أحداث الاثنين 09 حزيران 2014
غارات تقتل الأطفال… و«الائتلاف» يطالب بـ «تحييد» الطيران
لندن، انقرة، بيروت – «الحياة»، أ ف ب
قتل نحو عشرة اطفال بقصف جوي من قوات النظام السوري على مناطق عدة، منها غارة على شمال البلاد حيث قتلت عائلة من خمسة بينهم طفل عمره ستة اشهر، في وقت طالب «الائتلاف الوطني السوري» المعارض مجلس الامن باصدار قرار لـ «تحييد سلاح الجو» التابع لنظام الرئيس بشار الاسد.
وقال «المرصد السوري لحقوق الانسان» امس ان عائلة كاملة «قتلت في قصف الطيران الحربي لبلدة تل رفعت شمال مدينة حلب»، مشيراً الى مقتل الوالدين واطفالهما الاربعة الذين تبلغ اعمارهم «عشر سنوات وست سنوات وسنتين وستة اشهر»، خلال هذه الغارة التي استهدفت البلدة الخارجة عن سيطرة قوات النظام.
وأشار مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن: «ان جيش بشار الاسد يدعي محاربة «الارهابيين» (اللقب الذي يطلقه النظام على المعارضين المسلحين)، هل يمكن لرضيع عمره 6 اشهر ان يكون ارهابياً؟».
وافاد «المرصد» ايضا بان «الطيران الحربي قصف امس مناطق في أطراف قرية تل شعير في الريف الشمالي، بالتزامن مع سقوط برميلين متفجرين من الطيران المروحي ما أدى الى مقتل خمسة مواطنين».
وفي ريف ادلب بين حلب واللاذقية غرباً، بث نشطاء صوراً لانتشال جثث بينهم اطفال بعد غارة على بلدة احسم في جبل الزاوية. وقالت مصادر انه ارتفع الى ثلاثة عدد الاطفال الذين قضوا جراء غارة من الطيران الحربي على محيط جامعة ايبلا الخاصة شمال بلدة سراقب.
في ريف دمشق، وبحسب «المرصد»، «ارتفع الى 6 بينهم طفل عدد الشهداء الذين قضوا جراء قصف قوات النظام على مدينة دوما… ارتفع الى 8 بينهم مواطنة عدد القتلى الذين قضوا جراء قصف لقوات النظام بصاروخ يعتقد أنه من نوع أرض – أرض، على منطقة في بلدة تسيل في درعا» بين دمشق وحدود الاردن.
في موازاة ذلك، قال «الائتلاف» في بيان انه «يطالب مجلس الأمن الدولي بعقد اجتماع عاجل واتخاذ قرار ملزم يضمن تحييد سلاح الجو الذي يستخدمه نظام الأسد في قتل المدنيين في شكل عشوائي ونشر الفوضى والدمار في المناطق السكنية المأهولة الخارجة عن سيطرته» في شمال سورية وشمالها الغربي وقرب دمشق وجنوب سورية. واضاف انه «لافائدة» من محاولات تفعيل قرار مجلس الأمن الرقم 2139 الخاص بالمساعدات الانسانية «في ظل استمرار هذا القصف العشوائي الذي يهدد حياة السوريين كل لحظة، وعليه فإننا نطالب مجلس الأمن باتخاذ قرار واضح وجاد يضمن تحييد سلاح الجو التابع لنظام الأسد في شكل عاجل وكامل».
سياسيا، يتوقع ان يكون الموضوع السوري على اجندة محادثات الرئيس الايراني حسن روحاني في انقرة اليوم، علما ان البلدين يختلفان كليا ازاءه. وقال نائب رئيس «حزب العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا ياسين أقطاي: «أحد الموضوعات التي سنبحثها مع روحاني هو موقف ايران فيما يتعلق بالحرب الأهلية السورية. وسياسة إيران في شأن سورية لن تفيدها».
في لاهاي، اعلنت منظمة حظر الاسلحة الكيماوية ان احدى السفينتين اللتين تحملان اسلحة كيماوية سلمتها سورية ابحرت امس لنقل هذه الاسلحة الى فنلندا والولايات المتحدة حيث سيتم تدميرها. وقالت المنظمة في بيان ان «السفينة النروجية تايكو التي تشارك في العملية البحرية الدولية لنقل الاسلحة الكيماوية السورية ابحرت اليوم (امس) الى فنلندا والولايات المتحدة لتسليم حمولتها من الاسلحة الكيمياوية بهدف تدميرها في هذين البلدين». واكدت المنظمة التي مقرها في لاهاي ان هذا الابحار «تم انسجاما مع برنامج السفينة تايكو الزمني وقد تم ابلاغ الامر الى منظمة حظر الاسلحة الكيماوية».
وقال المدير التنفيذي للمنظمة احمد اوزمجو: «لا نزال نركز على اخر كميات الاسلحة الكيماوية داخل الاراضي السورية، ونحض السلطات السورية على انجاز تسليمها في اسرع وقت»، ذلك في اشارة الى الـ 7.2 في المئة من الترسانة الكيماوية لاتزال في سورية، ويجب ان تشحن الى خارج البلاد قبل مهلة 30 الشهر الجاري بموجب القرار 2118 الذي بني على تفاهم روسي – اميركي خريف العام الماضي.
روحاني يهنئ الأسد: سورية تسير نحو السلام
دمشق – أ ف ب
تلقى الرئيس السوري بشار الاسد برقية تهنئة بإعادة انتخابه من نظيره الايراني حسن روحاني يعبر فيها عن “ثقته التامة” بأن سورية تسير في طريق السلام والاستقرار والوحدة الوطنية، وفق ما أفادت الرئاسة السورية. وذكرت صفحة الرئاسة على موقع “فايسبوك” ان الاسد تلقى برقية تهنئة روحاني لمناسبة فوزه بالانتخابات الرئاسية. واعتبر روحاني أن نتائج الانتخابات “أظهرت ثقة الشعب السوري بالرئيس الأسد وعزمه للسير نحو الاستقرار والأمن والوفاق الوطني”، معرباً عن ثقته التامة أن “سورية بحكمة الرئيس الأسد تسير في طريق السلام والاستقرار والوحدة الوطنية، وستتجاوز بسلام هذه الأزمة التي فرضت عليها، وستواصل من خلال المزيد من المشاركة الشعبية السير بقوة على طريق الوفاق الوطني وبناء اقتصادها”. واكد روحاني في برقيته “أن إجراء هذه الانتخابات بنجاح جسّد إرادة الشعب السوري المقاوم لتعزيز حضوره على الساحة السياسية وتقرير مصيره”، مشدداً على ان “هذا الحدث المهم هو خطوة واعدة على طريق سيادة الشعب”.
وفي سياق منفصل، دعا رئيس الوزراء القطري الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة ال ثاني اليوم مجلس الامن الى “فرض وقف لاطلاق النار في سورية”، ووضع حد للنزاع، الذي قال انه يشكل “خطراً حقيقياً” على وحدة سورية.
الأسد يصدر عفواً عاماً عن الجرائم المرتكبة قبل 9 حزيران
دمشق – أ ف ب
أصدر الرئيس السوري بشار الاسد اليوم عفواً عاماً عن الجرائم المرتكبة قبل تاريخه، بحسب التلفزيون السوري الرسمي.
وذكر التلفزيون في شريط اخباري عاجل ان “الرئيس الاسد يصدر المرسوم التشريعي الرقم 22 للعام 2014 القاضي بمنح عفو عام عن الجرائم المرتكبة قبل تاريخ 9 حزيران (يونيو) 2014”.
ونقل التلفزيون عن وزير العدل نجم الاحمد ان “مرسوم العفو جاء في اطار التسامح الاجتماعي واللحمة الوطنية ومتطلبات العيش المشترك وعلى خلفية الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري في كل الميادين”.
“المرصد السوري”: 45 قتيلاً في معارك بين “داعش” والمعارضة المسلحة
بيروت – أ ف ب
قتل 45 مقاتلاً على الأقل في اشتباكات بين عناصر من تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش) ومقاتلين من كتائب في المعارضة المسلحة بينهم “جبهة النصرة”، ذراع تنظيم القاعدة في سورية، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان اليوم.
وجاء في بريد الكتروني للمرصد: “ارتفع الى 45 عدد المقاتلين الذين لقوا مصرعهم أمس خلال اشتباكات في خشام وفي جنوب بلدة الصور بالريف الشرقي لدير الزور وفي جنوب غربي مدينة الزور، بين من جهة ومقاتلي الكتائب الإسلامية و”جبهة النصرة” من جهة اخرى”.
واشار الى ان بين القتلى “17 مقاتلاً من الكتائب و28 مقاتلاً على الأقل من الدولة الإسلامية، معظمهم من جنسيات عربية وأجنبية”.
وقال المرصد ان “الاشتباكات العنيفة التي تدور منذ ليل امس ادت الى سيطرة “” على بلدة خشام بالكامل صباح اليوم”.
ويسعى تنظيم “داعش” الى اقامة “دولته” في المنطقة الممتدة من الرقة شمالاً الى الحدود السورية العراقية في الشرق حيث يمكنه التواصل مع عناصر التنظيم نفسه داخل العراق، بحسب ما يقول خبراء ومعارضون.
الإبراهيمي: سورية ستتحول إلى “صومال 2”
برلين – أ ف ب
حذّر الوسيط العربي والدولي السابق في سورية، الأخضر الإبراهيمي، من “صومال ثانية” في سورية، ومن “انفجار كامل المنطقة” المحيطة بها، إذا لم يتمّ التوصل إلى حلّ.
وقال الإبراهيمي، في مقابلة لأسبوعية دير شبيغل الألمانية، إن “سورية ستتحوّل إلى صومال ثانية. لن نشهد تقسيماً للبلاد كما يتكهّن كثيرون، بل إن سورية ستتحوّل إلى دولة مفككة يسود فيها أمراء الحرب”.
وأضاف “على الأمد البعيد، المنطقة بأسرها ستنفجر إذا لم يتم التوصل إلى حلّ. هذا النزاع لا يقف عند سورية، إنه يزعزع أصلاً استقرار لبنان”.
واستقال الإبراهيمي في أيار (مايو) الماضي، من مهمته، بعد أقل من عامين من الجهود غير المجدية لإنهاء النزاع.
ووجّه الإبراهيمي أصابع الاتهام إلى “تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش) الإسلامية المتطرفة. وقال إن داعش “ناشطة في العراق وسورية. الأردن يعاني للحفاظ على تماسكه، والأمر ذاته بالنسبة لتركيا. وفي الأشهر الثلاثة الأخيرة نفّذ مقاتلو داعش مئة اعتداء في سوريا، وألفاً في العراق”.
كما حذّر الإبراهيمي الحكومات الغربية من “مخاطر” هذه الحرب عليها، وقال “هناك ما بين 500 و600 فرنسي، وإجمالاً العدد ذاته من البريطانيين. وهناك آلاف الرعايا غير السوريين يحاربون هناك”.
وأضاف “يا إلهي كلّ هؤلاء الناس يتدرّبون في سورية، ويعتقدون أن مهمتهم إقامة دولة إسلامية في العالم. هذا تهديد كبير لكم، أليس كذلك؟”.
محافظ حمص ينفي لـ«السفير» حصول اتفاق في الوعر
الإبراهيمي: المسلحون هاجموا خان العسل بـ«الكيميائي»
حذّر المبعوث الأممي السابق إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي من «صومال ثانية» في سوريا ومن «انفجار كامل المنطقة» المحيطة بها إذا لم يتم التوصل إلى حلّ، محمّلا، للمرة الأولى، المعارضة المسلّحة مسؤولية شن هجوم بأسلحة كيميائية في حلب، مشيراً إلى أن إسرائيل أكبر المستفيدين من الحرب السورية، بعد إزالة ترسانة الأسلحة الكيميائية.
في هذا الوقت، نفى محافظ حمص طلال البرازي لمراسل «السفير» في دمشق زياد حيدر حصول أي اتفاق مع المعارضة المسلّحة في حي الوعر أو قرى وبلدات ريف حمص الشرقي، مشيراً إلى أن الاتصالات قائمة بين الطرفين المعنيين، لكن من دون نتائج فعلية حتى الآن.
وأمس بثّت وسائل إعلام مقرّبة من السلطة السورية أخباراً عن تقدم في المفاوضات، إضافة إلى أخبار التوصل لاتفاقي وقف للإطلاق النار في الدار الكبيرة وتيرمعلة، إلا أن البرازي نفى حصول مثل هذا الاتفاق، مشيراً إلى أن «أجواء التسويات والمصالحات مع كل من الدار الكبيرة وتيرمعلة موجودة، لكنها لم تصل إلى مستوى اتفاق على وقف إطلاق النار».
وقال مصدر مشارك في عملية التفاوض الجارية حاليا لـ«السفير» إن ما يمكن أن يقال عن تسوية الوعر هي أنها تتقدم بهدوء، وأن «الجهات المعنية تحاول إبقاء هذا التقدم بعيداً عن تأثيرات وسائل الإعلام، خشية من حصول إعاقات».
وحذّر الإبراهيمي، في مقابلة مع مجلة «در شبيغل» الألمانية نشرت أمس، من أن سوريا ستتحول إلى «صومال ثانية. لن نشهد تقسيماً للبلاد كما يتكهن كثيرون، بل أن سوريا ستتحول إلى دولة مفككة يسود فيها أمراء الحرب». وأضاف «على الأمد البعيد، المنطقة بأسرها ستنفجر إذا لم يتم التوصل إلى حلّ. هذا النزاع لا يقف عند سوريا، إنه يزعزع أصلاً استقرار لبنان حيث يوجد حوالي 1.5 مليون لاجئ، وهو ما يمثل ثلث القاطنين فيه».
واعتبر الإبراهيمي، الذي استقال من مهمته في أيار الماضي، أن الكثير من الدول أساء تقدير الأزمة السورية حيث توقعوا انهيار حكم الرئيس بشار الأسد مثلما حدث مع بعض الزعماء العرب الآخرين، وهو خطأ تسببوا في تفاقمه بدعم «جهود الحرب بدلا من جهود السلام».
وقارن الإبراهيمي بين سوريا الآن وأفغانستان تحت حكم حركة «طالبان» في الفترة التي سبقت هجمات 11 أيلول العام 2001 على الولايات المتحدة. وقال «لم يكن لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أي مصلحة في أفغانستان، وهي دولة صغيرة فقيرة وبعيدة. قلت ذات يوم إن الوضع سينفجر في وجوهنا. (الوضع في) سوريا أسوأ بكثير».
وأعرب الإبراهيمي عن اعتقاده بان المعارضة المسلحة استخدمت أسلحة كيميائية في أحد الهجمات في حلب في آذار العام 2013. وقال «من القدر اليسير الذي أعرفه، يبدو أنه في خان العسل في الشمال حيث استخدمت الأسلحة الكيميائية للمرة الأولى، يوجد احتمال أن المعارضة استخدمتها. وفي هجوم الغوطة في 21 آب العام 2013 فإن الغرب وربما كل الناس في المنطقة يحمّلون النظام مسؤولية الهجوم».
واعتبر الإبراهيمي أنه يجب على السعودية وإيران «أن تشرعا، ليس في بحث كيفية مساعدة الأطراف المتحاربة، وإنما في كيفية مساعدة الشعب السوري وجيرانه».
ورفضت السعودية مقابلة الإبراهيمي ما جعل مهمته في تحقيق توافق في الرأي شبه مستحيلة. وقال «أعتقد أنه لم يعجبهم ما كنت أقوله عن تسوية سلمية ومن خلال التفاوض مع تنازلات من الطرفين. أنا لم أسمع هذا الأمر منهم مباشرة».
وحول من يهيمن على المجموعات المسلحة، قال الإبراهيمي «المعارضة مشرذمة جداً، وحتى الجيش الحر مشرذم أيضاً. لكن الجميع يعرف أن الدولة الإسلامية في العراق والشام غير مهتم بسوريا. إنه يريد إقامة نظام جديد في المنطقة»، مضيفا أن التنظيم «ناشط في العراق وسوريا. الأردن يعاني للحفاظ على تماسكه والأمر ذاته بالنسبة لتركيا. وفي الأشهر الثلاثة الأخيرة نفّذ مقاتلو داعش مئة اعتداء في سوريا وألفا في العراق».
وعما إذا كان النزاع في سوريا يمثل تهديداً لإسرائيل، قال الإبراهيمي «إسرائيل سعيدة جداً. إذا ذهب بشار فهذا أمر جيد. يتم إضعاف سوريا، وكانت الأسلحة الكيميائية تمثل نوعا من التوازن الإستراتيجي، وقد أزيل هذا الأمر. شكراً جزيلا لك. لا تقلق عليهم».
وحذّر الحكومات الغربية من مخاطر هذه الحرب عليها، موضحاً «هناك ما بين 500 و600 فرنسي، وإجمالا العدد ذاته من البريطانيين. وهناك آلاف الرعايا غير السوريين يحاربون هناك». وقال «يا إلهي كل هؤلاء الناس يتدربون في سوريا، ويعتقدون أن مهمتهم إقامة دولة إسلامية في العالم، بدءا من برلين. هذا تهديد كبير لكم، أليس كذلك؟».
(«السفير»، رويترز، ا ف ب)
«داعش».. حرب واحدة في دولتين
عبد الله سليمان علي
محمد جمال
في ظرف عراقي منشغل إلى حد بعيد بمسألة تأليف الحكومة المقبلة، ووسط بيئة إستراتيجية هشة محيطة بالبلاد تفرضها تطورات الأزمة السورية، نجحت الجماعات المتشددة، وعلى رأسها تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش)، في الأيام الأخيرة، في القيام باستعراض للقوة فوق أجزاء من الأراضي العراقية، تمتد من محافظة صلاح الدين شرقاً مروراً بمحافظة نينوى في شمال البلاد وصولاً إلى محافظة الأنبار وعاصمتها الرمادي، في الغرب، في وقت شهدت فيه العاصمة العراقية بغداد ومحيطها موجة تفجيرات أسفرت عن وقوع عشرات الضحايا.
وكشفت العمليات المسلحة، التي شملت احتجاز طلاب جامعيين كرهائن في مدينة الرمادي، تنامي قوة هذه التنظيمات في بلد بات يعاني تحديات أمنية كبيرة، تغذيها صعوبة سير العملية السياسية.
وتأتي الهجمات الإرهابية التي يقودها «داعش» بالتزامن مع خوض التنظيم ذاته معارك كبيرة ضد من يسميهم «تحالف الصحوات والجولاني» في المنطقة الشرقية من سوريا، الأمر الذي يطرح تساؤلات جدية لا جواب عنها حالياً عن مدى قوة هذا التنظيم الذي يواصل القتال على مدى أشهر طويلة وعلى جبهات عدة من دون أن يفقد القدرة على شن هجمات كبيرة جديدة، وعلى ماذا يعتمد ومن هي الجهات والدول التي تدعمه كي يؤمّن لنفسه إمكانيات الاستمرار في ظل المعارك الكثيرة التي يخوضها ضد الجميع في كلا البلدين سوريا والعراق. (تفاصيل ص 14)
وتعليقاً على الأحداث الأخيرة، قال المحلل السياسي العراقي إحسان الشمري، في حديث إلى «السفير»، إنّ «ما يجري ليس إثبات وجود بقدر ما هو استعراض قوة ومحاولة لإسقاط هيبة الدولة وإثبات أن المؤسسة الأمنية عاجزة عن تقديم منجز على مستوى الملف الأمني»، مضيفاً أنّ «الأيام المقبلة صعبة جداً لتنظيم داعش وللمؤسسة الأمنية. إنه صراع الوجود».
بدوره، لم يستبعد الخبير العسكري حاتم الرفاعي شن الجماعات الجهادية هجمات مسلحة في مناطق أخرى من العراق على غرار ما حدث في الموصل وفي سامراء في الأيام الأخيرة. وقال لـ«السفير» إنّ «تنظيم داعش يملك حواضن قوية في كركوك وتكريت وديالى عدا خلاياه النائمة هناك، ومن السهل أن يستهدف أي موقع لضعف الجهد الاستخباري واتخاذ الإجراءات الاستباقية لإيقافه».
من جهته، اعتبر علي الحيدري، وهو المتخصص في الشؤون العسكرية، في حديث إلى وكالة الصحافة الفرنسية، أنّ تنامي قدرات «داعش» في البلاد سببه «نقص المعلومة الاستخبارية التي عادة ما يكون مصدرها بشري». ورأى أنّ «الشعور الطائفي غلب على الشعور الوطني، وفتح بالتالي لهؤلاء باب مناورات وفسحة ومرونة لاستهداف القوات الأمنية».
وفي السياق ذاته، رأى جون دريك، وهو المحلل الأمني في مجموعة «ايه كي اي» التي تتخذ من لندن مقراً، انه من الواضح أن «تنظيم داعش هو في موقف قوي جداً وقادر على الصمود ويفتح جبهة للقتال مع قوات الأمن».
وفي حديثه عن معاناة الجيش العراقي من قلة التدريب والتجهيزات، قال دريك إنّ «الولايات المتحدة التي تعد اكبر قوة في العالم واجهت تحديات كبيرة، فليس من العجب ان تواجه القوات العراقية هذه الصعوبات … إنهم يواجهون تحدياً كبيراً جداً».
من جانبه، قال كيرك سويل، وهو ناشر مجلة «انسايد ايراكي بوليتكس» ومقرها عمان، إنّ «العنف يُظهر بشكل واضح أن المتمردين اكثر قوة»، لكن السؤال لماذا «حافظوا على هذه القوة؟ ولماذا ليست القوات العراقية اكثر قوة للتعامل معهم؟».
وكانت المعارك، التي شارك فيها طيران الجيش، تفجرت يوم الخميس الماضي إثر اقتحام عناصر من «داعش» مدينة سامراء في محافظة صلاح الدين لساعات محدودة، قبل أن يعيد التنظيم نفسه تكرار المشهد، في اليوم التالي، في مدينة الموصل في محافظة نينوى المحاذية للحدود السورية، حيث تم اختراق جنوب المدينة وصولا إلى وسطها، لتتم السيطرة على أكثر من خمس مناطق، وتدور معارك عنيفة شارك فيها الطيران الحربي أيضاً.
وفي ظل صعوبة الحصول على حصيلة نهائية للمعارك، أفادت مصادر أمنية أنّ 59 شخصاً، على الأقل، من عناصر الشرطة والمسلحين قتلوا في مدينة الموصل. وأوضحت المصادر أنّ «21 شرطياً قتلوا في اشتباكات بين قوات الشرطة ومسلحي تنظيم داعش ظهر السبت (أمس الأول) في منطقة 17 تموز غرب الموصل»، مضيفة أنّ «38 من عناصر داعش قتلوا على يد قوات الأمن في منطقتين متفرقتين شرق المدينة». ويوم أمس، قتل سبعة عراقيين، على الأقل، في سقوط قذائف هاون على أحياء في غرب الموصل، بحسب مصدر أمني.
ووسط انشغال القوات العسكرية وقادتها بمعارك الموصل وقبلها سامراء، اقتحم مسلحون مبنى «جامعة الأنبار» في الرمادي في ساعة مبكرة من صباح أمس الأول، واحتجزوا الطلبة والأساتذة رهائن بعد قتل حراس الجامعة. وكان نحو ألف من الطلبة الذين كانوا يتواجدون في الفناء الخلفي والقسم الداخلي للمبنى تمكنوا بمساعدة قوات الأمن من فتح ثغرة في جدار والفرار إلى منطقة آمنة. لكن بقي عدد كبير من الطلبة والطالبات داخل الحرم الجامعي تحت سيطرة المسلحين قبل أن يتم تحريرهم، وفق ما أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية العراقية العميد سعد معن، فيما ذكرت مصادر محلية لـ«السفير» أنّ عدداً من المسلحين ما زالوا يختبئون في المبنى.
وفي حين بدا من التطورات في مختلف المناطق أنّ «داعش» يعتمد أسلوب شن الهجمات السريعة التي تحقق الضجيج الإعلامي المطلوب قبل وصول التعزيزات العسكرية، فإنّ الهجمات الانتحارية واستهداف المدنيين يشكل جزءاً كبيراً من عملياته. وفي هذا الصدد، أعلنت مصادر أمنية، أمس الأول، مقتل 60 شخصاً، على الأقل، في موجة هجمات بتفجير سيارات في أحياء في العاصمة العراقية بغداد، فيما ذكرت مصادر أخرى أنّ عدد الضحايا وصل إلى 25 قتيلاً، على الأقل، ونحو 80 جريحاً. ووصل عدد التفجيرات إلى 12 تفجيراً أعنفها في حي البياع في جنوب غرب بغداد.
وقتل 28 شخصاً، على الأقل، وأصيب نحو 80 في هجمات متفرقة في العراق، أمس، كان أعنفها هجوم مزدوج استهدف مقر حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني» في منطقة جلولاء الواقعة في محافظة ديالى. وكان مصدر عسكري كشف لـ«السفير» عن الحصول على «معلومات تفيد بأن تنظيم داعش يستعد لضرب مناطق في كركوك وتكريت وديالى وبغداد».
بغداد ـ محمد جمال
دمشق ـ عبدالله سليمان علي
«داعش» في سوريا والعراق: حرب ضد الجميع.. كيف يصمد؟
عبد الله سليمان علي
يشنّ الجيش العراقي منذ حوالي ستة أشهر حملة عسكرية ضخمة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش)، فيما لم يكتف الأخير بصد الهجوم من موقع الدفاع، بل عمد في الأيام الماضية إلى إطلاق ما أسماها سلسلة غزوات «ادخلوا عليهم الباب» استهدفت كلاً من مدينتي سامراء في محافظة صلاح الدين والموصل في نينوى. ويأتي ذلك بالتزامن مع خوض «داعش» معارك كبيرة ضد من يسميهم «تحالف الصحوات والجولاني» في المنطقة الشرقية من سوريا، الأمر الذي يطرح تساؤلات جدية لا جواب عنها حالياً عن مدى قوة هذا التنظيم الذي يواصل القتال على مدى أشهر طويلة وعلى جبهات عدة من دون أن يفقد إمكانية شن هجمات جديدة، وعلى ماذا يعتمد ومن هي الجهات والدول التي تدعمه كي يؤمّن لنفسه إمكانيات الاستمرار في ظل المعارك الكثيرة التي يخوضها ضد الجميع في كلا البلدين سوريا والعراق.
برغم أن «داعش» نشأ أساساً في العراق تحت مسمّى «دولة العراق الإسلامية»، إلا أنه منذ تمدده إلى سوريا وتحوله إلى «دولة الإسلام في العراق والشام» اتخذ من الأراضي السورية مركزاً رئيسياً له، بينما تراجعت أهمية العراق نظراً للظروف الميدانية، وترسخ هذا الانتقال مع سيطرة «داعش» على محافظة الرقة بكاملها بعد طرد الفصائل الأخرى منها قبل أشهر عدة، حيث تشير المعطيات إلى أنه يعتبر الرقة عاصمته الرئيسية، وباشر باتخاذ عدد من الإجراءات التي تثبت ذلك، مثل انتقال أهم قادته العسكريين أو الشرعيين أو الأمنيين إلى الرقة، وحتى افتتاح سفارات في الرقة لبعض الولايات التابعة له.
وتنظيمياً يعتبر «داعش» الأراضي التي يسيطر عليها في كل من سوريا والعراق أرضاً واحدة لدولة واحدة، وهو يخوض معاركه في كلا البلدين وفق هذه الرؤية المبنية على إستراتيجية «التمدد»، المصطلح الذي أصبح من أهم مبادئ التنظيم وأهدافه. لذلك كان طبيعياً أن تشهد الحدود بين سوريا والعراق تحركات كثيرة لعناصر التنظيم ذهاباً وإياباً حسب الحاجة وبما تقتضيه الضرورات التنظيمية والميدانية.
وهذه الرؤية هي التي تدفع «داعش» إلى الاستشراس غير المسبوق في خوض معاركه ضد «تحالف الصحوات الجولاني» في دير الزور بهدف السيطرة على المناطق الحدودية مع العراق بما يؤمن له خطوط الإمداد وسهولة التنقل بين «شقّي الدولة» لا سيما أنه يسيطر على مساحات واسعة من صحراء الأنبار المحاذية للحدود السورية.
وكأنّ الساحة السورية لم تكتف بكل التعقيد والتشابك الموجود فيها، حتى أضافت عليها إستراتيجية «التمدد» التي يتبعها «داعش» المزيد من التعقيد، مؤديةً إلى تداخل القوى والجهات المتحاربة في كلا البلدين. وتكفي هنا الإشارة إلى أن الجيش العراقي ليس وحده من يقف ضد «داعش» في العراق، فهناك أيضاً تنظيم «أنصار الإسلام» علماً أن هذا التنظيم أصبح له فرع في سوريا وتحديداً في ريف حلب، وثمة معلومات عن تعاون يجري بين «جبهة النصرة» وبين «أنصار الإسلام» سواء في سوريا أو في العراق للتنسيق في ما بينهما لمواجهة «داعش». وكان أبو ذر العراقي، وهو أمير «داعش» في مدينة الميادين في محافظة دير الزور وقع في أسر «النصرة» قبل إطلاق سراحه في شهر نيسان الماضي بصفقة بين الطرفين، قد ذكر في شهادة مسجلة أن المفتي العام لـ«النصرة» أبو ماريا القحطاني طلب منه التواصل مع قيادات «أنصار الإسلام» بهدف إعادة تأسيس فرع لـ«القاعدة» في العراق.
ويعزز من ذلك أن القحطاني أصدر منذ أسبوعين بياناً يعتذر فيه من «سنة العراق» عن الجرائم التي شارك فيها عندما كان قيادياً في «داعش»، وخصّ بالاعتذار «أنصار الإسلام»، ما يرجح من صحة فرضية التعاون بين الطرفين.
وبعد ستة أشهر من القتال على جبهات عدة من دون أن يتمكن أي طرف من إلحاق هزيمة به سواء في سوريا أم في العراق، أعلن «داعش» عن سلسلة «غزوات ادخلوا عليهم من الباب» في رسالة واضحة لمن يعنيه الأمر أنه ما زال قوياً، واللافت أن التنظيم استخدم للمرة الأولى في هجومه على سامراء الأسبوع الماضي أسلحة ثقيلة مثل المدافع، الأمر الذي يشير إلى أنه يملك السبل والطرق لنقل المعدات العسكرية من سوريا إلى العراق. ويشير هذا الأمر كذلك إلى أنّ التنظيم يشعر بفائض قوة في سوريا في مواجهة «الصحوات» في دير الزور بما يتيح له الاستغناء عن قسم من سلاحه وإرساله عبر الحدود إلى عناصره في العراق.
قطر تدعو لوقف إطلاق النار في سوريا حفاظا على وحدة البلاد
الدوحة- (أ ف ب): دعا رئيس الوزراء القطري الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة ال ثاني الاثنين مجلس الامن إلى فرض وقف لاطلاق النار في سوريا ووضع حد للنزاع الذي قال انه يشكل “خطرا حقيقيا” على وحدة سوريا.
وقال الشيخ عبدالله في افتتاح المنتدى الحادي عشر للولايات المتحدة والعالم الاسلامي في الدوحة انه “بات لزاما على المجتمع الدولي، خاصة مجلس الأمن، واجب التحرك العاجل والحاسم باصدار قرار بوقف اطلاق النار للحفاظ على امن وحماية الشعب السوري واستقرار المنطقة باسرها”.
واعتبر الشيخ عبدالله ان “الازمة السورية تشكل خطرا حقيقيا على وحدة سوريا الشقيقة”.
وتعد قطر من أبرز الداعمين للمعارضة السورية المسلحة.
وشدد رئيس الوزراء القطري على ان الوضع في سوريا “يتطلب تضافر جهود المجتمع الدولي للعمل على وقف اراقة الدماء وتشريد السوريين وتحقيق التطلعات المشروعة للشعب السوري”.
الائتلاف السوري المعارض: صفحة المالح على فيسبوك مزورة
علاء وليد- الأناضول: نفى هيثم المالح رئيس اللجنة القانونية في الائتلاف السوري المعارض، أن تكون الصفحة التي أوردت خبر التحضيرات لتشكيل تجمع سياسي جديد تابع للمعارضة على مواقع التواصل الاجتماعي عائدة له، واصفاً إياها بـ(المزورة).
وفي بيان أصدره الائتلاف، ووصل (الأناضول) نسخة منه الإثنين، أكد المالح عدم وجود أي علاقة له بالصفحة التي أوردت خبر تشكيل التجمع المعارض الجديد، مشيراً إلى أن المطلوب حالياً هو “تعزيز وتفعيل عمل الائتلاف السوري خاصة بعد حصوله على اعتراف سياسي ودبلوماسي من قبل دول كثيرة”.
ولم يبيّن المالح الصفحة الرسمية الممثلة له على مواقع التواصل الاجتماعي، إن وجدت.
وذكرت صفحة منسوبة لرئيس اللجنة القانونية للائتلاف هيثم المالح، على “فيسبوك”، الخميس الماضي، أن هناك تجمعا وطنيا جديدا للمعارضة سيعلن عن ظهوره قريباً وسيكون “بديلاً عن الائتلاف وأكثر تأثيراً منه على الأرض”.
ولفتت الصفحة التي حظت حتى اليوم الاثنين بـ5 آلاف مشترك، إلى أنه سيتم قريباً الإعلان عن اندماج الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بهذا التجمع.
وتمنت أن يكون التجمع الجديد على قدر المسؤولية الكبرى الملقاة على عاتق أعضائه الذين لم يسمّ أياً منهم، أو يقدم تفاصيل أكثر عنه.
إلا أن المالح نفى في وقت لاحق، عبر تصريحات له، أن تكون الصفحة التي تم الإعلان فيها للمرة الأولى عن التجمع الجديد عائدة له، أو أن يكون عضواً في ذلك التجمع، قبل أن يصدر اليوم بيان رسمي من االائتلاف بخصوص ذلك.
من جهة أخرى، نفى “المؤتمر الوطني السوري العام لاستقلالية القرار الوطني وتوحيد قوى الثورة” أن يكون كتجمع معارض جديد مزمع الإعلان عن تأسيسه قريباً ينوي القيام بـ”انقلاب” على الائتلاف السوري المعارض، مشيراً إلى أن هدفه “تصحيح المسار”.
وفي بيان أصدرته اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني السوري، وحصل “الأناضول” على نسخة منه من أحد أعضائها، أمس الأحد، أعلن التجمع الجديد أن هدفه الحقيقي ليس كما يتصور البعض تنفيذ انقلاب على الائتلاف والحكومة المؤقتة التابعة له وتهديد وجودهما، وانما هدفه هو “تصحيح المسار”.
ونفت اللجنة التحضيرية ما ذكرته بعض وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي حول أن أحد أعضاء الائتلاف سيرأس التجمع الجديد أو أن يكون الأخير النواة البديلة للائتلاف، كما نشر أحد أعضاء الائتلاف (في إشارة إلى المالح) بعض المعلومات على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” عن “المؤتمر الوطني”، قبل أن ينفي المالح ملكيته للصفحة.
وتأسس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” في العاصمة القطرية الدوحة، في نوفمبر/ تشرين الثاني 2012?، ليكون المظلة الأكبر للمعارضة السورية، وممثلها الأساسي في المؤتمرات والمناسبات الدولية، وحظى باعتراف الكثير من العواصم العربية “ممثلا شرعيا للشعب السوري”، وقررت عدد من الدول مؤخراً مثل أمريكا وبريطانيا وفرنسا اعتبار ممثليه “بعثات دبلوماسية” لديها.
«الائتلاف» يتهم الحكومة بإعدام 20 من مقاتلي حمص الذين خرجوا في اتفاق الهدنة
الغموض يكتنف مصير العشرات ممن سلموا أنفسهم للنظام السوري
حمص ـ «القدس العربي» من طارق الحمصي ومحمد دياب: أصدر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية يوم الجمعة الماضي بيانا اتهم فيه النظام بإعدام «قرابة 20 شخصا ونقل أكثر من 80 آخرين من مقاتلي حمص إلى فرع 235 (المعروف باسم فرع فلسطين) في دمشق، مشيرا إلى أن «هؤلاء المقاتلين كانوا قد سلّموا أنفسهم وخرجوا من أحياء حمص المحاصرة إلى حي الخضر بعد أن تم الاتفاق مع النظام على أن يطلق سراحهم حال تسليم أسلحتهم، وقد حدث ذلك قبل عقد الاتفاقية التي رعتها الأمم المتحدة حول إخلاء أحياء حمص الشهر الماضي، بحسب معلومات وصلت إلى الائتلاف من ناشطين في المدينة».
الناشط وليد الفارس قال لـ»القدس العربي» معلقاً» موضوع الاعتقال صحيح، وربما الاعدام ايضاً، ولكن لم يتم التأكد من الأمر الى الآن». وأضاف :»نحن رخيصون جدا عند العالم، والنظام يقوم بما يريد دون أن يتعرض الى أي ضغط من أي جهة كانت، مثلا الناشط الاعلامي عبيدة الأصم سلم نفسه من أجل التسوية واقتيد الى مدرسة الأندلس وفقد أثره من هناك، حتى عادت الأجهزة الأمنية وأخبرت عائلته بأنه قتل».
وليد الفارس أشار أيضا الى أن قيام النظام بتحويل الناشط الاعلامي خالد التلاوي الى سجن عدرا بعد أن قام هذا الأخير بتسليم نفسه من أجل تسوية أوضاعه فضلا عن بقاء عدد كبير من الناشطين محتجزين في مدرسة الأندلس منذ ما يقارب 3 أشهر ومنهم الناشط الاعلامي يزن الحمصي.
وأكد وليد الفارس لـ»القدس العربي» أنه لا يوجد رقم دقيق لعدد الذين سلموا أنفسهم للنظام من أجل التسوية ، كما لا يوجد رقم دقيق لعدد من بقي ومن أفرج عنه.
«القدس العربي» تحدثت الى ناشط سلم نفسه ضمن الدفعة الأولى ممن خرجوا من أحياء حمص القديمة، وفضل عدم الكشف عن نفسه حفاظا على سلامته الشخصية وسلامة أسرته في حمص، وقال»تم اقتيادي الى مدرسة الأندلس بعد تسليمي لنفسي، وبقيت هناك مدة 3 أيام، قبل أن يتم نقلي الى فرع الأمن العسكري، حيث بقيت رهن التحقيق لمدة عشرة أيام قبل أن يخلى سبيلي، دون اعطائي أي ورقة تثبت خضوعي للتسوية، ما يعني أني لازلت في عداد المطلوبين من الأفرع الأمنية». ويؤكد هذا الناشط أن معظم من كان معه في الدفعة الأولى التي خرجت قبل ثلاثة أشهر، قد تم الافراج عنهم باستثناء حوالى 10 أشخاص.
ويتابع «تم اعتقالي مجددا من نفس الفرع حيث تبين أني لا زلت على لوائح المطلوبين، وعاد وأفرج عني طالبا مني القدوم للمراجعة، و بعد خروج الدفعة الأخيرة من المحاصرين، قام أحد أقربائي بتسليم نفسه، و من ثم فقد من مدرسة الأندلس دون أن ندري الوجهة التي اقتيد اليها، وهذا حال العديدين ممن سلموا أنفسهم».
وعلى الرغم من عدم وجود تقديرات دقيقة لعدد من سلموا أنفسهم من المقاتلين الا أن مصادر معارضة في حمص كشفت عن تسليم ما لايقل عن 485 شخصا لأنفسهم، أطلق سراح حوالى 300 شخص في حين بقي 185 قيد الاحتجاز، وعلى الرغم من تسجيلهم تحت رعاية الأمم المتحدة التي تقوم بزيارات دورية الى المدرسة، الا أن هذا لم يمنع اختفاء البعض منهم، في حين لم يتم التحقق من موضوع الاعدامات حتى الآن. من جهة أخرى جرى توثيق اختطاف وقتل شخصين على الأقل ممن اطلق سراحهم هما الشاب عبد الرحمن حلاق (19عاما) من حي الخالدية كان يرافقه شاب أخر يدعى بكر، حيث تم اختطافهما بالقرب من مدرسة غرناطة في حي الغوطة بعيد الافراج عنهما، قبل أن يتم تسليمهما جثثتين هامدتين عليهما اثار التعذيب.
ناشطون أوضحوا لـ»القدس العربي» أن العديد من العائلات التي قتل أبناؤها تحت التعذيب باتوا يتكتمون على الموضوع خوفا على سلامتهم أيضا، خاصة وأن أصابع الاتهام موجهة الى فرع الأمن العسكري في تعقب من خرج من حمص المحاصرة وتصفيتهم.
لا دلائل فعلية حتى الآن على صحة ما ورد في بيان الائتلاف الوطني بشأن اعدام عدد من المعارضين، ولكن لا دليل أيضا على عدم قيام النظام بعمليات الاعدام هذه، ومن ثم الموت،. في كل شبر من حمص حكاية موت ما، الموت اثناء المظاهرات، والموت أثناء القصف و الحصار، الموت أثناء تسليم انفسهم وتسوية أوضاعهم، حكايا قد يرويها البعض كقصص بطولية، ولكن الموت يبقى هو الموت، الذي جعل آلاف العائلات الحمصية تتشح بالسواد على مدى ثلاث سنوات.
النظام يدّعي الإنتصار في صناديق الإقتراع ويواصل إرسال البراميل المتفجرة لحلب… والخطر على أمريكا لا ينبع من الجهاديين السنّة بل ومن الشيعة
إبراهيم درويش
لندن ـ «القدس العربي»: في الحرب على الإرهاب القاعدة هي «المنتعشة» تحليل كتبه باتريك كوكبيرن في صحيفة «إندبندنت أون صنداي» البريطانية ووصف فيه الإسبوع الماضي بإسبوع النفاق الطازج، مقارنا مثل غيره بين رد فعل الدول الغربية على انتخاب الرئيس السوري بشار الأسد بنسبة 88.7 والذي اتسم بالشجب، ورد فعلها على انتخاب عبد الفتاح السيسي الذي جرى تنصيبه رئيسا لمصر يوم أمس بنسبة 96.9 حيث وعدت بالتعاون والعمل معه.
لا يزال يقصف
والنفاق لا ينتهي عند هذه الدول «فرغم كل اللهجة الإنتصارية حول نسبة المشاركة فطريقة الاسد في التعامل مع المناطق الأخرى الخارجة عن سيطرته هو قصفها بالبراميل المتفجرة»، ولا يستثني الكاتب هنا المعارضة التي يقول إنها ليست بعيدة عن النفاق عندما تستهدف المدنيين باستثناء أن «وسائل الدمار المتوفرة لديها أقل من التي بيد الدولة». ويضيف كوكبيرن إن القوات التابعة للحكومة قامت بدك أحياء تسيطر عليها المعارضة يعيش فيها 300.000 نسمة شرق مدينة حلب بالبراميل المتفجرة.
وأصبحت هذه الهجمات أكثر شراسة لأن المروحيات التي تحملها تقوم بطلعاتها الجوية في الليل حيث لا يراها السكان عندما تقلع وتعود إلى مواقعها. وأشار الكاتب إلى مقال كتبه شخص يكتب باسم إدوارد دارك من مدينة حلب ونشره موقع «المونيتور» حيث قال إن البراميل المتفجرة «تلخص الطبيعة المثيرة للضحك لهذا الصراع اللانساني والذي يحدث للشيخ مقصود في حلب». ويكتب كيف تعرض الحي لقصف المعارضة التي قالت إن هناك عدد كبير من قاطنيه من الموالين للحكومة. وعندما دخلت المعارضة في آذار/مارس 2013 جاء دور الجيش السوري الذي بدأ بالقصف الذي لا يميز على بيوت المدنيين التي كانت لا تزال واقفة في مكانها.
حس المرارة
ويرى كوكبيرن إن كل شيء يحدث في سوريا هذه الأيام يجب التعامل معه بنوع من الحس المر والساخر، فعندما تتفق قوات الحكومة مع المقاتلين للهدنة يكون بوعد مشاركتهم بحراسة نقاط التفتيش وبالتالي الحصول على حصة من الأتاوات المفروضة على المارين عبره. ويقول إنه كان في بلدة النبك عندما أقام الجيش السوري احتفالا قال إنه جاء بعد خروج المقاتلين من البلدة، وما حدث هو ان المقاتلين الذين تعهدوا بالدفاع عن النبك حتى آخر نقطة من دمائهم انضموا لقوات الدفاع الشعبي وشاركوا في الإحتفال.
ويقارن الكاتب الحرب السورية اليوم بحرب الثلاثين عاما الألمانية قبل أربعة قرون، فهناك نزاعات كثيرة ولاعبون كثر واتفاقيات هدنة لا يقبل بها الكل. ويضيف أن البعض يحلو له مقارن الحرب الأهلية السورية باللبنانية التي اندلعت ما بين 1975- 1990 حيث قرر اللاعبون فيها التوقف عن الحرب بسبب التعب والإجهاد الذي أصابهم، لكن الحرب لم تنته بهذه الطريقة.
والسبب الحقيقي هو دخول صدام حسين الكويت، وانضمام سوريا للتحالف الذي قادته الولايات المتحدة لإخراجه منها، مما أدى لتسامح الولايات المتحدة مع النظام السوري الذي قام بسحق آخر جيب للمقاومة له في لبنان.
ويعتقد الكاتب أن السوريين متعبون بلا شك وسيفعلون كل ما بوسعهم لوقف الحرب، ولكن وقفها لم يعد بأيديهم بل بمن يقوم بدعم المقاتلين ـ خاصة السعودية التي تدرب وتدعم «المعتدلين» الذين من المفترض منهم قتال الأسد والدولة الإسلامية في العراق والشام مع انه يشكك في وجودهم إلا في خطاب الدول الغربية.
ولم يقل الكاتب شيئا عن دور إيران وحزب الله بدعم النظام. ويرى الكاتب إن الأشهر القادمة ستظهر فيما إن كان الأسد قويا بالدرجة الكافية لكسر الجمود في الحرب، مع انه من غير المحتمل قيامه بهذا، فلم يعد الجيش الحكومي قادرا على القتال إلا في ساحة واحدة.
ويقول المسؤولون الأردنيون إن النظام السوري عزز من قواته في جنوب البلاد في درعا حيث اندلعت الإنتفاضة عام 2011 ولهذا يتوقعون عملية عسكرية هناك، وفي حالة حدوث هذا «مع أن الحديث عن عمليات كبيرة لا ينتهي» فهذا يعني أن الجيش السوري يحقق تقدما ولا يقوم بقصف معاقل المعارضة فقط.
«القاعدة» مستقيدة
ويرى في هذا السياق أن الحديث خاصة في العام الماضي ظل يتركز حول صعود الجماعات الجهادية مثل داعش وجبهة النصرة وأحرار الشام أو أنها تتحرك بحرية في المناطق الواسعة بين العراق والشام، وخاصة داعش التي فتحت جبهة في البلدين، ففي الإسبوع الماضي دخل رتل من السيارات تابع للتنظيم مدينة سامراء.
وعليه فطالما استمرت الحرب فإن جماعات كهذه هي التي تنتفع من تواصلها لان جماعات يقاتل تحت لوائها مقاتلون مستعدون للقتال حتى الموت تنتفع من النزاعات. وفي الوقت نفسه تخسر الجماعات المعتدلة وتهمش مع النزوع لعسكرة الإنتفاضة ولا يلقي أحد للرأي العام السوري.
ويعتقد أن من أهم التطورات الإيجابية التي حدثت في سوريا في الفترة الأخيرة هو إجلاء المقاتلين عن المدينة القديمة في حمص، حيث خرج منها 1200 مقاتل بعد اتفاق.
ويعتقد أن ما يهم في هذه الإتفاقيات هو قيام جماعات مقاتلة متماسكة بالتفاوض وتنفيذ شروط الإتفاق.
ويختم بالإشارة إلى أن الدول الغربية لم تستفق بعد للبعد الذي تمثله محاور الحرب الفوضوية التي فتحت على شواطيء المتوسط في كل من سوريا وليبيا لان التهديد ظل نظريا، وما حدث من اعتداء على المتحف اليهودي في بروكسل الشهر الماضي يجب أن يكون بمثابة الصحوة.
ولكن المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين يرفضون تقديم شرح الطريقة التي استطاع فيها تنظيم القاعدة بناء ملاجيء آمنة له في أوروبا بعد 13 عاما من هجمات إيلول (سبتمبر) وإعلان ما اطلق عليها «الحرب على الإرهاب».
خطر سوريا الخارجي
وحقيقة وصول الجهاديين لأوروبا استدعت اهتمام المؤسسات الأمنية الأوروبية وحظيت بالكثير من النقاش، خاصة بعد قيام مهدي نيموش، الجهادي الفرنسي بالهجوم على المتحف اليهودي.
وفي أمريكا لاحظ ماثيو ليفيت في «ناشونال بوست» أن الجهاديين السنة ليسوا وحدهم من يشكلون خطرا بل وأيضا الشيعة في 25 أيار/ مايو الماضي قام منير محمد أبو صالحة، الشاب الامريكي بتفجير نفسه ليصبح أول انتحاري أمريكي يموت في سوريا، وبعد أقل من 24 ساعة قتل فوزي أيوب، وهو قيادي من حزب الله حصل على الجنسية الكندية واسمه على قائمة مطلوبي «اف بي أي» في كمين وفي سوريا أيضا. والفرق بين أيوب وأبو صالحة هو أن الأخير أصبح ناشطا متشددا قبل وقت قصير انضمامه للقتال في سوريا، أما أيوب فهو ناشط قديم في حزب الله، ولكن ما يجمعهما حسب ليفيت المتخصص بشؤون مكافحة الإرهاب بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى هي الطبيعة الطائفية التي تطبع الحرب الأهلية السورية.
وبحسب مؤسسات الأمن الأمريكية والكندية فهناك 30 كنديا و 100 أمريكي سافروا للقتال مع الجماعات المعارضة لنظام الأسد، ومعظمهم انخرط في صفوف جبهة النصرة أو داعش.
فالتفجير الذي شارك فيه أبو صالحة الذي نفذ في محافظة إدلب تبنته جبه النصرة. وتوصلت الإستخبارات الأمريكية إلى نتيجة مفادها أن القاعدة وناشطيها يرغبون بتوجيه ضربات لأمريكا وأشاروا إلى عبد الرحمن الجهني الذي انضم في منتصف العام الماضي لوحدة كي تخطط وتنفذ عمليات في الخارج.
وبحسب مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي أي) «لن نسمح بأن يتم استلهام أي هجمات من سوريا لتنفيذ 9/11 جديدة».
ويرى ليفيت أن الجهاديين السنة هم جزء من الصورة في سوريا، ففي آذار/ مارس اعتقلت عملاء أف بي أي محمد حسن حمدان في مطار ديترويت وهو يحاول ركوب طائرة والسفر للقتال مع حزب الله في سوريا، ومنذ مشاركة حزب الله في سوريا قتل الكثير من جنوده، بالإضافة لمقاتلين قادة مثل أيوب الذي انضم للحزب منذ الثمانينات من القرن الماضي، وكلف بمهام خارجية منها اختطاف الطائرة العراقية التي كانت تقلع من مطار بوخارست، العاصمة الرومانية.
وعاش في كندا حيث عمل في بقالة في النهار ودرس في الليل وتزوج من أمريكية، وعاش فترة في ديربورن في ميتشغان، وبعد ذلك دخل إسرائيل عبر أوروبا كي يقوم بعمليات وسجن في إسرائيل وخرج في صفقة تبادل بين حزب الله وإسرائيل حيث استقبله الأمين العام للحزب حسن نصر الله. ويظهر مقتل أيوب المدى الذي ذهب فيه حزب الله للدفاع عن الأسد. ومن هنا جاءت تصريحات نصر الله الأخيرة.
دور الحزب
ففي يوم الجمعة الماضي دعا زعيم الحزب نصر الله الولايات المتحدة الإعتراف بأن الرئيس بشار الاسد قد ربح الحرب في سوريا، وطالب الحكومة الأمريكية قبول النظام السوري من أجل تسوية وإنهاء الحرب التي مضى عليها أكثر من 3 أعوام.
وفي خطابه الذي نقل عبر الفيديو دعا الولايات المتحدة للحوار مع النظام إن أرادت أن تكون جزءا من الحل. وجاءت تصريحات نصر الله بمناسبة إعلان فوز الأسد في الإنتخابات السورية التي جرت يوم الثلاثاء، حيث تزامنت مع تصريحات لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري والتي اقترح فيها إمكانية لعب حزب الله ـ المصنف كمنظمة إرهابية في الولايات المتحدة – لعب دور في تحقيق «تسوية مشروعة – إلى جانب إيران وروسيا. وعلقت صحيفة «واشنطن بوست» أن التصريحات تشير للدور المحوري لحزب الله الذي أرسل مقاتليه لسوريا لمساعدة نظام الأسد وتأمين بقاء الأسد بالسلطة وحديث كيري هو اعتراف بهذا الدور.
ولكن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية إدغار فاسكويز علق على تصريحات كيري وأنه ليس المقصود منها تغيرا في الموقف الأمريكي الداعم للمقاتلين والبحث عن مستقبل أو موقفها الداعي لمستقبل سوري بدون الأسد.
وقال فاسكويز «لا زلنا نواصل دعم المعارضة المعتدلة والجهود لتحقيق انتقال سياسي حقيقي»، مضيفا إن «تعليقات نصر الله لا قيمة لها مثل الإنتخابات التي جرت في سوريا».
وتمضي الصحيفة بالقول إن نصر الله لم يستبعد إمكانية الحوار مع الولايات المتحدة ولكنه اشترط مبادرة الولايات المتحدة بالحوار مع الأسد. ومع أنه لم يذكر اسم كيري إلا أنه لم يترك أي مجال للشك إنه كان يعلق على ما قاله كيري، شاجبا الموقف الأمريكي وتصريحات وزير الخارجية التي وصف فيها الإنتخابات السورية بأنها مجرد «صفر» وقال نصر الله إنها «صفر ضخم وكبير» و»ولم تكن صفرا للملايين من السوريين الذين صوتوا فيها».
واعتبر مثل إيران أن الإنتخابات أكدت الدعم الذي تحظى به الحكومة السورية، وبطريقة أخرى فشل عملية جنيف، حيث قال إن «نتائج الإنتخابات تعني أنه لا يوجد حل يقوم على جنيف» لأن أي حل يدعو لرحيل الأسد الذي أعاد السوريون انتخابه غير ممكن».
ومن ثم وضع نصر الله شرطين يسمح من خلالهما للولايات المتحدة وحلفاءها المشاركة في تحقيق تسوية في سوريا، «الأول هو الإعتراف بشرعية الإنتخابات، أما الثاني فهو التوقف عن دعم المعارضة».
ودعا المعارضة للإستسلام، مشيرا أن مصيرهم سيكون مثلهم لو قرروا مواصلة القتال.
صوماليون يغادرون ولاية مينيسوتا الامريكية للمشاركة في القتال ضد نظام الأسد
رائد صالحة
مينيسوتا ـ «القدس العربي» قال مكتب التحقيقات الفيدرالي الامريكي بان المزيد من الصوماليين غادروا الاراضي الامريكية للقتال ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد بدوافع ايدلوجية راديكالية وليست قومية.
ولم يحدد مكتب «الاف. بي. اي» عدد الاشخاص الذين غادروا ولاية مينيسوتا التى تعتبر اكبر تجمع سكاني للمهاجرين الصوماليين في الولايات المتحدة الى سوريا ولكن زعماء من الجالية قالوا بان عددهم يزيد عن « العشرات «، واكد مكتب التحقيقات بان لديهم مؤشرات بان بعض عمليات السفر قد حدثت مؤخرا وهم يحاولون الوصول الى الجالية الصومالية الكبيرة في الولاية لمعرفة المزيد.
ومن بين الشبان الذين سافروا للقتال طالب جامعى صومالي يبلغ من العمر 20 عاما ترك «المدينة التؤام» في الولاية الخميس الماضي ثم بعث برسالة نصية الى اسرته من اسطنبول بتركيا ليقول بانه كان متوجها الى سوريا للقتال في الحرب المقدسة.
ووفقا للتقديرات الامريكية فقد قام اكثر من 22 شابا من ولاية مينيسوتا بالانضمام الى حركة الشباب في الصومال، وقد توفى بعضهم هناك، وتم الثناء عليهم احيانا على انهم «شهداء مينيسوتا» في شريط فيديو تم بثه العام الماضي ولكن لم تكن هناك مؤشرات بنية ذهاب شبان من الجالية الى دول اخرى غير موطنهم الام الا في الاسابيع الاخيرة.
وحثت السلطات الامنية الامريكية على الفور الجميع على تزويدهم بالمعلومات تجاه اى شخص يريد السفر الى بلد اجنبي للقتال المسلح ووعدت بابقاء المعلومات سرية، وجاءت هذه العجلة الامنية بعد اكثر من اسبوع على اعلان مشاركة اول انتحاري امريكي في عملية تفجيرات دموية في مدينة ادلب حيث ظهر الشاب منيرمحمد ابو صالحة المعروف بابو هريرة الامريكي في شريط فيديو وهو يهم بتفجير انتحاري بينما اعتقدت اسرته انه كان في الاردن
وصدر في الشهر الماضي شريط فيديو عن حركة الشباب الصومالية يدعى الى تجنيد مزيد من الشبان وضرورة توجههم عبر اقرب طائرة الى مقديشو دون الاشارة على وجه التحديد الى ولاية مينيسوتا ولكن مكتب التحقيقات الفيدرالي يعلم جيدا بان المقصود هو ابناء الجالية في الولاية.
ومن غير الواضح الكيفية التى يتم فيها تجنيد الافراد في ولاية مينيسوتا للمشاركة في القتال بالصومال ومؤخرا الى سوريا ولكن السلطات الامنية الامريكية تعرف بان الامر يحتاج اكثر من الوصول الى الانترنت للتخلى عن الكتب الدراسية والذهاب لارتكاب تفجير انتحاري
المحققون لا يعتقدون بدورهم ان مدينة «مينيابلس»، اكبر مدينة بالولاية. هي المكان الوحيد التى تتصيد فيه جبهة « النصرة « للحصول على دماء جديدة بل يؤمنون بانه يجرى تجنيد الشبان من جميع انحاء اوروبا وكندا وكذلك مع معظم المسافرين في طريقهم الى سوريا عبر القاهرة او اسطنبول.
والمعلومات القليلة التى حصلت عليها التحقيقات الفيدرالية تفيد بان العديد من المجندين للقتال في سوريا لا يملكون اية اموال ولا وظائف لديهم والعديد منهم لم يرتادوا نفس المسجد، وتفيد التقديرات ايضا بان هناك اكثر من 12 الفا من المقاتلين الاجانب في سوريا ولعدم وجود مؤطيء قدم للاستخبارات الامريكية هناك فانه من الصعوبة معرفة فيما اذا كان هولاء ينوون مواصلة مهامهم القتالية حال عودتهم الى الاراضي الامريكية.
تنظيم «داعش» يعتقل 150طالبا كرديا أثناء عودتهم من مدينة حلب
جوان سوز
الحسكة ـ «القدس العربي» أقدم تنظيم الدولة الإسلاميّة في العراق والشام «داعش» قبل عدة أيام على اعتقال 150 طالباً كردياً على إحدى حواجزه في مدينة منبج الواقعة في الريف الشرقي من محافظة حلب شمال سوريا، أثناء عودة الطبة الاكراد من مدينة حلب إلى كوباني، التي عرّبها النظام السوري إلى عين العرب، وذلك بعد انتهائهم من تقديم امتحانات مرحلة التعليم الأساسي في سوريا، والتي تقيمها وزارة التربية السورية.
هذا ولم يتعرض التنظيم إلى الطلاب الإناث واكتفى باعتقال الذكور منهم والذين تتراوح أعمارهم من 12 ـ 16 عاماً ومن ضمنهم أيضاً أطفال في العاشرة كانوا مع أخوتهم الطلبة كما أكد خليل بوزان لـ»القدس العربي»، وهو من أحد ذوي الطلبة المعتقلين لدى تنظيم «داعش».
وأضاف «أن تنظيم داعش أعتقل أكثر من 25 كردياً من بينهم طلاب في مرحلة التعليم الأساسي عند حاجزهم في قرية جب الفرج الواقعة في الريف الغربي من كوباني في اليوم الأخير من الامتحانات ولكن تم الإفراج عنهم بفضل تدخل المدنيين من أهالي بلدّة الشيوخ».
ورداً على سؤال لـ«القدس العربي» حول اعتقال هؤلاء الطلبة، قال بوزان أيضاً « تأتي سلسلة الاعتقالات هذه من التنظيم كنوع من الضغط على مسؤولي الإدارة الذاتية التي أعلنها حزب الاتحاد الديمقراطي الـ (PYD) في أواخر عام 2013 الماضي بعد الهجمات المتكررة والاشتباكات التي حصلت مؤخراً بين التنظيم ووحدات حماية الشعب الكردية في المنطقة».
وبحسب ما أفادته شيرين سليمان من حلب وهي طالبة كردية سوريّة فأن «ما يقارب أكثر من 1500 طالباً كردياً ذهبوا من كوباني إلى مدينة حلب لتقديم امتحانات المرحلة الثانوية دون أن يتعرض لهم التنظيم»، وأضافت «لكن داعش أرغمت الطالبات الاكراد على اللباس الشرعي الذي يفرضه التنظيم على النساء»، كما ذكرت أيضاً «أن هؤلاء الطلبة خرجوا من كوباني بموافقة من قوات الأمن الكرديّة (الآسايش) والتي أفادت من جهتها عدم مسؤوليتها عنهم في حال تم اعتقالهم» .
الجدير بالذكر أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» يقدم على اعتقال المواطنين الاكراد العائدين من حلب إلى كوباني وريفها في حين تطلب تصريحاً من المواطنين الاكراد يفيد بعدم عودتهم إلى كوباني بعد وصولهم إلى مدينة حلب .
ومن جانبه كان التنظيم قد أفرج عن عشرة مواطنين كرد في الأسبوع الماضي من بينهم موظفون ومدرسون لتقدمهم في السن بحسب شبكة ولاتي نت الإخبارية والتي أضافت أن المجلس الوطني الكردي في سوريا قد أصدر بياناً جاء فيه «قام تنظيم داعش مؤخراً باعتقال 58 مدنيا كردياً على جسر قره قوزاق الواصل بين مدينتي كوباني ومنبج خلال أسبوع واحد، كانوا معظمهم في طريقهم إلى كوباني من مختلف المدن السورية «، وأشار البيان «أن هؤلاء مدنيون يبحثون عن لقمة عيشهم ولا علاقة لهم بالمنظمات السياسية أو العسكرية».
وأضاف «الملفت للأمر أن تنظيم داعش يعتقل فقط العائدين إلى كوباني بهدف تفريغ المنطقة من السكان، في حين لا تعترض لمن يخرج منها ولا يتعرض إلى الاعتقال في خطوة علنية تخدم النظام السوري والقوى التي تعادي الشعب الكردي».
وقال المجلس في بيانه أيضاً أن «عدد المعتقلين الاكراد المدنيين وصل إلى 400 معتقل منذ بداية العام»، وناشد بشدة هذه الاعتقالات التي يقوم بها التنظيم على الهوية، مضيفاً « وفي الوقت نفسه نطالب جميع المنظمات الدولية والجهات المعنية بالتدخل للإفراج عن هؤلاء المدنيين وكذلك فك الحصار عن مدينة كوباني وريفها، ومدها بالمياه والكهرباء، والسماح بدخول كافة احتياجات المواطنين والذين يقدر عددهم بنصف مليون مواطن من بينهم مئات الآلاف من النازحين الذين قدموا من مختلف المدن السورية نتيجة العمليات العسكرية هناك».
غرينتش)
غانتس: سوريّة تنهار… وإيران لم تتخل عن مشروعها النووي
اعتبر رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، الجنرال بني غانتس، في كلمته صباح اليوم الإثنين، أمام مؤتمر هرتسيليا، أنّ سورية تواصل الانهيار، وعلى كافة الأصعدة، في ظل تعاظم التأثير الإيراني ودور حزب الله فيها من جهة، وظهور “الجماعات الجهادية” من جهة ثانية.
وقال غانتس إنّ “سورية تنهار كانهيار برج بني من أوراق الشدّة”، وإنّه “ما دام (رئيس النظام السوري بشار) الأسد في الحكم، فإنّ السورييين سينشغلون في محاربته بدلاً من الانشغال في التفكير في مستقبل بلادهم”.
من جهة ثانية، أكدّ غانتس في هذا السيّاق الإيراني، أنّ إيران لم تتخل بعد عن مشروعها النووي، وإنّ كانت تعطي آذاناً صاغية إلى الأصوات في الداخل الإيراني، بفعل تأثير العقوبات الاقتصادية. وقال إنّ تلك الأصوات ترتبط بالمواجهة الدائرة بين معسكر المحافظين المتمثلين بالحرس الثوري، ومعسكر الرئيس الإيراني الحالي حسن روحاني.
وعلى صعيد الأخطار التي تهدد أمن إسرائيل، قال غانتس إنّ “خطر الجيوش التقليدية والحرب البرية التقليدية قد تراجع حالياً بشكل كبير وملحوظ، ليحل محله خطر المنظمات شبه العسكرية مثل حزب الله، وتنظيمات “القاعدة”والجهاد، وهي تفرض تهديدات جديدة وتحديات مغايرة، لأنّ مصادرها موزعة في كل مكان فوق الأرض وتحت الأرض، وهذا يفرض على إسرائيل أنّ تحقق دائماً تفوقاً عسكرياً في الجو والبر والبحر وفي مجال الاستخبارات وجمع المعلومات”.
وأضاف غانتس أنّ “التحديات التي تواجهها إسرائيل في ظل التغييرات المتسارعة في المنطقة تحتم عليها أيضاً المحافظة على مصالح استراتيجية مع الدول المعتدلة، لمواجهة أخطار وتهديدات منظمات “القاعدة” الجهادية المنتشرة اليوم ليس فقط في سيناء، وإنما أيضاً وراء الحدود في الجبهة الشمالية، حيث يقدر عدد مقاتلي هذه المنظمات بنحو 40 ألف مقاتل”، وفقا لرئيس أركان الاحتلال.
الأسلحة “الفتّاكة” للمعارضة السورية: حين يرتاح أوباما للوضع القائم
تحليل إخباري ــ محمد دحنون
تناقلت وسائل إعلام عالمية، حديث مستشارة الأمن القومي للرئيس الأميركي، سوزان رايس، حول قيام بلادها بتزويد المعارضة السورية بأسلحة “فتاكة”، فضلاً عن تلك التي درجت الإدارة الأميركية على تقديمها لمعارضي النظام السوري “المعتدلين”، والتي توصف بأنها غير فتاكة.
ويأتي حديث رايس بعدما وجه السفير الأميركي السابق في سورية، روبرت فورد، انتقادات لاذعة لإدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، على خلفية تردده في القيام بإجراءات ملموسة وجدية، تضع حداً للمأساة السوريّة، وتقلل من منسوب المخاطر التي تتعرض لها الولايات المتحدة نفسها، التي أعلنت، خلال الأسبوع الماضي، عن اسم أول مواطنيها الذي نفّذ عملية انتحارية في الشمال السوري. فورد، الذي ترك منصبه في مارس/ آذار الماضي، برر استقالته بالقول إنه لم يعد قادراً على الدفاع عن سياسات بلاده في سورية.
وتأتي “النغمة” الأميركية الجديدة، بعدما أعربت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة، هيلاري كلينتون، عبر كتاب مذكراتها، الذي يصدر الثلاثاء، تحت عنوان: “خيارات صعبة”، عن معارضتها لسياسة أوباما حيال سورية.
وأعلنت كلينتون عن أنها كانت تريد تسليح المعارضة السورية منذ بدء النزاع، ولكن الرئيس أوباما كان يعارض ذلك التوجه. وقالت إنها، منذ بدايات النزاع في سورية، كانت مقتنعة بأن تسليح وتأهيل مقاتلي المعارضة هما أفضل الحلول من أجل التصدي لقوات النظام، ولكن أوباما كان ميالاً إلى “إبقاء الأشياء على حالها”، وليس الذهاب إلى أبعد من خلال تسليح المعارضة.
وعليه، يبدو أن تصريحات رايس تهدف، في المقام الأول، إلى الرد على الانتقادات الحادة، والتي يمكن، مع “مذكرات” كلينتون وتصريحات فورد، القول إنها بدأت تصل إلى مرحلة “الهجمة الشرسة” على سياسة أوباما “الانسحابية”، ليس حيال سوريّة فحسب، وإنما، أيضاً، في عموم مناطق النفوذ الأميركي في العالم، لا سيما في شرق أوروبا، حيث يواصل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، “سياسة التفرعن” في أوكرانيا، والتي كان آخر دلالاتها السخرية من تصريحات كلينتون نفسها، التي لا تستحق المناقشة كونها صادرة عن امرأة، بحسب بوتين.
ما يبرر الحديث عن “هجمة شرسة” على سياسات أوباما، وتحديداً من قبل أعضاء فريقه الذين عملوا معه هو، بالذات، كشف كلينتون عن “ميل” أوباما لإبقاء الأشياء على حالها في سورية.
الأمر الذي يعني، أوّلاً وقبل كل شيء، الالتقاء، مجدداً، بحقيقة الموقف الأميركي حيال الأزمة السورية، ونظام الأسد الذي يقف خلفها؛ فإدارة أوباما لا تهدف إلى وقف الحرب، ولا إلى وضع حد لـ”سياسة” النظام السوري البربرية، ولا إلى إيقاف النزيف السوري، عمرانياً وبشرياً، الذي تمّثل، حتى اليوم، بخراب البلد، ومقتل ما يزيد عن 160 ألف شخص، فضلاً عن نزوح ولجوء نحو تسعة ملايين شخص، بل إن أوباما يريد “إبقاء الأشياء على حالها”، وبناءً عليه، يمكن الاستنتاج أن أوباما ليس معنياً حتى بإيجاد “حل سياسي”، في الوقت الذي لا يتوقف فيه الغرب، وأميركا أوّلاً، عن ترداد هذه اللازمة.
وليست تصريحات المسؤولَين الأميركيَّين هي ما يبرر الحديث عن “هجمة شرسة” على سياسة أوباما السورية فحسب، وإنما أيضاً، الرد الأميركي الرسمي عليها، إذ قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماري هارف، في سياق ردها على تصريحات السفير فورد، قبل أسابيع خلت، إنه “مواطن عادي ويحق له التعبير عن آرائه ووجهة نظره الخاصة”، قبل أن تعرب عن “إحباط” واشنطن من الوضع في سورية، وتعلن أن بلادها في طريقها لزيادة الدعم للمعارضة المعتدلة، “لأننا نعرف أنه يتعيّن علينا تقديم المزيد”.
وبناءً على ذلك، يبدو أن “حديث الأسلحة الفتاكة” مكرّس، في المقام الأوّل، لاعتبارات سياسية أميركية داخلية. ولا يمكن، بأي حال من الأحوال، التعامل معه كمؤشر على تغيير استراتيجي في سياسة أوباما حيال الملف السوري.
غير أن هذا لا يمنع اعتباره، من جهة أخرى، رغبة أميركية في الرد على “العار”، وهو، بحسب الولايات المتحدة، الانتخابات الرئاسية. غير أن الأمر، وإن كان على هذا النحو، لا يعدو أن يكون استمراراً لسياسة “إبقاء الأشياء على حالها”، أو المحافظة على “الستاتيكو”، إذ يبدو طبيعياً أن التصعيد الروسي ـ السوري ـ الإيراني، الذي تمثّل، هذه المرّة، بتنظيم “رئاسيات الأسد”، سيواجه، غربياً، بحديث عن “دعم فتاك” للمعارضة، وهو الدعم الذي لم يستطع رئيس “الائتلاف الوطني” السوري المعارض، أحمد الجربا، أن يحصل حتى على “وعد” به، خلال زيارته لواشنطن التي قام بها الشهر الماضي.
ثمة خيط رفيع يفصل بين اعتبار “حديث الأسلحة الفتاكة” الأميركي مزحة سمجة، أو مؤشراً على تغيّر استراتيجي في سياسة الرئيس الأميركي حيال النظام السوري. فلو أقدمت الولايات المتحدة على تزويد المعارضة السورية المسلحة بعدد محدود من الصواريخ المضادة للطائرات، المحمولة على الكتف، قبل أن يقوم نظام الأسد بانتخابات “العار”، فحينها ما كان للأشياء أن تبقى على حالها.
حملة ضد “فيسبوك” وزوكربيرغ لترويجهما لحملة الأسد الانتخابية
أطلق موقع “الحملة السورية” عريضة ضد “فيسبوك” موجهة ضد مديرها التنفيذي مارك زوكربيرغ، بسبب قبوله تلقي المال مقابل مواد دعائية لحملة الأسد الانتخابية “سوا”، وطالبته بالتبرع بالمبلغ لأطفال سورية. موقف “فيسبوك” يطرح الجدل حول الجانب الاخلاقي لمواقع التواصل الاجتماعي والقائمين عليها، وتحكم الجشع المالي في مسارها على حساب شعوب تتعرض للاضهاد.
ووفقاً لناطق باسم فيسبوك، فقد ازيلت المحتويات التي أثارت غضب الناشطين، ولكن بعد أن عرضت على مدى عشرة أيام على الأقل، ومع اقتراب إغلاق الانتخابات تقريباً.
ورفض الناطق التصريح بحجم المبلغ الذي تمّ الحصول عليه مقابل الإعلان، أو شرح كيف سيتصرف بالمال، ولكنه قال إن فيسبوك سيتأكد بأن تلقي المبلغ “يتوافق مع كل العقوبات على سورية”.
آنا نولان، وهي من مؤسسي “الحملة السورية”، قالت في بيان صحفي، إنه “بقبول المال للترويج لحملة الاسد، قدم الفيسبوك منبر دعاية لنظام هو في قلب واحدة من أكثر الصراعات وحشية في العالم”.
وقال جيمس صدري من الحملة نفسها: “إنه أمر مثير للغضب أنهم قبلوا بهذا المال، لكن هدفنا الرئيسي الآن هو الحصول على الأموال التي تلقاها هذ الموقع وتحويلها إلى السوريين المتضررين من الحرب”.
وأضاف في تصريح لـ”وشنطن بوست”: “سيناقش كثيرون الأحداث في سورية في صفحات فيسبوك، وطالما أن هذا يحدث ضمن حدود القانون، فإن فيسبوك هو المكان الذي يستطيع فيه الناس مناقشة القضايا التي تؤثر على حياتهم”.
ولعبت وسائل الاعلام الاجتماعية دوراً كبيرة في الحملة، يحيث أن واحداً من المرشحين المنافسين لبشار الاسد، ماهر حجار، اضطر إلى النأي بنفسه عن صفحة باسمه على الفيسبوك، نُشرت فيها مجموعة من التعليقات المثيرة للجدل.
واستفادت “سوا” وهي حملة الاسد الانتخابية، من وسائل التواصل الاجتماعي، مع حسابات على “تويتر”، “إنستجرام”، و”يوتيوب”، بالإضافة إلى صفحة “فيسبوك” الخاصة بها.
يذكر ان العريضة في موقع “الحملة السورية” المناهضة لنظام الاسد، وضعت على نسخة طبق الأصل من فيسبوك توجّه القراء إلى التوقيع على العريضة.
صفحة “الحملة السورية” المفتوحة للتواقيع
https://www.thesyriacamp
براميل على حلب.. ووسيط إيراني دائم في حمص
لم يغير تكريس بشار الأسد، كرئيس وحاكم الأمر الواقع، شيئاً في خارطة المجزرة اليومية. حيث استمر سقوط البراميل على حلب وريفها، والقصف على مدن ثائرة أخرى. وفي الوقت نفسه، تسعى إيران لتثبيت أقدامها على الأرض السورية، عبر سعيها لفتح “مكتب دائم للوسيط الإيراني” في حمص.
وكان ناشطون قد أكدوا سقوط عشرات الجرحى، نقلوا إلى مستشفيات ميدانية، بعد أن تعرضت مدينة دوما بريف دمشق، لغارات جوية متتالية، أدت أيضا إلى دمار واسع في البنى التحتية. وقتل خمسة أشخاص جراء استهداف قوات النظام بالمدفعية سوقا شعبية في المدينة. واشتبكت قوات المعارضة المسلحة مع قوات النظام في محيط بلدة المليحة بريف دمشق، فقتلت ثمانية من قوات النظام ودمرت آلية عسكرية تابعة للجيش، في حين قتل خمسة من مقاتلي المعارضة.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، سقوط قذائف هاون على مناطق في محيط برج الروس بالقصاع في دمشق يوم الأحد، مما أدى لأضرار مادية وسقوط قتيل وعدد من الجرحى.
وقصفت الكتائب الإسلامية بصواريخ غراد مناطق في بلدة جورين بسهل الغاب. كما دارت اشتباكات عنيفة في محيط بلدة مورك بالريف الشمالي لحماه، مما أدى لإعطاب آلية ثقيلة لقوات النظام، وسقوط خسائر بشرية في صفوفها.
في حين، قصف الطيران المروحي بالبرميل المتفجرة مدينة حلب، حيث استهدفها بأربعة براميل على أحياء بني زيد والأشرفية والسكن الشبابي. مما أسفر عن مقتل عدة أشخاص وإصابة آخرين بينهم نساء وأطفال. واندلعت اشتباكات في محيط سجن حلب المركزي، وتمكن مقاتلو المعارضة من قتل ستة عناصر لقوات النظام في جبل عزان بريف حلب. وشنت مقاتلات النظام الحربية غارات على معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا. كما قتل طفلان وسقوط عدة جرحى جراء قصف الطيران الحربي لجامعة “إيبلا” بمدينة سراقب في ريف إدلب.
كما تعرضت مدينة نوى في درعا الى قصف عنيف خلال الأيام الماضية، حيث تسعى قوات النظام السوري لاستعادة منطقة تل الجابية غربي المدينة. ونفذ الطيران الحربي غارة جوية على بلدة سحم الجولان في ريف درعا. وترافق ذلك مع قصف قوات النظام مناطق في بلدة تسيل. كما قصف الطيران الحربي مناطق في مدينة نوى، والمنطقة الواصلة بين نوى وتسيل، ومناطق في بلدة عدوان.
وفي محيط جبل تشالما بريف اللاذقية، أدت الاشتباكات إلى مقتل أربعة من مليشيا “جيش الدفاع الوطني” المقاتل إلى جانب النظام، وإلى إصابة عدد من مقاتلي المعارضة.
من جهتها، تسعى ايران لرعاية تسويات مصالحة محلية تخدم مصالحها والنظام السوري، باقتراح فتح “مكتب دائم للوسيط الإيراني” لمعالجة أي خرق للتسوية في حمص. وقد جاء ذلك في مسودة اتفاق هدنة في حي الوعر في حمص، تم تسريبه السبت. وفي الوقت نفسه، اتهم “الائتلاف الوطني السوري” المعارض الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، بالترويج لـ”انتخابات الدم” التي ثبتت بشار الأسد رئيساً.
مفتي سوريا انتخب بشار… تنفيذًا لوصية الرسول
قال مفتي النظام السوري أحمد حسون إنه انتخب بشار الأسد تنفيذًا لوصية النبي محمد مشيرًا إلى أنه ينتخب جند الشام الذين أوصى الرسول باللحاق بهم.
الرياض: ظهر أحمد الحسون، مفتي جمهورية النظام السوري، في مقطع مصور وهو يصوت في الانتخابات السورية في 3 حزيران (يونيو) الجاري، بمدرسة نبيل معصراني في منطقة المزة، ثم يدلي بتصريح مثير.
فقد قال حسون لحشد من الاعلاميين: “انتخبت بشار الأسد تنفيذًا لوصية الرسول محمد صلى الله عليه وسلم”، مبينًا أنه ينتخب جند الشام الذين أوصى الرسول باللحاق بهم.
وقد استند في تصريحه إلى الحديث النبوي الشريف “قال أحد الصحابة اختر لي يا رسول الله مع أي جند أكون، فقال له كن مع جند الشام.. كن مع جند الشام”. وقال: “نحن وضعنا في الصندوق جند الشام، الذين أوصانا بهم رسول الله، قاصدًا في ذلك انتخابه للأسد”.
وقال الحسون في هذا اللقاء الذي بثته قناة الدنيا الموالية للنظام السوري: “سوريا اليوم تكتب نصرها، والبطاقات الانتخابية التي وضعت في صناديق الاقتراع هي تعبير عن الوفاء لدماء الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن سوريا، وبشار الأسد قال إن المعركة طويلة، وذلك بعد ثاني شهر من بدء الهجوم على سوريا، ولكن قال في النهاية سننتصر”.
الإبراهيمي يحذر من تحول سوريا إلى دولة فاشلة تديرها الميليشيات
قال إن وضعها أسوأ من أفغانستان.. ونبّه من خطر حقيقي «يفجر» المنطقة
لندن: «الشرق الأوسط»
حذر الأخضر الإبراهيمي، مبعوث السلام السابق لسوريا، من أن تتجه البلاد لأن تصبح دولة فاشلة يديرها زعماء ميليشيات على غرار الصومال، مما يمثل خطرا جسيما على مستقبل الشرق الأوسط.
وقال الإبراهيمي، الذي استقال من منصبه منذ أسبوع بعد إخفاق محادثات السلام التي جرت بوساطته في جنيف، إنه من دون تضافر الجهود للتوصل إلى حل سياسي للحرب الأهلية الوحشية في سوريا «يوجد خطر جدي لأن تنفجر المنطقة بأسرها». وأضاف في حديث أجرته معه مجلة «دير شبيغل» الألمانية ونشر في مطلع الأسبوع: «لن يبقى الصراع داخل سوريا»، حسبما أوردته وكالة رويترز.
وأشار إلى أن دول كثيرة أساءت تقدير الأزمة السورية، حيث توقعوا انهيار حكم الرئيس السوري بشار الأسد مثلما حدث مع بعض الزعماء العرب الآخرين، وهو خطأ تسببوا في تفاقمه بدعم «جهود الحرب بدلا من جهود السلام».
وضغطت قوى غربية معادية للأسد من أجل اتخاذ إجراء ضد السلطات السورية، لكن روسيا والصين استخدمتا حق النقض (الفيتو) لمنع صدور قرارات ضد دمشق. وقارن الإبراهيمي، الذي استقال من منصب المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى أفغانستان عام 1999، بين سوريا الآن وأفغانستان تحت حكم طالبان في الفترة التي سبقت هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 على الولايات المتحدة. وقال: «لم يكن لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أي مصلحة في أفغانستان وهي دولة صغيرة فقيرة وبعيدة. قلت ذات يوم إن الوضع سينفجر في وجوهنا.. الوضع في سوريا أسوأ بكثير».
وقارن سوريا أيضا بالصومال التي تعاني منذ أكثر من عقدين من الصراع. وقال: «لن تنقسم مثلما توقع كثيرون، بل ستصبح دولة فاشلة ينتشر فيها زعماء ميليشيا في كل مكان».
وعززت قوات الأسد قبضتها على وسط سوريا، لكن قطاعات من محافظاتها الشمالية والشرقية تخضع لسيطرة مئات الفصائل المسلحة بما في ذلك جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) وجماعات إسلامية أخرى قوية.
السفير البريطاني يثير ملف سرقة مساعدات السوريين في الأردن
عمّان، الأردن – “إنه من الجنون أن ترى المساعدات المقدمة للاجئين السوريين تباع في إحدى المولات”، غرّد السفير البريطاني في عمّان بيتر ميلت على حسابه في موقع “تويتر”، غامزاً باتجاه ملف سرقة المساعدات الإنسانية المقدمة للاجئين السوريين في الأردن، وبيعها. كما نشر مرفقاً بكلماته هذه صورة لـ”علبة فول” كُتب عليها “تبرُّع للاجئين – غير مخصص للبيع”، وهي تباع في إحدى المولات التجارية في العاصمة عمّان.
المتحدثة بإسم منظمة الغذاء العالمي دينا القصبي نفَت التهمة، وقالت لـNOW إنّ “الصورة التي نشرها السفير لمنتج عليه شعار المنظمة ويباع في إحدى المولات الأردنية، غير واقعية”، مؤكدةً أنها التقطت في سوريا، وهذه ليست المرة الأولى التي يتم تداول الصورة ذاتها على مواقع التواصل الاجتماعي والتي تتهم بسرقة المساعدات المقدمة للاجئين. وتساءلت القصبي عن اسباب إعادة نشرها حديثاً من قبل السفير.
ولفتت إلى أن المنظمة تقوم بتوزيع قسائم غذائية على اللاجئين السوريين في الأردن، بعد أن أوقفت التوزيع المباشر للمساعدات على اللاجئين، مشيرة الى أن القسائم يتم صرفها من المولات والمحلات المخصصة لذلك. وأكدت أن جميع السلع الغذائية الموزعة على اللاجئين سلع محلية الصنع بهدف تشجيع الصناعات الأردنية، وأنها لا تحمل شعار المنظمة.
واتخذت إدارة شؤون مخيمات اللاجئين السوريين مؤخراً إجراءات أمنية صارمة للحد من تهريب المواد الغذائية الى خارج مخيم الزعتري (80 كيلومترا شمال عمّان)، حيث لا تسلَّم القسائم الغذائية إلا من خلال بصمة العين المعتمدة لدى إدارة المخيم والتي تثبت إقامة اللاجئ داخله.
أحد العاملين في المنظمة النرويجية لإغاثة اللاجئين كشف في حديثه لــNOW عن ضبط لاجئين وبحوزتهم أكثر من 100 بطاقة استلام معونات إغاثية، وكانت غالبية البطاقات للاجئين خرجت من المخيم بطريقة غير شرعية.
وأضاف العامل قائلاً: “أسعار المعونات داخل المخيم منخفضة جداً ما يجعله مقصداً للمهربين وأبناء المنطقة للتزود بما يحتاجونه من مواد غذائية، حيث يصل سعر علبة غذاء الأطفال “سيريلاك” الى ربع دينار أردني”، أي أقل من دولارين أميركيين.
مراقبون للأسواق الأردنية المحلية أكدوا بدورهم لـNOW أن ما يستلمه اللاجئون المقيمون خارج مخيمات اللجوء من حصص غذائية مقدّمة من المنظمات الإغاثية يزيد عن حاجتهم الاستهلاكية، الأمر الذي يدفع بعضهم لبيع الفائض للمحال التجارية بأسعار منخفضة لسد احتياجاتهم الاخرى .
ويشكل السوريون في الاردن ما نسبته 14 بالمئة من سكان المملكة، حيث تجاوز عددهم المليون وثلاثمئة ألف سوري، يتوزع نحو 600 ألف لاجئ منهم في مخيمات اللاجئين، حسب إحصائيات رسمية.
خسائر للنظام بحلب وقتلى بقصف على سراقب
شن الطيران الحربي لقوات النظام السوري غارات على أحياء بمدينة حلب وريفها صباح اليوم وألقى براميل متفجرة، مما تسبب بوقوع جرحى بحالات خطيرة وفق ما أفادت به شبكة شام، في المقابل قتلت قوات المعارضة أربعة من عناصر قوات النظام وسيطرة على أبنية بحي الزهراء في حلب. وبينما سقط قتلى بقصف على سوق في سراقب بريف إدلب تدور معارك في محيط مدينة المليحة بريف دمشق بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام وسط عمليات قصف لمناطق متفرقة.
وقالت شبكة شام إن الطيران المروحي للنظام ألقى براميل متفجرة على حي السكن الشبابي في حلب، مما أسفر عن سقوط جرحى بينهم حالات خطيرة، في حين قتل طفل وجرح عدد آخر جراء غارات على مدينة تل رفعت بريف حلب، كما شمل القصف الجوي -وفق ناشطي-ن مدينة الشيخ نجار الصناعية ومخيم حندرات بحلب ومدينة دارة عزة وقرية الطامورة بريف حلب.
وفي محافظة إدلب المجاورة سقط قتلى وجرحى جراء قصف الطيران الحربي سوقا تجارية في مدينة سراقب وفق شبكة شام، في حين استهدفت كتائب المعارضة بأكثر من 25 قذيفة مقار قوات النظام في وادي الضيف بريف إدلب حسب ما أفادت به الهيئة السورية للإعلام.
وفي ريف حماة وسط البلاد أفادت وكالة سوريا مباشر بأن الطيران المروحي ألقى براميل متفجرة على مدينة كفرزيتا، وبينما قصف الطيران الحربي منطقة الزوار وقريتي زور الحيصة وزور. أفاد مركز صدى الإعلامي بأن كتائب المعارضة دمرت بصاروخ “ميتس” دبابة لقوات النظام جنوب مدينة مورك بريف حماة الشمالي.
وتعرضت مدينة الحولة في ريف حمص الشمالي لقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة.
معارك المليحة
في غضون ذلك، تدور اشتباكات بين كتائب المعارضة وجيش النظام في محيط بلدة المليحة بريف دمشق وفق سوريا مباشر، وسط قصف مدفعي، في حين أفادت شبكة شام بأن قوات النظام قصفت بعنف وبراجمات الصواريخ مدن معضمية الشام وداريا وزملكا وبلدة مديرا وعدة مناطق بالغوطة الشرقية في ريف دمشق.
وجنوب البلاد في ريف درعا قصفت قوات النظام بالبراميل المتفجرة مدينة إنخل وقرية سلمين، وشنت غارتين على مدينة نوى وسط قصف مدفعي على بلدة تسيل وعدوان.
وأفادت شبكة شام بأن أحياء درعا البلد تعرضت لقصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية تزامنا مع اشتباكات دارت في محيط حي طريق السد بدرعا المحطة.
وإلى الشرق في دير الزور دارت اشتباكات على عدة محاور بريف المحافظة بين كتائب مجلس شورى المجاهدين من جهة وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام من جهة أخرى.
كما أفادت شبكة سوريا مباشر بمقتل أسامة الفياض القائد العسكري للواء أنصار السنة والجماعة التابع لمجلس شورى المجاهدين خلال الاشتباكات مع تنظيم الدولة في قرية النملية بريف دير الزور.
وقد قصفت كتائب المعارضة بالهاون تجمعا لجيش الدفاع الوطني التابع للنظام في قرية السمرا بريف اللاذقية.
وكانت لجان التنسيق المحلية وثقت أمس سقوط 67 قتيلا بينهم تسعة أطفال وثلاث سيدات و22 قتيلا تحت التعذيب.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2014
الغوطة الشرقية تعيش كارثة الكيميائي للمرة الثالثة
سامح اليوسف-الغوطة الشرقية
بعد أقل من 24 ساعة من إعلان بشار الأسد رئيساً لسوريا لولاية ثالثة، عاود الجيش النظامي قصف مدينة عربين بالغوطة الشرقية بقذائف تحتوي على غازات سامة اختلفت أعراضها عن الغازات السابقة.
وتعد هذه المدينة خاصرة دمشق الشرقية، ويحدها مواقع عسكرية بالغة في الأهمية كإدارة المركبات والمخابرات الجوية، وكانت قوات المعارضة سيطرت على معظمها نهاية عام 2012.
ويشرح أبو زهير (أحد الأطباء المناوبين بمشفى عربين) كيف استقبل تسع إصابات في يوم الهجوم، وأن حالتين منها توفيتا لاحقا، وحالتين أخريين كانتا في وضع حرج جدا.
أعراض جديدة
وأبدى أبو زهير استغرابه من طبيعة الغاز المستخدم، فيقول “ظهرت أعراض جديدة وغريبة على المصابين، أبرزها فقدان الوعي بشكل كامل وذهول عند الصحو، واحمرار في العينين واحتقان بالوجه، وغياب الإحساس بالألم بشكل كلي”.
واللافت كان غياب أعراض الغازات السامة الاعتيادية على المصابين والتي تتمثل بانقباضات في العضلات وتوسع في حدقات العينين وحالة التقيؤ.
ويُرجح الطبيب -في حديث للجزيرة نت- أن يكون الغاز المستخدم هو غاز “الألفنتانيل” وهي مادة طبية مخدرة طُورت في روسيا لتصبح غازا ساما، ونفى أبو زهير على لسان المصابين أن يكون للغاز رائحة مميزة حيث لا توجد رائحة أصلاً للغاز المستخدم.
من جانبه، يرى أبو مجاهد الشامي (معاون القائد العام للاتحاد الإسلامي لأجناد الشام، أبرز الفصائل الموجودة بالمدينة) أن الحرب فيها حرب “أنفاق” تجري تحت الأرض بين الطرفين.
للمرة الثالثة
ويرجح الشامي -في حديث للجزيرة نت- أنه إما أن تكون العمليات العسكرية للمعارضة المسلحة طيلة الفترة الماضية هي السبب، أو أن جنود النظام خافوا من نفق جديد محتمل ما دفعهم لاستخدام هذا الغاز، على حد قوله.
وفي رده على سؤال عن هوية المصابين، أجاب الشامي أن جميعهم من المدنيين، ولا توجد إصابات في صفوف المسلحين المعارضين.
وكان المجلس الطبي لمدينة عربين أصدر بيانا، طالب فيه المنظمات الدولية الإنسانية والحقوقية والعاملين بمجال حقوق الإنسان بتحمل مسؤوليتهم أمام الإنسانية.
وخص البيان بالتحديد لجنة الكشف عن السلاح الكيميائي، والموجودة بسوريا في زيارة المدينة وتقصي حقيقة الأمر.
وتُعد حادثة الاستهداف هذه الثالثة من نوعها في غوطة دمشق الشرقية، بعدما وافق النظام السوري على التخلي عن ترسانته الكيميائية في أغسطس/آب من العام الماضي.
وجاءت الموافقة بعد اتفاق روسي أميركي لتفادي دمشق ضربة عسكرية أميركية كانت واشنطن تنوي توجيهها لنظام الأسد بعد هجوم بسلاح الكيميائي شنه الأخير على الغوطة الشرقية يوم 21 أغسطس/آب من العام المنصرم وراح ضحيته مئات المدنيين بينهم أطفال ونساء.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2014
خلافات في واشنطن حول طلب الجربا مضادات الطيران
واشنطن – بيير غانم
يتسبب “تسليح المعارضة السورية” في خلافات واسعة بين أجنحة الحكومة الأميركية، خصوصاً تسليم الجيش السوري الحر صواريخ محمولة مضادة للطائرات “المان باد”.
اطلعت “العربية.نت” على رسالة بعث بها رئيس الائتلاف، أحمد الجربا، إلى السيناتور دايان فاينستاين، وهي رئيسة لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأميركي، حيث طلب صراحة منها ومن أعضاء الكونغرس الموافقة على تسليم أسلحة مضادة للطائرات، وربما تكون هذه الرسالة أول وثيقة تؤكد صراحة مطلب المعارضة السورية.
“مضادات الطيران”
وكانت المعارضة السورية ناقشت مع الإدارة الأميركية خلال وبعد زيارة الجربا إلى واشنطن برنامج مساعدات، يشمل حماية مناطق تسيطر عليها المعارضة السورية، وتحاشى الجربا أن يذكر الصواريخ المحمولة المضادة للطائرات “مان باد”، خصوصاً أن هناك أساليب أخرى لحماية مناطق الثوار السوريين، ومن ضمنها مناطق الحظر الجوي، لكن المعارضة السورية تطلب الآن هذه الأسلحة، وتقترح، بحسب مصادر المعارضة في واشنطن، تسليم الأميركيين عدداً قليلاً من الصواريخ المحمولة من باب التجربة كما حصل مع صواريخ “تاو” المضادة للدروع.
لكن 19 عضواً في مجلس النواب الأميركي وقعوا رسالة إلى الرئيس الأميركي، باراك أوباما، طالبوا فيها الرئيس الأميركي بعدم منح المعارضة السورية “المان باد”، واعتبروا “أن هناك مخاطر لاستعمال الصواريخ المحمولة المضادة للطائرات في منطقة حرب غير مستقرة”.
وأضافت الرسالة أن الموقعين يرون أن مخاطر وقوع هذه الأسلحة الفعالة “في أيدي الجهاديين الذين يريدون إلحاق الضرر بالولايات المتحدة وحلفائها تفوق الفوائد من دعم الثوار الذين ندعمهم”.
ما يجب أن يقلق المعارضة السورية أن هذه الرسالة كتبها مسؤول ديمقراطي كبير في الكونغرس، وهو من حزب الرئيس الأميركي، وقد تحولت الرسالة إلى عريضة شعبية تبنتها حركة “موف أون” المعارضة للحرب، وتدعم التوجهات الليبرالية للرئيس باراك أوباما، وحصلت حتى إعداد هذا التقرير وخلال يومين من نشرها على توقيع حوالي 14 ألف مواطن أميركي.
التسليح والاختلافات
اعتبرت مصادر المعارضة أن أعضاء الكونغرس من موقعي الرسالة ليسوا في موقع يسمح لهم بوقف المساعدات للمعارضة السورية. وقال أبي شاهبندر، من مكتب الائتلاف في واشنطن، إن المعارضة السورية عملت “عن قرب مع الحكومة الأميركية لإعطاء الضمانات المطلوبة والتأكد أن هذه الأسلحة المتطورة سيتم استعمالها للدفاع عن الشعب السوري من غارات الأسد البربرية، وهي مدعومة من قبل الخبراء الروس”.
ومن الأساليب المطروحة لمراقبة هذه الأسلحة هو تزويدها بمجسات تتأكد من بصمات من يستعملها أو أجهزة تحديد المواقع GPS.
ومع هذا الجدل يبدو أن تزويد المعارضة السورية بصواريخ محمولة أو بأسلحة متقدمة مضادة للطيران مسألة بالغة التعقيد، فإلى جانب خطر وقوعها في أيدي إرهابيين، تزعزع هذه الصواريخ التفوق الجوي لسلاح الجو الإسرائيلي خصوصاً لو تم تسليمها لقوات الجيش الحر المرابطة في منطقة جنوب سوريا بين القنيطرة ودرعا.
ما يزيد الأمور تعقيداً على المعارضة السورية هو عدم إبداء الإدارة الأميركية الحماس الكافي لدعم الائتلاف والجيش السوري الحر، فالإدارة الأميركية مازالت تضع شروطاً كثيرة على الجربا والمجلس العسكري، وتعتبر أنهم لا يملكون جذوراً عميقة على الأرض في سوريا، حتى إن أحدهم وصف الائتلاف بأنه “وزارة خارجية”، وأشار إلى أن واشنطن لم تر بعد أن المعارضة في الخارج وفي الداخل تشكل هيكلية واحدة. كما تتملص الإدارة الأميركية من وعودها بالقول إن مسألة تسليح المعارضة مسألة عالقة في الكونغرس وليست بيد السلطة التنفيذية.
أما المعارضة السورية في واشنطن فتنتظر ما سنراه على الأرض.
دراسة بريطانية: الأزمة الإنسانية في سوريا “مدمرة”
كشفت دراسة بريطانية جديدة عن تأثيرات مدمرة على الأطفال في سوريا نتيجة للحرب الأهلية الدائرة في البلاد منذ ثلاث سنوات.
وبحسب الدراسة التي نشرتها جمعية “save the children”، فإن 1.2 مليون طفل على الأقل فروا من الصراع وأصبحوا لاجئين في الدول المجاورة، في حين أن 4.3 مليون طفل آخرين داخل سوريا يحتاجون لمساعدات إنسانية.
وشددت الدراسة على أن ما يجري في الأراضي السورية أكبر من أزمة، وأنها تهدد بانهيار نظام صحي كامل، ما يعرّض حياة وصحة الملايين من الأطفال للخطر.
وتقول الدراسة إنه “باختصار، الأزمة الإنسانية في سوريا أصبحت أزمة مدمرة للصحة، حيث إن 60% من المشافي و38% من منشآت الرعاية الصحية الأولية تضررت أو تدمرت، وانخفض إنتاج الأدوية بنسبة 70%، وتقريباً نصف أطباء سوريا غادروا البلد، فمثلا مدينة حلب التي يفترض أن يكون فيها 2500 طبيب لم يبق فيها إلا 36 طبيبا”.
وأشارت إلى أن البيوت أصبحت مشافي ميدانية، وتحولت غرف الجلوس إلى غرف عمليات.
وأضافت أن هذه المرافق الصحية القليلة المتبقية غير قادرة على التعامل مع الأعداد الضخمة للمرضى الذين يحتاجون للعلاج.
وتذكر الدراسة أن الأطفال في سوريا عاشوا عنفاً شديداً، ويقدّر أنه أكثر من 10 آلاف روح شابة فُقِدت كنتيجة مباشرة لهذا العنف.
فيما يقدر أن عدة آلاف من الأطفال قد ماتوا كنتيجة لعدم توافر علاج لأمراض مزمنة مهددة للحياة كالسرطان، الصرع، الربو، السكري، ارتفاع الضغط والقصور الكلوي.
ويصل معظم الأطفال إلى المراكز الصحية بإصابات ناجمة عن الحرب، لكن العيادات الصحية لا تحوي الأخصائيين ولا المعدات ولا الظروف الصحية اللازمة لعلاجهم.
وعلى صعيد آخر، فإن العاملين في المجال الصحي، والفرق الطبية والمرضى ومن ضمنهم الأطفال، معرضون للهجوم إما في طريقهم إلى المنشآت الصحية أو داخلها.
ووجهت الدراسة رسالة بالقول “لقد فشل المجتمع الدولي تجاه أطفال سوريا، وعلى قادة العالم أن يقفوا إلى جانب أصغر الضحايا في هذا الصراع وإرسال رسالة واضحة أن معاناة الأطفال وموتهم لن يمكن تحمّله أكثر”.
الجيش السوري يتقدم في المليحة
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
بث التلفزيون السوري شريطا مصورا، الاثنين، يظهر ما قال إنه تقدم للجيش السوري في بلدة المليحة بريف دمشق الشرقي.
ويظهر الشريط سيطرة قوات الجيش على عدد من الأبنية التي وصفها بالاستراتيجية، كما أظهر أيضا العمليات العسكرية والقتالية التي يخوضها الجيش هناك ضد مقاتلي المعارضة.
في المقابل كثفت كتائب المعارضة المسلحة، عملياتها العسكرية في البلدة التي تعد مدخل بلدات الغوطة الشرقية.
وكانت المعارضة قد عززت قواتها خلال اليومين الماضيين، لمواجهة تقدم قوات الجيش في معركة بدأت في البلدة منذ نحو شهرين تقريبا.
ويسعى الجيش إلى اقتحام البلدة، فيما يحاول مقاتلو المعارضة الاحتفاظ بها، على اعتبارها من أبرز بلدات تمركز المقاتلين في ريف دمشق.
اقتتال بين النصرة و” الدولة الإسلامية”
من جهة أخرى، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن اشتباكات لاتزال تدور، بين مقاتلي ما يعرف بالدولة الإسلامية في العراق والشام، من جهة ومقاتلي جبهة النصرة، وكتائب أخرى معارضة من جهة أخرى، في بلدات عدة بريف دير الزور.
ودفعت الاشتباكات السكان إلى النزوح من مناطق سكنهم، وعبور نهر الفرات للهروب، مما قالوا إنها معارك حامية بين الطرفين، حسبما بث نشطاء المعارضة في شريط مصور.
الإبراهيمي يحذر من تحول سوريا لدولة فاشلة يديرها أمراء الحرب
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — حذر المبعوث الأممي والعربي المشترك لسوريا السابق، الأخضر الإبراهيمي، من أن سوريا، الدولة العربية التي تطحنها حرب اهلية دامية تدخل عامها الرابع، تتجه لأن تصبح دولة فاشلة يديرها أمراء الحرب.
ونبه الإبراهيمي، في مقابلة مع “دير شبيغل” الألمانية، إلى أن عدم التوصل إلى حل، فأن النزاع لن يقف عند سوريا بل يهدد المنطقة بأسرها بالانفجار. إنه يزعزع أصلاً استقرار لبنان.”
وأشار إلى أن سوريا ستتحول إلى صومال ثانية: “لن يتم تقسيمها، كما يتهكن كثيرون، بل ستتحول إلى دولة فاشلة ينتشر فيها أمراء الحرب.”
كما حذر مبعوث السلام السابق الدول الأوروبية من خطر الأزمة السورية، حيث يشارك المئات من المقاتلين الغربيين في الحرب الدائرة هناك.
وأضاف: “هناك 500 أو 600 فرنسي، وعدد مماثل من البريطانيين، هناك عدة الالاف من غير السوريين منخرطون مع “داعش” يعتقدون بإمكانية بناء دولة إسلامية في العالم، بدءا من برلين.. أليس هذا بتهديد؟”
وتحدث عن جرائم حرب يرتكبها طرفا النزاع في سوريا مضيفا: “جرائم الحرب ترتكب كل يوم.. التجويع يستخدم كسلاح، عندما تحرم الماء والغداء عن 250 ألف شخص، ماذا يمكن تسمية ذلك.”
وتابع: “في الوقت عينه، تستخدم بعض الجماعات المسلحة المدنيين كدروع بشرية.. لكن للنظام دولة وجيش مؤلف من 300 ألف جندي وله طائرات، هذا ما لا تملكه المعارضة”، طبقا لما أوردت “دير شبيغل” على موقعها الإلكتروني.
واستقال الإبراهيمي من منصبه كمبعوث للسلام أواخر مايو/أيار الماضي، بعدما فشلت الجهود الدبلوماسية في إيجاد حل للحرب الدامية التي راح ضحيتها أكثر من 162 ألف منذ بدايتها كانتفاضة شعبية في مارس/آذار 2011.
رئيس تيار سوري معارض: المدنيون المنشقون عن النظام أكثر كفاءة من المعارضة
روما (9 حزيران/يونيو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
رحّب معارض سوري باختيار أصحاب وظائف مدنية منشقين عن النظام لترأس العمل السوري المعارض، باعتبار أنهم “أكثر حرفية وأفضل أداء”، وانتقد أداء ائتلاف قوى الثورة بتركيبته الحالية وقال إنهم “يعيقون تقدّم الثورة”، على حد وصفه.
وبالنسبة لتداول اسم رئيس الوزراء المنشق رياض حجاب كرئيس محتمل مرتقب للائتلاف خلفاً لأحمد الجربا في الانتخابات المرتقبة مطلع الشهر المقبل، قال عمار قربي، أمين عام تيار التغيير الوطني، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “لقد أثبتت التجارب أن المنشقين عن النظام من أصحاب الوظائف المدنية كانوا أفضل أداءً وتعاطياً مع الناس والثورة، وأعتقد أن حجاب يبقى رجل دولة”، حسب وصفه.
وحول أداء الائتلاف بتركيبته الحالية قال قربي “لم يعد الائتلاف ممثلاً للشعب السوري كما كنا نأمل، حتى عربياً لم يعد له ذلك النفوذ والسمعة، ونفس الشيء غربياً، إنه يمثّل حالياً الذريعة الوحيدة للمجتمع الغربي كي يبرروا انسحابهم واستقالتهم من دعم الثورة أو دعم الشعب” السوري
وعن التجمعات التي يتم العمل عليها والتي قيل أن قياديين في الائتلاف منضمون لها، قال الناشط الحقوقي “لقد اعتاد كهنة المعارضة السورية على تبديل الأشكال السياسية كما يبدلون بدلاتهم، وكأن المشكلة في الاسم أو الشكل، بينما المشكلة الحقيقية بهم أنفسهم، فمن مؤتمر الإنقاذ إلى حكومة انتقالية متخيلة أعلنها أحد قدامى محاربي المعارضة ومجلس أمناء الثورة مروراً بالمجلس الوطني ووصولاً لائتلاف قوى الثورة والمعارضة، كل تلك التشكيلات عملت بطريقة مشايخ السلطان وأفتت بكل المخالفات وأهدرت الأموال التي خصصت لمحاكمة رموز النظام، وأي تشكيل بعيد عن الائتلاف وشخوصه يمكن أن ننظر إلى برنامجه وإن كان مناسباً سنمد يدنا له
ناشط سوري معارض: تسوية وشيكة بين مقاتلي المعارضة في حمص والنظام
روما (9 حزيران/يونيو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أكّد ناشط سوري معارض أن قادة الكتائب الثورية المسلحة في المدينة ينوون عقد هدنة أخرى مع النظام بهدف فك الحصار عن نحو 340 ألف من سكان المدينة تحاصرهم قوات النظام.
وقال عضو مجلس قيادة الثورة، بدوي أبو جعفر المغربل لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “ينوي الثوار عقد هدنة مع النظام لكثرة المدنيين في هذا الحي، حيث يقطنه ما يزيد عن 340 ألف حمصي، وهذا الأمر في غاية الخطورة على الثورة، أي تسليم مناطق يسيطر عليها الجيش السوري الحر للنظام السوري الإجرامي كورقة تفاوض لخروج المقاتلين إلى الريف الشمالي كما حصل في حمص القديمة” وفق قوله.
وعن أهداف المصالحة والرابح منها، قال الناشط السوري “الرابح الأكبر في هذا الموضوع هو النظام السوري، لأنه بينما كانت السيطرة للجيش الحر يحاول اليوم النظام أن يستعيد السيطرة لنفسه، وما لم يستطع أخذه بالقوة يأخذه على طبق من ذهب بسهولة”.
وكان الائتلاف الوطني قد اتهم قوات النظام بإعدام قرابة 20 شخصاً ونقل أكثر من 80 آخرين من مقاتلي حمص إلى إحدى فروع المخابرات العسكرية في دمشق ممن سلموا أنفسهم وخرجوا من أحياء حمص المحاصرة بعد أن تم الاتفاق مع النظام برعاية الأمم المتحدة على أن يُطلق سراحهم حال تسليم أسلحتهم.
وفي هذا الصدد، أوضح الناشط “لقد قام النظام باعتقال أكثر من 386 مقاتلاً ممن قاموا بتسوية أوضاعهم في حمص وبعد منحهم الأمان، وغدر النظام بهم، فقام أولاً باقتيادهم إلى الأفرع الأمنية ومن بينهم نشطاء إعلاميين مثل (خ ـ ت) وغيره من النشطاء، ومن ثم أطلق سراح البعض ممن يقل أهمية عن الناشطين، وبلغنا أنه تم نقل ما يقارب 21 شخصاً إلى عدة أفرع أمنية منها الأمن العسكري والمخابرات الجوية وأخيراً إلى فرع فلسطين في دمشق وقام بتصفيتهم في ساحة الفرع، وعلمنا من أحد الموجودين هناك أنه تم تصفيتهم في الثاني من الشهر الجاري، بالإضافة إلى نقل ما يقارب 58 إلى بقية الأفرع وإبقاء الآخرين في مدرسة الأندلس في حمص حتى يتم القرار بإطلاق سراحهم
عضو اللجنة التحضيرية: الهيئة السياسية السورية الجديدة تسعى لتشكيل مرجعية للسوريين
روما (9 حزيران/يونيو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أكّد عضو اللجنة التحضيرية لـ (المؤتمر الوطني العام) المنوي الإعلان عنه قريباً أن هذا الجسم السياسي الجديد سيسعى لبلورة طبقة سياسية معارضة مستقلة الرأي والقرار والإرادة وذات رؤى واضحة جداً تسعى لاستقلال القرار الوطني وتحريره وتوحيد قوى الثورة وتشكيل مرجعية سورية تحظى باحترام الداخل والخارج بهدف إسقاط النظام، وأشار إلى أن الهيئة السياسية الجديدة شكَّل لجنة تحضيرية وأرسلت الدعوات لشخصيات سورية منها من ائتلاف قوى الثورة والمعارضة
وقال عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر ورئيس تيار المستقبل السوري زاهر بعدراني، في تصريح خاص لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “بداية لا بد من التوضيح أن فكرة عقد مؤتمر وطني عام ليست وليدة يوم وليلة ولكن تمّ تفعيلها في هذه الأيام بناءً على المتغيرات الدولية والظروف الإقليمية التي باتت تؤثر مدّاً وجزراً على الثورة السورية سواءً على الأرض في الداخل ـ مع الثوار ـ أو في الخارج ـ الحراك السياسي ـ، إضافةً لنتائج الانتخابات الأخيرة في سورية التي أعادت تكريس رأس الهرم الأمني للنظام السوري رئيساً لولاية دستورية جديدة” وفق قوله
وأضاف “كل ذلك استدعى تحرّكاً من شخصيات وطنيَة ثوريَة ـ مدنيَة وعسكرية ـ أفراداً وتيارات وكُتل لوضع تصوّر واضح المعالم من خلال طرح ورقة عمل سياسية جامعة تحت مُسمّى (المؤتمر الوطني العام)، وتحت هذا المُسمّى شكَّل المؤتمر لجنته التحضيرية والتي باشرت العمل على وضع الأطر الأساسية لتوجيه الدعوات أولاً ومن ثم صياغة المعايير الرئيسية لتشكيل اللجان المختصة ولطرحها على طاولة النقاش الوطني رجاء إقرارها كورقة عمل سياسي تحمل في طياتها خارطة طريق مستقبلية وفق المعايير الوطنية” وفق قوله
وأكّد بعدراني أن المشروع الجديد لن يستثني أحداً من قوى المعارضة السورية الثورة، وقال “هنا يجدر الإشارة إلى أن هذا العمل الوليد لا يستثني أحداً ممن هم اليوم في ساحة العمل الثوري ـ سياسياً وعسكرياً ومدنياً” وفق تأكيده
وفيما إن كان هناك بين المشاركين شخصيات من ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية، قال “لقد تمّ حتى اليوم توجيه مئات الدعوات لشخصيات سورية وطنية للمشاركة تحت مظلّة (استقلال القرار الوطني وتوحيد قوى الثورة) ومنها شخصيات من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة ـ كمستقلّين ـ، ومن هنا فإن المؤتمر الوطني العام يُرحّب بكل من يجد في مشروعنا الذي سيطرح خلال الفترة القريبة القادمة مشروعاً مشتركاً لتوحيد الجهود وتحرير القرار الوطني من الأسر والعودة فيه إلى الأصل الذي من أجله كانت ثورتنا السورية”، ألا وهو “استقلال قرارها الوطني وتصويب بوصلتِه مع تشكيل مرجعية سورية تحظى باحترام الداخل والخارج من خلال مشروع وطني ثوري يوحّد قوى وفصائل المعارضة السورية السياسية والثورية للوصول إلى الأهداف الاستراتيجية للثورة مِن إسقاط نظام الطغيان وبما يعزّز القواسم المشتركة في الأفكار والرؤى ويتجاوز الخلافات البينية والتي باتت تشكّل الهم الأكبر لأهلنا خصوصاً في الداخل السوري” حسب قوله
وفيما إن كان أصحاب هذا المشروع يؤمنون بأن الحل السياسي للأزمة السورية ما يزال ممكناً، قال بعدراني، ممثل اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني العام “إنّ اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني العام ـ استقلالية القرار السوري ـ ما تزال من خلال هذا الجسم السياسي الوليد تؤمن أنّ الحل السياسي هو على رأس الحلول التي يجب تفعيلها والعمل عليها ولكن بآلية جديدة منطلقها (استقلالية القرار الوطني السوري وتوحيد قوى الثورة)، ومن هنا، فإنّ المؤتمر يسعى لبلورة طبقة سياسية معارضة مستقلة الرأي والقرار والإرادة، وذات رؤى واضحة جداً لمتطلبات التعايش والانسجام مع المجتمع الدولي المحيط بنا، مع تصوّر صحيح لشكل ومضمون الدولة السورية الجديدة بعيداً عن التَطرف والإرهاب والأدلجة المخرّبة والديكتاتورية وممارساتها، يكونُ لها مواصفات ذاتية محددة تستند على قاعدة الحراك الثوري في الداخل (مدني وعسكري)، مستعلية عن سياسة الإكراه والإملاء والاشتراط، ويكون لها مقومات ذاتية على مستوى (رجال دولة سوريين حقيقيين) تُغنيها عن اللَّحاق أو الركض وراء هذا المحور أو ذاك، ومترفعة عن مهنة المُقاولات السياسية التي راجت في سوق المعارضة القائم الآن، إيماناً بعدالة وصدق قضيتنا ونبل وشرَف أهداف ومبادئ ثورتنا” وفق ذكره
وكانت وكالة (آكي) الايطالية للأنباء قد نقلت عن معارضين سوريين من الائتلاف ترجيحهم رئاسة رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب لهذه الهيئة السياسية، وأكّدت على أنها لم يتسن لها التأكد من صحة المعلومة من مصادرها، وهو أمر نفاه المكتب الإعلامي لحجاب
انقرة وطهران تتعهدان بالتعاون لانهاء النزاعات وخاصة النزاع السوري
تعهد الرئيسان التركي عبد الله غول والايراني حسن روحاني الاثنين بالتعاون من اجل وضع حد للنزاعات التي تعصف بالشرق الاوسط وخاصة النزاع في سوريا، المنقسمين بشانه، وذلك لاعادة “الاستقرار” الى المنطقة.
وقال غول في مؤتمر صحافي في ختام مباحثاته مع الرئيس الايراني “نرغب معا في انهاء المعاناة في المنطقة ونعتزم التوصل الى ذلك. ويمكن للجهود المشتركة لتركيا وايران ان تقدم مساهمة كبرى في هذا الصدد”.
من جانبه قال روحاني ان “ايران وتركيا، اكبر بلدين في المنطقة، عازمتان على محاربة التطرف والارهاب”.
واضاف الرئيس الايراني ان “عدم الاستقرار السائد في المنطقة لا يخدم احدا لا في المنطقة ولا في العالم. وقد وافق بلدانا على العمل معا وبذل اقصى ما في وسعهما”.
ومتطرقا بالتحديد الى الوضع في سوريا وفي مصر، اعتبر روحاني انه “من المهم ان يتمكن هذان البلدان من تحقيق الاستقرار والامن وان يتم احترام تصويت شعبيهما ووضع حد للحرب واراقة الدماء والاقتتال الاخوي”.
وتختلف انقرة وطهران منذ اكثر من ثلاث سنوات بشان النزاع السوري. ففي حين تعد ايران الحليف الاقليمي الرئيسي لنظام الرئيس بشار الاسد تدعم تركيا المعارضة السورية.
وذكرت وكالة الانباء الايرانية الرسمية ان روحاني ارسل الاحد برقية تهنئة الى الاسد على “فوزه بالرئاسة” في الانتخابات التي جرت في 3 حزيران/يونيو الحالي في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام امام مرشحين غير معروفين.
في المقابل وصفت وزارة الخارجية التركية الاثنين هذه الانتخابات ب”الباطلة” معتبرة انه “من المستحيل اخذها بجدية”.