أحداث الاثنين، 23 تموز 2012
هجمات لإعادة إخضاع دمشق وحلب
الدوحة – محمد المكي أحمد
دمشق، بيروت، أسطنبول – «الحياة»، أ ف ب، رويترز – شن الجيش السوري هجمات واسعة على دمشق وحلب أمس بهدف إعادة إخضاع المناطق التي استولى عليها مقاتلو المعارضة. وتحدث ناشطون وشهود عن قصف مدفعي واستخدام طائرات هليكوبتر حربية في الهجوم على منطقتي ركن الدين والقابون في دمشق واقتحام حى البرزة بالدبابات وإعدامات ميدانية، واندلاع قتال حول مقر المخابرات الرئيسي في حلب.
يأتي ذلك فيما قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري ورئيس اللجنة العربية المعنية بالملف السوري الشيخ حمد بن جاسم إن التطورات الاخيرة في سورية تتطلب اتخاذ قرار شجاع من الرئيس بشار الأسد لنقل السلطة سلميا بما يحفظ لسورية مقدراتها ويحقن الدماء في شهر رمضان. وقال الشيخ حمد أمس لدى افتتاحه اجتماع اللجنة الوزارية في الدوحة: «أعتقد بان مهمة انان يجب ان تتغير وتفتح بإتجاه نقل السلطة سلميا»، مشيرا إلى أن اللجنة العربية لم توفق في نقل السلطة وحقن الدماء بسبب اعتراضات في مجلس الامن. واعتبر ان الخلافات في المجلس «تعطي رخصة لحمام الدم في سورية»، معتبرا انه حان الوقت للمجلس لاعادة النظر بشأن ما يجري في سورية.
ميدانيا، أعلن «الجيش السوري الحر» بدء «معركة تحرير حلب» ثاني أكبر المدن والقلب الاقتصادي والصناعي لسورية. وذكر ناشطون أن مقاتلي المعارضة تمكنوا من السيطرة على بعض اجزاء احياء صلاح الدين ومساكن هنانو وسيف الدولة والصاخور. وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن «اشتباكات عنيفة تدور في احياء سيف الدولة والجميلية والميرديان وقرب قسم شرطة الزبدية ومحيط مبنى الهجرة والجوازات»، لافتا إلى «اصوات انفجارات شديدة تسمع في المنطقة الغربية» من المدينة. وذكرت مصادر بالمعارضة أن مقاتلين من مناطق ريفية حول حلب يتوافدون على المدينة القريبة من الحدود مع تركيا ويقطنها ثلاثة ملايين نسمة.
وفي دمشق، قال شهود وناشطون إن قوات من الفرقة الرابعة طردت مقاتلي المعارضة من حي البرزة في شمال دمشق وأعدمت شبانا من دون محاكمة. وذكر احد الشهود انه رأى ما لا يقل عن 20 دبابة ومئات الجنود من الفرقة الرابعة لدى دخولهم الى حي البرزة بعد الظهر. واضاف انه رأى الجنود يدخلون منزل عيسى العرب (26 عاما) وتركوه ميتا وفي رأسه طلقتين. وأخرج عيسى وهبة (17 عاما) من ملجأ حيث تعرض للضرب وقتل. وقتل أربعة رجال اخرين في العشرينات من أعمارهم.
في موازة ذلك، نقل التلفزيون السوري الحكومي عن مصدر اعلامي نفيه أن طائرات الهليكوبتر قصفت العاصمة. وقال إن الاوضاع في دمشق طبيعية لكن قوات الأمن تطارد بقايا «الارهابيين» في بعض الشوارع.
واغلق اغلب المحال التجارية في دمشق وكانت السيارات في الشوارع قليلة، لكنها أكثر قليلا مما كانت عليه خلال الايام القليلة الماضية. وعادت قوات الأمن لترابط مرة اخرى عند بعض نقاط التفتيش التي كان الجنود تركوها قبل أيام.
وأغلقت محطات بنزين كثيرة لنفاد الوقود منها بينما اصطفت السيارات في طوابير طويلة امام المحطات التي لم ينفد منها الوقود بعد. وتحدث سكان ايضا عن طوابير طويلة عند المخابز.
إلى ذلك، عززت تركيا قواتها المنتشرة على الحدود مع سورية عبر ارسال بطاريات صواريخ ارض – جو وناقلات جند إلى ماردين في جنوب شرق البلاد، بحسب ما نقلت وكالة الاناضول التركية للانباء. ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري محلي أن التجهيزات ستوزع على وحدات عسكرية منتشرة على طول الحدود مع سورية.
تزامن ذلك مع إعلان قوات المعارضة السورية سيطرتها على معبر باب السلام الحدودي مع تركيا شمال حلب، فيما استعاد الجيش السوري السيطرة على معبر اليعربية على الحدود العراقية.
إلى ذلك أظهر تسجيل مصور وزعته «القيادة العسكرية في مدينة دمشق وريفها» تحت اسم «كتيبة الصقور للعمليات الخاصة» تسجيلا مصورا يظهر على ما يبدو مبنى الأمن القومي السوري بعد دقائق من الهجوم عليه والذي أدى إلى مقتل العماد داود راجحة وزير الدفاع، ونائبه آصف شوكت وحسن توركماني رئيس خلية الأزمة، وهشام بختيار رئيس مكتب الامن الوطني. وفي التسجيل المصور تظهر قوات أمن مذعورة، ودخان يتصاعد قرب مبنى مكتب الامن الوطني في حي ابو رمانة بدمشق.
وقال خبراء أمن اقليميون شاهدوا التسجيل المصور إن من الواضح أن الكاميرا جرى تثبيتها في الشارع الذي يقع فيه مبنى الأمن القومي قرب مقر السفير الأميركي المهجور حاليا قبل وقت طويل من الانفجار. وقال أحد المصادر «أيا كان الذي التقط التسجيل المصور فإنه كان يعلم أن شيئا ما سيحدث هناك رغم انه لم يعرض الانفجار بالضبط والذي يبدو انه قتل أهدافه على مسافة قريبة من داخل المبنى».
وقال صوت عبر التسجيل المصور متحدثا باسم «قيادة دمشق العسكرية» إن الهجوم نفذ باستخدام عبوات ناسفة زرعت داخل المبنى. وقال مصدر في المعارضة إن هذه الكتيبة تضم ضباطا سابقين في الجيش هم «الاكثر حرفية بين جماعات المعارضة المسلحة». وأضاف المصدر انهم هاجموا في الشهر الماضي مطار مرج السلطان العسكري القريب من دمشق ودمروا طائرات هليكوبتر.
من جهة اخرى بث «الجيش السوري الحر» أمس شريطا يؤكد اعتقال عناصر له السوري هسام هسام «الشاهد الزور» في عملية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري.
في موازة ذلك، وفيما أعلنت الحكومة الاردنية انها ستتخذ كل الاجراءات اللازمة على حدودها مع سورية من اجل «الحفاظ على الأمن الوطني من أي اختراقات»، قال الجيش الاسرائيلي إن الرئيس السوري ما زال في دمشق ويحتفظ بولاء القوات المسلحة في مجابهة تقدم المعارضة المسلحة. وقال الجنرال يوآف مردخاي الناطق باسم القوات المسلحة الاسرائيلية في مقابلة مع التلفزيون الاسرائيلي «الجيش (السوري) ما زال مواليا للاسد برغم تعرضه لموجة كبيرة للغاية من الانشقاقات. وما زال هو وأسرته في دمشق». من جانبه، كرر وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك تحذيره من ان اسرائيل لن تسمح بانتقال اسلحة كيميائية سورية إلى «حزب الله» في لبنان.
أمام أحد الأفران في دمشق أمس (ا ف ب)
إشارات انهيار النظام السوري تقلق حلفاءه الإقليميين وجيران آخرين
لندن – رويترز
تزعج الإشارات على أن الرئيس السوري بشار الأسد يفقد سيطرته على الأوضاع حلفاءه الإقليميين إيران وحزب الله، كما تثير قلق جيران آخرين يخشون الفوضى على حدودهم. فمن الناحية الاستراتيجية يبدو أن أكبر الخسائر ستكون من نصيب إيران وحزب الله.
فيما ستكون تركيا -التي كانت صديقة للأسد إلى أن اختلفت معه العام الماضي لرفضه نصيحتها بنزع فتيل الانتفاضة من خلال إصلاح حقيقي- سعيدة بأن تراه يرحل لكنها تشعر أيضاً بالقلق من غموض الرؤية في شأن أي صراع مستقبلي على السلطة في سورية.
ولا توجد آلية لانتقال منظم في سورية. ويعزز المخاوف أن سورية توجد بها أقليات درزية ومسيحية وكردية مما يعني أن أي انزلاق لحرب أهلية ستكون له آثاره في الدول المجاورة مثل العراق ولبنان بما لديها من تركيبة طائفية دقيقة بل ومتفجرة في بعض الأحيان.
ويمكن أن تنتشر مثل هذه الحرب عبر حدود سورية أو تجذب إليها دولاً مجاورة تحاول الدفاع عن مصالحها أو عن أبناء طوائفها.
وتشعر تركيا والعراق والأردن ولبنان بالقلق في شأن تدفق اللاجئين عبر حدودها واحتمال صعود تنظيم الإخوان المسلمين في سورية التي حذر الأسد من أنها يمكن أن تصبح «أفغانستان أخرى» من دونه.
وستسعد إسرائيل بالضرر الذي يلحقه سقوط الأسد بإيران وحزب الله، لكنها تنظر بقلق إلى سياسات أي حكومة مستقبلية في ما يتعلق بمرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل منذ حرب 1967.
وعلى رغم عداء الأسد ووالده الراحل لإسرائيل إلا أنهما حافظا على السلام على الحدود لنحو 40 عاماً مما دفع بعض الإسرائيليين إلى تفضيلهما باعتبارهما «الشيطان الذي تعرفه». وأكبر مصدر قلق لإسرائيل حالياً يتمثل في مصير الترسانة الكيماوية لسورية على رغم أنه ليس من الواضح ما إذا كان حزب الله أو أي جماعة أخرى يمكنها فعلياً استخدام تلك الأسلحة الذي يحتاج لوسائل معقدة إذا سقطت في أيديها.
ويشعر كل جيران سورية بالقلق في شأن الاستقرار لكن يبدو أنهم يفتقرون إلى أي تأثير حاسم على الأحداث في دولة ثبت عجز القوى العالمية الكبرى أيضاً عن وضع حد للاضطراب بها. ويبدو أن الإيقاع المتسارع للأحداث يسبق حتى حلفاء سورية إيران وحزب الله اللذين وضعا كل رهاناتهما على عائلة الأسد التي تمسك بزمام الأمور منذ أكثر من أربعة عقود.
وكانت سورية الدولة العربية الوحيدة التي تدعم إيران في حرب 1980-1988 مع العراق ولم تسمح مطلقاً للخلافات الأيديولوجية مع طهران (حكم بعثي علماني في سورية… وحكم ديني في إيران) بعرقلة المصلحة المشتركة في دعم حزب الله.
وقيام نظام معاد في سورية بعد الأسد سيحرم حزب الله من خط إمداده البري الوحيد وسيحرم إيران من منفذها الرئيسي إلى البحر المتوسط وخطوط الجبهة مع إسرائيل.
وإذا تولت السلطة في دمشق حكومة سنية معتدلة فسيساعد ذلك أيضاً في إمالة ميزان القوى الإقليمي في صالح الدول المعتدلة ويعزز وضع السنة في لبنان المجاور وهو تحد آخر لحزب الله. ومع كل هذه التغييرات المحتملة منحت إيران للأسد دعماً معنوياً لا يهتز وتبنت موقفه بأن إرهابيين يعملون لحساب قوى غربية وعربية يتحملون مسؤولية الانتفاضة ضده.
وعلى رغم أن الزعماء الغربيين يتنصلون من أي نية للتدخل عسكرياً في سورية إلا أنهم غضوا الطرف عن تقديم أموال للمعارضة السورية لشراء السلاح واحتياجات أخرى.
وستمثل «خسارة» سورية بعد انشقاق حماس ضربة أيديولوجية أيضاً «لمحور المقاومة» الإيراني للمشاريع الأميركية-الإسرائيلية التي تمتد من إيران إلى لبنان ولصورة إيران نفسها كحاملة لواء الثورة الإسلامية.
وبعدما ظلت سورية لوقت طويل لاعباً مهماً في صراعات السلطة الإقليمية فإنها تجد نفسها الآن ساحة لصراعات أوسع: التنافس السعودي- الإيراني والتوتر السني- الشيعي ومنافسة يواجه فيها الغرب روسيا والصين وأدت إلى إصابة الأمم المتحدة بالشلل.
ومكاسب أي «فائزين» أجانب في الصراع على سورية قد يثبت أنها عابرة أو تستهلكها عواقب غير منظورة.
والخاسر الحقيقي هو الشعب السوري الذي ربما يسعده التخلص من الأسد لكن معاناته قد تكون بعيدة إذا ما تطور الأمر إلى صراع داخلي.
النظام تقدّم في دمشق وتراجع في حلب
الحرب السورية تستنفر إسرائيل وتركيا والأردن
اجتماع لجنة المتابعة العربية حول سوريا وقطر تطالب بتغيير مهمة أنان
القوات النظامية تفقد السيطرة على معبر ثالث مع تركيا وتستعيد معبراً مع العراق
قصفت القوات السورية النظامية اجزاء من دمشق بطائرات الهليكوبتر واعتقلت اشخاصاً واستعادت اراضي من المقاتلين المعارضين بعد اسبوع من بدء المقاتلين هجوما كبيرا على العاصمة. وتصاعدت حدة القتال حول مراكز قيادة المخابرات في مدينة حلب كبرى المدن السورية ودير الزور في الشرق.
وقال مسؤولون عراقيون ان القوات السورية استعادت واحدا من المعابر الحدودية التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة على الحدود مع العراق، لكن المعارضة قالت انها سيطرت على معبر ثالث على الحدود مع تركيا وهو معبر باب السلام في شمال حلب. وأعلن العميد السوري المنشق مصطفى الشيخ ان مقاتلي المعارضة استولوا على مدرسة المشاة التابعة للجيش السوري في بلدة المسلمية على مسافة 16 كيلومترا شمال حلب.
وقال “المرصد السوري لحقوق الانسان” ان 114 شخصاً قتلوا في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا هم 70 مدنيا و24 عسكريا و20 جنديا منشقا ومقاتلا معارضا. وأضاف ان 1261 شخصاً قتلوا في سوريا منذ بدء المعارك في دمشق مساء الاحد الماضي.
ومع اشتداد القتال في الداخل السوري، نشرت تركيا بطاريات صواريخ على حدودها مع سوريا، فيما صرح رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز” الاميركية للتلفزيون بأن اسرائيل تتابع تطورات الوضع في سوريا من كثب. وأضاف أن ما ينطوي عليه الصراع السوري من “خطر كبير” على إسرائيل هو احتمال أن تنهار حكومة دمشق ويقع مخزونها من الأسلحة الكيميائية والصواريخ في أيدي “حزب الله” اللبناني. واوضح ان اسرائيل لم تفكر بعد في اجتياز الحدود للسيطرة على هذه الاسلحة، وأن “هناك احتمالات اخرى”.
وسئل هل تتحرك إسرائيل منفردة أم تفضل تولي الولايات المتحدة زمام القيادة، فأجاب :”سيكون علينا ان ندرس تحركنا. هل أنا أسعى إلى التحرك؟ لا. هل أستبعده؟ لا”.
وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أن إسرائيل ستدرس القيام بعمل عسكري إذا قضت الضرورة لضمان عدم وصول أسلحة متطورة وأسلحة كيميائية وصواريخ سورية إلى أيدي “حزب الله”.
وفي غضون ذلك، قدمت اسرائيل شكوى الى الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون بسبب ما وصفته بتسلل جنود سوريين الاسبوع الماضي الى منطقة منزوعة السلاح في هضبة الجولان.
وقال ناطق اسرائيلي ان مساعد المندوب الاسرائيلي الدائم لدى الامم المتحدة حاييم واكسمن وجه رسالة الى بان ورئاسة مجلس الامن جاء فيها انه “في 19 تموز وفي غمرة المعارك بين قوات الامن السورية وعناصر مسلحة أخرى قرب قرية جباتا الخشب السورية، عبر جنود سوريون المنطقة الفاصلة التي اعلنت بموجب الاتفاق الذي وقع عام 1974 للفصل بين قوات اسرائيل وسوريا”.
ومع تزايد اعداد اللاجئين السوريين في الدول المجاورة وخصوصاً الاردن، اعلنت الحكومة الاردنية اثر جلسة لها انها ستتخذ كل الاجراءات اللازمة على حدودها مع سوريا من اجل “الحفاظ على الامن الوطني من اي اختراقات”.
اللجنة العربية
وفي الدوحة، عقدت اللجنة الوزارية العربية الخاصة بالملف السوري اجتماعا.
ودعا رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني خلال هذا الاجتماع الى تغيير مهمة المبعوث الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي أنان لتتمحور على انتقال السلطة في هذا البلد في ضوء توسع العنف وفشل مجلس الامن في الاتفاق على قرار دولي.
وقال: “حدثت أخيرا في سوريا أمور دقيقة ما كنا نتمنى حدوثها ولا بد ان يتبصر اخواننا في الحكومة السورية كيف نحل الموضوع بطريقة امنة تحفظ النسيج الوطني السوري، بما يتطلب انتقالا سلميا للسلطة”. واعتبر انه “لا بد ان يؤدي ذلك بالرئيس السوري (بشار الاسد) الى أخذ قرار شجاع لحقن الدماء وحفظ مقدرات سوريا”. وخلص الى انه “لا بد ان تنتقل مهمة كوفي أنان وتتغير مهمته الى كيفية نقل السلطة” بعدما أخفقت خطته في التوصل الى نتيجة.
ونقلت صحيفة “النيويورك تايمس” عن مسؤولين أميركيين أن الإدارة الأميركية تخلت في الوقت الحاضر عن جهودها للتوصل إلى تسوية ديبلوماسية للصراع في سوريا، وعمدت الى زيادة المساعدات للثوار ومضاعفة الجهود لحشد تأييد وتحالف من البلدان ذات التفكير المماثل لاجبارهم على إسقاط نظام الأسد.
وأشارت الى أن مسؤولين في الإدارة أجروا محادثات مع المسؤولين في تركيا وإسرائيل في شأن سبل التعامل مع انهيار الحكومة السورية.
أي أسرار يحملها الشاهد السوري هسام هسام إلى بيروت قريباً؟
موظفو القطاع العام يُضربون الثلثاء والأربعاء ويتظاهرون ضد الحكومة
على رغم قرار اللاعودة الى طاولة الحوار المقررة غدا، إثر كلام رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد عن استراتيجية التحرير، سيتمسك رئيس الجمهورية ميشال سليمان، كما أوردت “النهار” أمس، بدعوته، ويسعى في اتصالاته حتى اللحظة الاخيرة التي تسبق موعد الجلسة الى اجتماع المعارضة باعادة النظر في موقفها والعودة الى الطاولة.
وعلمت “النهار” ان الرئيس سليمان سيعقد اجتماعا مع عدد من مستشاريه بعد ظهر اليوم للبحث في الموضوع واتخاذ القرار المناسب في شأن اعلان إرجاء الجلسة بعد فشل المساعي المستمرة اليوم، أو إبقاء الجلسة لتعقد بمن حضر، وتكون شكلية وقصيرة، فلا تبحث في جدول الاعمال، بل تأخذ علما بموقف الشركاء الغائبين قبل ان يعلن الرئيس رفعها الى موعد آخر لا يحدده، من غير ان ينعى المبادرة.
وتوقعت مصادر ان يحمل موفد رئاسي اليوم الى قوى في 14 آذار آخر ما وصلت اليه المساعي في شأن الحوار. وقالت مصادر في المعارضة لـ”النهار” “إن شيئا من المقررات السابقة لم ينفذ، وكذلك اللاحقة مع هذه الحكومة، ومع سيطرة السلاح، خصوصا ان النيات صارت مكشوفة، ولا نية للبحث في أي استراتيجية دفاعية”.
ورفض مصدر وزاري التعليق على الموضوع “لأنه من اختصاص الرئيس سليمان صاحب الدعوة”، لكنه أمل “ألا تربط قوى 14 آذار مصير الحوار بمصير النظام السوري”.
استحقاقات الحكومة
الى ذلك، تواجه الحكومة سلسلة استحقاقات أبرزها الاضراب العام في الوزارات والادارات العامة يومي الثلثاء والاربعاء للمطالبة بسلسلة الرتب والرواتب. وقد دعت هيئة التنسيق النقابية الى مؤتمر صحافي اليوم للاعلان عن الخطوات المقررة في اليومين المقبلين، ومنها اعتصامات أمام مباني الادارات العامة العاشرة صباح غد، وتظاهرة مركزية تنطلق من ساحة البربير في العاشرة صباح الاربعاء في اتجاه السرايا الحكومية، ترافقها تظاهرة مماثلة في طرابلس تتوجه الى منزل رئيس الحكومة.
وأبدت الهيئة تخوفها من سياسة التسويف والمماطلة المتمثلة في عدم التزام رئيس الوزراء واللجنة الوزارية تحديد موعد لعرض سلسلة الرتب والرواتب، ومحاولة ربطها بفرض ضرائب جديدة وتحميل العاملين في القطاع العام تبعة هذه الضرائب.
وتواجه الحكومة ايضا عبء النازحين السوريين، والازمة السورية التي بدأت تلقي بظلالها على الحركة الاقتصادية، اذ تسبب التوتر الذي شهده معبر نصيب على الحدود السورية – الاردنية بأزمة في تصدير المنتجات الزراعية اللبنانية، فقد توقفت مئات الشاحنات على الحدود اللبنانية – السورية في جديدة يابوس ونقطة المصنع وهي محملة بما يوازي سبعة آلاف طن من الخضر والفاكهة والبيض، الى توقف التصدير اليومي اذ كان يعبر يوميا الحدود اللبنانية الى الاسواق العربية ما معدله 70 شاحنة حمولة الواحدة منها 30 طناً، وتقدر حمولة هذه الشاحنات باكثر من 10 ملايين دولار. والامر يهدد بكارثة زراعية في ظل اقفال اسواق سوريا والعراق والاردن امام المنتجات اللبنانية.
وعلمت “النهار” ان اجتماعاً رابعاً للجنة سلسلة الرتب والرواتب سيعقد اليوم في السرايا، وقالت اوساط رئاسة الحكومة ان البند الاول في الاجتماع سيكون التصعيد الذي لجأت اليه هيئة التنسيق النقابية وتراجعها عن الاتفاق الذي تم في اجتماع الاسبوع الماضي.
ولمواكبة ملف النازحين السوريين، علم ان اجتماعات ستعقد خلال الاسبوع الجاري، اولها اليوم بين الرئيس نجيب ميقاتي والوزير وائل ابو فاعور والمديرة الاقليمية لمفوضية الامم المتحدة للاجئين في لبنان نينيت كيلي للبحث في آلية تفعيل التعاون والمساعدات للنازحين.
المخطوفون
والى الازمات المعيشية، ازمة النازحين السوريين الذين ترتفع اعدادهم يوميا. ومع ان عددا منهم رفع نسبة اشغال الفنادق والشقق المفروشة، فان الازمة مرشحة للتطور في ظل الحاجات الغذائية والاستشفائية لعائلات محدودة الدخل تفتش باستمرار عن مأوى.
وفي شأن مرتبط بسوريا ايضا، برز أمس تطوران بارزان: الاول يتعلق بالمخطوفين، والثاني والاهم يتعلق بعميل المخابرات السورية هسام هسام الذي وقع في قبضة “الجيش السوري الحر”.
في ملف المخطوفين، قال أحد مقاتلي “المعارضة السورية” لوكالة “رويترز” ان المخطوفين اللبنانيين الـ11 محتجزون في غرف مكيفة وفي حال جيدة ولكن لن يفرج عنهم قبل ان يرحل الرئيس بشار الاسد عن السلطة وينتخب برلمان جديد.
وقال ابو عمر قائد “كتيبة عاصفة الشمال” في معبر باب السلام الحدودي الذي سيطر عليه رجاله إن صحة المخطوفين جيدة وهم يأكلون ويشربون جيداً ويقيمون في مزرعة مزودة كل وسائل الراحة واجهزة تكييف الهواء. واضاف: “ان المخطوفين من “حزب الله” وان البرلمان السوري الجديد سيحدد مصيرهم لان “حزب الله” هاجم المعارضة السورية وهو يساعد النظام السوري”.
هسام هسام
اما التطور الامني الابرز، فهو القبض على الشاهد في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري المدعو هسام هسام.
فقد بث على موقع “يوتيوب” شريط يظهر مجموعة من “الجيش السوري الحر” بعدما اعتقلت هسام، الشاهد في الاغتيال، وعرفت المجموعة عن نفسها بانها “كتائب عملية اقتحام دمشق”. اما هسام فعرف عن نفسه انه “الشاهد في قضية اغتيال رفيق الحريري”، مشيرا الى انه “القي القبض عليه على اوتوستراد المزة”. وقال انه “يريد الوصول الى بيروت ويحمل مفاجآت كبيرة لا ينتظرها احد”. ووجه رئيس المجموعة رسالة الى الشيخ سعد الحريري “بأننا سنرسل هدية اليه”.
ورداً على سؤال للـ”LBCI” قال رئيس المجموعة “ابو علي الروماني” عبر الهاتف: “اننا نتابع الاتصالات لتدبير انتقاله الى لبنان”.
واوردت معلومات لـ”المستقبل” ان هسام عرض على الفور الادلاء بكم من الاعترافات المتعلقة بأدواره المختلفة في لبنان.
ويذكر ان أمر هسام افتضح بعد وجوده في مكان اغتيال القيادي جورج حاوي وادلائه بمعلومات متناقضة، وعقده مؤتمرا صحافيا اعدته له السلطات في 27 تشرين الثاني 2005، للاعلان عن ان شهادته امام لجنة التحقيق الدولية مزورة وأمليت عليه. وكان هسام ادعى في التحقيق انه ضابط سابق في المخابرات السورية وانه انشق عنها.
معارك عنيفة في حلب .. وسيطرة للجيش على أحياء دمشق .. وتعزيزات تركية على الحدود
العرب يخرقون خطة أنان .. باقتراح نقل سريع للسلطة
دفعت لجنة المتابعة العربية في الدوحة أمس الموقف من الأزمة السورية إلى مستوى جديد عندما اقترحت، في ضوء تفجير دمشق الذي استهدف الأسبوع الماضي القيادة العسكرية والأمنية في سوريا، «خروجاً آمناً» للرئيس السوري بشار الأسد في مقابل تنحيه عن السلطة، وتحويل مهمة المبعوث العربي والدولي إلى سوريا كوفي أنان، من السعي إلى وقف العنف وتحقيق المصالحة الوطنية إلى البحث في انتقال السلطة في ضوء فشل مجلس الأمن الدولي في الاتفاق على مشروع تسوية لإنهاء الأزمة التي تزداد تعقيداً على المستويين الأمني والسياسي.
في هذا الوقت، تصاعدت وتيرة العمليات العسكرية بين الجيش السوري النظامي و«الجيش السوري الحر» على أكثر من جبهة، حيث شهدت مدينة حلب، يوم أمس، أعنف المعارك بين الطرفين منذ بدء الحراك الشعبي في سوريا، تزامناً مع استمرار المواجهات في دمشق، حيث استعادت القوات الحكومية السيطرة على أحيائها المضطربة، واشتداد معركة السيطرة على المعابر الحدودية، خصوصاً مع تركيا، التي عززت قواتها في المناطق المحاذية لسوريا ببطاريات صواريخ أرض ـ جو ووحدات عسكرية إضافية.
واستقبل الرئيس السوري بشار الأسد رئيس هيئة الأركان الجديد علي عبدالله أيوب، الذي حلَّ محل العماد فهد جاسم الفريج، وزير الدفاع الجديد الذي خلف الوزير
داوود راجحة بعد مقتله الأربعاء الماضي. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن الأسد استقبل أيوب «وزوده بتوجيهاته وتمنى له النجاح في مهامه». وبث التلفزيون السوري الرسمي صوراً لرئيس هيئة الأركان الجديد وهو يؤدي القسم أمام الرئيس السوري.
وبعد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب في الدوحة، قال رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني «هناك توافق على تنحي الرئيس السوري في مقابل خروج آمن… ما طلب في اجتماع اليوم هو التنحي السريع مقابل الخروج الآمن من السلطة»، مشيراً إلى أن المجتمعين اتفقوا على «دعوة المعارضة والجيش الحر لتشكيل حكومة وحدة وطنية»، ومشيراً إلى أنها «أول مرة نتحدث عن هذا في الجامعة العربية».
وخلال الاجتماع قال الشيخ حمد إنه «حدثت مؤخراً في سوريا أمور دقيقة ما كنا نتمنى حدوثها ولا بد أن يتبصر إخواننا في الحكومة السورية كيف نحل الموضوع بطريقة آمنة تحفظ النسيج الوطني السوري، بما يتطلب انتقالاً سلمياً للسلطة».
واعتبر الشيخ حمد بن جاسم أنه «لا بد أن يؤدي ذلك بالرئيس السوري لأخذ قرار شجاع لحقن الدماء وحفظ مقدرات سوريا»، مشدداً على أنه «لا بد أن تنتقل مهمة كوفي أنان وتتغير مهمته الى كيفية نقل السلطة» بعدما أخفقت خطته في الوصول الى نتيجة.
وأشار الشيخ حمد إلى أن «كل القرارات التي قدمتها الجامعة العربية في السابق لم تنجح، كما أن خطة كوفي أنان لم تحقق أهدافها ولم ننجح عربياً ودولياً بما في ذلك في مجلس الأمن بسبب اعتراضات في المجلس، ما زاد من حمام الدم وأعطى رخصة للقتل».
ودعا الشيخ حمد «الدول المعترضة»، في إشارة الى روسيا والصين، الى أن «تعيد النظر وأن تتعامل مع الموقف … من منظور عربي وأخلاقي لأنه تربطنا معها علاقات حميمة، وذلك كله لمصلحة العلاقات الإستراتيجية».
وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس الأول، انه سيوفد الى سوريا وكيله العام لعمليات حفظ السلام هرفيه لادسو لتقييم الوضع هناك، بالإضافة الى كبير المستشارين العسكريين للأمم المتحدة باباكار غاي، الذي سيتولى رئاسة بعثة المراقبين الدوليين في سوريا.
وأضاف الأمين العام للأمم المتحدة أن «الحكومة السورية فشلت بوضوح في حماية المدنيين، ولدى المجتمع الدولي مسؤولية جماعية للالتزام بميثاق الأمم المتحدة والتصرف وفقاً لمبادئه».
وكان الجنرال السنغالي باباكار غاي قد توجه الى سوريا، حيث من المقرر أن يحل محل الجنرال روبرت مود على رأس بعثة المراقبين الدوليين.
الوضع الميداني
يأتي ذلك، في وقت شهد الوضع الميداني تصاعداً كثيفاً في وتيرة المواجهات وحدّتها. وإلى جانب العاصمة دمشق، التي تشهد مواجهات عنيفة في عدد من أحيائها، تحولت مدينة حلب إلى رقعة مواجهات جديدة بين الجيش النظامي و«الجيش الحر»، الذي أعلن الأول «معركة تحرير حلب».
وقال قائد المجلس العسكري لـ«الجيش الحر» في محافظة حلب العقيد عبد الجبار محمد العكيدي، في بيان تلاه وتم توزيعه على شبكة الانترنت في شريط فيديو مسجل، «في هذه الأيام المباركة من عمر ثورتنا وبعدما قطعنا شوطاً كبيراً في كفاحنا من اجل حريتنا، يعلن المجلس العسكري لمحافظة حلب بدء عملية حلب الشهباء لتحرير حاضرة حلب من أيدي عصابة الأسد الملوثة بالجرائم المنكرة». وأضاف العكيدي «نجح الجيش السوري الحر حتى اليوم في تحرير معظم المواقع الواقعة في ريف حلب وأصبحت الطريق أمامنا مفتوحة لتحرير مدينة حلب ومنها كل التراب السوري».
وأكد أن الأوامر أعطيت الى «كل عناصر الجيش الحر بالزحف في اتجاه حلب الشهباء من كل الاتجاهات بهدف تحريرها ورفع علم الاستقلال فيها»، معلناً «النفير العام في كافة أرجاء المحافظة». وتابع قائلا «على كافة الكتائب المقاتلة في كافة أنحاء حلب الالتحاق فوراً بكافة عدتهم وعتادهم بركب سابقيهم من أبطال الجيش السوري الحر».
وتعهد المسؤول العسكري المعارض بحماية المدنيين، والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة، محذراً المقاتلين بأنهم سيتعرضون «للمساءلة والمحاسبة والعقاب» في حال الاعتداء «على أي إنسان مهما كانت طائفته أو ملته أو قوميته أو دينه من دون وجه حق». كما طلب من المواطنين «التزام بيوتهم حتى تحرير المدينة». ودعا عناصر الجيش السوري الى الالتحاق بـ«الجيش السوري الحر» أو «التزام الحياد».
ونفذت القوات النظامية السورية هجمات مضادة على أحياء في دمشق وحلب كان دخل إليها مقاتلون معارضون، ويترافق ذلك مع اشتباكات عنيفة بين الطرفين، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان» وناشطين.
وأعلنت السلطات السورية السيطرة على حي القابون و«تطهيره من فلول الإرهابيين»، بعد إعلانها الجمعة الماضية السيطرة على حي الميدان اثر معارك ضارية.
وقال «المرصد» إن «الدبابات والقوات النظامية السورية تحاصر منطقة بساتين الرازي في حي المزة (في غرب العاصمة) حيث قتل ثلاثة أشخاص وسقط عشرات الجرحى، ويتعذر وصول طاقم طبي إليهم ويخشى ان يفارقوا الحياة». وتوجه المرصد «بنداء عاجل الى الصليب والهلال الأحمر بالتدخل الفوري من اجل إنقاذ حياتهم».
وكان المرصد أفاد في وقت سابق بانتشار مئات العناصر من القوات النظامية في منطقة المزة وبدء حملة مداهمات وسط إطلاق رصاص كثيف. وذكر المرصد ان قوات النظام اقتحمت حي برزة في شمال شرقي دمشق بعد معارك عنيفة استمرت ثلاثة أيام وقصف استخدمت فيه المروحيات. كما اورد معلومات «عن انسحاب مقاتلي الكتائب الثائرة المقاتلة من المنطقة»، و«حالة نزوح كبيرة للأهالي بسبب العمليات العسكرية».
وعززت تركيا أمس، قواتها المنتشرة على الحدود مع سوريا عبر إرسال بطاريات صواريخ ارض ـ جو وناقلات جند الى ماردين في جنوب شرقي البلاد، بحسب ما نقلت وكالة «الأناضول» التركية للأنباء. وقال مصدر للوكالة إن قطاراً يجر عربات محملة ببطاريات الصواريخ المضادة للطائرات وناقلات الجند وصل الى محطة ماردين للقطارات التي احيطت بإجراءات امنية مشددة.
وبحسب صور نقلتها شبكة «ان تي في» التلفزيونية فإن حمولة القطار تضمنت خمس آليات على الأقل مجهزة ببطاريات صواريخ مضادة للطائرات. وأضافت الوكالة، نقلاً عن مصدر عسكري محلي، ان التجهيزات ستوزع على وحدات عسكرية منتشرة على طول الحدود مع سوريا، فيما أعلن «الجيش الحر» أنه سيطر على معبر «باب السلام» مع تركيا.
وفي باريس، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، في بيان، إنه «أياً تكن مناوراته فإن نظام بشار الأسد قد حكم عليه من قبل شعبه نفسه الذي يبرهن عن شجاعة كبيرة. إن الوقت حان للتحضير للمرحلة الانتقالية ولما بعدها». وأضاف الوزير الفرنسي أنه أجرى «عدداً من الاتصالات ولا سيما مع الأمين العام للجامعة العربية (نبيل العربي) ورئيس وزراء قطر (الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني)… ونحن جميعاً متفقون على أن الوقت حان لأن تنظم المعارضة صفوفها من أجل تسلم السلطة في البلاد».
وتابع فابيوس «نأمل في أن تشكّل سريعاً حكومة مؤقتة تكون ممثلة لتنوع المجتمع السوري. إن فرنسا تدعم بالكامل الجهود التي تبذلها الجامعة العربية في هذا الاتجاه». كذلك فإن فرنسا مستعدة، بحسب بيان فابيوس، «لأي مبادرة ـ بما فيها استضافة باريس لاجتماع وزاري ـ بهدف تعزيز جهود الدول العربية في بناء سوريا الغد».
وأعلنت الحكومة الاردنية اثر اجتماع لها انها ستتخذ كل الإجراءات اللازمة على حدودها مع سوريا من اجل «الحفاظ على الامن الوطني من اي اختراقات».
وأعلن وزير الدولة لشؤون الاعلام والاتصال المتحدث الرسمي باسم الحكومة الاردنية سميح المعايطة «ان التطورات الأخيرة تفرض عليها اتخاذ كافة التدابير والإجراءات اللازمة في منطقة الحدود الشمالية للمملكة من اجل الحفاظ على الأمن الوطني من اي اختراقات او تجاوزات مهما كان نوعها وحجمها».
وأضاف الوزير الاردني ان الحكومة «تراقب المشهد بكل دقة وستعمل على متابعة العمل مع كافة المؤسسات والجهات المعنية لضبط وتنظيم عمليات اللجوء في المناطق الشمالية، وسينصب جهد الحكومة على حماية الحدود والحفاظ على متطلبات أمن الأردن ومواطنيه مع مراعاة الظروف الإنسانية للأشقاء السوريين».
في المقابل، وصف وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، الوضع في دمشق بأنه «عادي وهادئ». وأكد أن «الرعايا الإيرانيين المتواجدين في سوريا لا يواجهون أي مشكلة ولا حاجة لاتخاذ إجراء خاص في هذا المجال». وقال صالحي، إنه «لا توجد مشكلة في سوريا حتى نريد أن نقلق بشأنها»، مؤكداً أن «الأوضاع في سوريا عادية وهادئة».
إسرائيل
من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إن الرئيس السوري بشار الأسد ما زال في دمشق ويحتفظ بولاء القوات المسلحة في مجابهة تقدم المعارضة المسلحة. وقال المتحدث باسم القوات المسلحة الاسرائيلية الجنرال يوآف موردخاي، في مقابلة مع التلفزيون الاسرائيلي، «الجيش (السوري) ما زال موالياً للأسد بالرغم من تعرضه لموجة كبيرة للغاية من الانشقاقات. وما زال هو وأسرته في دمشق».
وتقدمت إسرائيل مساء أمس بشكوى لدى الأمم المتحدة ضد سوريا، قائلة إن جنوداً سوريين «تسللوا» الأسبوع الماضي إلى منطقة منزوعة السلاح في هضبة الجولان. وأوضح مسؤول إسرائيلي إنه «في 19 تموز، وفي غمرة المعارك بين قوات الأمن السورية وعناصر مسلحين آخرين قرب قرية جباتا الخشب السورية، عبر جنود سوريون المنطقة الفاصلة التي أعلنت بموجب الاتفاق الذي وقع العام 1974 حول الفصل بين قوات إسرائيل وسوريا».
(«السفير»، أ ف ب، رويترز، أ ب)
صحف تركية: تفجير دمشق عملية استخباراتية دولية
محمد نور الدين
رأى الرئيس التركي عبد الله غول أن سوريا تحتاج إلى جهود جدية جدا وجديدة، كي يمكنها الخروج من الوضع الذي هي فيه، بينما رأت صحف تركية ان استخبارات دولية تقف وراء تفجير مقر الامن القومي في دمشق مؤخرا.
وقال غول إن “مثل هذه الجهود لا يمكن أن تمر عبر القوة التي لن تحل شيئا بل وفق ما تريده غالبية الشعب. وهذا ما كنا نقصده من طرح النموذج اليمني في سوريا، كي تخرج البلاد من أزمتها بأقل كلفة”.
واعتبر مسؤول الشؤون الخارجية في حزب العدالة والتنمية عمر تشيليك أن الرئيس السوري بشار الأسد في “حكم غير الموجود سياسيا” بعد كل الذي حصل في سوريا. وقال إن “الأسد انتهى”، وهو وحزب البعث ليسا سوى صُوَر.
واعتبر تشيليك أن خطة الأسد السرية هي تقسيم سوريا إلى دولتين، علوية وسنية. وقال إن إقامة منطقة عازلة تخدم خطة الأسد هذه، وتركيا هي العامل الوحيد والأقوى الذي يمكنه إفشال هذه الخطة، ومنع نشوء فتنة سنية ـ شيعية. وأضاف إن أفضل ما يمكن فعله هو إقامة ممرات إنسانية، لكن هذه الفكرة تواجه بصعوبة الحماية العسكرية لها.
وذهبت صحيفة “طرف” إلى أن الأسد يخطط لإقامة “جمهورية اللاذقية”. وذكرت ان “أهم ما في زيارة اردوغان لروسيا أنها حيدت العلاقات التركية – الروسية عن التأثر بالشأن السوري. لكن تأكيد اردوغان معارضة تقسيم سوريا يخفي مخاوف من مثل هذا التقسيم. والاحتمالات هنا ثلاثة: الأول ذهاب الأسد والانتقال إلى مرحلة ديموقراطية، وتركيا متفائلة بهذا الخصوص. الثاني تطبيق وثيقة جنيف بحكومة مشتركة مع الأسد أو من دونه. والثالث هو الذهاب إلى حرب أهلية طويلة المدى، تماما كما حدث في العراق، برغم الوجود العسكري الأميركي. وفي نهايتها تقسيم سوريا، وإنشاء جمهورية علوية في اللاذقية”.
وكتب سميح ايديز في “ميللييت” انه لا خيار أمام الجميع سوى وثيقة جنيف لإيجاد حل للوضع في سوريا. وقال “لم يقنع اردوغان روسيا في الموضوع السوري، بينما نجحت روسيا بجذب تركيا ولو نسبيا إلى جانبها. فقد أعلن اردوغان من موسكو انه يدعم العملية التي قامت على أساسها وثيقة جنيف. وكانت روسيا مرتاحة لقول اردوغان انه يريد حماية وحدة الأراضي السورية، وعلى تركيا أن تؤكد هذا الأمر، من اجل امن تركيا والاستقرار في الشرق الأوسط. وزير الخارجية السابق ياشار ياكيش يقول إن أسوا أمر بالنسبة إلى تركيا هو أن تتقسم سوريا إلى أربع دول، علوية وسنية وكردية ومسيحية”.
ويضيف ايديز “لذلك فإن تأييد اردوغان وثيقة جنيف هو من أهم نتائج زيارته موسكو. وهنا على تركيا مهمة إقناع المعارضة السورية بالقبول بوثيقة جنيف. وإذا لم يكن يراد تقسيم سوريا فليس من خيار سوى تطبيق وثيقة جنيف، فالمسألة الأساس اليوم ليست بقاء الأسد أو ذهابه، بل حماية سوريا من الفتنة، وحماية الاستقرار في المنطقة”.
وكتب فكرت بيلا في الصحيفة ذاتها إن تفجير دمشق رسالة بهدفين إلى النظام في سوريا: الأول ان النظام لا يسيطر على الوضع، والثاني دعوة الأسد إلى الرحيل، لأن المعارضة قادرة على تصفيته.
وقال الكاتب ان التفجير سيضعف الدعم الشعبي للأسد، وكذلك دعم الطبقة الوسطى الخائفة على مالها، وسيسرع في انفضاض الجيش عنه، ومن مؤشرات ذلك تزايد أعداد الضباط الهاربين إلى تركيا والفرار الجماعي للناس، وهي علامات على صعوبة صمود الأسد. وأضاف إن “الأسد الذي خسر الحرب الداخلية لا يمكن له أن يأمل باستمرار الدعم الخارجي الروسي له طويلا”.
ويقول الكاتب إن على “تركيا إن تبقى في ظل الأوضاع الجديدة هادئة، حيث ان الصوت الأميركي ارتفع، ومعه الصوت الإسرائيلي، ولا سيما في ما يتعلق باحتمال انتقال الأسلحة الكيميائية إلى حزب الله والتهديد بضربه. وهو ما فعلته أميركا وإسرائيل سابقا في العراق عبر ضربات جوية محدودة، وتركيا هنا يجب أن تبقى بعيدة عن هذه العمليات العسكرية، وهنا يجب العمل على قرار من الأمم المتحدة لأهداف إنسانية، وعدم الدخول في حرب مع الجار”.
ورأت الباحثة في العلوم السياسية دينيز اريبوغان في صحيفة “أقشام” أن “عملية تفجير دمشق تتجاوز قدرة المعارضة السورية، والأرجح أنها من عمل الاستخبارات الأميركية، وهي تهدف الى خلخلة النظام وتوجيه ضربة الى عائلة الأسد وضرب الحديقة الخلفية لروسيا، ومنع اي تلاق تركي – روسي على مشروع متوازن لحل الأزمة، كما التقارب بينهما. إذ ان الاتهام السوري لتركيا، كإحدى البلدان المنظمة لعملية التفجير، يهدف إلى تفجير العلاقات التركية – الروسية، وهذا ما يجب الانتباه اليه”.
وتنهي الباحثة بقولها “إنها عملية دولية بدعم أجهزة استخبارات متعددة. وتتجاوز قدرة الجهات المعارضة أو المحلية على تنفيذها. ولا اعتقد أن تركيا في نيتها أن تدخل في مثل هذه الأعمال. فالاعتداءات على مسؤولين تدخل ضمن الإرهاب الدولي، ومن اكبر الأخطاء أن تشارك أنقرة في مثل هذه الأمور لأنها ستنقل الصدام إلى داخل تركيا. ونظرا لأن مثل هذا التفجير قد يستدعي ردّا بالمثل فعلى أجهزة الاستخبارات التركية أن تكون متيقظة إلى أقصى درجة”.
محمد نور الدين
الغرب وحلفاؤه أمام التصعيد السوري: خوف من “سقوط سريع”.. وخطط تتزاحم
ليست الأخبار القادمة من واشنطن اليوم، عن الانهماك بتحضير خطط للمرحلة الانتقالية في سوريا، جديدة. لكن تسارع الأحداث في الأسابيع الأخيرة، واستهداف مجلس الأمن القومي السوري الذي وُصف بـ”نقطة التحوّل”، أضفيا على هذه الخطط زخماً إضافياً.
وفي هذا السياق، ينصب الاهتمام الغربي اليوم على استشراف كيفية التعامل مع سيناريو انهيار الدولة السورية، بحسب صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية التي نقلت عن مسؤولين أميركيين اعترافهم بأن الإدارة الأميركية قد تخلت في الوقت الراهن عن جهود التوصل إلى تسوية ديبلوماسية للصراع، مركزة على زيادة المساعدات للمقاتلين ومضاعفة الجهود لحشد تأييد وتحالف من البلدان ذات الاتجاه المماثل لإسقاط النظام.
وأكدت الصحيفة أن مسؤولين في واشنطن أجروا محادثات مع نظراء لهم في تركيا وإسرائيل حول كيفية التعامل مع المرحلة الانتقالية، لافتة إلى أن البيت الأبيض يقوم يوميا بعقد اجتماعات رفيعة المستوى لبحث مجموعة واسعة من خطط الطوارئ، التي تشمل إمكان الحفاظ على ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية وإرسال إنذارات واضحة لكلا الجانبين المتقاتلين لتجنب الأعمال الوحشية الجماعية.
كما نقلت الصحيفة عن مسؤولين في واشنطن قولهم إن “الإدارة أجرت محادثات منتظمة مع الإسرائيليين حول كيفية تحرك إسرائيل لتدمير منشآت الأسلحة السورية”، مشيرة في هذا الإطار إلى زيارة يجريها وزير الدفاع ليون بانيتا إلى إسرائيل خلال الأيام المقبلة لمناقشة الأزمة السورية.
كما نقلت الصحيفة الأميركية عن مسؤول كبير في إدارة أوباما قوله “سنلاحظ خلال الأشهر المقبلة تعزيز مكانة المعارضة”، في وقت أكد مسؤولون آخرون أن “واشنطن تسعى لتقديم الاتصالات والمعدات اللازمة والمساعدة الاستخبارية لتحسين الفاعلية القتالية لقوى المعارضة”.
وأشارت الصحيفة إلى أن مسؤولين في الإدارة الأميركية يعملون أيضا مع المقاتلين السوريين كمحاولة لتشكيل حكومة موقتة تضم ممثلين عن الطوائف المختلفة. في المقابل، يصرون على عدم مدّ المقاتلين بالسلاح بصورة مباشرة.
وفي سياق متصل، لفتتت صحيفة “وول ستريت جورنال” إلى مخاوف تنتاب أميركا وحلفائها من فوضى كارثية قد تعم سوريا والبلدان المجاورة بعد سقوط بشار الأسد، بحسب ما نقلت عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين وعرب تخوفوا من “سقوط سريع” للأسد يرخي بظلاله حكماً على العراق ولبنان والأردن وإسرائيل”، لا سيما في ما يخص تعزيز الانقسامات المذهبية وصعود المتطرفين.
أما جوش روجين في مجلة “فورين بوليسي” فقد أشار إلى لقاءات عقدت على مدار الأشهر الستة الأخيرة بين 40 ممثلا بارزا من مختلف فصائل المعارضة في ألمانيا، وبعيداً عن التغطية الإعلامية، برعاية “معهد السلام الأميركي”، للتخطيط لمرحلة ما بعد نظام الأسد.
هذا المشروع، المموّل من وزارة الخارجية الأميركية، اكتسب زخما متزايدا خلال الشهر الماضي مع ازدياد موجة العنف داخل سوريا.
ونقلت المجلة عن مدير المشروع ستيفن هايدمان قوله إن المجموعة تمدّ كلا من الجامعة العربية و”أصدقاء سوريا” وبعثة المراقبين الدوليين والمجلس الوطني للمعارضة بآخر المستجدات عما توصلت إليه خلال الاجتماعات. كما كشف عن تقرير ستصدره المجموعة في الأسابيع المقبلة، يكون بمثابة وثيقة استراتيجية يمكن للحكومة المقبلة الاعتماد عليها.
وفي سياق مختلف، كشفت صحيفة “الديلي تلغراف” أنّ “القوّات البحريّة البريطانيّة أعدّت خطط طوارئ تهدف إلى إجلاء شامل للمواطنين البريطانيّين من سوريا والدول المجاورة لها”.
وفي هذا الاطار، أشارت الصحيفة إلى أنّ “قوّة تدخّل بحريّة ضخمة ستنتشر شرق البحر الأبيض المتوسّط لتنفيذ مناورات بعد انتهاء الألعاب الأولمبيّة ستكون عندها قدرة مساعدة المدنيّين على الهروب”، موضحة أن “الأسطول سيتألّف من الحاملة أش أم أس إيلوستروس والسفينة بولوارك”.
وبينما نقلت الصحيفة عن قادة بحّارة قولهم إنّ هذا الأسطول هو بمثابة تدبير احترازي لإجلاء حاملي جوازات السفر البريطانيّة من مناطق في الشرق الأوسط، أكدت، بحسب مصدر من مكتب وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند، أن “لا دور قتاليًا في هذه المرحلة على الاطلاق”.
(“السفير”)
“الحصرم الشامي” ومسلسل النار داخل دمشق: الاستقطاب السوري يتعمّق… ومعه القلق من الآتي
طارق العبد
ماذا أصاب دمشق؟ كلام تردد على ألسنة السوريين بعد أن وصلت المعارك مع المجموعات المسلحة إلى قلب العاصمة التي بقيت بعيدة عن الاحتجاجات المناهضة للنظام، السلمية منها والمسلحة.
أيام قليلة كانت كفيلة بأن يتبدل حال دمشق التي تشهد عادة في مثل هذه الأيام نشاطاً اقتصادياً واجتماعياً مع دخول شهر رمضان. وهو ما شهدته حتى العام الماضي حيث عاشت حالة عامة يمكن وصفها بالطبيعية. لكن دمشق اليوم ليست كما قبل، فقد بات الخوف من رصاص طائش أو عبوة ناسفة شائعاً، بينما فضل عشرات الآلاف من سكان العاصمة النزوح باتجاه لبنان هرباً من العمليات العسكرية التي يشنها المعارضون للنظام. وغادر آخرون إلى ريف دمشق ومحافظات بقيت هادئة نوعاً ما ليبقى الفقراء والناشطون وأولئك المسكونون بعشق بردى والياسمين ليشاهدوا مسلسلاً سورياً بأم عينيهم. مسلسل اسمه: الحصرم الشامي.
دمشق … المشهد من بعيد
لن يميز الرصاص والعبوات الناسفة والمسلحون بين منطقة هادئة وأخرى ساخنة في العاصمة. الكل بات في دائرة الهدف بدءاً من أحياء شهدت مراراً تظاهرات واحتجاجات شعبية كالميدان وكفرسوسة مروراً ببرزة وركن الدين و المزة فالتضامن ونهر عيشة والعدوي والقابون.
حتى حي الروضة الذي يشهد تشدداً أمنياً فائقاً أصبح مستهدفاً إثر التفجير الذي استهدف مبنى الأمن القومي وأسفر عن مقتل أربعة من كبار القادة العسكريين والأمنيين في البلاد. وللمرة الأولى منذ اندلاع الاحتجاجات قبل عام ونصف العام تقريبا تدخل المخيمات الفلسطينية على خط الحراك الشعبي بعدما التزمت الحياد لفترات طويلة، ما خلق حالة من التوتر الشديد دفعت دمشق لتدخل في أتون العنف الهستيري ولتغلق الأسواق بالكامل وتفرغ الشوارع الشديدة الازدحام من أي سيارة، باستثناء سيارة للإسعاف تنطلق إلى موقع اشتباك مسلح.
وتشهد الأفران وما بقي مفتوحاً من المحال والصيدليات، ازدحاماً غير مسبوق لتأمين ما قد يصعب الحصول عليه في الأيام التالية. ويبيت المئات من أهالي الأحياء الساخنة لياليهم في مدراس وحدائق في أحياء أخرى في مشهد لم تألفه عاصمة الأمويين منذ عقود، وتتحول دمشق إلى مدينة مقطعة الأوصال يصعب الدخول والخروج منها خاصة من الطرق التي تربطها بالمنطقة الجنوبية، حيث تتموضع أكثر الأحياء سخونة، وهي الميدان ونهر عيشة والقدم.
ويربط الطريق من هذه المناطق دمشق بدرعا، وهو ما انسحب على مدخل دمشق الشمالي وهو ما فسره ناشطون بعملية قد تشنها المعارضة المسلحة وتدعى ساعة الصفر حيث من المتوقع أن يدخل للعاصمة عشرات الآلاف من مقاتلي “الجيش الحر” القادمين من حمص وحماه و إدلب وريف حلب وبالطبع مقاتلي ريف دمشق، بينما يشير آخرون إلى أن بعض هؤلاء المسلحين قد دخلوا بالفعل إلى الشام وحولوا الأحياء إلى ساحات اشتباك إيذانا بما يسمونها معركة “تحرير دمشق”.
ويتحدث سكان حي الميدان ممن أجبروا على البقاء في المنطقة عن أن المسلحين الذين اقتحموا الحي هم من دوما. وبدا لافتاً أن يقوم أحد أبرز الناشطين الميدانيين في حمص بالتواصل مع الفضائيات مباشرة من الحي الدمشقي وينقل لهم تفاصيل معاركهم، قبل أن ينجح الجيش النظامي باستعادة المنطقة وهو ما انسحب على منطقة كفرسوسة الشديدة الأهمية والتي تقع مباني مجلس الوزراء ووزارة الخارجية فيها بالإضافة لوزارة الداخلية وسلسلة من المقار الأمنية التي شهدت تفجيراً ضخماً في الشتاء الماضي.
وهو ما دفع، بحسب أهالي الحي، الجيش النظامي للدخول للمرة الأولى بالدبابات والمدرعات مع انتشار كثيف للجند ولتحلق الطائرات المروحية للمرة الأولى فوق سماء دمشق ما أسفر عن تمكن الجيش من السيطرة على هذه الأحياء، من دون أن يتبدل المشهد كثيراً في حي المزة المجاور الذي شهد “انسحاباً تكتيكيا”ً كما يسميه مقاتلو “الجيش الحر”، لتبدو المحصلة سلسلة من المعارك المتنقلة بين قوات الجيش النظامي ومسلحي المعارضة الذين تعمدوا اقتحام الأحياء الفقيرة، وفرض انفسهم بقوة السلاح، بينما تعمدوا في أحياء أخرى إثارة الخوف كساحة العباسيين والقصور وشارع بغداد الذي لم تفارقه القنابل الصوتية والرصاص المتقطع بين الحين والآخر، ليلتزم أهل الشام منازلهم، وتصبح البلاد أشبه بحالة إضراب مفتوح.
دمشق من الداخل … المعركة لم تبدأ بعد
على مدى أسبوع منذ بداية المعارك، أصبح ليل الدمشقيين متصلاً بنهارهم. الرصاص لا يفارق أي منطقة والملاجئ باتت تستقبل اللاجئين من شتى المناطق. يعلق شاب حمصي مقيم في دمشق منذ أشهر بالقول: ما تشهده العاصمة اليوم هو ما عاشته حمص منذ أشهر طويلة.
ويضيف الشاب: “الأيام التي قضيناها تحت سيطرة مسلحي “الجيش الحر” تكشف لنا بوضوح أن ما حصل هو مقدمة لما سيجري لاحقاً. فـ”الجيش الحر” ليس سوى عنوان عريض لعدة كتائب تفتقر الى التنسيق في ما بينها لكنها جميعاً تتبع أسلوب حرب العصابات. وبالتالي فإن ما قاموا به من انسحاب تكتيكي من أحياء الشام هو ليس سوى تهيئة لتلك المناطق لتعود مسرحاً لعمليات كر وفر ستقوم بها مع انضمام بقية المسلحين من بقية المناطق وهو ما قاموا به في حي بابا عمرو الحمصي وقبله في دوما في ريف دمشق والزبداني والرستن، خصوصاً أن القوة العسكرية تميل لصالح الجيش النظامي، ما يفرض على مقاتلي المعارضة اتباع أسلوب حرب العصابات وهو ما قاموا به بالفعل باعتبار أن النظام لن يتمكن من قصف العاصمة كما فعل في مناطق أخرى ليتبين لهم أن الحقيقة هي عكس ذلك”.
ويشير شاب من حي الميدان إلى أن مقاتلي “الجيش الحر” طلبوا إخلاء عدد من البيوت تمهيداً لاحتلالها واعتبارها منطلقاً لعملياتهم العسكرية وهو ما قابله العديد من الأهالي بالرفض ليعمد البعض منهم إلى اقتحام البيوت وإخلائها من السكان وهو ما تكرر في حي التضامن الذي عمد المسلحون بحسب قول شاب مقيم هناك إلى إشاعة أنباء تتحدث عن القيام بمجزرة على أساس طائفي، وهو بالطبع أمر لا أساس له من الصحة لكنه كان كفيلاً مع قذائف الار بي جي والرصاص العشوائي بدفع المئات من سكان الحي للنزوح، إما إلى المخيمات الفلسطينية وإما إلى مناطق أخرى أقل خطورة.
في المقابل، يعتبر ناشط يعمل في مجال الإغاثة أن الحقد والغضب هما ما يسيطر على الدمشقيين. ويستشهد الشاب بأن عدداً من الأهالي النازحين رفضوا استلام المعونات المقدمة عندما علموا بأن من يقوم بأعمال الإغاثة هم ناشطون مؤيدون للسلطة لكنهم قرروا مساعدة أهالي المناطق المنكوبة، ويضيف: “المناخ العام لدى معظم من هجروا من منازلهم أن قوات الأمن هي من قامت بذلك متناسين أن احتلال الجيش الحر لمناطقهم واحتماءه ببيوت المدنيين واعتباره أن المدنيين هم في النهاية ضحايا للثورة، هي الأسباب الحقيقية لدخول الجيش للأحياء الساخنة لمحاربة أولئك المسلحين الذين قرروا الوصول لهدفهم بأي ثمن حتى لو كان هذا الثمن هو مقتل العشرات مع كل عملية لهم”.
في المقابل، يعتبر ناشط من حي القابون أن “المعركة بدمشق لا يمكن أن تستمر أكثر من أسبوع، وخاصة أن النشاط الاقتصادي قد أصيب بالشلل التام وتعطلت الحياة الاقتصادية في العاصمة، وهو ما ينذر بخلل كبير بالأيام المقبلة، ان لم تستعد الشام نشاطها التجاري”. لكنه يعتبر من جهة أخرى أن “المعارك التي خاضها المسلحون في دمشق قد كشفت النقاب أخيراً عن الفئة الصامتة أو تلك التي يسميها المعارضون بالرماديين فانحاز البعض منهم للمعارضة بشقيها السلمي والمسلح، معارضين الحل الأمني الذي ينتهجه النظام. وانضم آخرون إلى صفوف السلطة، مستنكرين ما يقوم به “الجيش الحر”. فتعززت صفوف طرفي الصراع الأساسيين في سوريا” .
قطر تدعو الى تغيير مهمة أنان لتصبح حول انتقال السلطة
دعت قطر الأحد، إلى تغيير مهمة المبعوث الدولي والعربي لسوريا كوفي أنان، لتصبح متمحورة حول انتقال السلطة في هذا البلد، في ضوء توسع العنف وفشل مجلس الأمن في الاتفاق على قرار دولي.
وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني في افتتاح اجتماع اللجنة الوزارية العربية التي يرئسها والخاصة بالأزمة السورية، “حدثت مؤخرا في سوريا أمور دقيقة ما كنا نتمنى حدوثها ولا بد أن يتبصر إخواننا في الحكومة السورية كيف نحل الموضوع بطريقة آمنة تحفظ النسيج الوطني السوري، بما يتطلب انتقالا سلميا للسلطة”.
واعتبر الشيخ حمد بن جاسم انه “لا بد أن يؤدي ذلك بالرئيس السوري (بشار الأسد) لأخذ قرار شجاع لحقن الدماء وحفظ مقدرات سوريا”.
كما أضاف أنه “لا بد أن تنتقل مهمة كوفي أنان وتتغير مهمته إلى كيفية نقل السلطة” بعد أن أخفقت خطته في الوصول إلى نتيجة.
وقال الشيخ حمد، وهو يشغل أيضا منصب وزير خارجية بلاده، “كل القرارات التي قدمتها الجامعة العربية في السابق لم تنجح كما أن خطة كوفي أنان لم تحقق أهدافها ولم ننجح عربيا ودوليا بما في ذلك في مجلس الأمن بسبب اعتراضات في المجلس مما زاد من حمام الدم وأعطى رخصة للقتل”.
ودعا الشيخ حمد “الدول المعترضة” في إشارة إلى روسيا والصين، إلى أن “تعيد النظر وان تتعامل مع الموقف… من منظور عربي وأخلاقي لأنه تربطنا معها علاقات حميمة وذلك كله لمصلحة العلاقات الإستراتيجية”.
(ا ف ب)
السفير الروسي في باريس يتحدث مجدداً عن رحيل الأسد
قال السفير الروسي في فرنسا الكسندر أورلوف اليوم، إنه من الصعب تصور”بقاء (الرئيس السوري بشار) الأسد في الحكم”، مضيفاً أنه يتعين تنظيم رحيله “بطريقة حضارية” كما تم أثناء العملية الانتقالية في اليمن.
وصرح أورلوف لصحيفة “لو باريزيان” الفرنسية أن “الأسد سيرحل.. أعتقد أنه هو نفسه يدرك ذلك لكن يجب تنظيم الأمر بطريقة حضارية كما جرى في اليمن”.
وأشار إلى أنه “خلافاً لما حدث في ليبيا حيث كان القذافي رجلاً وحيداً، في سوريا هناك نظام بعثي قائم منذ عقود. وبوجود الأسد أو بدونه سيصمد النظام”، مؤكداً على موقف روسيا بأن “مصير الأسد لا يقرره إلا الشعب السوري بعيداً عن أي تدخل أجنبي”.
(أ ف ب)
المجلس الوطني السوري: أحداث حلب ودمشق خطوة حاسمة نحو نهاية النظام
بيروت- (ا ف ب): أكد المجلس الوطني السوري المعارض الأحد أن المعارك التي بدأت قبل اسبوع في دمشق وحلب “خطوة حاسمة” تؤسس لمرحلة “مضي النظام الى نهايته المحتومة”، مؤكدا دعمه للجيش السوري الحر، ومحذرا من “جولة من العنف الدموي” و”مخاطر المرحلة الاخيرة”.
وقال المجلس الوطني في بيان مصور تلاه المتحدث باسمه جورج صبرا إن “ما يجري في دمشق وحلب وبقية المدن السورية منذ ايام خطوة حاسمة تؤسس لمرحلة جديدة من تاريخ بلدنا بل في حياة المنطقة ايضا”.
واضاف “انها رسالة تقدمها الثورة للشعب تقول بوضوح كامل ان النظام ماض الى نهايته المحتومة وليس له ان يكون جزءا من مستقبل سوريا”.
ورأى صبرا في البيان الذي وزع على وسائل الاعلام ان “على جميع السوريين (…) ان يدركوا هذه الحقيقة ويتصرفوا على اساسها” ويقوموا بما يجب عليهم ان يفعلوه “لتسهيل الولادة الجديدة لوطننا بعد سقوط الاستبداد”.
وتوجه بيان المجلس الوطني إلى “رجال الجيش السوري الحر البواسل”، مؤكدا لهم أن “المدن والبلدات تنتظركم وهي واثقة انكم ستكونون لها الامن والامان وتحققون لها الحرية والكرامة”.
وطلب منهم ان يكونوا للشعب “خير مغيث تحفظون للناس حياتهم من الهدر وكرامتهم من الاهانة وارزاقهم من النهب والاعتداء لنثبت للعالم اجمع ان السوريين كفيلون بتدبير شؤونهم على قاعدة العدل والمساواة والتسامح”.
كما طالبهم بالحفاظ خلال العمليات “على الدولة ومؤسساتها من العبث والتخريب” لان “الدولة لنا جميعا”.
وتابع “المجلس الوطني السوري يدعم خطاكم وينتصر لجهودكم ويعدكم ب(…) الاستمرار على نهجكم الثوري الانقاذي لبلدنا وعدم السماح باي خذلان لمسيرة الثورة”.
الا انه توقع “جولة من العنف الدموي لا زال القتلة يخططون لها”، محذرا من ان “النظام المتصدع لن يسلم بسهولة”. وقال “لا تهاون ولا تهوين بل الحذر الحذر. فالمرحلة الاخيرة ربما تحمل المخاطر ونحن على ابواب النصر”.
وختم البيان ان “اصدقاء النظام يحمونه سياسيا ويزودونه باسلحة القتل وكل اسباب الدعم للاستمرار، فاين اصدقاء الشعب السوري الكثر؟ وهل يقومون بموجبات هذه الصداقة؟”.
وتواصلت العمليات العسكرية الاحد في مناطق سورية عدة خصوصا في مدينتي دمشق وحلب بين القوات النظامية التي تستخدم كل انواع الاسلحة وبين المقاتلين المعارضين الذين يحاولون احراز تقدم على الارض.
الدول العربية تطرح على الأسد خروجا آمنا من السلطة مقابل التنحي السريع
الدوحة- (ا ف ب): عرضت الدول العربية على الرئيس السوري بشار الأسد تأمين مخرج آمن له ولعائلته من السلطة مقابل تنحيه عن الحكم، وذلك على وقع تفاقم العنف في سوريا واستمرار القتال في دمشق وحلب.
ووجه قرار عربي اتخذه المجلس الوزاري للجامعة العربية فجر الاثنين في الدوحة نداء الى الرئيس السوري بشار الأسد “للتنحي عن السلطة” فيما “الجامعة العربية ستساعد بالخروج الامن له ولعائلته”.
وذكر القرار أن هذا النداء يأتي “حقنا لدماء السوريين وحفاظا على مقومات الدولة السورية ووحدة سوريا وسلامتها الوطنية ونسيجها الاجتماعي ولضمان الانتقال السلمي للسلطة”.
كما نص القرار على “الدعوة فورا لتشكيل حكومة انتقالية سورية بالتوافق تتمتع بكافة الصلاحيات وتضم قوى المعارضة داخل وخارج سوريا والجيش الحر” اضافة الى ما سماها “سلطة الامر الواقع الوطنية”، وذلك “لتيسير الانتقال السلمي للسلطة”.
وتضمن قرار المجلس الوزاري مطالبة الامم المتحدة بتعديل تفويض المبعوث الدولي العربي كوفي انان ليصبح متماشيا مع مضمون القرار، اي للعمل باتجاه تنحي الاسد وانتقال السلطة سلميا.
وكلف القرار ايضا رئيس اللجنة الوزارية الخاصة بسوريا، رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني، والامين العام للجامعة العربية نبيل العربي، زيارة موسكو وبكين لبحث مضمون هذا القرار العربي مع الدولتين اللتين استخدمتا اخيرا حق النقض لوقف اصدار قرار جديد في مجلس الامن يدين النظام السوري ويفرض عليه عقوبات.
وكلف وزراء الخارجية سفراء المجموعة العربية في نيويورك الدعوة الى اجتماع طارىء للجمعية العامة للامم المتحدة لاصدار توصيات باتخاذ اجراءات منها “انشاء مناطق آمنة في سوريا لتوفير الحماية للمواطنين السوريين وتمكين موظفي الاغاثة من اداء اعمالهم” و”قطع جميع اشكال العلاقات مع النظام السوري”.
وصدر هذا القرار في ختام اجتماعين استضافتهما الدوحة للجنة الوزارية العربية الخاصة بسوريا وللمجلس الوزاري العربي.
واكد رئيس الوزراء القطري للصحافيين قبيل اختتام اجتماع المجلس الوزاري ان “ما طلب اليوم هو التنحي السريع مقابل الخروج الآمن من السلطة”.
إلى ذلك، اوضح الشيخ حمد أن الاجتماع الوزاري اقر مبلغ مئة مليون دولار للاجئين السوريين، من خلال الجامعة العربية. وكرر دعوة الرئيس السوري لاتخاذ “خطوة شجاعة” بحيث “ينقذ بلده وشعبه ويوقف هذا الدم بشكل منظم”.
واعتبر ان الرئيس السوري “يستطيع أن يوقف التدمير والقتل بخطوة شجاعة، هي خطوة شجاعة وليست هروبا”.
ولفت المسؤول القطري الى ان دولة عربية واحدة لم يسمها تعترض على هذا الطرح العربي للاسد.
إلى ذلك، كرر المسؤول القطري الدعوة الى تطوير مهمة المبعوث الدولي العربي كوفي انان للازمة السورية لتصبح متمحورة حول ادارة عملية انتقال السلطة.
وقال في هذا السياق ان “مبادرة كوفي انان لم تطبق ويجب ان نطور مهمة كوفي انان التي يجب ان تكون الان في ترتيب الانتقال السلمي للسلطة”.
وتواصلت العمليات العسكرية الاحد في مناطق سورية عدة خصوصا في مدينتي دمشق وحلب بين القوات النظامية التي تستخدم كل انواع الاسلحة وبين المقاتلين المعارضين الذين يحاولون احراز تقدم على الارض.
وفي حصيلة شملت اسبوعا من المعارك النادرة العنف قتل 1261 شخصا في سوريا منذ مساء الاحد الماضي، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.
مجموعة من الجيش الحر تعلن القبض على شاهد سوري في اغتيال الحريري
بيروت- (ا ف ب): نشر على شبكة الانترنت الأحد شريط فيديو تعلن فيه مجموعة تقول انها تنتمي إلى الجيش السوري الحر القبض في دمشق على الشاهد السوري في جريمة اغتيال رئيس الحكومة اللبناني الاسبق رفيق الحريري، هسام هسام الذي يظهر في الشريط مؤكدا امتلاكه لمعلومات لم تكشف من قبل عن الجريمة.
وظهر في الشريط هسام هسام المعروف من وسائل الاعلام في لبنان جالسا على كرسي والى جانبه رجل ملتح باللباس العسكري يقول ان “كتائب عملية اقتحام دمشق” القت القبض على هسام هسام.
ويقوم الاخير على الاثر بالتعريف عن نفسه “هسام طه هسام الشاهد في قضية المرحوم الشهيد رفيق الحريري، من مواليد 1975، وقد القي القبض علي امس من قبل شباب الجيش الحر”.
ويضيف هسام بعد سؤال من الرجل الملتحي “عندي معلومات عن اغتيال الحريري. أوصلوني الى بيروت وساعطيكم مفاجآت كبيرة لا يمكن ان تحلموا بها”.
وينهي العنصر في الجيش الحر الذي وقف وراءه اربعة رجال مسلحين الشريط بالقول “اوجه رسالة الى الشيخ سعد الحريري باسمي وباسم ثوار دمشق ثوار سوريا، سنرسل اليك هدية من عندنا هي هسام هسام”.
وقتل الحريري و22 شخصا آخرين في شباط/فبراير 2005 في انفجار في بيروت.
وهسام هسام سوري كان ابلغ لجنة التحقيق الدولية في المراحل الاولى للتحقيق في الجريمة عن معلومات لديه حول تورط ضباط سوريين في العملية. الا انه ما لبث ان غادر لبنان واعلن من سوريا انه ادلى بمعلوماته تلك تحت الضغط والتهديد.
وهسام هسام هو بين مجموعة من الشهود الذين يصطلح على تسميتهم في لبنان ب”شهود الزور” في عملية اغتيال الحريري.
ووجهت اصابع الاتهام الى سوريا في المرحلة الاولى من التحقيق في اغتيال رفيق الحريري.
واتهمت المحكمة الدولية المكلفة النظر في القضية الصيف الماضي اربعة عناصر من حزب الله اللبناني المتحالف مع دمشق بتنفيذ العملية، واصدرت مذكرات توقيف في حقهم، لكنهم ما زالوا متوارين عن الانظار.
قوات ماهر الأسد تجتاح منطقة بدمشق
باب السلام- (رويترز): طردت قوات سورية يقودها ماهر شقيق الرئيس بشار الأسد وتدعمها طائرات هليكوبتر مقاتلي المعارضة من منطقة بدمشق بعد اسبوع من شن المعارضين هجوما رئيسيا على العاصمة.
وقال ناشطو المعارضة في حي المزة بدمشق إن القوات الحكومية استعادت السيطرة على الحي الأحد واعدمت مالا يقل عن 20 رجلا عزل للاشتباه بمساعدتهم المعارضين.
وفي البرزة قال شاهد وناشطون إن افراد الفرقة الرابعة بالجيش السوري والتي يقودها ماهر شقيق الرئيس بشار الاسد اعدموا العديد من الشبان خلال عملية لاستعادة السيطرة على ذلك الحي الواقع في شمال دمشق.
وشنت القوات الحكومية هجوما لاستعادة السيطرة منذ ان نقل المعارضون معركتهم للاطاحة بالاسد الى العاصمة وقاموا بقتل اربعة من اوثق مساعدي الاسد في تفجير خلال اجتماع لكبار مسؤولي الامن يوم الاربعاء الماضي.
وفي تصعيد اخر لصراع سرعان ماأصبح حربا اهلية احتدم قتال حول مقر المخابرات في حلب اكبر مدن سوريا وفي دير الزور بشرق البلاد.
وقال مسؤولون عراقيون ان القوات السورية استعادت السيطرة على واحد من اثنين من المعابر الحدودية التي سيطر عليهما مقاتلو المعارضة على الحدود مع العراق لكن المعارضة قالت انها سيطرت على معبر ثالث على الحدود مع تركيا وهو معبر باب السلام شمالي حلب.
وقال العميد الركن فايز عمرو احد كبار الضباط السوريين المنشقين في تركيا لرويترز عبر الهاتف ان السيطرة على المعابر الحدودية ليست لها اهمية استراتيجية لكن لها اثر نفسي لأنه يدمر الروح المعنوية لقوات الأسد.
وأضاف أن السيطرة على المعابر استعراض لتقدم الثوار على الرغم من تفوق القوة القتالية لجيش الأسد.
وقال منشق عسكري كبير في تركيا ومصادر للمعارضين داخل سوريا ان المعارضين سيطروا ايضا على مدرسة للمشاة في بلدة المسلمية الواقعة على بعد 16 يوما شمالي حلب وأسروا العديد من الضباط الموالين للنظام في حين انشق اخرون.
وقال العميد مصطفى الشيخ لرويترز بالتليفون من بلدة عبيدين على الحدود التركية ان لهذه العملية اهمية استراتيجية ورمزية فهذه المدرسة بها مستودعات ذخيرة وتشكيلات مدرعة وتحمي البوابة الشمالية لحلب.
وأظهر قصف دمشق ودير الزور تصميم الأسد على الانتقام بعد مقتل اربعة من كبار مسؤوليه الامنيين في الانفجار الذي وقع يوم الاربعاء.
وكان الانفجار اكبر لطمة في الانتفاضة المندلعة منذ 17 شهرا والتي تحولت إلى ثورة مسلحة ضد اربعة عقود من حكم عائلة الأسد.
وقال سكان ونشطاء بالمعارضة ان المقاتلين المعارضين طردوا من حي المزة الدبلوماسي في دمشق وان اكثر من الف من القوات الحكومية وعناصر الميليشيات الموالية لها تدفقت على المنطقة تدعمها العربات المصفحة والدبابات والجرافات.
وقال ثابت المقيم في حي المزة ان ثلاثة اشخاص قتلوا واصيب 50 شخصا أغلبهم من المدنيين في القصف الذي وقع في وقت مبكر من صباح امس وقال “الحي محاصر والمصابون لا يجدون الرعاية الطبية.
“رأيت رجالا تمت تعريتهم إلى الملابس الداخلية. وحملت ثلاث حافلات محتجزين من الفاروق ومن بينهم نساء وأسر بأكملها. واضرمت النيران في عدة منازل”.
وقالت مصادر معارضة اخرى إن مقاتلي المعارضة في العاصمة ربما يفتقرون لخطوط الامداد التي تساعدهم على البقاء هناك لفترة طويلة وربما يقومون بعدة “انسحابات تكتيكية”.
وقال ناشط بالمعارضة يدعى ابو قيس عبر الهاتف من حي البرزة “دخلت ما لا يقل عن 20 دبابة تابعة للفرقة الرابعة ومئات الافراد حي البرزة بعد ظهر اليوم.”
وأضاف قائلا “رأيت قوات تدخل منزل عيسى العرب البالغ من العمر 26 عاما. تركوه ميتا برصاصتين في الرأس.
وأضاف ان أشخاصا كانوا يحتمون من القتال في احدى البنايات ابلغوه باعدام عيسى وهبة (17 عاما) دون محاكمة إثر اخراجه قسرا من المبنى حيث تعرض للضرب وقتل .
وقال مازن وهو ناشط معارض آخر في البرزة انه تم العثور على جثث اربعة شبان يبدو انهم قتلوا باطلاق النار عليهم من مسافة قريبة.
ونقل التلفزيون الرسمي السوري عن مصدر اعلامي نفيه ان طائرات هليكوبتر اطلقت النار على العاصمة. وقال ان الوضع في دمشق طبيعي لكن قوات الامن تطارد فلول “الارهابيين” في بعض الشوارع.
وزادت اهمية دور ماهر الأسد منذ مقتل وزير الدفاع السوري ورئيس المخابرات وصهره في انفجار يوم الاربعاء في اطار عملية “بركان دمشق” التي يسعى من خلالها المقاتلون المعارضون إلى حسم الصراع.
ولم يتحدث الأسد علنا منذ التفجير. ولكن الجيش الاسرائيلي قال انه يعتقد انه مازال في دمشق ويحتفظ بولاء قواته المسلحة.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان 1261 شخصا قتلوا في انحاء سوريا منذ الأحد الماضي عندما تصاعد القتال في دمشق من بينهم 299 شخصا من قوات الأسد وهو ما يجعله بفارق كبير اكثر اسابيع الانتفاضة السورية دموية. وقتل في الانتفاضة السورية نحو 18000 شخص.
واضاف المرصد انه في المجمل قتل 79 مدنيا و24 جنديا الاحد .
وأغلقت اغلب المحال التجارية في دمشق وكانت السيارات في الشوارع قليلة لكنها اكثر قليلا مما كانت عليه خلال الايام القليلة الماضية. وعادت قوات الامن لترابط مرة اخرى عند بعض نقاط التفتيش التي كان الجنود تركوها قبل ايام.
واغلقت محطات بنزين كثيرة لنفاد الوقود منها بينما اصطفت السيارات في طوابير طويلة امام المحطات التي لم ينفد منها الوقود بعد. وتحدث سكان ايضا عن طوابير طويلة امام المخابز.
وقال مسؤولو حدود ومسؤولو امن عراقيون إن القوات السورية اعادت فرض سيطرتها على معبر اليعربية على الجانب السوري من الحدود بعدما استولى مقاتلون من المعارضة على المعبر لوقت قصير يوم السبت.
وقال العراق انه لا يستطيع مساعدة السوريين الفارين من القتال وقام الجيش العراقي باغلاق الحدود يوم الجمعة.
وتخشى القوى الاقليمية والغربية من احتمال ان يتحول الصراع إلى حرب طائفية شاملة يمكن ان تمتد عبر الحدود ولكنها لم تجد بعد استراتيجية متماسكة للحيلولة دون حدوث ذلك .
وقال الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني رئيس وزراء قطر في مؤتمر صحفي في الدوحة ان وزراء الخارجية العرب المجتمعين في الدوحة حثوا المعارضة والجيش السوري الحر على تشكيل حكومة انتقالية.
واضاف ان الدول العربية ستساعد على ضمان الخروج الامن من سوريا للاسد اذا تنحي بسرعة وهو امر لم يظهر استعدادا لفعله.
الخصاونة يقترح الفصل الثامن بدلا من السابع في إحتواء اللأزمة السورية
عمان- القدس العربي: إقترح سياسي ودبلوماسي أردني ودولي رفيع المستوى على المجتمع الدولي اللجوء إلى الفصل الثامن في ميثاق الأمم المتحدة لمعالجة الوضع المتوتر جدا في سوريا.
وقال رئيس الوزراء الأردني السابق والقاضي الدولي المعروف عون الخصاونة أن الفصل الثامن يحتوي آليات يمكن إستثمارها لمحاولة بذل جهد مخلص لإحتواء الحالة العنيفة في سوريا إذا ما توافرت النوايا الطيبة.
وصرح الخصاونة على هامش حفل إفطار أقامته الحركة الإسلامية في عمان مساء الأحد بأن الفصل الثامن يتيح للمجتمع الدولي تفويض المنظمات الإقليمية بالتدخل لحل النزاعات وقال: قد يبدو الكلام عن الفصل الثامن متأخرا قليلا بسبب الوضع المتردي في سوريا لكنه يوفر آلية قد تكون مناسبة.
وحسب شروحات سمعتها (القدس العربي) مباشرة من الخصاونة فإن الفصل الثامن هو بديل فعلي وقوي وفعال عن الفصل السابع الذي يسبب الإحراج للكثيرين لإنه يسمح بإستخدام قوية أجنبية.
ويفترض أن البند الثامن يحتوي على تفويض لمنظمات إقليمية تتولى معالجة النزاع وبالقوة اللازمة لإحتواء اي مشكلة.
ويتحدث الخصاونة عمليا عن تفويض منظمة المؤتمر الإسلامي أو الجامعة العربية في تولي النزاع المسلح وحماية المدنيين داخل سوريا بتفويض أممي من المجتمع الدولي.
ويقول خصاونه وخبراء أخرون بان الفصل الثامن يتيح أيضا للمنظمات الإقليمية التي تحمل صفة دولية الحق في إستخدام قوات عسكرية عند الضرورة للتدخل بالنزاعات.
وتحدث الخصاونه عن الموضوع في حفل إفطار الأخوان المسلمين عندما قال بأن المسلمين يشكلون اليوم في العالم الفئة الأولى ضمن المهجرين في مختلف قارات العالم مشيرا لإن الأمم الأخرى تنهب العالم الإسلامي وتستهدف كرامة شعوبه وتحاول إضعافه لنهب ثرواته وتفريق المسلمين.
وشدد الخصاونه على أن الوضع في سوريا صعب للغاية وينبغي أن لا يسكت عليه الضمير البشري مقترحا آلية الفصل الثامن بدلا من الإستسلام لفكرة تدخل قوات أجنبية في الشئون العربية.
واشنطن تتخذ خطوات بعيدا عن الاضواء لاضعاف النظام السوري
واشنطن- (ا ف ب): تعمل الادارة الامريكية بعيدا عن الاضواء لوقف شحنات الاسلحة والنفط من ايران الى سوريا سعيا منها لتسريع سقوط نظام الرئيس بشار الاسد، على ما افادت صحيفة وول ستريت جورنال ليل الاحد نقلا عن مسؤولين امريكيين.
وقال المسؤولون للصحيفة طالبين عدم ذكر اسمهم ان الجهود الامركية تهدف إلى حمل العراق على اغلاق مجاله الجوي امام الرحلات المتوجهة من ايران الى سوريا والتي تشتبه اجهزة الاستخبارات الامريكية بانها تحمل اسلحة الى القوات النظامية السورية.
وبحسب الصحيفة، فان واشنطن تحاولت منع السفن التي يشتبه بانها تنقل شحنات من الاسلحة والنفط لسوريا من عبور قناة السويس.
واشارت الصحيفة إلى أن احدى هذه السفن التي تدعى (الامين) وتنتظر حاليا اذنا لعبور القناة مملوكة من احد فروع شركة الجمهورية الاسلامية الايرانية للشحن.
ويجري مسؤولون امريكيون بحسب الصحيفة محادثات مع الحكومة المصرية سعيا لمنع عبور السفينة، متذرعين بانها لا تحظى بتامين دولي معترف به.
وتابعت الصحيفة ان الولايات المتحدة تنقل معلومات استخباراتية حول سوريا الى القوات التركية والاردنية التي تتعامل بشكل وثيق مع المقاتلين المعارضين.
وذكرت الصحيفة من بين هذه المعلومات صورا من اقمار صناعية عسكرية واجهزة مراقبة تكشف تفاصيل عن المواقع العسكرية السورية يمكن ان يستخدمها المعارضون.
واقر المسؤولون السوريون بانه على الرغم من هذه الجهود فقد وصلت بعض شحنات الاسلحة والنفط الى دمشق.
ووردت هذه المعلومات في وقت تتواصل العمليات العسكرية في مناطق سورية عدة خصوصا في مدينتي دمشق وحلب بين القوات النظامية التي تستخدم كل انواع الاسلحة وبين المقاتلين المعارضين وقد اعلن الجيش السوري الحر الاحد بدء معركة “تحرير حلب” طالبا من جميع عناصره في كل المحافظة “الزحف الى المدينة”.
واعلن الاعلام الرسمي السوري ان قوات النظام سيطرت على حي القابون في دمشق وقامت ب”تطهيره من فلول الارهابيين”.
واعلن البيت الابيض الاحد ان النظام السوري مسؤول عن امن الاسلحة الكيميائية التي يملكها مؤكدا ان “المجتمع الدولي سيحاسب اي مسؤول سوري لا يفي بهذا الالتزام”.
ووردت تقارير تفيد بان الاسد قد يكون على استعداد لاستخدام مخزونه من الاسلحة الكيميائية لانقاذ نظامه ما اثار مخاوف في الغرب.
ضابط منشق: مقاتلو المعارضة استولوا على مدرسة المشاة قرب حلب
عمان- (رويترز): قال ضابط كبير منشق مقيم في تركيا ومصادر المعارضة المسلحة داخل سوريا إن قوات المعارضة المسلحة استولت الأحد على مدرسة المشاة التابعة للجيش السوري في بلدة المسلمية على بعد 16 كيلومترا الى الشمال من حلب.
وقال العميد مصطفى الشيخ لرويترز هاتفيا من بلدة أبايدن على الحدود مع سوريا ان الاستيلاء على مدرسة المشاة له اهمية استراتيجية ورمزية كبيرة فالمدرسة بها مستودعات ذخيرة وتشكيلات مدرعة وهي تحمي البوابة الشمالية لحلب.
وتابع الشيخ انه لا يستطيع الادلاء بمزيد من التفاصيل لكن بوسعه القول إن معنويات الجيش السوري تنهار.
وقالت مصادر المعارضة في محافظة حلب بشمال البلاد ان المنشأة سقطت بعد معركة وانشقاقات داخلها. وأضافت انه تم اعتقال العديد من الضباط الموالين للحكومة.
عرض تسجيل للحظات التي اعقبت تفجير دمشق يظهر اختراقا امنيا
الجيش التركي ينشر صواريخ ارض ـ جو على الحدود مع سورية
إسرائيل تلوح بعملية عسكرية لتأمين الأسلحة الكيميائية
دمشق ـ بيروت ـ اسطنبول ـ تل ابيب ـ ووكالات: تستمر العمليات العسكرية في دمشق وحلب، اكبر مدينتين في سورية، بين القوات النظامية التي تستخدم الدبابات والمروحيات، والمقاتلين المعارضين الذين يحاولون احراز تقدم على الارض، في الوقت الذي عززت فيه تركيا قواتها المنتشرة على الحدود مع سورية عبر ارسال بطاريات صواريخ ارض – جو وناقلات جند الى ماردين في جنوب شرق البلاد.
وقال المصدر نفسه ان قطارا يجر عربات محملة ببطاريات الصواريخ المضادة للطائرات وناقلات الجند وصل الى محطة ماردين للقطارات التي احيطت بإجراءات امنية مشددة.
وبحسب صور نقلتها شبكة ‘ان تي في’ التلفزيونية فإن حمولة القطار تضمنت خمس آليات على الاقل مجهزة ببطاريات صواريخ مضادة للطائرات.
وتأتي هذه التطورات متزامنة مع سقوط ثلاثة من المعابر الحدودية السبعة بين سورية وتركيا بأيدي المعارضة السورية المسلحة خلال الايام الستة الماضية.
في الوقت نفسه، اعلن الاحد عن سيطرة المقاتلين المعارضين على ثلاثة معابر حدودية مع تركيا من اصل سبعة، تضاف الى معبر حدودي رئيسي مع العراق تمت السيطرة عليه من اصل ثلاثة، فيما تبقى المعابر مع لبنان ومع الاردن تحت سيطرة قوات النظام.
ومن جهته أكد وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك الأحد أن إسرائيل لن تسمح بأن تسقط الأسلحة الكيميائية التي تملكها سورية في أيدي ‘جماعات إسلامية متشددة مثل حزب الله’.
وقال للصحافيين في قاعدة للجيش قرب تل أبيب ‘إسرائيل لن تستطيع قبول انتقال الأسلحة الذكية’ إلى حزب الله.
وردا على تصريحات سابقة بأن الجيش الإسرائيلي تلقى أوامر بالاستعداد لسيناريو تنفيذ عملية على الأراضي السورية لتأمين الأسلحة، قال ‘لن يكون من الصواب أن نتحدث الآن عن توقيت العملية أو كيفيتها أو عما إذا كان ستكون هناك عملية أصلا’، ولكنه أضاف أن إسرائيل ستدافع عن نفسها ‘بكل مسؤولية’.
كان باراك صرح مساء الجمعة بأنه أعطى توجيهات للجيش للاستعداد لتدخل محتمل في سورية.
وقال للقناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي ‘أعطيت أوامر للجيش للاستعداد لموقف سيتعين علينا فيه التفكير في القيام بعملية’. وتخشى إسرائيل من أنه في حال سقوط نظام بشار الأسد فإن الأسلحة التي يمتلكها النظام قد تسقط في أيدي جماعات مسلحة. وقال باراك ‘نظام الأسد يتحطم ويتداعى أمام أعيننا في الأسابيع الأخيرة’.
الى ذلك عرضت جماعة سورية معارضة أعلنت مسؤوليتها عن تفجير دمشق الذي أودى بحياة اربعة من كبار مساعدي الرئيس بشار الأسد تسجيلا مصورا يظهر على ما يبدو المبنى بعد دقائق من التفجير ورسائل عبر اللاسلكي من قوات الامن المذعورة.
وظهر في التسجيل المصور الذي وزعته ‘القيادة العسكرية في مدينة دمشق وريفها’ تحت اسم ‘كتيبة الصقور للعمليات الخاصة’ دخان يتصاعد قرب مبنى مكتب الامن الوطني في حي ابو رمانة بدمشق والذي تعرض للتفجير رغم عدم وجود ما يدل على حدوث اضرار خارجية.
وقال خبراء امن اقليميون شاهدوا التسجيل المصور ان من الواضح ان الكاميرا جرى تثبيتها في الشارع الذي يقع فيه مكتب الامن الوطني قرب مقر السفير الأمريكي المهجور حاليا قبل وقت طويل من الانفجار.
وقال أحد المصادر ‘أيا كان الذي التقط التسجيل المصور فإنه كان يعلم ان شيئا ما سيحدث هناك رغم انه لم يعرض الانفجار بالضبط والذي يبدو انه قتل أهدافه على مسافة قريبة من داخل المبنى’.
وعرض التسجيل المصور ومدتة ثماني دقائق لقطة ثابتة وواضحة للمبنى خلافا للكثير من اللقطات التي وزعتها المعارضة السورية مما يشير إلى ان الكاميرا ربما تم تثبيتها سلفا رغم ان التسجيل لم يعرض لحظة التفجير.
وقال صوت عبر التسجيل المصور متحدثا باسم ‘قيادة دمشق العسكرية’ ان الهجوم نفذ باستخدام عبوات ناسفة زرعت داخل المبنى.
واستطرد ان التفجير استهدف اجتماعا لخلية الازمة التابعة للأسد للقضاء على ‘رؤوس الطغيان والقمع والفساد’.
وأضاف الصوت ان التفجير جاء ردا على المذابح والانتهاكات التي ترتكبها قوات الأسد في انحاء سورية في اطار حملتها لقمع الانتفاضة المستمرة منذ 17 شهرا ضد حكمه.
وفي قطر، عقدت اللجنة الوزارية العربية الخاصة بالأزمة السورية اجتماعا مساء الاحد للبحث في تطورات الوضع السوري في ضوء امتداد العنف الى دمشق وحلب وبعد مقتل اربعة مسؤولين كبار الاربعاء في عملية تفجير في وسط العاصمة.
وقتل الاحد 19 شخصا في اعمال عنف في مناطق مختلفة في سورية، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
واعلن المرصد الاحد ان اكثر من 19 الف شخص غالبيتهم من المدنيين قتلوا في اعمال عنف في سورية منذ بدء الاضطرابات في البلاد في منتصف آذار (مارس) 2011.
الأسد يعيّن ‘خبير الحرب البرية’ علي أيوب رئيساً لأركان الجيش السوري
دمشق ـ ‘القدس العربي’ ـ من كامل صقر: عيّن الرئيس السوري بشار الأسد بصفته قائداً عاماً للجيش والقوات المسلحة السورية، العماد علي أيوب رئيساً لأركان الجيش السوري، وكان العماد أيوب يشغل منصب نائب رئيس الأركان قبل تعيينه رئيساً للأركان ليحل مكان العماد فهد جاسم الفريج الذي جرى تعيينه وزيراً للدفاع منذ عدة أيام عقب تفجير مبنى الأمن القومي ومصرع وزير الدفاع السابق داوود راجحة مع ثلاثة من كبار الضباط الأمنيين والعسكريين.
وكان اللواء علي أيوب عُيّن نائباً لرئيس هيئة أركان الجيش السوري مطلع شهر أيلول (سبتمبر) من العام 2011 وتمت ترقيته إلى رتبة ‘عماد’.
واللواء أيوب البالغ من العمر (61 عاماً) هو من مواليد محافظة اللاذقية الساحلية، ويقول خبراء عسكرين ان العماد أيوب لديه خبرة واسعة في الحرب البرية، وكان قبل ذلك قائداً للفيلق الأول في الجيش السوري والذي يضم أربع فرق عسكرية، إضافة لكتيبة صواريخ متطورة.
كما خدم اللواء أيوب ضابطاً في قوات الحرس الجمهوري وقائداً في اللواء 105 أحد أقوى ألوية الحرس الجمهوري المسؤول عن حماية العاصمة دمشق، ويعتبر الفيلق الأول الذي كان يقوده أيوب، الخط المتقدم والضارب في القدرة العسكرية السورية.
وربما كان لخبرة العماد أيوب في الحرب البرية دور أساسي في تعيينه رئيساً لأركان الجيش السوري، إذ يخوض هذا الجيش حالياً حرب شوارع في عدد من المناطق يعتمد فيها على قواته البرية بالدرجة الأولى.
‘هارتس’: مقتل مسؤول بمشروع الصواريخ السورية
لندن ـ ‘القدس العربي’: نقلت صحيفة ‘هارتس’ الاسرائيلية، في موقعها على الشبكة العنكبوتية مساء السبت، ان قوات المعارضة السورية نجحت باغتيال اللواء د. نبيل زغيب احد المسؤولين الكبار عن مشروع الصواريخ السورية.
واضافت ‘هارتس’ ان د. نبيل زغيب قتل برفقة زوجته وولديه، وكانت مصادر اعلامية سورية قد اوردت ان مجموعة إرهابية مسلحة قامت بمهاجمة سيارة اللواء د. نبيل زغيب في منطقة باب توما دمشق وقامت بإعدامه وأفراد عائلته جميعاً وهم اللواء نبيل زغيب وابناه جورج و جيمي وزوجته فيوليت.
واشارت هذه المصادر الى انه من المعلوم أن اللواء زغيب يعمل في البرنامج الصاروخي السوري ويعتبر من العقول الاساسية للبرنامج الصاروخي في سورية.
سورية واحدة.. ام ست دول؟
صحف عبرية
ليس كثيرون من يعرفون بان سوريا ليست فقط اختراعا للانتداب الفرنسي بل وأنها كانت تتشكل في بدايتها من ست دول اقيمت على اساس طائفي. وقد كانت هذه دولا مستقلة بكل معنى الكلمة: مع حكومات، عملة، طوابع، اعلام، عواصم وبداية جيوش. والان بدأ كل شيء يتفكك، على ذات الاساس الطائفي، وكأنه لم تمر مائة سنة. عندما تلقى الفرنسيون الانتداب على ما اصبح لاحقا سوريا، في مؤتمر سان ريمو في نيسان 1920، قرر الجنرال الفرنسي انري غورو تقسيم اراضي سوريا الى ست دول مستقلة مختلفة، على اساس طائفي:
‘ لبنان، دولة ملجأ للمسيحيين الموارنة، الذين تلقوا بالفعل مفاتيح الدولة الجديدة. لبنان اخرج تماما من المنظومة السورية في العام 1936.
‘ دولة ملجأ للاقلية الدرزية، التي سميت جبل الدروز او دولة سويدا. هذه الدولة وقعت في الجنوب الغربي من سوريا اليوم ووجدت بين اعوام 1921 و 1936، حين قرر الفرنسيون توحيد سوريا بأسرها، والغيت المكانة المنفصلة لهذه الدولة.
‘ دولة للاقلية العلوية على شاطيء البحر المتوسط، تسمى دولة العلويين وبعد ذلك على اسم مدينة اللاذقية، ولها مدينتان على كبيرتان ووحيدتان على الشاطىء السوري: اللاذقية وطرطوس. وحظيت دولة العلويين من الفرنسيين على استقلال حقيقي ولم تكن جزء من العموم السوري بين اعوام 1924 1936. غير ان هذه الغيت هي ايضا في 1936 وانضمت الى ما اصبح لاحقا ‘سوريا الكبرى’.
‘ دولة للاقلية التركمانية في شمال غرب سوريا، سميت بالاسكندرونة وتأسست في اعوام 1921 1923، ومع أن معظم المواطنين كانوا عربا، الا ان الفرنسيين قصدوا ان يجسد التركمانيون في اطارها تطلعاتهم الطائفية. غير أن زعيم تركيا، أتاتورك، طالب بالملكية على الدولة، وفي العام 1938 اجتاح الجيش التركي الاسكندرونة، غير اسمها وطرد منها العرب. واقيمت هناك حكومة بسيطرة الاتراك، اجرت استفتاءا شعبيا قررت الاغلبية فيه الانضمام الى تركيا. وكان الاستفتاء الشعبي، حسب الادعاءات العربية زائفا كون الاتراك ادخلوا الى هذه الدولة عشرات الالاف من مواطنيها كي يؤثروا على نتائجه: في العام 1939 اصبحت هذه جزءا من تركيا وهي كذلك حتى اليوم.
‘ وأخيرا، دولتان للاغلبية السنة دولة دمشق ودولة حلب. هاتان ستسقطان في نهاية المطاف بايدي الثوار حيث سيقيمون دولتهم السنية.
دولتان طائفيتان صغيرتان، دولة العلويين ودولة الدروز، سيطرتا في الاربعين سنة الاخيرة على دول الاغلبية. سوريا هي دولة يسيطر فيها نحو 30 في المائة على نحو 70 في المائة.
وماذا الان؟ بعد عدة سنوات من الاشتباكات الطائفية في سوريا ، دون صلة ببشار الاسد ونظامه من المتوقع أن نرى بعضا من هذه الدول بشكل كانتونات أو دول بكل معنى الكلمة. فالعلويون سيتطلعون للعودة الى الاصطفاف على الشاطيء في كيان خاص بهم، الدروز سيتطلعون للحفاظ على جبلهم في شكل سياسي، ودولة اخرى، لم يعلن عنها في عهد الانتداب الفرنسي، من المتوقع أن تقوم: دولة الاكراد. منذ اليوم يتحدث أكراد سوريا عن مطلب الحكم الذاتي، في ظل الارتباط بكردستان العراق.
هذه ليست سياقات ترتبط باسرائيل، وحذار عليها ان تتدخل فيها. الكيان السوري ‘الكبير’ كان نتاجا للاستعمار، لم يتناسب والواقع على الارض، ومن المتوقع أن يبحث الان عن سبيله الجديد، لشدة الاسف بعنف داخلي شديد. المستقبل في سوريا، على ما يبدو، سيكون في واقع الامر الماضي.
غي بخور
يديعوت 22/7/2012
الهدف التالي للثوار هو رأس الاسد
صحف عبرية
رغم الضربة الشديدة التي تلقاها الاسبوع الماضي في أعقاب اغتيال اربعة من كبار رجالات نظامه، لا يتنازل الرئيس السوري بشار الاسد ويكافح للحفاظ على السيطرة في دمشق. فقد هاجم الجيش السوري في نهاية الاسبوع بالمدفعية والمروحيات بعض الأحياء في العاصمة السورية، بدأت منها الاسبوع الماضي هجمات الثوار. تقارير عن تبادل شديد لاطلاق النار وقصف جوي وصلت من الميدان، تدمون، الحجر الاسود والقدم. وفي مخيم اللاجئين الفلسطينيين اليرموك فُرض حظر التجول والسكان يغلقون على أنفسهم منازلهم خوفا من ان يفتح الجنود، المرابطون في مداخل المخيم، النار عليهم.
في وسط دمشق، بالمقابل، ساد هدوء نسبي واستغل السكان حالة الهدوء لشراء كميات كبيرة من الغذاء، سواء لدخول شهر رمضان أم خوفا من نقص في المستقبل القريب. وأفاد سكان في المدينة بأن اسعار الخضار والفواكه والمعجنات تضاعفت وان محطات وقود عديدة أُغلقت بعد ان نفدت مخزوناتها من البنزين. وفي المحطات التي لا تزال تعمل يبلغ السكان عن طوابير طويلة. ‘أشعر بعزلة كبيرة. بسبب الوضع لا يمكن الخروج، لا شيء خيّر ينتظرني هناك. كل من يسكن هنا يشعر بعزلة كبيرة وباكتئاب’، روت امرأة ابنة خمسين تسكن غرب دمشق وتؤيد المعارضة السورية.
معظم المعارك في نهاية الاسبوع تركزت في حلب وفي حمص. وأفاد شهود عيان بأن المعارك في حلب اندلعت بعد ان دخلت قوات الثوار، التي اجتازت أغلب الظن الحدود التركية، الى حي صلاح الدين وحي الصاخور اللذين يكتظ بهما السكان وسيطرت عليهما على مدى يومين. وحسب التقارير، يوجد تدفق للعديد من السكان الى خارج حلب خشية ان تؤدي المعارك الاخيرة الى اجتياحات وقصف جوي من جانب الجيش، على نمط المذبحة التي وقعت في قرية الحولة وفي بلدة تريمسة.
كما نُقل من بلدة قصير في حمص أنباء عن تبادل لاطلاق النار واعمال قصف من جانب الجيش النظامي على أحياء يتمترس فيها الثوار. وأفاد الثوار في ساعات المساء المتأخرة بأنهم نجحوا في السيطرة على منطقة الروحينة، التي تقع على مسافة بضعة كيلومترات عن الحدود الاسرائيلية في هضبة الجولان. وحسب منظمات حقوق الانسان قُتل يوم الخميس (بعد يوم من العملية في مقر الامن القومي في دمشق) في سوريا نحو 300 شخص، ومنذ يوم الجمعة قُتل 200 آخرون.
وتتواصل المعارك ايضا في معابر الحدود بين سوريا وجيرانها، تركيا، العراق والاردن. ونشرت أمس تقارير متضاربة عما يجري في المعابر وبُلغ في بعض منها عن محاولات من الجيش السوري لاعادة السيطرة على معابر الحدود التي سقطت يوم الخميس في أيدي الثوار. أما مدى مصداقية هذه التقارير فليس واضحا. وبالتوازي، استمرت موجة الفرار من الجيش السوري. ففي نهاية الاسبوع اجتازت الحدود التركية مجموعة اخرى من الضباط الكبار، بينهم جنرالان برتبة توازي رتبة العميد. وافاد الثوار بأنهم نجحوا في تصفية مسؤول كبير في برنامج الصواريخ السوري، د. نجيب زُريب، الى جانب بعض من أبناء عائلته، ولكن لا تأكيد على هذا التقرير من أي جهة رسمية.
على خلفية اعلان محافظ دمشق بأن العنف في دمشق سيُقمع في غضون خمسة ايام، نفت محافل رفيعة المستوى في جيش الثوار تقارير قالت ان هجوما مضادا للاسد أجبر قواتهم على الانسحاب من العاصمة. ومع ان الثوار أكدوا لصحيفة ‘الشرق الاوسط’ بأنهم تركوا حي الميدان، إلا أنهم وصفوا ذلك كانسحاب تكتيكي فقط. وعلى حد قولهم، فان مليشيات الثوار تدير حرب عصابات، معناها الهجوم على أهداف السلطة والانسحاب. وذلك من اجل استنزاف الجيش النظامي ومنع قتل المواطنين قدر الامكان، وذلك على حد قولهم لأن جيش الاسد يطلق النار دون تمييز على التجمعات السكانية.
اضافة الى ذلك، تحدثت الصحيفة اللندنية عن انه بسبب التدهور في قدرة الاسد على الحكم، انتقل مسؤولا الجهاد الاسلامي، رمضان عبد الله شلح وزياد النخالة، من دمشق الى ايران، غير ان مسؤولين في الجهاد الاسلامي في غزة نفوا ذلك وأشاروا الى ان قيادة المنظمة لا يمكنها ان تترك سوريا في هذا الوقت بالذات. وعلى حد قولهم، فان قادة المنظمة يُركزون جهودهم على مساعدة الفلسطينيين في مخيمات اللاجئين، وكل خروج الى ايران أو الى أي دولة اخرى يتم في هذا الاطار.
في هذه الاثناء، يُنشر المزيد من التفاصيل عن تسلسل الاحداث التي أدت الى العملية في مقر الامن القومي في دمشق. وحسب محافل سورية، فان العبوة الناسفة التي انفجرت زُرعت في ملف أدخله الى غرفة الجلسات أحد مساعدي رئيس المخابرات السورية، هشام بختيار، الذي توفي في نهاية الاسبوع متأثرا بجراحه. وحسب هذه المصادر، فان المادة المتفجرة أُعدت على شكل شرائح رقيقة رُتبت داخل الملف، الامر الذي يشهد على عمل متطور ومهني جدا، يتطلب خبرة جهاز استخبارات وليس هذه المنظمة أو تلك من المعارضة السورية.
قائد الجيش السوري الحر، الجنرال رياض الاسعد، قال في نهاية الاسبوع لصحيفة ‘الوطن’ السعودية ان هدف الثوار التالي هو رأس الاسد. على خلفية الفيتو الذي استخدمته روسيا والصين في مجلس الامن ضد تشديد العقوبات المفروضة على سوريا، قال الاسعد ان محاولات موسكو انقاذ النظام ستبوء بالفشل، وأضاف ان ‘قوات الاسد لا يمكنها ان تستعيد السيطرة على الأحياء التي احتلها جيش الثوار. في أيدينا توجد ايضا بضعة مبان من الحكم في دمشق ونحن نعنى بالاعداد للمعركة الحاسمة’.
ناطق بلسان لجان تنسيق المقاومة في سوريا قال أمس في حديث مع ‘هآرتس’ ان ‘الاحساس السائد الآن في اوساط النشطاء هو ان النظام فقد السيطرة بشكل شامل في كل أرجاء الدولة’، ولكنه شدد على ان الامر لا يدل على انهيار فوري. ‘نحن نتوقع اياما عسيرة على نحو خاص. ليس للنظام في هذه المرحلة أي قيد وهو يقصف دون انقطاع كل معقل للمقاومة بما في ذلك استخدام المروحيات، الطائرات والمدفعية. نحن في السطر الاخير ولكن ثمن الحرية باهظ جدا وسنسكب الكثير من الدماء الاخرى’.
وأمس صادق مجلس الامن على مواصلة عمل قوة المراقبين لشهر آخر، ولكن هذا العمل لا يجري في واقع الحال منذ الشهر الماضي. وأمر الأمين العام للامم المتحدة بن كي مون مستشاره العسكري وسكرتيره المسؤول عن مهام الرقابة، آرفا لديسو، بالسفر الى سوريا والوقوف عن كثب على دور المراقبين. الافتراض في هذه اللحظة هو انه اذا لم يطرأ تغيير على دور المراقبين، فان مهمتهم ستتوقف في نهاية الشهر القادم.
في هذه الاثناء يحاول النظام الانتعاش من الضربة الشديدة التي تلقاها الاسبوع الماضي. الرئيس الاسد لم يظهر في جنازات قتلى العملية في مقر قيادة الامن القومي: الصهر آصف شوكت، الذي كان العمود الفقري في جهاز الاستخبارات، وزير الدفاع داود عبد الله راجحة ومستشار الامن لنائب الرئيس حسن تركماني.
جاكي خوري
هآرتس 22/7/2012
تقرير: الاسد يسلح حزب العمال الكردستاني التركي
اسطنبول ـ د ب أ: ذكر تقرير صحافي ان الرئيس السوري بشار الاسد اصدر اوامر بتزويد حزب العمال الكردستاني التركي المحظور (بي كيه كيه) بالاسلحة والامدادات .
وذكرت صحيفة ‘حريت’ التركية الاحد انه تم كشف النقاب عن المساعدات التي أمر بها الاسد في تقرير خاص اعدته قيادة الجندرمة التركية وارسل الى ادارة الشرطة . وذكر التقرير ان الاستخبارات السورية قدمت مساعدات مالية وتنظيمية لحزب العمال الكردستاني بناء علي اوامر الرئيس الاسد.
وتضمن التقرير اسماء العديد من السوريين الذين قدموا الدعم المالي واللوجيستي لحزب العمال الكردستاني.
واضاف التقرير ان مسؤولي الجندرمة التركية حددوا مخزنين للاسلحة في المدن السورية حيث يدير حزب العمال الكردستاني انشطته.
وتابع التقرير انه رغم عدم وجود اي معسكر حربي لحزب العمال الكردستاني في الاراضي السورية، الا ان العديد من السياسين الاكراد في المنطقة يشاركون في عملية تدريب اعضاء الحزب على استخدام الاسلحة.
يشار الى ان تركيا تنتقد بشدة الحكومة السورية بسبب تعاملها مع الاحتجاجات التي تشهدها سورية منذ اذار (مارس) من العام الماضي للمطالبة بالاصلاحات كما استقبلت ما يقدر باكثر من 32الف لاجئ سوري .
ولقى اكثر من 14 الف شخص حتفهم خلال هذه الاحتجاجات بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره لندن.
ويتعذر التحقق من هذه البيانات لان الحكومة السورية لاتسمح لوسائل الاعلام ومنظمات الاغاثة الاجنبية بدخول البلاد.
اغتيال نبيل زغيب… مرحلة حرب جديدة
محمد صالح
دمشق | لا توحي القنابل الصوتية والعبوات الناسفة في الشام بأن الاستقرار في طريقه إلى الناس، رغم نجاح العمليات العسكرية في دمشق باستعادة أحياء عديدة، كان «الجيش الحر» قد أعلن سيطرته عليها، إذ إن بوادر معركة من نوع آخر ستنطلق في العاصمة وهي استهداف القادة والشخصيات العسكرية في البلاد. فلم تمض أيام على مقتل أعضاء في خلية إدارة الأزمة، حتى عادت عمليات الاغتيال إلى الواجهة مجدداً باستهداف اللواء المهندس نبيل إبراهيم زغيب، الذي يعمل في المشروع الصاروخي السوري ويعتبر من العقول الأساسية للبرنامج الصاروخي في سوريا. وذكرت مصادر إعلامية سورية أن مجموعة إرهابية مسلحة قامت بمهاجمة سيارة زغيب في منطقة باب توما بدمشق وعمدت إلى إعدامه وأفراد عائلته، ما أدى الى مقتله وابنه جورج وزوجته فيوليت، وإصابة ابنه جيمي بجروح خطرة.
الاغتيال فتح جدالاً يضاف إلى سلسلة التجاذبات التي تغرق بها عاصمة الأمويين، مع أنباء أشارت إلى تلقيه تهديدات بالقتل مسبقاً، وأخرى أشارت إلى كونه مسيحياً، ما يفتح الباب على مدى استهداف الأقليات. ويقول ناشط في حي برزة إن المهندس المقيم في الحي قد استهدف من قبل مجموعة مسلحة، لا من النظام كما روّج البعض. وأضاف: ما مصلحة السلطة بقتل أحد أبرز العاملين في مجال التسلح والصواريخ، بل كشف الشاب أن المهندس سبق أن تلقى تهديدات عدة بقتله من قبل عناصر الجيش الحر وأن عدداً كبيراً من الضباط وعناصر الجيش قرروا تغيير أماكن سكنهم إثر هذه التهديدات التي تعتبر كل من يعمل في المجال العسكري هدفاً لرصاص المسلحين.
وكشف الشاب أن اللواء زغيب عمل بالفعل على تغيير سكنه، لكنه اغتيل بينما كان يحاول الهرب مع زوجته وولديه، وهو ما يشير إلى تورط المجموعات المسلحة في استهداف الكوادر التي تعمل مع السلطة.
في المقابل، يشير ناشط آخر إلى أن المهندس زغيب معروف فقط في الأوساط العلمية، ولا علاقة له كثيراً بالمجال الحربي. وينحصر عمله في المجال العلمي أكثر منه العسكري، بل إن رتبته العسكرية تتبع لمهمته العلمية لا العسكرية. وقال ناشط آخر إن أنباء تحدثت عن أنه معارض للنظام، وبالتالي فإن مقولة تهديده من قبل الجيش الحر هي مسألة غير دقيقة باعتبار أن من يتم استهدافهم هم في الغالب من الشبيحة. ولفت الناشط إلى أنه اغتيل في حي باب توما ذي الانتشار الأمني الكثيف، ما يشير إلى اغتياله من قبل النظام ربما للترويج لمقولة استهداف الأقليات كونه مسيحي الديانة، وهو ما قد يثير بلبلة إضافية في البلاد، وخصوصاً أن منطقة القصاع وباب توما ذات الأكثرية المسيحية باتت متوترة أكثر من أي وقت مضى، في ظل تسارع وتيرة العمليات العسكرية في البلاد.
الجدير ذكره أن أبرز من تم استهدافهم بالإضافة إلى ضباط خلية الأزمة، عميد في قسم الهندسة الكيميائية في حمص وعالم في مجال الهندسة النووية في حمص، وكذلك سارية حسون، نجل المفتي أحمد بدر الدين حسون في حلب، كذلك استهدف الرياضي ولاعب كرة السلة باسل ريا في دمشق ونجل وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية إسماعيل علي حيدر في منطقة مصياف قرب حماة، فيما تعرض مؤخراً الإعلامي محمد سعيد للاختطاف في ريف دمشق وسبقه رجل الأعمال البارز سليم دعبول صاحب أكبر الجامعات الخاصة في سوريا ونجل محمد ديب دعبول مدير مكتب رئيس الجمهورية في منطقة دير عطية في ريف دمشق.
بدورهم، يتهم المعارضون النظام بقتل هذه القيادات والشخصيات الهامة لاتهام المعارضة بها، وهي التي لا تتردد في إعلان خطف أو تصفية أي شخص تشتبه بتعاونه مع النظام وخاصة في المجال الأمني.
آخر تطورات سوريا: الإتحاد الأوروبي يشدد عقوباته واستمرار الاشتباكات
دمشق، الوكالات: دعت فرنسا وبريطانيا والمانيا الاثنين الى زيادة المساعدات الانسانية التي يقدمها الاتحاد الاوروبي للاجئين السوريين الذين يتدفقون خصوصا الى الاردن ولبنان، كما ذكر وزراء خارجية هذه الدول الثلاث في بروكسل.
وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ “يتعين علينا الان ان نزيد مساعدتنا الانسانية للذين يفرون عبر الحدود” خصوصا الى الاردن. ودعا نظيره الفرنسي لوران فابيوس ايضا الى “مساعدة دول الجوار” مثل لبنان والاردن “المضطرة الى استقبال الكثير من اللاجئين”.
وفي بيان اصدرته المانيا على هامش اجتماع وزراء الخارجية الاوروبيين طالبت برلين بدورها بـ”تقديم المساعدة الانسانية الى اقسام من السكان لم يكن المجتمع الدولي قادرا على الوصول اليهم حتى الان”. واضاف البيان “بشكل اعم تتزايد الحاجة الى المساعدة الانسانية بصورة رهيبة وعلى المجتمع الدولي ان يكون مستعدا لتلبيتها الان”.
ميدانيا، تشاهد اعمدة دخان سوداء ترتفع صباح اليوم الاثنين فوق منطقة المزة في غرب دمشق، وذلك غداة يوم شهد عمليات عسكرية مكثفة في المنطقة، في وقت تستمر الاشتباكات عنيفة في مدينة حلب في شمال البلاد، بحسب ناشطين.
وقالت صحافية في وكالة فرانس برس لوكالة فرانس برس ان “اعمدة دخان سوداء ترتفع فوق المزة التي استمر فيها القصف واطلاق النار الكثيف حتى الواحدة من فجر اليوم”. وبدت حركة السير خفيفة جدا في كل انحاء دمشق هذا الصباح.
وكان الاعلام السوري الرسمي ذكر مساء الاحد ان القوات النظامية قامت ب”عملية نوعية وسريعة” في بساتين الرازي في منطقة المزة. وبث التلفزيون السوري صورا عن اقتحام البساتين ظهر فيها عدد كبير من الجنود يطلقون النار وهم يدخلون بين الاشجار. وقال احدهم للتلفزيون “جئنا الى منطقة المزة تلبية لنداء المواطنين لمكافحة الارهابيين الذين تم القضاء عليهم”.
واوردت وكالة الانباء السورية الرسمية الاثنين ان “القوات المسلحة اعادت الأمن والامان الى حي بساتين الرازي في منطقة المزة وطهرته من فلول المجموعات الارهابية المسلحة التي روعت الأهالي واعتدت عليهم وعلى مساكنهم وعاثت فسادا في اكثر من مكان بالحي”.
واظهر التلفزيون صور بطاقات لمن سماهم “ارهابيين” تشير الى انهم اردنيون ومصريون. وشهدت منطقة المزة اشتباكات عنيفة منذ الجمعة وحتى الاحد بين القوات النظامية ومجموعات مقاتلة معارضة. من جهة اخرى، افادت لجان التنسيق المحلية عن “انقطاع التيار الكهربائي عن كامل احياء وبلدات العاصمة وريفها منذ الصباح الباكر، مشيرة الى انقطاع كامل للتيار ايضا في مناطق درعا والسويداء (جنوب سوريا) وادلب (شمال غرب).
وذكرت لجان التنسيق المحلية ان “تعزيزات عسكرية ضخمة” وصلت بعد منتصف الليل الى محيط احياء الميدان ونهر عيشة والزاهرة الجديدة، مشيرة الى انها تتألف من 15 باصا امنيا واكثر من 50 عنصر مشاة. في هذا الوقت، تستمر “الاشتباكات العنيفة” بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في احياء من مدينة حلب.
وقال ناشطون ان الاشتباكات تتركز في حيي الصاخور ومساكن هنانو. وافادت الهيئة العامة للثورة السورية عن استئناف “القصف العنيف جدا” صباحا على مدينة تلبيسة في محافظة حمص (وسط)، مشيرة الى ان القوات النظامية تستخدم الطيران المروحي في القصف.
كما ذكرت ان القصف تجدد ايضا على أحياء جورة الشياح والقرابيص والقصور والخالدية والصفصافة وباب الدريب وباب هود والحميدية المحاصرة في مدينة حمص. وتحدثت لجان التنسيق عن قصف مماثل على مدينة الرستن في ريف حمص، تتزامن مع اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وجيش النظام في الجهة الجنوبية للمدينة. وتسببت اعمال العنف في مناطق مختلفة من سوريا الاحد بمقتل 123 شخصا هم 67 مدنيا و34 عنصرا من قوات النظام و22 مقاتلا معارضا.
هذا وقرر الاتحاد الاوروبي الاثنين تشديد عقوباته على دمشق وتدابير تطبيق الحظر على الاسلحة المفروض عليها سعيا لزيادة الضغط على نظام بشار الاسد، على ما افاد مصدر دبلوماسي وكالة فرانس برس.
واتفق وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في بداية اجتماع في بروكسل على اضافة 26 شخصا وثلاثة كيانات جديدة الى القائمة السوداء للاتحاد الاوروبي وتشديد الحظر على الاسلحة من خلال تعزيز عمليات المراقبة، بحسب ما اوضح المصدر.
وما زال يتعين على الوزراء ان يصادقوا رسميا على الاتفاق. وقال وزير خارجية لوكسمبورغ جان اسلبورن لدى وصوله الى الاجتماع “سنحظر على طيران سوريا الهبوط في اوروبا وسندرج اشخاصا جددا على قائمة العقوبات”.
وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون ان “ما يجري في سوريا امر فظيع وعلى الاتحاد الاوروبي مواصلة فرض عقوباته التي تشكل جزءا مهما من الضغوط” على دمشق. غير ان اسلبورن عارض تزويد المعارضة السورية بالاسلحة. وقال “اننا اعارض ذلك لانه سيطيل امد النزاع”.
وتابع “من غير الممكن القيام بتدخل عسكري (اجنبي) وهذا ما يعطي تفوقا لبشار الاسد لان في وسعه المضي في حملته، لكن آمل الا يدوم الامر طويلا”. من جهته، قال وزير الخارجية السويدي كارل بيلد ان “النظام سيسقط، لا نعرف متى لكن علينا ان نستعد لما بعد ذلك”.
واعلن الجيش السوري الحر الاحد بدء معركة “تحرير حلب” في شمال البلاد حيث تدور لليوم الثالث على التوالي اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والجيش الحر. وقال قائد المجلس العسكري للجيش السوري الحر في محافظة حلب العقيد عبد الجبار محمد العكيدي في بيان تلاه وتم توزيعه على شبكة الانترنت في شريط فيديو مسجل “في هذه الايام المباركة من عمر ثورتنا وبعد ان قطعنا شوطا كبيرا في كفاحنا من اجل حريتنا، يعلن المجلس العسكري لمحافظة حلب بدء عملية حلب الشهباء لتحرير حاضرة حلب من ايدي عصابة الاسد الملوثة بالجرائم المنكرة”.
واضاف العكيدي “نجح الجيش السوري الحر حتى اليوم في تحرير معظم المواقع الواقعة في ريف حلب واصبحت الطريق امامنا مفتوحة لتحرير مدينة حلب ومنها كل التراب السوري”. واكد ان الاوامر اعطيت الى “كل عناصر الجيش الحر بالزحف في اتجاه حلب الشهباء من كل الاتجاهات بهدف تحريرها ورفع علم الاستقلال فيها”، معلنا “النفير العام في كافة ارجاء المحافظة”.
وتابع “على كافة الكتائب المقاتلة في كافة انحاء حلب الالتحاق فورا بكافة عدتهم وعتادهم بركب سابقيهم من ابطال الجيش السوري الحر”.
وتعهد المسؤول العسكري المعارض بحماية المدنيين والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة، محذرا المقاتلين بانهم سيتعرضون “للمساءلة والمحاسبة والعقاب” في حال الاعتداء “على اي انسان مهما كانت طائفته او ملته او قوميته او دينه من دون وجه حق”.
كما طالب من المواطنين “التزام بيوتهم حتى تحرير المدينة”. ودعا عناصر الجيش السوري الى الالتحاق بالجيش السوري الحر او “التزام الحياد”. وتدور لليوم الثالث على التوالي معارك عنيفة في بعض احياء مدينة حلب في شمال سوريا. وذكر ناشطون ان المقاتلين المعارضين تمكنوا من السيطرة على بعض اجزاء احياء صلاح الدين ومساكن هنانو وسيف الدولة والصاخور.
وتنفذ القوات النظامية السورية هجمات مضادة الاحد على احياء في دمشق وحلب كان دخل اليها مقاتلون معارضون، ويترافق ذلك مع اشتباكات عنيفة بين الطرفين، بحسب المرصد وناشطين.
واعلنت السلطات السورية الاحد السيطرة على حي القابون و”تطهيره من فلول الارهابيين”، بعد اعلانها الجمعة السيطرة على حي الميدان القريب من وسط العاصمة اثر معارك ضارية. ومنذ الجمعة، تجري عمليات وعمليات مضادة في الاحياء الاخرى التي تشهد اشتباكات في العاصمة.
واوضح مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان القوات النظامية “تسيطر في الواقع على الشوارع الرئيسية في الاحياء التي دخلت اليها، بينما لا تزال هناك مواجهات في عدد من الحارات في هذه الاحياء”، مشيرا الى ان عددا كبيرا من المقاتلين المعارضين هم من ابناء هذه الحارات، وان “هناك عمليات كر وفر” مستمرة.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان ظهر الاحد ان “الدبابات والقوات النظامية السورية تحاصر منطقة بساتين الرازي في حي المزة (في غرب العاصمة) حيث قتل ثلاثة اشخاص وسقط عشرات الجرحى، ويتعذر وصول طاقم طبي اليهم ويخشى ان يفارقوا الحياة”.
وتوجه المرصد “بنداء عاجل الى الصليب والهلال الاحمر بالتدخل الفوري من اجل انقاذ حياتهم”. وكان المرصد افاد في وقت سابق عن انتشار مئات العناصر من القوات النظامية في منطقة المزة وبدء حملة مداهمات وسط اطلاق رصاص كثيف.
وذكر المرصد ان قوات النظام اقتحمت حي برزة في شمال شرق دمشق بعد معارك عنيفة استمرت ثلاثة ايام وقصف استخدمت فيه المروحيات. واوضح ان “القوات النظامية السورية اقتحمت مدعمة بدبابات وناقلات جند مدرعة حي برزة البلد وبدات الانتشار”، مشيرا الى استمرار القصف المتقطع عليها مع سماع اصوات اطلاق رصاص كثيف.
كما اورد معلومات “عن انسحاب مقاتلي الكتائب الثائرة المقاتلة من المنطقة”، و”حالة نزوح كبيرة للاهالي بسبب العمليات العسكرية”. وقال الناشط ابو عمر من دمشق في اتصال عبر سكايب مع وكالة فرانس برس ان “العائلات تحاول الفرار، لكن الامر صعب جدا بسبب عنف المعارك والحصار المفروض على الحي”.
كما افاد المرصد عن اشتباكات بين القوات النظامية والمجموعات المعارضة المسلحة في منطقة اللوان على المتحلق الجنوبي في حي كفر سوسة واخرى في حي ركن الدين في شمال العاصمة. وقال ابو عمر ان قوات النظام “القت هذا الصباح منشورات تطلب فيها من الناس مغادرة المنطقة”.
وذكر التلفزيون السوري الرسمي ان القوات السورية “طهرت حي القابون في دمشق من فلول المجموعات الارهابية المسلحة التي روعت قاطنيه وعاثت فيه خرابا”، وان هذه القوات “تمكنت من القضاء على عدد كبير من الارهابيين والقت القبض على عدد آخر وصادرت اسلحتهم”.
وتشهد دمشق ازمة خبز، ويقف الناس في طوابير طويلة امام المخابز لشراء الخبز. في هذا الوقت، تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في احياء سيف الدولة والجميلية والميرديان وقرب قسم شرطة الزبدية وفي محيط مبنى الهجرة والجوازات في مدينة حلب، بحسب المرصد.
وبدأت الاشتباكات الجمعة في حلب التي بقيت في منأى لوقت طويل عن الاضطرابات الجارية منذ اكثر من 16 شهرا. وقال ناشط قدم نفسه باسم كريم لوكالة فرانس برس في اتصال هاتفي ان “معارك عنيفة تدور منذ الفجر في حي صلاح الدين” الذي كان اعلن الجيش السوري الحر السبت انه دخل اليه. واشار الى ان الجيش الحر دخل ايضا الى اجزاء من احياء الصاخور ومساكن هنانو وسيف الدولة.
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان كذلك عن تعرض احياء عدة في مدينة دير الزور (شرق) لقصف من القوات النظامية تشارك فيه الطائرات الحوامة. وقتل مقاتل معارض بعد منتصف الليل في حي الحميدية في المدينة. كما قتل مواطن آخر في مدينة البوكمال التي تعرضت للقصف.
وذكر ان “احياء الخالدية والقرابيص وجورة الشياح في مدينة حمص (وسط) تعرضت للقصف من القوات النظامية”. ولا يمكن التأكد من هذه المعلومات ميدانيا، بسبب تردي الوضع الامني وصعوبة وصول الصحافيين الى اماكن القتال. وبلغ عدد القتلى الذين سقطوا في اعمال عنف في سوريا السبت 164 هم 86 مدنيا و49 جنديا و29 مقاتلا معارضا.
هسام هسام شاهدًا يُعيد دعم القرار الظني بأقواله
ريما زهار
بعد ظهور الشاهد هسام هسام في قضية اغتيال رفيق الحريري، من خلال شريط فيديو عبر اليو تيوب بعد اعتقاله من الجيش السوري الحر، كيف سيتم استثمار مواقف هذا الشاهد، وهل ستكون أقواله داعمة للقرار الظني؟.
بيروت: بث على موقع “يو تيوب” شريط فيديو يظهر مجموعة من “الجيش السوري الحر” مع الشاهد السوري في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي اثيرت حوله روايات كثيرة هسام هسام.
وعرفت المجموعة عن نفسها بأنها “كتائب عملية اقتحام دمشق” في حين عرّف هسام عن نفسه قائلاً: “انه الشاهد بقضية اغتيال رفيق الحريري”، مشيرًا الى انه “القي القبض عليه على اوتوستراد المزة”، وقال انه “يريد الوصول الى بيروت ويحمل مفاجآت كبيرة لا ينتظرها احد”.
وبدوره وجه رئيس المجموعة رسالة “للشيخ سعد الحريري بأنه سيرسل هدية له”. حول الموضوع يقول النائب خالد زهرمان ( تيار المستقبل) ل”إيلاف” ان شريط الفيديو الذي ظهر فيه الشاهد في قضية رفيق الحريري، يملك صدقية كافية للبت فيه، وهو ما شاهدناه على وسائل الاعلام، ويبدو هناك شبه بين من قال ان هذا هو الشاهد هسام هسام، وصوره السابقة، واتوقع ان يكون هناك على الارجح صدقية في الشريط الذي شهدناه.
ويضيف زهرمان:” هسام هسام في موضوع شهادته في المحكمة الدولية ومثوله امامها امر مهم جدًا، لاننا نعرف انه ادى شهادة في البداية انه مضطلع على عملية الاغتيال ويعرف تفاصيل الموضوع، ومن ثم نقد اقواله بالكامل عندما هرب الى الجانب السوري، وبرأيي عندما يخرج من ضغط النظام، وخصوصًا مع سقوطه، يمكنه ان يقول الكلام الصحيح، ويخبرنا اي رواية هي الأصح، وهذا يساعد في تثبيت اقوال المحكمة.
اما هل من الممكن ان يشكل الامر استغلالاً ماديًا من قبل المجموعة السورية مقابل مبلغًا ماديًا مقابل معلومات الشاهد هسام هسام؟ يجيب زهرمان:” هذا كلام لا صحة او دقة فيه، والجيش السوري الحر، رغم وجود بعض المجموعات التي “تفتح على حسابها” لم نعتد منه المساومة المادية.
كيف يمكن لرئيس الحكومة السابق سعد الحريري ان يستفيد من تلك الهدية التي وجهتها له تلك المجموعة؟ يجيب زهرمان، انها هدية ليست فقط لسعد الحريري بل ايضًا للعدالة والشعب اللبناني، وعندما نتحدث عن المحكمة الدولية نطالب بالعدالة، ليس للانتقام بل لانهاء حالة الاغتيال السياسي المجانية التي كانت تحصل في السابق، مجموعات كانت تقوم باعمال ارهابية من دون عقاب او حساب، واملنا اليوم بالمحكمة الدولية ان يتوقف الاغتيال السياسي المجاني الذي كان يحصل بالسابق.
والامر في النهاية يصب لمصلحة كل اللبنانيين، ان كان فريق 14 او 8 آذار/مارس.
ويضيف زهرمان:” لا نملك خلفية قانونية عن الموضوع وكيف تتم متابعة قضية هسام هسام قانونيًا، ولكن الاهم الا يسلم الى الحكومة اللبنانية لانها رهينة بيد النظام السوري، ويجب ان يسلم الى المحكمة الدولية وهذه الاخيرة تقوم بالاجراءات القانونية كافة، وفكرة تسليمه للحكومة اللبنانية سيعيدنا الى الموضوع ذاته.
ويتابع زهرمان:” المحكمة الدولية عندما اصدرت القرار الظني، كان لديها من الادلة ما يكفي، وموضوع الشهادات هي جزء من تلك الادلة، وكلام هسام هسام سيدعم المحكمة ولكنه لن يكون الحاسم الاول والاخير للموضوع في ما خص قرار المحكمة الدولية، لاننا نعرف المحكمة الدولية اعتمدت على اقوال بعض الشهود ولم نعرف من هم حتى الآن، واعتمدت ايضًا على امور تقنية ومنها موضوع داتا الاتصالات.
واشنطن تتخذ خطوات بعيدا عن الأضواء لإضعاف النظام السوري
أ. ف. ب.
أميركا تعمل على منع وصول الأسلحة من إيران إلى نظام الأسد
تجري الولايات المتحدة الأميركية محادثات وتبذل جهودا لإضعاف نظام الأسد، من خلال حمل العراق على إغلاق مجاله الجوي أمام الرحلات المتجهة من ايران الى سوريا، اضافة الى محاولات لمنع السفن التي يشتبه بانها تنقل شحنات من الاسلحة والنفط لسوريا من عبور قناة السويس.
واشنطن: تقوم الولايات المتحدة بمجهود سري، لكنه محدود، لتسريع سقوط الرئيس السوري بشار الأسد من دون استخدام القوة معبئة جواسيسها ودبلوماسييها لقطع شحنات السلاح والنفط من إيران ونقل معلومات إلى المعارضة.
وتركَّز المحور الرئيسي لهذا المجهود خلال العام الحالي، على دفع العراق إلى غلق مجاله الجوي بوجه حركة الطائرات من إيران إلى سوريا التي اكتشفت الاستخبارات الأميركية انها تنقل السلاح إلى قوات الأسد وليس زهورا مقطوفة كما تدعي وثائق هذه الرحلات. كما حاولت الولايات المتحدة منع السفن التي يُعتقد انها تنقل السلاح والوقود إلى سوريا من عبور قناة السويس ولكن محاولتها في هذا المجال أسفرت عن نتائج متناقضة.
وتشير الجهود التي تشارك فيها وكالة المخابرات المركزية ووزارتا الخارجية والخزانة والجيش من وراء الكواليس، إلى اضطلاع الولايات المتحدة بدور أوسع مما اعترفت به واشنطن سابقا في الحملة ضد الأسد. وتصاعدت هذه الجهود مؤخرا إثر تحسن العلاقات مع فصائل سورية معارضة وازدياد حاجة الأسد إلى الإمدادات.
ولكن منتقدين في إدارة أوباما ، يقولون إن الضغط الأميركي قد يصيب وقد يخطئ، وانه يأتي متأخرا بحيث لن يكون للولايات المتحدة نفوذ في مستقبل سوريا بعد الأسد. ويشكو كثير من قادة المعارضة السورية قائلين إن الولايات المتحدة لم تفعل ما فيه الكفاية وإن جهود حلفاء إقليميين مثل قطر والعربية السعودية وتركيا أشد فاعلية، لا سيما وأن هذه الجهود تشتمل في بعض الحالات على مد المعارضة بالسلاح.
واعترف مسؤولون أميركيون بالتحديدات المترتبة على امتناع إدارة أوباما عن الانخراط بدور أكبر في النزاع. وفي حين أن بعض الرحلات الجوية إلى سوريا أُوقفت، فان مسؤولين يقولون أنه من الصعب جمع معلومات في هذا الشأن وان بعض الحكومات قد لا تبدي تعاونا. وتمكنت بعض شحنات السلاح والوقود من التسلل والوصول إلى وجهتها.
ويؤكد قياديون في المعارضة السورية تكثيف الاتصالات مؤخرا مع مسؤولي وزارة الخارجية الأميركية ووكالة المخابرات المركزية، لا سيما في جنوب تركيا. ولكن قادة ميدانيين في المعارضة المسلحة، يرون أن الولايات المتحدة كانت تستطيع العمل في وقت أبكر لتنظيم حملة أحسن تنسيقا من أجل غلق الطرق الجوية والبحرية التي تمد قوات الأسد، بما في ذلك قناة السويس.
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن لؤي مقداد المنسق اللوجستي للجيش السوري الحر “ان الأميركيين يقولون لنا انهم سمحوا للاعبين الاقليميين بمساعدتنا ولكن إذا كانوا يعتقدون ان هذا انجاز… فعليهم أن يعرفوا ان هذا دعم ضعيف وقاصر”. وساق مقداد وقائدان عسكريان آخران من قادة المعارضة المسلحة أمثلة على طلبات لم تُستجب بما في ذلك صور اقمار اصطناعية وفتح غرفة عمليات.
وقال مسؤول استخباراتي أميركي رفيع، إن ادارة أوباما قررت مؤخرا تكثيف جهودها ضد النظام السوري. وأكد مسؤول أميركي كبير آخر لصحيفة وول ستريت جورنال “أن هناك مجهودا متجددا للتحرك بكل الطرق الممكنة” مشيرا إلى تصعيد المحاولات الرامية إلى منع شحنات معينة من المرور عبر قناة السويس.
ويعتبر المجهود الأميركي الذي تحدث عنه مسؤولون مطلعون على تفاصيلة لصحيفة وول ستريت جورنال، من الإجراءات القليلة الملموسة التي تتخذها الادارة لانهاء واحدة من اشد معارك الربيع العربي دموية. ويرى محللون أن المجهود الأميركي يعبر عن تحول أوسع في تعامل الولايات المتحدة مع البؤر الساخنة، بعيدا عن الحملات العسكرية الأرضية الواسعة، باتجاه عمليات سرية وتحركات دبلوماسية.
ويعتقد بعض مسؤولي الإدارة والمسؤولين العسكريين إنهم يضغطون على الأسد، فيما أبدى آخرون شكهم في جدوى هذه الاستراتيجية حتى أن أحدهم ذهب إلى تشبيهها بمحاولة قطع تدفق الماء في جدول بالوقوف وسط الجدول.
وقال رئيس لجنة الإستخبارات في مجلس النواب الأميركي من الحزب الجمهوري مايك روجرز، إن تحرك الإدارة أضعف بكثير من أن يكون له تأثير لأن هناك طرقاً عديدة لإيصال السلاح إلى النظام السوري بما فيها طرق التهريب عبر الأراضي اللبنانية.
وامتنع المتحدث بإسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض تومي فيتور عن التعليق على تحركات محدَّدة. وقال فيتور “من الواضح أن نظام الأسد يفقد السيطرة على سوريا” مشيرا إلى تفجير مبنى الأمن القومي في دمشق الأسبوع الماضي ومقتل عدد من أركان نظام الأسد.
وقال مسؤولون إن الولايات المتحدة تقدم معلومات عن التطورات في سوريا إلى الجيش التركي والجيش الأردني اللذين يعملان بصورة وثيقة مع الثوار السوريين، بحسب صحيفة وول ستريت جورنال ناقلة عن المسؤولين أن صور الأقمار الاصطناعية التابعة للجيش الأميركي، واجهزة استطلاع أخرى تتضمن تفاصيلا عن مواقع عسكرية سورية، يمكن أن تساعد الثوار السوريين على اختيار أهدافهم وكذلك رصد أسلحة النظام الكيمياوية.
من مشاهد القصف على مدينة حمص
واضاف المسؤولون ان وكالة المخابرات المركزية قدمت معلومات محدودة إلى فصائل معارضة واستخدمت مخبرين للعمل مع عناصر في المعارضة. ولكن الوكالة امتنعت عن التعليق.
وتوفَّر مثال على التحرك الأميركي السري وحدوده في وقت سابق من العام عندما سعت الولايات المتحدة إلى الضغط على العراق للحد من الرحلات الجوية بين إيران وسوريا عبر اجوائه. وكان هذا الممر الجوي فُتح بالكامل بعد انسحاب آخر جندي اميركي من العراق في اواخر كانون الأول/ديسمبر، بحسب مسؤولين في الادارة والجيش الأميركي.
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين اميركيين ان وكالة المخابرات المركزية تلقت في كانون الثاني/يناير معلومات مفصلة بأن إيران تستخدم شركة “ياس” الخاصة للشحن الجوي في نقل السلاح إلى سوريا عبر الأجواء العراقية.
وإذ لم تعد الطائرات الأميركية قادرة على التحليق في الأجواء العراقية لم يكن لدى الولايات المتحدة خيارات تُذكر سوى حث العراقيين على التحرك. وفي شكوى رسمية إلى بغداد طالبت الولايات المتحدة بانهاء هذه التحليقات، كما قال مسؤولون مطلعون على الاتصالات. وبحسب مسؤولي اميركي كبير فان الأميركين ابلغوا القادة العراقيين بأن عليهم وقف هذه الرحلات.
وقال مسؤولون اميركيون ان الشكوى الأميركية اقنعت العراقيين بالتحرك على ما يبدو منوهين بتوقف الرحلات الجوية. ولكن في اواخر كانون الثاني (يناير) واوائل شباط (فبراير) بدأت وكالة المخابرات المركزية ترصد رحلات جوية تقوم بها طائرات شحن سورية من طراز اي ان ـ 76 بين سوريا وإيران، في تكتيك جديد.
وبحسب المسؤولين الأميركيين إسوريا وإيران، حاولتا تمويه الرحلات التي تغادر إيران، أحيانا بوثائق تقول إن حمولة الطائرات تتكون من زهور ومعدات زراعية. وخلص محللو وكالة المخابرات المركزية إلى أن الوثائق مزورة ولفتوا إلى ضلوع الحرس الثوري الإيراني في هذه الرحلات ، كما قالت مصادر مطلعة.
وتنفي إيران إرسال أسلحة إلى سوريا فيما اعتبر متحدث باسم وزارة الخارجية السورية ان ما قيل عن شحنات سلاح إيرانية “لا اساس له”.
وفي سلسلة من المذكرات الأميركية قُدمت في شباط (فبراير) وآذار(مارس) حذر الدبلوماسيون الأميركيون حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي من أن تقاعسها عن التحرك ضد الرحلات الجوية يتعارض مع التزامات العراق بموجب قرارات مجلس الأمن الدولي.
ونفى القادة العراقيون في البداية، معلومات المخابرات الأميركية لكنهم قالوا انهم سيحققون في الأمر. وأرسل العراق وزير النقل هادي العامري إلى طهران، لبحث الرحلات الجوية. وقال الإيرانيون إن الطائرات لا تنقل اسلحة وقام العراقيون بنقل هذه الرسالة إلى مسؤولين اميركيين نظروا إلى الرسالة بعين الشك.
وفيما كان المسؤولون الأميركيون والعراقيون منغمرين في أخذ ورد حول القضية قامت عدة طائرات شحن سورية بالرحلة إلى إيران والعودة دون تدخل.
وحين شرع العراق يستعد لاستضافة القمة العربية في اواخر آذار (مارس) واغتنام المناسبة لتأكيد عودته إلى الصف العربي بعد الاحتلال الأميركي، أثار مسؤولون أميركيون إمكانية مواجهته بكشف معلومات عن الرحلات وما يسببه ذلك من إحراج له أمام الدول العربية التي تقف غالبيتها ضد الأسد.
ويبدو أن التحذير حقق الغرض منه وقال القادة العراقيون للولايات المتحدة إنهم سيقومون بتفتيش الطائرات المريبة. وقبل أسبوعين على انعقاد القمة توقفت رحلات طائرات الشحن السورية بصورة مفاجئة ، كما يقول مسؤولون اميركيون.
وأكد مسؤولون أميركيون أن محاولة منع الشحنات مستمرة وهي تشمل التركيز مجددا على حركة النقل البحري عن طريق قناة السويس.
وتعود سفينة تنتظر الآن السماح لها بالمرور إلى شركة فرعية تابعة لخطوط الشحن البحرية للجمهورية الاسلامية، بحسب مسؤولين أميركيين. وكانت السفينة التي تُدعى “أمين” عبرت قناة السويس من قبل، الأمر الذي أثار غضب الولايات المتحدة، وأبحرت الشهر الماضي إلى ميناء بانياس السوري حيث يُعتقد أنها فرغت حمولة من البنزين للنظام السوري واخذت نفطا خاما سوريا إلى إيران. وطلبت السفينة الآن موافقة السلطات المصرية على عبور قناة السويس في طريق العودة إلى إيران.
وقال مسؤولون أميركيون يرصدون الشحنة إن الشركة التابعة لخطوط الشحن البحرية للجمهورية الإسلامية عمدت مرارا إلى تغيير علم السفينة للاستمرار في العمل رغم العقوبات الأميركية والاوروبية.
ويجري مسؤولون أميركيون مفاوضات مع الحكومة المصرية في محاولة لمنع عودة السفينة “امين” قائلين انها ليست مسجلة بطريقة صحيحة وليس لها تأمين معترف به دوليا.
لهذه الاسباب انشق مناف طلاس
وكالات
اعطى انشقاق مناف طلاس عن النظام السوري زخماً للثورة وأضعف من موقف بشار الأسد، لكن استمرار صمته يثير الكثير من اللغط، كما أن اسباب انشقاقه لا تزال غير واضحة، لكن مصدر مقرب من عائلة طلاس كشف أن مناف لم يعجبه اسلوب النظام في التعامل مع الثورة وان علاقته توترت مع الأسد في الشهور الأخيرة مما استدعاه إلى الانشقاق.
دمشق: قال البروفسور فولكر بيرثيس مدير المعهد الالماني للشؤون الدولية والامنية في برلين “انه (الأسد) على الارجح مصدوم ويشعر انه محشور في الزاوية بعد خسارته مناف طلاس صديقه المقرب الذي انشق.. ثم الاربعاء بعد مقتل ثلاثة مسؤولين امنين على اعلى المستويات”.
وبحسب مصدر مقرب من عائلة طلاس تحدث لوكالة الانباء التركية “الاناضول” فان مناف طلاس الذي يمثل تيار الحمائم في النظام” حاول نصح صديقه الأسد منذ بداية الثورة باللجوء إلى الحوار واستيعاب الموقف بالسياسة والحنكة، والأسد كان يصغي له بارتياح ولكنه انحاز في النهاية إلى الرأي المتشدد الذي تتزعمه أنيسة والدة الرئيس بشار وباقي أخوته “
وبحسب تسريبات إعلامية سابقة فإن عائلة الأسد حسمت أمرها منذ البداية باتجاه قمع الثورة، محاولين سلوك طريقة حافظ الأسد في حماة حين قضى على وجود الأخوان المسلمين نهائياً.
وتابع المصدر”أوكل الأسد للعميد مناف بعض القضايا الأمنية، وعندما توصل إلى تسوية مع ممثلين عن دوما بعد عناء طويل، فوجئ لاحقا أن جناح الصقور في النظام زجوا محاوريه في السجن بحجة أنهم مطلوبين أمنياً”.
من جهته اعتبر مناف ذلك إساءة كبيرة لمكانته فقرر اعتزال أي وساطة واعتكف عن ممارسة عمله دون أن يقطع علاقته بالأسد،بحسب المصدر.
وأضاف أن حصارالأسد لمدينة الرستن مسقط رأس عائلة طلاس دقت آخر مسمار في نعش علاقة الثنائي، حينها أوضح مناف أن اقتحام المدينة خطأ قاتل وإساءة شخصية له ولوالده،وكعادة الأسد فإنه يتراجع عن وعوده بعد سماع نصائح أفراد عائلته ، فقد تجاوز رجاء مناف وأقدم على تدمير الرستن بشكل قاس،على حد رأي المصدر.
وأشار الى أن مناف كان يخضع لضغط كبير من قبل عائلته وأقاربه المقيمين من الرستن فهم طالبوه بالانشقاق عن النظام مرارا.
وفي بيان سلم الى وكالة فرانس برس مؤخراً اعلن العميد المنشق مناف طلاس الذي كان مقربا من الرئيس السوري بشار الاسد انه موجود في باريس ودعا الى انتقال للسلطة في بلاده.
واعتبر طلاس في هذا البيان الصحافي الاول له منذ اعلان انشقاقه في السادس من تموز/يوليو “ان المسؤولية الكبرى” في الازمة السورية الحالية “تقع على عاتق السلطة التي كان من واجبها صون الوطن وحماية الشعب باحتضان معاناته، ضمن سياسة عقلانية، توافقية، بناءة تمتد الى جذور المشاكل، لا بمواجهته بعنف لم نشهده من قبل مهما كانت الاسباب”.
يذكر أن العميد مناف طلاس حصل على بكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة دمشق واختار دخول سلك الجيش باتفاق بين كل من الرئيس حافظ الأسد ومصطفى طلاس بحيث يكون مناف داعما لباسل الأسد النجل الأكبر لحافظ الأسد.
تصاعد الغضب في مخيمات اللاجئين السوريين في تركيا
أ. ف. ب.
كيليس: تصاعدت مشاعر الغضب الاحد في مخيمات اللاجئين السوريين في تركيا التي تشهد تظاهرات وصدامات، في الوقت الذي سيطر فيه المعارضون السوريون المسلحون على معابر رئيسية على الحدود السورية التركية.
وفي مخيم اونجوبينار (اقليم كيليس، جنوب) امام معبر السلامة السوري الذي سقط الاحد بأيدي المعارضة المسلحة استخدم الجيش التركي القنابل المسيلة للدموع والهراوات ضد متظاهرين سوريين كانوا يرشقونهم بالحجارة احتجاجًا على ظروف المعيشة الصعبة في المخيم.
ويقول شاب سوري امام المخيم، وهو عبارة عن مجمع من المباني سابقة التجهيز يضم 15 الف لاجىء ولا توجد فيه شجرة واحدة يستظل بها من اشعة الشمس الحارقة، “لم نحصل على أي غذاء منذ ثلاثة ايام”.
معاناة اللاجئين السوريين تتواصل
وتصرخ امرأة سورية تحمل رضيعها بين ذراعيها قائلة: “اقتلونا! هيا تخلصوا منا!” وذلك في الوقت الذي كانت تمر فيه امام المخيم عشرات من سيارات الشرطة والدرك التركيين.
ويؤكد بعض سكان المخيم أن اثنين من المتظاهرين قتلا خلال الصدامات الا أن مسؤولاً تركيًا اشار الى عدم ورود أي تأكيد على مقتل أو اصابة احد، معترفًا في الوقت نفسه بأن “هذه الصدامات كانت من اعنف الصدامات في الاشهر الاخيرة”.
ويقول صبري الحلاق “ليست لدينا نقود للعيش هنا. إنهم يبيعون لنا رغيف الخبز الواحد مقابل ليرة تركية” (0,45 يورو أو 0,55 دولار). ويؤكد هذا اللاجئ “الجميع هنا سيموتون جوعًا، لقد هربنا من الاسد لكننا نلقى نفس المعاملة هنا”.
ورفض مسؤولون اتراك، ردًا على اسئلة لفرانس برس، التعليق على هذه الاتهامات مشيرين فقط الى أن تركيا انفقت بالفعل 200 مليون دولار لدعم احتياجات اللاجئين.
وشهد مخيم اصلاحية في اقليم غازي عنتاب الذي يبعد نحو 90 كلم غربًا عن مخيم اونجوبينار تظاهرة مشابهة اصيب خلالها سبعة اشخاص بجروح طفيفة، كما ذكرت وكالة انباء الاناضول.
وتستقبل تركيا اكثر من 40 الف لاجىء سوري في عشرة مخيمات على طول الحدود السورية. وكثيرًا ما تشهد هذه المخيمات تظاهرات غاضبة بسبب نقص الغذاء وسوء حالة المباني أو موقف المسؤولين المحليين الاتراك.
يعيش الآلاف في مخيمات اللجوء في تركيا
وفي مطلع تموز/يوليو قتل زوجان سوريان في حريق نجم عن ماس كهربائي في مخيم يايلاداغي (اقليم هاتاي) جنوب غرب اونجوبينار.
وفي كانون الاول/ديسمبر تسبب ترحيل اثنين من اللاجئين الى سوريا في توترات حيث قام السوريون بمنع الوصول لبعض الوقت الى معبر حدودي في جيلفيغوزو في اقليم هاتاي.
ويقول احمد عباس المقيم في مخيم اونجوبينار وهو يشخص ببصره الى الحدود “ليست لدينا مياه. ويعطوننا بطاقات شراء لكننا في حاجة الى النقود وفي حاجة لاسلحة نعطيها لمقاتلينا”.
ومنذ الثلاثاء سيطر المعارضون المسلحون على ثلاثة من المعابر الحدودية السبعة على الحدود بين البلدين ومنها المعبران الرئيسيان، باب الهوى والسلامة.
وبعد تظاهرة اونجوبينار استقل العديد من اللاجئين سياراتهم لمغادرة تركيا والعودة الى سوريا، كما افاد مراسل لفرانس برس.
الدول العربية تطرح على الاسد خروجًا آمناً مقابل التنحي السريع
أ. ف. ب.
اكد رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني فجر الاثنين على هامش اجتماع استثنائي للمجلس الوزاري العربي في الدوحة أن الدول العربية ستدعو المعارضة السورية والجيش السوري الحر الى تشكيل حكومة انتقالية.
وقال الشيخ حمد للصحافيين إن المجتمعين اتفقوا على “دعوة المعارضة والجيش الحر لعمل حكومة وحدة وطنية”، مشيرًا الى أنها ” المرة الاولى التي نتحدث فيها عن هذا في الجامعة العربية”.
كما اكد المسؤول القطري أن الدول العربية ستطلب للمرة الاولى من المعارضة السورية والجيش الحر تشكيل حكومة انتقالية.
وقال الشيخ حمد بن جاسم للصحافيين: “هناك توافق على تنحي الرئيس السوري مقابل خروج آمن … ما طلب اليوم هو التنحي السريع مقابل الخروج الآمن من السلطة”.
اجتماع للجامعة العربية- ارشيف
واضاف أن المجتمعين اتفقوا على “دعوة المعارضة والجيش الحر لعمل حكومة وحدة وطنية”، مشيرًا الى انها “المرة الاولى التي نتحدث فيها عن هذا في الجامعة العربية”.
الى ذلك، اشار الشيخ حمد الى أن الاجتماع الوزاري اقر مبلغ مئة مليون دولار للاجئين السوريين، من خلال الجامعة العربية.
وكرر دعوة الرئيس السوري لاتخاذ “خطوة شجاعة” بحيث “ينقذ بلده وشعبه ويوقف هذا الدم بشكل منظم”.
واعتبر أن الرئيس السوري “يستطيع أن يوقف التدمير والقتل بخطوة شجاعة، هي خطوة شجاعة وليست هروبًا”.
ولفت المسؤول القطري الى أن دولة عربية واحدة لم يسمها تعترض على هذا الطرح العربي للاسد.
واستضافت الدوحة مساء الاحد اجتماعًا للجنة الوزارية العربية المعنية بالازمة السورية برئاسة الشيخ حمد تلاه اجتماع موسع لمجلس وزراء الخارجية العرب.
الى ذلك، كرر المسؤول القطري الدعوة الى تطوير مهمة المبعوث الدولي العربي كوفي انان للازمة السورية لتصبح متمحورة حول ادارة عملية انتقال السلطة.
قال في هذا السياق إن “مبادرة كوفي انان لم تطبق ويجب أن نطور مهمة كوفي انان التي يجب ان تكون الآن في ترتيب الانتقال السلمي للسلطة”.
وتواصلت العمليات العسكرية الاحد في مناطق سورية عدة خصوصًا في مدينتي دمشق وحلب بين القوات النظامية التي تستخدم كل انواع الاسلحة وبين المقاتلين المعارضين الذين يحاولون احراز تقدم على الارض.
وفي حصيلة شملت اسبوعًا من المعارك النادرة العنف قتل 1261 شخصًا في سوريا منذ مساء الاحد الماضي، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.
ايران وحماس وحزب لله: هل بدأت علامات التخلي عن سوريا؟
لميس فرحات
تذهب تقارير الى الجزم بأنّ سقوط نظام الأسد سوف يؤدي إلى وضع حد لأهم وآخر موضع قدم لإيران في العالم العربي، ومنفذها على البحر الأبيض المتوسط.
دمشق: انتهى الحديث عن الربيع العربي باعتباره “هبة من الله”، فحتى إيران بدأت تشعر بالقلق هي الأخرى من العواقب التي يسببها انهيار نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا، الذي ظل من أذرع طهران في المنطقة لفترة طويلة.
واعتبرت صحيفة الـ “نيويورك تايمز” أن سقوط نظام الأسد سوف يؤدي إلى وضع حد لأهم وآخر موضع قدم لإيران في العالم العربي، ومنفذها على البحر الأبيض المتوسط.
هذا السيناريو سوف يؤدي إلى تحقيق هدف التصدي للنفوذ الإيراني في المنطقة، وفك التحالف الذي دام لعقود بين طهران ودمشق، كما أنه سيقوض دور إيران كدولة راعية للثوار في الشرق الأوسط، وهو هدف تسعى الى تحقيقه الدول العربية المعتدلة والولايات المتحدة منذ مدة طويلة.
وقد ألقت حركة حماس، التي تعتمد على سوريا وإيران منذ فترة طويلة، بثقلها خلف السوريين في الشوارع سعياً إلى إسقاط نظام الأسد.
نفوذ إيران سيتقلّص في حالة انهيار النظام السوري
لكن ما هو أسوأ قد يحدث من وجهة نظر طهران، فحزب الله، الذي يعد آخر حليف ثوري لإيران وسوريا ويتمتع بنفوذ كبير في لبنان، سوف يخسر واحدة من أهم الجهات التي تزوده بالسلاح والمال، وقد يتداعى التوازن الطائفي الهش في لبنان، مما يزيد من خطر نشوب حرب أهلية أخرى.
وفي رد سريع على أسوأ يوم للنظام السوري حتى هذه اللحظة، أكد حزب الله يوم الأربعاء في أقوى تصريح له عدم تخليه عن الأسد. وقدم حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، في خطاب متلفز مساء الأربعاء، التعازي لمقتل ثلاثة من كبار المسؤولين السوريين في بداية ذلك اليوم.
“المسؤولون السوريون الذين قتلوا في دمشق شهداء ورفاق سلاح في طريق مواجهة العدو الإسرائيلي، ونحن على ثقة من أن الجيش العربي السوري، الذي تحمل ما لا يطاق لديه من القدرة والقوة والعزم والثبات ما يمكنه من الاستمرار، ولديه من القيادات الكثير مما يمكنه من أن يسقط كل آمال الأعداء”، قال نصرالله.
وأضاف أن الأسد ونظامه كان له الفضل في النصر الذي حققه حزب الله في حربه ضد إسرائيل عام 2006 في لبنان (حرب تموز)، وفي إنقاذ غزة خلال الغزو الإسرائيلي للقطاع عام 2009.
وقال: “إن أهم الأسلحة والصواريخ التي قاتل بها حزب الله إسرائيل عام 2006 مصدرها سوريا ومن الصناعة العسكرية السورية. ولا يقتصر ذلك على لبنان فحسب، بل يشمل غزة أيضاً”، متسائلاً: “هذه الصواريخ، هل أوصلتها السعودية أو مصر إلى غزة؟ لا، انها صواريخ من سوريا”.
ونقلت الصحيفة عن واز جرجس، مدير مركز الشرق الأوسط في كلية لندن للاقتصاد، قوله إن خطاب نصرالله كان قوياً مفاجئاً، مشيراً إلى أن «نصر الله أوضح وجود صلة مثل الحبل السري بين النظام السوري وحزب الله، وأن هذا الحبل وجودي، فهم كما قال رفاق سلاح”.
لطالما كانت إيران مخلصة في دعمها لسوريا، فهي لا تزال تزود الأسد بالدعم الاقتصادي والشعبي، وربما العسكري أيضاً. لكن يقلق البعض في إيران من الموقف المحرج الذي يوضع فيه كل من يدعم الأسد في مواجهة ما يبدو ثورة شعبية واسعة النطاق.
وقال ما شاء الله شمس الواعظين، محلل لشؤون الشرق الأوسط مقيم في طهران: “نحن ندعم بعض الثورات ونتجاهل البعض الآخر. لم تعد الشعوب العربية تصدقنا، فنحن نظهر كخصوم مناوئين نسير وفقاً لأجندتنا السياسية الخاصة”، مشيراً الى أن الثورة الإسلامية التي اندلعت عام 1979 كانت تعتبر مثالاً يحتذى به في المنطقة، لكن الثوار في العالم العربي يتطلعون الآن إلى مصر وتجربتها الديمقراطية في مجتمع إسلامي.
وأضاف شمس الواعظين: “بدلاً من اكتسابنا لنفوذ، نشهد الآن صعود دول قوية جديدة يمكن أن تمثل تحديًا لنا في المستقبل.
وبدأت قيادات حركة حماس، التي تمتعت بمنفى آمن في دمشق ودعم عسكري من إيران، منذ شباط/فبراير الماضي، بالتوجه إلى قطر وملاجئ أخرى، معلنةً عن دعمها للثوار السوريين.
وفي الوقت الذي تتعثر فيه إيران بسبب ما تواجهه من أضرار اقتصادية جراء العقوبات الغربية، أثبتت كل من قطر والسعودية أنهما حليفتان أكثر نفعاً وامتلاكاً للقدرة المالية.
“حاول نصر الله بخطابه أن يجعل الأمر يبدو وكأن شيئًا لم يحدث، وكأن ثورات الربيع العربي لم تقم”، يقول سامي نادر، محلل وأستاذ العلاقات الدولية في جامعة سانت جوزيف في بيروت.
وأضاف: “يعد هذا أهم تحول في تاريخ العالم العربي، ويثبت عدم وجود أي تعارض بين الإسلام والديمقراطية”.
أما سركيس نعوم، كاتب عامود في صحيفة “النهار”، فاعتبر أن “الخطاب كان بمثابة اعتراف باعتماد حزب الله الكامل على بقاء نظام الأسد. إنه يخبرهم بأنه لن يتخلى عن الأسد، وأنه بحماية الأسد يحمي حزب الله ونفسه ومجتمعه، وأيضاً المصالح السورية والإيرانية”.
وقال نعوم إنه يشعر بالقلق مما يمكن أن يحدث في لبنان في حال انهيار نظام الأسد أو تزايد وتيرة الحرب الطائفية.
وقد شهد شمال لبنان بالفعل مواجهات بين علويين وسنة، وامتنع حزب الله عن القيام بأي فعل يهدد بنشوب صراع، لكن نعوم يعتقد بأن ذلك قد يتغيّر، مشيراً الى أنه “إذا شعر حزب الله بأن الفوضى في سوريا أو حتى انهيار نظام الأسد يمثل له تهديداً، سوف يتخذ موقفاً داخل لبنان على الأقل بشل حركة الذين يتعاونون مع الثوار، خصوصاً في الشمال”.
وأضاف: “حزب الله خاسر في الحالتين، سواء ظل في الجانب الذي ينظر إليه أكثر العرب على أنه الجانب الخاطئ من التاريخ، أو تخلى عن حليفٍ يربطه بباقي العالم الشيعي، ووجد نفسه منعزلاً”.
ونقلت الـ “نيويورك تايمز” عن شمس الواعظين قوله: “لقد كنا نحظى بشعبية منذ بضع سنوات، لكن قراراتنا الأخلاقية سببت أزمة لنا. لقد كنا نأمل أن تدير المنطقة ظهرها للولايات المتحدة، لكن ينبغي حالياً أن نحرص على ألا تدير ظهرها لنا”.
معارك حاسمة في حلب ودمشق.. وواشنطن: نضع خططا لعمل خارج مجلس الأمن
الجيش التركي ينشر صواريخ على الحدود.. والأسد يأمر بتسليح «العمال الكردستاني» * قطر تدعو إلى تغيير مهمة أنان لتتركز حول انتقال السلطة
بيروت: يوسف دياب ونذير رضا واشنطن: محمد علي صالح أربيل: شيرزاد شيخاني
أكدت مصادر المعارضة السورية امس، ان معارك طاحنة وحاسمة تدور بين قوات الجيش الحر المعارض والجيش النظامي، للسيطرة على مدينتي دمشق وحلب. واكدت المصادر ان الجيش النظامي وجد مقاومة كبيرة، في محاولته لاستعادة بعض احياء دمشق الواقعة تحت سيطرة قوات المعارضة، مستخدما الاسلحة الثقيلة والطيران.
وأعلن المجلس العسكري التابع للجيش السوري الحر في مدينة حلب, النفير العام لتحرير المدينة، حيث تشن قواته معارك عنيفة خاصة امام مبنى المخابرات الرئيسي. وأعلن الجيش الحر أمس سيطرته على معبر باب السلام الحدودي مع تركيا، وهو الثالث بين البلدين، فيما استعاد الجيش النظامي السوري سيطرته على معبر اليعربية على الحدود العراقية. وتجيء هذه التطورات في وقت أكد فيه مصدر قيادي كردي سوري أن التنسيقيات الكردية بدأت تحركاتها لإعلان تحرير مدينة القامشلي (العاصمة الإدارية والسياسية للمنطقة الكردية داخل سوريا).
بينما أكد مصدر في الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط»، أن خططا توضع بالفعل للعمل خارج مجلس الأمن، بعد أن استعملت روسيا والصين الفيتو للمرة الثالثة دفاعا عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وعززت تركيا أمس قواتها المنتشرة على الحدود مع سوريا عبر إرسال بطاريات صواريخ أرض – جو وناقلات جند إلى جنوب شرقي البلاد، بحسب ما نقلته وكالة «الأناضول» التركية للأنباء، بينما أشارت تقارير إخبارية إلى أن الرئيس السوري, أصدر أوامر بتزويد حزب العمال الكردستاني التركي المحظور (بي كيه كيه) بالأسلحة والإمدادات.
من جهة ثانية, دعت قطر إلى تغيير مهمة المبعوث الدولي كوفي أنان لتتركز حول انتقال السلطة في سوريا, حسب ما جاء في كلمة الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، رئيس الوزراء القطري، في افتتاح اجتماع اللجنة الوزارية العربية في الدوحة امس.
قتل قادة النظام السوري يغير الاستراتيجية الأميركية حيال الأسد
مصدر في الخارجية لـ «الشرق الأوسط»: سنعمل خارج مجلس الأمن.. وخبراء: «الفيتو» أنهى خطة أنان
واشنطن: محمد علي صالح
رغم انتقادات من موسكو لتصريحات سوزان رايس، السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، بأن الولايات المتحدة سوف تعمل «خارج مجلس الأمن» – قال مصدر في الخارجية الأميركية إن خططا توضع، بالفعل، للعمل خارج مجلس الأمن، بعد أن استعملت روسيا والصين الفيتو للمرة الثالثة دفاعا عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال المصدر إن الولايات المتحدة تتشاور مع دول «الناتو»، ومع دول عربية ودول أخرى، وإن تقديم مساعدات مكثفة للمعارضة السورية واحد من هذه السيناريوهات.
وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط»: «تصريحات سوزان رايس عن العمل خارج مجلس الأمن لم تأت من فراغ»، موضحا أن واحدا من العوامل الجديدة هو انتقال القتال إلى دمشق، وإلى قلب نظام الأسد. وأضاف: «اغتيال وزير الدفاع السوري ومسؤولين كبار في نظام الرئيس الأسد، بما فيهم صهر الأسد، كان مفاجأة.. ليس فقط في سوريا، ولكن هنا في واشنطن أيضا. وهو، طبعا، جعلنا نعيد النظر في سيناريوهاتنا. نحن الآن أكثر رغبة في دعم مكثف للمعارضة السورية».
واستبعد المصدر تدخلا عسكريا أميركيا مباشرا «في هذه السنة الانتخابية»، واستبعد أيضا تدخلا من حلف الناتو، على غرار التدخل من دون قرار من مجلس الأمن في تسعينات القرن الماضي في يوغوسلافيا لحماية المسلمين هناك. وقال: «ربما سنعود إلى سيناريو المناطق الآمنة في شمال وجنوب سوريا، مع حدود تركيا، ومع حدود الأردن. ربما سنعود إلى حظر الطيران انطلاقا من مطارات في الدولتين».
وأفاد المصدر بأن تدفق اللاجئين السوريين بأعداد كبيرة إلى تركيا والأردن ولبنان «صار عاملا جديدا في سيناريوهاتنا». وأضاف: «ليس سرا خوفنا من هزيمة المعارضة السورية، رغم النجاحات الكبيرة التي حققتها مؤخرا. ليس سرا أن جيش الأسد يقدر على ضرب المعارضة ضربات قاتلة. هذا واحد من أكبر الجيوش في المنطقة، ليس ذلك فحسب، بل هو جيش مسيس. ظل لنصف قرن تقريبا يحمي النظام ولا يحمي الوطن. يجب ألا نخدع أنفسنا، يجب أن نكون واقعيين»، ولكنه تابع: «لكننا، طبعا، نأمل أن تنتصر المعارضة، وربما سنسمع مفاجأة أخرى (مثل مفاجأة مبنى الأمن الوطني في دمشق)».
وأشار المصدر إلى أن الاستراتيجية الأميركية الجديدة انعكست في عبارة «العمل خارج مجلس الأمن» التي استعملتها سوزان رايس الأسبوع الماضي، يوم استعمل الروس والصينيون الفيتو. وكانت رايس قالت: «هذه هي المرة الثالثة التي عرقلت فيها روسيا والصين إنهاء المذابح في سوريا.. في المرتين السابقتين عرقلتا جهود مجلس الأمن. وهذه المرة، رفضتا طلبنا للجانبين بوقف العنف. وكان هذا هو طلبهما منذ البداية». وأضافت: «مرة أخرى، نفقد فرصة مهمة للعمل معنا. نحن وشعب سوريا لا نقدر على أن نفقد فرصا أخرى.. لا يكفى الولايات المتحدة الاعتماد على مراقبين لا حول لهم ولا قوة. سوف نعمل خارج مجلس الأمن، لأن مجلس الأمن فشل فشلا ذريعا.. ونأمل أن روسيا والصين، يوما ما، سوف تقفان إلى جانب الشعب السوري».
وكان إدوارد فينتريل، المتحدث باسم الخارجية الأميركية، علق على عبارة «خارج مجلس الأمن» بقوله: «طبعا، نحن لسنا سعداء بنتائج التصويت هناك. وطبعا، نحن نركز على استراتيجية أمننا الوطني». وأضاف: «واضح أن الأمم المتحدة جزء (واحد) من استراتيجيتنا الكبيرة، نحن نعمل مع أكثر من مائة دولة في مجموعة (أصدقاء سوريا). ونحن نعمل مع جامعة الدول العربية، ولدينا الكثير من الشركاء الذين سوف يواصلون العمل معنا خارج إطار مجلس الأمن». ومن دون أن يعطي تفاصيل، قال فينتريل: «نتابع تنفيذ أهدافنا للانتقال السياسي في سوريا، وهو حقا هدف المعارضة داخل سوريا، وهدف الشعب السوري الذي يتطلع إلى مستقبل مشرق».
وفي إجابة عن سؤال، في المؤتمر الصحافي اليومي، حول إذا ما كان قرار «العمل خارج مجلس الأمن» سببه هو «فشل كوفي أنان»، قال فينتريل: «كنا نفضل العمل وفق قرار جديد من مجلس الأمن يركز على الفصل السابع كجزء من استراتيجيتنا الشاملة. لكننا، رغم فشلنا هنا، سنواصل العمل مع المبعوث الخاص.. في نفس الوقت، نحن نعمل بنشاط كبير للتأكد من أننا مستعدون لكل السيناريوهات المحتملة. نحن هنا في وزارة الخارجية، وفي الوزارات والمصالح الحكومية الأخرى، نراقب الوضع من كثب، ونرى أن العنف يستمر ويزيد. نحن نخطط للخطوة القادمة تخطيطا حذرا جدا». وتابع فينتريل أن جزءا من الخطط الأميركية هو التعاون مع المعارضة، عند سقوط نظام الأسد، لتشكيل حكومة جديدة، ولعبور المرحلة الانتقالية نحو نظام ديمقراطي، وانتخابات حرة ونزيهة.
وفي إجابة عن سؤال عن «الاستغناء عن مجلس الأمن»، قال فينتريل: «نحن نملك استراتيجية أكبر (من مجلس الأمن). ظل دائما هذا هو حالنا».
وحول إذا ما كان قتل وزير الدفاع وقادة كبار في النظام السوري هو سبب «قرار العمل خارج مجلس الأمن»، قال فينتريل: «واضح أنه حادث مهم. ونحن ظللنا نكرر لبعض الوقت أن نظام الأسد لن يدوم، والحادث يوضح أن الأسد لم يعد يسيطر على الوضع». وأضاف: «نحن نفضل الحل السلمي، لكن عندنا خيارات كثيرة».
وفي سياق ذي صلة، قال خبراء إن استخدام روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ثلاث مرات في مجلس الأمن الدولي جعل القوى الكبرى مستعدة لدفن خطة أنان وفتح المجال أمام الرئيس بشار الأسد والمعارضة السورية للقتال حتى الموت على الأرض.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون السبت أنه ما زال هو وموفد الجامعة العربية والمنظمة الدولية كوفي أنان يبحثان عن طرق لإنهاء النزاع، وقال بان «ما زلنا ندفع باتجاه حل سلمي».. إلا أن القتال مستمر.
ويرى خبراء عدة أن الأمر في المعركة الحالية حول سوريا، يعود إلى الحملة على ليبيا العام الماضي، التي تؤكد روسيا والصين أنهما خدعتا من قبل الدول الغربية بموافقتهما على قرار للأمم المتحدة. وقال ماتس بيردال، أستاذ الأمن والتنمية في قسم الدراسات الحربية في معهد كينغز كوليدج في لندن، إن «روسيا والصين تشعران بأن العقوبات كانت حجة لتغيير النظام، وهما محقتان إلى حد ما». وأضاف لوكالة الصحافة الفرنسية أنهما «لن تتنازلا قيد أنملة في هذه القضية، وهذا يجعل الأمر بالغ الصعوبة».
في المقابل، قال ريتشارد هاس، رئيس مجلس العلاقات الخارجية الذي يتخذ من واشنطن مقرا له، إنها «ليست خسارة كبيرة»، بما أن الخطة لم تكن تتمتع بأي فرصة لقبولها. وأضاف «من الأفضل إنهاء هذا الجهد وبدء جهد جديد مهمته تأمين مخرج للنظام السوري الحالي».
من جهته، رأى ريتشارد غوان، نائب مدير مركز التعاون الدولي في جامعة نيويورك، أن «مزيجا من الكذب والتعنت وعدم الكفاءة أدى إلى كارثة». وأضاف أن «التطورات في دمشق ونيويورك تجعل من الواضح أن نتيجة الحرب الأهلية ستتقرر على أرض المعركة أكثر منها في مجلس الأمن الدولي».
وتابع غوان لوكالة الصحافة الفرنسية أن أنان «بذل جهودا شاقة ليعزز موقفه، وأكد مرارا انفتاحه على الأسد والروس وأصدقاء سوريا في إيران». وأضاف أن «اقترابه من إيران أثار غضب المسؤولين الأميركيين»، مشيرا إلى أن الموفد الخاص «يستحق الثناء لمواصلته جهوده من أجل إيجاد حل سياسي غير منحاز في مواجهة مهمة مستحيلة». وتابع «سيكون مفهوما – وربما من الحكمة – أن ينسحب بعد أحداث الأسبوع الحالي».
وقال بيردال إن مشاكل أنان لا يمكن تجنبها «مع المأزق الذي وصل إليه مجلس الأمن الدولي والروس، المصممين على عدم الموافقة إطلاقا على ممارسة أي نوع من الضغوط»، مضيفا «لقد قدم (أنان) أفضل ما لديه في وضع بالغ الصعوبة».
وأكد الخبير نفسه في كينغز كوليدج أن «البعض يعتقدون أنه ذهب بعيدا جدا مع النظام، لكنه رأى ذلك دائما خطوة أولى للدفع بالعملية قدما، وربما إيجاد صيغة تحفظ ماء الوجه لبشار الأسد ليغادر السلطة».
الجنرال باباكار غاي «عين» الأمم المتحدة في سوريا
يترأس بعثة المراقبين الدوليين خلفا لمود
القاهرة: مي مجدي*
توجه الجنرال السنغالي باباكار غاي إلى دمشق، حيث من المقرر أن يحل محل الجنرال النرويجي روبرت مود الذي كان يرأس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا، والتي تم التمديد لها لمدة 30 يوما بقرار من مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة الماضي.
الجنرال السنغالي باباكار غاي البالغ من العمر 61 عاما من مواليد 31 يناير (كانون الثاني) 1951 في سانت لويس بالسنغال، ودرس في كلية سان سير العسكرية بمدينة سان سير بفرنسا، حيث التحق بها سنة 1970 وتخرج فيها عام 1972، كما التحق بالمدرسة العسكرية الفرنسية في باريس سنة 1986، وتخرج فيها سنة 1988.
شارك باباكار في قوات طوارئ الأمم المتحدة بسيناء في الفترة من 1974 إلى 1975، كما شارك في 1980 ولمدة 6 أشهر في قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل). وقد تولى الرجل العديد من المناصب المهمة.. ففي عام 1991 شغل منصب قائد الفرقة السنغالية في عملية «عاصفة الصحراء» بالمملكة العربية السعودية في الظهران.
كما تولى باباكار في 1994 منصب مدير وكالة الاستخبارات الخارجية السنغالية حتى 1997، وفي يناير 2004 تم تعيينه من قبل الرئيس السنغالي عبد الله واد سفيرا للسنغال لدى ألمانيا.
كما شغل باباكار منصب رئيس هيئة الأركان العامة للجيوش في جمهورية السنغال في الأول من مايو (أيار) سنة 2000. وفي مارس (آذار) 2005 عين قائدا لقوات بعثة الأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية حتى سبتمبر (أيلول) 2008.. وتولى نفس المنصب مرة أخرى من نوفمبر (تشرين الثاني) 2008 إلى يوليو (تموز) 2010.
وفي 24 أغسطس (آب) 2010 تم تعيينه من قبل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، كبير المستشارين العسكريين لعمليات حفظ السلام، ومدير مكتب العمليات العسكرية في إدارة حفظ السلام بالأمم المتحدة.
* وحدة أبحاث «الشرق الأوسط»
معارك طاحنة داخل أحياء في دمشق بعد محاولة قوات النظام استعادتها من الثوار
المجلس العسكري يعلن النفير العام لتحرير حلب.. والضحايا تجاوزوا 19 ألفا منذ بدء الأزمة
بيروت: يوسف دياب
عاشت العاصمة السورية دمشق يوما داميا أمس، في محاولة من قوات النظام لإعادة السيطرة على الأحياء والمناطق التي وقعت في قبضة الجيش السوري الحر والثوار، بينما شهدت مدينة حلب ثاني أكبر المدن السورية، معارك عنيفة في أحياء سيف الدولة والجميلية والميرديان وقرب قسم شرطة الزبدية وبمحيط مبنى الهجرة والجوازات، في الوقت الذي أفاد فيه المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن عدد ضحايا العنف الدائر في سوريا تجاوز 19 ألفا، غالبيتهم من المدنيين، حتى أمس.
وقد حصدت أعمال العنف أكثر من 38 قتيلا بنيران قوات النظام في أنحاء سوريا، بحسب ما أعلنت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان». وأكد مصدر قيادي في الجيش السوري الحر لـ«الشرق الأوسط»، أن «معركة حلب ستكون حاسمة في مسار تحرير سوريا، لأن السيطرة عليها من قبل الجيش الحر والثوار، تعني سقوط العاصمة الاقتصادية لنظام (الرئيس السوري) بشار الأسد»، آملا في أن «تحمل الأيام المقبلة بشائر النصر بسقوط دمشق وحلب بالكامل بيد الثوار».
وعلى الصعيد الميداني، بقيت دمشق في قلب الحدث السوري، حيث أعلن الناشط محمد جمعة، أن «اشتباكات عنيفة دارت (أمس) في المنطقة الشرقية من حي ركن الدين بالتزامن مع تحليق كثيف للطيران الحربي». وأكد جمعة لـ«الشرق الأوسط» أن «حي برزة تعرض لقصف صاروخي من المروحيات، أصاب بعضها المسجد الكبير في الحي، حيث اشتعلت فيه النيران، مما أدى إلى سقوط عدد كبير من الجرحى جراء هذا القصف، ومحاصرة عائلات بكاملها داخل الحي المنكوب»، مشيرا إلى أن «جيش النظام يحاصر الحي من كافة مداخله بالدبابات وينشر كثيرا من القناصة فوق الأبنية، وخصوصا في بناء الحناوي ومجمع البحوث العلمية بالتزامن مع انتشار كثيف لعناصر جيش النظام على مداخل الحي». وقال: «هناك انتشار كثيف لقوات الأمن على التقاطع الرباعي بحثا عن نشطاء ومطلوبين»، لافتا إلى أن «رتلا من الدبابات اتجه نحو مستشفى تشرين، بالتزامن عبور تعزيزات أمنية وعسكرية مختلفة طريق القصر باتجاه حي المزة».
ويأتي ذلك بينما تنفي وسائل الإعلام الرسمية والموالية لنظام الأسد القصف المروحي على أحياء دمشق، وتؤكد أن الوضع في المدينة «طبيعي والحياة عادية»، بينما تعيش العاصمة حالة شلل عام لليوم الرابع على التوالي، حيث لا تزال الأسواق مغلقة مع أزمة حادة في المواد الغذائية الضرورية، كما أدت الأزمة الحادة بالوقود (بنزين ومازوت) إلى تعطل حركة السير.
وقال مصدر إعلامي رسمي أمس، إن «ما بثته بعض القنوات حول قصف مروحي على مناطق في دمشق عار عن الصحة تماما، والوضع في المدينة طبيعي والحياة عادية». وأوضح أن «الجهات المختصة تقوم في شوارع محدودة بملاحقة فلول الإرهابيين بالتعاون مع الأهالي»، إلا أن شبابا من سكان الأحياء بثوا على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو التقطوها بجوالاتهم تظهر طائرات مروحية تطلق النار.
وبدورها أعلنت «الهيئة العامة للثورة السورية» أن «القوات النظامية السورية حاصرت منطقة بساتين المزة» في دمشق، كما سمعت أصوات قذائف المدفعية الثقيلة التي استهدفت منطقة بساتين الرازي في حي المزة». وقالت: «إن قوات النظام مدعومة بدبابات وناقلات جند مدرعة اقتحمت حي برزة البلد، وبدأت الانتشار داخل حارة الحي وأمام مبنى البلدية، وانتشر قناصة على أسطح الأبنية، في حين كثف عناصر الأمن وجودهم في وسط العاصمة السورية، حيث يقومون بتفتيش السيارات والتدقيق في الهويات».
أما مدينة حلب فقد استهدفت أحياؤها بقصف الطيران المروحي، وأكد الناشط عامر الحلبي لـ«الشرق الأوسط» أن «قصف الطيران لم يتوقف على الأحياء والمباني السكنية في منطقة دير حافر، مما أدى إلى سقوط عدد من الضحايا المدنيين بين قتيل وجريح، وعمت حالة من الهلع الشديد في صفوف المدنيين». وأشار إلى أن «الطيران المروحي الحربي قصف بشكل عشوائي مناطق القدم والعسالي والمادنية برشاشات المروحيات، وحلق بشكل كثيف على علو منخفض»، موضحا أن «بناء بالكامل قد انهار في حي سيف الدولة، جراء إطلاق أربع قذائف عليه من دبابة عند دوار الكرة الأرضية»، وأشارت وكالة «رويترز» إلى أن «الجيش السوري الحر اشتبك مع قوات النظام السوري قرب مقر الاستخبارات الرئيسي وسط حلب».
إلى ذلك، أعلن المجلس العسكري التابع للجيش السوري الحر في مدينة حلب حالة النفير العام، ودعا جميع عناصره إلى الالتحاق فورا بالتزامن مع بدء ما أطلق عليها اسم عملية «حلب الشهباء» لتحرير حاضرة الشهباء. وأعلن المجلس العسكري أيضا أن «معظم المناطق الموجودة في ريف حلب تم تحريرها وسيتم التحرك باتجاه حلب المدينة». وقالت مصادر في الجيش الحر، إن كتائب تابعة له «تمكنت من السيطرة على منطقتي طريق الباب والصاخور في حلب». وأوضحت المصادر «الجيش الحر، بعد أن سيطر على معظم القرى في الريف، قرر نقل المعركة إلى مدينة حلب، وأن القوات النظامية ردت على ذلك بقصف هذه الأحياء بعنف، مما أوقع عددا من القتلى»، بينما قال التلفزيون الرسمي السوري: «إن قواتنا المسلحة تلاحق فلول الإرهابيين في حلب وتقضي على أعداد كبيرة منهم، وقد استسلم العشرات وفر الباقون باتجاه الحدود التركية».
طهران: الوضع في سوريا «عادي وهادئ».. ولا حاجة لعودة رعايانا
قائد فيلق القدس الإيراني متوار عن الأنظار.. والحرس الثوري ينفي مقتله في دمشق
طهران – لندن: «الشرق الأوسط»
سعت الجمهورية الإسلامية الإيرانية أمس إلى التقليل من شأن الأوضاع المتردية في سوريا وتقدم الجيش السوري الحر في مدن رئيسية مثل دمشق وحلب، كما تغاضت عن مؤشرات انهيار النظام السوري والتي توجت باستهداف خلية الأزمة ومقتل 4 من أبرز القادة الأمنيين السوريين، معتبرة أن الوضع في سوريا «عادي» و«هادئ» ولا حاجة لعودة الرعايا الإيرانيين من هناك. وبينما يبدو مصير قائد فيلق القدس الإيراني اللواء قاسم سليماني «غامضا» مع تواريه عن الأنظار، نفى الحرس الثوري الإيراني مقتل الأخير خلال الهجوم على خلية الأزمة في دمشق.
وفي وقت يحاول فيه الجيش النظامي السوري استعادة السيطرة على أحياء في دمشق وحلب سقطت بأيدي الثوار السوريين، وحث الكثير من الدول لرعاياها على مغادرة سوريا حفاظا على سلامتهم، قال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أمس، إن الوضع «هادئ» في سوريا.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن صالحي قوله، إن «الوضع ف دمشق عادي وهادئ، وإن الرعايا الإيرانيين الموجودين ف سوريا لا يواجهون أي مشكلة ولا حاجة لاتخاذ إجراء خاص ف هذا المجال». وأضاف ف معرض رده عل سؤال حول وضع الرعايا الإيرانيين «لا توجد مشكلة ف سوريا كي نقلق بشأنها».
وتدعو إيران، حليفة الرئيس السوري بشار الأسد، إلى الحوار بين السلطة والمعارضة لإنهاء النزاع في سوريا، كما تتهم بعض الدول الغربية والعربية بدعم مقاتلي الجيش السوري الحر من خلال إمداد مقاتليه بالمال والسلاح لإسقاط نظام الأسد.
وفي غضون ذلك، نفى الحرس الثوري الإيراني مقتل قاسم سليماني، زعيم فيلق القدس التابع للحرس الثوري والمسؤول عن إدارة العمليات الخارجية، في الانفجار الذي استهدف خلية الأزمة الأربعاء الماضي في مبنى الأمن القومي في دمشق.
وعلى الرغم من نفي مسؤول العلاقات العامة في الحرس الثوري العميد رمضان شريف التقارير «المغرضة» حول مقتل سليماني، فإن مصير الأخير يبدو غامضا مع استمرار تواريه عن الأنظار.
ونقلت وكالة مهر الإيرانية للأنباء عن العميد شريف قوله خلال مقابلة تلفزيونية أجرتها معه قناة «العالم» الإيرانية، أن «سبب الهجوم الإعلامي على إيران وإشاعة الأكاذيب عليها يعود إلى مواقف إيران المبدئية من الأزمة في سوريا ودعم إيران للمقاومة اللبنانية والفلسطينية». وأضاف مسؤول العلاقات العامة، أن «الأخبار التي تناقلتها وسائل الإعلام الخارجية عن مشاركة اللواء قاسم سليماني في أحداث سوريا، وكذلك نبأ شهادته عار عن الصحة». وتابع قائلا إن «الهدف من اختلاق هذه الشائعات هو التأثير على الرأي العام العالمي والإسلامي للكف عن دعمها للمقاومة وحمايتها للصحوة الإسلامية، وذلك خدمة للمصالح الصهيونية».
وكانت تقارير أميركية قد كشفت في أوقات سابقة عن دعم إيراني غير محدود لنظام الأسد عسكريا من خلال مده بالأسلحة والخبرة في كيفية قمع المظاهرات ومواجهة الثوار السوريين في الميدان. وعزز هذه التقارير شهادات الجيش السوري الحر التي أفادت بوجود عناصر إيرانية إلى جانب قوات الأمن والشبيحة لمساندتهم في قمع المتظاهرين، في وقت أشارت فيه تقارير إلى زيارات متكررة من قبل قادة إيرانيين بارزين من بينهم سليماني إلى دمشق للقاء الأسد وإظهار الدعم الإيراني له.
الجيش التركي ينشر صواريخ أرض ـ جو على الحدود وأنباء عن تسليح الأسد لحزب العمال الكردستاني
لاجئون سوريون يشتبكون مع الشرطة التركية في المخيمات الحدودية
لندن: «الشرق الأوسط»
عززت تركيا أمس قواتها المنتشرة على الحدود مع سوريا عبر إرسال بطاريات صواريخ أرض – جو وناقلات جند إلى جنوب شرقي البلاد، بحسب ما نقلته وكالة «الأناضول» التركية للأنباء، في الوقت الذي أشارت فيه تقارير إخبارية إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد أصدر أوامر بتزويد حزب العمال الكردستاني التركي المحظور (بي كيه كيه) بالأسلحة والإمدادات.
وقالت مصادر تركية لوكالة «الأناضول» إن قطارا يجر عربات محملة ببطاريات الصواريخ المضادة للطائرات وناقلات الجند وصل إلى محطة ماردين للقطارات (القريبة من الحدود) والتي أحيطت بإجراءات أمنية مشددة. وبحسب صور نقلتها شبكة «إن تي في» التلفزيونية فإن حمولة القطار تضمنت 5 آليات على الأقل مجهزة ببطاريات صواريخ مضادة للطائرات. وأضافت الوكالة نقلا عن مصدر عسكري محلي أن التجهيزات ستوزع على وحدات عسكرية منتشرة على طول الحدود مع سوريا. وتأتي هذه التطورات متزامنة مع سقوط ثلاثة من المعابر الحدودية السبعة بين سوريا وتركيا بأيدي المعارضة السورية المسلحة خلال الأيام الستة الماضية.
وكانت العلاقات بين سوريا وتركيا قد وصلت إلى أوج توترها إثر قيام المضادات الأرضية السورية بإسقاط طائرة عسكرية تركية قبالة السواحل السورية في يونيو (حزيران) الماضي. وأعلن رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان بعد هذه الحادثة أن قواعد الاشتباك العسكرية تغيرت مع سوريا إلى التعامل مع أي هدف سوري بمجرد الشك في حال اقترابه من الحدود.
وفي غضون ذلك، ذكر تقرير لصحيفة «حريت» التركية أمس أن الرئيس السوري بشار الأسد أصدر أوامر بتزويد حزب العمال الكردستاني التركي المحظور (بي كيه كيه) بالأسلحة والإمدادات. وذكرت الصحيفة أنه تم كشف النقاب عن المساعدات التي أمر بها الأسد في تقرير خاص أرسل إلى إدارة الشرطة.
وذكر التقرير أن الاستخبارات السورية قدمت مساعدات مالية وتنظيمية لحزب العمال الكردستاني بناء على أوامر الأسد، وتضمن التقرير أسماء العديد من السوريين الذين قدموا الدعم المالي واللوجيستي لحزب العمال الكردستاني، موضحا أن المسؤولين الأتراك حددوا مخزنين للأسلحة في المدن السورية حيث يدير حزب العمال الكردستاني أنشطته.
من جهة أخرى، أطلقت الشرطة التركية الغاز المسيل للدموع على لاجئين سوريين أثناء احتجاجهم أمس على نقص المياه والغذاء في مخيماتهم الواقعة على الحدود. وذكر مسؤول تركي أن الاحتجاجات اندلعت في اثنين من المخيمات العشرة المنتشرة على طول الحدود بين البلدين، والتي تؤوي نحو 40 ألف سوري.. موضحا لوكالة الصحافة الفرنسية أن «المواجهات كانت الأعنف خلال الأشهر الماضية».
وذكر لاجئون من مخيم «كيليش» أن اثنين من المتظاهرين قتلا، إلا أن المسؤول قال إنه لم يتأكد مقتل أو إصابة أي من المتظاهرين.. كما سجلت احتجاجات مشابهة في مخيم «الإصلاحية» على بعد 90 كلم، بحسب المسؤول نفسه.
وفي إطار عمليات الفرار المستمرة لضباط منشقين عن الجيش النظامي السوري، قال مسؤول تركي لوكالة «رويترز» مساء السبت، إن ضابطين سوريين كبيرين برتبة «عميد» فرا إلى تركيا ليلا ضمن مجموعة من نحو عشرة أفراد، بينهم ضباط برتبة «عقيد» وعسكريون آخرون. بينما تواترت أنباء عن فرار لواء أيضا إلى تركيا، حيث أعلن دبلوماسي في وزارة الخارجية التركية أمس أن جنرالا سوريا عبر الحدود ليل السبت/ الأحد ولجأ إلى تركيا، مما يرفع إلى 25 عدد الجنرالات السوريين المنشقين الذين وصلوا إلى هذا البلد.
ومنذ بدء حركة الاحتجاج ضد نظام الرئيس بشار الأسد في مارس (آذار) 2011 انتقل مئات العسكريين السوريين إلى تركيا، حيث تم تشكيل الجيش السوري الحر.
قيادة «الجيش الحر» تنفي وجود «القاعدة» على معبر باب الهوى
الكردي: نستوعب كل الشرائح.. وفكر التنظيم غير مقبول في المجتمع السوري
بيروت: نذير رضا
نفى نائب قائد الجيش السوري الحر العقيد مالك الكردي أن يكون المقاتلون الذين ظهروا على معبر باب الهوى بين سوريا وتركيا، ينتمون إلى تنظيم القاعدة، مؤكدا في اتصال مع «الشرق الأوسط أن «هذا الكلام عار عن الصحة»، نافيا في الوقت نفسه «مشاركة مقاتلين من دول عربية وإسلامية في القتال».
وتزامن هذا النفي أمس مع إعلان سيطرة المعارضة السورية على مركز «السلامة» الحدودي مع تركيا، بعد سيطرتهم على معبر باب الهوى يوم الخميس الماضي.
وكانت وكالة الصحافة الفرنسية نقلت عن أحد مصوريها، على معبر باب الهوى بين سوريا وتركيا، إشارته إلى «أن مجموعة من نحو 150 مقاتلا من دول إسلامية عدة يتمركزون على المعبر»، مشيرة إلى أن عددا منهم أعلنوا أنهم «ينتمون إلى (شورى طالبان)، في حين قال غيرهم إنهم ينتمون إلى (القاعدة)».
وأوضح الكردي أن المقاتلين الذين ظهروا على معبر باب الهوى، بعد سيطرة الجيش السوري الحر عليه، «هم مقاتلون تابعون للجيش السوري الحر، على مختلف آيديولوجياتهم وأطيافهم وانتماءاتهم، ولا علاقة لهم بتنظيم القاعدة»، مشددا على أن «الجيش الحر يضم كل الشرائح الاجتماعية السورية، ويعمل هؤلاء – بمختلف انتماءاتهم – تحت راية الجيش السوري الحر». وأضاف: «نحن نستوعب كل شرائح المجتمع؛ الراديكالية والعلمانية وغيرها، بغية تحقيق التوازن لمجتمع سوريا المعروف بتعدديته».وإذ شدد على أنه «لا وجود لعناصر من تنظيم القاعدة في صفوف الجيش الحر»، أوضح أن «استيعاب كل المقاتلين هو هدف بالنسبة إلينا، لأننا لا نريد صداما مع أحد.. كما أن الظرف القتالي يفرض وجود أشخاص يرتدون ألبسة غير عسكرية، وقد أطلقوا ذقونهم، فضلا عن أن إمكاناتنا لا تسمح لنا بتأمين ملابس عسكرية للمقاتلين، لكن ذلك لا يعني أنهم من (القاعدة)»، مؤكدا أن «الشكل المظهري ليس أساسا، ولا يمكن الحكم عليه».
وعن مشاركة عربية وأجنبية في القتال ضد النظام السوري، أوضح الكردي أن المشاركة العربية والأجنبية «تقتصر على وجود أطباء يساهمون في علاج الجرحى في مناطق عمل القتال»، وقال: «المقاتلون هم سوريون فقط، لكنني لا أنكر دخول بعض الأطباء التابعين لمنظمات عالمية إلى مناطق العمل القتالي لمساعدة الجرحى». وفي حين أعلن الجيش الحر سيطرته على معابر حدودية مع العراق، عادت إلى الواجهة قضية انتشار عناصر من تنظيم القاعدة على الحدود العراقية – السورية، واستعدادهم للدخول إلى سوريا للقتال ضد الأسد. وذكرت مجلة «تايم» الأميركية أن العراق «أصبح يستخدم ميدانا لتنظيم هجمات القاعدة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد».
وردا على تلك «الادعاءات»، أكد العقيد الكردي أن «تنظيم القاعدة وفكره غير مقبول في المجتمع السوري»، لافتا إلى أن «السوريين ناقمون على المجتمع الدولي الذي يدفع إلى ظهور تيارات راديكالية وإيجاد مرتع خصب لظهورها، من خلال اعتكافه عن دعم الجيش السوري الحر». وأعلن: «إننا نسعى لاحتواء تلك التيارات ضمن الجيش السوري الحر»، موضحا أنه «حين يتخلى المجتمع الدولي عن دعم الجيش الحر، سيساهم آخرون في دعم تيارات أخرى تعزز ظهورها وتفتح منافذ لوجودها»، مؤكدا أن دعم الجيش الحر «يجعله مظلة حاضنة لكل المقاتلين وكل التيارات، مما يمكنه من ضبط كل المجموعات وعدم انجرارها؛ حتى فكريا، نحو أي اتجاه غير مقبول في المجتمع السوري».
109 قتلى وتصعيد للنظام في دمشق
قال ناشطون سوريون إن 109 أشخاص قتلوا أمس الأحد بنيران قوات الأمن 50 منهم في دمشق وريفها، بينما تشهد العاصمة السورية تصعيدا عسكريا في محاولة من قوات النظام لدحر مقاتلي الجيش السوري الحر.
وقد وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 50 شخصا في دمشق وريفها و12 في إدلب و13 في حلب و11 في درعا و10 في حمص و7 في دير الزور و4 في حماة و3 في اللاذقية وواحد في كل من الحسكة والقنيطرة.
أما المرصد السوري فقال إن القتلى في سوريا بلغوا أكثر من 96 شخصا معظمهم في محافظتي دمشق وريف دمشق، في حين أن ما لا يقل عن 34 من قوات النظام لقوا حتفهم بينهم ضابطان في اشتباكات جرت في محافظات حلب وإدلب ودرعا ودير الزور وحمص وريف دمشق.
من جهة أخرى قال رئيس المجلس العسكري السوري العميد مصطفى الشيخ إن مقاتلي الجيش الحر استولوا على مدرسة المشاة في حلب، وأوضح أن للمدرسة أهمية إستراتيجية ورمزية كبيرة، فالمدرسة بها مستودعات ذخيرة وتشكيلات مدرعة، وهي تحمي البوابة الشمالية لحلب.
وفي العاصمة قال ناشطون إن قوات تنتمي للفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري بشار الأسد، اقتحمت حي برزة في دمشق، وتمكنت من طرد مقاتلي المعارضة، وأعدمت نحو عشرين رجلا أعزل للاشتباه في وقوفهم مع الثوار.
وأضاف ناشط في الحي لوكالة رويترز أن ما لا يقل عن عشرين دبابة ومئات الجنود من الفرقة الرابعة دخلوا برزة بعد ظهر أمس وأنه رأى الجنود يدخلون منزل عيسى العرب (27 عاما) وتركوه ميتا بطلقتين في رأسه، كما أعدموا الشاب عيسى وهبة (17 عاما) في الشارع بعد أن فحصوا هاتفه النقال.
يشار إلى أن حي برزة كان من أول الأحياء التي شهدت مظاهرات ضد الأسد، ويلاصق منطقة عش الوروار حيث يقطن آلاف من الشبيحة الموالين للأسد وعناصر المخابرات.
وأظهرت لقطات بثها التلفزيون السوري قال إنها من حي الميدان في العاصمة دمشق، بعد “تطهيره” من المسلحين. وأشار إلى أن الحياة بدأت تعود إلى طبيعتها وبدأ السكان في العودة إلى منازلهم.
وقال التلفزيون الرسمي “إن القوات المسلحة السورية تطهر حي القابون من المسلحين حيث ضبطت عددا من الأسلحة المتنوعة وكميات من الذخيرة وأجهزة لاسلكية وكاميرات وهويات وجوازات سفر مسروقة”.
قصف ومواجهات
وأفادت شبكة شام بأن القصف تجدد على أحياء القدم والعسالي ومنطقة درب حديد وداريا والحجر الأسود في دمشق، وأضافت أن جثث 25 قتيلا ممن قضوا في القابون بدمشق جراء القصف العنيف من قبل قوات النظام انتشلت من تحت الأنقاض.
كما تعرضت مدن داريا وحرستا ويبرود والهامة والمعضمية والتل والزبداني ومضايا في ريف دمشق لقصف عنيف بينها مناطق قصفت بالمروحيات، كما اقتحمت قوات الأمن بلدة الذيابية، وشنت حملة دهم في السيدة زينب.
وفي محافظة حمص قال ناشطون إن مدينة الرستن تتعرض لأعنف أنواع القصف باستخدام الطيران الحربي من نوع الميغ 23، كما وصلت تعزيزات كبيرة من الدبابات نوع تي 82 برفقة المئات من سيارات الزيل، وقد وجه الأهالي هناك استغاثات تخوفا من حصول مجزرة وسط انقطاع كل سبل الحياة عن المدينة.
وقال ناشطون إن مدينة طفس وبلدة خربة غزالة في محافظة درعا تتعرضان لقصف عنيف، وقالت لجان التنسيق المحلية إن الجيش النظامي قصف قرية جباتا الخشب في محافظة القنيطرة على الحدود مع إسرائيل، مما أوقع قتيلا وجريحا وخلف منازل مدمرة.
وتتعرض المدن الثائرة في محافظات حلب وحماة ودير الزور إضافة للمناطق الثائرة في اللاذقية لقصف مدفعي وجوي، كما تشهد هذه المدن اشتباكات بين مقاتلي الجيش الحر وقوات النظام، زادت وتيرتها بعد تفجير دمشق الذي أودى بحياة أربعة من كبار المسؤولين الأمنيين والعسكريين في سوريا.
معابر وحدود
وفي تطورات ميدانية نوعية تتعلق بالوضع في المنافذ الحدودية قال مراسل الجزيرة إن مروحيات سورية قصفت معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا، سعيا لاستعادة السيطرة عليه من الجيش الحر، لكن ناشطين على الأرض قالوا إن المعبر تحت سيطرة مقاتلي الجيش الحر وإن قوات النظام فشلت في سعيها بالسيطرة عليه.
وكانت كتيبة التوحيد قد أعلنت أنها رفعت علم الاستقلال على معبر باب السلامة الذي يربط مدينة كليس التركية بمدينة إعزاز السورية، كما كان الجيش الحر قد أعلن أيضا سيطرته على معبر باب الهوى مع تركيا.
أما على الحدود الأردنية فقال مراسل الجزيرة حسن الشوبكي من الرمثا إن القصف مستمر على منطقة حوران عموما وإن هناك انشقاقات في المنطقة، كما تمكن الجيش الحر من تفجير دبابة للجيش النظامي.
وذكرت وكالة أنباء الأناضول أن تركيا أرسلت بطاريات صواريخ أرض-جو لنشرها على طول الحدود مع سوريا، وإن الجيش التركي بصدد نشر معدات عسكرية على وحداته المنتشرة على طول الحدود مع سوريا.
المصدر:الجزيرة
في اجتماع بالدوحة للجنة الوزارية الخاصة بسوريا
عرض عربي للأسد بالتنحي مقابل مخرج
قال رئيس اللجنة الوزارية الخاصة بالأزمة السورية رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني إن الوقت حان لكي يتخذ الرئيس السوري بشار الأسد قرارا شجاعا يوقف حمام الدم في بلاده، مشيرا إلى أن مثل هذا القرار لا يعتبر هروبا.
وعلى هامش اجتماع اللجنة في العاصمة القطرية قال حمد بن جاسم ردا على سؤال بشأن ملاذ آمن للرئيس السوري في حال تنحيه إن ذلك مذكور في القرار الذي خرجت به اللجنة الوزارية العربية بشأن سوريا.
ودعا رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري في الاجتماع الوزاري المنعقد في الدوحة الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحي عن الحكم، كما دعا السوريين لتشكيل حكومة انتقالية تمهد لانتخابات ديمقراطية ووضع دستور ديمقراطي للبلاد.
وأضاف أن الجامعة العربية “قدمت أكثر من مبادرة للقيادة السورية بهدف التوصل لحل سلمي للمشكلة، لكن دمشق أصرت على تجاهل كل المبادرات التي طرحناها، والمحصلة كانت ما نراه اليوم من مواجهات”.
وعن السيناريوهات الأخرى في حال رفض الرئيس السوري التنحي قال حمد بن جاسم إن “السيناريو سيكون محكوما بإرادة الشعب السوري، وإرادة الشعب السوري واضحة”.
وعبر عن اعتقاده بضرورة تطوير مهمة المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية لسوريا كوفي أنان لتكون المهمة في كيفية ترتيب الانتقال السلمي للسلطة.
وقال إن “مبادرة أنان لم تطبق ببنودها الستة ونحن نرى الطائرات والدبابات والصواريخ تقصف، وأعتقد أنه يجب أن نطور مهمة كوفي أنان ويجب أن تكون المهمة بمبادرة من الجامعة العربية والأمم المتحدة في كيفية ترتيب الانتقال السلمي للسلطة”.
وأكد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري أنه سيتوجه بصفته رئيس اللجنة الوزارية العربية المعنية بالوضع في سوريا إلى بكين وموسكو للتحدث معهم بهذا الشأن، لأن الموقف يتطلب من روسيا والصين الوقوف مع الشعوب العربية.
النظام انتهى
من جانبه قال الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري عضو الهيئة التنفيذية برهان غليون إن فكرة الحل السياسي للأزمة السورية ابتعدت كثيرا مع استمرار النظام السوري في عمليات القتل.
وأكد غليون للجزيرة أن الشعور عند الجميع هو أن النظام انتهى وأن الأمر يتعلق بالتفكير في مرحلة ما بعد الأسد وكيفية مساعدة الدول العربية في انتقال السلطة وتجنب أي فوضى محتملة.
وسيعقد اجتماع موسع آخر لوزراء الخارجية العرب مساء اليوم الاثنين للبحث في الشأن السوري، حسب ما أفاد به مصدر في الخارجية القطرية.
على صعيد آخر قال دبلوماسيون أوروبيون الأحد إن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يعتزمون تشديد العقوبات الأوروبية المفروضة على النظام السوري أثناء اجتماعهم المقرر في بروكسل اليوم الاثنين.
كما يجري الوزراء مشاورات حول كيفية تحسين تنفيذ حظر صادرات السلاح إلى سوريا، ومن المنتظر إدراج ما يقرب من ثلاثين شخصية سورية، وعدة شركات ومنظمات سورية على قائمة العقوبات.
وقد دعت مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاترين أشتون “جميع أعضاء مجلس الأمن الدولي للاضطلاع بمسؤولياتهم ووقف نزيف الدم وإنهاء معاناة الشعب السوري”. بعد فيتو مزدوج للمرة الثالثة لروسيا والصين في مجلس الأمن حال دون صدور قرار ضد سوريا.
من جهة أخرى أكد الجيش الإسرائيلي أن بشار الأسد لا يزال في دمشق ويحتفظ بولاء الجيش، “رغم تعرضه لموجة كبيرة للغاية من الانشقاقات”.
وسرت شكوك بشأن مكان الأسد منذ تفجير الأربعاء الذي قتل فيه أربعة من كبار القادة الأمنيين والعسكريين في دمشق، ولم يتحدث الأسد علنا منذ عرض التلفزيون لقطات له أثناء تأدية وزير الدفاع الجديد اليمين أمامه.
تحرك ماليزي
وفي تداعيات دولية أخرى للأزمة السورية أصدر رئيس الوزراء الماليزي نجيب عبد الرزاق تعليماته بإغلاق السفارة الماليزية في العاصمة السورية، وإجلاء كافة الرعايا الماليزيين من هناك بما فيهم السفير وطاقم السفارة.
وأفاد مراسل الجزيرة نت في كوالالمبور محمود العدم أن نجيب عبد الرزاق قال في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الوطنية (برناما) أمس الأحد إنه تلقى اتصالا من وزير خارجيته حنيفة أمان يطلب فيه السماح بإجلاء كل موظفي السفارة والطلاب “بسبب خطورة الأوضاع هناك”.
وسبق للحكومة الماليزية أن قامت بعمليات إجلاء لمواطنيها في سوريا منذ اندلاع الثورة فيها في مارس/آذار من العام الماضي ولم يبق منهم حتى الآن إلا 138 مواطنا من ضمنهم السفير وطاقم السفارة والبقية من الطلاب.
سوريا الحاضر الأول برمضان الأردنيين
محمد النجار-عمان
“نتابع المسلسل السوري”.. بهذا الجواب رد أحد الحضور في جلسة عائلية على سؤال عن المسلسل الذي يتابعه خلال شهر رمضان، وهو رد يختصر تصدر المشهد السوري وتأثيره على الرأي العام الأردني في هذا الشهر الفضيل.
ولم يعد الدعاء لأهالي سوريا وعلى الرئيس السوري بشار الأسد ونظامه حدثا عابرا، فقد باتت معظم المساجد الأردنية تردد هذا الدعاء في نهاية صلاتي التراويح والفجر يوميا في رمضان.
بل إن أحد المواضيع الأكثر جذبا للجمهور في المساجد هو الموضوع السوري الذي يلقى الحديث حوله اهتماما من المصلين التواقين إلى معرفة الأخبار عن سوريا، رغم متابعتهم لها في القنوات الفضائية المختلفة.
ويرصد قائمون على لجان الزكاة والصدقات تخصيصا لافتا من قبل المحسنين الأردنيين والعرب لجزء من الزكوات والصدقات والطرود الغذائية لصالح اللاجئين السوريين الذين بلغ عددهم نحو 160 ألفا، يعيش معظمهم في ظروف معيشية صعبة، ويعتمدون بالأساس على ما تقدمه الجهات الخيرية من دعم لهم.
يقول أحد أصحاب المقاهي إنه اعتاد تخصيص قناة خليجية محددة لزبائنه القادمين للسهر عنده في ليالي رمضان، “لكني فوجئت بزبائن يطلبون مني التحول إلى الجزيرة أو العربية”.
ويضيف أن “هذه أول مرة منذ سنوات يطلب مني زبون التحول عن قناة ترفيه أو رياضة، والسبب هو انشغال الناس بالأحداث في سوريا”.
الأزمة السورية حاضرة
وينافس الموضوع السوري القضايا المحلية، ليس من قبل الناس المشغولين بقضاياهم اليومية، بل انعكس ذلك على الاحتجاجات التي تعود عليها الأردنيون كل جمعة، وبات ربط المشهدين السوري بالأردني واضحا.
ففي مدينة الطفيلة رفع متظاهرون بعد صلاة الجمعة الماضية لافتة كتب عليها “خبر عاجل: إلى ملك الأردن.. اقترب رحيل بشار فماذا أنت فاعل؟”.
والمتجول بين صفحات مواقع التواصل الاجتماعي يلحظ طغيانا للمشهد السوري على غيره من المشاهد في صفحات الأردنيين، ففي رصد لليومين الأولين من رمضان رصد متابعون أن الأردنيين يتابعون المشهد السوري بشكل يفوق حتى قضاياهم الداخلية.
على المستوى الرسمي تبدو الأزمة السورية أحد المؤثرات لدى صناع القرار، فالجيش الأردني عزز من خططه لحفظ الحدود الطويلة مع سوريا والبالغة 375 كلم، كما أن أجهزة الأمن في الشمال باتت في حالة استنفار قصوى.
ويتحدث وزير الدولة لشؤون الإعلام سميح المعايطة عن أن الحكومة باتت تتابع الوضع الميداني في سوريا بشكل يومي لما له من آثار واضحة على المشهد الداخلي.
ولم يخف المعايطة في حديثه للجزيرة نت قلق الحكومة من الوضع المتفاقم في الجارة الشمالية مع تدفق أعداد أكبر من اللاجئين وتدهور الوضع الأمني، إلا أنه تحدث عن أن الأردن جاهز للتعامل مع كافة التطورات على الأرض.
الباحث بمركز الدراسات الإستراتيجية في الجامعة الأردنية والخبير في مجال قياس الرأي العام الدكتور محمد المصري قال إن تفاعل الأردنيين مع الوضع السوري لا يتقدم عليه أي ملف آخر.
وأضاف للجزيرة نت “الأردنيون يتابعون الوضع الميداني السوري ويوميات الثورة انطلاقا من أن القضية السورية باتت قضية محلية بالنسبة لهم ومؤثر هام في مسار حياتهم، عوضا عن أنهم باتوا يلتقون السوريين في كل أماكن تواجدهم”.
ويلفت المصري إلى أن الأجواء الرمضانية تؤشر على تصدر المشهد السوري للأحداث بالأردن، من حيث حضور سوريا في المساجد ودعاء أئمتها وتخصيص جزء من الصدقات والإفطارات للسوريين اللاجئين.
وقال إن الأردنيين يعقدون مقارنات فيتساءلون هل كانت الأمور في سوريا ستحسم في رمضان هذا العام بعد أن حسمت بليبيا في رمضان الفائت.
وزاد “كان الخطاب في رمضان يحاول دفع الناس للصبر على الجوع والعطش والحر بالمقارنة بأحداث تاريخية كفتح مكة ومعركة بدر (..) اليوم تقارن الناس ما تمر به من صعوبات بالكارثة التي تحل بجيرانهم السوريين”.
وردا على سؤال عما إذا كان الانشغال بالوضع السوري يؤثر على أولويات الناس المحلية، يرى المصري أن التغير لدى الناس هو تغير في الاتجاهات لا في الأنماط، وأن طغيان حدث عاجل لا يعني نسيان الناس همومهم الأساسية التي سيعودون إليها حتما.
وذهب إلى القول إنه آن الأوان للنظر إلى الحدث في العالم العربي على أنه مؤثر محلي أساسي يزاحم الأحداث المحلية، فالحسم في بلاد الربيع العربي يؤثر بكل الاتجاهات في الدول التي تنتظر اكتمال هذا الربيع.
سوريا: لن نستخدم الكيماوي في الأزمة
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
نفت سوريا نيتها استخدام أسلحة كيماوية أو بيولوجية (جرثومية) في الأزمة الحالية في البلاد “مهما كانت التطورات”، محذرة من إمكانية استخدامها “في حال تعرضت سوريا لعدوان خارجي”.
وقال بيان صدر عن وزارة الخارجية السورية نقله المتحدث باسم الوزارة جهاد مقدسي في مؤتمر صحفي الاثنين، إن “هذه الأسلحة مخزنة ومؤمنة ولن تستدخم أبدا إلا في حالة تعرض سوريا لعدوان خارجي”.
وانتقد مقدسي دور جامعة الدول العربية في الأزمة السورية، مؤكدا أن تدخل العرب “يؤزم الموقف أكثر وأكثر”.
وقال إن “اجتماعات العرب تدخل سافر في الشؤون السورية”، مشيرا إلى أنه “لو كانت هذه الدول صادقة في حرصها على مصلحة سوريا كان الأجدر بهم أن يتوقفوا عن التحريض المعلن صدها”.
وعلق مقدسي على ما وصل إليه مؤتمر جامعة الدول العربية الأحد في الدوحة، الذي عرض على الرئيس السوري بشار الأسد التنحي مقابل “الخروج الآمن” قائلا إن “الشعب السوري سيد قراره وهو وحده من يقرر مصير رؤسائه وحكوماته”.
وأضاف مقدسي أن “صندوق الانتخابات هي الفيصل”.
وشدد المتحدث باسم الخارجية السورية على أن “الجيش السوري في حالة دفاع عن النفس وعن السوريين”، وأن “كل من يحمل السلاح ضد الدولة لا يمكن الرد عليه إلا بنفس الطريقة”.
وقال مقدسي إن دمشق مازالت متمسكة بخطة المبعوث الدولي العربي كوفي أنان لحل الأزمة السورية، مؤكدا أن “المهمة لم تتغير”، وأن “تغييرها ليس بيد العرب”.
111 قتيلا.. وإعدامات ميدانية في دمشق
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قال نشطاء من المعارضة إن الجيش النظامي السوري طرد مقاتلي الجيش الحر من حيي المزة والبرزة وسط وشمال العاصمة دمشق وقام بإعدام 26 شخصا فيهما بدعوى مساعدتهم لمقاتلي المعارضة، في وقت ارتفع فيه عدد قتلى الأحد إلى 111 قتيلا.
وقال النشطاء إن قوات الجيش نفذت إعداما ميدانيا بحق 20 شخصا غير مسلح في حي المزة وسط العاصمة للاشتباه بدعمهم للجيش السوري الحر.
وفي حي البرزة شمال العاصمة، قال الناشط “أبو قيس” إن ما لا يقل عن 20 دبابة ومئات الجنود من الفرقة الرابعة دخلوا حي البرزة بعد ظهر الأحد.
وأضاف أنه رأي الجنود يدخلون منزل عيسى العرب (26 عاما) وتركوه ميتا وفي رأسه طلقتان.
وأخرج عيسى وهبة (17 عاما) من ملجأ حيث تعرض للضرب قبل قتله ومعه أربعة آخرون في العشرينات من أعمارهم.
وفي السياق ذاته، ارتفع عدد قتلى الأحد إلى 111 بينهم 6 أطفال وسيدتان وناشط إعلامي قتل تحت التعذيب، وقتيل عراقي الجنسية، حسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
وفي حلب، أكد شهود إن قوات من المعارضة اشتبكت مع قوات الجيش النظامي قرب مركز المخابرات العامة الأحد.
وبحسب لجان التنسيق المحلية، جرت اشتباكات عنيفة في بالقرب من حي دوارة الكرة الأرضية وعند قسم شرطة الزبدية واشتباكات أخرى في حي الجميلية.
كما تواصلت الاشتباكات في حيي الصاخور في شرقي مدينة حلب وصلاح الدين في غربها، ما أدى إلى نزوح سكان منهما.
ونقلت وكالة فرانس برس عن الناشط أبو هشام من حلب أن عناصر الجيش الحر “تمكنوا من السيطرة على أجزاء كبيرة من الأحياء الشرقية القريبة من الريف، بينها الصاخور وطريق الباب”.
وأوضح أن “الجيش الحر، بعد أن سيطر على معظم القرى في الريف، قرر نقل المعركة إلى مدينة حلب”، مضيفا أن القوات النظامية ردت على ذلك بقصف هذه الأحياء بعنف ما أوقع عددا من القتلى.
وبث ناشطون على الانترنت شريط فيديو يظهر فيه عناصر من الجيش الحر في سيارة جيب بيضاء وسيارات أخرى وهم يدخلون حي الصاخور.
ولا يمكن التأكد من هذه المعلومات ميدانيا، بسبب تردي الوضع الأمني وصعوبة وصول الصحفيين إلى أماكن القتال.
وبدأت الاشتباكات في حلب الجمعة التي بقيت بمنأى لوقت طويل عن الاضطرابات الجارية منذ أكثر من 16 شهرا.
كما تواصل القصف الحكومي العنيف على محافظة درعا، خاصة قرية خربة غزالة ومنطقة تل الأحمر.
وفي مدينة الرستن، أفادت لجان التنسيق بتواصل القصف على المدينة بالطيران، وراجمات الصواريخ.
وفي مدينة دير الزور بشرق سوريا، قال شهود عيان لوكالة رويترز إن قوات الحكومة أمطرت المدينة بالمدفعية والهاون، بينما قصفتهالا المروحيات الحربية بالصواريخ.
وقال شاهد عيان وكان ضابطا سابقا بسلاح المدفعية إنه أحصى سقوط 200 قذيفة مدفعية قرب مطار المدينة القديم.
انشقاق عقيد سوري بالحرس الجمهوري
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قال مصدر أمني أردني الأحد، إن عقيدا في الحرس الجمهوري السوري انشق عن صفوف الجيش، في وقت تصاعدت فيه حدة المواجهات بين قوات النظام والجيش السوري الحر، بعد مقتل ضباط كبار مقربين من الرئيس بشار الأسد الأربعاء.
ونقلت مراسلة “سكاي نيوز عربية” عن مصدر أمني أردني أن فريد نايف طعمه أبو السيل، العقيد في الحرس الجمهوري، انشق عن صفوف الجيش، ووصل إلى الأردن الأحد.
ويعد انشقاق أبو السيل الثاني من نوعه في صفوف الحرس الجمهوري بعد انشقاق مناف طلاس، وهو أعلى مسؤول عسكري سوري يعلن انشقاقه، وأحد المقربين من الرئيس السوري بشار الأسد.
وأفادت المراسلة أن عددا آخر من الجنود السوريين الذين انشقوا عن الجيش النظامي وصولوا إلى الأردن، الأحد. وأضافت نقلا عن المصدر الأمني، أنهم نقلوا إلى معسكر خاص في المفرق (بلدة حدودية أردنية).
اشتباكات دمشق تتحول لمعارك وحرب شوارع
روما (21 تموز/ يوليو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
تحولت الاشتباكات في العاصمة السورية بين الجيش النظامي وقوات الأمن والكتائب الثورية المسلحة خلال اليومين الماضيين من اشتباكات بسيطة متفرقة إلى حرب شوارع ومعارك حقيقية في عدد كبير من أحياء دمشق، وتحوّل ليل الدمشقيين إلى نهار نتيجة أصوات المدافع الميدانية والحوامات الحربية التي تقصف أحياء في دمشق حتى في الليل
واللافت أن الاشتباكات العنيفة تتحرك من مناطق إلى أخرى، فانتقلت من الريف الدمشقي إلى داخل دمشق وبين أحيائها، وطال القصف المدفعي وقذائف الهاون (المورتر) وإطلاق الرشاشات الثقيلة من قبل القوات العسكرية والأمنية السورية شوارع راقية كالفيلات الشرقية والغربية وكفرسوسة
بات منظر الحوامات العسكرية مألوفاً وهي تحوم على ارتفاع منخفض فوق دمشق وهي تقوم بإطلاق الرصاص من رشاشات ثقيلة على أماكن في العاصمة، أو تُطلق صواريخ على أحياء فيها حراك ثورية مسلح
وفق التنسيقيات والمراصد الحقوقية سقط يوم الجمعة وحده أكثر من مائة قتيل في العاصمة دمشق، معظمهم من المدنيين، وهو أكبر عدد للقتلى في العاصمة السورية منذ انطلاق الثورة قبل أكثر من 14 شهراً، وأكّد ناشطون أن القوات الأمنية وتساندها ميليشيات غير نظامية موالية للنظام (شبيحة) أعدمت ميدانياً نحو 20 شخصاً في القابون وخمسة على الأقل في الميدان، ربما لا علاقة لهم بالكتائب الثورية المسلحة
على التوازي، قال (أبو شهاب) لـ (آكي) عبر الهاتف، وهو ناشط من سكان حي الزاهرة الذي يتوسط حيي الميدان والتضامن “لقد نزح الآلاف عن الزاهرة والمخيم والتضامن، معظمهم لجأ إلى مدارس افتتحها ناشطون في أحياء أخرى وبعضهم في الحدائق العامة وحتى في الشوارع، وهم في ظرف إنساني سيء للغاية” على حد قوله
أما (فادي)، وهو شاب شركسي من قدسيا، فقال “لا ننام الليل من كثرة القصف، أعتقد أنهم لا يعرفون أين الهدف الذي يطلقون عليه النيران ولا من هو”، وتابع “هناك حي يتمركز به موالون للنظام مستعدون لعمل كل شيء، إنهم بحالة كبيرة من التوتر والعنف” حسب تعبيره
الكتائب الثورية المسلحة تحاول مواجهة الجيش السوري والقوات الأمنية ومنعها من دخول الأحياء بأسلحة بسيطة، لكنها تنجح في كثير من الأحيان بسبب التعاطف الكبير معها من قبل السكان، ويقول الناشطون إن الجيش يقصف بالأسلحة الثقيلة هذه الأحياء عقاباً لسكانها بسبب حمايتهم الثوار
جولة سريعة على أحياء التضامن والقابون والحجر الأسود تُظهر أبنية مهدمة ومحال تجارية مصابة ومخربة، عشرات الأبنية في أحياء وسط العاصمة دمشق اخترقها الرصاص العشوائي، ومعظم أبنية دمشق عموماً غير مجهزة بملاجئ، أو أن الملاجئ التي تقع في أقبيتها غير صالحة للاستعمال لأن السكان لم يتوقعوا أن تُقصف مدينتهم، ويعمل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي على تزويد المواطنين بالتعليمات الأساسية للوقاية من الرصاص والقذائف والغازات السامة
كانت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر وكافة المجلس العسكرية في المحافظات والكتائب والسرايا التابعة لها أعلنت قبل أيام عن بدء عملية “بركان دمشق” في كافة المناطق السورية، وتوعّدوا أن يزلزلوا أركان النظام وأجهزته الأمنية والعسكرية، وقدّرت بعض الأوساط عدد المقاتلين في دمشق وريفها بين 5 و 10 آلاف مقاتل
ما يجري في دمشق، أصبح مشابهاً لما يجري في بقية المدن السورية، وحتى الآن لا يوجد ما يوحي بوجود ملامح حرب أهلية في دمشق، ولا يوجد أي بعد طائفي انتقامي من قبل الثوار، فلم يتعرض المسيحيون، الدروز، أو العلويون لأي استهداف ذي معنى من قبل الكتائب الثورية، فيما تُؤكد المعارضة والسكان أن الميليشيات المؤيدة للنظام (الشبيحة) هي وحدها التي تتصرف بطائفية، وشكّلت حواجز مسلحة خاصة بها في مناطقها
الوضع المعيشي يزداد سوءاً في كل أحياء دمشق وينذر بكارثة، هناك شح في المواد الغذائية الأساسية، ومعظم المحال التجارية مغلقة، والحركة في الشوارع في حدها الأدنى، وهناك غياب واضح لعمال النظافة وشرطة السير
تقول المعارضة السورية إن وصول المعارك إلى دمشق هو دليل على تغيّر توازن القوى بين قوات النظام والثوار، لكنه ليس دليل على قرب انهيار النظام وسقوطه، وربما يكون بداية فصل جديد في الثورة السورية أكثر قسوة وخطورة، فيما تتضاءل يوماً وراء يوم فرص الحل السياسي
منظمة خيرية بريطانية: طرفا الصراع في سوريا يستهدفون الاطفال
قالت منظمة War Child الخيرية في بريطانيا إن كل الأطراف المنخرطة في الصراع الراهن في سوريا تقوم باستهداف الأطفال بشكل متعمد. وأشارت المنظمة إلى أن هؤلاء الأطفال يواجهون عمليات إعدام، كما يتعرضون لإصابات جسيمة، وعمليات اغتصاب في بعض الأحيان.
وحذرت المنظمة من أن كل الأطفال في سوريا باتوا الآن في خطر، بما في ذلك مليونا طفل يقيمون في دمشق.
وحثت المنظمة الحكومة البريطانية على مضاعفة جهودها من أجل حماية الأطفال، وحذرت من أن أطفالا في سن الثامنة يجندون للقتال.
وقد تحدثت طفلة من حمص تقيم في أحدى المخيمات في لبنان الى بي بي سي عن أيامها الأخيرة في سوريا وعن مقتل صديقة لها.
قالت ان اسم صديقتها كان “خلود” قتلت حين اخترقت رصاصة عنقها.
وقالت الطفلة “أصابت قنبلة منزلنا، فانهار أحد الجدران ودفن تحته والدي ووالدتي وشقيقي الأصغر.لحسن الحظ هم على قيد الحياة، ولكن بعد مقتل خلود قررت عائلتي الرحيل”.
وقالت طفلة أخرى في العاشرة إنها رات والدها ميتا “عرفته من حذائه، وكان وجهه مضرجا بالدماء، وكانت أمي تهزه وكأنها تحاول إيقاظه من نوم طويل”.
واختارت المنظمة الخيرية لتقريرها عنوان “حرب على الطفولة”، وأشارت فيه إلى ما توصلت اليه الأمم المتحدة من أن الأطفال يتعرضون للتعذيب في مراكز الاعتقال.
وورد في التقرير أن أكثر من ألف طفل قتلوا بوحشية.
كذلك لفت التقرير الانتباه إلى أن أكثر من نصف النازحين هم من صغار السن.
وصرح وزير التنمية الدولية أندرو ميتشل أن “العنف الذي يستهدف الأطفال في سوريا يبعث على الصدمة ” وقال إن بريطانيا سعت إلى ممارسة ضغوط دولية من إجل وضع حد لأعمال العنف.
BBC © 2012
قوات ماهر الاسد تجتاح منطقة بدمشق
باب السلام(سوريا) (رويترز) – طردت قوات سورية يقودها ماهر شقيق الرئيس بشار الاسد وتدعمها طائرات هليكوبتر مقاتلي المعارضة من منطقة بدمشق بعد اسبوع من شن المعارضين هجوما رئيسيا على العاصمة.
وقال ناشطو المعارضة في حي المزة بدمشق ان القوات الحكومية استعادت السيطرة على الحي يوم الاحد واعدمت 20 مدنيا على الأقل للاشتباه بمساعدتهم المعارضين .
وفي البرزة قال شاهد وناشطون ان افراد الفرقة الرابعة بالجيش السوري والتي يقودها ماهر الاسد اعدموا العديد من الشبان خلال عملية لاستعادة السيطرة على ذلك الحي الواقع في شمال دمشق.
وشنت القوات الحكومية هجوما لاستعادة السيطرة منذ ان نقل المعارضون معركتهم للاطاحة بالاسد الى العاصمة وقاموا بقتل اربعة من اوثق مساعدي الاسد في تفجير خلال اجتماع لكبار مسؤولي الامن يوم الاربعاء الماضي.
وفي تصعيد اخر لصراع سرعان ما أصبح حربا اهلية احتدم قتال حول مقر المخابرات في حلب اكبر مدن سوريا وفي دير الزور بشرق البلاد.
وقال مسؤولون عراقيون ان القوات السورية استعادت السيطرة على واحد من اثنين من المعابر الحدودية التي سيطر عليهما مقاتلو المعارضة على الحدود مع العراق لكن المعارضة قالت انها سيطرت على معبر ثالث على الحدود مع تركيا وهو معبر باب السلام شمالي حلب.
وقال العميد الركن فايز عمرو احد كبار الضباط السوريين المنشقين في تركيا لرويترز عبر الهاتف ان السيطرة على المعابر الحدودية ليست لها اهمية استراتيجية لكن لها اثر نفسي لأنه يدمر الروح المعنوية لقوات الأسد.
وأضاف أن السيطرة على المعابر استعراض لتقدم الثوار على الرغم من تفوق القوة القتالية لجيش الأسد.
وقال منشق عسكري كبير في تركيا ومصادر للمعارضين داخل سوريا ان المعارضين سيطروا ايضا على مدرسة للمشاة في بلدة المسلمية الواقعة على بعد 16 يوما شمالي حلب وأسروا العديد من الضباط الموالين للنظام في حين انشق اخرون.
وقال العميد مصطفى الشيخ لرويترز بالتليفون من بلدة عبيدين على الحدود التركية ان لهذه العملية اهمية استراتيجية ورمزية فهذه المدرسة بها مستودعات ذخيرة وتشكيلات مدرعة وتحمي البوابة الشمالية لحلب.
وأظهر قصف دمشق ودير الزور تصميم الأسد على الانتقام بعد مقتل اربعة من كبار مسؤوليه الامنيين في الانفجار الذي وقع يوم الاربعاء.
وكان الانفجار اكبر لطمة في الانتفاضة المندلعة منذ 17 شهرا والتي تحولت إلى ثورة مسلحة ضد اربعة عقود من حكم عائلة الأسد.
وقال سكان ونشطاء بالمعارضة ان المقاتلين المعارضين طردوا من حي المزة الدبلوماسي في دمشق وان اكثر من الف من القوات الحكومية وعناصر الميليشيات الموالية لها تدفقت على المنطقة تدعمها العربات المصفحة والدبابات والجرافات.
وقال ثابت المقيم في حي المزة ان ثلاثة اشخاص قتلوا واصيب 50 شخصا أغلبهم من المدنيين في القصف الذي وقع في وقت مبكر من صباح يوم الأحد وقال “الحي محاصر والمصابون لا يجدون الرعاية الطبية.
“رأيت رجالا تمت تعريتهم إلى الملابس الداخلية. وحملت ثلاث حافلات محتجزين من الفاروق ومن بينهم نساء وأسر بأكملها. واضرمت النيران في عدة منازل.”
وقالت مصادر معارضة اخرى إن مقاتلي المعارضة في العاصمة ربما يفتقرون لخطوط الامداد التي تساعدهم على البقاء هناك لفترة طويلة وربما يقومون بعدة “انسحابات تكتيكية”.
وقال ناشط بالمعارضة يدعى ابو قيس عبر الهاتف من حي البرزة “دخلت ما لا يقل عن 20 دبابة تابعة للفرقة الرابعة ومئات الافراد حي البرزة بعد ظهر اليوم.”
وأضاف قائلا “رأيت قوات تدخل منزل عيسى العرب البالغ من العمر 26 عاما. تركوه ميتا برصاصتين في الرأس.
وأضاف ان أشخاصا كانوا يحتمون من القتال في احدى البنايات ابلغوه باعدام عيسى وهبة (17 عاما) دون محاكمة إثر اخراجه قسرا من المبنى حيث تعرض للضرب وقتل .
وقال مازن وهو ناشط معارض آخر في البرزة انه تم العثور على جثث اربعة شبان يبدو انهم قتلوا باطلاق النار عليهم من مسافة قريبة.
ونقل التلفزيون الرسمي السوري عن مصدر اعلامي نفيه ان طائرات هليكوبتر اطلقت النار على العاصمة. وقال ان الوضع في دمشق طبيعي لكن قوات الامن تطارد فلول “الارهابيين” في بعض الشوارع.
وزادت اهمية دور ماهر الأسد منذ مقتل وزير الدفاع السوري ورئيس المخابرات وصهره في انفجار يوم الاربعاء في اطار عملية “بركان دمشق” التي يسعى من خلالها المقاتلون المعارضون إلى حسم الصراع.
ولم يتحدث الأسد علنا منذ التفجير. ولكن الجيش الاسرائيلي قال انه يعتقد انه مازال في دمشق ويحتفظ بولاء قواته المسلحة.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان 1261 شخصا قتلوا في انحاء سوريا منذ الأحد الماضي عندما تصاعد القتال في دمشق من بينهم 299 شخصا من قوات الأسد وهو ما يجعله بفارق كبير اكثر اسابيع الانتفاضة السورية دموية. وقتل في الانتفاضة السورية نحو 18000 شخص.
واضاف المرصد انه في المجمل قتل 79 مدنيا و24 جنديا الاحد .
وأغلقت اغلب المحال التجارية في دمشق وكانت السيارات في الشوارع قليلة لكنها اكثر قليلا مما كانت عليه خلال الايام القليلة الماضية. وعادت قوات الامن لترابط مرة اخرى عند بعض نقاط التفتيش التي كان الجنود تركوها قبل ايام.
واغلقت محطات بنزين كثيرة لنفاد الوقود منها بينما اصطفت السيارات في طوابير طويلة امام المحطات التي لم ينفد منها الوقود بعد. وتحدث سكان ايضا عن طوابير طويلة امام المخابز.
وقال مسؤولو حدود ومسؤولو امن عراقيون إن القوات السورية اعادت فرض سيطرتها على معبر اليعربية على الجانب السوري من الحدود بعدما استولى مقاتلون من المعارضة على المعبر لوقت قصير يوم السبت.
وقال العراق انه لا يستطيع مساعدة السوريين الفارين من القتال وقام الجيش العراقي باغلاق الحدود يوم الجمعة.
وتخشى القوى الاقليمية والغربية من احتمال ان يتحول الصراع إلى حرب طائفية شاملة يمكن ان تمتد عبر الحدود ولكنها لم تجد بعد استراتيجية متماسكة للحيلولة دون حدوث ذلك .
وقال الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني رئيس وزراء قطر في مؤتمر صحفي في الدوحة ان وزراء الخارجية العرب المجتمعين في الدوحة حثوا المعارضة والجيش السوري الحر على تشكيل حكومة انتقالية.
واضاف ان الدول العربية ستساعد على ضمان الخروج الامن من سوريا للاسد اذا تنحي بسرعة وهو امر لم يظهر استعدادا لفعله.
(إعداد أحمد صبحي خليفة للنشرة العربية)
من سليمان الخالدي وجوناثان بورش
الاتحاد الأوروبي يشدد حظر السلاح على سوريا
بروكسل (رويترز) – قال مسؤولون من الاتحاد الأوروبي إن حكومات الدول الأعضاء في الاتحاد اتفقت يوم الإثنين على تشديد حظر السلاح الذي تفرضه على سوريا وتشديد العقوبات ضد الرئيس السوري بشار الأسد في الوقت الذي يتصاعد فيه الصراع بين حكومته والمعارضين ليقترب من حرب أهلية.
وفي اجتماع في بروكسل قرر وزراء خارجية الدول الأعضاء بالاتحاد تجميد أصول وفرض حظر على السفر على 26 شخصا آخرين ومنع شركات أوروبية من القيام بأعمال مع ثلاثة كيانات أخرى ليوسعوا من قائمة الشركات المستهدفة من عقوبات الاتحاد الأوروبي.
ووفقا للحظر الجديد ستكون حكومات الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي مطالبة بتفتيش طائرات وسفن يشتبه أنها تحمل أسلحة أو أي معدات أخرى محظورة إلى سوريا.
وقالت كاثرين اشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي قبل الاجتماع “هذه العقوبات مهمة لأنها ستمسح بتفتيش السفن لمعرفة طبيعة الشحنات التي تحملها وهذا سيمنع -كما آمل- وصول أي أسلحة إلى سوريا.”
(إعداد علا شوقي للنشرة العربية – تحرير أميرة فهمي)
تحقيق-أكراد سوريون يسعون للجوء لدى أقرانهم العراقيين
مخيم دوميز (العراق) (رويترز) – عادة ما تأتي القوات السورية قبل الفجر وتأخذ شبانا أكرادا لإجبارهم على الانضمام لجيش لا يعتبرونه جيشهم وخوض معركة لحكومة كانت تعاملهم كأنهم دخلاء.
عندما جاءت القوات السورية فر أحمد طالب الحقوق السوري وترك أسرته وعبر الحدود في ابريل نيسان إلى كردستان العراق للانضمام إلى الآلاف من الأكراد السوريين الذين يعيشون الآن بين أقرانهم العراقيين في مخيم للاجئين أو منازل أقارب.
ومع تصاعد الأزمة السورية كانت المحافظات السورية التي يسكنها أكراد بعيدة في الأغلب عن العنف. لكن الأكراد السوريين يقولون بشكل متزايد إنهم يفرون من بلادهم إلى كردستان العراق بسبب الصعوبات الاقتصادية المتزايدة والخطف وعدم الاستقرار.
وعبر أكثر من سبعة آلاف سوري الحدود ووجدوا طريقهم إلى كردستان العراق حيث أقامت السلطات المحلية والهيئات الدولية مخيما وهناك استعدادات تجري لاستقبال المزيد.
وقال أحمد الذي طلب نشر اسمه الأول فقط شأنه شأن كثيرين غيره خشية الانتقام “قوافل الجيش تأتي الساعة الرابعة صباحا تقريبا وتطلب وثائق الهوية. عندما طوقت منزلي علمت أنني لا يمكنني العودة.”
بعضهم جنود يفرون من أوامر إطلاق النار على المحتجين أو على منشقين آخرين من الأكراد والبعض الاخر أسر واجهت صعوبة متزايدة في العثور على الغاز والطعام أو طلبة يريدون عدم المشاركة في القتال لصالح الرئيس السوري بشار الأسد.
وعانى أكراد سوريا لفترة طويلة من التمييز ويعتبر كثيرون كردستان العراق مكانا يمكنهم أن يجدوا فيه عملا والاستقرار بسهولة مع وجود جذور ولغة مشتركة.
وفي حين ان بلدات سورية مثل حمص تتحمل الجزء الأكبر من حملة القمع التي يشنها الأسد على الانتفاضة منذ أكثر من 16 شهرا من الاحتجاجات والقتال يقول نشطاء من المنطقة الكردية إن أكراد سوريا الذين يمثلون مليونا من بين 21 مليونا ينظرون بحذر الآن الى فرصة للاقتراب من نيل حقوقهم بشكل مماثل لنموذج كردستان العراق.
إذ ان كردستان العراق منطقة شبه مستقلة منذ عام 1991 لها حكومتها الإقليمية وقواتها المسلحة لكنها ما زالت تعتمد على الحكومة المركزية في بغداد في الميزانية.
وتشكل مطالب المنطقة الكردية في سوريا التي واجهت قمعا للحقوق مثل منع التدريس باللغة الكردية تحديا للمجلس الوطني السوري المعارض الذي يقوده منذ يونيو حزيران عبد الباسط سيدا وهو كردي.
وما زال اعداد السوريين الذين يفرون إلى العراق صغيرا مقارنة بعدد اللاجئين الذين يعبرون إلى تركيا ولبنان حيث تقول الأمم المتحدة إن ما يصل إلى 30 ألف لاجئ ربما يكونون قد عبروا الحدود خلال الأسبوع المنصرم.
وفي مخيم دوميز حيث توجد مجموعتان من الخيام وهما مجموعة للرجال العزاب وأخرى للعائلات يتحدث اللاجئون الذين وفدوا حديثا عن رحيل الأسد ووجهة نظرهم عن احتمال تقسيم سوريا إلى مناطق منفصلة مع تزايد العنف هناك.
وقال حمو وهو جندي سوري كردي فر من الجيش إلى كردستان العراق بعد أن قضى عشرة شهور في حمص “أنا متأكد أن الأسد سيرحل الآن. في الماضي كان الجيش قويا لكن هناك العديد من الانشقاقات الآن.”
وبالنسبة للعراق تمثل الأزمة السورية حساسية خاصة إذ إن حكومة بغداد التي يقودها الشيعة قريبة من إيران حليفة الأسد في المنطقة واتخذت موقفا اكثر اعتدالا من دول خليجية سنية مثل قطر والمملكة العربية السعودية.
لكن الأحزاب الكردية في المعارضة السورية للأسد تشجعها كردستان العراق على تنحية خلافاتها جانبا وتقديم جبهة موحدة لخوض المعركة من أجل حقوق الأكراد.
وثارت خلافات علنية بين أعضاء المجلس الوطني السوري من الأكراد وبين آخرين في المجموعة بسبب حقوق الأكراد وما إذا كانت سوريا بعد الأسد ستكون اتحادية على غرار العراق. وفي الرابع من يوليو تموز انسحبت مجموعة من الأكراد من اجتماع للمعارضة السورية في القاهرة وسط تشابك بالأيدي ولكمات.
وسيكون الدور الذي يقوم به اكراد سوريا بعد رحيل الأسد مهما لكل من تركيا وإيران ولديهما أقلية كردية تسعى منذ زمن طويل لقدر أكبر من الاستقلالية.
وبالنسبة لكثير من اللاجئين الأكراد فإن الانتماء العرقي هو الذي دفعهم إلى الفرار من سوريا إلى كردستان العراق وليس إلى لبنان أو تركيا لأنهم يعتقدون أنهم كانوا سيواجهون قيودا اكبر.
كان القتال طوال ثمانية أشهر ضد المحتجين كافيا ليدفع الجندي بيلنت للفرار من سوريا إلى كردستان العراق. وقال إنه دفع رشوة قيمتها 200 دولار لضابط للتمكن من أخذ إجازة وزيارة أسرته ثم مغادرة البلاد.
وقال وهو يجلس بين 20 آخرين من المنشقين عن الجيش السوري قرب المخيم “كانت هناك قاعدة. إذا أعطوني أوامر بإطلاق النار ولم أنفذها فسوف يطلقون علي النار… سأبقى هنا حتى رحيل الأسد.. ثم أعود.”
أما الأسر الموجودة في المخيم فكان نقص الطعام وإمدادات غاز الطهي وخطر العنف كافيا لدفعهم للتخلي عن منازلهم وعبور الحدود إلى العراق.
وهناك كثير منهم بالفعل يعتبرون العراق وطنهم ويسعون للحصول على وظائف في بلدات مجاورة ويزودون الخيام بأجهزة مكيفة للهواء استعدادا لبقاء طويل.
وقالت ونسان التي دفعت مبلغا ماليا للمهربين لنقلها وأبنائها الثلاثة إلى العراق لتلحق بزوجها قبل ثلاثة أسابيع “حتى إذا سقط الأسد.. لن نعود.. ليس هناك حياة باقية في سوريا. من الأفضل البقاء هنا.”
وعند مسجد غير مكتمل البناء قرب مخيم دوميز تتضح المشاعر السائدة بين اللاجئين. كتبت عبارة بالأزرق الباهت على الجدران غير المكتملة للمسجد تقول “ارحل يا بشار”.
من باتريك ماركي
(إعداد دينا عفيفي للنشرة العربية – تحرير أميرة فهمي)