أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين 03 آب 2015

 

 

 

 

الجيش السوري يواصل هجومه المضاد على سهل الغاب المجاور للاذقية

بيروت – أ ف ب

أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» اليوم (الأحد) أن قوات النظام السوري مدعومة بعناصر «حزب الله» اللبناني، واصلت هجومها المضاد ضد الفصائل المقاتلة في منطقة سهل الغاب المجاورة لمحافظة اللاذقية، مشيراً إلى أن أكثر من 100 شخص قتلوا خلال ثلاثة أيام.

وشن «جيش الفتح» الإثنين الماضي وهو تحالف تنضوي تحته مجموعة من الفصائل المقاتلة و «جبهة النصرة»، هجوماً واسعاً على هذه المنطقة الواقعة في شمال غربي سورية والملاصقة لمحافظة اللاذقية، حيث توجد مدينة القرداحة مسقط رأس الرئيس السوري بشار الأسد وعائلته.

وأورد «المرصد» أن الجيش السوري قام بقصف مكثف على مواقع «جيش الفتح» مدعوماً بميليشيات محلية ومقاتلين من «حزب الله».

وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن إنه «خلال الأيام الثلاثة الماضية، تمكن الجيش من استعادة حوالى نصف المناطق التي كان خسرها».

وأضاف «قتل 73 مقاتلاً معارضاً و42 مسلحلاً موالياً في المعارك المشتعلة في سهل الغاب في غضون 72 ساعة»، مضيفاً أن «القوات الجوية قصفت مواقع المتمردين اليوم، في ما كانت المعارك محتدمة».

وأشار عبد الرحمن إلى أن «من بين القتلى الموالين للنظام عناصر من حزب الله اللبناني، الحليف الكبير للنظام السوري، إضافة إلى مسلحين من قوات الدفاع الوطني وهي ميليشيا محلية مؤيدة للنظام».

 

«ثلاثة جيوش» تتقدم على طريق اللاذقية – حلب

لندن – «الحياة»

تمكن النظام السوري مستعيناً بثلاثة جيوش، تحت غطاء جوي من استعادة مناطق في ريف ادلب تربط اللاذقية بحلب شمالاً بعد معارك مع مقاتلي المعارضة اسفرت عن مقتل 115 من الطرفين، في وقت سيطر تنظيم «داعش» على اعلى نقطة في ريف الحسكة بعد طرده من قوات النظام والمقاتلين الأكراد من المدينة شرق البلاد قرب حدود العراق. وانسحب تكتل يضم النشطاء السوريين المدنيين من «الائتلاف الوطني السوري» المعارض. (للمزيد).

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس إن «قوات النظام مدعمة بحزب الله اللبناني ومسلحين موالين من جنسيات سورية وعربية وآسيوية تمكنت من استعادة السيطرة على منطقة فريكة الواقعة قرب أوتستراد أريحا – اللاذقية في ريف جسر الشغور عقب تمكنها من التقدم في أطراف ريف إدلب عند الحدود الإدارية مع حماة، حيث سيطرت قوات النظام على المنطقة» عقب اشتباكات عنيفة مع فصائل معارضة سيطرت عليها قبل ايام.

وأسفرت الاشتباكات خلال الأيام الثلاثة الماضية عن مقتل «73 مقاتلاً من الفصائل الإسلامية والمقاتلة بينهم 45 سورياً وأنباء عن مقتل 40 آخرين، إضافة إلى مقتل 42 من قوات النظام والمسلحين الموالين».

وكانت قوات النظام تمكنت من السيطرة على خربة الناقوس والمنصورة والزيادية ومحطة زيزون وسدها وتل أعور وأجزاء من قرية الزيارة ومناطق أخرى في محيطها، عند أطراف محافظة إدلب وفي سهل الغاب في ريف حماة، حيث ترافقت الاشتباكات مع عشرات الضربات الجوية وعشرات الصواريخ والقذائف بين الطرفين ومن قبل قوات النظام على منطقة الاشتباكات، وفق «المرصد».

وأكدت شبكة «أخبار إدلب» المعارضة إن قوات النظام استعادت محطة زيزون «بعد تدميرها في شكل شبه كامل وتقدمت باتجاه فريكة حيث تدور اشتباكات كرّ وفرّ بين الطرفين بعد خسائر كبيرة منيت بها قوات النظام وصلت إلى أكثر من 250 عنصراً وتدمير أكثر من سبع آليات بينها ثلاث دبابات وثلاث عربات بي أم بي وسيارات عسكرية»، مشيرة إلى أن «الخطة التي اتبعها النظام في معاركه الأخيرة كانت من طريق الهجوم بثلاثة جيوش في شكل متتابع ما أرغم الثوار على التراجع».

 

هجوم انتحاري لـ «الكردستاني» على مركز للشرطة التركية

إربيل – باسم فرنسيس < أنقرة – أ ب، رويترز، أ ف ب

أعلنت السلطات التركية أمس، أن «حزب العمال الكردستاني» المحظور نفّذ «هجوماً انتحارياً» أدى إلى مقتل جنديَّين وجرح 31، اذ فجّر مركزاً للشرطة مستخدماً «جراراً زراعياً محمّلاً طنّين من المتفجرات».

ونفى الجيش التركي معلومات أفادت بمقتل مدنيين، خلال غارة شنّها على جبال قنديل في شمال العراق، لكن رئيس «حزب الشعوب الديموقراطية» صلاح الدين دميرطاش تعهد العمل لمثول المسؤولين عن ذلك «أمام القضاءين المحلي والدولي».

في الوقت ذاته، استغرب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن تقتصر غارات سلاح الجوّ التركي على أراضي بلاده، «بذريعة محاربة حزب العمال الكردستاني، فيما يقوم عناصر الحزب بنشاطاتهم داخل تركيا».

وحض مجلس وزراء إقليم كردستان العراق أنقرة على وقف «قصف القرى والسكان المدنيين»، داعياً «الكردستاني» إلى «إبعاد قواته ومقاره ومؤسساته عن تلك المناطق». وأعلن استعداده لتسهيل «عودة الجانبين إلى لغة الحوار المباشر».

وأفادت وكالة «الأناضول» الرسمية للأنباء بأن «الكردستاني» «نفّذ هجوماً انتحارياً» على مخفر للدرك في ولاية أغري شرق تركيا، المتاخمة لإيران، ما أسفر عن مقتل جنديَّين وجرح 31. وأشارت إلى أن الهجوم نُفِّد بـ»جرّار زراعي» مُحمّل طنّين من المتفجرات.

وأوردت وسائل إعلام تركية أن المتمردين نصبوا «مكمناً» قرب مكان التفجير، لعرقلة وصول المساعدات إليه، فيما تبنّى «الكردستاني» الهجوم، متحدثاً عن «مقتل عشرات الجنود». وأفادت «الأناضول» بمقتل جندي وجرح 4، بتفجير لغم استهدف قافلة عسكرية في ولاية ماردين جنوب شرقي تركيا.

وأعلن «حزب الشعوب الديموقراطية» مقتل 10 مدنيين، «بينهم أطفال وامرأة حامل»، وجرح 15 بغارة تركية استهدفت قرية «زركله» شمال إربيل، أسفرت أيضاً عن تدمير اكثر من 20 منزلاً ونزوح سكان القرية نحو مناطق آمنة.

لكن الجيش التركي نفى الأمر، مؤكداً أن تحقيقاً أظهر أن الهدف «لم يكن قرية، بل مخبأ لإيواء عناصر المنظمة الإرهابية الانفصالية»، في إشارة إلى «الكردستاني». وكانت وزارة الخارجية التركية أعلنت أنها تعمل مع حكومة إقليم كردستان العراق للتحقيق في الأمر، علماً أن رئيس الإقليم مسعود بارزاني الذي دان قصف تركيا القرية، طالب «الكردستاني» بسحب مسلّحيه من المنطقة و»نقل ساحات القتال بعيداً من كردستان، لئلا يصبح المواطنون ضحايا هذه الحرب».

وقُتل عشرات من أفراد قوات الأمن التركية، منذ اندلاع العنف قبل اكثر من 10 أيام، بعدما أطلق الرئيس رجب طيب أردوغان «حرباً على الإرهاب» تستهدف «الكردستاني» في شمال العراق وتنظيم «داعش» في سورية، اثر مقتل 32 ناشطاً كردياً بتفجير انتحاري نفذه التنظيم في 20 تموز (يوليو) الماضي في سوروج جنوب تركيا.

وأعلنت أنقرة مقتل حوالى 260 مسلحاً كردياً وجرح حوالى 400، في غارات جوية يومية على مواقع للمتمردين في شمال العراق، علماً أن «داعش» لم يُستهدَف سوى بثلاث غارات. ودفع ذلك أحزاب المعارضة وناشطين أكراداً في تركيا إلى اتهام أردوغان وحكومة أحمد داود أوغلو بالعمل لإحياء النزاع مع «الكردستاني»، من أجل كسب أصوات القوميين وتقويض شعبية «حزب الشعوب الديموقراطية»، قبل انتخابات مبكرة مرتقبة الخريف المقبل.

ونسبت وكالة «الأناضول» إلى دميرطاش دعوته إلى «وقف نار متبادل» بين الحكومة و»الكردستاني»، وفتح حوار بين الجانبين، محذراً من أن السلطات «تقترب بسرعة من عاصفة عنف». وتطرّق إلى مقتل مدنيين بغارة تركية على قرية «زركله»، قائلاً: «سنبذل ما في وسعنا من أجل مثول المسؤولين عن مقتل المدنيين، أمام القضاءين المحلي والدولي».

 

الجيش السوري يتقدّم في ريفَي حماه واللاذقية كيري ولافروف والجبير يناقشون الأزمة السورية

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ)

يلتقي وزراء الخارجية الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف والسعودي عادل الجبير في الدوحة اليوم للبحث في ملفات اقليمية أبرزها سوريا واليمن وليبيا والحرب على تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش).

وسيلتقي كيري نظراءه في دول مجلس التعاون الخليجي لتهدئة مخاوفهم الناتجة من الاتفاق النووي الذي وقّعته الدول الكبرى مع ايران في 14 تموز بفيينا.

وأفاد ديبلوماسي اميركي السبت ان كيري “سيحاول الاجابة عن كل الاسئلة التي لا تزال تراود وزراء الخارجية على امل ان يكونوا راضين ولضمان ان يدعموا مواصلة جهودنا”.

وأمس، أحيا وزير الخارجية الاميركي في القاهرة الشركة “الاستراتيجية” مع مصر والقاضية بتعاون أمني ولمكافحة الارهاب ضد الجماعات الجهادية من غير ان يمنع ذلك البلدين المتحالفين من التطرق الى مسألة حقوق الانسان. واجرى محادثات أيضاً مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وكان البلدان اللذان تربطهما علاقات مضطربة منذ الانتفاضة المصرية في 2011، حققا تقاربا في الاشهر الاخيرة وخصوصا مع معاودة المساعدة العسكرية الاميركية لمصر والبالغة 1,3 مليار دولار سنويا في آذار الماضي.

 

تقدم للجيش السوري

وتنعقد اجتماعات الدوحة في ظل تقدم للجيش السوري ومقاتلي “حزب الله” اللبناني في هجوم مضاد على جبهتي سهل الغاب في ريف حماه وريف جسر الشغور في محافظة ادلب.

وافاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان اكثر من مئة شخص قتلوا خلال ثلاثة ايام.

والاثنين الماضي، شن “جيش الفتح”، وهو تحالف تنضوي تحته مجموعة من الفصائل المقاتلة و”جبهة النصرة”، هجوماً واسعاً على هذه المنطقة الواقعة في شمال غرب سوريا والملاصقة لمحافظة اللاذقية التي تضم القرداحة مسقط رأس الرئيس السوري بشار الاسد وعائلته.

وعمد الجيش السوري، مدعوما بميليشيات محلية ومقاتلين من “حزب الله”، الى قصف مكثف لمواقع “جيش الفتح” .

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن انه “خلال الايام الثلاثة الماضية، تمكن الجيش من استعادة نحو نصف المناطق التي كان خسرها”. واضاف انه “في غضون 72 ساعة، قتل 73 مقاتلاً معارضاً على الاقل و42 مقاتلا موالياً في المعارك المشتعلة في سهل الغاب”، وان القوات الجوية قصفت مواقع المتمردين الاحد، فيما كانت المعارك محتدمة. وأشار الى ان بين القتلى الموالين للنظام عناصر من “حزب الله” ، الى مقاتلين من “قوات الدفاع الوطني”، وهي ميليشيا محلية مؤيدة للنظام.

واستعاد الجيش السيطرة على قرية الزيادية ومحطة زيزون الحرارية وهي واحدة من أهم محطات الكهرباء الحرارية في البلاد والتي كانت “جبهة النصرة” التابعة لتنظيم “القاعدة” قد أعلنت أنها سيطرت عليها في وقت سابق من الأسبوع الماضي.

وأعلن مصدر عسكري سوري أن سلاح الجو السوري شنّ سلسلة غارات على أوكار وتجمعات لتنظيم “داعش” في ريف تدمر. ونقلت عنه الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” “أن سلاح الجو دمر أوكارا وآليات مدرعة لتنظيم داعش وقضى على العديد من أفراده على مدخل وادي الماسك وسد وادي أبيض في ريف تدمر”.

 

كيري ولافروف والجبير في الدوحة:

إيران واليمن وسوريا.. و«داعش»

يحاول وزير الخارجية الأميركي جون كيري طمأنة نظرائه في مجلس التعاون الخليجي، في الدوحة اليوم، إزاء الاتفاق بين مجموعة «5+1» وطهران، بشأن البرنامج النووي الإيراني.

وانتقل كيري إلى الدوحة من القاهرة حيث ترأس مع نظيره المصري سامح شكري «حواراً استراتيجياً» بين الدولتين الحليفتين اللتين توترت العلاقة بينهما اثر إطاحة الرئيس محمد مرسي في العام 2013.

وأعلن ديبلوماسي أميركي أن كيري سيحاول تهدئة مخاوف وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الناجمة عن الاتفاق النووي الذي أبرمته الدول الكبرى مع إيران في 14 تموز الماضي في فيينا.

وقال إن كيري «سيحاول الإجابة على كل الأسئلة التي لا تزال تراود وزراء الخارجية، على أمل أن يكونوا راضين ولضمان أن يدعموا مواصلة جهودنا».

وكان كيري قال، في القاهرة، إن الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني سيجعل «بلا شك» منطقة الشرق الأوسط أكثر أمانا في حال تطبيقه، ساعياً لتبديد تحفظات دول حليفة للولايات المتحدة في المنطقة.

وتأتي زيارة كيري إلى الدوحة عقب زيارة قام بها وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر إلى المنطقة في تموز الماضي، وسعى خلالها إلى تأكيد التزام واشنطن بأمن دول مجلس التعاون الخليجي.

كما أن كيري سيلتقي في العاصمة القطرية نظيريه الروسي سيرغي لافروف والسعودي عادل الجبير للتباحث خصوصا في الملفين السوري واليمني، كما ذكرت الخارجية الأميركية.

وذكرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، أن لافروف سيعقد اجتماعات أيضا مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ووزير الخارجية القطري خالد العطية. وأوضحت أن لافروف يزور قطر لمناقشة التحركات من أجل السلام في سوريا واليمن وليبيا والتحالف الدولي ضد «داعش» والاستقرار في منطقة الخليج والعلاقات الثنائية بين روسيا وقطر.

من جهة ثانية، قال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف إن «الملك السعودي سلمان سيزور موسكو قبيل نهاية العام الحالي». وأضاف: «في منتصف آب الحالي ستستقبل موسكو وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، الذي سيلتقي مع لافروف، ويبحث معه العلاقات الثنائية السعودية – الروسية، والقضايا الإقليمية والدولية الساخنة. سيناقش الوزيران التحضيرات الجارية للزيارة، التي سيقوم بها الملك السعودي سلمان إلى روسيا قبيل نهاية العام الحالي».

(«الاناضول»، ا ف ب، رويترز)

 

«أحرار الشام».. «طالبان سوريا»

عبد الله سليمان علي

بينما يتعرّض مشروع حركة «طالبان» المتمثل بإقامة «إمارة إسلامية» في أفغانستان بمواصفات معينة، للتشكيك في إمكانية استمراره بعد الإعلان عن وفاة مؤسسه الملا محمد عمر مجاهد، وشيوع أنباء عن وجود خلافات وانقسامات ضمن صفوف الحركة على أحقية خلافته، يبدو أن مشروع الملا عمر وجد له من يحمل أمانة الاستمرار به ومتابعة خطوات تنفيذه، ولكن هذه المرة ليس في أفغانستان وإنما في سوريا، التي تشهد منذ سنوات عدة تصاعداً كبيراً للعديد من الحركات الإسلامية المتشددة على اختلاف انتماءاتها العقائدية وتنويعاتها المنهجية.

وقد يتبادر إلى الذهن بداية أن «جبهة النصرة» هي من أوائل الفصائل الإسلامية في سوريا التي ستسعى إلى حمل راية الملا عمر، ونشرها فوق الربوع التي تسيطر عليها، غير أن أسباباً عديدة جعلت «النصرة» تتأخر عن هذا الأمر، وتتعلق أولاً بـ «جبهة النصرة» وعلاقاتها مع الفصائل على الأرض، وبالتطورات التي طرأت على منهجها وعقيدتها نتيجة التنافس بين تيارين داخلها، وتتعلق ثانياً بحركة «طالبان» نفسها وعدم وضوح علاقتها مع تنظيم «القاعدة» الذي تنتمي إليه «النصرة» في الفترة الأخيرة، وبالسياسات الجديدة التي باتت تتبعها وعلى رأسها «المشروع الوطني» داخل أفغانستان واللجوء إلى الحل السياسي مع حكومة بلادها.

مجمل هذه الأسباب جعلت «جبهة النصرة» تتأخر عن مهمة حمل راية الملا عمر والسير بها. ولم يقتصر الأمر على ذلك بل تعدّاه إلى أنها لم تصدر بعد أي بيان نعي أو رثاء بالراحل، بخلاف بعض الفصائل الأخرى. ولا يمكن لهذا التأخر في إصدار بيان نعي إلا أن تكون وراءه مجموعة مهمة من الأسباب، لأن الملا عمر، بحسب أدبيات «النصرة»، هو «أمير المؤمنين» الذي يدين له زعيمها الخراساني أيمن الظواهري بالولاء والبيعة. وليس أي بيعة إنما البيعة العظمى وذلك بحسب فيديو مسرّب لزعيم «القاعدة» الراحل أسامة بن لادن يتحدث فيه بوضوح أن بيعته للملا عمر هي «بيعة إمامة عظمى» وليس مجرد بيعة قتال. وبحسب قول بن لادن، في الشريط المسرّب، فإن على كل متواجد ضمن رقعة سيطرة الملا عمر أن يبايعه «بيعة عظمى» وإلا مات ميتة جاهلية.

وإذا كان تأخر «جبهة النصرة» في نعي مَن يفترض أنه «وليّ أمر زعيمها» مفهوماً لوجود مجموعة أسباب وعوامل فرضته، فإن إسراع «حركة أحرار الشام الإسلامية» إلى نعيه ورثائه لا يبدو مستغرباً، بل يأتي في سياق هذه الأسباب والعوامل نفسها.

وقد فسّر البعض مسارعة «أحرار الشام» إلى إصدار بيان تنعى فيه الملا عمر بأنه مؤشر على وجود صراع بين تيارين داخلها، وأن بيان النعي صدر نتيجة ضغوط التيار المتشدد داخلها. غير أن الأمر هو على العكس تماماً، لأن التيار المتشدّد في «أحرار الشام»، والذي يتطابق مع توجهات «القاعدة»، قد تكون لديه العديد من التحفظات على سياسة وأداء الملا عمر في عدد من القضايا التنظيمية والسياسية والعسكرية. لذلك، ولا غرابة في قول ذلك، فإن التيار صاحب المراجعات في «أحرار الشام» والذي يطلق على نفسه التيار «الإصلاحي» هو الذي دفع باتجاه المسارعة في نعي الرجل الذي يعتبر من المطلوبين الأوائل عالمياً بتهم الإرهاب والعنف وانتهاك حقوق الإنسان وتدمير الآثار.

لكن التيار «الإصلاحي» صاحب المراجعات، لم يكن ينظر إلى هذه الاتهامات عندما قرّر وجوب نعي الملا عمر، فعينه كانت على نقاط معينة في سياسة الرجل بإمكان التيار إسقاطها على الحالة السورية، والاستفادة منها في أمور عدة، أهمها محاولة كسب الشرعية «الجهادية» التي تمثلها «طالبان» من خلال التمثّل بسياساتها واعتناق منهجها الجديد. وقد كان هذا الإسقاط جلياً في البيان الذي أصدرته الحركة، حيث ركّز البيان، الذي وصف الملا عمر بـ «الأمير السعيد»، على ما أسماها «بصماته في العمل الإسلامي». واستقراء هذه البصمات كما وردت في البيان يوضح كيف أن الغاية الأساسية منه هي إسقاط واقع «حركة طالبان الأفغانية» على الحالة السورية والتلويح بشكل غير مباشر بأن «حركة أحرار الشام» هي «طالبان سوريا».

فمن أهمّ بصمات الملا عمر، كما رآها بيان «أحرار الشام»، هي «الثبات على المبادئ، والالتحام مع الشعب الأفغاني فأصبحت المنبر الناطق باسمه، واستثمار الانتصارات العسكرية بعمل سياسي رشيد، ثم كانت البصمة الرابعة المهمة وهي الجمع بين محاربة الغلو والتفريط».

ولا يُخفى أن مجمل هذه البصمات تلخص بشكل مكثّف السياسة نفسها التي يحاول «التيار الإصلاحي» في «أحرار الشام» اتباعها. فقد تمّ تغيير شعار الحركة من «مشروع أمة» إلى «ثورة شعب»، أي أن الحركة تخلّت عن طموحاتها الإقليمية وحصرت نشاطها في سوريا كما فعلت حركة «طالبان» عندما تبنّت المشروع الوطني الأفغاني وابتعدت عن أي نشاطات في الخارج. كما تريد «أحرار الشام» أن تقول إنها هي التي تلتحم بالشعب السوري وتنطق باسمه وليس أي فصيل آخر. ولم يعُد سراً وجود توجه لدى «أحرار الشام» نحو إعطاء السياسة جزءاً كبيراً من اهتمامها. ومن هذا القبيل كانت مقالات مسؤول علاقاتها الخارجية لبيب النحاس في بعض الصحف الغربية، وثمة رأي داخل الحركة بأن التقدم الميداني ينبغي أن يرافقه عمل سياسي، وقد صدرت فتاوى من بعض مرجعيات الحركة تتيح لها الانخراط في علاقات مع بعض الدول الإقليمية وتسهيل مشاريعها في سوريا، ومن ذلك فتوى أبو العباس الشامي (محمد أيمن أبو التوت) بالوقوف مع تركيا في إقامة المنطقة العازلة.

أما محاربة الغلوّ، فهي من أكثر البصمات توافقاً مع الحالة السورية التي يشكل الاقتتال ضد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» المتّهم بالغلوّ، أبرز جوانبها. وفي الإشارة التي احتواها البيان إلى «الجمع بين محاربة الغلو والتفريط» مؤشر مهم على أن «أحرار الشام» ومهما بلغت المراجعات فيها من العمق فلن تتحوّل إلى «جيش حر» («الجيش الحر» يُتهم بالتفريط) ولن تتخلى عن مشروع «الدولة الإسلامية» الذي تتبناه في ميثاق تأسيسها.

وهنا تبرز نقطة في غاية الأهمية، فإلى أي مدى تريد «أحرار الشام» أن تقتبس تجربة حركة «طالبان»؟ وهل يتوقف الأمر عند البصمات الذي ذكرها البيان أم هناك أمور مسكوت عنها لا تستطيع الحركة البوح بها في هذه المرحلة؟

ويتعلق الأمر بطبيعة العلاقة الملتبسة بين «طالبان» وبين تنظيم «القاعدة»، والتي تقابلها علاقة «أحرار الشام» مع «جبهة النصرة»، على فرض أن «أحرار الشام» أو «التيار الإصلاحي» داخلها يمكنه النجاح في صياغة هذه العلاقة بما يناسبه. فصحيح أن «طالبان» اتجهت في السنتين الماضيتين نحو المشروع الوطني، غير أن «القاعدة» المبايع لأميرها ما يزال يمارس نشاطاته الإرهابية في عدد من الدول العربية والغربية من دون أن تحاول «طالبان» لجمه ومنعه من القيام بذلك. وهو ما فسّره البعض بأنه «سياسة حكيمة» من قبل الملا عمر، لأنه يلوح بالمشروع الوطني بيد ويلوح بمشروع «القاعدة» بيده الثانية، مع ملاحظة أن تبنّيه للمشروع الوطني لم يدفعه إلى فك ارتباط «القاعدة» به.

 

الجيش السوري يسترد مناطق واسعة

ريف إدلب الغربي: أول هزيمة لـ«جيش الفتح»

محمد بلوط

تلال ريف ادلب الغربي ساحة أول واكبر هزائم «جيش الفتح». المعركة التي خاضتها على مدار الأيام الأربعة الماضية، وحدات الجيش السوري على محاور سهل الغاب في ريف حماه الشمالي الشرقي، ومحور زيزون في ريف ادلب الغربي، انتهت بانتصار، يبين الحدود التي لا يمكن لـ «جيش الفتح» أن يتجاوزها من ريف ادلب نحو سهل الغاب جنوباً، وغرباً نحو ريف اللاذقية والساحل.

وإذا ما تأكد زخم الهجوم المعاكس للجيش السوري في الساعات المقبلة، فالأرجح أن يكون هدف العمليات الوصول مجددا إلى جسر الشغور، شريطة النجاح في تثبيت خطوط الإسناد، القريبة من المدينة. ووصلت طلائع الجيش السوري إلى السرمانية، على بعد 10 كيلومترات جنوب غرب مدينة جسر الشغور، فيما تقاتل وحدات أخرى، لاستعادة الفريكة التي تقف على بعد سبعة كيلومترات، جنوب شرق المدينة.

الهزيمة التي لحقت بالجماعات التي وحدتها قبل أربعة أشهر لحظة تنسيق وهجوم مضاد سعودي ـ قطري ـ تركي، تبدو مضاعفة في لحظة ارتباك تركي كبير في الشمال السوري، بسبب ترتيب الأولويات باتجاه منع التمدد الكردي في ممر جرابلس ـ منبج ـ الباب لتحقيق التواصل مع الإدارة الذاتية في عفرين وترسيم جدار لكيان كردي يمتد 800 كيلومتر، ثم احتواء «داعش» بدرجة اقل، تحت ضغط الحليف الأميركي.

فبعد الهزيمة التي لحقت بـ «جيش الفتح»، لا يبدو مستبعدا أن تطفو على السطح الخلافات بين «جبهة النصرة» و «أحرار الشام» ـ بعد أن لعب تمدد الجبهة في ادلب دوراً مهماً في تأجيل انفجار الخلاف بين تلك المجموعات ـ والمنافسة المستمرة على إدارة ادلب وغنائمها، حيث لا تبدو «النصرة» قادرة وحدها على إدارتها من دون المجموعات الأخرى، لا سيما «أحرار الشام»، فيما تستعر التصفيات التي تعصف بها بعد قيام «جند الأقصى»، حليف «النصرة»، باغتيال مازن قسوم، قائد «فيلق الشام» في ريف حلب الشمالي .

وتواجه «النصرة» حرباً متزايدة من طيران التحالف الذي قصف مقارها في إعزاز، بعيد خطفها العقيد المنشق نديم حسن قائد «الفرقة 30 مشاة»، التي دربت عناصرها الستين الاستخبارات الأميركية في تركيا، وذلك بعد ساعات من دخولها إلى إعزاز.

ورغم أن الخلافات الحلبية لم تنتقل كليا إلى ادلب، إلا أن وجود الوحدات المقاتلة نفسها على الجبهتين، سيسهم في تفخيخ «جيش الفتح»، لا سيما بعد أن قامت «النصرة» بنقل قوات كبيرة من وحداتها المرابطة في ريف ادلب، وتعزيز غرفة عمليات «أنصار الشريعة» شمال غرب حلب. وقد لا تبقى الخلافات دون انفجار مع حشد «النصرة» في ريف حلب الشمالي لتعزيز حضورها في مواجهة معركة ممر جرابلس ـ منبج ـ الباب المقبلة، مع إقصائها وترشيح «أحرار الشام» للعب دور القوة الرديفة للجيش التركي، لاحتلال هذه المنطقة، إذا ما نجح الأتراك في إخراج «داعش» منها، قبل أن يعمل الأميركيون على دفع الأكراد لاحتلالها، باعتبارهم ركيزة عملياتهم البرية الوحيدة التي باتت تحظى بثقتهم، رغم كل الصراخ التركي.

وأبدى الجيش السوري وحلفاؤه من الحرس الثوري و«حزب الله»، مرونة بالغة في مواجهة الهجوم الذي بدأه «جيش الفتح» الثلاثاء الماضي، إذ استطاعت وحداته، تنظيم انسحاب منظم، والعودة بعد 48 ساعة من احتواء الهجوم إلى الرد بهجوم معاكس قاده العقيد سهيل الحسن، وتمكن في وقت قياسي من التقدم في سهل الغاب، واستعادة خربة الناقوس والمنصورة، والدخول إلى زيزون ومحطتها الحرارية وسدها، ومرج الزهور، فمداخل الفريكة، بعد قليل من إنهاء عبدالله المحيسني، رئيس «مركز دعاة الجهاد»، خطابه إلى «المجاهدين» في قلب المحطة التي دمر القتال جزءا واسعا منها. كما لعب توزيع محاور الهجوم دوراً كبيراً في تشتيت «جيش الفتح»، واحتواء موجات الهجوم التي كانت تعتمد على مجموعات صغيرة، تقوم بإشغال الجيش، إذ شن الجيش هجماته عبر ثلاثة محاور من سهل الغاب، ومن محور قرقور في ريف ادلب باتجاه زيزون، الفريكة، تل حمكي.

وتقول مصادر من المعارضة في المنطقة إن أكثر من 180 قتيلاً قد سقطوا، بينهم 110 أجانب ينتمون إلى «جبهة النصرة» و «أحرار الشام»، و «الحزب الإسلامي التركستاني» (الاويغور الصينيون). كما قتل السعودي محمد مفلح الزهراني وهو قائد ميداني لأحد معسكرات تدريب «جند الأقصى». وقتل الجيش السوري في معركة زيزون عبد المجيد المطيري وهو من أوائل العرب الذين قاتلوا في أفغانستان.

وسقط مقاتلون ينتمون إلى وحدة هندية، يقول مصدر معارض إن أفرادها قدموا من قطر عبر تركيا، ودفع المقاتل منهم خمسة آلاف دولار، للوصول إلى جسر الشغور والانضمام إلى معارك ادلب.

ولعب الطيران السوري دوراً أساسياً في منع المهاجمين من تثبيت خطوط الإسناد، أو التمركز في التلال، لا سيما في تل خطاب، وتل اعور، والمشيرفة، والمنطار. وخلال العمليات تقدم الجيش لحماية الطرق الالتفافية بين حماه، فسهل الغاب، فريف اللاذقية، فسيطر على تل اعور، الذي دارت فيه معارك طاحنة، بعد هجوم معاكس شنته مساء مجموعات «جيش الفتح» لاستعادته، فيما حاولت مجموعات أخرى التقدم نحو حاجز «الفورو» شمال جورين. وخاض الجيش ليلا معارك صعبة لتثبيت مواقعه في تل حمكي.

 

اجتماع محوري يضم وزراء خارجية روسيا والسعودية وقطر يبحث تحالفا استراتيجيا

سليمان حاج إبراهيم

الدوحة ـ «القدس العربي»: تشهد العاصمة القطرية الدوحة في غضون الأيام الثلاثة الحالية حراكا دبلوماسيا رفيع المستوى على هامش الاجتماعات المحورية التي تلتئم تباعا والتي تشارك فيها أطراف عدة من دول العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا ودول مجلس التعاون الخليجية.

وكانت الاستعدادات لهذه القمم الثنائية ومتعددة الأطراف التي انعقدت ابتداء من أمس الأحد قد تم التحضير لها مسبقا وتشرف عليها جهات مسؤولة عليا تتابع عن كثب أدق التفاصيل لبلورة الرؤى والتوجهات لتحقيق المرجو من هذه القمم. وباشر مسؤولون على مستوى الديوان الاميري ووزارة الخارجية وضع التفاصيل على جدول أعمال القمة وتم الاتصال بمختلف الأطراف المعنية لوضعها في الصورة.

وعقد دبلوماسيون قطريون جلسات حوار ونقاشا مع مسؤولي الدول المعنية بالاجتماعات الأخيرة ونقلوا إليهم التفاصيل المتعلقة بجدول أعمال القمم الحالية وبياناتها الختامية.

وكان للزيارات التي قام بها للدوحة كل من وزير خارجية المملكة العربية السعودية الدكتور عادل أحمد الجبير، ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، مساهمة فعالة في تقريب وجهات النظر بين مختلف الأطراف. وتشاور مسؤولا البلدين حول تطورات الأوضاع في المنطقة ورؤيتهما لتفاعل الأحداث في المحيط الإقليمي.

وتباحثت قطر مع ظريف حول التحديات التي تواجه الدول الخليجية وحاولت الدوحة أن تقرب من وجهات النظر لتفادي توسع الهوة بين الجانبين الخليجي والإيراني. وسعت طهران من خلال موفدها إلى قطر رئيس دبلوماسيتها أن تقدم رسائل طمأنة إلى دول الجوار وتوضح لها المسائل بخصوص تفاصيل الاتفاق المحوري الذي وقعته مع مجموعة «خمسة + واحد» بشأن برنامجها النووي.

وتصر دول الخليج العربية على أن تكون رسالتها واضحة إلى جارتها الشمالية بضرورة عدم تهديد أمن واستقرار المنطقة وتفادي التدخل في الشؤون الداخلية في الدول. وهو ما نفته إيران خلال الحوارات التي قام بها ظريف مع أميري الكويت وقطر مشددا على أن بلاده تطمح لفتح صفحة جديدة مع دول المنطقة ومؤكدا لهما على رغبتها في تطبيع للعلاقات. وحسب مصادر دبلوماسية تواصلت معها «القدس العربي» فإن الاجتماعات الحالية في الدوحة ستنظر في مستقبل العلاقة مع الجمهورية الإيرانية وفق التطورات الحاصلة في ملفها النووي.

وتحاول الولايات المتحدة الأمريكية خلال القمة التي تجمع وزير خارجيتها جون كيري مع نظرائه في دول مجلس التعاون الخليجي التسويق لمخرجات الاتفاق الذي أحرزته إدارة باراك أوباما مع عدوها السابق إيران.

وتبذل الدوحة مساعي من أجل تسجيل نقاط استراتيجية في خضم هذا الحراك الحاصل وتفادي أن تكون القمة مجرد جلسة تبادل للمجاملات والتقاط للصور كما أنها تعمل على أن تحدث خلافات بين الدول الأعضاء بسبب القراءات الخاصة بالملف النووي الإيراني.

وتزامنا مع القمة المشتركة يعقد وزيرا خارجية قطر وروسيا سيرغي لافروف جلسة مباحثات ثنائية قبل أن ينضم إليهما وزير خارجية أمريكا جون كيري للحديث عن التطورات الإقليمية الحاصلة في المنطقة ورؤية كل طرف للتحديات التي ترهن استقرار المنطقة وتعصف بأمنها.

ويعقد أمير قطر خلال هذه الاجتماعات الدبلوماسية لقاءات جانبية مع وزراء خارجية الدول المحورية بهدف تذليل العقبات التي تحول دون تحقيق المكاسب المرجوة من هذه القمم التي تطمح من خلالها قطر إلى أداء دور وسيط نزيه من أجل تفكيك الألغام المحيطة بالمنطقة، سيما على ضوء التناقضات في مواقف الدول المعنية حيال العديد من القضايا.

وتبقى كل الأنظار مسلطة على الاجتماع الثلاثي المحوري الذي سيضم وزراء خارجية روسيا والمملكة العربية السعودية وقطر والذي سيضع لبنة أساسية لتحالف استراتيجي مستقبلا بين هذه الدول ودول مجلس التعاون الخليجي عموما.

وإلى وقت قريب كانت الاتصالات بين المملكة وروسيا في أدنى مستوياتها وهي إلى النفور أقرب، بنفس التردي الذي شهدته علاقات الدوحة وموسكو التي سجلت توترا بسبب خلافات حول عدد من القضايا. ويترجم اللقاء الثلاثي بين هذه الأقطاب والذي تستضيفه الدوحة رغبة الرياض في توجيه عدد من الرسائل الى الولايات المتحدة لتعبر عن امتعاضها من توجه واشنطن نحو طهران.

وتكشف بعض الأصداء التي رشحت عن تداعيات اللقاء محاولة ردم الهوة بين الطرفين الخليجي الذي تقود خطاه قطر مع السعودية والروسي بفتح خطوط تواصل دائمة وتجاوز تقاطعات المصالح والتوجهات حول عدد من القضايا وعلى رأسها الأزمة السورية واليمنية.

ومن المرتقب أن يتم خلال هذا اللقاء تنصيب لجنة مشتركة عليا تذلل العقبات التي تحول دون تحقيق تفاهمات دائمة وذلك من خلال تنازلات تقدمها موسكو مقابل تسريع وتيرة تنفيذ العديد من المشاريع.

 

لا مجال للدبلوماسية ولا لجنيف ثالثة… فالمعارضة تتقدم والنظام ينهزم

أوباما لا يريد هزيمة سريعة لتنظيم الدولة «الإسلامية» وبوتين يستخدم بعبع الجهاديين لإخراج الأسد من عزلته

إبراهيم درويش

لندن- «القدس العربي»: هل تقترب الحرب الأهلية السورية من نهايتها؟ فبعد أربعة أعوام من الخيوط الدرامية المتداخلة والحبكات الفرعية التي تشبه دراما تلفزيونية طويلة، ربما أشبهت في تطوراتها وخيوطها الدرامية القصص المتداخلة في حريم السلطان، خاصة أن «السلطان» نفسه قرر الدخول في الحرب، تبدو الحرب السورية تقترب من النهاية. هذا ما اقترحته مجلة «إيكونوميست» في عددها الأخير حيث ترى أن النهاية لن تحدث في هذا الصيف الدامي والحار ولكنها ليست بعيدة في المستقبل. والداعي لهذا الحديث هو المآلات التي يواجهها الرئيس السوري بشار الأسد وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام. فخلال العامين الماضيين كانا في صعود مستمر على حساب جماعات المعارضة المتشرذمة إلا أن الموجة تراجعت لكليهما، فالتحليلات الأخيرة التي قدمها مركز «جينز» للشؤون الأمنية والدفاعية تقترح أن المناطق التي كانت واقعة تحت سيطرة النظام قد تراجعت منذ كانون الثاني (يناير) 2015 إلى 16% أو 30.000 كيلومتر مربع من كامل التراب السوري، أي ثلث مساحة البلاد.

وكانت هذه التقديرات قبل العمليات الأخيرة التي قام بها تحالف من الجماعات المقاتلة بمن فيها الإسلامية «جيش الفتح» والذي سيطر في 28 تموز (يوليو) على آخر منطقة للجيش السوري على الطريق إلى مدينة حلب ثاني كبرى المدن السورية. ويعزز التقدم ما أنجزه المقاتلون في شهر آذار (مارس) العام الحالي من سيطرة على مدينة إدلب وسيطرتهم بعد ذلك بشهر على مدينة جسر الشغور. ويهدد جيش الفتح الآن المناطق الزراعية الغنية المحيطة بمحافظة إدلب والمناطق الساحلية التي تعتبر المعقل التقليدي للعلويين. وبالإضافة لهذا خسرت القوات السورية مدينة تدمر لتنظيم الدولة وآخر قواعدها في الجنوب السوري قرب الحدود مع الأردن.

وفي الشرق استمر النظام السوري في مواجهته لتنظيم الدولة في مدينة الحسكة، بسبب تعاونه مع قوات الحماية الشعبية التركية والميليشيات المسيحية. هذا التطور جاء على خلفية الانتصارات التي حققها النظام ضد المعارضة، حيث كان في طريقه لمحاصرة آخر طريق لها في مدينة حلب. وفي الوقت الحالي لا تزال قوات النظام تسيطر على نصف المدينة لكن خطوط الأمدادات لها باتت مكشوفة.

 

لماذا تراجع؟

 

ويتحدث المحللون عن عدة أسباب وراء هزائم النظام منها زيادة الداعمين الخارجيين للمعارضة، خاصة السعودية وتركيا من حجم الدعم لها، خاصة في مجال السلاح النوعي ما حرف ميزان الحرب لصالحهم. ويشيرون لتناقص عدد قوات الأسد التي تراجعت بسبب حرب استنزاف طويلة وهروب دائم وتحول الدولة للاعتماد على الميليشيات المعروفة بقوات الدفاع الشعبي والمقاتلين الأجانب القادمين من العراق وأفغانستان، بالإضافة لحزب الله الذي وقع في شرك الحرب في جبال القلمون.

ويرى معلقون أن تراجع النظام قد يكون مدروسا، فبحسب إميل هوكاييم، من المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية، فإن «حزب الله وإيران يطالبان الرئيس بشار الأسد منذ فترة بتبني استراتيجية واقعية». واعترف الأسد في خطابه الأخير بواقع التراجع محاولا تفسيره بأنه ليس هزيمة، مؤكدا أن جيشه متعب لكنه لم ينهزم بعد أو ينهار. وإزاء هذه الحال فالنظام في الوقت الحالي ليس على هاوية النهاية، ودخول تركيا التي طالبت المجتمع الدولي دائما بتحشيد الجهود ضد الأسد لن يحرف مسار الحرب ضد النظام في دمشق.

وتشير المجلة إلى عامل آخر يتعلق بالاتفاق النووي ورفع العقوبات عن طهران بشكل يمكنها من تعزيز الجهود لدعم الأسد. وتعتقد المجلة أن المعارضة تعاني من مشكلة نقص المقاتلين ووحدة القيادة رغم الدعم الذي تلقته أخيرا في مجال السلاح النوعي، ولهذا السبب فلا تستطيع في الوقت الحالي الدفع باتجاه دمشق. ونظرا لوجود جبهة النصرة التي أعلنت الولاء لتنظيم القاعدة فوجودها سيظل مبررا لعدم تسريع الجهود الغربية في سقوط نظام الأسد.

 

مشاكل تنظيم الدولة

 

وفي السياق نفسه يعاني تنظيم الدولة الإسلامية من مصاعب رغم نجاحه الأخير في السيطرة على مدينة تدمر، لكنه خسر عين العرب/كوباني وتل أبيض وعددا من المواقع التي يتمدد فيها الأكراد السوريون على حسابه.

ورغم أن انهيار التنظيم ليس محتوما إلا أن الكثير من المحللين يرون أن التنظيم وصل مداه في التوسع إلا إذا حصل خطأ من أعدائه يسمح بتدفق دفعات من المقاتلين الجدد لأراضيه. وإذا كانت الساحة العسكرية غير واضحة والحل السريع ضئيل فالأمل على الساحة الدبلوماسية أقل بكثير.

وستكون سوريا اليوم محل بحث في اجتماعات وزراء الخارجية الذين سيلتقون في الدوحة لمناقشة الاتفاق النووي وسيكون من بينهم وزراء خارجية روسيا والولايات المتحدة. وبالتأكيد سيناقش المسؤولان الأمريكي والروسي ما رشح عن لقاء تم بين ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ومدير المخابرات السورية الجنرال علي مملوك فقد نقلت صحيفة «صاندي تايمز» البريطانية عن مسؤول سوري بارز تأكيده لزيارة الجنرال مملوك الشهر الماضي للعاصمة السعودية الرياض ولقائه الأمير محمد بن سلمان.

 

مملوك في الرياض

 

وأشارت الصحيفة أن فكرة الزيارة برزت أثناء لقاء الأمير الذي يشغل أيضا منصب وزير الدفاع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مدينة سانت بطرسبرغ في حزيران/يونيو. وقالت الصحيفة إن الرئيس بوتين طلب اعترافا من الأمير بأنه لا توجد هناك خطط قريبة لتغيير النظام في دمشق وأن هناك حاجة لمدخل جديد للأزمة السورية. وترفض موسكو الجهود الدولية التي تقودها الأمم المتحدة لإحداث تغيير في النظام في سوريا. وأشار الرئيس بوتين في اللقاء أن الأسد لا يزال في السلطة رغم التكهنات بانهياره.

وثمة فرصة للتحاور بين سوريا والدول الأخرى في المنطقة. ونقلت الصحيفة عن مسؤول بارز في دمشق قوله إن النظام السوري تلقى تأكيدات من مستويات عالية أن إدارة الرئيس باراك اوباما تركز كل جهودها الحالية على هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية أكثر من الإطاحة بنظام الأسد. وتقول الصحيفة إن المبادرة الروسية تأتي في ظل القلق من التراجع الذي أصاب الجيش السوري ميدانيا. وفي الوقت نفسه زادت إيران من مستويات نقل الأسلحة للنظام السوري من أجل تعزيز قواته والميليشيات التي تدافع عنه. وأرسلت روسيا معدات متخصصة ونوعية لم تكن متوفرة لدى الجيش من قبل، بما في ذلك طائرات من دون طيار روسية. وترى الصحيفة أن روسيا تستخدم المخاوف من تنظيم الدولة الإسلامية في محاولة منها لدفع دول المنطقة التي يهددها التنظيم إلى التحاور مع النظام السوري. وهذه المخاوف من الجهاديين هي التي تجعل من الرئيس الأمريكي باراك أوباما يركز على خطر تنظيم الدولة. لكنه لا يريد كما يرى تحليل هزيمته في الوقت الحالي. فقد أصبحت الأزمة السورية على جانب من التعقيد بحيث لم يعد هناك مجال لإرضاء طرف على آخر. وهو ما يعكس الموقف المتردد للرئيس الأمريكي باراك أوباما الخوض في غمار الأزمة التي تتعقد كل يوم.

وإذا كانت المعارضة تقدمت على حساب نظام الأسد في الشمال والجنوب من البلاد، فالأكراد يتقدمون على حساب تنظيم الدولة ويقتربون على ما يبدو من تأمين كانتون لهم في شمال – شرق سوريا. وهو ما يثير قلق تركيا التي لا تتسامح مع هذا الوضع، ولهذا قررت الدخول في حربين ضد تنظيم الدولة وضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني – بي كي كي – الذي ينتمي إليه أفراد الحماية الشعبية في سوريا.

 

الهزيمة ليست واردة

 

لكل هذه الأسباب يبدو الرئيس أوباما، كما ناقش ريتشارد سبنسر في صحيفة «ديلي تلغراف»، غير متعجل لتحقيق نصر في سوريا والعراق لأن نصرا سريعا على تنظيم الدولة سيكون في الوقت الحالي كارثيا على السياسة الخارجية الأمريكية ولا معنى له. ووجه التردد الأمريكي نابع، كما يقول سبنسر، من طبيعة الأطراف التي يتعامل معها أوباما في المنطقة. ففي العراق ينظر الرئيس لتنظيم الدولة كجزء من منظومة متعددة الأطراف تضم السنة العراقيين والأكراد والشيعة والإيرانيين. فأمريكا تدعم الأكراد ضد تنظيم الدولة ولكن ليس بدرجة تشجعهم على الاستقلال. لأن هذا يعني تفكيك العراق الذي وعدت أمريكا بالحفاظ على وحدته بعد عام 2003.

وفي الوقت نفسه تدعم الولايات المتحدة الشيعة داخل وخارج الجيش الرسمي الذين سيتمكنون بدعم كاف من الأمريكيين من هزيمة تنظيم الدولة. لكن مشكلة الولايات المتحدة مع الشيعة نابعة من دعم إيران لهم. ومن هنا فنتيجة حاسمة للحرب قد تجعل سنة العراق أسرى لطهران. وفي الوقت نفسه يعني تعاونا أمريكيا – إيرانيا في العراق تأكيدا لمظلومية السنة التي كانت وراء صعود تنظيم الدولة. وعليه يعلق أوباما آماله على إمكانية مواجهة المجتمع السني ومقاتلي العشائر لتنظيم الدولة الإسلامية.

وهذا الخيار لم يتحقق بعد لأن من تدربوا منهم حسب المعايير الأمريكية عددهم قليل. وفي المحصلة تقوم استراتيجية أوباما على احتواء خطر تنظيم الدولة على أمل أن يأكل/ يحرق التنظيم نفسه من الداخل وأن تقوم قوات أوباما المفضلة بالسيطرة على الوضع في يوم ما.

 

معضلة سورية

 

والسيناريو نفسه واضح في سوريا مع أن الحسابات أصعب ولكنها تقود إلى النتيجة نفسها. فمثل العراق يعول أوباما على ما تسمى المعارضة المعتدلة كي توسع سلطتها الأخلاقية والعسكرية في البلاد. وهذا يحتاج إلى وقت. وقت لا يسمح فيه لنظام الأسد بالانهيار خشية من حدوث فوضى جديدة ولا يسمح للأكراد بإنشاء دولة شبة مستقلة في مناطق الشمال خشية إغضاب تركيا ولا يسمح لجبهة النصرة، فرع القاعدة في سوريا، أن تتسيد جماعات المقاتلين السوريين، وعليه ومرة أخرى لا توجد رغبة لتحقيق نصر سريع.

وبناء على هذا يقوم عالم أوباما المثالي فيما يتعلق بالشرق الأوسط على فكرة الموازنة بين المصالح السنية والشيعية والسعودية والإيرانية. وهذا الموقف يعكس بالضرورة رؤيته لموقع أمريكا في العالم، فهي ليست القوة العظمى الأولى في العالم ولا هي واحدة من بين دول متنافسة. وما يريده أوباما هو أن تكون بلاده قائدة للعالم المتحرر حيث تدافع عن مصالحها وتحترم مصالح الدول المماثلة لها مثل الصين وروسيا والتعاون معها لمواجهة الدول المارقة.

ويعتقد سبنسر أن وصفة كهذه لا تعطي أملا للذين يعلقون وسط الحرب، فمن يقصفهم الأسد يمنحهم تنظيم الدولة الحماية، أما المعارضة فلا أمل لديها لهزيمة النظام وليس مفاجئا أن عدد المتخرجين من المقاتلين في قواعد التدريب في تركيا على يد (المدربين العسكريين) قليل – ولا يتجاوز للآن الـ54 مقاتلا. ورغم معقولية نظرة أوباما إلا أن الوقت في العراق وسوريا حاسم، وكلما تأخر الحل كلما زاد عدد القتلى وتشرد السكان ووجد تنظيم الدولة جنودا جددا يدافعون عن قضيته.

 

يجب رحيله

 

ولهذا لسبب يرى جيمس روبن، المسؤول السابق في وزارة الخارجية أثناء حقبة بيل كلينتون، أن الطريق الوحيد لحل الأزمة السورية هو «شل الأسد أولا وبعد ذلك ناقش تسوية سلمية» ففي مقاله الأسبوعي بصحيفة «صاندي تايمز» ناقش فيه فرص السلام في سوريا. وأشار في بدايته إلى لقاء شارك فيه وزير الخارجية جون كيري مع وزراء أوروبيين عام 2013 واقترح فيه على نظيره الروسي سيرغي لافروف السفر إلى دمشق والتفاوض مع الأسد لإنهاء الحرب. وقد رفض لافروف العرض في ذلك الوقت، لكنه شارك بعد عام مع كيري في جنيف-2 الذي لم يحقق أية نتائج بسبب رفض موسكو والوفد السوري مناقشة مصير الأسد. بعد فشل جنيف-2 يقول روبن إن كيري المتحمس بعد توقيعه اتفاقا مع إيران بشأن ملفها النووي يبدو راغبا في منح النظام السوري فرصة أخرى.

فخلف الأبواب المغلقة يتحدث الدبلوماسيون عن إمكانية عقد مؤتمر جنيف-3 وبمشاركة حليف الأسد أي الجمهورية الإسلامية في إيران. ويرى روبن أن الحديث عن مبادرة كهذه خطأ. فأطراف النزاع السوري ليست مجهدة، بل على العكس تحقق المعارضة تقدما على حساب النظام. فرغم كل ما عاناه المدنيون والمقاتلون طوال السنوات الماضية إلا أنهم يديرون دفة الحرب لصالحهم. ويرى الكاتب أن الذبح في سوريا لم يكن كافيا لإقناع المسؤولين الغربيين بفعل شيء والتدخل لأن معظمهم لا يزال يعاني من آثار حرب العراق عام 2003.

ويشير الكاتب لأقوال داعمي التدخل الذين يرون أن الفشل في وقف الأسد يعني منح تنظيم الدولة الفرصة للنمو. وعليه فالجهود الحالية التي أعلنت عنها وزارة الدفاع الأمريكية لتعزيز تدريب المقاتلين السوريين لا تعكس الحاجة للتخلص من الأسد، ولكن لمواجهة تنظيم الدولة، مع أن أوباما كان أول من دعا الأسد للخروج من السلطة. ويشير للاتفاق الأمريكي- التركي لإنشاء منطقة آمنة داخل سوريا قريبا من الحدود التركية، فهي وإن جاءت نتاجا للقلق التركي من التمدد الكردي إلا انها ستمنح السوريين الفرصة للتجمع والتدريب وقد تكون هذه المنطقة مقدمة لأخرى تقام قريبا من الحدود مع الأردن. كل هذا يعني أن الوقت ليس وقت الدبلوماسية. ويجب الاستفادة من ضعف الأسد وتقديم الدعم للمعارضة، وبعدها يتم الحديث عن وقف الأعمال العسكرية والتفاوض حول حكومة انتقالية لا يديرها الأسد ومنذ 50 عاما.

ويرى روبن أن جلب إيران لطاولة المفاوضات فكرة غير موفقة، فعلاقة كيري الجيدة مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف لا علاقة لها بأمور الحرب والسلم، خاصة أن إيران لا نية لها في تخفيض الدعم للأسد وجيشه. وذكر بمواقف المرشد الروحي للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي الذي قدم دعما مشروطا للاتفاقية النووية، وأكد أن بلاده ستواصل دعم مصالحها في الشرق الأوسط، بما في ذلك دعم حلفائها بما فيهم سوريا. وفي النهاية من يقرر السياسة العسكرية في الخارج هو الحرس الثوري وليس الخارجية الإيرانية.

 

نهاية الدول

 

وعلى العموم فالصورة في سوريا تشبه اليوم ما هو حاصل في العراق من التوجه نحو تقسيم فعلي للبلاد. ففي بداية الثورة السورية كان طرفا الصراع معروفين: النظام والمعارضة. واليوم وفي ظل تراجع حظوظ النظام وبشكل أقل المعارضة المعتدلة فمن يسيطر على الأرض كما يقول مارتن شولوف في «أوبزيرفر» هما لاعبان من غير الدول أي تنظيم الدولة والأكراد، فهؤلاء استغلوا تفكك سوريا وبدأوا ببناء قوس تأثير لهم في سوريا. وينقل شولوف عن مسؤول كردي في أربيل قوله إن التدخل التركي في سوريا الأسبوع الماضي هدفه الأكراد وليس تنظيم الدولة. خاصة ان سياسة الدولة التركية ظلت قائمة وطوال الوقت الماضي على محاولة احتواء خطر الجهاديين لا مواجهتهم. ويرى الكاتب ان تنظيم الدولة جر الآن تركيا وأمريكا الشريكين في الحرب عميقا فيها كل لأسبابه الخاصة.

وهو ما أدى لتغير في الولاءات والأولويات التي تهدد وجود العراق وسوريا ولبنان الدول التي نشأت فيما بعد انهيار الدولة العثمانية ولا تعطي التطورات ضمانا لبقاء هذه الكيانات. والسبب هو تعدد الردود والولاءات حيث حاول كل فريق النزاع داخليا أم خارجيا تعزيز أهدافه ومصالحه إما بالوكالة أو التدخل المباشر.

 

طهران تتحدث عن مبادرة جديدة لحل أزمة سوريا

طهران- (د ب أ): أعلن مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان عن “مبادرة إيرانية معدلة” لحل الأزمة السورية سيتم طرحها للنقاش إقليميا ودوليا.

 

ونقلت قناة (العالم) الإخبارية الإيرانية الاثنين على موقعها الإلكتروني عن عبد اللهيان القول إن المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية ميخائيل بوغدانوف ووزير الخارجية السوري وليد المعلم سيزوران طهران قريبا لبحث المبادرة.

 

كما أعلن عبد اللهيان أن “المرحلة التي أعقبت الاتفاق النووي تشكل فرصة مناسبة لتعزيز العلاقات مع دول الجوار وتعميق التعاون حول مختلف الملفات للخروج من الأزمات التي تواجهها المنطقة”.

 

أمريكا تدافع عن مقاتلي المعارضة السورية بالقوة الجوية

 

واشنطن- (رويترز): قال مسؤولون أمريكيون يوم الأحد إن الولايات المتحدة قررت السماح بشن غارات جوية للدفاع عن مقاتلي المعارضة السورية الذين دربهم الجيش الأمريكي في مواجهة أي مهاجمين حتى لو كانوا من القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد.

 

ويهدف القرار الذي اتخذه الرئيس باراك أوباما والذي قد يعمق الدور الأمريكي في الصراع السوري إلى حماية مجموعة المقاتلين السوريين الوليدة الذين سلحتهم ودربتهم الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية وليس القوات الحكومية السورية.

 

ولكن في الحرب الأهلية السورية التي تسودها الفوضى لا يمثل مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية التهديد الوحيد على المجموعة التي دربتها الولايات المتحدة. وتعرضت أول دفعة من القوات التي دربتها الولايات المتحدة ونشرتها في شمال سوريا للنيران يوم الجمعة من متشددين آخرين مما أدى إلى شن الولايات المتحدة أول غارات جوية معروفة لمساندة تلك القوات.

 

وقال مسؤولون أمريكيون اشترطوا عدم نشر اسمائهم كي يتسن لهم تأكيد تفاصيل القرار إن الولايات المتحدة ستشن هجمات لدعم التقدم الذي أحرز ضد أهداف الدولة الإسلامية. وكانت صحيفة وول ستريت جورنال أول من كشف عن القرار.

 

ومن المقرر أن توفر الولايات المتحدة أيضا دعما دفاعيا لصد أي مهاجمين.

 

وقلل مسؤولون أمريكيون مرارا من احتمال إقدام القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد على استهداف مقاتلي المعارضة المدعومين من الولايات المتحدة. ولم تصوب القوات الحكومية السورية نيرانها على طائرات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة التي تقوم بقصف أهداف تابعة للدولة الإسلامية في سوريا. ومع ذلك لا يستبعد الأمريكيون احتمال نشوب اشتباك غير مقصود.

 

وامتنعت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) والبيت الأبيض عن مناقشة القرار المتعلق بقواعد الاشتباك أو تأكيد تصريحات المسؤولين الأمريكيين الذين لم تُنشر اسماؤهم.

 

وقال اليستير باسكي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي إنه لم يتم تقديم دعم واسع النطاق إلا للقوات التي دربتها الولايات المتحدة بما في ذلك “الدعم بنيران دفاعية لحمايتهم” وأشار كدليل على ذلك إلى الغارات الجوية التي شنتها يوم الجمعة الولايات المتحدة.

 

وأضاف “لا ندخل في تفاصيل قواعد الاشتباك التي نتبعها ولكن نقول دائما إننا سنتخذ الخطوات اللازمة لضمان قدرة هذه القوات على تنفيذ مهمتها بنجاح.”

 

وامتنعت أيضا الكوماندر اليسا سميث المتحدثة باسم البنتاجون عن التعليق على قواعد الاشتباك واكتفت بتوضيح أن البرنامج العسكري الأمريكي يركز “أولا وقبل كل شيء” على محاربة مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.

 

وقالت سميث “رغم ذلك نعرف أن كثيرا من هذه الجماعات تقاتل الآن على جبهات عدة بما في ذلك ضد نظام الأسد وتنظيم الدولة الإسلامية وإرهابيين آخرين.”

 

وبدأ الجيش الأمريكي برنامجه في مايو أيار لتدريب ما يصل إلى 5400 مقاتل سنويا فيما يعد اختبارا لاستراتيجية أوباما بجعل الشركاء المحليين يحاربون المتطرفين وإبقاء القوات الأمريكية بعيدة عن خطوط المواجهة.

 

وواجه برنامج التدريب تحديات منذ البداية مع إعلان عدم أهلية مرشحين كثيرين بل واستبعاد البعض.

 

وأدي شرط أوباما استهداف متشددي تنظيم الدولة الإسلامية إلى تهميش قطاعات كبيرة من المعارضة السورية التي تركز بدلا من ذلك على محاربة القوات الحكومية السورية. وسعت الولايات المتحدة إلى تفادي حدوث مواجهة مباشرة مع الأسد.

 

وفور عودة مقاتلي المعارضة السورية لساحة القتال تحولت القوات التي جندتها الولايات المتحدة والمقاتلين الآخرين الذين انحازوا إليهم إلى أهداف للمتشددين المنافسين.

 

ويُشتبه بأن جناح القاعدة في سوريا هو الذي شن الهجوم الذي وقع يوم الجمعة ضد هذه القوات في مجمع بسوريا يستخدمه أيضا أفراد جماعة معارضة متحالفة مع الغرب تعرف باسم الفرقة 30.

 

وتنتمي القوات التي دربتها الولايات المتحدة إلى الفرقة 30. وأعلنت جبهة النصرة الأسبوع الماضي أنها خطفت قائد الفرقة 30 لكن مسؤولين أمريكيين تحدثوا شريطة عدم نشر اسمائهم قالوا إنه لم يتلق تدريبا من الولايات المتحدة.

 

مصدر في جبهة النصرة: أجهزة تحديد مواقع ضبطت مع قائد الفرقة 30

وائل عصام

إسطنبول – «القدس العربي» : قال مصدر من جبهة النصرة ان اعتقال العقيد نديم التركماني قائد الفرقة 30 جاء نتيجة مراقبة استخباراتية من جبهة النصرة أدت لاعتقاله فور دخوله مدينة أعزاز الحدودية مع تركيا، وإن العقيد يخضع حاليا مع المجموعة التي برفقته لتحقيق أمني مكثف.

وأضاف المصدر الذي كان من متواجدا عند اعتقال العقيد التركماني انه وجدت بحوزته أجهزة تحديد مواقع يعتقد أنها قد تستخدم لقصف مقرات للجهاديين، حسب قوله.

وقد نفى البنتاغون ان يكون العقيد التركماني من ضمن المجموعة التي تلقت تدريبا على أيدي القوات الأمريكية، لكن المؤكد انه يتلقى دعما ويرتبط بعلاقات تنسيق مع غرفة الموك والحكومة التركية.

وكانت قوات التحالف قد قصفت مقرا لجبهة النصرة في أعزاز لساعات وقتلت وأصابت العشرات من مقاتلي النصرة بعد اعتقال جبهة النصرة لقائد الفرقة 30 مع مرافقيه.

ويعتبر العقيد التركماني من أكثر قيادات الجيش الحر ارتباطا بالمؤسسة الأمنية التركية، ان كان لاصوله التركمانية أو لمسيرته في الجيش الحر التي قضى معظمها ضمن قيادة لواء السلطان مراد المقرب للأتراك، والذي حصل قائده على الجنسية التركية.

وتقول مصادر في جبهة النصرة تحدثوا لـ»القدس العربي» ان « أعضاء الفرقة 30 يتمتعون برواتب مالية عالية، وحتى القتلى منهم يحصلون على ما أشبه بالراتب الثابت لاهله، وتلقوا تعليمات بأن يقاتلوا الإسلاميين حصرا من دون النظام، وهناك مجموعات صغيرة منضمة لهم موجودة في مناطق متفرقة من حلب وإدلب، وكانوا يعدون بالتعاون مع االتحالف الدولي لتحشيد بعض المجموعات الصغيرة للهجوم على مناطق تنظيم الدولة بغطاء جوي يستخدم سياسة الأرض المحروقة».

ويقول عضو في جبهة النصرة يرتبط بأواصر قرابة عائلية مع العقيد التركماني انه يعرفه مذ كان في مدينته منبج، وإنه كان كثير التهجم على الإسلاميين والجهاديين، وخصوصا جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية، وهو كان عقيدا طيارا في جيش النظام السابق، ثم انشق عن النظام وانضم للجيش الحر، وتعرض منزله لقصف من النظام أدى لمقتل اثنين من أبنائه، وشارك في معارك عين عيسى وتل أبيض شمال الرقة، قبل ان ينضم للواء التوحيد لفترة قصيرة ثم يلتحق بلواء السلطان مراد في حلب المقرب من الاتراك وهناك توطدت علاقات الدعم والتنسيق بين فصيله وغرف الدعم والتنسيق الدولية «الموك» والحكومة التركية.

 

هدوء نسبي في الغوطة الشرقية بعد الإفراج عن معتقلين والاتفاق بين جيش الإسلام والنصرة

يحيى نعسان

ريف دمشق – «القدس العربي» : شهدت الأيام الأخيرة هدوءا نسبيا في الغوطة الشرقية، بعد غليان شعبي دام لأكثر من شهرين. وربط هذا الهدوء بالتطورات الجديدة التي ترافقت مع عودة قائد جيش الإسلام زهران علوش إلى الغوطة.

واعتبر بعض الأهالي هذه التطورات خطوات أولية على الطريق الصحيح لإنقاذ البلد من حرب وحصار خانقين، أديا إلى شروخ في بنية النسيج الاجتماعي والنفسي في غوطة دمشق الشرقية. في حين يرى آخرون أن ما يجري ما هو إلا دعاية إعلامية شكلية وسرعان ما تعود الأوضاع إلى ما كانت عليه.

فعاليات وشخصيات مقربة من جيش الإسلام، اعترفت بأن الأخير ارتكب عدة أخطاء وضعته في مواجهة مباشرة مع شريحة واسعة من أهالي الغوطة، وكادت تؤدي إلى انهيار أمني بدت ملامحه واضحة من خلال عملية تفجير جديدة نفذتها خلايا نائمة لتنظيم الدولة الإسلامية، أودت بحياة القيادي في فيلق الرحمن عبدالله أبو بكر. وقد أعلن التنظيم رسميا تبنيه للعملية.

وكانت الاضطرابات قد اندلعت في الغوطة قبل شهرين، بخروج مظاهرات مطالبة بالإفراج عن معتقلين في سجون جيش الإسلام على خلفية اتهامهم بالانتماء لتنظيم الدولة. وامتدت المظاهرات لتصل إلى الاحتجاج على الوضع المعيشي الذي يعاني منه سكان الغوطة التي تقبع تحت حصار من قبل النظام السوري منذ حوالي ثلاث سنوات. وأدى تعامل جيش الإسلام السيئ وعدم استجابته للمتظاهرين، إلى اتساع رقعة المظاهرات من سقبا إلى حمورية وعين ترما ومسرابا.

ويرى العديد من المقربين من جيش الإسلام أن عودة علوش ذي الكاريزما القيادية الخاصة، كما وصفته إحدى الصحف البريطانية، بدأت تعيد الأمور إلى نصابها، وتضع حدا للمتسغلين للأزمات من جهة، وتستجيب لمطالب محقة ولإصلاحات لا بد منها للاستمرار في الصمود في وجه أعداء الغوطة الشرقية سواء الظاهر منهم أم الخفي.

واتخذ علوش بعد عودته إلى الغوطة العديد من الإجراءات التي رأى فيها البعض منفذا للخروج من الأزمة، فيما إذا كانت جدية وتم استكمالها. ومن هذه الخطوات الاجتماع مع قائد جبهة النصرة في الغوطة الشرقية أبو عاصم، والاتفاق معه على عدة بنود.

وقد وجهت اتهامات صريحة للنصرة في دعمها للاحتجاجات في الغوطة، خاصة أن أحد قادتها ويدعى الملازم نور قاد المظاهرة التي خرجت في حمورية وهاجمت منزل قائد فيلق الرحمن النقيب شمير، كما لم يخف بعض قياديي وعناصر جبهة النصرة على الشبكة العنكبوتية دعمهم لهذه الاحتجاجات.

وجاء في الاتفاق مع النصرة إيقاف لغة التخوين، وتفعيل التعاون الأمني بين الطرفين، وسحب جيش الإسلام لحواجزه الموجودة في مناطق نفوذ جبهة النصرة، وإنشاء غرفة عمليات عسكرية مشتركة.

ومن هذه الإجراءات أيضا الإفراج عن ستة أشخاص كان جيش الإسلام اختطفهم في مسرابا على خلفية المظاهرات، من بينهم الإعلامي أنس الخولي، إضافة إلى الإفراج عن أحد قادة الاحتجاجات في سقبا الملقب بسيفو العكر.

وحاول علوش التقرب من الأهالي المنتفضين ضده، بتشكيل لجنة لدراسة واقع الغوطة المتردي ومعالجته. وأوكل رئاسة اللجنة إلى أحد أبرز قادة الاحتجاجات في مدينة عربين وهو الشيخ حامد السقرق الذي حصل أيضا على مبلغ 10 ملايين ليرة سورية من زميل علوش في القيادة الموحدة، النقيب أبو النصر شمير، للمساهمة في إدخال المواد الغذائية الضرورية إلى الغوطة.

وكان للقضاء نصيب من هذه الإجراءات، فقد تداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي صورة وثيقة اتفاق موقعة من علوش وأبي سليمان طفور على احترام القضاء وعدم تجاوزه، وحل الخلافات الحاصلة بين الطرفين داخليا وعدم نشرها على وسائل الإعلام. بعدها ترددت أنباء غير رسمية مفادها أن رئيس القضاء الموحد في الغوطة الشرقية عاد عن استقالته. وعزا إعلاميون وعسكريون في الغوطة الهدوء إلى هذه الإجراءات والتغييرات الجريئة. ولكن في المقابل هناك من يرى أن هذا الهدوء النسبي ربما تعقبه عاصفة، فالواقع المعيشي المتردي وتجار الحرب كلاهما قنابل موقوتة قابلة للانفجار في أي وقت.

وقال ناشط من دوما طلب عدم كشف اسمه لـ»القدس العربي»: «إن الإجراءات التي قام بها جيش الإسلام مؤخرا للاستهلاك الإعلامي والشعبي فقط، وأن مستقبل الغوطة في تدهور ما لم يتم تدارك الأخطاء، ورص الصفوف، والابتعاد عن النظرة الفصائلية الضيقة». وأضاف أن جميع فصائل القيادة الموحدة تتحمل مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في الغوطة الشرقية وليس جيش الإسلام وحده، وأن لا حلول ناجعة في الغوطة من دون فك الحصار عنها وهو الهدف الذي من أجله تم إنشاء القيادة الموحدة، وأي تغيرات لا تفضي إلى ذلك تبقى ذرا للرماد في العيون.

 

تدابير أمنية تمنع اللاجئين السوريين من مغادرة المخيمات التركية

عنتاب ـ «القدس العربي» ـ من مصطفى محمد: في خطوة تعتبر الأولى من نوعها منعت السلطات التركية السوريين المقيمين في المخيمات على أراضيها من مغادرة حرم المخيمات حتى إشعار آخر.

وشملت التعليمات التركية الجديدة التي لم يعلن عنها بشكل رسمي من السلطات التركية، أغلب المخيمات السورية المقامة فوق الأراضي التركية تباعاً، وخصوصاً تلك التي أقيمت في كل من عنتاب، وكلس، وأورفة، وهي مدن تركية قريبة من الحدود السورية. ويصل تعداد اللاجئين السوريين المقيمين في المخيمات بحسب أرقام رسمية صادرة عن الوكالة الحكومية التركية لإدارة الكوارث إلى 265 ألف نازح سوري، يتوزعون على 24 مخيما خصصت لاستقبالهم. وأفاد مصدر خاص لـ»القدس العربي»، أن تطبيق التعليمات الجديدة محدد من قبل السلطات بمدة خمسة أيام فقط.

وأضاف المصدر أن هذا الإجراء يشمل جميع اللاجئين المقيمين فيها، وتأتي مدة القرار متناغمة مع إعلان ولاية كيليس التركية، قبل يوم واحد إنشاء منطقتين أمنيتين على الحدود السورية لمدة خمسة أيام.

وعبّر لاجئون سوريون عن امتعاضهم الشديد من القرار الجديد، معتبرين القرار تضييقاً عليهم سيما وأن أغلبهم يزاول أعمالاً خارج حرم المخيمات في المدن القريبة من المخيم، ولفتوا إلى أن السلطات التركية قامت بتشديد الإجراءات الأمنية على أبواب المخيمات.

وأشار لاجئون إلى أن القرار الجديد لم يستثن الحالات المرضية التي يتطلب علاجها وجود مراكز صحية مجهزة بأدوات لا تتوفر في النقاط الطبية التي أقيمت داخل المخيمات، كما وأبدوا تخوفهم من استمرار قرار المنع الجديد لفترات زمنية طويلة.

وتأتي هذه التدابير الأمنية الجديدة على خلفية الأحداث الأمنية والتطورات العسكرية التي تشهدها المناطق التركية القريبة من الحدود السورية، وبعد قصف المقاتلات التركية مواقع تابعة لتنظيم «الدولة الإسلامية» داخل الأراضي السورية، دون دخول تلك المقاتلات المجال الجوي السوري وفق بيان تركي، وبعد أيام قليلة على حادثة تفجير انتحاري شهدتها قرية «سوروش» التركية القريبة من الحدود السورية، والتي أسفرت عن 30 قتيلاً.

 

المعارضة السورية تتقدّم في سهل الغاب باتجاه اللاذقية

اللاذقية – ريان محمد

سيطرت قوات المعارضة السورية، أمس الأحد، على مناطق عدّة في سهل الغاب بريف حماة الغربي، متقدمة باتجاه جبال اللاذقية، إذ أصبحت على بُعد نحو (5 كيلومترات) من معسكر جورين العسكري التابع للقوات النظامية، والذي يعتبر من أكبر معاقل النظام في المنطقة.

وقال الناشط الإعلامي، علي أبو الفاروق، من ريف حماة، لـ”العربي الجديد”، إنّ “جيش الفتح يخوض معارك على محورين في سهل الغاب، استطاع أن يحرر في المحور الشمالي مناطق عدّة، منها سلة الزهور والفريكة التابعتان لجسر الشغور، أمّا في الجنوب فحرر المنصورة والصوامع وقرية فورو الاستراتيجية، والتي تبعد عن معسكر جورين (5 كيلومترات)، في وقت لا تزال المعارك فيه مستمرة”، مبيناً أنّه “إذا تم تحرير تل واسط- الزيارة -القرقور فسيتصل الشمال بالجنوب وتصبح المنطقة بشكل عمودي محررة بالكامل”.

ولفت الفاروق، إلى أن “الهجوم بدأ على بلدة القرقور الإستراتيجية مع مساء اليوم الأحد، وسط أنباء عن حدوث انسحابات للقوات النظامية إلى معسكر جورين”.

وأوضح أن “المناطق التي تمت السيطرة عليها هي مناطق سنية بالمجمل، إلا أنه في حال إكمال السيطرة تكون الفصائل المعارضة في مواجهة مناطق العلويين”، مُعرباً عن اعتقاده أن “يكون هدف جيش الفتح المقبل هو معسكر جورين العسكري”.

ويرى ناشطون معارضون أن “المرحلة المقبلة من معركة سهل الغاب ستكون الأصعب والأشرس، إذ يشكل القسم الغربي من سهل الغاب الخزان البشري للقوات النظامية، وهي ذات غالبية ساحقة من العلويين، الذين يعتبرون المعارضة المسلحة إرهابيين وحربهم معهم حرب وجود، أضف إلى ذلك وعورة المنطقة جغرافيا، ما يجعل كل قرية نقطة عسكرية”.

وفي السياق نفسه، أكّد “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، على موقعه الإلكتروني، أنّ “الكتائب الإسلامية استهدفت بصواريخ غراد عدّة تمركزات لقوات النظام في معسكر جورين بسهل الغاب، في ريف حماة الشمالي الغربي، كما سقط المزيد من القذائف التي أطلقتها فصائل إسلامية على مناطق في بلدة السقيلبية التي يقطنها مواطنون من أتباع الديانة المسيحية بريف حماة الغربي”.

 

سوريون يستغيثون لتنظيم إدارة معبر أطمة مع تركيا

اسطنبول ـ سما الرحبي

وجّه عدد من الناشطين السوريين، نداء استغاثة عاجلة، إلى قادة الفصائل المسيطرة على معبر أطمة الحدوي مع تركيا، لإصلاح الفساد الحاصل من قبل بعض عناصرهم في إدارة المعبر، إلى جانب المطالبة بحماية وتسهيل أمور المدنيين ودخولهم إلى تركيا.

 

وناشد الناشطون الفصائل القيام بواجبهم في هذا المكان الذي يتواجدون فيه، أو أن يسلموه لمن هو أقدر على إدارته وتنظيمه، في إشارة إلى معبر أطمه، لا سيما بعد أن تكررت الشكاوى المقدمة من قبل الأهالي “الذين عانوا بسبب تسلّط البعض وعنجهيتهم، وتحولهم عن خدمة الناس وتسهيل أمورهم، إلى التسلّط عليهم والمتاجرة بمعاناتهم لتكون مصدر دخلٍ لبعض المستفيدين، ممن أوكلت لهم مهمة إدارة المعبر، الذي من المفروض أن يكون ‫‏إنسانياً”.

 

ويقول الناشط فرات الوفا لـ”العربي الجديد” إن “حالتك المرضية الحرجة لا تسعفك على معبر أطمة، أو إصابتك التي تستدعي نقلاً سريعاً لأقرب مشفى داخل الأراضي التركية، بل يسعفك الدولار والمحسوبيات، وقرابتك مع أصحاب النفوذ على المعبر”، مضيفاً إن “بعض ضعاف النفوس على المعبر يهمهم الدولار أكثر من حياة وكرامة الإنسان، وهذا بداية لورم خبيث استوجب قيام الثورة السورية، ألا وهو ‏الفساد”.

 

وتابع الوفا أن “النداء جاء كرسالة انتقاد ومحاولة لتدارك الفصائل أخطاء بعض عناصرها بالدرجة الأولى، لأن الضغط يولّد الانفجار، ولا نريد للناس أن يضيق بهم الحال حتى يثوروا على الفاسدين والمفسدين فيذهب الصالح بالطالح، والثورة قامت لإنهاء تلك التجاوزات لا لإعادة هيكلتها من جديد باسم آخر على حساب الإنسانية وأوجاع عشرات الجرحى والمصابين والمشردين الذين يبيتون في العراء لمدة قد تمتد لأسبوع دون وازع أو رادع، وستكون هناك ثورة دائماً من أجل الإصلاح”.

 

ولفت إلى أن على الفصائل المسيطرة على المعبر “مراعاة أحوال أهلنا الذين يقفون أياماً في حرّ الصيف ليستطيعوا الدخول إلى تركيا، وهم يعانون أصلاً من حالات مرضية وإنسانية تستوجب دخولهم”.

 

يشار إلى أن الفصائل المسيطرة على المعبر والتي تديره، هي قيادة ‫‏أحرار الشام وقيادة ‫‏لواء الصفوة، وهيئة حماية المدنيين، وصقور الشام.

 

سوريا:توغلات متبادلة في الزبداني وإدلب وحماة

تدور منذ صباح الأحد، اشتباكات عنيفة، بين قوات النظام ومليشيا “حزب الله” اللبناني ومليشيا “الدفاع الوطني” من جهة، والمعارضة السورية المسلحة في حي جوبر الدمشقي. “المرصد السوري لحقوق الانسان” قال إن الطيران الحربي نفّذ ما لا يقل عن 7 غارات على مناطق في الحي. وقد استمرت اشتباكات ليل السبت–الأحد قرب منطقة بور سعيد، في أطراف حي القدم الدمشقي، بالقرب من طريق درعا القديم.

 

واستمرت الاشتباكات في محيط “اوتستراد السلام” بالقرب من مخيم خان الشيح بالغوطة الغربية. وقصفت قوات النظام مدينة الزبداني، بالبراميل المتفجرة والمدفعية الثقيلة والصواريخ الفراغية، وسط استمرار الاشتباكات العنيفة بين مليشيا “حزب الله” اللبناني و”الفرقة الرابعة” من جهة، وقوات المعارضة المسلحة المتحصنة بالمدينة التي تحولت إلى أنقاض.

 

“المرصد السوري” قال إن قوات النظام ومليشيا “حزب الله” تمكنت الأحد، من استعادة السيطرة على منطقة فريكة قرب الطريق الدولي أريحا–اللاذقية بريف جسر الشغور بريف إدلب، وذلك خلال هجوم معاكس قادته القوات المهاجمة في أطراف ريف إدلب عند الحدود الإدارية مع محافظة حماة. “المرصد” وثّق خلال الـ72 ساعة الماضية مقتل 73 مقاتلاً من المعارضة المسلحة، مرجحاً ارتفاع العدد إلى 112 مقاتلاً. في حين قتل 42 مسلحاً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها خلال هذه الاشتباكات.

 

ونقلت وكالة “مسار برس” عن أحد العسكريين في غرفة عمليات “جيش الفتح”، أن “الثوار انسحبوا، الأحد، من تل أعور والفريكة، بعد شن طيران نظام الأسد الحربي أكثر من 120 غارة جوية، وقصف القريتين بالصواريخ والمدفعية الثقيلة، واستخدامها حوالي 1500 عنصر”. مؤكداً أن تلة خطاب وتل حمكي ما يزالان تحت سيطرة المعارضة.

 

في المقابل، تستمر الاشتباكات العنيفة في محيط قرية الحماميات بريف حماة الشمالي، إثر هجوم تنفذه المعارضة. وتترافق الاشتباكات مع غارات تنفذها طائرات النظام الحربية والمروحية. وأعطبت المعارضة بصاروخ آلية لقوات النظام في منطقة الحماميات، في حين استهدفت الفصائل المسلحة بقذائف صاروخية تمركزات لقوات النظام في جورين بسهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي.

 

في حين، واصلت المعارضة استهداف قريتي كفريا والفوعة، بالمدفعية الثقيلة، ضمن المرحلة الثانية من معركة “الثأر للزبداني”، كما استهدفت المعارضة مساكن الضباط في مطار أبو الظهور العسكري شرقي إدلب بالمدفعية الثقيلة. في حين قصفت قوات النظام قريتي محمبل وجوزف بجبل الزاوية، بصواريخ أرض–أرض

 

وأعلنت فصائل “جيش الفتح” عن بدء المرحلة الثانية من عمليات الفوعة وكفريا، في بيان حمل العنوان: “وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به”، وجاء فيه: “تتمة للعمل العسكري المبارك الذي قام به مجاهدونا نصرة للمدنيين المحاصرين في الزبداني تحت قصف النظام الأسدي وميليشيات إيران، وغياب أي ضغط دولي لمنع هذه الجهات من ارتكاب المجازر بحق المدنيين، وقد أصبح واضحاً بعد خطاب الهزيمة والخيانة لرأس النظام أن جيشه انكسر وباع شعبه وحاضنته إلى إيران، لا يعبأ بها أو بمستقبلها، وعليه فقد قررت قيادة غرفة عمليات جيش الفتح ببدء المرحلة الثانية من عمليات الفوعة وكفريا”. وذلك “ليعلم النظام وحلفاؤه أن أرض سوريا واحدة لا تتجزأ، فما يحدث في الزبداني يخص سوريا كلها، وآلام الزبداني ستعيشها ميلشيات النظام ومرتزقة إيران التي معه في الفوعة وكفريا، ولن نوقف تقدمنا بإذن الله حتى يتوقف الهجوم على إخواننا في الزبداني”.

 

من جهة أخرى، قُتل القيادي في “جبهة النصرة” أبو مصعب الديري المعروف باسم أبو مصعب حويقة، مساء السبت، جراء تفجير أحد عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” نفسه بحزام ناسف أمام مكتب الشكاوى التابع لـ”النصرة” في مدينة حارم بريف إدلب. وبيّن إعلامي من “جبهة النصرة” أن العملية التفجيرية في مدينة حارم، استهدفت المسؤول الاقتصادي في “النصرة” أبو أحمد زكور، لكنه نجا وقُتل مرافقه. “المرصد السوري” قال إن “المقاتل الذي فجر نفسه بالقرب من مقر لجبهة النصرة في بلدة حارم كان مقاتلاً سابقاً في جبهة النصرة، ثم انشق عنها، وانضم لتنظيم الدولة الاسلامية ليعود ويفجر نفسه في مقره الذي انشق عنه”.

 

وقصف “لواء النصر” و”جيش الفتح” مدينة القرداحة بريف اللاذقية، بقذائف مدفعية وصواريخ غراد، السبت. وقالت قناة “الجزيرة” أن السلطات أغلقت مداخل القرداحة ومحلاتها التجارية، ومنعت لجان “الدفاع الوطني” والشبيحة المواطنين من الدخول إلى المدينة والخروج منها. وأكد قائد “لواء النصر” عقيل جمعة، استهداف القرداحة بـ15 قذيفة وصاروخاً مساء السبت، وذلك تأييدا للثوار المحاصرين في الزبداني بريف دمشق. وأشار إلى أن قواته تمتلك بنك معلومات للمواقع التي تتمركز فيها قوات الشبيحة المؤيدة للنظام، مضيفا أنهم تمكنوا من تحديد إحداثياتها بدقة، مما ساعدهم على تحقيق إصابات مباشرة “أوجعت النظام”.

 

النظام يُعطل اطلاق سراح مخطوفي اللاذقية

رفض النظام المبادلة بحجة عدم رضوخ “الارهابيين” لطلبه بتسليم أنفسهم وتسوية أوضاعهم

بلهفة وترقب، يمازجهما توجس وشك، تلقف موالو النظام السوري في اللاذقية، التصريحات الأخيرة لوزير العدل نجم الأحمد، المبشرة بـ”قرب الاحتفال بتحرير عدد كبير من المخطوفين لدى الميليشيات المسلحة”.

 

تصريحات حرّكت الأمل عند عائلات مخطوفي ريف اللاذقية الشمالي، “الفئة الأكثر ظلماً واهمالاً” من قبل النظام، كما يصفون أنفسهم. فمرور أكثر من سنتين على اختطاف ذويهم، وتعنت النظام في الاستجابة لطلبات مقاتلي المعارضة مقابل الافراج عنهم، أدخل الأهالي مرحلة اليأس من هذه الحالة التي لا تبشر بانفراج، رغم الوعود الكثيرة.

 

بدأت القصة في 4 آب/أغسطس 2013، حينما اندلعت بريف اللاذقية الشمالي الشرقي، معارك خاطفة قادتها قوى المعارضة المسلحة، وأدت إلى سيطرتها على 11 قرية دفعة واحدة. أعاد المقاتلون هذا الانجاز السريع، إلى خلو هذه القرى أصلاً من المدافعين عنها، الذين أخذوا للقتال في معارك بعيدة عن قراهم. من تبقى من الأهالي لم يقاوم مقاتلي المعارضة، الذين انسحبوا بعدها بأيام إلى مواقعهم، مصطحبين معهم أكثر من 100 طفل وامرأة من هذه القرى كرهائن.

 

المعارضة وعدت بإطلاق سراح الرهائن مقابل الافراج عن نساء معتقلات لدى النظام، ألقي القبض عليهن بحجة انتماء أفراد من أسرهن لتنظيمات “إرهابية” على رأسها “جبهة النصرة”.

 

الخطف والخطف المضاد بات من سمات الحرب الدائرة في سوريا. الأرقام التي أوردها وزير “المصالحة الوطنية” علي حيدر، أكدت وجود أكثر من خمسة آلاف مخطوف من المدنيين والعسكريين، مسجلين لدى وزارته. في هذا “الملف الشائك والمعقد” كما وصفه حيدر، تبذل وزارته “جهوداً كبيرة” على حدّ زعمه، من خلال الاتصالات المستمرة مع “المسلحين” لتحرير المخطوفين. لكن شكاوى ذوي المخطوفين المستمرة، وإلقاء اللوم بشكل كبير على الوزير شخصياً في تأخر تحرير مخطوفيهم، تثير الشكوك في انجازات الوزارة.

 

الموالون للنظام من الطائفة العلوية في محافظة اللاذقية، يتهمون النظام بعدم وجود إرادة حقيقية لديه لتحرير ابنائهم؛ فـ”جبهة النصرة” لم تترك فرصة لإغرائهم بضرورة الضغط للإفراج عن ذويهم، من خلال المقاطع المصورة التي تصدرها بين الحين والآخر. أخر تلك التسجيلات كانت في حزيران/يونيو 2014، وظهرت فيها المختطفات متوسلات إطلاق سراحهن، والاسراع بإجراء المبادلة. النظام رفض المبادلة بحجة عدم رضوخ “الارهابيين” لطلبه بتسليم أنفسهم وتسوية أوضاعهم، الأمر الذي اعتبره مقاتلو المعارضة مطلباً تعجيزياً ليسوا بوارد قبوله. شروط النظام التعجيزية كانت دائماً تعطيلاً لعملية التبادل.

 

هذه المماطلة دفعت ذوي المختطفات للتجمع أمام مبنى المحافظة في اللاذقية، في تشرين أول/اكتوبر 2013، احتجاجاً على التباطؤ في تحريرهن، وفرض شروط تعرقل عملية المبادلة. وسرعان ما فضت قوى الأمن السوري ذلك التجمع، بحزم شديد، اختفى بعده صوت هؤلاء بشكل تام.

 

انفراج بسيط أصاب القضية في أيار/مايو 2014، عند اتمام صفقة خروج مقاتلي المعارضة من حمص القديمة، والتي جرت مع مفاوضين إيرانيين. جاء في أحد بنود الصفقة الافراج عن 15 مختطفة من الريف الشمالي في اللاذقية، كمرحلة أولى، و25 كمرحلة ثانية. وبقي حتى الآن 85 رهينة من النساء والأطفال، يرى ذويهم أن فرجهم لن يكون عاجلاً على يد النظام، الذي ضمن سكوت عائلاتهم وعدم احتجاجهم. الأهالي يأملون أن تتدخل إيران مرة أخرى، كما حصل في هدنة حمص، لتعقد صفقة جديدة يمكن أن ينالوا منها شيئاً ما.

 

النظام يحاول بين حين وآخر، امتصاص غضب الأهالي، من خلال حملات شعبية تنظمها جهات تابعة له، تلقي باللوم على الأمم المتحدة، وتدعوها لتحمل مسؤولياتها تجاه هذا الملف. كما يعمل النظام على إيفاد شخصيات رسمية، تعقد لقاءات مع الأهالي، ولا تجد طريقها إلى وسائل إعلامه. آخر تلك اللقاءات كانت مع وزير الإعلام عمران الزعبي، في منتصف العام 2014، وتضمنت قائمة طويلة من الطلبات والاحتجاجات، وتأكيد ذوي المختطفات على ضرورة استبدال اللجنة المكلفة بالتفاوض لإطلاق سراح المختطفين، لعدم جديتهم في العمل وافتقارهم للصلاحيات اللازمة لتسيير شؤون المبادلة.

 

اللقاء كما غيره، لم يحرك ساكناً، في ايجاد مخارج لهذه القضية، ويقول والد إحدى المختطفات “نتواصل معهن باستمرار، ويسمح لنا بمكالمتهن هاتفياً بين الحين والآخر. هن بحالة جيدة، لكنهن يرغبن بالخلاص من هذه الحال. نعلم أن السلطات لن تقدم لنا شيئاً سوى الاجتماعات والوعود. يبدو أننا الحلقة الأضعف فعلاً في هذا البلد، رغم أن الفرضيات تقول عكس ذلك”.

 

يزداد التأزم مع كل عملية تبادل تتحقق لعلويين هنا وهناك، ففي بدايات تموز/يوليو 2015، قامت مليشيا “الدفاع الوطني” في قرية السعن بريف حماة، بعملية مبادلة مع المعارضة المسلحة. ونجم عن العملية اطلاق سراح 26 من مختطفي قرية اشتبرق ذات الغالبية العلوية بريف إدلب. المعارضة كانت قد اختطفت 100 شخص من اشتبرق أخذوا كرهائن أثناء السيطرة على مدينة جسر الشغور بريف إدلب. أطلق سراح الـ26 مقابل 17 من ذوي مقاتلي المعارضة المعتقلين لدى النظام.

 

وهنا أيضاً، تعود حيرة أهالي مخطوفي اللاذقية، الذين بات تعداد السنوات بالنسبة لهم أمراً عادياً، مكتفين بأمل الانتظار، وتصريحات رسمية لا تسمن ولا تغني من جوع. لاسيما أنهم ممنوعون من الحديث عن أبنائهم المختطفين وخاصة العسكريين منهم، لدى كتائب المعارضة، بحجة أنها ملفات تخص القيادة العسكرية العليا، وهي أدرى بكيفية إدارتها.

 

الأنظار تتجه لاجتماع الدوحة الثلاثي الإثنين

نصر المجالي: تشهد العاصمة القطرية، الإثنين، اجتماعاً ثلاثياً أميركياً سعودياً روسياً، وسط تأكيدات روسية أن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز سيزور موسكو قبيل نهاية العام الحالي، كما سيزورها وزير الخارجية عادل الجبير في منتصف الشهر الحالي.

 

قال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف إن الوزير سيرغي لافروف سيلتقي في الدوحة مع الجبير لبحث العلاقات الثنائية السعودية – الروسية، والقضايا الإقليمية والدولية الساخنة.

 

واضاف بوغدانوف: وسيناقش الوزيران التحضيرات الجارية للزيارة، التي سيقوم بها الملك السعودي سلمان إلى روسيا قبيل نهاية العام الحالي.

 

وتتوجه الأنظار إلى العاصمة القطرية، الإثنين، حيث يعقد وزراء خارجية الولايات المتحدة وروسيا والمملكة العربية السعودية محادثات غير مسبوقة وتحمل أهمية قصوى حسب مراقبين.

 

أزمات الإقليم

 

وأضاف المراقبون أن أزمات الإقليم مطروحة على أجندة اللقاء، وبصفة خاصة أزمتي سوريا واليمن، فضلا عن الاتفاق النووي مع إيران والحرب ضد الإرهاب.

 

وقال نائب وزير الخارجية الروسي، إن اللقاء الثلاثي سيتناول حل الأزمة السورية ومواجهة الإرهاب الدولي. ومن الممكن أن تتطرق المحادثات الثلاثية أيضا إلى تنفيذ الاتفاق الخاص بالبرنامج النووي الإيراني.

 

ولم يستبعد المسؤول الدبلوماسي الروسي الكبير إمكانية أن يتناول اللقاء الثلاثي مناقشة عقد جولة جديدة من المشاورات بشأن سوريا في روسيا في شهرآب ( أغسطس) أو أيلول (سبتمبر) بمشاركة ممثلي روسيا والولايات المتحدة والمبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا.

 

وأشار بوغدانوف إلى أن الطرف الروسي ينشط الآن في إجراء الاتصالات مع المعارضة السورية في الداخل والخارج من أجل إقامة الحوار الجدي المتواصل.

 

لقاء أميركي ـ خليجي

 

وعلى هامش لقاء الدوحة الثلاثي، فإن كيري سيلتقي نظراءه وزراء خارجية وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي حيث سيسعى الناجمة عن الاتفاق النووي الذي أبرمته الدول الكبرى مع إيران في 14 تموز (يوليو) الماضي في فيينا.

 

وقال مسؤول أميركي إن كيري “سيحاول الإجابة على كل الأسئلة التي لا تزال تراود وزراء الخارجية، على أمل أن يكونوا راضين ولضمان أن يدعموا مواصلة جهودنا”.

 

وكان كيري قال في القاهرة إن الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني سيجعل (بلا شك) منطقة الشرق الأوسط أكثر أمانا في حال تطبيقه، ساعياً لتبديد تحفظات دول حليفة للولايات المتحدة في المنطقة.

 

وانتقل كيري إلى الدوحة من القاهرة حيث ترأس مع نظيره المصري سامح شكري “حواراً استراتيجياً” بين الدولتين الحليفتين اللتين توترت العلاقة بينهما اثر إطاحة الرئيس محمد مرسي في العام 2013.

 

وتأتي زيارة كيري إلى الدوحة عقب زيارة قام بها وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر إلى المنطقة في تموز (يوليو) الماضي، وسعى خلالها إلى تأكيد التزام واشنطن بأمن دول مجلس التعاون.

 

عشرات الضحايا بسقوط طائرة حربية بإدلب  

قال مراسل الجزيرة في إدلب بشمالي سوريا إن عشرين مدنيا قتلوا وأصيب العشرات صباح اليوم الاثنين جراء سقوط طائرة حربية تابعة لقوات النظام السوري بمدينة أريحا في ريف إدلب الغربي، دون أن تتوافر معلومات مؤكدة عن سبب تحطم الطائرة.

 

وأضاف المراسل أن الطائرة سقطت خلال قصفها الأحياء السكنية في المدينة الخاضعة لسيطرة المعارضة، وأن سقوطها ألحق دمارا كبيرا بمنازل وممتلكات الأهالي.

 

وقالت شبكة سوريا مباشر إن الطائرة سقطت في سوق الخضار بمدينة أريحا أثناء تجمع الناس في السوق، مرجحة أن يصل عدد الضحايا إلى عشرين قتيلا ومئة جريح.

 

وقد بث ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلا مصورا يُظهر موقع سقوط الطائرة، كما تحدثت مصادر عن احتمال أن يكون الحادث بسبب خلل فني.

 

ويستهدف الطيران الحربي للنظام باستمرار مدن وبلدات ريف إدلب، وتلقي طائراته المروحية براميل متفجرة على أحياء مدينة إدلب.

 

كيف سيطرت المعارضة السورية على أريحا وجبل الأربعين?  

أحمد العكلة-ريف إدلب

 

أعلنت المعارضة السورية المسلحة سيطرتها على جبل الأربعين ومدينة أريحا الإستراتيجية في ريف إدلب مساء الخميس، وذلك بعد ساعات من إعلان بدء المعركة التي تخللتها مواجهات عنيفة وسقط خلالها عدة قتلى في صفوف النظام والمليشيات المساندة له.

 

وواصل “جيش الفتح” تقدمه في أريحا بعد سيطرته على أكثر من 23 حاجزاً على أطراف المدينة، فضلا عن المنطقة الصناعية وجسر أريحا داخل المدينة.

 

ويقول الناشط الميداني خالد العيسى للجزيرة نت إن حالة الانهيار التي أصابت جنود النظام وضباطه هي السبب الرئيسي لسقوط الحواجز بهذه السرعة، حيث تم رصد عدة مكالمات بين الضباط وهم يحمّلون قيادة النظام مسؤولية تركهم يواجهون مصيرهم، مما دفع بعضهم للفرار من أريحا قبل اقتحامها.

 

ويضيف أن أكثر من عشرة جنود وضباط انشقوا قبل بدء المعركة بأيام وأخبروا المعارضة بأن قوات النظام تتخذ من عشرات المدنيين دروعا بشرية، خوفا من سيطرة المعارضة المسلحة على المدينة، وللحصول على فرصة انسحاب آمن لهم.

 

ويؤكد العيسى أنه بعد السيطرة على أريحا لم يتبق لقوات النظام في محافظة إدلب سوى حاجز القياسات وبلدتي بسنقول ومحمبل ومطار أبو الظهور العسكري.

 

جبل الأربعين

من جهته، يقول القائد الميداني محمد عبد اللطيف للجزيرة نت إن الثوار سيطروا أولا على حاجزي الصناعة وجسر أريحا ثم نقلوا الاشتباكات إلى داخل أريحا، وتمكنوا من قتل عدد من الجنود وتدمير ثلاث دبابات، مما دفع قوات النظام للهروب إلى حاجز القياسات بالقرب من بلدة بسنقول.

 

ويضيف عبد اللطيف أن أريحا تعتبر خط الدفاع الأول عن القرى الموالية للنظام في سهل الغاب بمحافظة حماة، وأن السيطرة عليها ستمكن قوات المعارضة من نقل المعركة لمعاقل النظام في سهل الغاب والساحل السوري.

 

ويعد جبل الأربعين أحد جبال سلسلة الزاوية التي تقع في المنطقة الشمالية الغربية من سوريا بالقرب من أريحا، ويعد من أهم النقاط التي سيطرت عليها المعارضة في ريف إدلب، كونها تطل على طريق إدلب اللاذقية الذي يعد من أهم خطوط الإمداد باتجاه الساحل وإدلب.

 

من جهته، يقول أبو مصطفى قائد كتيبة سعد بن معاذ للجزيرة نت إن جبل الأربعين كان بمثابة الحصن الذي يستعمله النظام لحماية أريحا، مضيفا “لذلك فقدنا عشرات المقاتلين أثناء الهجوم على جبل الأربعين، بينما تمكنا بعد السيطرة عليه من انتزاع أريحا خلال ساعة واحدة”.

 

يذكر أن قوات النظام ردت بشن عشرات الغارات على محيط جبل الأربعين ومدينة أريحا لمنع قوات المعارضة من التقدم، ولكن محاولتها لم تحقق جدواها. كما قصفت بلدة كورين بصاروخ أرض أرض يعتقد أنه من طراز سكود، مما أدى إلى تهدم عشرات المنازل في البلدة.

 

مأزق العمال الكردستاني.. قصف أنقرة وضغوط أربيل  

عبد الحميد زيباري-أربيل

 

ينفي حزب العمال الكردستاني وجود مقرات له داخل قرى إقليم كردستان العراق، مؤكدا أن ما يحدث حاليا من عمليات عسكرية هو رد فعل على قصف الطيران التركي للمقاتلين الأكراد.

واستهدف الطيران التركي أمس قرية زركلي في شمال مدينة أربيل عاصمة الإقليم، وأسفر عن مقتل ثمانية أشخاص بينهم خمسة مدنيين، مما دفع برئاسة إقليم كردستان إلى مطالبة حزب العمال بإبعاد مقراته عن المناطق والقرى المؤهولة بالسكان.

 

وفي اتصال هاتفي مع الجزيرة نت، نفى عضو مجلس العلاقات الخارجية لحزب العمال دليل أمد أن تكون للحزب مقرات قريبة من القرى.

 

وطالب أمد رئيس إقليم كردستان بعدم إفساح المجال أو تهيئة الأجواء وإعطاء مبررات لعدو أجنبي بضرب سيادة وأراضي الإقليم، ودعاه إلى تبني موقف حاسم ضد الهجمات التركية.

 

القضية الكردية

وشدد أمد على أن موقف رئاسة الإقليم لا يخدم القضية الكردية وعملية السلام مع تركيا.

 

وفي سياق المساعي لوقف التصعيد، عبرت حكومة إقليم كردستان العراق أمس السبت عن استعدادها لمساعدة الطرفين التركي وحزب العمال للعودة إلى المباحثات وإكمال مشروع عملية السلام.

 

ويقول القيادي في حزب العمال إنهم على استعداد لذلك لأنهم لم يعلنوا حتى الآن انتهاء وقف إطلاق النار مع الجانب التركي.

 

ويضيف “إذا كانت هناك نية مؤكدة فنحن على استعداد للعودة إلى عملية السلام لأننا حتى الآن لم نعلن انتهاء وقف إطلاق النار ولم نعلن الحرب على تركيا، إنما نحن في مرحلة الدفاع عن النفس”.

 

وتعليقا على مقتل عناصر من الشرطة والجيش التركي خلال الأيام المنصرمة، يقول أمد “ما دامت هناك هجمات جوية علينا، بالمقابل ستكون هناك عمليات عسكرية ضد الدولة التركية، ولكن هذا لا يعني أننا أعلنا الحرب.. هذه العمليات فقط رد على الحكومة التركية”.

 

إلى ذلك، يرى مراقبون ضرورة أن يراعي حزب العمال الكردستاني مواقف ومصالح إقليم كردستان العراق، ويبتعد قدر الإمكان عن القرى والمناطق السكنية.

مبررات الاستهداف

ويقول عضو مجلس النواب العراقي السابق محمود عثمان إنه يجب على حزب العمال مراعاة وضع إقليم كردستان والابتعاد عن القرى لكي لا يعطي تركيا حجة لضرب القرى والمدنيين.

 

ويشير عثمان في الوقت نفسه إلى أن أنقرة تبحث عن حجج لضرب الأكراد في تركيا والعراق وسوريا، مشيرا إلى أن هذه باتت سياسة حزب العدالة والتنمية بعد حصوله على الأغلبية في الانتخابات الأخيرة.

 

وفي الجانب الآخر، فإن الأكراد يرون أن على قياداتهم اتخاذ مواقف أكثر حزما ضد هذه الهجمات وليس إلقاء اللوم بكامله على حزب العمال.

 

ويقول المواطن مصطفى أحمد إن مواقف الإقليم الرسمية لم تكن في مستوى الحدث. ويضيف

“يجب أن تكون هناك ضغوطات على الحكومة التركية لوقف القصف، بدلا من مطالبة حزب العمال الكردستاني بالابتعاد عن القرى الحدودية”.

 

ويوافق على هذا الرأي الإعلامي الكردي كارزان كريم حيث يقول “أعتقد أن هذه تهمة توجه لحزب العمال الكردستاني لأن قواعده لا تتواجد أصلا في القرى”.

 

ومن المقرر أن تخرج اليوم الأحد مظاهرة في مدينة أربيل من قبل مجموعة من نشطاء المجتمع المدني والسياسيين باتجاه مقر بعثة الأمم المتحدة للتنديد “باستهداف المدنيين من قبل الطيران التركي”.

 

الطيران يعاود قصف حلب مع تواصل المعارك  

عمر يوسف-حلب

 

عاود الطيران المروحي للنظام السوري منذ أمس الأحد قصف أحياء المعارضة في حلب بالبراميل المتفجرة موقعا عددا من القتلى والجرحى، بعد تراجع حدة القصف لعدة أيام، وذلك بالتزامن مع تزايد التوتر الأمني الذي شهدته الحدود السورية التركية.

 

وقال الناشط الميداني محمود أبو الشيخ إن طيران النظام قصف بالبراميل المتفجرة حيي القصيلة والشيخ خضر، مما أدى لسقوط قتيلين على الأقل وأربعة جرحى، مشيرا إلى أن فرق الدفاع المدني تسعى لاستخراج العالقين تحت أنقاض أحد المباني المهدمة.

 

وأضاف أبو الشيخ في حديثه للجزيرة نت أن قوات النظام عادت لتستهدف أحياء المدنيين في حلب بالبراميل المتفجرة بعد فترة هدوء شهدتها المدينة لم تدم طويلا، على حد وصفه.

 

وفي حي السيد علي وسط مدينة حلب تمكنت قوات المعارضة من صد محاولة اقتحام لجيش النظام، قتل على إثرها ضابط برتبة ملازم وأربعة عناصر.

 

كما استهدف فصيل الفرقة16 مشاة التابع للمعارضة في حلب مدفعا للنظام بقذائف من مدفع محلي الصنع في حي بستان الباشا.

 

وفي مناطق سيطرة النظام قتل ثلاثة أشخاص وجرح سبعة آخرون جراء سقوط قذائف هاون على منطقة السوق المحلي بحي شارع النيل، وحي المشارقة، في حين سقطت عدة قذائف هاون في محيط القصر البلدي بحي الجميلية دون تسجيل خسائر بشرية.

 

وفي ريف المدينة أعلنت غرفة عمليات فتح حلب تمكنها من صد محاولة تسلل لعناصر من تنظيم الدولة الإسلامية على محور تل مالد-مارع بريف حلب الشمالي.

 

وبحسب المكتب الإعلامي لغرفة العمليات، فقد تمكن مقاتلوها من صد محاولة تسلل العناصر وتكبيدهم خسائر كبيرة، دون ذكر حجم الخسائر التي تكبدها التنظيم المعارض.

 

وفي المقابل، قصفت قوات النظام بالرشاشات الثقيلة كلا من بلدتي كفر حمرة ومعارة الأرتيق بريف حلب الشمالي.

 

يذكر أن مقاتلي المعارضة شنوا هجوما عنيفا الجمعة على مواقع لقوات النظام في منطقة “الفاميلي هاوس” غربي حلب الجديدة وتمكنوا من السيطرة على مناطق فيها، وقتلوا أكثر من خمسين من قوات النظام قبل انسحابهم بعد استهدافهم من قبل طيران النظام بالصواريخ، بحسب مصادر في المعارضة.

 

اتهام أكراد سوريا بتهجير المئات بريف حلب  

قالت مصادر محلية للجزيرة إن مئات من عائلات بلدة صرين في ريف حلب الشرقي (شمال) تم تهجيرهم من البلدة، من قبل وحدات حماية الشعب الكردية.

 

يأتي ذلك بعد استعادة هذه الوحدات السيطرة على البلدة من مجموعات تابعة لـتنظيم الدولة الإسلامية كانت تسللت إليها وسيطرت على أجزاء منها بضع ساعات.

 

وقالت المصادر إن الوحدات الكردية قامت بتجميع مئات الأسر في الساحة العامة في البلدة وطلبت منهم مغادرة منازلهم نحو مناطق سيطرة تنظيم الدولة.

 

وأضافت المصادر أن أهالي بلدة صرين السورية تظاهروا احتجاجا على تهجيرهم قبل أن تقوم الوحدات الكردية بتفريق المظاهرة بإطلاق الرصاص الحي، مما أوقع إصابات، فيما اعتقلت آخرين.

 

وقبل نحو أسبوع قال نشطاء سوريون إن وحدات حماية الشعب الكردية اعتقلت عشرات المدنيين العرب، بينهم أطفال في البلدة ذاتها.

 

وبحسب المصادر ذاتها فإن عناصر من الوحدات اعتقلت نحو 150 مدنيا من صرين تتراوح أعمارهم بين 15 و60 عاما، ونقلتهم إلى مدينة عين العرب (كوباني) في ريف حلب الشمالي، بعد أن وجهت إليهم تهمة الانتماء لتنظيم الدولة.

 

تجدر الإشارة إلى أن لجان توثيق محلية اتهمت وحدات حماية الشعب الكردية بارتكاب انتهاكات متكررة مؤخرا بحق المدنيين العرب والتركمان في ريف محافظتي الحسكة والرقة، كان آخرها تهجير نحو ثمانية آلاف تركماني من قريتي حمام التركمان الجنوبي وحمام التركمان الشمالي في ريف الرقة.

 

معركة جديدة يلفها الغموض بريف اللاذقية  

عمر أبو خليل-ريف اللاذقية

 

تدور اشتباكات عنيفة بين فصائل المعارضة السورية وقوات النظام بجبل التركمان بريف اللاذقية منذ صباح الأحد، حين بدأت المعارضة هجوما على محور نبع المر وتلة سنان في غابات الفرللق.

 

ويلف الغموض مجريات المعارك، ففي حين نقل ناشطون أخبارا عن تقدم كبير لقوات المعارضة وسيطرتها على بعض النقاط والمواقع، أكد مصدر في الفرقة الأولى الساحلية التابعة للمعارضة أن المعارك لا تزال دائرة، ورفض الإفصاح عن أي معلومات إضافية.

 

واتصلت الجزيرة نت بأحد قياديي الفرقة الثانية الساحلية، فأشار إلى أن مجريات المعارك “أكثر من رائعة” وأن هناك تقدما في أكثر من نقطة، ولفت إلى أن الثوار يتطلعون إلى البرج 45 أعلى موقع للنظام في جبل التركمان.

 

قتلى وجرحى

وأكدت مصادر وصول عدد من سيارات الإسعاف إلى مدينة اللاذقية تحمل قتلى وجرحى لقوات النظام المدعومة بالمليشيات الشيعية من لبنان والعراق وإيران.

 

وأكد الناشط الإعلامي محمد الساحلي مقتل عنصر من حزب الله اللبناني في معارك جبل التركمان، ولا تزال جثته محفوظة في مشرحة مشفى زاهي أزرق العسكري.

 

وفي ظل تكتم مقاتلي المعارضة على مجريات المعارك، أوردت صفحات التواصل الاجتماعي الموالية أنباء عن سقوط عدة قذائف مدفعية الأحد في القرى المحيطة بمدينة اللاذقية، ولم تورد أنباء عن وقوع إصابات.

 

في هذا السياق أكد العميد المنشق أحمد رحال أن معارك الساحل السوري تتزامن مع معارك جيش الفتح في سهل الغاب، “وصمود الثوار الأسطوري في مدينة الزبداني (بريف دمشق)”، في مؤشر إيجابي على ارتباط الجبهات لتشتيت جهود النظام وتحقيق الانتصار عليه.

 

وتترافق معارك ريف اللاذقية مع قصف صاروخي ومدفعي عنيف من قوات النظام يستهدف ناحية ربيعة والقرى المحيطة بها، كما ينفذ الطيران غارات مستمرة على مواقع الاشتباكات.

 

وقد أطلق لواء النصر التابع للفرقة الأولى الساحلية الأحد عدة قذائف مدفعية على مقرات النظام في قريتي سقوبين وقسمين المجاورتين لمدينة اللاذقية.

 

غارات أميركية لحماية متدربين بالمعارضة السورية  

أعلن مسؤولون أميركيون أمس الأحد أن الولايات المتحدة قررت السماح بشن غارات جوية للدفاع عن مقاتلي المعارضة السورية الذين دربتهم، لحمايتهم من أي مهاجمين حتى لو كانوا من قوات رئيس النظام بشار الأسد.

 

وقال مسؤولون اشترطوا عدم نشر أسمائهم إن واشنطن ستشن هجمات لدعم التقدم الذي أحرز ضد أهداف تنظيم الدولة الإسلامية، وأضافوا أنه من المقرر أن توفر الولايات المتحدة أيضا دعما دفاعيا لصد أي مهاجمين.

 

واستبعد المسؤولون في الوقت نفسه أن تستهدف قوات نظام الأسد مقاتلي المعارضة المدعومين من الولايات المتحدة، حيث لم تطلق تلك القوات نيرانها على أي من طائرات التحالف الدولي التي تقصف أهدافا تابعة لتنظيم الدولة في سوريا، دون أن يستبعد المسؤولون احتمال نشوب اشتباك غير مقصود.

 

قواعد الاشتباك

وقالت رويترز إن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) والبيت الأبيض امتنعا عن مناقشة القرار المتعلق بقواعد الاشتباك أو تأكيد تصريحات المسؤولين الذين لم تُنشر أسماؤهم، لكن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أليستير باسكي قال إنه لم يتم تقديم دعم واسع النطاق إلا للقوات التي دربتها واشنطن، بما في ذلك “الدعم بنيران دفاعية لحمايتها”، مشيرا إلى غارات شنتها الولايات المتحدة يوم الجمعة الماضي ضد مقاتلين يعتقد أنهم هاجموا القوات التي دربتها واشنطن.

 

وأضاف “لا ندخل في تفاصيل قواعد الاشتباك التي نتبعها، ولكن نقول دائما إننا سنتخذ الخطوات اللازمة لضمان قدرة هذه القوات على تنفيذ مهمتها بنجاح”.

 

بدورها، اكتفت المتحدثة باسم البنتاغون أليسا سميث بتوضيح أن البرنامج العسكري الأميركي يركز “أولا وقبل كل شيء” على محاربة مقاتلي تنظيم الدولة.

 

وقالت سميث “نعرف أن كثيرا من هذه الجماعات تقاتل الآن على جبهات عدة بما في ذلك ضد نظام الأسد وتنظيم الدولة وإرهابيين آخرين”.

 

وقبل خمسة أشهر أكد منسق التحالف الدولي الجنرال الأميركي جون آلن وجود مشروع لحماية مقاتلي المعارضة السورية المتحالفين الذين تدربهم الولايات المتحدة، كما لم يستبعد آنذاك أن تفرض منطقة حظر جوي لتوفير الحماية، موضحا أن “كل هذه الخيارات جار بحثها”.

 

أردوغان: بوتين يتجه للتخلي عن الأسد

اسطنبول – فرانس برس

اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتجه إلى “التخلي” عن بشار الأسد، في أقوال نقلتها الصحف التركية اليوم الاثنين.

وصرح أردوغان في الطائرة عائداً من جولة نقلته إلى الصين وإندونيسيا، أن بوتين “لم يعد يشاطر الرأي القائل بأن بلاده ستقف إلى جانب سوريا حتى النهاية. أعتقد أنه يتجه إلى التخلي عن الأسد”.

وأجرى أردوغان وبوتين لقاء مطولا في يونيو الماضي على هامش حفل افتتاح الألعاب الأوروبية في باكو بأذربيجان.

وتابع: إن “لقاءنا في باكو وحديثنا الهاتفي لاحقا أوحيا لي أنه يبدّل موقفه” من الأزمة السورية، على ما نقلت عنه الصحف التركية.

ولطالما شكلت روسيا حليفة رئيسية للأسد الذي بات أردوغان خصما شرسا له.

في التصريحات نفسها التي أدلى بها للصحافيين الأتراك، كرر أردوغان تأكيد عزمه على المضي في الحملة التي أعلنها تحت مسمى “الحرب على الإرهاب” واستهدفت بالأساس حزب العمال الكردستاني وإن شملت تنظيم “داعش”.

إذ تركزت العمليات التركية حتى الآن بشكل أساسي على أهداف لحزب العمال الكردستاني الذي طالته عشرات الغارات، فيما لم يُعلن في المقابل سوى عن ثلاث غارات على مقاتلي تنظيم “داعش” في سوريا.

رداً على سؤال حول إمكانية “انفجار الأوضاع إقليميا” بعد قطع الهدنة مع حزب العمال الكردستاني، أكد الرئيس التركي أن “الذين يقولون ذلك يريدون أن توقف تركيا عملياتها العسكرية، لكنها ستواصلها طالما تعتبرها ضرورية”.

كما اتهم حزب العمال الكردستاني وتنظيم “داعش” بأن “مصلحتهما واحدة” في إضعاف الدولة التركية.

 

أميركا تسمح بشن غارات لحماية مقاتلي #المعارضة_السورية

دبي – قناة العربية

قال مسؤولون أميركيون يوم أمس الأحد إن الولايات المتحدة قررت السماح بشن غارات جوية للدفاع عن مقاتلي المعارضة السورية، الذين دربهم الجيش الأميركي في مواجهة أي مهاجمين حتى لو كانوا من القوات الموالية لرئيس النظام السوري بشار الأسد.

ويهدف القرار الذي اتخذه الرئيس الأميركي باراك أوباما، والذي قد يعمق الدور الأميركي في الصراع السوري إلى حماية مجموعة المقاتلين السوريين الوليدة الذين سلحتهم ودربتهم واشنطن لمحاربة تنظيم داعش والتطلع لتشكيل نواة قوة سورية مستقبلية.

لكن في الحرب السورية التي تعمها الفوضى لا يمثل مقاتلو تنظيم داعش التهديد الوحيد فقد تعرض ما يعرف بالفرقة ثلاثين لهجوم من جبهة النصرة، ما أدى إلى شن طائرات أميركية أولى غاراتها لمساندة تلك القوات، وقال مسؤولون أميركيون اشترطوا عدم ذكر أسمائهم إن الولايات المتحدة ستشن هجمات لدعم التقدم الذي أحرز ضد أهداف تنظيم داعش، وستوفر أيضا دعما دفاعيا لصد أي مهاجمين.

هجوم النصرة أسفر يوم الجمعة ضد هذه القوات في ريف حلب الشمالي عن احتجاز ثمانية منهم بينهم العقيد نديم الحسن قائد الفرقة بعد مواجهات سقط خلالها قتلى وجرحى من الجانبين وذكرت النصرة أن هدفها منع التمدد الأميركي.

وكان الجيش الأميركي قد بدأ برنامجه في مايو لتدريب ما يصل إلى خمسة آلاف وأربعمئة مقاتل سنويا، فيما يعد اختبارا لاستراتيجية الرئيس أوباما بجعل الشركاء المحليين يحاربون المتطرفين وإبقاء القوات الأميركية بعيدة عن خطوط المواجهة.

 

المعارضة السورية تحشد لاقتحام مدينة درعا

دبي – قناة العربية

تخوض المعارضة السورية المسلحة معارك عنيفة في مدينة درعا، جنوب البلاد، ضد قوات النظام تحضيرا لاقتحام المدينة بعد حشد أعداد كبيرة من المقاتلين على أبواب المدينة.

ويختلف الوضع في درعا تماما عن بقية الجبهات السورية، حيث تغيب الفوضى عموما عن هذه المنطقة. ويقدم مقاتلو المعارضة أنفسهم في هذه المدينة كقوات نظامية، بداية باللباس الموحد وليس نهاية بالخطط العسكرية المنظمة.

ونجح هذا التحالف المحلي بفرض تجربة مختلفة في الجنوب، فهو يسيطر على مساحات واسعة لم تشهد نزاعات بشكل عام بين الفصائل المقاتلة، كما حصل شمال البلاد.

ويستعد هؤلاء المقاتلون الذين يتبعون “تحالف الجبهة الجنوبية” الذي تقوده غرفة عمليات مشتركة، حالياً لاقتحام وشيك لمدينة درعا، وهي البوابة الجنوبية باتجاه العاصمة دمشق.

ولا تبعد قوات نظام الأسد مسافات بعيدة عن مقاتلي المعارضة، فهي تقع في مرمى قذائف الهاون وراجمات صواريخ المعارضة.

ويبدو اقتحام درعا أمرا وشيكا بالنسبة لتحالف الجبهة الجنوبية، التي يشعر مقاتلوها بالثقة بعد تحقيقهم انتصارات كبيرة بداية العام، حيث سيطروا على مدن وبلدات وقواعد عسكرية هامة للنظام، إضافة لمعابر حدودية. كما صدّوا هجوما عنيفا شن ضدهم من قبل قوات النظاك بدعم من ميليشيات حزب الله اللبناني.

 

الخوجة رئيساً للائتلاف الوطني السوري لفترة رئاسية ثانية

غازي عنتاب – زيدان زنكلو

انتخب الائتلاف الوطني السوري المعارض خالد الخوجة رئيساً لفترة رئاسية ثانية، بعد فوزه على منافسه موفق نيربية في ختام اجتماعات الدورة الـ 23 للائتلاف في مدينة اسطنبول التركية.

وحصل الخوجة على 59 صوتاً فيما حصل نيربية على 38 صوتاً، وامتنع عضوان عن التصويت، من أصل 99 عضواً شاركوا في الاجتماعات، وغاب 6 أعضاء آخرون عن اجتماعات الائتلاف حيث أن عدد أعضاء الائتلاف الكلي 105 أعضاء.

وانطلقت يوم الجمعة الماضي اجتماعات الهيئة العامة للائتلاف بدورتها الـ 23، وكان على رأس جدول أعمالها انتخاب هيئة رئاسية لدورة جديدة، ومناقشة الوضع الميداني وتأثيرات الاتفاق النووي الإيراني على الثورة السورية والمنطقة.

وناقش الائتلاف عدداً من القضايا السياسية على رأسها مقترح المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا الذي قدمه إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي بعد انتهاء مشاوراته الثنائية.

وقرر الائتلاف الوطني كذلك تمديد عمل اللجنة المكلفة بالإشراف على تشكيل القيادة العسكرية العليا لمدة شهرين قادمين بعد استكمال المشاورات مع جميع الفصائل والقيادات العسكرية في الداخل السوري.

وناقش أعضاء الائتلاف الوضع الميداني وعدة فقرات قانونية، وإعادة هيكلة الائتلاف وآليات التوسعة النسائية، والنظام المالي، وتوصيات لقاء الائتلاف مع المجلس الوطني الكردي.

الجدير بالذكر أن خالد الخوجة شغل منصب سفير الائتلاف في تركيا، وهو من مؤسسي إعلان دمشق في تركيا، وعضو مؤسس في المجلس الوطني السوري والائتلاف الوطني السوري، وشغل منصب رئيس الائتلاف منذ 5 يناير الماضي.

ودرس الخوجة كلية العلوم السياسية في جامعة اسطنبول 1986 و كلية الطب في جامعة إزمير 1995.

 

لجان التنسيق المحلية تنسحب من ائتلاف المعارضة السورية

بيروت- فرانس برس

أعلنت “لجان التنسيق المحلية في سوريا”، أحد المكونات الرئيسية في المعارضة السورية في المنفى، السبت انسحابها رسميا من “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة” بسبب “صراعات داخلية على المكاسب والأهداف الشخصية لبعض المنتمين للائتلاف”.

 

وقالت لجان التنسيق في كتاب إلى الائتلاف أنها “قررت الانسحاب رسميا من الائتلاف، بعد أن كانت علقت مشاركتها في أي من فعالياته منذ نهاية العام الفائت”.

 

كما اتهمت اللجان الائتلاف باعتماد “آليات لم تأخذ أي منحى مؤسساتي في العمل، واعتمدت بدلا من ذلك على التكتلات المرتبطة بعوامل وقوى خارجية، كانت السبب الأهم في نشوء صراعات داخلية على المكاسب والأهداف الشخصية لبعض المنتمين للائتلاف”.

 

وذكرت اللجان في رسالتها التي تلقت وكالة فرانس برس نسخة منها بأنها كانت “أحد المؤسسين في تشكيل هذا الجسم السياسي، الذي كنا نأمل أنه سيعبر عن طموحات الشعب السوري ومبادئ ثورته، ويسير به نحو تحقيق طموحاته التي دفع لأجلها أثماناً خيالية”.

 

ووصفت اللجان الصراعات داخل الائتلاف “بالمخجلة..صراعات كانت في كل لحظة، تأكل من زمن السوريين ودمهم، ولا ترتكز على أي موقف سياسي أو ثوري”، واتهمت بعض أعضاء الائتلاف بالسعي خلف “طموحات ذاتية، غالبا كانت مَرَضية”.

 

وخلص كتاب إعلان الانسحاب إلى القول “كان لزاما علينا بعد أن استنفدنا أي أمل بالتغيير الإيجابي أن نتخذ هذه الخطوة. ولنتابع عملنا المتواضع من خارج الائتلاف”.

 

حركة نزوح من القرى الموالية للنظام السوري في #سهل_الغاب

دبي – قناة العربية

باتت القرى الموالية لنظام الأسد في سهل الغاب خط الجبهة الأول، بعد هزيمة قوات النظام الأسد في محافظة إدلب إثر معارك شرسة مع فصائل المعارضة.

وشهدت هذه القرى، مع دخولها مرمى نيران مقاتلي المعارضة، حركة نـزوح كبـيرة إلى المناطق الأكثر أمناً، خاصة مع احتدام المعارك في سهل الغاب بريف حماة.

أما تطورات هذه المعارك فهي استعادة جيش النظام سيطرته على محطة زيزون الحرارية بعد نحو 60 غارة جوية، إضافة لعشرات البراميل المتفجرة التي ألقاها الطيران المروحي بالتزامن مع قصف مدفعي عنيف طال قرى وبلدات زيزون والقرقور و الفريكة والزيادية.

وقصفت الطائرات الحربية مناطق في قرية العون وبلدة مسكنة بريف حلب الشرقي، في حين سقطت قذائف هاون على مناطق في حي المشارقة بمدينة حلب، ما أدى إلى سقوط ضحايا.

ودكت قوات النظام مدينة الزبداني بعشرات الصواريخ من طراز أرض أرض، تزامناً مع قصف عنيف بالمدفعية والدبابات من نقاط قلعة التل والعقبة، كما تعرضت مدينة عربين في الغوطة الشرقية لغارات جوية، فيما تصاعدت حدة الاشتباكات بين مقاتلي المعارضة وجيش النظام في محيط كلية الهندسة شمالي مدينة الرستن بريف حمص الشمالي.

كذلك قصفت قوات الأسد جواً بلدة صيدا بريف درعا بأربعة براميل متفجرة، تزامناً مع قصف مدفعي عنيف على البلدة.

 

كم عدد المقاتلين الأجانب الذين ذهبوا إلى القتال في سوريا؟

تشير التقارير إلى أن آلاف المقاتلين الأجانب توجهوا إلى الشرق الأوسط للانضمام إلى التنظيمات الإسلامية المسلحة، من بينها “تنظيم الدولة الإسلامية” أو ما يعرف بداعش وجماعات أخرى، لكن ما مدى مصداقية هذه الأرقام، وكم عدد من ذهبوا إلى هناك ولم يغادروا حتى الآن؟

قرار الذهاب إلى القتال في بلد بعيد عن الوطن ظاهرة قديمة وليس أمرا جديدا؛ إذ في ثلاثينيات القرن الماضي شارك نحو 30 ألف مقاتل أجنبي في الحرب الأهلية الإسبانية.

وفي مطلع القرن التاسع عشر حارب الشاعر البريطاني، لورد بايرون، من أجل استقلال اليونان عن الإمبراطورية العثمانية.

وفي الآونة الأخيرة ذهب الكثيرون إلى القتال في أفغانستان وباكستان والعراق واليمن والصومال، لكن أعداد من سافروا إلى سوريا الآن تمثل “أكبر حشد من المقاتلين الإسلاميين الأجانب في التاريخ”، وفقا لتوماس هيغهامر، مدير أبحاث الإرهاب، في مؤسسة أبحاث الدفاع النرويجية.

ويشير هيغهامر إلى أن هناك العديد من الأسباب وراء هذا الأمر.

سوريا من أسهل مناطق الصراع التي يمكن الدخول إليها، حيث يمكن السفر إلى تركيا ثم عبور الحدود إليها بدون أية صعوبات.

 

الحدود التركية السورية تحولت لمناطق عبور آمنة للمقاتلين الأجانب إلى داخل سوريا والانتقال إلى مناطق سيطرة “تنظيم الدولة.”

وفي داخل سوريا توجد الكثير من المناطق محدودة المخاطر، وذلك لأن “تنظيم الدولة” يسيطر على أراض كثيرة، ويمكن للأجانب تجنب معارك الخطوط الأمامية إذا ما أرادوا ذلك.

ويقول هيغهامر: “في أيام الحرب الأولى، كان الدافع الرئيسي المعلن (أريد الذهاب إلى سوريا ومحاربة الأسد دفاعا عن السنة هناك)، لكن الآن أصبح الدافع المعلن (أريد الذهاب إلى هناك والعيش في دولة إسلامية، أريد الحياة في دولة الخلافة).”

ولفت إلى وجود مواطنين في أوروبا “باعوا كل ما يملكون وأجبروا أطفالهم على ترك المدارس وذهبوا إلى الرقة، وهدفهم الرئيسي العيش هناك لبقية حياتهم”.

وقدرت الشرطة الدولية “الانتربول” أن أربعة آلاف شخص انضموا إلى المليشيات المسلحة في سوريا، لكن يرى الكثيرون أن الرقم أعلى بكثير من هذا، سواء بالنسبة إلى الأشخاص المحددين أو المجهولين.

ويقول هارون زيلين، زميل في المركز الدولي لدراسات التطرف في كينغس كوليدج بلندن :”الحقيقة أنني كنت قادرا على تحديد حوالي 3800 شخص، ديسمبر/ كانون أول 2013، مما يشير إلى أن الانتربول ليس لديه الصورة الكاملة”.

وأضاف: “بعد مرور عام ونصف أستطيع الدفع بأن عدد المقاتلين الأجانب ارتفع أضعافا مضاعفة”.

ووفقا للتقديرات الحالية للمركز الدولي لدراسة التطرف والعنف السياسي (ICSR)، فإن رقم 20 ألفا هو الأقرب للحقيقة، وهو الرقم الذي توصل إليه المركز من خلال متابعة تقارير وسائل الإعلام وغيرها من المعلومات المتاحة للجمهور.

وقال هيغهامر، الذي يستخدم نفس الأساليب في مثل هذه التقديرات،: “قد يكون ذلك على سبيل المثال بداية من إعلان من الأمم المتحدة بأن العدد الإجمالي هو 15 ألفا أو 20 ألفا، وصولا إلى تصريح لعمدة في بلدة جنوبي فرنسا بمغادرة 22 شخصا خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وأي (إعلان أو تصريح) آخر بين كلا المستويين من الأرقام”.

وأضاف: “هناك مجموعات مختلفة من التقارير ومستوى متعدد من المصداقية، ولذا فإنك تحتاج إلى نوع من التقييم الذاتي الشخصي، لكن أعتقد أنه يمكنك التوصل إلى مستوى معقول من التقدير الأقرب للصحيح”.

 

التقديرات تشير إلى انضمام حوالي 20 ألف من المقاتلين الأجانب إلى التنظيمات المسلحة في سوريا

لكن هيغهامر يشير إلى أن تقديرات انتقال 20 ألف للقتال في صفوف تنظيم الدولة يجب أن تؤخذ بقدر من الشك.

وتابع: “إذا قال أحد المحللين أو منظمة ما ‘نعتقد أن ما بين 500 إلى 900 شخص سافروا إلى فرنسا’، فإن العنوان الرئيسي سيكون دائما تقريبا أن ‘نحو 900 شخص غادروا من فرنسا’ وأن هذا العدد الـ 900 التقريبي سيدخل في لعبة التجميع. وأعتقد أن هذا سيقود على الأرجح إلى التضخيم”.

بالإضافة إلى ذلك، فإن هذا ليس هو عدد المقاتلين الأجانب الذين يُعتقد أنهم يشاركون في العمليات الجهادية في صفوف تنظيم الدولة حاليا. يمثل هذا الرقم الأشخاص الذين انضموا إلى التنظيمات السنية المسلحة التي تقاتل في سوريا على امتداد فترات الصراع.

وتشير تقديرات المركز الدولي لدراسة التطرف والعنف السياسي (ICSR) إلى أن ما بين 10 و30 بالمئة، أي ما يصل إلى سبعة آلاف شخص، عادوا بالفعل إلى بلدانهم وهناك ما بين 5 و10بالمئة آخرين قتلوا في هذا الصراع.

لكن السؤال هو من أين جاء هؤلاء الأشخاص؟ بحسب الأمم المتحدة، فإن أكثر من نصف دول العالم يخرج منها جهاديون.

 

أكبر عدد من المقاتلين الأجانب في سوريا يأتي من الأردن والسعودية وتونس ولبنان وليبيا

معظم الجهاديين ينتمون إلى منطقة الشرق الأوسط والكثير منهم جاء من شمال أفريقيا، والدول الخمس التي ينحدر منها أكبر عدد من المقاتلين في سوريا هي الأردن والسعودية وتونس ولبنان وليبيا.

وخرج عدد كبير أيضا من المقاتلين من روسيا، ويعتقد أن معظمهم جاءوا من جمهورية الشيشان، وهناك ثلاثة آلاف آخرين جاءوا من دول الاتحاد السوفيتي السابق.

وتشير التقديرات إلى أن هناك أربعة آلاف ينتمون إلى دول غرب أوروبا، وخرج من فرنسا وألمانيا وبريطانيا أكبر عدد من هؤلاء الجهاديين، لكن بلجيكا سجلت أعلى معدل للجهاديين من أى دولة أوربية أخرى.

لكن زيلين يتفق مع رأي هيغهامر بضرورة التعامل بحذر مع هذه الإحصاءات.

ويقول هيغهامر: “إننا غالبا نقارن هذا الأمر بإعداد وجبة نقانق. يقول الناس إن الجزارين لا يأكلون النقانق لأنهم يعرفون ما بداخلها. والأمر هو نفسه مع أشخاص مثلي والذين يحاولون تقييم الأرقام، فإنني نادرا ما أثق في التقديرات التي تطرح هنا وهناك لأنني أعلم العوامل التي تحيط بها”.

 

ناشطون: قوات النظام والأكراد يطردون “الدولة الاسلامية” من الحسكة

قال المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض إن القوات السورية الحكومية والمسلحين الأكراد تمكنوا من زحزحة مسلحي تنظيم “الدولة الاسلامية” من مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا بعد قتال استمر لأكثر من شهر.

وقال رامي عبدالرحمن مدير المرصد إن قوات الجيش “طردت مسلحي التنظيم من حي الزهور، آخر احياء الحسكة التي كان يسيطر عليها، وازيح مسلحوه الى الضواحي الجنوبية للمدينة.”

يذكر ان القوات الحكومية تتقاسم السيطرة على الحسكة مع المسلحين الأكراد، وكان الجانبان يحاربان من اجل طرد مسلحي “الدولة الاسلامية” منها منذ دخوله اليها الشهر الماضي.

من جانب آخر، استقبل الرئيس السوري بشار الأسد فالح الفياض مستشار الأمن القومي الوطني في العراق، مبعوثاً من رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي.

وقال بيان رئاسي سوري إن اللقاء تناول أهمية استمرار وتوسيع التعاون والتنسيق القائم بين سورية والعراق في مواجهة “التنظيمات الإرهابية” حسب البيان، الذي نقل تأكيد الجانبين على أن القضاء بشكل نهائي على الإرهاب يتطلب جهداً جماعيّاً ملزماً على المستويين الإقليمي والدولي، أساسه التعاون البنّاء.

وكان الفياض قد زار دمشق قبيل بدء عمليات طيران التحالف الدولي في الأجواء السورية بداية العام الحالي.

دمشق

كما استمرت الاشتباكات المتقطعة بين مسلحي المعارضة والقوات الحكومية في منطقة جوبر شرق العاصمة دمشق بعد عملية عسكرية شنتها القوات الحكومية، سيطرت خلالها، حسب بيانات عسكرية، على كتل من الأبنية شرق جوبر باتجاه جسر زملكا.

وقصف الطيران الحكومي مناطق حموريا وعين ترما ودوما في الغوطة الشرقية، مما أوقع 15 قتيلا.

من جهتها، قالت المعارضة إنّها قتلت 40 من الجنود الحكوميين والقوات الموالية خلال هذه المعارك وتصدت لتقدم القوات الحكومية وأسقطت طائرة حربية خلال المعارك في جوبر.

كما توسّعت الاشتباكات إلى منطقة مزارع بالا في الغوطة الشرقية.

وقالت المعارضة إنّ الغارات التي طالت مدينة دوما في الغوطة أوقعت 5 قتلى من المدنيين.

كما شهدت العاصمة سقوط قذائف هاون طالت مناطق الزبلطاني وباب توما وساحة الأمويين ومنطقة أبو رمانة، مما أدى إلى مقتل مدني وجرح 14 آخرين.

حلب

وفي حلب، قالت المعارضة إن معامل الدفاع التابعة للقوات الحكومية في منطقة السفيرة في ريف حلب شهدت انفجارات وحرائق ضخمة دون معرفة أسبابها.

من جهتها، قالت القوات الحكومية إنّها تصدت لمحاولات المعارضة للتقدم باتجاه مطار كويرس العسكري شرق حلب، فيما كثف الطيران الحكومي غاراته على محيط المطار لمنع هذا التقدم، موقعاً قتلى وجرحى في صفوف مسلحي المعارضة.

وأحكمت الوحدات الكردية سيطرتها بشكل كامل على بلدة صرّين في ريف حلب، جنوب بلدة عين العرب (كوباني) بعد معارك مع تنظيم الدولة الإسلامية، الأمر الذي أدى إلى قطع خطوط إمداد التنظيم إلى عين العرب وريفها.

ونقلت مصادر كردية أن دبابات تركية قصفت المواقع الكردية في قرية زور مغار في ريف كوباني خلال المعارك في صرّين.

تدمر

وفي تدمر، قصف الطيران الحكومي صباح الثلاثاء محيط القلعة الأثرية قرب تدمر ومنطقة المثلث وطريق تدمر السخنة مستهدفاً مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية وموقعاً بهم قتلى وجرحى حسب بيان عسكري، في حين واصلت القوات الحكومية التقدم من الجهة الغربية لتدمر مع اشتباكات مع مسلحي تنظيم الدولة في محيط القلعة وشمال مدينة تدمر ومنطقة المقالع جنوب شرق المدينة ووادي أبيض والبيّارات.

الحسكة وفي محافظة الحسكة، استمر تقدم القوات الحكومية والوحدات الكردية في مدينة الحسكة وخاصة في مناطق حي الزهور والرصافة والبانوراما، وتقدمت باتجاه كليّتي الاقتصاد والهندسة بعد معارك عنيفة مع تنظيم “الدولة الإسلامية.”

وانفجرت دراجتين ناريتين مفخختين في شارع الكورنيش وشارع علايا في مدينة القامشلي التابعة لمحافظة الحسكة، مما أوقع 8 إصابات من المدنيين.

درعا

وقال بيان عسكري إنّ القوات الحكومية دمرت صباح الثلاثاء نفقاً لمسلحي المعارضة في درعا البلد جنوب جامع عبد العزيز مما أدى إلى مقتل 15 مسلحاً كانوا داخل النفق وجرح 20 آخرين حسب البيان.

 

ما هي الأساليب التي يتبعها تنظيم الدولة لاستقطاب الأعضاء الجدد؟

إد كامبيل

بي بي سي نيوز

ما هي الأساليب التي يتبعها تنظيم الدولة الإسلامية لنشر الأفكار المتشددة في أوساط الشباب ؟

تجربة فتى بريطاني تبين أنهم يتبعون تكتيكات تشبه تلك المتبعة في جعل “الإيذاء الذاتي ” و “الأنوراكسيا” (إنقاص وزن الجسم بشكل خطير) يبدو طبيعيا.

فتح ساجد حسابا باسم مستعار على تويتر بعد انقطاع أخبار شقيقه أرشاد، الذي لم يكن قد أبدى أي ميول متطرفة في السابق، أو أي اهتمام واضح بالنزاع في سوريا.

فجأة اختفى أرشاد، واختفى جواز سفره، وبدا من “تاريخ البحث” في حاسوبه المحمول أنه بحث عن مواد لها علاقة بتنظيم الدولة الإسلامية.

ثم اتصل أرشاد بشقيقه ساجد من سوريا وأبلغه أنه قرر أن يصبح مقاتلا في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية، أسوة بمئات الشبان الآخرين من بريطانيا.

كان ساجد في السادسة عشرة، لا يزال طالبا، وأراد معرفة المزيد.

استخدم اسما عربيا مستعارا لحسابه على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، وبدأ البحث عن معلومات حول تنظيم الدولة ومتابعة حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي.

لم تمض فترة طويلة قبل أن يتابعه أحد المؤيدين لتنظيم الدولة، وبعد مضي ساعتين كان عدد متابعيه قد بلغ 5 آلاف.

أقام محادثات مع العديد منهم، ثم بدأ يراسل ستة أشخاص بشكل منتظم، بعد أن توطدت علاقته بهم.

كان بعضهم في سوريا، وبعضهم كان من مؤيدي تنظيم الدولة في الغرب.

ثم يتابع ساجد رواية تجربته، فيقول إن الغريب أن أحدا لم يحاول استقطابه بشكل مباشر أو دعوته للانضمام إلى صفوف تنظيم الدولة .

كل ما فعلوه أنهم بدأوا يعرضون لقطات فيديو وينشرون مواد تظهر “اضطهاد المسلمين السنة على أيدي قوات الأمن العراقية التي يسيطر عليها مسلمون شيعة”.

تفعل هذه المواد فعلها في التحريض، وتعزيز الرغبة بالانتقام.

حين شاهد ساجد لقطة فيديو يظهر فيها إعدام جندي عراقي أحس بالراحة.

هذه كانت النقطة التي أحس فيها بأنه في خطر.

“هل هذا ما تعرض له شقيقي؟”، بدأ ساجد يتساءل.

ثم تذكر تأثير اختفاء شقيقه على العائلة، وكيف انقطع أشقاؤه وشقيقاته الصغار عن الأكل والنوم، وفكر أن هذا lوقف يحصل مجددا لو انضم للتنظيم مثل شقيقه.

كان ما حفزه لمقاومة الإغراء ذاتيا كما تطور الانجذاب بشكل ذاتي.

تغريدات محذوفة

“أعتقد أن هناك مستويات لنشر التطرف”، يقول ساجد، ويتابع “تصوروا شابا مسلما يفكر أن الجنود العراقيين يقتلون السنة ولا يعاقبهم أحد، ثم يأتي تنظيم الدولة ويدعوهم للقتال في صفوف الخلافة للانتقام، سيحسون أن حلمهم قد تحقق”.

كان بين معارف ساجد على تويتر شخصان يقاتلان في صفوف التنظيم في سوريا، يرسلان له أخبارا فورية عبر أحد التطبيقات.

هكذا أصبح يعلم أشياء أكثر من غيره، وأحس بالتميز، ثم جعل يتظاهر بأنه مؤيد للتنظيم، وكان هذا صعبا ، فهو من جهة يقدم نفسه كمؤيد للتنظيم ومن جهة أخرى يحاول أن يثني الشبان عن الالتحاق به.

ويروي كيف أن فتاة صومالية تعيش في لندن اتصلت به وقالت إنها تفكر بالانضمام لتنظيم الدولة، فنهاها ، فردت مصدومة : ما هذا؟ هل أنت جاسوس ؟

شعر ساجد بالخوف من أن تبلغ عن موقفه لتنظيم الدولة ، لكن هذا لم يحدث، وحذفت الفتاة تغريداتها بعد دقيقتين.

انضم ما لا يقل عن 700 شخص بريطاني لتنظيم الدولة، كما تقول الشرطة البريطانية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى