أحداث الاثنين 07 أذار 2016
استمرار انتهاكات النظام السوري للهدنة… و«النصرة» تحقق تقدماً في اللاذقية
دبي – «الحياة»
شهد اليوم التاسع من الهدنة الموقتة في سورية قصفاً مدفعياً مكثفاً وغارات جوية من قبل قوات النظام على كل من حماة ودير الزور وريف السويداء الشمالي الشرقي، واشتباكات في مناطق ومحاور عدة في ريف حمص (وسط) الشرقي وفي محافظة اللاذقية (شمال غربي) وحماة (وسط) مع مختلف فصائل المعارضة.
وفي حمص استهدفت قوات النظام بنيران رشاشاتها الثقيلة مناطق في مدينة تلبيسة في ريف حمص الشمالي، بالتزامن مع قصفها منطقة حوش حجو في الريف نفسه، كما سقط صاروخ أرض – أرض أطلقه عناصر النظام على قرية عيون حسين ريف حمص الشمالي، فيما لا تزال الاشتباكات مستمرة بين قوات النظام والميليشيات الموالين لها وبين عناصر «داعش» في محيط حقل «جزل» النفطي في ريف حمص الشرقي.
واستهدفت قوات النظام بقذائف عدة، مناطق في بلدة اللطامنة في ريف حماة الشمالي، ما أدى إلى إصابة أشخاص عدة بجروح، كما دارت بعد منتصف ليل الأحد – الإثنين اشتباكات بين قوات النظام والميليشيات الموالية لها وبين الفصائل الاسلامية والمقاتلة في ريف حماة الشمالي، تزامن مع سقوط قذائف عدة أطلقتها قوات النظام على مناطق في بلدة كفرنبودة وقرية الجنابرة في ريف حماه الشمالي الغربي.
وفي اللاذقية دارت ليل الأحد – الإثنين اشتباكات بين قوات النظام والميليشيات الموالية لها والفصائل الإسلامية والمقاتلة و«جبهة النصرة» في محيط تلة نوار قرب الحدود السورية – التركية في ريف اللاذقية الشمالي، أدت إلى سيطرة «الجبهة» على المنطقة، ووقوع خسائر بشرية في صفوف قوات النظام والميليشيات المؤيدة لها.
وفي ريف دمشق اعتقلت قوات النظام 3 نساء على أحد الحواجز في محيط ضاحية قدسيا، وتم اقتيادهن إلى جهة مجهولة وفق ناشطين في المنطقة، كما استهدفت قوات النظام بعدد من القذائف ونيران الرشاشات الثقيلة مناطق في مزارع خان الشيح وأطراف مخيم خان الشيخ في الغوطة الغربية.
وذكر «المرصد» أن مقاتلاً في أحد الفصائل الإسلامية قتل خلال اشتباكات مع قوات النظام والميليشيات الموالية لها في غوطة دمشق الشرقية.
من جهة ثانية، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن اشتباكات دارت بين قوات النظام والميليشيات الموالية لها وبين عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في محيط منطقة اﻹطفائية بالجبل المطل على مدينة دير الزور، بالتزامن مع قصف طائرات حربية مواقع في منطقة المعامل في المدينة أدت إلى وقوع خسائر بشرية، كما قصفت قوات النظام قريتي عياش وزغير شامية في ريف دير الزور الغربي، من دون أنباء عن وقوع إصابات.
ولا تزال محافظة دير الزور تشهد استياء كبيراً عقب نشر فصيل مقاتل شريطاً مصوراً أظهر عشرات المواطنين على أنهم عناصر من تنظيم «داعش»، وأنهم انشقوا عن التنظيم، في وقت، أكدت مصادر عدة لـ «المرصد السوري»، أن الأشخاص الذين ظهروا في الشريط ليسوا عناصر منشقين عن التنظيم، وإنما مواطنون مدنيون من محافظة دير الزور ومناطق أخرى، أخضعوا إلى «دورات شرعية» لدى التنظيم، وأجبرتهم الظروف على النزوح والانتقال إلى مكان آمن أكثر، ليستغل هذا الفصيل المقاتل مأساتهم ويقوم بتسجيل شريط مصور يظهرهم فيه على أنهم من عناصره.
وفي محافظة السويداء، قصف الطيران الحربي التابع للنظام مراكز لـ «داعش» في منطقة تل اشيهب في ريف السويداء الشمالي الشرقي، من دون ورود معلومات عن خسائر بشرية.
وفي المقابل، نقلت «وكالة الأنباء السورية» (سانا) عن مصدر عسكري قوله إن «سلاح الجو السوري دمر آليات ومقرات لإرهابيي داعش في طلعاته على تجمعاتهم في محيطي مدينة القريتين وحقل جزل ومحسة والصوانة ومحيط بيارات تدمر في ريف حمص».
وفي درعا (جنوب) قال «المرصد» إنه عثر على جثة شاب من بلدة العجمي في ريف المحافظة في منطقة وادي العجمي القريبة من البلدة، كما أصيب قيادي في فرقة إسلامية من جراء إنفجار قنبلة خلال محاولته تفكيكها في بلدة صيدا.
وفي القنيطرة، اغتال مسلحون مجهولون مقاتلاً سابقاً في أحد الفصائل بإطلاق النار عليه على طريق تسيل – القنيطرة.
وفي حلب (شمال)، قتل أربعة أشخاص من عائلة واحدة وأصيبت طفلة من العائلة نفسها بجروح بالغة من جراء انفجار عبوة ناسفة زرعها تنظيم «داعش» في وقت سابق على طريق خناصر – حلب في ريف حلب الجنوبي الشرقي.
وقال «المرصد السوري» أن عدد القذائف التي أطلقتها «النصرة» ومقاتلون قوقازيون بقيادة صلاح الدين الشيشاني وفصائل إسلامية ومقاتلة أخرى على حي الشيخ مقصود في حلب إلى أكثر من 100 قذيفة، أسفرت اليوم عن مقتل تسعة أشخاص بينهم أربعة أطفال وفتى وثلاث نساء، ورجل متقدم في العمر، وعدد القتلى مرشح للارتفاع بسبب وجود نحو 30 جريحاً بعضهم في حالات خطرة.
اشتباك بين «النصرة» و«داعش» في درعا… وطيران الأسد يلقي مناشير على جسر الشغور
دبي – «الحياة»
شهد اليوم الثامن من الهدنة الموقتة في سورية اشتباكات وقصفاً في مواقع عدة، ما أسفر عن مقتل عدد من المدنيين والمقاتلين. ودارت أبرز الاشتباكات في ريف درعا الغربي بين «جبهة النصرة» و«لواء شهداء اليرموك» الذي بايع تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، من دون ورود معلومات عن حجم الخسائر في صفوفهما.
وأوضح «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ان الاشتباكات بين «النصرة» و«لواء اليرموك» تجددت في محيط سد سحم الجولان في ريف درعا الغربي لليوم الثاني على التوالي.
وذكر «المرصد» أمس ان تنظيم «داعش» استعاد السيطرة على معبر التنف الحدودي مع العراق بعد سيطرة فصائل إسلامية ومقاتلة من ريف حمص الجنوبي الشرقي والقلمون الشرقي و«جيش سورية الجديدة»، لساعات عدة على المعبر الذي يربط البادية السورية بريف حمص الجنوبي الشرقي وبين الأراضي العراقية، بالقرب من الحدود مع الأردن.
وكان تنظيم «الدولة الإسلامية» سيطر في 22 أيار (مايو) 2015 على المعبر المذكور بعد انسحاب قوات النظام منه. وما زال «داعش» يسيطر على معبر البوكمال في ريف دير الزور، الذي يربط مدينتي البوكمال السورية والقائم العراقية.
وفي دير الزور نفسها، قصفت طائرات حربية سوريّة بعد منتصف ليل السبت – الأحد، مناطق في بلدتي حطلة والمريعية ومنطقة حويجة صكر عند أطراف المدينة، من دون أنباء عن وقوع إصابات. وفي المقابل، أكد النظام السوري القصف، إذ نقلت «وكالة الأنباء السورية» (سانا) عن مصدر عسكري قوله أن «الجيش السوري دمر آليات ومقرات لإرهابيي تنظيم داعش في محيط مهين والمريعية والبغيلية في ريفي حمص ودير الزور».
وفي العاصمة دمشق، سُمع دوي انفجارين في مخيم اليرموك، أعقبهما سماع أصوات إطلاق النار، ولم ترد معلومات عن مصدرها أو أسباب وقوعها.
وفي ريف دمشق، دارت ليل السبت – الأحد، اشتباكات بين قوات النظام والميليشيات الموالية لها من جهة، وبين الفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في منطقة المرج في الغوطة الشرقية. وسقطت صواريخ أرض – أرض أطلقتها قوات النظام على أماكن في المنطقة، موقعةً خسائر في صفوف المعارضين، في حين قُتل عنصر من قوات النظام عند أطراف بلدة عين ترما في الغوطة الشرقية.
وفي اللاذقية، شمال غربي سورية، سُمع دوي انفجارات في جبلي التركمان والأكراد في ريف المحافظة الشمالي، نجمت عن قصف من جانب قوات النظام، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية.
وأفاد مصدر ميداني في محافظة إدلب (شمال غربي البلاد) وكالة «سانا» بأن وحدة من الجيش دمرت مقرات لـ «جبهة النصرة» وقتلت 11 من عناصرها في بلدة أبو الضهور، جنوب شرقي مدينة إدلب، مشيراً إلى مقتل 7 آخرين خلال عملية لوحدة من الجيش في محيط بلدة جرجناز، شرق مدينة معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي.
وذكر «المرصد» أن طائرات مروحية ألقت مناشيراً على مناطق في ريف إدلب الغربي، يدعون فيها المقاتلين إلى «الاستسلام وتسليم أسلحتهم».
وفي حلب شمال سورية، شنت طائرات حربية يرجح أنها روسية غارات عدة على مناطق في بلدة دير حافر بريف حلب الشرقي، والتي يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية»، من دون أنباء عن وقوع إصابات، فيما تجددت الاشتباكات بين الفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة، وقوات النظام والميليشيات الموالية لها من جهة أخرى، في محيط حرش خان طومان في ريف حلب الجنوبي، ووردت أنباء عن خسائر بشرية.
وذكرت وسائل إعلام حكومية أن 14 شخصاً على الأقل قتلوا وأصيب العشرات اليوم، عندما قصف «إرهابيون» بـ «المورتر» والصواريخ سوقاً مزدحمة في حي سكني في مدينة حلب.
وقال تلفزيون «الإخبارية» الحكومي، إن قذائف «مورتر» أطلقت من أجزاء يسيطر عليها معارضون مسلحون في مدينة حلب وسقطت في منطقة الشيخ مقصود.
وشهدت منطقة الشيخ مقصود على مدى أسابيع معارك وقعت بين ميليشيات «وحدات حماية الشعب» الكردية والمعارضين الذين يسيطرون على أجزاء كبيرة من الجزء الشرقي للمدينة.
حجاب: نقيم الوضع قبل قرار الذهاب إلى جنيف
بيروت – رويترز
قال رئيس الهيئة العليا للمفاوضات السورية رياض حجاب اليوم (الإثنين)، إن الهيئة ستقرر في غضون أيام ما إذا كانت ستتوجه إلى جنيف للمشاركة في المفاوضات غير المباشرة مع النظام.
وأضاف إننا نقيم الوضع بعد أسبوعين من الهدنة ونتشاور مع القادة العسكريين وغيرهم، ونحتاج ظروفاً مواتية قبل استئناف المحادثات.
وفي موقف متباين، أعلن الناطق باسم الهيئة رياض نعسان آغا في وقت سابق اليوم، أن الهيئة ستذهب إلى المحادثات التي تسعى الأمم المتحدة لعقدها في جنيف وتريد البدء في المفاوضات المتعلقة بهيئة الحكم الانتقالي على الفور.
وقال نعسان أغا: “توجهاتنا هي الذهاب.. نريد أن ندخل في مفاوضات مباشرة في موضوع هيئة الحكم الانتقالي”.
وأضاف أن انتهاكات اتفاق وقف إطلاق النار من جانب الحكومة السورية وحلفائها “تراجعت خلال اليومين الماضيين”. وتابع: “سيبدأ التوافد (إلى جنيف) يوم الجمعة المقبل… نأمل ألاّ يحدث شيء يمنعنا من الذهاب”.
المعارضة السورية تتجه الى المشاركة في محادثات جنيف
بيروت – رويترز
وافقت الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لاطياف واسعة من المعارضة السورية على الذهاب الى جنيف للمشاركة في محادثات السلام المرتقبة هذا الاسبوع، وفق ما اعلن متحدث باسم الهيئة اليوم (الاثنين).
وقال المتحدث باسم الهيئة العليا للتفاوض التي تمثل المعارضة السورية الرئيسية اليوم (الاثنين) إن الهيئة ستذهب للمحادثات التي تسعى الأمم المتحدة لعقدها في جنيف وتريد البدء في المفاوضات المتعلقة بهيئة الحكم الانتقالي على الفور.
وقال رياض نعسان أغا “توجهاتنا هي الذهاب.. نحن نريد أن ندخل في مفاوضات مباشرة في موضوع هيئة الحكم الانتقالي.”
وقال نعسان أغا إن انتهاكات اتفاق وقف إطلاق النار من جانب الحكومة السورية وحلفائها تراجعت خلال اليومين الماضيين.
وأضاف “سيبدأ التوافد (على جنيف) يوم الجمعة القادم… نأمل ألاّ يحدث شيء يمنعنا من الذهاب.”
وتابع “بدأنا أن نلاحظ أن حجم الخروقات بدأ ينخفض في اليومين الأخيرين ونرجو في الأيام القادمة حتى يوم الجمعة أن تصل الخروقات إلى صفر… إذا انتهت هذه الخروقات فهذا يجعل البيئة مواتية لبدء المفاوضات.”
تنسيق تركي – إيراني في مواجهة «سورية الفيديرالية»
لندن، طهران، بيروت، دمشق – «الحياة»، رويترز، أ ف ب
اتفقت طهران وأنقرة على اتخاذ «خطوات تدرُّجيّة» لتسوية الأزمات في المنطقة، وبينها الأزمة السورية، وسط مساعي البلدين لردم الفجوة بينهما والعمل لمنع قيام كيان كردي في شمال سورية قرب الحدود التركية، ما يُنعش آمال أكراد تركيا وإيران. في الوقت ذاته، تراجعت الخروق في اليوم الثامن لوقف «العمليات العدائية» في سورية.
وأُعلن في موسكو أن وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري عبّرا عن تفاؤلهما بالتزام اتفاق وقف العمليات العدائية. وأبلغ لافروف نظيره الأميركي في اتصال هاتفي أهمية ضمان أوسع مشاركة للمجموعات المُعارِضة في محادثات السلام، بمن فيها الأكراد السوريون.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) عن الرئيس حسن روحاني قوله خلال لقائه رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أمس: «ليس هناك اختلاف بين بلدينا حول ضرورة احترام سيادة الدول، وإن مصير البلدان تقرّره شعوبها». وأضاف: «هناك ضرورة لوقف الحرب ووقف إراقة الدماء وإغاثة اللاجئين والمشرّدين، وباستطاعة طهران وأنقرة أن تُقدِما على خطوة جدية ومفيدة وتدرُّجية تجاه هذه المشكلات التي تشتركان في وجهة النظر تجاهها من أجل تسويتها».
وكان روحاني أشار الى وجود «أهداف ومصالح مشتركة» بين طهران وأنقرة، وقال: «عليهما التعاون والتنسيق والتركيز على مكافحة الإرهاب باعتباره عدواً مشتركاً، من أجل تعزيز أسس السلام والاستقرار في المنطقة. إيران وتركيا باعتبارهما بلدين كبيرين وجارين، يمكنهما أن يقوما بخطوات بنّاءة ومؤثرة من أجل إرساء أسس الوحدة في العالم الإسلامي».
وحذّر روحاني من أن «الدول الأجنبية لا تريد تسوية مشكلات المنطقة في شكل كامل وإنما تسعى إلى تحقيق مصالحها، لذلك على دول المنطقة حل مشكلاتها بنفسها، والأكيد أن التعاون بين إيران وتركيا يلعب دوراً بنّاء في إرساء السلام الدائم فيها». وكان داود أوغلو ذكر أن تركيا تسعى إلى «الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وترفض مشاريع تقسيم البلاد إلى دويلات».
ونقل موقع «ترك برس» عن رئيس الوزراء التركي قوله: «أنا واثق بأن تركيا وإيران وبقية الدول المنطقة متّفقة حيال وحدة الأراضي السورية ومنع تقسيمها»، لافتاً إلى أن «الشعوب العربية كانت تحلم بالحرية وبلاد تتمتع بديموقراطية أكثر، لكن الأنظمة المستبدّة سيطرت على ثوراتها. علينا وإيران أن نعمل متّحدين مع كل الدول لإيجاد حل سريع لأزمة سورية والحفاظ على وحدة أراضيها».
وجاءت زيارة داود أوغلو لطهران بعد أيام على إعلان موسكو عدم اعتراضها على قيام دولة فيديرالية في سورية تضم إقليماً للأكراد شمال سورية يربط بين مناطق شرق سورية وشمالها، الأمر الذي يُقلِق تركيا وإيران. ويتوقع أن يكون هذا الملف ضمن القضايا التي يبحثها نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف مع نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان في طهران.
إلى ذلك، أفادت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة أمس، بأن الحكومة التركية أغلقت موقتاً معبر جلفا غوزو مقابل معبر باب الهوى في إدلب شمال غربي سورية، علماً أنه المعبر الوحيد بين تركيا ومناطق المعارضة السورية.
ميدانياً، أشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى أن يوم أمس كان «الأكثر هدوءاً في المناطق التي يشملها اتفاق وقف الأعمال القتالية منذ دخوله حيّز التنفيذ ليل 27 الشهر الماضي».
وتستثني الهدنة، بموجب اتفاق أميركي- روسي، تنظيم «داعش» و «جبهة النصرة» ومجموعات أخرى «إرهابية»، لتقتصر المناطق المعنيّة على الجزء الأكبر من ريف دمشق، ومحافظة درعا جنوباً، وريف حمص الشمالي وريف حماة الشمالي (وسط)، ومدينة حلب وبعض مناطق ريفها الغربي. ووثّق «المرصد» في مناطق الهدنة خلال 9 أيام مقتل 148 شخصاً، بينهم 37 مدنياً و52 عنصراً من الفصائل الإسلامية والمقاتلة و26 من قوات النظام و25 من «جبهة النصرة» ومجموعات حليفة لها. وتستثني هذه الحصيلة المعارك مع «داعش». لكن ناشطين معارضين و «المرصد» أشاروا إلى استمرار المعارك في أرياف حلب وحمص وحماة واللاذقية، فيما أفادت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» بأنها «سجّلت في اليوم الثامن للهدنة 36 خرقاً ليصبح مجموع الخروق 289 منذ ٢٧ الشهر الماضي». وأكدت وزارة الدفاع الروسية ليل أمس أنها سجلت 15 خرقاً خلال 24 ساعة.
تقرير كردي: أميركا تبني قاعدتين جويتين في شمال سورية
عمّان – رويترز
ذكرت موقع إلكتروني كردي اليوم (الأحد)، أن الولايات المتحدة انتهت تقريباً من بناء قاعدة جوية في شمال سورية الواقع تحت السيطرة الكردية، وأنها بدأت بناء قاعدة ثانية للأغراض العسكرية والمدنية.
وقال موقع «باسنيوز» الذي يبث أخباره من أربيل نقلاً عن مصدر عسكري في تحالف قوات «سورية الديموقراطية» المدعوم من الأكراد قوله إن غالبية العمل على مد مدرج في بلدة الرميلان في محافظة الحسكة أنجز، بينما يجري العمل لبناء قاعدة جوية أخرى في جنوب شرقي عين العرب (كوباني) الواقعة على الحدود السورية التركية.
وقال المصدر الذي يعمل بالتحالف المدعوم من الولايات المتحدة ويضم جماعات عربية مسلحة في تصريح إلى الموقع الإخباري، إن عشرات من الخبراء والفنيين الأميركيين شاركوا في المشروع.
وكان مسؤولون سوريون أكراد قالوا في الآونة الأخيرة، إن طائرات هليكوبتر أميركية تستخدم قاعدة الرميلان الجوية لأغراض لوجستية وفي النقل.
وأرسلت الولايات المتحدة العشرات من أفراد القوات الخاصة إلى شمال سورية العام الماضي لتقديم المشورة لقوات المعارضة في قتالها ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، وقدمت الولايات المتحدة ذخيرة للمعارضين في الحسكة.
وقال مسؤولون أميركيون إن مستشارين أميركيين ساعدوا معارضين سوريين يقودهم أكراد في تطويق واستعادة بلدة الشدادي السورية الاستراتيجية من التنظيم، لكنهم كانوا بعيدين من الخطوط الأمامية.
ويسيطر الأكراد السوريون على مساحات واسعة من شمال سورية منذ نشوب الحرب في العام 2011، وأصبحت «وحدات حماية الشعب» الكردية التابعة لهم شريكاً رئيساً للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد «داعش».
وتعززت الروابط بين الولايات المتحدة وأكراد سورية على رغم مخاوف تركيا عضو «حلف شمال الأطلسي» (ناتو) التي تعتبر «حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي منظمة إرهابية بسبب صلاته بـ «حزب العمال الكردستاني» الذي يشن تمرداً في تركيا.
وكان بريت ماكغورك المبعوث الرئاسي الأميركي الخاص بالتحالف ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» زار المناطق الواقعة تحت سيطرة الأكراد في شمال سورية قبل أسابيع عدة في زيارة معلنة الأولى لمسؤول في إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى سورية خلال ثلاث سنوات.
وقال المبعوث الرئاسي أمس في بغداد، إن التحالف يزيد الضغوط على التنظيم، وإن المتشددين يخسرون أراضي في سورية والعراق.
شيمشك: نرفض تقسيم المنطقة «دويلات».. وتوافق تركي – سعودي
جدة – منى المنجومي
< أكد نائب رئيس مجلس الوزراء التركي محمد شيمشك أن تركيا تطلب دائماً أن تبقى سورية دولة واحدة من دون تقسيم، مشيراً إلى أن أنقرة ترفض تقسيم دول المنطقة إلى دويلات صغيرة، لافتاً إلى أن حل مشكلات منطقة الشرق الأوسط يتلخص في منع التدخلات الخارجية، ومحاربة المنظمات الإرهابية التي تمارس الإرهاب باسم الدين الإسلامي. وقال في حوار مع «الحياة»: «إن تركيا لا تريد خلق مزيد من الحدود داخل منطقة الشرق الأوسط، في الوقت، الذي يحاول فيه العالم كسر تلك الحدود والحواجز». ولفت إلى أن تركيا تتفق مع السعودية في وجهات نظرهما حيال الملف السوري، وزاد: «لدينا وجهات النظر ذاتها في ما يخص ملفات منطقة الشرق الأوسط، وخصوصاً الملف السوري، فكلانا لديه النظرة الإنسانية حيال هذا الملف، ووجهات نظرنا متوافقة، ولا سيما في ما يحقق الرفاهية والاستقرار للشعب السوري وجميع شعوب منطقتنا». وأردف: «نحن نحترم السياسات الداخلية لكل دولة من دول منطقة الشرق الأوسط، ولا نريد في الوقت ذاته أي تدخلات خارجية في ما يخص سياسات دول المنطقة»، وقال: «نحن دائماً نبحث مع السعودية عن حلول لإنهاء الصراعات في المنطقة، وخصوصاً في ما يتعلق بوجود المنظمات الإرهابية مثل «داعش»، والتي نعمل على محاربتها مع السعودية». وأكد أن سياسة تركيا تهدف إلى عدم وجود أي نوع من أنواع الإرهاب داخل دول منطقة الشرق الأوسط، أو وجود منظمات إرهابية فيها. واستطرد: «تركيا تدعم التحالف الإسلامي لمواجهة الإرهاب ومحاربة المنظمات الإرهابية، وهي جزء من هذا التحالف، إذ إنها لا تسمح بأن يكون الإسلام والإرهاب في خانة واحدة». وأوضح أن وجهة نظر تركيا، في ما يخص استقرار منطقة الشرق الأوسط، تتلخص في رفضها القاطع للفتن ونشر الطائفية والتفرقة بين الشعوب على أسس مذهبية أو عرقية، قال: «لا بد من محاربة التفرقة والطائفية والمذاهبية، وتركيا دولة تدعو للسلام وتحقيق العدالة والإنسانية لشعوب المنطقة كافة».
وأعرب شيمشك عن أمله في تحسن العلاقات التركية المصرية، وزاد: «إن شاء الله يكون هنالك تحسن في ما يخص العلاقات التركية المصرية». وعن موقف أنقرة من قيام دولة كردية على حدودها في الجنوب، أشار إلى أن سياسة تركيا لا تؤيد أن تصبح منطقة الشرق الأوسط عبارة عن دويلات صغيرة، وأضاف: «إذا عدنا إلى الوراء قليلاً فإن دول أوروبا دخلت في حروب مع بعضها البعض؛ (الحربين العالميتين الأولى والثانية) وبعد ذلك انضمت مع بعضها لتكون الاتحاد الأوروبي، المكون من 28 دولة في الوقت الراهن».
وتساءل: لماذا يريد العرب والأكراد والأتراك أن يكونوا عبارة عن دويلات صغيرة، مستدركاً بالقول: «فكرة تقسيم دول منطقة الشرق الأوسط إلى دويلات صغيرة فكرة غير جيدة». وعن وضع الأكراد في تركيا، أوضح أنه «لا يمكن تفرقة الأكراد عن الأتراك في تركيا، ولاسيما أن غالبية أكراد تركيا لا يعيشون في المناطق الكردية الواقعة في الجنوب الشرقي من الأراضي التركية، بل يعيشون في المدن الرئيسة، كإسطنبول وأنقرة وإزمير». مشيراً إلى أن لدى تركيا خبرة طويلة في الديموقراطية، تمتد إلى 100 عام، وقال: «ليس تفرقة في الأعراق والأصول بين أفراد الشعب التركي، فأنا كردي أشغل منصب نائب رئيس مجلس وزراء تركيا». واستطرد بالقول: «في الماضي كانت هنالك أخطاء في ما يخص الملف الكردي، ونحن – الحكومة التركية – تعلمنا من أخطائنا في الماضي، ونعمل في الوقت الراهن على تصحيحها». وأردف: «هنالك من يريد أن يشعل فتنة بين أفراد الشعب التركي، وهي لعبة وفتنة عالمية، ونحن في تركيا لا نريد أن ندخل ضمن هذه اللعبة».
وعن العلاقات التركية الروسية، قال شيمشك: «نحن في تركيا ليس لدينا عداوات مع أية دولة من دول العالم، وحل الإشكال الحالي بين تركيا وروسيا يعتمد على الجانب الروسي، وخصوصاً أننا نرتبط مع روسيا في علاقات جوار، وعلاقات تجارية واقتصادية قوية، ونحن نريد أن تتحسن العلاقات التركية الروسية في أقرب وقت». وعن وجود محادثات بين تركيا وروسيا، لفت إلى وجود علاقات اقتصادية وتجارية جيدة، وقال: «بعد حادثة الطائرة حصلت شركة تركيا على مناقصة في روسيا، ودخلت السوق الروسية». مؤكداً أن الوقت كفيل بمعالجة وحل هذه الأزمة.
الأحد “الأكثر هدوءاً” في سوريا وواشنطن وموسكو لبدء المفاوضات
المصدر: (و ص ف، رويترز)
شددت الولايات المتحدة وروسيا أمس على ضرورة تجنب أي تأخير في بدء جولة المفاوضات المقررة الخميس في جنيف بين طرفي النزاع في سوريا، في حين لم تؤكد المعارضة بعد مشاركتها فيها.
وشهدت المناطق التي تشملها الهدنة في سوريا أمس يوماً هو الأكثر هدوءاً منذ وقف الأعمال العدائية قبل تسعة أيام. وكان المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى سوريا ستافان دو ميستورا أعلن السبت ان الجولة الثانية من المفاوضات السورية غير المباشرة ستبدأ عملياً في العاشر من الشهر الجاري في جنيف.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية ان اتصالاً هاتفياً جرى بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الاميركي جون كيري “عبرا خلاله عن تقويمهما المشترك الايجابي للتقدم الفعلي الذي أحرز في شأن وقف النار على الأراضي السورية، والذي يتم التقيد به عموماً مما أدى الى تراجع كبير في نسبة العنف”.
وأضاف ان الوزيرين “شددا أيضاً على ضرورة عدم السماح بحصول تأخير لبدء عملية المفاوضات بين السوريين”.
وأفاد مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له ان “اليوم هو الاكثر هدوءاً في المناطق التي يشملها اتفاق وقف الأعمال العدائية منذ دخوله حيز التنفيذ ليل 27 شباط”.
وتستثني الهدنة، بموجب اتفاق اميركي – روسي، تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) و”جبهة النصرة” التابعة لتنظيم “القاعدة” ومجموعات “ارهابية” أخرى، لتقتصر المناطق المعنية على الجزء الأكبر من ريف دمشق، ومحافظة درعا جنوبا، وريف حمص الشمالي وريف حماه الشمالي، ومدينة حلب وبعض مناطق ريفها الغربي.
وتحدث عبد الرحمن عن اشتباكات محدودة في ريف اللاذقية الشمالي حيث “جبهة النصرة” مع فصائل اسلامية ومقاتلة اخرى.
ويطرح استثناء “جبهة النصرة” صعوبات في توثيق الهدنة لكونها في محافظات عدة، وغالباً في تحالفات مع فصائل مقاتلة معظمها اسلامية.
وبعد صباح هادىء على نحو استثنائي، أعلن المرصد مساء الاحد سقوط تسعة قتلى على الاقل في قصف استهدف حي الشيخ مقصود في حلب الذي تسكنه غالبية كردية، قامت به “جبهة النصرة” وبعض الفصائل المقاتلة.
واشار الى “انخفاض الخسائر البشرية من مدنيين بنسبة 90 في المئة، ومن مسلحين سواء عناصر من قوات النظام أو الفصائل المقاتلة بنحو 80 في المئة” مقارنة بما كانت تشهده سوريا قبل الهدنة.
ويتواصل القصف والمعارك في المناطق الخاضعة لسيطرة “داعش”، اذ تدور اشتباكات مع قوات النظام في محيط مدينتي تدمر والقريتين في ريف حمص الشرقي. كما تستهدف طائرات حربية مواقع الجهاديين في محافظة دير الزور والخاضعة لسيطرة التنظيم المتطرف.
ولم تتخذ الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لاطياف واسعة من المعارضة السورية والتي تشكلت في الرياض، قرارها بالمشاركة حتى اللحظة في مفاوضات جنيف.
وصرح الناطق باسمها منذر ماخوس بان “الهيئة لم تتخذ قراراً حتى الآن في شأن المشاركة” في المفاوضات المرتقبة، وهي “تنتظر حصول تقدم في الملف الانساني وفي احترام اتفاق وقف اطلاق النار… وما حصل حتى اليوم غير كاف لمشاركتنا، وفي حال حصول تقدم سنشارك بالتاكيد”.
العبدة رئيساً للائتلاف
في غضون ذلك، انتخب “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” السبت خلال اجتماع في مقره في اسطنبول انس العبدة رئيساً جديداً له خلفا لخالد خوجة المنتهية ولايته.
وجاء في بيان له: “توافق أعضاء الهيئة العامة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية خلال اجتماعها، اليوم السبت، والمستمر منذ 26 شباط الماضي، على هيئة رئاسية جديدة برئاسة أنس العبدة، وكل من موفق نيربية وعبد الحكيم بشار وسميرة مسالمة نواباً له، وعبد الإله فهد أميناً عاماً”.
وانتخب العبدة لدورة رئاسية واحدة مدتها ستة أشهر قابلة للتجديد مرة واحدة فقط.
وحاز العبدة غالبية الاصوات، إذ صوت له، وهو المرشح الوحيد، 63 عضواً في الهيئة العامة للائتلاف من أصل 103.
الجبير
على صعيد آخر، أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الذي تدعم بلاده المعارضة السبت أن على الرئيس السوري بشار الأسد أن يرحل عن السلطة في بداية الفترة الانتقالية وليس في نهايتها.
وقال خلال زيارة لفرنسا إن الأمر بالنسبة إلى السعودية واضح للغاية وهو ضرورة رحيل الأسد في بداية العملية السياسية وليس في نهايتها، مشيراً إلى أن الأمر لن يستغرق 18 شهراً.
قاعدتان أميركيتان
وأورد موقع الكتروني كردي أن الولايات المتحدة انتهت تقريباً من بناء قاعدة جوية في شمال سوريا الخاضع للسيطرة الكردية وأنها بدأت بناء قاعدة ثانية للأغراض العسكرية والمدنية.
ونقل “موقع باسنيوز” الذي يبث أخباره من إربيل عن مصدر عسكري في تحالف “قوات سوريا الديموقراطية” المدعوم من الأكراد إن أكثر العمل على مدرج في بلدة الرميلان بمحافظة الحسكة أنجز، بينما يجري العمل لبناء قاعدة جوية أخرى في جنوب شرق كوباني (عين العرب) الواقعة على الحدود السورية – التركية.
وقال المصدر الذي يعمل مع الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ويضم جماعات عربية مسلحة في تصريح للموقع الإخباري إن عشرات من الخبراء والفنيين الأميركيين شاركوا في المشروع.
المهاجرون عالقون بين الغرق والحدود المقفلة وقمّة أوروبية للتعاون مع تركيا ومعاونة اليونان
المصدر: (و ص ف، رويترز)
عشية قمة للاتحاد الأوروبي وتركيا هي الثانية في أقل من أربعة أشهر، قضى 25 مهاجراً على الأقل، بينهم عشرة أولاد، عندما غرق قاربهم قبالة منتجع ديديم في جنوب غرب تركيا.
وأنقذ خفر السواحل 15 مهاجراً آخرين كانوا في هذا المركب الخشبي الذي كان متجهاً الى اليونان.
واستباقاً للقمة الأوروبية – التركية، رفض الرئيس التشيكي ميلوس زيمان المعروف بتصريحاته الحادة، أن يمنح الاتحاد الاوروبي أنقرة ثلاثة مليارات أورو لمساعدتها في استقبال اللاجئين، معتبراً ان هذا المبلغ “مال مهدور”، ذلك أن “تركيا ليست قادرة ولا مستعدة للقيام بأي شيء للمهاجرين، إلا اذا كانت تريد أن تلتقي بهم في السجن، الأمر الذي لن يحصل على الأرجح”.
ووقعت انقرة والاتحاد الاوروبي في تشرين الثاني 2015 اتفاقاً تتعهد بموجبه الحد من تدفق المهاجرين في مقابل حصولها على مساعدة بقيمة ثلاثة مليارات أورو.
وبعد جولة في البلقان واليونان وتركيا، صرح رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك بأنه “لمس توافقاً أوروبياً على استراتيجية شاملة يمكن أن تساعد، إذا طبقت، في الحد من تدفق” المهاجرين.
والحل المطروح هو تطبيق اتفاقات “شنغن” للتنقل الحر بحرفيتها بعدم السماح بدخول اليونان سوى للأشخاص الذين يقدمون طلبات لجوء. وهذا سيتيح أن تُرفع بحلول نهاية 2016 إجراءات مراقبة الحدود التي تقررها كل دولة أحادياً داخل الاتحاد لوقف تقدم المهاجرين بشكل فوضوي في اتجاه شمال أوروبا، ثم طرد “كل المهاجرين لأسباب اقتصادية” الى تركيا التي ستعيدهم الى بلدانهم الأصلية.
والأربعاء أبدت تركيا استعدادها لأن توقع مع 14 بلداً اتفاقاً لقبول المهاجرين غير الشرعيين المرحلين على أراضيها مجدداً.
ولا يزال نحو ألفي مهاجر يصلون يومياً من تركيا الى السواحل اليونانية، أي أقل ثلاث مرات من العدد الذي كان يسجل في تشرين الأول 2015. لكن الوضع يبقى مثيراً للقلق، ذلك أن 32 ألف مهاجر لا يزالون عالقين في اليونان في ظروف بائسة منذ إقفال حدود دول البلقان.
وخلال الساعات الأخيرة، سمحت مقدونيا بدخول 240 شخصاً فقط وفق احصاءات للشرطة اليونانية صباح أمس.
ويفترض أن يُفرج الاتحاد الأوروبي بسرعة عن مساعدة لا سابق لها تبلغ 700 مليون أورو لليونان على ثلاث سنوات. وقالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أمس إن “على الاتحاد أن يدعم اليونان في شكل تضامني وسيفعل ذلك”.
واتهم رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس النمسا ودول البلقان بـ”تقويض أوروبا” لفرضها قيوداً على انتقال المهاجرين واللاجئين الآتين من اليونان في اتجاه الشمال.
روسيا: «داعش» يحشد لمهاجمة القامشلي من تركيا
يقترب الموعد الجديد للمفاوضات السورية في 14 آذار الحالي، وتتكاثر مؤشرات على محاولات مستميتة لإجهاضه مجدداً. روسيا تحذّر من حشد لـ «داعش» بتسهيلات من داخل الاراضي التركية لشن هجوم كبير على مدينة القامشلي السورية وإطلاق نار تركي على المقاتلين السوريين الأكراد في المدينة الحدودية. يضاف الى ذلك تهويل سعودي لا يكل عن حتمية رحيل الرئيس بشار الاسد، في إطار أي عملية سياسية تطلقها آليات جنيف، وقصف تعرضت له مدينة حلب أوقع عشرات الضحايا، في اعتداء جديد من جانب «جبهة النصرة» التي لا يشملها وقف إطلاق النار المدعوم أميركياً وروسياً.
وعلى الرغم من المخاوف التي أثيرت بشأن احتمال الهجوم «الداعشي» على القاملشي، مثلما جرى مؤخرا في الهجوم عبر الحدود التركية لمسلحين «جهاديين» على مدينة تل ابيض السورية، برزت أمس الأول تصريحات رئيس الحكومة التركية أحمد داود أوغلو، خلال زيارة إلى طهران، بشأن اتفاقه مع المسؤولين الإيرانيين على رفض البلدين لتقسيم سوريا. واعتبر أن «وقف إراقة الدماء سيوجد قاعدة مهمة لمفاوضات سياسية. من أجل هذه الغاية، سوف تقوم إيران وتركيا ـ معاً وبشكل منفصل ـ بمبادرات مع الأطراف التي لها نفوذ».
وفي هذه الأثناء، نقل موقع «باسنيوز»، الذي يبث أخباره من اربيل، عن مصدر عسكري في «قوات سوريا الديموقراطية» أن الولايات المتحدة انتهت تقريبا من بناء قاعدة جوية في شمال سوريا، وأنها بدأت بناء قاعدة ثانية للأغراض العسكرية والمدنية.
وقال المصدر إن «معظم العمل على مد مدرج في بلدة الرميلان بمحافظة الحسكة أنجز، بينما يجري العمل لبناء قاعدة جوية أخرى في جنوب شرق كوباني (عين العرب) على الحدود السورية – التركية». وأضاف ان «عشرات من الخبراء والفنيين الأميركيين شاركوا في المشروع». ونفى متحدث باسم القيادة الاميركية الوسطى وجود اي قاعدة جوية اميركية في سوريا.
وكان مسؤولون سوريون أكراد قد قالوا، مؤخراً، إن طوافات أميركية تستخدم قاعدة الرميلان الجوية لأغراض لوجستية وفي النقل. وأرسلت الولايات المتحدة العشرات من أفراد القوات الخاصة إلى شمال سوريا العام الماضي بحجة تقديم المشورة لمجموعات مسلحة تقاتل «داعش». كما ألقت عشرات الأطنان من الأسلحة والذخيرة لـ «قوات سوريا الديموقراطية» في الحسكة.
في هذا الوقت، واصل وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري ضغطهما على جميع الأطراف للتمسك بوقف الأعمال العدائية، كمقدمة للدخول إلى المفاوضات بين السلطات السورية والمعارضة في جنيف، والتي ستنطلق في 14 آذار الحالي.
وذكرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، أن لافروف وكيري أشادا، في اتصال هاتفي، بالتقدم الحقيقي لعملية وقف الأعمال العدائية في سوريا. وأضافت ان «هناك تقييماً إيجابياً للوضع عامة في ما يتعلق بضمان عملية الهدنة على الأراضي السورية، حيث أدى الالتزام بها إلى خفض مستوى العنف انخفاضا ملحوظا».
وتابع البيان «أكد الوزيران ضرورة عدم تفويت الفرصة، والإسراع بعملية المحادثات السورية – السورية تحت رعاية المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا». وقال لافروف لكيري إن من المهم ضمان مشاركة قطاع واسع من الجماعات المعارضة في المحادثات بشأن سوريا، ويشمل ذلك الأكراد.
وفيما استعدت دمشق لإرسال وفدها إلى المفاوضات، لم تتخذ «الهيئة العليا للمفاوضات»، المنبثقة عن مؤتمر المعارضة في الرياض، قرارها بالمشاركة بعد.
وكرر وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، من باريس أمس الأول، أن على الرئيس السوري بشار الأسد الرحيل فور تشكيل السلطة الانتقالية، معتبرا انه «لا توجد أي إمكانية» لان يبقى في السلطة حتى موعد الانتخابات، التي تحددت في اتفاق دولي بعد 18 شهراً.
وحول تصريحات دي ميستورا الذي اعتبر أن على السوريين أن يقرروا مصير الأسد، قال الجبير «لا توجد أي إمكانية» لان يبقى الأسد رئيساً، مضيفا «لقد قال السوريون كلمتهم عندما حملوا السلاح ضد بشار الأسد وكانوا واضحين جدا: لن يكون رئيسهم».
وبعدما تطرق إلى تردد معارضة الرياض في التوجه إلى جنيف لاستئناف المفاوضات، قال الجبير إن «هذه المعارضة لا تستطيع أن تتوجه إلى المفاوضات بأيد فارغة».
وفي هذا الإطار، ذكرت وسائل إعلام سورية أن 14 شخصاً على الأقل قتلوا، وأصيب 40، حين قصف «إرهابيون» بقذائف الهاون والصواريخ سوقاً مزدحمة في حي الشيخ مقصود في حلب. وأشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان، إلى أن «جبهة النصرة» تقف خلف قصف الحي، الذي تقطنه غالبية كردية، وكان على مدى أسابيع جبهة معارك وقعت بين «وحدات حماية الشعب» الكردية والمجموعات المسلحة.
وأكد مركز التنسيق الروسي في قاعدة حميميم أن «إرهابيي تنظيم داعش الموجودين في تركيا يستعدون لشن هجوم على مدينة القامشلي السورية»، ذات الغالبية الكردية.
وكان المسؤول في «وحدات حماية الشعب» الكردية السورية ريدور خليل قد اتهم الجيش التركي، أمس الأول، بإطلاق النار على المقاتلين الأكراد قرب مدينة القامشلي. وقال إن «القوات التركية أطلقت النار على أفراد من الوحدات قرب القامشلي، ما أدى إلى إصابة أحدهم بجروح خطيرة»، مضيفاً أن تبادلا لإطلاق النار حدث بعد ذلك بين الجانبين.
وقال رئيس المركز الروسي سيرغي كورالينكو إن «مسلحي داعش يتمركزون حالياً قرب بلدة نصيبين التركية، التي تبعد 1.5 كيلومتر عن الحدود السورية، ويستعدون لشن هجوم على القامشلي». وأضاف أن «مسلحي جبهة النصرة قصفوا مناطق تركية، وتحديدا في منطقة ميتيشلي لأغراض استفزازية»، موضحاً أن «التنظيم أطلق مراراً قذائف هاون على الأراضي التركية في السادس من آذار لاستفزاز الجيش التركي لإطلاق النار، وإدخال وحداته إلى الأراضي السورية، الأمر الذي سيؤدي حتماً إلى تعطيل عملية السلام».
وحذر كورالينكو من أن «مجموعات إرهابية في محافظة درعا، نشرت الحواجز على الطرق، وهم يوقفون سيارات السكان المدنيين ويهددونهم بالقتل في حال امتناعهم عن المشاركة في الأعمال القتالية». وقال إن «مسلحي داعش بدأوا بتعقب رؤساء الإدارات المحلية والمخاتير وقياديي المعارضة المعتدلة، الذين وقعوا على اتفاق وقف الأعمال القتالية، بهدف إعاقة تنفيذ الهدنة».
وأعلن مركز تنسيق حميميم، في بيان، أنه «رصد 15 خرقاً في أرياف دمشق وحلب وحماه ودرعا وإدلب، في اليوم التاسع من الهدنة»، مشيراً إلى «إصابة أربعة أشخاص نتيجة قصف المجموعات المسلحة للمناطق السكنية ووحدات الجيش السوري في دمشق».
(«الاناضول»، «روسيا اليوم»، «سبوتنيك»، ا ف ب، رويترز، ا ب)
الحكومة السورية تلقت دعوة للمشاركة بمفاوضات جنيف في 14 مارس
دمشق- أ ف ب- تلقت الحكومة السورية دعوة من الأمم المتحدة للمشاركة في محادثات جنيف في 14 اذار/ مارس الحالي، وفق ما افاد مصدر سوري قريب من الوفد الرسمي المفاوض لوكالة فرانس برس الاثنين.
واعلن موفد الأمم المتحدة الى سوريا ستافان دي ميستورا في مقابلة صحافية قبل يومين أن المفاوضات ستنطلق في العاشر من الشهر الحالي، اي الخميس المقبل.
وقال المصدر القريب من الوفد الحكومي السوري “تلقى الوفد المفاوض دعوة من الامم المتحدة الاحد للمشاركة في المفاوضات في جنيف في 14 آذار/ مارس الحالي”.
ولم يحدد المصدر موعد وصول الوفد الحكومي السوري. ولم يعرف ما اذا كان المقصود بدء المحادثات غير المباشرة بين وفدي المعارضة والنظام في 14 آذار/ مارس، على ان تشهد الأيام التي ستسبقها اجتماعات بين دي ميستورا وكل من الوفدين خارج اطار التفاوض.
في المقابل، يبدو موقف المعارضة السورية ملتبسا، إذ اعلن احد المتحدثين باسم الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة السورية الاثنين ان الوفد المفاوض سيتوجه الى جنيف الجمعة في الحادي عشر من آذار/ مارس، قبل ان يعلن المنسق العام للهيئة ان القرار لم يحسم بعد.
وقال المتحدث باسم الهيئة رياض نعسان آغا لوكالة فرانس برس الاثنين ان الهيئة وافقت على الذهاب الى جنيف، “بعدما لاحظنا جهدا كبيرا في اتجاه تحقيق المطالب الانسانية واحترام الهدنة”.
وبعد ساعات، قال المنسق العام للهيئة رياض حجاب في مؤتمر عبر الهاتف من الرياض مع مجموعة من الصحافيين بينهم صحافية من فرانس برس “ستقيم الهيئة الوضع في الايام القادمة وسنأخذ القرار المناسب” بشان الذهاب إلى جنيف.
وستجري المفاوضات بشكل غير مباشر، أي ينقل وسيط مكلف من الامم المتحدة مواقف احد الطرفين الى الطرف الآخر، ولا يلتقي الوفدان في غرفة واحدة.
وجولة المحادثات المرتقبة في جنيف هي الاولى منذ بدء تطبيق وقف الاعمال القتالية في سوريا في 27 شباط/ فبراير بموجب اتفاق اميركي روسي مدعوم من الامم المتحدة.
ويستثني الاتفاق تنظيم الدولة الاسلامية وجبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا). وتشهد المناطق السورية المشمولة بالاتفاق هدوءا منذ بدء سريان الهدنة على رغم تسجيل خروقات محدودة بالتزامن مع ادخال قوافل مساعدات الى عدد من المناطق المحاصرة من قوات النظام.
وهذه الهدنة هي الاولى من نوعها بين قوات النظام والفصائل المعارضة في سوريا.
واوضح حجاب ردا على سؤال حول امكانية تمديد الهدنة التي وافقت المعارضة عليها لمدة اسبوعين، انه سيصار الى تقييم الوضع مع “قادة الفصائل وكذلك مع الاصدقاء وعلى ضوء ذلك سنتخذ موقفنا”.
وتشهد سوريا منذ خمس سنوات نزاعا داميا اسفر عن مقتل ما يزيد عن 270 الف شخص وتشريد الملايين داخل البلاد وخارجها ودمار هائل في البنية التحتية.
وباءت جهود دولية عدة لحل النزاع بالفشل خلال السنوات الماضية. وتأمل اطراف عديدة معنية بالنزاع ان تفتح التطورات الاخيرة في الملفين العسكري والانساني الطريق امام تقدم سياسي ايضا.
وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا تتهم تركيا بقصف قواتها في حلب
بيروت- رويترز- قال ريدور خليل المسؤول بوحدات حماية الشعب الكردية السورية الاثنين إن المدفعية التركية قصفت مقاتلي الوحدات في محافظة حلب الشمالية.
وأضاف خليل لرويترز أن القصف استهدف مدينة تل رفعت وأصاب عددا من عناصر وحدات حماية الشعب. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تركيا قصفت الوحدات في نفس المنطقة الشهر الماضي.
وتشعر أنقرة بالقلق من زيادة نفوذ الأكراد في شمال سوريا منذ أن بدأت الحرب في هذا البلد عام 2011. وتسيطر وحدات حماية الشعب الكردية على كل الحدود الشمالية لسوريا مع تركيا تقريبا وتمثل حليفا مقربا للولايات المتحدة في الحملة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.
المعارضة السورية تتهم القوات الحكومية والروسية بارتكاب مذبحة في إدلب
جنيف- رويترز- قال رياض حجاب منسق المعارضة السورية للصحفيين في مؤتمر عبر الهاتف إن القوات الحكومية السورية المدعومة بضربات جوية روسية ارتكبت مذبحة بحق عشرات المدنيين في محافظة إدلب الاثنين في إطار انتهاكات لهدنة مدتها أسبوعان.
وقال حجاب إن أحدث المعارك إلى جانب اعتقالات نفذتها القوات الحكومية تدفع المعارضة لإعادة النظر فيما إذا كان ينبغي لها حضور جولة محادثات للسلام في جنيف.
وأضاف أنها ستكون قبل نهاية الأسبوع الحالي وسيصدر قرار صريح بشأنها.
جدل بعد دخول قوات من المعارضة السورية المدربة أمريكياً إلى حلب
ردود فعل غاضبة على زيارة منّاع لمناطق الإدارة الكردية
حلب ـ «القدس العربي» من منار عبد الرزاق و مصطفى محمد: أفاد عدد من الناشطين في الريف الشمالي من حلب بدخول قوات من المعارضة مدّربة أمريكياً، عبر معبر باب السلامة الحدودي، في الوقت الذي اختلف فيه الناشطون حول تحديد الجهة التي تتبع لها تلك القوات ما بين اللواء «51» الذي يقوده العقيد هيثم العفيسي، والفرقة «31» التي يقودها عقيد منشق من مدينة دير الزور.
في هذا الصدد، نفى العقيد هيثم العفيسي قائد اللواء «51» في حديث خاص لـ»القدس العربي» أن تكون تلك القوات تابعة للوائه، مؤكداً دخول عدد من العناصر التابعين للفرقة «31» التي كانت تُعرف سابقاً بالفرقة «30».
وتحفّظ العفيسي على ذكر أعداد العناصر الداخلة إلى الريف الشمالي من حلب، أو الأسلحة المزودة بها، مبرراً ذلك بما وصفها بالضرورات الأمنية، لكنه أكدّ أنّ تلك القوات ستزيد من فعالية التنسيق مع قوات التحالف.
ويعتبر العفيسي من القادة العسكريين للمعارضة السورية، الذين يتلقون دعماً أمريكياً من خلال معسكرات التدريب، التي أقامتها أمريكا في عدد من الدول الحليفة لدعم مقاتلي المعارضة.
وأشار العفيسي إلى أنّ القوات الأمريكية لم تشترط عليه قتال تنظيم «الدولة الإسلامية» فقط، موضحاً أن بندقيته مع اللواء الذي يقوده ستكون موجهة إلى أي هدف عدو سواء النظام أو التنظيم، نافياً في الوقت ذاته وجود أي نية للتحالف مع وحدات الحماية الشعبية، معتبراً أن مشروعها تقسيمي، وأنه «سيقطع اليد التي ستقسم البلاد» وفق تعبيره.
من جهته علق قيادي في «الفرقة 30» على كلام «العفيسي» بالقول لـ»القدس العربي» لا علاقة لنا بالفرقة 31، وهي فرقة مستقلة تماماً عن فرقتنا، وهي ليست بقايا لنا، لكن الداعم للمشروع كان يود أن تكون الفرق المتخرّجة متسلسلة.
وفي السياق ذاته، أدلى العقيد أبو محمد القيادي في الفرقة 31 في وقت سابق بتصريحات لم تنشر، قال فيها إنّ 300 عنصر من قواته يقومون بالتدريب في معسكرات التدريب الأمريكية الخاصة في تركيا، من أجل الدخول إلى محافظة دير الزور من أجل مقاتلة تنظيم «الدولة» هناك.
وكانت معسكرات التدريب شهدت سلسلة من التجاذبات من بينها رفض عدد من مقاتلي «الجيش الحر» التوقيع على وثيقة تتضمن التعهد بقتال التنظيم فقط، دون النظام، في الوقت الذي قامت فيه «جبهة النصرة» باعتقال عدد من عناصر الفرقة 30 المدربة أمريكياً، في الريف الشمالي من حلب، ليتم القضاء فيما بعد على كامل عناصر الفرقة، وصولاً لإقرار البنتاغون الأمريكي بفشل خطة تدريب مقاتلين من المعارضة السورية «المعتدلة» من أجل قتال التنظيم.
يأتي ذلك فيما رفضت المعارضة السورية بشكل قاطع ما وصفتها بمحاولات الضغط عليها عبر توجيه الدعوة لأطراف جديدة لحضور الجولة القادمة من محادثات جنيف. وشددت كذلك على رفض الحديث عن حكومة سورية جديدة بدلا من الهيئة الانتقالية.
ونقل موقع قناة «العربية» أمس الأحد عن المتحدث باسم الهيئة العليا السورية للمفاوضات، رياض نعسان أغا، القول إن المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا يسعى للضغط على المعارضة من خلال دعوته أطرافا جديدة إلى المفاوضات في جنيف
وأوضح أن تلك الخطوة تحمل رسالة ضمنية مفادها أن هناك أطرافا أخرى مستعدة للتفاوض في جنيف.
وشدد على أن الأهم في هذه المرحلة هو البحث في هيئة حكم انتقالية وليست الانتخابات.
إلى ذلك ينظر المراقبون المعارضون إلى تحركات المعارض السوري هيثم المناع في الشمال السوري، ودخوله في حلف معلن مع قوى يبدو أن لها نوايا انفصالية بقلق متنام. ويعتقد المراقبون أن مناع يتبنى الرؤية الروسية للحل السوري، التي تنادي بالفيدرالية، والتي يسميها هو باللامركزية الديمقراطية.
وأكثر من ذلك يرى المراقبون في رئاسة السياسي والناشط في حقوق الإنسان مناع لما يعرف بـ»مجلس سوريا الديمقراطية» الجسد العسكري الذي يتهم أحد أكبر مكوناته (بي واي دي) بارتكابه انتهاكات ضد حقوق الإنسان، أدانتها منظمة «العفو» الدولية، يراه تخلياً منه عن المبادئ التي طالما نادى بها منذ الأيام الأولى لاندلاع الثورة السورية.
وفي هذا الصدد يربط المتحدث الرسمي باسم الجبهة الشرقية والمجلس الأعلى للقبائل السورية مضر حماد الأسعد، بين رفض هيثم مناع لـ»عسكرة الثورة» في أول اجتماع للمجلس الوطني السوري المعارض في تونس أواخر عام 2011، وبين توليه لرئاسة مجلس سوريا الديمقراطية المشتركة، أكبر جسد عسكري في الوقت الراهن.
ويعبر الأسعد خلال حديثه لـ»القدس العربي»عن اعتقاده بأن تولي مناع لرئاسة مجلس سوريا الديمقراطية جاء بإيحاء روسي.
تنظيم «الدولة» لم يعد قادراً على شن هجمات نوعية… ولن يهزم طالما بقي له عمق في سوريا
يركز على الفتيان كجيل «نقي» يفهم الآيديولوجية ويحمي مستقبله
إبراهيم درويش
لندن ـ «القدس العربي»: من سيدمر العراق؟ تنظيم الدولة الإسلامية أم الإقتصاد؟ في الوقت الحالي يواجه البلد الذي يعيش حروباً واضطرابات منذ عام 2003 الأمرين.
ففي وسط حرب يخوضها ضد تنظيم «الدولة «الإسلامية في العراق والشام، تمر البلاد بمرحلة اقتصادية بسبب تراجع أسعار النفط الحادة ما دفع الحكومة إلى طلب المساعدة من الولايات المتحدة والمؤسسات المالية الدولية.
ففي ظل هبوط سعر برميل النفط إلى حوالي 30 دولاراً اضطرت الدول في المنطقة التي أقامت دعائم اقتصادها على النفط لاتخاذ سياسات تقشف وخفض ميزانيات الإنفاق العامة والبحث عن طرق لتنويع الموارد المالية.
والمشكلة في العراق تبدو أكثر إلحاحاً فهو يعاني من معدلات إنفاق عالية وتدفع الحكومة رواتب لـ 7 ملايين موظف وتمول حملة قوات عسكرية وكذا جماعات الحشد الشعبي التي تشارك في المعارك ضد تنظيم الدولة.
وتبلغ نفقات الدولة السنوية على رواتب الموظفين حوالي 4 مليارات دولار. وتشكل الموارد النفطية نسبة 90% من الميزانية فتراجع سعر النفط يبدو واضحاً من خلال التظاهرات التي يقودها الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الذي هدد في الأيام الماضية باقتحام المنطقة الخضراء التي اتخذتها النخبة الحاكمة مقراً لها منذ الإطاحة بنظام صدام حسين وعزلتها عما يجري في أنحاء البلاد.
الفجوة متسعة
ولكن «الفجوة» كما يطلق عليها المسؤولون العراقيون في توسع مستمر. وأصبحت كما تقول مراسلة صحيفة «واشنطن بوست» لاف دي موريس مثاراً للقلق بالقدر نفسه الذي يمثله تنظيم «الدولة» من تهديد.
وتضيف موريس أن الولايات المتحدة تقدمت للمساعدة حتى يغطي العراق نفقاته العسكرية وفي الوقت نفسه لكي يتقدم بطلب مساعدات من المؤسسات الدولية والحصول على قروض وتحديد سياسات للتقشف.
ولا يستبعد مسؤولون عراقيون بروز مصاعب أمام الحكومة نهاية العام الحالي خاصة من جهة توفير رواتب الموظفين بشكل يؤدي لاندلاع أحداث شغب واضطرابات.
وتضاف إلى الأعباء الحكومية الشهرية فواتير جديدة لإعادة إعمار المدن التي دمرت بشكل كامل، مثل الرمادي وتكريت ومساعدة 3.3 مليون نازح بسبب الحرب الجارية منذ عامين.
ويتوقع زيادة عددهم في المستقبل ذلك أن مدينة الموصل لا تزال تحت سيطرة الإرهابيين الذين احتلوها منذ عام 2014 ويعيش فيها أكثر من مليون نسمة.
وتشير الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يحاول مواجهة أزمة الفساد المستشري في البلاد وزيادة دخل الحكومة بطرق لا تحظى بشعبية ولكنها محاولات لمنع إفلاس الحكومة.
ونقلت موريس عن منذر صالح، المستشار الإقتصادي لرئيس الوزراء قوله إن هناك حاجة لسد الفجوة، وتحدث عن أزمة حادة لأن «البقرة العجوز التي كانت تحلب المال لم يعد لديها حليب».
وتشير الصحيفة إلى أن التظاهرات التي حشدها مقتدى الصدر والتي تضع ضغوطاً على الحكومة تذكر بتظاهرات صيف العام الماضي عندما خرج العراقيون للاحتجاج على الفساد ونقص الكهرباء وبقية الخدمات الرئيسية.
ولكن العراقيين يدفعون الآن مبالغ أكبر للحصول على هذه الخدمات في وقت تم فيه تخفيض الرواتب بنسبة 3%.
ويستخدم الصدر سياسات الحكومة الداعية للتقشف لكي يدعو لمكافحة الفساد ويطالب بالكشف عن التريليونات التي ضاعت من موارد النفط. وبدأت مؤسسات الدولة بفرض رسوم رمزية على الدخول إليها، فلم يعد العلاج الصحي مجانياً. وفرضت رسوم رمزية على إدخال المريض للمستشفى وعلى الزوار الذين يريدون الاطمئنان على صحته.
وهناك خطط لزيادة رسوم الكهرباء، وفي مدينة البصرة في الجنوب عبر التجار عن احتجاجهم على فرض ضرائب جديدة. وتنقل الصحيفة عن سجاد جياد، الباحث في معهد الإصلاح الإقتصادي في بغداد قوله إن هناك حاجة لحرب «وهي أمر لا تريد عمله» الآن لأنها لا تدعم معنويات الشعب.
لكن حكومة العبادي مضطرة للحصول على المال وبأي وسيلة. ويتوقع العراق عجزاً في الميزانية هذا العام بقيمة 25 مليار دولار.
ولكن هذا العجز تم توقعه بناء على سعر لبرميل النفط بقيمة 45 دولاراً ولهذا فالفرق بين هذا والسعر الحالي يعني عجزاً مضاعفاً.
ومثل بقية الدول النفطية بدأ العراق يستعين بالإحتياطي الأجنبي والذي يتوقع تراجعه هذا العام إلى 43 مليار دولار من 59 مليار دولار.
ومع تفاؤل العبادي بقدرة حكومته على تجاوز الأزمة المالية إلا أن مراقبين غربيين أبدوا تشاؤماً.
وقال مسؤول غربي «إنهم يحرقون الإحتياطات سريعاً بشكل سيقود في مرحلة للعجز عن الإستيراد وإدارة اقتصاد حديثاً».
ولتجاوز الأزمة طلب العراق العام الماضي قرضاً عاجلاً من مؤسسة النقد الدولي بقيمة 12.4 مليار دولار على شكل قرض عاجل وعرضت الولايات 2.7 مليار دولار على شكل قروض للإنفاق العسكري وقدمت ألمانيا 550 مليون دولار للمساعدة في جهود الإعمار.
حنق شعبي
وفي الوقت نفسه تواجه الحكومة حنقاً من العراقيين الذين يتهمونها بسرقة ثروات البلاد وبدون أن تخشى المحاسبة. ونقلت صحيفة «الغارديان» الشهر الماضي تصريحات النائب مشعان الجبوري، عضو لجنة النزاهة في البرلمان العراقي التي قال فيها إن كل نائب ومسؤول في عراق ما بعد الغزو له دور في الفساد ولم يستثن نفسه.
واعترف بأنه أخذ رشاوى. ورغم محاولات العبادي مواجهة الفساد وإحالة اربعة مسؤولين للتحقيق إلا أن مكافحة فساد عمره 12 عاماً يظل تحدياً صعباً.
ويرى جياد أن الحكومة يمكنها تخطي العام الماضي ولكنها ستواجه أزمة حقيقية إن استمر سعر النفط بالتراجع العام المقبل. وقال إنه في حالة فشل الدولة دفع الرواتب فستواجه اضطرابات وإضرابات وخرقاً للنظام والقانون.
ويرى العبادي أن الأزمة قد تؤدي إلى تحولات إيجابية من ناحية الدفع لتحقيق الإصلاح المطلوب وتنويع الاقتصاد العراقي.
ولن تتمكن الدولة من تحقيق هذا خاصة أن القطاع الخاص غائب، فهو متطفل على الدولة. أما وضع الصناعة فليست بأحسن حالاً، فقد ترنحت في ظل الحصار الدولي على نظام صدام، ونهبت المصانع بعد الغز ولم يبق منها إلا السقوف والجدران، في وقت يعتمد ملايين العراقيين على الوظيفة الحكومية.
ويواجه العبادي مشكلة أخرى نابعة من النظام السياسي الذي نشأ في مرحلة ما بعد الإطاحة بصدام فهو قائم على المحاصصة الطائفية والخصومات السياسية بين أطراف اللعبة خاصة الأحزاب الشيعية التي باتت تهيمن على العراق اليوم.
واستفادت هذه الأطراف من وضع النفط المستقر، ففشلها بإدارة البلاد والتصدي للعمليات الإنتحارية التي تواجه البلاد من عام 2003 غطى عليه موارد نفطية جيدة ورواتب عالية حتى في ذرورة الحرب الطائفية التي مرت على البلاد في الفترة ما بين 2006- 2007 .
يفحصون حساباتهم
ومن هنا تأثرت رؤية المواطنين الذين يعتمدون على الوضع الحالي الذي تراجعت فيه موارد النفط إلى ملياري دولار. وبات هؤلاء قلقين من عدم وصول الراتب الشهري. وسأل باتريك كوكبيرن مدرسة من كربلاء إن وصل راتبها لشهر شباط/فبراير أم لا فكانت إجابتها أنها فحصت حسابها في البنك واكتشفت أنه وصل.
ويعلق كوكبيرن في «إندبندنت أون صنداي» قائلاً «حقيقة قيام المسؤولين بالتأكد من وصول رواتبهم يظهر الحالة العصبية التي يمرون بها». ويعلق قائلا إن هناك ملامح من الذعر في بغداد حيث يراقب السكان أسعار النفط وفيما إن ارتفعت أم لا.
ورغم استمرار ارتفاع أسعار العقارات في بغداد إلا ان الإقبال على شرائها وبيعها محدود جدا، وهذا ينسحب على أسعار السيارات. ولا ينتج العراق أي شيء سوى النفط الخام، فحتى الطماطم التي تباع في أسواق بغداد مستوردة من إيران لأنها أرخص من المنتج محليا. ورغم أن هذا هو وضع كل الدول المنتجة للنفط إلا أن العراق يواجه نفقات أخرى متعلقة بالقوى الأمنية والجيش التي يصل أفرادها إلى مليون.
لكل هذا يرى أن الأزمة الإقتصادية لعام 2016 حلت محل الأزمة العسكرية عام 2014. موضحاً أن الوقت تأخر لعمل شيء إزاء الفساد المستشري في البلاد.
ومن هنا فالتهديد بتقديم من استفادوا ونهبوا مقدرات البلاد غير واقعية «فكل الطبقة السياسية في أرجاء العراق حصلت على المال من خلال نهب الموارد النفطية منذ سقوط صدام عام 2003. واستفاد قطاع كبير من العراقيين من نظام الرعاية «وظائف للأولاد»». ونظراً للأزمة الإقتصادية يقول مسؤول أمني إنه لا يجد المال الكافي لإطعام عناصره. ويرى نائب مدير الأمن القومي العراقي صفا حسين الشيخ أن الأزمة التي تواجه العراق ليست عسكرية بل اقتصادية وسياسية.
وعلق الشيخ على العمليات الأخيرة التي نفذها تنظيم «الدولة» الإسلامية قرب بغداد والهجمات الإنتحارية حيث قال إن الهدف منها هي تشتيت قدرات القوى الأمنية بشكل يعطي الجهاديين التفوق في منطقة معينة.
ضعيف
ويرى الشيخ أن التنظيم ضعيف اليوم مقارنة مع السنتين الماضيتين، خاصة بعد خروجه من مدن عدة ومعظم محافظة صلاح الدين ولكنه لم يهزم بعد. ويبلغ عدد قواته ما بين 20.000 – 30.000 مقاتل محترف. ويلقى دعماً من 40.000 ـ 50.000 مقاتل أقل تدريباً والتزاماً بآيديولوجيته.
وهو قادر على تعويض خسائره البشرية من السكان المحليين التابعين لحكمه ولكنه لا يستطيع تجنيد مقاتلين أجانب لتشكيل جوهر قدراته العسكرية. وتقول مصادر أمنية إن نسبة 85% من مقاتلي التنظيم في العراق هم عراقيون.
وقلل المسؤولون الأمنيون من أهمية الحديث حول التقدم نحو الموصل وأكدوا أن التركيز سيكون على المشاكل السياسية والعسكرية وعلى مناطق الحويجة والشريقات في الجنوب. ويقول الشيخ إن الطريق إلى الموصل «طويل».
وأكد أنه لن تتم هزيمة تنظيم الدولة «طالما بقي له عمق في سوريا». ويضيف أن التنظيم في تراجع مستمر وفقد القدرة على شن هجمات واسعة على بغداد كما فعل عام 2014.
أشبال الخلافة
وفي سياق مختلف ولكنه يتعلق بطريقة تجنيد الجهاديين المتطوعين وتدريبهم كتب مارك تاونسد في صحيفة «أوبزيرفر» عن جيل جديد من المجندين يتم إعداده في داخل ما يطلق عليها «الخلافة» وجرى تثقيفه بالمفاهيم الدينية والأيديولوجية للتنظيم منذ الولادة. وينظر المقاتلون لهذا الجيل بأنه أحسن وأنقى. وأشار تاونسد إلى أول دراسة تتصدى لاستغلال الأطفال من أجل تأمين مستقبل التنظيم. وفي هذا يعني الكاتب الدراسة التي أعدها معهد «كويليام» لمواجهة التطرف في لندن تحدثت عن وجود 50 طفلاً بريطانياً ينشأون ويتربون في أراضي الدولة، وهم جزء من 30.000 متطوع أجنبي منهم 800 بريطاني.
وقالت صحيفة «أوبزيرفر» إن تقرير المعهد المشار إليه «أطفال الدولة الإسلامية» أقرته الأمم المتحدة وسيتم تقديمه للبرلمان البريطاني ونشره يوم الأربعاء تم إعداده من خلال دراسة «بروباغندا» التنظيم وبياناته التي ظهر فيها أطفال. وقام الباحثون بالتنسيق مع مصادر موثوقة في مناطق «الخلافة». ويقدم التقرير صورة عن تنظيم يستخدم الأطفال لتأمين المستقبل. فقد تم تدريب العديد منهم كمخبرين ودعاة وجنود و«جلادين» وانتحاريين.
ويقول مؤلفوا التقرير «تركز المنظمة جهدها الأكبر على تثقيف الأطفال عبر مقرر تعليمي متطرف وتربيهم كي يكونوا إرهابيي المستقبل.
وينظر المقاتلون الحاليون لهؤلاء الأطفال كمقاتلين أحسن وأكثر قسوة منهم. وذلك لأنهم لم يتحولوا إلى الأيديولوجيات الراديكالية بل نشأوا ضمن القيم المتطرفة، من الولادة حتى سن الشباب». كما أن هؤلاء الأطفال لم يتعرضوا لتأثير من القيم العلمانية. وهم والحالة هذه أنقى من المقاتلين الكبار في العمر. وتقول الدراسة «هؤلاء الأطفال تمت حمايتهم من الفساد» وهو «ما يجعلهم أقوى من المقاتلين الحاليين ونظراً لمعرفتهم العميقة بالدين. وهم مقاتلون أفضل وأقسى حيث يتم تدريبهم على القتال منذ الصغر».
ويمثل المجندون الأجانب نسبة عالية من القوات التابعة للتنظيم والتي تقدر بحوالي 80.000 حيث يعيش تحت سيطرته سكان يقدرون بحوالي 6 ملايين نسمة.
وجاء في التقرير أن «الهدف هو تحضير جيل ثان قوي وجديد من الإرهابيين تم إعدادهم وتدريسهم لكي يكونوا الجيل الثاني» و«المجال الذي تهتم به «الدولة الإسلامية» هي تسليح الأطفال وتثقيفهم في المدارس وتعريضهم للعنف عبر مشاهدة الإعدام ومتابعة أشرطة الفيديو وتوفير السلاح لهم للعب به».
ويرى مؤلفو التقرير أن التركيز على الشباب يشبه ما قام به تشارلس تايلور في ليبريا بالتسعينيات من القرن الماضي. فقد سيطر تايلور على السلطة عام 1997 بجيش كان فيه عدد كبير من الأطفال. ويرى المؤلفون أن تنظيم «الدولة» ربما اطلع على تاريخ النازية التي أنشات فرعاً للشباب وهناك وجه شبه بينه وبين «فتيان الإسلام» الفرع الذي يعود للتنظيم.
وبحسب الدراسة فقد اعتمدت «الدولة» وبشكل كبيرفي دعايتها على الأطفال. ففي الفترة ما بين 1 آب/أغسطس العام الماضي و 9 شباط/فبراير العام الحالي حدد الباحثون 254 مناسبة وتصريحاً تظهر أطفالاً قدموا لتأكيد جهود بناء الدولة. واعتمد الإرهابيون على الأطفال لتبرير العنف والوحشية، حيث شجع هؤلاء على حمل رؤوس قتلى أو ممارسة كرة القدم بها. وفي الأشهر الستة الماضية قدم التنظيم 12 مناسبة ظهر فيها أطفال وهم يمارسون القتل. ويكشف التقرير أن الاطفال يتم تجنيدهم بالإكراه وأحياناً الاختطاف.
وقدرت بعثة الأمم المتحدة في العراق أن التنظيم قام في الفترة من آب/أغسطس 2014 وحزيران/يونيو 2015 باختطاف ما بين 800- 900 طفل تتراوح أعمارهم ما بين 9- 15 عاماً.
ويستخدم التنظيم الترهيب حيث يهدد الأطفال بالجلد إن لم ينفذوا الأوامر. كما سيطر التنظيم على النظام التعليمي في العراق وسوريا وغيره واستخدمه كأداة للتثقيف والتربية وللتدريب في المعسكرات.
الاقتتال الإسلامي ـ الإسلامي على أشده في «الضمير» في ريف دمشق والأهالي يشكلون قوة فض اشتباك بأجسادهم
سلامي محمد
دمشق ـ «القدس العربي»: بلغت المواجهات الحادة بين الكتائب الإسلامية في مدينة «الضمير» بريف دمشق ذروتها خلال الأيام القليلة الماضية، حاصدة خلال موجة المواجهات المستمرة منذ ثلاثة أشهر ما يزيد عن سبعين ضحية وقتيلاً موزعين بين مدنيين وعسكريين، ومع تفاقم الأوضاع الميدانية خرج مئات المدنيين باعتصامات يوم أمس مطالبين بوقف الأعمال القتالية وترك الذرائع والحجج للأطراف المتنازعة.
الناشط الإعلامي واثق ضمير أفاد بإقدام أبناء المدينة على تشكيل قوات فصل بين تشكيلات «جيش الإسلام»، و»تجمع الشهيد أحمد العبدو» من طرف وبين «لواء الصديق»، و»جند الملاحم» من جهة ثانية، حيث وقف المعتصمون وسط منطقة الاشتباكات بشكل أعزل لمنع تجدد المواجهات العسكرية بين المتخاصمين.
وقال لـ «القدس العربي» خلال اتصال خاص معه، مئات المعتصمين رددوا هتافات تطالب بوقف الاقتتال الداخلي بغض النظر عن أي ذرائع حول مبايعة تشكيلات عسكرية في المدينة لتنظيم الدولة من سواها، أو أسباب تقاسم السلطة وغيرها من الأسباب.
واستطرد الناشط بالقول «أبناء المدينة قدموا عقب اعتصامهم عبر الشيخ «عيسى السيد» وهو وسيط للأطراف المتصارعة مهلة أيام معدودة لوقف الأعمال العدائية فيما بينهم، والتي راح ضحيتها ما يقارب سبعين شخصاً موزعين بين أطفال ونساء وعناصر تابعة للتشكيلات المتناحرة».
كما هدد المدنيون العزل التشكيلات الإسلامية المتقاتلة كافة فيما بينها بأنهم سيقومون بنزع أي صراع مسلح بينهم وإزالة المظاهر المسلحة كافة بأجسادهم، حتى بلوغهم حالة إنهاء الاقتتال المستمرة منذ ثلاثة أشهر بشكل متفاوت ومتقطع.
وأشار المصدر، إلى تفاقم الأوضاع الميدانية في مدينة الضمير بسبب تزايد حدة الاشتباكات بين «جيش الإسلام» و«تجمع الشهيد أحمد العبدو» من جهة، و»لواء الصديق» و»جند الملاحم» من جهة ثانية، إذ أن الاشتباكات بفترتها الأولية لم ترق الدماء ولكن مع سقوط المدنيين وخاصة الأطفال والنساء جعل الأوضاع الحالية غير مقبولة، حيث جاءت المظاهرات والاعتصامات نتيجة التطورات السابقة.
«جيش الإسلام» كان قد أعلن قبل أيام من خلال بيان رسمي أن مقاتليه تمكنوا من أسر عدد من مقاتلي تنظيم «الدولة» في مدينة الضمير في ريف دمشق بينهم قيادي بارز من التنظيم «لم يأت على ذكر اسمه»، ووفقاً لبيان «جيش الإسلام»، فإن عملية الأسر أتت عقب هجوم شنه عناصر تنظيم «الدولة» على مجموعة من الأبنية على الطريق العام وسط مدينة الضمير، وتمكنه من السيطرة عليها موقعاً العديد من الضحايا المدنيين، ثم تلاه اشتباك مع «جيش الإسلام» و»قوات الشهيد أحمد العبدو» من جهة، وتنظيم «الدولة» من جهة ثانية، استخدم فيه الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
وقال الناشط الإعلامي نبوخذ نصر «قبل نحو شهر أصدر لواء تحرير الشام الذي يقوده فراس البيطار بياناً أعلن فيه عن تبرئه من لواء الصديق المتهم بمبايعة تنظيم الدولة، وذلك بسبب رفضه للانصياع لأوامر قائد اللواء التي نصت على ضرورة الوقوف بوجه «الفئة الباغية» من عناصر تنظيم الدولة داخل مدينة الضمير».
وأشار إلى أن تنظيم «الدولة» أوفد بعض المهاجرين والشرعيين التابعين له إلى داخل المدينة لمساندة القوات التابعة له، متهماً الألوية المبايعة للتنظيم باتباع سياسة التنظيم ذاتها في «تقطيع الرؤوس والعبوات الناسفة، والغلو والتكفير» ضد معارضيهم.
وأكد الناشط الإعلامي نبوخذ نصر بأن دور النظام السوري ينحصر طيلة الأشهر السابقة على مراقبة الاقتتال الإسلامي ـ الإسلامي، معتمداً على فرضية أن أبناء المدينة هم من سيدمرون مدينتهم بأيديهم، بعد أن صعب على قواته العسكرية اقتحامها وإخضاعها سابقاً، مشيراً إلى أن الخاسر الأكبر في هذه المعركة هم المدنيون من أهالي مدينة الضمير، فهذه المعارك تشكل عبئاً إضافياً للحصار والتضييق الذي يفرضه عليها النظام السوري.
سوريا: قاعدة حميميم من «العسكري» إلى «السياسي» .. موسكو تستثمر الهدنة لأجل المصالحة
كامل صقر
دمشق ـ «القدس العربي»: شيء ما غير عسكري يُطبخ في قاعدة حميميم العسكرية التابعة لمحافظة اللاذقية، تحولت حميميم الآن إلى مقرٍ للاستمزاج السياسي، حيث يستمع الروس لوجهات نظر متعددة حول مستقبل سوريا، عشرات الشخصيات السورية معارِضة ومستقلة ومؤيدة وصلت إلى حميميم، واليوم تصل عشرون شخصية أخرى معظمها محسوبة على معارضة الداخل من بينها ممثلون عن هيئة العمل الوطني.
قاعدة حميميم التي قلبت المشهد العسكري في سوريا، قد يخرج منها دخان أبيض تولت موسكو تأمين ظروفه بالاتفاق مع واشنطن التي تؤكد معلومات «القدس العربي» أنها أوكلت لروسيا مهمة البحث عن أفضل المخارج السياسية للأزمة السورية التي ستدخل عامها السادس.
مصادر «القدس العربي» تفيد بأن موسكو ليست في وارد الضغط سياسياً على دمشق وأنها تبحث ما يفكر فيه السوريون بصوت عالٍ داخل قاعدة حميميم حول التسوية والمصالحة والدستور والنظام السياسي.
المصادر تقول أيضاً إن اتفاقاً أمريكياً روسياً قضى بأن يجري الضغط للذهاب نحو الحل السياسي وأن التنظيمات التي لن تتوجه نحو الحل السياسي سيجري تصنيفها كـ «عدوة»، تلقفت موسكو الاتفاق مستغلة وقف اطلاق النار لإجراء اتصالاتها داخل سوريا في محاولة منها لتحديد الجماعات المسلحة المستعدة لوقف دائم لإطلاق النار.
تجربة الفدرالية الروسية قد تجري الاستفادة منها في سوريا ضمن إطار الحل السياسي لكن مع الأخذ بعيد الاعتبار الخصوصية السورية، قد تكون الفدرالية الإدارية ممكنة أما الفيدرالية السياسية فهي غير واردة، الدفاع والأمن والسياسة الخارجية، والجمارك والمالية قطاعات لا تدخل في إطار الفيدرالية وإنما ستحافظ على مركزيتها.
مفوضية اللاجئين تقترح حلولا لأزمة اللاجئين في أوروبا
عبد الحميد صيام
نيويورك (الأمم المتحدة) ـ «القدس العربي»: أعلنت المتحدثة الرسمية باسم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، ميليسا فليمينغ، أن المفوض السامي الجديد، فيليبو غراندي، قد حذر الدول الأوروبية وتركيا من أن الوقت ينفد لحل الوضع الراهن المتعلق بالمهاجرين، وحدد خطة من ست نقاط قبيل اجتماع قادة دول وحكومات الاتحاد الأوروبي وتركيا في بروكسيل الإثنين.
وقالت إن تلك التوصيات تأتي فيما يتدهور الوضع في اليونان في ظل استمرار توافد اللاجئين والمهاجرين إليها عبر البحر بأعداد كبيرة من جهة وتشديد القيود على الحدود من قبل دول أوروبية من جهة أخرى.
وأشادت المفوضية باستجابة السلطات اليونانية من خلال توفير الخدمات والمأوى، إلا أن الآلاف مازالوا يقيمون في الخلاء.
وأضافت فليمينغ حول الخطة المقترحة: «ما زلنا نعتقد أن عمل أوروبا معا الآن بروح التضامن والكثير من الإرادة السياسية سيتيح المجال لإدارة هذا الوضع». من النقاط التي حددها السيد غراندي هو التطبيق المجدي لما يسمى بـ(نهج النقاط الساخنة) بنقل المؤهلين من الساعين للحصول على اللجوء السياسي إلى خارج اليونان وإيطاليا، وفي نفس الوقت إعادة الأفراد غير المؤهلين للحصول على الحماية التي ينص عليها وضع اللجوء. ومن النقاط الأخرى التي تتضمنها خطة المفوض السامي:
تعزيز الدعم لليونان لتتمكن من التعامل مع حالات الطوارئ الإنسانية، وضمان الامتثال لقوانين وقواعد الاتحاد الأوروبي المتعلقة باللجوء، وتوفير سبل أكثر أمانا وقانونية للاجئين كي يتوجهوا إلى أوروبا في إطار برامج محددة مثل لم شمل الأسر أو المنح الدراسية للطلاب، وحماية الأفراد المعرضين للخطر، بما في ذلك أنظمة حماية الأطفال غير المصحوبين بذويهم أو المنفصلين عن أسرهم، وتطوير نظم أوروبية لطالبي اللجوء، بما في ذلك إنشاء مراكز للتسجيل في دول الوصول الرئيسية، ووضع نظام لتوزيع طلبات اللجوء بشكل منصف بين الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي.
جدل بعد دخول قوات من المعارضة السورية المدربة أمريكياً إلى حلب
ردود فعل غاضبة على زيارة منّاع لمناطق الإدارة الكردية
حلب ـ «القدس العربي» من منار عبد الرزاق و مصطفى محمد: أفاد عدد من الناشطين في الريف الشمالي من حلب بدخول قوات من المعارضة مدّربة أمريكياً، عبر معبر باب السلامة الحدودي، في الوقت الذي اختلف فيه الناشطون حول تحديد الجهة التي تتبع لها تلك القوات ما بين اللواء «51» الذي يقوده العقيد هيثم العفيسي، والفرقة «31» التي يقودها عقيد منشق من مدينة دير الزور.
في هذا الصدد، نفى العقيد هيثم العفيسي قائد اللواء «51» في حديث خاص لـ»القدس العربي» أن تكون تلك القوات تابعة للوائه، مؤكداً دخول عدد من العناصر التابعين للفرقة «31» التي كانت تُعرف سابقاً بالفرقة «30».
وتحفّظ العفيسي على ذكر أعداد العناصر الداخلة إلى الريف الشمالي من حلب، أو الأسلحة المزودة بها، مبرراً ذلك بما وصفها بالضرورات الأمنية، لكنه أكدّ أنّ تلك القوات ستزيد من فعالية التنسيق مع قوات التحالف.
ويعتبر العفيسي من القادة العسكريين للمعارضة السورية، الذين يتلقون دعماً أمريكياً من خلال معسكرات التدريب، التي أقامتها أمريكا في عدد من الدول الحليفة لدعم مقاتلي المعارضة.
وأشار العفيسي إلى أنّ القوات الأمريكية لم تشترط عليه قتال تنظيم «الدولة الإسلامية» فقط، موضحاً أن بندقيته مع اللواء الذي يقوده ستكون موجهة إلى أي هدف عدو سواء النظام أو التنظيم، نافياً في الوقت ذاته وجود أي نية للتحالف مع وحدات الحماية الشعبية، معتبراً أن مشروعها تقسيمي، وأنه «سيقطع اليد التي ستقسم البلاد» وفق تعبيره.
من جهته علق قيادي في «الفرقة 30» على كلام «العفيسي» بالقول لـ»القدس العربي» لا علاقة لنا بالفرقة 31، وهي فرقة مستقلة تماماً عن فرقتنا، وهي ليست بقايا لنا، لكن الداعم للمشروع كان يود أن تكون الفرق المتخرّجة متسلسلة.
وفي السياق ذاته، أدلى العقيد أبو محمد القيادي في الفرقة 31 في وقت سابق بتصريحات لم تنشر، قال فيها إنّ 300 عنصر من قواته يقومون بالتدريب في معسكرات التدريب الأمريكية الخاصة في تركيا، من أجل الدخول إلى محافظة دير الزور من أجل مقاتلة تنظيم «الدولة» هناك.
وكانت معسكرات التدريب شهدت سلسلة من التجاذبات من بينها رفض عدد من مقاتلي «الجيش الحر» التوقيع على وثيقة تتضمن التعهد بقتال التنظيم فقط، دون النظام، في الوقت الذي قامت فيه «جبهة النصرة» باعتقال عدد من عناصر الفرقة 30 المدربة أمريكياً، في الريف الشمالي من حلب، ليتم القضاء فيما بعد على كامل عناصر الفرقة، وصولاً لإقرار البنتاغون الأمريكي بفشل خطة تدريب مقاتلين من المعارضة السورية «المعتدلة» من أجل قتال التنظيم.
يأتي ذلك فيما رفضت المعارضة السورية بشكل قاطع ما وصفتها بمحاولات الضغط عليها عبر توجيه الدعوة لأطراف جديدة لحضور الجولة القادمة من محادثات جنيف. وشددت كذلك على رفض الحديث عن حكومة سورية جديدة بدلا من الهيئة الانتقالية.
ونقل موقع قناة «العربية» أمس الأحد عن المتحدث باسم الهيئة العليا السورية للمفاوضات، رياض نعسان أغا، القول إن المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا يسعى للضغط على المعارضة من خلال دعوته أطرافا جديدة إلى المفاوضات في جنيف
وأوضح أن تلك الخطوة تحمل رسالة ضمنية مفادها أن هناك أطرافا أخرى مستعدة للتفاوض في جنيف.
وشدد على أن الأهم في هذه المرحلة هو البحث في هيئة حكم انتقالية وليست الانتخابات.
إلى ذلك ينظر المراقبون المعارضون إلى تحركات المعارض السوري هيثم المناع في الشمال السوري، ودخوله في حلف معلن مع قوى يبدو أن لها نوايا انفصالية بقلق متنام. ويعتقد المراقبون أن مناع يتبنى الرؤية الروسية للحل السوري، التي تنادي بالفيدرالية، والتي يسميها هو باللامركزية الديمقراطية.
وأكثر من ذلك يرى المراقبون في رئاسة السياسي والناشط في حقوق الإنسان مناع لما يعرف بـ»مجلس سوريا الديمقراطية» الجسد العسكري الذي يتهم أحد أكبر مكوناته (بي واي دي) بارتكابه انتهاكات ضد حقوق الإنسان، أدانتها منظمة «العفو» الدولية، يراه تخلياً منه عن المبادئ التي طالما نادى بها منذ الأيام الأولى لاندلاع الثورة السورية.
وفي هذا الصدد يربط المتحدث الرسمي باسم الجبهة الشرقية والمجلس الأعلى للقبائل السورية مضر حماد الأسعد، بين رفض هيثم مناع لـ»عسكرة الثورة» في أول اجتماع للمجلس الوطني السوري المعارض في تونس أواخر عام 2011، وبين توليه لرئاسة مجلس سوريا الديمقراطية المشتركة، أكبر جسد عسكري في الوقت الراهن.
ويعبر الأسعد خلال حديثه لـ»القدس العربي»عن اعتقاده بأن تولي مناع لرئاسة مجلس سوريا الديمقراطية جاء بإيحاء روسي.
تركيا تعرض أفكارا جديدة في قمة بروكسل لأزمة اللاجئين
إسطنبول ــ باسم دباغ
تعقد اليوم، في العاصمة البلجيكية بروكسل، قمة أوروبية تركية، وسط تفاقم كبير لأزمة تدفق اللاجئين إلى أراضي الاتحاد، وذلك في محاولة الطرفين لتطبيق الاتفاق الذي تم توقيعه بينهما في وقت سابق من العام الماضي، والذي يقضي بقيام تركيا بإجراءات لضبط حدودها ووقف تدفق اللاجئين والمساهمة في حل القضية القبرصية، مقابل حصولها على مساعدات للاجئين السوريين المتواجدين على أراضيها بقيمة 3 مليارات يورو، وإعفاء مواطنيها من تأشيرة الدخول إلى فضاء اتفاقية شينغين، وتفعيل مسيرة انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي.
وأكد مسؤول في الاتحاد الأوروبي أنه تم تمديد القمة الأوروبية التركية، اليوم، بعدما قدم رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو “أفكاراً جديدة” تتجاوز التزامات أنقرة حتى الآن للحد من تدفق المهاجرين إلى أوروبا.
وبحسب وكالة “رويترز”، فقد أكد المسؤول الأوروبي بعد جلسة العمل الأولى أن “الأتراك قدموا المزيد ولكنهم طالبوا بالمزيد أيضاً”.
ومن المتوقع أن يقوم الاتحاد الأوروبي بالضغط على تركيا للقبول بترحيل واسع للمهاجرين الاقتصاديين من اليونان نحو أراضيها، بينما ستضغط أنقرة لناحية التزام الاتحاد بتعهداته السابقة سواء في ما يخص المساعدات المالية التي لم تحصل على أي شيء منها حتى الآن، وتفعيل مسيرة الانضمام للاتحاد الأوروبي بفتح فصول جديدة، وكذلك رفع تأشيرة الدخول عن المواطنين الأتراك.
ويحضر القمة كل من رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، ورئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس، إضافة لقيادات الدول الـ 28 العضوة في الاتحاد.
وعلمت “العربي الجديد” من مصدر في الخارجية التركية، بأن داود أوغلو سيضع بين يدي قيادات الاتحاد، في كلمته، تقديما شاملا للخطوات التي اتخذتها أنقرة لوقف تدفق اللاجئين غير الشرعيين، قائلا: “سيتحدث بالتفصيل عن الإجراءات الأمنية التي قمنا باتخاذها، والإصلاحات التي قمنا بها التزاما بالاتفاق الموقع مع الاتحاد الأوروبي”.
وفي هذا السياق، أكد داود أوغلو، يوم أمس، وقبل مغادرته العاصمة أنقرة، أن تركيا ملتزمة بالعمل مع الاتحاد الأوروبي للتعامل مع أزمة اللاجئين، كما أنها جاهزة أيضا للانضمام الرسمي للاتحاد، قائلا:”إن تركيا جاهزة للعمل مع الاتحاد الأوروبي، كما أنها جاهزة للانضمام إلى الاتحاد”.
في غضون ذلك، عبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، اليوم، عن أملها بأن تكون القمة الأوروبية التركية فرصة لاتخاذ المزيد من الخطوات لوقف تدفق المهاجرين، قائلة: “نحن نريد أن نخفض عدد المهاجرين الغير شرعيين، ليس فقط لبعض الدول، ولكن للجميع بما في ذلك اليونان”.
وشددت ميركل على الدور الحاسم لتركيا في تحقيق ذلك، قائلة: “فيما يخص الحدود البحرية، هذا ممكن الحصول فقط بعد تعاون تركيا”، حيث إن حلف شمال الأطلسي، كان قد أعلن يوم أمس، أن تركيا وافقت على استخدام مياهها الإقليمية للقيام بعمليات ضد شبكات التهريب ولوقف الزوارق المنطلقة من الشواطئ التركية نحو اليونان.
حجاب:تشكيل هيئة الحكم الانتقالي على رأس جدول أعمال جنيف
رويترز
أكد المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات السورية، رياض حجاب، أن الهيئة ستقرر، في غضون الأيام القليلة المقبلة، ما إذا كانت ستتوجه إلى جنيف لاستكمال المفاوضات، مشددا على أنه يجري تقييم الوضع بعد أسبوعين من الهدنة، بالتشاور مع القادة العسكريين، وغيرهم.
وأشار إلى أنهم يحتاجون ظروفا مواتية قبل استئناف المحادثات، متحدثا عن أن تشكيل هيئة الحكم الانتقالي على رأس جدول أعمال محادثات جنيف.
ونقلت “رويترز” عن حجاب تشديده، على أن “بشار الأسد يجب أن يغادر سورية في بداية العملية الانتقالية، وأن يمثل أمام العدالة الدولية ويحاسب على ارتكاب جرائم حرب”.
وانتقد المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات الاقتراح الروسي بشأن سورية اتحادية في المستقبل، ووصفه بـ”غير مقبول على الإطلاق”.
تعرف إلى طريقة “داعش” في غسل أدمغة الأطفال
لندن ــ كاتيا يوسف
نشرت مؤسّسة “كويليام” البحثية التي تعمل على مكافحة التطرّف، تقريراً عن كيفية تدريب تنظيم “الدولة الإسلامية” للأطفال وغسل أدمغتهم منذ الولادة، ليصبحوا أكثر انتماء من المقاتلين البالغين في التنظيم.
كما دعم تقرير آخر بعنوان “أطفال الخلافة”، صادر عن الأمم المتحدة، بحوث مؤسسة “كويليام” حول تنشئة الأطفال في داعش على المفاهيم الجهادية منذ الولادة.
وقبل نشر تقرير المؤسسة اللندنية، يوم الأربعاء، كتبت صحيفة “ذي غارديان” عن مضمونه، بعد أن طالعته، ومما جاء فيه: “أن التنظيم يقوم بتدريب الأطفال، الذين يطلق عليهم “أشبال العز”، ليصبحوا جواسيس وجنودا وجلادين ودعاة وانتحاريين. وينظر إليهم كمقاتلين أكثر نقاء، لأنّهم لم يعيشوا في ظلّ القيم العلمانية”.
كما يورد التقرير، من وجهة نظر التنظيم، أن “تعايش الأطفال مع العنف يجعلهم يألفونه، عن طريق منحهم أسلحة ليلعبوا بها، ومشاهدتهم أشرطة فيديو لإعدام أشخاص، وأيضاً حثّهم على رؤية عمليّات الإعدام العامة. فضلاً عن استخدام الأطفال على نطاق واسع في الدعاية والترويج على أن التنظيم قادر على بناء دولة حيوية. كما أنّ أعضاء التنظيم طلبوا من الأطفال ذات مرّة اللعب برأس إنسان مقطوع، كرة القدم”.
وتضيف “ذي غارديان”، أنّ فيديو ظهر أخيرا لطفل في الرابعة من العمر يفجّر سيارة بداخلها أربعة جواسيس، دليل على ذلك. وتكمل أنّ العديد من الأطفال خُطفوا من ذويهم وأرسلوا إلى مراكز التدريب، وأن أولئك الذين يرفضون الامتثال للأوامر يهدّدون بالتعذيب والاغتصاب.
أمّا الفتيات المعروفات باسم “لآلئ الخلافة”، فيبقين في المنزل وهنّ محجّبات، ويتعلمن القيام بدورهن الذي ينحصر في “الاعتناء بالرجل”.
ودرست “كويليام” الدعاية التي يقوم بها التنظيم، وتحدّثت إلى مصادر فيه لدعم تقريرها، والذي يعتبر دراسة مفصلة حول كيفية تجنيد “داعش” للأطفال، ومن المقرر أن تنشر يوم الأربعاء.
ويلفت التقرير إلى أن ما يقارب 50 طفلاً من بريطانيا ينشؤون في ظلّ تلك التربية، ونحو 800 بالغ بريطاني سافروا إلى هناك للعيش والقتال. ويعتقد أن حوالي 6 ملايين شخص يعيشون في أراض يسيطر عليها “داعش”، بينهم 80 ألف مقاتل.
ويضيف التقرير أنّ “داعش” يركّز على الأطفال بطريقة مشابهة لأنظمة وحشية، منها جيش “تشارلز تايلور” من المتمرّدين الأطفال في ليبيريا في التسعينيات، وشباب هتلر النازيين. ويخلص إلى أنّ “داعش” درس تاريخ “الرايخ الثالث” النازي لتطبيقه، في حين وصلت الأمم المتحدة مزاعم أنّ لدى “داعش” فرعا يسمّى بـ”فتيان الإسلام” خاصا بالمقاتلين المراهقين.
النظام فجّر “جبهة ثوار سوريا” لمنع توحيد الجبهة الجنوبية
عمر البلخي
طالت عملية تفجير بسيارة مفخخة، الأربعاء الماضي، اجتماعاً موسعاً لقادة الصف الأول في “جبهة ثوار سوريا”، في مقر الجبهة في قرية العشة شمالي بلدة الرفيد في ريف القنيطرة. السيارة المفخخة اجتازت عدداً من حواجز المعارضة المسلحة، قبل وصولها إلى مقر “جبهة ثوار سوريا”، وتسبب التفجير بأضرار مادية ضخمة، بالإضافة إلى مقتل وجرح 22 شخصاً من قيادة الجبهة، وإصابة 60 بجروح. أبرز قتلى التفجير كان القائد العام للجبهة النقيب أبو حمزة النعيمي.
القيادي في “جبهة ثوار سوريا” أبو الزين الخالدي، قال لـ”المدن”، إن سيارة مفخخة من نوع “تويوتا” استهدفت المقر الإداري ومقر الاجتماعات للجبهة. والسيارة من النوع الذي تستخدمه الجبهة، ومعظم فصائل المعارضة في “الجبهة الجنوبية”. أبو الزين أشار إلى أنه في موقع الانفجار، كانت تتواجد أكثر من سيارة من النوع ذاته، ما جعل من الصعوبة في مكان كشف السيارة المفخخة. الخالدي أوضح بأن الاستهتار الأمني الكبير من قبل فصائل المعارضة، ووجود العملاء التابعين للنظام السوري، سهّلا وصول مثل تلك السيارات إلى مقر الاجتماع. الخالدي أشار إلى كشف “جبهة ثوار سوريا” سابقاً لشرائح إلكترونية للتعقب مزروعة في مناطقها، وأن قوات النظام والطيران الروسي سبق وقصفوا مواقع كانت “الجبهة” تعتقد أنها سرية.
الخالدي أشار إلى أن جبهة “ثوار سوريا” تعتبر أن النظام السوري ومليشيا “حزب الله” هما المتهم الأول في تصفية قادتها؛ فالنظام السوري هو المستفيد الأول من عملية التفجير. وما دعم شكوك “الجبهة” في وقوف النظام و”حزب الله” خلف التفجير، بحسب تحقيقاتها، هو العثور عقب التفجير على مادة “TNT” وأكياس وعلب اسطوانية صناعة إيرانية. ونتيجة معارك “الجبهة” السابقة مع قوات النظام و”حزب الله”، فذلك النوع من الاسطوانات، يستعملها الحزب لصناعة مفخخات لإعاقة تقدم المشاة على الأرض.
ويضيف الخالدي، أن السيارة التي ركنت أمام المقر، قد تم تجهيزها بشكل دقيق وحرفية عالية جداً، وصُممت لتكون مساحة التفجير واسعة ومدمرة. ومن قطر التفجير يتضح أنه كان موجهاً في اتجاهين؛ شمالي وجنوبي، بحيث تتناثر الشظايا وتتوجه القوة التدميرية في اتجاهين فقط، لا أربعة، بحيث تتركز القوة الانفجارية باتجاه المقر الرئيس ومقر المالية والذاتية التابع للجبهة. كم أن كمية “C4” المستخدمة في التفجير كانت كبيرة جداً.
وتعتبر “جبهة ثوار سوريا” من أهم الفصائل المسلحة المعارضة، التابعة للجيش السوري الحر، والقيادة الموحدة لـ”الجبهة الجنوبية”، وتنشط في محافظتي درعا والقنيطرة. وتأسست الجبهة في أواخر العام 2013، وتسلمت مهام قيادة عمليات متعددة، للمعارضة المسلحة، وحققت على إثرها تقدماً كبيراً، وسيطرت على عدد من الموقع في ريفي درعا والقنيطرة. الجبهة كانت تهدف للوصول إلى ريف دمشق الغربي، وفك الحصار عن الغوطة الشرقية. وشاركت في تحرير الريف الجنوبي لمحافظة القنيطرة بالكامل، وتحرير معبر القنيطرة وبلدة الحميدية وقرية الشيخ سعد وتل الجموع. وأبرز أعمال “جبهة ثوار سوريا” كانت قيادة عمليات عسكرية أفضت إلى تحرير تل الحارة الاستراتيجي في ريف درعا الغربي، وسجن غرز في الريف الشرقي، وتخطيط وقيادة عملية تحرير كامل مدينة نوى و”اللواء 112″ المجاور لها.
الخالدي تابع قائلاً، إن السبب الرئيس في استهداف “جبهة ثوار سوريا”، هو عمل الجبهة على توحيد الصفوف لتشكيل جسم عسكري ضخم ومنظم، لتحقيق أهداف عسكرية وتحرير عدد من المواقع، والاقتراب أكثر من العاصمة دمشق. الخالدي أشار إلى أنه وبعد تسلم النقيب أبو حمزة النعيمي لقيادة الجبهة، جرت عملية إعادة هيكلة وتنظيم لها، ودعت الجبهة إلى مشروع توحيد كبير في المنطقة، يشمل كافة فصائل الجيش الحر. كما دعت الجبهة إلى مشروع توحيد للعمل المدني بين العشائر والمنظمات الأهلية والنخب والمثقفين، وهذا المشروع أثار مخاوف النظام بالدرجة الأولى، وهو ما يعتبر سبباً قوياً لاستهداف مقر قيادة الجبهة وقتل أكبر عدد من قيادييها.
الخالدي قال إنه على الرغم من تعرض “جبهة ثوار سوريا” لضربة قاسية وموجعة، إلا أنها قادرة على تجاوزها، فقد تم تعين الرائد قاسم نجم، قائداً جديداً لها، لمواصلة العمل حتى تحقيق أهدافها.
وتميزت “جبهة ثوار سوريا” بعلاقة جيدة مع جميع الفصائل في المنطقة الجنوبية، كما أنها لم تدخل في نطاق الحرب الدائرة في المنطقة بين الفصائل وتنظيم “الدولة الإسلامية”، بل بقيت على الحياد، ما يُرجح عدم تورط “الدولة الإسلامية” في العملية، ويدعم نتائج التحقيقات الأولية باستهداف الجبهة من قبل النظام السوري ومليشيا “حزب الله”.
النظام السوري يُجهز قوائم الفائزين في انتخاباته البرلمانية
أسعد أحمد العلي
عند الساعة الثامنة من مساء 2 آذار/مارس، أعلنت اللجنة القضائية العليا للانتخابات، إقفال باب الترشح لعضوية “مجلس الشعب”، بعد حصيلة ترشيحات نهائية تجاوزت 11 ألف طلب، عن كامل المحافظات السورية، بما في ذلك الخارجة منها عن سيطرة النظام.
الرقم أثار سخرية مؤيدي النظام، الذين أطلقوا دعابات عن عملية الترشح إلى “مجلس شعب في بلد لا شعب فيه”، أو عن عاطل عن العمل استيقظ صباحاً ولم يجد شيئاً يفعله، فقرر الترشح إلى المجلس، في محاولة لكسر الروتين. شريحة واسعة من مؤيدي النظام اعتبروا أن العملية استهانة بعقولهم بعد سنوات الأزمة الطويلة. فهم يعلمون أن اسماء المرشحين، والناجحين منهم، موضوعة سلفاً لاعتبارات شتى، من المؤكد أنها لا تشمل مصالح الناخبين.
ولا يتوقع حدوث تغييرات كثيرة في عملية قبول الترشيحات، المتوقع الإعلان عنها في 7 آذار/مارس. فقيادة “حزب البعث” في دمشق أصبحت مسؤولة عن اختيار القوائم الخاصة بالحزب لكافة المحافظات. وهي قوائم ناجحة في الانتخابات قبل خوضها، بطبيعة الحال. الأمر قد يفتح باباً واسعاً للرشوة والمحسوبية التي ستصب في مقر واحد، ولأشخاص محددين. وهو ما يتوقع أن يثير غضب أطراف بعثية أخرى، خسرت منفذها إلى الرشاوى والفساد.
معظم المحافظات الخارجة عن سيطرة النظام، لم تغب عن خريطة الترشح للانتخابات. فسُجَّلّ عن إدلب والرقة وديرالزور، أكثر من 300 مرشح كمحصلة أولية. وعلى الرغم من عدم توزيع صناديق اقتراع ضمن تلك المحافظات، إلا أن التصويت يمكن أن يجري في أي محافظة يختارُها المُقترع. كما أن كثيراً من أبناء حلب قدموا أوراق ترشحهم في مناطق إقامتهم في الساحل السوري، ما يُعتبر خرقاً واضحاً لشروط الترشح.
وعلى الرغم من أن اللاذقية احتلت المركز الثاني، بعد حمص، مع عدد ترشيحات تجاوز 1600 مرشح، إلا أن المزاج العام للشارع المؤيد يتجه نحو مقاطعة الانتخابات. فـ”حزب البعث” سيقوم بتحديد قوائم الفائزين، لمرشحيه ومرشحي “الجبهة الوطنية التقدمية”، بناء على توجيهات أمنية تراعي التوزيع الطائفي والمناطقي. و”الجبهة التقدمية” هي تجمع لأحزاب شيوعية وناصرية مرخصة منذ العام 1971، وفعلياً هي آخر الأموات، الذين يحافظ النظام على بقائهم قيد الإنعاش. أما “جمعية البستان” الخيرية التابعة لرامي مخلوف، ابن خال بشار، فستقوم بتحديد اسماء الناجحين المستقلين، بالاعتماد على المعايير ذاتها. وتلك الأمور باتت تقال علناً، ولم تعد تعتبر سرية إطلاقاً.
وتذهب التوقعات إلى مشاركة البعثيين والموظفين والنازحين في مراكز الإيواء، بالاقتراع لاعتبارات ومصالح شتى، بينما ستبقى عامة الشعب على الحياد.
النظام تنبه للحالة العامة لمؤيديه؛ صحيح أنه لم يلتفت يوماً لرأيهم، لكن صوتهم بدأ يعلو، خاصة في مواقع التواصل الاجتماعي، عبر استخفافهم بالحدث، والحديث عن انعدام قيمة صوتهم في انتخابات تضع نتائجها المسبقة لجان أمنية.
وعلل الكثير من المؤيدين حماسهم لانتخابات دورة 2012، بسبب حداثة “الأزمة” واعتبار المشاركة فيها واجباً لإثبات “الانتماء إلى الوطن”. الخيبات الكثيرة التي تعرض الموالون لها، واليقين بأن الأزمة لم تغير شيئاً في طريقة حكم البلاد، رغم الدماء الكثيرة التي قدموها، جعل استقبالهم لموضوع الانتخابات الحالية بارداً بعض الشيء. ما دفع النظام لإطلاق حملات توعية للتحفيز على ضرورة المشاركة، واعتبارها اثباتاً على “الولاء وحب الوطن وقائده”. وعلى الرغم من تكثيف هذه الحملات، إلا أن الاستجابة لها تبدو ضعيفة، خاصة في الأرياف التي خسرت الكثير من ابنائها “دفاعاً عن الوطن”، ولم تجد في المقابل سوى الإهمال والتذمر من أعضاء مجلس الشعب أنفسهم.
الاستياء من إعلان 13 نيسان/إبريل، موعداً لانتخاب أعضاء مجلس الشعب، وفق مرسوم جمهوري، طالت انعكاساته السلبية “الحليف” الروسي المتواجد عسكرياً على الأراضي السورية. فالروس أبدوا تحفظاً في البداية على إعلان موعد للانتخابات التشريعية. ثم عاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورفض أن تكون دعوة بشار الأسد لإجراء الانتخابات البرلمانية “عرقلة لجهود عملية السلام في البلاد”.
وكانت وكالة الأنباء الرسمية السورية “سانا” قد اجتزأت حديثاً مع نائب رئيس مجلس الدوما الروسي سيرغي جيليزنياك، لإظهار دعمه للعملية الانتخابية. وكانت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، قد أشارت بعد أيام من إعلان بشار موعد الانتخابات، إلى تمسك روسيا بالاتفاقات الخاصة بمضمون ومراحل عملية التسوية السياسية للأزمة السورية ومراعاة القرارات الدولية المرتبطة بهذا الشأن. وأكدت زاخاروفا على أن الانتخابات في سوريا يجب أن تجرى بالاتفاق بين النظام والمعارضة، بعد تبني دستور جديد للبلاد.
فعلياً، لا يمكن تبين الموقف الروسي الحقيقي، حتى موعد الانتخابات. ففي دورة الانتخابات البرلمانية السابقة 2012، شارك الروس بشكل كبير في مراقبة العملية الانتخابية، والترويج لشرعية النتائج ونزاهتها. وهو أمر من المتوقع تكراره هذه الدورة أيضاً، وفق معايير الروس في “النزاهة” و”الديموقراطية”.
المعارضة السورية ترفض فكرة اقامة دولة فدرالية
أ. ف. ب.
أكدت المعارضة السورية رفضها لفكرة الفدرالية في سوريا، معتبرة اياها مقدمة “لتقسيم” البلاد، وفق ما اعلن المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب الاثنين.
وشدد حجاب في مؤتمر عبر الهاتف من الرياض مع مجموعة من الصحافيين بينهم صحافية من وكالة فرانس برس على ان “وحدة سوريا هي خط احمر”.
وقال ردا على سؤال حول تطبيق الفدرالية “هذه المسألة غير قابلة للنقاش” معتبرا ان “فكرة الفدرالية هي مقدمة للتقسيم في سوريا وهي غير مقبولة اطلاقا”.
واضاف “اتفقنا على فكرة اللامركزية الادارية في سوريا” في اشارة الى المؤتمر الذي عقدته اطياف واسعة من المعارضة السورية السياسية والعسكرية في الرياض في كانون الاول/ديسمبر والذي نتج عنه تشكيل الهيئة العليا للمفاوضات.
وتأتي مواقف حجاب الاثنين بعد اسبوع على اعلان مسؤول روسي ان فكرة الفدرالية في سوريا ممكنة في حال كانت تسمح بالحفاظ على وحدة البلاد وتحظى بموافقة الاطراف المتنازعة.
وقال سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي في 29 شباط/فبراير وفق تصريحات نقلتها وكالة انباء “ريا نوفوستي” الروسية “لا يمكنني تقييم حظوظ انشاء جمهورية فدرالية في سوريا لان المسار الذي ينبغي ان يؤدي الى تحديد مستقبل سوريا لم يبدأ بعد”.
واضاف “لكن اذا توصل المشاركون بعد المفاوضات والمشاورات حول مستقبل سوريا الى استنتاج مفاده ان هذا النموذج يناسبهم وسيحافظ على وحدة سوريا وعلمانيتها واستقلالها وسيادتها، فمن سيتمكن من الاعتراض على ذلك؟”.
وتصاعد نفوذ الاكراد مع اتساع رقعة النزاع في سوريا في العام 2012 مقابل تقلص سلطة النظام في المناطق ذات الغالبية الكردية. وبعد انسحاب قوات النظام تدريجيا من هذه المناطق، اعلن الاكراد اقامة ادارة ذاتية موقتة في ثلاث مناطق في شمال سوريا.
ويريد الاكراد، الذين اثبتوا فاعلية في التصدي لتنظيم الدولة الاسلامية في شمال وشمال شرق سوريا بدعم من قوات التحالف الدولي، تحقيق حلم طال انتظاره بربط مقاطعاتهم الثلاث، الجزيرة (الحسكة) وعفرين (ريف حلب الغربي) وكوباني (ريف حلب الشمالي)، من اجل انشاء حكم ذاتي عليها على غرار كردستان العراق.
حجاب: سنقرر قريبا موقفنا من مفاوضات جنيف
قال منسق الهيئة العليا للتفاوض رياض حجاب إن الهيئة ستقرر في غضون الأيام القليلة المقبلة إذا كانت ستتوجه إلى جنيف للمشاركة في مفاوضات مقررة الخميس، لافتا إلى أن انتهاكات النظام وروسيا للهدنة تدفعهم لإعادة النظر في المشاركة، بينما جددت وزارة الدفاع الروسية التزامها بالهدنة.
وأضاف حجاب -الذي يرأس أكبر مظلة سياسية للمعارضة السورية- في حديث للصحفيين أن قوات النظام المدعومة بضربات جوية روسية ارتكبت مذبحة بحق عشرات المدنيين بريف حلب اليوم الاثنين، مبينا أن انتهاكات النظام لاتفاق وقف إطلاق النار تدفع المعارضة لإعادة النظر في ما إذا كان ينبغي لها حضور جولة محادثات للسلام في جنيف.
وأوضح حجاب قائلا “نقيّم الوضع بعد أسبوعين من الهدنة ونتشاور مع القادة العسكريين وغيرهم، ونحتاج ظروفا مواتية قبل استئناف المحادثات”. علما بأن الهدنة التي بدأ سريانها بعد منتصف ليل الجمعة 27 فبراير/شباط ستستمر أسبوعين حسب نص الاتفاق.
في المقابل، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف إن بلاده التزمت بشكل عام باتفاق “وقف الأعمال العدائية” في سوريا، مضيفا أن الطائرات الروسية مستمرة في قصف أهداف تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية، وأنها لا تقصف المجموعات المؤيدة للاتفاق.
وأفاد كوناشينكوف بأن روسيا قدمت للأمم المتحدة قائمة بالمناطق السورية التي تحتاج للمساعدات الإنسانية، معربا عن استعداد بلاده للتعاون من أجل تأمين وصول المساعدات.
تصريحات ومواقف
وكان رئيس وفد المعارضة السورية إلى مفاوضات جنيف أسعد الزعبي أكد للجزيرة اليوم أن المعارضة لم تقرر بعد مسألة المشاركة بجنيف، مشددا على تمسكها بشرط أن تبدأ المفاوضات ببحث تشكيل هيئة حكم انتقالي كامل الصلاحيات مع رحيل بشار الأسد من السلطة.
وسبق أن نقلت وسائل إعلام عن المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات رياض نعسان آغا قوله إن الوفد سيتوجه إلى جنيف للمشاركة في المفاوضات، وإن المعارضة تريد بدء المفاوضات الخاصة بسلطة الحكم الانتقالي على الفور، كما نسبت إليه القول إن المعارضة لاحظت تراجع انتهاكات وقف إطلاق النار في اليومين الماضيين.
وعلق الزعبي على هذه التصريحات بالقول إن آغا تحدث عن تراجع في خروق في الهدنة، وهو أحد الالتزامات التي تهيئ الأجواء للتفاوض، مضيفا أن هناك مطالب أخرى لم تنفذ بعد، مثل إطلاق المعتقلين من المسنين والأطفال والنساء، وإيصال المساعدات لجميع المناطق، وفك الحصار عنها.
وكان المبعوث الأممي إلى سوريا ستفان دي ميستورا أوضح في مقابلة صحفية السبت أن المفاوضات ستكون عبارة عن “لقاءات غير مباشرة”، وأن ممثلي المجتمع الدولي لن يشاركوا مباشرة.
وأضاف أن الأجندة واضحة، وهي “أولا مناقشات للوصول إلى حكومة جديدة، وثانيا دستور جديد، وثالثا انتخابات برلمانية ورئاسية خلال 18 شهرا”، مبينا أن السوريين وليس الأجانب هم الذين يقررون مصير الأسد.
من جانبه، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن انتهاكات للهدنة المعلنة في سوريا وقعت من طرف النظام وروسيا، مضيفا أن الالتزام بها سيمهد الطريق لهيئة انتقالية ومستقبل لسوريا بعيدا عن الأسد.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد أمس في مكالمة هاتفية مع نظيره الأميركي جون كيري ضرورة تجنب تأخير إطلاق المحادثات السورية، وأشادا بتراجع أعمال العنف هناك.
المعارضة السورية: قرار المشاركة في جنيف لم يحسم بعد
حجاب أكد رفض الاقتراح الروسي بـ”فدرلة” سوريا
دبي – العربية.نت
في الوقت الذي تبدي فيه الأطراف الدولية، لاسيما روسيا والولايات المتحدة، تفاؤلاً حذراً حول نجاح الهدنة في سوريا والمفاوضات المفترض انعقادها الأسبوع المقبل في جنيف، أعلن المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات السورية، سالم المسلط، في اتصال مع “الحدث”، أن لا قرار نهائياً بعد بالمشاركة في المفاوضات، مؤكداً أن هناك بعض الشروط الواجب توفرها قبل المشاركة، منها فك الحصار عن المدن وغيرها من المواضيع الإنسانية.
في المقابل، نقلت وكالة رويترز عن رياض نعسان آغا، متحدث آخر باسم الهيئة العليا للتفاوض، الاثنين، أن الهيئة ستذهب للمحادثات التي تسعى الأمم المتحدة لعقدها في جنيف، وتريد البدء في المفاوضات المتعلقة بهيئة الحكم الانتقالي على الفور.
وقال آغا “توجهاتنا هي الذهاب إن شاء الله”. وأضاف “نحن نريد أن ندخل في مفاوضات مباشرة في موضوع هيئة الحكم الانتقالي”. وأوضح أن انتهاكات اتفاق وقف إطلاق النار من جانب الحكومة السورية وحلفائها تراجعت خلال اليومين الماضيين.
المعارضة السورية وقرار المشاركة في الأيام المقبلة
من جهته، شدد منسق الهيئة العليا السورية للتفاوض، رياض حجاب، على أن الاقتراح الروسي بشأن سوريا اتحادية أو فيدرالية في المستقبل غير مقبول على الإطلاق.
أما على صعيد مفاوضات جنيف فأكد أن الهيئة العليا للتفاوض ستقرر في غضون الأيام القليلة المقبلة ما إذا كانت ستتوجه إلى جنيف. وأضاف نقيّم الوضع بعد أسبوعين من الهدنة، ونتشاور مع القادة العسكريين وغيرهم، ونحتاج إلى ظروف مواتية قبل استئناف المحادثات، لافتاً إلى تشكيل هيئة الحكم الانتقالي على رأس جدول أعمال محادثات جنيف.
كما شدد على ضروة أن يرحل الأسد في بداية المرحلة الانتقالية.
وقال حجاب: “هجمات القوات الروسية والسورية قتلت العشرات في حلب”.
وأضاف أن خريطة وزارة الدفاع الروسية عن مواقع الجماعات المسلحة لا تتفق مع الواقع وقد تمثل انتهاكا للهدنة.
بايدن: الحل السياسي طريق إنهاء العنف بسوريا
أبوظبي – فرانس برس
اعتبر نائب الرئيس الأميركي جو بايدن أن الحل السياسي هو “الطريق الوحيد” لوضع حد للعنف في سوريا، مقرا في الوقت نفسه بصعوبة التوصل لهذا الحل، وذلك في مقابلة مع صحيفة إماراتية نشرت الاثنين، تزامنا مع بدئه جولة إقليمية انطلاقا من أبوظبي.
وقال بايدن لصحيفة “ذا ناشونال” الصادرة بالإنجليزية “بقدر ما هو أمر صعب، علينا أن نواصل السعي للوصول إلى تسوية سياسية”.
وأضاف “نعمل حاليا لإعادة نظام الأسد والمعارضة إلى طاولة المفاوضات، لأنه في نهاية المطاف، لم يتغير الهدف. الحل السياسي بين الأطراف (المتنازعة) هو الطريق الوحيد لإنهاء العنف ومنح الشعب السوري الفرصة لإعادة بناء بلده”.
وتأتي تصريحات بايدن قبل أيام من جولة جديدة من المفاوضات مرتقبة هذا الأسبوع في سويسرا بين النظام السوري والمعارضة، بعد تعليق جولة تفاوضية الشهر الماضي من دون نتيجة تذكر.
وتضغط القوى الكبرى، خصوصا الولايات المتحدة وروسيا، لإنجاح المفاوضات التي تعقد بموجب قرار لمجلس الأمن الدولي ينص أيضا على وقف لإطلاق النار وتشكيل حكومة انتقالية في غضون 6 أشهر وتنظيم انتخابات خلال 18 شهرا، من دون التطرق إلى مصير الأسد الذي يشكل نقطة خلاف رئيسية بين أطراف النزاع.
وكرر وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، السبت، من باريس ضرورة رحيل الأسد مع بدء المرحلة الانتقالية. وكان المسؤول السعودي قال الشهر الماضي إن على الأسد أن يرحل سواء بحل سياسي أو عسكري.
خلاف إيراني – روسي حول “فدرلة” سوريا
صالح حميد – العربية.نت
كشف الرئيس الإيراني، حسن روحاني، عن وجود خلاف مع روسيا حول “فدرلة “سوريا، وقال “إن إيران تدافع عن وحدة سوريا وسيادة الدولة على كامل أراضيها”.
ووفقا لوكالة “فارس”، أكد روحاني في مؤتمر صحافي، أمس الأحد، ردا على سؤال بخصوص “الاقتراح الروسي” المتعلق بإقامة فيدراليات في سوريا، وجود خلاف بين بلاده وروسيا حول سوريا، مشددا على أن “التنسيق مع روسيا لا يعني أن طهران توافق على كل خطوة تقوم بها موسكو في سوريا”.
وأضاف “نتواصل مع روسيا، سواء هاتفيا أو عن طريق تبادل الوفود بين البلدين، وهدفنا الرئيس هو وقف الحرب، وأن يعود الشعب السوري إلى ممارسة حياته الطبيعية”.
وتابع روحاني “أبلغنا جميع الأصدقاء والجيران وروسيا والآخرين بصراحة، بأن سيادة بلدان المنطقة على أراضيها مبدأ يحظى بتأكيدنا، سواء فيما يتعلق بالعراق أو سوريا أو أي بلد في المنطقة، فالسيادة الوطنية ووحدة التراب أمر مهم بالنسبة لنا”.
وردا على سؤال حول مدى ثقة طهران بتحركات موسكو بسوريا قال “لا تخلقوا مشاكل بيننا وبين جارتنا روسيا”.
وكان نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، أعلن الأسبوع الماضي أن موسكو تأمل بأن يتوصل المشاركون في المفاوضات السورية إلى فكرة إنشاء جمهورية فيدرالية، وهو المطلب الذي يطالب به الأكراد.
واعتبر ريابكوف أن على السوريين وضع معايير محددة للهيكلة السياسية في سوريا المستقبل، تعتمد على الحفاظ على وحدة أراضي البلاد، بما في ذلك إمكانية إنشاء جمهورية فيدرالية.
من جهة أخرى، وصل مبعوث الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، مساء الأحد، إلى العاصمة الإيرانية طهران، تلبية لدعوة وجهها له نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان، حسب ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية “إرنا”.
ورجحت مصادر إيرانية أن مبعوث الرئيس الروسي سيلتقي في زيارته إلى طهران الرئيس الإيراني حسن روحاني، وسط خلافات حول موضوع تسليم طهران أنظمة صواريخ إس 300 الروسية، حيث أوقفت موسكو تنفيذ هذه الصفقة، حسب ما نقلت وكالة “نادي المراسلين الإيرانيين” أمس الأحد عن مصدر مطلع في وزارة الدفاع الإيرانية.
ووفقا للوكالة، أكد المصدر أن “وكالة روسية نشرت هذا الخبر، ونحن لسنا متأكدين من صحته”.
المعارضة السورية تتجه لاستئناف مفاوضات جنيف رغم تباين مواقف أعضائها
روما (7 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
كشفت مصادر في الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن مؤتمر الرياض للمعارضة السورية عن وجود تباين في وجهات النظر داخل الهيئة، بين مؤيد ورافض لاستئناف مفاوضات جنيف إن لم يحصل وقف كامل لإطلاق النار، بما فيها النيران الروسية
وأوضحت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن أعضاء الهيئة منقسمون بين موافق بشدة على المشاركة في مفاوضات جنيف بالظرف الراهن، وعلى رأسها هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي، التي ألمحت إلى أنها ستدرس إمكانية المشاركة بالمفاوضات منفردة إن رفضت الهيئة المشاركة، وبين رافض للمشاركة طالما لم يحصل وقف كامل لإطلاق النار يشمل النيران الروسية ضد لمعارضة السورية أيضاً
وأشارت المصادر إلى أن التوجّه العام للمشاورات بين أعضاء الهيئة هو التوجّه للمشاركة في المفاوضات التي دعا المبعث الأممي لسورية ستافان دي ميستورا لاستئنافها بين 9 و14 الشهر الجاري
من ناحية أخرى، ومع اقتراب موعد الجولة القادمة من المفاوضات، قال أحد الناطقين باسم الهيئة رياض نعسان آغا، إنها “تدرس تحديد موقفها حسب التطورات الراهنة في مدى الالتزام باتفاقية الهدنة وتقدم الجهود في المسار الإنساني، مع تقويم دقيق لما تجد الهيئة من دعم دولي لمسيرة التفاوض ولتنفيذ المسار الإنساني، وتكثيف الجهود لفك الحصار عن كل المواقع المحاصرة، وإطلاق سراح المعتقلين وبخاصة النساء والأطفال، وبدء توفير بيئة آمنة لعودة النازحين والمشردين”، وشدد على أنه لو وافقت الهيئة على المشاركة فإن موضوع التفاوض سيكون “طبقا لنص قرار مجلس الأمن2254، وهو تشكيل هيئة حكم انتقالية، ولن نقبل الخوض في قضايا خارج ما حدده القرار”، حسب تأكيده
ومن المقرر أن يصل وفد النظام السوري إلى جنيف في التاسع من الشهر الجاري، على أن تتوافد الوفود تباعاً بدءاً من ذلك التاريخ، بما فيها وفود مراقبة ومشاركة جانبية لتشكيلات مجتمع مدني وهيئات أهلية ومنظمات نسائية
روسيا تتخلى عن دعم حلفاء محسوبين على المعارضة السورية
روما (7 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
قالت مصادر في المعارضة السورية إن روسيا لم تعد تصرّ على دعوة بعض أعضاء وفد محسوب على المعارضة دعمته ليكون شريكاً في مفاوضات جنيف المرتقب استئنافها في التاسع من الشهر الجاري، وقالت إن هذا التحوّل يُفسّر بعدم وضوح في الرؤية الروسية تجاه تصنيفات المعارضة السورية.
وقالت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إن لديها معلومات بأن روسيا لم تعد متمسكة بدعوة قدري جميل رئيس جبهة التغيير والتحرير، وهو نائب رئيس وزراء سابق، ولا رندة قسيس رئيسة حركة المجتمع المدني، فيما تتمسك بدعوة صالح مسلّم رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري وآخرين معه من مجلس سورية الديمقراطي الذي يضم قوات كردية تسيطر على جزء من شمال سورية.
وأشارت المصادر إلى أن المبعوث الأممي لسورية ستافان دي ميستورا في الغالب سيتجاوب مع الرغبة الروسية ولن يوجّه دعوة لمن لم تعد موسكو تتمسك بهم خاصة وأن المعارضة السورية تعتبرهم “إشكاليين” وتقول إن سياساتهم “متطابقة” مع سياسات النظام.
وبدأ دي ميستورا توزيع الدعوات لممثلين عن المعارضة وممثلين عن النظام لاستئناف مفاوضات جنيف بين الطرفين بدءاً من التاسع من الشهر الجاري، وتصر الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن مؤتمر الرياض للمعارضة السورية أن يكون وفدها المفاوض هو الوفد الوحيد الذي يمثل المعارضة السورية. وترفض بالمطلق مشاركة الوفد الذي كانت موسكو تدعمه.
وكانت السلطات السويسرية قاطعت اجتماع لقدري جميل مع المبعوث الأممي وطالبته بمغادرة الأراضي السويسرية فوراً ورافقته للمطار بحجة وجود تهديدات أمنية، وأمهلت قسيس وبقية الوفد المرافق لهما 12 ساعة لمغادرة البلد دون أن يُعرف الخلفيات الحقيقية وراء الإجراءات السويسرية غير التقليدية هذه.
المرصد السوري: مقاتلون إسلاميون يهاجمون القوات الحكومية جنوبي حلب
بيروت (رويترز) – قال المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم الاثنين إن مسلحين إسلاميين هاجموا القوات الحكومية السورية وسيطروا على بعض المناطق في جنوب مدينة حلب.
وأضاف المرصد أن اشتباكات اندلعت بين القوات الحكومية وحلفائها وبين فصائل تضم جبهة النصرة ذات الصلة بتنظيم القاعدة وجماعة جند الأقصى بعدما هجوم لمسلحين قرب قرية العيس في ريف حلب الجنوبي.
(إعداد سامح البرديسي للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)
المعارضة السورية تقول انتهاكات الهدنة قد تعرقل محادثات السلام
جنيف (رويترز) – قال رياض حجاب منسق المعارضة السورية يوم الاثنين إن المعارضة ستحدد بنهاية الأسبوع الحالي إن كانت ستحضر محادثات السلام المقبلة في جنيف وقدمت شكوى للأمم المتحدة من استمرار الضربات الجوية الروسية برغم الهدنة.
وقال حجاب للصحفيين في مؤتمر عبر الهاتف إن القوات الحكومية السورية المدعومة بالقوات الجوية الروسية وجنود إيرانيين وفصائل مسلحة عراقية انتهكت بشكل متكرر وقف إطلاق النار المؤقت واستخدمت البراميل المتفجرة وغازات سامة.
وتنفي القوات المسلحة السورية دوما استخدام البراميل المتفجرة أو أسلحة كيماوية.
وقال حجاب إن قوات النظام السوري والقوات الجوية الروسية ارتكبت مذبحة في منطقة أبو الضهور بمحافظة إدلب قبل دقائق من المؤتمر الصحفي.
وأضاف حجاب أن عشرات الأشخاص قتلوا وأصيب عشرات آخرون.
وقال إن الهيئة العليا للتفاوض ستتشاور مع القادة العسكريين وغيرهم من القادة بشأن حضور المحادثات مضيفا أن المشاركة يلزمها وجود مناخ موات.
وأضاف عبر مترجم أن القرار سيصدر قبل نهاية الأسبوع.
وقال حجاب إنه بعث برسالة للأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون للشكوى بشأن خريطة بمواقع الجماعات المسلحة نشرتها وزارة الدفاع الروسية وقال إن الخريطة ليست دقيقة.
وأوضح حجاب أنه إذا أُخذت الخريطة على محمل الجد فإن هذا سيمثل انتهاكا صارخا لاتفاق وقف الأعمال القتالية.
وأضاف أن الهيئة ستبعث بممثل لها إلى جنيف في الأيام القليلة المقبلة لتقديم صورة دقيقة لقوة مهام معنية بوقف إطلاق النار تستضيفها الأمم المتحدة وترأسها الولايات المتحدة وروسيا.
وقالت روسيا إن ضرباتها الجوية تستهدف فقط الجماعات المحظورة التي ليست ضمن اتفاق وقف إطلاق النار مثل جبهة النصرة. وقال حجاب إن مواقع جبهة النصرة قريبة وليست متداخلة مع مواقع المعارضة.
وأوضح أنه إذا عقدت المحادثات فإنها ستناقش أولا تشكيل حكومة انتقالية وشدد على ضرورة رحيل الأسد بمجرد تشكيلها ومثوله أمام محكمة دولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب.
وتنص قرارات الأمم المتحدة على ضرورة إجراء انتخابات نزيهة تحت إشراف المنظمة الدولية خلال 18 شهرا دون تحديد مصير الأسد. لكن حجاب أصر على رفض مشاركة الاسد في الانتخابات.
وقال رياض حجاب إن الشعب السوري لن يقبل بوجوده أو وصوله لتلك المرحلة مؤكدا أن القتال لن يتوقف إلا إذا أُزيح عن السلطة.
كما رفض منسق المعارضة السورية اقتراحا روسيا بامكان توصل المحادثات إلى تشكيل كيان اتحادي لسوريا.
وقال حجاب إن أي ذكر (للنظام) الاتحادي الذي قد يمثل الاتجاه لتقسيم سوريا غير مقبول على الإطلاق.
(إعداد معاذ عبد العزيز للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)