
استكمال الإصلاحات
وأشار الأسد إلى الإجراءات التي اتخذتها الحكومة في طريق الإصلاح، لكنه أكد أن رفع حالة الطوارئ لا يعني خرق القانون. وأوضح أنه سيشكل لجنة لدراسة تعديل الدستور وأن هذه اللجنة ستطرح توصياتها في غضون شهر.
وفي كلمته حث الأسد آلاف اللاجئين الذين فروا من شمال البلاد إلى تركيا المجاورة على العودة في أقرب وقت ممكن، لكنه قال إنه لا يمكن إيجاد حل سياسي مع أناس يحملون الأسلحة.
وتحدث الرئيس عن تشكيل لجنة حوار وطني، مشيرا إلى انتخاب مجلس شعب جديد في أغسطس/ آب المقبل إذا لم تؤجله لجنة الحوار الوطني.
وقال في مستهل الكلمة “نلتقي اليوم في لحظة فاصلة في تاريخ بلدنا، لحظة نريدها بإرادتنا وتصميمنا أن تكون فاصلة بين أمس مثقل بالاضطراب والألم سالت بها دماء بريئة أدمت كل سوري، وغد مفعم بالأمل في أن تعود لوطننا أجمل صور الألفة والسكينة التي طالما نعم بها على أرضية متينة من الحرية والتكافل والمشاركة”.
تصاعد أزمة اللاجئين وحصار لقرى الحدود
مظاهرات ضد النظام والأسد يخطب
تواصلت حتى مساء الأحد المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام السوري قبيل ساعات من خطاب متوقع للرئيس بشار الأسد اليوم الاثنين يتناول فيه الأوضاع في سوريا، فيما أحكمت قوات الأمن سيطرتها على المناطق الحدودية مع تركيا التي تتفاقم أزمة اللاجئين السوريين الفارين إليها والذين تخطى عددهم 10 آلاف.
فقد تظاهرت مجموعة من النساء في مدينة حماة السورية، حسب ما جاء في مشاهد بثها ناشطون على الإنترنت، ورددن هتافات منددة بنظام الأسد.
وشهدت مدينة البوكمال بمحافظة دير الزور شمال شرقي سوريا مظاهرة ليلية طالبت برحيل نظام الأسد، حسب ما جاء في مشاهد بثها ناشطون على الإنترنت.
كما شهدت بلدة إحسم في محافظة إدلب شمال سوريا تجمعاً لمتظاهرين من بلدات مدينة كفرنبل، حيث طالب المشاركون بإسقاط النظام في البلاد، كما جاء في مشاهد بثها ناشطون على الإنترنت.
وخرجت مظاهرات مسائية في مدن محافظة ريف دمشق السورية تطالب بإسقاط نظام الأسد. وبث ناشطون على الإنترنت صوراً قالوا إنها لاحتجاجات في مدن زملكا وداريا وعربين.
وفي الوقت نفسه أعلن مصدر رسمي سوري أن الأسد سيلقي كلمة ظهر الاثنين يتناول فيها الأوضاع الراهنة في البلاد.
وهذه الكلمة هي الثالثة للأسد منذ اندلاع الاحتجاجات في البلاد منتصف شهر مارس/آذار، حيث ألقى كلمة في مجلس الشعب السوري نهاية مارس/آذار، والثانية لدى ترؤسه الاجتماع الأول للحكومة السورية الجديدة في أبريل/نيسان.
حصار القرى
في غضون ذلك نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن شهود عِيان أن الجيش السوري حاصر بلدة بداما الحدودية وعزلها، وذلك في إطار عملية اقتحام واسعة النطاق ينفذها الجيش السوري في المناطق الحدودية مع تركيا.
ومن جهته أكد مركز دمشق لدراسات حقوق الإنسان ومقره الولايات المتحدة أن القوات السورية قتلت 130 شخصا على الأقل واعتقلت أكثر من ألفين في جسر الشغور والقرى المحيطة بها خلال الأيام القليلة الماضية.
واتهم رئيس المنظمة السورية لحقوق الإنسان عمار قربي القوات الحكومية بمهاجمة من كانوا يساعدون اللاجئين خلال محاولتهم الفرار من عملية عسكرية آخذة في الاتساع لإخماد الاحتجاجات ضد حكم الأسد.
وقال قربي إن جنودا ومسلحين موالين للأسد أغلقوا الشوارع المؤدية للحدود السورية في منطقة جسر الشغور، وهو ما أدى إلى تقطع السبل بالآلاف.
وفي سياق متصل، قال الناشط مصطفى أوسو لوكالة أسوشيتد برس إن العملية العسكرية امتدت الأحد إلى بلدة الريحان التي تعتبر مع بداما المنفذ الرئيسي لتوفير الطعام والإمدادات لآلاف السوريين الذين فروا من العنف في بمناطق المواجهات، ولاذوا مؤقتا بالحقول على الجانب السوري من الحدود.
وأضاف أوسو أن القوات السورية اعتقلت نحو مائة شخص من سكان البلدتين، مشيرا إلى أنها تحاول إغلاق الطريق نحو الحدود التركية بنقاط تفتيش أمنية لمنع السكان من النزوح.
ولفت أوسو إلى أن الجيش يطوق بلدة الحمبوشية المهجورة التي تبعد بضعة كيلومترات عن مخيمات اللاجئين، معبرا عن قلقه من مهاجمة الآلاف من اللاجئين الذين ينتظرون على الحدود للدخول إلى الأراضي التركية.
وقال شهود لوكالة رويترز إن قوات الأسد تطلق النيران عشوائيا وتنهب المنازل وتحرق المحاصيل في جسر الشغور، وهي منطقة معروفة ببساتين التفاح وأشجار الزيتون والقمح.
المظاهرات مستمرة للمطالبة بإسقاط النظام
وذكر أحد الشهود أنه لم يصلهم الخبز اليوم، مضيفا أنه كان هناك مخبز واحد يعمل في بداما لكنه أغلق قسرا.
وفي سياق متصل، يبحث رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر في دمشق مع مسؤولين سوريين توسيع نطاق جهود الإنقاذ التي تبذلها اللجنة.
وتأتي المحادثات التي تستغرق يومين بعد مناشدة الصليب الأحمر السلطات الأسبوع الماضي السماح له بالوصول بصورة أفضل إلى المدنيين، بما في ذلك الجرحى والمعتقلون.
دعوة
وفي هذه الأثناء، دعا رئيس اتحاد العلماء السوريين الشيخ محمد علي الصابوني السوريين إلى الخروج في جمعة الخلاص في مظاهرات تطالب برحيل نظام الأسد.
ولكنّ الصابوني شدد -في حديث للجزيرة من قرية غوفاتشي على الحدود التركية السورية- على ضرورة أن تكون المظاهرات سلمية، قائلاً إنّ النظام يريد أن يستدرج الشباب نحو العنف.
كلام الصابوني جاء بعد مظاهرات مساء السبت تطالب بالحرية وإسقاط النظام شهدتها منطقتا برزة الكسوة وبلدة دوما بمحافظة ريف دمشق ومنطقة باب الدريب في حمص.
أما في مدينة دير الزور شمال شرق سوريا فقد تحولت جنازة متظاهر قتل برصاص قوات الأمن إلى مظاهرة حاشدة ضد النظام.
هذا وأعلن شخص قال إن اسمه محمود حبيب وإنه مساعد أول في الكتيبة 509 في البحرية السورية، انشقاقه وانضمامه إلى الثورة السورية، وكذلك فعل شخص قال إن اسمه إسماعيل شيخ صالح وإنه رقيب أول في المخابرات الجوية السورية.
معاناة اللاجئين
وفي تركيا تواصل السلطات التركية إقامة المزيد من المخيمات لاستيعاب اللاجئين الجدد.
وفى هذا السياق، وصل ممثلون عن منظمات دولية إلى مخيمات اللاجئين في تركيا سعيا منهم للمساهمة في تلبية المتطلبات الأساسية للاجئين.
وذكرت وكالة الأناضول التركية أن السلطات تستعد لاستقبال المزيد من السوريين الذين يفرون من بلادهم, مشيرة إلى أن عدد اللاجئين وصل إلى 10100 شخص، بينهم 2583 رجلاً و2639 امرأة و5331 طفلا.
ويتم نقل اللاجئين السوريين إلى أربعة مخيمات مؤقتة أقامها الهلال الأحمر التركي في بلدتي ألتينوزو ويايلاداغ بإقليم هاتاي في جنوب تركيا.
سورية: الاسد يدعو الى “حوار وطني” والمعارضة ترد بالتظاهر
قال الرئيس السوري بشار الأسد في خطاب الاثنين إن العفو الذي اصدره “لم يكن مرضيا للكثيرين على الرغم من انه كان الاشمل” وانه سيستشير وزارة العدل لدراسة توسيعه ليشمل اخرين.
كما دعا الى اجراء عدد من الاصلاحات وبلورة الية “حوار وطني” قد يؤدي الى “تعديل الدستور” أو اقرار “دستور جديد” حسب تعبيره.
ولكن يبدو ان دعوة الاسد لم ترض اوساط المعارضة السورية اذ افاد ناشطون سوريون بخروج تظاهرات معارضة للنظام بعد الخطاب مباشرة في مدن دمشق وحمص وحماة واللاذقية.
ودعا الاسد في خطابه “كل شخص هجر مدينته أو قريته” إلى العودة لها، مشيرا على الوجه الخصوص أهالى مدينة جسر الشغور والقرى المحيطة بها.
وأضاف الأسد “هناك من يقول إن الدولة ستنتقم، وانا أقول إن هذا غير صحيح، وأتمنى أن نراهم قريبا”.
وخاطب الشعب السوري قائلا “أنتم من أوقف كل محاولات الفتنة الطائفية”.
ثلاثة مكونات
وصنف الاسد ثلاثة مكونات قال إنها مسؤولة عن ما يحدث في الشارع السوري هم “اصحاب الحاجات” و”المطلوبين للعدالة” و”اصحاب الفكر المتطرف”.
وبالنسبة للمكون الأول، قال الأسد إنه التقى بالعديد منهم، مضيفا “علينا أن نستمع لهم نوحاورهم تحت سقف النظام العام”.
اما المكون الثاني فهو من سماهم المطلوبين للعدالة، وفي هذا الصدد قال “فوجئت بعدد المطلوبين للعدالة في سورية والذي يزيد عن 64:400 شخص وهو ما يعادل 5 فرق عسكرية.
ووضع في المكون الثالث من سماهم اصحاب الفكر المتطرف والتكفيري، الذين اعتبرهم المكون الاخطر في كل ما يجري في سورية.
وأضاف الأسد “على اي حال هناك مكونات أخرى خارجية” من دون أن يضيف المزيد من التفاصيل.
“حل سياسي أم أمني؟”
لكنه أشار في خطابه إلى أن سورية “لم تمر بمرحلة لم تكن فيها هدفا لمؤامرة”.
وقال الأسد إن هناك سؤال يطرح: “هل الحل سياسي أم أمني؟”.
وأعرب عن اعتقاده بأن الحل يجب أن يكون سياسيا، لكنه أضاف “من غير الموضوعي أن نتعامل مع المخربين سياسيا”.
وأضاف “دعم الإصلاح يكون بالعزل بين المطالبين الحقيقيين بالإصلاح وبين المخربين، نريد أن نحول المظاهرات إلى قلم إلى رأي يكتب”.
وتابع “البعض يعتقد أن هناك مماطلة من قبل الدولة، واريد أن أؤكد أن عملية الإصلاح بالنسبة لنا قناعة كاملة، ولا يمكن لإنسان عاقل أن يعارض الإصلاح”.
وفي المجال الاقتصادي دعا الاسد الى العمل على استعادة الثقة في الاقتصاد السوري محذرا من انهياره مصدر خطر، كما دعا الى القضاء على الفساد بالاعتماد على التفتيش والقضاء وهيئات مكافحة الفساد.
واضاف ان “علينا أن نبحث على نموذج اقتصادي جديد يناسب سورية”.
وأشار إلى أن الدولة لم تنس “الهموم المعيشية الأكثر إلحاحا”، مشيرا غلى صدور قرارات بتخفيض سعر المازوت وتكاليف البناء.
حوار وطني
ودعا الاسد الى اجراء “حوار وطني” للخروج من البلاد من الازمة التي تمر بها منذ بدء الاحتجاجات في سورية واضاف ان هذا الحوار يمكن ان يؤدي الى “تعديل الدستور” او اقرار “دستور جديد”.
فر آلاف اللاجئين من هجمات الجيش
وأضاف “نستطيع القول إن الحوار الوطني بات عنوان المرحلة”.
وتابع قائلا “المرحلة المقبلة هي مرحلة تحويل سورية إلى ورشة بناء لبلسمة الجراح”.
وقال إن الدولة استجابت إلى بعض “المطالب الملحة” مثل رفع حالة الطوارىء وإصدار قانون يكفل حق التظاهر السلمي ومنح الجنسية السورية لعدد من “المواطنين الأكراد”.
الخطاب الثالث
واكد الاسد في خطابه في جامعة دمشق وهو الثالث من نوعه منذ اندلاع الاحتجاجات قبل ثلاثة شهور ونيف الخيار الوحيد “التطلع الى المستقبل واستخلاص العبر وان نسيطر على الاحداث لا ان تقودنا”.
كما عبر عن اسفه لسقوط ضحايا في الارواح باحداث العنف التي مرت فيها سورية مؤكدا ان “سورية مرت بأيام صعبة ومحنة غير مالوفة من خلال تخريب تخلل الاحتجاجات”.
كما اشار الرئيس السوري الى ان تأخره في الحديث فتح المجال امام الشائعات في البلد، مضيفا “ان كل ما سمعتموه من اشاعات متعلقة بالرئيس وعائلته لا اساس لها من الصحة سواء كانت مغرضة او بريئة.
واضاف أنه تأخر في الحديث “لأنني أردت التحدث عما تم إنجازه وما في طريقه إلى الانجاز”.
وقال الأسد إن اهم عمل قام به خلال وجوده في السلطة هو اللقاءات التي أجراها مع “اصحاب الحاجات” في المجتمع السوري، مضيفا أنه لمس “حبا ومحبة من هؤلاء الأشخاص الذين يمثلون غالبية الشعب السوري”.
“مؤامرة”
يذكر ان التنازلات التي كان الرئيس الاسد قد اعلن عنها في آخر كلمة وجهها الى الشعب السوري لم تفلح في وأد الاحتجاجات التي تشهدها البلاد.
وقال السفير السوري في واشنطن إن حكومته تميز بين المطالب المشروعة للمحتجين وتلك التي يطالب بها المسلحون، مضيفا ان الرئيس الاسد سيتطرق الى “كل هذه المواضيع.”
وكان الرئيس السوري قد خاطب شعبه للمرة الاولى حول الاحتجاجات في الثلاثين من مارس، اي بعد اندلاعها باسبوعين.
ولكن بدل ان يخاطب المنتفضين بلهجة تصالحية، وصف الرئيس السوري ما كان يجري بأنه “مؤامرة” من صنع جهات خارجية.
وبعد مضي اسبوعين على ذلك الخطاب، اعلن الرئيس الاسد في السادس عشر من ابريل / نيسان الغاء العمل بقانون الطواريء الساري المفعول منذ عام 1963، كما عبر عن حزنه لمقتل المحتجين ودعا الى حوار وطني.
المجلس الوطني
ويأتي خطاب اليوم بعد يوم واحد من اعلان ناشطي المعارضة تأسيس هيئة تتولى قيادة التحرك ضد النظام.
وكان جميل صائب، الناطق باسم الهيئة قد اعلن “عن تأسيس المجلس الوطني لقيادة الثورة السورية الذي يضم ممثلين عن كافة الطوائف والقوى السياسية داخل وخارج سورية.”
وحث المجلس الجديد ابناء الشعب السوري على “التعاون في كل المدن والمحافظات السورية لتحقيق الهدف الشرعي بالاطاحة بالنظام ومحاسبته”.
من جهة أخرى، تنظم السلطات السورية الاثنين زيارة يقوم بها السفراء والدبلوماسيون المعتمدون لدى دمشق لبلدة جسر الشغور التي كانت ساحة لمواجهات دموية بين قوات الأمن والمناوئين للنظام السوري.
الأسد : العفو الذي اصدرناه لم يكن مرضيا للجميع وندرس توسيعه
قال الرئيس السوري بشار الأسد في خطاب القاه بشأن الاحداث الجارية في سورية إن العفو الذي اصدره “لم يكن مرضيا للكثيرين على الرغم من انه كان الاشمل” وانه سيستشير وزارة العدل لدراسة توسيعه ليشمل اخرين.
وصنف الاسد ثلاثة مكونات قال إنها مسؤولة عن ما يحدث في الشارع السوري وصف أولها بإنه اصحاب حاجة لهم مطالب وهي مطالب مشروعة علينا ان نتعامل معها.
اما المكون الثاني فهو من سماهم المطلوبين للعدالة، وفي هذا الصدد قال “فوجئت بعدد المطلوبين للعدالة في سورية والذي يزيد عن 64:400 شخص وهو ما يعادل 5 فرق عسكرية.
ووضع في المكون الثالث من سماهم اصحاب الفكر المتطرف والتكفيري، الذين اعتبرهم المكون الاخطر في كل ما يجري في سورية.
ودعا الاسد الى اجراء “حوار وطني” للخروج من البلاد من الازمة التي تمر بها منذ بدء الاحتجاجات في سورية واضاف ان هذا الحوار يمكن ان يؤدي الى “تعديل الدستور” او اقرار “دستور جديد”.
واكد الاسد في خطابه في جامعة دمشق وهو الثالث من نوعه منذ اندلاع الاحتجاجات قبل ثلاثة شهور ونيف الخيار الوحيد “التطلع الى المستقبل واستخلاص العبر وان نسيطر على الاحداث لا ان تقودنا” .
كما عبر عن اسفه لسقوط ضحايا في الارواح باحداث العنف التي مرت فيها سورية مؤكدا ان “سورية مرت بأيام صعبة ومحنة غير مالوفة من خلال تخريب تخلل الاحتجاجات”.
كما اشار الرئيس السوري الى ان تأخره في الحديث الى فتح المجال امام الشائعات في البلد، مضيفا “ان كل ما سمعتموه من اشاعات متعلقة بالرئيس وعائلته لا اساس لها من الصحة سواء كانت مغرضة او بريئة.
وفي المجال الاقتصادي دعا الاسد الى العمل على استعادة الثقة في الاقتصاد السوري محذرا من انهياره مصدر خطر، كما دعا الى القضاء على الفساد بالاعتماد على التفتيش والقضاء وهيئات مكافحة الفساد.
واضاف ان “علينا أن نبحث على نموذج اقتصادي جديد يناسب سورية”.
الخطاب الثالث
يذكر ان التنازلات التي كان الرئيس الاسد قد اعلن عنها في آخر كلمة وجهها الى الشعب السوري لم تفلح في وأد الاحتجاجات التي تشهدها البلاد.
وقال السفير السوري في واشنطن إن حكومته تميز بين المطالب المشروعة للمحتجين وتلك التي يطالب بها المسلحون، مضيفا ان الرئيس الاسد سيتطرق الى “كل هذه المواضيع.”
وكان الرئيس السوري قد خاطب شعبه للمرة الاولى حول الاحتجاجات في الثلاثين من مارس، اي بعد اندلاعها باسبوعين.
ولكن بدل ان يخاطب المنتفضين بلهجة تصالحية، وصف الرئيس السوري ما كان يجري بأنه “مؤامرة” من صنع جهات خارجية.
وبعد مضي اسبوعين على ذلك الخطاب، اعلن الرئيس الاسد في السادس عشر من ابريل / نيسان الغاء العمل بقانون الطواريء الساري المفعول منذ عام 1963، كما عبر عن حزنه لمقتل المحتجين ودعا الى حوار وطني.
ويأتي خطاب اليوم بعد يوم واحد من اعلان ناشطي المعارضة تأسيس هيئة تتولى قيادة التحرك ضد النظام.
وكان جميل صائب، الناطق باسم الهيئة قد اعلن “عن تأسيس المجلس الوطني لقيادة الثورة السورية الذي يضم ممثلين عن كافة الطوائف والقوى السياسية داخل وخارج سورية.”
وحث المجلس الجديد ابناء الشعب السوري على “التعاون في كل المدن والمحافظات السورية لتحقيق الهدف الشرعي بالاطاحة بالنظام ومحاسبته.”
من جهة أخرى، تنظم السلطات السورية الاثنين زيارة يقوم بها السفراء والدبلوماسيون المعتمدون لدى دمشق لبلدة جسر الشغور التي كانت ساحة لمواجهات دموية بين قوات الأمن والمناوئين للنظام السوري.
مساعدات
في غضون ذلك، أعلنت هيئة الطوارئ التركية أنها شرعت في توسيع نطاق المساعدات الإنسانية التي تقدمها للنازحين السوريين بحيث تمتد إلى الجانب السوري حيث تحتشد أعداد كبيرة ممن ينتظرون دورهم في عبور الحدود.
فر آلاف اللاجئين من هجمات الجيش
وقالت الهيئة في بيان لها إن “توزيع المساعدات الإنسانية يشمل الآن أيضا تلبية الحاجات الضرورية من الطعام للمواطنين السوريين المنتظرين على الجانب السوري من الحدود”.
وتعد تلك هي المرة الأولى التي تنفذ فيها السلطات التركية عملية إغاثة إنسانية عبر الحدود، بعد أن استضافت بالفعل نحو عشرة آلاف لاجئ سوري نزحوا إلى أراضيها ويقيمون الآن في مدن من الخيام على الأراضي التركية.
واوضحت الوكالة الحكومية ان عدد اللاجئين السوريين في تركيا بلغ يوم الاحد 10553 بعد وصول 585 شخصا وعودة 146 اخرين طوعيا الى سوريا.
من جانبها دعت السلطات السورية النازحين واللاجئين السوريين الى العودة الى ديارهم،مؤكدة انهم لن يتعرضوا الى اي اجراءات عقابية.
وتشير تقارير الى ان هناك حشود من السوريين ينتظرون على الحدود السورية مع تركيا ويترددون في اتخاذ قرار العبور، وقد جاء عدد كبير من هؤلاء من منطقة جسر الشغور التي شهدت مؤخرا مواجهات دامية بين المحتجين على نظام الحكم السوري وقوات الجيش ، ولا تبعد جسر الشغور أكثر من 40 كيلومترا عن الحدود مع تركيا.
حدود مفتوحة
وكان وزير الخارجية التركي داود أحمد أوغلو قد صرح يوم الخميس الماضي بأن بلاده ستبقي على حدودها مع سوريا مفتوحة أمام الفارين من العنف في سوريا وستقدم لهم المساعدات الإنسانية.
وفي سياق متصل أعلن ياكوب كلينبرجر رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه سيتوجه إلى سوريا لمناقشة أبعاد الموقف الإنساني هناك مع المسؤولين السوريين.
وسبق لكلينبرجر أن ناشد السلطات السورية مرارا أن تسمح لمنظمات وجماعات الإغاثة الإنسانية المحايدة وللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا بمقابلة الجرحى والمعتقلين أثناء الاشتباكات مع قوات الأمن.
وأوضحت اللجنة من مقرها في جينيف أن كليبنبرجر سيصل إلى دمشق اليوم الأحد وسيجري محادثات مع رئيس الوزراء السوري عادل صفر ووزير الخارجية وليد المعلم أثناء الزيارة التي تستغرق يومين.
وكان الجيش السوري نشر دباباته في مدن جديدة شمال غرب البلاد لمواجهة ما يصفه الإعلام الرسمي بعصابات مسلحة، فيما وصل المئات من السوريين إلى الحدود التركية لينضموا إلى آلاف آخرين فروا من الحملة العسكرية.
وكانت دمشق سعت إلى إصلاح علاقاتها المتوترة مع جارتها تركيا بشأن حملة القمع التي تقوم بها ضد الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية.
دراسة: تركيا نمر سياسى صاعد يصعب إزاحته
تناول تقرير لمركز دراسات سياسية بواشنطن، “تنامى الدور التركى فى الشرق الأوسط والعلاقات التركية الأمريكية والانتخابات البرلمانية الأخيرة، وفوز رجب طيب أردوجان”.
وفيما يتعلق بتركيا والشرق الأوسط، أوضح “مركز الدراسات الأمريكية والعربية” أن أردوجان أكد فى خطابه بعد النجاح الانتخابى الأخير على نية بلاده لعب دور أكبر فى الشئون الخارجية، خاصة فى الشرق الأوسط. وقال المركز فى تقريره، إن هذا التوجه يدل على الدور المتعاظم والحيوى الذى تلعبه تركيا فى أفغانستان وليبيا وسوريا وحتى مصر.. وفى البعد السورى، فإن تدفق اللاجئين عبر الحدود المشتركة مع تركيا يعتبر محط اهتمام السياسة التركية، ليس من وجهة نظر إنسانية فحسب، بل لدورها المقبل فيما تراه حقبة سورية جديدة حرجة مفتوحة الاحتمالات.. إذ استضافت على أراضيها انعقاد مؤتمر لرموز ما يطلق عليهم المعارضة السورية وتقديم كافة وسائل الدعم لهم.
لكن الوقائع على الأرض تشير، حسب قول التقرير، إلى أن الدور التركى فى تصعيد الأزمة فى سوريا لصالحها يدفع باتجاه صعود نمر سياسى قد يكون من الصعوبة إزاحته.. وبالرغم من رغبة تركيا فى رؤية جارتها السورية مطواعة، إلا أن الثمن الاجتماعى والسياسى قد يكون باهظا، خاصة أنها تخشى انتقال عدوى الأحداث فى سوريا إلى أراضيها فى المناطق الحدودية التى يقطنها العلويون.
وقال التقرير، إن ردة الفعل السورية جاءت سريعا باستغلالها الورقة الكردية وتلميحها إلى إقامة منطقة كردية تتمتع بالحكم الذاتى، الأمر الذى تأخذه تركيا بقدر كبير من الجدية.
وأوضح مركز الدراسات الأمريكية والعربية أنه لا ينبغى أن يتم تجاهل رغبة كل من سوريا وتركيا فى لعب دور إقليمى أكبر، خاصة فى العراق والمسألة الكردية.. مشيرا إلى أنه “كان من شأن الخطوة السورية باتجاه الأكراد تعاظم دورها فى المناطق الكردية فى شمال العراق وأيضا فى سوريا وتركيا”.
أما فى الشق الفلسطينى، حسب هذه الدراسة، فإن الرعاية السورية لحركة حماس والقوى الفلسطينية الأخرى قد قلص من النفوذ الذى قد تلعبه تركيا فى البعد الفلسطينى.. علاوة على أن التحالف الإيرانى السورى بدعم حزب الله يعزل تركيا مرحليا من بسط نفوذها إلى داخل لبنان.
وأشارت دراسة مركز الدراسات الأمريكية والعربية إلى أن التحول التركى التدريجى من العلمانية إلى التحلى بالقيم الإسلامية قد عزز دور تركيا لدى الحكومة السعودية التى تمتلك استثمارات كبيرة فى تركيا، مما يشجع النمو الاقتصادى فيها، وهو الأمر الحاسم فى فوز حزب العدالة والتنمية.
لكن الاهتمام التركى الأساسى قد يكون فى محيط العراق وسوريا ولبنان، بل فى فلسطين، خاصة بعد احتضان الحكومة التركية لمسيرة القوافل لفك الحصار عن غزة، مما عزز مصداقيتها لدى الشعوب العربية.. وهنا تكمن المخاطرة لدى الطرفين السورى والتركى.. فتركيا جاهزة للعب بورقة العامل “الإسرائيلى” وعودة العلاقات الثنائية إلى سابق عهدها فى أى وقت تشاء وتسخين الجبهة الشمالية مع سوريا ولبنان، إن مضت سوريا فى تشديد الضغط على تركيا.. وهذا الوضع يكسبها نفوذا إضافيا لدى الولايات المتحدة.
وقد برزت بوادر مشجعة لعودة العلاقات الحميمية سابقا بين الأسد وأردوجان إلى عهدها، عبر التواصل الثنائى المباشر بينهما وعبر مبعوث الأسد الخاص لتركيا لنزع فتيل التوتر، ومعالجة مسألة اللاجئين على جانبى الحدود بينهما.
وفيما يتعلق بتركيا والولايات المتحدة، أوضح مركز الدراسات الأمريكية والعربية، أن الولايات المتحدة تنظر إلى تركيا من زاويتين، هما الموقف تجاه الاتحاد السوفيتى (سابقا) بحكم سيطرتها على مضيق البوسفور الحيوى، وسياستها نحو “إسرائيل”.
وفى الزاوية الأخيرة، بذلت الولايات المتحدة جهودا كبيرة لتعميم النموذج الإسلامى التركى.. النموذج المتصالح والمطبع مع إسرائيل، وما تصفه الدراسة بـ”تغريب” القيم الدينية، وهو ما نشهده حاليا من تصدر تركيا القضايا الاستراتيجية التى تهم الولايات المتحدة فى المنطقة.. بدءاً من الملف النووى الإيرانى، مرورا بالحركات الإسلامية فى فلسطين ومناطق أخرى، وليس انتهاء بتسيير قوافل الحرية لقطاع غزة.. ولا يغفل على المرء الدور المركزى لتركيا فى حلف الناتو واستخدام أراضيها وأجوائها لدول الحلف و”إسرائيل”.
وبانتهاء الحرب الباردة، سمح لتركيا بتعاظم قدراتها ودورها مع المحافظة على علاقتها التطبيعية مع إسرائيل، التى تؤتى أكلها حاليا فى استهداف سورية من الطرفين.. وعليه، تطورت نظرة الولايات المتحدة للدور الذى يمكن لتركيا أن تلعبه فى الإقليم، خاصة دورها الفاعل فى هجوم دول حلف الناتو على ليبيا، وهى التى نشرت ست قطع بحرية تركية فى مواجهة السواحل الليبية لفرض الحظر عليها.
ويعتقد بعض المحللين أن السياسة التركية تتسم بالبراجماتية والحسابات النابعة عن مصالحها الذاتية، خاصة أن لديها عدة استثمارات لشركات تركية فى ليبيا تقدر بعدة مليارات من الدولارات، مضافا إلى الحجم الكبير للقوة العاملة التركية فى ليبيا.
ومن هذا المنطلق، تدفع تركيا باتجاه إيجاد حل سياسى للأزمة الليبية بخلاف دول الناتو الأخرى التى تطالب بإقصاء الزعيم الليبى معمر القذافى بالقوة، ويتعاظم دور تركيا أيضا فى الحرب الدائرة فى أفغانستان، وهى التى أرسلت تعزيزات إضافية لقواتها المرابطة هناك استجابة للنداء الذى وجهه الرئيس أوباما قبل عام ونصف بدعم القوات المقاتلة بمزيد من القوات.
وتتمركز القوات التركية فى العاصمة كابول ومحيطها، حيث تقوم بتدريب قوات الشرطة والجيش الأفغانى، وفيما يتعلق بالانتخابات البرلمانية الأخيرة فى تركيا، فقد أوضح مركز الدراسات الأمريكية والعربية أنها وصفت بالتاريخية، نظرا لأنها جددت للمرة الثالثة الثقة فى حزب العدالة والتنمية بزعامة رجب طيب أردوجان، الذى يعد أول رئيس وزراء فى تاريخ تركيا ينجح فى ثلاث دورات انتخابية متتالية.
ولكنه لفت إلى أن الحزب خسر نحو 15 مقعدا مما حرمه الأغلبية الدستورية المطلوبة لتمرير برنامجه وحده دون الالتفات إلى شركاء آخرين، وعليه فإن الانتخابات أسفرت عن بقاء الوضع الراهن كما هو، مع الإقرار بمركزية حزب العدالة والتنمية فى قيادة تركيا وتشكيله حكومة دون إشراك أى من الأحزاب الأخرى.. لكن النتيجة حرمت الحزب من إجراء تعديلات دستورية يعتبرها مفصلية دون استيعاب بعض منافسيه.
ومما لا شك فيه أن الفوز الكاسح لحزب العدالة والتنمية مرده نجاحاته المذهلة فى الاقتصاد التركى، وليس نابعا من الجدل المستديم حول الهوية الإسلامية مقابل الهوية العلمانية لتركيا، أو الاتجاه غربا أو شرقا فى الاهتمامات الإقليمية.. بل إن حزب العدالة والتنمية استثمر كثيرا فى البنى التحتية التى أدت إلى النمو الاقتصادى وثقة الشعب التركى به.
ولكن هذا النجاح، كما يقول المركز فى تقريره، يؤسس لرغبة الحزب المستقبلية بالاحتفاظ بالسلطة وإمكانية انتهاج سياسة خارجية نشطة.. وأصبح بديهيا أن أردوجان يستطيب موقع السلطة القوى، ويسعى إلى إدخال تعديلات دستورية تخوله الترشح للانتخابات الرئاسية على هدى النظام الرئاسى الفرنسى، أى انتخابات رئاسية مباشرة.
أنقرة نصحت أكراد العراق بإقناع أكراد سوريا بالتهدئة
أردوغان ودمشق: هل لعب بالأوراق الملعونة أم لا؟
خليل حرب
اسطنبول :
للحديث مع الصحافيين والمحللين نكهته الخاصة. يبوح هؤلاء بما لا يقوله عادة السياسيون او المسؤولون في حكومة. واذا كان الحديث يتناول سوريا، والحكومة هي تركية، يصير الكلام أكثر تشويقا.
لا يقول لك السياسي التركي مثلا ما يشفي رغبة المعرفة بخلفيات التركيبة الديموغرافية لمحاولة تفسير سياسة رجب طيب اردوغان من الاحداث الجارية في سوريا.
ولا يكشف لك السياسي التركي عن موقف انقرة من اكراد سوريا ولا هواجسها المذهبية مما يجري، ولا يفضل التطرق الى احتمال تأثير الجذور الاسلامية لحزب العدالة والتنمية على النظرة الى دمشق، ولا عن موقف انقرة من مسألة دعم او تسليح معارضين سوريين.
يأتي الصحافي جانكيز تشاندار، المحلل في صحيفة «راديكال»، للقاء مرتب على عجل بالقرب من «شارع تقسيم» في اسطنبول. في مقهي يطل على احد اشهر مناطق اسطنبول، يقترب منك بهدوء ويتعرف عليك، وانت الغريب عنه، وسط ضجيج رواد المقهى المكتظ. تلمع عيناه ذكاء عندما يتأكد انه تعرف عليك من دون معرفة مسبقة، ويعاجلك بالسؤال: من اين من لبنان؟ ويتبعه بسؤال اكثر تفصيلا عن القرية التي أنت منها. صديق الشيخ راغب حرب، قال مزهوا بنفسه وبعلاقاته اللبنانية. ثم يعدد اسماء القرى التي زارها في لبنان.
قريب هو من اوساط القرار في تركيا. ولهذا فانه مهما اخرج من جعبته من معلومات، يظل بمظهر البخيل.. واذا ما اعطى معلومة، حرص على الا يسترسل فيها، ويقدمها بإيجاز حنكة المتمرس… اقله حتى لا يساء فهمها.
«اردوغان لا يلعب اللعبة السنية في سوريا»، يقول مشددا على رفض فكرة الخلفيات المذهبية لمواقف اردوغان من الاحداث السورية، واحتمال تلاعبه على استقطاب شرائح اسلامية اكثر تشددا، لتصوت له في الانتخابات البرلمانية التي جرت قبل اسبوع.
يقول تشاندار «تركيا لم تمزق ورقة بشار الاسد اصلا». ويتابع «هذا (اردوغان) رجل حساس ازاء المسائل المذهبية.. هل تذكر عندما زار العراق قبل شهور قليلة، حرص على الذهاب الى مقام الامام الكاظم اولا قبل الذهاب الى مرقد الامام ابو حنيفة، بالاضافة الى مقام الامام علي… وكانت رسالته التي ابلغها الى السيد علي السيستاني بأنه يجب الا نسمح بانقسام المسلمين دينيا حتى لا يتلاعب بنا الغرب».
«مواقفه لا يمكن ان تكون مذهبية»، يجزم تشاندار، لكنه يقر بان وجود العلويين في تركيا، ربما جعل اردوغان يأخذ هذا الامر بالاعتبار خلال خوضه الحملة الانتخابية، لكن ان يلعب الورقة السنية، فهو ما لا يتصوره هذا الصحافي التركي المخضرم. لكنه لا يجد مناصا من الاقرار بأن «هذا بلد سني بغالبيته، وهذا زعيم يتمتع بالشعبية ومواقفه نابعة من الناس او معبرة عنهم، ولا يمكنه تجاهل المشاهد في سوريا… الاتراك استرجعوا من ذاكرتهم مشاهد حماه!».
ويستدرك تشاندار، عندما يقول ان الانتخابات اثرت بالتأكيد على موقف اردوغان السوري، لكنه يقول انها ليست كافية وحدها لتفسير المواقف التي اتخذتها أنقرة.
العامل الانتخابي تأثيره «جزئي» على مواقف اردوغان، كما يقول الصحافي مصطفى اوزجان، المحلل في صحيفة «ملي غزته» التابعة لحزب السعادة الاسلامي الذي خرج حزب العدالة والتنمية من رحمه.
لكن اوزجان يسترسل في هذه «الجزئية» قائلا ان الناخبين العرب الاتراك، يؤيدون عموما الاحزاب الاسلامية وحتى القومية، لان علاقتهم بالاكراد يشوبها التنافس، خصوصا في مناطق جنوب تركيا على الرغم من وجود حالات اختلاط اجتماعي كبير بينهم.
يستعيد أوزجان المبادرة التي اطلقها اردوغان قبل عامين للانفتاح على الاكراد والتي انتهت بفشل بحسب رأيه حيث صعد الاكراد من مطالبهم من السلطة في انقرة وزادت حدة انتقاداتهم له، ما جعله يصعد لهجته تجاههم وهو ما لم يساعده في كسب الولاء الكردي قبل الانتخابات، وصار تركيزه منصبا على كسب الشرائح الانتخابية الاخرى.
يستدل أوزجان على ذلك بالتذكير بالهجمات التي شنها اردوغان على حزب السلام والديموقراطية الكردي واتهامه له بان مواقفه من الخلافات الدينية في مناطق الاكراد، لا علاقة لها بالاسلام، كانت محاولة منه لاستفزاز الشارع الكردي، الذي هو عموما محافظ ومتدين، ضد حزب السلام والديموقراطية.
وبالاجمال، هناك اكثر من مليوني ناخب عربي الاصل، يشعرون بالانتماء الى تركيا اكثر من الاكراد، كما يشير اوزجان، ومن مصلحة اردوغان استقطابهم كشريحة ناخبة له.
والانقسام ايضا قائم بين صحافيي تركيا حول الاحداث السورية. بعضهم من اليسار والبعض الاخر من اليمين، متعاطفون مع القيادة السورية، ويؤمنون بوجود مخطط اميركي لاضعاف دمشق، ويحذرون من تداعيات ذلك على تركيا نفسها.
يشير أوزجان الى انقسام بين اسلاميي تركيا ايضا حول سوريا، مضيفا ان هناك اسلاميين متأثرون بالخط الايراني وموقف طهران مما يجري في سوريا، وهم يشكلون شريحة كبيرة، وتؤيد القيادة السورية.
«تركيا اللاعب الاول بعد ايران في سوريا، لكن البعد المتعلق بالقرب الجغرافي، يجعلها اللاعب الاول.. تركيا نقطة ارتكاز ازاء ما يحصل وما سيحصل مستقبلا، وهدفها تحقيق توازن اقليمي»، يقول أوزجان موضحا ان «تركيا تحاول ان تستوعب ايران في اطار سياسة رفض المحاور التي توتر المنطقة ولا تخدم الرفاهية الاقتصادية، وهي اولوية تركية».
يستحضر تشاندار الجانب الايراني مجددا، ويقول «هناك نموذجان امام العرب ليختارا بينهما: ايران وتركيا». ويضيف «كحكومة تتمتع بالشعبية، كان على حكومة اردوغان ان تتحرك ازاء ما يحصل في سوريا، اقله من اجل مصداقيتها كبلد يقدم من جانب العالم، على انه نموذج».
الأكراد
يكشف تشاندار ان الحكومة التركية هي التي نصحت القيادة الكردية في مدينة اربيل العراقية، باقناع الاكراد في سوريا بعدم النزول الى الشوارع للتظاهر.
تتلاقى معلومات تشاندار مع معلومات اخرى من مصادر دبلوماسية مطلعة، بأن القيادة الايرانية ارسلت رسائل مشابهة الى القيادات الكردية في اقليم كردستان العراقي، تنصحهم فيها بالتواصل مع القيادات الكردية في سوريا، لاقناعهم بعدم التحرك ضد دمشق.
واذا كانت طهران حريصة على استقرار الوضع السوري، فان لتركيا هواجس مشابهة، حيث يقول تشاندار ان أنقرة كانت قلقة من ان تحرك اكراد سوريا قد يولد صراعا عربيا ـ كرديا في سوريا، وبالتالي يؤجج الصراع الكردي المسلح داخل تركيا نفسها.
ويعتبر المحلل التركي ان خيار القيادات الكردية بالهدوء يعكس احساسا بالمسؤولية، فالاكراد يفضلون الآن تجنب المخاطرة، وان يكونوا في «الجانب الآمن»، لا مع الخاسر ولا مع الرابح في ما يجري في سوريا وتداعياته الاقليمية المحتملة.
حول التقارير التي تشير الى وصول اسلحة الى مسلحين سوريين في منطقة جسر الشغور الحدودية، يقول تشاندار «هذه ليست لعبة تركية… انقرة لا تمد اطرافا بالسلاح من اراضيها.. هذه يمكن ان تكون لعبة سعودية او عراقية لكنها ليست تركية.. تركيا يمكن ان تمارس ألعابا كهذه في قضايا مثل نزاع ارمينيا ـ اذربيجان او قبرص، لكن ليس مع سوريا».
الحرب الخارجية مستبعدة
أما جوست ليجينديك، وهو مستشار لمركز اسطنبول للسياسات، وعضو سابق في البرلمان الاوروبي، ومتخصص في الشؤون التركية، فلا يعتبر ان السياسة السورية لاردوغان، استندت على «انتهازية انتخابية»، مذكرا بأن رئيس الوزراء التركي حث الاسد مرارا على وقف استخدام العنف وبدء الاصلاحات، مشيرا الى ان «الاستياء الكبير في انقرة، مرده ان الاسد لم يستمع الى النصيحة التركية».
وتوقع ليجينديك ان انقرة ستتابع عن كثب الخطوات والسياسات التي تتداولها الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي بما في ذلك اقتراحات العقوبات المحتملة، لكنه استبعد لجوء الولايات المتحدة او الاتحاد الاوروبي الى القوة ضد دمشق، مؤكدا ان «التدخل في ليبيا، يستهلك كل الطاقة والاهتمام للدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي، بينما تراجع الدور الاميركي هناك».
وخلص الخبير الاوروبي الى القول ان «التحدي الحقيقي للحكومة التركية الجديدة، هو كيفية تعديل سياستها الاقليمية، آخذة بالاعتبار ان الشعارات الجميلة والتحليل الاكاديمي الجيد، لا تكفي وحدها».
اختبرت العلاقات التركية ـ السورية المرحلة الاكثر سخونة منذ تهديدات المواجهة العسكرية في اواخر تسعينات القرن الماضي. قبل اسبوع، انتهت الانتخابات البرلمانية الى ما انتهت اليه. الشأن السياسي عاد ليكون هما داخليا لاردوغان وحزبه، اما الشأن السوري، فسيختبر مرحلة جديدة اليوم، بعد خطاب الاسد، والذي يبدو ان الاتراك يتوقعون ان يكون مفصليا في تحديد مسارات الامور، لا يقتصر على الشأن السوري وحده، وانما كما يقر كثيرون الان، بعد هدوء المعارك الانتخابية التركية، على صميم الشؤون الداخلية لتركيا نفسها.
واذا صدق المحللون، فان الرؤوس الحامية في انقرة، اذا كان الخطاب الرئاسي السوري على قدر التحديات، ستهدأ قليلا، ومؤشرات الفتنة الملعونة، في تصريحات وهمسات المسؤولين، ستبقى مجرد لعبة مورست، لبرهة، وستظل نائمة.
السفير
دمشق تسمح لممثلي البعثات الدبلوماسية بزيارة المناطق «المشتعلة»
الأسـد يرسم اليـوم معالم الخروج من الأزمـة: إصلاحات واسعة … لا تلامس القضايا الخلافية
(رويترز)
دمشق ـ «السفير»
يلقي الرئيس السوري بشار الأسد كلمة ظهر اليوم يرسم فيها مستقبل الحياة السياسية في البلاد، كما يتطرق إلى الوضعين الاقتصادي والأمني، وذلك في خطاب قال مسؤول سوري لـ«السفير» إنه «شامل، ويتعرض لقضايا جدية عميقة على المستوى الوطني». ويترافق تطور اليوم مع تطور آخر مهم، وإن كانت آثاره الدبلوماسية لم تظهر بعد، يتمثل في سماح السلطات السورية لموظفي البعثات الدبلوماسية الغربية بزيارة المناطق المشتعلة.
ومن المتوقع، أن يقدم الخطاب حزمة الإصلاحات الكاملة التي أقرّت أو تلك التي تنتظر النقاش لإقرارها، وذلك وسط الضغوط التي تمارس على النظام السوري لربط الوعود بالأفعال والتقدم نحو إصلاحات أكثر عمقا وتحديد مواعيد لها.
ولكن لا شيء حتى الآن يشير إلى احتمال انفتاح الأسد على المواضيع الخلافية الأساسية. ويقول دبلوماسيون إن النظام السوري، بعد مرور ثلاثة أشهر على المواجهات، لم يظهر اي رغبة فعلية في إلغاء المادة الثامنة من الدستور التي تحصر بحزب البعث قيادة الدولة والمجتمع، ولكن النصائح التي أسديت إلى دمشق، خصوصا من قبل الروس بغية التقدم بخطوات إصلاحية عميقة قد تدفع الأسد في خطابه اليوم إلى التعبير مداورة عن احتمال تعديل هذه المادة.
وأما بشأن المعلومات التي تسربت على مدى الأشهر
الثلاثة الماضية حول مطالب تركية وقطرية بغية إقناع النظام السوري بإشراك جماعة الإخوان المسلمين في السلطة أو في عدد من الإدارات الرئيسة للدولة، فان دبلوماسيين عربا لهم علاقة مباشرة بالموضوع، يعربون عن تشاؤم واضح في هذا الشأن، ويؤكدون أن دمشق ماضية في إغلاق الباب على هذا الملف، وليس منتظرا بالتالي أن يعبّر الأسد في خطابه عن أي رغبة بالانفتاح على «الإخوان». على العكس تماما قد يسير الخطاب الرئاسي بالاتجاه الآخر تماما، أي بالاتجاه الاستئصالي الذي استخدمه الرئيس الراحل حافظ الأسد. ويبني هؤلاء تقديراتهم على التصريحات والتسريبات السورية التي تشير إلى جماعة «الإخوان» من دون أن تسميها علنا، على أنها مناقضة تماما للنظام العلماني وأنها تساهم في زعزعة الاستقرار الأمني.
وقد ساهم في هذا التشاؤم، التصريحات الأخيرة للمراقب العام للإخوان المسلمين رياض الشقفة الذي قال في حديث لقناة «فرانس 24» إن المعركة مستمرة ضد النظام حتى إسقاطه، رغم تأكيده أن لا علاقة مباشرة لجماعته بالمسلحين.
وينتظر المراقبون ما سيقدمه الأسد اليوم من معلومات حول ما تصفها دمشق بـ«المؤامرة» التي تتعرض لها سوريا، ذلك أن التسريبات السورية تؤكد منذ فترة العثور على خيوط كثيرة من هذه المؤامرة. كما ينتظرون ما سيقوله حول نتائج العمليات العسكرية الواسعة التي يشنها الجيش السوري خصوصا عند المناطق الحدودية. وليس مستبعدا أن يسعى الرئيس السوري إلى طمأنة شعبه وتقديم تبريرات لهذه العملية الأمنية.
ونظرا للوضع الدبلوماسي الدقيق الذي تمر به سوريا، وتكثيف الضغوط والعقوبات الدولية عليها، والحاجة المقبلة إلى مصادر مالية واقتصادية، فمن غير المنتظر أن يحمل الخطاب أي اتهامات لدول أو جهات عربية أو غيرها تعتقد سوريا أنها متورطة في التآمر عليها.
ويلقي الأسد خطابه المنتظر في قاعة تابعة لجامعة دمشق بحضور قيادات سورية وحضور شبابي، خصوصا أن الخطاب يأتي بعد أيام من المسيرات التي أقيمت في محافظات مختلفة تؤيد الرئيس السوري وتـــشدد على «الوحـــدة الوطنــية وعــدم تدخل الخـــارج».
كما يأتي الخطاب أيضا متزامنا مع عودة الآلاف من سكان بلدة جسر الشغور، والعملية الناجحة للجيش في تلك المنطقة، والتي يتوقع أن يلقي الأسد الضوء على أدائه في حماية السلم الأهلي ومنع تردي الأوضاع لتمرد مسلح واسع النطاق. وحدد موعد الخطاب هذا الأسبوع بعد أن تأجل عن الأسبوع الماضي بفعل الحركة السياسية التي جرت بين أنقرة ودمشق من جهة، وبين سوريا وسلطنة عمان من جهة أخرى، ونتيجة لعوامل أخرى داخلية وخارجية.
وتشير التوقعات إلى أن الخطاب الذي وضعت أسسه الأسبوع الماضي سيقدم تحليلا للوضع القائم، كما سيستعرض آفاق المستقبل، ولن يكون بعيدا عن الخوض في التفاصيل التقنية، بما فيها الملامح الزمنية للتغيير المنشود.
ويترافق تطور اليوم مع تطور آخر مهم، وإن كانت آثاره الدبلوماسية لم تظهر بعد، يتمثل في سماح السلطات السورية لموظفي البعثات الدبلوماسية الغربية بزيارة المناطق المشتعلة، ولاسيما التي وقعت فيها اشتباكات عسكرية، كجسر الشغور التي يزورها اليوم الملحق العسكري البريطاني مع آخرين من سفارات غربية أخرى، وبدعوة من الحكومة السورية، وهي زيارة سبقهم إليها الملحق العسكري الأميركي الذي زار حماه يوم الجمعة الماضي بإذن رسمي من السلطات الرسمية، ولكن بطلب منه.
والتطور الآخر يتمثل في الحرص الشديد على التفريق بين نوعين من العمل السياسي الشعبي. الأول الذي يتم التعامل معه بحرص شديد وبوجود «حضور» دبلوماسي غربي كما جرى في حماه منذ شهر ونصف الشهر تقريبا وكما جرى في درعا الجمعة الماضية، أما النوع الثاني فهو الذي يأخذ شكلا مسلحا ويستهدف إما إرهاب الدولة والأهالي أو البناء لتمرد مسلح وهذا يتم التعامل معه بالقوة العسكرية ويشغل المناطق الحدودية بشكل أساسي، إضافة إلى المناطق التي تشهد استفزازات مذهبية حيث يسيطر الحذر على الوجود الأمني فيها كي لا تتحول إلى مناطق مشتعلة.
كما يأتي الخطاب متزامنا مع انعقاد المجلس الوزاري الأوروبي في بروكسل، والذي سيكون الوضع السوري على أولويات أجندته، وفق ما قالت مصادر دبلوماسية غربية رفيعة المستوى لـ«السفير». وأوضحت المصادر أن «كل ما سيتضمنه الخطاب سيكون موضع اهتمام من قبل مسؤولي الاتحاد» وذلك في حال سمح فرق التوقيت بين البلدين في تحــديد إن كان الخطاب سيسبق اللقاء أم بالتزامن معه.
وسيتبع اللقاء اجتماع لرؤساء حكومات دول الاتحاد نهاية الأسبوع. ومن المتوقع أن يكون الموضوع السوري أيضا على أجندة المجتمعين، حيث تتفق المصادر على أن الناشطين في هذا المجال هم البريطانيون والفرنسيون بشكل أساسي، وذلك من اعتبارات «حماية الاستقرار في المنطقة» والتي تتم «عبر تطبيق الإصلاح الجدي» مشيرة إلى أن ثلاثة عناصر هي الأهم في هذه العملية وهي «أن يكون الإصلاح طموحا، وأن يتم وفق إطار زمني محدد، ويتم تنفيذه بشكل حقيقي».
يشار في هذا السياق إلى أن دمشق انتقدت بشدة الموقفين البريطاني والفرنسي واعتبرتهما «امتدادا لسياسة استعمارية سابقة في المنطقة «.
ردود عربية ودولية
وكان الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أعرب أمس الاول عن «قلق العالم العربي» حيال الازمة في سوريا. وقال، اثر اجتماع دولي في القاهرة تناول الوضع في ليبيا، «هناك قلق لدى العالم العربي وفي المنطقة في ما يتعلق بالاحداث في سوريا». واكد أن هناك «اتصالات كثيرة» بين قادة المنطقة حول الازمة في سوريا بهدف «تبادل وجهات النظر».
ورفض موسى ان تكون تصريحاته بمثابة تدخل في الشأن السوري، مشددا على ان الهدف منها فقط هو التعبير عن «قلق حيال بلد مهم ومن الطبيعي ان نكون قلقين».
وعن اتهامه باستخدام الأحداث في سوريا لأغراض انتخابية، كونه أحد المرشحين لمعركة انتخابات الرئاسة المصرية، قال موسى «هذا القلق شيء طبيعي خاصة من جانب المواطنين العرب». وتساءل «هل أصحاب القلق الدولي كلهم مرشحون لخوض الانتخابات المصرية؟».
من جانبها قالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون «لقد كنا في غاية الوضوح بالنسبة للرئيس الأسد والمسؤولين السوريين، ونرى ضرورة وقف العنف». وأشارت إلى أن الاتحاد الأوروبي يمارس الضغط السياسي لوقف العنف.
واستبعد وزير الدفاع الألماني توماس دي ميزير مشاركة برلين في اية عملية يمكن ان يقوم بها حلف شمال الاطلسي في سوريا. وقال، في مقابلة مع صحيفة «در شبيغل» نشرت امس، ان «موقفنا مشابه لموقفنا من ليبيا: لن نشارك». واشار الى انه لا يتوقع ان تقوم الامم المتحدة «باصدار قرار من مجلس الامن يتعلق بسوريا» كما فعلت بالنسبة لليبيا.
ودعت بريطانيا رعاياها الى مغادرة سوريا فورا على متن رحلات تجارية، محذرة من ان سفارتها في دمشق قد لا تتمكن لاحقا من تنظيم عملية اجلائهم في حال تدهور الوضع اكثر.
إلى ذلك، ذكرت «سانا» أن وزير الداخلية اللواء محمد الشعار طلب، خلال لقائه مدير وضباط إدارة الأمن الجنائي، «من الضباط اعتماد خطط عمل تواكب تطورات العمل الشرطي من خلال تكريس نهج جديد في أساليب العمل والتعامل مع المواطنين»، مؤكداً أن «كرامة المواطن فوق كل اعتبار، وانه لن يتم التهاون مع من يثبت تقصيره أو تقاعسه أو محاولته ارتكاب ممارسات خارجة عن القانون يمكن أن تسيء لسمعة الشرطة».
وذكرت «سانا» أن مسيرة شعبية حاشدة خرجت في مدينة جسر الشغور في محافظة إدلب أمس الأول نظمتها فعاليات شعبية وأهلية وشبابية تعبيراً عن تمسكهم بالوحدة الوطنية واستنكارهم للمؤامرات التي تستهدف النيل منها ومن صمود الشعب السوري.
وطاف المشاركون مختلف شوارع المدينة، وتجمعوا في الساحة الرئيسية، مؤكدين دعمهم «لوجود وحدات الجيش والقوات المسلحة في المدينة بهدف حفظ الأمن وبث الطمأنينة في نفوس أبنائها الذين يعودون وبأعداد كبيرة بعد أن روعتهم أعمال التنظيمات المسلحة».
وشهدت كل من مدينتي حلب شمال البلاد والسلمية وسط البلاد مسيرتان مؤيدتان للأسد، وقدّر عدد المشاركين بعشرات الآلاف في كل من المدينتين.
وفي سياق مشابه، قال رئيس منظمة الهلال الأحمر في سوريا عبد الرحمن العطار لـ«السفير» إنه أجرى لقاء مع نظيره التركي بهدف وضع الترتيبات اللازمة لعودة النازحين السوريين من تركيا، مشيرا إلى أن «المنظمة ستضع كل إمكانياتها في خدمتهم بهدف تسهيل عودتهم من دون مساءلة». وأوضح أن الفرع السوري سيقوم بزيارة إلى المنطقة بعد حصوله على الإذن اللازم من تركيا.
كما أشار العطار إلى أن قسما كبيرا بدأ بالعودة طوعيا إلى بلداته، على الرغم من «الدور السلبي الذي يؤديه تحريض القنوات الإعلامية، كما بعض المجموعات ضمن المخيمات» على هذا الصعيد، منوها بأن ثمة رغبة لدى بعض الأطراف لاستخدام هذا الأمر «خدمة لأجندات سياسية.
إلى ذلك، ذكر مراسل «سيريا نيوز» أن «خمسة من عناصر الجيش قتلوا بنيران مسلحين استهدفوا نقاطا عسكرية في مدينة حمص فجر أمس، فيما شهد أكثر من حي في حمص أحداث عنف».
وقال نشطاء (ا ف ب، ا ب، رويترز) إن القوات السورية، التي دخلت قرية بداما قرب الحدود التركية امس الاول، أقامت نقاط تفتيش في القرية والمناطق المجاورة لمنع اهالي المنطقة من الفرار الى تركيا.
الى ذلك، يزور مدير اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كيلنبيرغر دمشق اليوم لإجراء محادثات مع المسؤولين السوريين بشأن توسيع نطاق جهود الإغاثة في البلاد. وتأتي المحادثات التي تستغرق يومين بعد مناشدة الصليب الأحمر السلطات السماح لها بالوصول بصورة أفضل إلى المدنيين ومنهم الجرحى.
وبدأت تركيا تقديم مساعدة إلى السوريين الذين نزحوا واحتشدوا على الحدود في الجانب السوري. وقالت الوكالة الحكومية المكلفة الأوضاع الطارئة، في بيان، إن «توزيع المساعدة الإنسانية بدأ لتلبية الحاجات الغذائية العاجلة للمواطنين السوريين الذين ينتظرون في الجانب السوري للحدود». وهي المرة الأولى التي تقوم بها السلطات التركية بعملية مساعدة عبر الحدود.
نقاط تفتيش و«عزل» قرى حدودية ومساعدات تركية للاجئين داخل سورية
انقرة، دمشق، نيقوسيا – «الحياة»، أ ف ب، رويترز، أ ب – عزلت قوات الجيش السوري قرى حدودية في المناطق الشمالية الغربية للبلاد، وأقامت حواجز ونقاط تفتيش التي شهدت اعتقالات، وذلك في محاولة لوقف نزوح اللاجئين السوريين إلى تركيا. وفيما بث التلفزيون السوري ان الرئيس بشار الأسد يلقي اليوم خطاباً يتناول فيه الاوضاع في بلاده، قال ناشطون سوريون إن السلطات التي ناشدت المدنيين الرجوع الى قراهم، تنتهج حاليا استراتيجية «العزل والحصار» لهذه القرى، موضحين ان آلاف اللاجئين اصبحوا «عالقين» الان لا يستطيعون العودة إلى قراهم، ولا يستطيعون العبور إلى الجانب التركي. ويأتي ذلك فيما بدأت تركيا للمرة الاولى منذ اندلاع الازمة، تقديم مساعدة الى اللاجئين على الجانب السوري من الحدود، حسبما أعلنت الوكالة الحكومية التركية المكلفة الاوضاع الطارئة.
ويقوم رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كيلنبيرغر بزيارة لدمشق اليوم تستغرق يومين لمناقشة الوضع الانساني في البلاد مع المسؤولين السوريين. في موازة ذلك شكل معارضون سوريون «مجلسا وطنيا» لمواجهة النظام السوري، كما اعلنت مجموعة من المعارضين على الحدود التركية – السورية.
وبدأت تركيا أمس تقديم مساعدة الى السوريين الذين نزحوا هربا من العمليات الامنية، واحتشدوا على الحدود في الجانب السوري. واعلنت الوكالة الحكومية التركية المكلفة الاوضاع الطارئة، في بيان نشر على موقعها الالكتروني، ان «توزيع المساعدة الانسانية بدأ لتلبية الحاجات الغذائية العاجلة للمواطنين السوريين الذين ينتظرون في الجانب السوري للحدود».
وهذه المرة الاولى التي تقوم بها السلطات التركية بعملية مساعدة عبر الحدود، بعدما استقبلت خلال اسابيع في الاراضي التركية اكثر من عشرة الاف لاجىء سوري هربوا من بلادهم.
وقد احتشد الاف السوريين على الحدود مترددين في العبور الى الاراضي التركية. واقام معظمهم في ظروف معيشية صعبة وفي خيام اعدت على عجل. ويخشى هؤلاء هجمات من قوات الامن السورية التي قامت خلال اليومين الماضيين بعمليات استهدفت المناطق الحدودية.
وقال شهود إن بلدة بداما الواقعة على بعد كيلومترات من الحدود التركية اضحت «خالية تقريبا» من سكانها، فيما اقامت قوات الامن السورية مراكز تفتيش على الطرق المؤدية اليها.
ونقلت وكالة «فرانس برس» عن ركاء العبدون، وهو سوري يبلغ من العمر 23 عاما: «لقد اغلقوا المخبز الوحيد في البلدة ولم يعد باستطاعة السكان الحصول على الخبز». وقال العبدون:»شاهدت الجنود يطلقون النار على صاحب المخبز واصيب في صدره وفي ساقه». واشار الى انه فر من بداما اول من امس الا انه عاد اليها امس سالكا الطرق الجبلية ووجد البلدة شبه خالية. واضاف «ان الجيش يراقب جميع مداخل البلدة ويتحق من الهويات من اجل توقيف المحتجين».
وقال رئيس المنظمة السورية لحقوق الانسان عمار القربي إن آلاف اللاجئين السوريين أصبحوا «عالقين» داخل سورية لا يستطيعون العودة إلى قراهم ولا يستطيعون الفرار إلى تركيا بسبب انتشار نقاط التفتيش والحواجز على الطريق.
واتهم القربي، في اتصال مع «رويترز»، السلطات السورية بالهجوم على الناشطين الذين يحاولون تقديم مساعدات غذائية او طبية للمدنيين الفارين من الحملات الامنية للجيش. وقال ان «قوات الجيش تنتشر على طول المناطق الحدودية لمنع السكان الخائفين من العبور على تركيا».
وقال شهود إن الاوضاع الانسانية على القرى الحدودية تزداد سوءا. وأوضح احدهم:»لم نجد خبز اليوم. كان هناك مخبر يعمل في بداما إلا انهم اجبروه على التوقف عن العمل. الشبيحة يطلقون النار بشكل عشوائي».
في موازاة ذلك، شكل معارضون «مجلسا وطنيا» لمواجهة النظام السوري. وقال هؤلاء، في بيان اصدروه «باسم شباب الثورة السورية الاحرار» انه «نظرا للمجازر التي ارتكبها النظام بحق شعبنا الاعزل والاساليب القمعية في مواجهة التظاهرات السلمية وعلى خلفية الصمت العربي والدولي المريب… نعلن تشكيل مجلس وطني لقيادة الثورة السورية بكافة الاطياف والشخصيات والقوى والاحزاب الوطنية في الداخل والخارج… يعتبر هذا البيان بمثابة باب مفتوح لكل الاحرار في الداخل والخارج».
واوضح الناطق باسم المجموعة جميل صعيب ان هذا «المجلس الوطني» يضم معارضين معروفين، خصوصا عبدالله طراد ومأمون الحمصي والشيخ خالد الخلف وهيثم المالح وسهير الاتاسي وعارف دليلة، علما ان المالح والاتاسي ودليلة موجودون في سورية.
وعقد المعارضون السوريون مؤتمرهم الصحافي في قرية خربة الجوز شمال سورية على مقربة من الحدود التركية السورية. وقال صعيب لـ «فرانس برس» إن «الهدف من هذا المجلس هو جمع القوى المعارضة لدعم الثورة» واسماع صوتها لدى المنظمات الدولية.
وفي باريس، تجمع نحو مئة متظاهر معظمهم سوريون وفرنسيون متحدرون من اصل سوري مطالبين بوقف قمع المعارضين في سورية و»وضع حد للامبالاة» المجتمع الدولي.
وقال عبد الرؤوف درويش المسؤول عن تجمع 15 اذار (مارس) من اجل الديموقراطية في سورية لـ»فرانس برس» إن «هذا النظام يستخدم مدرعات ومروحيات لقصف المدن وقناصة ضد السكان». واضاف «منذ خمسة ايام، بات عبور الحدود التركية شبه مستحيل. الحواجز في كل مكان. هناك قرى اقفرت وليس هناك مكان واحد يمكن ان يلجأ اليه الناس. على المجتمع الدولي ان يتحرك».
وفيما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان 1309 مدنيين و341 عنصرا في قوات الامن قتلوا منذ بداية حركة الاحتجاج، اعتبرت وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة ميشال اليو – ماري في حوار مع قناة «كنال بلوس» الفرنسية ان على المجتمع الدولي ان يظهر «فاعلية وحزما» اكبر حيال النظام السوري. وقالت اليو – ماري، ردا على سؤال عن التطورات في سورية: «لا اعلم ما اذا كان ينبغي التدخل عسكريا، ولكن ينبغي من دون شك اظهار فاعلية اكبر… لا يمكن للمجتمع الدولي ان يبقى لامباليا ويقول: هذا الامر سيء… في حين ان قتلى يسقطون حين يعلن الناس افكارهم».
في ثالث خطاب منذ بدء الاحتجاجات
الأسد يصنف المتظاهرين ويؤكد المؤامرة
جدد الرئيس السوري بشار الأسد تأكيده على تعرض بلاده لما وصفها بمؤامرة. وفي ثالث خطاب له منذ اندلاع الاحتجاجات المنادية بإسقاط نظامه قبل أكثر من ثلاثة أشهر، اتهم من وصفهم بالمخربين باستغلال مظاهرات سلمية، وصنف المشاركين في المظاهرات إلى ثلاثة أنواع “أصحاب مطالب” و”المخربين” و”أصحاب فكر متطرف”.
وتحدث الأسد في خطاب ألقاه بجامعة دمشق عما أسماه بفصول المؤامرة التي أظهرت عزة ومناعة سوريا، مشيرا إلى أنه يفضل الاهتمام بالوضع الداخلي عوضا عن البحث في تفاصيل هذه المؤامرة والتي قد لا تظهر خلال السنوات القادمة.
وقال إن سوريا بدلا من تأخذ الدروس من المنطقة ستقوم هي بإعطاء الدروس، مؤكدا على تفضيل الخيار الحل السياسي لمواجهة الإضرابات الحالية، مستثنيا من ذلك المتورطين في أعمال التخريب، مؤكدا أن طبيعة المشكلة هي التي عجلت بتدخل الجيش الذي سيعود إلى ثكناته.
وأشار إلى ضرورة محاسبة المسؤولين عن إراقة الدماء وتطبيق القانون والتعامل بالتسامح لا بالضغينة والحقد مع المتورطين، من دون التخلي عن الحزم حين يتعلق الأمر بالإضرار بالمصلحة العامة.
وأكد أن سوريا لم تكن بمنأى عن المؤامرات سواء قبل استقلالها أو بعده وذلك إما لموقعها الجغرافي أو مواقفها السياسية.
فئات المتظاهرين
وتحدث عن ثلاث فئات من المواطنين خلال الأحداث الأخيرة: المتظاهرين السلميين الذين اعتبرهم أغلبية، والمطلوبين للعدالة والذين قدر عددهم بأكثر من 64 ألف شخص، بينما شملت الفئة الثالثة من سماهم المسلحين.
وأوضح أن المواجهات انتقلت من استغلال السلاح داخل المظاهرات السلمية إلى الصدام المسلح مع الأجهزة الأمنية وصولا إلى تنفيذ جرائم جماعية مثل ما حدث في جسر الشغور.
وأكد أن المسلحين يتوفرون على أسلحة متطورة، وأشار إلى عربات مزودة بأسلحة مضادة للحوامات، وهو ما دفع، وفقه، الجيش السوري للتدخل وفرض الأمن في المدن التي نفذت فيها الهجمات.
ووجه الأسد دعوة للمواطنين الذين غادروا مدنهم ولجؤوا إلى تركيا للعودة إلى ديارهم، مؤكدا أن الجيش لن يتعرض لهم بل إنه يعمل على الحفاظ على الأمن وحمايتهم.
توسعة العفو
وبخصوص العفو، قال الأسد إنه سيطلب من وزارة العدل دراسة الهامش الذي يمكن توسعة العفو به ليشمل فئات أوسع من تلك التي أقرها العفو الصادر خلال الأيام الماضية، إلا أنه أكد ضرورة التفرقة بين “المخربين” وبين أصحاب المطالب المشروعة.
واعتبر الرئيس السوري أن الأجيال الجديدة تدفع ثمن مراحل سابقة، في إشارة إلى المواجهات التي شنتها الدولة ضد الإخوان المسلمين، ولذلك ركز على الانطلاق في حل المشاكل في مناطق إدلب وحماة.
وأكد أن غيابه خلال المرحلة الماضية وعدم التوجه بخطاب لشعبه فتح المجال أمام الشائعات التي نفاها واعتبرها عارية عن الصحة.
وأكد أنه كان منشغلا خلال المرحلة الماضية باللقاءات مع فئات مختلفة من الشعب سمحت له بالاقتراب أكثر من الواقع وفهم احتياجات المواطنين ومشاكلهم التي حصر منها 1100 موضوع يحتاج للمتابعة.
حزمة الاصلاحات
ووعد الأسد باستكمال حزمة القوانين التي وعد بها قبل نهاية السنة الجارية، مشيرا إلى أنها ستقدم إلى جلسات الحوار الوطني والذي سيضم ممثلين عن جميع فئات الشعب السوري، على أن ترفع هذه المقترحات للجنة مختصة لمتابعة تنفيذها.
الرئيس السوري أكد عودة الجيش إلى ثكناته عقب استتباب الأمن (الجزيرة-أرشيف)
وأشار إلى أنه استجاب لمطالب المواطنين قبل بدء الحوار، وذلك بإلغاء حالة الطوارئ ومحكمة أمن الدولة، وإصدار قانون حق التظاهر السلمي، وتشكيل لجنة مسودة قانون الأحزاب، والانتخابات.
كما أشار إلى تشكيل لجنة لتعديل الدستور ستقدم توصياتها خلال شهر، وبناء عليه سيتم اتخاذ القرار المناسب إما بإقرار تعديل جزئي أو تشكيل لجنة تأسيسية لصياغة دستور جديد.
وفي الجانب الخدمي، أكد اتخاذ قرارات بتخفيض أسعار الوقود وتكاليف البناء إضافة إلى العمل على تخفيض تكاليف الإنتاج بهدف الدفع بعجلة الاقتصاد والإنتاج وتجاوز آثار المرحلة الحالية.
واعتبر أن البطء في تنفيذ هذه الإصلاحات ناتج عن التخوف من الانزلاق نحو المجهول باعتبار أن المرحلة الحالية تشهد تحولا من نظام كان سائدا خلال خمسين سنة إلى نظام جديد ومغاير.
أوروبا توسع عقوبات النظام السوري
يعدّ الاتحاد الأوروبي اليوم الاثنين لتوسيع العقوبات على نظام الرئيس السوري بشار الأسد حسب وثيقة يستعد وزراء خارجية الاتحاد للمصادقة عليها، وذلك بعد إعلان الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أن بلاده ستستخدم حق النقض (الفيتو) ضد أي مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي ضد سوريا.
وتتضمن الوثيقة حسب وكالة الصحافة الفرنسية أن الاتحاد الأوروبي يعد “بجدية لتوسيع عقوباته بإضافة مجموعة من الإجراءات الإضافية”. وتصرح الوثيقة بأن “مصداقية الأسد وقيادته مرتبطة بوفائه بالإصلاحات التي وعد بها”.
وتنظر الوثيقة إلى إضافة شخصيات جديدة إلى لائحة سوداء من 23 شخصا، من بينهم الأسد نفسه، كانت قد جمدت ممتلكاتهم وفرضت حظرا على تنقلهم إلى أوروبا.
ويحتل الملف السوري اليوم مكانة هامة على جدول أعمال وزراء خارجية دول الاتحاد المجتمعين في لوكسمبورغ.
الإصلاح أو التنحي
واستبق وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الاجتماع بتصريحات قال فيها إن على الرئيس السوري تطبيق إصلاحات في بلاده أو التنحي جانبا.
وأعرب هيغ لدى وصوله إلى لوكسمبورغ لحضور اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، عن أمله في أن تَستعمل تركيا نفوذها لإقناع النظام السوري بأنه بدأ يفقد شرعيته.
وأضاف هيغ أن على تركيا أن تكون واضحة وتتحلى بالجرأة في هذا الشأن، مضيفا أن لندن تنتظر ما سيقوله الرئيس بشار في خطابه الذي ألقاه اليوم.
حق النقض الروسي
تأتي هذه التصريحات بعد إعلان الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أن بلاده ستستخدم حق النقض (الفيتو) ضد أي مشروع قرار من مجلس الأمن الدولي من شأنه إضفاء الشرعية على ضربات عسكرية قد تُوجّه لسوريا.
وانتقد ميدفيديف في مقابلة مع صحيفة فايننشال تايمز البريطانية طريقة تفسير الدول الغربية لقرار الأمم المتحدة رقم 1973 بشأن ليبيا، واعتبر أنه تحول إلى “قطعة من الورق لتغطية عملية عسكرية لا طائل منها”، مؤكدا أنه لا يحب استصدار قرار يخص سوريا بأسلوب مماثل.
وأشار الرئيس الروسي إلى أن القرار سينص على “إدانة العنف” وقد ينتهي الأمر ببعض الدول الموقعة على القرار بأن تسعى لإدانة العنف من خلال إرسال عدد من قاذفات القنابل، وأضاف “على أية حال، لا أريد أن أتحمل أنا المسؤولية عن ذلك”.
وحّمل ميدفيديف بالمقابل النظام السوري مسؤولية أخلاقية عن الخسائر البشرية في البلاد، وقال إنه يصدّق وعود دمشق بالإصلاح.
وترفض روسيا والصين -العضوان الدائمتان في مجلس الأمن- فكرة أي قرار للأمم المتحدة يدين “القمع” ضد المحتجين في سوريا، ولم تلعبا دورا يذكر في المناقشات بشأن مسودة قرار بهذا الخصوص.
وفي سياق متصل أكد السفير الروسي في دمشق سيرجي كيربيتشينكو أنه يتعين على سوريا تنفيذ إصلاحات شاملة والعمل على تحقيق الاستقرار ووضع حد للاضطرابات الجارية فيها.
ونقلت صحيفة “الوطن” السورية شبه الرسمية اليوم الاثنين عن كيربيتشينكو قوله إن لدى روسيا رسالة واضحة للقيادة السورية وهي المضي قدما في الإصلاحات الشاملة، آملا أن يتم ذلك بالتوازي مع استعادة الاستقرار في البلد.
ورحب السفير الروسي بالدعوة إلى حوار وطني شامل، مؤكدا أن بلاده طالبت منذ البداية بالحوار انطلاقا من قناعتها بأن “الحوار أيا كان سيكون بالتأكيد أفضل من العنف”، واعتبر أن الطرف الذي يرفض الحوار هو الطرف الذي على خطأ.
وأشار إلى ضرورة عدم تجاهل مطالب المعارضة السورية التي اعتبرها محقة في جزء من مطالبها، مؤكدا أن جهات – لم يسمها- تصر على إجراءات عقابية ضد سوريا وهي جهات منحازة بالمطلق لمصلحة المعارضة، حسب تعبيره.
خطاب الأسد أغضب المحتجين
خرجت مظاهرات غاضبة إلى الشوارع في كثير من المدن السورية احتجاجا على الخطاب الذي ألقاه الرئيس بشار الأسد ظهر اليوم، وطالب المحتجون بإسقاط النظام، في حين أمر الحزب الحاكم بالخروج غدا لتأييد الرئيس.
وشدد النشطاء على أن هذا الخطاب كان “مخيبا جدا للآمال ومستفزا” وقالوا في تحد إنه “سيكون الأخير للأسد” ودعوا إلى المزيد من الاحتجاجات اليوم “حتى يتحول يوم الاثنين إلى يوم جمعة” في إشارة إلى مظاهرات الجمعة التي تكون عادة أكثر.
وخرجت مظاهرات في الكثير من بلدات محافظة إدلب وكذلك دمشق وحمص واللاذقية وحلب، وعلى الحدود التركية حيث آلاف اللاجئين السوريين.
ورفع مئات من المحتجين في إربين من ريف دمشق شعارات تقول “لا حوار مع القتلة” وفق ما سمعته رويترز من هاتف شاهد عيان على خلفية مكالمته.
وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن ومقره لندن، إن محتجين تظاهروا في الحي الجامعي في حلب (شمال) كما تظاهر آخرون في بلدتي سراقب وكفر نبل بمحافظة إدلب (شمال غرب).
وقال أيضا إن المحتجين شجبوا خطاب الأسد الذي خيرهم بين الوصف بالمخربين أو المتطرفين أو المحتاجين، وإنهم طالبوا بالحرية والكرامة.
وقبل انتهاء الأسد من خطابه الموجه إلى الشعب، ظهرت دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي للخروج في المزيد من المظاهرات ردا على ما جاء بالخطاب الذي يبدو أنه لم يقنع المحتجين.
وكتب نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) “طبعا لحظة انتهاء الخطاب ستكون الشرارة لخروج مظاهرات “تليق” بالخطاب.. شاركونا في جميع أنحاء سورية”.
وانتقد النشطاء تصنيف الأسد للمحتجين إلى أصحاب مطالب ومخربين وأصحاب فكر تكفيري، وقالوا “إن المجرمين هم مخابرات النظام الذين قتلوا 1600 وجرحوا 6000 واعتقلوا 15000 “.
أمر بمظاهرات مساندة
بالمقابل، أكدت مصادر مسؤولة بحزب البعث الحاكم أن “تعليمات رسمية صدرت عن الحزب لكل كوادره وموظفي القطاع العام، حتى من لم يكن منهم بعثيا، بالنزول إلى الشارع صباح غد الثلاثاء للمشاركة في مسيرات حاشدة تأييدا للنظام”.
وتقدر أوساط البعث أن يخرج غدا إلى الشارع عشرات الآلاف من المؤيدين هاتفين بشعارات تقليدية لصالح السلطات.
وتأتي المسيرات المؤيدة غدا بعد خطاب الأسد الذي ألقاه اليوم على مدرج جامعة دمشق، والذي كرسه للشأن الداخلي، وقد لقي الخطاب انقساما في ردود الأفعال الأولية الداخلية بين مؤيد ومعارض.
وفي خطابه أكد الرئيس اليوم أن بلاده تعرضت لمؤامرات كثيرة عبر تاريخها، وكان سبب بعضها مواقف بلاده السياسية، داعيا إلى التفكير في تقوية المناعة الداخلية والبحث عن نقاط الضعف وترميمها.
وأوضح انه رغم أن بعضا ممن خرجوا للتظاهر كانوا أصحاب حاجة فإن هناك الكثير من المخربين “حاولوا استغلال الأكثرية الطيبة من الشعب” وأكد أنه ستتم ملاحقة ومحاسبة “كل من أراق الدماء أو سعى إلى إراقتها” مشيرا إلى أن تطبيق القانون “لا يعني الانتقام”.
“ائتلاف شباب الثورة” يؤكد مواصلة الاحتجاج
تشكيك بوعود الأسد الإصلاحية
شككت الخارجية الأميركية بوعود الرئيس السوري بشار الأسد في خطابه الأخير بتحقيق الإصلاحات بغضون بضعة أشهر ودعته إلى التزام ذلك فعلا لا قولا في حين اعتبر أن الأسد وصل إلى نقطة اللاعودة.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند في تعليق على ثالث خطاب للأسد منذ اندلاع الاحتجاجات في مارس/آذار الماضي إن بلادها تريد أفعالا لا أقوالا.
وتعليقا على إلقاء الأسد اللوم على مخربين في استغلال الاحتجاجات قالت نولاند “نحن غير مقتنعين بذلك”.
وكان الأسد تعهد بعد كلمة مطولة بجامعة دمشق بانتهاج طريق الحوار للتوصل إلى دستور سوري جديد. وقال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه معلقا على ذلك إن “البعض ما زال يعتقد بأن لديه الوقت لتعديل طريقه والالتزام بعملية الإصلاح”.
وأضاف في تصريحات بلوكسومبورغ على هامش اجتماع لوزارة خارجية الاتحاد الأوروبي “أنا من جهتي أشك بذلك وأعتقد أنه بلغ نقطة اللاعودة”.
ليس جديا
ومضى المسؤول الفرنسي قائلا إن خطاب الأسد بعد مرور الشهر الثالث على الاحتجاجات لا يعطي سببا لأخذه بجدية اليوم أكثر مما كان عليه الحال بالأمس”.
وكان الأسد قد قال إنه سيبدأ عما قريب حوارا وطنيا يمهد الطريق لتشريعات جديدة بما في ذلك القوانين المتعلقة بالانتخابات البرلمانية ووسائل الإعلام والأحزاب السياسية والنظر في تعديلات دستورية محتملة.
وقال الأسد إنه يأمل بان تكون حزمة الإصلاحات قد أصبحت جاهزة بحلول سبتمبر /أيلول مشيرا إلى أن “انتخابات مجلس الشعب إذا لم تؤجل ستكون في شهر (أغسطس) آب وسيكون لدينا مجلس شعب جديد أعتقد أنه سيكون في آخر آب”.
من جانبها قالت مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون إنها محبطة من الخطاب الذي أدلى به الرئيس السوري بشار الأسد اليوم الاثنين بشأن الإصلاحات وقالت إن عليه أن يبدأ حوارا حقيقيا مع شعب سوريا.
وأضافت أشتون في مؤتمر صحفي عقب اجتماع لوكسومبورغ “يتعين على الرئيس الأسد أن يبدأ حوارا حقيقيا شاملا يتمتع بمصداقية ومن شأن شعب سوريا أن يحكم على رغبته في الإصلاح”. وتابعت “لكن يتعين أن أقول للوهلة الأولى إن خطاب اليوم كان مخيبا للآمال”.
من جهته اعتبر الرئيس التركي عبد الله غل أن خطاب الرئيس السووري ليس كافيا وطالبه بتصريحات أعقبت الخطاب بجعل نظام الحكم في سوريا متعدد الأحزاب.
ردود سورية
بموازاة ذلك رفض ائتلاف شباب الثورة السورية الحرة وعود الرئيس الأسد. وقال تصريح صحفي باسمه إن خطاب الأسد الثالث تعبير عن أزمة يعاني منها النظام، وأهمها أزمة فهم الواقع، وإدراك مطلب الشعب في الحرية”.
وقال بيان صحفي تلقت الجزيرة نت نسخة منه “انطلاقاً من ذلك يؤكد ائتلاف شباب الثورة السورية الحرة أن شعبنا مستمر في مظاهراته السلمية للخلاص من النظام الفاسد وكل ما يمت إليه بصله، وانتراع حريته وكرامته دون انتظار لوعود خادعة وخطابات واهمة، وسيكون ردنا الفعلي في كل مدينة وبلدة وقرية سورية”.
من جانبه اعتبر المراقب العام السابق للجماعة علي صدر الدين البيانوني أن خطاب الأسد خيّب آمال الذين عقدوا عليه الآمال، ولم يأت بجديد.
البيانوني: الخطاب لم يتطرق لإلغاءا المادة الثامنة
ورأى أن الخطاب لم يتعرض للقضايا الأساسية مثل انسحاب الدبابات والجيش من المدن السورية، وعدم إطلاق النار على المتظاهرين العزل، ومحاسبة المجرمين الذين ارتكبوا جرائم بشعة بحق المتظاهرين السلميين.
15 دقيقة
وقال البيانوني إن الخطاب لم يتطرق إلى إلغاء المادة الثامنة من الدستور والتي تعتبر حزب البعث الحزب القائد في المجتمع والدولة، مع أن الخطوة لا تحتاج إلى أكثر من 15 دقيقة كما جرى في الماضي.
وقال البيانوني إن الرئيس الأسد لم يتطرق في خطابه لهذه القضايا، لكنه أعطى مرة أخرى وعوداً بتشكيل لجان لدراستها، ولذلك نعتقد أن خطابه لم يأت بجديد ولا يُقنع أحداً من المتظاهرين والناس الذين احتجوا وقدموا نحو 1500 شهيد.
جمعة دعم إسلامية “لثورة سوريا“
عبر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين اليوم الاثنين عن مساندته للشعب السوري، ودعا الشعوب المسلمة لجعل يوم الجمعة المقبل يوما للاعتصامات السلمية “لدعم ثورة سوريا السلمية”.
ودعا الاتحاد -بالتعاون والتنسيق مع الروابط والاتحادات الأعضاء في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، مثل رابطة علماء الخليج، ورابطة العلماء السوريين في الخارج، ورابطة علماء السنة، وكذلك اتحاد المنظمات الإسلامية بأوروبا وغيرها- دعا في بيان الشعوب المسلمة وعلماءها ومفكريها وقادتها “إلى جعل يوم الجمعة القادم يوم دعم ومساندة للشعب السوري الثائر ضد الظلم والطغيان، وذلك من خلال الاعتصامات السلمية بعيد صلاة الجمعة، وأداء صلاة الغائب على الشهداء، والدعاء والتضرع إلى الله تعالى تضامنا مع الشعب السوري، ودعما لثورته السلمية”.
وطالب الاتحاد -في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه، وحمل توقيع رئيسه الشيخ يوسف القرضاوي وأمينه العام علي القرة داغي- الشعب السوري وعلماءه ومفكريه بـ”الصبر والتضرع إلى الله تعالى والثقة بنصر الله”.
تعليقات السوريين على الخطاب الثالث للأسد: “الجراثيم تريد إسقاط النظام“
سخروا من كثرة اللجان المعلنة وطالبوا القذافي بالتفسير
دبي – العربية.نت
بعد ساعات قليلة على الخطاب الثالث للرئيس السوري بشار الأسد، انتشرت في المنتديات ومواقع الانترنت عشرات التعليقات التي طالت مختلف الجوانب التي تحدث عنها الرئيس، بأسلوب غلبت عليه السخرية. فتعليقاً على وصف الأسد المؤامرات بالجراثيم التي “تتكاثر في كل مكان ولا يمكن إبادتها وإنما يمكن العمل على تقوية المناعة في أجسادنا لصدها” يعلّق أحدهم بالقول “الجراثيم تريد إسقاط النظام”، ويضيف آخر “خطاب الأسد اليوم كان برعاية ديتول”. ويعلّق أحدهم بالقول “اليوم أدركت أنه فضلا عن أن بشار فاشل كرئيس فهو فاشل كطبيب، قال إنه لا أحد يعالج الجراثيم ،إنما يبحثون عن تقوية المناعة وهي معلومة بكل المعايير الطبية خاطئة”.
أما الخلاصة فهي- بالنسبة لأحدهم- “السوريون جراثيم بينما الليبيون جرذان”، في تذكير بالخطاب الأول للزعيم الليبي معمر القذافي.
وفي الخطاب، ذكر الرئيس السوري أن أعداد الخارجين على القانون والمطلوبين للعدالة زاد عن 64 ألف شخص، وهو رقم استدعى استهجان الكثيرين، ليتساءل أحدهم “إذا كان هناك 64 ألفا و400 و(كسور) شخص فروا من العدالة في سوريا، فأين أجهزة الأمن يا سيادة الرئيس؟”. ويضيف آخر “لا أدري كيف يريد الأسد إقناعنا بأنه دخلت على سوريا سيارات دفع رباعي، ومركبة عليها أسلحة لمواجهة المروحيات، وشبكات اتصال متطورة جدا. السؤال: أين كانت الدولة؟”.
ولم يسلم مكان إلقاء الخطاب، الذي كان في جامعة دمشق، من التعليقات، فتساءل أحدهم “هل معقول أن طلاب جامعة دمشق أصبحوا جميعا فوق الخمسين عاما ويلبسون البدلات الرسمية؟. يبدو أن أحوال الجامعة قد تغيرت بعد أن تركتها”، ويضيف آخر “خطاب في الجامعة ولا يوجد طلاب؟”.
وعن عدد اللجان التي تحدث الأسد عن تشكيلها، وضع أحد المعلّقين ملخصاً بها على شاكلة “لجنة أولى لوضع آليات الحوار الوطني، لجنة ثانية لدراسة الآليات التي توصلت لها اللجنة الأولى، لجنة ثالثة لصياغة النص القانوني لآليات الحوار، لجنة رابعة مسؤولة عن طرح النص القانوني على الرأي العام، لجنة خامسة لدراسة نتائج طرح النص القانوني على الرأي العام، لجنة سادسة لتعيين أعضاء لجنة الحوار الفعلي، لجنة سابعة للإشراف على عمل اللجان السابقة”.
كذلك طالت التعليقات كاتب خطاب الأسد، فكتب أحدهم “إذا أراد الله بحاكم عربي سوءا، سلط عليه كاتب خطاباته”.
وفي مقارنة مع خطابات الزعيم الليبي معمر القذافي، مالت الكفة لصالح الأخير، الذي اعتبره البعض “أكثر متعة”، فيما رفع آخر راية “الشعب السوري يطالب القذافي بتفسير خطاب الأسد”. ويقول ثالث “القذافي قال إلى الأمام والأسد قال: لا يمكن العودة إلى الوراء”.
وعلى صفحة “الثورة السورية ضد بشار الأسد” على موقع “فيسبوك”، التي يتابعها أكثر من 200 ألف شخص، تقول إحدى التعليقات “في أول رد فعل جماعي من نوعه لدى السوريين، قام الشعب السوري كاملاً بتدمير الملايين من أجهزة التلفاز على اختلاف أنواعها”، في استهجان لمضمون الخطاب.
وأخيراً، “أحد الأذكياء وصف النسق الذي تنتمي إليه خطابات الرئيس السوريّ على النحو التالي: “إذا أردنا أن ندخل إلى غرفة كان علينا أن نفتح الباب، ولكي نفتح الباب ينبغي أن يكون هناك مفتاح، ومن أجل أن يكون هناك مفتاح لا بدّ من وجود صانع مفاتيح، ووجود صانع مفاتيح يعني أنّ وضع المهن عندنا على أحسن ما يكون، وعندما تكون المهن على هذا النحو نستنتج أنّ الأمّة في أفضل أحوالها، وهذا يعني أنّ في الوسع تشكيل لجان لمناقشة كلّ الأمور العالقة بما فيها دخول الغرفة..”.