أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين 10 حزيران 2013

مقتل معترض على قتال «حزب الله» في سورية بالرصاص والعصي أمام سفارة إيران

بيروت – «الحياة»

غرق لبنان أمس في أتون تداعيات الانقسام السياسي الداخلي على خلفية مشاركة «حزب الله» في القتال في سورية، وسالت الدماء نتيجة هذا الانقسام، وقتل شاب من «تيار الانتماء اللبناني» الذي يرأسه أحمد الأسعد نجل الزعيم الشيعي الراحل رئيس البرلمان السابق كامل الأسعد، على أيدي مناصرين لـ «حزب الله» أثناء محاولة محازبي الأسعد تنفيذ اعتصام قرب السفارة الإيرانية في بيروت احتجاجاً على «إرسال الشباب اللبناني للقتال في سورية»، فيما شهد وسط بيروت تجمعاً ضد مشاركة الحزب في هذا القتال، وسط تدابير أمنية غير مسبوقة حولت الطرقات المؤدية الى أسواق العاصمة ثكنة عسكرية منعاً للاحتكاك بين هؤلاء وبين مؤيدي «حزب الله» والنظام السوري.

وفيما نظمت «الجماعة الإسلامية» ثلاثة مهرجانات، في عكار وإقليم الخروب وصيدا، تضامناً مع الثورة السورية بدا أن الاحتقان السياسي والمذهبي بلغ درجة عالية في البلاد. فطغت أحداث أمس على ما عداها من أنباء تتعلق بانتظار نتائج مداولات المجلس الدستوري بالطعنين المقدمين من رئيس الجمهورية ميشال سليمان وزعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون بقانون التمديد للبرلمان 15 شهراً. وكادت أنباء تشكيل الحكومة المتعثر تضيع لولا دعوة القيادي في «حزب الله» وزير التنمية الإدارية محمد فنيش «الفريق الآخر الى عدم الحديث عن عدم القبول بمشاركة هذا الفريق (حزب الله) أو ذاك في الحكومة. فأنتم لستم في موقع يسمح لكم بأن تملوا الشروط ونقول لهؤلاء لا ترفعوا سقوفاً لا تملكون قدرة الحفاظ عليها لأن هذا البلد لا يحكم إلا بالمشاركة والتوافق والتوازن وإلا سيدخل البلد في أزمة مفتوحة وتتحملون مسؤولية تهديد الاستقرار».

وقتل الشاب هاشم السليمان (28 عاما) حين وصل شبان من «تيار الانتماء اللبناني» الى المستديرة المؤدية الى مقر السفارة الإيرانية في منطقة بئر حسن القريبة من ضاحية بيروت الجنوبية للاعتصام أمامها، وفي لحظات وصل شبان آخرون نزلوا من أحد الباصات يحملون العصي وانهالوا بها ضرباً على المعتصمين الذين حملوا الأعلام اللبنانية ومنعوا الصحافيين من الاقتراب أو التقاط الصور ثم حصل اطلاق نار فأصيب السلمان بثلاث رصاصات، اثنتين برجليه وواحدة في ظهره. وحين سقط أرضاً انهال عليه حاملو العصي بالضرب على رأسه وأنحاء جسمه ثم فارق الحياة عند نقله الى المستشفى، وتدخل الجيش لفض الاشتباك، واستطاع مناصرو أحمد الأسعد الذي كان حضر الى المكان أيضاً اخراجه في سرعة من المنطقة.

وقالت مصادر «تيار الانتماء اللبناني» ان الشبان الذين تعرضوا للمحتجين بالضرب من مناصري «حزب الله»، وأن 10 من المعتصمين أصيبوا بجروح، وأن شباناً لاحقوهم عند نقل الضحية السلمان الى مستشفى رفيق الحريري الجامعي القريب وأخذوا يجولون حول المستشفى بكثافة وتحلقوا حول مراسلي محطات التلفزة للحؤول دون التقاطهم الصور أو تجمع مناصري الأسعد هناك…

وأعلنت قيادة الجيش في بيان أنه «أثناء وصول موكب تابع لجهة سياسية للاعتصام أمام السفارة الإيرانية حصل إشكال بين عناصر الموكب وبعض المواطنين تخلله إقدام أحد الأشخاص على اطلاق النار من مسدس حربي ما أدى الى اصابة مواطن بجروح خطرة ما لبث أن فارق الحياة». وأوضحت ان قوى الجيش تستمر بملاحقة مطلق النار لتوقيفه». وأعلن الأسعد لاحقاً أن السلمان (وهو من بلدة عدلون الجنوبية) هو مسؤول الهيئة الطالبية في التيار. وقالت مصادر أمنية أن مناصري الأسعد لم يكونوا مسلحين.

ونعى الأسعد «كل شيء اسمه الدولة». وقال: «من قتلوه هو شيعي ابن شيعي وهم لا يتقبلون الرأي الآخر». وطالب بجلب القاتل الى العدالة. وأكد: «أننا قمنا بكل ما طلبوه من تراخيص للاعتصام فانهالوا على شبابنا وبناتنا بالضرب والرصاص».

وفيما مر تجمع مناهضي اشتراك «حزب الله» في المعارك السورية، في وسط بيروت على خير بفعل التدابير الأمنية الكثيفة، ولم ينفذ مناصرو الحزب تهديدهم بالقيام بتظاهرة مضادة في المكان نفسه، استكملت وحدات الجيش اللبناني أمس تنفيذ الخطة الأمنية الموضوعة لمدينة طرابلس وانتشرت في الأحياء الداخلية لمنطقتي التبانة وجبل محسن وأزالت الدشم والسواتر والمتاريس في كلا المنطقتين، متجاوزة بعض العراقيل. وسيرت دوريات راجلة ومؤللة وأقامت الحواجز الثابتة والمتنقلة، بالتعاون مع قوى الأمن الداخلي في أنحاء المدينة، التي شهدت حركة سير خفيفة، من دون أي خرق أمني.

وكانت ألقيت قنبلة يدوية في سوق الخضر في التبانة، وعلى الفور تحركت آليات الجيش وداهمت المنطقة.

وأشار وزير الشباب والرياضة فيصل كرامي، الى أن «طرابلس في حال نزيف، وعلينا إيقافه، والمدينة تعيش حالاً من القلق والحذر».

وإذ لفت الى أن «الجيش اللبناني يقوم بإجراءات أمنية مشددة، سأل: أين الأجهزة الأمنية لا سيما قوى الأمن الداخلي الغائبة عن المدينة؟».

وأوضح عضو كتلة «المستقبل» النائب محمد كبارة، أن «الأسواق الداخلية في طرابلس فتحت أبوابها متمنياً «استكمال خطة الجيش، لأن أهالي طرابلس لا يقبلون الواقع الذي يعيشون فيه».

واستمر تدفق النازحين السوريين من سورية الى البقاع، لا سيما بلدة عرسال، واستكمل الصليب الأحمر اللبناني نقل الجرحى حيث نقل صباح أمس 35 منهم معظمهم الى أحد مستشفيات بلدة المنية الشمالية.

وكان شبان في بلدة بريتال البقاعية اعتصموا رمزياً على الطريق الدولية احتجاجاً على نقل الجرحى المصابين في مدينة القصير في لبنان، بينما ترددت أنباء عن خطف 5 أشخاص سوريين في بلدة اللبوة في البقاع.

وأعلن وزير الطاقة جبران باسيل، المسؤول السياسي في «التيار الوطني الحر» أن هناك حركة نزوح مبرمجة ونقلاً سكانياً من منطقة الى أخرى لتغيير واقع ديموغرافي وواقع سياسي «وهو موضوع نرفضه لأنه يحوّل لبنان الى بلد نزوح ولجوء فتصبح لهؤلاء حقوق مكتسبة». وقال إنه بدأ الحديث عن مخيمات للنزوح السوري مع ما يرافقها من أخطار أمنية، ودعا الى اقامة هذه المخيمات على الأرض السورية.

النظام السوري يحشد لـ«عاصفة الشمال»… والمعارضة تتقدم في الجنوب والشرق

لندن، عمان، دمشق، بيروت، القدس – «الحياة»، أ ف ب، رويترز

يحشد النظام السوري قواته وانصاره في ريف حلب لـ»توظيف تجربته» في مدينة القصير وريفها في معركة «عاصفة الشمال» لاستعادة السيطرة على مناطق في شمال البلاد، في وقت سيطر مقاتلو المعارضة على حواجز للقوات النظامية في الجنوب وافتحموا مقرا عسكريا في الشرق.

ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر امني سوري ان «معركة حلب تبدأ خلال ايام او ساعات لاستعادة القرى والمدن التي تم احتلالها (من المقاتلين) في محافظة حلب» منذ نحو عام. واكد المصدر ان الجيش النظاني «بات مستعداً» لتنفيذ مهماته. وكتبت صحيفة «الوطن» المقربة من السلطات ان الجيش النظامي سيوظف «تجربة» القصير التي جرت بمشاركة مقاتلي «حزب الله»، في معارك حلب التي اطلقت عليها اوساط الحكم السوري اسم «عاصفة الشمال».

وألقى الطيران المروحي الطعام والذخيرة لعناصر القوات النظامية الذين تحاصرهم منذ اشهر، في مطار «منغ» العسكري، الكتائب المعارضة التعي قالت مصادرها انها استطاعت صد هجوم قوات النظام على بلدتي مغارة الأرتيق وكفر حمره اللتين شهدتا عمليات نزوح للأهالي نتيجة القصف.

واعلنت «حركة احرار الشام» انها اقتحمت ثلاثة مواقع عسكرية للفرقة 17 في ريف الرقة في شمال شرقي البلاد، والتي تخضع لحصار شديد منذ اشهر، وان طائرات حربية قصفت اطراف المكان، في وقت افاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» ان كتائب مقاتلة سيطرت على حاجز الكازية جنوب بلدة كفر شمس، في وقت استقدمت القوات النظامية تعزيزات لاقتحام بلدة انخل بعدما سيطرت المعارضة المسلحة على حواجز في البلدة قرب الحدود مع الاردن.

وفي عمان، اعلن مدير التمرين والتدريب لدى القيادة المركزية الأميركية الجنرال روبرت كتلانوتي خلال مؤتمر صحافي نظم في «مركز الملك عبدالله لتدريب القوات الخاصة» في عمان، انطلاق مناورات «الاسد المتأهب»، بمشاركة ثمانية آلاف جندي من 19 دولة. وأضاف ان المناورات تتضمن التعامل مع الحرب الكيماوية وشن غارات على مواقع تتبع «الجماعات الإرهابية». وأكد رئيس لجنة العمليات والتدريب المشترك الأردني اللواء الركن عوني العدوان، أنه سيتم التدرب على التعامل مع خطر الأسلحة الكيماوية وطرق الإحاطة بتأثيراتها المتوقعة في المدنيين والعسكريين، لكنه قال: «لا علاقة لهذه المناورات بما يجري لدى الجارة الشمالية، سورية».

من جهته، قال وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ في مقابلة مع « بي بي سي» أمس، إن «النظام حقق تقدماً ميدانياً، والثمن مرة جديدة كان خسائر هائلة في الأرواح واستخدام أعمى للعنف ضد المدنيين».

وأضاف أن «التطور الحالي للوضع على الأرض لا يساعدنا على إبراز حل سياسي وديبلوماسي»، لافتاً إلى أن «النظام (السوري) سيكون على الأرجح أقل استعداداً لتقديم تنازلات كافية خلال هذه المفاوضات، وبات إقناع المعارضة بالمشاركة في المفاوضات أمراً أكثر صعوبة».

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لحكومته في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام: «إسرائيل لن تتورط في الحرب الأهلية في سورية ما دامت النيران غير موجهة إلينا».

مسؤول اسرائيلي: الانتصار في النهاية للأسد

القدس – رويترز

أكد وزير المخابرات الاسرائيلي ان “الغلبة في الصراع الدائر في سورية، منذ أكثر من عامين ربما كانت من نصيب الرئيس بشار الأسد المدعوم من إيران وجماعة حزب الله اللبنانية”.

وعلى الرغم من أن أعضاء آخرين في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو سرعان ما تنصلوا من هذا الرأي، فإنه يعكس الصعوبات التي تواجه اسرائيل والدول الغربية في التكهن بمصير سورية.

وسئل يوفال شتاينيتز، وزير الشؤون الدولية والاستراتيجية والمخابرات خلال إفادة مع صحفيين اجانب، عما إذا كانت النجاحات التي حققتها قوات الأسد في الآونة الأخيرة في مواجهة مقاتلي المعارضة إيذانا بانتصار الرئيس السوري، فقال “كنت أفكر دائما في أن اليد العليا ربما كانت في النهاية للأسد بدعم قوي من إيران وحزب الله”.

وأضاف “وأعتقد أن هذا ممكن وكنت أعتقد منذ فترة طويلة أن هذا ممكن”.

وشتاينيتز ليس عضواً في الحكومة الأمنية المصغرة، لكنه على علم بأحدث المعلومات المخابراتية، وله كلمة مسموعة لدى نتانياهو. وقال إن “حكومة الأسد ربما لا تبقى فحسب، بل وربما تستعيد أراضي من مقاتلي المعارضة”.

ورفض الإدلاء بمزيد من التصريحات، بشأن احتمال انتصار الأسد، مستشهداً بسياسة اسرائيل المعلنة في عدم التدخل في شؤون سورية.

ولقيت تصريحات شتاينيتز فتوراً لدى وزارتي الدفاع والخارجية.

وقال دبلوماسي اسرائيلي، طلب عدم نشر اسمه “هذا موقف شتاينيتز الشخصي بناء على ما بلغه من معلومات، أو بالأحرى فلنقل معلومات خاطئة”.

وقال مارك ريجيف، المتحدث باسم نتانياهو إن “شتاينيتز كان يتحدث عن نفسه، وإن الحكومة الاسرائيلية ليس لها موقف رسمي بشأن احتمالات مصير الأسد”.

واشنطن ستتخذ قراراً لتسليح المعارضة السورية

واشنطن – رويترز

أكد مسؤول أميركي ان “الولايات المتحدة قد تتخذ قراراً ربما هذا الأسبوع بشأن تسليح المعارضة السورية”.

وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم نشر اسمه أن “مسألة تسليح المعارضة في سورية مدرجة في جدول اجتماعات البيت الأبيض خلال أوائل هذا الأسبوع”.

القوات النظامية على وشك مهاجمة حلب

المعارضة لن تذهب إلى جنيف – 2 بلا سلاح

    (و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)

تحدث اكثر من مصدر عن استعداد القوات النظامية السورية  لشن حملة عسكرية في مدينة حلب وريفها في شمال البلاد لاستعادة مناطق يسيطر عليها المقاتلون المعارضون لنظام الرئيس بشار الاسد. وفيما بدت بريطانيا مترددة في تسليح مقاتلي المعارضة السورية باعلان حكومتها انها ستعود الى مجلس العموم للتصويت على قرار في هذا الشأن، صرح رئيس المجلس العسكري الاعلى لـ”الجيش السوري الحر” اللواء سليم ادريس بان المعارضة لن تشارك في مؤتمر جنيف – 2 حول سوريا اذا لم يحصل مقاتلوها على مساعدات عسكرية. (راجع العرب والعالم)

ونقلت صحيفة “النيويورك تايمس” الأميركية عن ادريس في مقابلة اجرتها معه: “ما لم نحصل على العتاد والسلاح لتغيير الوضع على الأرض، يمكن أن أقول بصراحة إننا لن نذهب إلى جنيف”. وأضاف أنه كان يؤيد فكرة عقد مؤتمر جنيف من حيث المبدأ، لكنه قلق من تداعياته السلبية، في حال عقده قبل تعزيز موقف المعارضة، معربا عن اعتقاده أن “عقد مؤتمر جنيف هو فكرة غربية، فعلينا أن نكون أقوياء على الأرض كجيش سوري حر وكمعارضة”. وتساءل: “ما الذي يمكن أن نطلبه إذا ذهبنا إلى جنيف، ونحن ضعفاء؟”. ولاحظ أن الروس والإيرانيين وممثلي النظام سيقولون: أنتم لا قوة لكم، ونحن نسيطر على كل شيء، وما الذي جئتم لطلبه؟”.

وأقر بأن القدرات العسكرية لمقاتلي المعارضة أقل بكثير من قدرات الجيش النظامي، لافتاً إلى أن الأخير استخدم المدفعية البعيدة المدى والدبابات والصواريخ من نوع أرض – أرض  والطائرات الحربية، فيما لا تمتلك المعارضة سوى أسلحة خفيفة، مثل البنادق الآلية والرشاشات ومدافع الهاون وقاذفات الصواريخ “آر بي جي”.

ورفض أن يوضح مصدر هذه الأسلحة، لكنه شدد على أن مقاتليه في أمس الحاجة إلى صواريخ فعالة مضادة للدبابات والطائرات، وإلى العتاد. ولفت إلى أنه وقت يناقش الغرب حجم الدعم العسكري الذي سيقدمه للمعارضة المعتدلة، باتت مجموعات متطرفة مثل “جبهة النصرة” تضطلع بدور بارز في القتال ضد القوات الحكومية، مشيرا إلى أنهم يكسبون تعاطف الناس ويتلقون تمويلاً جيدا.

ورأى أن الهدف التالي لقوات الرئيس بشار الأسد ستكون مدينة حلب، وأنها ستستعين بـ”آلالاف من مقاتلي حزب الله اللبناني والخبراء العسكريين الإيرانيين والمقاتلين الشيعة من العراق”.

في غضون ذلك، نظم العشرات من أنصار التيار الإسلامي وقفة أمام السفارة اللبنانية في حي الزمالك  بالقاهرة، احتجاجا على دعم “حزب الله” النظام السوري. وردد المتظاهرون هتافات معادية لـ”حزب الله” وامينه العام حسن نصرالله. وشهدت الوقفة بعض المناوشات بين قوى الأمن المكلفة بتأمين السفارة وعدد من المتظاهرين، وذلك بعد القاء أحدهم ألعاباً نارية على مجندي الأمن المركزي، مما اضطر قوى الأمن إلى دفع المتظاهرين بعيدا من محيط السفارة.

وفي الدوحة، أستنكر رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي ما وصفه بالتدخل الإيراني – الروسي في دعم نظام بشار الأسد، مؤكداً في الوقت عينه أن الجهاد في سوريا مطلوب. وقال في مقابلة مع قناة “العربية”  الفضائية السعودية التي تتخذ دبي مقراً لها إن “حزب الله انكشفت نياته، وظهر أنه حزب الطاغوت والشيطان”،  مثنياً على علماء السعودية الذين كانوا أكثر تبصراً منه بحقيقة هذا الحزب.

ممر سياسي ـ إنساني لجرحى القصير

صفقة التمديد تترنح بـ«الطعن» السياسي؟

                      إذا كانت معركة القصير قد انتهت بالمعنى العسكري، فإن تداعياتها السياسية والأمنية استمرت بالتفاعل داخلياً، على وقع الانقسام اللبناني الحاد بين حلفاء النظام السوري ومعارضيه.

وفي الأثناء، استمر الترقب من قبل مختلف الأطراف للقرار الذي سيصدر عن المجلس الدستوري في شأن الطعن المقدم من رئيس الجمهورية و«تكتل التغيير والإصلاح» في قانون التمديد لمجلس النواب، فيما اكدت مصادر رفيعة المستوى لـ«السفير» أن مضمون قرار المجلس قد اصبح منجزاً، وأنه يصب في خانة قبول الطعن وإبطال التمديد، مع التلميح الى ضرورة إجراء الانتخابات في فترة لا تتجاوز الستة أشهر.

وبينما عقد ليل امس اجتماع بين ممثلين عن الرئيس نبيه بري والرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط للتداول في الاحتمالات التي ستترتب على قرار المجلس الدستوري المتوقع صدوره خلال 48 ساعة، نقل مقربون من جنبلاط قوله إنه إذا صح ان «تيار المستقبل» مارس الضغط على العضوين السنيين في المجلس الدستوري لقبول الطعن، استجابة لرغبة خارجية، فإن من شأن ذلك ان يشكل تنصلاً من الاتفاق المسبق حول التمديد، وأن يعقّد أي تفاهمات مقبلة مع «المستقبل»، بفعل تصدع الثقة.

الى ذلك، قال الرئيس نبيه بري لـ«السفير» إن الوضع السياسي الداخلي مجمد، على الخطين الحكومي والنيابي، في انتظار صدور قرار المجلس الدستوري. وأمل في الإسراع في إصدار القرار «لأنه إذا تأخر الى ما بعد 20حزيران، الذي هو تاريخ انتهاء ولاية المجلس النيابي، سنكون أمام محظور الفراغ، بينـــــما إذا صدر قبل هذا التاريخ، أستطـــــيع أن أعقد جلسة عامة ولو في 19حزيران، بعنوان التــــمديد التقني للمجلس النيــــابي».

وقال وزير الداخلية مروان شربل لـ«السفير» إنه في حال قبول الطعن بالتمديد فإن وزارة الداخلية جاهزة لإجراء الانتخابات خلال شهرين على اساس قانون الستين، وخلال ستة أشهر على اساس أي قانون آخر يعتمد النسبية جزئياً أو كلياً.

وفيما تواصل السجال الحاد، على خلفية مشاركة «حزب الله» في معركة القصير، سُجل نقل الصليب الأحمر لعشرات الجرحى السوريين من المدنيين والمسلحين الى مستشفيات في البقاع والشمال ( ص 5 ). وعلمت « السفير» أن نقل الجرحى السوريين يتم انطلاقاً من تفاهم مع «حزب الله»، الذي قرر ان يغض الطرف عن الأمر،على قاعدة عدم جواز الإجهاز على الجريح. وفي المعلومات، ان الحزب تجـــــاوب مع وساطة النـــــائب وليد جنبلاط في هذا المجال، وأبلغه أن هناك ممراً آمناً محدداً يمكن ان يعـــــبر من خلاله الجرحى، في وقت تولى الجيش اللبــــناني المتابعة الميدانية على الارض.

وقالت مصادر أمنية لـ«السفير» إن عدد الجرحى يتراوح بين 80 و90 جريحاً سورياً، نقلوا من القصير الى مستشفيات البقاع والشمال، لافتة الانتباه الى انهم أصبحوا في عهدة الدولة اللبنانية وهي المسؤولة عن ملفهم بعد تماثلهم الى الشفاء.

ولئن كانت صيدا قد تجاوزت بسلام مهرجان «الجماعة الإسلامية» الداعم لما تعتبره «الثورة السورية» وسط إجراءات أمنية مشددة اتخذها الجيش، فإن التحرك الاحتجاجي الذي قامت به مجموعة من المواطنين قرب السفارة الإيرانية في بيروت لم يمر على خير، بعدما تصدى شبان لهؤلاء، ما أدى الى سقوط قتيل من أنصار أحمد الاسعد هو هاشم السلمان الذي ذهب ضحية الانفعال العبثي والتصرفات غير المسؤولة لبعض المتهورين ممن لم يحتملوا رأياً مخالفاً لقلة، لا يُعتقد انها كانت ستشكل خطراً على سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية (ص 5).

طرابلس

أما في طرابلس، فقد صمد الهدوء المستعاد، بفعل الإجراءات الحازمة للجيش اللبناني الذي نفذ انتشاراً عسكرياً غير مسبوق، وبدأت وحداته عند الثامنة من صباح أمس بإزالة كل الدشم والمتاريس في جبل محسن بمواكبة من المجلس الإسلامي العلوي، و«الحزب العربي الديموقراطي». بعد ذلك، دخلت قوة كبـــــيرة من الجيش معززة بالجرافات والرافعات الى باب التبانة وشارع سوريا حيث بدأت بإزالة الدشـــــم والمتاريس وســــط اعتراضات البعض التي ما لبثت أن عولجت سريعاً، وخصوصاً أن الجيــــش أقام دشـــــماً مقابل كل الدشــــم التي أقامها في جــــبل محسن وتمـركز فيها.

وقال وزير الداخلية مروان شربل لـ«السفير» إن التهدئة الحالية في طرابلس هي أكثر ثباتاً من أي هدنة سابقة، مشيراً الى أن الجيش يتخذ إجراءات حازمة لتثبيت وقف إطلاق النار وترسيخ الاستقرار في المدينة، ومحذراً من أنه في حال اندلاع المعارك مرة أخرى، فإن على الجميع ان يتحملوا مسؤولياتهم لأن القوى العسكرية والأمنية لن تقبل بأن تظل تُستنزف وتدفع الثمن في كل مرة.

وتمنى شربل أن تهدأ الرؤوس الحامية بعد انتهاء معركة القصير وأن تعود إليها الحكمة والعقلانية، لأن البديل عنهما سيكون مكلفاً.

وأبلغت مصادر عسكرية «السفير» أن عمليات الانتشار وإزالة الدشم والمتاريس تنفذ وفق الخطة الموضوعة، مشددة على أن الجيش لن يتهاون أمام أي خلل أمني أو مظاهر مسلحة جديدة، ومؤكدة أن تدابيره ستعيد الحياة طبيعية الى طرابلس.

انطلاق مناورات «الأسد المتأهب» في الأردن

معركة وشيكة في حلب.. وشكوك بـ«جنيف»

تزايدت المؤشرات، بعد انتهاء معركة القصير، على احتمال اشتعال محاور الاشتباكات في مدينة حلب وريفها، حيث يسيطر مسلحو المعارضة على مناطق واسعة في هذه المحافظة الثانية في الأهمية في سوريا منذ اكثر من عام، فيما برزت اصوات، من ائتلاف المعارضة و«الجيش الحر» وبريطانيا، مشككة في جدوى المؤتمر الدولي المقرر في جنيف للبحث عن تسوية سياسية للأزمة السورية.

وفي هذه الأثناء، انطلقت في الأردن أمس مناورات «الأسد المتأهب»، التي يشارك فيها حوالى 8 آلاف جندي من 19 دولة، بينها لبنان، وسيتم خلالها إجراء تدريب على نظام صواريخ «باتريوت» ومكافحة «الإرهاب» وكيفية التعامل مع «الضربات الكيميائية».

وقال مصدر امني سوري، لوكالة «فرانس برس»، إنه «من المرجح أن تبدأ معركة حلب خلال أيام أو ساعات، لاستعادة القرى والمدن التي تم احتلالها (من المسلحين) في محافظة حلب»، مؤكداً أن «الجيش العربي السوري بات مستعداً لتنفيذ مهامه في هذه المحافظة».

اما قناة «روسيا اليوم» فقد نقلت عن مصادر عسكرية قولها إن وحدات الجيش السوري بدأت عملية أطلق عليها «عاصفة الشمال» تهدف إلى استرجاع ريف محافظة حلب.

وكتبت صحيفة «الوطن» السورية إن القوات «بدأت انتشاراً كبيراً في ريف حلب استعداداً لمعركة ستدور رحاها داخل المدينة وفي محيطها»، مشيرة إلى أن الجيش السوري «سيوظف تجربة القصير ووهجها المعنوي، في الغوطتين (الشرقية والغربية قرب دمشق)، فضلاً عن تقدمه في ريف مدينة حماه المتصل بريف حمص»، معتبرة أن «معركة القصير ترسم المستقبل السياسي لسوريا».

وكانت القوات السورية أنهت أمس الأول معركة ريف القصير، بالسيطرة على بلدة البويضة الشرقية، التي كانت آخر معقل للمسلحين في المنطقة. وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن «سبعة أشخاص قتلوا في تفجير انتحاري بسيارة أمام دير المخلص الذي يؤوي عشرات الأسر المهجرة في حمص».

هيغ و«الائتلاف»

وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، إن «النظام (السوري) حقق تقدماً ميدانياً، والثمن مرة جديدة كان خسائر هائلة في الأرواح واستخدام أعمى للعنف ضد المدنيين»، معتبراً أن «التطور الحالي للوضع على الأرض لا يساعدنا على إبراز حل سياسي وديبلوماسي»، وهو «يصعب تنظيم مؤتمر جنيف وإنجاحه».

وقال إن «هذا النظام سيكون على الأرجح أقل استعداداً لتقديم تنازلات كافية خلال هذه المفاوضات، وبات إقناع المعارضة بالمشاركة في المفاوضات أمراً أكثر صعوبة»، معتبراً أن عدم حصول المؤتمر «خلال الأسابيع المقبلة أمر مقلق ومحبط».

وقال رئيس «الائتلاف الوطني السوري» بالإنابة جورج صبرا، في اسطنبول أمس الأول، إن «ما يجري في سوريا اليوم يغلق الأبواب كلياً أمام أي حديث عن المؤتمرات الدولية والمبادرات السياسية، لأن الحرب التي يعلنها النظام وحلفاؤه في المنطقة بلغت حداً لا يجوز تجاهله».

وأضاف إن «الفعل الطائفي الذي يقوم به مقاتلو حزب الله والسياسة الإيرانية والعراقية (الداعمتان للنظام السوري) يستجر ردود أفعال من نفس النوع. هذه الردود لا نريدها ولا نقبلها لأنها تحول حياتنا في المنطقة إلى جحيم».

وقال «رئيس أركان الجيش الحر» سليم إدريس، في مقابلة مع صحيفة «واشنطن بوست» نشرت أمس الأول، إن «المعارضة لن تشارك في جنيف 2 في حال لم يحصل مقاتلو المعارضة على توريدات جديدة من السلاح والعتاد لتغيير الوضع على الأرض».

وكرر وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير خارجية لوكسمبورغ جان اسيلبورن في القاهرة أمس، «رفض مصر لوجود أي شخص من رموز النظام السوري الحالي الذين تلوثت أيديهم بدماء الشعب في أي حل سياسي قادم للأزمة السورية أو في الحكومة الانتقالية». وقال إن «البديل للحل السياسي للأزمة السورية هو بديل كارثي، لأنه لا يمكن استمرار الصراع العسكري الدائر الآن في سوريا».

«الأسد المتأهب»

وانطلقت في الأردن تدريبات «الأسد المتأهب» بمشاركة ثمانية آلاف عسكري من 19 دولة، هي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وايطاليا وكندا وبولندا وتركيا وتشيكيا وباكستان والسعودية ومصر والعراق ولبنان والبحرين ودولة الإمارات واليمن والكويت وقطر بالإضافة إلى الأردن.

ويشارك في التمرين، الذي يستمر حتى 20 حزيران الحالي، قرابة 4500 عنصر من الجيش الأميركي والقوات الجوية والبحرية ومشاة البحرية الأميركية (المارينز)، وحوالي ثلاثة آلاف عنصر من القوات المسلحة الأردنية وما يقارب 500 عنصر من الدول المشاركة الأخرى. كما يشارك في التمرين نظام صواريخ «باتريوت» وطائرات «فالكون اف 16» و«هاربر» و«هركوليس اس130» و«هورنيت اف 18».

وقال رئيس هيئة العمليات في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية اللواء الركن محمد العدوان، في مؤتمر صحافي مشترك مع مدير التمرين والتدريب في مقر القيادة المركزية الأميركية اللواء روبرت.ج. كاتالانوي، في عمان، «تمرين هذا العام يركز على العمليات غير التقليدية التي تواجه الأمن العالمي، ومنها مكافحة التمرد وأمن الحدود ومكافحة الإرهاب والتدريب والإسناد الجوي».

وأوضح أن «التمرين سيستند على العمليات الدفاعية والعمليات التعرضية، في ظل ظروف حرب غير تقليدية مع التركيز على العمليات الجوية وعمليات الدفاع الجوي والمساعدات الإنسانية ومواجهة التحديات الأمنية الحالية والمستقبلية».

وحول ما إذا كان للتمرين عـــــلاقة بالأحـــداث في ســـــوريا، قال العــــدوان إن «التمرين ليـــــس له أي علاقة بأي حدث من أحداث الإقليــــم حول الأردن». وأعلن أن التمرينات العسكرية ستجري «في جنــــوب المملكة ووســــطها»، موضحاً أن «جزءاً من فعـــــاليات التمرين هو كيفــــية الــــتعامل مع الضربــــات الكيمــــيائية وتخفيف آثارها على القطــــعات العسكرية وعلى المدنيين».

وحول سبب استخدام بطاريات «باتريوت» وطائرات «اف 16» في التمرين، قال العدوان إن «الهدف من ذلك هو عسكري بحت من اجل تحسين القدرة العسكرية للمشاركين». ورفض تقديم جواب حول ما إذا كانت عمان ستطلب بقاء هذه البطاريات وأي قوات.

وأكد عدوان انه «لن يتم نشر أي قوات قرب الحدود السورية»، فيما أوضح مسؤول في السفارة الأميركية أن هذا الأمر يعود لتجنب قيام السلطات السورية أو المسلحين تأويل هذا الأمر.

(«سانا»، ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا)

اعتداء على الجيش في دير العشاير

البقاع والشمال يستقبلان جرحى القصير

وصل عدد الجرحى السوريين الذين نقلهم «الصليب الأحمر اللبناني»، بمواكبة من «اللجنة الدولية للصليب الأحمر»، إلى مستشفيات في البقاع والشمال، حتى يوم أمس، إلى 87 جريحاً، وفق الناطقة الرسمية باسم اللجنة سمر القاضي. وأشارت القاضي لـ«السفير» إلى أنّ «اللجنة أجرت اتصالات مع الأطراف كافة، لتأمين وصول غير مشروط للجرحى».

ولفتت إلى أنّ «اللجنة لا تزال تجري اتصالات مع السلطات السورية للسماح لفرقها بالدخول إلى القصير ومحيطها بالتعاون مع الهلال الأحمر السوري»، آملة أن «يتمّ ذلك قريباً».

في غضون ذلك، تعرّض حاجز للجيش اللبناني، فجر أمس، لاستهداف برمايات رشاشة من بنادق أوتوماتيكية، على طريق دير العشاير في قضاء راشيا (شوقي الحاج). ورد عناصر الحاجز على مصادر النيران، ولم يفد عن وقوع إصابات، إلا أن الطلقات النارية أصابت خزاناً للمياه وجدار الحاجز المواجه للجهة المقابلة للحدود اللبنانية السورية.

وذكرت مصادر أمنية لبنانية أن «الرمايات الرشاشة التي استهدفت الحاجز، مصدرها مزرعة دير العشاير السورية المحاذية لبلدة دير العشاير اللبنانية».

وكان نحو 52 جريحاً سورياً وزعوا على مستشفيات شتورة، وفرحات في جب جنين، وراشيا الحكومي. وبدأت عملية نقل جرحى القصير الى مستشفيات البقاعين الأوسط (سامر الحسيني)، والغربي، بعد ظهر الجمعة الماضي عبر منطقة عرسال. ووصلت أول دفعة، وتضم 10 جرحى، إلى مستشفيي شتورة وفرحات، وفي اليوم التالي تمّ نقل 28 جريحاً سورياً، أدخل ستة منهم إلى «مستشفى شتورة»، وثمانية إلى «مستشفى راشيا الحكومي»، وأربعة عشر جريحاً إلى «مستشفى فرحات». وقد استكملت عملية إجلاء الجرحى بقافلة أخرى انطلقت من عرسال مساء السبت الماضي، وضمت 14 جريحاً سورياً وزعوا على أكثر من مستشفى. ويشار إلى أنّ «قوافل نقل الجرحى تتم بمواكبة من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي». وأكدت مصادر طبية أن مستشفيات البقاع استقبلت في غضون ثلاثة أيام 122 جريحاً من أصل 350 لجأوا إلى عرسال، بينهم 12 جريحاً في «راشيا الحكومي» («السفير») عرف منهم: أ. د. ( لبناني من طرابلس)، والسوريون ع.إ.، خ.خ.خ.، ف.إ.، م. ك.، و.ح.، ع. ع.، ع. ك.إ.

أما «مستشفى فرحات» فقد استقبل 16 جريحاً عرف منهم: إ.ع.، ح.إ.، ز.أ.، م.ز.، م.ح.، م.ع.، م.خ.، و.م.، ش.ج.، م.ج.، م.أ.، ر.ع.، ف.ع.، ع. ز.، ف.إ. ويذكر أن هؤلاء الجرحى هم من القصير، وحلب، وحمص، والضبعة، وتل النبي، والبريدة. وتتم معالجتهم على نفقة «الصليب الأحمر الدولي».

وأفيد، أيضاً، أنّ عددا من الجرحى أدخلوا عبر أحد المعابر الحدودية في منطقة الهرمل (علي جعفر)، ونقلوا إلى المستشفيات في شمال لبنان.

إلى ذلك، نفذ شبان من بلدة بريتال، اعتصاماً رمزياً على الطريق الدولية، احتجاجاً على نقل جرحى القصير من مستوصفات عرسال إلى مستشفيات البقاع الغربي. وعمد بعض الشبان في مناطق أخرى إلى رشق سيارات الصليب الأحمر التي تنقل هؤلاء الجرحى بالحجارة.

.. إلى الشمال

في الشمال (عمر إبراهيم)، انشغلت الأوساط المعنية بملف النازحين السوريين، بكيفية توفير الإقامة والعلاج اللازم لعشرات الجرحى الذين تمّ نقلهم من القصير. ووصل 35 جريحاً سورياً إلى مستشفى المنية، وذلك عبر ممرات حدودية غير شرعية في منطقة وادي خالد، بعد رحلة استغرقت خمسة أيام سيراً على الأقدام. ووصفت حال هؤلاء الجرحى بالصعبة جداً نفسياً وجسدياً، وقد تمّ نقلهم إلى «مستشفى المنية»، حيث أخضعوا لفحوصات وإسعافات أولية، على أن يتم نقل بعضهم إلى مستشفيات أخرى.

ووفق مصادر المستشفى فإنّ «الجرحى يعانون من إصابات متفاوتة في مختلف أنحاء الجسد نتيجة رصاص أو شظايا قذائف، ومعظمهم في وضع صحي مستقر، لكنّ التعب يتملكهم». أضافت: «جميع الجرحى يعانون من التهابات في جراحهم، وليس بينهم حالات خطرة باستثناء جريح واحد سينقل إلى مستشفى آخر لإجراء عملية جراحية له». وقال أحد الجرحى، رافضاً الإفصاح عن اسمه: «لقد أمضينا خمسة أيام في رحلتنا من القصير إلى الحدود مع عكار، وسلكنا طرقا جبلية وأودية، وكانت جراح بعضنا تنزف، فوضعنا أقمشة عليها في محاولة لوقف النزيف».

أضاف: «كنا ننام في النهار ونسير في الليل حتى وصلنا إلى الحدود، ومعظمنا مصاب بشظايا القصف، التي سبقت دخول الجيش السوري إلى مدينة القصير».

وكان عدد من الجرحى اللبنانيين، قيل إنهم ثلاثة، قد وصلوا إلى طرابلس ونقلوا مباشرة إلى منازل عائلاتهم، حيث استقبل البعض منهم بإطلاق الرصاص وتوزيع الحلوى.

إلى ذلك، سجّلت الحدود الشمالية لجهة منطقة الدريب الأوسط، أمس الأول، خرقاً أمنياً جديداً بعد إقدام مجموعات مسلحة على إطلاق قذائف على مراكز الجيش السوري الذي رد بإطلاق القذائف والأعيرة النارية التي طاولت أوتوتستراد العبودية ـ منجز. وأدت القذائف الصاروخية إلى اندلاع النيران في خراج بلدتي عمار البيكات وقشلق.

وأفاد مختار بلدة قشلق سعود صقر «بأن النيران اندلعت في الأحراج، وسارع شبان المنطقة إلى إخمادها»، مؤكدا «أن الأضرار اقتصرت على احتراق أجزاء من محصول القمح في خراج بلدة عمار البيكات».

السعودية: المعارضة السورية مسؤولة عن تصاريح الحج

الرياض- (ا ف ب): اعلن مسؤول سعودي لوكالة فرانس برس الاثنين أن المعارضة السورية هي الجهة المخولة اصدار تصاريح الحج لمن يرغب في تأدية هذه الفريضة من السوريين.

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الحج السعودية حاتم قاضي ان “الائتلاف الوطني السوري هو المخول باصدار تصاريح الحج للسوريين ومتابعة اجراءاتهم”.

واكد أن “وفدا من الائتلاف جاء وقابل مسؤولي وزارة الحج السعودية وتم الترتيب بأن يكون حجاج سوريا عن طريقهم”.

ويبدا موسم الحج هذه السنة اعتبارا من الاسبوع الثاني من تشرين الاول/ اكتوبر المقبل.

وكان موقع الكتروني تابع للمعارضة السورية اعلن في السادس من حزيران/ يونيو الحالي عن ذلك.

يذكر ان جدالا دار بين السلطات المعنية في البلدين في ايلول/سبتمبر 2012 قبل اسابيع من عيد الاضحى حول التصاريح.

فقد اعلنت لجنة الحج العليا في سوريا توقف موسم الحج للعام الماضي نظرا لعدم ابرام وزارة الحج السعودية اتفاقية حول هذا الشان.

وسرعان ما ردت السعودية مؤكدة استكمال “جميع الاجراءات المطلوبة” لكي يتمكن حجاج سوريا من أداء المناسك.

وفي النهاية، أدت اعداد غير كبيرة من السوريين هذه الفريضة.

الظواهري يبطل اندماج دولة العراق الاسلامية وجبهة النصرة

دبي- (ا ف ب): أكدت قناة الجزيرة أن زعيم تنظيم القاعدة ايمن الظواهري أبطل الاندماج الذي اعلن في نيسان/ ابريل الماضي بين تنظيم دولة العراق الاسلامية وجبهة النصرة التي تقاتل النظام السوري، وذلك استنادا الى رسالة قالت انها حصلت عليها من مصادر موثوقة في سوريا.

ويقول الظواهري في الرسالة التي نشرها موقع الجزيرة ان ابو بكر البغدادي زعيم تنظيم دولة العراق الاسلامية، وهي فرع القاعدة في العراق، “اخطأ باعلانه دولة العراق والشام الاسلامية دون ان يستأمرنا او يستشيرنا بل ودون اخطارنا”.

كما اعتبر الظواهري ان زعيم جبهة النصرة ابو احمد الجولاني اخطأ بدوره في اعلانه “رفض دولة العراق والشام الاسلامية (…) دون ان يستأمرنا أو يستشيرنا بل ودون اخطارنا”.

وقرر الظواهري بحسب الرسالة أن “تلغى دولة العراق والشام الاسلامية” ويستمر العمل بـ”دولة العراق الاسلامية”.

كما قرر الظواهري ان تكون جبهة النصرة “فرعا مستقلا لجماعة قاعدة الجهاد يتبع القيادة العامة”.

وامر الظواهري المجموعتين بالكف “عن اي اعتداء بالقول او بالفعل ضد الطرف الآخر”، وبتقديم الدعم بشكل متبادل.

وكان ابوبكر البغدادي قال في رسالة صوتية في نيسان/ابريل ان جبهة النصرة “ما هي الا امتداد لدولة العراق الاسلامية وجزء منها”، معلنا “الغاء اسم دولة العراق الاسلامية والغاء اسم جبهة النصرة وجمعهما تحت اسم واحد هو الدولة الاسلامية في العراق والشام”.

الا ان جبهة النصرة نأت بنفسها عن هذا الاعلان مؤكدة في نفس الوقت مبايعتها للقاعدة زعيمها الظواهري.

وتسبب اعلان زعيم القاعدة في العراق ببلبلة بين الجهاديين وبانقسامات بين المنضوين تحت لواء جبهة النصرة التي تعد من اكثر المجموعات المناهضة للنظام السوري تاثيرا على الارض.

وكانت واشنطن ادرجت جبهة النصرة على قائمة المنظمات الارهابية بنهاية 2012.

لأول مرة: لاجيء سوري يقتل إمرأة أردنية غربي العاصمة

عمان- القدس العربي: كشفت السلطات الأردنية عن تفاصيل أول جريمة قتل يرتكبها لاجيء سوري على الأرض الأردنية قتلت فيها إمرأة أردنية في العقد الرابع من عمرها.

 وكشف  المركز الاعلامي في مديرية الأمن العام ان العاملين في إدارة البحث الجنائي ومديرية شرطة شمال عمان تمكنوا من كشف ملابسات جريمة قتل سيدة خلال فترة زمنية لم تتجاوز الست ساعات.

وفي التفاصيل اشار المركز الاعلامي انه وظهر الأحد تبلغت غرفة العمليات الرئيسية في مديرية شرطة شمال عمان بوجود جثة لامراة داخل منزلها في منطقة صويلح (غربي العاصمة), حيث تحركت مجموعات البحث الجنائي والمركز الامني المختص للمكان وتبين لهم ان الجثة لامراة في العقد الرابع من العمر ويوجد اثار دماء على جثتها وتم استدعاء المدعي العام والطبيب الشرعي الذي أمر بتحويل الجثة الى الطب الشرعي لتحديد سبب الوفاة.

واضاف المركز الاعلامي ان فريقا خاصا من قسم بحث جنائي شمال عمان ومركز امن صويلح باشروا التحقيق في القضية فور تحديد الطبيب الشرعي لسبب الوفاة بتعرض الضحية للضرب على الراس بواسط اداة راضة، وبجمع المعلومات من مسرح الجريمة واجراء التحريات والاستماع لبعض الشهود وقع الاشتباه على أحد الاشخاص من جنسية عربية بارتكاب تلك الجريمة والقي القبض عليه بعد البحث والتحري عنه.

وأكد المركز الاعلامي ان المشتبه به اعترف عند التحقيق معه بارتكاب الجريمة على اثر خلافات شخصية سابقة بينه وبين الضحية كونه يقطن في منطقة قريبة منها ووقع خلاف فيما بينهما في الشارع العام قبل ايام من الجريمة وقام على اثر ذلك بالتوجه الى منزلها وضربها على راسها عدة ضربات بواسطة عصا جلبها معه وتركها وغادر المكان وتم ضبط إداة الجريمة وحولت القضية لمدعي عام الجنايات الكبرى.

سر كشفه تقرير ألماني: الإستخبارات الأمريكية شجعت حزب إلله على مواجهة دموية مع جبهة النصرة بسوريا

عمان- القدس العربي: تؤطر مداخلة الدكتور أيمن الظواهري الأخيرة في الموضوع السوري القناعة بان تنظيم القاعدة يتعامل حاليا مع (فخ) تكتيكي نصب بعناية ودفع التنظيم إلى مواجهة (دموية) هذه المرة مع حزب إلله اللبناني تحت عناوين طائفية يمكنها أن تدوم طويلا.

بعض الخبراء لديهم قناعة بأن سياسات فتح الحدود أمام الجهاديين التي إتبعت بدول مثل الأردن وتركيا ولبنان في بداية الأزمة السورية كانت تتقصد تحشيد أكبر عدد ممكن من السلفيين الجهاديين أنصار تنظيم القاعدة أو الذين يمكن أن يتحولوا إلى أنصار للتنظيم في رقعة جغرافية محددة وبمهام قتالية.

معلومة خاصة جدا حصلت عليها القدس العربي تشير إلى تقارير إستخبارية ألمانية تحديدا إستعرضت مؤخرا ما حصل في سوريا والظروف والإعتبارات التي دفعت حزب إلله للمجازفة بالدخول على خطوط المواجهة المستعرة في بلاد الشام.

التقدير الألماني يتحدث بوضوح عن (غطاء إستخباري أمريكي) منح للدول الثلات وهي تركيا والأردن ولبنان بغرض إنضاج تسهيلات للجهاديين والسلفيين عبر تمكينهم من الدخول للأراضي السورية وبكثافة.

لكن المثير أن الغطاء نفسه منح دون إعتراض لحزب إلله اللبناني حتى يتدخل في بلدة القصير ليشاهد العالم موجة عنيفة ودموية من الصراع بين المتشددين الشيعة والأصوليين السنة الذين أظهر الدكتور الظواهري بوضوح أنهم يتبعون تنظيم القاعدة عندما خاطبهم مؤخرا.

طبعا تسهيلات الدخول سمحت بوجود نحو 30 ألفا من المقاتلين الجهاديين إلى سوريا والكثير من هؤلاء من المغرب العربي ودول الخليج والأردن وبعض الدول الأوروبية , الأمر الذي تشير له الإستخبارات الألمانية وهي تلمح لعملية محكمة إنتهت بتحشيد نوعين من الكوادر في مدن الشمال والجنوب السوري هم الأفراد الفعليون في تنظيم القاعدة والأفراد الجهاديون الذين يمكن للقاعدة أن تستقطبهم بسهولة مما يفسر إعلان جبهة النصرة الولاء لتنظيم القاعدة في وقت مبكر قبل عدة أشهر.

اللافت حسب المعلومات الألمانية التي إطلعت (القدس العربي) على جزء حيوي منها أن الإدارة الأمريكية عملت من وراء الكواليس وبنشاط وخلافا للإنطباع العام على (تشجيع) حزب ألله على الدخول لساحة الحرب وبثقله المعتاد في مؤشر بدأت السلطات الأردنية مثلا تختبر كلفته وتداعياته ونتائجه المحتملة.

والهزيمة التي منيت بها جبهة النصرة في بلدة القصير بمحاذاة الشريط اللبناني مؤخرا إنتهت بتطورين الأول إنتقال الحزب لتحشيد قواته في بلدة بصرى الشام تمهيدا لدخول محافظة درعا كما اكد للقدس العربي مباشرة القيادي في الجبهة أبو عبدلله الشامي.

والتطور الثاني تخطيط الجبهة للإنتقال إلى حرب العصابات بدلا من الإحتفاظ بالأرض إستجابة للوضع التكيتكي في الميدان.

كل هذه المعطيات على الأرض تفيد بأن الإدارة الأمريكية شجعت عمليا الطرفان تنظيم القاعدة وجبهة النصرة على التواجد في ظروف (الصدام والمواجهة) داخل الأراضي السورية… على الأقل هذا ما تقولة الورقة الألمانية.

 وذلك حصل على الأغلب لسبب سياسي تكتيكي يمكن توقعه فواشنطن معنية بان يتصادم الخصمان على أرض سوريا مما يضعف قدرة الطرفان, الأمر الذي سيتم التعبير عنه عبر سلسلة بيانات وإفصاحات ستصدر تباعا بإسم الظواهري لإستعراض ظروف المعركة في بلاد الشام.

ملف متكامل بتجاوزات السفير السوري في عمان قيد الإعداد

عمان- القدس العربي: رفض وزير الخارجية الأردني ناصر جوده إعتبار السفير السوري في عمان الجنرال بهجت سليمان ندا للحكومة حتى تحصل تهدئة معه في الوقت الذي بدأت فيه وزارة الخارجية بإعداد ملف متكامل يتضمن مخالفات السفير سليمان موثقة لوضعها بين يدي صانع القرار.

وتؤكد مصادر دبلوماسية لـ(القدس العربي) بأن السلطات الأردنية لا تفكر بقرار من وزن طرد السفير السوري في هذه المرحلة بسبب الكلفة السياسية والدبلوماسية لقرار من هذا النوع.

لكنها بصدد جمع البينات والتوثيقات التي تحدد كيفية إصراره على مخالفات دبلوماسية وأخرى غير دبلوماسية تتجاوز الحدود على أمل إرسال ملف متكامل لدمشق.

ووفقا للمصادر قد تصل عمان لمرحلة مطالبة دمشق رسميا بتغيير سفيرها في عمان بدلا من طرده لكن هذا الإجراء يتطلب إرسال ملف موثق للمخالفات الدبلوماسية عبر القنوات الدبلوماسية المعتادة.

وفي جلسة برلمانية ناقشت مجددا تجاوزات السفير السوري مساء الأحد رفض الوزير جوده إستعمال كلمة (تهدئة) مع السفير بناء على إقتراح من النائب البعثي حسن عبيدات معتبرا أن هذه الكلمة تستتخدم بين الدول وليس بين دولة وأفراد مقللا من شان السفير سليمان الذي وضع بدوره على صفحته على فيس بوك شعار حملة تطالب بإسقاط وزير الخارجية الأردني.

وكان رئيس لجنة الشئون البرلمانية بسام المناصير قد إنتقد مجددا بشدة سفير دمشق وقال انه لا يستطيع إنتقاد نظام المجاري في بلاده حتى ينتقد الأوضاع في الأردن.

وشدد المناصير على أن سفير سوريا ينتقد وضع بطارية صواريخ باتريوت في الأردن ويهدد بإستخدام صاروخ الأسكندر الروسي قائلا: كنا نتمنا على الأشقاء أن يظهروا قدرات صاروخ الأسكندر المزعومة في إستعادة الجولان أو في مواجهة الطائرات الإسرائيلية.

وتبدو العلاقة متوترة بين العديد من المؤسسات الأردنية وسفير سوريا الجدلي بهجت سليمان المعروف بأنه كان من الحلقات الأمنية الأساسية إبان التواجد السوري العسكري في لبنان.

ويبدو أن بعض الإعتبارات الدبلوماسية والمهنية تدفع وزارة الخارجية الأردنية لتجميد التصعيد مع السفير السوري.

الجيش السوري يقتل 100 شخص خلال هروبهم من بلدة القصير

عمان- (رويترز): قال ناشطون معارضون الأحد ان القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد قتلت مالايقل عن 100 شخص فروا من بلدة القصير بعد استيلاء قوات الجيش ومقاتلي حزب الله اللبناني الشيعي عليها الاسبوع الماضي.

واضاف الناشطون ان معظم القتلى اصيبوا في اطلاق نيران بنادق الية وقصف استمر على مدى الايام الثلاثة الماضية لدى محاولتهم عبور طريق سريع شرقي القصير الى مناطق خارج نطاق سيطرة قوات الاسد.

ولم يتسن التأكد على الفور من صحة هذا التقرير لان السلطات السورية تفرض قيودا على دخول وسائل الاعلام المستقلة.

وقال الناشط هادي العبد الله انه كان ضمن الاف الاشخاص الذين فروا من القصير وانتهى به الامر بين مجموعة من المدنيين والمقاتلين الذين تخلوا عن سياراتهم وساروا 35 كيلومترا عبر ارض زراعية لمنطقة تعرف باسم بساتين الحسينية قرب الطريق الرئيسي المؤدي الى مدينة حمص بوسط سوريا.

واضاف انهم كانوا يحملون جرحى كثيرين من القصير وان هؤلاء كانوا من اول من قتلوا لانهم لم يتمكنوا من الهروب من اطلاق النار.

وقال ان معظم الجثث تركت وانهم تمكنوا فقط من اخذ 15 جثة. واضاف ان معظم الجرحى اعتقلوا ومن بينهم ابن عمه وانه اتصل بتليفونه المحمول ورد عليه رجل قال له ان بامكانه ان يأتي لاخذ اشلاء جثته.

وقال ناشط اخر اسمه محمد القصيري ان الجيش السوري انتشر في ثلاث مناطق قرب الطريق الرئيسي لاستهداف الفارين من القصير.

وقال القصيري الذين كان يتحدث من مدينة انطاكية التركية انه لم يتبق للخروج من القصير سوى ممر ضيق واحد ولكن الجيش السوري كان ينتظر في نهايته.

واضاف ان الجيش كان يريد ان يبعث برسالة مفادها ان اي شخص له اي صلة بالقصير سيعاقب.

مقاتلون اسلاميون يعدمون مراهقا أمام أفراد عائلته في شمال سورية

النظام يستعد لمعركة حلب وحزب الله يحشد لدخول درعا و’النصرة’ قررت خوض حرب عصابات والتخلي عن الأرض

عمان ـ دمشق ـ بيروت ـ ‘القدس العربي’ ـ وكالات: استعدت القوات النظامية السورية لبدء معركة استعادة المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في مدينة حلب وريفها (شمال)، بعد ايام من سيطرتها على مدينة القصير (وسط) بدعم من حزب الله اللبناني، في حين قتل شخص الاحد في اشكال بين مناصرين للحزب ومعارضين في بيروت على خلفية مشاركة الحزب في المعارك السورية.

جاء ذلك في الوقت الذي أكد فيه أعضاء بارزون في جبهة النصرة الجهادية في بلاد الشام أن نحو 1500 مقاتل من حزب ألله اللبناني يتجمعون حاليا في مدينة بصرى الشام ويستعدون للدخول إلى محافطة درعا من بوابة بصرى الشام في تطور جديد ولافت على مسار المواجهات العسكرية.

وأبلغ أحد قادة جبهة النصرة في درعا ‘القدس العربي’ عبر اتصال هاتفي بأن المئات من مقاتلي حزب إلله تم رصدهم في مداخل بصرى الشام، موضحا بأن هذا التحشيد يمهد لجولة جديدة من القتال على أطراف درعا وفي محيط ريف دمشق باتجاه الجهات الجنوبية في درعا.

وقال أبو عبد الله الشامي: إنهم قادمون للمناطق التي يتحصن فيها مقاتلونا وبعض مجموعات الجيش الحر في درعا. وأضاف نحن مستعدون من جانبنا وسنقاتلهم بشراسة.

‘ويفترض أن جبهة النصرة تسلمت الجمعة ستة من مقاتلي حزب إلله تم أسرهم واقتيادهم إلى جهة غير معلومة.

كما يفترض أن جبهة النصرة وبالتعاون مع بعض مجموعات مقاتلي الجيش الحر قد وضعوا خطة جماعية في محيط بعض قرى درعا لحرب العصابات في مواجهة جحافل حزب إلله التي تحضر لمساندة الجيش النظامي السوري.

وقال المصدر: سنخوض حرب عصابات وسنتوقف عن الاشتباك عسكريا بغرض الاحتفاظ بالأرض.

وافاد مصدر امني سوري لوكالة فرانس برس انه ‘من المرجح ان تبدأ معركة حلب خلال ايام او ساعات لاستعادة القرى والمدن التي تم احتلالها (من المقاتلين) في محافظة حلب’، مؤكدا ان ‘الجيش العربي السوري بات مستعدا لتنفيذ مهامه في هذه المحافظة’.

وكتبت صحيفة ‘الوطن’ السورية المقربة من السلطات ان القوات النظامية ‘بدأت في انتشار كبير في ريف حلب استعدادا لمعركة ستدور رحاها داخل المدينة وفي محيطها’، مشيرة الى ان الجيش السوري ‘سيوظف تجربة القصير ووهجها المعنوي، في الغوطتين (الشرقية والغربية قرب دمشق)، فضلاً عن تقدمه في ريف مدينة حماة (وسط) المتصل بريف حمص’، معتبرة ان ‘معركة القصير ترسم المستقبل السياسي لسورية’.

الى ذلك أقدم مقاتلون اسلاميون في شمال سورية على اعدام مراهق سوري يبلغ من العمر 15 عاما بإطلاق النار عليه امام افراد عائلته الاحد متهمين اياه بالتلفظ بما يسيء الى النبي محمد، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وافاد المرصد في بريد الكتروني ‘اقدم عناصر من كتيبة اسلامية مقاتلة على اعدام طفل يبلغ من العمر 15 عاما رميا بالرصاص في حي الشعار في حلب’، كبرى مدن شمال سورية.

وقال المرصد ان العناصر الذين ‘يتحدثون اللغة العربية الفصحى اعتقلوا الساعة العاشرة ليل امس (1900 ت غ) طفلا يبلغ من العمر 15 عاما يعمل بائعا للقهوة (…) بعدما تجادل مع شخص اخر’ على خلفية طلبه منه تسليفه بعض المال، مشيرا الى ان المقاتلين ‘اتهموه بالكفر والتلفظ بعبارات مسيئة للنبي محمد’.

واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع فرانس برس ان المقاتلين الاسلاميين ‘اخذوا الطفل معهم وعادوا به في وقت لاحق الى مكان عمله وقميصه مرفوع بطريقة تغطي وجهه، وعلى جسده آثار الجلد الواضح’.

واشار الى ان الناس تجمعوا حول مكان وجود المراهق، وان احد المقاتلين توجه اليهم بالقول ‘يا أهالي حلب الكرام، الكفر بالله شرك وسب النبي شرك ومن سب مرة سيعاقب مثل هذا’، قبل ان يطلق عليه رصاصتين في الرأس والعنق أمام والديه والناس المتجمعين.

ودان مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس الاعدام بوصفه ‘إجراما’ ويقدم خدمة لنظام الرئيس السوري بشار الاسد.

اضاف ‘هذا النوع من الاجرام هو بالضبط ما يجعل الناس في سورية يخشون سقوط النظام’. وطالب عبد الرحمن بالقبض على المسؤولين عن عملية الاعدام ومحاكمتهم.

وبعد اكثر من عامين على اندلاع الازمة، تتواصل الجهود الدولية سعيا للتوصل الى حل.

دوليا، اعتبرت لندن ان التقدم الذي تحققه القوات السورية على الارض يصعب عقد مؤتمر ‘جنيف 2′، في وقت شكل الملف السوري محور مباحثات هاتفية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية ‘بي بي سي’ ان ‘النظام (السوري) حقق تقدما ميدانيا، والثمن مرة جديدة كان خسائر هائلة في الارواح واستخداما اعمى للعنف ضد المدنيين’، معتبرا ان ‘التطور الحالي للوضع على الارض لا يساعدنا على ابراز حل سياسي ودبلوماسي’.

وقالت بريطانيا الاحد انها ودولا اخرى ‘مترددة جدا’ في تسليح مقاتلي المعارضة السورية رغم تحذيرها من ان المكاسب الميدانية التي تحققها القوات الموالية للاسد تقوض فرص عقد مؤتمر للسلام في جنيف.

حزب الله: أزلنا ألغاما من القصير قدمناها لحماس

دمشق ‘القدس العربي’ من كامل صقر: قالت مصادر مقربة من حزب الله اللبناني، الذي شارك المئات من عناصره في حرب القصير ان وحدة الهندسة التابعة للحزب التي قامت مع وحدات هندسية تابعة للجيش السوري بتعقّب وإزالة ألغام أرضية كان مقاتلو المعارضة قد زرعوها داخل مدينة القصير، عثرت على عشرات الألغام التي كان حزب الله قد زود حركة حماس بها في الأعوام 2007 و2008.

وقالت تلك المصادر ان طريقة زرع هذه الألغام وتمويهها هي ذات الطريقة التي ينصب فيها عناصر حزب الله ألغامهم في المناطق المتقدمة من جنوب لبنان، وهي الطريقة التي جرى تدريب عناصر من كوادر حماس عليها من قبل خبراء حزب الله.

المصادر لمحت إلى أن كوادر من حماس ربما تكون قد أشرفت على تعليم كتائب الوليد وكتيبة الفاروق، أكبر ذراعين تابعتين للمعارضة السورية المسلحة بريف حمص على زراعة الألغام في مدينة القصير وعدد من قراها.

وتنقل ذات المصادر عن عنصر من حزب الله قوله: ‘كان بإمكاني أن أنزع الألغام في مناطق القصير وأنا مغمض العينين، لأنني كنت أشعر وكأنني أنا من زرع تلك الألغام’، في إشارة منه إلى أن طريقة زرع هذه الألغام هي طريقة حزب الله التي تدربت عليها عناصر حماس فقط.

تلك المعطيات غير المؤكدة رسمياً من قيادة حزب الله، ربما يمكن أن تتقاطع مع أنباء مؤكدة حصلت عليها ‘القدس العربي’ عن إغلاق مكاتب حماس في الضاحية الجنوبية ببيروت، بعد أيام قليلة من بدء معركة القصير، رغم نفي حركة حماس هذا النبأ.

الجدير ذكره أنه يصعب التحقق من صحة هذه المعلومات أو عدمها من حركة حماس، بسبب مغادرة قياداتها وجميع كوادرها الأراضي السورية تباعا خلال الأشهر الماضية، وإغلاق السلطات السورية جميع مكاتب حماس في العاصمة دمشق.

قال ان الملك عبدالله صديقه

القرضاوي يجدد هجومه على حزب الله وايران ويدعو للجهاد في سورية

لندن ‘القدس العربي’: أكد الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أن الجهاد بسورية مطلوب، مستنكراً التدخل الإيراني والروسي في مناصرة نظام بشار الأسد، مؤكدا ان ‘علاقته قديمة مع مشايخ السعودية، والملك عبد الله صديقي، وليس بيننا سوى المحبة والتأييد’.

وتحدث القرضاوي، في مقابلة مع قناة ‘العربية’ بمقر إقامته بالعاصمة القطرية الدوحة، عن أسباب تأييده لعلماء المملكة العربية السعودية في معارضة توجهات وممارسات حزب الله.

وأضاف أن ‘حزب الله’ انكشف وانكشفت نواياه، وظهر أنه حزب ‘الطاغوت والشيطان’ بحسب تعبيره، مثنياً على علماء السعودية الذين كانوا وفق تعبير القرضاوي ‘أكثر تبصراً منه بحقيقة هذا الحزب’.

وأوضح أن ما يجري بسورية امتداد لما جرى بعدة بلدان عربية هدفها الأول المطالبة بالحقوق، والثائرون في سورية كما غيرها لم يحملوا لا سلاحاً ولا حتى حجارة، لكن الأنظمة في هذه البلدان قابلتهم بالرصاص.

وفي الحالة السورية، أوضح القرضاوي أن ‘بشار الاسد جاء به أبوه ليكمل الحكم منذ 50 سنة، ولو كان النظام جمهورياً لما بقوا كل هذه المدة في الحكم’.

ودعا القرضاوي إلى فهم حقيقة ما يجري بسورية، حيث ‘يقاتل الجيش السوري الحر بأسلحة خفيفة في مواجهة طائرات الميغ الروسية’، مضيفاً أن ‘من يحارب بسورية ليس جيش الأسد فقط وإنما الروس وإيران وحزب الله’.

وأعلن مشروعية الجهاد بسورية ضد حزب الله وضد النظام هناك، قائلاً: ‘الجهاد مطلوب في سورية على الأفراد والدول’.

وبخصوص دفاعه عن حزب الله بوقت سابق، قال القرضاوي: ‘وقفت ضد شيوخ السعودية ودافعت عن حزب الله بحربه ضد إسرائيل، وكنت أحكم على الظواهر وقلت إنهم مسلمون رغم أنهم مبتدعون، وهم يعلنون ولاءهم لأمة الإسلام، لكن اتضح أنني كنت على خطأ وأصاب علماء السعودية’.

وتابع ‘حينما جاء الخميني ضد شاه إيران كنا نظن أنهم يدافعون عن العدل ضد الظلم، لكن تبين أنهم مضللون وأنهم يخفون ما لا يبدون وما لا يعرفه الناس′.

وواصل الشيخ القرضاوي انتقاده لتدخل إيران والشيعة عموماً في شؤون العرب وخصوصاً منطقة الخليج، وقال ‘يريدون أكل كل شيء، يريدون أكل جزر الإمارات والبحرين، وكل بلد يستسلم لهم يأكلونه’.

وأمام هذا الوضع، دعا القرضاوي ملوك العرب إلى توحيد الموقف مما يجري سورية، باتجاه نصرة الشعب السوري والوقوف في صفه.

واستثنى القرضاوي الشيعة غير المتعصبين، وقال إنه يعرف كثيراً منهم وهم أصدقاؤه، كما أوضح أن العلويين والمسيحيين، وغيرهم من الطوائف والأعراق لها حرمتها المحفوظة لدى المسلمين منذ مئات السنين.

سليم ادريس: لن نذهب لجنيف ـ 2 قبل تحسين وضعنا على الارض ووصول اسلحة نوعية لنا

ابراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’ يرى بيتر بيومنت في صحيفة ‘اوبزيرفر’ البريطانية ان زيادة اللهجة الطائفية في خطابات ممثلي السنة والشيعة لا تكفي وحدها لتفسير النزاع في الشرق الاوسط، فهو وان اعترف بان خطاب الشيخ يوسف القرضاوي الاخير في الدوحة – العاصمة القطرية يعتبر تحولا في الخطاب الطائفي في الشرق الاوسط، الا انه يرى ان هناك عوامل اخرى يجب النظر اليها غير عامل الكراهية الدينية.ويقول الكاتب انه استمع للقرضاوي في الازهر العام الماضي ولاحظ حدة في النقد والشجب للرئيس السوري بشار الاسد الا ان القرضاوي في ذلك الخطاب لم يدع للجهاد. ولكن خطابه في الدوحة عبر عن موقف خطير من الطائفية، واشار الكاتب بالتحديد الى ما قاله الشيخ ‘كيف لمئة مليون شيعي ان يغلبوا 1.6 مليار سني؟ هذا لان السنة ضعيفون’.

واشار الكاتب ايضا الى رد الفعل السعودي من الشيخ عبدالعزيز الشيخ، المفتي العام الذي اثنى على تصريحات القرضاوي. ولعل مصدر هذا الحراك الطائفي هو الخطاب الذي اعلن فيه زعيم حزب الله، حسن نصر الله عن دخول قواته لسورية للقتال الى جانب الجيش السوري في القصير المدينة التي يقول ان ركامها يقف كمثال واضح على البعد الطائفي. اما المثال الاخر فهي مدينة طرابلس المدينة الساحلية التي تشهد مواجهات مسلحة بين السنة والعلويين.

كليشيه الطائفية

وفي ضوء هذا الوضع اصبح نوعا من الكليشيه الحديث عن الانقسام الطائفي السني – الشيعي والذي يعود لقرون ومن الصعب رأبه. وعلى اهمية هذا البعد فالنزاع في المنطقة اكثر تعقيدا من ان يفسر من خلال فكرة الكراهية الدينية، فالتوترات التي تشهدها المنطقة تعكس كما يرى التنافس على السلطة، الحقوق والهوية والتي تفاقمت اولا مع غزو العراق ثم مع ثورات الربيع العربي. وفي الحقيقة فما تم هو ادخال التوترات الطائفية الى الصراعات المحلية والاقليمية حول الصراع على السلطة وتوزيع المصادر مثلما هي نزاعات دينية.

واشار الكاتب الى ما كتبه مارك لينتش قبل فترة في مجلة ‘فورين بوليسي’ حيث حذر من النظرة الضيقة وغير المساعدة في استمرار التأكيد على البعد الطائفي وكتب ان ‘السرد الطائفي المتسيد يخفي خطوط الصراع الصاعدة في الشرق الاوسط اكثر مما يظهر، فالفترة القادمة ستعرف من خلال التنافس بين المتنافسين (سنة بالمعظم) على السلطة في دول تمر بظروف تحول غير واضحة وبين الطامحين (معظهم سنة) لقيادة العرب، ولم تعد المشاعر المعادية للشيعة ضامنا لوحدة السنة مثلما وحدت القومية العربية العرب في الخمسينات من القرن الماضي’، وبكلمات اخرى فالصراعات البارزة في المنطقة هي صراعات داخل الغالبية السنية وليس نزاعات سنية – شيعية الطابع. واشار لينتش الى التنافس بين قطر والسعودية على تسليح جماعات المعارضة وهو تنافس يرى انه يؤثر على وحدة المعارضة السورية.

ليست عن الدين

ومع ذلك تشعر الكاتبة جينف عبده من مركز ستيمسون ومؤلفة كتاب ‘الطائفية الجديدة’ بالتشاؤم من المسار الحالي للتوتر السني – الشيعي حيث قالت انه يأتي وسط ‘تكاثف’ البحث عن الهوية الطائفية في المنطقة وهو امر يصعب تفسيره فقط من خلال السياقات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

وقالت ‘يجب علينا ان لا ننسى ان بعض الطائفية الجديدة بدأ في العراق، وجاءت نهاية الانظمة الشمولية اثناء الربيع العربي متزامنة مع الاهتمام بالهوية السياسية وبكل انواعها بما فيها الهوية الطائفية’. وترى عبده ان جذور التوتر الطائفي بين السنة والشيعة تعود الى عقود الستينات والسبعينات من القرن الماضي والتي شهدت صعود جماعات وحركات شيعية تطالب بالمساواة والحقوق الكاملة في الدول السنية. وتعتقد ان ‘الطائفية الجديدة’ يقف وراءها عدد من العوامل المتنافسة بما فيها الطريقة التي تعاملت فيها الدول السنية والشيعية مع سورية.

مصالح سياسية

وبعيدا عن هذا الرأي يرى كاتب عراقي اخر ان الطائفية تستخدم على الاقل في العراق من اجل تحقيق الاهداف السياسية، فهو وان لم ينف البعد الرمزي للطائفية والسرد الجمعي في النزاعات الا ان الاهداف الرئيسية منها سياسي. واشار الى ان ظاهرة التأكيد على البعد الطائفي لدى سنة العراق جاءت ردا على استبعادهم من العراق الذي يسيطر عليه اليوم الشيعة وقد زاد هذا التأكيد على الهوية صعود الاسلاميين للحكم. وهناك من يرى ان الطائفية هي نتاج للحرب السورية وبسبب النظام السوري، وينقل الكاتب عن الباحثة ريم علاف قولها ‘ادخل نظام الاسد العناصر الطائفية في الثورة في اذار (مارس)2011 حيث حاول ربطها بالصراع الطائفي’، واضافت ان النظام اعتنق وبشكل مدروس الفكرة لمعرفته ان الناس يخافون منها ‘فالنظام وحزب الله معه يحاولون تبرير وضعهم على انه دفاعي لكن الناس لا يشترون هذا الكلام’. وترى ان ادخال الاسد لعناصر حزب الله الى جانبه في النزاع يعكس فقدانه الثقة بقطاعات في داخل جيشه حيث يمتد الآن الحلف الطائفي الى ايران ولبنان.

الدفاع عن النفس

وتجب الملاحظة هنا ان تدخل حزب الله العلني في القصير ليس مرتبطا بالضرورة بحرصه على نجاة الطائفة العلوية في سورية اكثر من كونه حريصا على مصيره وحماية مصالحه، حيث يعتمد الحزب الوكيل عن ايران في المنطقة على سورية لمرور السلاح المتقدم اليه. وتنقل عن ولي ناصر مؤلف كتاب ‘صحوة الشيعة’ قوله ان ايران وحزب الله في القصير عبرا عن استعداد للقتال اكثر من السنة، فالقرضاوي وامثاله ممن يقوم خطابهم على تعزيز فهم اتباعهم حول الدين الجديد ولا يمكن والحالة هذه السماح لظهور السنة بمظهر الضعيف’.

وفي الوقت الذي تنبأ فيه بتحول حاسم في مركز الجذب في المنطقة تجاه العراق وايران الا انه كان حذرا في التفريق بين دوافع الافراد الشيعة الذين يتدفقون الى سورية من العراق ولبنان او الجهاديين الشيعة، وبين الجهاديين السنة الذين يقاتلون الى جانب جبهة النصرة. ويقول ناصر ان الحرب في سورية بالنسبة للشيعة لا تشبه الحرب الاهلية الاسبانية ولا افغانستان فهؤلاء الشيعة لا يقاتلون من اجل النظام بل للدفاع عن انفسهم، فهم يخشون ان سقط الاسد فالسنة سيبحثون عنهم، مشيرا الى ان ‘الناس في الشرق الاوسط يهتمون بسورية ليس لانهم بالضرورة يحرصون على الاسد ولكنهم حريصون على انفسهم’.

لن نذهب لجنيف

على الصعيد الميداني في سورية اكد سليم ادريس رئيس هيئة اركان الجيش الحر لصحيفة ‘نيويورك تايمز′ ان المعارضة لن تذهب الى جنيف -2 قبل ان تتلقى اسلحة نوعية تحدث تغيرا على الارض، وقال ‘ان لم نتلق ذخيرة واسلحة تغير وضعنا على الارض، وتحرف ميزان المعركة على الارض، فانني اقول بصراحة اننا لن نسافر الى جنيف’، وجاءت تصريحات اللواء ادريس بعد الانسحاب من مدينة القصير التي تعرضت لهجوم كبير من الجيش السوري المدعوم من مقاتلي حزب الله، وتأتي بعد سلسلة من الانجازات التي حققها الرئيس بشار الاسد على الساحة القتالية حيث استعاد جيشه السيطرة على العديد من المناطق الاستراتيجية التي خسرها امام المعارضة خلال عامين او اكثر من الانتفاضة التي تعم انحاء سورية.

وتقول الصحيفة ان تصريحات ادريس هي جزء من النقاش الذي يدور داخل المعارضة السورية والتي فشلت بالاتفاق على قرار حول المشاركة او عدمها، حيث جاء الاعلان عن المؤتمر بعد اتفاق كل من وزيري الخارجية الامريكي جون كيري، ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مما دعا المعارضة للتساؤل حول استراتيجية الغرب نحو سورية. وتقول ان اصرار جون كيري على اهمية مشاركة المعارضة والجلوس على طاولة المفاوضات مع ممثلي النظام السوري الذي يريد التشبث بالسلطة بأي ثمن يأتي في الوقت الذي تتراجع فيه قوة المعارضة نفسها.

ويقول ادريس انه يؤيد فكرة المؤتمر الدولي مبدئيا الا انه يخشى من اثاره السلبية ان عقد قبل ان يتم تعزيز وضع المعارضة الميداني من خلال وصول اسلحة وذخائر جديدة لهم. وقال ان ‘مؤتمر جنيف هو فكرة غربية ولكن كجيش حر علينا ان نكون في وضع قوي على الارض وكذا المعارضة’.

واضاف ‘ماذا سنطلب ان ذهبنا الى جنيف وموقفنا ضعيف’، مشيرا الى ان ‘الروس والايرانيين وممثلي النظام سيقولون: ليست لديكم قوة، فنحن نسيطر على كل شيء وماذا جئتم تطلبون؟’. ويقول ادريس ان المعارضة المسلحة لا تملك السلاح الذي يواجه سلاح النظام والذي استخدم وبشكل موسع المدافع ذات المدى البعيد وصواريخ ارض-جو والمقاتلات، ومقارنة مع هذه القدرات يعتمد المقاتلون على الاسلحة الخفيفة التي تشمل بنادق اي كي- 47 وار بي جي وقنابل الهاون والقذائف الصاروخية. ورفض ادريس الحديث عن مصدر الدعم لقواته والتي يعتقد انها اسلحة كرواتية مولت شراءها السعودية.

وحذر ادريس قائلا انه في الوقت الذي يخوض فيه الغرب نقاشا حول طبيعة الدعم الذي يجب ان يقدمه للجماعات المعتدلة تقوم الجماعات المتطرفة مثل جبهة النصرة بلعب دور بارز في الصراع، مشيرا انهم ‘يكسبون تعاطف الناس′، مضيفا انهم ممولون بشكل جيد. وقال ادريس ان الهدف القادم للنظام السوري بعد القصير هو حلب حيث سيعتمد على دعم من المقاتلين الايرانيين وحزب الله ومقاتلين من العراق. ويتطابق موقف المعارضة المسلحة مع السياسية التي تخوض مفاوضات لاختيار زعيم لها، ووجهت بعد سقوط القصير اتهامات للغرب والدول العربية لعدم دعم المقاتلين.

واستبعد جورج صبرا القائم باعمال رئيس الائتلاف السوري اية مشاركة في الظروف الحالية بمؤتمرات او مبادرات سياسية. ونقلت الصحيفة عن الباحث في المجلس الاطلنطي، ومركزه واشنطن، فردريك هوف والمسؤول السابق في الخارجية الامريكية قوله ‘في داخل المعارضة السياسية هناك اتفاق على نقطة واحدة وهي ان ايران وحزب الله وروسيا تهدف للانتصار فيما تركز الولايات المتحدة على المحادثات’، وهذا يفسر تردد المعارضة في المشاركة في مؤتمر جنيف والصعوبات التي تواجهها في تنظيم نفسها حول هدف متماسك. وفي ظل مواصلة النظام السوري تمترسه والتقدم لخوض معارك اخرى فان اي نفوذ تأمل واشنطن ممارسته في جنيف يعتمد على فكرة قيام كل من بريطانيا وفرنسا ارسال اسلحة للمعارضة، وتقول الصحيفة ان جون كيري يأمل ان تغير روسيا التي تدعم الاسد بالسلاح موقفها وتجبره على الخروج من السلطة تفاديا لانهيار الدولة السورية بالكامل. وكان كيري واضحا عندما قال ‘اننا نحاول منع العنف الطائفي من اي يجر سورية الى انهيار كامل وتفككها الى جيوب، ومنع تدمير مؤسسات الدولة، ولا يعرف احد الا الله كم سيكون عدد اللاجئين الذين سينضمون الى الاعداد الحالية’.

حمص: الحرب ليست بعيدة

وفي الوقت الحالي تركت الحرب اثارها على كل مدن سورية، وفي زيارة لحمص لاحظ مراسل صحيفة ‘لوس انجليس تايمز′ ان الحياة الطبيعية التي تبدو في بعض مناطق المدينة خاصة تلك الموالية للنظام تخفي وراءها اثار الحرب، ففي يوم السبت ارسل المقاتلون رسالة الى النظام عندما انفجرت سيارة مفخخة قتلت اكثر من سبعة اشخاص.

وكانت حمص معقل الثورة حيث شهدت اول مواجهة عنيفة في بابا عمرو التي اضطر المقاتلون الانسحاب منها عام 2012. حيث قام الجيش الآن باغلاقها ومن يريد الدخول اليها من السكان والصحافيين يحتاج الى اذن.

ويشير التقرير ان الحرب تركت مساحات واسعة من المدينة وخارجها خالية من السكان، ونقل التقرير ان تاجرا عاد ليفتح محله التجاري قال ان ما حدث في المدينة يسهل شرحه ‘اولا جاءت الجماعات المسلحة ثم اجبرها الجيش على الخروج وحدث الدمار’ بسبب ذلك وهو ما يفسر المناظر التي جاءت من القصير بعد ثلاثة اسابيع من المواجهات المسلحة.

ويقول جندي قاتل في بابا عمرو وفي القصير ان حديث الحكومة عن المعركة كونها نقطة تحول لا يعني نهاية الحرب فالقصير هي معركة من المعارك. وتقول الصحيفة ان الجيش تعرض لخسائر فادحة خلال العامين الماضيين مع انه لم ينشر ارقاما عن عدد قتلاه لكن الانتصارات الاخيرة التي حققها جاءت على حساب الارواح والممتلكات.

وثيقة سرية من مجلس الأمن الدولي: المواجهة العسكرية بين سورية وإسرائيل كانت على قاب قوسين أو أدنى خلال المعارك على معبر القنيطرة الإستراتيجي

زهير أندراوس

الناصرة ـ ‘القدس العربي’ كُشف النقاب أمس في تل أبيب عن أن رئيس القسم في قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، هارفو لادسو، قال في اجتماع طارئ ومغلق في مجلس الأمن الدولي، في ليلة يوم الجمعة الماضي في نيويورك إن إسرائيل هددت بمهاجمة قوات الجيش العربي السوري، على الحدود مع سورية، خلال المعركة التي دارت هناك بين الجيش النظامي السوري وبين المعارضة المسلحة، يوم الخميس صباحا، على معبر القنيطرة الإستراتيجي.

وبحسب المراسل للشؤون السياسية في صحيفة ‘هآرتس′، باراك رافيد، الذي أورد النبأ، أمس الأحد، فإن المسؤول الأممي أدلى بهذه الأقوال خلال العرض الذي قدمه لسفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، حيث كشف النقاب عن الدراما التي حصلت من وراء الكواليس، منذ اللحظة التي تمكن فيها المعارضون السوريون من السيطرة على معبر القنيطرة.

وزادت الصحيفة العبرية قائلةً إن المواجهة العسكرية بين الجيش العربي السوري وبين جيش الاحتلال الإسرائيلي كانت على قاب قوسين أوْ أدنى من أنْ تقع، وهي المواجهة الأولى منذ العام 1973. وقالت الصحيفة أيضا إن المدون نبيل أبو صعب، كشف النقاب في مدونته UN Report كشف النقاب عن وجود وثيقة تشكل الأقوال التي أدلى بها هارفو لادسو خلال الجلسة المذكورة، وبحسب الوثيقة السرية، فإنه بعد احتلال المعبر من قبل المتمردين السوريين، قام الجيش العربي السوري بالدفع بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى المنطقة شملت دبابات وناقلات جند.

وجاء أيضا في الوثيقة السرية أن التعزيز السوري غير المسبوق دب الخوف لدى قادة اللواء الشمالي في الجيش الإسرائيلي، الذين سارعوا إلى الاتصال بقائد قوات (الإندوف) وأبلغوه بأنه في حال واصلت سورية بدفع التعزيزات إلى معبر القنيطرة، فإن جيش الاحتلال سيقوم بمهاجمتها، وقام الأخير بإيصال الرسالة إلى الجنرال السوري الكبير، المسؤول في المنطقة، لافتا إلى أن القضية وصلت إلى ديوان وزير الأمن الإسرائيلي، موشيه يعالون.

ومضت الصحيفة العبرية قائلةً إن مصدرًا أمنيًا رفيع المستوى في تل أبيب أكد لـ’هآرتس′ بأن إسرائيل وجهت تهديدًا للسوريين بواسطة قائد (الإندوف)، جاء فيه أنه في حال قيام الدبابات السورية بمهاجمة الجيش الإسرائيلي، فإن الأخير سيرد وبقوة كبيرة، على حد تعبيره، ولكن سورية، بواسطة القائد المذكور، أبلغت إسرائيل بأن قواتها تقوم بالعمل ضد المعارضين فقط، على حد تعبيره.

في سياق ذي صلة، إيهود يعاري، محلل الشؤون العربية في القناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيلي، هو من أشد المعادين للعرب وللمسلمين على حدٍ سواء، ويُعتبر هذا المستشرق – المستعرب، أيضًا من المقربين جدا لدوائر صنع القرار في تل أبيب، وبسبب تبوأ القناة الثانية المكان الأول في عدد المشاهدين، مقارنة بالقنوات التلفزيونية الإسرائيلية الأخرى، فإن تحليلات يعاري تصل إلى أكبر نسبة مشاهدين من الجمهور الإسرائيلي، وتوثر كثيرًا في صنع الرأي العام في دولة الاحتلال. وعلى الرغم من أن المحلل المذكور لا يُخفي حقده على العرب، فإنه اضطر السبت، في برنامج واجه الصحافة، إلى الاعتراف، وبفم مليء بأن معركة القصير كان نقطة تحول مهمة جدا لنظام الرئيس د. بشار الأسد، معتبرا الانتصار انتصارا تكتيكيا مما سيَحُث الرئيس الأسد على مواصلة المعارك الضارية ضد المعارضين المسلحين. وعلى الرغم من عدوانيته الواضحة، فإنه بين الفينة والأخرى يتمكن من إجراء مقابلات مع قادة من المعارضة السورية، وهكذا حدث ظهر، يوم الأحد الماضي، احد قادة المعارضة السورية، المسمى حسن رستناوي، تحدث على المباشر من حمص مع القناة الثانية الإسرائيلية، وكان الضيف المفاجئ للصحافي الإسرائيلي يعاري. وتم تقديم رستناوي على موقع القناة الإلكتروني كقائد المتمردين السوريين. وفي إجابته على سؤال الصحافي الإسرائيلي، المتعلق بعملية القصف التي قامت بها مؤخرا طائرات إسرائيلية على دمشق، عبر رستناوي عن فرحه وامتنانه.

وبحسبه، فإن قصف الطيران الإسرائيلي قد استهدف مخابئ السلاح التابعة للجيش العربي السوري، واستهدف أيضا ميليشيات حزب الله والحرس الثوري الإيراني، الذين سماهم أكبر خطر إرهابي. وقد أثلج الهجوم الأخير للعدو الإسرائيلي،حسب رستناوي، صدور الشعب والثوريين السوريين، على حد تعبيره.

والتعامل بين المتمردين السوريين والجيش الإسرائيلي ليس أمرا جديدا، ففي السنة الماضية حاورت القناة الإسرائيلية نفسها الشيخ عبد الله التميمي، قائد سلفي أصله من حمص، انتحل شخصية سني، وشتم ملايين السوريين السنة الوطنيين.

من جهة أخرى، فإن العديد من مقاتلي الجيش السوري الحر يجدون مأوى في إسرائيل، ويعالجهم الجيش الإسرائيلي، كما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية يوم 23 من شهر أيار (مايو) المنصرم، وجاء في الخبر الذي أوردته الوكالة إنهم يحصلون على أسلحة إسرائيلية، ويستقبلون صحافيين وعملاء إسرائيليين في صفوفهم، ويخبرون الأجهزة الخاصة الإسرائيلية عن نقاط إطلاق منصات إطلاق الصواريخ الباليستية السورية ومستودعات الأسلحة، ويعِدون أن سورية الحرة ستقوم بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل.

هيغ: التقدم الميداني للنظام السوري يصعب عقد ‘جنيف 2

تعهد باجراء تصويت في البرلمان البريطاني على تسليح المعارضة

لندن ـ ا ف ب: اعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ان تحقيق النظام السوري انجازات على الصعيد الميداني يصعب المساعي من اجل تنظيم مؤتمر دولي حول النزاع في سورية وانجاحه.

كما رأى ان تأخير عقد هذا المؤتمر امر ‘مقلق ومحبط’.

وقال هيغ في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) ان ‘النظام حقق تقدما ميدانيا، والثمن مرة جديدة كان خسائر هائلة في الارواح واستخدام اعمى للعنف ضد المدنيين’ز

واضاف الوزير البريطاني ان ‘التطور الحالي للوضع على الارض لا يساعدنا على ابراز حل سياسي ودبلوماسي’.

كما اشار الى ان هذا الامر ‘يصعب تنظيم مؤتمر جنيف وانجاحه’، لافتا الى ان ‘هذا النظام سيكون على الارجح اقل استعدادا لتقديم تنازلات كافية خلال هذه المفاوضات وبات اقناع المعارضة بالمشاركة في المفاوضات امرا اكثر صعوبة’. وردا على سؤال بشأن حظوظ نجاح مؤتمر ‘جنيف 2′، اشار الوزير الى حصول ‘محادثات مكثفة’ حاليا مع روسيا والولايات المتحدة والامم المتحدة، الا انه اعتبر ان عدم حصول المؤتمر ‘خلال الاسابيع المقبلة’ امر ‘مقلق ومحبط’.

وكان مقررا عقد مؤتمر ‘جنيف 2′ الذي تم التوافق عليه بين واشنطن وموسكو، خلال شهر حزيران (يونيو) الجاري، لكن بسبب عدم التوافق على قائمة المشاركين في المؤتمر، فإنه لن يعقد قبل تموز (يوليو). ومن المقرر عقد اجتماع تحضيري جديد في 25 حزيران (يونيو).

الى ذلك جدد هيغ التأكيد ان بريطانيا لم تتخذ قرارا بشأن تسليح مقاتلي المعارضة السورية، الا انه اعلن ان البرلمان سيدعى الى التصويت على هذا الموضوع في حال تم البحث في هذه النقطة.

وقال ‘سيحصل تصويت بطريقة او باخرى. ليس هناك مسار قائم، لكنني لا ارى لماذا لن يحصل تصويت قبل تنفيذ هذا القرار’.

أهالي القصير يعودون إلى جنى عمرهم الذي تحول أنقاضًا

لميس فرحات

انتهت حرب القصير بعودتها إلى قبضة النظام السوري، فعاد من تركها سابقًا ليجد كل جنى عمره وقد حولته الصواريخ والمعارك الضارية إلى أنقاض، وليجد أن كنيسة البلدة وجامعها مهدمان.

بيروت: بلدة القصير السورية لا تشبه شيئًا مما كانت عليه سابقًا، بعد أن خسرها الثوار وعادت إلى يد القوات الحكومية، ليسكنها الخراب والدمار. في الوقت الذي استقل فيه مقاتلو حزب الله الباصات التي أعادتهم إلى لبنان يوم الأحد، بعد انتهاء معركتهم للسيطرة على القصير، تفاجأ السكان الذين عادوا إلى هذه البلدة بمنازلهم ومحالهم التي تحولت إلى انقاض.

وسيطرت الحكومة السورية على القصير بعد معركة شرسة استمرت ثلاثة أسابيع، انتهت في الاسبوع الماضي. واحتفل سوريون مناصرون لنظام الرئيس بشار الأسد بهذا النصر، إنما وسط الأنقاض التي أخفت معالم البلدة.

انتصار نفسي

واجهات المنازل والمباني مليئة بثقوب الرصاص، وكثير غيرها انهارت في أكوام من الحطام، ما يدل على شراسة المعارك الضارية التي اندلعت بين القوات الحكومية والثوار من أجل السيطرة على هذه البلدة التي تحمل أهمية استراتيجية في المعركة لإسقاط النظام.

استخدم كل جانب في القتال الأسلحة الثقيلة في القصير، لذلك من المستحيل معرفة أي طرف مسؤول عن أكثر نسبة من الضرر. ومع ذلك، فقد ظهرت القصير باعتبارها رمزًا للتغيير في قوة الدفع للحرب الأهلية السورية التي اندلعت منذ نحو عامين، وتعهد السلطات بإعادة بناء البلدة واستعادة الخدمات فيها.

“لقد قطع الحبل السري الرئيسي للمعارضة”، كما قال محافظ مدينة حمص أحمد منير محمد لصحيفة لوس انجيليس تايمز. وكانت القصير بمثابة مركز لوجستي للمعارضة من أجل نقل وتهريب اللوازم والمقاتلين من لبنان، إذ تبعد عنه 10 أميال فقط. ووفر سقوط القصير انتصارًا نفسيًا واستراتيجيًا للحكومة، كما وجّه ضربة قوية للثوار في سوريا، الذين يواجهون بالفعل نقصًا في الإمدادات ويعانون انقسامات حادة في صفوفهم.

بعد سقوط القصير، عرضت السلطات السورية صورًا ومشاهد لأسلحة ومتفجرات وقنابل محلية الصنع تعود للثوار، كما رفعوا أحذية الثوار الجديدة التي خلفوها وراءهم، كتب عليها أسماء الكتائب وتحمل عبارة “صنع في تركيا” باللغة الانكليزية.

عاد المسيحيون

سقوط القصير في يد القوات الحكومية هو الاحدث في سلسلة من الانتصارات التي حققها النظام، الأمر الذي دفع بعض المحللين إلى إعادة النظر في التوقعات التي تقول إن الأسد لن يصمد لسنة أخرى. من جهتها، أعلنت الحكومة سقوط بلدة القصير على أنه نقطة تحول في الحرب.

لكن الذين عادوا لم يجدوا أي دليل على ما يمكن وصفه بالانتصار بالنسبة إليهم، فمنازلهم دمرت وكل ما عملوا لجنيه طوال سنوات، تحول في ثلاثة أسابيع إلى خراب. من بين أول العائدين كانت الأسر المسيحية الاقلية في القصير، التي تمثل نحو 10 بالمئة من سكان البلدة الذين يبلغون نحو 40 ألفًا. لكن العديد منهم وجدوا الأنقاض بانتظارهم بدلًا من المنازل التي سكنتها أسرهم لأجيال.

كلام طائفي

هناك بعض المبررات لخوف المسيحيين من الجماعات المتطرفة في صفوف المعارضة، فالعائلات التي عادت إلى القصير توجهت إلى كنيسة مار الياس الكاثوليكية الرومانية فوجدت مذبحها الرخامي مكسورًا وقد شُوهت تماثيل القديسين والمسيح وامتلأت الجدران بكتابات ضد المسيحيين من ضمنها عبارة “إن دين سيدنا محمد سينتصر على كل الطغاة”.

قال أسامة حسن، وهو موظف حكومي مسلم كان من بين الحشد الذي توجه إلى كنيسة مار الياس: “انها صدمة كبيرة لنا أن نرى شيئا مثل هذا القبيل في كنيسة”. أضاف: “الكنيسة هي ذاتها المسجد بالنسبة إلينا”. يشار إلى أن المسجد القريب في البلدة أصيب أيضًا بأضرار جسيمة، وقد تدمرت أجزاء من مئذنته بسبب القذائف والصواريخ التي اطلقت خلال المعركة.

وقال أحد السكان “هنا، المدافن المسيحية والمسلمة بجانب بعضها البعض، ولم نشهد اي انقسامات في السابق”.

وفي شارع قريب، جلست عائلة سورية على جانب الطريق تحدق في بقايا منزلها. وقالت ربة المنزل إنها أمضت سنوات في العمل مصففة شعر وعاملة في متجر حتى تمكنت من شراء شقة تعيش فيها مع عائلتها. وأضافت بحسرة: “تمنيت أن يعيش أبنائي فيها، وعملت بجهد لسنوات حتى أتمكن من شرائها، لكن تعبي تحول إلى أنقاض”.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/6/817522.html

البيت الأبيض لقرارات وشيكة في الشأن السوري

نصر المجالي

أكدت مصادر مسؤولة في الإدارة الأميركية أن البيت الأبيض، سيبدأ هذا الأسبوع، اجتماعات بشأن سوريا سيكون ضمن أجندتها احتمال تزويد مقاتلي المعارضة بأسلحة وفرض منطقة حظر طيران.

بينما تستعد القوات النظامية السورية لشن حملة عسكرية في حلب وريفها، وغداة تحقيقها مدعومة من حزب الله مكاسب ميدانية في منطقة القصير، يستعد البيت الأبيض لاتخاذ قرارات ستراتيجية هذا الأسبوع يختص الشأن السوري، وتأتي الخطوة الأميركية بعد تحذير المعارضة السورية من فشل الثورة ما لم تتلق دعما مباشراً.

 وأكدت مصادر مسؤولة في الإدارة الأميركية أن البيت الأبيض، سيبدأ هذا الأسبوع، اجتماعات بشأن سوريا سيكون ضمن أجندتها احتمال تزويد مقاتلي المعارضة بأسلحة وفرض منطقة حظر طيران، في تحرك يأتي بعد تحقيق القوات النظامية السورية، المدعومة بحزب الله،  مكاسب ميدانية.

 وقال مسؤول أميركي،الإثنين إن الولايات المتحدة قد تتخذ قرارا ربما هذا الأسبوع بشأن تسليح المعارضة السورية. وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه إن مسألة تسليح المعارضة في سوريا مدرجة في جدول اجتماعات البيت الأبيض خلال أوائل هذا الأسبوع

 وشددت تلك المصادر على أن الإدارة لم تتخذ قرارا نهائياً في هذا الشأن، إلا أنهم قالوا إن الرئيس، باراك أوباما، اقترب من توقيع قرار يقضي بتسليح الفصائل المعتدلة ضمن مقاتلي المعارضة، بعد التدقيق بها.

ومن جهتها، ذكرت المصادر المسؤولة بأن وزير الخارجية، جون كيري، أجل زيارة مقررة له إلى الشرق الأوسط هذا الأسبوع للمشاركة في الاجتماعات.

وقالت الناطقة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، برناديت ميهان: “بتوجيهات الرئيس يواصل طاقم الأمن القومي النظر في كافة الخيارات التي ستحقق أهدافنا بمساعدة المعارضة السورية لجهة خدمة الاحتياجات الاساسية للشعب السوري وتسريع الانتقال السياسي لمرحلة سوريا ما بعد الأسد.”

وأضافت: “أعددنا طائفة واسعة من الخيارات لينظر بها الرئيس، الاجتماعات الداخلية لمناقشة الوضع في سوريا أمر روتيني.. الولايات المتحدة ستواصل النظر في سُبل تقوية قدرات المعارضة السورية، وليس لدينا جديد لنعلنه في الوقت الراهن.”

 اقتحام حلب

 وميدانياً، تستعد القوات النظامية السورية لشن حملة عسكرية في مدينة حلب وريفها في شمال البلاد لاستعادة مناطق يسيطر عليها المقاتلون المعارضون لنظام الرئيس بشار الاسد، بحسب ما افاد مصدر امني سوري وكالة فرانس برس الاحد.

 وتأتي هذه الاستعدادات بعد استعادة القوات النظامية مدعومة بحزب الله اللبناني منطقة القصير الاستراتيجية في محافظة حمص (وسط)، والتي بقيت تحت سيطرة المقاتلين لاكثر من عام.

 وقال المصدر “من المرجح ان تبدأ معركة حلب خلال ايام او ساعات لاستعادة القرى والمدن التي تم احتلالها (من المقاتلين) في محافظة حلب”.

 ورفض المصدر الذي فضل عدم كشف اسمه، الغوص في التفاصيل حفاظا على سرية العملية، مؤكدا في الوقت نفسه ان “الجيش العربي السوري بات مستعدا لتنفيذ مهامه في هذه المحافظة”.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/6/817524.html

نظام الأسد يحشد قواته لمعركة “عاصفة الشمال” في حلب

وكالات

“عاصفة الشمال” هو الاسم الذي أطلقه النظام السوري على الحملة العسكرية التي يستعد لشنها في حلب بعد سيطرته على القصير مدعومًا بعناصر من حزب الله، بينما عزز مقاتلو المعارضة دفاعاتهم في ثاني كبرى المدن السورية.

بيروت: بدأت القوات النظامية السورية بحشد قواتها لشن حملة عسكرية في مدينة حلب وريفها في شمال البلاد لاستعادة مناطق يسيطر عليها المقاتلون المعارضون لنظام الرئيس بشار الاسد. وذكرت مواقع مؤيدة للنظام السوري أن النظام اطلق اسم “عاصفة الشمال” على المعركة التي ينوي خوضها في حلب.

فيما أكد مقاتلو المعارضة أن قوات النظام السوري وعناصر حزب الله يُعِدون لهجوم جديد  في حمص، التي تتحكم في طرق إمدادات حيوية عبر الأراضي السورية ومع لبنان، اشتد القتال بشدة بين قوات الأسد والجيش الحر قرب منطقتي نبل والزهراء المواليتين للرئيس الأسد.

وقال نشطاء إن العشرات من قوات النظام والمعارضة قتلوا خلال اشتباكات في حلب، وإن مقاتلي المعارضة عززوا دفاعاتهم على طريق خلفي يمتد جنوبًا من حلب إلى قاعدة للجيش قرب بلدة السلمية. شهد حي الشيخ مقصود اشتباكات في محاولة لاقتحام الحي من قبل قوات النظام.

وقال مركز حلب الإعلامي إن الثوار تمكنوا من إحكام السيطرة على الرحبة والرادار وبرج المراقبة داخل مطار منغ العسكري.

ويوم أمس الأحد، أكد مصدر عسكري سوري أن القوات النظامية تستعد  لشن حملة عسكرية في مدينة حلب وريفها في شمال البلاد لاستعادة مناطق يسيطر عليها المقاتلون المعارضون لنظام الرئيس بشار الاسد.

وتأتي هذه الاستعدادات بعد استعادة القوات النظامية مدعومة بحزب الله اللبناني منطقة القصير الاستراتيجية في محافظة حمص (وسط)، والتي بقيت تحت سيطرة المقاتلين لأكثر من عام. وقال المصدر “من المرجح أن تبدأ معركة حلب خلال ايام أو ساعات لاستعادة القرى والمدن التي تم احتلالها (من المقاتلين) في محافظة حلب”.

ورفض المصدر الذي فضل عدم كشف اسمه، الغوص في التفاصيل حفاظًا على سرية العملية، مؤكدًا في الوقت نفسه أن “الجيش العربي السوري بات مستعدًا لتنفيذ مهامه في هذه المحافظة”. ويشير محللون الى أن النظام مدفوعًا بسيطرته على القصير، سيحاول استعادة مناطق أخرى خارجة عن سيطرته.

وتشهد حلب ثاني كبرى المدن السورية والتي كانت العاصمة الاقتصادية لسوريا قبل بدء النزاع منتصف آذار/مارس 2011، معارك يومية منذ صيف العام 2012. ويتقاسم النظام ومقاتلو المعارضة السيطرة على أحيائها.

وكان المرصد السوري لحقوق الانسان افاد الجمعة أن القوات النظامية تحشد “الآلاف من الجنود” في منطقة حلب، في محاولة لاستعادة المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة وقطع خطوط امدادهم من تركيا. واشار المرصد الى أن “العشرات من كوادر حزب الله يقومون بتدريب المئات من السوريين على القتال”.

من جهة أخرى، افاد ناشطون معارضون في مدينة حمص (وسط) أن الاحياء المحاصرة فيها منذ عام، قد تكون الهدف التالي لقوات النظام. وقال ناشط في المدينة قدم نفسه بإسم يزن لفرانس برس عبر سكايب إن “القصير كانت نقطة التركيز الأساسية للنظام في ريف حمص. الآن نخشى أن ينتقل التركيز الى مدينة حمص”.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/6/817473.html

تداعيات داخلية كثيرة في لبنان نتيجة سقوط القصير

ريما زهار

يواجه الشارع السنّي في لبنان غضبًا مكبوتًا لا يعرف متى ينفجر داخليًا بعد سقوط القصير بيد الجيش السوري وحزب الله، مع تداعيات كثيرة ينتظرها اللبنانيون على مختلف المستويات.بيروت: يقول النائب نضال طعمة (المستقبل) لـ”إيلاف” إن سقوط القصير اذا جاز التعبير حصل على يد حزب الله وليس الجيش السوري، وللاسف الشديد هذا ما حصل، وتدخّل حزب الله بهذه الطريقة أحدث نوعًا من الارباك المذهبي والطائفي، واليوم الطائفة السنية تشعر أن حزب الله من دون سبب يدخل في صراع ضدها بحجة الدفاع عن المقاومة والمقدسات الدينية.

ويؤكد طعمة” لا شك اليوم أن ما حصل البارحة امام السفارة الايرانية، من مقتل الشاب سلمان المعارض لحزب الله، يدل على أن الحزب لم يعد يؤمن بالديموقراطية، وكلها امور نحاول جميعًا مع العقلاء في الطائفتين السنية والشيعية، ألا ننجر الى حرب طائفية رغم تأججها، ورغم وجود اليوم نوع من الغضب المكبوت ولا احد يعرف متى ينفجر من معظم اركان الطائفة السنية، واليوم على حزب الله أن يتدارك الامر من خلال سحب عتاده ورجاله من سوريا، والوضع لا يطمئن حاليًا.

ونحن نحاول منذ فترة ابعاد الكأس المذهبية والطائفية، وبعد ثورة 14 آذار/مارس، حاولنا لبننة المسلمين وعربنة المسيحيين، ورأينا خطاب رئيس المستقبل سعد الحريري الذي تحدث عن لبنان اولاً، وخطاب رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع الذي اصبح يتحدث عن القضية الفلسطينية، ومن خلال كل هذه الامور فإن حزب الله للاسف الشديد يضربها كلها غير آبه لأي شعور للناس، والخوف اليوم أن يبدأ التسلح من الفئة الاخرى من اللبنانيين ونعود الى الحرب المذهبية والاهلية التي ظننا أنها ولّت الى غير رجعة.

ويتابع طعمة :” 14 آذار/مارس والمستقبل هم مع الدولة ومؤسساتها، وقد ننتقدها ليس حبًا بالانتقاد بل من اجل التحسين، واليوم هناك فريق آخر ما يسمى بالسلفيين والمتطرفين وهذا الفريق يُغذّى حاليًا، لأن هناك من يريد الازمة المستمرة في البلد، ونرى في طرابلس ما يحصل ويشكل الامر نموذجًا مصغّرًا للوضع في لبنان.

واليوم اكثرية من كانوا مع الصف المعتدل يتوجهون اليوم نحو التطرف.

ويؤكد طعمة أن حزب الله لن يقوى بعد انتصاره في معركة القصير في سوريا، وهو لبنانيًا خسر عندما دخل في المعركة السورية، والاسطورة التي تحدثت عن المقاومة، لم تعد موجودة، فهل اسرائيل تحولت الى القصير؟

عربيًا ولبنانيًا سقط حزب الله، كشعار للمقاومة، عندما هللنا له جميعًا لما قاتل اسرائيل، ولكن اليوم حزب الله ليس مقاومًا كما كان في السابق.

وهذا دليل اليوم أن حزب الله لا يؤمن بالحرية أو الديموقراطية.

تشكيل الحكومة

ويرى طعمة أن على الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة تمام سلام أن يشكّلها بأسرع وقت ممكن وأن تكون حكومة ليس فيها الثلث المعطل من قبل حزب الله، شاء من شاء وأبى من أبى، والجميع بانتظار قرار المجلس الدستوري في الطعون الانتخابية.

ويضيف طعمة :” لن نقبل أن يكون هناك شعار شعب وجيش ومقاومة في البيان الوزاري.

واليوم قضية القصير اعطت القوة الى الفريق الآخر الذي هو ضد حزب الله.

ولدى سؤاله بأن حزب الله يروّج لوجود جماعات مسلحة تكفيرية في بيروت ويعلل معاركه في سوريا من اجل محاربة هذه الجماعات، يجيب طعمة:”هناك جهة تريد نقل المعركة من سوريا الى لبنان، فحينًا تكون في صيدا واحيانًا في طرابلس وعندما لا تنجح في هذه الاماكن يحاولون نقلها الى بيروت، غير أن الفريق الاكبر في لبنان يأبى الحرب والقتال من هنا لم ينجحوا في عكار وطرابلس وصيدا”.

ولدى سؤاله هل نجاح حزب الله في معركة القصير سيترجم نجاحًا في الانتخابات النيابية اذا ما قُبل الطعن بالتمديد من قبل المجلس الدستوري، يؤكد طعمة أن حزب الله لديه شارعه الخاص المؤيد والمنظم ويتقاضى الرواتب، ولن يؤثر نجاحه أو سقوطه في القصير، ستبقى الشعبية ذاتها، ولكن من يناصره من فريق ميشال عون محرج جدًا، والشارع الشيعي المحسوب على حزب الله لن يتأثر، لكنّ حلفاءه سيكونون محرجين جدًا وخصوصًا الاقطاب المسيحيين.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/6/817436.html

القوات النظامية تبدأ «عاصفة الشمال».. والقصير تعلن «مدينة شيعية»

خبراء يقولون إن الإعلان عنها حرب نفسية.. وغوطة دمشق الشرقية بلا خبز منذ سبعة أيام

بيروت: ليال أبو رحال لندن: «الشرق الأوسط»

تستعد القوات النظامية السورية لبدء معركة استعادة المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في مدينة حلب وريفها (شمال) بعد أيام من سيطرتها على مدينة القصير (وسط) بدعم من حزب الله اللبناني، في حين أعلن أهالي مدينة القصير في بيان لهم عدم الحاجة لفتح ممرات إنسانية في المدينة؛ لأن «القصير أصبحت خاوية تماما، ومن يسكنها الآن ليسوا أهلها، بل شيعة وعلويون أتى بهم نظام (الرئيس بشار) الأسد وحزب الله وأسكنهم في منازل السكان الأصليين، وأعلنها مدينة شيعية».

ووفقا لصحيفة «الوطن» شبه الرسمية فإن الهدف التالي للجيش السوري هو استعادة حلب؛ إذ أكدت الصحيفة التي يمتلكها رامي مخلوف ابن خال الرئيس الأسد، أن «انتشارا كبيرا في ريف حلب بدأ استعدادا لمعركة ستدور رحاها داخل المدينة وفي محيطها». وفيما أعلن مصدر أمني سوري أن «معركة حلب باتت قريبة، وتفصلنا عنها ساعات أو أيام»، موضحا أن هدف الهجوم، بحسب ما نقلته عنه وكالة الصحافة الفرنسية، هو «استعادة القرى والبلدات في المحافظة»، قالت قناة «روسيا اليوم» نقلا عن مصادر عسكرية إن وحدات الجيش السوري بدأت عملية أطلق عليها تسمية «عاصفة الشمال» بهدف استرجاع ريف محافظة حلب.

وأوضحت المصادر عينها أن العملية بدأت عصر أول من أمس؛ إذ تحركت الوحدات العسكرية باتجاه حريتان وكفر حمرة والأتارب حيث يتجمع مقاتلو «الجيش السوري الحر»، كما بدأت ليلا عملية عسكرية باتجاه عندان في محاولة لاسترجاع طريقين حيويين يشكلان شريانا استراتيجيا للدعم اللوجيستي لمقاتلي المعارضة المسلحة. ويأتي هذا الإعلان عن الهجوم على حلب بعد مرور أقل من أسبوع على سيطرة القوات الحكومية وحلفائها من حزب الله اللبناني، على مدينة القصير التي كانت بيد المعارضة المسلحة لمدة عام كامل.

في غضون ذلك، أعلن أهالي مدينة القصير في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه أنه لم تعد هناك حاجة لفتح ممرات إنسانية من أجل إخلاء المدنيين من المدينة. وكانت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر ديبا فاخر أعلنت في وقت سابق أنه لم يتم التوصل إلى أي اتفاق مع السلطات السورية لنقل جرحى محتجزين بالقصير، وأن فرق اللجنة عاجزة عن دخول البلدة.

وأظهر شريط فيديو تناقلته مواقع الثورة السورية رحلة نزوح لمئات من الأهالي سيرا على الأقدام، وهم يحملون الجرحى في أغطية نوم (حرامات). وقد أظهر الشريط أحد الفارين وهو يقول إنهم أجبروا على قطع مسافة 12 كيلومترا سيرا في البراري خوفا من قتلهم على يد الجيش النظامي، وقد بدا الإعياء واضحا على الناجي الذي قال إنهم لم يأكلوا شيئا منذ 4 أيام.

وفي حين يعتقد محللون وخبراء استراتيجيون أن نجاح الجيش النظامي في القصير منحه الثقة لمحاولة القضاء على المعارضة في المناطق الأخرى من البلاد، يقول أستاذ العلاقات الدولية في جامعة «باريس الجنوب» الدكتور خطار أبو دياب لـ«الشرق الأوسط» إن «معركة القصير وإن شكلت نكسة للقوى المناهضة للأسد، لكن الفضل في النجاح فيها يعود إلى مقاتلي حزب الله وليس النظام». ويشير إلى أن «مقاتلي حزب الله ينتشرون في حمص ودمشق وفي الساحل من دون الإعلان كثيرا عن ذلك»، لافتا إلى «تقديرات عن وجود ما بين 3 و5 آلاف مقاتل من حزب الله داخل سوريا».

ويرى أبو دياب أن الإعلان عن بدء معركة ما يسمى بـ«عاصفة الشمال» إنما «يأتي من باب الحرب النفسية؛ إذ إن المعارك لم تتوقف في حلب، وفيها جولات من الكر والفر بين المعارضة والموالاة، وهناك صعوبة في المعارك في المناطق المدنية، فضلا عن أن النظام عزز مواقعه حول المطارات».

وكانت كتائب «الجيش الحر» قد تمكنت من «تحرير» أحياء عدة في مدينة حلب من قبضة نظام الأسد، في شهر يوليو (تموز) 2012، وشهدت اشتباكات عنيفة مع تكثيف النظام لغاراته الجوية على أحيائها، ما أدى إلى احتراق جزء كبير من أسواقها الأثرية، فضلا عن هجرة مئات المعامل والمصانع من المدينة التي تعد العاصمة التجارية لسوريا.

ويشكك أبو دياب في إمكانية مشاركة مقاتلي حزب الله في معركة حلب «بحجة الدفاع عن بلدتين شيعيتين هما نبل والزهراء، باعتبار أن المنطقتين لا تقعان على خطوط إمداد الحزب»، إلا أنه يستدرك بأن «الحزب قد يفعلها إذا ما عمد حسن نصر الله إلى تنفيذ التعليمات الإيرانية بحذافيرها لناحية منع سقوط النظام في دمشق»، مرجحا أن تؤدي مشاركة الحزب في معركة حلب، إذا حصلت، في «استنزاف المزيد من قدراته».

ويبدو أن تحقيق أي من النظام أو المعارضة انتصارا كاملا ليس بالأمر السهل، وفق أبو دياب الذي يقول إن ذلك «بات صعبا في ظل موازين القوى الداخلية والإقليمية». ويعتبر أن انتصار القصير قد ينعكس سلبا على النظام في المدى المتوسط، لأسباب عدة، منها أن نتيجة معركة القصير ستفرض على المعارضة المزيد من تنظيم صفوفها، فيما ستطغى التيارات الراديكالية أكثر وأكثر على التيارات السلمية. ويعرب عن اعتقاده أن «الدول الإقليمية لن تسمح بإطلاق يدي إيران وروسيا في سوريا، ما يعني دعما عربيا وإقليميا ودوليا أكبر للمعارضة السورية»، على حد تعبيره.

من جهة أخرى، قتل أكثر من 40 معتقلا تحت التعذيب في حي القدم الدمشقي.

وقال عضو مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق محمد الدوامني لـ«الشرق الأوسط» إن «42 معتقلا قتلوا تحت التعذيب في أقبية فرع المنطقة»، لافتا إلى أن «عصابات الأسد أبلغت مختار حي القدم بمذكرة رسمية أسماء القتلى لإبلاغ ذويهم واستلام جثثهم». وأوضح أنه «تعذر إبلاغ عدد كبير منهم بسبب نزوحهم إلى مناطق أخرى وجهل أماكن إقامتهم».

واستهدفت القوات النظامية حافلة للركاب كانت تقل نازحين من مدينة الضمير إلى الغوطة بريف دمشق، ما أدى إلى مقتل عدد من الأشخاص، خمسة منهم من عائلة واحدة. وأفاد الدوامني بأن الوضع الإنساني صعب في ظل انقطاع الوقود وارتفاع أسعار بيعه في السوق السوداء، وقال إن منطقة الغوطة الشرقية لم يدخلها الخبز منذ 7 أيام، مع منع النظام دخول الطحين ومنع دخول مخصصات المدن منه.

الإبراهيمي يلتقي العربي ليطلعه على نتائج اتصالاته مع الدول الغربية

المعارضة السورية تقول إن الداعين لـ«جنيف 2» منقسمون أكثر منا

القاهرة: سوسن أبو حسين

عاد إلى العاصمة المصرية القاهرة، أمس، الأخضر الإبراهيمي المبعوث العربي الأممي المشترك، بعد جولة في الخارج لإنجاح فكرة المؤتمر الدولي حول سوريا، لإطلاع الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية على نتائج اتصالاته مع ممثلي الدول الغربية وأميركا وروسيا، التي تتعلق بالترتيب للمؤتمر وأجندته والموعد المقترح وأطراف الحضور العربية والإقليمية والسورية.

وقال الإبراهيمي إنه أجرى اتصالات مكثفة ومشاورات مع أعضاء الائتلاف السوري المعارض، تمهيدا للاجتماع المتوقع في جنيف 2 يوليو (تموز) المقبل. لكن هيثم المالح عضو الائتلاف السوري المعارض شكك في انعقاد المؤتمر في موعده الجديد يوليو المقبل. وقال المالح لـ «الشرق الأوسط» إن الصورة غير واضحة، وإن الداعين للمؤتمر منقسمون ومختلفون أكثر من المعارضة السورية التي يتحدثون عن أنها غير جاهزة للتسوية. وأضاف المالح قائلا إن «المجتمع الدولي كله منقسم حول التسوية السياسية في سوريا حتى في الإدارة الأميركية نفسها».

وحول تمثيل الائتلاف في المؤتمر الدولي يوليو المقبل، قال المالح «لم توجه الدعوة ولم يعرض علينا شيء»، مؤكدا أنه لن يمثل الشعب السوري في المؤتمر إلا الائتلاف وفق قرارات الجامعة العربية والقرار الصادر من الأمم المتحدة، الذي أكد شرعية الائتلاف كممثل للشعب السوري، وتابع: «نرفض الاستعانة بتشكيل وفد من خارج الائتلاف كممثل للمعارضة».

وفي مجمل رده حول ما يتعلق بتشكيل الحكومة واستمرار مقعد سوريا شاغرا في الجامعة العربية، قال هيثم المالح: «نحن شكلنا هيئة سياسية لها صفة التنفيذ، وتمثل العلاقات الخارجية، أي: وزارة للخارجية»، لافتا إلى أنه سوف يرسل إلى الأمين العام للجامعة العربية خطاب تكليف الهيئة السياسية للائتلاف لاعتمادها في الجامعة، حتى لا يظل مقعد سوريا شاغرا.

وعلى صعيد متصل، قالت مصادر عربية مطلعة إن النظام السوري يروج لانتخابات رئاسة مبكرة يترشح فيها الأسد، بعد أن تبين للنظام السوري «عدم منطقية الطرح السابق»، باستمرار الأسد، من دون صلاحيات، حتى موعد الانتخابات المقررة عام 2014. وأضافت المصادر أن الأسد «لا يبدي أي حماس بشأن تشكيل حكومة وفاق بصلاحيات كاملة، بما فيها صلاحيات للجيش والشرطة»، على أن يستمر في الحكم إلى موعد الانتخابات العام المقبل.

وأضافت أن بعض مستشاري الأسد يتحدثون عن «فكرة انتخابات مبكرة من المرجح أن يفوز فيها الرئيس بشار الأسد بطريقة أو بأخرى، ويستمر بصلاحيات كاملة كما هو الوضع حاليا». وأشارت المصادر إلى أن «الطرح الجديد من شأنه أن يعقّد المشكلة السورية أكثر مما هي عليه».

“حزب الله” بعد القصير: قتالٌ تقتضيه الظروف

تركت معركة القصير ومحيطها انعكاسات مهمة على أجواء قيادة “حزب الله” ومناصريه، وعلى الرؤية المستقبلية للصراع في سوريا كما على الوضع السياسي اللبناني الداخلي.

وتقول مصادر مطلعة على أجواء قيادة الحزب إن “مشاركة مقاتلي الحزب في الصراع في سوريا مرتبطة بالظروف الميدانية وباستراتيجية قيادة المقاومة الإسلامية”، مؤكدة ان “الحزب سيكون حاضراً في أي موقع تفرضه التطورات الميدانية، وخصوصا ماهو مرتبط بخطوط إمداد المقاومة والحفاظ على أمنها والمناطق التي تتواجد فيها، وكذلك المستجدات العسكرية في الصراع داخل سوريا”، ولذلك ترى المصادر إيّاها انه “ليس هناك من موقف نهائي وحاسم حول أماكن تواجد مقاتلي الحزب وكيفية تمددهم داخل الاراضي السورية، وذلك خاضع للمتغيرات بشكل يومي”.

وأدت التطورات التي انتهت اليها معركة القصير الى إعطاء قيادة الحزب ومقاتليه “زخمًا إيجابياً كبيراً، رغم التضحيات التي قُدِّمت”، وفق الأوساط المقرّبة من الحزب، التي أكدت ان “ما جرى أنقذ المقاومة من مخاطر كبيرة كان تحدق بها، لولا تدخل حزب الله” في سوريا.

على الصعيد السياسي اللبناني الداخلي تقول المصادر ان “حزب الله لن يقبل بتشكيل حكومة لا يكون ممثَّلاً فيها بشكل مباشر وصريح”، وان “أية تشكيلة جديدة لن تكون مقبولة إلا إذا كان لقوى 8 آذار الثلث الضامن فيها، وإذا كانت بقية الاطراف حريصة على تشكيل حكومة جديدة فيجب الأخذ بعين الاعتبار هذه المعطيات وعدم الرهان على المتغيرات في الوضع السوري، لأن الاحداث اثبتت ان التطورات السورية المقبلة ليست لصالح قوى 14 اذار، لذا من الافضل التعاون لتشكيل حكومة وحدة وطنية تشارك فيها جميع الاطراف، وعدم وضع شروط تعجيزية كعدم مشاركة الحزب في الحكومة الجديدة”.

من جهة اخرى اشارت المصادر الى ان “قيادة الحزب تولي اهتماماً بالتطورات الأمنية المحلية، وهناك مراقبة دائمة لما يجري لمواجهة أية محاولات لتخريب الوضع الامني وخصوصا في مناطق الضاحية والجنوب والبقاع وعلى الطرق الرئيسية في البلاد”.

هل هذه فيتنام “حزب الله”؟

(أ.ف.ب.)

مايكل يـونـغ

الشيء الوحيد الغريب في ما يتعلّق بتدخّل “حزب الله” في الصراع السوري هو أنّ الحزب وداعميه في طهران استغرقا سنتين لكي يتخّذا هذا القرار. وذلك لأنّ ـ مهما كان تفكير المرء في “حزب الله”ـ فإنّ انتصار ثوار سوريا طرح دائماً تهديداً وجودياً للحزب ولأجندته.

مما لا شك فيه أنّ انتصار القُصير كان مهماً جداً بالنسبة لـ “حزب الله” وللنظام السوري، حيث حُصر الثوار في رقعة استراتيجية في محافظة حمص، تصل دمشق بالساحل. واليوم يسمح [هذا الانتصار] لنظام الأسد أن يحوّل انتباهه الى مناطق أُخرى أُجبر النظام في السابق على الانسحاب منها.

الانتباه مركّز اليوم على حلب، حيث يحتشد مقاتلو “حزب الله” مؤخراً. غير أنّنا لا نستطيع أن ننسى أنّ الثوار سبق أن أُخرجوا من الأحياء المحيطة بدمشق. والانتشار الأخير لصواريخ الباتريوت وطائرات الـ F 16 في الأردن يدلّ على احتمالات حصول هجوم في محافظة درعا الجنوبية، التي تُعتبر الموقع الأبرز الذي يمكن للثوار أن يشنّوا هجوماً منه على العاصمة السورية.

إنّ عمق تورّط “حزب الله” في الحرب السورية يُعتبر مغامرة خطرة جداً. فالعديدون يرون ذلك خطأ يرتكبه الحزب، وهو يمكن ان يكون كذلك بالفعل. فالقُصير ليست سوى رقعة صغيرة مقارنةً بحلب، حيث الثوار محصنّون جداً ويستمدون العتاد من خطوط الدعم التي تصل الى تركيا. أما على مستوى المنافسة الإقليمية الأوسع بين إيران وتركيا، فلدى الجيش التركي وأجهزة الاستخبارات مصلحة في تصعيب الأمور على “حزب الله” وعلى الجيش السوري في جنوب سوريا، لا سيّما بعد الهجوم الإرهابي بسيارة مفخّخة في الريحانية في أيار الماضي.

كثرٌ سيراقبون عن كثب ليروا كيف ستؤثّر الأزمة الحالية في تركيا على قدرة رئيس الوزراء رجب طيّب أردوغان على التفاعل مع الوضع السوري، خصوصاً في حال انتقلت رقعة القتال الى حلب. فقد واجه أردوغان عدم رضا العديد من سكان مناطق الحدود الجنوبية الأتراك عن سياسة حكومته تجاه سوريا. وفي الوقت نفسه، لن يكون من السهل على تركيا تقبّل هزيمة الثوار السوريين في حلب ومحيطها القريبة من حدودها، لا سيّما إذا كان “حزب الله” يساعد في القتال.

“حزب الله” مستعد لتكبّد خسائر فادحة في سوريا إذا كان ذلك سيسمح له بإنقاذ نظام الأسد. أما السؤال الحقيقي فهو عن الإطار الزمني الذي نتحدّث عنه، وكيفية تأثير ذلك على مصالح الحزب الحيوية في أماكن أخرى. فحتى الآن، دخل “حزب الله” سوريا من دون أن تكون لديه استراتيجية خروج منها. والطريقة التي أطّر فيها حسن نصرالله هذا التدخّل تدلّ على أنّه غير محدّد. وهذا ما سيدفع أطرافاً أخرى الى التحرّك والى اتخاذ قرارات تمّ تجنّبها طالما أنّ الصراع السوري كان يدور مبدئياً بين السوريين.

ذلك أنّ “حزب الله” يشكّل أصلاً مغناطيساً لجذب الأفراد والمجموعات في سوريا المتحمّسة لكسر شوكة المنظمة العسكرية – السياسية الشيعية الأولى في المنطقة- او ببساطة لحماية بلداتها وقراها. فقد أظهرت القصير أنّ وجود “حزب الله” سوف يحثّ أعداءه على القتال أكثر بمرتين ضد الحزب. وكوكيل لإيران، سوف يدفع “حزب الله” الحكومات الى التصرّف ذاته، والى رؤية فرصة في إنهاك الحزب وفي إيقاعه في فخ طاحن، الربح فيه غير وارد.

ما يصبّ في مصلحة أعداء “حزب الله” هو أنّ الحزب يتمتّع بهامش حرية تصرّف بسيط جداً لتغيير استراتيجيته في سوريا. فهو مجبر على السير في هذه الطريق، ويميل الى الغرق أكثر فأكثر في المستنقع السوري، أو لحين يتمكّن النظام السوري والميليشيات الموالية له من السيطرة على الأراضي بأنفسهم. وهذا ليس سهلاً في حرب عصابات غالباً ما يتفوّق فيها الثوار على الجيش.

وعلى خلاف ذلك، يستفيد “حزب الله” من التنسيق بين النظام السوري وروسيا وإيران. فدخول “حزب الله” الحرب في سوريا كان بوضوح أحد مظاهر هجوم مضاد واسع متفّق عليه بين الروس والإيرانيين، الذين عمدوا، على مهل ولكن بنجاح، الى تعزيز وإعادة تنظيم الجيش السوري والاستخبارات خلال العامين الماضيين. وقد بدا سلوكهم هذا مشيناً وقاسياً، ولكن منذ البداية كان هدفهم واضحاً- وهو إنقاذ حكم الأسد- في حين لم تقدّم إدارة أوباما أي استراتيجية على الإطلاق.

هذا المقال هو ترجمة للنص الانكليزي الاصلي

(ترجمة زينة أبو فاعور)

قرار أميركي وشيك بتسليح ثوار سوريا

                                            كشف مسؤول أميركي اليوم أن الولايات المتحدة قد تتخذ قرارا هذا الأسبوع بشأن تسليح الثوار في سوريا. يأتي ذلك في وقت تتصاعد فيه المعارك على الأرض السورية في ظل إحراز قوات النظام مدعومة بعناصر حزب الله اللبناني تقدما خاصة في حمص وسط البلاد، بعد استعادة السيطرة على مدينة القصير مؤخرا.

ونقلت رويترز عن المسؤول -الذي طلب عدم نشر اسمه- أن مسألة تسليح الثوار في سوريا مدرجة في جدول اجتماعات البيت الأبيض أوائل هذا الأسبوع.

وكانت وكالة أسوشيتد برس أول من نشر خبرا فجر اليوم عن مثل هذه الخطوة المحتملة من جانب الولايات المتحدة بتسليح ثوار الجيش الحر الذين يقاتلون قوات حكومة الرئيس السوري بشار الأسد.

وأشارت الوكالة إلى أن اجتماع البيت الأبيض يأتي فيما تحضر قوات النظام مدعومة بعناصر من حزب الله لهجوم على مدينة حمص، وهو ما يعني قطع إمدادات قوات الثوار نهائيا ويفتح الطريق للنظام من العاصمة دمشق إلى مناطق الساحل السوري التي يسيطر عليها.

وطبقا لوكالة أسوشيتد برس فإن المسؤولين الأميركيين يعتقدون بوجود أكثر من خمسة آلاف مقاتل من حزب الله لمساعدة قوات النظام السوري، بعد استعادته السيطرة على مدينة القصير الحدودية مع لبنان.

وقد حذر قادة المعارضة السورية واشنطن من أن ثورتهم قد تواجه خسائر فادحة إذا لم يتم دعمها بشكل كبير.

وفي السياق، ذكر مصدر في الإدارة الأميركية أن وزير الخارجية جون كيري أرجأ رحلته المزمعة إلى الشرق الأوسط كي يحضر اجتماعات في واشنطن بخصوص سوريا.

ويأتي مثل هذا الاهتمام من جديد بعد مضي عامين على الثورة الشعبية ضد الأسد التي تحولت إلى صراع مسلح أسفر عن سقوط أكثر من ثمانين ألف قتيل.

وأشار مسؤولون أميركيون إلى أن الرئيس باراك أوباما يقترب من الموافقة على إرسال أسلحة إلى ما توصف بوحدات عسكرية معتدلة من الثوار، وقد تحدثت واشنطن مؤخرا عن نيتها إرسال أسلحة إلى ثوار سوريا، ولكنها ترددت في ذلك مخافة وصول تلك الأسلحة إلى مجموعات مسلحة “متطرفة” أو مرتبطة بتنظيم القاعدة.

وفي هذا الإطار تدرس الولايات المتحدة وحكومات غربية أخرى أيضا أدلة بشأن ما إذا كانت قوات الأسد استخدمت أسلحة كيمياوية، وهو أمر قال الرئيس الأميركي مرات عدة إنه سيكون تجاوزا “للخط الأحمر”.

تردد بريطاني

ويأتي هذا التحرك الأميركي فيما قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أمس إن بلاده لا تزال مترددة في تسليح المعارضة السورية، وإنها “كارهة” لهذا الأمر رغم تأكيده أن المكاسب التي حققتها قوات النظام السوري على الأرض في الأيام الأخيرة تقوّض فرص عقد المؤتمر الدولي للسلام في سوريا والمعروف بمؤتمر “جنيف 2”.

وتعهد هيغ في حديث لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) الأحد بإجراء تصويت في البرلمان قبل إرسال أي أسلحة إلى قوات المعارضة السورية، وذلك في أعقاب رفع الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي الحظر الذي يفرضه على إرسال الأسلحة إلى سوريا.

وقال هيغ إن أي قرار لإرسال أسلحة إلى منطقة حرب سيكون مثيرا للجدل، لكنه اعتبر أن الواقع هو أن “عشرات الآلاف من الناس يُقتلون ولا تملك القوى المعارضة للحكومة السورية الوسائل للدفاع عن نفسها”، مشيرا إلى أن “العالم يفشل حيال شعب سوريا، كما تبدو الأمور اليوم”، وأن “بريطانيا والعالم أمام معضلة أخلاقية مضنية”.

وأكد هيغ أن النظام السوري “كسب أرضا وهذا يزيد صعوبة عقد مؤتمر جنيف ونجاحه، ويقلل احتمال أن يقدم النظام تنازلات كافية في مثل هذه المفاوضات ويزيد صعوبة إقناع المعارضة بحضور المفاوضات”.

وكان الاتحاد الأوروبي قد قرر الشهر الماضي رفع الحظر على الأسلحة إلى أي من طرفي الصراع في سوريا اعتبارا من أول أغسطس/آب المقبل، مما دفع بعض النواب البريطانيين للتعبير عن مخاوفهم من احتمال اتخاذ حكومة بلادهم قرارا بهذا الشأن خلال العطلة الصيفية للبرلمان.

احتدام اشتباكات حلب واعتقال جرحى القصير

                                            احتدمت المواجهات بين الجيش النظامي السوري وقوات المعارضة المسلحة، قرب منطقتي نبل

والزهراء، وهما منطقتان ريفيتان خارج حلب، وذلك وسط توقعات باتساع نطاق المواجهات, مع الكشف عن استعدادات النظام لعمليات واسعة.

وقال اللواء مصطفى الشيخ أحد قادة المعارضة إن خطط الجيش النظامي هي استخدام القريتين كقاعدتين أماميتين لتحقيق تقدم في حلب وريفها.

وقد أفاد مراسل الجزيرة في حلب بأن الجيش السوري النظامي يحاول السيطرة على جبل معارة الأرتيق بهدف الوصول إلى مناطق الإمداد بالسلاح.

من جهتها, قالت قوات المعارضة إنها عززت مواقعها داخل مطار منغ العسكري في حلب, وبث ناشطون صورا لاقتحام جيش المهاجرين والأنصار ولواء الفتح من الجيش الحر رحبة التسليح داخل المطار، وقالت المعارضة إنها دمرت برج المراقبة داخل المطار ودبابتين، كما سيطرت على كمية من الأسلحة والذخائر داخل الرحبة فيما تصاعدت سحب الدخان من عدة مواقع داخل المطار جراء الاشتباكات قرب مباني الضباط.

في غضون ذلك, نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر سوري أنه من المرجح أن تبدأ معركة حلب خلال أيام أو ساعات لاستعادة القرى والمدن التي تسيطر عليها المعارضة. وقالت الوكالة نقلا عن محللين إن النظام مدفوعا بسيطرته على القصير، سيحاول استعادة مناطق أخرى خارجة عن سيطرته.

وقد قالت صحيفة “الوطن” السورية المقربة من السلطات إن القوات السورية بدأت انتشارا كبيرا في ريف حلب استعدادا لمعركة ستدور رحاها داخل المدينة وفي محيطها.

يشار إلى أن حلب -وهي ثاني كبرى المدن السورية وكانت العاصمة الاقتصادية للبلاد- تشهد معارك يومية منذ صيف عام 2012, ويتقاسم النظام ومقاتلو المعارضة السيطرة على أحيائها.

يأتي ذلك بعد أن أعلنت المعارضة السورية المسلحة أمس أنها تمكنت من السيطرة على ثلاث كتائب من الفرقة 17 التابعة للجيش النظامي في الرقة، وعلى جزء من مطار منغ العسكري بمدينة حلب. كما تدور اشتباكات عنيفة بين الجيشين الحر والنظامي في مناطق بريف حلب.

جرحى القصير

جاء ذلك, بعد استعادة القوات النظامية مدعومة من حزب الله اللبناني منطقة القصير الإستراتيجية في محافظة حمص، والتي بقيت تحت سيطرة المقاتلين لأكثر من عام.

وقال مراسل الجزيرة إن معظم سكان مدينة القصير مع الجرحى نزحوا إلى مناطق مجاورة دون أي مساعدة, سالكين طرقاً ترابية, مشيرا إلى أن الجرحى انتشروا بين مناطق في حمص وريف دمشق ومنطقة عرسال اللبنانية.

وقال نشطاء إن القوات الموالية للأسد قتلت ما لا يقل عن مائة شخص فروا من القصير بعد استيلائها مدعومة بحزب الله اللبناني على المدينة الأسبوع الماضي.

وذكر الناشطون لرويترز أن معظم القتلى أصيبوا في إطلاق نيران بنادق آلية وقصف استمر على مدى الأيام الثلاثة الماضية لدى محاولتهم عبور طريق سريعة شرقي القصير إلى مناطق خارج نطاق سيطرة قوات الأسد.

وقال الناشط هادي العبد الله إنه كان ضمن آلاف الأشخاص الذين فروا من القصير، وانتهى به الأمر بين مجموعة من المدنيين والمقاتلين الذين تخلوا عن سياراتهم وساروا 35 كيلومترا عبر أرض زراعية لمنطقة تعرف باسم بساتين الحسينية قرب الطريق الرئيسة المؤدية إلى مدينة حمص في وسط سوريا.

كما قال العبد الله إنهم كانوا يحملون جرحى كثيرين من القصير، وإن هؤلاء كانوا من أول من قتلوا لأنهم لم يتمكنوا من الهروب من إطلاق النار, مشيرا إلى أن معظم الجثث تركت, مع اعتقال معظم الجرحى.

وذكر ناشط آخر يدعى محمد القصيري أن الجيش النظامي انتشر في ثلاث مناطق قرب الطريق الرئيسي لاستهداف الفارين من القصير. وقال القصيري “لم يتبق للخروج من القصير سوى ممر ضيق واحد، ولكن الجيش السوري كان ينتظر في نهايته ليبعث برسالة مفادها أن أي شخص له أي صلة بالقصير سيعاقب”.

“العربية” تجري مقابلة مع والدي الطفل المقتول في حلب

الجيش السوري الحر يؤكد أن المذنبين كتيبة متطرفة لا تتبعهم

دبي – قناة العربية

أجرت قناة “العربية” مقابلة خاصة مع والدي الطفل الحلبي الذي لقي حتفه على يد متطرفين في مدينة حلب، حيث طالب الوالدان الجيش الحر بمحاسبة المتطرفين، وأكدا أن طفلهما لم يتعد عمره 14 عاماً.

وقالت والدته: “إيش عمل؟ هو مواليد 1999.. إيش عمل؟”، مؤكدة أنه مازال طفلاً، وطالبت “لواء التوحيد” بأن ينتقم لابنها ويأتي بحقها. “أنا أعرف مَنْ قتل ابني”، مؤكدة أنه إذا مرّت مليون سنة فسوف تتعرف إلى قاتل ابنها.

وأضاف والده أن ثلاثة مجهولين في سيارة اقتربوا من ابنه وتحدثوا إليه قبل أن يطلقوا عليه النار ويتركوه على الأرض، بينما كان الأب يصلي في البيت، وعندما سمع صوت الرصاص أسرع إلى الشباك ليرى ابنه ملقى على الأرض. وهرع الأب المكلوم للشارع في محاولة منه لمعرفة هوية قاتلي ابنه لكنه لم يتوصل لشيء.

وكانت وسائل إعلام تناولت قصة الطفل الذي قتل في حلب بدم بارد، وأثار ضجة شعبية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتساؤلات عن قتل الأطفال في سوريا ضمن الأحداث العاصقة التي تشهدها البلاد.

مصادر أميركية: أوباما سيسلح الجماعات المعتدلة في سوريا

أكدت أن الرئيس الأميركي قد يوقع قريباً على إرسال أسلحة فتاكة للمعارضة

دبي – قناة العربية

كشفت مصادر في البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، مستعد للإقدام على خطوات تتراوح بين إرسال أسلحة فتاكة إلى المعارضة السورية وإرسال جنود إلى الأرض.

ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن المصادر ذاتها، الاثنين 10 يونيو/حزيران، أن الرئيس الأميركي يميل نحو التوقيع على مشروع إرسال الأسلحة إلى العناصر المسلحة المعتدلة في سوريا، وذلك خلال اجتماعات يعقدها البيت الأبيض في الأيام المقبلة وقبيل لقائه الرئيس الروسي الشهر الجاري في إيرلندا.

هذا واعتبر المُعارض السوري كمال اللبواني أن التلكؤ الدولي بتسليح المعارضة السورية هو لدفع حزب الله للتورّط أكثر فأكثر في القتال إلى جانب النظام، مشيراً إلى أن الدول العربية والغربية ستسلح الجيش الحر قريباً.

سفير إيران بسوريا: جنيف 2 يعد نجاحا لدمشق والحل السياسي

اعترف بأن المقاتلين الإيرانيين ساهموا في تغيير ميزان القوى لصالح قوات الأسد

دبي – نجاح محمد علي

اعتبر السفير الإيراني في دمشق، محمد رضا رؤوف شيباني، أنه “سواء شاركت إيران في مؤتمر جنيف 2 أم لم تشارك فإنها تعتبر الطرف المؤثر واللاعب الرئيس في تطورات المنطقة”، مشدداً على أن المشاركين في المؤتمر “سيضطرون لوضع رؤية وموقف إيران ومصالح شعوب المنطقة بعين الاعتبار، وإلا فإن خططهم ستبوء بالفشل”.

وقال شيباني إن موافقة أميركا على إقامة مؤتمر جنيف 2 تشكّل تراجعاً لواشنطن عن السياسات السابقة تجاه سوريا، موضحاً أن “مؤتمر جنيف 2 يعد نجاحاً لحكومة سوريا، لأن شعاره الحل السياسي للأزمة السورية وإجراء الحوار والمحادثات بين الحكومة والمعارضين”.

وأعرب السفير الإيراني، في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء “فارس” التابعة للحرس الثوري، عن اعتقاده بأن بعض الدول الأوروبية والإقليمية ومن ضمنها تركيا أخذت تعيد النظر في سياساتها تجاه سوريا، واصفاً هذا التغيير في الرؤية بالخطوة الإيجابية رغم أنها جاءت متأخرة.

وتحدث شيباني عن إرسال إيران متطوعين إلى سوريا لـ”مواجهة المقاتلين الإسلاميين”، موضحاً أن “دخول المتطوعين إلى الساحة بلور إنشاء قوات تعبئة شعبية بصورة ما”. وأقر أن هذا الأمر، إلى جانب العديد من العوامل الأخرى، أدى إلى تغيير ميزان القوى لصالح الدولة السورية.

وأشار إلى “الرؤية الواقعية في السياسة الخارجية الإيرانية” بإقامة العلاقة مع المعارضة السورية على أعلى المستويات، مضيفاً أنه وفي هذا السياق التقى وزير الخارجية علي أكبر صالحي قبل فترة القيادي في المعارضة السورية معاذ الخطيب. وأوضح أن مجموعة من 14 شخصية سورية، مؤيدة ومعارضة للنظام، ستزور إيران قريباً.

الجيش يحشد لمعركة حلب والمعارضة تستعد

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أطلق الجيش السوري، الاثنين، حملة لحشد قواته لبدء ما سماه “هجوما واسعا على حلب”، شمال سوريا، بمساندة مقاتلي حزب الله اللبناني، في محاولة لاستعادة المدينة التي تسيطر المعارضة السورية على أجزاء كبيرة منها.

ورجح مصدر أمني سوري، أن تبدأ “معركة حلب”، خلال أيام أو ساعات لاستعادة القرى والمدن التي تسيطر عليها المعارضة، وفق ما ذكرت وكالة فرانس برس.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان مؤخرا بأن قوات النظام تحشد “الآلاف من الجنود” في منطقة حلب لاستعادة المناطق التي يسيطر عليها عناصر الجيش الحر، وقطع خطوط إمدادهم من تركيا. وأشار في هذا الصدد إلى أن “العشرات من كوادر حزب الله يدربون مئات السوريين على القتال”.

ويتزامن ذلك مع احتدام القتال في شمال سوريا، بعد أن نجحت القوات الحكومية الأسبوع الماضي في السيطرة على بلدة القصير في مدينة حمص، جنوب وسط البلاد.

وأفادت مصادر لسكاي نيوز عربية بأن الجيش الحر سيطر على كتيبة الكيمياء وكتيبة التسليح وكتيبة مضادة للدبابات بالرقة. وقال ناشطون معارضون إن العاصمة دمشق شهدت اشتباكات بين الجيش الحر والقوات الحكومية في حيي جوبر وبرزة، والعسالي.

واندلعت اشتباكات عنيف، الاثنين، في مطار منغ العسكري في ريف حلب، بين القوات الحكومية والجيش الحر. وأشار مركز حلب الإعلامي إلى أن الجيش الحر تمكن من السيطرة على مواقع عدة في المطار، ودمر عددا من الآليات العسكرية.

وبث ناشطون على شبكة الإنترنت شريطا مصورا يظهر ما قالوا إنه سيطرة الجيش الحر على الرحبة في ريف حلب. وقال الناشطون في التسجيل، إن الحرائق اندلعت في المنطقة بسبب الاشتباكات. يأتي هذا في ما أعلن الجيش الحر سيطرته على كامل مدينة إنخل في ريف درعا.

الحر يستعد

من جانبه، قال رئيس أركان الجيش الحر سليم إدريس في مقابلة مع سكاي نيوز عربية، “إن الجيش الحر على أتم الاستعداد لقتال عناصر حزب الله وايران الذين يدعمون الجيش السوري في معاركه الميدانية”، في إشارة إلى استعداد القوات الحكومية للهجوم على حلب. وقال إن “الجيش الحر لن يتقهقر.

وأضاف إدريس، “أن هناك معلومات مؤكدة أن الحكومة السورية تقدم الدعم والسلاح لحزب العمال الكردستاني، وتعمل على التنسيق الكامل معه”، مؤكدا وجود ما وصفه “اعتداء خارجي على سوريا”.

سياسيا، قال مسؤولون، رفضوا الكشف عن هويتهم، الاثنين، إن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما قد تقرر هذا الأسبوع الموافقة على تقديم أسلحة للمعارضة المسلحة في سوريا، ومن المقرر عقد اجتماعات حول هذه القضية في البيت الأبيض.

وأشاروا إلى أن إدارة أوباما تجري تقييما لاحتمال إرسال طائرات أميركية لفرض منطقة حظر للطيران فوق سوريا. يأتي ذلك فيما أرجأ وزير الخارجية الأميركية جون كيري زيارة كانت مقررة، الاثنين، إلى إسرائيل وثلاث دول في المنطقة، للمشاركة في مناقشة هذه المسألة.

انفجار عبوة

وفي حادث منفصل، انفجرت عبوة ناسفة، الاثنين، كانت مزروعة إلى جانب الطريق الدولية المؤدية إلى معبر المصنع الحدودي الرسمي بين لبنان وسوريا. وأشار مصدر أمني إلى أن التفجير “استهدفت سيارة فان، وأخرى من طراز بي أم دبليو، لم يعرف من كان في داخلهما”.

وأوضح أن السيارتين تابعتا طريقهما في اتجاه الحدود السورية، من دون أن يتمكن من تأكيد إذا ما كان الانفجار قد أدى إلى وقوع جرحى.

وتشهد منطقة البقاع حيث يتمتع حزب الله المتحالف مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد ويشارك في المعارك إلى جانب قواته في سوريا، توترات شبه يومية منذ بدأت معركة القصير القريبة من لبنان.

اللاذقية.. يوميات سكان ونازحين

لارا حسن- أبوظبي – سكاي نيوز عربية

نزحت أم عماد عن مسقط رأسها حلب شمالي البلاد عقب دخول الجيش الحر المدينة ووقوع اشتباكات عنيفة بينه وبين الجيش السوري ما أثار خوفها وقلقها على طفليها، خاصة بعد وفاة زوجها، فاتجهت إلى المنطقة الأكثر أمانا في سوريا.. إلى اللاذقية.

لا تملك أم عماد موقفا معارضا للحكومة السورية، وهي ضد الجيش الحر، لكن ذلك لم يشفع لها في المحافظة التي يعتبر غالبية سكانها من الموالين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.

تقول أم عماد لموقع سكاي نيوز عربية إن “منهم من كان لطيفا معي.. ومنهم من اعتبرني مع المعارضة فعاملني بقسوة أو رفض مساعدتي”، وأضافت “كنت أعمل كوافيرة في حلب وشغلي كان ممتازا.. أما هنا أعمل في تنظيف المنازل وعندما يعلم السكان أني من حلب يبدأ التشكيك بي وقد لا يستقدموني مرة أخرى”.

تتلقى أم عماد، 33 عاما، مبلغ 500 ليرة سورية (أقل من 4 دولار أميركي) لقاء يوم عمل كامل، وهي سعيدة بالمبلغ كونه يؤمن لها سقفا تأوي إليه ليلا وأطفالها.

قرى الساحل

شكلت قرى الساحل السوري في المحافظة مقصدا لعدد كبير من النازحين، الذين بلغ تعدادهم وفقا لآخر التصريحات الحكومية الرسمية 700 ألف نازح فيما يقول شكان المدينة إن العدد فاق المليون منذ زمن بعيد.

بحث شادي، البالغ من العمر 44 عاما، من محافظة إدلب، فترة 3 أشهر متواصلة عن غرفة أو منزل في إحدى القرى إلا أنه لم يجد، فقد سبقه كثير غيره حالهم من حاله.

وقال شادي لموقعنا: “بحثت في القرى.. الأسعار أرخص بكثير من مدينة اللاذقية وجبلة.. لكن عبثا، كل الأماكن كانت قد أُجرت”.

أدت زيادة عدد النازحين في المحافظة إلى رفع أسعار استئجار المنازل والمواد الغذائية 3 أضعاف كحد أدنى، فيما بقيت الرواتب ثابتة مع تدهور القيمة الشرائية لليرة السورية التي كانت تساوي بداية الأزمة في البلاد، منتصف مارس 2011، كل 50 ليرة تساوي دولارا أميركيا واحدا، أما اليوم فكل 150 ليرة تساوي دولارا أميركيا واحدا.

كان شادي يملك معصرة زيتون في قريته بريف إدلب، وكان مقصدا لذوي أراضي الزيتون في قريته وفي القرى المجاورة، ولكن مع احتدام المعارك بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة اضطر للنزوح من قريته مع زوجاته الثلاث وأطفاله الخمسة إلى مكان أكثر أمانا فتوجه إلى مدينة جبلة التابعة لمحافظة اللاذقية.

اليوم يسكن شادي في بيت مستأجر في أحد أحياء جبلة ويقول إن أغلب جيرانه ينتمون لمناطق نزاع مشتعلة، منهم من حمص ومنهم من حماه وحلب، ويعمل في معصرة زيتون تعود ملكيتها لعائلة ساحلية متوسطة الحال.

“توتر”

وعن الوضع في المدينة التي يسكنها، وعما إذا كان بها توتر قال شادي “لايوجد توتر بشكل عام.. لكن كلما وصلت جثامين لشهداء الجيش السوري عن طريق مطار حميميم تتوتر المدينة ويتم إطلاق النار في الهواء بطريقة عشوائية عندها أخاف وأقلق وأكلم زوجتي لأطمئن أنهم بخير.. الحمدلله نحن بخير”.

يلتزم شادي بالصمت ولا يجيب على سؤالنا عن ميوله السياسية في هذا البلد الذي انقسم سكانه بين موال ومعارض للنظام السوري، ولدى الإلحاح بالسؤال عليه يجيب: “الله يهدي النفوس.. نريد العودة إلى منازلنا وبيوتنا..”.

بعيدا عن السياسة

ولا يتطرق أغلب النازحين في مدينة اللاذقية وريفها إلى الأحاديث السياسية أبدا، فهم يريدون الابتعاد عن “وجع الراس” وفقا لتعبير أم عماد.

من جهتهم، فإن سكان اللاذقية لايشعرون بالقلق من النازحين الوافدين، ويرجع حسام، أحد سكان المدينة، ذلك إلى القبضة الأمنية الشديدة والقوية الموجودة، إلى جانب كون هذه المدينة الساحلية معتادة على استقطاب أغلب السوريين صيفا بسبب طبيعتها الجغرافية حيث يوجد البحر والجبل ما يشكل مصيفا وقبلة لسكان بقية المحافظات.

وهذه القبضة الأمنية لاتنفي وجود بعض النازحين الذين توجهوا إلى أماكن التوتر في اللاذقية كحي السمكة وسكنتوري وقنينص التي شهدت في فترة ماضية حركة احتجاج وتوتر أمني ما لبثت أن تم ضبطها والسيطرة عليها، وفقا لذات المصدر.

ووفقا لحسام فإن أهالي اللاذقية عملوا على مساعدة النازحين الذين سكن قسم منهم في المدينة الرياضية وقسم آخر كان مقتدرا ماديا ما مكنه استئجار منازل وسط المدينة وريفها.

كما تحدث حسام عن وجود بعض التجاوزات من قبل أفراد الحماية الشعبية، لكنه أكد في الوقت ذاته أن هذه التجاوزات كلها تحت المراقبة.

وسائل إعلام سورية: القوات الحكومية في طريقها إلى حلب

قال مصدر أمني إن القوات السورية الحكومية ستشرع خلال ساعات في الزحف باتجاه مدينة حلب، شمالي البلاد، وهو ما أشارت إليه صحف تابعة للحكومة.

ولكن ناشطين نفوا أي تقدم للجيش السوري باتجاه حلب.

في هذه الأثناء، قال مسؤول أمريكي، فضل عدم الكشف عن اسمه، إن البيت الأبيض سيفصل هذا الأسبوع في مسألة تسليح المعارضة السورية.

وتأتي هذه الاستعدادات بعد أيام من نجاح القوات الحكومية وعناصر حزب الله اللبناني في استعادة السيطرة على مدينة القصير.

وتخضع أغلب المناطق في شمالي سوريا إلى سيطرة المعارضة المسلحة منذ عام، ولم تشهد حلب منذ عدة شهور أي نوع من الاشتباكات.

ولكن سقوط مدينة القصير في أيدي القوات الحكومية وعناصر حزب الله، أعطى للجيش النظامي حافزا على مواصلة زحفه باتجاه المناطق الأخرى، التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة.

ونشرت صحيفة “الوطن” الحكومية تقريرا تقول فيه “إن الجيش السوري ينتشر بقوة في ريف حلب، استعدادا للمعركة داخل المدينة، وفي ضواحيها.

وأضافت الصحيفة أن “الجيش السوري سيستفيد من تجربة مدينة القصير والغوطة الشرقية، قرب دمشق، للزحف نحو حمص وحلب”.

وأطلقت القوات السورية على حملتها اسم “الزوبعة الشرقية”.

وقال ناشطون معارضون إنهم لم يلاحظوا تقدم أي قوات تابعة للنظام نحو حلب، ولكن اشتباكات اندلعت يوم الأحد في قريتي نبل وزهراء، في ضواحي مدينة حلب ذات الغالبية الشيعية.

وقال مصطفى الشيخ أحد قادة المعارضة، والضابط السابق في الجيش السوري، إن القوات الحكومية تستخدم الطائرات المروحية لتعزيز مواقعها مع موالين لها من حزب الله وشيعة من العراق.

وكان الامين العام لحزب الله، حسن نصر الله، أعلن في نهاية شهر مايو/ آيار أن الحزب أرسل عناصره إلى سوريا للقتال غلى جانب قوات نظام الرئيس بشار الأسد، وتوعد بإلحاق الهزيمة بالمعارضين، “والدفاع عن لبنان من الجهاديين المتطرفين”.

وفي تطور منفصل، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن متشددين إسلاميين معارضين اعدموا طفلا عمره 15 عاما أمام والديه، بسبب ما اعتبروه إهانة للدين.

BBC © 2013

القصير … المدينة السورية التي أصبحت مواتا

ليز دوسيت

كبيرة المراسلين الدوليين

هناك مقولة شائعة عادة ما ترتبط بالحروب، تقول إنه للحفاظ على مدينة ما، يجب عليك تدميرها.

وكان ذلك هو قدر مدينة القصير.

فمنذ 18 شهرا وقبل أن تصبح ساحة للمعارك، كانت القصير مدينة حدودية تزدهر ببساتين الزيتون والمشمش المزهرة.

أما الآن، فيخبرنا مسؤولون أن ما لا يزيد عن 500 شخص هم من بقوا في هذه المدينة بعد أن تحولت إلى أنقاض.

ففي زيارتنا الثانية لها منذ سيطرة القوات الحكومية عليها في الساعات الأولى من يوم الأربعاء، وجدنا المدينة أهدأ مما كانت عليه حيث لم تعد هناك أي من مظاهر الاحتفال التي كانت موجودة في أعقاب المعركة على المدينة بين الطرفين.

كما شهدت الشوارع حركة أكبر، إلا أنها في الغالب تحركات لجنود إما داخل عربات النقل والدبابات، أو على ظهر الدراجات الهوائية أو البخارية.

وظهرت تلك العربات وهي محملة بفرش الأسرة وأجهزة التلفاز وأجهزة التبريد والأثاث، بينما كان الجنود ينتقلون من أحد المباني التي أصبحت حطاما إلى مبنى مجاور لجمع أكبر قدر يمكنهم حمله من تلك الأمتعة.

ولم نعثر في طريقنا إلا على عائلة واحدة عادت إلى منزلها بعد عام من هروبها من المدينة منذ استيلاء المعارضة عليها، إلا أنهم لم يعودوا يستطيعون تمييز ذلك المكان الذي كان يوما ما منزلا لهم.

فأماكن إطلاق الرصاص والشظايا تغطي الأجزاء المعدنية في المنزل، كما يمكنك رؤية الفتحات الناجمة عن القصف في الجدران والسقف إضافة إلى أشلاء القتلى التي كانت مبعثرة على الأرض.

قائمة فصائل الدم

وكان رب تلك العائلة، أبو سمر، ينقّب بين الركام حاملا في يده منظارا مقربا لإحدى البنادق وغلافا جلديا لحمل المسدس، وبعض المذكرات من بعض الدروس الدينية لأحدهم، إضافة إلى وحدة تحكم في ألعاب الفيديو.

وتبعثرت بعض القمصان التي تحمل شعار كتيبة الفاروق التابعة للجيش السوري الحر على أحد الكراسي.

وكانت هناك قائمة مكتوبة معلقة إلى أحد الجدران تبين فصائل دم المقاتلين في تلك المنطقة.

أما أم سمر فكانت تحزم بسرعة كل ما تعثر عليه من الممتلكات التي خلفتها عائلتها، بما في ذلك دمى الأطفال والأطباق الزجاجية التي لا تزال داخل الصناديق، إضافة إلى بعض الوسادات.

وعندما سألتها إذا ما كانت عائلتها ستعود للعيش هنا، أجابتني وهي تكفكف دموعها: “أبدا لن نعود!”

وبعد أن حملوا ما تبقى من أغراضهم التي استطاعوا جمعها، سرعان ما انطلقوا مبتعدين داخل إحدى السيارات في شوارع المدينة التي تحولت منازلها إلى انقاض كما هي حال منزلهم.

إلا أن الضرر الجسيم الذي لحق بالنسيج المجتمعي في تلك المدينة أبلغ بكثير من الضرر المادي الذي ألحق بها.

فعلى الجانب الآخر من المدينة، بالقرب من إحدى المستشفيات المدمرة التي لجأ إليها طرفا الصراع، سألنا مجموعة من الجنود عن الثمن الباهظ الذي دفعته المدينة.

ورد أحد الشباب ممن يؤدون الخدمة العسكرية إلا أنه كان يرتدي ثيابا مدنية “يؤلمني أن أرى هذه الأنقاض. فهذه المشفى قد كلفت الكثير لبنائها من الضرائب التي دفعتها عائلتي والعائلات الأخرى بالمدينة.”

وقال جندي آخر “سيعود الناس مرة أخرى إلى المدينة، وأنا متأكد من أنها ستصبح مدينة أفضل، وأن الناس سيعيشون فيها حياة أكثر ازدهارا.”

وألقى الجميع باللوم على الثوار في إحالة تلك المدينة إلى أرض مقفرة.

وقال جندي آخر”ذلك هو ما يسمونه الحرية.”

وتزداد رحى الحرب في مدينة القصير –كما هي الحال في أغلب الأراضي السورية- على أساس سياسي وطائفي أيضا، حيث يبرهن ذلك الوجود البين لمقاتلي حزب الله الشيعي على الأراضي السورية ومشاركتهم في القتال إلى جانب القوات الحكومية.

فهم يتجولون بشكل علني في شوارع مدينة القصير، واقترب أحدهم منا وهو يلف رأسه بعصابة تميزها ألوان حزب الله الأصفر والأخضر، كما يلف رسغه بشريط آخر.

وعندما سألته عن المعركة الأخيرة، قال وبصوت تملأه الثقة إنها لم تكن صعبة مؤكدا التقارير التي كانت تشير إلى تدفق مقاتلي حزب الله إلى الأراضي السورية والخروج منها، والتحرك من خلال حدود المدينة التي تفصل الأراضي السورية عن الأراضي اللبنانية.

وعندما سألت الجنود السوريين عن رأيهم في الوجود المثير للجدل لمقاتلي حزب الله، رد أحدهم متسائلا: “لماذ لا ينبغي لهم القتال معنا؟! فالطرف الآخر يدخل إلى البلاد مقاتلين من ليبيا والسعودية وتونس وأفغانستان. إن نصف العالم يقاتل في سوريا.”

وقد تصدرت مدينة القصير عناوين الأخبار حول العالم؛ فرغم إنها مدينة صغيرة إلا أن تمركزها في مفترق طرق استراتيجي جعل منها غنيمة ثمينة في معركة طاحنة.

أما من كانوا يعيشون فيها يوما ما، فقد تشتتوا في القرى المجاورة واستوطنوا المدارس والشوارع، بينما هرب آخرون عبر الحدود إلى الأراضي اللبنانية.

ومع أننا ما زلنا نجهل عدد من قتلوا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية في تلك المعارك، إلا أننا رأينا أن هذه المدينة قد أصبحت مواتا.

BBC © 2013

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى