أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين 09 كانون الثاني 2017

قصف وادي بردى بعد رفض «هدنة المياه» الروسية

لندن، بيروت، دمشق – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

صعّدت القوات السورية قصف مناطق وادي بردى بعد فشل جولة اولى من المفاوضات بين ضابط روسي ووجهاء المنطقة لتحييد مياه عين الفيجة عن المعارك الدائرة في المنطقة الممتدة بين دمشق وحدود لبنان، في وقت قتل عدد من عناصر القوات النظامية في تفجير سيارة بين دمشق والجولان المحتل. وأجرى علي شمخاني رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني منسق العلاقات العسكرية بين موسكو وطهران ودمشق محادثات مع الرئيس بشار الأسد الذي نقل نائب فرنسي قوله انه «مستعد للتفاوض مع فصائل مقاتلة في مفاوضات آستانة قبل نهاية الشهر الجاري». واقتربت قوات كردية وعربية من سد الفرات الإستراتيجي الذي يسيطر عليه «داعش».

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «عدد الغارات التي نفذتها طائرات حربية منذ صباح الأحد، على مناطق في قريتي عين الفيجة وبسيمة بمنطقة الوادي، ارتفع الى 13 وسط قصف القوات النظامية مناطق في وادي بردى وجرودها» وذلك بعد فشل جولة من المفاوضات لـ «هدنة المياه» في نبع الفيجة الذي يغذي العاصمة بمياه الشرب.

وكان «المرصد» افاد بأن ورش الإصلاح وصلت إلى مناطق سيطرة القوات النظامية في وادي بردى، وتنتظر تأمين دخولها إلى المنطقة وعين الفيجة، للمباشرة بعملية تقويم الأضرار وإصلاحها. وأشار الى أن «مشروع الاتفاق في وادي بردى يقضي بتحييد المياه عن أي اشتباكات أو اقتتال».

في المقابل، افادت صفحة «هيئة الإعلام في وادي بردى» المعارضة أمس بأن وفداً محلياً من أبناء المنطقة «ذهب الى حاجز رأس العامود الذي يوجد عنده ضابط روسي مكلف حل الوضع في المنطقة ومتابعته». وحمّل الضابط الوفد رسالة مفادها: «يُرفع العلم السوري فوق منشأة نبع عين الفيجة وتدخل الورشات لإصلاح النبع وبعدها يتم التفاوض تدريجاً وتنفيذ البنود وعلى رأسها إعادة أهالي قريتي إفرة وهريرة الى قراهم». وحمل الوفد الرسالة واجتمع مع أهل الحل والربط في قريتي عين الفيجة وبسيمة وقوبلت طلبات الضابط الروسي بالرفض القطعي».

وتابعت «الهيئة»: أن «الوفد عاد وأخبر الضابط الروسي رد الأهالي والثوار وممثلي الهيئات المدنية. حينها استشاط الضابط غضباً وأخبر الوفد حرفياً برسالة أخرى أقسى ومفادها: «تدخل الورشات لإصلاح نبع الفيجة ومعها كتيبة مشاة من الحرس الجمهوري (في القوات النظامية السورية) بسلاحهم الفردي ومهمة الكتيبة تأمين الحماية للورشات وفي حال رفض أهل الحل والربط هذا الطرح فإن الطيران الروسي سيجعل قريتي بسيمة وعين الفيجة أرضاً مستوية».

وذكر «المرصد» ان «اربعة اشخاص بينهم عناصر من القوات النظامية قتلوا بتفجير بآلية مفخخة استهدفت منطقة في بلدة سعسع قرب نقطة لقوات النظام، بالريف الغربي لدمشق» وبثت «فتح الشام» (جبهة النصرة) صوراً للتفجير وتبنت العملية.

وعلى صعيد المعارك ضد «داعش»، افاد «المرصد» امس بتحقيق فصائل «درع الفرات» التي يدعمها الجيش التركي تقدماً اضافياً غرب الباب وسط أنباء عن «حرب شوارع» مع تنظيم «داعش» في المدينة معقل التنظيم بين حلب وتركيا، في وقت اقتربت «قوات سورية الديموقراطية» الكردية – العربية من سد الفرات الإستراتيجي بعد سيطرتها اول من امس على قلعة جعبر التاريخية في بحيرة الفرات.

الى ذلك، افادت «وكالة الأنباء السورية الرسمية» (سانا) امس بأن الأسد «اعتبر خلال لقائه شمخاني أن تحرير مدينة حلب من قبضة الإرهابيين يشكل محطة مهمة نحو الانتصار في الحرب المفروضة على سورية إلا أن المرحلة المقبلة لن تكون سهلة». وأشارت الى ان شمخاني التقى ايضاً اللواء علي مملوك رئيس مكتب الأمن الوطني و «ناقشا التعاون الوثيق بين البلدين الشقيقين بخاصة في مجال الحرب ضد التنظيمات الإرهابية».

وكان الأسد أعلن خلال لقاء استمر اكثر من ساعة مع ثلاثة نواب فرنسيين أنه «يعوّل كثيراً» على مفاوضات آستانة وأنه «مستعد للحوار» مع 91 فصيلاً معارضاً.

 

الأسد: الهدنة لا تشمل وادي بردى

بيروت ـ أ ف ب

أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن منطقة وادي بردى غير مشمولة باتفاق وقف إطلاق النار، مبدياً استعداده للتفاوض حول كل الملفات في محادثات آستانة، باستثناء مسألة بقائه في السلطة.

يأتي ذلك في وقت أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» اليوم (الإثنين) بتجدد الاشتباكات في محاور عدة في وادي بردى بعد هدوء نسبي شهدته الجبهة خلال الأيام الماضية، إثر فشل التوصل إلى اتفاق بين الأطراف يتيح عملية إصلاح المضخات في مقابل وقف الأعمال العسكرية».

وقال الأسد في مقابلة مع وسائل إعلام فرنسية، بحسب ترجمة عربية نشرتها «وكالة الأنباء السورية الرسمية» (سانا) اليوم، إن «وقف إطلاق النار لا يشمل النصرة وداعش»، لافتاً الى أن منطقة وادي بردى «التي تشمل الموارد المائية للعاصمة دمشق تحتلها النصرة.. وبالتالي فهي ليست جزءاً من وقف إطلاق النار».

وأضاف الرئيس السوري أن «دور الجيش هو تحرير تلك المنطقة لمنع الإرهابيين من استخدام المياه لخنق العاصمة».

وبدأ الجيش هجوماً للسيطرة على المنطقة في 20 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، وتسببت المعارك بعد يومين من اندلاعها بانقطاع المياه بالكامل عن معظم أحياء دمشق، نتيجة تضرر إحدى مضخات المياه الرئيسة بحسب ما ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

وتبادل طرفا النزاع الاتهامات بالمسؤولية عن قطع المياه، في وقت شددت الامم المتحدة على ان اعمال التخريب والحرمان من المياه تعد «جرائم حرب».

وتقول موسكو ودمشق ان الهدنة تستثني جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً) في وقت تنفي الفصائل المعارضة ذلك، وتصر على انه لا وجود لمقاتلي الجبهة في وادي بردى.

ومن المفترض أن يؤدي استمرار وقف إطلاق النار إلى مفاوضات سلام مرتقبة بين الأطراف السورية في العاصمة الكازاخستانية آستانا، نهاية الشهر الحالي.

وخلال المقابلة، أعرب الأسد عن استعداده للتفاوض حول كل الملفات باستثناء مسألة بقائه في السلطة، موضحاً «نحن مستعدون للتفاوض حول كل شيء. عندما تتحدث عن التفاوض حول إنهاء النزاع في سورية فكل شيء متاح وليست هناك حدود لتلك المفاوضات».

ورداً على سؤال حول استعداده لمناقشة مصيره كرئيس، اجاب الأسد «نعم، لكن منصبي يتعلق بالدستور، والدستور واضح جدا حول الآلية التي يتم بموجبها وصول الرئيس إلى السلطة أو ذهابه (…) الشعب السوري كله ينبغي أن يختار الرئيس». لكنه أردف متسائلاً «من سيكون هناك من الطرف الآخر؟ لا نعرف حتى الآن. هل ستكون معارضة سورية حقيقية لها قواعد شعبية في سورية؟».

وفي هذا الإطار، اعتبرت بسمة قضماني عضو الوفد المفاوض، المنبثق عن المعارضة السورية، أن «الروس هذه المرة جادون وحازمون. يريدون الخروج من النزاع، ذهبوا في الخيار العسكري أبعد مما كان في مصلحتهم». وتابعت «لا يمكن للروس تحقيق نصر كامل، فذلك سيستمر لأعوام (…) ولهذا هم يريدون الآن حلاً سياسياً وأن يكون هذا اللقاء في آستانة ذات مصداقية».

وفي سياق منفصل، أكد «المرصد» ومصدر من «قوات سورية الديموقراطية» أن مروحيات تابعة للتحالف الدولي لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) نفذت إنزالاً برياً أمس في ريف دير الزور في شرق سورية، وتمكنت من قتل 25 متطرفاً على الأقل.

ومن جهته أكد التحالف في بريد الكتروني أنه تم «تنفيذ عملية في المنطقة”، من دون إعطاء اي تفاصيل اضافية.

وافاد مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن بأن «أربع طائرات مروحية تابعة للتحالف الدولي، نفذت أمس انزالاً في قرية الكبر في ريف دير الزور الغربي استمر لساعتين».

وقال إن «القوات التي كانت على متن المروحيات استهدفت بعد نزولها على الأرض، حافلة تقل 14 عنصراً من التنظيم، ما أدى الى مقتلهم جميعاً»، موضحاً أن «القوات هاجمت محطة للمياه يسيطر عليها التنظيم في القرية وخاضت معه اشتباكات عنيفة، تسببت بمقتل 11 متطرفاً على الأقل».

واكد مصدر قيادي من «قوات سورية الديموقراطية»، وهي تحالف مقاتلين عرب وأكراد تدعمهم واشنطن،«أربع مروحيات أميركية من طراز أباتشي إضافة إلى مروحيتي حماية» نفذت الانزال في القرية الواقعة على بعد اربعين كيلومتراً غرب مدينة دير الزور النفطية والحدودية مع العراق.

وبحسب المصدر فإن الإنزال استهدف «آليات عدة تابعة لمسلحين من داعش كانوا قادمين من مدينة الرقة وتم الاشتباك معهم وقتل عدد منهم وأسر آخرون»، مؤكداً أن الهجوم «كان يستهدف قياديين مهمين من التنظيم».

واوضح مصدر عسكري سوري أن «رادارات الجيش رصدت عملية الانزال» اثناء حدوثها، من دون ان يحدد هوية المروحيات التي نفذتها.

ويسيطر «داعش» على اجزاء واسعة من محافظة دير الزور منذ العام 2014، ومنذ كانون الثاني (يناير) 2015، بات التنظيم يسيطر على اكثر من ستين في المئة من مدينة دير الزور ويحاصر مئتي الف من سكانها على الاقل.

وغالبا ما يستهدف التحالف الدولي مواكب للتنظيم في سورية، ويوقع العديد من الخسائر في صفوفهم لكن من النادر ان ينفذ عمليات انزال برية مماثلة. وكانت اخر ضربة جوية اعلن عنها «البنتاغون» في 13 كانون الأول (ديسمبر) الماضي تسببت بمقتل ثلاثة قياديين ضالعين في تجنيد متطرفين والتخطيط لاعتداءات خارج سورية.

 

مفاوضات بين وفد روسي ووجهاء وادي بردى… وتفجير سيارة قرب دمشق

لندن – «الحياة»

أفيد أمس بحصول مفاوضات بين وفد من وجهاء أهالي وادي بردى من جهة ووفد عسكري روسي من جهة ثانية لإصلاح المياه في عين الفيجة وتحييد المصدر الرئيسي للمياه الى دمشق عن المعارك بين دمشق وحدود لبنان، وسط استمرار الغارات والقصف من القوات النظامية السورية، في وقت قتل وجرح عدد من الأشخاص بينهم عناصر من القوات النظامية في تفجير بين دمشق والجولان. كما قتل آخرون بقصف غرب حلب. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أنه توقع دخول «ورشات الصيانة للبدء في إصلاح محطات ضخ المياه» في عين الفيجة في وادي بردى، حيث أبلغت مصادر «المرصد» بأن الورشات وصلت منذ صباح أمس إلى مناطق سيطرة قوات النظام في وادي بردى بريف دمشق، وتنتظر تأمين دخولها إلى منطقة وادي بردى ومنطقة عين الفيجة، للمباشرة بعملية تقييم الأضرار وإصلاحها.

ونشر «المرصد السوري» ليل أول من أمس نسخة من ورقة الوسطاء عن الاتفاق بين طرفي القتال الذي «اشترط إعادة ضخ المياه من نبع عين الفيجة ووادي بردى إلى العاصمة دمشق، وأن على كل طرف الالتزام بتنفيذ الاتفاق الذي سيتم تنفيذ بنوده بعد إعادة ضخ المياه إلى العاصمة دمشق، على أن يتحمل كل جانب مسؤولية عرقلة الاتفاق أو إعاقة تنفيذ بنود». حيث نشر أن «الاتفاق الذي جرى في وادي بردى يقوم على تحييد المياه عن أي اشتباكات أو اقتتال، وإدخال ورشات صيانة لإصلاح النبع ومضخات المياه، وإعادة ضخ المياه إلى العاصمة دمشق، لإثبات أن الفصائل ليست هي من قطعت المياه عن العاصمة، حيث يقوم اتفاق وقف إطلاق النار على تحييد المياه عن العمليات العسكرية الجارية في المنطقة، وضمان دخول ورشات الإصلاح وعدم التعرض لها».

وجاء في الاتفاق: «يعفى المنشقون والمتخلفون عن الخدمة العسكرية لمدة 6 أشهر، تسليم السلاح المتوسط والثقيل والخفيف، تسوية أوضاع المطلوبين لأية جهة أمنية كانت، عدم وجود أي مسلح غريب في المنطقة من خارج قرى وادي بردى ابتداء من بسيمة إلى سوق وادي بردى». وبالنسبة الى «المسلحين من خارج المنطقة، يتم إرسالهم بسلاحهم الخفيف إلى إدلب مع عائلاتهم». وبالنسبة الى «مقاتلي وادي بردى من يرغب منهم بالخروج من المنطقة يمكن خروجهم إلى إدلب بسلاحهم الخفيف. عدم دخول الجيش إلى المنازل، في المقابل يدخل الجيش إلى قرى وادي بردى، ووضع جواجز عند مدخل كل قرية، عبر الطريق الرئيسية الواصلة بين القرى العشر ويمكن لأبناء قرى وادي بردى من المنشقين أو المتخلفين العودة للخدمة في قراهم بصفة دفاع وطني ويعد هذا بمثابة التحاقهم بخدمة العلم أو الخدمة الاحتياطية. نتمنى عودة الموظفين المطرودين إلى وظائفهم».

في المقابل، أفادت صفحة «هيئة الإعلام في وادي بردى» المعارضة أمس بأن وفداً محلياً من أبناء المنطقة «ذهب الى حاجز رأس العامود الذي يتواجد عليه الجنرال الروسي المكلف بحل الوضع في المنطقة ومتابعته وحمّل الجنرال الوفد رسالة مفادها: يُرفعُ العلم السوري فوق منشأة نبع عين الفيجة وتدخل الورشات لإصلاح النبع وبعدها يتم التفاوض تدريجياً وتنفيذ البنود وعلى رأسها إعادة أهالي قريتي إفرة وهريرة لقراهم. وفي المقابل، حمل الوفد الرسالة ونزل بها عند المساء واجتمع مع أهل الحل والربط في قريتي عين الفيجة وبسيمة وقوبلت طلبات الجنرال الروسي بالرفض القطعي».

وتابعت «الهيئة» في تقرير: «عاد الوفد وأخبر الجنرال الروسي بردّ الأهالي والثوار وممثلي الهيئات المدنية. حينها استشاط الجنرال الروسي غضباً وأخبر الوفد حرفياً برسالة أخرى أقسى من سابقتها ومفادها: تدخل الورشات لإصلاح نبع الفيجة وتدخل معها كتيبة مشاة من الحرس الجمهوري (في القوات النظامية السورية) بسلاحهم الفردي ومهمة كتيبة المشاة تأمين الحماية للورشات وفي حال رفض أهل الحل والربط هذا الطرح فإن الطيران الروسي صباح سيجعل من قريتي بسيمة وعين الفيجة أرضاً مستوية واحدة». وزادت: «حمل الوفد هذه الرسالة في ساعات الليل وعادوا بها للمعنيين واجتمع ممثلو القرى المعنية وممثلو الهيئات المدنية وممثلو الفصائل العسكرية وشيوخ من أغلب قرى المنطقة واستمر النقاش لساعات وخرجوا برسالة تبلغ للجنرال الروسي مفادها: أن الذين اجتمعوا مساءً لا يأخذون قرار عن منطقة تضم ١٥٠ الف نسمة لوحدهم وسيعودون لجميع الممثلين وكبار العائلات وممثلي الفصائل والقرار الأهم هو للثوار المرابطين على الثغور وتم الإجماع على شخصين ممثلين للمنطقة هما الشيخ صافي علم الدين والأستاذ سالم نصر الله بحيث يذهبان لحاجز راس العامود ويبلغان الجنرال الروسي بما تم الاتفاق عليه».

ميدانياً، استهدفت رشاشات ثقيلة والمدفعية الثقيلة صباح أمس مرتفعات قرى المنطقة. كما استهدفت قناصة الحرس الجمهوري قرية عين الفيجة مساء أول أمس تزامنت مع إطلاق قذيفتي هاون على القرية ضمن الحملة التي قطعت يومها السابع عشر على التوالي.

في جنوب غربي دمشق، قال «المرصد» انه «ارتفع الى نحو 13 عدد الغارات التي نفذتها طائرات حربية منذ صباح اليوم (امس) على مناطق في قريتي عين الفيجة وبسيمة بمنطقة الوادي، وسط قصف لقوات النظام على مناطق في وادي بردى وجرودها، كذلك تستمر الاشتباكات بين الفصائل المقاتلة والإسلامية من جهة، وتنظيم «داعش» من جهة أخرى، في عدة محاور بالجبل الشرقي في القلمون، وسط استهداف الفصائل لتمركزات التنظيم في المنطقة بالمدفعية والصواريخ، ومعلومات مؤكدة عن مزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين».

وقال «المرصد» أيضاً «أن اربعة أشخاص على الأقل «قتلوا في التفجير بآلية مفخخة الذي استهدفت منطقة في بلدة سعسع قرب نقطة لقوات النظام، بالريف الغربي لدمشق، فيما سقط عدد من الجرحى، ولا يعلم ما إذا كان جميع الذين قضوا هم من عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها». وبثت «فتح الشام» (جبهة النصرة) صوراً للتفجير وتبنت العملية.

وبين دمشق ودرعا، قال «المرصد» انه «لا تزال الاشتباكات مستمرة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة وعناصر من جبهة فتح الشام من جهة أخرى، في محاور بمنطقة اللجاة في الريف الشرقي لدرعا، وسط قصف عنيف ومكثف ومتبادل بين الطرفين، في محاور الاشتباك، بينما استهدفت الفصائل تمركزات ومناطق سيطرة قوات النظام في إزرع وتل محجة كبير وتل محجة صغير قرب اتستراد دمشق – درعا، في محاولة من الفصائل فك الحصار عن محجة والضغط على قوات النظام، يشار إلى أن قرى وبلدات منطقة اللجاة تشهد منذ أيام قليلة تصعيداً للقصف من قبل قوات النظام والطائرات الحربية والمروحية في محاولة منها اقتحام بلدة محجة المحاصرة وذلك عن طريق إتباع سياسة الأرض المحروقة».

في الشمال، قال «المرصد» انه «سمع دوي انفجار في مدينة حلب، ناجم عن سقوط قذيفة على منطقة في حي حلب الجديدة، دون معلومات عن خسائر بشرية، في حين ارتفع إلى 7 على الأقل بينهم مواطنة عدد الشهداء الذين قضوا جراء قصف لقوات النظام بالقذائف الصاروخية على مناطق في قرية أبو طلطل بالريف الشرقي لحلب، وعدد الشهداء مرشح لارتفاع لوجود نحو 15 جريحاً بينهم أطفال بعضهم بحالات خطرة».

 

الهدنة الروسية – التركية

وقال «المرصد» في تقرير منفصل ان «الهدنة التركية – الروسية مستمرة في يومها التاسع على التوالي منذ بدء تطبيقها، حيث يستمر سريان وقف إطلاق النار في عدد من المناطق السورية فيما سجل المرصد السوري مزيداً من الخروقات في عدد من المناطق السورية». وأوضح: «استهدفت الطائرات الحربية بالرشاشات الثقيلة أماكن في منطقتي الراشدين وكفرناها بريف حلب الغربي، فيما قصفت طائرات حربية أماكن في منطقتي خان طومان وبلدة العيس بالريف الجنوبي لحلب، في حين سقطت قذائف على مناطق في حي السبيل ومنطقة السريان القديمة بمدينة حلب، ما أسفر عن أضرار مادية، كما استهدفت الطائرات الحربية وقوات النظام بعشرات الضربات الجوية والصاروخية خلال الساعات الفائتة، مناطق في بلدات وقرى تل الضمان وقنيطرات وسرج فارع والسميرية وبنان الحص والواجد والنعمانية والمنطار وكفركار ومناطق أخرى بريف حلب الجنوبي، بينما قصفت قوات النظام مناطق في قرية بابيص بريف حلب الغربي، في حين استهدف الطيران الحربي بالرشاشات الثقيلة بعد منتصف ليل أمس أماكن في بلدة كفر حمرة بريف حلب الشمالي الغربي وبلدة الأورم الكبرى بريف حلب الغربي، وأماكن أخرى في منطقة الإيكاردا جنوب حلب، أيضاً تعرضت أماكن في منطقتي عيدون والدلاك بريف حماة الجنوبي لقصف من قوات النظام، بينما استهدفت الفصائل المقاتلة بعدد من القذائف الصاروخية أماكن في بلدة الربيعة التي تسيطر عليها قوات النظام في الريف الغربي لمدينة حماة، كما قصفت قوات النظام أماكن في قرية لحايا الواقعة بالريف الشمالي لحماة، في حين جددت الطائرات المروحية قصفها بالبراميل المتفجرة على مناطق في بلدة مورك بريف حماة الشمالي، فيما قصفت قوات النظام مناطق في قرية أم شرشوح بريف حمص الشمالي، بينما تعرضت أماكن في المزارع الغربية لمدينة تلبيسة ومنطقة الحولة بريف حمص الشمالي لقصف من قبل قوات النظام، كما قصفت قوات النظام مناطق في بلدة مورك بريف حماة الشمالي وقرية عطشان بريف حماة الشمالي الشرقي، ما أسفر عن سقوط جرحى في بلدة مورك». وذكر «المرصد» خروقات أيضاً للهدنة بينها «قصفت طائرات حربية مناطق في بلدة أبو الضهور ومطارها العسكري في ريف ادلب الشرقي، ما أدى لاستشهاد 4 مواطنين بينهم طفل وسقوط جرحى، فيما قصفت قوات النظام أماكن في قرية سكيك بريف إدلب الجنوبي، كذلك قصفت قوات النظام مناطق في جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي» إضافة الى تعرض مناطق في غوطة دمشق لغارات.

وقال «المرصد» ان هذه هي الهدنة الثالثة في سورية حيث كان الاتفاق الروسي – الأميركي لوقف إطلاق النار جرى تطبيقه في معظم المناطق السورية واستمر منذ الساعة السابعة من مساء الـ12 من أيلول (سبتمبر) وحتى السابعة مساء من الـ19 من الشهر ذاته، كما سبقتها هدنة ووقف إطلاق نار في الـ27 من شباط (فبراير) لينهار الاتفاق في الثلث الأخير من نيسان (أبريل) وتعود الآلة العسكرية لممارسة القتل وتصعيد القصف على معظم المناطق السورية.

 

الأسد يعتبر تركيا «دولة هشة»

دمشق – أ ف ب

اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد خلال لقائه مع نواب فرنسيين اليوم (الأحد) ان تركيا «دولة هشة» بسبب سياسة رئيسها رجب طيب أردوغان، متهماً إياها بأن لديها «سجناء سياسيون أكثر من كل الدول العربية مجتمعة».

وقال الأسد أنه لا يستطيع الوثوق بأردوغان الذي يبقى «إسلامياً»، وفق ما نقل عنه النائب الفرنسي تييري مارياني.

ورداً على سؤال طرحه النواب حيال تشكيك محتمل من الإدارة الأميركية الجديدة بالاتفاق مع إيران حول برنامجها النووي، قال الأسد أنه «يثق بواقعية» الرئيس المنتخب دونالد ترامب. وأكد ان بلاده وفرنسا تواجهان «العدو نفسه» وان فرنسا لم تعد آمنة كما كانت في السابق.

وحول المفاوضات المرتقبة في عاصمة كازخستان آستانة، أعرب الأسد عن «تفاؤله»، معلناً استعداده للتفاوض مع حوالى مئة فصيل معارض، وفق ما نقل عنه النائب مارياني.

وأوضح مارياني ان الأسد ذكر خلال اللقاء الذي استمر أكثر من ساعة مع ثلاثة نواب فرنسيين انه «يعول كثيراً» على لقاء آستانة وانه «مستعد للحوار» مع 91 فصيلاً معارضاً، قائلاً: «إنني متفائل وعلى استعداد للمصالحة شرط إلقاء أسلحتهم». ويُستثنى من تلك المحادثات تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) و«جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً).

وعند سؤاله عن الفظائع التي ارتكبها النظام، اعتبر الأسد أن لا وجود لحرب نظيفة، مقراً بأن هناك «فظائع ارتُكبت من جانب كل الأطراف». ونقل مارياني عن الأسد قوله: «ربما ارتكبت الحكومة بعض الأخطاء. هذا يؤسفني وأدينه».

 

«داعش» أشعل النار بمنشآت غاز كرواتية في سورية

زغرب – رويترز

قال وزير الخارجية الكرواتي اليوم (الاثنين) إن تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) أشعل النار في منشآت في حقول غاز في سورية مملوكة لمجموعة «آي إن إيه» الكرواتية للطاقة.

وأوضح الوزير دافور إيفو ستير رداً على أسئلة بخصوص تقارير إعلامية عن هجوم شنه التنظيم على المنشآت: «تأكدنا من التقارير الأولية لكننا سنسعى إلى معرفة المزيد من المعلومات للحصول على تأكيد نهائي وتقييم للخسائر». وكانت هذه المنشآت توقفت عن العمل في أوائل العام 2012 بسبب الحرب في البلاد.

وتملك «إم أو إل» الهنغارية حوالى 50 في المئة في «آي إن إيه»، بينما تملك الحكومة الكرواتية حوالى 45 في المئة. وثار خلاف بين المساهمين منذ سنوات على حقوق الإدارة وسياسة الاستثمار، وقالت كرواتيا الشهر الماضي إن هدفها الآن هو إعادة شراء أسهم «آي إن إيه» من «إم أو إل».

 

إنقاذ 19 لاجئاً علقوا وسط 20 درجة تحت الصفر

ناصر السهلي

أعلنت السلطات الألمانية أن الشرطة ضبطت شاحنة فيها 19 لاجئا عالقين داخلها بينهم خمسة أطفال، مركونة في منطقة استراحة على الطريق السريع في بافاريا أمس الأحد.

 

وأوضحت أن اللاجئين داخل الشاحنة لم تتوفر لهم على مدى ساعات أية تدفئة، مشيرة إلى أن حرارة الطقس الخارجية تقارب 20 درجة تحت الصفر.

 

ونقلت وسائل إعلام ألمانية عن المتحدث باسم الشرطة، راينر شاراف قوله: “كانت الشاحنة قادمة من إيطاليا وليس في حوزة هؤلاء المهاجرين أية أوراق ثبوتية”، لكن الشرطة تفترض أنهم من سورية والعراق وإيران. وبحسب ما تسرب من أقوال هؤلاء المهاجرين للشرطة فإنهم دفعوا للمهربين مبالغ تتراوح بين 500 و800 يورو للوصول إلى ألمانيا وتقديم اللجوء فيها.

 

كما أشاروا إلى أن “عطلا في محرك السيارة أوقفها تماما بالقرب من رانينبورغ (في منطقة بافاريا جنوب ألمانيا)، وبعد بضع ساعات تركها سائقها واختفى” وفق صحيفة “أوغوسبورغ ألغاماينن”.

 

وأعلنت أمس صحيفة “فيلت أم سونتاغ” الألمانية أن “زيادة ملحوظة تشهدها عمليات تهريب المهاجرين من شمال أفريقيا”، كما ذهبت إلى القول إنه “رغم إغلاق طريق البلقان إلا أن آلاف اللاجئين ما يزالون يتخذونه مسارا للتهريب نحو الشمال”. ونقلت عن السلطات الرسمية إحصاءها 100 ألف مهاجر غير شرعي دخلوا تهريبا العام الماضي.

 

وبحسب الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا تشير الصحيفة إلى إعادة “801 شخص من المهاجرين غير الشرعيين من اليونان نحو تركيا بحسب قائمة حصلت عليها الصحيفة من المفوضية الأوروبية”.

 

ووفقا للاتفاق استقبلت ألمانيا 1060 طالب لجوء، تلتها فرنسا التي استقبلت 438، وهولندا 409 أشخاص من سورية.

وسجلت ألمانيا 320 ألف طلب لجوء على أراضيها مع نهاية عام 2016، وهو انخفاض كبير عما كان الأمر عليه في عام 2015. وتأتي هذه الأرقام رغم إغلاق الحدود وتشديد الرقابة وخصوصا على الحدود النمساوية.

 

ويطالب الاتحاد الاجتماعي المسيحي، ضمن حملته الانتخابية للعام الحالي، السلطات الألمانية “بإعادة فتح ملفات كل اللاجئين الذين دخلوا ألمانيا، خصوصا بعيد هجوم الشاحنة على سوق الميلاد في برلين الشهر الماضي”.

 

ووفقا لما تنقله “فيلت أم سونتاغ” عن مصادر رسمية فإن “مشكلة تعانيها وكالة حراسة الحدود الأوروبية فرونتيكس في وقف تدفق المهاجرين من شمال أفريقيا، الذي ازدهر مساره في تهريب البشر بدل طريق البلقان”.

 

وتبرز الصحيفة توقيف 12270 مهاجرا غير شرعي شكل المصريون نسبة 16 في المائة منهم، لافتة إلى ازدياد نسبة القادمين من الجزائر بنسبة 260 في المائة، ومن تونس بنسبة 78 في المائة، ومن ليبيا 19 في المائة.

 

ووفقا لتقرير “فيلت”، ونقلا عن وزارة الداخلية الألمانية، فإن السلطات الألمانية أوقفت العام الماضي 900 شخص بتهمة تهريب البشر.

 

وتحاول السلطات الألمانية مكافحة تهريب البشر مقابل مبالغ مالية، والمخاطر التي تودي بحياة الباحثين عن الهجرة، خصوصا عبر مسار البحر الأبيض المتوسط. ومن بين الموقوفين 72 من سورية، و70 من بولندا، و57 من العراق والرقم ذاته من ألمانيا، و56 من روسيا.

 

وتمر عمليات التهريب إلى ألمانيا عبر الحدود النمساوية، كما تبين أن الشاحنة المضبوطة أمس كانت في طريقها من النمسا إلى الداخل الألماني رغم تشديد مراقبة الحدود.

 

وتعتبر السلطات الألمانية أن أرقام الموقوفين بتهمة تهريب البشر العام الماضي أقل بكثير منها في عام 2015، الذي شهد توقيف 3370 شخصا وجهت لهم تهم الاتجار بتهريب البشر للتكسب المالي، مع ما حمله ذلك من مخاطر على حياة الناس”.

 

دمشق بلا مياه لليوم الثامن عشر على التوالي

جلال بكور

تعاني مدينة دمشق من انقطاع شبه تام للمياه منذ 18 يوماً، بسبب قصف النظام السوري لمؤسسة مياه “نبع عين الفيجة” في وادي بردى، حيث انقطعت المياه من المصدر الرئيسي المغذّي لدمشق بالمياه الصالحة للشرب والاستعمال المنزلي.

 

ومع استمرار الأزمة، يقول النظام السوري إنه يقوم بتوزيع المخزون الاحتياطي على المدنيين على شكل دفعات وفق برنامج زمني محدد، بينما ينفي دمشقيون مزاعم النظام مؤكدين أنهم يعيشون كارثة.

تقول أم مالك، من منطقة ركن الدين في وسط دمشق، إنّ الحياة في العاصمة السورية باتت لا تطاق “منذ عشرة أيام لم تعمل غسالة المنزل، أعيش في منطقة مرتفعة على سفح جبل قاسيون، وعندما جاء دور المنطقة وفق برنامج توزيع المياه انقطعت الكهرباء، ومع انقطاع الكهرباء لم تصل المياه إلى المنزل”.

وتشير إلى أنّ أطفالها يضطرون للنزول من المنطقة في حي الشيخ محيي الدين إلى منطقة ساحة الميساة، حيث بعض الجوامع التي لاتزال تصلها المياه، ومحال تبيع مياه صالحة للشرب بأسعار مرتفعة، “يحمل أطفالي في جو بارد أوعية المياه إلى المنزل”.

وعما إذا كانت المياه صالحة للشرب، تقول أم مالك “لسنا خبراء في هذا الموضوع. يقولون لنا إنها صالحة للشرب”. وتضيف “حتى قبل أزمة المياه، كانت المياه تصل منزلنا ولونها مائل إلى البنّي، ربما بسبب اختلاطها بالأتربة، وتارة تأتي رائحتها كرائحة البيض المسلوق. أظن لدينا مناعة من تلوث مياه الشرب”.

وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” قد حذرت مؤخرا من أنّ الأطفال معرضون لخطر الإصابة بأمراض تنتقل عن طريق المياه في العاصمة السورية دمشق، حيث يعاني 5.5 ملايين شخص نقصاً شديداً بالمياه الجارية منذ أسبوعين.

وكانت قوات النّظام السوري قد استهدفت مبنى مؤسسة المياه في نبع عين الفيجة، بمنطقة وادي بردى، ما أدى لدمار وأعطال في مضخات المياه، الأمر الذي تسبّب في انقطاعها عن مدينة دمشق، وتوقفت حاليا المفاوضات بين النظام وأهالي المنطقة من أجل الوقوف على الأضرار الناتجة عن القصف في مبنى النبع.

 

لقاء روسي تركي اليوم لإعادة مناقشة بنود الهدنة السورية

عبد الرحمن خضر

يُعقد في العاصمة التركية أنقرة، اليوم الإثنين، لقاء تركي روسي، ستتّم خلاله مناقشة بنود وقف إطلاق النار، والانتهاكات المتكرّرة “من الأطراف الفاعلة على الأرض”، على أن يلتحق ممثلون عن فصائل من المعارضة السورية، باللقاء، غدًا الثلاثاء.

وفي هذا السياق، قال رئيس المكتب السياسي، لـ”تجمع فاستقم كما أُمرت”، زكريا ملاحفجي، لـ”العربي الجديد” “سيعقد الطرفان الروسي والتركي، اليوم الإثنين لقاء ثنائياً، لمناقشة بنود اتفاق أنقرة، الذي نصّ على وقف شامل لإطلاق النار، والخروقات المتكررة من قبل قوات النظام والمليشيات المساندة لها، إضافة إلى إيجاد حل لما يجري في منطقة وادي بردى، غرب العاصمة دمشق”.

وأوضح أنّ “ممثلين عن الفصائل المعارضة الموقّعة على الاتفاق، سيلتحقون باللقاء الثلاثاء، وسيعرضون على الوفدين انتهاكات النظام ومليشيا “حزب الله” للاتفاق في عدّة مناطق، وخاصة في وادي بردى”.

كما أشار ملاحفجي إلى أنّ “ممثلي الفصائل سيطالبون بوقف عاجل لإطلاق النار في وادي بردى، وإدخال لجنة أممية للوقوف على خروقات النظام ومليشياته هناك، إضافة إلى المطالبة بالسماح للجان الصيانة، التي يمنعها النظام، بالوصول إلى نبع الفيجة، وصيانة مجرى المياه، الذي يغذي دمشق”.

ودخل اتفاق وقف إطلاق النار، حيّز التنفيذ في 30 ديسمبر/كانون الأول، لكنّه شهد العديد من الخروقات من قبل النظام السوري والمليشيات المساندة له، وخاصة في منطقة وادي بردى، حيث لم تتوقف تلك القوات عن قصفها ومحاولة التقدّم فيها.

وكانت فصائل المعارضة الموقعة على الاتفاق، قد أعلنت أنّها ملتزمة ببنود الاتفاق، وهدّدت بإلغائه إن لم تتوقّف قوات النظام ومليشياتها عن قصف وادي بردى، ومحاولة التقدم فيه.

 

الأسد يستبق أستانة بالتحايل على بند منصب الرئيس

جلال بكور

قال رئيس النظام السوري بشار الأسد، في مقابلة مع وسائل إعلام فرنسية، إنه مستعد للتفاوض حول كل شيء في أستانة، وعلى المعارضة مناقشة الدستور الذي يتحدث عن مصير الرئيس في سورية، وليس مناقشة الرئيس في ذلك.

 

وقدم الرئيس السوري بشار الأسد قراءته الخاصة للأحداث الأخيرة في سورية في حوار خاص أدلى به إلى ثلاث وسائل إعلام فرنسية هي “فرانس آنفو” و”إر تي إل” و”إل سي إي” وبُث اليوم الاثنين.

 

وتعليقا على تصريحات الأسد، قال رئيس المكتب السياسي لـ”تجمع فاستقم كما أُمرت”، زكريا ملاحفجي، لـ”العربي الجديد”، إن “الأسد يوجّه رسائل لروسيا والمعارضة، لأنه يعلم أن أي شيء يصدر عن أستانة سيكون ملزما به نتيجة الضغط الروسي، وبات يعلم أن روسيا لا يمكن أن تبقى داعمة له إلى ما لا نهاية، بل يجب عليه طرح حلول ترضي الطرفين”.

وعن خرق النظام للهدنة في سورية، أكد ملاحفجي أنّ “النظام أصلا لم يعد قادرا على خرق الهدنة، ولولا التدخل الروسي لصالحه لانتهى منذ زمن”، وتابع أنّ “من يخرق الهدن هو المليشيات التابعة لإيران، والتي لم يعد النظام قادرا على ضبطها”.

وبيّن ملاحفجي أن “اجتماع أستانة سيقوم على ما توصّل إليه بيان جنيف 1، وهو تشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات في سورية من قبل المعارضة والنظام، وبالتالي يعني أن الأسد لا مكان له في مستقبل سورية”.

وكانت المعارضة السورية قد أكدت سابقا أنّ محادثات أستانة ستكون بناء على بيان جنيف 1 وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، وينص بيان جنيف 1 على أن مستقبل سورية السياسي سيكون من دون رأس النظام السوري بشار الأسد، وذلك من خلال تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات.

 

وكان الأسد قد قال في معرض ردّه على مجموعة من أسئلة الصحافيين تتعلق بموضوع مشاركة وفد من النظام في مباحثات مع وفد من المعارضة السورية في العاصمة الكازاخستانية أستانة لإيجاد “حلّ سلمي” لـ”الأزمة السورية”، أن نظامه مستعد للذهاب إلى المؤتمر عندما يتم تحديد وقته، مضيفاً: “نحن مستعدون للتفاوض حول كل شيء.. عندما تتحدث عن التفاوض حول إنهاء الصراع في سورية أو حول مستقبل سورية فكل شيء متاح، وليست هناك حدود لتلك المفاوضات”.

وحول مناقشة المحادثات المزمع عقدها لمنصب الرئيس في سورية، سأل الصحافيون الأسد “هل أنت مستعد حتى لمناقشة منصبك كرئيس؟”. فردّ رئيس النظام: “نعم.. لكن منصبي يتعلق بالدستور.. والدستور واضح جداً حول الآلية التي يتم بموجبها وصول الرئيس إلى السلطة أو ذهابه”.

وصرح الأسد بأنه لا يعرف مع من ستتفاوض حكومته في هذه المفاوضات وأن تاريخ بداية هذه المحادثات لم يتم تحديده بعد، وقال متسائلا: “نحن نجهل حتى الآن من سيكون ممثلا في هذه المحادثات، وهل سيتعلق الأمر بالمعارضة السورية الحقيقية؟”.

وتأتي تصريحات بشار الأسد في وقت تواصل فيه قواته والمليشيات التابعة لإيران خرق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في أنقرة بين المعارضة والنظام بضمانة روسية تركية، ونص الاتفاق على التّهدئة ووقف إطلاق النار والتحضير لبدء محادثات في أستانة.

 

المعارضة تصد هجوماً للنّظام السّوري على وادي بردى

جلال بكور

تمكّنت المعارضة السورية المسلحة، اليوم الإثنين، من صدّ هجوم قوات النظام السوري وحزب الله اللبناني في منطقة وادي بردى بريف دمشق، بينما سيطرت على حاجزين لقوات النظام في ريف حمص الشمالي.

وأكّدت مصادر محليّة لـ”العربي الجديد” أنّ “المعارضة السورية المسلحة في منطقة وادي بردى تمكنت من صدّ هجوم لقوات النظام وحزب الله اللبناني على محاور قرية بسيمة وقرية كفر الزّيت، حيث قتلت المعارضة عددا من قوات النظام ودمّرت دبابة لها”.

وأضافت المصادر أنه “قُتل اثنان من عناصر المعارضة المسلّحة وجرح خمسة آخرون خلال صد هجوم قوات النظام، بينما جرح مدني واحد بقصف من طيران النظام الحربي استهدف قرية كفر الزّيت”.

 

وبيّنت المصادر أنّ “آخر عرض قدّمه النظام برعاية جنرال روسي للمعارضة والأهالي في منطقة وادي بردى، هو الانسحاب من قرية عين الفيجة وقرية بسّيمة، ليتمّ دخول كتيبة من قوات الحرس الجمهوري التابعة للنظام إلى القريتين وتشكيل محميّة عسكرية حول مؤسسة نبع الفيجة مؤلفة من عدد من الآليات إضافة لـ200 عنصر على الأقل بسلاحهم الكامل، مقابل السماح لمن يود الخروج من المعارضة والأهالي عبر الحافلات الخضراء إلى مدينة إدلب، وتسوية أوضاع من يريد البقاء”، لتقابل المعارضة والأهالي هذا العرض بالرفض.

في سياق متّصل، سيطرت فصائل المعارضة المسلحة في ريف حمص الشمالي على حاجزي الطير والعكيدي الواقعين على طريق دمشق سلمية، بعد هجومٍ على مواقع النظام في الحاجزين، وأوضحت مصادر محلية أن “الهجوم جاء رداً على استمرار النظام السوري في خرق وقف إطلاق النار”.

كذلك، اندلعت اشتباكات بين المعارضة المسلحة، وقوات النظام في أطراف بلدة زمرين وقرية أم العوسج بريف درعا الشمالي الغربي، بينما تحدّث الدفاع المدني في ريف دمشق، عن إصابة مدني إصابة خطيرة برصاص قناص قوات النظام المتمركز في محيط بلدة بقين المحاصرة بريف دمشق الشمالي الغربي.

من جهةٍ أخرى، سيطرت مليشيا “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) على قريتي أبو جدي والحسيني في ريف الرقة الغربي، بعد معارك مع تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش).

 

إغلاق القناة الأولى: السوريون يودعون ماضيهم

عمر بقبوق

قبل أيام قليلة، تناقل السوريون على صفحات التواصل الاجتماعي خبراً أصدرته شبكة “داماس بوست”، يؤكّد نية الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون إغلاق القناة الأولى. وكان للخبر وقع الصدمة، فلم يكن أحد يتوقّع إغلاق القناة التلفزيونية الأقدم في تاريخ سورية، وخامس أقدم قناة تلفزيونية في الوطن العربي، بعدما مضى 57 عاماً على تأسيسها، وبعد مسيرة طويلة، تأرجحت بين التألق والانكسار.

 

وافتُتحت القناة الأولى من التلفزيون السوري سنة 1960، بالتزامن مع تأسيس التلفزيون المصري، في زمن الوحدة العربية، وحكم جمال عبد الناصر، وكان التلفزيون السوري في السنين الأولى يبثّ إرساله قرابة الساعة ونصف الساعة يومياً، واستطاع في الستينيات أن يكتسب مكانة شعبية كبيرة، من خلال السهرات التلفزيونية الحية التي كان يحييها. وتضمن البرنامج اليومي للتلفزيون السوري، منذ انطلاقته، نشرة إخبارية. وتطور برنامج القناة بشكل سريع، فزادت ساعات البث بشكل تدريجي حتى وصلت مع نهاية الستينيات إلى ست ساعات، تتضمّن نشرتي أخبار وبرامج متنوعة، كما عُرضت على شاشة القناة السورية الأولى في الستينيات، الفعاليات الرياضية الكبرى، فنُقلت مباريات كأس العالم 1966، والتي أقيمت في إنكلترا، على قناة سورية الأرضية، كما نقلت مباريات الملاكمة، لا سيما مباريات محمد علي كلاي؛ وزادت العروض الرياضية من شعبية التلفزيون، لتعيش القناة عصر الازدهار الأكبر في فترة حكم الأتاسي.

 

وبعد أن تقلد حافظ الأسد الحكم، اختلفت منهجية القناة، فازدادت ساعات البث لتصل إلى عشر ساعات، وعمل الأسد على تسييس برنامج التلفزيون، فأُضيفت نشرة أخبار، ليتضمن برنامج القناة ثلاث نشرات يومياً، كذلك أُضيف العديد من البرامج السياسية والتربوية، وافتقدت القناة تدريجياً للبرامج والسهرات الفنية الحية، واستعيض عنها بحفلات مسجلة ومكررة، كما أن الفقرة الرياضية تحوّلت من عرض الفعاليات الكبرى في العالم إلى عرض مباريات الفروسية التي كان بطلها باسل الأسد، وساهمت تلك التغييرات في انخفاض شعبية القناة، خصوصاً بعد أن غزت القنوات الفضائية منازل السوريين. ولم يختلف حال القناة في أيام بشار الأسد كثيراً، سوى أنه لم يول أي اهتمام بالقناة الرسمية الأولى، واستعاض عنها بقنوات خاصة تبنت فكره السياسي.

 

وعلى الرغم من أن تاريخ التلفزيون السوري كان يواصل انحداره، إلا أن السوريين كانت تربطهم دائماً علاقة حنين ببرامج القناة الأولى، ربما لأنها تذكرهم بالطفولة، وذلك ما دفع بعض الناشطين على الإنترنت لتأسيس صفحات على “فيسبوك” وأقنية على “يوتيوب” لتعيد بث برامج ولحظات من ذاكرة التلفزيون السوري، مثل صفحة “أرشيف التلفزيون السوري”، وتناولت هذه الصفحات ذاكرة التلفزيون بسخرية يشوبها الحنين.

 

وفي سنة 2012، أُشيع للمرة الأولى خبر يؤكّد نية النظام السوري إغلاق القناة الرسمية الأولى؛ وتزامن ذلك مع الإعلان عن افتتاح قناة تلفزيونية جديدة، وهي قناة “تلاقي”، والتي كان من المقرر لها أن تكون ملاذاً للعاملين في التلفزيون السوري بعد تسريحهم من عملهم، ولكن إغلاق القناة الأولى تأخّر خمس سنين، إلى ما بعد افتتاح قناة “تلاقي” سنة 2012، وإغلاقها في أيلول/سبتمبر 2016، لينضم عمّا قريب العاملون المسرحون من القناة الأولى إلى رفاقهم المسرحين من قناة “تلاقي” من دون أن يقدم النظام لهم أية حلول.

 

وبسبب تاريخ القناة الطويل ودورها المهمّش، تباينت ردود أفعال الناشطين السوريين على “فيسبوك”، فمنهم من اعتبر إغلاق القناة دليلاً على أن النظام السوري لم يعد مسيطراً على البلاد، والتي أصبحت بحوزة روسيا وإيران وحزب الله، مستشهدين على ذلك بتزامن قرار إغلاق القناة الأولى مع تهيئة الشروط لنقل قناة “المنار” اللبنانية، التابعة لحزب الله، إلى التردد الأرضي.

 

وفي المقابل سخر بعض من قرار إغلاق القناة، فمنهم من صرّح باعتقاده أن القناة مغلقة منذ زمن طويل، وآخرون استغلوا الخبر للتذكير بأزمة الكهرباء في سورية، وأكدوا أنهم لا يحتاجون للقناة ولا حتى للتلفزيون، فما فائدة التلفزيون السوري في ظل غياب الكهرباء.

 

ولكن آخرين لم يهتموا بآثار القرار على تاريخ سورية وذاكرة الشعب، بقدر اهتمامهم بأوضاع الصحافيين السوريين، والعاملين في التلفزيون، فقرار إغلاق القناة الأولى سيتسبب بفقدان الآلاف وظائفهم، كما أن تزامنه مع إغلاق إذاعة صوت الشعب ودراسة قرار دمج صحيفتي “الثورة” و”تشرين” يؤكد أن الصحافيين داخل سورية سيعيشون أزمة غير مسبوقة، فالنظام السوري لم يعد بحاجة للصحافيين الذين خدموه حتى في زمن ما بعد الثورة.

 

جنوب دمشق:انقلابات داخل “داعش”..تسبق المصالحة

أحمد مراد

ألمّت تغييرات مفاجئة بقيادات الصف الأول في تنظيم “الدولة الإسلامية” جنوبي دمشق، وسط رفض لبعض العناصر مبايعة الأمير الجديد “أبو زيد المالي” المقرب من الأمير الأسبق “أبو صياح فرامة”. ويأتي ذلك مع اقتراب موعد توقيع “اتفاق مصالحة” يحاول النظام فرضه على المنطقة، وظهور ملامح اتفاق بين فصائل المعارضة في المنطقة و”داعش” في حال قرر النظام فرض المبادرة بالقوة.

 

تغيير قيادة “داعش” جاء بعد أيام من تنفيذ عنصر من “جبهة فتح الشام” عملية في الحاجز المركزي للتنظيم، الموكل إليه مهمة تفتيش عائلات عناصر “فتح الشام”، أثناء دخولهم وخروجهم إلى مربع ساحة الريجة، الذي تحاصره “داعش” منذ أكثر من عام، شمال غربي مخيم اليرموك. وقتل مسؤول الحاجز الملقب “أبو صالح الأمني” في العملية، بعد إسعافه على الفور إلى العاصمة دمشق، بحسب مصادر “المدن” في المنطقة، بالإضافة إلى مقتل وجرح 10 عناصر كانوا على الحاجز. وزعمت المصادر أن معظم جرحى التنظيم يعالجون في مستشفى المهايني في العاصمة السورية، برعاية النظام.

 

أعقب ذلك عزل قيادة التنظيم وعلى رأسهم أمير منطقة جنوبي دمشق “أبو هشام الخابوري”، وتعيين شخصيات في القيادة الجديدة، ممن يعتبرهم عناصر التنظيم وكلاء للأمير الأسبق: “أبو صياح فرامة”. وكان فرامة، إبن مدينة يلدا جنوبي دمشق، قد خرج من المنطقة بعد عزله في ظروف غامضة من منصب “أمير جنوبي دمشق” نهاية عام 2016، رافقتها إشاعات هروب وفساد وعمالة للنظام. ليعود “فرامة” للظهور اليوم أميراً على “ولاية دمشق”، التي تتضمن القلمون والحجر الأسود ومناطق أخرى في الغوطة الشرقية.

 

التشكيلة الجديدة لـ”داعش” في الحجر الأسود، تضمنت صديق فرامة وابن بلدته الملقب “أبو زيد المالي”، أميراً عاما للتنظيم في الحجر الأسود، وكان قد شغل منصب “الأمير المالي” في عهد فرامة، وسبق أن هدد بمحاسبة كل من أساء للأمير الأسبق فرامة.

 

الناشط الاعلامي آدم الشامي، قال لـ”المدن”، إن التغيير المفاجئ في قيادة التنظيم يُعتبر خرقاً استخبارياً واضحاً للتنظيم؛ ففرامة خرج بحماية من النظام، واختفى بعيداً عن أعين عناصر التنظيم، برفقة عدد محدود من المقربين وعائلاتهم، وعلى رأسهم “الأمير الشرعي” السابق حسام الحلبي “أبو مجاهد”.

 

الشامي اعتبر أن الأمير الأسبق للتنظيم، يخترق عمليات التواصل بين التنظيم المركزي والمحلي، وربما من إحدى غرف العمليات التابعة لأحد فروع الاستخبارات السورية. فرامة أخلي سبيله في ربيع عام 2012، وبشكل مفاجئ من الجناح الأول في سجن عدرا، المخصص للسجناء الإسلاميين والسياسيين، بتهمة انتمائه لـ”تنظيم القاعدة فرع العراق”، لكنه خرج من السجن قبل إكمال عام واحد في المعتقل.

 

وقد تكون التعيينات الجديدة قطعاً للطريق أمام فرضية تناقلها عناصر وقيادات متوسطة في فصائل المعارضة في بلدات جنوب دمشق الشرقية؛ يلدا وببيلا وبيت سحم، حول تقارب سري بين قيادات المعارضة من أبناء الجولان، الذين ينتمون إلى منطقة الحجر الأسود، وقيادة تنظيم “داعش” السابقة الممثلة بـ”الخابوري”؛ وهو من أبناء الجولان أيضاً، لتشكيل تحالف ضد النظام في حال حاول فرض الاتفاق على المنطقة بالقوة. “الخابوري” دأب خلال الفترة الماضية على تفعيل عمليات التدشيم، وحفر الانفاق والخنادق، في جبهات كانت في عهد فرامة تعيش حالة سبات بين النظام و”داعش”، وبشكل خاص جبهة العسالي–سبينة.

 

ويأتي اتفاق هدنة عقدته قيادة “جيش الإسلام” في المنطقة و”داعش” منتصف كانون الأول/ديسمبر، كمثال حقيقي على هذا التقارب، في فترة تشهد البلدات الموقعة للهدنة ضغوطاً من النظام لتلتحق بجاراتها في الريف الغربي لـ”العودة إلى حضن الوطن”. ذلك بالإضافة إلى الخسائر الكبيرة التي تلقاها التنظيم، نتيجة عملية “النصرة”. وقد يُشكل ذلك سبباً كافياً لعزل القيادات المحلية، بسبب الإهمال، في حال نفي فرضية الاختراق الأمني، وترجيح نظرية مركزية قرار التنظيم في الرقة.

 

وتتضمن التشكيلة الجديدة لـ”داعش” كلاً من “أبو حمزة الأحمر” مسؤولاً أمنياً، و”أبو قتيبة” مساعداً له، و”أبو فاروق الحلو” قائداً عسكرياً، و”أبو قتادة الأفغاني” أميراً شرعياً. والقاسم المشترك لجميع الشخصيات الجديدة أنها مقربة من “فرامة”.

 

وخلال الساعات الأولى من توليه القيادة، اعتقل الأمير الجديد للتنظيم كلاً من شقيق الخابوري الملقب بـ”أبو محمود”، واثنين من أبناء عمومته؛ “أبو صدام” و”أبو مسعود”، ضمن عملية فرض النفوذ، واستباقاً لأي تحرك من الأمير المعزول أو أحد أقاربه.

 

ويرجح الناشط عبيدة الدمشقي، في حديثه لـ”المدن”، أن الاعتقالات ستحفز “الخابوري” لإعادة ترتيب أوراقه الداخلية، وربما الاستعانة بأقاربه من أبناء الجولان في فصائل المعارضة، للوصول إلى تسوية أو تحالف، ما قد يكون سبباً كافياً للانقلاب على الأمير الجديد أو عزله، خاصة بعد رفض عدد كبير من عناصر التنظيم في الحجر الأسود مبايعة الأمير الجديد، على حساب ابن حيهم، وسط استنفار أمني لـ”الكتيبة الأمنية” التابع لـ”داعش”.

 

وفي أي خلاف بين الفصائل، يكون النظام الرابح الأكبر، بالضغط على البلدات التي تخوض سباقاً مع الوقت، واجتماعات مكثفة أمام “اتفاق إذعان”، فرضه عليهم رئيس “فرع الدوريات”. الفصائل كانت لمّحت للاتفاق مع “داعش”، كسلاح ردع للنظام في حال توجه إلى التصعيد العسكري.

 

في المقابل، أكد مصدر مقرب من “اللجنة السياسية” للبلدات الثلاث، لـ”المدن”، أن النظام أرسل طلباً لعقد اجتماع، الاثنين، مع محافظ ريف دمشق، المفاوض الجديد، ما يُشكّل تغييراً في تكتيك التفاوض، باستبدال المسؤول الأمني بمسؤول آخر مدني. واللافت أن النظام دعا إلى الاجتماع في اليوم الذي تغيرت فيه قيادات “داعش” المحلية، رغم أن المهلة التي منحها مؤخراً لم تنتهِ بعد، ورغم تصريحات رئيس “فرع الدوريات” قبل أيام لـ”اللجنة السياسية” بعدم استقبالها للتفاوض، إلا في حال إحضارها قوائم بالمنشقين والمتخلفين عن “الخدمة الإلزامية”.

 

التحالف الدولي”:إنزال جوي غربي ديرالزور إستهدف داعش

محمد حسان

نفذت قوات “التحالف الدولي”، الأحد، عملية إنزال جوي في المنطقة الواقعة بين قرية الكبر وبلدة الجزرة في ريف ديرالزور الغربي، تمكنت خلالها من قتل وأسر عدد من عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية”.

 

وبدأت عملية الإنزال، في تمام الساعة الثانية وخمس وأربعين دقيقة بعد الظهر، واستمرت حتى الساعة الرابعة عصراً، بمشاركة قوات خاصة، محمولة في أربع  حوامات، ترافقها طائرتان حربيتان قامتا بالتغطية للحوامات وفرق الإنزال.

 

ورافق عملية الإنزال استهداف طيران “التحالف” لسيارة تقل عناصر من “داعش” في المنطقة ذاتها، ما تسبب بمقتلهم جميعاً. وبحسب المعلومات فالسيارة كانت تقل أمراء من التنظيم، كانوا متجهين من محافظة ديرالزور إلى محافظة الرقة. بعدها قامت قوات “التحالف” بقطع طريق ديرالزور-الرقة، عبر تثبيت حاجزين عليه؛ الأول غربي قرية الكبر، والثاني شرقي بلدة الجزرة، ما تسبب بحصار عناصر من تنظيم “داعش” في محطة مياه الكبر، التي يتخذها التنظيم مقر له.

 

وشنّت قوات “التحالف الدولي”، بعد ذلك، هجوماً على عناصر التنظيم المتحصنين داخل محطة المياه، ودارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين، انتهت بمقتل عدد من عناصر “داعش” وأسر أخرين، نقلتهم قوات “التحالف” معها بعد انسحابها.

 

مدير “شبكة ديرالزور 24” عمر أبو ليلى، قال لـ”المدن”، إن عدد قتلى تنظيم “داعش” بلغ أكثر من 10 عناصر، بينهم أمراء قتلوا بعد استهداف السيارة التي تقلهم من قبل طائرة حربية تابعة لـ”التحالف”، مع بدء عملية الإنزال، فيما تمكنت قوات “التحالف”، من أسر ما لا يقل عن سبعة عناصر كانوا داخل محطة مياه الكبر. وأضاف أبو ليلى أن جميع جثث القتلى والأسرى تم سحبها من قبل قوات “التحالف” بعد انتهاء عملية الإنزال، التي استمرت قرابة الساعة وعشر دقائق، فيما لم تعرف خسائر قوات “التحالف” التي نفذت العملية.

 

وصاحب عملية الإنزال مقاتلون يتقنون اللغة العربية، تواصلوا مع مدنيين صادف مرورهم في المنطقة، وطلبوا منهم الابتعاد عن المكان بسرعة، ويرجح أنهم من مقاتلي “قوات سوريا الديموقراطية”.

 

كما شوهدت الحوامات أثناء انسحابها وهي تغادر إلى الشمال من محافظة ديرالزور، باتجاه مناطق سيطرة “قوات سوريا الديموقراطية”، ويعتقد أنها جاءت من قاعدة رميلان في محافظة الحسكة، التي تُعد قاعدة جوية أميركية تم إنشاؤها قبل مدة.

 

عملية الإنزال جاءت بعد يوم واحد من ارتكاب طائرات “التحالف الدولي” لثلاث مجازر في محافظة ديرالزور، راح ضحيتها عشرات المدنيين، بعد استهداف مراكز وأسواق بيع نفط وحقول وحراقات نفطية في ريف المحافظة. وسقط ما يقارب 60 قتيلاً مدنياً، نتيجة قصف طائرات “التحالف” لحقل ديرو النفطي شمال غربي ديرالزور، وسوقاً لبيع النفط في بادية قرية خشام، وحراقات نفطية في قرية الصعوة في ريف ديرالزور الغربي.

 

القصف الجوي من “التحالف”، استهدف أيضاً سيارة لـ”داعش” بالقرب من بلدة السويعية على الحدود السورية-العراقية، ما تسبب في مقتل 4 عناصر للتنظيم وجرح آخرين. كما استهدفت طائرات “التحالف الدولي” بغارات مماثلة، حقلي الخراطة والعمر، وأطراف حقل الجفرة في ريف ديرالزور.

 

ويستمر انقطاع التيار الكهربائي عن ريف ديرالزور الشرقي، لليوم الخامس على التوالي، بعد تعرض محطة توليد الكهرباء في حقل العمر النفطي لأضرار بالغة، نتيجة استهدافها بغارة من قبل طيران “التحالف الدولي” قبل خمسة أيام.

 

الغارة تسببت بتعطل المحطة وتدمير توربينات الغاز، المصدر الرئيس للطاقة اللازمة لتشغيل المحطة، التي تُعتبر المصدر الرئيس للطاقة الكهربائية في محافظة ديرالزور، بعدما تمّ تدمير كافة مصادر التغذية الكهربائية الأخرى، وخاصة القادمة من جهة سدّ الفرات في ريف محافظة الرقة الغربي.

 

تصعيد قوات “التحالف” لعمليات القصف الجوي، جاء بالتزامن مع دعوة ناشطي محافظة ديرالزور، الجهات الدولية لتحييد المدنيين في المحافظة عن القصف العشوائي الذي يطالهم من جميع الأطراف.

 

وفي بيان وجّه إلى الأمين العام للأمم المتحدة، وأعضاء مجلس الأمن، والمبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، والجامعة العربية، ورعاة اتفاقية “وقف إطلاق النار”، وقيادة “التحالف الدولي”، طالب الناشطون الأطراف المذكورة بتحمل مسؤولياتها الإنسانية والأخلاقية والقانونية تجاه حماية المدنيين العزل في محافظة ديرالزور، وبقية مناطق سوريا.

 

الأسد مستعد للتفاوض “حول كل شي

قال الرئيس السوري بشار الأسد إنه مستعدّ للتفاوض “حول كل شيء” في المحادثات السورية المرتقبة في العاصمة الكازاخستانية الآستانة، في 23 الشهر الحالي، مشيراً إلى أنه لم يتضح حتى الآن من سيكون الوفد الممثل للمعارضة السورية، مشككاً بحجم “القواعد الشعبية” للمعارضة التي ستشارك في هذه المفاوضات.

 

وتابع الأسد في تصريحات لوسائل إعلام فرنسية نقلتها وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”، على هامش استقباله وفداً برلمانياً فرنسياً في دمشق، الأحد، إن وفد الحكومة سيكون مستعداً لبحث مستقبله السياسي. وأضاف “لكن منصبي يتعلق بالدستور. والدستور واضح جداً حول الآلية التى يتم بموجبها وصول الرئيس إلى السلطة أو ذهابه وبالتالي إذا أرادوا مناقشة هذه النقطة فعليهم مناقشة الدستور”، مشيراً إلى أن أي “أمر دستوري” يجب أن يُطرح في استفتاء، وإن “الأمر يرجع للشعب السوري في انتخاب الرئيس”.

 

في إطار آخر، اعتبر الأسد أن استعادة قواته للسيطرة على مدينة حلب شكلت “مرحلة أساسية” في الأزمة السورية، وأضاف إن الجيش السوري يسير “على طريق النصر”، وإن مهمته الحالية هي استعادة “كل شبر من الأراضي” بما فيها منطقة وادى بردى التي تحتوي المصدر الأساسي لمياه العاصمة دمشق.

 

وأضاف الأسد أن “الإرهابيين يحتلون المصدر الرئيسي للمياه لدمشق حيث يحرم أكثر من خمسة ملايين مدني من المياه منذ ثلاثة أسابيع”. وتابع “دور الجيش السوري هو تحرير تلك المنطقة لمنع أولئك الإرهابيين من استخدام المياه لخنق العاصمة”.

 

ورداً على سؤال حول ما إذا كانت دمشق تخطط لاستعادة مدينة الرقة من سيطرة “داعش”، قال الأسد إن مهمة الحكومة “تحرير كل شبر من الأرض السورية”. وأضاف “هذا أمر لا شك فيه وليس موضوع نقاش لكن المسألة تتعلق بمتى.. ما أولوياتنا.. وهذا أمر عسكري يرتبط بالتخطيط العسكري والأولويات العسكرية لكن وطنياً ليست هناك أولويات فكل شبر من سوريا هو أرض سورية وينبغي أن يكون خاضعا لسيطرة الحكومة”.

 

تصعيد وادي بردى: رسالة إيرانية لروسيا

منير الربيع

خفايا عديدة أظهر البعض منها، تصعيد الحملة العسكرية على وادي بردى بالتزامن مع الإتفاق التركي الروسي على وقف إطلاق النار في سوريا. أولى الإشارات كانت بأن إيران غير راضية تماماً على الإتفاق، وكانت مصرة على استكمال الحملة العسكرية باتجاه إدلب أو الغوطة. لكن مع الضغط الروسي ولتجنّب أي خلاف في هذه المرحلة، وافقت طهران على إتفاق حلب على مضض. رغم محاولاتها العديدة لعرقلته بهدف إدخال تعديلات عليه تشمل الحصول على ضمانات وإخراج مدنيين وجرحى من كفريا والفوعة.

 

الإشارة الثانية كانت بالتصعيد العسكري العنيف، من قبل حزب الله على قرى وادي بردى، والذي تزامن مع اتهامات وجّهت إلى الحزب بقصف مضخات مياه نبع عين الفيجة التي تغذّي العاصمة دمشق ومحيطها. وهذا ما اعتبر رسالة قوية موجهة إلى الروس ومن يوافق على وجهة نظرهم من أركان النظام السوري.

 

ولكن، لماذا وقع اختيار التصعيد على تلك المنطقة؟ الجواب سهل وبسيط في سياق ربط الأحداث والتطورات ببعضها البعض. بما أنه لا يمكن فصل وادي بردى عن الزبداني ومضايا، وبما أن ثمة إتفاقاً مسبقاً يحوي نوعاً من المقايضة بين الزبداني وكفريا والفوعة، أرادت إيران توجيه رسالتها الاعتراضية على عدم تحقيق مطالبها في إتفاق حلب في تلك المنطقة. وتقول مصادر بارزة لـ”المدن” إن طهران طالبت أثناء المفاوضات التي أدت إلى إتفاق حلب، وتالياً وقف إطلاق النار في سوريا، بتحقيق أمر مماثل في منطقتي كفريا والفوعة، ولجأت إلى عرقلة تنفيذ الإتفاق إلى أن ضمنت إخراج عدد من الجرحى من القريتين. وتشير المصادر إلى امتعاض إيران من تجاهل روسيا مطالبها. وتعتبر المصادر أن طهران لم تحقق شيئاً مما تريده في تلك المنطقة، خصوصاً أنها راهنت على تغيير عسكري في موازين القوى، يسمح لها بفك الحصار عن كفريا والفوعة. لكن موسكو رفضت ذلك، وفضّلت الإتفاق مع تركيا. وتلفت المصادر إلى أن ثمة إنزعاجاً إيرانياً من عدم التزام الروسي بمراعاة ما تريده إيران.

 

وردّا على ذلك، جاء التصعيد في وادي بردى، وذلك لإبقاء معادلة المقايضة بين هذه المناطق حية. وكما يستمر الحصار على كفريا والفوعة، فإن الحصار سيشتد أكثر على وادي بردى ومضايا والزبداني. ويكرر حزب الله تأكيده أنه قادر على السيطرة على تلك المناطق، لكنه لا يريد ذلك حرصاً على كفريا والفوعة. ورغم التعبير عن الإنزعاج من السياق الروسي في التعاطي مع التطورات في سوريا، إلا أن المصادر تنفي ما أشيع عن توجه وفد روسي إلى وادي بردى ومنعه الحزب من الدخول.

 

تؤشر هذه المعطيات إلى إمكانية بروز خلافات أكثر بين موسكو وطهران في سوريا، رغم تأكيد مسؤولين إيرانيين وفي حزب الله، أن العلاقة مع روسيا جيدة. وهناك إتفاق شامل على الصعيد الإستراتيجي، بمعزل عن الخلافات في بعض المواضيع التفصيلية. وهذه قد تتوسع أو تضيق حسب مسار الأمور في الأيام المقبلة، وتحديداً بعيد تبيان الوجهة السياسية للإدارة الأميركية الجديدة.

 

هنا، لا تنفي المصادر، وجود ريبة إيرانية من الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب وخياراته. لذلك، فإن ثمة توجهاً إيرانياً بضرورة تجميد النشاطات العسكرية والسياسية في سوريا، في انتظار تسلّم ترامب مهماته. وفي هذا السياق، يندرج التوصل لوقف إطلاق النار في وادي بردى، الذي جاء بعد اتصالات عديدة بين موسكو وطهران. ولن يقتصر التجميد، على السياسة والعسكر في سوريا، بل على القرارات الإقتصادية أيضاً، أو كل ما يتعلق بأزمات المنطقة، من لبنان إلى اليمن مروراً بالعراق. لأن هناك همساً إيرانياً بأن ترامب لن يكون مطمئناً رغم إدعاءاته بأنه يريد الإنسحاب من المنطقة. وهناك خشية إيرانية من حصول أي إتفاق روسي أميركي على حاسبها مستقبلاً. وعلمت “المدن” أن ثمة قراراً إيرانياً إتخذ قبل فترة وأبلغ لحزب الله، الذي أبلغه بدوره إلى حلفائه، باتخاذ اجراءات تقشفية في الميزانية المخصصة لهم، وذلك تحسباً لأي عقوبات جديدة قد يفرضها ترامب، وتشكل ضغطاً على إيران.

 

وربطاً بهذه التطورات، جاءت زيارة رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي سوريا ولبنان. وأكد في أكثر من لقاء أنه سيكرر زياراته في الفترة المقبلة وسيكثفها، وسيواظب مع غيره من المسؤولين الإيرانيين على زيارة لبنان وسوريا، لمتابعة التطورات عن كثب، ولإبقاء التشاور مفتوحاً في شأن التعاطي مع المتغيرات. وبمعنى أوضح، فإن الرسالة التي أراد بروجردي توجيهها، هي أن إيران ستبقى قريبة ولن تبتعد عن مسار الأمور. أما بشأن التوقعات حول مصير وقف إطلاق النار في الفترة المقبلة، فتجيب المصادر أنه الآن سيبقى مكرساً، أما فيما بعد وبحال حصول تهديد للمصالح الإيرانية، فإن هذا الإتفاق لن يصمد.

 

مسؤول روسي يهدد قرى وادي بردى

جددت قوات النظام وحزب الله الهجوم على وادى بردى، الأحد، بعد فشل المفاوضات التي جرت بين وفد من المنطقة وجنرال روسي مكلف بحل ملف المنطقة.

 

وتشهد المنطقة غارات كثيفة من الطيران الحربي والمروحي، وقصفاً بالبراميل المتفجرة والصواريخ والمدفعية. ويتركز القصف بشكل رئيس على قريتي بسيمة وعين الفيجة.

وتحاول قوات المعارضة صد الهجوم، وذكرت مصادر في وادي بردى أن المحاور التي يحاول حزب الله والنظام التقدم من خلالها هي الحسينية وكفير الزيت وكفر العواميد، فيما أكد نشطاء مقتل 6 مدنيين جراء استهدافهم بالقنص في قرية بسيمة من قبل عناصر الحرس الجمهوري.

 

وكان وفد محلي من أبناء المنطقة قد توجه، السبت، إلى حاجز “رأس العامود” للقاء جنرال روسي مكلف بمفاوضة الأهالي، إلا أن اللقاء حمل تهديدات وشروطاً رفضت المعارضة والفعاليات في وادي بردى تنفيذها.

 

وأفادت “الهيئة الإعلامية في وادي بردى”، أن المسؤول الروسي حمّل الوفد رسالة، جاء فيها “يُرفعُ العلم السوري فوق منشأة نبع عين الفيجة وتدخل الورشات لإصلاح النبع وبعدها يتم التفاوض تدريجياً، وتنفيذ البنود وعلى رأسها إعادة أهالي قريتي إفرة وهريرة لقراهم”.

 

وأضافت الهيئة أن هذه المطالب قوبلت بالرفض بعد عودة الوفد لعرض الرسالة على المعنيين في وادي بردى. وتابعت “عاد الوفد وأخبر الجنرال الروسي برد الأهالي والثوار وممثلي الهيئات المدنية”، فعاد المسؤول الروسي وحمّلهم رسالة جديدة مليئة بالتهديدات، جاء فيها “تدخل الورشات لإصلاح نبع الفيجة ويدخل معها كتيبة مشاة من الحرس الجمهوري بسلاحهم الفردي، ومهمة كتيبة المشاة لتأمين الحماية للورشات، وفي حال رفض أهل الحل والربط هذا الطرح فإن الطيران الروسي صباح الغد (الأحد) سيجعل من قريتي بسيمة وعين الفيجة أرضاً مستوية واحدة”.

 

وعقب هذه الرسالة، عقد ممثلو القرى المعنية، والهيئات المدينة، والفصائل المسلحة، وشيوخاً من مختلف مناطق الوادي وشيوخ من أغلب قرى المنطقة، اجتماعاً توصلوا خلاله إلى ضرورة إبلاغ المسؤول الروسي بأن الذين اجتمعوا معه “لا يأخذون قراراً عن منطقة تضم 150000 نسمة لوحدهم، وسيعودون لجميع الممثلين وكبار العائلات وممثلي الفصائل”، وأكدوا أن “القرار الأهم هو للثوار المرابطين على الثغور”.

 

وسمّى المجتمعون شخصين ممثلين عن المنطقة بموافقة جميع الحاضرين، من أجل استئناف المفاوضات مع الجنرال الروسي، وإبلاغه بما اتفقوا عليه.

 

الأسد: مستعدون للتفاوض حول كل شيء في محادثات آستانة

الأسد: سقوط الضحايا وتدمير حلب “ثمن وجب دفعه

قال بشار الأسد في مقابلة مع وسائل إعلام فرنسية حول محادثات آستانة: “مستعدون للتفاوض حول كل شيء في محادثات آستانة”، ولكنه استدرك قائلاً: “من سيكون فيها من الطرف الأخر وهل ستكون معارضة حقيقية لها قواعد شعبية”.

وعن حلب، وبعد بحر الدماء الذي غرقت فيه سوريا على مدى أكثر من 5 سنوات، اعتبر رئيس النظام السوري، أن نظامه على طريق النصر بعد السيطرة على حلب.

وعند سؤاله عن الفظائع التي ارتكبها النظام، اعتبر الأسد أنه لا توجد حرب نظيفة أو جيدة، مقراً بأن هناك “فظائع ارتكبت”، لكنه أردف أنها ارتكبت من قبل كل الأطراف”.

أما عن القصف العنيف الذي تعرضت له حلب وما خلفه من عدد هائل من الضحايا، فأجاب: “إنه الثمن الواجب دفعه أحيانا”. وتابع قائلاً: “لم أسمع أبداً على مر التاريخ بحرب جيدة “.

إلى ذلك، نقل عنه تييري مارياني، عضو الجمعية الوطنية الفرنسية، الذي التقاه الأحد مع وفد فرنسي، قوله “كانت هناك بعض الأخطاء من جانب الحكومة، هذا يؤسفني وأنا أدينه”.

 

محلل لـCNN: روسيا خطيرة وأنظروا لتحركات بوتين بسوريا وأوروبا

نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)— قال مايكل فلورنوي، من مركز أمريكا الجديدة الأمني، إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يتبع سياسة مغايرة في سوريا وأوروبا تختلف عن السياسة التي تتبعها الولايات المتحدة الأمريكية، لافتا إلى أن على الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، فهم ذلك جيدا.

جاء ذلك في مقابلة لفلورنوي على CNN حيث قال: “أنظروا إلى القرارات التي اتخذها ترامب باقتطاع شبه جزيرة القرم بأوكرانيا، واحتلاله لأوكرانيا وموقفه من الأسلحة النووية والمنافسة التي تشتد فيما يتعلق بالنفوذ على المسطحات المائية والنفوذ الفضائي، إلى مكا دون ذلك في السيطرة السيبيرية والخطوة غير المعهودة بالنسبة للتدخل بالانتخابات الأمريكية.”

 

وألقى لالمحلل الضوء على أنه ومن “الضروري أن يكوّن ترامب قرارا واضحا، فالسياسة التي يتبعها بوتين سواء في سوريا أو أوروبا مغايرة، وأعتقد أنه وبوصول ترامب إلى المكتب البيضاوي سيكون محاطا بمستشارين وموظفين لديهم رأي واضح فيما يتعلق بروسيا وبوتين.”

 

أردوغان: الهدنة بسوريا مهمة رغم الهشاشة.. وسنحرز تقدما مع ترامب

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن اتفاق وقف إطلاق النار بسوريا، يعتبر فرصة مهمة للغاية، مؤكدا في الوقت ذاته على أهمية محادثات أستانا.

 

ونقلت وكالة أنباء “الأناضول” التركية الرسمية على لسان أردوغان قوله: “أعددنا أرضية أستانة من خلال اجتماعنا مع روسيا وإيران في موسكو والمحادثات الأخرى ويعد اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا فرصة مهمة للغاية رغم هشاشته ورغم الانتهاكات العديدة له.”

 

وتابع أردوغان قائلا: “بينما يُحرم السوريون الأبرياء والمظلومون الأراكانيون (الروهنغيا) والأفغان والأفارقة من حق اللجوء يتم منحه على طبق من ذهب لإرهابيي منظمتي بي كا كا وغولن.”

 

وأضاف الرئيس التركي فيما يتعلق بالعلاقات مع واشنطن: “نريد أن نرى حليفتنا أمريكا تقف إلى جانبنا بشكل قوي وحازم وغير متردد، في مواجهة التهديدات القادمة من داعش وغولن والمنظمات الانفصالية، ونثق بأننا سنسرع الحوار الثنائي المتبادل مع تولي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، منصبه في 20 يناير/كانون الأول.”

 

ولفت بالقول: “نثق بأننا سنحرز مع السيد ترامب تقدما خلال فترة قصيرة، لاسيما في القضايا الإقليمية، من خلال توصلنا إلى توافق في الآراء”.

 

المتحدث باسم “الحر” لـCNN: أوباما أعطانا آمالا مزيفة ونطمح لإدارة مختلفة مع ترامب

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— قال أسامة أبوزيد، المتحدث باسم الجيش الحر بسوريا، إن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، أعطى المعارضة السورية آمالا مزيفة، لافتا إلى أنه يأمل بإدارة أمريكية مختلفة مع تولي الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، رئاسة أمريكا في الـ20 من الشهر الجاري.

جاء ذلك في مقابلة سابقة لأبوزيد من الزميلة كريستيان آمانبور لـCNN حيث قال: “أطمح لأرى إدارة أمريكية مختلفة مع ترامب عما رأيناه مع أوباما، لأن الأخير أعطانا آمالا مزيفة، حيث كان يعطينا وعودا في الوقت الذي كان يوقع فيه اتفاقات نووية مع إيران.”

 

وتابع أبوزيد: “تدمير داعش يتطلب إصرارا سياسيا وإخلاصا وليس فقط تحقيق أهداف سياسية على المدى القصير، وإذا كان ترامب جديا بما فيه الكفاية لإنهاء داعش عليه أن يكون لديه إصرار سياسي أولا وأن تكون خياراته صحيحة فيما يتعلق بمن يتحالف معه على الأرض ويمكنه بالفعل تدمير داعش، الغارات الجوية لا يمكنها أبدا أن تكون كافية لتدمير داعش.”

 

وأضاف: “من رأى الناس في اليوم الأول بعد إعلان وقف إطلاق النار وهم في الشوارع يهتفون ضد بشار الأسد سيعلم بالتأكيد بأن هذه الثورة هي ثورة شعبية ضد ديكتاتور، وأتساءل إن كان ترامب سيتحالف مع ديكتاتورية متحالفة مع إيران وروسيا ضد الشعب السوري.”

 

الأسد مستعد “للتفاوض حول كل شيء” ويتعهد بتحرير “كل شبر من الأرض

من توم بيري

بيروت (رويترز) – تعرضت الهدنة السورية التي توسطت فيها روسيا وتركيا لضغوط متنامية يوم الاثنين فتوعد المقاتلون المعارضون بالرد على انتهاكات الحكومة وقال الرئيس بشار الأسد إن الجيش سيستعيد منطقة مهمة تسيطر عليها المعارضة قرب دمشق.

 

وقال الأسد كذلك في تصريحات لوسائل إعلام فرنسية إن حكومته مستعدة “للتفاوض حول كل شيء” بما في ذلك وضعه داخل إطار الدستور السوري في محادثات سلام يأمل حلفاؤه الروس في عقدها في قازاخستان.

 

لكنه أشار إلى أن أي دستور جديد يجب أن يطرح في استفتاء مضيفا أن الأمر يرجع للشعب السوري في انتخاب الرئيس.

 

ويصر معارضوه منذ بدء الحرب الأهلية المستمرة منذ نحو ست سنوات على رحيله عن السلطة بموجب أي اتفاق سلام مستقبلي. لكن منذ أن انضمت روسيا إلى الحرب إلى جانبه في أواخر عام 2015 تعزز وضع حكومته على أرض المعركة بدرجة كبيرة مما أعطاه ثقلا أكبر الآن بالمقارنة بأي وقت مضى منذ بداية الحرب.

 

ويهدف وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه يوم 30 ديسمبر كانون الأول إلى تمهيد الطريق لمحادثات السلام الجديدة التي تأمل روسيا في عقدها بدعم تركي وإيراني. لكن لم يتحدد موعد للمحادثات وتتبادل الأطراف المتحاربة الاتهامات بانتهاك الهدنة.

 

وبدأت الجهود التي تقودها موسكو لإنعاش الدبلوماسية دون مشاركة الولايات المتحدة بعد أن تعزز موقف الأسد بانتصاره على المعارضين في حلب ومع تحسن العلاقات بين روسيا وتركيا وهي إحدى القوى الداعمة الرئيسية للمعارضين.

 

وتشعر أنقرة الآن على ما يبدو بقلق إزاء تنامي النفوذ الكردي في سوريا أكثر من قلقها إزاء الإطاحة بالأسد فأصبحت تدعم المسعى الدبلوماسي.

 

وتركز القتال في الفترة الأخيرة بكثافة عالية قرب دمشق على وجه الخصوص حيث يحاول الجيش والمقاتلون المتحالفون معه استعادة السيطرة على منطقة تسيطر عليها المعارضة تضم المصدر الرئيسي الذي يمد العاصمة بالمياه. وكانت محطة المياه قد قصفت فخرجت من الخدمة قبل أكثر من أسبوعين.

 

وألقى الأسد باللوم على المعارضة في انتهاك الهدنة وقال إن “الإرهابيين يحتلون المصدر الرئيسي للمياه لدمشق حيث يحرم أكثر من خمسة ملايين مدني من المياه منذ ثلاثة أسابيع.”

 

وتابع “دور الجيش السوري هو تحرير تلك المنطقة (وادي بردى) لمنع أولئك الإرهابيين من استخدام المياه لخنق العاصمة.” وقال الأسد إن منطقة وادي بردى تحتلها جماعة متشددة لا يشملها وقف إطلاق النار.

 

ونفى المعارضون أن تكون المنطقة تحت سيطرة أي جماعة متشددة.

 

وقالت الأمم المتحدة إن 5.5 مليون شخص لا تصلهم مياه جارية كافية أو لا تصلهم على الإطلاق منذ أكثر من أسبوعين في دمشق. وألقت اللوم في قصف محطة ضخ المياه على “استهداف متعمد” لكنها لم توضح أي طرف استهدفها. وتتهم المعارضة الحكومة.

 

وفشلت في مطلع الأسبوع محادثات بين الحكومة والمعارضين تهدف إلى السماح بإصلاح المحطة ووردت أنباء عن ضربات جوية كثيفة في المنطقة يوم الأحد.

 

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن اشتباكات وقعت في وادي بردى يوم الاثنين وإن القوات الحكومية قصفت عدة بلدات هناك.

 

وفي محافظة إدلب بشمال سوريا قالت وحدة إعلامية يديرها حزب الله اللبناني حليف دمشق إن مقاتلي المعارضة نفذوا قصفا أسفر عن مقتل شخصين في قريتي الفوعة وكفريا المؤيدتين للحكومة.

 

* “لن نبقى صامتين”

 

قال متحدث باسم إحدى جماعات المعارضة التي وقعت على اتفاق وقف إطلاق النار إن قادة المعارضين خلصوا إلى أنهم لا يمكنهم الاستمرار في الالتزام بالهدنة “من جانب واحد” على حد قولهم وإنهم سيردون على هجمات الطرف الآخر.

 

وقال مأمون حاج موسى الناطق باسم جماعة صقور الشام المنضوية تحت لواء الجيش السوري الحر لرويترز “حتى ولو استمر الاتفاق ضمن ما هو عليه فهم لهم كامل الحق في الرد على الخروقات حيثما كانت وبالحجم المناسب.”

 

وأضاف “وسيشعلون عدة جبهات قد تكون في سياق الرد على الخروقات التي امتدت من درعا حتى حلب وإدلب وطبعا بالتأكيد وادي بردى.”

 

وكتب رئيس جماعة معارضة أخرى على حسابه على تويتر يقول “موافقتنا على وقف إطلاق النار كانت لحقن دماء السوريين الذي يقتلهم الأسد وحلفاؤه…أما اليوم مع استمرار الدماء فلن نبقى صامتين.”

 

وتراجعت الاحتمالات الضئيلة أصلا بأن تتمكن المعارضة من الإطاحة بالأسد بعد أن استعاد حلب بكاملها بمساندة عسكرية مباشرة من القوات الجوية الروسية ومقاتلين مدعومين من إيران. وكانت المدينة مقسمة وكان المعارضون يسيطرون على قطاعها الشرقي منذ عام 2012.

 

وقال الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إنه قد يوقف الدعم لمقاتلي المعارضة في خطوة من شأنها أن تقوي موقف الأسد الذي عزز سيطرته حول المدن الكبيرة في غرب سوريا وعلى الساحل.

 

ومازالت مساحات كبيرة من الأراضي السورية خارج نطاق سيطرته ومنها محافظة دير الزور في شرق البلاد التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية ومناطق كبيرة في شمال سوريا يسيطر عليها مقاتلون أكراد وجيوب تسيطر عليها المعارضة في الغرب.

 

وردا على سؤال حول ما إذا كانت الحكومة تخطط لاستعادة مدينة الرقة من سيطرة الدولة الإسلامية قال الأسد “مهمتنا طبقا للدستور والقوانين أن نحرر كل شبر من الأرض السورية.

 

“هذا أمر لا شك فيه وليس موضوع نقاش لكن المسألة تتعلق بمتى.. ما أولوياتنا.. وهذا أمر عسكري يرتبط بالتخطيط العسكري والأولويات العسكرية لكن وطنيا ليست هناك أولويات فكل شبر من سوريا هو أرض سورية وينبغي أن يكون خاضعا لسيطرة الحكومة.”

 

وتدعم الولايات المتحدة تحالفا لمقاتلين يشمل وحدات حماية الشعب الكردية في حملة تهدف لاستعادة مدينة الرقة.

 

* المعارضة: المحادثات لن تنجح بدون وقف إطلاق النار

 

قالت مصادر لرويترز في موسكو الشهر الماضي إن روسيا وتركيا وإيران وهي القوى الأجنبية الثلاث المضطلعة بمساعي السلام الأخيرة تخطط لتقسيم سوريا إلى مناطق نفوذ غير رسمية ضمن اتفاق إطاري توصلت إليه.

 

لكن مثل هذا الاتفاق يتعين أن يقبله الأسد ومعارضوه وفي نهاية الأمر دول الخليج وواشنطن.

 

وكانت جماعات المعارضة التي تعمل تحت لواء الجيش السوري الحر قالت في وقت سابق هذا الشهر إنها جمدت أي محادثات بشأن مشاركتها المحتملة في محادثات أستانة بسبب انتهاكات وقف إطلاق النار خاصة في وادي بردى قرب دمشق.

 

وقال الأسد عن المحادثات في تصريحاته لوسائل الإعلام الفرنسية “لكن من سيكون هناك من الطرف الآخر؟ لا نعرف حتى الآن. هل ستكون معارضة سورية حقيقية؟

 

“وعندما أقول ’حقيقية’ فإن ذلك يعني أن لها قواعد شعبية في سوريا وليست قواعد سعودية أو فرنسية أو بريطانية. ينبغي أن تكون معارضة سورية كي تناقش القضايا السورية وبالتالي فإن نجاح ذلك المؤتمر أو قابليته للحياة ستعتمد على تلك النقطة.”

 

وتدعم الرياض أكبر تجمع للمعارضة السورية وهي الهيئة العليا للمفاوضات.

 

وقال رياض نعسان أغا عضو الهيئة إنه لم يسمع بعد بدعوة أحد لحضور محادثات أستانة.

 

وقال إن “سوريا لا تشعر بعد بأن هناك وقفا لإطلاق النار فالمعارك مستمرة والهجوم على وادي بردى وريف حلب الغربي وإدلب وغوطة دمشق ودرعا.”

 

وأضاف أن محادثات أستانة لا يمكن أن تنجح ما لم يطبق وقف إطلاق النار.

 

(شارك في التغطية سليمان الخالدي في عمان – إعداد دينا عادل للنشرة العربية – تحرير محمد اليماني)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى