أحداث الاثنين 11 آب 2014
«داعش» يهدّد مطار الطبقة العسكري
لندن – «الحياة»
أنذر مقاتلو تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) قادة مطار الطبقة العسكري قبل اقتحام هذا المعقل الأخير للنظام السوري في الرقة في شمال شرقي البلاد، في وقت قتل 12 مدنياً بينهم خمسة أطفال في غارات شنها الطيران على المدينة. كما سيطر «داعش» على ثلاث قرى محسوبة على عشيرة كانت انتفضت ضد التنظيم، بالتزامن مع مطالبة «الجيش الحر» حلفاء المعارضة بتقديم «دعم فوري» لمواجهة «التنظيم والنظام.
وقال نشطاء معارضون إن «داعش» اقترب من اقتحام مطار الطبقة العسكري حيث وجه «إنذاراً أخيراً» امس الى قادة المطار، بعد ايام من سيطرته على مقر «الفرقة 17» و «اللواء 93» وسط تأكيد نشطاء بأسر التنظيم نحو 150 من ضباط الجيش النظامي وعناصره. (للمزيد)
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»: «قتل 12 شخصاً بينهم خمسة أطفال ومدرّس ومواطنة في قصف للطيران الحربي على مناطق في مدينة الرقة»، موضحاً أن الضحايا مدنيون وأن القصف الذي استهدف حيي المشلب والبدو اسفر ايضاً عن جرح 23 شخصاً.
وتعدّ مدينة الرقة أبرز معاقل «الدولة الإسلامية» في سورية، وسيطر التنظيم على معظم المحافظة، باستثناء مطار الطبقة العسكري الذي لا يزال تحت سيطرة قوات نظام بشار الأسد. ومنذ اعلانه نهاية حزيران (يونيو) اقامة «الخلافة الإسلامية» في مناطق سيطرته في سورية والعراق، وسّع تنظيم «داعش» نفوذه في شمال شرقي سورية، وبات يسيطر في شكل شبه كامل على الرقة ومحافظة دير الزور (شرق) الغنية بالنفط على الحدود مع العراق. وأفاد «المرصد» بأن التنظيم سيطر تباعاً «على بلدات أبو حمام والكشكية وغرانيج والتي يقطنها مواطنون من أبناء عشيرة الشعيطات في الريف الشرقي لدير الزور».
من جهة اخرى، اعلن المجلس العسكري لـ «الجيش الحر» امس ان «الائتلاف الوطني السوري» المعارض و «الجيش الحر» كانا «اوّل من أشار إلى جرائم الدولة الإسلامية ضدّ الشعب السوري، وأنّ «الجيش الحر» كان أوّل من حارب هذا التنظيم من دون إمكانات ومن دون تلقّي الدعم المناسب»، مطالباً «الدول الصديقة» بتقديم دعم فوري للمعارضة المسلحة لمواجهة «داعش» و «النظام (السوري) المجرم».
الطفلان السعوديان عبدالله وأحمد «طيور الجنة».. في عهدة «داعش»!
الدمام – منيرة الهديب
«احتسبي أبناءك طيوراً في الجنة» عبارة كان لها وقع الصاعقة على قلب أم الطفلين عبدالله وأحمد الشايق، التي قرأت هذه الكلمات في رسالة نصية وجهها لها طليقها ووالد الطفلين ناصر الشايق، الذي أوهم طليقته بأنه سيسافر مع طفليه في رحلة سياحية، في حين أنه كان متجهاً إلى تركيا، في طريقه لينضم بطفليه إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)!
ويعد الطفلان عبدالله وأحمد الشايق، أصغر المنتمين السعوديين إلى «داعش»، فهما لم يكملا المرحلة الابتدائية، إذ إن الأول دون الـ11 عاماً، فيما يصغره الآخر بعام، لكن ظروفهما العائلية قادتهما للعيش مع والدهما، بعيداً عن والدتهما، وذلك إثر انفصال الوالدين قبل سبعة أعوام. والأب ناصر الشايق سعودي «أربعيني»، كان موظفاً حكومياً، وأب لهذين الطفلين اللذين لم يشأ لهما أن يكملا دراستهما، أو يعيشا بأمن وأمان، فقد أخذهما قسراً، ليضمهما إلى صفوف مقاتلي «الدولة الإسلامية» (داعش). وأبلغ قريب للطفلين من جهة أمهما «الحياة» أمس بأن «أحمد وعبدالله كانا يعيشان عند والدهما، بعد انفصاله عن والدتهما قبل سبعة أعوام، لكنهما كانا يزورانها بين فترة وأخرى».
وزاد: «إلا أن وضع الطفلين تغير في الأشهر الأخيرة، بعد أن ألحقهما والدهما بأحد الأندية في الرياض لتعلم الرماية والسباحة وركوب الخيل. كما تغير وضعهما المادي، لدرجة أثارت ذهول الجميع، فكان يغدق عليهما كثيراً، حتى يستمليهما، ولا أحد يعلم مصدر ذلك المال، خصوصاً أنه موظف حكومي راتبه بسيط». وأضاف: «قبل أيام جاء الطفلان لزيارة والدتهما، وأخبراها بأنهما سيقومان مع والدهما برحلة سياحية لإحدى الدول الخليجية، إلا أن تلك الوجهة تغيرت، بعد أن بث الطفل الأكبر عبر معرفه في «آنستغرام» صورة، ذكر بجوارها أنه في تركيا، مضيفاً ببراءة أنه سيصبح مثل الممثل التركي «مهند»! فاتصلت به والدته، وأخبرها بأن والدهما فاجأهما بذلك، ولم تكتمل المفاجأة، إلا حين أرسل والد الأطفال رسالة إلى طليقته، أخبرها فيها بأنهما سيصبحان «طيوراً في الجنة»، ويخطرها بأنه انضم إلى المقاتلين في إحدى مناطق الصراع. وبث مغردون من تنظيم «داعش» الإرهابي صوراً للطفلين مع والدهما، وخلفهما شعار «داعش» الأسود، مؤكدين أن الطفلين «لن يدخلا ساحات القتال مباشرة، وإنما سيتم تجنيدهما وتدريبهما».
الأكراد يستعيدون بلدتين بمساندة القصف الأميركي
باريس – رندة تقي الدين { بغداد – «الحياة»
تواصلت الغارات الجوية الأميركية على مواقع تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في العراق أمس، ما ساعد قوات البيشمركة الكردية على استعادة بلدتين من قبضة «داعش»، في وقت قال وزير عراقي إن 500 من الإيزيديين قُتلوا ودُفن بعضهم أحياء، فيما بدأت بريطانيا بإرسال مساعدات إنسانية للمحتجزين في الجبال. وفي هذه الأثناء طالب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، الذي يزور بغداد وأربيل، العراقيين بتشكيل حكومة جامعة تمشياً مع الموقف الأميركي، وفي ظل أجواء متوترة في بغداد مع انتهاء المهلة الدستورية لتكليف الكتلة الأكبر في البرلمان بتشكيل حكومة وانتخاب رئيس للوزراء، بينما لا تزال كتلة نوري الماكي تتمسك بولاية ثالثة. (للمزيد)
وقالت القيادة المركزية الأميركية أمس إن الولايات المتحدة نفذت ضربات جوية جديدة على أهداف لتنظيم «داعش» قرب أربيل، مشيرة في بيان الى إن الضربات التي شنتها طائرات من دون طيار ومقاتلات أميركية استهدفت حماية قوات البيشمركة التي تتصدى للمتشددين الإسلاميين قرب أربيل موقع القنصلية الأميركية ومركز العمليات العسكرية الأميركية-العراقية المشتركة. وقال وزير الخارجية العراقي السابق هوشيار زيباري إن الأكراد استعادوا بلدتي الكوير ومخمور من أيدي «داعش». وأكدت مصادر رسمية عراقية كردية أن قوات البيشمركة تمكنت من استعادة هذه المناطق مستفيدة من الدعم الجوي الأميركي.
إلى ذلك، أوضح مصدر غربي لـ «الحياة» أن التنسيق بين الولايات المتحدة وفرنسا حول العراق جارٍ بشكل جيد وأن رئيس الأركان الخاص للرئيس الفرنسي الجنرال بوغا تحدث مع نظيره الأميركي، شارحاً أن الدور الفرنسي سيكون لوجيستياً من طائرات نقل وغيرها لمساندة المدنيين والأكراد. وشرح المصدر أن الولايات المتحدة كانت مترددة بالنسبة الى التدخل العسكري قبل تشكيل حكومة وحدة وطنية ترضي السنة، ما يعني أن الإدارة الأميركية لا تريد عودة المالكي وتتفق كلياً على هذه النقطة مع فرنسا التي لا ترى حلاً سياسياً في العراق مع بقاء المالكي في منصبه. وأضاف المصدر أن الأوضاع على الأرض أجبرت الجانب الأميركي على عدم الانتظار حتى تشكيل حكومة من دون المالكي، كما أن فرنسا والولايات المتحدة لا تريدان أن يستفيد المالكي من هذا التدخل لأن حلفاء الولايات المتحدة من الأتراك ودول الخليج تريد ضمانات بشأن هذا الموضوع.
وتمكن أكثر من 20 ألف شخص من الإيزيديين العراقيين، غالبيتهم نساء وأطفال، من الهروب بمساعدة قوات البيشمركة الكردية من جبل سنجار عبر سورية والعودة إلى إقليم كردستان الشمالي، كما أفادت مصادر رسمية أمس. وقال وزير حقوق الإنسان العراقي أمس إن مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية» قتلوا 500 على الأقل من الأقلية الإيزيدية في العراق خلال هجوم شنوه في شمال البلاد. وأضاف الوزير محمد شياع السوداني أن المسلحين دفنوا بعض الضحايا أحياء بما في ذلك عدد من النساء والأطفال وأسروا 300 امرأة. وقال «لدينا أدلة قاطعة حصلنا عليها من الإيزيديين الناجين من الموت وكذلك صور لمواقع الجرائم تظهر بصورة لا تقبل الشك أن عصابات داعش أعدمت ما لا يقل عن 500 من الإيزيديين بعد دخولها سنجار».
وفي لندن، أعلن ناطق باسم وزارة التنمية الدولية البريطانية أن بريطانيا بدأت منذ فجر أمس إلقاء مساعدات إنسانية إلى المدنيين المهددين بتقدم مقاتلي «الدولة الإسلامية» في شمال العراق. وقال المصدر نفسه إن أول طائرة ارسلها الجيش البريطاني غادرت المملكة المتحدة مساء السبت وقامت بإلقاء مواد غذائية وعبوات مياه إلى الأقلية الإيزيدية العالقة في جبال سنجار، موضحاً أن طائرة ثانية تلتها لاحقاً. وأكد ناطق باسم وزارة الدفاع البريطانية أن إلقاء المواد الغذائية بالمظلات تم فجر أمس. وأقلعت طائرتا «هركوليس سي 130» من قاعدة سلاح الجو البريطاني في وسط انكلترا وهي تنقل مواد غذائية وخياماً وأجهزة لتنقية المياه ومصابيح تعمل بالطاقة الشمسية ويمكن أن تُستخدم أيضاً لشحن الهواتف النقالة.
كلينتون: أوباما ترك في سورية فراغاً ملأه الجهاديون
واشنطن – أ ف ب
أخذت هيلاري كلينتون على الرئيس باراك أوباما، الذي كانت وزيرته للخارجية لمدة أربع سنوات، أنه ترك في سورية فراغاً “ملأه الجهاديون”، وذلك نتيجة عدم تقديم المساعدة العسكرية للمعارضة.
وقالت كلينتون، في حديث لأسبوعية “ذي أتلانتيك”، إن “عدم المساعدة في بناء جيش معتمد من الذين كانوا وراء التظاهرات المعارضة للرئيس بشار الأسد، حيث كان هناك إسلاميون وعلمانيون، وكل ما بين هذين الاثنين، خلق فراغاً ملأه اليوم الجهاديون”.
وجرت هذه المقابلة قبل أن يعلن الرئيس الأميركي عن توجيه ضربات جوية لمواقع تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في العراق، إلا أنه لم ينشر سوى اليوم (الأحد).
كما أخذت كلينتون على أوباما عدم وجود عقيدة حقيقية للسياسة الدولية. وقالت إن “الأمم الكبرى في حاجة لمبادىء قيادية، وعدم القيام بتصرفات غبية، ليس مبدأ قيادياً” في إشارة إلى أحد شعارات أوباما.
وقالت كلينتون، التي يبدو أن تصريحاتها ومواقفها تتفق مع مواقف وتصريحات بعض النواب الجمهوريين البارزين، “من الأسباب التي تثير قلقي بشأن ما يحدث في الشرق الأوسط حالياً هو قدرة الجماعات الجهادية على التغلغل، وهو ما قد يضرّ بأوروبا وبالولايات المتحدة”.
وأضافت أن “الجماعات الجهادية تسيطر على منطقة جغرافية، لكنها لن تقف أبداً عندها. لأن هدفها هو التمدد. وسبب وجودها هو معارضتها للغرب والصليبيين و… سأترك لكم ملء النقاط، فنحن جميعاً نندرج في إحدى هذه الفئات”.
وبشأن تهديد المتطرفين الإسلاميين، ألمحت كلينتون إلى أن “أميركا تنجح عندما يكون لديها خطة عامة، مع هدف واضح، ضاربة كمثال على ذلك، انهيار الاتحاد السوفياتي وهزيمة الشيوعية”.
أردوغان الرئيس الـ 12 لتركيا والأول باقتراع شعبي فوز مريح من الدورة الأولى يُكرّسه زعيماً لا يُنافس
المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب، أ ش أ)
في الانتخابات الرئاسية الأولى تجري بالاقتراع الشعبي المباشر، وهي محطة تاريخية في الجمهورية التركية التي أقامها مصطفى كمال أتاتورك قبل 91 سنة، انتقل رجب طيب أردوغان، دونما عناء كبير، من كرسي رئاسة الوزراء إلى كرسي رئاسة الدولة، في نتيجة رأى محللون أنها تدخله إلى نادي الزعماء الأكثر تأثيراً ونفوذاً في البلاد.
وأظهرت نتائج جزئية غير رسمية تداولتها وسائل إعلام تركية أن فرز 87 في المئة من الأصوات أظهر حصول أردوغان على 52,03 في المئة من الأصوات، في مقابل 38,09 في المئة لمنافسه إكمال الدين إحسان أوغلي و8,09 في المئة للمرشح الكردي صلاح الدين دمرتاش. ولكن من المستبعد إعلان أي نتائج رسمية، كاملة أو جزئية، قبل اليوم الاثنين.
وبعد إدلائه بصوته في الشطر الآسيوي من مدينة اسطنبول، صرح أردوغان، الرئيس المرتقب الـ12 لتركيا والذي يتولى رئاسة الوزراء منذ عام 2003، بأن “الشعب يتخذ قراراً مهماً، من أجل الديموقراطية التركية ومستقبل البلاد”.
وقال ايفغان (50 سنة) الذي يعمل ناطوراً في حي يلديز، معقل العلمانيين في أنقرة: “سأقترع للاستقرار وتركيا قيدت بشكل جيد منذ 13 سنة”.
وفي مقهى في حي توفان الذي تقطنه طبقة عاملة في اسطنبول، أشاد رجال يتابعون التغطية التلفزيونية للانتخابات بأردوغان باعتباره رجلاً تقياً ينتمي إلى الشعب، وعزز وضع تركيا اقتصادياً وعلى الساحة الدولية.
وقال مراد (42 سنة) إن “أردوغان يقف في صف المساكين. وبينما يسكت العالم العربي، تكلم بقوة ضد إسرائيل في ما يتعلق بغزة. هذا البلد خربه السياسيون القدامى. فقد كذبوا علينا وسببوا الأزمات الاقتصادية والعنف من حزب العمال الكردستاني”.
وفي المقابل، قال مليح كوجاك (40 سنة) في حي بشيكطاش في اسطنبول: “انني هنا كي لا يتم انتخاب أردوغان. ولكن، ويا للأسف، نعلم انه سيكون الرئيس”.
وكما كان متوقعاً، لم يتمكن أي من منافسي اردوغان من قطع الطريق عليه الى قصر جنكايا الرئاسي خلال الحملة التي اعتمد فيها على حضوره القوي وأنفق ملايين الأورو على اعلاناتها.
ففي مواجهة الخطب النارية لرئيس الوزراء، بدا مرشح حزبَي المعارضة اكمل الدين احسان اوغلي، المؤرخ المعروف الذي تولى منصب الأمين العام لمنظمة التعاون الاسلامي سنوات، شخصية تبعث على الاطمئنان، لكن حضوره كان باهتاً.
وهو قال بعد اقتراعه في شمال اسطنبول إن “الحملة كانت جائرة وغير متناسبة، لكننا واثقون من حكمة أمتنا، سنفوز بسهولة من الدورة الأولى، وإلا ستكون هناك ازمة خطيرة للديموقراطية في تركيا، بلادنا في غنى عنها”. وأضاف: “أنظار العالم كله مصوبة إلينا. تركيا تحاول أن تكون ديموقراطية حقيقية، ونأمل في أن تتمكن من تحقيق ذلك”.
وخاض الانتخابات أيضاً النائب الكردي صلاح الدين دمرتاش، وقد جعل الحقوق والحريات أولويته، آملاً في قضم أصوات من خارج هذه الاقلية التي تضم 15 مليون شخص. ولدى اقتراعه في دياربكر، كبرى المدن الكردية في جنوب شرق البلاد، قال إنه “أياً تكن النتائج، نأمل في أن تنتصر الحرية والديموقراطية والإخاء”.
وصرحت آسا ليندستام، رئيسة مجموعة مراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، بأن الاقتراع سار “بسلاسة”.
ويذكر أن أردوغان صرح بأنه، في حال فوزه، سيعمل على تعديل الدستور وجعل النظام “رئاسياً”. وهذا ما ندد به إحسان أوغلي، وحذر كاتب افتتاحية صحيفة “ميلييت” احمد أوزير من “خطر انحراف استبدادي”.
وكان أردوغان قام بحملته تحت شعار “رئيس الشعب”، ورد بالدعوة الى “تركيا جديدة” في مقابل “تركيا القديمة” التي يريدها منتقدوه من النخبة الثقافية والعلمانية. وأكد انتهاء “صلاحية سياسة الاستقطاب والانقسام والخوف”.
«داعش» يسيطر على الشعيطات.. ويهدّد مطار الطبقة
عبد الله سليمان علي
انتهت انتفاضة عشيرة الشعيطات في ريف دير الزور الشرقي إلى بحيرة من الدماء والأشلاء، وبينما تتجه أنظار تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» نحو مطار الطبقة ـ آخر مراكز الجيش السوري في محافظة الرقة ـ حيث بدأت الاشتباكات المتقطعة تندلع في محيطه، تستمر «جبهة النصرة» في حملتها ضد الفصائل غير الإسلامية في الشمال السوري، معلنةً عبر المتحدث الرسمي باسمها أبو فراس السوري أنها لا تسعى إلى إقامة «إمارة»، كما فُهم من كلام زعيمها أبي محمد الجولاني، وإنما تريد فقط تطبيق الشريعة الإسلامية.
وبدأ هجوم «داعش» على منطقة الشعيطات، يوم الجمعة الماضي، بتنفيذ عمليتين انتحاريتين، حيث نفذ الثانية سعودي يلقب بأبي مجاهد الجزراوي، استهدفتا تجمعات لعناصر عشيرة الشعيطات وسقط جراءهما عشرات القتلى والجرحى.
ويوم أمس، دخل المئات من مقاتلي التنظيم المتشدد إلى قرى أبي حمام والكشكية وغرانيج، معقل الشعيطات، المحاصرة منذ حوالي عشرة أيام، معلنين سيطرتهم عليها بشكل كامل، بعد ساعات فقط من الاشتباكات التي وصفت بأنها غير متكافئة.
وترافق ذلك مع نزوح الآلاف من أهالي القرى الثلاث إلى بعض المناطق المحيطة بهم، لعلها توفر لهم الأمن والأمان، خصوصاً في ظل سريان شائعات بأن لدى مقاتلي «داعش» أوامر مباشرة بقتل كل ذكر من أبناء العشيرة يفوق عمره الـ 15 عاماً، ما دفع الأهالي إلى الخروج بأنفسهم وأبنائهم قبل أن تُباد العشيرة عن بكرة أبيها.
وفي ظل عدم ورود معلومات موثقة من داخل القرى المستهدفة، تسرّب تسجيل منسوب لأحد أبناء الشعيطات يتحدث فيه عن ارتكاب «داعش» مجزرة ضخمة، ذهب ضحيتها حوالي 250 شخصاً من العشيرة. إلا أن مصادر «داعش» الإعلامية نفت هذه الأنباء، وأكدت أن مقاتلي التنظيم يقومون بمداهمة المنازل في منطقة الشعيطات واعتقال الرجال بهدف التحقيق معهم، وأن من لم يثبت عليه مقاتلة «الدولة» يطلق سراحه، مؤكدة أنه يجري البحث عن أسماء محددة لمقاتلين وليس عن مدنيين. ومع ذلك تأكد أن عناصر من «داعش» لاحقوا النازحين حتى قرية الشعفة المجاورة، وارتكبوا مجزرة بأعداد منهم، كانوا اتخذوا من مدرسة القرية مأوى لهم.
إلى ذلك، لم تمض ساعات على سيطرة «الدولة الإسلامية» على «اللواء 93»، حتى بدأ تهديد مطار الطبقة في ريف الرقة الغربي، والذي يعتبر آخر مركز للجيش السوري في عموم محافظة الرقة.
وعمد «داعش» الجمعة الماضي إلى قصف المطار بعشرات القذائف والصواريخ، بينما استكمل استقدام المزيد من التعزيزات العسكرية إلى محيطه، الأمر الذي يشير إلى أن معركة المطار قد تندلع في أي لحظة.
والجدير بالذكر أن صفحات «داعش» الإعلامية على موقع «تويتر» أعلنت أن التنظيم المتشدّد اغتنم من «اللواء 93» عشرات الدبابات والمدفعية وراجمة صواريخ مضادة للطائرات، بالإضافة إلى عدد من العربات المصفحة وكذلك مستودعات كبيرة للذخيرة. وكان بعض المراقبين لاحظوا أن «داعش» استخدم في هجومه على «اللواء 93» كثافة نارية لا تستطيع تأمينها إلا الجيوش، الأمر الذي يشير إلى العدد الكبير من الدبابات والمدفعية الذي أصبح يمتلكه هذا التنظيم المتشدّد.
من جهة أخرى، وفي إطار إعادة هيكلة نفسها، عيّنت «جبهة النصرة»، للمرة الأولى، متحدثاً رسمياً باسمها، هو أبو فراس السوري.
وكان لافتاً أن يكون أول تصريح للمتحدث الرسمي هو محاولة تصحيح ما ورد على لسان زعيم «النصرة» أبي محمد الجولاني قبل حوالي شهر عندما تحدّث عن قرب إقامة «إمارة إسلامية». وقال أبو فراس إن المقصود من كلام الجولاني «ليس الإمارة المعتبرة شرعاً وعرفاً» بمعنى إقامة دولة وحكومة، وإنما «إدارة وتنظيم المناطق المحررة» عبر إقامة محاكم شرعية هدفها تطبيق الشريعة الإسلامية ومحاسبة المجرمين والفاسدين.
ورغم أن السوري أكد أن «جبهة النصرة» ليست بوارد إقامة «إمارة» بشكل منفرد وحدها، إلا أنه جعل الشورى محصورة بالفصائل التي تسعى إلى تطبيق الشريعة الإسلامية على منهج أهل السنة والجماعة فقط. وهذا يعني استبعاد الكثير من الفصائل التي تقاتل تحت راية «جبهة ثوار سوريا» و«حركة حزم» و«الجيش الحر».
وفي هذا السياق استمرت «جبهة النصرة» في استهداف الفصائل التي لا توافقها في المنهج والسياسة، حيث قامت منذ يومين باعتقال قائد «لواء الربيع العربي» محمد ديبو بعد اقتحام مقره في قرية تل سوسيــن بريف حلب، المعروفــة بمنطقة مزارع الأرمن، مع إخوته وعدد من عناصر لوائه. ويأتي ذلك بعد ثلاثة أسابــيع من اعتــقالها قائد «لواء الحرمين» شريف الصفوري في درعا. كما اعتقلت في درعا قبل حوالي شهرين قائد «المجلس العسكري للجيش السوري الحر» أحمد النعمة.
جهادي أسترالي ينشر على تويتر صورة لابنه وهو يحمل رأس جندي سوري
سيدني- (د ب أ): أثارت صورة تردد أنها نشرت على صفحة أخطر هارب أسترالي على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، عملية إدانة واسعة النطاق الاثنين.
ويظهر في الصورة صبى (سبع سنوات)، وهو نجل الهارب الاسترالي، وهو يحمل رأسا مقطوعا لاحد الجنود في سوريا.
وأفادت صحيفة (ذا أستراليان) بأن خالد شاروف نشر صورة يظهر فيها صبى وهو يحمل بيديه الاثنين رأسا منتفخا، وذلك في مدينة الرقة شمالي سوريا.
ومن جانبه قال رئيس الوزراء توني أبوت في حديث لاذاعة (إيه بي سي): “أعتقد أن هناك المزيد من الصور في الصحف في أستراليا اليوم من نوعية الفظاعات البشعة التي ترتكبها تلك الجماعة”.
وكانت شرطة أستراليا الاتحادية أصدرت الشهر الماضي أمرا باعتقال شاروف المقيم في سيدني والذي يشتبه في أنه سافر إلى سوريا العام الماضي ليقاتل ضمن تنظيم الدولة الاسلامية.
ويشار إلى أن شاروف هو أحد عشرات الاستراليين الذين تشتبه أجهزة الاستخبارات في أنهم يقاتلون حاليا ضمن الجماعات الاسلامية المسلحة في سوريا والعراق ومناطق أخرى.
وأفادت تقارير إخبارية بأن شاروف يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لتهديد السلطات والتهكم منها، حيث يقوم بنشر صور لنفسه ولاطفال يلوحون بالاسلحة ويحملون رؤوسا مبتورة.
وكانت حكومة أبوت تعرضت لانتقادات بعدما تكشف أن شاروف الذي كان مسجونا بتهم لها علاقة بالارهاب عام 2009 ويخضع حاليا للمراقبة، غادر البلاد بجواز سفر أخيه.
وكانت أستراليا قالت الاسبوع الماضي إنها ستغلظ من تشريع مكافحة الارهاب لتعزيز الامن الوطني وللسيطرة على ما تطلق عليه الحكومة العنف الناشئ على أراضيها.
وقالت الحكومة إن حوالي 150 أستراليا يعرف أنهم متورطون حاليا في عمليات التمرد في الخارج.
«داعش» تقتحم مطار الطبقة العسكري
آخر مواقع النظام في محافظة الرقة
الرقة ـ «القدس العربي» ـ من عمر الهويدي: افاد مكتب الرقة الإعلامي عن بدء تنظيم «الدولة الاسلامية» عملية اقتحام مطار الطبقة العسكري في محافظة الرقة بعد استهدافه بقصف مدفعي عنيف، إلى ذلك تحدث ناشطون عن سقوط عشرات الصواريخ داخل المطار العسكري الواقع إلى الغرب من المحافظة. وتحدثت مصادر تابعة للتنظيم عن قصف مقاتلات النظام لمستودع ذخيرة في المطار خوفا من وقوعه بيد التنظيم، واذا تمكن التنظيم من السيطرة على المطار ستكون محافظة الرقة بالكامل تحت سيطرة تنظيم «الدولة الاسلامية».
ومنذ اعلانه نهاية حزيران/يونيو اقامة «الخلافة الاسلامية» في مناطق سيطرته في سوريا والعراق، وسع تنظيم «الدولة الاسلامية» نفوذه في سوريا، وبات يسيطر في شكل شبه كامل على الرقة ومحافظة دير الزور (شرق) الغنية بالنفط على الحدود مع العراق.
وافاد المرصد السوري امس الاحد ان التنظيم سيطر تباعا منذ ليل السبت الاحد «على بلدات أبو حمام والكشكية وغرانيج والتي يقطنها مواطنون من أبناء عشيرة الشعيطات في الريف الشرقي لدير الزور، عقب اشتباكات استمرت اياما».
واورد حساب «ولاية الخير» (دير الزور) التابع للتنظيم على موقع تويتر»، «الدولة الاسلامية تحكم سيطرتها على قرى الشعيطات بو حمام والكشكية وغرانيج، والقتلى منهم بالعشرات وجاري (تجري) ملاحقة الفارين».
واندلعت منذ نحو اسبوعين معارك بين التنظيم وعشيرة الشعيطات السنية، ادت الى مقتل العشرات وتهجير اكثر من خمسة آلاف شخص، بحسب المرصد. وبدأت المعارك بعد قيام «الدولة الاسلامية» بخطف ثلاثة من ابناء الشعيطات، منتهكة بذلك اتفاق مبايعة العشيرة للتنظيم، والذي نص على تسليم الأسلحة للتنظيم والتبرؤ من قتالهم مقابل عدم التعرض لأبناء العشيرة، بحسب المرصد.
وادى توسع نفوذ الجهاديين لا سيما «الدولة الاسلامية»، الى زيادة تشعب النزاع السوري الذي بدأ كاحتجاجات مناهضة للنظام منتصف آذار/مارس 2011، وتحول تدريجيا الى نزاع دام اودى بأكثر من 170 الف شخص.
أطفال سوريون يعيشون صراعات فكرية في مخيمات وبلدات اللجوء
محمد إقبال بلو
انطاكيا ـ «القدس العربي» : «أنت كافرة» عبارة أثارت امتعاض أم سامر بعدما خرجت من فم طفلها الذي يدرس في إحدى المدارس السورية بإقليم هاتاي في تركيا، وذلك بعد أن كانت سعيدة بسلوكه الجديد وعباراته الجديدة «حرام وحلال»، «يجوز ولا يجوز»، كما هي حال أحد الآباء المقيمـــين في مخـــيم على الحدود التركية الذي ترك ابنه الصلاة بعد أن ثابر عليها ولو كان على نقيض طفل أم سامر.
يتعرض الطفل السوري النازح أو اللاجئ سواء في المخيمات أو في المدن والبلدات التي يقيم فيها إلى توجهات فكرية متعددة ومتناقضة تتبع لجهات مؤدلجة مختلفة أو من خلال وجوده في مدارس تحمل توجهاً فكرياً تحاول زرعه في التلميذ، ما يؤدي إلى تشتت الطفل وضياعه، فبالرغم من غزارة ما يتلقاه من معلومات إلا أنها متناقضة أحياناً، خاصة عندما يكون واقع المدرسة أو الحلقة الدينية أو المركز الترفيهي الذي يذهب إليه لا يتوافق مع واقع أسرته التي تحمل توجهاً مغايراً.
تتحدث أم سامر عن طفلها سامر والذي يدرس الصف الرابع في إقليم هاتاي التركي، وتقول «فجأة بدأ سلوك الطفل يتغير، وبدا منزعجاً من الكثير من التصرفات التي نقوم بها في المنزل، وبدأت أسمع في حديثه الكثير من عبارات (الحرام والحلال) و(يجوز ولا يجوز)، وفي الحقيقة فرحت لذلك وخاصة عندما بدأ يتلو القرآن الكريم تلاوة جيدة ويتقن معظم أحكام التجويد، وكان الفضل في ذلك لمدرسته ومعلميه».
وتضيف «إلا أنني بدأت أسمع أحكاماً فقهية جديدة من طفلي ذي العشر سنوات، إذ خاطبني مرة وقال (أنت كافرة) استغربت وسألته لماذا فأجاب: ما هذه الملابس التي تلبسينها هذا حرام، فقمت بإخباره أن ملابسي هذه إن لبستها في البيت فلا مشكلة ولكن الخروج بها إلى الشارع حرام وأنني أوافقه، لكنه لم يقتنع رغم صمته وعدم مجادلته لي، وكانت رغبته أن أكون كاملة الحجاب داخل المنزل كما لو أنني في الشارع.
وفي حادثة أخرى أثارت غضب أم سامر، قرر ابنها منع أخويه من لعب الشطرنج لأنها محرمة، ولأن الله سيقوم بحرقهم في النار إن لعبوها، وكان منعه من باب المحبة لإخوته وخوفه عليهم من النار التي ستأكل أجسادهم، وتقول: «وبعد حوار طويل مع الطفل تبين لي أن كل ما يلقيه على الأسرة من محاضرات ليس إلا ما تلقاه في المدرسة».
أما خلف الرقاوي المقيم في أحد المخيمات، فقد حدثنا كيف ترك ابنه الصلاة بعد أن ثابر عليها مشيرا إلى أنه «في المخيم هناك مسجدhن، ويقوم على إدارة المسجد الغربي معلمون بتوجه إخواني، حيث يقومون بتعليم الأطفال بعض المناهج الدراسية مع الكثير من التربية الدينية والاخلاقية، أما المسجد الشرقي فيقوم عليه معلمون أيضاً ينتمون للفكر السلفي، ويخصصون معظم وقتهم لتعليم الأطفال القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف».
يتابع «ابني عمر يحضر صباحاً في المسجد الغربي ومساء في المسجد الشرقي لكنني تفاجأت أنه رفض الذهاب معي إلى صلاة العصر، ولم أناقشه بالموضوع إلا بعد عودتي من الصلاة، فكان جوابه أنه لا يعرف كيف يجب عليه أن يكون وكيف ستكون صلاته وهل سيتوضأ ويتلو الأدعية التي تعلمها في الجامع الشرقي أم تلك التي تعلمها في الجامع الغربي».
بينما يتلقى الأطفال توجهات أخرى مختلفة في المراكز الترفيهية والتعليمية التي تشرف عليها منظمات ذات تمويل أوروبي، إذ أنها تخلو من التربية الدينية وتتجه إلى زرع مفاهيم الحداثة لدى الطفل، وكثيراً ما يصدم الطفل بأن كل ما تلقاه من أسرته التي يغلب عليها الطابع المتدين يتضارب مع ما يتلقاه ضمن تلك المراكز.
وتشرح أم محمود ذلك بقولها «محمود يذهب إلى مركز ترفيهي تعليمي قريب، حيث الرسم والتلوين وألعاب مختلفة أخرى، إلا أنه يعاني من الخجل الدائم إذ أن المركز يستقبل الأطفال من الجنسين وهذا ما لم يعتد عليه محمود، وهو لا يرغب بالاختلاط ولا يشعر بارتياح عندما تقوم بتدريبه وتعليمه سيدة، فنحن من بيئة محافظة لا يختلط بها الذكور مع الإناث مطلقاً، ونتمنى أن يراعى ذلك حرصاً على نفسية الطفل الذي يلاقي صعوبة في التأقلم».
تحاول كل جهة تعليمية أن تفرض اتجاهاتها الفكرية وحتى السياسية وأن تعلمها للطفل وتزرعها في نفسه دون مراعاة البيئة التي نما فيها الطفل، ودون النظر بعين الاعتبار إلى حجم معاناته وضياعه، كما أن المؤسسات الإغاثية أيضاً تحاول فرض ما تحمله من عقائد ومناهج على الأطفال السوريين مقابل الزيت والسكر والبرغل، أو تصورهم وهم يحملون شعاراتها دون أذن من آبائهم حيث ان أعمارهم لاتسمح لهم باتخاذ قرار كهذا.
أما منى طالبة الثالث الثانوي في مدرسة سورية في أنطاكيا، فقد طلب المدير منها أن لا تأتي إلى المدرسة إن لم تلبس «مانطو للأرض» حسب قولها، لذا تركت المدرسة لا لأنها رفضت الفكرة بل لأنها لا تملكه، وليس لدى أسرتها المال الكافي في الوقت الراهن لشرائه.
محكمة في مدينة درعا السورية تقر منع التشهير بقيادات «الجيش الحر» وناشطين اعلاميين يعتبرون الحكم امتدادا لسياسة النظام و«تكميما للأفواه»
مهند الحوراني
درعا ـ «القدس العربي» أصدرت الهيئة القضائية الموحدة في حوران المعروفة شعبيا «بمحكمة غرز» قراراً ينص على منع التكلم والتشهير على أي شخص «من المسلمين»، خصوصا الشخصيات القيادية والنافذة، سواء في المسجد أو المجالس العامة أو على صفحات التواصل الاجتماعي، وبررت الهيئة ذلك حسب وصفها بوأد الفتنة وضبط الفوضى، وتأتي عقوبة من يرتكب هذا الجرم بحسب قرار المحكمة بالسجن 3 أشهر إضافة للغرامة المالية. هذا ونوه قرار المحكمة إلى أن الطريق الصحيح للتعامل مع التهم والشبهات المثارة حول أي قضية، هو جمع كل ما يلزم من معلومات وشهود حول القضية، وتقديم شكوى رسمية مرفقة بالأدلة والشهود إلى المحكمة. وعلل مراقبون توقيت هذا القرار وسبب صدوره، لمجيئه بعد موجة الانتقادات اللاذعة التي وصلت في بعض الأحيان إلى حد التشهير ببعض قيادات الجيش الحر في درعا جنوب البلاد، وذلك بعد فشل أكثر من هجوم على نقاط للجيش النظامي في خربة غزالة وتل الخضر الإستراتيجي في الآونة الأخيرة، ما أدى لسقوط قتلى وجرحى بالعشرات من صفوف الجيش الحر نتيجة لما أبداه الجيش النظامي من استماتة في الدفاع عن هذه النقاط الحساسة.
الرد جاء سريعا من قبل الناشطين الإعلاميين في درعا حيث وقع قرابة 60 إعلاميا بينهم مراسلين لوكالات أنباء وغيرها على بيان يرفض قرار محكمة غرز، وينتقده بشدة، وجاء في نص البيان: إن لأعظم مراتب الجهاد هي كلمة حق عند سلطان جائر، ونحن جميعا كإعلاميين لسنا ضد محاسبة من يشهر ويشوه بسمعة غيره دون أدلة وبراهين، ويتساءل محرر البيان لماذا يتم التمييز بين القيادي والمواطن العادي؟
ويضيف: هذا لا يجوز شرعا فكل أبناء آدم سواسية ولا فرق بينهم إلا بالتقوى، وكذلك طرح البيان عدة تساؤلات منها سبب التشديد في تحريم التشهير بحق القيادات؟ هل هو نوع تقديس جديد؟
وشبه البيان هذا القرار بسياسة نظام الأسد القمعية في التشديد على كلام الناس وملاحقتهم على أقوالهم.
وقال أبو محمود الحوراني الناطق باسم تجمع أحرار حوران، ومن الموقعين على البيان الرافض لقرار محكمة غرز، بأن هكذا قرارات لن تثنيهم على توجيه النقد والقيام بدورهم الكامل كإعلاميين بالبحث عن الحقيقة التي لا ترضي جميع الإطراف، وشدد الحوراني بأن «هذا لا يعني أن نقوم بالتشهير بأي أحد مهما علا شأنه أو انخفض».
الجدير بالذكر أن قرار محكمة غرز يأتي بعد أيام من اجتماعات للحر في درعا، وتسريبات وصلت لصفحات التواصل الاجتماعي عن مساعي للحر لتشكيل محكمة شرعية موحدة في درعا، وبقوة تنفيذية من كافة فصائل الحر بدرعا، ما يعني إعطاءها الشرعية الكاملة والحق في التصرف في جميع القضايا المحالة إليها، ما يعني أنه شبه عزل لتنظيم جبهة النصرة ممثلا بمحكمة الكوبرا. وإن صحت التسريبات الأخيرة ستزول من ذاتها لعدم وجود توافق كبير حولها، فهل سيرجع قرار محكمة غرز مساعي تشكيل المحكمة الموحدة خطوات للوراء بعد النقد الكبير الذي طال القرار، أم أن محكمة غرز ستتراجع عن قرارها هذا وتمنع أي قرارات تكمم أفواه الناس وتعود بالأذهان إلى عهد النظام.. أسئلة باتت تشغل العديد من ناشطي درعا.
داوود أوغلو.. خليفة أردوغان المرجّح لرئاسة الحكومة
إسطنبول ــ باسم دباغ
بعد الانتصار الكبير الذي حققه رئيس الحكومة التركي، رجب طيب أردوغان، ووصوله إلى كرسي الرئاسة في قصر شناكلة من الجولة الأولى، تتوجه الأنظار إلى خليفة أردوغان في منصب رئاسة الوزراء.
ويتم تداول الكثير من السيناريوهات، لكن أبرزها تلك التي تقترح إحدى شخصيتين، إما وزير الخارجية الحالي، أحمد داوود أوغلو، أو وزير الاتصالات والمواصلات السابق، بينالي يلدرم، وإن كان يرجح أن يبقى الأخير الذراع الأيمن لأردوغان في قصر شناكلة في أنقرة.
ومن المرجح أن يعقد حزب “العدالة والتنمية” مؤتمراً استثنائياً قبل تنصيب أردوغان رئيساً للجمهورية، في 28 من أغسطس/ آب الجاري، لانتخاب الشخصية التي ستخلف أردوغان في منصب رئاسة الوزراء، ليقوم الرئيس بتكليفه تشكيل الحكومة في يوم أدائه اليمين الدستوري.
وثمة الكثير من الإشارات القوية التي أبداها أردوغان حول خليفته في رئاسة الوزراء، أهمها اللقاء الجماهيري الأخير الذي عقده، في التاسع من الشهر الحالي، في إطار حملته الانتخابية في مدينة قونيا، التي تعدّ مسقط رأس أحمد داوود أوغلو، إذ امتلأت الصفحات الأولى لكثير من الصحف التركية، في اليوم التالي للزيارة، متحدثة عن رمزية الختام بمدينة قونيا، ومشيرة إلى أن داوود أوغلو أصبح جاهزاً لتسلّم رئاسة الوزراء.
ومن أبرز النقاط التي تجعل أوغلو أكثر قرباً من رئاسة الوزراء، مواجهته مشكلة كبيرة تتمثّل في عدم قدرته على البقاء في المنصب ذاته لثلاث دورات، بحسب قوانين “العدالة والتنمية”، لكنه لا يزال يملك الحق بالترشح لعضوية البرلمان التركي لدورتين أخريين، إضافة للولاء الكبير الذي أبداه لأردوغان في اللحظات الحرجة، ما يشير إلى قدرته العالية على العمل مع رئيس الجمهورية المنتخب بتناغم عالٍ.
وأكثر من ذلك، فعلى الرغم من أن أداءه في منصب وزير الخارجية أثار الكثير من النقاشات والانتقادات، إلا أن دعمه لأردوغان لا يزال دعماً عقائدياً، إضافة لقدراته الخطابية العالية، إن أخذنا في الاعتبار أن على الحزب أن يجتاز بنجاح المعركة المقبلة في الانتخابات البرلمانية عام 2015.
ويؤكد الكثير من المحللين أن داوود أوغلو يمتلك القدرة على تحريك القواعد الحزبية، وخاصة أنه يُلقّب في الحزب باسم “الخوجا”، أي المعلّم، ما يجعله رجلاً قوياً قادراً على الحفاظ على وحدة الحزب وقيادة الحكومة بأفضل الطرق.
لكن رغم هذا، فلا يزال على داوود أوغلو القبول بمنصب لن تكون له الكلمة النهائية في أي من القضايا الهامة، بل وعليه أن يدير حملة الانتخابات البرلمانية تحت سيطرة أردوغان.
ليصبح كل من وزير شؤون الاتحاد الأوروبي، مولود جاوش أوغلو، ومستشار رئاسة الوزراء للسياسات الخارجية، إبراهيم كالن، ورئيس جهاز الاستخبارات الحالي، حاقان فيدان، مرشحين محتملين لمنصب وزير الخارجية في الحكومة الجديدة.
وبحسب مراقبين، يبدو أن إبراهيم كالن الأقرب لتولي المنصب بينما يستمر في خدمة أردوغان في الرئاسة، ليبقى فيدان في إدارة الاستخبارات العامة، في ظل التهديدات الخارجية من قبل “القاعدة”، والداخلية متمثلة في المعركة المستمرة ضد “الكيان الموازي”، في الوقت الذي يتوقع فيه أن يبقى وزير الداخلية الحالي، إفكان آلا، في منصبه مع باقي الوزراء الذين استلموا مناصبهم بعد التعديلات التي أجريت في خريف 2013.
لكن يبقى السؤال الأهم هو ما إذا كان نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية، علي بابا جان، ووزير الاقتصاد الحالي، محمد شيمشك، سيستمران في منصبيهما الحاليين، بعد الخلافات الشديدة بينهما وبين رئيس الوزراء على إدارة الملف الاقتصادي، والانتقادات الشديدة التي يواجهانها من قبل مستشار أردوغان للشؤون الاقتصادية، يغت بولوت، الذي تردد اسمه كثيراً كمرشح لاستلام حقيبة وزراية، على الرغم من أنه ليس عضواً في الحكومة.
“الجيش الحر” يحظر خروج الأغذية من سورية
عدنان عبد الرزاق
قررت تشكيلات الجيش الحر المسيطرة على معبر باب الهوى بين سورية وتركيا، ابتداء من اليوم الأحد، حظر خروج الأغذية من الأراضي السورية إلى تركيا، لتوفيرها للمناطق المحررة، ومنع عمليات التهريب عبر الحدود.
وقال مصدر رفيع في “أحرار الشمال” لمراسل العربي الجديد، إنه تم تعميم القرار على وسائل النقل وتم لصقه على الزجاج الأمامي للحافلات كي يراه جميع المهاجرين إلى تركيا.
وأضاف المصدر “يتحمل الثوار المسيطرون على المعبر المسؤولية كاملة في حال السماح أو التغاضي عن إخراج المواد الغذائية، وبشكل خاص حليب الأطفال والسكر والأرز والدخان والمعلبات”.
وأشار إلى أنه “سيعاقب بالسجن لمدة شهر كل من يساعد في إخراج المواد الغذائية من سورية لأنه يساهم في تشجيع التهريب وتجويع السوريين في المناطق المحررة”.
تشديد سوري
عايشت “العربي الجديد” رحلة الدخول والخروج عبر معبر باب الهوى، والتي تغيرت بالمطلق عما كانت عليه من ذي قبل، بحسب السوريين والأتراك.
وبات المسافر يحتاج لساعات، ليتنقل بين المعبر النظامي وحاجزين للجيش الحر، سيراً على الأقدام لمسافة لا تقل عن كيلومتر، ليصل إلى الموقف المخصص للسيارات السورية، بعد منع سيارات الأجرة والحافلات الكبيرة من الاقتراب من المعبر.
أبو عمر الحلبي من أحد الفصائل المسيطرة على معبر باب الهوى قال، “منعنا وصول السيارات، كائناً من كان صاحبها ومن فيها، واقترابها من المعبر، إضافة إلى تحسبنا الزائد من السيارات المفخخة، والتي انفجر عدد منها وأودى بحياة سوريين وأحياناً أتراك”.
وأضاف “أنشأنا موقفاً خاصاً لسيارات الأجرة والباصات التي تقل السوريين إلى المعبر، على بعد 3 كيلومترات من المعبر، وتخضع جميع الحافلات للتفتيش قبل وصولها إلى المعبر، والتأكد من هويات المسافرين وما يحملونه، كما منعنا وصول الدراجات النارية التي كانت سبباً في الاختراق ونقل المهربات والسوريين الذين لا يحملون إثباتاً لشخصياتهم.
وقال الحلبي لـ”العربي الجديد”، إنه “بناء على قرار إدارة المعبر يمنع نقل المواد الغذائية من الجانب السوري إلى التركي، عدا ما تحتاجه الأسر المهاجرة من مؤن وبعض المستلزمات، فنحن لا ندقق على نقل المفروشات والأثاث المنزلي، بل نتشدد على تهريب المواد الغذائية التي وجدها بعض ضعاف النفوس عملاً، نتيجة فارق الأسعار بين سورية وتركيا”.
ترحيب وشكاوى
وأثار قرار الجيش الحر ردود فعل متباينة بين السوريين، وقالت أم حسام من منطقة الباب، في ريف حلب، شمال سورية، “لماذا لا يسمحون لنا بنقل الغذاء، أنا وأسرتي المؤلفة من سبعة أشخاص، سنسافر إلى تركيا، وأسعار الغذاء هناك مرتفعة، ولا طاقة لنا على تحمل أعباء المعيشة”.
وأضافت لمراسل “العربي الجديد”، “سمحوا لنا بإدخال المؤونة، لكنهم صادروا الأرز والسكر والأدوية، وأعطونا ورقة لنأخذ المصادرات فيما لو رجعنا إلى سورية”.
لكن الحاج أحمد البدوي، من مدينة حلب، بارك خطوة الجيش الحر في عدم السماح بنقل المواد الغذائية إلى تركيا “لأن السوريين المحاصرين أولى بها”.
مافيا التهريب
ما أن تقترب من الحدود حتى تسمع أصواتاً خافتة من سائقي بعض السيارات والدراجات النارية، “تهريب، تهريب”، حيث نشط التهريب بين الجارتين سورية وتركيا بعد التشدد الذي فرضه الجانب التركي على المعابر، وعدم السماح لمن لا يحمل جواز سفر سوري بدخول الأراضي التركية، ما زاد من حالات الدخول الغير الشرعي، وتهريب الدخان وبعض المواد الغذائية عبر الجبال والقرى الحدودية، بحسب ما قال عبد يموشاك، من قرية إبراهيم باشا التركية.
وأكد يموشاك لـ”العربي الجديد”، إن التهريب أخذ شكل “العصابات المنظمة”، وارتفعت “أسعار التهريب”، بعد الملاحقة من الجيش التركي.
وأضاف، “يكثر دخول السوريين من القرى التركية ذات الأصول العربية، مثل “عشائر النعيم”، و”مغر شمس”، و”فوزي باشا”، و”إبراهيم باشا”، ومن معابر اليعربية، وباب السلام، حيث التشديدات هناك أقل، ومازال باب”الرشى” مفتوحاً، سواء لمن يسيطر على المعابر، أو من المهربين.
وأشار إلى أنه في العموم صارت حالات التهريب صعبة وتحتاج إلى وقت طويل، فبالإضافة إلى استغراقها نحو 15 ساعةً يقضيها المهرب من السوريين سيراً على الأقدام، باتت مكلفة، لأن مرحلة التهريب تقسم إلى قسمين، الأول صاحب الحافلة الذي يقل السوريين من الحدود إلى مناطق التهريب، ويتقاضى على الشخص الواحد 500 دولار أميركي، والمرحلة الثانية إدخال السوريين إلى الأراضي التركية، ويتقاضى 1000 دولار على الشخص الواحد.
فارق سعر العملة
يقول الاقتصادي أحمد فؤاد، من ريف إدلب المحرر، إن التهريب أصبح عملاً للكثيرين، ولعل في اختلاف الأسعار بين سورية وتركيا عامل إغراء لمن يبحث عن الربح والإثراء.
وأوضح أن سعر كيلو الأرز في ريف إدلب لا يزيد عن مئة ليرة سورية “أقل من دولار ونصف الدولار”، ومعظمه يأتي من المساعدات، في حين يباع في تركيا بنحو دولارين ونصف الدولار”، وكذلك الأمر بالنسبة للسكر والقهوة.
أما أسعار الأدوية وحليب الأطفال والمعلبات، فسعرها في تركيا ثلاثة أضعاف ما هو عليه في سورية، حسب فؤاد، وكذلك بالنسبة للبنزين الذي لا يزيد سعر اللتر عن 250 ليرة سورية (1.6 دولاراً) في حين يباع بـ 2.6 دولار في تركيا .
موظف في الحكومة السورية المؤقتة يختلس 100 ألف دولار
دمشق ــ العربي الجديد
في وقت تستعد فيه الحكومة السورية المؤقتة لتسليم مهامها لحكومة جديدة خلال الأيام المقبلة، كشفت مصادر لـ”العربي الجديد”، أن ممثل وزارة المالية في وزارة العدل بالحكومة المؤقتة اختلس أكثر من مائة ألف دولار أميركي قبل أول أيام عيد الفطر، مؤكدة أنه موجود الآن في قرى تابعة لمدينة مرسين التركية.
وأفاد مصدر مطلع اشترط عدم ذكر اسمه لـ”العربي الجديد”، أن “ممثل المالية في وزارة العدل عفيف. ح. ع. اختلس أكثر من مائة ألف دولار أميركي، ولم يتم اكتشاف الأمر إلا بعد ادعائه أنه موجود في مدينة القامشلي، ولا يستطيع العودة إلى مدينة غازي عينتاب، مقر الحكومة المؤقتة، بسبب الاشتباكات الدائرة هناك.
وأكد المصدر، بناء على معلومات استخباراتية “أن عفيف ما زال موجوداً في تركيا الآن، في قرى تابعة لمدينة مرسين جنوب غربي البلاد”.
وأوضح المصدر نفسه، أن المحاسب عفيف تم تعيينه بناءً على تزكية من قبل عضو بالائتلاف الوطني المعارض، مشيراً إلى أن عفيف ينحدر من مدينة القاملشي، وهو سوري كردي تم تعيينه قبل نحو شهرين.
كما أكد مصدر رفيع في الحكومة المؤقتة المعلومات التي حصل عليها “العربي الجديد”، وذكر أن عفيف هرب فجأة عند صرف رواتب شهر أغسطس/آب الحالي، بعد استلامه الرواتب من قبل وزارة المالية، مبيّناً أن هذه الأموال تعود لموظفي الحكومة المؤقتة.
وأضاف المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه، لـ”العربي الجديد” أن “المحاسب عفيف استغل إقالة الحكومة المؤقتة قبل نحو أسبوعين من قبل الائتلاف الوطني المعارض”، مشيراً إلى أن “الحكومة السورية المؤقتة أبلغت السلطات التركية بالحادثة، وأن الأخيرة تعمل للإمساك به، وعندما تتمكن من ذلك، ستتم إحالته إلى القضاء فوراً”.
وعلى الرغم من الاتهامات والمزاعم التي يتعرض لها “الائتلاف الوطني” والحكومة المؤقتة من فساد ومحسوبيات وارتهانات للخارج، إلا أن هذه الفضيحة تُعتبر الأولى من نوعها والأكثر تأثيراً نظراً لتوقيتها.
يُذكر أن الائتلاف المعارض أقال قبل أسبوعين الحكومة المؤقتة لخلق أرضية جديدة للعمل، أساسها انتقال الحكومة إلى الداخل، وتوظيف الكفاءات السورية الثورية، فاتحاً باب الترشح لتعيين رئيس جديد خلال مدة أقصاها أسبوعان، على أن تقوم الهيئة العامة بتشكيل الحكومة الجديدة خلال ثلاثين يوماً من تاريخه.
ويُشار إلى أنه لم يتم إصدار أي بيان أو توضيح حيال ما جرى من قبل الحكومة السورية المؤقتة حتى كتابة هذا التقرير.
مواجهات بين المعارضة والقوات الحكومية في ريف إدلب
نظام الأسد يقصف “مهد الثورة” بصواريخ أرض أرض
وكالات
بيروت: قصف جيش النظام السوري عدة مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في ريف درعا بصواريخ أرض أرض، كما أكد ناشطون سوريون صباح اليوم الاثنين. وقال “تجمع أنصار الثورة” إن عدة صواريخ سقطت على بلدات في الريف الغربي من درعا.
وأشارت “الهيئة العامة للثورة السورية” إلى أن الجيش قصف بلدة عتمان بدرعا، بالتزامن مع اندلاع مواجهات بين المعارضة والقوات الحكومية. وفي ريف إدلب بشمال البلاد، كشفت “شبكة سوريا مباشر” المعارضة عن تعرض أحد مقرات للجيش الحر في بلدة كفر عبيد لهجوم بسيارة مفخخة.
وقال ناشطون إن الطيران المروحي ألقى براميل متفجرة على بلدة خطاب في محافظة حماة، في حين قصف الجيش الحر مقرات القوات الحكومية ببلدة سحلب.
يأتي ذلك فيما قتل 12 شخصًا على الاقل بينهم خمسة اطفال، وجرح 23 شخصًا بينهم رضيع انقذ من رحم والدته التي اصيبت كذلك، في غارات جوية للطيران السوري الاحد على مدينة الرقة (شمال)، معقل تنظيم “الدولة الاسلامية”، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد “استشهد 12 شخصًا بينهم خمسة اطفال في قصف للطيران الحربي على مناطق في مدينة الرقة التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية، بينهم خمسة اطفال ومدرس ومواطنة”، موضحًا أن القتلى مدنيون.
وبحسب المرصد، جرح في القصف الذي استهدف حيي المشلب والبدو، 23 شخصاً، بينهم جنين انقذ من رحم والدته. واظهر شريط عرضه “مركز الرقة الاعلامي” على صفحته على موقع “فيسبوك”، طفلاً حديث الولادة ممددًا على سرير في مستشفى، ويحاول شخص لا يظهر وجهه في التسجيل، انعاشه مستخدمًا قناع الاوكسيجين.
ويقول المصور إن “والدة هذا الطفل اصيبت في بيت الرحم، ما ادى الى استخراجه، وهو مصاب بشظية في رأسه، ويحاول الاطباء الآن انعاشه”. وبدت على مقربة من الطفل الصغير، قطع من القطن مضرجة بالدماء.
واضاف الطبيب “والدة الطفل الآن في العمليات” قبل أن يعرض المصور لقطات عن قرب لرأس الطفل، تظهر جرحًا عميقًا تسيل منه الدماء، ثم يعيد الطبيب تغطيته بالضمادات.
كما عرض المركز صوراً لآثار القصف اظهرت ركاماً في الشارع وشاحنة صغيرة بيضاء اللون من نوع “بيك اب” مدمرة بشكل كامل، وقيام مسعفين بعملية “جمع الاشلاء المتناثرة في الشارع جراء قصف الطيران”.
وتعد مدينة الرقة ابرز معاقل تنظيم “الدولة الاسلامية” في سوريا، ويفرض فيها قوانينه المتشددة واعتقال ناشطين وتنفيذ اعدامات ميدانية في الشوارع. كما يسيطر التنظيم على معظم محافظة الرقة، باستثناء مطار الطبقة العسكري الذي لا يزال تحت سيطرة قوات نظام الرئيس بشار الاسد.
ونادرًا ما كان النظام يستهدف مواقع او مناطق واقعة تحت سيطرة “الدولة الاسلامية”، بل كانت غاراته مركزة على مناطق سيطرة مقاتلي المعارضة السورية. الا ان الطيران السوري كثف استهداف مناطق التنظيم منذ اعلان الاخير اقامة “الخلافة الاسلامية” في مناطق سيطرته في سوريا والعراق نهاية حزيران/يونيو.
وقد وسع التنظيم في الاسابيع الماضية نفوذه في سوريا، وبات يسيطر بشكل شبه كامل على الرقة ومحافظة دير الزور (شرق) الحدوية مع العراق والغنية بالنفط.
وافاد المرصد الاحد أن التنظيم سيطر تباعاً منذ ليل السبت الاحد “على بلدات أبو حمام والكشكية وغرانيج والتي يقطنها مواطنون من أبناء عشيرة الشعيطات في الريف الشرقي لدير الزور، عقب اشتباكات استمرت اياما”.
واورد حساب “ولاية الخير” (دير الزور) التابع للتنظيم على موقع تويتر”، “الدولة الاسلامية تحكم سيطرتها على قرى الشعيطات بو حمام والكشكية وغرانيج، والقتلى منهم بالعشرات و(تجري) ملاحقة الفارين”.
واندلعت منذ نحو اسبوعين معارك بين التنظيم وعشيرة الشعيطات السنية، ادت الى مقتل العشرات وتهجير اكثر من خمسة آلاف شخص، بحسب المرصد. وبدأت المعارك بعد قيام “الدولة الاسلامية” بخطف ثلاثة من ابناء الشعيطات، منتهكة بذلك اتفاق مبايعة العشيرة للتنظيم، والذي نص على تسليم الأسلحة للتنظيم والتبرؤ من قتالهم مقابل عدم التعرض لأبناء العشيرة، بحسب المرصد.
وادى توسع نفوذ الجهاديين لا سيما “الدولة الاسلامية”، الى زيادة تشعب النزاع السوري الذي بدأ كاحتجاجات مناهضة للنظام منتصف آذار/مارس 2011، وتحول تدريجًا الى نزاع دام اودى باكثر من 170 الف شخص.
ويخوض الجهاديون معارك مع مقاتلين معارضين منذ كانون الثاني (يناير)، كما يشتبكون في شمال شرق البلاد مع مسلحين اكراد انتقل المئات منهم الى العراق لمساندة اقرانهم في قتال التنظيم الجهادي.
وفي مدينة الحسكة، افاد المرصد عن “مقتل ستة مقاتلين من وحدات حماية الشعب الكردي اثر استهداف مسلحين من حي غويران في جنوب شرق المدينة، لعربة كانت تقلهم اثناء مرورهم في المنطقة”، مشيرًا الى اسر مقاتل مصاب وفقدان اثنين لم يعرف مصيرهما. ولم يحدد المرصد مصدر النيران.
واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان الحي “ذو غالبية عربية، ويتواجد فيه عناصر من قوات الدفاع الوطني (الموالية للنظام)، وحاضنة شعبية مؤيدة لتنظيم الدولة الاسلامية”، مشيرًا الى أن توترًا يسود في الحي “منذ اول من امس، اثر مقتل شخص في اطلاق نار على سيارة، واتهام سكان الحي المقاتلين الاكراد باستهدافها”.
وانسحبت القوات النظامية السورية من غالبية المناطق الكردية في صيف العام 2012 مع الابقاء على عناصر من الدفاع الوطني، في خطوة اعتبرت تحفيزًا للاكراد على عدم الوقوف الى جانب معارضي النظام.
أردوغان يعلن مرحلة جديدة بتركيا ويتعهد بالمصالحة
قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مساء الأحد بعيد إعلانه فائزا في أول انتخابات رئاسية بالاقتراع الشعبي المباشر إن تركيا ستدخل مرحلة جديدة, وتعهد بالمصالحة الداخلية وبمنع الالتفاف على الديمقراطية.
وقال أردوغان في كلمة ألقاها من شرفة مقر حزب العدالة والتنمية الحاكم في أنقرة أمام نحو 200 ألف من أنصاره إن تركيا بدأت مرحلة جديدة, وهي المرحلة التي يطلق عليها حزبه “تركيا الرائدة”.
وأضاف أنه لا مكان للقوى غير الديمقراطية المدعومة من الخارج, التي قال إنها كانت تحدد من يحكم تركيا. كما تعهد بإرساء السلام في تركيا -في إشارة إلى النزاع مع حزب العمال الكردستاني- وتجاوز الخلافات الداخلية, وبأن تلعب بلاده في هذه المرحلة الجديدة دورا أكبر على الصعيد الخارجي.
وأضاف “أقول هذا من القلب، فلنبدأ فترة مصالحة اجتماعية جديدة اليوم, ولنترك المناقشات القديمة في تركيا القديمة”. يشار إلى أن نحو 53 مليون تركي دعوا إلى التصويت في هذه الانتخابات, وتوقعت مصادر أن نسبة المشاركة أقل من الانتخابات البلدية التي أجريت مؤخرا.
وجاء خطاب النصر الذي ألقاه أردوغان بعيد إعلان لجنة الانتخابات فوزه في أول انتخابات رئاسية مباشرة منذ الجولة الأولى على مرشح أحزاب المعارضة أكمل الدين إحسان أوغلو, ومرشح حزب الشعوب الديمقراطي (الكردي) صلاح الدين ديمرطاش, ليصبح الرئيس الثاني عشر في تاريخ الجمهورية التركية.
وقالت وسائل إعلام تركية إن أردوغان فاز بنحو 52% من الأصوات, يليه أكمل الدين إحسان أوغلو بنسبة تزيد بقليل عن 38% تقريبا, ومن المقرر أن تعلن اللجنة الانتخابية الاثنين النتائج الرسمية الأولية، على أن تعلن النتائج النهائية خلال أيام.
نصر لتركيا
وقال أردوغان في الخطاب الذي ألقاه من مقر حزب العدالة والتنمية بأنقرة إنه يسأل الله أن تكون أول انتخابات رئاسية في تركيا بواسطة الاقتراع المباشر وسيلة خير لتركيا وللدول الشقيقة والصديقة.
وأكد أن النصر الذي حققه هو نصر لكل الشعب التركي, ولشعوب في المنطقة، وذكر شعوب فلسطين وسوريا والعراق. وأكد أن هذه الانتخابات كانت انتصارا للديمقراطية وللإرادة الشعبية, وشكر الأتراك، الذين صوتوا له والذين صوتوا ضده.
وقال مراسل الجزيرة في أنقره عامر لافي إن أردوغان -الذي يقود تركيا منذ ما يزيد عن عشر سنوات حقق فيها نهضة اقتصادية كبيرة- اجتمع بعيد إعلان فوزه مع أعضاء اللجنة التنفيذية لحزب العدالة والتنمية لبحث الخطوات المطلوبة في المرحلة الجديدة.
ويتوقع أن يستلم أردوغان مهام منصبه الجديد في الثامن والعشرين من الشهر الحالي حيث ستنتهي ولاية سلفه عبد الله غُلْ. وتقول تقارير إن أردوغان يسعى إلى إرساء نظام رئاسي أو شبه رئاسي.
وكان أكمل الدين إحسان أوغلو قد هنأ في بيان مقتضب للصحفيين بإسطنبول أردوغان بنجاحه قائلا “أهنئ السيد رئيس الوزراء وأتمنى له النجاح، وأرجو أن تكون هذه النتيجة ذات فائدة للديمقراطية في تركيا”.
ويأتي فوز أردوغان بعد سلسلة من المشاكل في تركيا وصفتها المعارضة بفضائح الفساد ووصفها أردوغان بأنها “مؤامرة” دبرها حليفه السابق الداعية الإسلامي فتح الله غولن.
وحقق أردوغان رغم كل ذلك فوزا كاسحا في الانتخابات البلدية التي جرت في مارس/آذارالماضي وحافظ على شعبيته الكبيرة في بلد تمكن فيه من غل يد الجيش الذي قام بأربعة انقلابات عسكرية في نصف قرن.
سوريا المستقبل بين النظام والمعارضة
قال الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري برهان غليون إن الثورة السورية لم يكن لديها حلفاء وإنما أصدقاء، على عكس النظام الذي انخرطت إيران وحزب الله في دعمه ماليا وأمنيا وعسكريا، بينما وفرت روسيا غطاء سياسيا له في مجلس الأمن.
جاء ذلك ضمن حلقة 11/8/2014 من برنامح “الواقع العربي” الذي بحث مستقبل سوريا السياسي بين النظام والمعارضة في بلاد دفعت تكاليف باهظة في الحرب الدائرة منذ ثلاث سنوات أودت بحياة 170 ألف شخص حتى الآن، كما يقول ناشطون في المعارضة.
الرئيس السوري بشار الأسد وبعد ثلاثة أسابيع من أداء اليمين الدستورية لفترة رئاسية قادمة مدتها سبع سنوات أعاد بدوره تكليف رئيس الوزراء الحالي وائل الحلقي بتشكيل حكومة جديدة.
ورأى غليون أن النظام السوري يعلم أنه أمام نفق مسدود وعلى العكس مما يروج النظام فإنه ليس لديه أي خيارات، وإن تكليف الحلقي يصب في هذا الاتجاه، حسب قوله.
وأضاف أن النظام “كان ربما” قبل شهرين في وضع أفضل بسبب “أزمة هيئة الأركان” التي مر بها الجيش السوري الحر وضغط مجموعات مسلحة ومنها تنظيم الدولة الإسلامية.
“أخذ برهان غليون على الجيش الحر عدم توصله إلى توحيد صفه حتى يكون بإمكانه مواجهة جيش منظم، كما أخذ على المعارضة عدم اشتغالها على استقطاب الرأي العام السوري”
استعادة المبادرة
غير أن الجيش الحر استعاد المبادرة -كما يضيف غليون- في أكثر من جبهة وطبق تكتيكات غيرت وجه المعركة، حيث يتعرض النظام لضغط في الجبهة الجنوبية ومطاري دمشق وحماة والغوطة وحلب وغيرها، بينما يواصل النظام قصف المدن بالطائرات.
ورفض غليون أن تختزل المعارضة السورية بممثليها في الخارج الذين يقول إنهم أعطوا مهمة تمثيلية تشبه وزارة التعاون الدولي، معتبرا أن المعارضة هي الشعب الذي ضحى وهو الذي أوصل النظام إلى حال مهشمة تشبه “المحكوم بالإعدام مع وقف التنفيذ”.
وعزا تأخر الثورة السورية في حسم المعركة إلى لجوء الأسد إلى الخيار العسكري منذ البداية وحاجة المعارضة إلى السلاح.
وأخذ غليون على الجيش الحر عدم توصله إلى توحيد صفه حتى يكون بإمكانه مواجهة جيش منظم، كما أخذ على المعارضة عدم اشتغالها على استقطاب الرأي العام السوري.
215 ألف معتقل منذ بدء الثورة في سوريا
العربية نت
أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريراً عن سياسة الاعتقال التي ينتهجها النظام السوري، وقال التقرير إن الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري والميليشيات الموالية له ما زالت تقوم بعمليات الخطف والاعتقال المستمر إلى جانب عمليات القتل اليومي.
وتقدر الشبكة السورية لحقوق الإنسان، بحسب طريقة التوثيق التقديري، إجمالي أعداد المعتقلين منذ بدء الثورة السورية بـما لا يقل عن 215 ألف شخص, تمتلك الشبكة السورية لحقوق الإنسان قوائم بأكثر من 76 ألفاً منهم، وذلك بسبب الصعوبة الشديدة في الحصول على أسماء أو تفاصيل عن المعتقلين، إضافة إلى ذلك فقد وثّقت مقتل ما لا يقل عن 5047 شخصاً، بسبب التعذيب داخل مراكز الاحتجاز حتى نهاية شهر يوليو 2014.
وتركزت ممارسات الاعتقال لدى الأجهزة الأمنية في عام 2014 في ثلاثة مستويات رئيسية، وهي :
التجنيد الإجباري
آثر استخدام النظام السوري مؤسسة الجيش لمواجهة وقتل الشعب، فقد سجّل انشقاق أعداد كبيرة من المجندين والضباط عن الجيش الرسمي، إضافة إلى عزوف الشباب السوريين عن التطوع في الجيش خاصة من المناطق الحاضنة للحراك الثوري, بسبب تورطه في انتهاكات واسعة كوّنت صورة عنه بين فئات واسعة من السوريين كمؤسسة تابعة لشخص الحاكم، عدا عن عدد القتلى الكبير نتيجة القتال مع قوات المعارضة المسلحة، هذا ما أدى إلى تقلص عدد الجيش الرسمي إلى أقل من ربع عدده قبل الثورة السورية، وبسبب سياسات النظام الطائفية وارتكاب ما لا يقل عن 47 حادثة تطهير إثني بحسب تقرير سابق للشبكة السورية لحقوق الإنسان, فقد تضاءل التنوع الوطني داخل الجيش لحساب تزايد نسبة المجندين والضباط، الذين تعود أصولهم إلى الساحل السوري أو إلى “الطائفة العلوية”.
وتقدر أعداد المجندين حالياً في الجيش الرسمي بقرابة 70 ألف مجند، فيما كان العدد الفعلي يتجاوز الـ320 ألفاً قبل بداية الثورة في سوريا، وهذا ما دفع النظام السوري للاعتماد بشكل كبير على الميليشيات الشيعية (العراقية، واللبنانية, والإيرانية, والأفغانية)، كما بينت ذلك الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقرير موسع حول الميليشيات الشيعية في سوريا.
هذا دفع النظام السوري إلى توجيه أوامر صارمة للأجهزة الأمنية بمختلف اختصاصاتها من أجل اعتقال كل من هو في سن الخدمة العسكرية، وبعد ذلك زجهم بهم في الجيش، وهذه الإجراءات شملت المناطق الموالية للنظام والمناطق المعارضة له والخاضعة لسيطرته على حد سواء، وحتى لو كان الشاب المعتقل يمتلك أدلة من الحكومة السورية تسمح له بتأجيل الخدمة العسكرية.
فقد وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان قيام الأجهزة الأمنية باعتقال ما لا يقل عن 5430 مواطناً وإجبارهم على القتال في صفوف الجيش التابع للنظام السوري، وذلك منذ بداية العام وحتى نهاية شهر يوليو 2014، أي إن معدل الاعتقال الأسبوعي يصل إلى 168 مواطناً وذلك كمعدل وسطي.
إعادة اعتقال أشخاص خرجوا بتسوية
أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريراً خاصاً تحدث عن خلفيات هذا الموضوع في التسوية التي حصلت مع أحياء حمص القديمة، والتي يمكن تعميمها بشكل تقريبي على جميع المناطق التي قام النظام السوري بإجراء تسويات معها، حيث لا تخلو تلك التسويات من عمليات غدر من قبل النظام السوري أدت إلى إعادة اعتقال ما لا يقل عن 1860 شخصاً منذ بداية عام 2014 وحتى نهاية شهر يوليو من العام، وتركزت بشكل رئيسي في محافظتي حمص وريف دمشق.
نشطاء العمل الإغاثي
شملت الاعتقالات التي تقوم بها الأجهزة الأمنية مختلف الاختصاصات والتيارات، ولكن الشبكة السورية لحقوق الإنسان لاحظت من خلال أرشيف المعتقلين لديها أن نصيب العاملين في المجال الإغاثي كان الأعظم، حيث تجاوزت أعداد المعتقلين العاملين في منظمات الرعاية الإنسانية والإغاثية الذين يتركز عملهم في مراكز إيواء النازحين ومناطق توزيع المساعدات الإنسانية، قرابة الـ270 شخصاً بينهم 30 امرأة.
معتقلو الرأي
على الرغم من قيام النظام السوري باعتقال أغلب معتقلي الرأي وما زال حتى اللحظة أغلبهم في السجون بحسب تقرير سابق للشبكة السورية لحقوق الإنسان يرصد أبرز المعتقلين الذين ما زالوا قيد الاحتجاز حتى اللحظة، فقد قامت الأجهزة الأمنية بخطف أو اعتقال من تبقى منهم، عبر عمليات استدراج عن طريق مخبرين ونصب كمائن لهم، واتبع النظام السوري هذه السياسة بشكل كثيف في عام 2014 حيث يهدف من وراء ذلك إلى عدم إثارة أي ضجة إعلامية أو حقوقية على خليفة الاعتقالات الواسعة، ويبدو أنه قد نجح إلى حد بعيد في ذلك، فقد وثقنا في سجلاتنا الخاصة بالمعتقلين ما لا يقل عن 47 حالة اعتقال لمعتقلي رأي منذ بداية عام 2014 وحتى نهاية شهر يوليو 2014.
داعش يستعيد السيطرة على قرى في دير الزور
دبي – قناة العربية
بعد معارك شرسة استمرت طوال الأسبوع الماضي قال ناشطون محليون إن تنظيم داعش سيطر على قرى وبلدات في دير الزور، كان قد خسرها بعد معارك مع عشيرة الشعيطات.. هذه المعارك أسفرت عن مقتل العشرات من الجانبين .
يعود تنظيم داعش ليفرض سيطرته على مناطق كان قد خسرها خلال الأسبوعين الماضيين في ريف دير الزور بعد معارك مع مسلحي العشائر المحلية.. التي تعتبر العصب الرئيسي في دير الزور .
المناطق التي استعادها داعش هي بلدة أبو حمام وبلدة غرانتيج وبلدة الكشكية.. حاصرها التنظيم لعشرة أيام قبل أن يتمكن من فرض سيطرته عليها بشكل تام .
ويقول ناشطون إن إعدامات ميدانية نفذت بحق عشرات من شبان عشيرة الشعيطات التي اشتبكت مع داعش في تلك المنطقة، وبالفعل بثّ التنظيم صوراً لعملية الإعدام لإثار الرعب بين السكان.
لكن الأنباء تضاربت حول هوية الشبان الذين أعدمهم داعش، فعادت بعض المصادر لتقول إنهم من حراس وعمال آبار النفط الموجودة في الريف الشرقي لدير الزور، وإن مقاتلي داعش اعتقلوهم أثناء سيطرة التنظيم على الآبار في الثالث من يونيو الماضي.
وريثما تتضح تفاصيل الروايتين يكون داعش قد أحكم سيطرته على معظم آبار النفط في دير الزور، وبعد الحظر الذي فرضه مجلس الأمن الدولي على استيراد النفط من الجماعات المتطرفة فإن ناشطين محليين يقولون إن النفط الذي سيستخرج من هذه المناطق سيكون تحت تصرف تجار السوق السوداء التابعين للنظام السوري.
عشرات القتلى بحلب.. وقصف على درعا
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قالت مصادر المعارضة السورية إن عشرات الأشخاص قتلوا في أحياء حلب التي تخضع لسيطرة المعارضة وريف المدينة جراء قصف شنته المروحيات السورية بـ”البراميل المتفجرة” يوم الاثنين، في وقت تعرضت بلدات في ريف درعا لقصف عنيف بالبراميل المتفجرة.
وقالت “شبكة سوريا مباشر” المعارضة إن 35 شخصا قتلوا في مدينة حلب وريفها بينهم 3 أطفال نتيجة قصف بالبراميل المتفجرة استهدف حي باب النيرب ومساكن هنانو وقاضي عسكر.
وأشارت “الهيئة العامة للثورة السورية” إلى أن بين هؤلاء القتلى 9 أشخاص بينهم أطفال ونساء قضوا جراء سقوط أربعة براميل متفجرة على حي باب النيرب في مدينة حلب.
في هذه الأثناء، كثف الطيران المروحي قصفه بالبراميل المتفجرة على مدينة نوى و برميلين متفجرين على الفرن الآلي في مدينة إنخل و آخر على بلدة بصر الحرير بريف درعا.
وقالت “الهيئة العامة للثورة السورية” إن القوات الحكومية “أعدمت 8 عناصر في مطار المدينة العسكري لمخالفتهم الأوامر العسكرية.”
وذكرت “شبكة سوريا مباشر” أن مقاتلي المعارضة المسلحة قصفوا مطار حماة العسكري بصواريخ من نوع غراد.
مصدر عسكري معارض: غالبية مقاتلي الميليشيات العراقية الموالية للنظام غادروا سورية
روما (11 آب/أغسطس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أكّد عسكري سوري منشق أن غالبية مقاتلي الميليشيات العراقية الشيعية قد غادرت البلاد إلى العراق بعد انفجار الوضع الأمني في الموصل، وأشار إلى أن تواجد العراقيين يقتصر الآن على مناطق بعض المقامات الدينية قرب دمشق.
وقال رجا أبو بكر، من الكتائب الثورية المسلحة في ريف دمشق الجنوبي لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “وفق رصدنا لمناطق انتشار الميليشيات العراقية في ريف دمشق القريب والبعيد فإن غالبية مقاتلي الميليشيات العراقية غادرت سورية بعد النداء الذي وجّهته لهم المرجعيات الدينية الشيعية هناك، ومن أهم هذه الميليشيات لواء أبو الفضل العباس حول دمشق ولواء ذو الفقار في القلمون بريف دمشق وميليشيات عصائب أهل الحق”، على حد وصفه.
وأضاف المصدر “نحو 90% من مقاتلي الميليشيات الشيعية العراقية غادروا سورية، وبقيت منهم قوات بسيطة في بعض المناطق التي تحوي مقامات دينية كمنطقة السيدة زينب المتاخمة للعاصمة دمشق، وغالبيتهم من المقيمين أساساً في سورية قبل الثورة” حسب تأكيده.
وأكّد على أن خسائر الأرواح بين منتسبي الميليشيات الشيعية الذين قدموا ليقاتلوا إلى جانب النظام السوري “كانت كبيرة مقارنة بعددهم”، وقال “الضحايا في صفوفهم كبيرة، غالبيتهم غير مدرب جيداً، وأحياناً غير مدربين نهائياً على خوض الحروب، وهذا سبب كبير في تكبدهم خسائر كبيرة فاقت بكثير خسائر ميليشيات حزب الله اللبناني المدربة أكثر منهم”، وفق توضيحه.
وأشار إلى أن النظام استعاض عن المقاتلين العراقيين بمقاتلين غالبيتهم من لجان الحماية الشعبية، وقال “تم الاستعاضة عن المقاتلين العراقيين بمقاتلين مرتزقة من وحدات الحماية الشعبية أو ما يعرفوا باسم الشبيحة، ولم يتم استبدالهم بعناصر حزب الله الشيعي اللبناني”، على حد تعبيره.
وقدّر عدد المقاتلين الشيعة الذين قدموا إلى سورية للقتال إلى جاني النظام بين عشرة آلاف إلة خمسة عشر ألفا، فيما قدّر عدد من بقي في ريف دمشق ببضع مئات
مصدر دبلوماسي: المبعوث للأممي لسورية لا يملك بديلاً عن إعلان جنيف لكنه سيسعى لتعديل قواعده
استانبول (11 آب/أغسطس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أكّد مصدر دبلوماسي أوروبي رفيع المستوى أن المبعوث الاممي الجديد إلى سورية، ستافان دي ميستورا لا يملك حتى الآن خطة بديلة عن تلك لسلفه الأخضر الإبراهيمي، وأشار إلى أنه سينطلق منها من جديد مع تغيير القواعد.
وقال المصدر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “وفقاً لمن التقى دي ميستورا، فإنه مقتنع بانتهاء مؤتمر جنيف2، ولا يملك خطة جذرية بديلة عنه، وهو يعتبر أن إعلان جنيف1 منطلق صالح للحل السياسي في سورية لكن قواعده يجب أن تتغير، وسيسعى لتغيير المنطلقات الأساسية له، وتوضيح الأفكار الضبابية التي تهيمن عليه”، وفق تعبيره.
وأوضح المصدر أن الدبلوماسي المخضرم السويدي ـ الإيطالي المبعوث السابق للأمم المتحدة إلى أفغانستان والعراق، “سيسعى لمواصلة ما توصلت له المنظمة الدولية، وسيبني على أساسه بعد التعديل، وهذه التعديلات ليست بالضرورة لصالح طرف محدد من أطراف النزاع في سورية، لكنها تعديلات لابد منها لجعل الإعلان قابلاً للتنفيذ”.
وأضاف “كذلك سيأخذ بعين الاعتبار تغيّر الظروف التي وّضع فيها إعلان جنيف، لكن المبادئ الأساسية له ستبقى ثابتة، وهي ضمان انتقال النظام السوري إلى نظام تعددي تداولي تشاركي، وسيسعى لأن يكون عمله محمياً بقرار مُلزم من الأمم المتحدة لكل الأطراف من أجل ضمان الوصول إلى نتائج للأزمة السورية، لكنّه غير متفائل بإمكانية ضمان ذلك، وإن لم يتم ذلك فالآمال بنجاح مهمته ضئيلة جداً”.
وأضاف “تسعى أوساط أوروبية مع بعض أطراف المعارضة السورية لبلورة منهج ورؤية لحل الأزمة استناداً إلى إعلان جنيف مع تعديلات تتضمن توضيح الغامض منه، قبيل بدء تحركاته المتوقعة في تشرين الأول/أكتوبر المقبل، ومن بين التجارب التي يدرسها الاتحاد الأوروبي تجربة الإدارة الذاتية شمال شرق سورية لمعرفة إن كانت صالحة للتعميم والبناء عليها أم لا”.
واستقال المبعوث الاممي السابق الإبراهيمي في نهاية أيار/مايو الماضي لشعوره بالإحباط بعد فشل الجهود الدولية في إنهاء الحرب الأهلية المستمرة في سورية منذ أكثر من ثلاث سنوات