أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين 14 أذار 2016

هجوم أميركي على الأسد مع بدء المفاوضات
باريس – رندة تقي الدين، الدمام – منيرة الهديب، لندن، جنيف، موسكو، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب –
مع انتهاء السنة الخامسة للأزمة السورية تنطلق اليوم في جنيف مفاوضات جديدة غير مباشرة بين ممثلي الحكومة والمعارضة في جنيف، وسط اتهامات أميركية وفرنسية للنظام السوري بـ «عرقلة» المفاوضات قبل بدئها، في وقت اتهمت موسكو أنقرة بـ «التمدد» شمال سورية. وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري في ختام محادثات في باريس أمس مع عدد من نظرائه الأوروبيين أن «الرئيس الأسد يغرد خارج السرب ويرسل وزير خارجيته (وليد المعلم) كي يتصرف كمخرّب ويسحب من على طاولة المفاوضات ما وافق عليه الرئيس بوتين والإيرانيون. وأضاف: إن الحكومة السورية وداعميها يخطئون إذا اعتقدوا أن بوسعهم الاستمرار في اختبار حدود هدنة هشة. كما اتهم القوات السورية بارتكاب معظم الانتهاكات لاتفاق وقف الأعمال القتالية، ودعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أن ينظر كيف يتصرف الرئيس بشار الأسد. وأكد كيري أن «داعش» خسر 3 آلاف كيلومتر مربع و٦٠٠ عنصر شرق سورية خلال الفترة الأخيرة.
وينتظر أن يبدأ المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا جولة المفاوضات بلقاء وفد الحكومة السورية برئاسة السفير بشار الجعفري في جنيف اليوم. وكان كيري استبق هذا اللقاء بتصريحات في باريس انتقد فيها سلوك النظام السوري عشية المفاوضات. وقال بعد لقاء مع نظرائه الفرنسي والألماني والبريطاني والإيطالي والأوروبي أمس: «إذا اعتقد النظام السوري وحلفاؤه أنهم قادرون على اختبار صبرنا أو التصرف بطريقة تطرح تساؤلات حول تعهداتهم – من دون أن يترك ذلك عواقب وخيمة على التقدم الذي حققناه – فانهم واهمون». وأضاف: «على كافة الأطراف احترام وقف الأعمال القتالية والتعاون في تسليم المساعدات الإنسانية واحترام عملية المفاوضات للتوصل إلى عملية سياسية انتقالية».
من جهته، قال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرو: «لضمان مصداقية المفاوضات يجب احترام الهدنة ونقل المساعدات الإنسانية من دون قيود أو عقبات»، مشيراً إلى أن مفاوضات جنيف ستكون «صعبة» لكنها ستتطرق إلى «عملية سياسية حقيقية» في سورية.
ورفض كيري وايرو تصريحات وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي قال السبت إن دمشق «لن تحاور أحداً يتحدث عن مقام الرئاسة، وبشار الأسد خط أحمر»، مؤكداً أن وفد بلاده لن يقبل «بأي محاولة لوضع هذا الأمر على جدول الأعمال». واعتبر كيري أن تصريحات المعلم «تحاول بوضوح عرقلة المفاوضات»، ووصفها ايرو بــ «الاستفزازية».
واتهم رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أنس العبدة في حديث إلى «الحياة» النظامين الروسي والسوري بــ «عدم الجدية» في الذهاب إلى مفاوضات، و«المماطلة» في الوصول إلى الحل السياسي. ووصف العبدة عملية التفاوض بـ «المعركة السياسية»، مشيراً إلى أن الأيام القليلة المقبلة ستكون «امتحاناً حقيقاً» للنظام لاكتشاف مدى جديته في الالتزام بمقررات «جنيف 1»، وقلّل من أهمية ما ستتوصل إليه هذه المحادثات، لافتاً إلى أن المعارضة السورية تمر بظروف صعبة سياسياً وعسكرياً وميدانياً.
وتختلف هذه الجولة من المفاوضات عن مبادرات سلام سابقة، إذ تترافق مع اتفاق لوقف الأعمال القتالية يستثني المتطرفين، وسبقتها خلال الفترة الماضية قافلات مساعدات وصلت إلى 250 ألف شخص في عشر مناطق محاصرة من أصل 18 في سورية.
وفيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن اتفاق وقف الأعمال القتالية انتُهك 29 مرة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية وأن الطائرة الحربية السورية من طراز «ميغ-21» التي تحطمت أمس السبت أسقطت باستخدام نظام دفاع جوي من النوع المحمول على الكتف، الأمر الذي نفاه فصيل معارض فوراً، أفادت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» بحصول 559 خرقاً وسقوط 105 قتلى خلال أسبوعين من تطبيق الهدنة.
وفي موسكو، قال وزير الخارجية سيرغي لافروف أن «تركيا ومع مطالبتها بعدم تعزيز مواقع الأكراد في سورية، تتذرع بسيادتها لخلق نوع من المناطق الأمنية في الأراضي السورية». وأضاف في مقابلة مع محطة التلفزيون «رين-تي في» أمس: «بحسب معلوماتنا فإن الأتراك يعززون مواقعهم على بعد مئات الأمتار من الحدود داخل سورية»، مضيفاً «إنه تمدد زاحف».
وأضاف إن الجيش الروسي مستعد لـ «التنسيق» مع نظيره الأميركي لتحرير الرقة معقل «داعش» شرق سورية.
إلى ذلك، أكدت «الفرقة-١٣» المدعومة من أميركا وتحصل على صواريخ «تاو» المضادة للدروع سيطرة «جبهة النصرة» على مواقعها في مناطق عدة في ريف إدلب شمال غربي سورية. وكتب فصيل «الفرقة 13» على حسابه في «تويتر» أمس: «داهمت جبهة النصرة (ذراع تنظيم «القاعدة» في سورية) جميع مقراتنا وسلبت السلاح والعتاد ونتمنى أن لا يستخدم هذا السلاح في البغي على فصيل آخر»، وأضاف بسخرية: «نبارك للجولاني هذا الفتح»، في إشارة إلى زعيم «جبهة النصرة» أبو محمد الجولاني.

دي ميستورا يرد على المعلم: الانتقال السياسي أساس المفاوضات
جنيف، موسكو – أ ف ب، رويترز
في رد مباشر على تصريحات وزير الخارجية السوري وليد المعلم، اعتبر مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا أن «الانتقال السياسي» في البلاد «أساساً لكل القضايا» التي ستتم مناقشتها خلال مفاوضات جنيف التي انطلقت رسميا اليوم (الإثنين)، موضحاً أنه «إذا لم يلمس رغبة في التفاوض سيحيل المسألة السورية إلى مجلس الأمن».
وكان المعلم قال أول من أمس إنه «لا يحق» للمبعوث الأممي التحدث عن انتخابات رئاسية في سورية.
وتساءل دي ميستورا في مؤتمر صحافي عقده في مقر الأمم المتحدة في جنيف اليوم «ما هي النقطة الأساسية؟ الانتقال السياسي هو النقطة الاساسية في كل القضايا» التي ستتم مناقشتها بين وفدي الحكومة والمعارضة السوريين، مشيراً إلى أن «جدول الأعمال وُضع».
وقال المبعوث الأممي: «نسعى إلى عقد ثلاث جولات من المحادثات ونأمل حينها في التوصل إلى خريطة طريق واضحة إن لم يكن اتفاقا، موضحاً أن المفاوضات ستشمل كل الأطراف ويجب منح كل السوريين فرصة لسماع أصواتهم».
وأوضح دي ميستورا لدى افتتاحه المحادثات أن سورية «تواجه لحظة الحقيقة» مضيفاً أنه لا توجد «خطة بديلة» سوى العودة إلى الحرب وطلب الاستماع إلى جميع الأطراف، لكنه قال إنه لن يتردد في طلب تدخل القوى الكبرى بقيادة الولايات المتحدة وروسيا إذا تعثرت المحادثات.
من جهته، قال رئيس وفد الحكومة السورية في محادثات جنيف بشار الجعفري للصحافيين اليوم (الإثنين) إن الحكومة قدمت وثيقة بعنوان «العناصر الأساسية لحل سياسي» إلى وسيط الأمم المتحدة في محادثات السلام ستيفان دي ميستورا.
وأضاف بعد الجلسة الافتتاحية للمحادثات أنه عقد اجتماعاً إيجابياً وبناء مع دي ميستورا.
من جهة ثانية، اعتبر الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن روسيا تعتقد أن من المهم ألا يضع أي جانب مشارك في المحادثات السورية «مُهلاً لا أساس لها».
وقال بيسكوف في مؤتمر هاتفي مع الصحافيين رداً على سؤال عن توقعات روسيا في شأن محادثات جنيف: «من دون شك من المهم الآن أن يكون هناك أوسع تمثيل ممكن وألا يخرج أي طرف المفاوضات عن مسارها».
وأضاف أن من المهم الآن أن «تمثل جميع القوى السياسية في سورية وجميع قطاعات المجتمع السوري ومنها بالطبع الأكراد ومن المهم ألا يضع أي مشارك في محادثات سوريا مهلا لا أساس لها».
وتابع بيسكوف: «نتفهم أن ذلك لن يكون سهلاً لكننا بالتأكيد نأمل في نهاية الأمر الأخذ في الاعتبار الخطوات الإيجابية التي شهدناها في الشؤون السورية منذ بداية وقف القتال وأن يقود ذلك بخطوات صغيرة إلى تحقيق نتائج إيجابية».

أميركا وحلفاؤها ينفذون 18 ضربة جوية ضد «داعش»
واشنطن – رويترز
قال الجيش الأميركي إن الولايات المتحدة وحلفاءها نفذوا 18 ضربة جوية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في العراق وسورية أمس (السبت).
وقالت قوة المهمات المشتركة في بيان اليوم، إن التحالف نفذ ست ضربات في سورية استهدفت أربع منها وحدات تكتيكية لـ «داعش» ودمرت وحدة مدفعية مضادة للطائرات وثلاث مركبات ومواقع قتالية وموقعاً لإطلاق قذائف «مورتر».
وفي العراق نفذت الطائرات 12 ضربة بالتنسيق مع الحكومة العراقية، وتم تدمير موقع لإطلاق الصواريخ ومخبأ للإمدادات ووحدة تكتيكية وجسر يستخدمه التنظيم.

وزراء خارجية أوروبا يدعون إلى موقف حازم حيال روسيا
بروكسيل – أ ف ب
دعا وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اليوم (الاثنين)، إلى اتخاذ موقف حازم تجاه روسيا للدفاع عن المصالح السياسية والامنية الاساسية رغم مساعي التوصل الى موقف مشترك مع موسكو حول قضايا عدة بينها النزاع في سورية.
وشارك الوزراء في اجتماع شهري منتظم في بروكسيل سيراجع للمرة الأولى منذ عام العلاقات التي توترت مع موسكو بسبب الأزمة الأوكرانية.
وقال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند: «يجب أن نكون واضحين حول طريقة إدارة علاقات الاتحاد الأوروبي مع روسيا في المستقبل».
وأضاف أثناء توجهه إلى الاجتماع أنه «يجب أن تكون لدينا علاقات مع روسيا، لكن لا نستطيع أن نتجاهل التحدي الذي تمثله تجاه قيمنا وأمننا، علينا أن نكون حازمين في الدفاع عن قضيتنا ومبادئنا».
من جهتها، أكدت وزيرة خارجية الاتحاد فيدريكا موغيرني التي كانت وزيرة لخارجية إيطاليا قبل أن تتولى منصبها في الاتحاد الأوروبي في العام 2014، واعتبرت مؤيدة لتوثيق العلاقات مع روسيا، أن الوقت حان لمراجعة تلك العلاقات.
وصرحت: «ما نناقشه اليوم هو وضع العلاقات مع روسيا، وتبني موقف موحد مشترك في شأن المبادئ التي تقود ذلك».
بدوره، قال وزير خارجية ليتوانيا ليناس لينكيفيكيوس، الذي كانت بلاده جمهورية سوفياتية سابقة ولا تزال تشكك في النوايا الروسية، إن الاتحاد الأوروبي «يحتاج بالتأكيد» إعادة النظر في العلاقات مع موسكو.
وأوضح أن ذلك يعني التعامل مع روسيا كما هي الآن وليس على أساس إمكان تجاهل بعض القضايا على حساب قضايا أخرى.
وفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات اقتصادية صارمة على روسيا بسبب ضمها شبه جزيرة القرم في آذار (مارس) 2014، ودعمها للتمرد في شرق أوكرانيا، ما أدى إلى توتر شديد في العلاقات يذكر بأيام الحرب الباردة.
وتزايدت الدعوات في الأشهر الأخيرة لدراسة إمكان عمل الاتحاد الأوروبي مع موسكو لحل المشاكل، وأهمها النزاع السوري الذي يتسبب في زعزعة استقرار المنطقة وأدى إلى أسوأ أزمة لاجئين تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وقال هاموند إن على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاتصال بحليفه الرئيس السوري بشار الأسد «للسيطرة عليه» حتى يفي بالتزامات روسيا للحفاظ على الهدنة الهشة في سورية.
وأضاف: «نتوقع من بوتين الذي دعم الأسد بكميات كبيرة من الأسلحة والالتزام السياسي، أن يكون قادراً على السيطرة عليه، وفي الوقت الحالي لا يبدو أنه يسيطر على الأسد».

لافروف: مستعدون للتعاون مع التحالف الأميركي في «معركة الرقة»
موسكو – رويترز
نقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله أن موسكو مستعدة للتنسيق مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في سورية لطرد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) من الرقة.
وقال لافروف خلال مقابلة مع تلفزيون «آر أي إن» نحن «مستعدون لتنسيق تحركاتنا مع الأميركيين لأن الرقة في الجزء الشرقي من سورية والتحالف الأميركي في الأساس… يعمل هناك». وتابع: «ربما ليس سراً إذا قلت أنه في مرحلة ما اقترح الأميركيون تقسيم العمل: أن يركز سلاح الجو الروسي على تحرير تدمر بينما يركز التحالف الأميركي بدعم روسي على تحرير الرقة».

اليوم الجولة الثانية من جنيف 3 وتصعيد متبادل بين دمشق والمعارضة
جنيف – موسى عاصي
في الحادية عشرة قبل ظهر اليوم، تنطلق الجولة الثانية من جنيف3 بلقاء للمبعوث الخاص للأمم المتحدة الى سوريا ستافان دو ميستورا والوفد الحكومي السوري برئاسة السفير بشار الجعفري في المقر الأوروبي للامم المتحدة. أما اللقاء الأول مع وفد المعارضة المنبثق من مؤتمر الرياض فحدد له موعد قبل ظهر غد الثلثاء.
كما هو مقرر، ستكون اللقاءات غير مباشرة في المرحلة الأولى، وسيحاول المبعوث الاممي خلال الايام العشرة المحددة لهذه الجولة جمع الطرفين في حوار مباشر، علماً ان هذه المهمة تبدو الآن مستحيلة مع التباعد الكبير في مواقفهما.
وبدت الاولويات مختلفة تماماً الى حد اعتقاد بعض الاوساط الديبلوماسية المطلعة على المسار الحواري أن هذه الجولة لن تدوم حتى نهايتها المقررة في 24 آذار الجاري، فقد رفعت الهيئة العليا للمعارضة شعاراً ردده كل من تحدث باسمها أمس في جنيف “الأولوية لهيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات بما فيها صلاحيات الرئيس وأن لا يكون لـ(الرئيس بشار) الاسد أي دور فيها”. وعلى هذا الكلام رد الجعفري في مؤتمر صحافي عقده بعد لقائه دو ميستورا في مقر اقامة الوفد السوري: “ان هذا الكلام استباق للحوار الذي لم يبدأ بعد، وهناك قراءة خاطئة من المرجعيات التي تتحكم بلقائنا هنا لأنه لم يأت في أي وثيقة من الوثائق التي تعتبر مرجعية بالنسبة الينا”. وقال: “اننا لا نزال في بداية الجولة الثانية ولم ندخل بعد في مرحلة الجوهر، ونحن الآن نبني قاعدة متينة من ناحية الشكل لتتحكم بالجوهر، واذا نجحنا في بناء جيد من ناحية الشكل سنصل الى بر الامان في مناقشة الامور الجوهرية”. وشدد على ان لقاء جنيف هو لقاء سوري – سوري ومن دون شروط مسبقة، “نتفق على ما نتوافق عليه وما عدا ذلك يعتبر خروجاً على ادبياتنا في جنيف”.
وبدا الطرفان في تصريحاتهما ان كلاً منهما يحاول رفع السقف بالمقارنة مع الموقف الاممي الذي عبر عنه دو ميستورا بشرحه الخطة الأممية للمحادثات وللحل السياسي، إذ صرح في مقابلة مع صحيفة سويسرية بأن المرحلة الانتقالية ستستمر 18 شهراً وتنطلق مع بدء الجولة اليوم، وانه خلال الأشهر الستة الأولى يجب أن “تكون لدينا سلطة جديدة ودستور جديد تجري على أساسه الانتخابات الرئاسية والنيابية بعد 18 شهراً اعتباراً من اليوم”.
ورفض الناطق باسم المعارضة سالم المسلط ان يتحدث عن أي تعارض بين مطلب تشكيل هيئة حكم انتقالية وخطة الامم المتحدة، وقال في مؤتمر صحافي: “اننا نستند الى وثيقة جنيف التي تحدثت عن هيئة انتقالية”، ورفض الحديث عن حكومة وحدة وطنية في ظل بقاء الاسد في الرئاسة.
وخرج الجعفري من اللقاء مع دو ميستورا متفائلاً بموقف الامم المتحدة، وقال: “نوهت في حديثي، وهو وافق على هذا الكلام، بضرورة ان يراعي الوسيط صفة النزاهة والموضوعية والحياد في مشاوراته، والقيام بدوره البناء في تقريب وجهات النظر وخلق اجواء من الثقة بين الوفود التي ستحضر الى جنيف”، مشيرا الى انه “حتى الأن لم نتفق بعد على أجندة المشاورات والتي سنناقشها في مرحلة لاحقة”.
وقال كبير مفاوضي الهيئة العليا للمفاوضات محمد علوش(الوكالات): “نعتبر ان المرحلة الانتقالية تبدأ برحيل بشار الأسد أو بموته”.
وصرح المندوب الروسي الدائم لدى المقر الأوروبي للأمم المتحدة بجنيف السفير أليكسي بورودافكين بأن موسكو ستساعد المعارضة السورية المعتدلة على توحيد صفوفها.

مواقف دولية
وعشية انطلاق محادثات جنيف، حذرت الولايات المتحدة وفرنسا ، دمشق وحلفاءها من استغلال اتفاق الهدنة لتحقيق أهدافهم، وطالبتا بمفاوضات تحظى بصدقية بين الحكومة والمعارضة. ورفضت الدولتان الداعمتان للمعارضة السورية “الخط الاحمر” الذي اعلنته دمشق السبت حيال مصير الاسد، نقطة الخلاف الجوهرية بين النظام والمعارضة التي تصر على رحيله.
أما وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، فشدد على “ضرورة” اشراك الاكراد في مفاوضات السلام لتحاشي خطر تقسيم الاراضي السورية. واتهم تركيا ب،”التمدد” خارج حدودها مع سوريا.

الوضع الميداني
ميدانياً، كشفت وزارة الدفاع الروسية أن إسقاط المقاتلة السورية التي كانت تقوم بجولة استطلاعية في محافظة حماه السبت تم باستخدام صواريخ محمولة على الكتف.
في غضون ذلك، أعلن مركز المصالحة في قاعدة حميميم الجوية الروسية بريف اللاذقية، أنه تم خلال الساعات الـ24 الأخيرة إجراء محادثات مع مخاتير ورؤساء بلديات خمس بلدات في ريفي درعا وحماه. وأفادت وزارة الدفاع الروسية، في بيان نشرته في موقعها، أن “مركز المصالحة” مستمر في التشاور مع رؤساء الأحزاب والقوى المعارضة في سوريا في شأن المسائل الإشكالية لوقف النار وسبل حلها.
وتحدث المركز عن خرق الهدنة، خلال الساعات الـ 24 الأخيرة، 29 مرة، منها 18 في اللاذقية، وخمس في دمشق، واثنتان في إدلب، ومرة واحدة في حماه.
وأكد مقتل 10 أشخاص وإصابة نحو 30 آخرين نتيجة قصف مستمر من مسلحي “جبهة النصرة” استخدموا فيها المدفعية وقذائف الهاون على مناطق في ريفي دمشق وإدلب.
كما قصفت مجموعات مسلحة، لم يتم التعرف عليها، بقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة مواقع القوات الحكومية في ريف اللاذقية، فيما قصف ما يسمى بـ”أحرار الشام” بلدتين في الغوطة الشرقية بريف دمشق.
وفي حلب، تعرضت “وحدات حماية الشعب” الكردية في الشيخ مقصود مرتين لقصف مدفعي.
وقالت وزارة الدفاع الروسية أن القوات الجوية الفضائية الروسية وسلاح الجو السوري لم يقصفا المجموعات المسلحة التي أعلنت وقف الأعمال القتالية وأبلغت مركزي المصالحة الروسي والأميركي معطيات عن مكان وجودها.

واشنطن وباريس تعتبران تصريحات المعلّم معرقِلة لجنيف وموسكو تتحدّث عن تمركز قوات تركية داخل سوريا
المصدر: (و ص ف، رويترز، روسيا اليوم)
اعتبرت الولايات المتحدة وفرنسا أن تصريحات مسؤولي الحكومة السورية قبل جولة جديدة من محادثات السلام تمثل استفزازاً وأنه يتعين على روسيا وإيران أن تثبتا أن الحكومة السورية “تحترم” ما اتفق عليه. أما موسكو، فقالت إن دمشق تؤيد أي تنسيق يتم بمشاركة روسيا لثقتها بأنه لن ينتهك السيادة السورية.
تعليقاً على قول وزير الخارجية السوري وليد المعلم السبت ان الرئيس بشار الاسد “خط احمر” لن يجري التفاوض على مصيره في مفاوضات جنيف التي تنطلق جولة جديدة منها اليوم، صرح وزير الخارجية الفرنسي جان – مارك ايرولت في مؤتمر صحافي مع نظرائه من بريطانيا وألمانيا وايطاليا والولايات المتحدة ودول أخرى في الاتحاد الأوروبي “إنه استفزاز… ومؤشر سيئ ولا يتماشى مع روح الهدنة”.
وقال إنه “لضمان صدقية المفاوضات يجب احترام الهدنة ونقل المساعدات الانسانية من دون قيود أو عقبات”، مشيراً الى ان مفاوضات جنيف ستكون “صعبة” لكنها ستتطرق الى “عملية سياسية حقيقية” في سوريا. وأضاف: “علينا جميعا – الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي ودول المنطقة – ان نبذل كل ما في وسعنا لممارسة ضغوط لتكون عملية السلام صادقة وان يكون هناك تقدم حقيقي”.
الى ذلك، رأى وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن الحكومة السورية وداعميها يخطئون إذا ما اعتقدوا أن في وسعهم الاستمرار في اختبار حدود هدنة هشة. وقال متهماً القوات السورية بارتكاب معظم الانتهاكات لاتفاق وقف الأعمال العدائية إن على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن ينظر كيف يتصرف الرئيس السوري بشار الأسد. وأوضح ان “الرئيس الأسد يغرد خارج السرب ويرسل وزير خارجيته أمس كي يتصرف كمخرب ويسحب عن الطاولة ما وافق عليه الرئيس بوتين والإيرانيون”.
وأكد ان تصريحات المعلم “تحاول بوضوح عرقلة عملية المفاوضات… من الواضح انه كان يحاول ان يبعث برسالة رادعة للآخرين… لكن الحقيقة هي ان أقوى رعاة الاسد، روسيا وايران، تبنيا… مقاربة تقضي بوجوب وجود عملية انتقال سياسي واجراء انتخابات رئاسية في الوقت ذاته”.
وتطرّق كيري الى الوضع على الأرض، فقال ان تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) ” خسر في سوريا 3000 كيلومتر مربع و600 مقاتل في الاسابيع الثلاثة الاخيرة. والضغط سيتكثف”.

لافروف
وفي موسكو، صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مقابلة مع قناة “رين تي في” الروسية بأن دمشق تؤيد أي تنسيق يتم بمشاركة روسيا لثقتها بأنه لن ينتهك السيادة السورية.
وفي معرض التعليق على الخطوات التركية وخططها لتشييد “مدينة” كاملة للاجئين السوريين على الجانب السوري من الحدود، أكد مجدداً رفض موسكو التام لأي خطوات على الأراضي السورية بمعزل عن موافقة الحكومة السورية.
وأعاد إلى الأذهان في هذه المناسبة أن “روسيا هي البلد الوحيد الذي تعمل قواته الجوية الفضائية في السماء السورية بموجب دعوة رسمية من السلطات الشرعية في دمشق، فيما جميع الدول الأخرى بمن فيها الأعضاء في ائتلاف واشنطن ينشطون هناك بلا أي أساس شرعي وبمعزل عن أي قرار عن مجلس الأمن، أو دعوة مباشرة من الحكومة الشرعية في سوريا”.
ولاحظ أنه “بعدما رتبنا الاتصالات عبر واشنطن مع دول التحالف الذي تقوده بما يستثني الحوادث العرضية والمتعمدة في الأجواء السورية، وبعدما اتفقنا أخيراً على تنسيق المسائل المتعلقة بترسيخ الهدنة في سوريا وإرسال المساعدات الانسانية الى محتاجيها هناك، أعربت الحكومة السورية عن تبنيها هذه الصيغة من التعاون وأكدت أنه ما دام التنسيق يتم بمشاركة روسيا، فإن ذلك لا ينتقص من السيادة السورية”.
وعن الدور التركي، وما يشاع عن نشاطات أنقرة على الحدود الشمالية لسوريا، قال لافروف إن “الخطوات التركية تشبه الهجمة الزاحفة على سوريا، حيث كان الأتراك قد صرحوا علانية بأنهم لن يسمحوا باستقرار الأكراد الذين يقاتلون داعش في شمال سوريا، حتى لو كان الثمن النصر على داعش ، فالأمر الأهم بالنسبة إليهم منع اتحاد الأكراد على الأراضي السورية، وقت قد تبدو هذه القضية سورية لا تركية”. وخلص الى أنه “استناداً إلى ذلك حصراً، نرى ضرورة أن تشمل مفاوضات جنيف الأكراد، وذلك إذا ما كنا صادقين في تأكيداتنا لتمسكنا بسيادة سوريا ووحدة أراضيها. كيف يمكن التعويل على بقاء الأكراد في قوام الدولة السورية إذا ما “رُموا” إلى خارج المفاوضات؟ وعليه، وانطلاقاً من تمسكنا بهذا الموقف إلى جانب باقي الدول باستثناء تركيا، سنطالب بحزم بألا تنحني الأمم المتحدة أمام التحذيرات، وأن تدعو الأكراد منذ البداية الأولى للمفاوضات”.
ولفت الى ان “تركيا صارت تطالب بحق سيادي لها في استحداث مناطق عازلة في الأراضي السورية، وتشير المعلومات المتوافرة لدينا إلى أن الأتراك صاروا يتخندقون على مئات الأمتار في العمق السوري من الحدود”. وأعلن ان “روسيا مستعدة للتنسيق مع أميركا في سوريا في سبيل تحرير الرقة”.

المعلم
وكان المعلم حذر خلال مؤتمر صحافي السبت في دمشق من ان الاسد “خط أحمر”. وقال :”نحن لن نحاور أحداً يتحدث عن مقام الرئاسة وبشار الاسد خط احمر وهو ملك للشعب السوري، واذا استمروا في هذا النهج لا داعي لقدومهم إلى جنيف”.
وكشف ان وفد بلاده إلى جنيف “لن ينتظر أكثر من 24 ساعة” وصول المعارضة الى مبنى الامم المتحدة.
من جهة اخرى، أعرب وزير الخارجية السوري عن رفضه لتصريحات المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى سوريا ستافان دو ميستورا عن الانتخابات الرئاسية، مشدداً على ان “الانتخابات النيابية هي نص موجود في وثائق فيينا، أما الرئاسة فلا يحق له ولا لغيره كائناً من كان ان يتحدث عن انتخابات رئاسية… فهي حق حصري للشعب السوري”.

19 شاعراً وشاعرة في مهرجان الشعر السوري الأول في ألمانيا
هل يمكن الأدب أن يجمع ما فرّقته الحرب؟ هذا سؤال لطالما راود المشتغلين بالثقافة والفكر، ولا ينفك القائلون به يستشهدون بكل الثورات وما رافقها من نصوص وقصائد للشعراء والكتاب الذين عاصروها، وفي الثورة السورية كان نصيب الكلمة الحرّة السجن أو القتل أو التهجير.
ربما استطاع الشعراء السوريون الذين تم تهجيرهم أن يحققوا هذه المعادلة من خلال الكثير من الأنشطة، وها هم الشعراء السوريون الموجودون في ألمانيا يؤسسون لحالٍ أدبية شعرية من خلال إعلانهم انطلاق مهرجان القصيدة السورية الأول كخطوة للمّ شمل الفكرة والكلمة السوريتين، ووضعهما على الدرب الصحيح والسليم.
يقول الدكتور سعد الدين كليب: “تسعة عشر شاعراً وشاعرة في مهرجان القصيدة السورية اﻷول بألمانيا! تسعة عشر شاعراً وشاعرة أعرفهم شخصياً وثقافياً باستثناء اثنين أو ثلاثة منهم. قبل أشهر أو سنة ونيف كانوا هنا على امتداد اﻷرض السورية، من رأس العين إلى بصرى الشام، كانوا هنا بأحلامهم وأوجاعهم وأشعارهم”
الشعراء الذين أشار إليهم الدكتور كليب هم الشعراء الذين أعلنوا مهرجان القصيدة السورية الأول في ألمانيا، الذي سيقام في مدينة كولن في شهر آذار تزامنا مع ذكرى انطلاقة الثورة السورية اليتيمة. رافعين شعار “لأن القصيدة ممكنة فالحياة ممكنة”.
تفاصيل المهرجان هي الآتي: “لأنَّ القصيدةَ ممكنةٌ فالحياةُ ممكنة”: عشرون من شعراء سوريا يمثلون أجيالاً وتجاربَ شعرية مختلفة، ويقيمونَ في ألمانيا، يتبنّون المقولة الآنفة لتكون شعار “مهرجان القصيدة السورية الأول في ألمانيا” الذي سيقام في مدينة كولن/ كولونيا يومي 19 و20 آذار 2016، منتصرين بذلكَ للفكرة والمعنى في مواجهة آلة الحرب، ومؤكدين دور الكتابة في إيجاد علاقاتٍ صحيةٍ مع الشعوب خارج المظلوميات والصورة النمطية للجوء وعقد النقص تجاه الآخر.
المشاركون هم الشعراء: مها بكر، لينة عطفة، فدوى كيلاني، رشا حبال، يونس الحكيم، رائد وحش، خضر الآغا، مروان علي، عساف العساف، سرى علوش، وداد نبي، ريبر يوسف، عمار الجمعة، حسن شاحوت، حسن إبرهيم الحسن، إبرهيم الحسو، أحمد الشمام، عارف حمزة، فايز العباس، ومحمد المطرود.

سوريا: تصعيد عسكري في تدمر.. و14 انتهاكاً خلال يوم
كثفت قوات الجيش السوري عملياتها العسكرية في المناطق التي تسيطر عليها تنظيمات إسلامية مسلحة، وتركز التصعيد خلال الساعات الـ24 الماضية في منطقة تدمر (وسط) بشكل خاص، حيث شن الطيران السوري عشرات الغارات. وفي الوقت ذاته ذكرت وزارة الدفاع الروسية أنها سجلت 14 انتهاكاً لاتفاق وقف إطلاق النار خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.
وقال “المرصد السوري لحقوق الانسان”، إن “مناطق في تدمر ومحيطها تتعرض منذ ما بعد منتصف ليل أمس، وحتى الآن لقصف مكثف بما لا يقل عن 200 قذيفة واسطوانة متفجرة وقذيفة صاروخية”، كما نفذت طائرات حربية أكثر من 80 غارة على المنطقة.
والى جانب القصف تتواصل الاشتباكات بين قوات الجيش وتنظيم “الدولة الاسلامية”- “داعش” في محيط المدينة الأثرية، ما أسفر عن مقتل ستة إرهابيين.
ويسيطر تنظيم “داعش” على مدينة تدمر منذ أيار العام 2015، وعمد مذاك الى تدمير العديد من معالمها الأثرية وبينها قوس النصر الشهير ومعبدي شمين وبل.
وبحسب مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن، فإن عملية استعادة تدمر بدأت منذ أيام، حيث أقامت قوات الجيش تحصينات في المنطقة واستدعت تعزيزات ضخمة.
إلا أن العملية “تحتاج الى وقت، ولا يمكن لقوات النظام ان تتقدم بسرعة كونها منطقة مكشوفة ومن السهل على تنظيم الدولة الاسلامية نصب كمائن فيها”.
وأضاف عبد الرحمن: “بالتوافق مع روسيا، تركز قوات النظام قدراتها على الجبهات مع الجهاديين”.
وأوضح أنه “خلال الإسبوعين اللذين سبقا الهدنة، قصفت الطائرات الحربية (الروسية والسورية) مناطق سيطرة الفصائل المقاتلة بنحو ثلاثة آلاف غارة وبرميل متفجر”، مشيراً الى ان “هذا العدد تراجع الى نحو 325 منذ 27 شباط”.
وفي المقابل، بحسب قوله، “زادت بشكل كبير الغارات ضد الجهاديين”.
والمعروف أن اتفاق وقف الأعمال القتالية، الذي دخل حيز التنفيذ في 27 شباط، يستثني المواجهات مع تنظيم “داعش” و”جبهة النصرة” ومجموعات “إرهابية” أخرى.

صعوبة توثيق
وفي جبهة أخرى، تقاتل قوات الجيش في ريف اللاذقية الشمالي (غرب) عناصر “جبهة النصرة” (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا) وحلفائها بهدف استعادة الريف الشمالي، وبالتالي تمكين سيطرتها على كافة المحافظة الساحلية.
وتتركز المعارك حاليا في محيط منطقة تل كبانة المشرفة على مناطق واسعة من الريف الشمالي وعلى سهل الغاب في محافظة ادلب التي لا تبعد سوى سوى كيلومترات الى الشرق منها.
وبقيت محافظة اللاذقية الساحلية بمنأى عن النزاع الدامي الذي تشهده البلاد منذ منتصف آذار/مارس 2011، وتسبب بمقتل اكثر من 270 الف شخص. ويقتصر وجود الفصائل المقاتلة والاسلامية في ريفها الشمالي.
ويطرح استثناء “جبهة النصرة” صعوبات في توثيق الهدنة كونها تتواجد في محافظات عدة، وغالباً في تحالفات مع فصائل مقاتلة معظمها إسلامية.
ويقول عبد الرحمن: “من الصعب جداً تنفيذ الهدنة في مناطق تقاتل فيها جبهة النصرة الى جانب فصائل أخرى، اذ من الصعب معرفة الطرف الذي يحترم الهدنة. وستستخدم قوات النظام تواجد النصرة حجة لمواصلة القتال”.
وقرب دمشق، تقصف قوات الجيش منطقة مرج السلطان، حيث تعتبر “جبهة النصرة” القوة الاساسية فيها.
ولكن وكما في كافة النزاعات فإن المدنيين هم اكثر من يعانون.
وقال عبد الرحمن إن “النظام هدد بمحاصرة بلدة دير العصافير ومناطق اخرى قرب المرج، وحيث تتواجد نحو 2500 عائلة”.
وقال قائد جماعة “الفرقة 13 المعارضة المسلحة، أحمد السعود، اليوم الاثنين، إن “جبهة النصرة” استولت على أسلحة خفيفة وذخيرة من جماعته المدعومة من الغرب، شمال غربي سوريا، لكنها لم تتمكن من الاستيلاء على أي صواريخ مضادة للدبابات من طراز “تاو”.
وأضاف السعود: “النصرة لم تأخذ إلا أسلحة خفيفة وذخيرة. ومستودعاتنا كلها بخير ماعدا مستودع واحد أخذوه. الحمد لله التاو كله سليم والهاونات (المورتر) كلها سليمة”.
وكان “المرصد السوري” قد أشار، أمس الأحد، إلى أن “جبهة النصرة” استولت على قواعد وأسلحة من بينها صواريخ مضادة للدبابات أميركية الصنع من “الفرقة 13 ” التي تقاتل تحت لواء “الجيش السوري الحر”.
واتهمت الجبهة مقاتلي المعارضة بشن هجمات مباغتة على قواعدها في بلدة معرة النعمان، محافظة إدلب، شمال غربي سوريا، وقالت إن بعض مقاتليها احتجزوا.
وبعيداً عن مناطق الاسلاميين المتطرفين، لا يزال اتفاق الهدنة صامداً برغم خروقات محدودة.

خروقات
وبحسب حصيلة جمعتها وكالة “فرانس برس” بالاعتماد على تصريحات وزارة الدفاع الروسية، فقد تم انتهاك الهدنة 208 مرات.
وسجلت وزارة الدفاع الروسية، اليوم، خمسة انتهاكات في كل من اللاذقية ودرعا وانتهاكين في حلب وانتهاكا واحدا في كل من دمشق وحماه.
وذكرت الوزارة أنه تم التوصل لاتفاقات هدنة مع خمس مناطق في محافظة حماه، خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.
(أ ف ب، رويترز)

«جنيف 3» اليوم: شروط استباقية تهدد بتفجيره
تنطلق اليوم مفاوضات «جنيف 3»، وسط تناقض واضح بين السلطات السورية و «معارضة الرياض»، وهو أمر يهدد بتفجير المفاوضات، التي تترافق مع هدنة لا تزال صامدة صموداً كبيراً، وضغوط دولية كبيرة على كل الأطراف للوصول إلى حل.
واستبق وزير الخارجية السوري وليد المعلم انطلاق الوفد التفاوضي إلى جنيف بتوجيه رسالة واضحة إلى الجميع: الرئيس السوري بشار الأسد خط أحمر. وانتقد جدول أعمال جولة المفاوضات الذي وضعه المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، والذي يتضمن الحديث عن انتخابات برلمانية ورئاسية وتعديلات دستورية وغيرها، معتبرا أن ذلك «ليس من حقه»، وهو ما أثار انتقادات ضده من واشنطن وباريس (تفاصيل صفحة 10)
«الهيئة العليا للمفاوضات»، المنبثقة عن اجتماع المعارضة السورية في الرياض، لم تحد عن التصريحات السعودية، حيث قال كبير مفاوضي «الهيئة العليا للمفاوضات» القيادي في «جيش الإسلام» محمد علوش، في جنيف، «نعتبر أن المرحلة الانتقالية تبدأ برحيل بشار الأسد أو بموته»، معتبراً أن المرحلة الانتقالية «لا يمكن أن تبدأ بوجود هذا النظام، أو رأس هذا النظام في السلطة».
وقال المتحدث باسم «الهيئة العليا للمفاوضات» سالم المسلط، في جنيف، إن «المعارضة تتطلع لبدء المفاوضات لبحث تشكيل هيئة حكم انتقالية لها صلاحيات تنفيذية تشمل صلاحيات الرئيس، الذي لن يضطلع بأي دور في المرحلة الحالية أو في أي مرحلة مقبلة».
وقال دي ميستورا، في حديث نشرته صحيفة «لو تان» السويسرية أمس الأول، إن «أكراد سوريا فئة أساسية في البلاد، وبالتالي يجب إيجاد صيغة يمكن من خلالها أن يتمكنوا من التعبير عن رأيهم حول الدستور وإدارة البلاد».
وأكد أنه بالنسبة إلى الجولة الثانية من المفاوضات فقد وجه دعوات إلى المشاركين، موضحاً أنه قرر بنفسه أن يبدأ يوم 14 الحالي العد العكسي للأشهر الـ18 اللازمة لتنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية «وإلا فإن الخطر سيكمن في تأجيل هذا الاستحقاق باستمرار». وأضاف «خلال ستة أشهر سنحتاج إلى قيادة جديدة ودستور جديد»، موضحاً «يمكن صياغة دستور في 48 ساعة. ومن الممكن أيضا تشكيل حكومة انتقالية بسرعة».
وحول الانتخابات التشريعية التي دعا إليها الأسد في 13 نيسان المقبل، قال دي ميستورا «بالنسبة لي، الانتخابات الوحيدة المهمة هي تلك التي قررها مجلس الأمن الدولي. حتى لو جرت انتخابات غداً أو بعد غد، ستنظم أخرى هذه المرة بإشراف الأمم المتحدة».
وفي ختام اجتماع في باريس حول سوريا مع نظرائه الفرنسي والألماني والبريطاني والايطالي، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري «إذا اعتقد النظام وحلفاؤه أنهم قادرون على اختبار صبرنا، أو التصرف بطريقة تطرح تساؤلات حول تعهداتهم، من دون أن يترك ذلك عواقب وخيمة على التقدم الذي حققناه، فإنهم واهمون». وأضاف «على كل الأطراف احترام وقف الأعمال القتالية، والتعاون في تسليم المساعدات الإنسانية واحترام عملية المفاوضات للتوصل إلى عملية سياسية انتقالية».
وتابع كيري ان «أي انتهاك، وإن كان متفرقاً، لوقف الأعمال العدائية، يهدد العملية» السياسية. ودعا روسيا وإيران إلى استخدام نفوذهما على النظام السوري لاحترام الهدنة.
واعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت أنه «لضمان مصداقية المفاوضات يجب احترام الهدنة ونقل المساعدات الإنسانية من دون قيود أو عقبات»، مشيراً إلى أن مفاوضات جنيف ستكون «صعبة»، لكنها ستتطرق إلى «عملية سياسية حقيقية» في سوريا.
واعتبر كيري أن تصريحات المعلم «تحاول بوضوح عرقلة المفاوضات»، مضيفاً ان «الحقيقة أن رعاة الأسد، روسيا وإيران، تبنتا مقاربة تقضي بوجوب وجود عملية انتقال سياسي وإجراء انتخابات رئاسية في الوقت ذاته»، فيما قال آيرولت «شهدنا في الساعات الأخيرة استفزازات وزير الخارجية السوري، ما يعتبر إشارة سيئة لا تتوافق مع روحية وقف إطلاق النار».
إلى ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مقابلة مع قناة «رين تي في» الروسية، إن «تركيا، مع مطالبتها بعدم تعزيز مواقع الأكراد في سوريا، تتذرع بسيادتها لخلق نوع من المناطق الأمنية في الأراضي السورية». وأضاف «حسب معلوماتنا فإن الأتراك يعززون مواقعهم على بعد مئات الأمتار من الحدود داخل سوريا»، موضحاً «أنه تمدد زاحف».
وأشار لافروف إلى أن موسكو تشدد لدى الأمم المتحدة على ضرورة ضم الأكراد إلى مفاوضات جنيف. وقال «إذا أقصينا الأكراد عن المحادثات حول مستقبل سوريا، فكيف يمكن إذاً أن نتوقع أن يكونوا جزءاً من هذه الدولة؟».
وأعلن أن روسيا مستعدة للتنسيق مع الولايات المتحدة في سوريا من أجل استعادة السيطرة على مدينة الرقة. وقال «في مرحلة ما اقترح الأميركيون تقسيم العمل، بحيث يكون على سلاح الجو الروسي التركيز على تحرير تدمر فيما يركز التحالف الأميركي بدعم روسي على تحرير الرقة».
(«السفير»، «روسيا اليوم»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

دي ميستورا: إذا لم تنجح المفاوضات فسوريا ذاهبة إلى الأسوأ
بدأت، يوم الاثنين، جولة المفاوضات الأولى حول سوريا بلقاء بين وفد الحكومة الى جنيف والموفد الدولي ستيفان دي ميستورا، الذي اعلن أنه في حال فشل المحادثات، فـ”إن العودة للقتال هي الخطة الوحيدة البديلة عن المفاوضات”.
وعقد دي ميستورا اجتماعا مع الوفد الحكومي السوري برئاسة كبير مفاوضيه، ممثل دمشق لدى الامم المتحدة، بشار الجعفري. ومن المتوقع أن يجتمع المبعوث الدولي في وقت لاحق مع وفد “المعارضة” وكبير مفاوضيه محمد علوش.
وأوضح المفوض الخاص عقب الاجتماع، أنه تم طرح بعض الأفكار خلال محادثات السلام، مشيراً إلى أن الاجتماع الأول كان تحضيرياً، ومن المقرر أن يعقد اجتماع آخر مع وفد الحكومة، الأربعاء، يركز على القضايا الرئيسية.
ولدى سؤاله عن الهوة بين مفاوضي الحكومة و”المعارضة” في ما يتعلق بمسألة الانتقال السياسي في سوريا، أجاب بأن المفاوضات ومحادثات السلام دائما ما تبدأ بتصريحات قوية أو رنانة.
وكان دي ميستورا قال خلال مؤتمر صحافي في مقر الامم المتحدة قبل الاجتماع مع الوفد الحكومي: “إنها لحظة الحقيقة”، وأضاف متسائلاً: “ما هي النقطة الاساسية؟ الانتقال السياسي هو النقطة الاساسية في كل القضايا” التي تتم مناقشتها بين وفدي الحكومة و”المعارضة”.
وحذر المبعوث الدولي من ان البديل عن نجاح المفاوضات هو استمرار الحرب، قائلاً: “الخطة ب الوحيدة المتاحة هي العودة الى الحرب. وربما الى حرب أسوأ مما هي اليوم”.
وأعرب عن أمله بأن تكون هناك إرادة حقيقية للاستمرار بالمفاوضات، لأنه في حال فشلها يرجع الأمر عندئذ إلى مجلس الأمن.
وشكك المحللون في امكانية تحقيق تقدم سريع، فيما يبقى مصير الرئيس السوري بشار الأسد نقطة الخلاف المحورية بين الطرفين. إذ تتمسك “المعارضة” بأن لا دور للأسد في المرحلة الانتقالية، في حين تصر دمشق على ان الرئيس “خط احمر”.
وتستمر الجولة الحالية حتى 24 اذار، ثم تبدأ الجولة الثانية بعد توقف لمدة اسبوع او عشرة ايام، على ان تستمر لمدة “اسبوعين على الاقل”. فيما تُعقد جولة ثالثة من المفاوضات بعد توقف مماثل.
وفي هذا السياق، قال الجعفري بعد لقائه دي ميستورا، إن الحكومة قدمت وثيقة بعنوان “العناصر الأساسية لحل سياسي”، موضحاً أن الإجتماع كان إيجابيا وبناء.
ورفض الجعفري مطالب “المعارضة” التي أعلنتها الأحد، بالانتقال السريع إلى محادثات جادة بشأن انتقال سياسي عندما تبدأ المفاوضات.
وأوضح أنه “لا يوجد شئ اسمه مرحلة انتقالية، هذه المصطلحات يجب أن ننتبه لها كثيراً، هذا الكلام يأتي في حينه ولنا تعليقات بشأنه”، مضيفاً “وضع شروط مُسبقة يخالف الأسس التي أتينا على أساسها. اللقاء الذي يتم في جنيف برعاية الوسيط هو لقاء سوري-سوري بامتياز من دون تدخل خارجي ومن دون شروط مسبقة.”
من جهة ثانية، أوضح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، أنه لا يجب أن يضع أي جانب مشارك في محادثات سوريا “مُهَلاً لا أساس لها”.
وقال بيسكوف للصحافيين، رداً على سؤال عن توقعات روسيا بشأن محادثات جنيف: “بلا شك من المهم الآن أن يكون هناك أوسع تمثيل ممكن وألا يخرج أي طرف المفاوضات عن مسارها.”
وأضاف “من المهم الآن أن تمثل جميع القوى السياسية في سوريا وجميع قطاعات المجتمع السوري، ومنها بالطبع الأكراد، ومن المهم ألا يضع أي مشارك في محادثات سوريا مُهَلاً لا أساس لها”.
وتابع بيسكوف “نتفهم أن ذلك لن يكون سهلاً، لكننا بالتأكيد نأمل في نهاية الأمر الأخذ في الاعتبار الخطوات الإيجابية التي شهدناها في الشؤون السورية منذ بداية وقف القتال، وأن يقود ذلك بخطوات صغيرة إلى تحقيق نتائج إيجابية.”

(“روسيا اليوم، أ ف ب، رويترز)

عمليات قصف ومعارك بين قوات النظام السوري والجهاديين في محيط تدمر
بيروت- أ ف ب- كثفت قوات النظام السوري عملياتها العسكرية في المناطق التي تسيطر عليها تنظيمات جهادية، وتركز التصعيد خلال الساعات ال24 الماضية في منطقة تدمر بشكل خاص، حيث شن الطيران السوري عشرات الغارات.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان “تتعرض منذ ما بعد منتصف ليل امس وحتى الان مناطق في مدينة تدمر (وسط) ومحيطها لقصف مكثف بما لا يقل عن 200 قذيفة واسطوانة متفجرة وقذيفة صاروخية”، كما نفذت طائرات حربية اكثر من 80 غارة على المنطقة.
والى جانب القصف تتواصل الاشتباكات بين قوات النظام وتنظيم الدولة الاسلامية في محيط المدينة الاثرية، ما اسفر عن مقتل ستة جهاديين.
ويسيطر تنظيم الدولة الاسلامية على مدينة تدمر منذ ايار/ مايو 2015، وعمد مذاك الى تدمير العديد من معالمها الاثرية وبينها قوس النصر الشهير ومعبدي شمين وبل.
وبحسب مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن، فان عملية استعادة تدمر بدأت منذ ايام، حيث اقامت قوات النظام تحصينات في المنطقة واستدعت تعزيزات ضخمة.
الا ان العملية “تحتاج الى وقت، ولا يمكن لقوات النظام ان تتقدم بسرعة كونها منطقة مكشوفة ومن السهل على تنظيم الدولة الاسلامية نصب كمائن فيها”، حسب قوله.
والمعروف ان اتفاق وقف الاعمال القتالية، الذي دخل حيز التنفيذ في 27 شباط/ فبراير، يستثني المواجهات مع تنظيم الدولة الاسلامية وجبهة النصرة ومجموعات “ارهابية” اخرى.
واضاف عبد الرحمن “بالتوافق مع روسيا، تركز قوات النظام قدراتها على الجبهات مع الجهاديين”.
واوضح انه “خلال الاسبوعين اللذين سبقا الهدنة، قصفت الطائرات الحربية (الروسية والسورية) مناطق سيطرة الفصائل المقاتلة بحوالى ثلاثة آلاف غارة وبرميل متفجر”، مشيرا الى ان “هذا العدد تراجع الى حوالى 325 منذ 27 شباط/ فبراير”.
وفي المقابل، بحسب قوله، “زادت بشكل كبير الغارات ضد الجهاديين”.
-صعوبة توثيق
وفي جبهة اخرى، تقاتل قوات النظام في ريف اللاذقية الشمالي (غرب) جهاديي جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا) وحلفائها بهدف استعادة الريف الشمالي وبالتالي تمكين سيطرتها على كافة المحافظة الساحلية.
وتتركز المعارك حاليا في محيط منطقة تل كبانة المشرفة على مناطق واسعة من الريف الشمالي وعلى سهل الغاب في محافظة ادلب التي لا تبعد سوى سوى كيلومترات الى الشرق منها.
وبقيت محافظة اللاذقية الساحلية بمنأى عن النزاع الدامي الذي تشهده البلاد منذ منتصف آذار/ مارس 2011، وتسبب بمقتل اكثر من 270 الف شخص. ويقتصر وجود الفصائل المقاتلة والاسلامية في ريفها الشمالي.
ويطرح استثناء جبهة النصرة صعوبات في توثيق الهدنة كونها تتواجد في محافظات عدة، وغالبا في تحالفات مع فصائل مقاتلة معظمها اسلامية.
ويقول عبد الرحمن “من الصعب جدا تنفيذ الهدنة في مناطق تقاتل فيها جبهة النصرة إلى جانب فصائل اخرى، اذ من الصعب معرفة الطرف الذي يحترم الهدنة”.
وفي الوقت ذاته “ستستخدم قوات النظام تواجد النصرة حجة لمواصلة القتال”، على حد قوله.
وقرب دمشق، تقصف قوات النظام منطقة مرج السلطان حيث تعتبر جبهة النصرة القوة الاساسية فيها.
ولكن وكما في كافة النزاعات فان المدنيين هم اكثر من يعانون.
وقال عبد الرحمن ان “النظام هدد بمحاصرة بلدة دير العصافير ومناطق اخرى قرب المرج، وحيث تتواجد حوالى 2500 عائلة”.
وبعيدا عن مناطق الجهاديين، لا يزال اتفاق الهدنة صامدا برغم خروقات محدودة.
وبحسب حصيلة جمعتها وكالة فرانس برس بالاعتماد على تصريحات وزارة الدفاع الروسية، فقد تم انتهاك الهدنة 208 مرات.

مئات المهاجرين يقومون بمحاولة فاشلة لعبور الحدود من اليونان إلى مقدونيا
إيدوميني- د ب أ- غادر عدة مئات مخيم للاجئين في مدينة إيدوميني اليونانية وحاولوا عبور السور الحدودي بين اليونان ومقدونيا.
وشاهد مراسل لوكالة الأنباء الالمانية مجموعة اللاجئين ومعظمهم من السوريين والعراقيين والأفغان وهو يعبرون نهر “كرنا ريكا” قرب قرية كاميلو التي تقع على بعد أربعة كيلومترات من مدينة إيدوميني و500 متر من الحدود.
واجتازت المجموعة السور الحدودي الذي أقامته السلطات المقدونية في الشهور الأخيرة للسيطرة على تدفق اللاجئين.
ووصلت الشرطة اليونانية إلى المنطقة وأوضحوا للمهاجرين أن محاولتهم لن تكلل بالنجاح، حيث كان رجال الشرطة المقدونية ينتظرونهم على الجانب الآخر من الحدود وقاموا بإعادة جميع من عبروا إلى الجانب اليوناني مرة أخرى.

هاموند: على بوتين ضبط تصرفات الأسد
لندن- الأناضول- أعرب وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند، عن أمله في أن يقوم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بضبط حليفه السياسي والعسكري، بشار الأسد، مشيراً أنّه “لا يبدو مسيطراً عليه في الوقت الراهن”، وفقاً لتعبيره.
جاء ذلك، خلال مؤتمر صحفي عقده هاموند الاثنين، قبيل المشاركة في اجتماع المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، في العاصمة البلجيكية بروكسل، حيث أشار إلى وجود حاجة للجانب الروسي، فيما يخص حل الأزمة السورية، لافتاً في الوقت ذاته إلى وجوب التأكد من أداء الأطراف لواجباتها فيما يخص اتفاق “وقف الأعمال العدائية” المُعلن في سوريا.
وبخصوص علاقات الاتحاد الاوروبي مع روسيا، دعا هاموند، إلى اتخاذ موقف حازم تجاه موسكو، من أجل الدفاع عن المصالح السياسية والأمنية الأوروبية، وذلك رغم مساعي التوصل إلى موقف مشترك مع الروس حول قضايا عدة، بينها الأزمة السورية.
وفي هذا الصدد قال هاموند، “علينا أن نكون واضحين في طريقة إدارة علاقات الاتحاد الأوروبي مع روسيا، فمن الضروري إقامة علاقات مع موسكو، لكن علينا ألّا ننسى التحدي الذي تمثله روسيا تجاه قيم وأمن أوروبا”.
وفيما يخص المسألة الإيرانية، شدد هاموند، على وجوب اتباع الاتحاد الأوروبي، سياسة متّزنة تجاه طهران، قائلًا، “هناك تقدّم في علاقات إيران مع العالم الغربي، لكن علينا أن نتحلّى بالشفافية، حيال دعم إيران للمنظمات الإرهابية في منطقة الخليج العربي، واختباراتها للصواريخ البالستية، علينا أن نعلن عن مواقفنا بكل جرأة بخصوص هذه التصرفات”.
وتطرق هاموند إلى الأزمة الليبية، مبيناً أنّ الاتحاد الأوروبي، “ينوي إقامة علاقات تعاون مع ليبيا، بعد استقرار الحكومة، وبدئها بالعمل المنتظم في البلاد”.

الجعفري: وفد النظام السوري ناقش مع المبعوث الأممي الإعداد الجيد للمفاوضات
جنيف- الأناضول- قال رئيس وفد النظام السوري في محادثات جنيف، السفير بشار الجعفري الاثنين، إن الوفد ناقش مع المبعوث الأممي ستيفان دي مستورا، أهمية الإعداد الجيد، واستكمال الرؤية، من أجل إطار الحوار في المفاوضات.
وفي تصريح أدلى به الجعفري عقب لقائه دي مستورا، الاثنين في مقر الأمم المتحدة بجنيف، قال “أنهينا جلسة من المحادثات مع دي مستورا، كانت إيجابية وبناءة، ناقشنا فيها أهمية وضرورة الإعداد الجيد من ناحية الشكل، لما يسمح لنا بالانطلاق على أسس متينة وصلبة، باتجاه مرحلة مناقشة المضمون أو الجوهر”.
وأضاف “كان هناك تفهم مشترك بيننا لأهمية هذا الجانب، أي أهمية الإعداد الجيد، واستكمال الرؤية بشأن التفاهم والاتفاق على إطار الحوار من ناحية الشكل، لأنه في العمل الدبلوماسي، الحوار الشكلي يتحكم بنسبة عالية بالجزء الجوهري”.
ولفت إلى أن “البعد الشكلي هو الوفود التي حضرت، أو وجهت لها الدعوات، وهل تم تجنب الثغرات في الجولة الأولى، ومن هي قوائم الأسماء المشاركة، وهل تم التعامل مع كل الوفود على قدر من المساواة”، على حد تعبيره.
وكشف أنهم “قدموا لدى ميستورا أفكارا وآراءً بعنوان عناصر أساسية للحل السياسي، من شأنها أن تثري جهوده الدبلوماسية عندما سيلتقي الوفود، ولذلك سينتقلون لمرحلة الإعداد الجيد للجلسة الثانية بينهم، وهي جلسة ستكون الأربعاء المقبل”.
كما بيّن بالقول “نريد أن نتحاور كسوريين بقيادة سورية، دون تدخل خارجي، وأي خروج عن هذه الأدبيات، هناك حتما من يعمل على إفشال الجولة، كما حدث في الجولة السابقة”، على حد وصفه.
وتستضيف مدينة جنيف السويسرية، الإثنين جولة جديدة من المفاوضات، بين وفدي المعارضة والنظام السوريين، لإنهاء الصراع الذي تشهده البلاد منذ 5 سنوات.

الحكومة السورية تسلم الأمم المتحدة وثيقة حل سياسي
جنيف – رويترز – قال بشار الجعفري رئيس وفد الحكومة السورية في محادثات جنيف للصحفيين الاثنين إن الحكومة قدمت وثيقة بعنوان “العناصر الأساسية لحل سياسي” إلى ستافان دي ميستورا وسيط الأمم المتحدة في محادثات السلام.
وأضاف بعد الجلسة الافتتاحية للمحادثات أنه عقد اجتماعا إيجابيا وبناء مع دي ميستورا.
ومن جهته قال وسيط الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا عقب الاجتماع إنه تم طرح بعض الأفكار خلال محادثات السلام السورية التي بدأت الاثنين.
وقال دي ميستورا إن الاجتماع الأول كان تحضيريا وإنه سيتم عقد اجتماع آخر مع وفد الحكومة يوم الأربعاء يركز على القضايا الرئيسية.
ولدى سؤاله عن الهوة بين مفاوضي الحكومة والمعارضة فيما يتعلق بمسألة الانتقال السياسي في سوريا أجاب بأن المفاوضات ومحادثات السلام دائما ما تبدأ بتصريحات قوية أو رنانة.

واشنطن وموسكو تمسكان زمام الأمور في سوريا بعد خمس سنوات على الحرب
بيروت – أ ف ب – بعد خمس سنوات على نزاع دام، أمسكت واشنطن وموسكو بزمام الأمور في سوريا وهما تفرضان رؤيتهما على الاطراف المتنازعة متجاوزتين القوى الاقليمية، بحسب ما يقول محللون وسياسيون.
ويقول هيثم مناع، الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديموقراطية، وهو تشكيل معارض لا يشارك في مفاوضات جنيف التي تبدأ اليوم، “تتباحث القوتان الكبريان عبر الهاتف وفي اي مكان في العالم، ومن ثم تبلغان قرارهما لحلفائهما السوريين ول(موفد الامم المتحدة الى سوريا ستافان) دي ميستورا”.
ويضيف انهما “تحددان خطوطا حمراء للقوى الاقليمية لا يجدر بها تخطيها. فيحذر الاميركيون الاتراك من اي عملية داخل سوريا، ويطلبون من السعوديين التوقف عن ارسال السلاح. وتقوم روسيا بالامر نفسه مع ايران”.
ويُعد اتفاق وقف الاعمال القتالية الذي بدأ العمل به في 27 شباط/فبراير النموذج الأفضل على التعاون الروسي الاميركي. وخلافاً للتوقعات، لا تزال هذه الهدنة التي فرضتها موسكو وواشنطن صامدة بشكل عام.
ويقول الخبير في شؤون الشرق الاوسط في معهد كارنيغي للابحاث جوزف باحوط “تمسك الولايات المتحدة وروسيا بزمام القيادة وتحتكر الموضوع السوري”.
وعلى الرغم من دعمهما لطرفين مختلفين من أطراف النزاع، فان القوتين الكبريين لم تتدخلا بهذه القوة علنا في السنوات الاولى من النزاع الذي بدأ في آذار/مارس 2011 بتظاهرات طالبت باصلاحات ثم باسقاط نظام الرئيس بشار الاسد، لكنها ووجهت بحملة قمع عنيفة. ومنذ ذلك الحين، غرقت البلاد في حرب متعددة الاطراف اسفرت عن مقتل اكثر من 270 الف شخص وتشريد نصف السكان داخل البلاد وخارجها.
وبرز الدور الاقليمي في مرحلة أولى مع محاولات جامعة الدول العربية ايجاد حلول للأزمة، ثم مع دعم سياسي ومالي وعسكري من دول اقليمية أبرزها السعودية وقطر وتركيا لفصائل المعارضة المسلحة، وتدخل حزب الله اللبناني المدعوم من ايران، الحليف الاقليمي الاقوى للنظام، في القتال الى جانب القوات الحكومية.
– مصالح استراتيجية –
ويقول أستاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية الأميركية في بيروت باسل صلوخ “ما بدأ على انه حراك غير عنفي تحول الى نزاع متداخل بين اطراف محلية واقليمية ودولية على سوريا”.
ويضيف “سمحت الخلافات الجيوسياسية والطائفية للقوى الكبرى بتقديم نفسها على انها الحكم الفصل في هذه النزاعات السورية المتشابكة”. وبالتالي، بحسب قوله، “ستحدد المصالح الاستراتيجية لروسيا والولايات المتحدة وليس تطلعات الشعب شكل التسوية في سوريا”.
في البداية، امتنعت الولايات المتحدة عن التدخل مباشرة في النزاع السوري. في العام 2013، تراجع الرئيس الاميركي باراك اوباما عن تنفيذ تهديد بقصف مواقع الجيش السوري اثر هجوم بأسلحة كيميائية اتهمت قوات النظام بالوقوف خلفه وقتل فيه المئات في ريف دمشق.
وقال اوباما اخيراً لمجلة “اتلانتيك” الالكترونية ان “التصور باننا كنا نستطيع ان نغير المعادلة على الارض لم يكن يوما صحيحا”.
الا ان صعود الجهاديين وخصوصا تنظيم الدولة الاسلامية وانتشارهم في مناطق واسعة في سوريا والعراق، دفع الولايات المتحدة الى قيادة تحالف دولي بدأ بتنفيذ غارات جوية ضدهم في صيف العام 2014.
اما روسيا التي واظبت طوال اربع سنوات ونصف على حماية الرئيس السوري بشار الأسد دبلوماسياً، فوجدت نفسها مضطرة للتدخل عسكرياً اثر الخسائر الفادحة التي مني بها النظام فلم يعد يسيطر سوى على 30 في المئة من البلاد.
وفي 30 ايلول/سبتمبر 2015، بدأت موسكو حملة جوية دعما للجيش السوري ساعدته فعليا على التقدم في محافظات عدة.
ويقول مصدر دبلوماسي في دمشق لوكالة فرانس برس “ظنت موسكو لوقت طويل ان النظام قادر على تدبير اموره بنفسه، ولكن طهران هي من دقت جرس الانذار”، مشيرا الى ان “مسؤولين ايرانيين ذهبوا الى موسكو لابلاغ الروس انهم في حال لم يتدخلوا بسرعة، فان النظام سينهار”.
– “نظام عالمي جديد” –
ويقول رئيس تحرير مجلة “روسية والسياسة العالمية” فيودور لوكيانوف، “بعد حوالى 30 عاما على نهاية الحرب الباردة، يتبين ان واشنطن وموسكو هما الدولتان الوحيدتان القادرتان على اتخاذ القرارات وتنفيذها، كما في الايام الغابرة”.
ويضيف “الدول الاخرى لا تريد او لا تستطيع القيام ذلك، هذه هي حصيلة النظام العالمي الجديد”.
ويتابع “هذا لا يعني انهما ستتمكنان من حل كل المشاكل، فعلى الارض يعود الامر الى القوى الاقليمية، وموسكو وواشنطن لا تسيطران عليها بالكامل”.
وبرغم ذلك، يقول لوكيانوف، “تبقى واشنطن وموسكو الدولتين الوحيدتين القادرتين على دفع الاطراف المتنازعة نحو السلام”.
ولا تتردد الدولتان في اثبات قدرتهما هذه. فحين اعلن بشار الاسد انه يريد استعادة الاراضي السورية كافة، سارعت موسكو الى التخفيف من حدة التصريح. وقال المبعوث الروسي الى الامم المتحدة فيتالي تشوركين “روسيا انخرطت بجدية كبرى في هذه الازمة، سياسيا ودبلوماسيا والان عسكريا، وبالتالي نريد بالطبع ان يأخذ بشار الاسد هذا بالاعتبار”.
ويقول مدير مركز دراسات الشرق الاوسط في جامعة اوكلاهوما جوشوا لانديس برغم ان “الخلافات الايديولوجية والميدانية بين الاطراف السورية لا تزال عميقة جدا” وستمنع التوافق بينها، الا ان “كافة الاطراف تعتمد بشكل كامل على داعميها وهي مضطرة للاذعان لمطالب هؤلاء الذين يسلحونها”.

كيري: تصريح المعلّم أن «الأسد خطّ أحمر» تخريب لما اتفقنا عليه مع روسيا وإيران
مسلحون يسقطون طائرة حربية تابعة للنظام… و«النصرة» تهاجم الفرقة 13
عواصم ـ وكالات: مع اقتراب انطلاق المفاوضات السورية اليوم الاثنين في جنيف، صعدّ الطرفان المتنازعان موقفيهما حيال مستقبل الرئيس السوري بشار الاسد، فاعتبرت الحكومة البحث في مصيره «خطا أحمر»، فيما أكدت المعارضة ضرورة رحيله «حيا او ميتا».
وتشارك دمشق والهيئة العليا للمفاوضات، الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة، في المفاوضات التي من المفترض ان تبدأ في 14 آذار/ مارس وتستمر أسبوعين.
ووصل وفد الحكومة السورية وعلى رأسها الممثل الدائم لسوريا في الأمم المتحدة بشار الجعفري، صباح الأحد الى جنيف، غداة وصول أسعد الزعبي رئيس وفد الهيئة العليا وكبير مفاوضيه محمد علوش.
ويعتبر مصير الأسد نقطة خلاف محورية بين طرفي النزاع والدول الداعمة لكل منهما، إذ تتمسك المعارضة بأن لا دور له في المرحلة الانتقالية، بينما يصر النظام على أن مصير الأسد يتقرر فقط من خلال صناديق الاقتراع.
وأعلن محمد علوش، من فصيل «جيش الإسلام» الذي تصنفه دمشق «إرهابيا»، متحدثا السبت الى مجموعة صغيرة من ممثلي وسائل الإعلام من بينها فرانس برس، في مقر اقامته في جنيف، «نعتبر أن المرحلة الانتقالية تبدأ برحيل بشار الأسد او بموته»، مؤكدا أن المرحلة الانتقالية «لا يمكن أن تبدأ بوجود هذا النظام او رأس هذا النظام في السلطة».
وقبل ساعات على هذه التصريحات، أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن الكلام عن الأسد «خط أحمر». وقال «نحن لن نحاور أحدا يتحدث عن مقام الرئاسة وبشار الأسد خط أحمر وهو ملك للشعب السوري، وإذا استمروا في هذا النهج لا داعي لقدومهم إلى جنيف».
واتهمت الولايات المتحدة وفرنسا أمس الأحد الحكومة السورية بمحاولة تعطيل جولة جديدة من محادثات السلام من المقرر أن تبدأ غدا الاثنين. وقالتا إنه يتعين على روسيا وإيران إثبات أن الحكومة السورية «تحترم» ما تم الاتفاق عليه.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرو في مؤتمر صحافي مع نظرائه من بريطانيا وألمانيا وإيطاليا والولايات المتحدة ودول أخرى في الاتحاد الأوروبي «إنه استفزاز…ومؤشر سيىء ولا يتماشى مع روح الهدنة».
ومن جهته قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن الحكومة السورية وداعميها يخطئون إذا ما اعتقدوا أن بوسعهم الاستمرار في اختبار حدود هدنة هشة. ووصف تصريحات المعلم بأنها محاولة واضحة «لتعطيل العملية».
وأضاف كيري متهما القوات السورية بارتكاب معظم الانتهاكات لاتفاق وقف الأعمال القتالية، أن على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن ينظر كيف يتصرف الرئيس السوري بشار الأسد.
وتابع «لذلك يتعين على الرئيس بوتين الذي راهن على دعم الأسد بتعهد كبير – وأحدث ذلك فرقا واضحا على ساحة القتال – أن يشعر ببعض القلق من حقيقة أن الرئيس الأسد أرسل وزير خارجيته أمس كي يتصرف كمخرب ويسحب من على طاولة (المفاوضات) ما وافق عليه الرئيس بوتين والإيرانيون». وأضاف «هذه لحظة صدق… لحظة يتعين علينا جميعا أن نتحلى فيها بالمسؤولية».
وقالت المعارضة السورية المسلحة ومصدر عسكري إن مسلحين أسقطوا طائرة حربية تابعة للجيش السوري في غرب سوريا السبت مع وجود تقارير متضاربة عما إذا كان قد تم إسقاطها بصاروخ أو بالأسلحة المضادة للطائرات.
وقال المصدر العسكري السوري إن مسلحين استهدفوا طائرة حربية أثناء هبوطها في محافظة حماة فأسقطوها. ووصف الهجوم بأنه انتهاك لاتفاق «وقف الأعمال القتالية».
وقالت جماعة «جيش النصر» المعارضة التي تنشط في المنطقة إنها أسقطت الطائرة بأسلحة مضادة للطائرات. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن جماعة من المعارضة المسلحة أسقطت الطائرة في محافظة حماة بإطلاق صاروخين.
واندلعت اشتباكات ليل السبت/الأحد بين «جبهة النصرة» وفصيل مقاتل تدعمه واشنطن في شمال غرب سوريا. وتمكن الجهاديون من مصادرة أسلحة أمريكية الصنع، وفق ما أفادت المجموعة والمرصد السوري لحقوق الانسان أمس الأحد.
وكتب فصيل»الفرقة 13» على حسابه في «تويتر»، «داهمت جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا) جميع مقراتنا وسلبت السلاح والعتاد. نتمنى ألا يستخدم هذا السلاح في البغي على فصيل آخر». وأضاف بسخرية «نبارك للجولاني هذا الفتح»، في إشارة إلى زعيم «جبهة النصرة» ابو محمد الجولاني.
وبحسب المرصد السوري، أسفرت الاشتباكات في معرة النعمان في ريف ادلب الجنوبي عن مقتل ستة مقاتلين بينهم أربعة من الفرقة 13

رموز الثورة عاشوا عنفوانها في بداياتها ثم تسربت الخيبة والموت والمنفى والضياع
خمسة أعوام على الانتفاضة السورية: من شعارات بريئة على جدران درعا إلى أكبر كارثة لجوء تدق أبواب أوروبا
إبراهيم درويش
لندن ـ «القدس العربي»: تحل الذكرى الخامسة لاندلاع الثورة في سوريا غداً الثلاثاء 15 آذار/مارس. وهي انتفاضة بدأت بشعارات بريئة كتبها فتيان في مدينة درعا القريبة من الحدود الأردنية وتطورت إلى مد شعبي بعد سجن وتعذيب المخابرات للفتيان وتظاهر السكان في المدينة.
ومنها انتقلت شرارة الانتفاضة إلى معظم أنحاء سوريا: حول العاصمة وفي حمص التي سميت مدينة الثورة وجسر الشغور وحلب والرقة وبقية الشرق السوري.
وبعد خمسة أعوام من الانتفاضة/الثورة يبدو الأفق مسدوداً والإرادات متنافرة وتحولت الحرب المطالبة بالإصلاح وكف أذى الأمن عن السكان إلى حرب إقليمية ودولية بين قوى عظمى وجماعات مصالح بحيث لم تعد حرب السوريين أنفسهم وهم الذين ذاقوا ويلاتها ودفعوا ثمنها أكثر من نصف مليون ضحية وملايين المشردين في داخل البلاد ودول الجوار وصنعوا العام الماضي أزمة اللاجئين في أوروبا.
ربيع يتلاشى
كانت الانتفاضة السورية نتاجا للآمال التي ازدهرت مع الربيع العربي الذي أسقط «حكام مدى الحياة» من تونس وليبيا إلى مصر واليمن. وفي هذه الدول سقط الجبابرة بسرعة أما في سوريا فقرر النظام استخدام القمع كعادته وأطلق يد الجيش والأجهزة الأمنية التي عذبت وقتلت الأبرياء. وكلما أمعنت سوريا في طريقها الطويل نحو الهاوية والدم بدأت تستفيق في العالم العربي قوى الثورة المضادة فحولت ليبيا إلى دولة فاشلة واليمن لساحة حرب أهلية وفي مصر عاد الفرعون.
وانتعشت مع الفوضى القوى المتشددة التي ترى في السلاح حلاً وطريقاً. ومن هنا وجد السوريون وبقية دول الربيع العربي باستثاء تونس أنفسهم أمام خيارين: الطغيان أو تنظيم «الدولة» الذي انتعش على حساب الثورة السورية وتوسع في العراق وسوريا وبنى مناطق حضور له في أنحاء مختلفة من العالم. في سوريا لم يعد هناك تيار معتدل أو مقاومة مدنية، واختفت اللجان التنسيقية لتحل محلها فصائل من كل لون وعقيدة. ومن لم يسجنه النظام أو يقتل من المتظاهرين الأوائل مات في البحر وهو يحاول العبور إلى «حياة جديدة» في أوروبا. وهناك من استقر وبقي في تركيا يراقب الدمار المستمر في بلاده.
أبو مريم
وأحياناً ما تتجسد الثورات بحكاية أشخاص أو أفراد يمكن من خلالها فهم المصير الذي وصلت إليه الثورة.
وفي صحيفة «واشنطن بوست» اختارت ليز سلاي، شخصية أبو مريم أو وائل إبراهيم الذي كان يعمل سائق شاحنة في حلب وأصبح قائداً في التظاهرات الأولى التي اندلعت ضد بشار الأسد وحاول كما تقول الحفاظ على روح الثورة بدون أن يثير غضب المتطرفين المسلمين ولكنه فشل.
واختفى بعد تلقيه تهديدات وتحرشات من تنظيم «الدولة» ولم يعرف له أثر. وكان واحداً من ضحايا محاولات تعزيز الديمقراطية في العالم العربي التي عُمِدت بطريقة متعجلة بـ «الربيع العربي» كما تقول.
ففي كل دوله قمعت القوى التي طالبت بالحرية والكرامة والخبز وأكدت القوى الأتوقراطية نفسها في الوقت الذي تحركت فيه القوى الجهادية لملء الفراغ.
وسواء كانت هذه القوى التي بدأت الثورة ممثلة للحلم العربي الجديد أم لا؟ إلا أنها مشتتة وخسرت السباق.
ويتساءل رامي نخلة الذي كان يوجه اللجان التنسيقية من بيروت ويعيش الآن في غازي عينتاب، جنوب تركيا إن كانت هذه القوى تملك فرصة «فقد كنا رهائن لخيارين: إما الديكتاتورية أو التطرف الإسلامي»، «فهل نقبل المعادلة؟ أي نصادق على الديكتاتورية أو التطرف الإسلامي».
وهو خيار زائف كما يرى شادي حميد من معهد بروكينغز لكنه خدم الطغيان الثنائي الأبعاد الذي أفشل الربيع العربي. فالأنظمة المستبدة في العالم العربي طالما استندت على بعبع التطرف الإسلامي لتبرير قمعها.
أما المتشددون الإسلاميون فقاموا باستخدام أجواء القمع للتجنيد و تخويف السكان ضد الانصياع للقوى الأجنبية.
ويقول حميد «تعتمد الأنظمة الديكتاتورية والجماعات المتطرفة مثل تنظيم «الدولة» على العنف والقمع لتحقيق أهدافهم السياسية». ويرى أن استراتيجية الأنظمة نجحت على الأقل في كل من مصر وسوريا حيث نجح النظام السوري بتصوير الجماعات المعارضة له بالإرهابية وليست بالمعتدلة.
وكانت نتيجة هذا دماراً واضحاً وأزمة لاجئين لم يشهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية «فقد بقي الأسد في السلطة لكن البلد في حالة دمار» كما تقول سلاي.
ولم يعد «المجتمع الدولي» معنياً بالإطاحة به حيث يركز على شر يعتقد أنه أعظم منه وهو تنظيم «الدولة» الذي يسيطر على مناطق واسعة من شرق البلاد. ورغم استمرار المعارضة المعتدلة في السيطرة على مناطق في البلاد إلا أن مساحتها في تقلص مستمر وتعيش فيها جماعات متشددة.
تظاهرات بطعم جديد
وفي مفارقة مثيره للإنتباه عادت التظاهرات من جديد، على الأقل في مناطق المعارضة والمطالبة بالحرية والعدالة ولكنها أصغر عدداً من التي نظمت في السنة الأولى من الإنتفاضة. واستفاد منظموها من الهدنة التي بدئ بتطبيقها قبل اسبوعين. ولم تفلت التظاهرات من القمع وهذه المرة ليس من النظام بل من الجماعات المتشددة حيث فرقت «جبهة النصرة» تظاهرات في إدلب. ونقلت سلاي عن باري عبد اللطيف الذي شارك في التظاهرات الأولى ببلدة الباب أن الاحتجاجات الحالية «مستهدفة من الجميع» سواء كانوا روساً أو «جبهة النصرة». ويتذكر عبد اللطيف المرحلة التي بدأ فيها الإسلاميون يتدخلون في التظاهرات التي كان هو وزملاؤه ينظمونها عام 2011.
ويتحدث عن دخول العناصر التي أفرج عنها النظام عام 2011 في محاولة لتشويه الإنتفاضة في الوقت الذي أبقى فيه على العلمانيين ومنهم مدون لم يتجاوز عمره الـ15 عاماً. ويرى روبرت فورد، السفير الأمريكي السابق في دمشق ويعمل حالياً في معهد الشرق الأوسط في واشنطن «أصبح معروفاً أن الأسد أفرج عن الإسلاميين عام 2011».
ويعلق فورد أن النظام فهم بالتأكيد أن هؤلاء كانوا سينضمون إلى الجماعات المقاتلة وسيقومون بارتكاب جرائم يقوم من خلالها بتبرير عنفه. لكن النظام لم يكن يتوقع حسب فورد نمو «جبهة النصرة» وتنظيم «الدولة» بقوة تهدده كما يحدث الآن.
ويرى الناشط عبد اللطيف أن الميزان انحرف عندما أطلق الإسلاميون النار أولاً لحماية المتظاهرين ومن ثم لشن حرب مسلحة ضد النظام.
ويقول الناشطون إن المال والسلاح بدآ يتدفقان من تركيا ودول الخليج والتي ذهب معظمها للإخوان المسلمين ومن ثم لجماعات أخرى ذات رؤية متطرفة.
ويعتقد فورد أن المعارضة السورية وقعت في مصيدة الحكومة من خلال التسامح مع المتشددين ولم تكتشف خطأها إلا بحلول عام 2014 وظهور تنظيم «الدولة»، «وكانت لا تزال تنسق مع جبهة النصرة».
ويبرر الناشطون أنهم كانوا مجبرين على التعاون مع الإسلاميين. ففي ظل تلكؤ أمريكا في تقديم الدعم لهم كانوا بحاجة للسلاح كي يدافعوا عن أنفسهم ضد النظام الذي بدأ معركته ضدهم بالرصاص ومن ثم بالغارات الجوية والصواريخ الباليستية والسلاح الكيميائي.
ويرى عبد اللطيف اليوم أن الخطأ كان هو قبول الإسلاميين ومن ثم حمل السلاح.
وفتحت عسكرة الإنتفاضة الباب أمام حرب بالوكالة بين إيران التي أرسلت المال والميليشيات دعماً للحكومة وقطر والسعودية وتركيا التي أرسلت المال إلى الجماعات المعارضة بدون تمييز كما تقول سلاي.
وتواصل القول إن الولايات المتحدة حاولت مواجهة المتشددين عبر دعم المعتدلين الذين كانوا هدفاً للغارات الروسية بعد تدخل الكرملين في نهاية إيلول/سبتمبر 2015.
تغيرت الثورة
ومن هنا يرى رامي الجراح، أحد الناشطين والذي يقيم اليوم في غازي عينتاب «لم تعد الثورة ثورة» بل «ملعب كرة قدم للقوى الإقليمية كي تصفي وتستفيد على حساب الآخرين». وتشير الصحيفة إلى أن دعاة الديمقراطية لا يزالون قابعين في سجون النظام. ويقدر المرصد السوري لحقوق الإنسان في بريطانيا عدد الذين سجنوا منذ عام 2011 بحوالي 117 ألفاً، بقي منهم 65 ألف سجين. وهناك من مات واختفى وعذب. ومن هؤلاء كرم الحماد الذي اعتقل في نهاية عام 2013 في دير الزور. واتهم بالتجسس حيث نقل إلى دمشق كي يحقق معه فرع المخابرات العسكرية 235 أو «فرع فلسطين».
وفيه سجن بقبو كان فيه 120 سجيناً آخر تركوا ليموتوا. ومات 70 منهم في فترة الـ10 أشهر التي قضاها فيه. قضى بعضهم تحت التعذيب وأخرون عادوا للقبو بجروح وكسور ماتوا بسببها. ومات البعض بسبب التهابات وعدوى أصابت بشرتهم. وأطلق سراح الحماد عام 2014 بعد أن قبل قاض روايته من أنه اعترف تحت التعذيب. ولكن العالم الذي خرج إليه كان متغيراً. فقد سيطر تنظيم «الدولة» على معظم دير الزور. ومن هنا قرر الحماد الرحيل إلى تركيا.
وإذا كان أبو مريم أول المختفين على يد تنظيم «الدولة» إلا أن بقية الناشطين هربوا فقد هرب عبد اللطيف، الناشط م الباب عام 2014 تحت جنح الظلام.
ومن بين 50 ناشطاً بدأوا التظاهرات معه في البلدة لم يبق منهم سوى قلة على قيد الحياة. وانضم واحد منهم إلى «جبهة النصرة» حيث قام بتفجير نفسه بعد شهر.
إخوة السلاح
ويمكن تلخيص حالة الثورة السورية أيضاً بقصة عشرة أشقاء. فما جرى معهم يشير إلى رحلة الخمس سنوات. فقد كانوا إخوة في السلاح متحمسين للحرب. وكانوا يأتون لقاعدتهم في جنوب حلب ويملأون الشاحنة بالعتاد ويسوقونها إلى أقرب خط مع قوات النظام السوري. كانت الأمور في حينه بسيطة كما يقول رضا أصغر الأشقاء.
وكانوا يعرفون العدو من الصديق. وأبعد من هذا لم يكن يهمهم سوى القضية التي كرسوا لها أنفسهم.أما الآن فيقول رضا «لا شيء يمكنه إنقاذها» و»لا أحد يريد المساعدة، وعندما بدأ الروس بالقصف أصبحت الأمور أسوأ من ذي قبل».
ويعيش رضا اليوم لاجئا في ألمانيا. وفي عام 2013 نشرت صحيفة «الغارديان» قصتهم وهم يقاتلون في شرق حلب. ومثل بقية المقاتلين فقد تدفقوا على حلب من الريف بعدما بدأت قبضة النظام على عاصمة الاقتصاد في سوريا تتهاوى.
وجاء الأشقاء العشرة من بلدة سرمدا في ريف إدلب بحثا عن السلاح والدعم. وعندما وصلوا تمركزوا في المناطق التي خلت من سكانها حيث تركت عائلات حلل الطبخ على فرن الغاز والملابس على حبال الغسيل معلقة.
وعندما التقطت لهم صورة جماعية في شباط/فبراير 2103 كان يحدوهم الأمل بالثورة ونهاية النظام. أما اليوم وبعد خمسة أعوام من الحرب لم يبق منهم في ساحة القتال سوى ثلاثة أشقاء وتقطعت السبل بالبقية. قتل واحد منهم فيما يعمل اثنان في مراكز طبية في حلب واختفى البقية مثل رضا. وينقل مارتن شولوف عن رضا قوله إن الخيبة بدأت تزحف شيئا فشيئا وذلك بسبب الجمود الذي أصاب خطوط القتال التي كانت ناشطة.
ومن ثم جاء الإرهابيون في نهاية عام 2012، أولاً على شكل «جبهة النصرة» ومن ثم تنظيم «الدولة».
ويقول رضا «كان بإمكاننا تجنبهم» و»حصلت المشكلة الكبيرة بنهاية عام 2013 وبداية عام 2014 عندما انضم رجل لنا ووثقنا به ولكنه كان جاسوساً يعمل لصالح النظام وسرق المال والأسلحة.
وكان بحوزتنا 15 سلاح كلاشينكوف ومدفع رشاش، وذهبنا لجماعة التوحيد ولم تفعل شيئا وتخلت عنا». وحدث الأسوأ في عام 2014 عندما اختطفت جماعة منافسة ثلاثة من إخوته وأخذت السلاح واحتجزت البقية في بيت. واكتشفت الجماعة خطأ ما فعلت وخشيت من إيذاء الإخوة بعد اكتشافها أنهم من إدلب ولهم أقارب قد ينتقمون لو قتلتهم. والطريقة الوحيدة للخروج من المأزق كانت تقديمهم للمحاكمة حيث اتهمت أحدهم بالتعاون مع النظام وسجنته وكان عليه أن يدفع مالاً للخروج.
ويقول رأفت أحد الأشقاء إنه فقد الأمل بتحقيق أهداف الحرب خاصة بعد دخول الروس. واكتشف رضا الوضع مبكراً عندما تلقى رسالة تهديد من القاعدة. وقال والده له إنه فقد شقيقه أنس ولا يريد أن يفقد بقية الأشقاء ولهذا قرر السفر إلى تركيا.
وقادته الرحلة إلى اسطنبول وفترة سجن في بلغاريا قبل أن يصل إلى ألمانيا. ويقول «أتحدث مع عائلتي في معظم الأيام» و«يشعرون بما أشعر به نفسه، لا نريد الإحتجاج والثورة مرة أخرى، فنحن نسير في الإتجاه الخطأ».
ورغم وجود عدد من المقاتلين لا يزالون في داخل حلب إلا ان هناك قوى أخرى دخلت مثل تنظيم «الدولة» وميليشيا حزب الله والميليشيات الشيعية «كل واحد يقاتل اليوم في سوريا إلا من بدأوا القتال فيها أولاً».
تحسن
وعلى العموم ترى صحيفة «نيويورك تايمز» أن تزامن الهدنة مع الذكرى الخامسة للانتفاضة السورية يعبر عن إشارات تحسن. فالهدنة تظل مليئة بالعيوب ولكنها سمحت بوصول المواد الإنسانية للمناطق المحاصرة مع أنها ليست مستمرة ولا تمر بطريقة سهلة حسبما نصت قرارات مجلس الأمن الدولي. جزء من المشكلة هو عدم وجود مراقب مستقل ويملك السلطة لتنفيذ الهدنة.
وبدلاً من ذلك فهناك قنوات أمريكية وروسية منفصلة تقوم بالإبلاغ عن الإنتهاكات. وعندما حاول البعض الإتصال بالخط الساخن الأمريكي وجد أن من يعملون فيه لا يعرفون العربية بشكل جيد وبدلاً من تسجيل الحادث الذي حدث في قرية حربنفسه التابعة لريف حماة سجل على أنه «حرب بيبسي». وتقول الصحيفة أن الهدوء النسبي على الساحة أعاد المتظاهرين للشوارع في مناطق المعارضة وفتح الباب أمام دينامية المحادثات وضغوطاً بسيطة تمارسها روسيا على نظام الأسد.
وفي تقييم الصحيفة لحصاد الأسبوعين الماضين تقول إنها «جلبت معها لكل المقاتلين منافع ومضار، بعضها قوي وآخر غير ملموس». وواحد من أهم مظاهر قلق المعارضة المحاصرة استمرار النظام في السيطرة على أراض والزعم بأنه يحارب تنظيم «الدولة» و»جبهة النصرة».
وتواصل قوات النظام التقدم في شمال- غرب سوريا خاصة شمال محافظة اللاذقية، قرب الحدود التركية. وفي جنوب مدينة حلب المقسمة. ووسع التقدم منطقة الحماية لمناطق الحكومة وفي حالة استمر تقدمها فإنها ستضيق على محافظة إدلب. وتقوم قوات الحكومة والطيران الروسي بقصف المقاتلين في وسط حمص ومنطقة درعا في الجنوب والغوطة الشرقية من نواحي العاصمة دمشق.
ومع كل هذا التقدم إلا أن مظاهر الضغط الروسي واضحة على النظام خاصة رد المبعوث الروسي لدى الأمم المتحدة على ما جاء في تصريحات الأسد التي قال فيها إنه على طريق استعادة كامل سوريا.
فرد المسؤول الروسي قائلا إن على أركان النظام عدم تناسي المساعدة الروسية واتباع قيادتها إن أرادوا الهروب «بدون أن تمس كرامتهم».
وقام الروس بسلسلة من التحركات حيث قاموا بنقل عدد من عناصر المعارضة التي يتسامح معها النظام إلى القاعدة العسكرية الروسية في اللاذقية وتحدث إليهم جنرال روسي حول أهمية إعداد دستور جديد وحل سياسي للأزمة.
يستمعون لفيروز
ولأول مرة يشعر المقاتلون في مناطقهم بالحرية في الخروج بدون خوف من الغارات. ويشعر الناشطون الذين صوروا الحرب لسنوات بالملل وقال أحدهم إنه يستمع لمغنيته المفضلة فيروز لأول مرة.
وخلقت الهدنة معضلة سياسية للجماعات المعارضة التي لا تنتمي إلى تنظيم «الدولة» أو «جبهة النصرة» والجماعات التي تعاونت وإن بطريقة تكتيكية مع إسلاميين وانضمت لتحالفات لسبب أو لآخر. ويتعامل نظام الأسد وحلفاؤه معها كأهداف شرعية.
وطالبت روسيا الولايات المتحدة بتقديم أسماء الجماعات التي تدعمها حتى لا تقوم باستهدافها وهو ما لم ترد عليه واشنطن. والمعضلة الأخرى تتعلق برفض «جبهة النصرة» للتظاهرات التي اندلعت في مناطق تابعة لسيطرتها حيث فرقت بعضها في إدلب وسراقب وهتف أتباعها بشعارات معادية للديمقراطية «تسقط الديمقراطية والعلمانية» ومن «يريد الجهاد عليه الذهاب للجبهات». ويقول مناف إنه شكك في تظاهرة في معرة النعمان التي ضربت مستشفياتها بداية الشهر الحالي وهتف الهتافات نفسها التي هتف بها بداية الثورة ومشى بالشوارع نفسها المليئة بالأنقاض ولكن «بشعور غريب».
وتشير الصحيفة إلى العامل الكردي حيث تدعم الولايات المتحدة تحالف قوات سوريا الديمقراطية والذي يتسيده الأكراد.
وترى فيه واشنطن أحسن تحالف ضد تنظيم «الدولة». وتقدم التحالف في مناطق تنظيم «الدولة» وضد المعارضة التي يلقى بعضها دعماً من الولايات المتحدة.
ودعم هذا التحالف الحكومة السورية لقطع طريق الإمدادات عن المعارضة في حلب وهو ما وضع الفصائل التي تدعمها أمريكا في مواجهة ضد بعضها البعض.
ولا أحد يعرف عدد الإنتهاكات التي ارتكبتها الفصائل المتحاربة إلا أن حالة الترقب هي ما يطبع الوضع وانتظار ما يسفر عنه المستقبل.

تفجير كبير في قلب العاصمة التركية يوقع عشرات القتلى
مسؤول أمني يرجّح مسؤولية حزب العمال الكردستاني
إسطنبول ـ «القدس العربي» من إسماعيل جمال: قتل وأصيب عشرات الأتراك في تفجير انتحاري بسيارة مفخخة استهدف وسط العاصمة التركية أنقرة، مساء الأحد، في ثاني عملية إرهابية كبيرة تضرب وسط العاصمة منذ بداية العام الجاري.
وأوضح والي العاصمة أن 27 شخصاً على الأقل قتلوا، بينما أصيب 75 آخرون في تفجير سيارة مفخخة، وسط خشية من ارتفاع أعداد القتلى بسبب وجود عدد من الإصابات بالغة الخطورة، في التفجير الذي يعتبر اختراقا كبيرا لأمن العاصمة التي أعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو الشهر الماضي فرض إجراءات أمنية جديدة فيها لمنع تكرار الهجمات الإرهابية.
وأظهرت صور أولية من موقع التفجير خرابا هائلا وحرائق اشتعلت في عدد من السيارات وحافلات نقل الركاب والأشجار وتهشم زجاج المحلات والبيوت السكنية في المكان، في حين أظهر تسجيل مصور لحظة وقوع التفجير حيث تدخل سيارة مسرعة وسط عدد من السيارات وحافلة كبيرة لنقل الركاب قبل أن يحدث انفجار هائل.
والمنطقة التي وقع فيها الانفجار هي حديقة «غوفين بارك» أشهر وأكبر الحدائق الواقعة في منطقة «كيزيلاي» المركز التجاري والسياسي للعاصمة، وتضم الحديقة موقفا مركزيا للباصات وحافلات النقل، كما تضم محطة مترو مركزية ويوجد فيها على مدار الساعة آلاف المواطنين.
وقال مسؤول أمني إن الدلائل الأولية تشير إلى تورط حزب العمال الكردستاني أو جماعة مرتبطة به في انفجار السيارة الملغومة.
وأبلغ المسؤول رويترز قائلا «وفقا للأدلة المبدئية يبدو أن هذا الهجوم نفذه حزب العمال الكردستاني أو منظمة مرتبطة به».
يذكر أن تفجيرا كبيرا استهدف حافلات نقل جنود وضباط أمام رئاسة هيئة الأركان وسط العاصمة الشهر الماضي، أدى إلى مقتل وإصابة العشرات، واتهمت الحكومة حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي السوري بالمسؤولية عنه.

أولويات «أمنية» جديدة في الأردن وكل أجهزة الدولة تراقب تطورات «جنوب سوريا»
الجميع يسأل: هل أطاحت أحداث «الشيخ مسكين» ومداهمات إربد بسيناريو «الانتخابات» لعام 2016؟
بسام البدارين
عمان ـ «القدس العربي»: لا أحد يعرف ما إذا كان رئيس الديوان الملكي الأردني الدكتور فايز طراونه يعكس «قراراً سياسياً» اتخذ في الكواليس أو يصرح بتقديره الشخصي عندما ألمح لإحتمالية «تأجيل الانتخابات العامة» في البلاد بعد تبديل في الأولويات السياسية فرضته الأحداث الأمنية التي حصلت في مدينة إربد مؤخراً.
المجتمع السياسي في الأردن ومنذ شهرين تقريباً مشغول تماماً في مزاج وبوصلة الانتخابات النيابية بعد إقرار قانون الإنتخاب الجديد وقرب انتهاء الدورة العادية الحالية للبرلمان.
المنقول في التقارير المحلية عن الطراونه يشير إلى أن» البرلمان الحالي سيكمل دورته» وهي عبارة نقلتها صحيفة عمون الإلكترونية على لسان نواب.
وتعني ببساطة شديدة إذا ما عكست الأولويات السياسية الطازجة بأن الفرصة متاحة أكثر لتأجيل الاستحقاق الانتخابي المتمثل في نهاية الصيف الحالي إلى أن ينهي مجلس النواب دورته الطبيعية وهي في الثلاثين من الشهر الأول للعام 2017. يفهم من باطن الكلام بعد لقاء جمع الطراونة بإحدى الكتل البرلمانية بأن الانتخابات وخلافاً لكل التوقعات سابقاً لعملية مداهمات إربد قد لا تجري في العام الحالي 2016 وقبل اربعة أشهر من نهاية دورة البرلمان الدستورية.
ويفهم أن خيار تأجيل الانتخابات رغم الحماس الشديد للتسارع في إقرار قانون الانتخاب الجديد اصبح وارداً إذا ما كان هدف الطراونة إلقاء مؤشرات جديدة تحسم الجدل في الحياة السياسية.
مداهمات مدينة إربد التي انتهت باستشهاد ضابط أردني ومقتل سبعة أعضاء من خلية تتبع تنظيم «الدولة ـ داعش» شغلت الرأي العام وهي الحادثة التي يمكن إتهامها سياسياً بتبديل الأوليات وتأجيل الإنتخابات لكن خبراء يستبعدون الأمر خصوصاً وان حادثة إربد التي عبرت عن أول حالة صدام عسكري وأمني مباشر مع خلايا تنظيم «الدولة ـ داعش» على الأرض الأردنية ستكون مقدمة لأجندة أمنية جديدة تماماً لها علاقة بتطورات الأوضاع في جنوب سوريا.
يعتقد وعلى نطاق واسع ان قصف مناطق في سورية تتبع تنظيم «الدولة» إنطلاقاً من الأراضي الأردنية وبصواريخ أمريكية برية عامل مهم في تبديل الأوليات التي تطيح أو يمكنها ان تطيح بورقة الاستعجال في إجراء الانتخابات، خصوصاً أن رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور اوضح رداً على استفسار لـ «القدس العربي» خلال لقاء مع كتلة المبادرة بأن أكثر ما يشغل بلاده بخصوص سوريا اليوم هو العمل على تأمين الحدود الأردنية والحيلولة دون حصول «عمليات عسكرية ضخمة» في جنوب سوريا يمكن ان تؤدي لانقلات أمني وللمزيد من المهاجرين باتجاه الأردن بالتوازي مع وجود أكثر من 50 الف مسلح في المنطقة، حسب النسور.
الأردن استدرك في هذا الاتجاه بعد عملية عسكرية ضخمة انتهت باستعادة الجيش النظامي السوري لبلدة «الشيخ مسكين» في درعا في سيناريو من الواضح أن الدولة الأردنية تضع ثقلها خلف ضرورة أن لا يتكرر.
يعني ذلك ان عملية الشيخ مسكين، وبعدها مداهمات إربد المحلية، رفعتا من منسوب الهاجس الأمني الأردني وبدلتا في نظام الأولويات وها هو مسؤول سياسي في الديوان الملكي يلمح لهذا التبديل في الأولويات وبصورة توحي على الأقل بان سيناريو تأجيل الانتخابات أصبح وارداً، أو على الأقل استبعد سيناريو حل البرلمان الذي قال الطراونة انه سينهي فترته مما يعني عملياً أن الانتخابات ليس بالضرورة ان تجري في العام الحالي بل يمكن تأجيلها ايضاً.
الأولويات الأمنية والأنباء الواردة من درعا شمالي الأردن قد تؤدي في نظرة تطورت لمسار الأحداث إلى أجندة أولويات جديدة في الأردن خصوصاً ضمن خيار يدعمه عن بعد وكما علمت «القدس العربي» رئيس الوزراء الحالي مما يساهم في إطالة عمر حكومته قليلاً حتى تسيطر على الأوضاع الإدارية الداخلية إذا ما تطورت مسارات الأمور في جنوب سوريا.
هل اطاحت أحداث بلدة الشيخ مسكين ولاحقاً مداهمات إربد بمسار الانتخابات الأردنية مؤقتاً بعد تبدل في الأولويات؟ هذا سؤال يتردد اليوم ويدور بين السياسيين وإجابته تبدأ من تسريبات الطراونة لكنها قد لا تنتهي عندها.

في ذكرى الثورة…”لاكروا” الفرنسية تنقل آمال سوريي الشتات
باريس ــ محمد المزديوي
مع معاودة المفاوضات بين المعارضة السورية والنظام السوري، في جنيف، اليوم الإثنين، كرّست صحيفة “لاكرْوا” الفرنسية، صفحتها الأولى إضافةً إلى ملف من أربع صفحات لسورية، بعنوان: “سورية، خمس سنوات من الحرب والمنفى”، ويتعلق الأمر بشهادات للاجئين سوريين، وهي شهادات “مُرّة”، ولكنها، أيضا شهادات “أمل”، كما تقول الصحيفة.
كما نشرت، افتتاحية، لجان كريستوف بلوكين، وهو أحد مديري الصحيفة، عن الهدنة التي لا تزال صامدة، منذ أسبوعين. وهي هدنة تشبه معجزة، خصوصاً إذا “تذكّرنا حدّة العنف التي تسبّبت في مقتل أكثر من 270 ألف شخص في خمس سنوات”. ويعزو الصحافي الفرنسي هذه الهدنة الهشة إلى استعراض الروس لقوّتهم، في الأشهر الخمسة الأخيرة، والتي ساهمت غاراتُ طيرانهم في “تدمير أمل المعارضين في قلب النظام السوري بواسطة السلاح”.

يستعرض الصحافي الإستراتيجية الروسية، التي تصطدم بموقف المعارَضة السورية، التي تشدّد على ضرورة انسحاب بشار الأسد من المَشهد السياسي. ويرى أن مطلب المعارضة “مَطلب شرعيّ بسبب القسوة التي عبَّر عنها النظام منذ سنوات، وبسبب عجزه عن تأمين تنمية متناغمة في البلد”، ولكنه مطلَبٌ صعب المنال، يعترف الصحافي الفرنسي، بسبب “حماية روسيا وإيران لبشار الأسد”.

ويكتُبُ جان كريستوف بلوكين أن مستقبل السوريين “متعلقٌ بالملايين من السوريين، خصوصا أولئك الذين دُفِعَ بهم في طرقات المنافي”.

ولهذا الغرض فتحت الصحيفة الفرنسية صفحاتِها لرسائل وشهادات لمنفيين سوريين، يتحدثون فيها عن ماضٍ مُهشَّم، وحيوات مكسرة، ولكن، أيضاً، عن “حُلم العودة”.

والتقت الصحيفة الفرنسية بخمسة منفيين سوريين (باسم وفاطمة ونور وعمر وعبد الفتاح)، موزّعين على فرنسا وتركيا وألمانيا ولبنان. يكشف “باسم”، وهو لاجئ في فرنسا، عن حبه لبلده، ويؤكد على أن “الصُوَر والذكريات حاضرة في ذهنه”، لكن “سورية لن تكونَ كما كانت. لأن العقليات تكون قد تغيرت، في حين أن الطوائفَ ستظلُّ منقسمةً”. ولا يخفي أمله في “العثور على سعادة، هنا، وأن يفعل شيئا في حياته”.

ويختلف هذا “الأمَل الفرنسي” لدى فاطمة، اللاجئة في تركيا، التي تحلُمُ بمغادرة تركيا بعيدا “من أجل أبنائي”. كانت سعيدة، من قبل، هي وزوجها، لكن قمع التظاهرات السلمية، وانزلاق البلد نحو الحرب، دفعاها إلى إحضار أبنائها إلى تركيا، بعد مقتل زوجها سنة 2012، قبل سنة. “الحياة صعبة، هنا. أرملة مع أبنائي، ليس لديّ هنا أيُّ مستقبل. ولن أعود إلى سورية، أبدا. أريد الرحيل بعيدا. من أجل أبنائي حتى أمنحهم مستقبلا. وقد قدّمتُ طلب لجوء في فرنسا”.

نور، المنحدر من عائلة معارضة لبشار الأسد، اللاجئ في شتوتغارت، بألمانيا، يؤكد من جهته أن مستقبله “يوجد هنا وهناك”، يقُصّ مقاطعَ مؤلمةً من حياته، خاصة إقامته في مصر، بعد الثورة المصرية: “في البداية، كانت مصر حلماً بالنسبة لمناضل اشتراكي وقومي، أنا الذي تربيتُ في الحزب الناصري. درَّسْت الإنجليزية في معهد بالإسكندرية، خلال سنة. ولكني كنتُ أريد، أيضا، أن أعملَ من أجل سورية. توجهتُ إلى القاهرة حيث عاودتُ النضال، ولكن عبد الفتاح السيسي استولى على السلطة، فلم يعُد السوريون مُرحَّباً بهم. وطُلِب مني أن أغادرَ مصر في أسبوع”.

يُنهي نور رسالته: “مستقبلي هنا وهناك. لا أستطيع نسيان بلدي. إذا كان في حاجة إليّ فلن أتخلى عنه. عائلتي في ألمانيا تفهم هذا. وأواصل النضال من شتوتغارت. القضية السورية هي ديانتي، وأنا أصلي، كل يوم، من أجل بلدي”.

أما عمر، اللاجئ في تركيا، فيتمنى أن يشبه بلدُهُ “جمهورية أفلاطون”. في حين أن عبد الفتاح، اللاجئ السوري في لبنان، لا يغادره الأمل في العودة، ولكنها عودة مشروطة: “أملي هو أن أعود إلى سورية. ليس من أجلي، فلم يَعُدْ لديَّ مستقبلٌ، ولكني أريد أن أربّي فيها بناتي، ويعشن فيها أياما أفضل. ولكني لن أدخل إلى سورية إلا إذا تغيّر النظام”.

المسلط لـ”العربي الجديد”: نشكك بجدية النظام السوري في المفاوضات
جنيف ــ العربي الجديد
شكّك المتحدث الرسمي باسم الهيئة العليا للمفاوضات السورية، سالم المسلط، بجدية النظام بخوض المفاوضات، قائلاً إنّ “وفد المعارضة جاهز للدخول في مفاوضات جادة للوصول إلى حل سياسي ينهي معاناة السوريين، لكننا نشكك بجدية الطرف الآخر (النظام السوري)”.
وأكّد المسلط، في حديث خاص، لـ”العربي الجديد”، أن المعارضة تسعى من خلال المفاوضات لإيجاد حل دائم في سورية ولن ترضى بفتات الخبز للشعب السوري، مشدّداً على أن لقاء، غد الثلاثاء، مع المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا سيكون لمناقشة تشكيل هيئة الحكم الانتقالية.
وأوضح المتحدث باسم هيئة التفاوض، أيضاً أن القرارات الدولية تنص على تحقيق انتقال سياسي في سورية وليس الانتقال من حكومة إلى حكومة أخرى، كما قال وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم، مؤكّداً أنّه “إذا كانت الخطوط الحمراء للمعلم هي بشار الأسد؛ فخطوطنا الحمراء دماء الشعب السوري”.
من جهةٍ ثانية، أشار المسلط إلى ضرورة أن يكون هناك متابعة واستكمال لإيصال المساعدات لجميع المناطق السورية دون استثناء.

مئات الصواريخ والقذائف تستهدف تدمر في ريف حمص
ريان محمد
تواصل القوات النظامية والطيران الحربي الروسي استهداف مدينة تدمر بريف حمص الخاضعة لسيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، بمئات الصواريخ والقذائف المختلفة الأنواع، في وقت يقيم في المدينة نحو خمسة آلاف مدني، يعانون من نقص المواد الغذائية والطبية.
وكان وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف، قال في تصريح صحافي في وقت سابق، “لقد اقترحت علينا أميركا تقاسم العمل في سورية، على أن تعكف القوات الجوية الروسية على تحرير تدمر، وتدأب طائرات التحالف الدولي على تحرير الرقة بدعم منا”، ما يؤكد ما يتم تسريبه حول تكثيف القصف على تدمر، الذي يندرج ضمن توافق دولي على استعادة النظام السيطرة على المدينة.
وقال عضو “تنسيقية تدمر” ناصر الثائر، لـ”العربي الجديد”، إن “أكثر من 200 صاروخ استهدفت الجمعية الغربية في مدينة تدمر، أدت لنشوب حرائق ضخمة جداً ودمار هائل في منازل المدنيين”، مبيناً أن “مصدر الصواريخ هو الراجمات المتواجدة خلف جبل هيان جنوب غرب المدينة”.
من جانبه، قال الناشط الإعلامي في تدمر خالد الحسيني، إن “المدينة تتعرض لقصف عنيف من راجمات الصواريخ، في حين كان الطيران الحربي قصف المدينة بعشرات القذائف”، لافتاً إلى أن “قوات النظام استطاعت أمس الأحد التقدم بشكل محدود من الجهة الجنوبية الغربية للمدينة، وهي تبعد الآن عن المدينة بحدود 9 كيلومترات”.
بالمقابل تحدثت وسائل إعلام مقربة من النظام عن تدمير القوات النظامية لمخازن أسلحة لتنظيم “داعش” في تدمر، إضافة إلى مقتل عدد من مقاتليه.
بدوره نشر “مركز حمص الإعلامي” على موقعه الرسمي، أنه “تم توثيق يوم أمس أكثر من 80 غارة جوية روسية بالصواريخ الفراغية والقنابل العنقودية على مدينة تدمر وريفها، في وقت استمرت المعارك بين تنظيم الدولة وقوات النظام في منطقة الدوة غرب تدمر، حيث تمكن التنظيم من قتل أكثر من 25 عنصرا واغتنام مدفعين و 5 دبابات و3 عربات شيلكا بالإضافة إلى أسلحة وذخائر متنوعة”.

خمس سنوات على الأزمة السورية.. لا مكان للأطفال
عمّان ــ محمد الفضيلات
حذر المدير الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بيتر سلامة، اليوم الاثنين، من الآثار السلبية المترتبة على نقص الدعم الدولي لبرنامج التعليم الذي تقدمه المنظمة للأطفال السوريين داخل بلادهم وفي مخيمات اللجوء في الدول المستضيفة.

وقال سلامة: “إذا لم يصل الدعم حتى شهر سبتمبر/أيلول القادم، فسيكون هناك صعوبات في استمرار برنامج التعليم العام القادم”، مشيراً إلى أن العام الحالي هو الأقل الذي يصل إلى المنظمة دعم مالي منذ اندلاع الأزمة السورية.

وتحدث المسؤول الأممي، في مؤتمر صحافي في العاصمة الأردنية عمّان، أطلق خلاله تقرير “لا مكان للأطفال” حول تأثير خمس سنوات من الحرب على أطفال سورية، وعبر عن أمله في أن تحقق مفاوضات جنيف بين النظام والمعارضة السورية السلام، داعياً الدول المانحة إلى مواصلة تقديم الدعم اللازم لرعاية الأطفال إلى حين الوصول إلى حل للأزمة.

وحسب التقرير، فإن ما يقرب من 3.7 ملايين طفل سوري بمعدل 1 من بين 3 أطفال سوريين، قد ولدوا منذ بداية النزاع في سورية قبل خمس سنوات، وقال سلامة: “هؤلاء لم يعرفوا إلا العنف والخوف والنزوح”، فيما يشير التقرير إلى أن 306 آلاف طفل سوري ولدوا كلاجئين منذ عام 2011.

وتقدر “يونيسف” عدد الأطفال السوريين المتأثرين بالنزاع بنحو 8.4 ملايين طفل، بواقع 80 في المائة من الأطفال في سورية. وقال سلامة “أصبح العنف في سورية أمراً شائعاً، حيث طاول العنف البيوت والمدارس والمستشفيات والعيادات والحدائق العامة والملاعب ودور العبادة”، مشيراً إلى أن نحو 7 ملايين طفل يعيشون في فقر، الأمر الذي يجعلهم “يعانون الخسارة والحرمان من طفولتهم”، على حد وصفه.

ويرصد تقرير “لا مكان للأطفال” حدوث ما يقرب من 1500 حالة انتهاك جسمية بحق الأطفال خلال العام الماضي، كان أكثر من 60 في المائة من هذه الانتهاكات حالات قتل وتشويه نتيجة استخدام الأسلحة والمتفجرات في المناطق المأهولة بالسكان، ويكشف أن أكثر من ثلث هؤلاء الأطفال قتلوا أثناء تواجدهم في المدارس أو في طريقهم إلى المدارس.

ووفقاً للتقرير بلغ عدد الأطفال الذين قتلوا خلال العام الماضي 400 طفل، فيما تعرض 500 طفل للتشويه.

وأكد التقرير أن أكبر تحديات النزاع يتمثل بقدرة الأطفال على الحصول على حقهم في التعليم، مشيراً إلى أن معدلات الالتحاق بالمدارس داخل سورية وصلت إلى الحضيض، وتشير تقديرات يونيسف إلى أن أكثر من 3.1 ملايين طفل داخل سورية و 700 آلف في البلدان المجاورة هم الآن خارج المدارس، في وقت تتخوف فيه المنظمة الدولية من عجزها عن تأمين التعليم للملتحقين في المدارس نتيجة لنقص التمويل.

ووثق التقرير لمهاجمة 40 مدرسة داخل سورية خلال العام الماضي، فيما يوثق نحو 6 آلاف مدرسة لم يعد بالإمكان استخدامها. ولفت إلى تراجع أعمال الأطفال الذين يتم تجنيدهم للقتال أو استغلالهم لدعم المقاتلين.

ويقول التقرير: “في السنوات الأولى من النزاع تراوحت أعمار أكثرية الأطفال الذين تم تجنيدهم للقتال من قبل القوات والجماعات المسلحة ما بين 15 إلى 17 سنة، وكانت أطراف النزاع تقوم باستخدامهم بصورة أساسية في أعمال بعيداً عن جبهات القتال، إلا أنه منذ العام 2014 قامت جميع الأطراف بتجنيد أطفال في سن أصغر وبعضهم لا تزيد أعمارهم على سبعة أعوام وغالباً ما كان التجنيد دون موافقة الأهل”.

“الأطفال الذين تجندوا للقتال خلال العام الماضي، تزايدت أعداد من تقل أعمارهم عن 15 سنة، تلقوا التدريب العسكري ويشاركون في العمليات القتالية أو يقومون بأدوار تهدد حياتهم في جبهات القتال” بحسب التقرير.

ويقول سلامة: “كبر الملايين من الأطفال بسرعة هائلة قبل أوانهم بسبب سنوات الحرب الخمس، وبينما تستمر الحرب أصبح الأطفال يخوضون حرب الكبار، كما يستمر تسرب الأطفال من المدارس، والعديد منهم يجبرون على العمل، في حين أن الفتيات يتزوجن في سن مبكرة”.

حلب: المعارضة تهاجم “داعش”.. وتُشكل “الفرقة 99”
خالد الخطيب
شهد الأسبوع الثاني من “الهدنة” عمليات عسكرية مكثفة من قبل المعارضة المسلحة، ضد معاقل تنظيم “الدولة الإسلامية” في ريف حلب الشمالي، مستغلة بذلك “وقف الأعمال العدائية” مع قوات النظام ومليشياته، بالإضافة إلى الهدوء النسبي الذي شهدته جبهاتها مع “قوات سوريا الديموقراطية” شمالي حلب.

وكانت المعارضة، ممثلة بـ”لواء الحمزة” و”اللواء 51″ و”فرقة السلطان مراد” و”فيلق الشام” و”لواء المعتصم” و”لواء أحرار سوريا” و”لواء صقور الجبل”، قد فرضت سيطرتها على بلدة دوديان، الأربعاء. ودوديان هي أبرز معاقل “الدولة الإسلامية” بالقرب من الحدود السورية-التركية. واستمر تقدم الفصائل خلال الأيام التالية، لتستعيد السيطرة على قرى وبلدات قرة كوبري وغزل وبعيدين وبريغيدة وين يابان والخلفتلي، التي تقع في محيط مقر قيادة عمليات التنظيم في دوديان.

وتمكنت المعارضة من قتل خمسين عنصراً للتنظيم خلال عملياتها العسكرية المستمرة منذ أسبوع، و أسرت عدداً من مقاتليه، وأمنت فرار عدد كبير من المدنيين العالقين في القرى والبلدات التي يسيطر عليها بموازاة جبهات القتال، وذلك وفق مدير المكتب الإعلامي في “لواء المعتصم” حسين ناصر.

وقال ناصر لـ”المدن”، إن الخسائر الأكبر التي مني بها التنظيم كانت في بلدة دوديان، التي تُعتبر مركزاً إدارياً وعسكرياً يدير من خلاله التنظيم كافة جبهات قتاله في الشمال السوري بالقرب من الحدود مع تركيا، شرقي وشمال شرقي أعزاز.

وشهدت قرى وبلدات جكة والطوقلي ومريغل، معارك عنيفة بين “الدولة الإٍسلامية” والمعارضة المسلحة التي سيطرت على بلدة غزل، الأحد، وتقدمت باتجاه البلدات المستهدفة، وسط قصف متبادل بين الطرفين بالمدفعية الثقيلة والصواريخ. وتحاول المعارضة التوغل أكثر باتجاه بلدة صوران، ثاني أكبر المعاقل البارزة التي يتحكم بها التنظيم في ريف حلب الشمالي، والتي تعتبر خط الدفاع الأول عن بلدة دابق التي تتمتع برمزية كبيرة لدى “الدولة الإسلامية”.

قائد “فرقة السلطان مراد” العقيد أحمد العثمان، أكد لـ”المدن”، بأن تنظيم “الدولة الإسلامية” لم يكفَّ عن شن هجمات معاكسة منذ أن سيطرت المعارضة على بلدة دوديان، وأرسل أكثر من أربع سيارات مفخخة يقودها انتحاريون خلال اليومين الماضيين، من دون جدوى بسبب تنبه المعارضة واستهدافها للمفخخات بصواريخ مضادة للدروع قبل الوصول إلى أهدافها.

وأشار العقيد العثمان إلى أن المعارضة بدت أكثر فاعلية خلال معاركها الأخيرة، وهي تسعى فعلياً إلى توسيع مناطق سيطرتها بشكل أكبر خلال المرحلة القادمة، ولن تكتفي بالسيطرة على القرى والبلدات الحدودية مستغلة بذلك عاملي “الهدنة” و”العنصر البشري” من مختلف الفصائل والذي يتركز بشكل كبير على جبهات القتال الحدودية.

وأوضح العقيد العثمان بأن المعارضة تسعى للاستفادة من الأخطاء التي وقعت بها خلال معاركها في الربع الأخير من العام 2015 ضد التنظيم، والتي لم ينتج عنها أي تقدم يذكر في ريف حلب الشمالي، وكانت تقتصر حينها على تنظيف مناطق الشريط الحدودي بعمق كيلومترات معدودة، والتي سرعان ما تسقط في يد التنظيم مرة ثانية بعد هجمات معاكسة. الأمر الذي تسبب في مقتل عدد كبير من عناصر المعارضة، وخيّب أملهم أكثر من مرة.

من جانب آخر، أعلنت فصائل معارضة عاملة في حلب، اندماجها في تشكيل واحد، تحت مسمى “الفرقة 99”. وتتألف “الفرقة 99” من “لواء ذي قار” و”لواء أحفاد صلاح الدين” و”لواء عباد الرحمن” و”لواء شهداء الشرقية” و”لواء رعد الشمال”. ويقود “الفرقة 99″ العميد أحمد جديع، الذي تلا بيان التشكيل العسكري الجديد، مؤكداً أنه تابع للجيش السوري الحر العامل في حلب وريفها.

وفي حديث خاص لـ”المدن” أكد العميد أحمد جديع، أن تشكيل “الفرقة 99” يأتي استجابة لمتطلبات المرحلة التي يمر بها ريف حلب الشمالي الذي يتعرض لهجمات متفرقة من أطراف متعددة أبرزها تنظيم “الدولة الإسلامية”. ويهدف التشكيل الجديد إلى توحيد القوى الفاعلة على الأرض للخروج بنتائج مرضية من الناحية العسكرية.

وأوضح العميد جديع، أن “الفرقة 99″ سوف تعمل مع مختلف فصائل الجيش الحر الموجودة أصلاً على خطوط جبهات القتال ضد التنظيم في ريف حلب الشمالي. و”الفرقة” تبارك عمل “غرفة عمليات الشمال المشتركة” التي أحرزت تقدماً فعلياً خلال الأيام القليلة الماضية.

وتتألف “الفرقة 99” من مقاتلين عرب فروا في وقت سابق من تنظيم “الدولة” من دير الزور والرقة، وهم من ألوية “ذي قار” و”شهداء الشرقية”، بالإضافة لمقاتلين أكراد تابعين لـ”لواء أحفاد صلاح الدين” أحد أبرز المكونات الكردية التي تقاتل في صفوف الجيش السوري الحر.

وفي ريف حلب الشرقي، أعلن “لواء جند الحرمين” انضمامه إلى “قوات سوريا الديموقراطية”، عبر بيان تلاه قائد اللواء معين عبدالناوي، بالقرب من سد تشرين الذي سيطرت عليه “سوريا الديموقراطية” في ريف حلب الشرقي. وﺃﻋﻠن عبدالناوي، وهو من مدينة منبج، انضمام لوائه إلى “كتائب شمس الشمال” المنضوية في “قوات سوريا الديموقراطية”.

وقال عبدالناوي إن انضمام لوائه يأتي “تلبية لمطالب أهلنا في منبج وكون قوات سوريا الديموقراطية ساهمت في تخليص أهلنا من إرهاب تنظيم داعش، فإننا نحن لواء جند الحرمين نعلن انضمامنا بشكل رسمي” إلى “سوريا الديموقراطية”.

وتأسس “لواء جند الحرمين” في مدينة منبج في العام 2012، بقيادة المحامي عثمان عثمان، وشارك في معارك عديدة ضد النظام إبان تحرير مدينة منبج، وتعرض للتفكك بعد مقتل قائده بالقرب من مطار كويرس، وإعلان تنظيم “الدولة الإسلامية” للخلافة ومطاردتها لفصائل المعارضة المسلحة.

دي ميستورا يفتتح “جنيف”: لا خطة بديلة سوى الحرب
هى وفد الحكومة السورية لقاءه مع المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، في جنيف الاثنين، وقال رئيس الوفد إن اللقاء كان “إيجابياً وبناء”. ويأتي هذا اللقاء في كجلسة أولى في استئناف المفاوضات التي تم تعليقها في شهر شباط/فبراير الماضي.
رئيس وفد الحكومة السورية بشار الجعفري قال في مؤتمر صحافي عقب انتهاء اللقاء مع دي ميستورا :” ناقشنا في هذه الجلسة أهمية وضرورة الإعداد الجيد من ناحية الشكل بما يسمح لنا بالانطلاق على أسس صلبة لمناقشة المضمون والجوهر”. وأضاف “الجانب الشكلي يعني من هي الوفود التي حضرت إلى جنيف، وهل تم تجنب ثغرات الجولة الأولى، ومن هي قائمة أسماء المشاركين، وهل تم التعامل مع جميع الوفود على قدم المساواة.. نحن كوفد للجمهورية العربية السورية قدمنا لـ دي ميستورا أفكارا وآراء وهي عناصر أساسية للحل السياسي وأفكارا من شأنها أن تثري جهوده السياسية”.

ومن المقرر أن يعود وفد الحكومة ليلتقي دي ميستورا، الأربعاء المقبل، بعد لقاء سيجمع المبعوث الدولي مع وفد الهيئة العليا للتفاوض يوم الثلاثاء. في هذا الشأن قال الجعفري “سننتقل الآن إلى مرحلة الإعداد الجيد للقاء الثاني مع دي ميستورا وسيتم يوم الأربعاء القادم، وغدا يفترض أن يلتقي دي ميستورا الوفود الأخرى على أمل أن تكون استكملت وحضرت إلى جنيف وفق القرارات الأممية وبياني فيينا”. وتابع “كل القرارات والتفاهمات تتحدث عن ضرورة تمثيل أوسع طيف من المعارضة السورية في الحوار.. ننطلق من إحساسنا بالمسؤولية تجاه شعبنا ووطننا وهذه المسؤولية شكل من أشكال القوة التي منحها إيانا الشعب السوري لتمثيله في هذه الجولة من الحوار السوري السوري.. وسأدلي بحديث أوسع يوم الأربعاء القادم”.

وكان دي ميستورا قد أعلن انطلاق الجولة الأولى -من أصل ثلاث- من محادثات السلام السورية في جنيف، مؤكداً على أن “سوريا تواجه لحظة الحقيقة”، وأنه لا توجد “خطة بديلة” عن المحادثات سوى العودة إلى الحرب.

وعبّر دي ميستورا، في مؤتمر صحافي في مقر الأمم المتحدة في جنيف، عن أمله في أن تُنتج المحادثات “خريطة طريق” واضحة لمستقبل سوريا، مؤكداً أنه لن يتردد في طلب تدخل الولايات المتحدة وروسيا ومجلس الأمن إذا “لم نر في هذه المحادثات أو في الجولات القادمة أي بادرة عن الاستعداد للتفاوض”.
وأوضح المبعوث الدولي، الذي يقود وساطة بين ممثلين عن المعارضة والحكومة السورية، أن الجولة الحالية تنتهي في 24 أذار/مارس، على أن تعقبها استراحة لمدة أسبوع أو عشرة أيام، ومن ثم جولة جديدة من أسبوعين، تعقبها استراحة، وبعد الاستراحة الثانية تكون الجولة الثالثة.
وأشار دي ميستورا إلى أن أول لقاء سيكون الإثنين مع وفد النظام السوري، موضحاً أن هناك خريطة طريق محددة بشأن المحادثات السورية، حيث الانتقال السياسي في سوريا هو الأساس.
وفي السياق، شدّد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، الإثنين، على ضرورة ألا يضع أي جانب مشارك في المحادثات “مهلاً لا أساس لها”، مجدداً موقف بلاده الداعي إلى إشراك جميع القوى السياسية في المحادثات، خاصة الأكراد.
إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، استعداد موسكو للتعاون والتنسيق مع “الحلف الدولي” الذي تقوده الولايات المتحدة في معركة تحرير الرقة من سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”. وقال لافروف في تصريحات تلفزيونية، نقلتها وكالة “انترفاكس” الروسية الإثنين، إن الأميركيين اقترحوا “في مرحلة ما”، تقسيم العمل، بحيث “يركز سلاح الجو الروسي على تحرير تدمر بينما يركز التحالف الأميركي بدعم روسي على تحرير الرقة”.
وكان تصريح وزير الخارجية السوري وليد المعلم، حول رفض التطرّق خلال محادثات جنيف إلى مصير بشار الأسد أو الانتخابات الرئاسية، قد أثار انتقاد وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الذي اعتبر، بعد انتهاء لقاء جمعه مع نظرائه الأوروبيين في باريس، الأحد، أن هذه التصريحات “تحاول بوضوح عرقلة عملية التفاوض”، وتتعارض مع مقاربة حلفاء النظام، أي روسيا وإيران، لضرورة حدوث عملية انتقال سياسي وإجراء انتخابات رئاسية في الوقت ذاته”.
واعتبر كيري أنه “ينبغي أن يشعر (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين بالقلق بسبب حقيقة أن الأسد يغرّد خارج السرب ويرسل وزير خارجيته كي يتصرف كمخرّب ويسحب من على طاولة المحادثات ما وافق عليه الرئيس بوتين والإيرانيون”.
وأضاف كيري “إذا اعتقد النظام وحلفاؤه انهم قادرون على اختبار صبرنا أو التصرف بطريقة تطرح تساؤلات حول تعهداتهم، من دون أن يترك ذلك عواقب وخيمة على التقدم الذي حققناه، فإنهم واهمون”.

“الفرقة 13”: أُكلنا يوم أُكل الثور الأبيض
منهل باريش
أحكمت “جبهة النصرة”، فجر الأحد، سيطرتها على مدينة معرة النعمان، ومقرات “الفرقة 13” التابعة للجيش الحر. وقتلت “النصرة” 7 مقاتلين من الفرقة، وأصيب 20 بجروح. فيما لايزال مصير عشرات الأسرى من الفرقة لدى الجبهة مجهولاً.

وشنّت “جبهة النصرة” هجوماً مفاجئاً وسريعاً ومتزامناً على مقرات “الفرقة 13” في حيش وخان شيخون، وسيطرت على مقر “لواء البخاري” الذي يقوده النقيب علي سلوم، في حيش جنوبي معرة النعمان. كما أوقفت “النصرة” قائد مقر الفرقة في خان شيخون الرائد مصطفى الكنج، الذي نأى بنفسه ومقاتليه عن الصدام مع الجبهة.

واقتحمت “جبهة النصرة” مقر “الفرقة 13” في بلدة الغدفة شرقي معرة النعمان، وأسرت قائده مشهور الأحمد، مع عدد من مقاتليه، بعد مقاومة دامت أكثر من ساعتين. وسيطر بعد ذلك مقاتلو “النصرة” على المقر وأفرغوا محتوياته من ذخيرة وأسلحة وآليات.

وبدأت “جبهة النصرة” العملية العسكرية ضد “الفرقة 13″، بكمين محكم لنائب قائد الفرقة الشيخ خالد قيطاز خلال توجهه من معرة النعمان باتجاه حيش، وقامت “النصرة” باطلاق النار على سيارته والسيارة التي ترافقه، ثم أجبروه على التوقف واقتادوه أسيراً. ويدلل استهداف قيطاز أولاً ومن ثم بدء الهجوم على الفرقة، أن “النصرة” خططت لهذا العمل بشكل دقيق.
فـ”النصرة” تدرك أهمية قيطاز وقوته، وأرادت ارباك صفوف المقاتلين بعملية أسره، وهو ما حصل فعلاً، بعدما وجد مقاتلو “الفرقة 13” أنفسهم في مدينة معرة النعمان، محاصرين لا يعلمون شيئاً عن قائدهم الميداني الذي اختفى بعد خروجه من المدينة.

بعد محاصرة المعرة، دعا رئيس “المحكمة الشرعية” فيها أحمد علوان، المدنيين إلى الخروج في مظاهرات تجوب الشوارع وتسد مداخل المعرة، لمنع “البغاة والخوارج” من السيطرة على المدينة. كلمة علوان التي جاءت في شريط مسجل، وصفت بيان “النصرة” الذي اتهم “الفرقة 13″ باقتحام مقار الجبهة، ب”كذب وتزوير”.

وكانت “النصرة” قد أصدرت بياناً وزعته مؤسسة “المنارة البيضاء” الناطقة باسم “النصرة”، عبر “تلغرام”، واتهمت فيه “الفرقة 13” باقتحام “مقرات جبهة النصرة في مدينة معرة النعمان، ولم تكتف بذلك بل قامت باقتحام بعض بيوت عناصر جبهة النصرة في المدينة واعتدت عليهم بالضرب ثم قامت باعتقالهم. وندعو جميع العقلاء لتدارك الوضع حقناً للدماء وتصحيحاً لإتجاه بنادق المجاهدين”.

في المقابل، أصدرت “الفرقة 13″، بياناً نفت فيه “أقاويل (النصرة) جملة وتفصيلاً،” وأكدت استعدادها “في الدفاع عن أنفسنا من أي إعتداء”.

إلى ذلك، ومع غياب سبب مقنع للقضاء على “الفرقة 13″، يُرجح مراقبون أن السبب هو المظاهرات الشعبية التي خرجت في معرة النعمان، وحضرها قائد الفرقة المقدم أحمد السعود، وألقى فيها كلمة نارية ضد كل “الظالمين والمستبدين”. ليقوم عناصر من “النصرة” بالإعتداء على المظاهرة التي خرجت الجمعة.

ويأتي الهجوم على “الفرقة 13″، كخامس اختبار لفصائل الجيش الحر، التي تقف متفرجة على “جبهة النصرة” وهي تفتك بها، من دون أن ينبس أحدهم ببنت شفة.

ولعل المقدم أحمد سعود، قائد الفرقة، بات يُدرك بأنه حين سمح سابقاً بفتح الطريق أمام “النصرة” من معرة النعمان إلى جبل الزاوية، للقضاء على “جبهة ثوار سوريا”، فإنه يتحمل اليوم تبعات ذلك الأمر. ولسان حال الآخرين الذين صمتوا عندما قامت “جبهة النصرة” و”جند الأقصى” بالقضاء على تنظيمات كبيرة في الجيش الحر، أنهم أكلوا يوم أكل الثور الأبيض، وأنهم في انتظار “جبهة النصرة” ليسلموا لها سلاحهم ومقراتهم.

ومن اللافت أيضاً، الصمت المطبق الذي التزمه قادة “حركة أحرار الشام الإسلامية” التي لم يخرج منها أي موقف باستثناء القائد العسكري البارز حسام سلامة، الذي طالب شرعي “النصرة” أبو ماريا القحطاني، بالتدخل لتحكيم الشرع في الخلاف. على العكس، استوعبت الحركة 100 مقاتل من “جبهة النصرة” بين صفوفها، أعلنوا التحاقهم بها، خوفاً من انتقام مقاتلي “الفرقة 13” المرابطين في ريف حلب الشمالي المحاصر، في مارع وأعزاز. ويبلغ تعداد مقاتلي الفرقة هناك المئات.

المعطيات الأولية تشير إلى أن “جبهة النصرة ” تدرك مخاطر ومآلات العملية السياسية، وتتحسس بأنها المقصودة من وقف “العمليات العدائية”، ولذا فهي تحاول زيادة رقعة سيطرتها في محافظة إدلب على حساب فصائل الجيش الحر، قبل أي هجوم جوي محتمل قد يشنه الروس أو قوات التحالف عليها.

يذكر أن الفصائل التي طالما طالبت المجتمع الدولي بعدم قصف “النصرة”، ستقع في إحراج كبير للغاية بعد اليوم. ولعل ذلك سيُعقد من الاصطفافات بالنسبة لبعض الفصائل الإسلامية التي لا يمكن أن تدافع عن “النصرة” وهي تفتك ببقية الفصائل.

المعارضة تتقدم في ريف حماة
عبدالله الحموي
تمكنت قوات المعارضة، السبت، من تحرير قرية الصخر وصوامعها في ريف حماة الشمالي، وبحسب قياديين في المعارضة فقد جاء هذا التقدم رداً على الانتهاكات المتكررة لقوات النظام وخرقها لـ”وقف الأعمال العدائية” منذ الإعلان عنها في 27 شباط/فبراير. وواصلت قوات النظام استهداف قرى ريف حماة بالغارات الجوية طيلة فترة الهدنة، وكان لكفر زيتا وبلدة الهبيط واللطامنة النصيب الأكبر من الغارت.
وتمكنت فصائل المعارضة من إسقاط طائرة حربية لقوات النظام بالمضادات الأرضية، وتقدمت بعدها باتجاه قرية الصخر، وسيطرت عليها وعلى صوامع كفرنبودة المجاورة، بعد ساعتين من بدء الاشتباكات. وأسفرت المعارك عن مقتل وجرح عدد من قوات النظام، بالإضافة إلى تدمير دبابتين وعربة “BMB” وعدد من الرشاشات.

وشارك في المعركة كل من “جيش العزة” و”جيش التحرير” و”جيش الإيمان” و”جيش النصر” و”لواء الإيمان” و”جبهة شام”، وبعض الفصائل الأخرى.

وقال مدير المكتب الإعلامي لـ”جيش النصر” محمد رشيد، لـ”المدن”، إن تقدم المعارضة هدفه تحصين مواقعها التي استمرت قوات النظام بالاعتداء عليها أثناء الهدنة. وقام “جيش النصر” بالاشتراك مع فصائل معارضة، بالهجوم على مواقع لقوات النظام في ريف حماة الشمالي على محور قرى المغير والصخر والحماميات، في ساعات الصباح الأولى، وتمّكنت المعارضة من تدمير دبابة بصاروخ “تاو” وعربة “BMB” على حاجز المزرعة غربي قرية الحماميات في ريف حماة الشمالي، بالإضافة إلى دبابة على حاجز صفوان في جبهة المغير بصاروخ “فاغوت” وتدمير رشاشين عيار “14.5” على جبهة المغير، وتدمير رشاشي “دوشكا” وناقلة جند على حاجز المغير محملة بعناصر لقوات النظام، واغتنام دبابة ورشاشين “14.5” وأسلحة خفيفة متنوعة.

وقال القائد العسكري في “جيش التحرير” مهدي الفضل، لـ”المدن”، إنه بعدما حاولت قوات النظام التقدم نحو مدينة كفرنبودة قامت الفصائل المشاركة بصد هذا الهجوم، واستطاعوا تحرير كل من الصخر وتل الصخر وحاجز الصوامع وحاجز بيت أبو عماش وحاجز الخزان وحاجز مدرسة الضهرة وحاجز بيت تمام وحاجز بيت حابس.

وأكد الفضل، أن الفصائل المشاركة لم تقم بالتقدم إلى نقاط قوات النظام إلا بعد أكثر من محاولة تقدم لقوات النظام إلى مواقع المعارضة، مشيراً إلى أنهم قاموا بتوثيق أكثر من 40 خرقاً للهدنة خلال اليوميين الماضيين.

وقال الراصد في “المرصد 80” التابع للمعارضة في ريف حماة أبو حمز خطابي، لـ”المدن”، إنه ترافقت مع الإشتباكات التي دارت بين قوات المعارضة النظام، غارات مكثفة من طيران النظام الحربي، استهدفت بلدة كفرنبودة، وتمّكنت الفصائل المشاركة من إسقاط طائرة حربية من طراز “ميغ 21” وقتل قائدها، بعدما كانت تشارك في الغارات الجوية التي استهدفت كفرنبودة والقرى المحيطة بها. واعترفت قوات النظام عبر وسائل الإعلام الخاصة بها، بمقتل قائد الطائرة العقيد موسى تريكمان.

بدوره، أوضح مراسل وكالة “أنباء العاصي” إياد أبو الجود، لـ”المدن”، أن قرية المغير تقع في ريف حماة الشمالي الغربي على تلة استراتيجية إلى الجنوب الغربي من مدينة كفرنبودة غربي مدينة سقيلبية، وتعتبر خط الدفاع الأول في ريف حماة الغربي.

واعتبر أبو الجود أن أهمية المغير تكمن في فتحها أبعاداً جديدة للمعركة، بحيث يصبح في الإمكان تحرير مدينة كرناز التي تصبح تحت مرمى المعارضة، وقرية الحماميات الواقعة شرقي مدينة كفرزيتا. وفي حال تم تحرير كرناز والحماميات سينكسر القوس الدفاعي الذي بنته قوات النظام قبل عامين في ريف حماة الغربي، ما سينقل المعركة إلى مرحلة جديدة، وهي تحرير تلال الشيخ حديد وصلبا وملح الاستراتيجية في ريف حماة الغربي، وصولاً إلى قرية الجلمة وقرية تلة ومدينة السقيلبية.

وأفادت “حركة أحرار الشام الإسلامية” عبر حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي، عن استهداف معاقل قوات النظام ومليشياته في مدينة السقيلبية وعين الكروم ومعسكر بريديج في ريف حماة، بصواريخ “غراد” رداً على الاعتداءات.

من جهة أخرى، صدر بيان عن معظم القوى والفعاليات الثورية في ريفي حماة وإدلب/ مساء السبت، نفى صحة المصالحات التي يزعم النظام إجراءها في المناطق المحررة، جملة وتفصيلاً. وكان التلفزيون الرسمي قد بثّ ما أسماه “لقاء مصالحة مع أهالي ريف حماة الشمالي الغربي”، وتحدث عن تسليم عدد من المقاتلين لأسلحتهم من أجل تسوية أوضاعهم. وهو الأمر الذي نفاه بشدة أهالي المنطقة والفعاليات الثورية والمدنية فيها.

وصدر البيان بعد اجتماع معظم رؤساء “المجالس المحلية” وأعضاء مجلسي محافظتي حماة وإدلب، وممثلين عن القبائل في الريف الشرقي، وعدد من وجهاء الريفين الحموي والإدلبي، بالإضافة لحضور قائد “جيش العزة” الرائد جميل الصالح.

هل يعلن “الاتحاد الديموقراطي”الكردي الفيدرالية في النيروز؟
سميان محمد
علمت “المدن” من مصادر خاصة في “الإدارة الذاتية”، بأن حزب “الاتحاد الديموقراطي” سيعلن في 21 آذار/مارس الحالي، ربطاً للكانتونات الكردية الثلاثة؛ الجزيرة وكوباني وعفرين، بعضها ببعض، ضمن نظام حكم فيدرالي.

أحد قياديي الصف الأول في “الاتحاد الديموقراطي”، قال لـ”المدن” إن ذكرى النيروز للعام الحالي ستكون “نيروز الإعلان عن النظام الفيدرالي”، مضيفاً بأن رئيس إقليم كردستان العراق مسعود برزاني، بارك النظام الفيدرالي وأثنى عليه في سوريا.

وأشار المسؤول الحزبي الكردي بأن المشروع الفيدرالي كان ضمن استراتيجية “الاتحاد الديموقراطي” إلا أن الظروف الموضوعية لم تكن مؤاتية للإعلان عنه. وأشار إلى الاتفاقية التي أُبرمت بين “الاتحاد الديموقراطي” و”المجلس الوطني الكردي” في مدينة أربيل العراقية برعاية إقليم كردستان نهاية العام 2013، حيث اتفق فيها الطرفان على تبني الفيدرالية كحل للقضية الكردية في سوريا.

الظروف الموضوعية التي تحدث عنها المسؤول الكردي جاءت بعد التوافقات الأميركية-الروسية حول وضع الأكراد في سوريا، خاصة الدعم الروسي للنظام الجمهوري الفيدرالي، حيث صرح نائب وزير الخارجية الروسي بأن بلاده تؤيد إقامة نظام جمهوري فيدرالي على غرار نظام الحكم في روسيا. بالإضافة إلى تطور التنسيق العسكري الروسي-الأميركي، إلى درجة التواجد المشترك لقواتهما في قواعد عسكرية في ريفي المالكية وكوباني.

ورفع “الاتحاد الديموقراطي” الذي كان يحمل شعار “الأمة الديموقراطية” شعار الفيدرالية لأول مرة في خطابه السياسي في ندوة أقامها القيادي في الحزب آلدار خليل، منتصف شباط/فبراير 2016 في مدينة القامشلي. خليل أكد بأن “الاتحاد الديموقراطي” يستعد لمشروع الفيدرالية في سوريا، وإنه يسعى لتطوير سوريا نحو سوريا اتحادية ديموقراطية، وبأن هذا النموذج سيحتذى به في عموم المنطقة.

التغيير في سياسة “الاتحاد الديموقراطي” لاقى مباركة من قيادة إقليم كردستان، حيث أعلنت رئاسة الإقليم في بيان رسمي لوسائل الإعلام، مطلع أذار/مارس، عن دعمها للأصوات المطالبة بأن تكون سوريا “دولة فيدرالية”، داعية الأحزاب الكردية في سوريا إلى توحيد موقفها تجاه هذا المطلب.

وشهدت مناطق “الإدارة الذاتية” خلال شهري شباط وأذار، تطورات نوعية على مختلف الأصعدة، وسيطرت القوة العسكرية لـ”الاتحاد الديموقراطي”، “وحدات حماية الشعب”، على مدينة الشدادي جنوبي مدينة الحسكة. والشدادي تمتاز بثقل اقتصادي واستراتيجي، كونها أهم رابط لتنظيم “الدولة الإسلامية” بين سوريا والعراق، بالإضافة إلى احتوائها على حقول الجبسة التي تعتبر من أهم حقول الغاز في سوريا. وعززت “وحدات الحماية” سيطرتها على مدينة تل أبيض العربية في محافظة الرقة، في إجراء احترازي لمنع أي تمرد من أهالي المنطقة على سلطة “الاتحاد الديموقراطي”. وجاء ذلك بالتزامن مع تعزيز الولايات المتحدة لوجودها العسكري في المناطق الكردية، بتأسيس قاعدة عسكرية ومطار عسكري في كوباني في ريف حلب الشرقي.

وحشد “الاتحاد الديموقراطي” لخطابه السياسي، دعماً سياسياً من أحزاب كردية صغيرة، معظمها مشارك في “الإدارة الذاتية”، وذلك بهدف إضعاف التمثيل الكردي في “الائتلاف الوطني” المعارض، ضمن مفاوضات “جنيف-3”. ودفع “الاتحاد الديموقراطي” بتلك الأحزاب لتوحيد صفوفها، ضمن إطارين؛ الأول يحمل طابعاً قومياً باسم “التحالف الوطني الكردي” ويضم خمسة أحزاب صغيرة بقيادة حزب “الوحدة الكردي” الذي يترأسه الكردي العلوي محي الدين شيخ الي، والثاني إطار ماركسي باسم “تجمع اليساريين الليبراليين” ويضم أيضاً خمسة أحزاب تعرف في الشارع الكردي بأنها أحزاب “فايسبوكية” برئاسة محمد موسى، المقرب من نائب رئيس الوزراء السابق قدري جميل.

وعبّر الإطاران الجديدان، في بياني مؤتمريهما التأسيسيين عن تأييدهما لسياسات “الاتحاد الديموقراطي” وانتقادهما لسياسات “المجلس الوطني الكردي”.

من جهة أخرى، اجتمعت “المنسقية العامة” لـ”الإدارة الذاتية” للكانتونات الثلاثة، السبت، في مدينة القامشلي، وانبثق عن الاجتماع تشكيل لجنة تحضيرية لعقد مؤتمر تأسيسي لمناقشة وإقرار نظام الإدارة المقبلة للمناطق الخاضعة لسيطرة “الاتحاد الديموقراطي”.

ومهمة اللجنة المشكلة عقد اجتماعات مكثفة مع ممثلي مكونات الشمال السوري وممثلي كافة الأحزاب، والحركات والتنظيمات السياسية، وإعداد ورقة لنظام الإدارة المقبل لشمال سوريا، لمناقشتها خلال المؤتمر التأسيسي وتوجيه الدعوات للمشاركة في المؤتمر المزمع عقده قريباً.

ويُرجح مراقبون حضور ممثلين عن “تيار الغد” الذي أعلنه مؤخراً رئيس “الإئتلاف الوطني” الأسبق أحمد الجربا، المُقرب من رئاسة إقليم كردستان، للمؤتمر المزمع عقده، كممثل سياسي عن عرب الجزيرة، ومن ثم انضمامه إلى فيدرالية الشمال المزمع إعلانها قريباً.

إدارياً، رفع “الاتحاد الديموقراطي”، الخميس، مسودة قرار تأسيس مصرف مركزي إلى “المجلس التشريعي” في “الإدارة الذاتية”، ما يُفسر بأنه سعي لاستقلال اقتصادي للكانتونات الكردية. كما تقوم الإدارات الذاتية بتعزيز علاقاتها التجارية مع إقليم كردستان، وسبق أن فتحت قبل شهور معبراً برياً بالإضافة إلى معبر سيمالكا المائي.

وتشكل مناطق “الإدارة الذاتية” قوة اقتصادية، تؤهلها لقيام كيان سياسي مستقل، ويُقدر الانتاج النفطي لها بـ250 ألف برميل يومياً، وكميات كبيرة غير معروفة من الغاز، بالاضافة إلى وجود أرض خصبة صالحة لزراعة المحاصيل الاستراتيجية كالقمح و القطن والزيتون تقدر بـ18 ألف كيلومتر مربع، فضلاً عن وجود موارد مائية ضخمة مع عشرة سدود. وتتربع المنطقة على مخزون كبير من المياه الجوفية، تُشكل 55 في المئة من مجموع مخزون سوريا المائي. مردود تلك الموارد الاقتصادية، تقديرياً، يفوق 10 مليارات دولار سنوياً.

وإذا تم إعلان الفيدرالية في 21 آذار/مارس، فإنها ستضم أيضاً المناطق العربية التي تربط بين الكانتونات الثلاثة. ويفصل بين كانتوني الجزيرة وكوباني منطقة تل أبيض، ويفصل بين كانتوني عفرين وكوباني منطقتي أعزاز وجرابلس. ما قد يغير سير المفاوضات القادمة في جنيف، من مناقشة موضوع الحكومة الانتقالية، إلى فرض موضوع الفيدرالية، الذي روّج له الروس والأميركيون خلال الفترة الماضية.

«تركي الفيصل» يفتح النار على «أوباما»: لا خطوط حمراء وانحرفت بالهوى لإيران
انتقد الأمير السعودي «تركي الفيصل»، الرئيس السابق للمخابرات السعودية، الذي عمل أيضا سفيرا للسعودية لدى واشنطن ولندن، في رسالة مفتوحة، التصريحات المنسوبة للرئيس الأمريكي «باراك أوباما»، التي انتقد فيها دور الرياض الإقليمي.

ووصف «أوباما»، في تصريحاته لمجلة «ذي أتلانتيك» الأسبوع الماضي، السعودية بأنها تغرد خارج السرب فيما يتعلق بالسياسة الخارجية الأمريكية، وانتقد ما يراه تمويلا للرياض لعدم التسامح الديني، ورفضها التوصل إلى تكيف مع إيران.

وكتب «الفيصل» في رسالته المفتوحة، التي نشرتها «آراب نيوز» المحلية، التي تصدر بالإنجليزية اليوم الاثنين، «لا يا سيد أوباما نحن لا نغرد خارج السرب».

وعدد «الفيصل» مواقف الرياض، منها دعم جماعات المعارضة السورية، التي تحارب تنظيم «الدولة الإسلامية»، والمساعدات الإنسانية التي تقدمها للاجئين في المنطقة، وتشكيلها تحالفا إسلاميا مناهضا للإرهاب.

وتمر العلاقات بين الحليفتين القديمتين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية بعثرات منذ عام 2011 حين اندلعت الثورات العربية، وخطأت الرياض واشنطن لعدم بذلها مجهودا أكبر لمنع الإطاحة بالرئيس المصري الأسبق «حسني مبارك.»

وتابعت الرياض منذ ذلك الحين بانزعاج توصل «أوباما» لاتفاق مع خصمها الإقليمي إيران بشأن برنامجها النووي، وحين رفض اللجوء إلى شن ضربات جوية ضد رئيس النظام السوري «بشار الأسد»، حليف طهران، عقب هجوم بالغاز السام في دمشق.

وخلال المقابلة، قال «أوباما» إنه لا يعتقد أن الولايات المتحدة كان بوسعها تحقيق نتائج ذات معنى دون الالتزام بعدد كبير من القوات البرية، وصرح بأن المنافسة بين الرياض وطهران ساهمت في إذكاء حروب بالوكالة في المنطقة كلها.

ورغم أن «الفيصل» لا يتقلد حاليا أي منصب رسمي في المملكة، إلا أن العارفين ببواطن الأمور يقولون إن آراءه تعكس عادة آراء كبار الأمراء، وهي مؤثرة في دوائر السياسة الخارجية في الرياض.

وفي رسالته، سأل «الفيصل»، «أوباما» عما إذا كان «مال لإيران كثيرا بدرجة يساوي فيها بين 80 عاما من الصداقة الدائمة بين المملكة وأمريكا وبين قيادة إيرانية ما تزال تصف أمريكا بأنها العدو الأكبر وتستمر في تسليح وتمويل ودعم ميليشيات طائفية في العالمين العربي والإسلامي».

الملك «عبدالله» يقلب الطاولة!
وقال «الفيصل»: «نحن لسنا من يمتطي ظهور الآخرين لنبلغ مقاصدنا، نحن من شاركناك معلوماتنا التي منعت هجمات إرهابية قاتلة على أمريكا، نحن المبادرون إلى عقد الاجتماعات التي أدت إلى تكوين التحالف، الذي يقاتل فاحش (داعش)، ونحن من ندرب وندعم السوريين الأحرار، الذين يقاتلون الإرهابي الأكبر، «بشار الأسد، والإرهابيين الآخرين: النصرة وفاحش، حن أكبر متبرع للنشاطات الإنسانية التي ترعى اللاجئين السوريين واليمنيين والعراقيين، نحن من يحارب العقائد المتطرفة التي تسعى لاختطاف ديننا، وعلى كل الجبهات».

وأضاف: «نحن الممولون الوحيدون لمركز مكافحة الإرهاب في الأمم المتحدة، الذي يجمع القدرات المعلوماتية والسياسية والاقتصادية والبشرية من دول العالم».

وتابع: «نحن من يشتري السندات الحكومية الأمريكية ذات الفوائد المنخفضة التي تدعم بلادك، نحن من يبتعث آلاف الطلبة إلى جامعات بلادك، وبتكلفة عالية، لكي ينهلوا من العلم والمعرفة، نحن من يستضيف أكثر من ثلاثين ألف مواطن أمريكي، وبأجور مرتفعة، لكي يعملوا بخبراتهم في شركاتنا وصناعاتنا».

وقال: «إن وزيري خارجيتك ودفاعك شكرا علنا، وفي مناسبات عدة، التعاون المشترك بين بلدينا، إن وزارة خزانتك امتدحت، عدة مرات، إجراءات المملكة في كبح أي تمويل يمكن أن يصل إلى الإرهابيين».

وأضاف: «لقد التقى بك ملكنا سلمان، في سبتمبر/أيلول الماضي، وقبل أن تخرج تأكيداتك بأن الاتفاق النووي الذي عقدته مع القيادة الإيرانية سيمنعها من تطوير السلاح النووي إلى مدى الاتفاق، ولقد أكدت أنت: دور المملكة القيادي في العالمين العربي والإسلامي، أنت وملكنا أكدتما على وجه الخصوص، ضرورة مناهضة النشاطات الإيرانية التخريبية».

وتابع: «الآن تنقلب علينا وتتهمنا بتأجيج الصراع الطائفي في سوريا واليمن والعراق، وتزيد الطين بلة بدعوتنا إلى أن نتشارك مع إيران في منطقتنا، إيران التي تصفها أنت بأنها راعية للإرهاب، والتي وعدت بمناهضة نشاطاتها التخريبية».

وقال في رسالته التي وجهها لـ«أوباما»: «هل هذا نابع من استيائك من دعم المملكة للشعب المصري، الذي هب ضد حكومة الإخوان المسلمين التي دعمتها أنت؟ أم هو نابع من ضربة مليكنا الراحل عبدالله، على الطاولة في لقائكما الأخير، حيث قال لك: لا خطوط حمراء منك، مرة أخرى، يا فخامة الرئيس، أم إنك انحرفت بالهوى إلى القيادة الإيرانية إلى حد أنك تساوي بين صداقة المملكة المستمرة لثمانين عاما مع أمريكا، وقيادة إيرانية مستمرة في وصف أمريكا بأنها العدو الأكبر والشيطان الأكبر، والتي تسلح وتمول وتؤيد الميليشيات الطائفية في العالمين العربي والإسلامي، والتي ما زالت تؤوي قيادات القاعدة حتى الآن، والتي تمنع انتخاب رئيس في لبنان من قبل حزب الله المصنف من حكومتك بأنه منظمة إرهابية، والتي تمعن في قتل الشعب السوري العربي؟».

وقال: «لا، يا سيد أوباما نحن لسنا من أشرت إليهم بأنهم يمتطون ظهور الآخرين لنيل مقاصدهم، نحن نقود في المقدمة ونقبل أخطاءنا ونصححها، وسنستمر في اعتبار الشعب الأمريكي حليفنا، ولن ننسى عندما حمي الوطيس وقفة جورج هربرت ووكر بوش معنا، وإرساله الجنود الأمريكيين ليشتركوا معنا في صد العدوان الصدامي على الكويت، حين وقفوا مع جنودنا كتفا لكتف، يا سيد أوباما، هذا نحن».

«أيمن نور»: حزب «الجربا» يدعو لتقسيم سوريا ومراقبون: حضور «دحلان» دليل دعم إماراتي
أعرب السياسي المصري رئيس حزب غد الثورة «أيمن نور» عن قلق الحزب من قيام القاهرة بتبني تأسيس «أحمد الجربا» الرئيس السابق لـ«الائتلاف السوري» المعارض حزبا سوريا على الأراضي المصرية، متعجبا من حضور القيادي الفلسطيني المفصول من حركة فتح «محمد دحلان»، لافتا إلى أن «هذا الحزب يدعم تقسيم سوريا».

«نور» قال في تغريدة له عبر صفحته الشخصية على «تويتر»: «ينظر حزب غد الثوره بعين القلق تجاه قيام القاهرة بتبني تأسيس الجربا لحزب سوري باسم الغد علي أرضها وبحضور دحلان!! يدعم الحزب الجديد تقسيم سوريا».

وكان «أحمد الجربا»، الرئيس السابق لـ«الائتلاف السوري» المعارض قد أطلق الجمعة، تيار «الغد السوري» المعارض من القاهرة، بحضور وزير الخارجية المصري «سامح شكري»، وممثل عن السفارة الروسية في القاهرة، وبمشاركة ممثلين عن قوى «14 آذار» اللبنانية، منهم «عقاب صقر»، إضافة إلى «محمد دحلان»، الرئيس السابق لجهاز الأمن الوقائي الفلسطيني، الذي يعمل حاليا، مستشارا للشؤون الأمنية، لدى ولي عهد أبوظبي الشيخ «محمد بن زايد آل نهيان»، وكذلك حضر ممثل عن رئيس إقليم كردستان العراق، «مسعود بارزاني».

«دحلان» والدعم الإماراتي
وكان لافتا تقديم متحدث باسم التيار في مؤتمره التأسيسي الأول الشكر للنائب «دحلان» لجهوده البارزة في دعم حل الأزمة في سوريا.

وأثنى المتحدث على جهود القيادي الفلسطيني في دعم القضية السورية وكذلك القضية الفلسطينية.

هذا، ولا يعرف ما علاقة «دحلان» المقيم في الإمارات بتأسيس هذا الحزب، الذي يعرف نفسه بأنه طيف سوري معارض جديد يسعى لحل الأزمة السورية بآليات واضحة وحاسمة، ووقف نزيف الدم السوري وعودة المهجرين إلى سوريا وتعمير البلاد التي تعاني من الخراب والدمار منذ أكثر من خمس سنوات.

ويرجح مراقبون أن حضور «دحلان يشير إلى أن الحدث بكامله تم برعاية الشيخ «محمد بن زايد»، ولي عهد أبوظبي، وأن «دحلان هو الممثل الشخصي له في هذا المشروع والمشرف على كافة تفاصيله التنظيمية والأمنية والمالية.

ويرجحون أن الدعم الإماراتي هو القوة الدافعة الأساسية وراء انطلاق مشروع «الجربا» وأن أبوظبي هي التي أمنت الغطاء السياسي (المصري وربما الروسي الإيراني السوري) للمشروع والغطاء الأمني، إضافة إلى التمويل والتنظيم.

نشطاء: دحلان مبعوث أبوظبي للإفساد
إلى ذلك علق عدد من الكتاب والنشطاء والمفكرين على حضور «دحلان» حفل تأسيس الحزب، فقال الأكاديمي السعودي «محمد الحضيف» «مشروع #الجربا_دحلان موجه ضد جهود المملكة لإنقاذ سوريا..سيفشل بإذن الله، لأن مشاريع الخيانة التي تسقى بأموال البترودولار ستندحر»، مضيفا «دحلان يتنقل في المنطقة العربية، كما يتنقل (قاسم سليماني) ! نفس المهمة، مع اختلاف الكفيل.. والممول».

أما أستاذ العلاقات الدولية والإعلام د.«سالم المنهالي» فقال «محمد بن دحلان مبعوث أبوظبي للإفساد تواجد اليوم في القاهرة خلال تدشين تيار الغد السوري الذي يدعو لتقسيم #سوريا !!!!».

أما «جابر الحرمي» رئيس تحرير صحيفة «الشرق» القطرية فقال «يمكن معرفة توجهات حزب الجربا من التالي: إعلانه بالقاهرة، دحلان أبرز الحاضرين، إشادته بالروس، بعد هذا .. اعرفوا الدور القادم للجربا».

إلى ذلك قال الناشط المصري المعارض للنظام في مصر «عمرو عبدالهادي» «دحلان!!،،، ائتلاف سوري سابق!!،،، اشادة بدور روسيا في سوريا!!،،، حينما يكون دور الإمارات و مصر مزدوج نرى هذا المشهد».

حساب «أس الصراع في الشام» علق قائلا «الشام ليست كمصر وتونس وليبيا ولاحتى اليمن ستلفظ خبثها ولن تسمح للجربا وأمثاله من صناعة دحلان بأن يطؤوا أرضهاالمباركة هؤلاء إلى مزابل التاريخ».

وقال حساب «معالي الربراري» «دحلان والجربا جنبا إلى جنب! ما الذي يريده صهاينة العرب من سوريا؟ ألا لعنة الله على المتآمرين وحسبنا الله ونعم الوكيل».
المصدر | الخليج الجديد

دي ميستورا يلتقي وفد النظام ويأمل خريطة طريق
بدأ المبعوث الدولي إلى سوريا ستفان دي ميستورا مباحثات جنيف3 بلقاء مع وفد النظام السوري قبل لقاءات أخرى مع الأطراف المشاركة في المحادثات، وعبر عن أمله أن تنتهي المحادثات بخريطة طريق، وقد أكد رئيس وفد النظام بشار الجعفري أنه أجرى محادثات بناءة مع المبعوث الأممي.

وقال دي ميستورا في مؤتمر صحفي قبيل الجلسة الأولى مع وفد النظام إن المحادثات ستكون من ثلاث جولات، ستنطلق الأولى منها اليوم وتستمر عشرة أيام وبعدها ستكون هناك استراحة في الرابع والعشرين من الشهر.

ووفقا للمبعوث الأممي ستعقب ذلك المرحلة الثانية ثم استراحة ثم المرحلة الثالثة و”في النهاية ستكون هناك خريطة طريق واضحة وليس اتفاقا، وشدد على أن المحادثات الحالية تمثل “لحظة الحقيقة” وأن النقطة الأساسية فيها هي الانتقال السياسي.

وأكد المبعوث أنه سيرد القضية إلى روسيا والولايات المتحدة ومجلس الأمن، إذا لم يكن هناك استعداد من الأطراف السورية للتفاوض في محادثات جنيف.

وأضاف أن “جدول الأعمال وضع استنادا إلى القرار الدولي 2254 وفي إطار توجيهات إعلان جنيف بالطبع”، دون أن يذكر تفاصيل إضافية عن جدول الأعمال.

وحذر المبعوث الدولي من أن البديل عن عدم نجاح المفاوضات هو استمرار الحرب، مشيرا إلى أن “الخطة ب” الوحيدة المتاحة هي العودة إلى الحرب، وربما إلى حرب أسوأ مما هي اليوم على حد تعبيره.

استمرار الخلاف
من جهته قال رئيس وفد النظام في المفاوضات بشار الجعفري إنه طرح أفكارا ورؤى على دي ميستورا بموجب العناصر الأساسية للحل السياسي، مؤكدا أنه أجرى محادثات إيجابية وبناءة مع المبعوث الأممي.

وأكد الجعفري للصحفيين أن وفد النظام قدم وثيقة بعنوان “العناصر الأساسية لحل سياسي” إلى دي ميستورا، مشيرا إلى أن المحادثات يجب أن تكون دون تدخل خارجي وبدون شروط مسبقة من أجل التوصل إلى حل “سوري سوري” على حد تعبيره.

ويأتي اللقاء بين وفد النظام إلى جنيف والمبعوث الدولي في إطار الجلسة الأولى من المفاوضات غير المباشرة. ويفترض أن يجتمع في وقت لاحق مع وفد المعارضة وكبير مفاوضيه محمد علوش، وهو أيضا الممثل السياسي لفصيل “جيش الاسلام”.

وتعقد المفاوضات وسط تباين كبير في وجهات النظر بين طرفي النزاع، لكن في ظل اتفاق لوقف الأعمال القتالية صامد إجمالا منذ 27 شباط/فبراير. ويستثني الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين موسكو وواشنطن ولقي دعما من مجلس الأمن، تنظيم الدولة الاسلامية وجبهة النصرة.

ويشكك كثيرون في إمكانية تحقيق تقدم سريع في المباحثات، ويبقى مصير الرئيس السوري بشار الأسد نقطة الخلاف المحورية بين الطرفين. إذ تتمسك المعارضة بأن لا دور للأسد في المرحلة الانتقالية، في حين يصر النظام على أن الرئيس “خط أحمر”.

وكان وفد المعارضة السورية قد أكد أمس الأحد مجددا بعيد وصوله إلى جنيف على ضرورة تشكيل هيئة للحكم الانتقالي يستبعد منها الأسد تماما. وقال عضو وفد المعارضة سالم المسلط إن الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية لن تقبل بحكومة وحدة وطنية يكون الأسد فيها رئيسا.

وتعترض دمشق بشدة على مناقشة هيئة الحكم الانتقالية، وتقول إن المعارضة تسيء تأويل بيان جنيف1 في ما يخص عملية سياسية انتقالية محتملة.

وفي موسكو، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن المفاوضات يجب “أن تشمل جميع قوى المعارضة”. ويطالب الروس بإشراك ممثلين عن الأكراد في المفاوضات، الأمر الذي ترفضه الهيئة العليا للمفاوضات وتركيا الداعمة للمعارضة.

لاجئون يدخلون مقدونيا والشرطة تعمل لإعادتهم لليونان
قالت مصادر أمنية مقدونية إن مجموعة من اللاجئين ممن كانوا في مخيم إيدوميني في اليونان دخلوا إلى مقدونيا وإن الجيش والشرطة تدخلا، وإنه يتم اتخاذ الإجراءات لإعادتهم إلى اليونان.
وكان نحو ألف مهاجر عالقين على الحدود بين اليونان ومقدونيا قد بدؤوا مسيرة على الأقدام باتجاه مقدونيا يوم الاثنين بحثا عن طريق بديل والالتفاف على سياج حدودي يحول دون عبورهم إلى مقدونيا، وقد سارعت الشرطة اليونانية إلى تطويقهم.

وسار اللاجئون والمهاجرون -وبينهم العديد من العائلات- من مخيم أيدوميني إلى قرية خاميلو على بعد نحو كيلومترين من الحدود مع مقدونيا. وقال مراسل وكالة الصحافة الفرنسية إنهم كانوا يحملون أمتعتهم وعبروا التلال ونهرا للوصول إلى القرية.

وتقطعت السبل بنحو 12 ألف شخص على الأقل في ظل أوضاع قاسية منذ أن أغلقت مقدونيا وسلوفينيا وكرواتيا وصربيا طريقا ينقلهم شمالا عبر ما يعرف باسم مسار غرب البلقان الأسبوع الماضي.

وفي وقت سابق الاثنين ذكرت وزارة الداخلية المقدونية أنها عثرت على جثث رجلين وامرأة غرقوا في نهر سوفا ريكا القريب من الحدود، ويعتقد أنهم لاجئون حاولوا دخول مقدونيا بطريقة غير قانونية.

وسيجتمع زعماء الاتحاد الأوروبي وتركيا للمرة الثانية في الشهر الجاري بهدف توقيع اتفاقية لوقف تدفق اللاجئين والهجرة غير الشرعية من تركيا إلى أوروبا عبر اليونان.

لكن المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة أعرب عن قلقه الأسبوع الماضي من أن مسودة اتفاقية الاتحاد الأوروبي وتركيا قد تؤدي “لطرد جماعي وإجباري” للاجئين وهو أمر ممنوع وفقا للقانون الدولي.

غارديان: روسيا وأميركا يمكنهما فرض السلام بسوريا
ركزت عناوين بعض الصحف البريطانية اليوم على الحرب في سوريا، وأهمية دور روسيا وأميركا في إحلال السلام فيها، وموقف المعارضة في هذه المعادلة، وتحذير المبعوث الأممي من أن تنظيم الدولة هو الرابح الوحيد في سوريا.
فقد استهل تشارلز غلاس مقاله بصحيفة غارديان بأن “روسيا وأميركا لديهما الآن القدرة على فرض السلام في سوريا”.

ويقول الكاتب إنه على الرغم من التأجيل المتكرر للجولة الثالثة من مفاوضات جنيف بين نظام الأسد والمعارضة المدعومة من الغرب فإن جولة اليوم تتم لأن روسيا وأميركا تريدان ذلك، ويبدو أنهما قد أدركتا أخيرا أن العقبة التي كانت في الجولتين السابقتين -وهي مصير الرئيس الأسد- لم تعد تستحق عناء استمرار الحرب الأهلية في سوريا.

لكنه أردف أنه إذا قرأ الطرفان من الأوراق المكتوبة أمامهما كما حدث في الجولتين السابقتين فستنتهي المفاوضات إلى فشل آخر.

وأوضح الكاتب أن الجميع أدرك أن هذه الحرب التي تجري بين روسيا والولايات المتحدة في سوريا بالوكالة قد خرجت عن السيطرة، خاصة بعدما تعرضت أوروبا لهذه الموجة الهائلة من اللاجئين التي تهدد وحدة الاتحاد الأوروبي الهشة، كما أنها أدت لامتداد الصراع إلى العراق وتهدد باندلاعه في لبنان والأردن.

وختم بأنه إذا قدر لهذه الحرب أن تنتهي فإن على الدول التي أشعلتها أن تفرض حلا في جنيف.
وفي السياق، كتبت صحيفة فايننشال تايمز أن تثبيت وقف إطلاق النار في سوريا يجب أن يكون الأولوية العظمى بعد هذه الحرب التي دامت نحو خمس سنوات وأودت بحياة الآلاف وشردت الملايين داخل وخارج البلاد.

وترى الصحيفة أن بإمكان المعارضة السورية أن تستغل فترة الراحة من الغارات الجوية لإعادة تنظيم صفوفها لشن هجوم جديد لإحداث التحول السياسي الذي لا يزال هدفها.

واعتبرت الصحيفة الهدنة المؤقتة إنجازا كبيرا، وأنها قد تكون التطور الأكثر ملاءمة في البلاد منذ بدء الحرب لأنها قللت العنف بشكل كبير وسمحت بوصول المساعدات الإنسانية لآلاف الأشخاص الذين كانوا على وشك الموت جوعا.

ومع توقف الغارات الجوية في العديد من المناطق تجرأ المحتجون على استئناف المظاهرات السلمية في دمشق وحلب ودرعا وحمص، واستأنفت سيارات الأجرة عملها في تلك المناطق وغيرها، وتجرأ السوريون من جميع الأطراف على تمني وصول هذا الرعب الذي كان يعيشونه إلى نهايته أخيرا.
من جانبها، نشرت ديلي تلغراف تحذير المبعوث الأممي لسوريا ستفان دي ميستورا في مقابلة أجرتها معه من أن الخلافات الدولية بشأن السبيل الأمثل لحل الأزمة في سوريا لا يفيد إلا تنظيم الدولة.

وأشارت الصحيفة إلى أن تصريحات دي ميستورا تأتي قبيل ساعات من بدء الجولة الثالثة التي تقرر أن تكون اليوم الاثنين.

وأضافت أن المحادثات هي الجولة الدبلوماسية الأولى لمحاولة حل الأزمة في سوريا منذ التدخل العسكري الروسي لدعم نظام الأسد، مشيرة إلى أن وقف إطلاق النار بين الطرفين قد تمكن من الصمود لأكثر من أسبوعين مع نسب نجاح وصلت إلى منع نحو 90% من الاشتباكات التي كانت تحدث قبل سريانه.

وأشارت الصحيفة إلى أن خطة الأمم المتحدة المقترحة -التي تمتد إلى 18 شهرا وتتضمن تشكيل حكومة انتقالية ووضع دستور جديد وانتخابات في نهاية المطاف- تبقى في مهب الريح أمام عدم الاستجابة حتى الآن لطلبات المعارضة بإطلاق فوري لسراح عشرات الآلاف من السياسيين المحتجزين في سجون النظام.

النظام السوري وروسيا يصعدان ضد المدنيين
صعدت قوات النظام السوري والطائرات الروسية قصفها على مناطق سكنية بدوما في ريف دمشق ودرعا (جنوب) وحمص وحماة (وسط) وإدلب وريف حلب الشمالي (شمال) ودير الزور (شرق)، مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من بينهم طفل.
وقالت شبكة شام إن الاشتباكات تجددت أمس الأحد في منطقة المرج بالغوطة الشرقية، مشيرة إلى أن قوات المعارضة تمكنت من صد الهجمات وقتل وجرح عدد من عناصر النظام.

وبحسب المصدر ذاته فإن قوات النظام شنّت غارات على بلدة دير العصافير بريف دمشق الشرقي مما أدى إلى سقوط جرحى، في حين شن الطيران الروسي غارات جوية على أحياء مدينة دوما سبقها قصف مدفعي أدى إلى سقوط شهيد وعدد من الجرحى في صفوف المدنيين.

وفي الغوطة الغربية خرقت قوات النظام السوري الهدنة في مدينة داريا حيث استهدفت الجبهة الجنوبية للمدينة بعدة قذائف مدفعية.

وفي حلب دارت اشتباكات بين قوات المعارضة وعناصر تنظيم الدولة الإسلامية على محاور عدة، وتمكن خلالها مقاتلو المعارضة من السيطرة على قرية غزل واغتنام أسلحة وذخائر خفيفة.
قذائف وغارات
ومن ناحية أخرى استهدفت قوات النظام السوري منازل المدنيين في بلدة حيان بقذائف الهاون، مما أدى لمقتل عنصر من الدفاع المدني.

وفي الريف الشرقي لمدينة حلب شنّ طيران التحالف الدولي غارات جوية استهدفت بلدة أبوقلقل شرق مدينة منبج أسفرت عن سقوط قتيلين وعدد من الجرحى في صفوف المدنيين.

كما شن الطيران الروسي غارات جوية على قريتي الموالح والكواس في ريف مدينة ‏دير حافر، وفي الريف الجنوبي تعرضت قرية كفركار لقصف مدفعي من قوات النظام.

وفي حماة وبعد سيطرة مقاتلي المعارضة يوم السبت على صوامع كفرنبودة وقرية ‏الصخر بالريف الشمالي، تمكنت قوات النظام ظهر أمس الأحد بعد غارات جوية مكثفة وقصف مدفعي وصاروخي عنيف على بلدة كفرنبودة ومحيطها من استعادة السيطرة على جميع المناطق التي خسرتها.

وفي درعا أدى القصف المدفعي والصاروخي على أحياء درعا البلد إلى سقوط عدد من الجرحى أغلبهم من الأطفال، في وقت تعرضت قرية عقربا لقصف مدفعي دون سقوط أي إصابات.

مطار القامشلي بالحسكة منفذ المحاصرين للداخل
عمر سلطان-الحسكة

بعد أن توقفت شبكات النقل البري منذ نحو سنتين، وخروج شبكة الخطوط الحديدية عن العمل جراء الصراع بات مطار القامشلي المنفذ الوحيد للأهالي المحاصرين في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا إلى محافظات الداخل.
ويقف الأهالي وقتا طويلا في طوابير أمام مكاتب الطيران أملا في الحصول على تذكرة سفر، بينما يبيت العشرات أياما أمام حاجز لقوات النظام على بعد أمتار من بوابة المطار دون أن يسمح لهم بالدخول، باستثناء بعض الأشخاص ممن يوصفون بالمتنفذين.

أبو ماهر -من ريف القامشلي شمال شرقي سوريا- قضى خمسة أيام مرابطا أمام بوابة المطار بناء على وعد تلقاه من أحد السماسرة، ويقول إنه عرض المال على كل من صادفه لقاء الحصول على تذكرة إلى دمشق قبل أن يفوته موعد لدى أحد الأطباء، وبعد توسلات كثيرة نجح في الصعود على متن طائرة الشحن.

لم يكن وائل أفضل حالا، إذ دفع مبلغا مضاعفا للسماسرة لحجز تذكرتين له ولوالده المريض، ولكن تبين له أنهم حجزوا له تذكرة واحدة. ويقول وائل للجزيرة نت “يتعرض المسافرون لحالات نصب واحتيال كثيرة، لذا أجبرت على دفع مبلغ إضافي قدره 15 ألف ليرة سورية (37 دولارا تقريبا) لأتمكن من اللحاق بوالدي المريض في أقرب وقت إلى دمشق”.

ويشير محمد -وهو موظف في شركة طيران- إلى أن توقف طائرتين تابعتين للشركة السورية للطيران عن العمل بشكل نهائي فاقم أزمة الحجز.

رحلة شاقة
ويضيف أن أكثر من أربعين شخصا يصلون بشكل يومي من محافظة دير الزور على متن الطائرة المروحية عقب انقطاع الطرق البرية كليا، بالإضافة إلى وصول أعداد كبيرة من ريف حلب الشرقي زاد الضغط على الخطوط الجوية.

ولمواجهة هذه الأزمة -يقول محمد- تم استخدام الطيران العسكري وطيران الشحن، كما تمت زيادة عدد الرحلات اليومية، وإدخال شركتي أجنحة الشام و”فلاي داماس” السوريتين الخاصتين.

ويرى هذا الموظف السوري أن الأهالي ليس أمامهم سوى قبول شروط هذه الشركات الساعية إلى الربح فقط، كاشفا أن سعر التذكرة في الشركة السورية 14 ألفا وخمسمئة ليرة سورية، فيما يصل سعرها إلى ثلاثين ألف ليرة في الشركات الخاصة.

وبين أن نسبة المرضى في كل رحلة تصل إلى 60% من مجموع المسافرين، في حين أن نسبة الطلاب من الركاب أقل.

أما سليمان الأحمد -الموظف في شركة أجنحة الشام- فيرى أن الشركات الخاصة ساهمت في التقليل من الضغط على الحجز، مشيرا إلى التسهيلات المقدمة من السلطات، والمتمثلة في دفع رسوم بسيطة مقابل حجز أرضية الهبوط والإقلاع وثمن الوقود وخدمات الصالات وغيرها.

ويؤكد أن شركة أجنحة الشام المملوكة من قبل رامي مخلوف ابن خال الرئيس السوري تصدرت المشهد ورفعت أسعار التذاكر ثلاثة أضعاف سعرها الاعتيادي بموازاة ارتفاع الطلب عليها.

وأشار الأحمد إلى غياب الضوابط الرقابية على عملها، حيث وصل سعر التذكرة إلى أكثر من خمسين ألف ليرة سورية في مناسبات كثيرة.

وفي السياق نفسه، قالت الطالبة الجامعية نور عبد الحميد إنها دفعت ثلاثين ألف ليرة سورية بعد أيام من مراجعة مكتب الشركة، لتحجز مقعدا لها على متن إحدى الرحلات، فيما ألغى أحمد أوسو -وهو من ريف حلب- سفره لدمشق، وقرر مراجعة الطبيب في مدينة القامشلي بسبب تكلفة السفر الباهظة.

بوتين يأمر ببدء الانسحاب العسكري لقواته من سوريا
الرئيس الروسي وجّه بتقليص دور بلاده العسكري وإبداله بالدور السياسي
العربية.نت
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في الكرملين مع وزيري الدفاع والخارجية الروسيين، أنه واعتبارا من الثلاثاء قد أمر ببدء سحب الجزء الرئيسي من القوة العسكرية الروسية في سوريا.
وأضاف بوتين: أبلغت بشار الأسد أننا سننسحب من البلاد.
وأكد أن القوات الروسية في سوريا أوجدت ظروفا ملائمة لعملية السلام، وأشار إلى أن العمليات العسكرية الروسية حققت أهدافها.
وأعطى بوتين توجيهاته بتقليص دور روسيا العسكري وإبداله بالدور البلوماسي حيال الأزمة السورية.
ونقل بوتين “تمنياته لرئيس النظام السوري بشار الأسد بالوصول إلى حلول سلمية للأزمة السورية عبر محادثات جنيف”.

لغز مصير الأسد الذي وافقت عليه روسيا وإيران
الهدنة ورقة ضغط رفضتها المعارضة وحذّرت أميركا من عواقبها
العربية.نت – عهد فاضل
قال وزير خارجية النظام السوري، وليد المعلم، إن الحديث عن مصير الأسد “خط أحمر” وهو “ملك الشعب السوري”، وإن وفده الذاهب إلى جنيف “لن يحاور” أحداً يبحث في “مقام الرئاسة” في سوريا.
وتشير الأخبار إلى أن “الخط الأحمر” الذي وصف فيه المعلّم قضية “مقام الرئاسة” ورد في وقت سابق، أكثر من مرة، في تصريحات له عن مصير النظام السوري.
لكن التضارب بين التصريحات الرسمية حول مصير الأسد، حسمه وزير الخارجية الأميركي جون كيري، في معرض تعليقه على تصريح المعلّم عندما قال إنها “محاولة واضحة لتعطيل العملية السياسية”، وطالب الرئيس الروسي بأن “ينظر كيف يتصرف بشار الأسد”.
وأضاف كيري متّهماً رئيس النظام السوري بالتعطيل المتعمّد، ومؤكداً موافقة الروس والإيرانيين على طرح بند مصير الأسد في المفاوضات، بأنه أرسل “وزير خارجيته كي يخرّب ما وافق عليه الرئيس بوتين والإيرانيون”.
فيما لم ترد إيران على تصريح كيري، لكن نُقل عن أمير عبد اللهيان، مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية، أمس الأحد، أن بلاده ستواصل “دعم سوريا في مكافحة الإرهاب” وكذلك دعمها “لإيجاد تسوية سياسية للأزمة وصون وحدة الأراضي السورية”.
دون أي إشارة إلى ما قاله وزير الخارجية الأميركي حول تفاهمات مع الروس والإيرانيين عن مرحلة انتقالية في سوريا.
وكذلك روسيا التزمت الصمت ولم توضح ما هي الأشياء التي وافقت عليها هي وإيران، وتحدث عنها كيري مؤكداً سعي الأسد لـ”تخريبها”.
إلى ذلك فإن “التضارب” المشار إليه في قضية “مصير الأسد، يعزّزه المبعوث الأممي دي ميستورا، فقد سبق وتحدث منذ أيام عن موعد لانتخابات رئاسية في سوريا وسواه من ملفات تتعلق بتغير الوضع السياسي في البلاد.
لكن الرد على المبعوث الأممي لم يأت من موسكو ولا من طهران، بل من دمشق، التي “غرّدت” وحيدة في انتقادها دي ميستورا، ما دفع ببعض المعلقين السياسيين والشخصيات السياسية البارزة، إلى تأكيد ما أشار إليه كيري بأن تفاهماً ما قد حدث مع الروس والإيرانيين حول “العملية الانتقالية” في سوريا، وهو الأمر الذي أكّده منذر ماخوس، المتحدث باسم الهيئة العليا للتفاوض.
فقد قال ماخوس في حديث لجريدة “الشرق الأوسط” اللندنية، إن وزير خارجية الأسد “تخطى ورفض كل القرارات الدولية التي نصّت على إجراء انتخابات رئاسية وتشكيل هيئة حكم انتقالية”.
في تأكيد منه يُلاقي به ما قاله وزير الخارجية الأميركي في معرض تعليقه على زعم المعلّم بأن “وثائق” الأمم المتحدة لا تشير إلى “بحث في مقام الرئاسة” السورية.
إلا أن تصريح وزير الخارجية الأميركي الخاص بـ”الهدنة” في سوريا، قد يكون كشف بعضاً من أسباب موقف المعلّم الذي اعتبرته المعارضة السورية على لسان منذر ماخوس بأنه “يتخطى القرارات الدولية التي نصت على إجراء انتخابات رئاسية وتشكيل هيئة حكم انتقالي”، وذلك في تحذير وزير الخارجية الأميركي لدمشق وحلفائها من “استغلال الهدنة لتحقيق أهدافهم” في سوريا.
فقد عبّر هذا التحذير عن رأي الإدارة الأميركية بأن “تملّص” الأسد من الاتفاقات الدولية المتعلقة بإجراء انتخابات رئاسية وتشكيل هيئة حكم انتقالي، مردّه “استغلال” الهدنة، وذلك للضغط على جميع أطراف العملية السياسية و”ابتزازها” عبر التلويح بأن الهدنة “ثمرة” يمكن أن تسقط في حال “البحث في مقام الرئاسة” بتعبير المعلّم في نبرة واثقة أكثر من أي وقت مضى.
وبناء على ذلك “الاستغلال” الذي وصف به كيري سلوك دمشق وحلفائها، فإنه يوضح موقف إدارته أكثر من هذه القضية، ويكشف موقفها “الصلب” إزاءه، محذراً الأسد وحلفاءه من اختبار صبر بلاده: “إذا اعتقد النظام وحلفاؤه أنهم قادرون على اختبار صبرنا أو التصرف بطريقة تطرح تساؤلات حول تعهداته، من دون أن يترك ذلك عواقب وخيمة، فإنهم واهِمون”.
هكذا يبدو أن الهدنة التي قدّمها الروس والإيرانيون “هدية” للعالم الخارجي، هي مفتاح حل لغز مصير الأسد، و”استقوى” بها المعلم، فانقلب ونظامه على تفاهمات حلفائه. إلا أن الرد الأميركي لم يتأخر لحظة واحدة، وأسرع كيري للإفصاح عن موقف بلاده المحذّر بـ”عواقب وخيمة” في حال أقدم الأسد وحلفاؤه على “اختبار صبر” بلاده بالالتفاف على “التعهدات” واستخدام “الهدنة” لتحقيق “أهداف” تتعارض مع “التفاهمات” ما بين بلاده والروس والإيرانيين، والتي تقضي بإجراء انتخابات رئاسية وهيئة حكم انتقالي، وكما أكدت المعارضة السورية على لسان الناطق باسم الهيئة العليا للتفاوض منذر ماخوس الذي قطع بأن الانتخابات والهيئة الانتقالية هي “قرارات دولية”.

دي ميستورا يطلق محادثات جنيف.. “هذه هي لحظة الحقيقة”
جنيف – رويترز
أطلق المبعوث الأممي لسوريا، ستيفان دي ميستورا، اليوم الاثنين، رسمياً محادثات السلام السورية في جنيف، مؤكداً: “هذه هي لحظة الحقيقة”.
وأكد دي ميستورا أنه إذا لم يلمس رغبة في التفاوض سيحيل المسألة السورية إلى مجلس الأمن.
وشدد على أن “المفاوضات ستشمل كل الأطراف، ويجب منح كل السوريين فرصة لسماع أصواتهم”.
واعتبر دي ميستورا في مؤتمر صحافي عقده في مقر الأمم المتحدة أن “الانتقال السياسي في سوريا هو النقطة الأساس” لكل القضايا التي ستتم مناقشتها خلال مفاوضات جنيف، مشيرا إلى أن “جدول الأعمال قد وضع”.
وأوضح أنه يهدف “لعقد ثلاث جولات من المحادثات السورية، ونأمل حينها في التوصل إلى خارطة طريق واضحة إن لم يكن اتفاقا”.

رئيس وفد الأسد: لا يوجد شيء اسمه “مرحلة انتقالية”
جولة جديدة من المفاوضات تنطلق اليوم بمشاركة ممثلين للنظام السوري والمعارضة بجنيف
دبي – قناة العربية
في تصريح جديد آخر يُظهر انعدام أي جدية لدى النظام السوري إزاء إنجاح عملية جنيف، نفى بشار الجعفري، رئيس وفد النظام التفاوضي في مؤتمر صحافي عقده في جنيف، وجود شيء يدعى “مرحلة انتقالية”، وشدد الجعفري على تصريحات وزير خارجية النظام الذي رفض فيها أي حديث عن مستقبل الأسد.
وتبدأ اليوم الاثنين جولة جديدة من المفاوضات يشارك فيها ممثلون للنظام السوري والمعارضة في مقر الأمم المتحدة في جنيف، تزامناً مع دخول النزاع السوري عامه السادس.
وأوضح الموفد الأممي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، قبل يومين أن المفاوضات ستتركز على ثلاث مسائل، هي تشكيل حكومة جامعة، ووضع دستور جديد، وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية برعاية الأمم المتحدة في مهلة 18 شهراً تبدأ مع انطلاق المفاوضات الاثنين.
وأكد دي ميستورا نهاية الشهر الماضي أمام مجلس الأمن الدولي أن المطلوب لا يزال التوصل إلى “عملية انتقال سياسي” في سوريا.

المعارضة السورية تتهم “النصرة” بسرقة أسلحة خفيفة وذخيرة
بيروت – رويترز
قال قيادي من المعارضة السورية المسلحة، اليوم الاثنين، إن جبهة النصرة استولت على أسلحة خفيفة وذخيرة من جماعته في شمال غرب سوريا، لكنها لم تتمكن من الاستيلاء على أي صواريخ مضادة للدبابات من طراز تاو.
وأكد أحمد السعود، قائد جماعة الفرقة 13 قائلا “النصرة لم تأخذ إلا أسلحة خفيفة وذخيرة. ومستودعاتنا كلها بخير ماعدا مستودعا واحدا أخذوه. التاو كله سليم والهاونات (المورتر) كلها سليمة”.
وأضاف المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس الأحد، أن الجبهة استولت على قواعد وأسلحة من بينها صواريخ مضادة للدبابات أميركية الصنع من الفرقة 13 التي تقاتل تحت لواء الجيش السوري الحر.
واتهمت الجبهة مقاتلي المعارضة بشن هجمات مباغتة على قواعدها في بلدة معرة النعمان بمحافظة إدلب في شمال غرب سوريا، وقالت إن بعض مقاتليها احتجزوا.

ديب زيتون.. رئيس مخابرات الأسد ينكس وعوده في “الوعر”
النظام يغلق الحي في مدينة حمص.. إنكار للتعهدات وفشل الهدنة
حمص – أسامة أبو زيد
علّق نظام الأسد يوم الخميس الماضي المفاوضات في حي الوعر بحمص، وأغلق الطرق المؤدية للمنطقة، وذلك بعد وصول المفاوضات بينه وبين لجنة الحي لبند المعتقلين إلى طريق مسدود.
وكان النظام وافق سابقاً على تنفيذ البند في بداية العملية التفاوضية، وما إن بدأت المطالبات بالإفراج عن آلاف المعتقلين وتبيان مصير آلاف آخرين والذين وصل عدد أسمائهم إلى 800 معتقل، قام النظام كعادته بالمراوغة والتهرب من هذا البند ليمارس عملية الضغط من أجل تجاوزه أو حتى التنازل عنه نهائياً.
ما جعل المدنيين داخل الحي ينتفضون في مظاهرات عارمة مطالبة بالمعتقلين الذين وعد بهم النظام وفريقه التفاوضي، على رأسه اللواء “ديب زيتون” رئيس فرع المخابرات العامة في سوريا، و”طلال برازي” محافظ حمص.
كارثة طبية وغذائية يعيشها الحي المحاصر
وأكد ناشطون من داخل الحي أن النظام قام بقطع الكهرباء بشكل كامل عن الحي، ومنع دخول سيارات الخبز للحي لنحو 100 ألف نسمة، كما أغلق الطرق الغذائية ومنع السيارات الغذائية من الدخول، ما عدا منع جميع الحالات الإنسانية الطبية بشكل قطعي النزول إلى المشافي لتلقي العلاج، علماً أن الوضع الطبي سيئ جدا داخل الحي، فهو محاصر طبياً منذ أكثر من 3 أعوام، وجميع المنظمات الدولية مجتمعة لم تستطع كسر هذا الحصار.
الجدير بالذكر أن نظام الأسد وللمرة الأولى قام بمنع الموظفين في الشركات الخاصة من الذهاب لوظائفهم، ومنع أيضا المدرسين من دخول الحي من أجل مراودة عملهم التدريسي في المدارس داخله، كما منع الطلاب من النزول إلى معاهدهم ومدارسهم ليكون بذلك قد أطبق على حي الوعر بشكل كامل، مهدداً باتخاذ وسائل ضغط أخرى إذا ما استمر الحي ولجنته بالتمسك ببند، والنتيجة كانت تعليق المفاوضات بشكل كامل من جانب فريق النظام.
وأصدر مركز حمص الإعلامي بياناً إعلامياً، وصلت لـ”العربية.نت” نسخة منه، يلخص ما جرى بعد متابعة ورصد للأحداث عن كثب، وجاء فيه “بعد عدة جولات تفاوضية بين نظام الأسد ولجنة التفاوض في حي الوعر، تم خلالها التوصل إلى اتفاق واضح البنود وافق عليه كلا الطرفين بحضور ممثلين عن بعثة الأمم المتحدة كطرف مراقب، وتم البدء بتنفيذ بنود الاتفاق، والانتهاء من المرحلة الأولى منه، وأثناء تنفيذ المرحلة الثانية ارتكبت قوات النظام العديد من الخروقات انتهت بتعليق تطبيق الاتفاق من قبل قوات النظام، حيث إن طيلة الفترة السابقة من تنفيذ الاتفاق اتبع النظام سياسة حرق المراحل، وذلك بتحصيل المكاسب والتهرب من الاستحقاقات، وقامت لجنة حي الوعر بتنفيذ كل الالتزامات المترتبة عليها بموجب الاتفاق حتى تاريخه.
كما طلب نظام الأسد تجاوز ملف المعتقلين ككل، وتأجيل إنجازه لمراحل أخرى، ومتابعة الاتفاق وبنوده بمعزل عن ذلك، وقوبل طلب النظام بتمسك لجنة التفاوض بتنفيذ هذا البند، وفق ما ذكر في الاتفاق دون أي تعديل أو تأجيل، وذلك استناداً لقرار حاسم من الأهالي في الحي عبروا عنه بتظاهرات عارمة، بأنه لا قيمة لاتفاق لا يشمل إطلاق سراح المعتقلين، بيد أن الاتفاق مجمّد حالياً، حيث تم تعليق تنفيذه من قبل قوات النظام منذ يوم الخميس 10 مارس 2016، وحتى اللحظة لم يُعلن أي من الطرفين فشل الاتفاق بشكل نهائي.
يذكر أن الأمم المتحدة تصنف حي الوعر من المناطق المحررة التي تسيطر عليها المعارضة المعتدلة، والتي تحوي نحو 100 ألف مدني من نساء وأطفال وشيوخ وشباب، وذلك بعد زيارات عدة وتعاون كبير بينهم وبين منظمات المجتمع المدني في الداخل. كما كانت الأمم المتحدة المستلم الأول لتقارير الخروقات التي تأتي من جانب النظام.

بوتن يأمر بسحب الجزء الأكبر من القوات الروسية من سوريا
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
كشف متحدث باسم الكرملين، الاثنين، أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، أمر بسحب القسم الأكبر من القوات الروسية من سوريا وذلك بدءا من يوم غد الثلاثاء.
وأعطى الرئيس الروسي هذه الأوامر، وفق الكرملين، خلال اجتماع مع وزير الدفاع، وقد أبلغ عبر الهاتف أيضا الرئيس السوري، بشار الاسد، بالخطوة غير المتوقعة.

وكانت قوات روسية قد وصلت منذ أكثر من خمسة أشهر إلى سوريا وتمركزت في قواعد عدة، أبرزها قاعدة حميميم بمحافظة اللاذقية، وذلك لدعم القوات الحكومية.

وقال بوتن، خلال اجتماع في الكرملين مع وزيري الدفاع والخارجية الروسي، في معرض تبريره للانسحاب، إن التدخل العسكري الروسي حقق أهدافه إلى حد كبير.

وبعد نشر القوات الروسية بسوريا، أكدت موسكو مرارا على أن الهدف من وراء ذلك مساعدة القوات الحكومية للقضاء على داعش الذي يسيطر على مناطق سورية عدة.

إلا أن دولا غربية وعربية عدة اتهمت الطائرات الروسية بضرب مدنيين وفصائل من المعارضة المسلحة، وسط تمسك موسكو أن غاراتها تستهدف الجماعات المتشددة.

وقرار بوتن ببدء سحب الجزء الرئيسي من القوة الروسية يأتي رغم استمرار سيطرة تنظيم داعش على بعض المناطق، ومن أبرزها تدمر ومعقله في سوريا، مدينة الرقة.

ويبدو أن الرئيس الروسي بات يعول أكثر على العملية السلمية لإنهاء النزاع السوري الذي دخل عامه السادس، على وقع استمرار هدنة بين القوات السورية والمعارضة.

وتزامن القرار الروسي مع انطلاق جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين دمشق والمعارضة في جنيف، تحت رعاية مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا.

وفي هذا السياق، قال الكرملين إن الأسد أكد، في الاتصال الهاتفي مع بوتن، على الحاجة إلى وجود عملية سياسية ببلاده، وعلى أمله بأن تقود عملية السلام الجارية إلى نتائج ملموسة.

كما طالب بوتن، بدوره، من وزارة الخارجية الروسية تكثيف دور روسيا في الوساطة من أجل التوصل لاتفاق سلام ينهي الحرب السورية، التي أوقعت أكثر من 300 ألف قتيل وشردت الملايين.

يشار إلى أن لقاءات جنيف تعقد في إطار قرار مجلس الأمن رقم 2254، الذي يطالب بوقف إطلاق النار، كخطوة أولى في خريطة طريق تبدأ بمفاوضات بين النظام والمعارضة، وتشكيل حكومة انتقالية في غضون 6 أشهر، وتنظيم انتخابات خلال 18 شهرا.

الجعفري: قدمنا “عناصر أساسية للحل السياسي” في سوريا إلى مستورا.. والاجتماع كان إيجابيا
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— قال بشار الجعفري، رئيس وفد الحكومة السورية إلى جنيف، إن المحادثات التي أجراها مع ستيفان دي مستورا، مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، كانت إيجابية وبناءة.

وقال الجعفري في المؤتمر الصحفي: “كان هناك تفاهم مشترك بيننا وبين المبعوث الخاص بأهمية هذا الجانب؛ أي الإعداد الجيد واستكمال الرؤية بشأن التفاهم والاتفاق والتوافق على إطار الحوار من ناحية الشكل، لأن الإطار الشكلي في العمل الدبلوماسي يتحكم بنسبة عالية بنجاح الجزء الجوهري.”

وأضاف الجعفري بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية: “عندما نتحدث عن البعد الشكلي فنعني به من هي الوفود التي حضرت إلى جنيف أو التي وجهت لها الدعوات، وهل تم تجنب الثغرات التي واجهتنا في الجولة الأولى، وما هي قوائم الأسماء المشاركة، وهل تم التعامل مع جميع الوفود على قدم المساواة وغيرها.”

وتابع الجعفري: “إن الحوار كان إيجابياً وبناء وقمنا كوفد للجمهورية العربية السورية بمسؤوليتنا بالمساعدة على الإعداد الجيد لمرحلة الانتقال من الشكل إلى المضمون، فقدمنا أفكاراً وآراء بعنوان ’عناصر أساسية للحل السياسي‘ من شأنها أن تثري جهود دي ميستورا الدبلوماسية عندما سيلتقي بالوفود الأخرى.. إننا الآن سننتقل إلى مرحلة الإعداد الجيد للجلسة الثانية بيننا وبين المبعوث الخاص يوم الأربعاء القادم، حيث أشار دي ميستورا إلى أن شكل الحوار الذي يزمع القيام به سيتم على شكل لقاء بوفد الجمهورية العربية السورية في يوم ولقاء الوفود الأخرى في اليوم التالي.”

ولفت الجعفري: “إننا نأمل أن تكون الوفود الأخرى حضرت كلها إلى جنيف تطبيقاً للقرار الدولي 2254 وبياني فيينا وإعلان ميونيخ، والتي تحدثت عن ضرورة أن تتم مشاركة أوسع طيف من المعارضات السورية في هذا الحوار.. إننا نريد أن نتحاور كسوريين وبقيادة سورية ومن دون أي تدخل خارجي ومن دون أي شروط مسبقة، وأي خروج عن هذه الأدبيات والمرجعيات سيعني حكماً أن هناك من يعمل على إفشال هذه الجولة أيضاً كما فعل في الجولة السابقة.”

دي مستورا: إن لم نر استعدادا للتفاوض سنعيد القضية إلى موسكو وواشنطن ومجلس الأمن
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— قال ستيفان دي مستورا، مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، إنه وإذا لم يلاحظ وجود استعداد للتفاوض بين أطراف الأزمة السورية فإن النتيجة ستكون بإرجاع القضية إلى موسكو وواشنطن إلى جانب مجلس الأمن.

وتابع دي مستورا في مؤتمر صحفي، الثلاثاء: “ناقشنا عددا من القضايا مع وفد النظام السوري حتى نكون على فهم مشترك لمسائل المفاوضات.. ومن السابق لأوانه التعليق على عدد من المسائل.”

ولفت المبعوث الأممي إلى أن “المحادثات السورية- السورية هي الجوهر وسنحققه باتفاق مع المجتمع الدولي.. وإن لم نر استعدادا للتفاوض سنعيد القضية إلى موسكو وواشنطن ومجلس الأمن.. الانتقال السياسي هو أصل كل القضايا في الأزمة السورية.”

يونيسيف: 1 من كل 3 أطفال سوريين وُلدوا خلال الحرب السورية الدامية
نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)– ما يقدر بنحو 3.7 مليون طفل سوري، أو ما يعادل واحد من أصل كل ثلاثة أطفال سوريين وُلدوا منذ بدء الصراع قبل خمس سنوات، وشكّل العنف والخوف والتشرد حياتهم، ويشمل هذا الرقم 306 ألف طفل ولدوا لاجئين منذ عام 2011، وفقا لتقرير منظمة الأمومة والطفولة التابعة للأمم المتحدة (اليونيسيف).

وتقدر يونيسيف أنه إجماليا هناك 8.4 مليون طفل، ما يعادل أكثر من 80 في المائة من عدد الأطفال في سوريا، يتأثرون الآن من النزاع، سواء داخل البلاد أو كلاجئين في الدول المجاورة.

وقال المدير الإقليمي لليونيسف لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بيتر سلامة: “في سوريا، العنف أصبح شائعا، حيث طال المنازل والمدارس والمستشفيات والعيادات والحدائق والملاعب ودور العبادة.. ما يقرب من سبعة ملايين طفل يعيشون في فقر، ما يجعل طفولتهم مليئة بالخسارة والحرمان.”

ووفقا لتقرير “لا مكان للأطفال”، تحققت يونيسيف مما يقرب من 1500 انتهاكات جسيمة ضد الأطفال في عام 2015. وكان أكثر من 60 في المائة من هذه الانتهاكات حالات قتل وتشويه نتيجة للأسلحة المتفجرة المستخدمة في المناطق المأهولة بالسكان. وقتل أكثر من ثلث هؤلاء الأطفال أثناء وجودهم في المدرسة أو في طريقهم من وإلى المدرسة.

وأضاف سلامة: “بعد خمس سنوات من الحرب، نضج الملايين من الأطفال بسرعة كبيرة قبل سابق أوانهم، ومع استمرار الحرب، يخوض الأطفال حرب الكبار، ويواصلون الانقطاع عن المدرسة، والعديد منهم يُجبرون على العمل، في حين أن الفتيات يتزوجن في وقت مبكر.”

وفي السنوات الأولى من الصراع، أغلب الأطفال الذين جندتهم القوات والجماعات المسلحة تراوحت أعمارهم بين 15 و17 عاما، وكانوا يُستخدمون في المقام الأول في أدوار الدعم بعيدا عن الخطوط الأمامية. ومع ذلك، منذ عام 2014، جنّد جميع أطراف النزاع الأطفال في سن أصغر من ذلك بكثير، لا تزيد أعمارهم عن سبعة أعوام، وغالبا من دون موافقة الوالدين.

عدسة CNN في بلدة أريحا السورية أثناء القصف الروسي.. ضربات دموية على سوق شعبية
ادّعت روسيا باستمرار أنها تقصف مناطق الجماعات الإرهابية فقط، لكن هذه القذيفة نزلت على سوق الخضار والفواكه.

التنقل في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في شمال سوريا أمر صعب وخطير.

كإعلام أجنبي في مناطق يتردد عليها الجهاديون، كان علينا التنقل والعمل بالسر لنر حرباً لم يشهدها إلا من عاشها.

مدينة إدلب هي مركز المحافظة الوحيدة التي تسيطر عليها المعارضة.

هذه كانت محكمة المدينة.. إلى أن قصفت في ديسمبر/كانون الأول حيث قتل العشرات من الأشخاص.

المحامي طلال الجاوي، في الأربعين من عمره، قال لنا إنه كان في المبنى عندما قصف، تحطمت ذراعه لكنه كان من المحظوظين لنجاته.

بعد ساعة، كدنا ندفع هذه الضريبة بأنفسنا بينما كنا نصور في بلدة قريبة، سمعنا صوت الطائرات الحربية فوقنا، وبعض دقائق قليلة قصفت المنطقة.

سقطت الآن قذيفة جوية هنا في بلدة أريحا لذلك نحن نقود بسرعة لنصل إلى هناك. من غير الواضح ما الذي قصف، ولكن سمعنا أن الطائرات مازالت في السماء.

في وصولنا إلى موقع الحدث، وجد فريقنا فوضى وأشلاء.

صرخ المتطوعون لسيارة إسعاف في محاولة لإنقاذ الجرحى.

بالنسبة للكثيرين، كان الأوان قد فات.

استلقت امرأة على الأرض ميتة، ووضعت سترة على وجهها للحفاظ على كرامتها.

ادّعت روسيا باستمرار أنها تقصف مناطق الجماعات الإرهابية فقط، لكن هذه القذيفة نزلت على سوق الخضار والفواكه.

لم نستطع البقاء لمدة طويلة، فعادة ما ترجع الطائرات لقصف المكان مرة أخرى بعد دقائق، هذا يعرف بالقصف المتتابع.

لقد وصلنا للتو إلى المستشفى التي تستقبل ضحايا القذائف الثلاث التي ضربت حديقة وسوق فواكه في أريحا. لا نعرف عدد الخسائر بالتحديد بعد ولكن مناظر الدمار والدماء على الأرض وأشلاء الأجساد بالإضافة إلى القتلى والجرحى الذين وصلوا إلى المستشفى هنا كلها تشير إلى أن القصف كان شديداً للغاية.

بين الجرحى، نقل طفل صغير يئن من الألم… بعد بضعة دقائق، توفى.

قتل القصف على أريحا في ذلك اليوم أحد عشر شخصاً، بينهم امرأة وطفلان.

سارع عمال الإنقاذ بعد الغارة إلى إزالة الأنقاض، ففي هذه الحرب البشعة، أصبحت المجازر أمرا روتينيا.

مصادر: المبعوث الأممي سيفتح الملفات الأساسية وينتظر أجوبة الوفود بعد 24 الجاري
روما (14 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
قالت مصادر في المعارضة السورية إن المبعوث الأممي لسورية، ستافان دي ميستورا سيطرح خلال الجولة الحالية من مفاوضات مؤتمر جنيف3 مجموعة من النقاط الأساسية التي يجب التفاوض عليها، وسيُقدّم أسئلة لكلا وفدي الحكومة والمعارضة، ليعودا بعد أسبوعين من التوقف ومعهما إجابات وتصورات لحل هذه النقاط الأساسية.

وذكرت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن المبعوث الأممي سيطرح على الوفدين جملة من الأسئلة من قبيل نوع الدولة المأمولة والسند الدستوري للحكومة الانتقالية، والوسائل التي ستستند إليها هذه الحكومة لتمكين سيطرتها وفرض قراراتها في ظل الوضع الفوضوي التي تعيشه سورية، وآليات القضاء على أمراء الحرب من الطرفين، وآليات التعاون بين الجيش السوري والجيش الحر فيما لو تم الاتفاق على الحكومة الانتقالية.

وأضافت أن المبعوث الأممي سيبحث هذه القضايا حتى الـ 24 من الشهر الجاري، قبل أن يترك للوفود فرصة للتشاور لمدة عشرة أيام، بعدها تعود الوفود لتقديم تصوراتها وإجابتها الواضحة على هذه التساؤلات القانونية والدستورية والسياسية.

وكان دي ميستورا قد أكّد اليوم (لاثنين) في مؤتمر صحفي عقده بمقر الأمم المتحدة في جنيف السويسرية أن المفاوضات تتكون من ثلاث جولات تتخللها استراحة، وعقبها ستكون هناك خارطة طريق واضحة.

ومن المقرر أن تنتهي الجولة الحالية للمفاوضات في 24 تعقبها استراحة لأسبوع أو عشرة أيام، والمبعوث الأممي.

بوتين يأمر بسحب “القوات الروسية الرئيسية” من سوريا
أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمرا بسحب “القوات الروسية الرئيسية” من سوريا.
وقال بوتين إن هذه القوات حققت أهدافها بدرجة كبيرة.
وذكر – خلال اجتماع في الكرملين – أن سحب القوات سيبدأ الثلاثاء.
وأكد بوتين أن القاعدة الروسية حميميم ستواصل عملها كالمعتاد.
ويتزامن هذا الإعلان مع بدء جولة محادثات سلام جديدة في جنيف بغية التوصل إلى حل للأزمة السورية.
وتعد روسيا حليفا رئيسيا للرئيس السوري بشار الأسد.
وساعد التدخل العسكري الروسي في الصراع السوري القوات الحكومية على تحقيق مكاسب في مواجهة المعارضة المسلحة.

الأمم المتحدة: ظروف لا تطاق بمخيم يوناني للاجئين
قالت الأمم المتحدة إن الأوضاع بمخيم إيدوميني اليوناني على الحدود المقدونية “تتجاوز التصور”، وإن شروط العيش “لا تحتمل” في المخيم الذي يتكدس فيه أكثر من 14 ألف لاجئ يأملون بفتح الحدود بعد أسبوع من إغلاقها.

وصرح المتحدث باسم المفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة بابار بالوش بأن “أوضاع البؤس بلغت ذروتها في أوروبا، وشروط العيش في إيدوميني لا تحتمل”، مشيرا إلى أن المأساة تتفاقم كل يوم مع هطول الأمطار ومعاناة الأفراد.

ويتكدس نحو 12 ألف مهاجر ولاجئ حاليا في مخيم إيدوميني، بحسب الأرقام الرسمية التي تنشرها السلطات اليونانية يوميا، لكن الآلاف يقيمون أيضا في خيم في الحقول المجاورة بحسب منظمات غير حكومية.

والشروط الصحية في المخيم رديئة جدا، ونقل عشرات الأطفال في الأيام الماضية إلى المستشفيات بسبب البرد ومشاكل في الجهاز التنفسي والفيروسات.

وأصيبت فتاة سورية في التاسعة بالتهاب الكبد ونقلت للمستشفى في مدينة تيسالونيكي، بحسب مركز يوناني للوقاية من الأمراض.

وبسبب الشروط البائسة بدأ مئات اللاجئين يعودون في الأيام الأخيرة إلى أثينا لتوزيعهم على مراكز استقبال أو فنادق. وتصل مجموعات جديدة من اللاجئين يوميا إلى إيدوميني أملا في إعادة فتح الحدود.

وتظاهرت مجموعة من 200 لاجئ تضم عائلات سورية وعراقية مع أولادها مجددا الأحد حتى مدخل مدينة إيدوميني مرددين “افتحوا الحدود” في إطار احتجاجات يومية.

وتوزع وزارة سياسة الهجرة يوميا منشورات بالعربية ولغة الباشتون والفارسية على اللاجئين لدعوتهم إلى “التعاون مع السلطات اليونانية لنقلهم إلى مراكز الاستقبال” بعيدا عن الحدود.

وقال بابار بالوش “نأمل أن تتحرك السلطات اليونانية بسرعة في هذا الاتجاه لأن البقاء هنا ولو لدقيقة ليس خيارا”.

لكن العديد من اللاجئين يرفضون مغادرة إيدوميني أملا في اتخاذ قرارات لصالحهم خلال القمة الأوروبية يوم 17 مارس/آذار الجاري تقضي بإعادة فتح الحدود.

أبطال “لعبة العروش” يطلقون حملة لدعم اللاجئين
أطلق أبطال ونجوم المسلسل الشهير “لعبة العروش” حملة لصالح لجنة الإنقاذ الدولية (آي.آر.سي) لمساعدة اللاجئين السوريين الهاربين من لظى الحرب المستعرة في بلادهم منذ خمس سنوات، بعدما أضحت أزمة اللجوء ووضع اللاجئين الإنساني في مقدمة مواضيع النقاش الدولية.
URGENT: Help Syrians fleeing 5 years of war. You can save lives. http://bit.ly/1QLYlpB

Posted by International Rescue Committee on Wednesday, March 9, 2016

ويتزامن إطلاق هذه الحملة مع تصاعد حملات اليمين المتطرف في أوروبا ضد اللاجئين وتضييق بعض دولها عليهم استجابة لخطاب العنصرية القادم من تكتلات اليمين، مما دعا عددا من المنظمات الإغاثية والإنسانية في العالم لحشد الحملات ومواجهة هذا الخطاب العدائي.

كما تأتي الحملة في سياق تزايد نمط دونالد ترامب العدائي ضد كل اللاجئين في الولايات المتحدة وتحوله شيئا فشيئا إلى خطاب شعبوي يمكنه أنه يحرك الجماهير تجاه أفعال عدائية وعنصرية تجاه اللاجئين، بغض النظر عن الجهة التي قدموا منها أو حتى دياناتهم، فخطاب المرشح الجمهوري المحتمل يعادي اللاجئين بشكل عام.
وتعد لجنة الإنقاذ الدولية من أهم المنظمات الفاعلة في مجال مساعدة مناطق الكوارث والحروب، وتعد الأسرع والأكثر استجابة لتحديات مناطق الكوارث، ويتميز نشاطها الإعلامي على مواقع التواصل الاجتماعي بالجودة وكثافة المحتوى، كما توظف في إطار رسالتها نجوم الفن والسينما والسياسة، وكان آخرهم أبطال المسلسل الشهير “لعبة العروش” الذين نفذوا حملة “الإنقاذ لا حدود له”.

وتتواجد اللجنة على كافة مواقع التواصل الاجتماعي بدءا من فيسبوك وتويتر، كما يوجد لها حساب على موقع “غوغل بلس”، بالإضافة إلى قناتهم المرئية الخاصة على موقع “يوتيوب” والتي تزخر بمئات الفيديوهات المصورة عن اللاجئين ومأساتهم، وتلقى متابعة كبيرة، وعدد مشاهدات لا بأس به.

“For the first year I lived in the camp, I was depressed—I struggled to cope with the living conditions and the stress…

Posted by International Rescue Committee on Monday, March 7, 2016
A young child plays at Sid Stop, a center in Serbia run by IRC and several local partners that provides refugees food…

Posted by International Rescue Committee on Sunday, March 6, 2016

بوتين: روسيا ستزيد دورها في عملية السلام في سوريا
موسكو (رويترز) – طلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الاثنين من وزارة الخارجية الروسية تكثيف دور روسيا في الوساطة من أجل التوصل لاتفاق سلام في سوريا.

وأمر بوتين القوات الروسية بدء انسحاب من سوريا قائلا إن عملها هناك أوجد الظروف اللازمة لعملية السلام.

(إعداد سيف الدين حمدان للنشرة العربية- تحرير محمد اليماني)

لافروف: محادثات السلام السورية ليست بسيطة
موسكو (رويترز) – نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قوله يوم الاثنين إن محادثات السلام بشأن سوريا في جنيف ليست بسيطة.

وأضاف لافروف أنه لم يتضح بعد ما إذا كان كل الأطراف سيجلسون إلى طاولة المفاوضات.

(إعداد داليا نعمة للنشرة العربية – تحرير ياسمين حسين)

الأمم المتحدة: نأمل أن تنتج محادثات سوريا خارطة طريق ولا بديل سوى الحرب
من توم مايلز

جنيف (رويترز) – قال مبعوث الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا يوم الاثنين إن سوريا تواجه لحظة الحقيقة وذلك خلال افتتاحه لأولى ثلاث جولات من المحادثات التي تهدف إلى التفاوض على الانتقال السياسي والتوصل إلى “خارطة طريق واضحة” لمستقبل سوريا.

وأضاف أنه لا توجد “خطة بديلة” سوى العودة إلى الحرب وطلب الاستماع إلى جميع الأطراف لكنه قال إنه لن يتردد في طلب تدخل القوى الكبرى بقيادة الولايات المتحدة وروسيا إذا تعثرت المحادثات.

وقال دي ميستورا في مؤتمر صحفي “إذا لم نر في هذه المحادثات أو في الجولات القادمة أي بادرة على الاستعداد للتفاوض… فإننا سنحيل الأمر مرة أخرى إلى من لهم تأثير أي روسيا الاتحادية والولايات المتحدة… ومجلس الأمن الدولي.”

وهذه المحادثات الأولى منذ أكثر من عامين وتجرى في ظل وقف لم يسبق له مثيل للعمليات القتالية برعاية واشنطن وموسكو وبموافقة الحكومة السورية ومعظم خصوم الرئيس بشار الأسد.

ونجحت الهدنة وهي الأولى من نوعها في الحرب المستمرة منذ خمس سنوات في الحد كثيرا من القتال خلال الأسبوعين الماضيين مما أحيا الآمال في أن تتمكن هذه المبادرة الدبلوماسية من تحقيق ما فشلت فيه كل الجهود السابقة. وتم الاتفاق على وقف القتال بعد أن ألغى دي ميستورا محاولة سابقة لإجراء محادثات الشهر الماضي.

ويجب أن تركز المحادثات على الانتقال السياسي الذي وصفه دي ميستورا بأنه “أم القضايا” فيما ستتولى مجموعات عمل منفصلة القضايا الإنسانية ووقف الأعمال القتالية.

وقال دي ميستورا “على حد علمي فإن الخطة البديلة الوحيدة المتوفرة هي العودة إلى الحرب وحرب أشد حتى مما شهدناه حتى الآن.”

والتزمت كل الأطراف التي تحضر المحادثات بانتقال سياسي سيعقب الحرب لكن مواقف الأسد وخصومه تتباين بشكل جذري حول ما يعنيه هذا الانتقال وما إذا كان يشمل رحيل الرئيس عن السلطة.

وستنتهي الجولة الأولى من المحادثات في 24 مارس آذار تقريبا وتعقبها فترة راحة لمدة تتراوح بين سبعة وعشرة أيام ثم تجرى جولة ثانية لمدة أسبوعين على الأقل ثم فترة راحة أخرى تعقبها جولة ثالثة.

وقال دي ميستورا “نعتقد أنه بحلول ذلك الحين يجب أن تكون لدينا على الأقل خارطة طريق واضحة. لا أقول اتفاقا بل خارطة طريق واضحة لأن هذا هو ما تتوقعه سوريا منا جميعا.”

ولم يذكر دي ميستورا إن كان الزعماء الأكراد سيشاركون في المحادثات للمرة الأولى لكنه قال إن شكل المحادثات غير المباشرة يمنحه مرونة لسماع أكبر عدد ممكن من الأصوات وإنه يجب منح فرصة لكل السوريين.

وأضاف “قانون اللعبة سيكون هو أن تشمل الجميع.”

ومضى يقول “في الحقيقة سيتم التحديث المستمر لقائمة من سنقوم بالتشاور معهم أو لقائهم أو من أتمنى أن يكونوا جزءا ليس من المفاوضات غير المباشرة فحسب بل أيضا المفاوضات المباشرة في نهاية المطاف.”

(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية – تحرير دينا عادل)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى