أحداث الاثنين 15 شباط 2016
روسيا ترفض لعب «الدور البناء» في سورية
ميونيخ، بيروت، باريس، أنقرة، لندن – «الحياة»، رويترز، أ ف ب
واصلت روسيا أمس ضرب أهداف للمعارضة السورية بعد طلب واشنطن منها التركيز على محاربة «داعش»، الأمر الذي أثار شكوكاً إزاء تنفيذ بيان مؤتمر «المجموعة الدولية لدعم سورية» في ميونيخ، في وقت قصف الجيش التركي أمس، لليوم الثاني ووسط إدانة أميركية وفرنسية، مقاتلين أكراد في ريف حلب شمال سورية. وتوقع وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون انتهاء سورية الموحدة وظهور «جيوب طائفية».
وأفاد البيت الأبيض أمس أن الرئيس باراك أوباما دعا نظيره الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي إلى وقف الضربات الجوية التي تستهدف قوات المعارضة السورية مشدداً على أن «من المهم من الآن وصاعداً أن تضطلع روسيا بدور بناء عبر وقف حملتها الجوية ضد قوات المعارضة المعتدلة في سورية»، مع ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية في شكل عاجل إلى المناطق المحاصرة.
واتفقت «المجموعة الدولية» في ميونيخ الخميس على وقف محدود للأعمال القتالية في سورية، لكن الاتفاق لن يسري قبل نهاية هذا الأسبوع. ولم توقعه أي من الأطراف المتحاربة وهي الحكومة السورية والفصائل المعارضة المتنوعة التي تحاربها. وأعلن الكرملين أن روسيا ستواصل قصف تنظيم «داعش» وغيره من «المنظمات الإرهابية» في مؤشر على أنها ستستهدف أيضاً جماعات في غرب سورية. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أنه «ارتفع إلى نحو 18 عدد الضربات الجوية التي نفذتها طائرات حربية يرجح أنها روسية على مناطق في بلدة تل رفعت بريف حلب الشمالي، ترافق مع استمرار معارك الكر والفر بين قوات سورية الديموقراطية (تضم أكراداً وعرباً) من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى في البلدة، بينما نفذت طائرات حربية روسية عدة غارات على مناطق في بلدة معارة الارتيق بريف حلب الشمالي الغربي».
من جهته، قال رياض حجاب المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لفصائل المعارضة السورية في مؤتمر الأمن في ميونيخ: «تعودنا على المؤتمرات والعبارات التي تبعث على الأمل. لكننا بحاجة للفعل، والفعل الوحيد الذي أراه هو أن روسيا تقتل مدنيين»، رافضاً الإفصاح عما إذا كان يؤيد التزام مقاتلي المعارضة بالاتفاق. واعتبر حجاب «أن من يحمي داعش اليوم هو روسيا»، مشيراً إلى أن النظام هو الذي سمح بظهور «داعش».
وكانت وكالة أنباء «الأناضول» التركية أفادت بأن مواقع لـ «حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي» في جوار مدينة أعزاز السورية في محافظة حلب قصفت بقذائف الهاون من الجانب التركي للحدود. ولم تدل الوكالة بتفاصيل إضافية عن القصف لكن وسائل إعلام أن القوات التركية ستواصل استهداف مواقع «حزب الاتحاد الديموقراطي» ما دام يقصف مواقع الجيش التركي. وقال نائب رئيس الوزراء التركي يلتشين أكدوغان أن تقدم المقاتلين التابعين لـ «حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي إلى الغرب من نهر الفرات في سورية يشكل «خطاً أحمر» بالنسبة لأنقرة. وأضاف للقناة السابعة: «إنها مسائل تتعلق بالأمن القومي التركي. إن تركيا ليست أمة تنظر إلى ما يجري مكتوفة اليدين».
في دمشق، نقل الإعلام الرسمي عن بيان لوزارة الخارجية أن «الحكومة السورية تدين بشدة الجرائم والاعتداءات التركية المتكررة على الشعب السوري وعلى حرمة أرض سورية وسلامتها الإقليمية، وتطالب مجلس الأمن بضرورة اضطلاعه بمسؤوليته في حفظ السلام والأمن الدوليين ووضع حد لجرائم النظام التركي».
ورفض رئيس «حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي» صالح مسلم مطلب تركيا بانسحاب مقاتلين أكراد تابعين للحزب من مواقع قرب الحدود تتعرض لقصف من الجيش التركي. وحذر من أن السوريين سيتصدون لأي تدخل تركي في البلاد. وأشار إلى أن المناطق التي يقصفها الأتراك كان الحزب انتزعها من يد «جبهة النصرة».
في باريس، قالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان: «تشعر فرنسا بالقلق في شأن الوضع المتدهور في منطقة حلب وشمال سورية. ندعو لوقف كل أنواع القصف سواء من النظام وحلفائه لكامل الأراضي أو من تركيا للمناطق الكردية».
إلى ذلك، قال وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعالون في بيان: «الوضع في سورية معقد للغاية ويصعب رؤية كيف يمكن أن تتوقف الحرب والقتل الجماعي هناك، سورية التي نعرفها لن تكون موحدة في المستقبل القريب وأعتقد بأننا سنرى جيوباً طائفية سواء كانت منظمة أو لا تشكلها مختلف القطاعات التي تعيش وتقاتل هناك».
قوات مدعومة من الأكراد تقترب من الحدود التركية السورية
بيروت ـ رويترز
قال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” اليوم (الإثنين) إن تحالف “قوات سورية الديموقراطية” المدعوم من الأكراد سيطر على نحو 70 في المئة من بلدة تل رفعت الواقعة بين مدينة حلب ومدينة أعزاز قرب حدود تركيا.
وتشن قوات الحكومة السورية هجوماً كبيراً مدعوماً بقصف روسي وقوات تدعمها إيران ضد فصائل المعارضة، جعل الجيش السوري على بعد 25 كيلومتراً من الحدود التركية.
واستغلت قوات يدعمها الأكراد الوضع وسيطرت على أراض من المعارضة السورية موسعةً نطاق وجودها على الحدود.
تركيا تعرب عن «صدمتها» من تصريحات أميركية في شأنها والأكراد
أنقرة، كييف – رويترز
أفاد الناطق باسم وزارة الخارجية التركية تانغو بلجيج اليوم (الاثنين)، بأن أنقرة «تشعر بالصدمة» من التصريحات الأخيرة لوزارة الخارجية الأميركية التي وضعت تركيا ووحدات «حماية الشعب الكردية» في سلة واحدة، في إشارة إلى تصريحات الناطق باسم الخارجية الأميركية جون كيربي الذي حضّ تركيا وأكراد سورية على التركيز على مواجهة «التهديد المشترك» الذي يمثله تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، المسيطر على أجزاء كبيرة من سورية.
وقال بلجيج إن «تركيا لن تطلب الإذن للتصدي لأي منظمات إرهابية»، مضيفاً أنه «نقل احتجاج أنقرة على تصريحات كيربي إلى السلطات الأميركية».
ويمثّل دعم واشنطن لوحدات «حماية الشعب الكردية» نقطة خلاف مع أنقرة التي تعتبرها جماعة إرهابية تابعة لحزب «العمال الكردستاني» المحظور.
وصرّح رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو اليوم بأن «أنقرة لن تسمح بسقوط بلدة أعزاز في شمال سورية في أيدي وحدات حماية الشعب الكردية، وستواجه أقسى رد فعل إذا ما حاولت الاقتراب من البلدة مجدداً».
وقال داود أوغلو للصحافيين على متن طائرته في طريقه إلى أوكرانيا، إن «القصف التركي لوحدات حماية الشعب الكردية خلال مطلع الأسبوع حال دون سيطرتها على أعزاز وبلدة تل رفعت إلى الجنوب».
وتابع أن «عناصر وحدات حماية الشعب أجبرت على التقهقر من المناطق المحيطة في أعزاز. وإذا ما اقتربوا من جديد سيواجهون بأقسى رد فعل، ولن نسمح بسقوط أعزاز».
وأضاف داود أوغلو أن «تركيا ستجعل قاعدة منغ الجوية السورية غير قابلة للاستعمال، ما لم ينسحب مقاتلو وحدات حماية الشعب من المنطقة التي انتزعوا السيطرة عليها من مقاتلي المعارضة السورية». وحذرهم من التحرك إلى شرق منطقة عفرين التي يسيطرون عليها أو إلى الضفة الغربية من نهر الفرات.
وذكر مسؤول أمني تركي أن «سبعة صواريخ روسية استهدفت مستشفى في بلدة أعزاز اليوم، وعدد القتلى المدنيين قد يتجاوز 14 قتيلاً».
وذكرت «جمعية الأطباء المستقلين»، وهي منظمة سورية غير حكومية تدير المستشفى في باب السلامة قرب الحدود التركية، أن «30 على الأقل أصيبوا في الهجمات».
وقال مسعف واثنان من السكان إن «14 مدنياً على الأقل قتلوا حين سقطت صواريخ على مستشفى للأطفال ومدرسة ومواقع أخرى في مدينة أعزاز السورية التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة قرب حدود تركيا».
وذكروا أن «خمسة صواريخ على الأقل أصابت المستشفى الواقع في وسط المدينة ومدرسة قريبة يحتمي بها لاجئون فروا من هجوم كبير للجيش السوري».
وقال أحد السكان إن «مأوى للاجئين إلى الجنوب من أعزاز أصابته أيضاً قنابل أسقطتها طائرات يعتقد أنها روسية».
ومن جهتها، اتهمت روسيا اليوم، تركيا بمساعدة «جماعات متطرفة جديدة ومرتزقة مسلحين على التسلل إلى سورية، لتقديم العون لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وغيره من الجماعات الإرهابية».
وذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان أن «موسكو تعرب عن بالغ قلقها من الأعمال العدائية التي تقوم بها السلطات التركية في ما يخص الدولة المجاورة».
وقال بلجيج إن «قوات الأمن استهدفت مواقع لمقاتلين أكراد في سورية لليوم الثالث على التوالي، بعد هجوم على موقع أمني حدودي صباح اليوم».
وأضاف: «اليوم تعرض موقعنا الأمني الحدودي في منطقة خطاي على الحدود السورية إلى الهجوم. وتم الرد بإطلاق أعيرة نارية».
9 قتلى بغارة على مستشفى في إدلب
بيروت – أ ف ب
قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» اليوم (الإثنين)، أن تسعة مدنيين قتلوا في غارة جوية، يعتقد أنها روسية، استهدفت مستشفى مدعوماً من «منظمة أطباء بلاد حدود» جنوب مدينة معرة النعمان في محافظة إدلب شمال غربي سورية.
وأفاد مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن بأن «طائرات حربية، يعتقد أنها روسية، قصفت مستشفى مدعوماً من أطباء بلا حدود جنوب مدينة معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي، ما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص، بينهم طفل، وسقوط عشرات الجرحى».
وأكدت المنظمة أن «غارة جوية دمرت مستشفى مدعوماً من جانبها في معرة النعمان».
وليست المرة الأولى التي يتعرض فيها مستشفى تدعمه «منظمة أطباء بلا حدود» لقصف جوي في سورية، إذ أعلنت في 9 شباط (فبراير) الجاري مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة آخرين في قصف جوي لمستشفى تدعمه في بلدة طفس بمحافظة درعا جنوب البلاد.
وتدعم المنظمة 153 مستشفى ميدانياً ومراكز صحية أخرى في مختلف أنحاء سورية.
وتنفذ روسيا حملة جوية في سورية منذ 30 أيلول (سبتمبر) الماضي مساندة لقوات النظام السوري، وتقول أنها تستهدف تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) ومجموعات أخرى. وتتهمها دول الغرب والفصائل المعارضة باستهداف مجموعات مقاتلة يصنف بعضها في إطار «المعتدل» أكثر من تركيزها على المتطرفين.
روسيا ستواصل غاراتها في حلب حتى إذا جرى التوصل إلى وقف إطلاق النار
موسكو – رويترز
قالت «وكالة إنترفاكس للأنباء» اليوم، نقلاً عن مسؤول في وزارة الخارجية الروسية إن موسكو ستواصل ضرباتها الجوية في محيط حلب حتى لو جرى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في سورية.
وأفاد رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف، اليوم، بأن موسكو لا تعتزم أن يستمر وجودها العسكري في سورية إلى أجل غير مسمى.
وأوضح ميدفيديف في مقابلة مع مجلة «تايم» عندما سئل عما إذا كانت روسيا ستساعد حليفها الرئيس بشار الأسد في مسعاه لاستعادة السيطرة على سورية بالكامل: «ليست لدينا خطط لوجود بلا نهاية في سورية. نحن هناك من أجل هدف محدد وملموس».
وكان ميدفيديف قال لمحطة «يورونيوز» التلفزيونية، أمس، إن أي عملية برية في سورية ستقود إلى «حرب شاملة وطويلة».
واتفقت القوى الكبرى الجمعة الماضي في ميونيخ على وقف العمليات القتالية في سورية، والتي حصدت أرواح ما لا يقل عن 250 ألف شخص.
وزير الدفاع التركي: لا نفكر في إرسال قوات إلى سورية
اسطنبول – رويترز
نقلت وكالة أنباء «الأناضول» اليوم (الاثنين)، عن وزير الدفاع التركي عصمت يلمظ، نفيه لتقرير ورد فيه أن «بعض الجنود الأتراك دخلوا إلى سورية في مطلع الأسبوع»، وقال إن «أنقرة لا تفكر في إرسال قوات إلى سورية».
وسئل يلمظ عن هذا الإدعاء الذي ورد في رسالة بعثت بها وزارة الخارجية السورية إلى مجلس الأمن الدولي، فقال للجنة برلمانية تركية: «ليس صحيحاً… ليس هناك تفكير في دخول جنود أتراك إلى سورية».
وكانت الحكومة السورية قالت إنها تعتقد أن جنوداً أتراكاً كانوا بين 100 مسلح، دخلوا إلى سورية أول من أمس، مع 12 شاحنة محملة برشاشات ثقيلة في عملية إمداد مستمرة للمقاتلين الذين يقاتلون دمشق.
وقصف الجيش التركي في بداية هذا الأسبوع أهدافاً لمقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردية في شمال سورية، بعدما سيطروا على قاعدة جوية في شمال حلب، وطالب رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو «وحدات حماية الشعب» بالانسحاب من المناطق التي انتزعت السيطرة عليها من أيدي مسلحي المعارضة.
وحضّ الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس، روسيا على وقف قصف المعارضة «المعتدلة» في سورية ضمن حملة موسكو لدعم حليفها الرئيس بشار الأسد، وهي حملة يرى الغرب أنها عقبة كبرى أمام جهود إنهاء الحرب.
وأوضح يلمظ انه «لم تصل طائرات سعودية إلى قاعدة إنجيرليك التركية للمشاركة في الحملة على داعش، لكن المملكة اتخذت بالفعل قراراً بإرسال أربع طائرات من طراز إف-16».
وأكدت القوات المسلحة التركية في بيان إن «جندياً قتل مساء أمس، في اشتباك وقع على الحدود السورية بين قوات الأمن التركية ومجموعة كانت تسعى إلى دخول تركيا بطريقة غير مشروعة».
مركل تزداد عزلة في أوروبا بسبب مواقفها من المهاجرين
ميونخ (ألمانيا) – أ ف ب
تبدو المستشارة الألمانية أنغيلا مركل غير قادرة على فرض سياستها في مجال الهجرة مع اقتراب قمة حاسمة بهذا الخصوص، وذلك إثر تخلي فرنسا عنها، فيما دول أوروبا الشرقية تبدي تحدياً لها.
وعلى الصعيد الداخلي، تواجه المستشارة تراجعاً في استطلاعات الرأي ومعارضة متزايدة لسياستها التي فتحت أبواب ألمانيا لأكثر من مليون طالب لجوء عام 2015.
وفي مواجهة هذا التململ وعدت مركل الألمان بحل أوروبي لخفض تدفق اللاجئين في 2016، داعية إلى فرض حصص إلزامية لتوزيع المهاجرين على دول الاتحاد.
لكن مع اقتراب موعد قمة القادة الأوروبيين في بروكسيل في 18 و19 الجاري، بات حلفاؤها في هذا الطرح نادرين.
وإن كان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أبدى انفتاحاً على المشروع الألماني، فإن رئيس الوزراء مانويل فالس اغتنم مشاركته في مؤتمر الأمن في ميونيخ لرفض الخطة.
وقال فالس إن فرنسا غير «مؤيدة» لآلية توزيع اللاجئين، مؤكداً أن أوروبا «لم تعد قادرة على استقبال المزيد من اللاجئين».
كما تواجه مركل معارضة في أوروبا الشرقية ودعت رئيسة وزراء بولندا بياتا شيدلو هذا الأسبوع في برلين إلى «منعطف جديد» باسم الأمن الأوروبي، مذكرة باعتداءات باريس وموجة الاعتداءات الجنسية التي وقعت ليلة رأس السنة في كولونيا في ألمانيا.
وترى مركل أن فرض حصص إلزامية لتوزيع اللاجئين ومكافحة مهربي المهاجرين في تركيا وتحسين ظروف الحياة في مخيمات اللاجئين السوريين في تركيا ولبنان والأردن هي الشروط الضرورية للحد من تدفق المهاجرين.
وتعتزم الحكومة الألمانية من خلال هذه التدابير إنقاذ حرية التنقل في الاتحاد الأوروبي والحفاظ على هيكلية الاتحاد الأوروبي.
وقالت وزيرة الدفاع أورسولا فون دير ليين إن «قارة (أوروبية) من 500 مليون شخص لا يمكن أن تهتز أسسها وأن تستسلم أمام 1,5 مليون أو مليوني لاجئ».
غير أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري اعتبر في مداخلة في ميونيخ أن هذه الأزمة تشكل بالنسبة إلى أوروبا تهديداً «شبه وجودي»، وأن مركل تظهر «شجاعة كبرى».
في المقابل، وصف رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف السياسة الألمانية بـ «الغباء».
وإزاء عجزها عن تشكيل إجماع أوروبي، أعلنت المستشارة الجمعة، أن مجموعة من الدول «المتطوعة» يمكن أن توافق على تقاسم المزيد من اللاجئين، مقابل تشديد أنقرة مكافحتها مهربي المهاجرين.
وحددت النمسا سقفاً لاستقبال اللاجئين عام 2016 قدره 37500 شخص، أي أقل بثلاث مرات من عدد الذين وصلوا إلى هذا البلد العام الماضي.
«رعد الشمال» أكبر تدريب عسكري لحماية استقرار الخليج
الرياض – هليل البقمي
تشهد المملكة العربية السعودية في الساعات القليلة المقبلة وصول القوات المشاركة في التمرين العسكري «رعد الشمال»، الأهم والأكبر في تاريخ المنطقة، والذي سيجري في مدينة الملك خالد العسكرية في مدينة حفر الباطن، شمال المملكة، وتعد هذه المناورة العسكرية الأكبر من جهة عدد الدول، إذ تشارك فيه 20 دولة عربية وإسلامية وصديقة، إضافة إلى قوات «درع الجزيرة».
ونفى مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية أمس تحديد اي موعد زمني لزيارة خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز الى روسيا. وقال «أن ما يتم تداوله في هذا الشأن غير صحيح».
ويشكل «رعد الشمال»، التمرين العسكري الأكبر من نوعه من حيث عدد الدول المشاركة، والعتاد العسكري النوعي من أسلحة ومعدات عسكرية متنوعة ومتطورة، منها طائرات مقاتلة من طرازات مختلفة تعكس الطيف الكمي والنوعي الكبير الذي تتحلى به تلك القوات، فضلاً عن مشاركة واسعة من سلاح المدفعية والدبابات والمشاة ومنظومات الدفاع الجوي، والقوات البحرية، في محاكاة لأعلى درجات التأهب القصوى لجيوش الدول الـ20 المشاركة.
ويمثل التمرين رسالة واضحة إلى أن المملكة وأشقاءها وإخوانها وأصدقاءها من الدول المشاركة تقف صفاً واحداً لمواجهة التحديات كافة وتحافظ على السلام والاستقرار في المنطقة، إضافة إلى التأكيد على أهداف عدة، تصب جميعها في دائرة الجاهزية التامة والحفاظ على أمن وسلم المنطقة والعالم.
وتشترك في المناورات إضافة إلى السعودية، الإمارات العربية المتحدة، الأردن، البحرين، السنغال، السودان، الكويت، المالديف، المغرب، باكستان، تشاد، تونس، جزر القمر، جيبوتي، عُمان، قطر، ماليزيا، مصر، موريتانيا، موريشيوس، إضافة إلى قوات درع الجزيرة.
ويرى محللون أن «رعد الشمال» يؤكد أن قيادات الدول المشاركة، تتفق تماماً مع الرؤية السعودية في ضرورة حماية السلام وتحقيق الاستقرار في المنطقة.
في جانب آخر أكّد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير موافقة بلاده على العرض السويسري بأن تلعب دوراً ترعى من خلاله مصالح السعودية في إيران بهدف تسهيل الإجراءات للحجاج والمعتمرين الإيرانيين، إلا أنه تحفظ عن قبول وساطة بين البلدين بعد قطع السعودية علاقاتها الديبلوماسية مع إيران في كانون الثاني (يناير) الماضي، قائلاً: «إن سويسرا عرضت التعامل مع المصالح القنصلية للسعودية في إيران، والمملكة تقدر ذلك وتتقبله، إلا أنه ليست هناك حاجة إلى الوساطة في الخلاف مع إيران، في الوقت الحالي».
ولفت الجبير إلى أن «كثيراً من قرارات الأمم المتحدة لم يتم تنفيذها، سواء تعلقت بفلسطين أم لبنان أم سورية»، لافتاً إلى أن ما يصدر من قرارات عن الأمم المتحدة تعبر عن وجهة نظر أعضاء مجلس الأمن، ولكن لا توجد آلية تلزم بتطبيقها. مشيراً إلى أن «القرارات الأممية التي لا تطبق ليست محصورة على العالمين العربي والإسلامي، بل بشكل عام».
وعن التدخل البري في سورية، لمحاربة تنظيم «داعش»، أوضح أن السعودية كانت بين أول البلدان المشاركة في محاربة التنظيم المتطرف منذ أيلول (سبتمبر) 2014، وأوضحنا لوزير الخارجية الأميركي جون كيري أننا مستعدون للاشتراك في حملة ضد «داعش» في سورية، وأن عدداً من بلدان المنطقة سيشاركون فيها.
وأكد أن نشر الطائرات جزء من الحملة، أما عن جاهزية التدخل البري، فأكد أنه مرتبط بوجود مكوّن بري لهذا التحالف ضد «داعش» في سورية، مضيفاً: «التوقيت ليس بأيدينا، بل هو مرتبط بقرار الولايات المتحدة (قائدة التحالف)، ونحن والإمارات جاهزون لنشر قواتنا هناك».
ورأى الجبير أن روسيا الداعمة بقوة للنظام السوري، «ستفشل في إنقاذ» الرئيس بشار الأسد، مؤكداً أن رحيله عن الحكم «مسألة وقت». وقال: «في حال فشل العملية السياسية، فان القتال سيستمر والدعم للمعارضة سيستمر وسيكثف، وفي نهاية الأمر سينهزم بشار الأسد».
وأضاف: «عندما بدأت الأزمة استعان بشار الأسد بالشبيحة لقتل الأطفال واغتصاب النساء وقتل الأبرياء وتدمير المنازل، ولم يقدر ان يهيمن على شعبه. استعان بجيشه وفشل، استعان بالايرانيين الذين ارسلوا الحرس الثوري، وفشل. استعان بميليشيات شيعية وفشلوا في إنقاذ بشار الأسد. الآن استعان بروسيا، وستفشل في إنقاذ بشار الأسد».
وشدد الجبير على أنه «من المستحيل أن رجلاً مسؤولاً عن قتل 300 ألف من الأبرياء وتشريد 12 مليوناً من شعبه وتدمير بلاده، أن يبقى».
وأوضح الوزير السويسري أن لدى بلاده «تقليداً عريقاً يتعلق بحماية المصالح، مؤكداً أن لدى سويسرا نوايا حسنة في الأزمة اليمنية والسورية باستضافة المفاوضات، وأن يكون ذلك أمراً ممكناً لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية والأزمة الإنسانية فيها في الأيام المقبلة، وبين أن سويسرا تدعو كل الأطراف إلى الامتناع عن الأعمال الاستفزازية وتخفيف حدة التوتر والانتقال إلى الحوار، وكذلك حماية السكان المدنيين، وضمان كذلك وصول المساعدات الإنسانية للمدن والبلدات في المنطقة، في ظل الحرب.
سوريا في مهب التصعيد الاقليمي وموسكو تحذر من حرب شاملة وطويلة
المصدر: (و ص ف، رويترز)
قبل وضع اتفاق وقف الاعمال العدائية الذي توصلت اليه المجموعة الدولية لدعم سوريا في ميونيخ موضع التنفيذ، اتخذت مواقف الاطراف المعنيين منحى تصعيدياً، إذ تجاهلت تركيا دعوة أميركية الى وقف قصف مواقع “وحدات حماية الشعب” الكردية في الشمال السوري، وأرسلت المملكة العربية السعودية مقاتلات الى قاعدة انجيرليك التركية استعداداً للمشاركة في قصف مواقع تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش)، لكنها شددت على أن أي خطوة تهدف الى نشر قوات خاصة سعودية في سوريا تعتمد على قرار يتخذه الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة والذي يقاتل التنظيم المتطرف. وتستضيف السعودية مناورات عسكرية وصفها الاعلام الرسمي بانها “الاكبر في المنطقة”، تشارك فيها 20 دولة عربية واسلامية لتوجيه “رسالة واضحة” عن استعدادها للحفاظ على أمن “المنطقة والعالم”.
واتصل الرئيس الاميركي باراك أوباما بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين طالباً منه وقف الغارات الروسية التي تستهدف فصائل معتدلة في المعارضة التي تقاتل الرئيس بشار الاسد، لكن موسكو أكدت انها ستواصل غاراتها على الفصائل التي تقاتل الحكومة السورية وحذرت من ان التدخل البري في سوريا سيجر الى حرب شاملة وطويلة.
وقال البيت الأبيض إن نقاش أوباما مع بوتين شدد على ضرورة الإسراع في نقل المساعدات الإنسانية الى سوريا والحد من الغارات الجوية. وأضاف: “شدد الرئيس أوباما تحديداً على أهمية أن تضطلع روسيا الآن بدور بناء بوقف حملتها الجوية على قوات المعارضة المعتدلة في سوريا”.
وأعلن الكرملين أن بوتين وأوباما اتفقا على تعزيز التعاون لتطبيق الاتفاق في شأن سوريا الذي تمّ في ميونيخ. وقال إن الرئيسين قوما اجتماع ميونيخ “ايجاباً”.
لكن بيان الكرملين أوضح أن روسيا ستواصل قصف “داعش” وغيره من “المنظمات الإرهابية” في مؤشر لكونها ستستهدف أيضاً جماعات في غرب سوريا حيث تحارب جماعات جهادية مثل “جبهة النصرة” التابع لتنظيم “القاعدة” على مقربة من جماعات مقاتلة ينظر اليها الغرب على أنها معتدلة.
ورداً على تحذير وزير الخارجية الأميركي جون كيري من إنه اذا انهارت خطة السلام فسوف ينضم مزيد من القوى الخارجية إلى الصراع، صرح رئيس الوزراء الروسي دميتري ميدفيديف في حديث الى محطة “أورونيوز” للتلفزيون إن أي عملية برية في سوريا ستقود إلى “حرب شاملة وطويلة”. وأضاف: “هذه كلمات عقيمة. ما كان يجب أن يقول ذلك لسبب بسيط: اذا كان كل ما يريده هو حرب طويلة فيمكنه أن ينفذ عمليات برية وأي شيء آخر. ولكن لا يحاول أن يخيف أحداً”.
دمشق
ونقل التلفزيون السوري الرسمي عن بيان لوزارة الخارجية ان “الحكومة السورية تدين بشدة الجرائم والاعتداءات التركية المتكررة على الشعب السوري وعلى حرمة أرض سوريا وسلامتها الاقليمية، وتطالب مجلس الامن بضرورة اضطلاعه بمسؤوليته في حفظ السلام والامن الدوليين ووضع حد لجرائم النظام التركي”. وقالت ان “12 سيارة بيك أب مزودة رشاشات من نوع دوشكا ومن عيار 14,5 ملم توغلت داخل الاراضي السورية آتية من الاراضي التركية عبر معبر باب السلامة الحدودي (شمال حلب) يصحبها نحو 100 مسلح يعتقد أن جزءاً منهم من القوات التركية والمرتزقة الاتراك”. وأكدت ان “عمليات الامداد بالذخائر والاسلحة لا تزال مستمرة عبر معبر باب السلامة الحدودي الى داخل منطقة اعزاز السورية”.
وتحدث مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له عن انتقال مئات المقاتلين السوريين المدعومين من انقرة من منطقة ادلب الى الاراضي التركية ليدخلوا مجدداً الى سوريا عبر معبر باب السلامة للمشاركة في القتال دفاعاً عن مدينتي تل رفعت واعزاز. وقال ان ” نحو 350 مقاتلاً من فصيل فيلق الشام، المدعوم من انقرة، دخلوا السبت عبر الحدود التركية الى مدينتي اعزاز وتل رفعت” أهم معاقل الفصائل الاسلامية والمقاتلة بالاضافة الى مارع، في ريف حلب الشمالي.
القصف التركي
وبعد ساعات من اعلان أنقرة ان مدفعيتها قصفت مواقع للنظام السوري واخرى لـ”وحدات حماية الشعب” الكردية في شمال سوريا، رداً على على تعرض الاراضي التركية لاطلاق نار، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية جون كيري في بيان :”لقد دعونا الاكراد السوريين وقوات اخرى تابعة لحزب الاتحاد الديموقراطي الكردي الى عدم استغلال الفوضى السائدة للسيطرة على مزيد من الاراضي. لقد رأينا ايضاً تقارير عن قصف مدفعي من الجانب التركي للحدود ودعونا تركيا الى وقف هذا القصف… نحن قلقون من الوضع في شمال حلب ونعمل على وقف التصعيد من كل الأطراف”.
الى ذلك، قالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان :”تشعر فرنسا بالقلق من الوضع المتدهور في منطقة حلب وشمال سوريا. ندعو لوقف كل أنواع القصف سواء من النظام وحلفائه لكامل الأراضي أو من تركيا للمناطق الكردية”. ورأت أن الأولوية ينبغي أن تكون لمحاربة “داعش” وتطبيق الاتفاقات التي توصلت اليها قوى كبرى في ميونيخ.
بيد ان مصادر في مكتب رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أفادت إنه أبلغ المستشارة الألمانية انغيلا ميركل هاتفيا أن قوات الأمن التركية ستواصل الرد على هجمات “وحدات حماية الشعب” الكردية في شمال سوريا.
السعودية
وصرّح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في مؤتمر صحافي عقده في الرياض مع نظيره السويسري ديدييه بوركهالتر بأن روسيا الداعمة بقوة للنظام السوري، “ستفشل في انقاذ” الرئيس بشار الاسد، وأن رحيل الاخير عن الحكم هو “مسألة وقت”.
والتقى بوركهالتر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.
من جهة أخرى، نقلت وكالة الأنباء السعودية “و ا س” عن مصدر في وزارة الخارجية إنه لم يحدد بعد موعد لزيارة الملك سلمان لروسيا. وكانت وكالة الاعلام الروسية نقلت الأربعاء عن مستشار الكرملين يوري أوشاكوف إن العاهل السعودي يعتزم زيارة موسكو منتصف اذار. وقالت “و ا س” إن ما تتداوله وسائل الإعلام عن الزيارة غير صحيح.
الجبير يرى أنّ روسيا “ستفشل في إنقاذ بشار الأسد“
المصدر: (و ص ف، رويترز)
رأى وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أمس ان روسيا الداعمة بقوة للنظام السوري، “ستفشل في انقاذ” الرئيس بشار الاسد، وان رحيل الاخير عن الحكم هو “مسألة وقت”.
صرح الجبير في مؤتمر صحافي عقده بالرياض مع نظيره السويسري ديدييه بوركهالتر: “في حال فشل العملية السياسية… سيستمر القتال والدعم للمعارضة سيستمر وسيكثف، وفي نهاية الامر سينهزم بشار الاسد”.
وقال: “عندما بدأت الازمة استعان بشار الاسد بالشبيحة لقتل الاطفال واغتصاب النساء وقتل الابرياء وتدمير المنازل، ولم يقدر ان يهيمن على شعبه. استعان بجيشه وفشل، استعان بالايرانيين الذين ارسلوا الحرس الثوري، وفشل. استعان بميليشيات شيعية… وفشلوا في انقاذ بشار الاسد. الآن استعان بروسيا، وستفشل في انقاذ بشار الاسد”.
ودعا روسيا الى “تقليص وايقاف عملياتها الجوية ضد المعارضة السورية المعتدلة”، وان يفتح النظام السوري “المجال لادخال المساعدات الانسانية الى جميع انحاء سوريا وبشكل فوري، ويوقف الضربات العسكرية ضد الابرياء المدنيين… بشكل فوري، وينخرط في العملية السياسية للبدء بالمرحلة الانتقالية السياسية في سوريا”.
وجدّد استعداد بلاده لارسال قوات “خاصة” الى سوريا، موضحاً ان ذلك يرتبط بوجود قرار من الائتلاف في هذا الشأن. وأشار الى ان اتخاذ القرار بذلك وتوقيته يعودان للائتلاف.
ولاحظ ان “من المستحيل ان رجلاً مسؤولاً عن قتل 300 الف من الابرياء وتشريد 12 مليوناً من شعبه وتدمير بلاده، ان يبقى… مسألة وقت، وبإذن الله عاجلاً أم آجلاً، سيسقط هذا النظام وسيفتح المجال لبناء سوريا الجديدة من دون بشار الاسد”.
وأدلى الجبير بتصريحاته بعد أقل من اسبوعين من تعليق مفاوضات بين النظام والمعارضة في سويسرا حتى 25 شباط الجاري، كانت تهدف للسعي الى التوصل الى حل سلمي للنزاع المستمر منذ أكثر من خمسة اعوام، وأدى الى مقتل أكثر من 260 الف شخص وتهجير الملايين.
وتطالب المعارضة والدول المؤيدة لها، بالتفاوض على أسس “بيان جنيف – 1” الصادر في حزيران 2012، والذي ينص على تشكيل هيئة حكم انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة، مما يعني بالنسبة اليها استبعاد الرئيس الاسد عن الحكم، وهو ما يرفضه النظام السوري والدول الداعمة له.
وعزت المعارضة ودول داعمة لها المسؤولية عن تعثر المفاوضات، الى تكثيف الغارات الجوية الروسية في محيط حلب، وتقدم القوات النظامية وحلفائها في الريف الشمالي للمدينة وقطع طرق امداد من تركيا.
في غضون ذلك، أكد مسؤول عسكري سعودي ليل السبت – الاحد ارسال طائرات حربية سعودية الى قاعدة انجيرليك في جنوب تركيا “لتكثيف” الغارات على تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش)، غداة اعلان مسؤولين اتراك احتمال شن البلدين عمليات برية تستهدف الجهاديين في سوريا.
أكبر مناورات
في غضون ذلك، تستضيف السعودية مناورات عسكرية وصفها الاعلام الرسمي بانها “الاكبر في المنطقة”، تشارك فيها 20 دولة عربية واسلامية لتوجيه “رسالة واضحة” عن استعدادها للحفاظ على امن “المنطقة والعالم”.
وجاء في بيان وزعته وكالة الانباء السعودية “واس”: “تشهد المملكة العربية السعودية خلال الساعات القليلة المقبلة وصول القوات المشاركة في التمرين العسكري الأهم والأكبر في تاريخ المنطقة رعد الشمال”.
ولم يحدد البيان موعد او مدة المناورات التي تقام في مدينة حفر الباطن بشمال البلاد، وهي “الاكبر من حيث عدد الدول”.
وتشارك في المناورات دول مجلس التعاون الخليجي (الامارات، الكويت، قطر، سلطنة عمان، البحرين)، اضافة الى مصر وباكستان والمغرب وماليزيا والاردن، ودول اخرى منها السنغال والتشاد وتونس.
وقال البيان ان التمرين هو “الاكبر من نوعه من حيث عدد الدول المشاركة، والعتاد العسكري النوعي من أسلحة ومعدات عسكرية متنوعة ومتطورة منها طائرات مقاتلة… فضلاً عن مشاركة واسعة من سلاح المدفعية والدبابات والمشاة ومنظومات الدفاع الجوي، والقوات البحرية، في محاكاة لأعلى درجات التأهب القصوى” للجيوش المشاركة.
وأفادت ان التمرين العسكري يمثل “رسالة واضحة إلى أن المملكة وأشقاءها وإخوانها وأصدقاءها من الدول المشاركة يقفون صفاً واحداً لمواجهة كل التحديات والحفاظ على السلام والإستقرار في المنطقة، إضافة إلى التأكيد على العديد من الأهداف التي تصب جميعها في دائرة الجاهزية التامة والحفاظ على أمن وسلم المنطقة والعالم”.
وتأتي المناورات العسكرية قبل اكثر من شهر من اجتماع يرجح عقده في نهاية آذار، هو الاول للتحالف العسكري الاسلامي ضد “الارهاب” الذي اعلن ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع الامير محمد بن سلمان تشكيله في كانون الاول 2015، والذي يضم 35 دولة.
تركيا قصفت شمال سوريا لليوم الثاني وإيران تحذّر الرياض وأنقرة من التدخل
المصدر: (و ص ف، رويترز)
لليوم الثاني استهدفت تركيا بالقصف مناطق خاضعة لسيطرة الاكراد في محافظة حلب بشمال سوريا، غداة ابداء استعدادها للتحرك عسكرياً ضد هؤلاء وعلى رغم دعوة واشنطن انقرة الى وقف هذا القصف.
وأفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان القصف المدفعي التركي أسفر عن مقتل مقاتلين اثنين واصابة سبعة آخرين بجروح من “وحدات حماية الشعب” الكردية و”جيش الثوار”، وهما فصيلان منضويان في “قوات سوريا الديموقراطية”.
وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان “القصف المدفعي التركي اشتد بعد منتصف الليل وبات الآن متقطعاً، ويتركز على مناطق سيطرت عليها قوات سوريا الديموقراطية خلال الايام الماضية بين مطار منغ العسكري وبلدة دير جمال” جنوب شرقه.
واكدت وكالة “أنباء الاناضول” التركية شبه الرسمية قصف الجيش التركي مواقع الاكراد، وقالت إن مواقع لحزب الاتحاد الديموقراطي الكردي في جوار مدينة اعزاز السورية في محافظة حلب قصفت بقذائف الهاون من الجانب التركي للحدود.
ومساء السبت، وبعد ساعات من اعلان انقرة استعدادها للتحرك عسكرياً ضد المقاتلين الاكراد، بدأت المدفعية التركية قصف مواقع سيطرة هؤلاء في ريف حلب الشمالي.
وصرّح رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو بأنه “عملاً بقواعد الاشتباك، رددنا على القوات الموجودة في اعزاز ومحيطها والتي تشكل تهديداً”.
وتعتبر انقرة حزب الاتحاد الديموقراطي، الحزب الكردي الاهم في سوريا، وجناحه العسكري “وحدات حماية الشعب” الكردية فرعاً لـ”حزب العمال الكردستاني” الذي تصنفه “ارهابياً” ويشن تمرداً منذ عقود ضد الدولة التركية كثفه في الاشهر الاخيرة.
ودعت الولايات المتحدة السبت أنقرة الى وقف القصف والمقاتلين الاكراد الى “عدم استغلال الفوضى السائدة للسيطرة على مزيد من الاراضي”، مبدية قلقها من الوضع في شمال حلب ومؤكدة “العمل على وقف التصعيد من كل الأطراف”.
والى جانب تحركها العسكري ضد المقاتلين الاكراد، اعربت تركيا السبت عن استعدادها للمشاركة في عملية برية الى جانب السعودية ضد تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) في سوريا. وقالت إن الرياض ارسلت طائرات حربية الى قاعدة انجيرليك التركية، التي تعتبر نقطة رئيسية لعمليات قوات الائتلاف الدولي.
لكن ايران حذرت السعودية من ارسال قوات الى سوريا بعد نشر طائرات حربية سعودية في تركيا. وصرح نائب رئيس هيئة اركان القوات المسلحة الايرانية البريغادير مسعود جزائري لقناة “العالم” الايرانية التي تبث بالعربية: “نحن لن نسمح أبداً بأن تسير الامور في سوريا كما تريد “الدول الشريرة” التي تريد تنفيذ سياساتها، وسنتخذ الاجراءات اللازمة في حينها”.
ونقل التلفزيون السوري الرسمي عن بيان لوزارة الخارجية السورية ان “الحكومة السورية تدين بشدة الجرائم والاعتداءات التركية المتكررة على الشعب السوري وعلى حرمة أرض سوريا وسلامتها الاقليمية، وتطالب مجلس الامن بضرورة اضطلاعه بمسؤوليته في حفظ السلام والامن الدوليين ووضع حد لجرائم النظام التركي”.
ميدانياً، وفي موازاة تقدم الجيش السوري بغطاء جوي روسي في ريف حلب الشمالي منذ بدء هجومه مطلع الشهر الجاري، تقدمت “قوات سوريا الديموقراطية” في المنطقة على حساب الفصائل الاسلامية والمقاتلة.
وتدور حالياً اشتباكات بين الطرفين عند الاطراف الغربية والشمالية الغربية لمدينة تل رفعت، وقد اسفرت عن مقتل 15 رجلاً من الفصائل الاسلامية والمقاتلة.
وتسيطر الفصائل الاسلامية والمقاتلة منذ عام 2012 على تل رفعت، وهي واحد من أبرز معاقلها في ريف حلب الشمالي الى جانب مارع واعزاز، وتبعد نحو 20 كيلومترا عن الحدود التركية. وتترافق الاشتباكات في محيط تل رفعت مع غارات مكثفة للطيران الحربي الروسي.
واذا تمكنت من السيطرة على تل رفعت، تكون “قوات سوريا الديموقراطية” قد اقتربت من مناطق وجود “داعش” في الريف الشمالي الشرقي لحلب.
ومع استمرار القتال، حض الجيش السوري السكان في محافظة درعا ومنطقة الغوطة شرق دمشق والمناطق الريفية شرق حلب على السعي سريعاً للمصالحة مع الحكومة.
وفي برلين، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الألماني نوربرت رويتجين في مؤتمر ميونيخ للأمن إنه يشكك في تصرفات روسيا في الأيام والأسابيع المقبلة على رغم موافقتها على “وقف للعمليات القتالية” من المقرر أن يبدأ في غضون أسبوع.
وخلال المؤتمر قال السناتور الأميركي جون ماكين إنه لا يعتبر الاتفاق انفراجاً.
الأكراد يقتربون من الحدود التركية ويقطعون طريق اعزاز
على الرغم من القصف التركي المدفعي المتواصل على مواقع سيطرة القوات الكردية التي تعمل تحت اسم “جيش الثوار”، أو “قوات سوريا الديموقراطية” في ريف حلب الشمالي، تمكنت القوات الكردية من متابعة تقدمها في الريف المفتوح على تركيا.
وذكر مصدر ميداني كردي لـ “السفير” أن القوات الكردية تمكنت من السيطرة على بلدة كفرنايا شرق بلدة كفين، كما تقدمت وسيطرت على قرية عين دقنة حيث تتابع تقدمها نحو قرية كلجبرين التابعة لمدينة اعزاز الحدودية مع تركيا، تحت غطاء جوي أمنته مقاتلات روسية.
وبالتقدم الذي حققته الوحدات الكردية الجديدة، تكون قد قطعت الطريق التي تصل اعزاز بقرية تل رفعت، كما تكون قد وصلت إلى حدود التماس المباشر مع مناطق سيطرة تنظيم “داعش” قرب تلالين وكفرة.
وفي هذا السياق، أوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية تانغو بلجيغ أن قوات الأمن استهدفت مواقع لمقاتلين أكراد في سوريا لليوم الثالث على التوالي، بعد هجوم على موقع أمني حدودي صباح اليوم.
وقال بلجيغ للصحافيين: “اليوم تعرض موقعنا الأمني الحدودي في منطقة خطاي على الحدود السورية للهجوم. تم الرد بإطلاق أعيرة نارية.”
من جهة ثانية، تابعت قوات الجيش السوري العاملة في ريف حلب الشرقي تقدمها، فسيطرت على قرى برلهين والسين، ضمن عملياتها التي تهدف إلى تأمين الريف الشرقي.
ونقلت “وكالة الأنباء السورية” (سانا) عن مصدر عسكري بأن وحدات من الجيش أعادت الأمن والاستقرار إلى قرية الطيبة ومزارعها في ريف حلب الشرقي.
وتابع بأن وحدات من الجيش “قضت بضربات مركزة على تجمعات للتنظيمات الإرهابية في أحياء باب النيرب وكرم القاطرجي والشيخ خضر والأنصاري”، مشيراً إلى أن الضربات أسفرت عن “تدمير بؤر وأسلحة وذخائر ومقتل عدد من الإرهابيين”.
(“موقع السفير”، “سانا”، رويترز)
الجيش التركي يجدد عدوانه.. لحماية مسلحي إعزاز
الشمال السوري خارج معادلة وقف النار
محمد بلوط
بانتظار وقف إطلاق النار في سوريا، يراوح الاحتمال البري العسكري السعودي والتركي مكانه.
الروس استبقوا التساؤلات عن خريطة وقف إطلاق النار على الأرض السورية، التي يحددها عسكريون روس وأميركيون، وخبراء من الدول المؤثرة في الأزمة السورية، بحسب ميونيخ، بإخراج الشمال السوري من أي معادلة لوقف النار.
وبحسب المعلومات، وفي اللقاء الأول، الجمعة الماضي في جنيف، لمجموعة المتابعة المنبثقة عن مؤتمر ميونيخ، المكلفة التحضير لإطلاق النار وتنفيذ التوصيات الإغاثية، استثنى الروس أي وقف لإطلاق النار يشمل جبهات حلب، أو أي تجميد لعمليات القصف التي تقوم بها طائراتهم على هذه الجبهات، وفي الشمال السوري في الوقت الحاضر.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد خفض سقف التوقعات، عندما أنزل حظوظ وقف إطلاق النار إلى 49 في المئة. ولم يغير الإعلان الروسي باستثناء الشمال من وقف إطلاق النار شيئاً من التفاهمات الروسية الأميركية، إذ قال الكرملين إن الرئيسين الأميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين اتفقا أمس على تعزيز التعاون الديبلوماسي وغيره من أشكال التعاون لتنفيذ اتفاق ميونيخ بشأن سوريا.
وبعد محادثة هاتفية بين بوتين وأوباما، أمس، قال الكرملين إن الرئيسين قدما «تقييماً إيجابياً» للاجتماع بشأن سوريا الذي عُقد في ميونيخ في 11 و12 شباط الحالي، مضيفاً أن الرئيسين دعما الجهود المبذولة لوقف الأعمال القتالية وتلك المتعلقة بالإغاثة الإنسانية.
وذكر البيت الأبيض أن نقاش أوباما مع بوتين «شدد على ضرورة الإسراع بنقل المساعدات الإنسانية لسوريا والحد من الضربات الجوية». وأضاف «شدد أوباما تحديداً على أهمية أن تؤدي روسيا الآن دوراً بنّاءً بوقف حملتها الجوية ضد قوات المعارضة المعتدلة في سوريا».
ومن الواضح أن العملية الروسية – السورية المشتركة لن تتوقف في لحظة تتجه فيها نحو منعطف استراتيجي، مع اقتلاع المجموعات المسلحة من أرياف اللاذقية، ودفع جزء كبير منها نحو الداخل التركي، وإجبارها على تحويله علناً إلى ممر إمداد بين ريفي حلب وادلب، بعد تقطيع أوصال تلك المجموعات في الريف الشمالي لحلب، والإطباق تدريجياً على حلب نفسها، وإعادة المبادرة إلى الجيش السوري.
والأرجح أن تقتصر الـ49 في المئة، التي تحدث عنها الوزير الروسي، على مناطق في الجبهة الجنوبية، حيث أدى استنزاف البيئة الحاضنة، العشائرية خاصة، للمجموعات المسلحة، وخسارتها المئات من المقاتلين أمام تحصينات الجيش السوري، في درعا خلال ست موجات لعمليات «عاصفة الجنوب» خلال الصيف، إلى جعلها أكثر تقبلاً للمصالحات والتسويات.
ومن المبكر أصلاً الحديث عن خريطة متكاملة لأي وقف لإطلاق النار، قبل التفاهم على تصنيف المجموعات المسلحة، إرهابية ومعتدلة، خصوصاً إذا ما أصر الروس على ضم «جيش الإسلام» و «أحرار الشام» إلى اللائحة. وقد يؤدي الإصرار الروسي إلى تعقيد مشهد معقد ومتداخل أصلاً، في جبهات القتال، حيث سيصعب تحييد بقية المجموعات المسلحة، عن «جبهة النصرة» أو «جيش الإسلام»، أو «أحرار الشام»، نظراً للانتشار الكبير لهذه المجموعات، وسيطرتها على جزء كبير من الجبهات، وتشكيلها العمود الفقري للعمل العسكري ضد الجيش السوري، لا سيما «جيش الفتح في ادلب»، الذراع التركية – السعودية الضاربة. وتتضاءل فرصة أن يحقق الأتراك والسعوديون هدفهم من التلويح بالتدخل البري، بابتزاز الروس والسوريين، وإجبارهم على تجميد العملية العسكرية في لحظات حاسمة، بعد حملة من القصف الجوي بدأت بتحقيق أهدافها في مطلع شهرها الخامس، وانقشاع أفق حل عسكري، مرفق بحل سياسي كما يردد الروس والسوريون، ولكن بشروط موسكو ودمشق، على أن تواصل المعارضة «الائتلافية» السورية في هذا الوقت الرهان على استعادة المبادرة العسكرية، مع الإدارة الأميركية المقبلة، وطي صفحة إدارة أوباما، التي ضيّعت، بنظر «الائتلافيين»، فرصاً كبيرة للتدخل في سوريا، أولاها في آب العام 2013، إثر هجمات الغوطة الكيميائية.
ولا يبدو مع ذلك أن الأميركيين سيمتنعون، حتى الآن، عن تسليف بعض المواقف المؤيدة للسعوديين، رغم أنهم لا يبدون حماسة لأي تدخل برّي لقواتهم أو أي عملية برية في سوريا، غير أنهم قد لا يمانعون في رؤية قوات خليجية تقاتل في سوريا. وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إنه «إذا انهارت خطة السلام فسوف تنضم المزيد من القوى الخارجية إلى الصراع».
وفي أيار الماضي، أي قبل الانخراط الروسي في سوريا، كان أوباما قد أوضح، في عرض لعقيدته في السياسة الخارجية، أنه «يتمنى رؤية تدخل خليجي في سوريا». وأعاد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير مجدداً أمس كرة التدخل البري إلى واشنطن، وأعلن أن «استعداد الرياض لتقديم قوات برية خاصة في سوريا مرتبط بصدور قرار من التحالف الدولي بوجود مكوّن برّي لهذا التحالف ضد داعش في سوريا. ولهذا، فإن التوقيت ليس وقفاً علينا».
واستؤنف التراشق السعودي – الأميركي – الروسي حول احتمال التدخل البري. ورد رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف انه «إذا كان كل ما يريده حرباً طويلة فيمكنه أن ينفذ عمليات برية. ودعوني أكرر إن أحداً لا يرغب في اندلاع حرب جديدة، وان عملية برية ستقود إلى حرب شاملة وطويلة».
وحذرت طهران الرياض من مغبة إرسال قوات إلى سوريا. وقال نائب رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية العميد مسعود جزائري «نحن لن نسمح أبدا بأن تسير الأمور في سوريا كما تريده الدول الشريرة التي تريد تنفيذ سياساتها، وسنتخذ الإجراءات اللازمة في حينها».
ورغم أنها لا ترٍقى إلى مستوى الرد المتكافئ مع الانخراط الروسي، أحيت عمليات القصف التركي في الساعات الأخيرة في ريف حلب الشمالي، آمال المجموعات المسلحة بالبقاء في المنطقة، والإمساك بتل رفعت وإعزاز، وبمواقعها في عندان، التي يتقدم نحوها الجيش السوري بعد دخوله الطامورة. إذ توسع القصف المدفعي التركي جنوب غرب إعزاز على خط دير جمال، منغ، مريمين، مستهدفاً تجمعات «جيش الثوار» و «وحدات حماية الشعب» الكردية، لمنعها من التقدم نحو إعزاز، التي لا تبعد أكثر من أربعة كيلومترات عن معبر باب السلامة.
وفتحت تركيا أراضيها لـ «فيلق الشام»، كي يعبر 400 مسلح من ممر اطمه العسكري نحو باب السلامة في ريف حلب، سقط منهم 40 قتيلاً قي المواجهات الأولى مع الأكراد. وارتفعت حدة الآمال، مع تأهب المقاتلات السعودية في انجيرليك للإقلاع وبعد تذخيرها وتسليحها بالصواريخ، على ما قالته معلومات روسية، قبل أن تلغى حالة التأهب ليل أمس.
وأكد رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو للمستشارة الألمانية انجيلا ميركل، أمس، أن الجيش التركي سيواصل قصف المقاتلين الأكراد في سوريا، رغم الضغوط المتزايدة على أنقرة لوقف ضرباتها.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد سارعت، أمس الأول، إلى دعوة تركيا لوقف قصف مواقع الأكراد، وحضّت أكراد سوريا على «عدم استغلال الوضع الفوضوي والسيطرة على أراض جديدة».
ودعت وزارة الخارجية الفرنسية، في بيان أمس، «إلى الوقف الفوري للقصف سواء من قبل النظام وحلفائه في مجمل أراضي البلاد، أو من قبل تركيا في المناطق الكردية». وأضاف ان «الأولوية المطلقة تبقى لتطبيق بيان ميونيخ ولقرار مجلس الأمن 2254 ولمكافحة داعش».
الولايات المتحدة تطالب البلدين بتجنب أي تصعيد
تصاعد التوترات بين روسيا وتركيا حول سوريا
لا زالت الأزمة السورية تثير انقساماً حاداً في المواقف بين الدول، فوصلت لهجة التصريحات التركية الرسمية إلى حد وصف العمليات العسكرية الروسية في سوريا على أنها ممارسات “منظمة إرهابية”. في حين لوَّحت موسكو بـ”الحرب الشاملة والطويلة فيما لو شنت أي دولة عملية برية في سوريا”، خصوصاً في ظل تصاعد الأعمال القتالية شمال البلاد على مقربة من الحدود مع تركيا، وقيام الأخيرة بقصف عدد من المواقع العسكرية التابعة للأكراد السوريين.
واتهم رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو روسيا بالتصرف في سوريا كأنها “منظمة ارهابية”، قائلاً: “إذا واصلت روسيا التصرف كأنها منظمة ارهابية ترغم المدنيين على الفرار فسنوجه اليها ردا حاسما جدا”.
وأوضح داود اوغلو أنه لا توجد أي قوات أمن تركية في سوريا، مؤكداً تصريحات سابقة أدلى بها وزير الدفاع التركي عصمت يلماظ لوسائل إعلام حكومية.
وشدد على أن أنقرة لن تسمح بسقوط بلدة أعزاز شمال سوريا في يد “وحدات حماية الشعب” الكردية، موضحاً أن الـ”وحدات كان بإمكانها الاستيلاء على بلدة أعزاز الواقعة تحت سيطرة المسلحين، وعلى بلدة تل رفعت باتجاه الجنوب لولا نيران المدفعية التركية التي أطلقت عليها” مطلع الأسبوع.
وفي هذا السياق، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية تانغو بلجيغ أن قوات الأمن استهدفت مواقع لمقاتلين أكراد في سوريا لليوم الثالث على التوالي، بعد هجوم على موقع أمني حدودي، من دون وقوع إصابات في الجانب التركي.
من جهة ثانية، أكد رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف أن أي عملية برية في سوريا من شأنها أن تؤدي إلى “حرب شاملة وطويلة”. فيما اتهمت الخارجية الروسية أنقرة بدعم الإرهاب، معربة عن “قلقها الشديد” لعمليات القصف “الإستفزازية” لمواقع الأكراد.
وقال مدفيديف خلال مقابلة لقناة “يورونيوز”: “نحتاج للتفاوض وألا نتحدث عن أي خطأ أو عن أي عملية برية مع بقية الدول العربية. لا أحد يريد حربا جديدة وأي عملية برية ستكون حربا شاملة وطويلة، وهذا لابد أن يؤخذ في الاعتبار”.
واعتبر مدفيديف أن الرئيس السوري بشار الأسد “يجب أن يبقى في منصبه حتى تحديد شكل النظام السياسي المستقبلي لسوريا”، مشيراً إلى أن الشعب السوري هو من يقرر مصير الأسد السياسي، و”هي حقيقة يدركها الرئيس السوري تمام الإدراك”.
وأكد رئيس الوزراء الروسي أن موسكو لا تنوي إبقاء قواتها في سوريا لأجل غير مسمى.
وقال خلال مقابلة لمجلة “تايم”، رداً على سؤال عما إذا كانت روسيا تساعد حليفها الأسد في مسعاه لاستعادة السيطرة على سوريا بالكامل: “ليست لدينا خطط… لوجود بلا نهاية في سوريا. نحن هناك من أجل هدف محدد وملموس.”
وفي سياق متصل، أوضحت الخارجية الروسية أن “التصرفات العدوانية للسلطات التركية إزاء سوريا تعد دعماً سافراً للإرهاب الدولي وانتهاكاً لقرارات مجلس الأمن”، مشيرة إلى امتلاكها معلومات تؤكد استمرار تركيا بالسماح لمرور “عصابات مسلحة متطرفة جديدة الى سوريا لدعم فصائل جبهة النصرة وداعش”.
ومن جهتها، حضّت الولايات المتحدة، الإثنين، روسيا وتركيا على تجنب أي تصعيد في شأن سوريا، بعدما تبادلت موسكو وأنقرة الاتهامات حول عملياتهما العسكرية في هذا البلد.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، لوكالة “فرانس برس”: “من المهم ان يتحاور الروس والأتراك مباشرة وان يتخذوا إجراءات لتجنب التصعيد”.
ووجدت واشنطن نفسها في موقف محرج في الملف السوري حيث انها حليفة أنقرة ضمن “التحالف الدولي” المناهض للإرهاب، لكنها تدعم في الوقت نفسه أكراد سوريا الذين يقصف الجيش التركي مواقعهم في الشمال السوري.
كما أن الولايات المتحدة شريكة مبدئياً لروسيا في اطار العملية الديبلوماسية الهادفة لإيجاد حل للنزاع وتجلى ذلك مساء الخميس عبر الاتفاق الذي أعلن من ميونيخ حول احتمال “وقف الأعمال العدائية” والالتزام بهدنة “إنسانية”.
لكن الأميركيين يطالبون منذ عشرة أيام الروس بوقف ضرباتهم في شمال سوريا، والتي تشن اسناداً لهجوم القوات الحكومية على منطقة حلب.
(“روسيا اليوم”، “الأناضول”، رويترز، أ ف ب)
موسكو: أنقرة تدعم الإرهاب بقصفها “الإستفزازي” في سوريا
اعتبرت وزارة الخارجية الروسية، يوم الإثنين، أن “التصرفات العدوانية للسلطات التركية إزاء سوريا تعد دعماً سافراً للإرهاب الدولي وانتهاكاً لقرارات مجلس الأمن”، معربة عن “قلقها الشديد” لعمليات القصف “الإستفزازية” التي نفذها الطيران التركي لمواقع كردية في سوريا.
وقالت الخارجية في بيان: “نرى في ذلك دعماً سافراً للإرهاب الدولي وانتهاكاً لقرارات مجلس الأمن الدولي، والالتزامات التي أخذتها تركيا على عاتقها كدولة مشاركة في المجموعة الدولية لدعم سوريا”.
وأضافت أنها تدعم بحث هذه المسألة في مجلس الأمن الدولي لإعطاء “تقييم دقيق للاستفزازات التركية التي تشكل تهديدا للسلم والأمن في منطقة الشرق الأوسط وخارجها”.
ولفتت الوزارة الانتباه إلى وجود معلومات تؤكد استمرار تركيا بالسماح لمرور “عصابات مسلحة متطرفة جديدة الى سوريا لدعم فصائل جبهة النصرة وداعش، وغيرهما من المنظمات الإرهابية التي لحقت بها أضرار جسيمة خلال المعارك”.
وذكرت أن المسلحين المصابين ينقلون إلى تركيا فضلاً عن تحرك مجموعات مشتتة من العصابات للإستراحة في تركيا وإعادة تنظيم صفوفها.
(“روسيا اليوم”، أ ف ب)
السعودية تتعهد الإطاحة بالأسد… وتركيا تستهدف مناطق الأكراد في سوريا
واشنطن وباريس تطالبان أنقرة بوقف القصف… ودمشق تدين
عواصم ـ وكالات ـ اسطنبول ـ لندن ـ «القدس العربي»ـ من إسماعيل جمال وأحمد المصري: أكد وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، أنه «من المستحيل أن يبقى رئيس النظام السوري بشار الأسد» على رأس السلطة، وأن «روسيا ستفشل في إنقاذه»، ودعا أمريكا لزيادة الضغط على موسكو لوقف ضرباتها الجوية في سوريا، والضغط على الأسد للانخراط في العملية السياسية.
جاء هذا خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السويسري ديدييه بوركهالتر، في العاصمة السعودية الرياض، أمس الأحد.
وجدد الجبير تأكيده أنه ستتم الإطاحة بالأسد، إما عبر عملية سياسية أو عبر عملية عسكرية.
وفي رده على سؤال حول ما الذي ستقوم به المملكة في حال فشلت الإطاحة به عبر عملية سياسية، قال الجبير «في حال فشلت العملية السياسية، القتال سيستمر والدعم للمعارضة سيستمر وسيكثف، وفي نهاية الأمر بشار الأسد سينهزم».
وأكد أن روسيا ستفشل في إنقاذه كما فشلت إيران، قائلا «عندما بدأت الأزمة السورية، استعان الأسد بالشبيحة لقتل الأطفال واغتصاب النساء وقتل الأبرياء وتدمير المنازل، ولم يستطع ان يهيمن على شعبه، استعان بجيشه وفشل ، استعان بالايرانيين الذين أرسلوا الحرس الثوري وفشل، استعان بميليشيات حزب الله وميليشيات من العراق وباكستان وأفغانستان وفشلوا في إنقاذ بشار الأسد، والآن استعان بروسيا، وستفشل في إنقاذه».
وتعليقا عما إذا كان هناك جدول زمني لإرسال قوات سعودية برية لسوريا بعد إرسال قوات جوية لقاعدة أنجرليك التركية، قال الجبير: «نشر طائرات سعودية في قاعدة انجرليك جزء من الحملة لمحاربة تنظيم داعش، وإن استعداد المملكة لتقديم قوات خاصة لأي عمليات برية في سوريا يرتبط بقرار أن تكون هناك عناصر برية في التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا، وبالتالي فتوقيت ذلك ليس بيدنا، نحن قلنا إذا ما أراد التحالف إصدار قرار للمشاركة بقوات برية فالمملكة جاهزة ومستعدة بنشر قوات خاصة، والإمارات قالت الشيء نفسه».
وأردف: «نحن سننتشر، كجزء من أي قوة برية في التحالف الدولي لمحاربة داعش، الذي تقوده أمريكا في سوريا.»
جاء ذلك فيما جددت تركيا أمس الأحد ولليوم الثاني على التوالي استهدافها لمناطق واقعة تحت سيطرة الأكراد في محافظة حلب في شمال سوريا، وذلك غداة إعلان استعدادها للتحرك عسكريا ضد هؤلاء ورغم دعوة واشنطن انقرة الى وقف هذا القصف.
وأسفر القصف المدفعي التركي عن مقتل مقاتلين اثنين وإصابة سبعة آخرين بجروح من وحدات حماية الشعب الكردية وجيش الثوار، وهما فصيلان منضويان في قوات سوريا الديمقراطية، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الإحد.
ودانت دمشق القصف التركي المستمر للأراضي السورية. وطالبت الأمم المتحدة بالتحرك لوضع حد لما وصفتها بـ»الجرائم التركية».
ونقل التلفزيون الرسمي السوري عن بيان لوزارة الخارجية الأحد أن «الحكومة السورية تدين بشدة الجرائم والاعتداءات التركية المتكررة على الشعب السوري وعلى حرمة أرض سوريا وسلامتها الإقليمية، وتطالب مجلس الأمن بضرورة اضطلاعه بمسؤوليته في حفظ السلام والأمن الدوليين ووضع حد لجرائم النظام التركي».
وأكد رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو أن الضربات تأتي «عملا بقواعد الاشتباك، قمنا بالرد على القوات الموجودة في اعزاز ومحيطها والتي تشكل تهديدا».
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان أمس الأحد إن فرنسا دعت تركيا لوقف قصف المناطق الكردية في سوريا.
وقال البيان «تشعر فرنسا بالقلق بشأن الوضع المتدهور في منطقة حلب وشمال سوريا. ندعو لوقف كل أنواع القصف سواء من النظام وحلفائه لكامل الأراضي أو من تركيا للمناطق الكردية».
وأضاف أن الأولوية ينبغي أن تكون لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» وتطبيق الاتفاقات التي توصلت لها قوى كبرى في مدينة ميونيخ الألمانية يوم الجمعة.
ودعت الولايات المتحدة السبت انقرة إلى وقف هذا القصف والمقاتلين الأكراد إلى «عدم استغلال الفوضى السائدة للسيطرة على مزيد من الأراضي»، معربة عن قلقها إزاء الوضع في شمال حلب ومؤكدة «العمل على وقف التصعيد من كل الأطراف».
ميركل تؤيد اقامة منطقة حظر جوي في سوريا
برلين ـ أ ف ب ـ اعربت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الاثنين عن تأييدها لاقامة منطقة حظر جوي في سوريا مثلما تطالب تركيا منذ مدة طويلة، وذلك في مقابلة مع صحيفة شتوتغارتر تسايتونغ.
وعندما سئلت عن فكرة اقامة “مناطق آمنة” في سوريا، قالت ميركل “في الوضع الحالي سيكون مفيدا اقامة منطقة لا يقصفها اي من المتناحرين – نوع من منطقة حظر جوي”.
واضافت المستشارة الالمانية “لا يمكن التفاوض مع الارهابيين” في تنظيم الدولة الاسلامية، لكن اتفاقا “بين الداعمين” للرئيس السوري بشار الاسد و”التحالف المناهض للاسد” حول هذا الموضوع “سيساعد كثيرا”.
ولم توضح ميركل اطر مثل هذه المنطقة، فيما تدعو تركيا منذ اشهر الى اقامة منطقة آمنة تمتد من اعزاز الى جرابلس في شمال سوريا لاستقبال النازحين السوريين على ارضهم.
لكنها اعتبرت ان عمليات “القصف في حلب وحولها (شمال) خاصة من قبل الجيش الروسي، تزيد في تعقيد” الوضع في سوريا بعد خمس سنوات من الحرب التي اوقعت اكثر من 250 الف قتيل.
وقتل 19 شخصا على الاقل الاثنين في ضربات روسية على الارجح في شمال سوريا. واستهدفت خاصة مستشفى تشرف عليه منظمة اطباء بلا حدود ومدينة اعزاز التي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة.
واتهمت تركيا روسيا بالتصرف “كمنظمة ارهابية” في سوريا ولوحت بالتهديد ب”رد حاسم جدا”.
وتواجه انقرة صعوبة في الوقت الراهن في اقناع شركائها في حلف شمال الاطلسي بفكرة منطقة حظر جوي، فيما تبدو الادارة الاميركية منقسمة حول الموضوع.
وتعارض روسيا من جهتها بشدة الفكرة وتعتبرها انتهاكا للسيادة السورية.
أمير قطر يبحث مع هولاند في باريس الأزمة السورية الثلاثاء
الدوحة- (الأناضول):
يلتقي الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر، الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند يوم غد الثلاثاء في قصر الإليزيه في العاصمة الفرنسية باريس.
وقالت وكالة الأنباء القطرية الرسمية في خبر نشرته اليوم الإثنين، إنه سيتم خلال اللقاء إجراء محادثات حول الأزمة المتفاقمة في سوريا، وآخر التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية.
ويأتي اللقاء وسط حراك دولي متنامي للدفع بحل للأزمة السورية، ولا سيما بعد تعليق مفاوضات السلام بجنيف الخاصة بسوريا يوم 3 فبراير/ شباط الجاري، والتي من المنتظر أن تبدأ مجددًا في 25 فبراير/شباط الحالي.
وتدفع الدول الداعمة للشعب السوري بحل وفق مقررات اتفاق “جنيف1″، الذي عقد في 30 حزيران/ يونيو 2012، يقضي بتشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة، من قبل السوريين أنفسهم، لتسلم السلطة من بشار الأسد.
وفي مارس/ آذار 2011 اندلعت ثورة شعبية ضد حكم بشار الأسد، قاومها الأخير بالقمع، ما أدى لنشوب صراع مسلح بين المعارضة المدعومة من عدد من الدول العربية والغربية، والنظام المدعوم سياسياً وعسكرياً من حلفائه روسيا وإيران و”حزب الله” اللبناني.
ونزح أكثر من 12 مليون سوري من أصل عدد سكان سوريا، البالغ نحو 22.5 مليوناً، عن ديارهم داخل وخارج البلاد جراء الصراع المستمر فيها منذ أكثر من 4 أعوام، ووصل عدد قتلى الصراع منذ اندلاعه إلى أكثر من 300 ألفاً.
ودخلت الأزمة السورية منعطفاً جديداً، عقب بدء روسيا بمهاجمة مدن وبلدات ومواقع في سوريا، منذ نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، وتقول إن هذا التدخل “يستهدف مراكز تنظيم داعش”، الأمر الذي تنفيه كل من واشنطن، وعواصم غربية، وقوى المعارضة السورية التي تقول بدورها إن أكثر من 90% من الأهداف التي يضربها الطيران الروسي لا يوجد التنظيم المتطرف فيها، وإنما تستهدف المعارضة، ومواقع ل “الجيش الحر”.
الخارجية التركية: التحالف الدولي لم يتخذ بعد قرارا بالتدخل البري في سوريا
أنقرة- الأناضول: أكّد الناطق باسم الخارجية التركية “طانجو بيلغيج” الاثنين، أنّ التحالف الدولي لمكافحة تنظيم “داعش”، لم يتخذ بعد قراراً بشأن التدخل البري في سوريا، وأنه يحق لكافة الدول المشاركة في التحالف (64 دولة)، إرسال قواتها البرية إلى سوريا، في حال تمّ اتخاذ قرار بهذا الشأن.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده “بيلغيج” في مقر الوزارة بأنقرة، تطرق خلاله إلى البيان الختامي لمؤتمر “مجموعة الدعم الدولي لسوريا”، الذي عقد قبل عدة أيام في مدينة ميونخ الألمانية، معتبراً ما جاء في البيان، فرصة جيدة لاستئناف محادثات جنيف الرامية لإنهاء الأزمة السورية وإحلال السلام فيها.
وأشار بيلغيج أنّ سبب تعليق محادثات جنيف، هو استمرار القصف الروسي ضدّ المدنيين في سوريا، واتباع النظام السوري سياسة التجويع من خلال محاصرة المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.
وفيما يخص استهداف القوات التركية لمواقع “حزب الاتحاد الديمقراطي” (الذراع السوري لمنظمة بي كا كا الإرهابية)، لفت بيلغيج إلى أنّ قصف تلك المواقع جاء تطبيقاً لقواعد الاشتباك المعلنة عنها دولياً. كما ذكر أن القوات التركية ردت بالمثل على اعتداء من الجانب السوري، استهدف مخفراً حدودياً تركيا اليوم في ولاية هطاي.
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت أنقرة قد زودت موسكو بمعلومات عن استهدافها لمواقع “حزب الاتحاد الديمقراطي”، أكد بيلغيج أنه لم يتم تبادل المعلومات بهذا الشأن مع الروس، فيما يتم التنسيق بشكل مستمر مع الولايات المتحدة الأمريكية التي تعد حليفا لتركيا.
وبخصوص موجة النزوح التي تشهدها عدة مناطق في ريف حلب الشمالي، قال بيلغيج، إنّ تركيا تسخر كافة إمكاناتها لخدمة اللاجئين السوريين، وإنها مستمرة في اتباع سياسة الباب المفتوح تجاههم.
وتابع الناطق باسم الخارجية التركية في هذا السياق قائلاً “المجتمع الدولي يعلم جيداً أنّ سبب نزوح الأهالي في ريف حلب باتجاه الحدود التركية، هو استهداف المقاتلات الروسية لمواقع المعارضة المعتدلة بشكل عشوائي، ودون التمييز بين المدنيين والمقاتلين، وفي حال استمرار العمليات الجوية الروسية، فإنّ هناك احتمال أن تتشكل موجة لجوء جديدة باتجاه الأراضي التركية”.
وتعليقاً على ادعاءات بعض الأطراف، حول تعمد السلطات التركية إبقاء النازحين من مدينة حلب، داخل الأراضي السورية، من أجل تعزيز فرص إنشاء منطقة آمنة، قال بيلغيج “إنّ هذه الادعاءات مضحكة، لأنّ تركيا تحتضن أكثر من مليونين ونصف لاجئ سوري، وعلى الذين يطلقون مثل هذه الادعاءات، إعادة النظر في مواقفهم تجاه اللاجئين، فالاتحاد الأوروبي لم يتمكن من استيعاب بضعة آلاف من هؤلاء”.
وتطرق بيلغيج في ختام مؤتمره الصحفي إلى المحادثات الجارية بين تركيا وإسرائيل بخصوص تطبيع العلاقات بينهما، مشيراً أنّ الطرفين حققا تقدماً إيجابياً ملموساً في هذا الخصوص.
وأردف في هذا السياق قائلاً “تم تحقيق تقدم إيجابي في المحادثات الرامية لتطبيع العلاقات بين أنقرة وتل أبيب، لكن هذه المحادثات لم تتكلل بعد بالنجاح التام، وفي حال إظهار الجانب الإسرائيلي للإرادة السياسية اللازمة في هذا الشأن، فإنه سيتم حل الخلاف القائم منذ الاعتداء الاسرائيلي على سفينة “مافي مرمرة” التركية في أيار/ مايو 2010.
السعودية تتعهد الإطاحة بالأسد… وتركيا تستهدف مناطق الأكراد في سوريا
واشنطن وباريس تطالبان أنقرة بوقف القصف… ودمشق تدين
عواصم ـ وكالات ـ اسطنبول ـ لندن ـ «القدس العربي»ـ من إسماعيل جمال وأحمد المصري: أكد وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، أنه «من المستحيل أن يبقى رئيس النظام السوري بشار الأسد» على رأس السلطة، وأن «روسيا ستفشل في إنقاذه»، ودعا أمريكا لزيادة الضغط على موسكو لوقف ضرباتها الجوية في سوريا، والضغط على الأسد للانخراط في العملية السياسية.
جاء هذا خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السويسري ديدييه بوركهالتر، في العاصمة السعودية الرياض، أمس الأحد.
وجدد الجبير تأكيده أنه ستتم الإطاحة بالأسد، إما عبر عملية سياسية أو عبر عملية عسكرية.
وفي رده على سؤال حول ما الذي ستقوم به المملكة في حال فشلت الإطاحة به عبر عملية سياسية، قال الجبير «في حال فشلت العملية السياسية، القتال سيستمر والدعم للمعارضة سيستمر وسيكثف، وفي نهاية الأمر بشار الأسد سينهزم».
وأكد أن روسيا ستفشل في إنقاذه كما فشلت إيران، قائلا «عندما بدأت الأزمة السورية، استعان الأسد بالشبيحة لقتل الأطفال واغتصاب النساء وقتل الأبرياء وتدمير المنازل، ولم يستطع ان يهيمن على شعبه، استعان بجيشه وفشل ، استعان بالايرانيين الذين أرسلوا الحرس الثوري وفشل، استعان بميليشيات حزب الله وميليشيات من العراق وباكستان وأفغانستان وفشلوا في إنقاذ بشار الأسد، والآن استعان بروسيا، وستفشل في إنقاذه».
وتعليقا عما إذا كان هناك جدول زمني لإرسال قوات سعودية برية لسوريا بعد إرسال قوات جوية لقاعدة أنجرليك التركية، قال الجبير: «نشر طائرات سعودية في قاعدة انجرليك جزء من الحملة لمحاربة تنظيم داعش، وإن استعداد المملكة لتقديم قوات خاصة لأي عمليات برية في سوريا يرتبط بقرار أن تكون هناك عناصر برية في التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا، وبالتالي فتوقيت ذلك ليس بيدنا، نحن قلنا إذا ما أراد التحالف إصدار قرار للمشاركة بقوات برية فالمملكة جاهزة ومستعدة بنشر قوات خاصة، والإمارات قالت الشيء نفسه».
وأردف: «نحن سننتشر، كجزء من أي قوة برية في التحالف الدولي لمحاربة داعش، الذي تقوده أمريكا في سوريا.»
جاء ذلك فيما جددت تركيا أمس الأحد ولليوم الثاني على التوالي استهدافها لمناطق واقعة تحت سيطرة الأكراد في محافظة حلب في شمال سوريا، وذلك غداة إعلان استعدادها للتحرك عسكريا ضد هؤلاء ورغم دعوة واشنطن انقرة الى وقف هذا القصف.
وأسفر القصف المدفعي التركي عن مقتل مقاتلين اثنين وإصابة سبعة آخرين بجروح من وحدات حماية الشعب الكردية وجيش الثوار، وهما فصيلان منضويان في قوات سوريا الديمقراطية، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الإحد.
ودانت دمشق القصف التركي المستمر للأراضي السورية. وطالبت الأمم المتحدة بالتحرك لوضع حد لما وصفتها بـ»الجرائم التركية».
ونقل التلفزيون الرسمي السوري عن بيان لوزارة الخارجية الأحد أن «الحكومة السورية تدين بشدة الجرائم والاعتداءات التركية المتكررة على الشعب السوري وعلى حرمة أرض سوريا وسلامتها الإقليمية، وتطالب مجلس الأمن بضرورة اضطلاعه بمسؤوليته في حفظ السلام والأمن الدوليين ووضع حد لجرائم النظام التركي».
وأكد رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو أن الضربات تأتي «عملا بقواعد الاشتباك، قمنا بالرد على القوات الموجودة في اعزاز ومحيطها والتي تشكل تهديدا».
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان أمس الأحد إن فرنسا دعت تركيا لوقف قصف المناطق الكردية في سوريا.
وقال البيان «تشعر فرنسا بالقلق بشأن الوضع المتدهور في منطقة حلب وشمال سوريا. ندعو لوقف كل أنواع القصف سواء من النظام وحلفائه لكامل الأراضي أو من تركيا للمناطق الكردية».
وأضاف أن الأولوية ينبغي أن تكون لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» وتطبيق الاتفاقات التي توصلت لها قوى كبرى في مدينة ميونيخ الألمانية يوم الجمعة.
ودعت الولايات المتحدة السبت انقرة إلى وقف هذا القصف والمقاتلين الأكراد إلى «عدم استغلال الفوضى السائدة للسيطرة على مزيد من الأراضي»، معربة عن قلقها إزاء الوضع في شمال حلب ومؤكدة «العمل على وقف التصعيد من كل الأطراف».
وزير الخارجية القطري: إرسال قوات برّية إلى سوريا بات ضرورة ملحّة
ميونيخ ـ الأناضول: قال وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أمس الأحد، إن إرسال قوات برّية إلى سوريا في إطار التحالف الدولي لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية»، بات يشكل «ضرورة ملحّة».
جاء ذلك في معرض ردّه على سؤال حول استعداد السعودية ودول أخرى في المنطقة، لشن عملية برية في سوريا، عقب كلمته في حلقة نقاشية تحت عنوان «الجغرافيا السياسية الجديدة في الشرق الأوسط» خلال مؤتمر ميونيخ للأمن المنعقد في ألمانيا.
وأوضح آل ثاني أن مسألة الاستعداد لشن عملية في سوريا «ليست خطة جديدة»، مضيفا «في الحقيقة هذا الأمر كان مخططا له مع الولايات المتحدة الأمريكية التي تقود التحالف الدولي»، وأنه «إذا اقتضت الحاجة لإرسال وحدات برية إلى سوريا، فينبغي أن يحدث ذلك بقيادة التحالف».
في دمشق اليوم بوتين هو من يصدر الأوامر… يغير ميزان الحرب ويفاوض المجتمع الدولي ولماذا صمتت أمريكا والغرب على القصف الروسي لحلب؟
ساكن الكرملين يريد تطبيق سياسة استعمارية في المنطقة للحفاظ على النظام وإضعاف الولايات المتحدة وتفكيك الناتو
إبراهيم درويش
لندن ـ «القدس العربي»: تعهد الرئيس السوري بشار الأسد باستعادة كل المناطق التي خسرها منذ عام 2011 ومواصلة الحرب حتى النهاية، جاء هذا في تصريحات للأسد بعد التقدم الذي أحرزته قواته وقوات الدفاع الشعبي والكتيبة الدولية الشيعية التي يقودها الجنرال قاسم سليماني- الحرس الثوري الإيراني، حزب الله اللبناني، كتيبة «الفاطميون» الأفغانية، منظمة بدر وميليشيات أخرى تقاتل في حلب الشمالي.
ولم تأت تصريحات الأسد من فراغ فالإنجازات الأخيرة لجيشه لم تكن لتحدث لولا الطيران الروسي وتدخل موسكو لإنقاذ نظامه المتداعي. واللافت في الأمر أن الأسد تحدث في دمشق فيما كان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في ميونيخ يتفاوض مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري حول شروط وقف إطلاق النار، بعد اسبوع أم اسبوعين أم عندما تنتهي روسيا من سحق المعارضة السورية!
وكل هذا يستدعي التساؤل حول من يحكم سوريا اليوم الأسد أم فلاديمير بوتين، ومن يتفاوض نيابة عن الحكومة وليد المعلم، وزير الخارجية أم لافروف؟
وهو سؤال بدا واضحاً من تحقيق صحيفة «أوبزيرفر» البريطانية الذي أكد فيه كاتبه أليك لون ومارتن شولوف وإيما غراهام ـ هاريسون أن بوتين الذي يواجه مشاكل اقتصادية بسبب انخفاض أسعار النفط أثبت في أسبوع غير عادي سنتذكره أن اهدافه العسكرية والدبلوماسية قد تحققت «ففي الوقت الحالي يبدو الشخص الذي يمسك بكل أوراق الحرب الأهلية السورية، فقد سمح الطيران الروسي لقوات الحكومة السورية بكسر جمود المعركة في حلب وقطع خطوط الإمدادات للمدينة التي كانت معقل المقاتلين لسنوات».
ويرى الصحافيون الثلاثة أن الدبلوماسيين اجتمعوا للتباحث في الأزمة خشية تعرض مئات الألوف من سكان المدينة المدمرة للحصار وتدفق الألوف منهم نحو أوروبا.
وفي اجتماع ميونيخ حققت روسيا ما تريده. فقد انتزعت من الآخرين تنازلات بشكل بدا الاتفاق وكأنه مصادقة على الدور الذي تلعبه روسيا في سوريا بدلاً من رفضه.
فلن تتوقف الأعمال العدائية إلا بعد اسبوع ولن توقف روسيا عمليات القصف ضد «الإرهابيين»، وفي تعريف روسيا فهي تصنف معظم جماعات المعارضة كإرهابية وليس «جبهة النصرة» وتنظيم «الدولة» والجماعات الجهادية الأخرى.
وسيسمح لها بمواصلة الهجمات كما في السابق. ومن هنا رفضت جماعات المعارضة قبول وقف إطلاق النار إن لم يؤد عملياً لوقف عمليات القصف الجوي.
ونقل التقرير عن قيادي بارز في جماعة إسلامية معارضة قوله «لا تفاوض طالما استمر الروس في قصف شعبنا». وأضاف «بالتأكيد سيواصل الروس بالهجوم علينا والزعم بأنهم يستهدفون «النصرة». وقالوا إن حملتهم العسكرية في سوريا هي من أجل قتال تنظيم «الدولة» إلا أن 85٪ – 90٪ من الهجمات تمت ضد الجماعات الثورية المعتدلة ومنها نسبة عالية استهدفت المدنيين».
وعليه فعندما قال لافروف للدبلوماسيين إن وقف إطلاق النار لن ينجح فقد كان يعبر عن نبوءة في طريقها للتحقق. وهو ما دفع وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند للتعليق على تصريحات المسؤول الروسي بالقول «طالما لم يتوقف الروس خلال الأيام المقبلة أو لم يخفضوا بشكل ملحوظ من عمليات القصف فلن تنضم الجماعات المعتدلة للعملية».
ومهما يكن من أمر فما كشف عنه اجتماع ميونيخ هو نهاية عملية بدأت قبل أشهر وتشير لعودة روسيا كلاعب كبير في الشرق الأوسط في الوقت الذي تبدو فيه الولايات مهزومة «كظل لقوة عظمى طالما تسيدت الأحداث في المنطقة».
وعادت الحرب الباردة كما وضح رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيدف يوم السبت بفارق وهو أن روسيا في صعود مستمر أما الولايات المتحدة فتتراجع.
وحذر النقاد من اليوم الأول للاتفاق من أن موسكو تفوقت على واشنطن وأنها تقوم باستخدام المفاوضات كغطاء لتعزيز الإنجازات على الأرض مستخدمة الأساليب نفسها في أوكرانيا.
لا ثقة في أمريكا
ويعلق الصحافيون الثلاثة أن الولايات المتحدة لم تخسر فقط الرأسمال السياسي إلا أن وقف إطلاق النار أفقدها ثقة المعارضة المعتدلة التي تشعر أن الأمريكيين تخلوا عن مقاتليها. وبحسب قيادي في «الجيش السوري الحر» في مدينة حلب «أصبحت الجماعات التي تحاول أمريكا دعمها هدفاً لعدو يقوم بالقصف بدون رحمة أو رادع، وعلى ما يبدو لا مشكلة لأمريكا مع هذا» وأضاف أن الأمريكيين «لم يستأهلوا أبدا ثقتنا». وبالمقارنة ضاعفت موسكو من دعمها لنظام بشار الأسد، ففي الوقت الذي كان فيه لافروف يتقدم بمقترحاته حول وقف إطلاق النار كانت حاملة صواريخ كروز تغادر قاعدة سيفاستبول البحرية في القرم من أجل الانصمام للأسطول الروسي المرابط في البحر المتوسط، في تعزيز علني للحضور العسكري هناك.
وتقول الصحيفة إن اللاجئين الذين فروا في الأيام الأخيرة من حكم تنظيم «الدولة» قالوا إن الفشل في معالجة مشكلة الأسد يعني تعريض هدف الغرب الرئيسي لهزيمة التنظيم الجهادي للخطر. وفي حالة هزمت المعارضة السورية فسيدعي تنظيم «الدولة» تمثيله لمظالم السنة في سوريا كما فعل في العراق.
وقال أحد اللاجئين «لن تجد واحداً في هذا المخيم يدعم تنظيم «الدولة»، خاصة من وصل منهم هذا الشهر» و«ومع ذلك فمعظهم يعترف أن التنظيم حاول حمايتنا، السوريون السنة الذين تخلى عنهم العالم. ومن الخطورة بمكان السماح لهم بتسنم هذا الدور وأعتقد أن العالم يغمض عيونه عن هذا الفجور».
ورغم ما فعله التنظيم من مجازر وارتكبه من ظلم إلا أن الكثيرين يفضلون حكم الرقة على دمشق. ونقل عن خليل الفراتي الذي غادر بيته في الرقة قبل ثلاثة أسابيع «مهما فعلوا ومهما كانوا سيئين إلا انهم ليسوا أسوأ من النظام، فحكومته هي العدو الأول»، وأضاف «نعم، داعش لا يرحم وارتكب أعمالاً مريعة لكن النظام فعل ما هو أسوأ».
ما هي أهدافه؟
وفي سياق أهداف بوتين في سوريا، يرى محللون أنه من الصعب تقييم أو التعرف على ما تريد موسكو تحقيقه هناك وعلى المدى البعيد. فأبعد من الحفاظ على مصالح وتأثير وموقع روسيا لم يقدم الكرملين الكثير، ومن المعروف أن بوتين شخصية تتمتع بذكاء تكتيكي لكنه ليس استراتيجياً لديه رؤية عظيمة.
ومن هنا يقول ألكيسي ماكاركين، نائب مدير المركز للأبحاث السياسية والتكنولوجية «مهمة الروس هي الحفاظ على نظام الأسد، وليس بالضرورة بقاء بشار الأسد على رأسه ولكن ليبقى نظاماً مقبولاً يحمي المصالح الروسية».
و»يعتقد الروس أنهم ليسوا قوة عظمى بدون حليف في الشرق الأوسط وتأثير». وتضيف الصحيفة أن موسكو لا تزال تعيش ذكريات الحملة التي شنها الناتو على يوغوسلافيا القديمة والتي قادت للإطاحة بالرئيس الصربي سلوبدان ميلوفيتش وأنهت تأتير روسيا في منطقة البلقان. ويقول ماكاركين «لا نريد المساعدة في تفكيك الأسد ويطلب منا بعد ذلك الخروج كما حدث في صربيا».
وترى الصحيفة أن إحياء قوة الأسد من جديد بعد أشهر من النكسات التي تعرض لها تظهر قوة موسكو كدولة راعية واستعدادها لإنفاق أموال على أصدقائها والقدرة على خلق مشاكل للأعداء.
ومن ناحية عملية أمنت روسيا قاعدتها العسكرية في طرطوس التي ظلت تعمل منها طوال الفترة السوفييتية والقاعدة الجديدة حميم قرب اللاذقية، وهي القاعدة الجوية التي تسمح للروس باستعراض قوتهم في الشرق الأوسط. وتحولت روسيا إلى عدو للمسلمين السنة فيما أصبح الأسد الحليف الذي لا يمكن استبداله.
وبحسب ماشا ليبمان، المحللة السياسية «يقوم بتغيير القطع على الرقعة ويبحث عن النقاط الضعيفة». وتضيف «أعتقد أن الهدف أكبر، من أجل دفع العالم إلى الاعتراف بروسيا اللاعب القوي على المسرح الدولي وإمكانياتها على التغيير».
وتشير الصحيفة إلى أن دعم الكرملين للأسد يناسب رؤيته التي تعارض تغيير الأنظمة حول العالم. فقد اعتبر بوتين الثورات التي حدثت في دول ما بعد الإتحاد السوفييتي السابق بأنها محاولات غربية لتوسيع التأثير وناقش أن الربيع قاد لفوضى دموية.
وفي هذا السياق اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان روسيا بمحاولة إنشاء دويلة في منطقة اللاذقية وهي معقل عائلة الأسد العلوية.
ولكن روسيا التي تواجه حركات انفصالية أكدت أنها لا تريد تمزيق البلد. وقد تلجأ بعد تعزيز قوة الأسد لتسوية «الحرب المجمدة» مثل السيناريو الأوكراني والتي ستكون مكلفة على روسيا رعايتها عن بعد.
ومع ذلك ترى ليبمان أن روسيا تتعامل مع سوريا كمنطقة تأثير ومواجهة مع الغرب ويجب الحفاظ عليها بأي ثمن. وفي النهاية فلن يظل العمل العسكري الروسي بدون تحد.
فقد أعلن وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر عن خطط سعودية وإمارايتة للمشاركة في عمليات برية ضد تنظيم «الدولة». وقد تساعد هذه القوات المعارضة السورية التي لو استطاعت مداهمة الرقة عاصمة «الخلافة» فستوجه بنادقها لنظام الأسد.
مليء بالخروق
وفي تعليقها على الاتفاق في ميونيخ تساءلت «أوبزيرفر» عن ماهيته وقالت «عندما لا يكون الاتفاق اتفاقاً» فهو كما وصفته محاولة مليئة بالخروق مثل بناية في حلب تحمل آثار طلقات الرصاص.
فهو ليس اتفاق وقف إطلاق نار بالمعنى الحقيقي نظراً لعدم تطبيقه على كل الأطراف، وهو مؤقت أو كما قال كيري «توقف». كما أن نجاحه يعتمد على الأطراف التي لم تكن حاضرة في ميونيخ، خاصة نظام الأسد.
وبالمستوى نفسه سيعمل تنظيم «الدولة» الذي لم يستثن من وقف إطلاق النار على تخريبه. وتعتقد الصحيفة أن الخرق الأكبر في اتفاق ميونيخ هو الفشل في وقف القصف الجوي الروسي الذي لا يميز.
ففي شمال حلب يقوم الطيران بضرب الجماعات التركمانية وتلك المدعومة من الغرب. ولا تعول الصحيفة كثيراً على التزام موسكو بوقف إطلاق النار خاصة أن سياسة روسيا لا تحترم القوانين الدولية وحقوق الإنسان.
وتتهم بوتين بأنه يريد تطبيق سياسة استعمارية جديدة في سوريا. فما يحرص عليه هو الحفاظ على نظام الأسد، الوكيل التاريخي لروسيا في المنطقة مهما كلف من خسائر بشرية ومعاناة، أما هدفه الأوسع فهو إضعاف التأثير الأمريكي في المنطقة وإن تمكن تقسيم وإضعاف الإتحاد الأوروبي وحلف الناتو.
وتشير إلى أن بوتين يطبق في سوريا، خاصة في حلب ما طبقه في أوكرانيا: قاتل وفاوض. وفي ظل استمرار القصف الروسي فلا أحد يتوقع التزام المعارضة بالإتفاق ووضع أسلحتها والتوجه إلى جنيف نهاية الشهر الحالي.
ورغم ما في الإتفاق من ملامح ضعف إلا أن الصحيفة تدعو للحفاظ عليه ومنعه من الإنهيار. فالحرب في سوريا كما اكتشف القادة الغربيون وإن متأخرين بدأت كانتفاضة محلية ضد ديكتاتورية وظلم الأسد ثم تطورت لتصبح أكبر أزمة تواجه العالم اليوم، سواء على الصعيد الإنساني والسياسي وامتحاناً لقدرة المجتمع الدولي «والشكر محفوظ للأسد، فهناك شك في استمرار تماسك الإتحاد الأوروبي وهو يكافح بدون نجاح للسيطرة على الهجرات الجماعية» و«شكراً للأسد، فتركيا، الدولة الحليف للغرب تعاني من ضغوط من الجوانب كافة وتقف على حافة الإنفجار» و»شكراً للأسد، ففي السعودية ودول الخليج هناك حديث للتدخل العسكري من اجل دعم الإخوة السنة وهو ما سيؤدي وبشكل خطير لرد من إيران الشيعية».
وفي واشنطن تعاني مصداقية الولايات المتحدة كقائدة للعالم فيما يحاول باراك أوباما البحث عن مخرج سهل من الرئاسة في كانون الثاني/يناير وهو ما سمح لدونالد ترامب، السياسي من الدرجة الثالثة ومرشح محتمل للرئاسة التباهي أمام تصفيق هستيري معجب بجهله وتحيزه.
ولهذه الأسباب تدعو الصحيفة بريطانيا ذات الخبرة الطويلة في الشرق الأوسط إلى التدخل وتقوية موقف الأمم المتحدة وإيصال المساعدات الإنسانية للمدن المحاصرة واستئناف محادثات جنيف «ولا ينفع قيام فيليب هاموند ومايكل فالون (وزير الدفاع) بالشكوى من إزدواجية الروس، فهذا ليس جديداً، وحان الوقت لاستخدام كل وسيلة متوفرة على كرملين بوتين والتأكد من أنه ودميته الأسد منح السلام فرصة».
الرابحون والخاسرون
وكعادته يحبذ باتريك كوكبيرن في «إندبندنت أون صنداي» أن يرسم قائمته المعروفة من الرابحين والخاسرين.
فالرابح الأكبر روسيا وينقل عن مسؤول عراقي ذهب في بداية حرب سوريا لمقابلة قيادة الناتو وتساءل «ما الفرق بين ما يحدث في سوريا وليبيا؟».
ورد الجنرال في حلف الناتو «عاد الروس». ويرى أن عودة الروس كان واضحاً في اتفاق 12 شباط/فبراير بمدينة ميونيخ.
ورغم ما فيه من ثقوب والشكوك التي قوبل بها ولكن يجب النظر إليه ضمن التطورات الميدانية وما يمكن للمعارضة عمله لوقف القصف الروسي. ففي الوقت الذي يتحدث فيه الأسد عن عزمه على تحقيق النصر إلا أن واشنطن وحلفاءها في المنطقة لن تقبل بهزيمة مطلقة. ويشير كوكبيرن إلى أن مشاركة الروس والإيرانيين الكبيرة في سوريا ليست مفاجئة. فبدا واضحاً منذ عام 2012 أنهم لم يكونوا ليسمحوا بسقوط الأسد وأنهم سيردون على أي تصعيد سعودي- تركي.
وحدث هذا عام 2015 عندما سيطر جيش الفتح على إدلب ومناطق آخرى في الشمال. وهو ما حفز روسيا في أيلول/سبتمبر على التدخل وحرف الميزان لصالح الأسد. ولن تتم إعادة الإنجازات الجديدة للوراء إلا بتدخل تركي مباشر.
والوقت متأخر بالنسبة لأنقرة التي تناقش مع السعودية القيام بتدخل بري، فالحكومة السورية وبتحالف تكتيكي مع الأكراد تقترب من السيطرة على الشمال.
ويلاحظ الكاتب أن ما يثير الدهشة هو الصمت الأمريكي والغربي على العملية العسكرية في حلب. ويشير إلى فشل الغرب في سياسة احتواء الأزمة السورية، وهي الفرضية التي انهارت مع تدفق أزمة اللاجئين وهجمات باريس التي قتل فيها 130 شخصاً.
ومن هنا فاتفاق ميونيخ يعتبر خبراً سيئاً لتنظيم «الدولة» وكذا الجماعات الجهادية مثل «النصرة» و«أحرار الشام» و«جيش الإسلام» التي ستظل تحت تهديد القصف الأمريكي والروسي. ويرى كوكبيرن أن الروس والنظام السوري وخلافاً لما قاله هاموند، وزير الخارجية البريطاني يضربون أو يحاولون ضرب تنظيم «الدولة» ولكن بدون نجاح. ويعتقد كوكبيرن أن الحرب لم تنته بعد إلا أن من الواضح الآن من هم الرابحون والخاسرون.
ففي البداية لن يحدث تغيير راديكالي للنظام في دمشق. وفشلت المعارضة في سوريا وفي العراق يدافع تنظيم «الدولة» عن نفسه، رغم أن الكاتب يخلط بين الطرفين ويصفها بـ «المعارضة العربية السنية».
وبالنسبة للأكراد ففي العراق وسوريا فهم أقوى من ذي قبل. ولكنهم يخشون من التهميش حالة هزيمة تنظيم «الدولة».
وفي السياق نفسه فشلت الدول الإقليمية- تركيا والسعودية وقطر في الإطاحة بنظام الأسد ونجحت بالمقابل إيران والتحالف الشيعي الذي تقوده. وتعرضت أيضاً سياسة أوباما المتردد لهزيمة.
ويذكر الكاتب هنا أنه عندما دخل الروس الحرب قبل أشهر تنبأ الكثيرون بخسارتهم وندمهم على قرارهم وبدلاً من ذلك أصبحوا اليوم من يقرر مسار الحرب في سوريا وربما منحتهم هذه الفرصة كي يقوموا بتدمير الناتو كما يرى ديفيد بلير في «صنداي تلغراف».
تدمير الناتو
ويعتقد ان الأحداث الأخيرة في حلب مثيرة للقلق لأنها تمثل تهديداً مباشراً للأمن الأوروبي وتحمل مخاطر مواجهة بين الناتو وروسيا. ويشير هنا ليس إلى تهديدات بوتين بغزو دول بحر البلطيق ولكنه يذكرنا بأن تركيا هي دولة عضو في حلف الناتو.
فقد هدد أردوغان بإرسال قواته إلى سوريا لحماية المعارضة وإقامة منطقة آمنة، ولو حدث فهناك إمكانية لمواجهة بين تركيا وروسيا.
وفي حالة تعرض تركيا لعدوان من الروس داخل الأراضي السورية فقد يطلب وبناء على البند الخامس من ميثاق الناتو حماية قواته باعتبارها عضواً فيه، فماذا سيكون رد التحالف العسكري هذا؟
«جيش المثنى» يحل نفسه ويسلم أسلحته و«جبهة النصرة» و«لواء اليرموك» يقاتلان فقط في درعا
عمان ـ «القدس العربي»: ما سربته أوساط مشتبكة من الاجتماعات والمشاورات الأمنية والدبلوماسية لـ«القدس العربي» حول الوضع الحالي على حدود الرمثا ـ درعا بين سوريا والأردن يشير إلى ان فصيلاً مسلحاً من المعارضة السورية إسمه «جيش المثنى» قام بحل نفسه تماما بعد سيطرة القوات السورية «بدون قتال حقيقي»على قريتي الشيخ مسكين وعثمان في عمق محافظة درعا.
وعملية الحل هذه حصلت بالترتيب مع أطراف أردنية حيث تم تسليم الأسلحة وتسريح العناصر وصرف بطاقات لاجئين لبعض المقاتلين. وبقي يقاتل في درعا الآن فصيلان فقط هما «جبهة النصرة» وتنظيم «لواء اليرموك» حسب آخر التقارير.
بالنسبة لأوساط التيار الجهادي السلفي الأردني فـ«جبهة النصرة» لا ترغب بأي مواجهة عسكرية خارج سياق النظام السوري وترسل برقيات تتحدث فيها عن عدم سعيها لمواجهة قوات برية سعودية او إسلامية وإن كانت تتعرض الآن لأزمة مالية حادة خصوصاً وان نفوذ مجموعات «الجيش الحر» في محيط درعا يتقلص بصورة كبيرة.
بالمقابل تتحدث أوساط «جهادية» عن وجود قوات سعودية ومصرية بعدد كبير تتحشد حالياً في محيط الحدود الأردنية مع سوريا. إضافة لقوات فرنسية وسودانية في مناطق حدودية بين الأردن وسوريا وبين الأردن والسعودية ويبدو انها القوات نفسها التي شاركت بمناورات ضخمة مؤخراً داخل المملكة العربية السعودية.
السعودية تنفي أن عاهلها سيزور موسكو الشهر المقبل وتؤكد أن التدخل الروسي في سوريا لن ينقذ الأسد
الرياض ـ «القدس العربي»: نفت الرياض امس وعلى لسان مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية الأنباء التي اذاعتها موسكو عن ان العاهل السعودي سيقوم بزيارة إلى روسيا منتصف شهر آذار/مارس المقبل.
وأوضح المسؤول أمس «أنه ردا على بعض ما تتداوله وسائل الإعلام عن تحديد موعدٍ لزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لروسيا الاتحادية، فإنه لم يتم تحديد موعد زمني للزيارة، وأن ما يتم تداوله في هذا الشأن غير صحيح».
وجاء هذا النفي في الوقت الذي بدأت فيه المملكة في توجيه انتقاداتها الرسمية إلى روسيا بسبب تدخلها العسكري لمصلحة النظام السوري والذي قلب موازين القوى عسكريا لصالح النظام السوري ضد قوات فصائل المعارضة، وبسبب المواقف السياسية الروسية المؤيدة للرئيس بشار الأسد وبقائه في الحكم. وكانت السعودية تتحفظ عن توجيه انتقادات علنية للتدخل العسكري الروسي، رغم استيائها منه واعتباره انه انقذ نظام الأسد من السقوط، ولكنها بدأت بتوجيه اللوم إلى روسيا معتبرة ان موسكو ساهمت بافشال مؤتمر جنيف الاخير الخاص في الأزمة السورية.
ويوم امس اعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في مقابلة مع صحيفة ألمانية إن «بشار الأسد لن يحكم سوريا في المستقبل، وإن التدخلات العسكرية الروسية لن تساعده على البقاء».
وأضاف لصحيفة «سود دويتشه تسايتونج»: «لن يكون هناك بشار الأسد في المستقبل. قد يستغرق الأمر ثلاثة أشهر، وقد يستغرق ستة أشهر، أو ثلاث سنوات، ولكن لن يتولى المسؤولية في سورية فترة». وزاد أن تصميم الشعب السوري على إسقاط الأسد ثابت، على رغم الغارات الجوية الروسية العنيفة والاضطهاد.
جو من التشاؤم يخيم على درعا وناشطون يحملون مسؤولية التراجع في الشيخ مسكين وعتمان للفصائل المقاتلة كافة
مهند الحوراني
درعا ـ «القدس العربي»: يخيم جو من التشاؤم على محافظة درعا جنوب سوريا إثر نجاح النظام مدعوما بـ «ميليشات أفغانية ومقاتلين من حزب الله اللبناني وغيرهم» والطيران الروسي، خلال الفترة الماضية بالسيطرة على بلدة عتمان الملاصقة لمدينة درعا من الشمال إضافة للشيخ مسكين التي انسحبت منها قوات المعارضة بعد 30 يوما كانت فيه هدفا لمئات الغارات من الطائرات الروسية، جو من التشاؤم استطاعت المعارضة بدرعا كسره اثر الحاق خسائر كبيرة في صفوف النظام وميليشاته إثر محاولاته الفاشلة المتكررة في اقتحام جبهة المنشية بدرعا البلد في محيط الجمرك القديم صاحب الأهمية الاستراتيجية.
ويعزو ناشطون سبب التراجع الذي حصل مؤخراً في جبهات درعا إلى دخول سلاح الجو الروسي للمعارك جنوب البلاد بعد فشل النظام في تحقيق أي نصر بمفرده، فقد كثف القصف المركز بالطيران الروسي الحديث الذي أعطى تفوقاً نارياً للنظام مكنه من السيطرة والتقدم في مواقع جديدة؛ إلا أنه في الوقت ذاته لن يكون بمقدوره تحقيق فارق كبير في حال استعادت فصائل المعارضة زمام المبادرة وشنت هجوماً مضاداً، ودعمت بالأسلحة النوعية.
ويقول ناشطون إن إيقاف الدعم على تشكيلات «الجيش الحر»، والضغوط الدولية الممارسة عليه، إضافة لاستغلال النظام لحالات التوتر بين الفصائل الإسلامية كـ»جبهة النصرة» و»لواء شهداء اليرموك»، وكذلك «حركة المثنى» و»الجيش الحر» التي حيدت مئات المقاتلين من ذوي الخبرة في صراعات جانبية أمنت النظام من جانبهم، هي أسباب مؤثرة أيضا ولها دور كبير في تراجع المعارضة بجبهات درعا.
«عبد المنعم فالح الخليل» المحامي ومدير المكتب القانوني في مؤسسة يقين الإعلامية في درعا يقول «إن سبب التراجع وتقدم النظام بعتمان والشيخ مكسين هو لقوة الهجمة الروسية واتباعها سياسة الارض المحروقة عبر طائراتها الحديثة، وقوتها التدميرية الهائلة وتشتت الثوار، وعدم اعتمادهم على خطط عسكرية في المواجهة، واكتفائهم بحرب العصابات العشوائية القديمة ناهيك عن تفرق الفصائل العسكرية وولائها المناطقي والديني والخارجي، وعدم الزج إلا ببضعة عناصر في المواجهات رغم كثرة التشكيلات».
وهو يرى ان «الحل يكمن في تنظيم جميع التشكيلات في مؤسسة عسكرية واحدة، وأن تسند قيادة هذه المؤسسة إلى ضباط منشقين وتدريب العناصر على خطط دفاعية وهجومية، إضافة إلى تزويدهم بمنظومة دفاع جوي من قبل الدول الداعمة للثورة السورية».
وتتضح أهداف النظام من حملاته العسكرية في درعا، حيث يسعى إلى تأمين طريق دمشق درعا القديم والسيطرة على الجمرك القديم بدرعا البلد، الأمر الذي لن يكون بتلك السهولة، فلا يزال أمام النظام لتأمين طريق دمشق درعا القديم، بلدات ابطع وداعل التي يسيطر عليها الجيش الحر، ناهيك عن الجمرك القديم الذي يحتفظ به الجيش الحر منذ أكثر من عامين ولم يستطع النظام استعادته بالرغم من عشرات المحاولات التي نفذها في محيطه والتي خسر فيها العشرات من جنوده.
عبد الحي الأحمد صحافي من درعا يقول في هذا الصدد «الهدف الرئيس من هذه الحملات هو الوصول إلى جمرك درعا القديم الذي سيتم التقدم إليه عاجلاً أم آجلاً، وبذلك سيتم فصل المنطقة الشرقية التي تمتاز بسيطرة فصائل الجيش الحر عليها خصوصا بعد طرد حركة المثنى من المنطقة الغربية التي أصبحت مركزاً للتنظيمات الإسلامية وبذلك سيكون فتح الطريق مجدداً ضرباً من الخيال كون الطرفين «بنزين ونار» والنظام سيكون آنذاك بمنتصف الطريق».
وأوضح «أن فتح جمرك درعا القديم سيعيد الانتعاش الاقتصادي للأردن وهو ما طلبته بشكل مباشر من الروس».
ويأتي هذا التصعيد بحسب الأحمد «كرد فعل للنظام على شروط هيئة التفاوض بمؤتمر جنيف» مؤكداً أن «كل ما يحدث في درعا الآن ناتج عن تفاهمات إقليمية جاءت على حساب الثورة السورية».يذكر أن الانتقادات طالت تشكيلات الجبهة الجنوبية التابعة للجيش الحر إضافة للفصائل الإسلامية بمختلف فصائلها من دون استثناء أي أحد، فالمسؤولية عن التراجع الأخير حملها ناشطون لجميع من حمل السلاح ويدعي محاربة النظام والوقوف مع الشعب.
رغم الاعتراض الأمريكي… الجيش التركي يواصل دك مواقع الوحدات الكردية في سوريا
إسماعيل جمال
إسطنبول ـ «القدس العربي»: على الرغم من مطالبة وزارة الخارجية الأمريكية الحكومة التركية بوقف استهداف الوحدات الكردية في سوريا، جددت المدفعية التركية صباح امس الأحد دك مواقع تابعة لوحدات حماية الشعب وقوات سوريا الديمقراطية في شمال سوريا، بالتزامن مع تحليق مكثف للطائرات الحربية التركية على الشريط الحدودي بين تركيا وسوريا.
وذكرت وكالة الأناضول، أن المدافع المتمركزة في ولاية كيليس، جنوبي تركيا، استهدفت بقذائف مدفعية مواقع التنظيم، مشيرةً إلى أن أصوات المدافع سمعت في المنطقة.
مصادر سورية، والمرصد السوري لحقوق الإنسان أوضحوا أن القصف المدفعي التركي المستمر على مناطق سيطرة الحزب في شمال سوريا أسفر عن مقتل مقاتلين وإصابة سبعة آخرين بجروح، في حين تحدثت وسائل إعلام تركية عن وقوع عشرات القتلى الجرحى في صفوف مسلحي التنظيم الذي تصنفه أنقرة على لائحة المنظمات الإرهابية، من دون حصول تأكيدات.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن «القصف المدفعي التركي المستمر منذ مساء السبت، أسفر عن مقتل مقاتلين وإصابة سبعة آخرين بجروح من وحدات حماية الشعب الكردية وجيش الثوار، وهما فصيلان منضويان ضمن قوات سوريا الديمقراطية».
وأوضح أن «القصف المدفعي التركي اشتد بعد منتصف الليل وبات الآن (ظهر الأحد) متقطعاً، ويتركز على مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية بين مطار منغ العسكري وبلدة دير جمال» إلى جنوب الشرق منه.
ومساء السبت، أعلنت مصادر عسكرية تركية «أن إرهابيي حزب الاتحاد الديمقراطي، أطلقوا النيران، من منطقة، مرعناز، جنوب غربي مدينة، أعزاز، التابعة لحلب، على محيط قاعدة، أقجه باغلار، العسكرية، بولاية كيليس، جنوبي البلاد، وعلى الفور ردت، القوات المسلحة التركية، على مصدر إطلاق النيران، وفقًا لقواعد الاشتباك».
في سياق متصل، أعلنت هيئة الأركان التركية، ظهر الأحد، أن 10 طائرات حربية من طراز F16 قامت بطلعات مراقبة على خط الحدود التركية السورية.
ويرى مراقبون أنه ومنذ حادثة إسقاط طائرات حربية تركية للمقاتلة الروسية نهاية العام الماضي، لم تدخل الطائرات التركية المجال الجوي السوري خشية إقدام موسكو على الانتقام من أنقرة من خلال إسقاط إحدى مقاتلاتها في الأجواء السورية، واكتفى الجيش التركي باستخدام المدفعية من داخل الأراضي التركية.
وتأتي هذه التطورات، مع تأكيد العميد الركن، أحمد عسيري، المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، على انتشار قوات جوية سعودية بطواقمها في قاعدة «انجرليك» التركية، في إطار التحالف الدولي لمحاربة «داعش»، موضحاً أن «هناك إجماعاً من قبل قوات التحالف لبدء عمليات برية في سوريا، والمملكة ملتزمة في هذا الإطار»، وبين أن هناك خبراء عسكريين سيجتمعون خلال الأيام القادمة لبحث «التفاصيل والخطط العملياتية والتكتيكية».
وفي وقت سابق امس، أكد رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، أن بلاده ستتخذ التدابير اللازمة كافة في حال حدوث أي تهديد تجاهها من الجانب السوري، وذلك تعقيباً على الخلاف المتصاعد مع الإدارة الأمريكية التي ترفض تصنيف حزب الاتحاد الديمقراطي على لائحة المنظمات الإرهابية.
ويأتي القصف التركي على الرغم من تصريحات المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي، التي دعا فيها الحكومة التركية لوقف قصف الوحدات الكردية في شمال سوريا، قائلاً: «الإدارة الأمريكية تعمل مع جميع الأطراف، من أجل خفض حدة التوتر، بعد أن وردتهم أخبار بإطلاق تركيا قذائف من أراضيها، وأن الإدارة الأمريكية دعت تركيا لوقف ذلك القصف».
وأعرب عن قلقه من الأوضاع شمال حلب، ودعا الأكراد السوريين، والقوات الأخرى المرتبطة بحزب الاتحاد الديمقراطي، لعدم استغلال الوضع الحالي من أجل بسط السيطرة على المزيد من المناطق، معتبراً أن «تركيا والاتحاد الديمقراطي يواجهان تهديداً مشتركاً في المنطقة الواقعة جنوب أعزاز في حلب، يتمثل في تنظيم داعش الإرهابي».
وسبق أن استدعت الخارجية التركية، الثلاثاء الماضي، السفير الأمريكي في أنقرة، جون باس، على خلفية تصريحات للمتحدث باسم خارجية بلاده، جون كيربي، اعتبر فيها، الاتحاد الديمقراطي، «غير إرهابي».
وقال رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، إن قوات بلاده، قصفت، مساء السبت، المناطق القريبة من أعزاز السورية، رداً على نيران، صدرت من هناك، وفقاً لقواعد الاشتباك، مشيراً إلى أن التطورات في الدولة الجارة تهدد أمن تركيا القومي.
وقال في تصريحات صحافية، مساء السبت: «إنه وفقاً لقواعد الاشتباك، وبموجب القرارات التي اتخذنها سابقاً، بشأن منع تدفق اللاجئين نحو تركيا، وتأمين بقائهم في بلادهم بشكل آمن، ردت قواتنا اليوم، على العناصر التي تشكل تهديداً علينا في أعزاز (في محافظة حلب في الشمال السوري) ومحيطها وفقاً لقواعد الاشتباك».
وأكد تصميم بلاده على «اتخاذ التدابير الضرورية لحماية حدودها، واللاجئين المتوجهين نحو أراضينا، بل وحماية وجود المعارضة، التي تقاتل ضد كل من النظام السوري، والتنظيمات الإرهابية، وأيضاً للحيولة دون ارتكاب تلك التنظيمات تطهيراً عرقياً بحق السوريين».
ولفت إلى أنه في «إطار هذه التطورات الراهنة، طلب نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن، إجراء اتصال هاتفي معي اليوم»، مضيفاً بالقول «وخلال الاتصال، أبلغت المسؤول الأمريكي، عزمنا على اتخاذ التدابير اللازمة كافة، حال حدوث أي تهديد تجاه بلادنا».
واستطرد قائلاً: «وأبلغته أيضا، بأن حزب الاتحاد الديمقراطي، ووحدات حماية الشعب الكردية، يمثلان امتداداً لمنظمة، بي كا كا،الإرهابية، في سوريا، وأنهما يشكلان تهديداً واضحاً لنا»، مضيفاً: «وأكدت له عزمنا، على اتخاذ التدابير، حيال تدفق اللاجئين نحو حدودنا، جراء الحملة العسكرية، التي تقوم بها قوات النظام، والميليشيات الأجنبية، والوحدات الكردية».
وأردف داود أوغلو، قائلاً: «قلت للمسؤول الأمريكي، أيضا، إننا سنتخذ كل التدابير، لتأمين الأجواء التي توفر الأمن لأراضينا، على طول الشريط الحدودي، لتكون المنطقة خالية من داعش، وقوات النظام، ووحدات حماية الشعب».
وشدد على ضرورة «ابتعاد وحدات حماية الشعب الكردية، عن أعزاز ومحيطها، فنحن لن نسمح لها بالاقتراب حتى إلى ضواحيها، وعلى تلك الوحدات أيضاً، ألا تحاول إغلاق الممر (بين تركيا وحلب)، وألا تقع في هوس استخدام مطار منّغ ضد بلادنا أو المعارضة (السورية)، هذا المطار سيتم إفراغه، هذا ما أبلغته للسيد بايدن (نائب أوباما)».
السوريون في مخيم الزعتري يبيعون بعض ما يحصلون عليه من مساعدات لشراء مواد ضرورية أخرى
فراس اللباد
مخيم الزعتري ـ «القدس العربي»: ابتكارات لا تنتهي عند السوريين في مخيم الزعتري شمال الأردن، في محاولة منهم لكسب المال وقد تكون كفيلة بسد حاجاتهم ومتطلباتهم الأسرية الهامة التي لا يمكن الحصول عليها من قبل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، ولا توزع عليهم كمساعدات، ويحصلون عليها بالمال. كانت الحملات الشتوية بموادها وغيرها التي توزع على اللاجئين في مخيم الزعتري وسيلة لهم للتجارة والبيع، فقد قاموا ببيع ما يسلم لهم من قبل «المنظمة النرويجة» وغيرها كبطاقات الغاز، والبطانيات والملابس الشتوية التي توزع، وترى التجار مقبلين على شراء هذه المواد.
«محمد الحوراني» لاجئ سوري يعمل تاجراً في البضائع التي تسلم في المخيم، قال في حديثه مع «القدس العربي»: أقوم بشراء كل شيء يسلم في المخيم من ملابس، وبطانيات وحتى المواد الغذائية؛ من أجل التجارة بها وبيعها لمن يريد وتخزينها أيضا لوقت الحاجة.
وأكد أن اللاجئ لا يبيع أي شيء يملكه إلا إن كان بحاجة لشيء آخر، ومن الطبيعي أن يحتاج اللاجئ للمال لشراء ما يحتاجه.
وفي سياق متصل قالت الحاجة «أم خالد» من ريف درعا: أنا في كل مرة أبيع القليل من مواد البطاقة الغذائية، وأيضا كوبونات الغاز التي توزع علينا في المخيم، وبعض الأشياء الأخرى من أجل الحصول على المال؛ لأنني بحاجة أنا وبناتي الأربع لشراء أشياء تخص الفتيات، وتخص المنزل»، وتقصد به الكرفان المتنقل. وأضافت: «أنا لا أكون بحاجة لكل ما تسلمته فأقوم ببيعه وهي طريقة لحفظ كرامتي حتى لا أطلب المال من أحد أبداً مهما كان»، على حد قولها.
وأردف اللاجئ «خالد اليوسف» بأن هذه العملية التجارية قد تحصل فيها حالات استغلال كثيرة للناس في المخيم من قبل هؤلاء التجار الذين لا يخضعون إلى أي رقابة أو أي قواعد تجارية كما هو متعارف عليه في العالم للحد من الاستغلال، على حد تعبيره.
ونوه «اليوسف» إلى أن «التجار يخفضون الأسعار لدرجة فظيعة، ويستغلون حاجة اللاجئ، أي أن ثمن القطة يكون عشرة دنانير أردنية تراهم يستغلون أصحابها، ويدفعون نصف المبلغ أو اقل في بعض الأحيان وكل ذلك بدون أي رحمة».
فيما بينت الناشطة الاجتماعية «فاطمة العايد» أن اللاجئين لديهم أسباب كثيرة تدفعهم لبيع ما يستلموه، وأبرزها حاجة الإنسان لمختلف المتطلبات الأساسية أو غيرها للاستمرار، وعلى الرغم من وجود الفيزا كارد المختصة بالمواد الغذائية بقيمة 20 دينارا أردنيا للشخص الواحد، أي بمعدل يقارب دولارا واحدا يوميا، ومع ذلك لا أعتقد بأن ذلك قد يسد حاجة الفرد دائماً، وتضطر الأسر لبيع بعض المواد الغذائية المختلفة، وما يسلم لها في «منظمة النرويجية» من ملابس وأدوات أخرى من أجل كسب المال وتلبية متطلبات الأسرة من خضار، وفواكه، وملابس خاصة بالأطفال والبنات، وهي محاولة ملفتة للنظر للتأقلم مع الواقع والتعايش مع اللجوء، وبدورنا كناشطين نقترح على المنظمات الدولية في المخيم ومن يقوم بالتوزيع والحملات تقديم مبالغ مالية تلبي حاجات الناس لابتعادهم عن البيع أو التجارة الحاصلة في المخيم لأن السلعة التي تباع من قبل اللاجئ تخضع للاستغلال بالثمن ويكون الأمر أشبه بـ «بازار سوق سوداء» والقطعة التي بيعت بأبخس الأثمان قد تكون كلفت الكثير من الدولارات والدنانير لكنها بيعت بلا قيمة»، على حد قولها.
والجدير بالذكر أن اللاجئين السوريين حملوا معهم الكثير من المهن والحرف والتجارة والتي ازدهرت في مخيم الزعتري منذ افتتاحه من خلال إنشاء سوق سمي بسوق المخيم الرئيسي ويحوي ما يقارب 2000 محل تجاري بنيت من الصفيح.
قطر تعلن استعدادها لعملية برية بسورية ضمن التحالف الدولي
الدوحة- العربي الجديد
أظهرت تصريحات أدلى بها مسؤولان قطريان تطابقاً كبيراً، وتنسيقاً في المواقف بين الدوحة والرياض من تطورات الأزمة السورية.
أكد وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، موقف بلاده من المشاركة في عملية برية في سورية، والتي يرى أنها ضرورة ملحة، مُذكراً بموقف قطر، الذي سبق وأعلنته في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وجاء فيه استعدادها المشاركة في عملية برية ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، ضمن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.
بدوره قال وزير الدولة لشؤون الدفاع القطري خالد العطية، في تصريحات صحافية، إن بلاده مستعدة للمشاركة “جنباً إلى جنب مع السعودية والإمارات إذا طلبت منهم الرياض ذلك”.
وعبر العطية عن موقف قطر بالقول “هذا الأمر مفروغ منه، وفي حال تطلبت حماية الشعب السوري تدخلاً برياً فإنها ستلبي الطلب”.
وجاء الموقف القطري، على لسان وزير خارجيتها، خلال فعاليات مؤتمر ميونيخ الأمني، والذي شدد فيه محمد بن عبد الرحمن آل الثاني، على أن مساومة النظام السوري والجهات الإقليمية المتحالفة معه، تجاه وقف الأعمال العدائية والسماح بوصول المساعدات الإنسانية، موقف رفضته الدول المجتمعة في لقاء ميونيخ، مؤكداً أن وقف القصف ووصول المساعدات قرار حسمه مجلس الأمن.
وأضاف الوزير القطري، أن التزام روسيا وإيران بوقف الأعمال العدائية يجب أن يحصل خلال أسبوع، واعتبر أن هذا الشرط ضروري لإتاحة الفرصة أمام المعارضة السورية، للتشاور مع القوى المقاتلة على الأرض، مشيراً في الوقت ذاته، إلى أن حلفاء طهران وموسكو وافقا على الطرح، لكن هناك بعض الأمور غير الواضحة، وذكر من بينها مواصلة القصف الجوي لـ”داعش” و”جبهة النصرة”، وما يعنيه ذلك بالنسبة للمناطق المختلطة مثل حلب.
وربط محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، نهج الثورة السورية للخيار العسكري، وهي التي بدأت مدنية حسب قوله، بوحشية النظام السوري، وفشل المجتمع الدولي في التحرك، بالإضافة إلى صعود القوى المتطرفة التي استفادت من فراغ القوة.
ودعا إلى ضرورة وقف الأنظمة القمعية بالتزامن مع محاربة الإرهاب.
وعاد الوزير القطري للتفصيل في موقف بلاده من المشاركة البرية في عملية ضد “داعش” في سورية، موضحاً أن قطر عبرت في السابق أنها مستعدة لإرسال قوات برية، إذا كانت هناك حاجة لذلك.
وكانت وكالة الأنباء القطرية الرسمية “قنا”، قد بثت أمس في نشرتها خبر مشاركة وزير الخارجية القطري في مؤتمر ميونيخ للأمن، وأبرز ما جاء في كلمته، إلا أنها لم تنشر كما يبدو، ردود الوزير القطري على الأسئلة التي وجهت له في المؤتمر، حول الموقف القطري من التدخل البري في سورية.
تصعيد جوي روسي على شمال حلب.. وارتكاب مجزرة
وفا مصطفى
صعّد الطيران الروسي، يوم الإثنين، غاراته المتواصلة على بلدات شمال حلب مستهدفاً المناطق السكنية ومدرسة للنازحين، تزامناً مع محاولات عديدة لقوات سورية الديمقراطية التقدم إلى أعزاز وتل رفعت والسيطرة عليها.
واستهدف الطيران الروسيّ مدرسة للنازحين في بلدة كلجبرين شماليّ حلب، حيث تسبب بمجزرة ذهب ضحيتها عدد من القتلى والجرحى من المدنيين، فيما تعمل فرق الدفاع المدني على إسعاف الجرحى ونقلهم للنقاط الطبية على الحدود مع تركيا.
على خطٍ موازٍ، سقط أكثر من عشرة قتلى مدنيين، صباح اليوم، جرّاء قصف روسيّ استهدف أعزاز. وقال الناشط الإعلاميّ، بهاء الحلبي، في تصريح لـ”العربي الجديد”، إنّ “غارات جويّة روسيّة وقصفاً بصواريخ باليستية بعيدة المدى استهدف مدينة أعزاز في ريف حلب الشماليّ، ما أسفر عن مقتل عشرة مدنيين وإصابة آخرين”.
وبحسب الحلبي، فإنّ “هذه الهجمة المكثّفة على أعزاز خلّفت أضراراً مادية كبيرة في مشفى الأطفال التخصصي ما أدى إلى خروجه عن العمل، بعد نحو ثلاثة أيام على توقف مشفى أعزاز الوطني عن العمل على خلفية هجوم شنّته وحدات حماية الشعب الكردية بالاشتراك مع جيش الثوار”.
إلى ذلك، تجددت المواجهات بين فصائل المعارضة وقوات سورية الديمقراطية على أطراف مدينة تل رفعت، إثر محاولة الأخيرة فرض سيطرتها على بلدة كلجبرين بهدف فصل تل رفعت عن أعزاز.
وسيطرت قوات “سورية الديمقراطية”، أمس الأحد، على قرية عين دقنة الواقعة على طريق أعزاز تل رفعت، شمال مدينة تل رفعت، بعد تقدمها إليها من مطار منغ العسكري، الذي سيطرت عليه منذ أيام.
وأفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، بأنّ “المواجهات استمرت اليوم بين تنظيم الدولة من جهة، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى على جبهات ريف حلب الشرقي، وسط معلومات عن تقدم الأخيرة وسيطرتها على قرية أبوضنة وتلتها ومنطقة السين”.
وفي السياق، استهدفت طائرات حربية روسيّة بغارات عدّة، بلدة حربنفسه في ريف حماه الجنوبيّ ما خلّف قتيلين وعدداً من الجرحى، على ما ذكرت مصادر ميدانية لـ”العربي الجديد”.
وتحاول قوات النظام مدعومة بالمليشيات اقتحام بلدة حربنفسه، وسط تصدي مقاتلي المعارضة، وذلك بعد نحو شهر على بدئها هجوماً واسعاً على المنطقة بمساندة طائرات حربيّة روسية، في محاولة لعزلها عن ريف حمص الشمالي المجاور وتسهيل حصاره.
سورية.. إعلان درعا مدينة منكوبة
لبنى سالم
أعلن المجلس المحلي لمدينة درعا جنوب سورية، أنها باتت مدينة منكوبة، بسبب الهجمة التي يشنها النظام السوري عليها بدعم متواصل من الطيران الروسي.
وأوضح المجلس في بيان، أمس الأحد، أن “المدينة تعيش حالة طوارئ، وتعاني من نقص المواد الغذائية الأساسية”، وناشد المنظمات الإنسانية مساعدة أهالي المدينة.
بدوره، أعلن بنك الحليب في درعا نفاد حليب الأطفال المتوفر لديه، ما يحرم نحو 1500 طفل أعمارهم أقل من سنة من الحليب، والذي يتم تأمينه من خلال الداعمين والجمعيات الخيرية.
وأوضح الناشط أحمد العمر، أن “أهالي المحافظة لا يستطيعون الحصول على الخبز أو حليب الأطفال، وأسعار الطحين مرتفعة، حيث وصل سعر الطن إلى 450 دولاراً أميركياً”.
وأضاف “هناك كثافة سكانية عالية في مناطق سيطرة المعارضة في درعا، خصوصاً مع ازدياد أعداد المهجرين من مركز المدينة التي يسيطر عليها النظام السوري، بعدما شن حملات اعتقال واسعة لتجنيد الرجال والشباب في صفوفه، إضافة إلى العائلات المنكوبة النازحة من مناطق القصف الروسي إلى أحياء أخرى”.
وذكر العمر أن “عدد الغارات التي شنتها هذه الطائرات وصل، أمس، 40 غارة، فيما وصل أكثر من ألفي غارة، خلال الشهرين الماضيين. وتجاوزت أعداد النازحين الـ150 ألف شخص”.
يذكر أن محافظة درعا مقسمة، اليوم، بين قوات النظام التي تسيطر على مركز المدينة والصنمين وأزرع وبعض البلدات، وقوات المعارضة التي تسيطر على البلدات والقرى في أطراف المحافظة وأنخل ونوى وبصرى الشام، التي يشرف على إدارتها مجموعة من المجالس المحلية المكونة من أبناء المدينة.
الائتلاف السوري المعارض يدين قصف روسيا منشآت طبية/ وفا مصطفى
أصدرت مديرية صحة محافظة إدلب، اليوم الاثنين، بياناً حول قصف روسيّ طاول عدة قرى في ريفي حلب وإدلب، كان النصيب الأكبر منه للمنشآت الطبية، في وقت دان فيه الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية هذا الاستهداف، واصفاً إياه بـ”الجريمة”.
وأوضحت المديرية، في بيان لها، أن “صاروخاً بالستياً انطلق من البوارج الروسية في البحر المتوسط سقط في مدينة إعزاز بريف حلب الشمالي، تمام الساعة الثامنة والربع، ليستهدف مستشفى التوليد والنساء، ما أدى إلى دماره بشكل شبه كامل، وخروجه عن الخدمة، واستشهاد عشرة مدنيين، بينهم ثلاثة أطفال وسيدة حامل، وجرح أكثر من ثلاثين آخرين”.
وبحسب البيان ذاته، فإنّ مدينة معرة النعمان شهدت قصفاً مشابهاً طاول عدة نقاط طبية، ففي التاسعة صباحاً استهدف الطيران الروسي مستشفى أطباء بلا حدود “العظمية”، ما أسفر عن دماره وخروجه عن الخدمة، قبل أن يجدد قصفه على المنطقة، أثناء انتشال الدفاع المدني الجثث والجرحى، ليوقع تسعة قتلى مدنيين، بينهم طفل وممرض وممرضة، وعشرات الجرحى.
وبحدود الساعة الحادية عشرة، قصف الطيران الروسي المستشفى المركزي (الوطني سابقاً)، مخلّفاً ثلاثة قتلى بينهم ممرضة، وعدداً كبيراً من الجرحى.
وأشارت المديرية إلى أن هذا الاستهداف ليس الأول من نوعه، فهناك ستة مستشفيات طبية خرجت عن الخدمة سابقاً، نتيجة استهدافها المباشر بالطيران، بينها (الشفاء) بسراقب، كيوان بكنصفرة، الهلال بمدينة إدلب، مشددة على أن الاستهداف المتكرر للمنشآت الصحية غالباً ما يؤدي إلى تعطيل وإنهاء خدمتها، وهجرة الكوادر الطبية، علماً أن حماية هذه المرافق أمر غير ممكن ضمن الأوضاع والإمكانيات الحالية.
بدوره، اعتبر الائتلاف الوطني المعارض، في تصريح صحافيّ، أنّ هذا القصف جريمة تبرهن على طبيعة بنك الأهداف الذي تستهدفه الطائرات الروسية من أحياء مدنية، ومراكز طبية ومدارس ودور عبادة.
وحمّل الائتلاف موسكو مسؤولية تلك الجرائم؛ محذّراً من أن “زهد المجتمع الدولي سيمثل دافعاً رئيساً في استمرار السلوك الروسي، ومحرضاً إضافياً في انتقال الكارثة التي تسبب فيها نظام الأسد إلى مستويات أشد سوءاً وأبعد مدى، الأمر الذي لن ينعكس سلباً على مسار العملية السياسية فحسب، وإنما على تمدد الإرهاب الذي باتت موسكو تؤمن له الغطاء الأمثل للتوسع في الجغرافية السورية”.
كما طالب “فريق العمل” الذي تشكل بناء على اتفاق ميونخ، بالنظر العاجل في ما تستمر القوات الروسية في ارتكابه من جرائم بحق السوريين، وما يمثله ذلك من تهديد لفرص تحقيق أي تقدم على طريق التسوية السياسية، مؤكداً أن عدم إظهار الجدية الكافية من طرف المجتمع الدولي تجاه استمرار هذه الخروقات، يمثل شراكة مع روسيا في تضييع ما تم تحقيقه في ميونخ.
الطيران الروسي يواصل قصف درعا واستمرار تدهور الأوضاع الإنسانية
ريان محمد، لبنى سالم
يواصل الطيران الروسي والنظام السوري قصفه بلدات ومدن درعا، ضاربين باتفاق ميونخ عرض الحائط، ما تسبب بسقوط عدد من القتلى والجرحى، إضافة إلى الدمار الكبير في المناطق السكنية، في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية.
وأوضح الناشط الإعلامي في درعا محمد العساكرة، في حديث لـ”العربي الجديد”، أن “الطيران الحربي الروسي استهدف، صباح اليوم، كلاً من بصرى الشام، وصيدا، والمزيريب، ودرعا البلد، وجلين، والغارية الغربية، والغارية الشرقية، والصورة، وعقرب بالعديد من الغارات الجوية، متزامناً مع قصف بالمدفعية الثقيلة طاولت مدينة بصرى الشام، مما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص. اثنان منهم من مدينة بصرى الشام وشخص من مدينة المزيريب وشخص من بلدة الصورة، بريف درعا”.
ولفت إلى أن “الوضع الإنساني في درعا يتدهور بشكل يومي، في ظل فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة، إذ يحاول أهالي درعا العيش بأبسط الموارد الأساسية، ويعانون من النقص في المواد الغذائية وحليب الأطفال والأدوية والمحروقات، إضافة إلى انقطاع الخدمات بشكل شبه كامل من كهرباء وماء للشرب والاتصالات”.
ولعل الوضع المأساوي الذي تعيشه المدينة، هو ما دفع المجلس المحلي لمدينة درعا جنوب سورية لإعلان درعا “مدينة منكوبة”، بسبب الهجمة التي يشنها النظام السوري عليها، بدعم متواصل من الطيران الروسي.
وأوضح المجلس في بيان، أمس الأحد، أن “المدينة تعيش حالة طوارئ، وتعاني من نقص المواد الغذائية الأساسية”، وناشد المنظمات الإنسانية مساعدة أهالي المدينة. بدوره، أعلن بنك الحليب في درعا نفاد حليب الأطفال المتوفر لديه، ما يحرم نحو 1500 طفل أعمارهم أقل من سنة من الحليب، والذي يتم تأمينه من خلال الداعمين والجمعيات الخيرية.
يشار إلى أن المعارضة المسلحة تسيطر على مساحات واسعة من محافظة درعا، منذ أكثر من ثلاث سنوات، شن خلالها النظام والمليشيات الموالية عمليات عسكرية، دعمتها، أخيراً، المقاتلات الروسية، ما تسبب بنزوح أكثر من 100 ألف شخص.
القوات الكردية تدخل تل رفعت بغطاء جوي روسي
أنس الكردي
دخل مقاتلو “وحدات حماية الشعب الكردية” إلى مدينة تل رفعت في ريف حلب الشمالي، مساء اليوم الاثنين، وسط أنباء عن سيطرتهم على القسم الغربي والجنوبي منها، مستفيدين من السيطرة على بلدة كفرنايا في الأمس، في ظل قصف روسي، هو الأعنف، على الريف الشمالي.
وقال الناشط الحقوقي في “المعهد السوري للعدالة والمساءلة”، أحمد محمد، من حلب لـ”العربي الجديد”، إن “القسم الغربي من المدينة قد سقط، لكن المعارك تستمر بين مقاتلي المعارضة ووحدات حماية الشعب الكردية داخل المدينة”.
بدروه، قال الصحافي مصطفى محمد لـ”العربي الجديد” إن “20 قتيلاً من المدينة سقطوا خلال اليومين الفائتين، فالقصف الروسي المكثف هدم جزءاً كبيراً من البنى التحتية، والمقاتلون الأكراد يسيطرون على مساحات كبيرة من المدينة، وهذا نتيجة عدم وجود أي دعم للثوار وخذلان العالم، فمقاتلو المعارضة يطلقون الرصاص، ويردون عليهم بقذائف الآر بي جي”.
في سياق مواز، قال العقيد أحمد عثمان، قائد فرقة “السلطان مراد”، التي تنشط في ريفي حلب الشمالي والجنوبي إن “المعارك الآن داخل مدينة تل رفعت، لكن لا توجد سيطرة للمقاتلين الأكراد حتى الآن، وأوضاع المدينة صعبة جداً وسط الحصار والقصف الروسي المكثف”.
وأوضح العقيد عثمان، في تصريحات لـ”العربي الجديد”، أن “الحلول أصبحت ضعيفة في ظل الهجمة الشرسة من الأحزاب الكردية والطائرات الروسية”.
وكان رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، قد أكد قبل ساعات، أن بلاده ستواصل قصف “وحدات حماية الشعب” في سورية، مبيّناً أن تركيا لو لم تتدخل لسقطت كل من أعزاز وتل رفعت، حذرناهم من الاقتراب لمسافة 1.5 كيلومتر من مدينة أعزاز”.
وبعد سيطرة “قوات حماية الشعب” و”جيش الثوار” في الأمس على قرية عين دقنة شمال مدينة تل رفعت، بدأت هجوماً واسعاً اليوم على قرية كفرنايا التي سيطرت عليها مع قرية مسقان لتحاصر تل رفعت من الشمال والجنوب والغرب، وتستكمل هجوماً واسعاً على المدينة الواقعة على بعد 35 كم شمال مدينة حلب، وعلى ارتفاع 500 م فوق سطح البحر.
من جانبها، ذكرت وكالة الأنباء الرسمية “سانا” نقلاً عن مصدر عسكري لم تسمّه أنه “تم إعادة الأمن والاستقرار إلى قرية كفر نايا الواقعة على بعد نحو 25 كم شمال مدينة حلب، وقرية مسقان في ريف حلب الشمالي”.
وصعّد الطيران الروسي منذ الصباح غاراته على بلدات شمال حلب مستهدفاً المناطق السكنية وارتكب مجزرة في بلدة كلجبرين شمال شرق تل رفعت، في حين سقط أكثر من عشرة قتلى بقصف استهداف بلدة إعزاز.
داود أوغلو في أوكرانيا..لمواجهة روسيا وبيادقها السورية
وصل رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، الإثنين، إلى العاصمة الأوكرانية كييف، في إطار زيارة رسمية يرافقه فيها عدد من الوزراء، وعلى رأسهم وزيرا الدفاع والخارجية.
وإلى جانب القضايا المشتركة بين البلدين، سيتطرق داود أوغلو إلى قضية تمدد حزب “الاتحاد الديموقراطي” المدعوم من قِبل النظام السوري في الريف الشمالي لمحافظة حلب، والتهجير الجماعي لقاطني هذه المناطق باتجاه الأراضي التركية.
وكان داود أوغلو قد أكد أن تركيا لن تسمح بسقوط مدينة إعزاز شمالي حلب، موضحاً أن حزب “العمال الكردستاني” و”وحدات حماية الشعب”، هما أداتان بيد روسيا، وأنهما بيادق السياسات الروسية التوسعية. مضيفاً أن “موسكو تستخدم هذه الوسائل لتضييق الخناق على تركيا، لذا فإن مواقفنا تستند إلى أرضية مشروعة”.
وجدد رئيس الوزراء التركي تأكيده على عدم سماح تركيا لـ”وحدات حماية الشعب” بالعبور إلى غرب نهر الفرات، فضلاً عن عدم السماح لها بتجاوز شرقي بلدة عفرين ودخول منطقة اعزاز الخاضعة لقوات المعارضة السورية شمالي سوريا. وأضاف أن “تركيا ستجعل قاعدة منغ الجوية السورية غير قابلة للاستعمال، ما لم ينسحب مقاتلو وحدات حماية الشعب من المنطقة التي انتزعوا السيطرة عليها من مقاتلي المعارضة السورية”.
وشدد داود أوغلو، على أن روسيا تحاول استنساخ قاديروف جديد في سوريا، على غرار ما فعلته في الشيشان، موضحاً أنه “حتّى ولو رحل الأسد، فإنهم سيحاولون إيجاد شبيه قاديروف، يفرضونه على الغرب، ولهذا السبب فهم يحاولون القضاء على المقاومة”. وأوضح أن “روسيا تحاول خلق انطباع وكأن العالم يتجه نحو حرب عالمية”، مؤكداً في الوقت ذاته أن حكومة بلاده حالت دون وقوع تركيا في الحرب الدائرة على أطراف حدودها، والمستمرة منذ خمس سنوات، داعياً إلى عدم الاكتراث للادعاءات الروسية. ودعا إلى وقف الغارات الروسية، وإحالة مرتكبي جرائم الحرب من النظام وعناصر تنظيم “داعش” والتنظيمات الإرهابية إلى العدالة، وإنشاء مرحلة سلام في سوريا من خلال دعم الممثلين الحقيقيين عن الشعب السوري.
وذكر مسؤول أمني تركي أن “سبعة صواريخ روسية استهدفت مستشفى في بلدة أعزاز اليوم، وعدد القتلى المدنيين قد يتجاوز 14 قتيلا”، فيما قالت “جمعية الأطباء المستقلين”، وهي منظمة سورية غير حكومية تدير المستشفى في باب السلامة قرب الحدود التركية، إن “30 على الأقل أصيبوا في الهجمات”. وقال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الإثنين، إن تسعة مدنيين قتلوا في غارة جوية، يعتقد أنها روسية، استهدفت مستشفى مدعوماً من “منظمة أطباء بلاد حدود” جنوبي مدينة معرة النعمان في محافظة إدلب. وأكدت المنظمة أن “غارة جوية دمرت مستشفى مدعوماً من جانبها في معرة النعمان”.
لكن روسيا اتهمت تركيا بمساعدة “جماعات متطرفة جديدة ومرتزقة مسلحين على التسلل إلى سوريا، لتقديم العون لتنظيم الدولة الإسلامية وغيره من الجماعات الإرهابية”. وذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان أن “موسكو تعرب عن بالغ قلقها من الأعمال العدائية التي تقوم بها السلطات التركية في ما يخص الدولة المجاورة”.
وفي السياق، قال المتحدث باسم الخارجية التركية تانجو بيلغيج، الإثنين، إن بلاده تلقت باستغراب تصريحات المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي، نهاية الأسبوع، التى دعا فيها تركيا وحزب “الاتحاد الديموقراطي” لوقف القصف المدفعي. واعتبر بيلغيج أن تلك التصريحات، وضعت تركيا التي تعد حليفة الولايات المتحدة، في الكفة ذاتها مع منظمة إرهابية.
من جهة ثانية، قال قائد قاعدة “خاتم الأنبياء” الجوية الايرانية، البريجديدير جنرال فرزاد اسماعيل، بإن طهران مستعدة لارسال طائراتها للدفاع عن نظام الأسد. اسماعيل وجه إنذاراً إلى السعودية وتركيا، بألا تتدخلا، قائلاً إن أي وجود عسكري في سوريا من دون موافقة دمشق سينتهي بهزيمة.
بدوره، اتخذ وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف، مقاربة مختلفة، الإثنين، قائلاً بإن التقارير عن تدخل تركي سعودي محتمل، هي محض “بروباغاندا”. ظريف قال: “من الواضح أن تلك المؤشرات هي أكثر من شعارات دعائية. الوسائل والقدرات للدول واضحة للغاية، وبمساعدة تلك الأكاذيب الدعائية، فإن أياً من مشاكلهم لن تحل”. ظريف وعقب وصوله إلى بروكسل للقاء مسؤولين من “الإتحاد الأوروبي”، قال بإنه يتوجب على دول المنطقة، أن “تضع جانباً الأوهام” وأن تتوقف عن فرض إراداتها على الشعب السوري. وكان ظريف قد قال السبت، بإن أي انتقال سياسي في سوريا يجب أن يتم مع الرئيس الأسد، من دون مطالبات برحيله.
إلى ذلك، قال وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعالون، في بيان، إن “الوضع في سوريا معقد للغاية ويصعب رؤية كيف يمكن أن تتوقف الحرب والقتل الجماعي هناك. سوريا التي نعرفها لن تكون موحدة في المستقبل القريب، وأعتقد بأننا سنرى جيوباً طائفية سواء كانت منظمة أو لا تشكلها مختلف القطاعات التي تعيش وتقاتل هناك”.
وكان يعالون قد ذكر خلال خطابه في مؤتمر ميونيخ للأمن العالمي، الأحد، أن اسرائيل مستعدة لتطوير استراتيجية مشتركة مع عدد من الدول العربية السنية في ما يخص الوضع في سوريا، وأبدى “تشاؤماً” حيال إمكانية تطبيق اتفاق بوقف اطلاق النار بين النظام السوري والمعارضة المسلحة. وجدد يعالون الإشارة إلى أن “إسرائيل تلتزم بسياسة عدم التدخل في الازمة السورية سوى في تقديم المساعدة الإنسانية، غير أنها قد وضعت خطوطاً حمراء لن تسمح بتجاوزها من قبل أي طرف بما في ذلك المساس بسيادتها”.
غاتيلوف: كان بإمكان الأسد تجنّب التصعيد..
مع استمرار القصف التركي لمواقع تابعة لـ”وحدات حماية الشعب” الكردية في سوريا، أعلنت وزارة الخارجية الروسية عن “قلق جدي” من التصرفات “العدوانية” للسلطات التركية، معتبرةً تحركاتها “دعماً سافراً للإرهاب الدولي، وانتهاكاً لقرارات مجلس الأمن الدولي”.
وأضافت الخارجية الروسية في بيان، الاثنين، أنها تدعم بحث هذه التصرفات في مجلس الأمن الدولي من أجل “تقييم دقيق للاستفزازات التركية التي تشكل تهديداً للسلم والأمن في منطقة الشرق الأوسط وخارجها”. وأكدت الخارجية توفر معلومات حول سماح تركيا بمرور “عصابات مسلحة متطرفة جديدة” إلى داخل سوريا.
من جهة ثانية، قال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، إن الأسد كان يستطيع تفادي التصعيد لو قام بإصلاحات ديموقراطية في الوقت المناسب، معتبراً في الوقت ذاته أن الأسد هو الرئيس الشرعي لسوريا الآن، وأن سوريا “ستتفكك بالكامل” في حال ترك الأسد السلطة حالياً، وأشار إلى أن الولايات المتحدة “باتت تدرك هذا الأمر”. وأكّد غاتيلوف أن روسيا ستواصل “حربها ضد الإرهابيين” حتى لو تم تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، معتبراً أن وقف إطلاق النار يجب أن “يشمل فقط المهتمين ببدء المفاوضات، وليس الإرهابيين”.
في السياق، أكّد رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف، أن العملية الروسية العسكرية في سوريا تهدف إلى تحقيق مهمة معينة تتعلق بحماية المصالح القومية الروسية، مشيراً إلى عدم وجود خطط روسية لتمديد وجودهم في سوريا إلى ما لانهاية. وقال مدفيديف، إن المصالح الروسية تتمثل بمنع تسلل آلاف “المتطرفين والإرهابيين” من سوريا إلى الأراضي الروسية. واعتبر مدفيديف أن التطورات في منطقة الشرق الأوسط دفعل عدداً من الدول إلى دراسة تطوير أسلحة نووية.
وكانت الخارجية السورية، قد أدانت “جرائم واعتداءات” تركيا على “الشعب السوري وأراضيه” في رسالتين وجهتهما إلى الأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي.
يأتي ذلك بموازاة دعوة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، إلى “ضبط النفس”، ووقف الضربات لمواقع في شمال سوريا.
أكراد سوريا وتركيا.. مواجهة في الكيلومترات القاتلة
فادي الداهوك
خطّان أحمران رسمتهما تركيا لحزب “الاتحاد الديموقراطي” الكردي في سوريا، وأبلغت واشنطن رسمياً عنهما: لا يشترك أكراد “الاتحاد الديموقراطي” في محادثات جنيف. لا يعبر مقاتلوه ضفة الفرات الغربية. فعلياً، تأجّلت مسألة اشتراك الحزب في الجولة الأولى من “جنيف-3″، لكن مقاتليه وصلوا إلى اعزاز، ما معناه أنهم اجتازوا الضفة الغربية لنهر الفرات بأكثر من 100 كيلومتر.
مع انطلاق معركة “قوات سوريا الديموقراطية” للسيطرة على سد تشرين وطرد تنظيم “الدولة الإسلامية” منه، وهو ما تحقق أواخر ديسمبر/كانون الأول العام الماضي، ارتفعت لهجة التحذير التركية للأكراد. الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن أن بلاده ستقوم بضرب القوات الكردية إذا تقدمت نحو مناطق مثل اعزاز. وقال كلاماً كان بمثابة بلاغٍ لواشنطن، أكد فيه على ضرورة أن يتفهّم الجميع “الموقف التركي بخصوص منع تسلل تنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي إلى الضفة الغربية لنهر الفرات”.
تتهم المعارضة السورية حزب “الاتحاد الديموقراطي” بالتحالف مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد لكونه الفرع السوري من حزب “العمال الكردستاني” في تركيا، إذ كان الحزب الذي يتزعمه عبدالله أوجلان على علاقة مع النظام السوري، حيث قدم له الأخير معسكرات تدريبية في سوريا ولبنان، إبان الهيمنة السورية على لبنان. بيد أنه في الوقت الحالي، لا وجود لدلائل دامغة تؤكد عمالة “الاتحاد الديموقراطي” لنظام الأسد.
مع ذلك، لا بد من الاعتراف بوجود تفاهمات بين الطرفين. في العام 2012، توصّل حزب “الاتحاد الديموقراطي” برئاسة صالح مسلم، إلى اتفاقية مع الحكومة السورية، تقضي بإخلاء قوات النظام مواقعها في كوباني (شمال)، وعفرين (شمال غرب)، والحسكة/أو الجزيرة (شمال شرق)، وتلك الكانتونات الثلاثة أعلن فيها الحزب لاحقاً الإدارة الذاتية، وضم إليها حديثاً مدينة تل أبيض وغالبية سكانها من العرب، لتصبح المساحة الأكبر من الحدود السورية-التركية تحت سيطرة “وحدات حماية الشعب” الذراع العسكرية للحزب. كانت تلك التفاهمات من المرات النادرة في سوريا، التي تجنب فيها طرفان، خصمان، سيناريو مواجهة عنيفة، لكن ذلك لم يمنع من حدوث صدامات بين جهاز الأمن الداخلي للحزب “الاسايش”، وجماعات تابعة للنظام.
مؤيدو الحزب الكردي برروا لـ”الاتحاد الديموقراطي” بأنه توصل الى هذه التفاهمات مع نظام الأسد لحماية مناطقه من طموحات توسعية لـ”السلفيين”- الاتهام الرسمي السوري الذي كان يوجه إلى المقاتلين المعارضين للأسد في تلك الفترة- حيث كانت الحرب على وشك الاندلاع بين فصائل تابعة للمعارضة و”وحدات حماية الشعب” في بعض المناطق الكردية في محافظة الحسكة. لم تتأخر المعركة، وكانت المواجهة الأشهر بين الأكراد والمعارضة، في ذلك الوقت، في بلدة رأس العين (سري كانيه بالكردية) في نوفمبر/تشرين الثاني 2012، وتعتبر تلك المعركة أول انهيار عنيف في العلاقة بين أكراد سوريا وعربها من جهة، وأكراد سوريا وتركيا من جهة ثانية، إذ تدخلت تركيا لمساندة قوات المعارضة من خلال قصف القوات الكردية بالمدفعية، وانتهت الأمور بهدنة أبرمت بين الطرفين.
في ما تلا تلك الفترة، برز حزب “الاتحاد الديموقراطي” كثقب كبير ابتلع الأكراد في سوريا، مستغلاً ازدياد مخاوفهم من معارضي الأسد الذين تدعمهم أنقرة، الغريم التاريخي لأقرانهم في تركيا. وما زاد من تفرّده بقرار الأكراد غياب أصوات مناهضة للنزعة الانفصالية لدى الحزب، خصوصاً مع اغتيال القيادي الكردي مشعل التمو بعملية نفذها مجهولون أواخر العام 2011 في الحسكة. والقيادي الذي أسس تيار “المستقبل الكردي” كان أحد أبرز المنظرين لاندماج الأكراد مع العرب في سوريا كمستقبل واعد، ومسالم للطرفين، بعد الاضطهاد الذي عانى منه الأكراد خلال عهد الأسد الأب.
وجود حزب “الاتحاد الديموقراطي” كسلطة أمر واقع في المناطق الكردية فتح أمامه فرصاً كبيرة لإقامة تحالفات كبرى، إحداها العلاقة مع روسيا التي ضغطت لحضوره في محادثات جنيف هذا الشهر، ما أثار اعتراضاً تركياً. ولا بد من التذكير أن مشكلة تمثيل الأكراد في محادثات السلام السورية مستمرة منذ مؤتمر “جنيف-2” الذي انعقد في العام 2014، إذ كان الأكراد منقسمين بين حزب “الاتحاد الديموقراطي، والحزب “الديموقراطي الكردستاني” برئاسة مسعود برزاني، الذي انكفأ عن هذا الملف بعد فشل مسعاه بتشكيل وفد كردي موحد خلال “جنيف-2”.
والآن، قبيل استئناف محادثات “جنيف-3″، يبدو الأكراد في مأزق ذي شقين؛ الأول سياسي يتعلق بمسألة اشتراكهم في محادثات السلام، والثاني عسكري يهدد باندلاع حرب كبيرة قد تؤدي مساعي إحباطها، ومنع انهيار “جنيف-3″، واتفاق ميونخ، إلى الضغط للتضحية بالتحالف المدعوم أميركياً “قوات سوريا الديموقراطية” الذي يشكّل الحزب الكردي فيه حجر أساس. فسلوك التحالف المريب بالنسبة إلى تركيا، تجاه تشكيل وحدة جغرافية من كانتون الجزيرة إلى عفرين، الواقعة شمال غربي سوريا في حلب، حوّل هدوء تركيا أثناء قتال “سوريا الديموقراطية” لتنظيم “الدولة الإسلامية” إلى غضب كبير، تسبب بقصف مقاتلي هذا التحالف عندما تقدموا إلى منغ ومطارها العسكري، وقريتي المالكية في اعزاز ومزرعة في عفرين.
إلى حد كبير، وجد الأكراد المنضوين ضمن صفوف “قوات سوريا الديموقراطية” أرضية ثابتة لتوسيع نفوذهم، نتيجة الغارات الروسية على مناطق المعارضة في ريف حلب الشمالي. إلا أن التقديرات الحالمة في مسألة التوسّع حوّلتهم إلى مجموعة من المشّائين في نزهة وسط غابة، يصارع الجميع فيها للبقاء على قيد الحياة. كما أنهم أصبحوا يشكّلون عاملاً ضاغطاً على العلاقة بين واشنطن وأنقرة، الحائرة في تصنيف الرئيس الأميركي باراك أوباما كصديق لها، أو مجرد إسم في قائمة المعارف.
ما يتجاهله “الاتحاد الديموقراطي” هو أن نطاق المعركة في الشمال السوري خرج عن كونها معركة بين المعارضة والنظام؛ هي اليوم أكثر من أي وقت مضى معركة بين روسيا وتركيا، ولن يكون بمقدور أنقرة تحمّل أي إزعاجات جانبية خلالها. فكيف إذا كانت تلك الإزعاجات كردية، وهدفها فرض “الاتحاد الديموقراطي” كمالك جديد للأرض في جيوب حساسة على حدودها؟
قد تكون الكيلومترات التي يسعى إليها أكراد “الاتحاد الديموقراطي” في الشمال، مساحات مأهولة صغيرة ضمن الأرض الكبيرة المشتعلة بالمعارك، لكنّها الكيلومترات القاتلة للأكراد السوريين. وفي ذلك تأسيس لعلاقة مهشّمة مع العرب، لن تزول بمجرد حدوث تغيير سياسي في البلاد، وهذا يدفع بشدّة لإعادة بث الأوكسجين داخل الكتلة الكردية المعارضة للانفصال، ودعم أساسات صعودها مجدداً في وجه حزب “الاتحاد الديموقراطي”.
المدن
روسيا تمهد لحصار حلب.. بمساعدة “داعش“
خالد الخطيب
شنت قوات النظام ومليشيات الحشد الشيعي، للمرة الثالثة على التوالي خلال الأيام القليلة الماضية، هجمات متوازية على منطقة الطامورة وبلدة الخراب وتلة عندان وتلال المحيطة وبيانون، في ضواحي حلب الشمالية. وتمكنت من السيطرة على بلدة الطامورة وعدد من المواقع المتقدمة جنوبي المنطقة الفاصلة بين بلدة الزهراء الشيعية وعندان المعقل الإستراتيجي للمعارضة، والتي تشرف بشكل مباشر على تقاطع الطرق التي تسيطر عليها المعارضة في حلب عبر الكاستيلو.
ومهدت القوات المقتحمة من أربعة محاور، فجر السبت، بقصف مكثف للمناطق المستهدفة، والخطوط الخلفية للمعارضة في عندان والخراب، بمئات القذائف الصاروخية والمدفعية، من قواعدها في المنطقة الصناعية في الشرق ومن كلية المدفعية جنوب غربي حلب. وتلقت القوات المهاجمة دعماً جوياً روسياً غير مسبوق، مكنها من تفادي الاشتباك المباشر مع المعارضة. وبدأت سرايا قوات النظام وحشد المليشيات الشيعية، زحفها ظهيرة السبت، بعدما اطمأنت لانسحاب المعارضة من بلدة الطامورة، فتمركزت فيها. وفي الوقت ذاته فشلت القوات المهاجمة في التقدم على المحاور الأخرى في بيانون والخراب والتلال المحيطة بهما.
مدير “المكتب الإعلامي” لمدينة عندان، و”لواء أحرار سوريا” سامي الرج، أكد لـ”المدن”، أن المعارضة تصدت لقوات النظام والمليشيات، ومنعت تقدمها طيلة الأيام الماضية، رغم القصف العنيف الذي تعرضت له مواقعها، وجاء انسحابها الأخير وخسارتها لعدد من المواقع لأسباب أبرزها: استهداف الطيران الروسي لمواقع المعارضة وطرق إمدادها وخطوطها الأمامية بأكثر من 100 غارة جوية، بالإضافة إلى رصد “وحدات حماية الشعب” الكردية من مواقعها في الجهة الغربية لطرق امداد المعارضة بالرشاشات الثقيلة والهاون. وهذه هي المرة الأولى التي تشترك فيها المليشيات الكردية بشكل مباشر مع قوات النظام والمليشيات الشيعية في معارك الضواحي الشمالية، على محاور عندان والمنطقة المحيطة.
وأوضح الرج بأن المعارضة أفشلت هجوم قوات النظام والمليشيات الشيعية، وقتلت أكثر من عشرين عنصراً، ودمرت آليتين مدرعتين في محيط بلدة الخراب، مساء السبت،. وجاء ذلك بعدما حاولت تلك القوات التقدم باتجاه تلة عندان وبلدة الخراب، بعد سيطرتها على بلدة الطامورة وتلالها الشمالية. وهي منطقة حساسة تمكن القوات المهاجمة، إن سيطرت عليها، من فرض السيطرة النارية على مناطق واسعة في المحيط وشلّ حركة المعارضة التي تعاني جداً من امداد خطوط قواتها الأمامية، بالذخائر والعتاد، خلال ساعات النهار بسبب التحليق المكثف للمقاتلات الروسية، التي تستهدف كل متحرك بالصواريخ والقنابل العنقودية.
ويحاول النظام جاهداً إحراز أي تقدم في المناطق الجبلية في محيط عندان، انطلاقاً من قواعد قواته في بلدتي نبل والزهراء، بعدما انضم إلى صفوفه حشد المليشيات الشيعية التي كانت متواجدة في البلدتين، قبل مدّ الجسر البري إليهما. ويبلغ تعداد المليشيات الشيعية 5 ألاف مقاتل على الأقل، بالإضافة للدعم المباشر من قبل “وحدات حماية الشعب” الكردية من الغرب. وتوفر هذه العملية لو نجحت الكثير من الجهد والوقت للقضاء على المعارضة، عبر رصد طريقها الوحيد نحو مدينة حلب، ومن ثم حصار المدينة والضواحي المستعصية على النظام، في حريتان وكفر حمرة وحيان وبينون، باعتبارها مناطق عمرانية ضخمة تتطلب السيطرة عليها اشتباكاً مباشراً وحرب شوارع. وتمّ تحيّيد تلك المناطق، مبدئياً، لتصب القوات المهاجمة، كامل جهدها للسيطرة على متنفس المعارضة الوحيد، في عندان ومحيطها. وحينها، سيكون سقوط تلك الضواحي، تحصيل حاصل إذا ما تم تطويقها.
(خريطة عن “ISW” توضح توزع القصف الروسي خلال الأيام الماضية، وتركزه على مواقع المعارضة شمالي حلب، وتجنبه لمواقع داعش)
وفي الشمال على الضفة الأخرى من ريف حلب الشمالي، شمال شرقي بلدتي نبل والزهراء، على يمين الطريق الدولي حلب–غازي عينتاب، وفي محيط مدينة تل رفعت وبلدة عين دقنه، دارت معارك عنيفة بين المعارضة من جهة و”قوات سوريا الديموقراطية” بقيادة “وحدات حماية الشعب” الكردية من جهة ثانية. وحاولت الوحدات التمدد أكثر بعدما سيطرت على مناطق استراتيجية في عمق الريف شرقي الطريق الدولي، وشنت هجوماً متزامناً من أربعة محاور منطلقة من قواعدها في دير جمال ومطار منغ وتل عجار ومطحنة الفيصل، ولاقت دعماً جوياً روسياً عنيفاً مهد لها بأكثر من 100 غارة جوية، ثلاثون منها على الأقل طالت تل رفعت، والغارات الأخرى توزعت على القرى والبلدات المحيطة، وخطوط المعارضة الأمامية.
وللمرة الأولى منذ اقتحام “سوريا الديموقراطية” لريف حلب الشمالي وسيطرتها على أكثر من 15 موقعاً وبلدة خلال وقت قياسي كان تصدي المعارضة جدياً وحاسماً، بحيث أوقفت تقدمها وقتلت أكثر من عشرين من عناصرها، وجرحت آخرين على مشارف محطة تحويل الكهرباء غربي تل رفعت ومحيط مطار منغ.
وعزز القصف التركي المدفعي والجوي لمواقع “وحدات الحماية” موقف المعارضة العسكري، ودفعها للثبات في مواقعها، وأوقع خسائر كبيرة في صفوف قوات “الحماية” المتمركزة في مرعناز ودير جمال ومطار منغ وتل عجار وتنب وكتشتعار بعدما استهدفتها القوات التركية على مدى الساعات الأربع والعشرين الماضية، بأكثر من 100 قذيفة مدفعية، من مرابضها في محيط ولاية كيليس الحدودية. وشهدت سماء المنطقة الشمالية من ريف حلب الشمالي تحليقاً لطائرات الاستطلاع التركية، والتي كان لها الدور الأبرز في تحقيق إصابات مدفعية دقيقة ومحكمة للغاية، وأوقعت خسائر بشرية كبيرة في المواقع التي ضربتها. وقصفت المقاتلات التركية من الأجواء الحدودية مع عفرين، عبر غارات جوية، عدداً من مواقع “وحدات حماية الشعب” الكردية، ومعسكرات تدريبها في المنطقة.
المتحدث الرسمي باسم “الجبهة الشامية” العقيد محمد الأحمد، قال لـ”المدن”، إن التدخل التركي “المحدود”غير كافٍ، ولن يغير من موازين القوى على الأرض بشكل ملموس، ولن يردع “وحدات الحماية” الكردية و”جيش الثوار” -مكوني “سوريا الديموقراطية”- من قضم المزيد من المناطق بالقرب من الشريط الحدودي مع تركيا. وإذا ما أرادت تركيا وأصدقاء المعارضة إحداث تغيير فعلي على الأرض، فعليها بحسب العقيد الأحمد، أن تُقدم أسلحة نوعية من العيار الثقيل وبكميات جيدة لخوض معركة قوية تكون فيها المعارضة هي المبادرة، وتنتقل من التصدي إلى الهجوم، لاستعادة المناطق التي خسرتها.
وأكد العقيد الأحمد، بأن موقف حلفاء المعارضة المتردد والخجول، وعلى رأسهم تركيا، هو سبب ما آل إليه الوضع الميداني في حلب عامة، وشمالها على وجه الخصوص. فالمعارضة غير قادرة على خوض معركتها بوضعها الحالي من ناحية الدعم اللوجستي والإمداد، في الوقت الذي تواجه فيه قنابل متنوعة تلقيها الطائرات الروسية، ومن قواعد المدفعية والصواريخ على مواقعها وخطوط امدادها، وهي غير قادرة على الرد ولو بمعدل النصف على مصادر النيران الكثيفة.
وفي تطور لافت، بدا تنظيم “الدولة الإسلامية” راغباً في خوض معركة حلب، إلى جانب النظام ومليشيات الحشد الشيعي و”قوات سوريا الديموقراطية”، وتقاسم مناطق المعارضة فيها. وأصدر في سبيل ذلك، مادة إعلامية مرئية عنونها “رسائل لأهل حلب”، ذكر فيها محاسن التنظيم، وحرصه على المناطق التي تقع تحت سيطرته، مستعرضاً عدداً من المحطات التي تزامنت مع طرده من قبل المعارضة في حلب، والتي اتهمها بالعمالة والتحالف مع “الصليبيين” وعدم دفاعها عن مقدرات وأرض العامة. وسرد الأحداث والرسائل الواردة في الإصدار المرئي، أحد قادته من حلب، ويدعى “أبو علي الأنصاري”.
وقال التنظيم في إصداره الأخير: “ضعوا يدكم بيد الخلافة لتصنعوا الأمجاد، لكي نحكم الأرض بشرع رب العباد، ضعوا يدكم بيد الخلافة ولا تتأخروا والله إن الداعمين لا يريدون منكم إلا التشرذم، لا يريدون منكم إلا الموت والفناء، وهل منعوا عنكم الغارات الروسية، وهل منعوا عنكم تقدم النصيرية والروافض، وإلى متى تبقون كأحجار الشطرنج، وإلى متى ستبقون كالدمى، تحرككم الدول بخيوط المكر والخبث والخديعة”. كما وجه رسائل لمقاتلي المعارضة ودعاهم لترك فصائلهم والانضمام للتنظيم، وقال: “يا أهل حلب ويا مقاتلي حلب، إنكم اليوم بين خيارين، إما أن تضعوا يدكم في يد أميركا والدولة الكافرة المرتدة فتخسروا دينكم، وتخسروا دنياكم، وتبقون عبيداً ومطايا يُداس عليكم بالأقدام، فالنظام يتقدم يوماً بعد يوم في وقد رأيتم ذلك بأعينكم”. أو أن تنظموا لـ”الدولة الإسلامية”.
وتتخوف المعارضة من هجوم مباغت لتنظيم “الدولة الإسلامية” من جهة الشرق باتجاه مواقعها في مارع وإعزاز، في أصعب المراحل. وتفهم المعارضة تماماً ولع التنظيم باغتنام الفرص والتمدد في الأوقات الحرجة التي يعيشها الخصم عادة، وربما تعني هذه الرسائل التي بثها مؤخراً والتي أعدها وقدمها “قادة وإعلاميون حلبيون” تابعون للتنظيم، إعلان حرب توسعية يخوضها بالتنسيق مع حشود المليشيات المتنوعة الداعمة للنظام، برعاية ودعم روسي، للقضاء على المعارضة، وتقاسم السيطرة بينها، في ما بعد.
المدن
سوريا: هل يكفي التلويح بالحزم التركي-السعودي
عبد القادر عبد اللي
منذ أيام يُسرّب مسؤولون سعوديون أنباءً عن تدخل سعودي بري في الشمال السوري، عبر الأراضي التركية، من دون ذكر أسمائهم.
وفي الحقيقة بدا الأمر في غاية الغرابة. فالدولتان؛ السعودية وتركيا، تخوضان حربين شرستين، وتستخدمان فيهما كل أنواع الأسلحة تقريباً، ومن الصعب على أية منهما فتح جبهة أخرى. لذلك بدت التسريبات غير مقنعة في أكثر الأحيان، خاصة عندما وُجهت أسئلة للمسؤولين الأتراك حول هذا الأمر، فكان النفي غير الواضح تماماً، واللغة الغائمة التي لا يفهم منها شيئاً محدداً.
واختفت التصريحات النارية، والخطوط الحمر، ما عدا تصريح واحد أدلى به رئيس الجمهورية التركية أثناء عودته من جولة أميركا اللاتينية، وبعد إلحاح الفريق الصحافي المرافق حول التدخل السعودي التركي المشترك في سوريا، فقال: “لن نسمح بعراق جديد جنوبنا”.. إنها جملة مطاطة وتحتمل تفسيرات كثيرة، ويمكن أن تُدرج في خاصة لن نسمح بحماة أخرى، ولن، ولن، ولن..
أخيراً تم الاعتراف بمتابعة الطائرات السعودية عملياتها في إطار “التحالف الدولي” ووصول “قوات استطلاع” سعودية نزلت في قاعدة إنجيرلك. وهذه قاعدة أميركية بالدرجة الأولى، تابعة لحلف “شمال الأطلسي”، وتقع على مسافة ثمانية كيلومترات شرقي مدينة أضنة بالقرب من قرية إنجيرلك في جنوب تركيا. هذا يعني أن القوات البرية السعودية نزلت في قاعدة أميركية تخدم “التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية”. وفي حال دخولها برياً إلى سوريا، ستكون تحت مظلة “التحالف الدولي” ولا ننسى أن هذا التحالف تشكّل في جدة السعودية في أيلول/سبتمبر 2014.
الخطة التي طرحتها تركيا في مؤتمر جدة، ولم توافق عليها الولايات المتحدة، وأعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما، عن رفضها في مؤتمر “قمة العشرين” الذي عُقد في أنطاليا التركية، كانت تقضي بتحرير المناطق من تنظيم “الدولة الإسلامية” بشريطة ألا يستفيد منها الأسد، أي تُسلم للجيش الحر تحديداً، وتقدم لهذا الجيش الحماية.
الأمر الغريب هو أن الولايات المتحدة رفضت الطلب التركي بشدة. يومها كان الملك السعودي عبدالله، على قيد الحياة، ورفض الاقتراح التركي أيضاً.
بحسب التصريحات الأميركية، فقد رُفضت الخطة التركية لأن أهدافها ستكون أبعد من القضاء على تنظيم “الدولة الإسلامية”، وستحارب المجموعة الكردية الحليفة للولايات المتحدة وهي حزب “الاتحاد الديموقراطي”. وفي الحقيقة فأن تركيا لا تنكر هذا الأمر، وتقوله بشكل علني، فما الذي جعل الولايات المتحدة توافق على عملية كهذه، والشروط والأسباب التي كانت تجعلها ترفض مازالت قائمة إلى اليوم؟
حظيت السعودية بالدعم الأميركي في هذه العملية، بمعنى أنها انتزعت من الأميركيين ما لم يستطع الأتراك انتزاعه عبر سنة ونصف السنة تقريباً. ولن يكون هناك خطأ بالقول إن أكثر الدول حرجاً من هذه القضية هي إيران. فإذا وقفت ضد التدخل السعودي، ستظهر بأنها تدافع عن تنظيم البغدادي، لذلك فقد كلفت أحد أجرائها بأن يملي على “وليد المعلم” تصريحات أقل ما يقال فيها إنها شديدة الغباء، فوعد بإرسال السعوديين بالتوابيت إلى بلادهم، بمعنى إنه سيقاتل إلى جانب تنظيم “الدولة الإسلامية” ضد السعودية وتركيا إن دخلتنا برياً.
وبالطبع فإن موقف إيران كان في الاتجاه المعاكس تماماً لاتجاه المعلم، فبعد خلافات شديدة بينها وبين تركيا منذ سنوات في قضية بيع الغاز الطبيعي لتركيا، بادرت إيران للمصالحة والقبول بالتحكيم الدولي، وحتى تلبية المطالب التركية دون تحكيم دولي، بل أكثر من هذا فقد صرحت مصادر الإيرانية بأن حسن روحاني، سيزور تركيا في الأيام المقبلة.
لا يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد قدم وزير الخارجية الإيرانية نفسه بصورة عكسية تماماً أيضاً، وأكد أن من مصلحة السعودية وإيران أن يتعاونا في هذا الموضوع، أي قتال تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وإذا كانت روسيا تهدد تركيا منذ سقوط طائرتها باستمرار، فهي إزاء هذه الحالة الجديدة اكتفت بالقول إن الأمر يحتاج إلى قرار دولي جديد، علماً أن القرار الدولي بتشكيل التحالف صريح فهو يخوض الحرب ضد هذا التنظيم بالأشكال كافة، ويمكن طرح قراءة معاكسة للقراءة الروسية.
مع وصول طلائع قوات الاستطلاع السعودية إلى تركيا، وقع حادثان صغيران ومحدودان بحسب الأركان التركية، وأكثر من هذا بكثير بحسب مدير “المرصد السوري لحقوق الإنسان” رامي عبد الرحمن، وبحسب “قوات سوريا الديموقراطية”.
قالت الأركان التركية إن قصفاً متزامناً من موقعين أحدهما لحزب “الاتحاد الديموقراطي” (الكردي) قرب مطار منغ، والآخر من موقع لقوات النظام السوري شمالي اللاذقية، على مخفرين تركيين حدوديين قد حدث، وتم الرد على المصدرين ضمن قواعد الاشتباك، وأسكتت مصادر النيران.
لا شك أن عمليات جس نبض ستحدث اعتباراً من الآن، وبالطبع فإن جس النبض لا يتعلق بالنظام السوري وحزب “الاتحاد الديموقراطي”، بل يتعلق بالروس والأميركيين، وبحسب تلك الردود ستتصعد الأمور.
الملاحظ أن العديد من الدول الأوروبية انتقدت القصف الروسي على سوريا، مع وصول القوات السعودية إلى تركيا، فهل هي مصادفة أن تسكت طوال هذه الفترة، وتنطق الآن؟
فرضت السعودية عمليتها العسكرية في اليمن باسم الحزم، ويومئذ تردد اسم “حزم سوري” مقابل حزم يمني، فالعدو واحد. الظروف السياسية والعسكرية كما تظهر لا تسمح للسعودية وتركيا بالدخول في عملية برية لقتال تنظيم “الدولة”، وتخفيف الضغط على المقاتلين الذين يقاتلون النظام. ولكن هل التلويح بالحزم فقط يمكن أن يلبي الغرض، ويخفف الضغط عن المعارضة السورية وإلزامها بقبول الشروط الإيرانية الروسية؟ أم هناك حزم حقيقي جعل الطرفين ينطبق عليهما المثل القائل: “ما الذي جعلك تقدم على المُرّ.. قال الأمرّ منه”. هل هناك تهديد وجودي “أمرّ” للسعودية وتركيا، يجعلهما يغامران بما فوق طاقتيهما؟ يبدو أنهما يقرآن الأمر على هذا النحو.
داود أوغلو:على وحدات الحماية عدم الاقتراب من أعزاز
أعلنت أنقرة، الليلة الماضية، قصفها مواقع لقوات “حماية الشعب” الكردية في مرعناز ومنغ في ريف حلب الشمالي. وقال إعلان صدر عن الحكومة التركية، إنها تعاملت مع الحادثة بتطبيق قواعد الاشتباك، بعد بادر مقاتلون من “حزب الاتحاد الديموقراطي” بإطلاق النيران من بلدة مرعناز قرب مدينة أعزاز في حلب، باتجاه قاعدة عسكرية تركية في ولاية كيليس جنوبي تركيا، و”على الفور ردت القوات المسلحة التركية، على مصدر إطلاق النيران”.
القصف التركي لم يقتصر على ضرب مواقع للقوات الكردية، بل طال مواقع للنظام السوري. ونقلت وكالة أنباء “الأناضول” التركية عن مصدر عسكري قوله إن قوات النظام السوري أطلقت قذائف هاون على مخفر في ولاية هاتاي الحدودية مع سوريا، “فردت بالمثل على ذلك أيضا، في إطار قواعد الإشتباك”.
من جهة ثانية، طالب رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو “وحدات حماية الشعب” المكون الأبرز في تحالف “قوات سوريا الديموقراطية” بالانسحاب من المنطقة التي سيطرت عليها مؤخراً في ريف حلب. وقال في تصريحات صحافية “سنرد على أي خطوة (من جانب وحدات حماية الشعب)..الوحدات ستنسحب فورا من أعزاز ومحيطها ولن تقترب منها مرة أخرى”.وأضاف “التطورات في سوريا تهدد أمننا القومي”. وأشار إلى أنه تحدث مع نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن، وقال له “خلال اتصال هاتفي (..) إننا سنتخذ كافة التدابير اللازمة في حال حدوث أي تهديد تجاه تركيا”.
وبينما لم يصدر تعليق رسمي سوري على القصف التركي، دعت الولايات المتحدة الأميركية أنقرة إلى وقف قصف المقاتلين الأكراد ومواقع النظام السوري.
من جهة ثانية، أكدت السعودية رسمياً، وصول مقاتلاتها إلى قاعدة انجرليك في تركيا. وكان وزير الخارجية التركية مولود جاوش أوغلو قد قال، صباح السبت، إن المقاتلات السعودية وصلت إلى القاعدة الجوية في تركيا، وأن مستشارين عسكريين سعوديين يجرون استطلاعاً في القاعدة.
وقال المستشار العسكري لوزير الدفاع السعودي العميد الركن أحمد عسيري، فجر الأحد، إن السعودية ستواصل دعمها للمعارضة السورية المعتدلة. وأضاف في تصريحات لقناة “روسيا اليوم”: “لا أحد يستطيع المزايدة على المملكة العربية السعودية في مسألة العداء لتنظيم داعش وإجراءات الرياض في مكافحة التنظيم”.
وكان عسيري قد قال في بيان، أصدره الليلة الماضية، إن الخطوة السعودية بإرسال مقاتلات إلى تركيا تأتي تحت مظلة التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “داعش” الذي تقوده الولايات المتحدة. وجدد التأكيد على استعداد الرياض المشاركة في حرب برية ضد التنظيم في سوريا، وأوضح أن اجتماع بروكسل الذي انعقد قبل يومين بحضور وزراء دفاع الدول المشاركة في التحالف الدولي، أكد على ضرورة مكافحة التنظيم بعملية برية.
أنقرة:طلائع سعودية وصلت..وضرب “الوحدات الكردية” في ريف حلب
قصفت المدفعية التركية مواقع “وحدات حماية الشعب” الكردية، المكون الأبرز في تحالف “قوات سوريا الديموقراطية” المدعوم أميركاً، في المناطق التي تقدمت إليها في ريف حلب خلال الأيام الماضية. وشمل القصف مدينة أعزاز، وبلدة عفرين، ومطار منغ العسكري، الذي دخلت إليه “قوات سوريا الديموقراطية”، الجمعة، بعد تمهيد جوي روسي، استهدف مواقع المعارضة في المنطقة.
تأتي هذه التطورات عقب ساعات من إعلان رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، أن بلاده ستقوم بعمل عسكري ضد المقاتلين الأكراد في سوريا، لما يمثله نشاطهم على الحدود مع سوريا من تهديد للأمن القومي التركي.
من جهة ثانية، أرسلت السعودية قوات ومقاتلات إلى قاعدة أنجرليك في تركيا. ونقلت صحيفة “الاندبندت” البريطانية عن وزير الخارجية التركية مولود جاوش أوغلو، إن السعودية “أعلنت عزمها التصدي لتنظيم داعش”، وأكدت جاهزيتها “لإرسال طائرات وجيش”. وأضاف “نحن أكدنا في كل اجتماعات التحالف على ضرورة وضع استراتيجية واسعة وهادفة للحرب ضد التنظيم الإرهابي داعش. لو كانت لدينا مثل هذه الاستراتيجية لاستطاعت تركيا والسعودية البدء بعملية برية”.
ويعد إرسال قوات وطائرات سعودية إلى تركيا الخطوة العملية الأولى بعد إعلان المملكة مؤخراً عن نيتها خوض عملية برية عسكرية داخل سوريا، تحت مظلة التحالف الدولي، لمحاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”. وفي وقت لاحق، أعلنت الإمارات العربية المتحدة نيتها الاشتراك مع السعودية، شرط أن تقود واشنطن هذه العملية في سوريا.
وفي تصريحات للتلفزيون التركي، قال جاوش أوغلو إن “القوات السعودية الآن في مرحلة الإعداد والاستكشاف في القاعدة على أن يتم إرسال المزيد من المقاتلات السعودية”. واعتبر أنه من المبكر الحديث عن شنّ عملية برية. وأكد “أن هذا الأمر غير مخطط له الآن، فالسعودية ترسل الآن مقاتلات، لكن إذا اقتضت الحاجة لعملية برية سيتم إرسال جنود”.
وكان الرئيس السوري بشار الأسد، قد قال في مقابلة مع وكالة “فرنس برس”، الليلة الماضية، إنه لا يستبعد تدخلاً برياً من قبل السعودية وتركيا شمال سوريا. وأضاف أن المعركة التي أطلقتها قواته بدعم جوي روسي وبري إيراني، تهدف إلى قطع الطريق بين حلب وتركيا لوقف إمدادات “الجماعات الإرهابية”، وأكد أن بلاده ستتعامل مع هذا الأمر إن حدث.
إلى ذلك، بحث أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مع الرئيس التركي، في لقاء مغلق الجمعة، الأزمة السورية. وقالت وكالة أنباء “الأناضول” إن اللقاء الذي جرى في اسطنبول، استمر 90 دقيقة. وأضافت الوكالة أن أمير قطر اجتمع لاحقاً مع رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو ، وبحثا “العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وسبل تعزيزها وتنميتها في كافة المجالات”، كما “استعراضا آخر مستجدات الأوضاع على الساحة السورية”.
الأسد: تركيا والسعودية هامشيتان ولا تستطيعان تغيير الخريطة
رأى الرئيس السوري، بشار الأسد، أنّ قرار التدخل برياً في سوريا لا تمتلكه تركيا والسعودية، مشيراً إلى أنّه لا قدرة لهاتين الدولتين اللتين تؤديان «دور البوق» على «تغيير الخريطة».
وقال الأسد في حديثه أمام أعضاء مجلس نقابة المحامين المركزية والمجالس الفرعية في المحافظات في دمشق اليوم، «الحقيقة عندما نناقش إذا كانت تركيا أو السعودية ستهاجمان، فهذا يعني أننا نعطيهما حجماً كبيراً، وكأنهما دولتان تمتلكان قراراً، وتمتلكان إرادة، وتستطيعان أن تغيّرا الخريطة، هما مجرد تابعَين منفّذين حالياً».
وأضاف وفق ما نشرت رئاسة الجمهورية العربية السورية على موقع «فايسبوك»، أنهما «تقومان بدور البوق بهدف الابتزاز، ولو كان مسموحاً لهما لبدأتاه (الهجوم) منذ زمن طويل، على الأقل منذ أشهر»، لافتاً إلى أنه «علينا أن ننظر للسيد، لسيد هؤلاء، إذا كانت هناك رغبة في الدخول في مثل هذه الحرب بين القوى الكبرى أم لا، لا بين قوى هامشية لم يكن لها دور سوى تنفيذ أجندة الأسياد».
(الأخبار)
دي ميستورا يصل دمشق في زيارة مفاجئة
أ. ف. ب.
يلتقي المعلم لمناقشة إستئناف المفاوضات
وصل مبعوث الأمم المتحدة لسوريا ستافان دي ميستورا إلى العاصمة السورية دمشق الإثنين، في زيارة لم يعلن عنها سابقا.
دمشق: أعلن مصدر حكومي سوري في دمشق ان موفد الامم المتحدة الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا سيصل مساء الاثنين الى دمشق على ان يلتقي الثلاثاء وزير الخارجية وليد المعلم.
وقال المصدر نفسه “يصل مساء الاثنين الى دمشق على ان يلتقي المعلم لمناقشة استئناف المفاوضات في الخامس والعشرين من شباط/فبراير الحالي، ووقف اطلاق النار، والمساعدة الانسانية الى البلدات المحاصرة”.
ولم توضح مدة هذه الزيارة المفاجئة. وكان من المفترض ان يعقد دي ميستورا مؤتمرا صحافيا الثلاثاء في جنيف لكنه ارجىء الى الجمعة.
وتأتي هذه الزيارة في وقت بالغ التوتر.
فقد نددت روسيا الحليفة لنظام الرئيس السوري بشار الاسد ب”الاعمال العدوانية” لتركيا واعتبرتها “دعما غير مقنع للارهاب الدولي”.
ورد رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو باتهام روسيا بالتصرف “كمنظمة ارهابية” في سوريا حيث تشن “هجمات وحشية على السكان المدنيين”. واضاف محذرا انه في حال استمرت في ذلك “سنواجهها برد حازم للغاية”.
ميركل: نعم لحظر جوي في سوريا
وكالات
قالت إنه لا يمكن التفاوض مع “الإرهابيين”
قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إنها تؤيد منطقة حظر طيران في سوريا، وقالت إنه من المفيد اقامة منطقة لا يقصفها اي من المتناحرين.
برلين: أعربت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الاثنين عن تأييدها لاقامة منطقة حظر جوي في سوريا مثلما تطالب تركيا منذ مدة طويلة، وذلك في مقابلة مع صحيفة شتوتغارتر تسايتونغ.
وعندما سئلت عن فكرة اقامة “مناطق آمنة” في سوريا، قالت ميركل “في الوضع الحالي سيكون مفيدا اقامة منطقة لا يقصفها اي من المتناحرين – نوع من منطقة حظر جوي”.
واضافت المستشارة الالمانية “لا يمكن التفاوض مع الارهابيين” في تنظيم الدولة الاسلامية، لكن اتفاقا “بين الداعمين” للرئيس السوري بشار الاسد و”التحالف المناهض للاسد” حول هذا الموضوع “سيساعد كثيرا”.
ولم توضح ميركل اطر مثل هذه المنطقة، فيما تدعو تركيا منذ اشهر الى اقامة منطقة آمنة تمتد من اعزاز الى جرابلس في شمال سوريا لاستقبال النازحين السوريين على ارضهم.
لكنها اعتبرت ان عمليات “القصف في حلب وحولها (شمال) خاصة من قبل الجيش الروسي، تزيد في تعقيد” الوضع في سوريا بعد خمس سنوات من الحرب التي اوقعت اكثر من 250 الف قتيل.
وقتل 19 شخصا على الاقل الاثنين في ضربات روسية على الارجح في شمال سوريا. واستهدفت خاصة مستشفى تشرف عليه منظمة اطباء بلا حدود ومدينة اعزاز التي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة.
واتهمت تركيا روسيا بالتصرف “كمنظمة ارهابية” في سوريا ولوحت بالتهديد ب”رد حاسم جدا”.
وتواجه انقرة صعوبة في الوقت الراهن في اقناع شركائها في حلف شمال الاطلسي بفكرة منطقة حظر جوي، فيما تبدو الادارة الاميركية منقسمة حول الموضوع.
وتعارض روسيا من جهتها بشدة الفكرة وتعتبرها انتهاكا للسيادة السورية.
تركيا: لا قرار من التحالف الدولي بالتدخل البري
نصر المجالي
خارجيتها قالت إن القصف الروسي سبب تعليق جنيف
أكّدت تركيا أنّ التحالف الدولي لمكافحة (داعش)، لم يتخذ بعد قراراً بشأن التدخل البري في سوريا، وأنه يحق لكافة الدول المشاركة في التحالف إرسال قواتها البرية إلى سوريا، في حال تمّ اتخاذ قرار بهذا الشأن.
نصر المجالي: قال الناطق باسم الخارجية التركية طانجو بيلغيج في مؤتمر صحفي اليوم الاثنين إن ما جاء في البيان الختامي لمؤتمر “مجموعة الدعم الدولي لسوريا”، الذي عقد قبل عدة أيام في مدينة ميونخ الألمانية يعتبر “فرصة جيدة لاستئناف محادثات جنيف الرامية لإنهاء الأزمة السورية وإحلال السلام فيها”.
وأشار بيلغيج أنّ سبب تعليق محادثات جنيف، هو استمرار القصف الروسي ضدّ المدنيين في سوريا، واتباع النظام السوري سياسة التجويع من خلال محاصرة المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.
وفيما يخص استهداف القوات التركية لمواقع “حزب الاتحاد الديمقراطي” (الذراع السوري لمنظمة بي كي كي)، لفت بيلغيج، حسب ما نقلت عنه وكالة أنباء (الأناضول) الرسمية إلى أنّ قصف تلك المواقع جاء تطبيقاً لقواعد الاشتباك المعلنة عنها دولياً. كما ذكر أن القوات التركية ردت بالمثل على اعتداء من الجانب السوري، استهدف مخفراً حدودياً تركيا اليوم في ولاية هطاي.
لا تبادل لمعلومات مع روسيا
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت أنقرة قد زودت موسكو بمعلومات عن استهدافها لمواقع “حزب الاتحاد الديمقراطي”، أكد بيلغيج أنه لم يتم تبادل المعلومات بهذا الشأن مع الروس، فيما يتم التنسيق بشكل مستمر مع الولايات المتحدة الأمريكية التي تعد حليفا لتركيا.
وبخصوص موجة النزوح التي تشهدها عدة مناطق في ريف حلب الشمالي، قال بيلغيج، إنّ تركيا تسخر كافة إمكاناتها لخدمة اللاجئين السوريين، وإنها مستمرة في اتباع سياسة الباب المفتوح تجاههم.
نازحو حلب
وتابع الناطق باسم الخارجية التركية في هذا السياق قائلاً “المجتمع الدولي يعلم جيداً أنّ سبب نزوح الأهالي في ريف حلب باتجاه الحدود التركية، هو استهداف المقاتلات الروسية لمواقع المعارضة المعتدلة بشكل عشوائي، ودون التمييز بين المدنيين والمقاتلين، وفي حال استمرار العمليات الجوية الروسية، فإنّ هناك احتمال أن تتشكل موجة لجوء جديدة باتجاه الأراضي التركية”.
وتعليقاً على ادعاءات بعض الأطراف، حول تعمد السلطات التركية إبقاء النازحين من مدينة حلب، داخل الأراضي السورية، من أجل تعزيز فرص إنشاء منطقة آمنة، قال بيلغيج “إنّ هذه الادعاءات مضحكة، لأنّ تركيا تحتضن أكثر من مليونين ونصف لاجئ سوري، وعلى الذين يطلقون مثل هذه الادعاءات، إعادة النظر في مواقفهم تجاه اللاجئين، فالاتحاد الأوروبي لم يتمكن من استيعاب بضعة آلاف من هؤلاء”.
إسرائيل
وتطرق بيلغيج في ختام مؤتمره الصحفي إلى المحادثات الجارية بين تركيا وإسرائيل بخصوص تطبيع العلاقات بينهما، مشيراً أنّ الطرفين حققا تقدماً إيجابياً ملموساً في هذا الخصوص.
وأردف في هذا السياق قائلاً “تم تحقيق تقدم إيجابي في المحادثات الرامية لتطبيع العلاقات بين أنقرة وتل أبيب، لكن هذه المحادثات لم تتكلل بعد بالنجاح التام، وفي حال إظهار الجانب الإسرائيلي للإرادة السياسية اللازمة في هذا الشأن، فإنه سيتم حل الخلاف القائم منذ الاعتداء الاسرائيلي على سفينة “مافي مرمرة” التركية في أيار (مايو) 2010.
جيش الإسلام يوثق استيلاءه على “مبنى الأركان الاحتياطية“
مدينة تحت الأرض لقيادة جيش الأسد في قبضة المعارضة
إسماعيل دبارة
يكشف تسجيل وثائقي لجماعة “جيش الإسلام” السورية المعارضة عن سقوط مبنى شديد التحصين يقع تحت الأرض وصمّم من أجل قيادة المعارك في كامل المناطق السورية. وتشير المقاطع التي بثها “جيش الإسلام” إلى مقرّ ضخم من 7 طوابق مجهّز بتكنولوجيا متطورة للغاية.
إسماعيل دبارة: نشر تنظيم “جيش الإسلام” أحد أبرز فصائل المعارضة السورية المسلحة في ريف دمشق، فيلمًا وثائقيًا مؤخرا، يعرض مجريات معركة “الله غالب” التي أطلقها منذ العام 2015.
ويوثق الفيلم مراحل معركة “الله غالب”، التي أطلقها الفصيل بزعامة قائده الراحل زهران علوش في أيلول 2015.
وقتل زهران علوش وعدد من معاونيه في غارة للطيران السوري في ريف دمشق.
واحتوى التسجيل المصور على مفاجأة غير سارة لنظام الأسد، فقد تمكن مقاتلو “جيش الاسلام” من دخول مقرّ “هيئة الأركان الاحتياطية” وفرع الأمن العسكري في “ضاحية الأسد” قرب مدينة حرستا.
يكشف الفيديو تفاصيل بناء وتحصينات قاعدة عسكرية هامة لقوات نظام الأسد بالقرب من ضاحية حرستا أو ما يسميها النظام “ضاحية الأسد”، كاشفا النقاب عن واحدة من المنشآت التي توضح جزءاً من الخفايا التي تحتضنها دمشق تحت أرضها، وربما تحت أراضي المدن الأخرى التي ما زالت قوات النظام تسيطر عليها، بحسب تقارير صحافية سورية.
يعرض “جيش الإسلام” في تسجيله مشاهد لعملية اقتحام “مبنى الأركان الاحتياطية” في أيلول/ سبتمبر الماضي وها المبنى الذي شيّده النظام، يقع تحت أرض العاصمة السورية، ويضمّ طرقا وبنى تحتية وإضاءة، ما يجعل المبنى الضخم بمثابة مدينة تحت الأرض.
ويشرح “جيش الإسلام” في الفيديو، تركيبة مبنى الأركان الاحتياطية بالإشارة بداية إلى مهبط الطيران الموجود في عمق جبل يوفر له الحماية من الاستهداف، وهو من أهم مداخل المبنى، ويقول “الجيش” إن هذا المبنى هو “الأكثر تحصينا” هو من أهم المباني التي سيطر عليها مقاتلوه خلال معركة “الله غالب”.
يتألف المبنى من 7 طوابق تمتد تحت الأرض، وتحتوي على عدد كبيرة من غرف القيادة، وله عدد من المداخل الرئيسية والسراديب وفتح النجاة الممتدة في عمق الجبل، وتتميز هذه المداخل بتحصينها الشديد، فضلاً عن أنها تمتد لمسافات طويلة مموهة المداخل، ويقول “جيش الإسلام” إن هذه المنشأة محصنة بشكل كامل ضد جميع أنواع الأسلحة.
وظهر مقاتلون من “جيش الإسلام” وهم ينزلون عبر فوهات تمتدّ تحت الأرض، حيث مبنى الأركان الاحتياطية، وقال “أبو سمير” وهو قائد ميداني شارك في معركة السيطرة على المبنى، إن “مقاتلي الجيش تفاجئوا بعد نزولهم تحت الأرض بإيجاد سرداب للسيارات، وطريق معبد مجهز بالإضاءة”، وبحسب القائد العسكري المعارض، فإن طول الطريق الذي يمكن عبوره بالسيارة يصل إلى 3 كم، وتتخلله مخارج نجاة من اليمين والشمال.
وبدا واضحاً حجم التجهيز الكبير للمبنى من خلال كثرة أعداد المكاتب الموجودة فيه والتي تعود لضباط في قوات نظام الأسد، وأوضح القيادي “أبو سمير” أنه بعد تجولهم في المبنى تحت الأرض، وصلوا إلى أبواب خضراء ضخمة، وأشار إلى أنهم فتحوا 5 أبواب متتالية تفصل بينها مساحات صغيرة، وقال إن “هذه الأبواب معدة للتطهير الكيماوي”. وبيّن القيادي أن المبنى كان معدا ليكون غرفة عمليات كاملة تدار منه المعارك في سوريا ككلّ، وليس معركة العاصمة فقط.
يظهر الفيديو بعضاً من مكاتب أرفع الضباط في مبنى الأركان الاحتياطية، منها مكتب القائد العام، وفيه يمارس عمله بالإضافة إلى وجود مكان للنوم وغرفة اجتماع كبرى قال “أبو سمير” إنها مخصصة “لضباط الصف الأول في جيش النظام”، فضلاً عن وجود منظومة اتصال تمكن القائد العام من الاتصال بأي فرع أمني في سوريا.
ورجح القيادي أن يكون مبنى الأركان الاحتياطية هو المبنى الثاني بعد مبنى قيادة هيئة الأركان في دمشق الموجود بالقرب من ساحة الأمويين، وأنه في حال سقط المبنى الأول يجري الانتقال للثاني.
ويضم المبنى أيضاً مكاتب لفرع المخابرات الجوية، والأمن العسكري، والإدارة السياسية، ورئيس شعبة المخابرات، بالإضافة إلى مكاتب لكافة قيادات جيش النظام بالاختصاصات المختلفة، من بينها مكتب مدير إدارة الكيمياء، ومكتب لقائد المدفعية والصواريخ.
ولم تشر الصحافة الرسمية في سوريا إلى أي معلومات تتعلق بسقوط هذا المبنى في قبضة المعارضة.
يقول جيش الإسلام إنّ من أهم نتائج معركة “الله غالب” كما يقول الإصدار، “إيقاف الهجمة الشرسة للنظام ومليشيات حزب الله على مدينة الزبداني، التي لم يدخلها نظام الأسد حتى اليوم”.
كما كان من أهمها، “عثور جيش الإسلام على وثائق سرية جداً، تدين نظام الأسد وتكشف عن جرائمه، تعهد الجيش بإصدارها بالكشف عنها تباعاً”.
كما تمكن الجيش من “العثور وسحب الأرشيف الكامل لاجتماعات هيئة الأركان، ووثائق عسكرية أمنية هامة من فرع الأمن العسكري الذي سيطر عليه خلال المعركة، فضلاً عن اكتشاف طرق الاتصال والرموز المستخدمة بين قوات الأركان ومؤسسات النظام”.
يقول جيش الإسلام إنه سيطر على “أهم طريق إمداد اقتصادي وعسكري للنظام؛ ما رفع سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار من 290 إلى 390 ليرة”.
وخلال المعركة، قتل “جيش الإسلام” أكثر من 700 عنصر تابع لنظام الأسد والمليشيات الموالية لها، فضلاً عن اغتنامه لأول مرة مدرعتين من طراز فوزديكا ومدافع ميدانية، وغيرها كثير، ولا يمكن التأكد بشكل مستقل من المعلومات التي قدمها “جيش الإسلام” في هذا الصدد.
إدانة دولية لاستهداف مستشفيات بإدلب وحلب
أثار استهداف الطائرات الحربية الروسية عددا من المستشفيات الواقعة في ريفي إدلب وحلب بسوريا -والذي أدى لمقتل وإصابة العشرات من المدنيين والكوادر الطبية- ردود فعل منددة من طرف منظمات بينها الأمم المتحدة والعفو الدولية وأطباء بلا حدود.
وقال مراسل الجزيرة نت من ريف حلب أحمد العكلة، إن الطائرات الحربية الروسية استهدفت اليوم الاثنين مستشفى منظمة أطباء بلا حدود ومستشفى 101 في ريف إدلب ومشفيي إعزاز وأورم الكبرى بريف حلب.
ونقل المتحدث الأممي فرحان حق عن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قلقه البالغ من “تقارير عن هجمات صاروخية على خمس منشآت طبية على الأقل ومدرستين في حلب وإدلب، قُتل فيها نحو خمسين مدنيا بينهم أطفال”.
واعتبر المتحدث أن هذه الهجمات “انتهاك صارخ للقوانين الدولية.. وتخيم بظلالها على التعهدات التي اتخذت خلال اجتماع المجموعة الدولية لدعم سوريا في ميونيخ”.
وفيما أعربت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) عن “صدمتها” من الهجمات، نددت الولايات المتحدة الأميركية بعمليات القصف، وانتقدت “وحشية” نظام الرئيس بشار الأسد، كما شككت في إرادة وقدرة روسيا على المساعدة في وقفه.
بدورها، طالبت منظمة العفو الدولية القوات الروسية والسورية بوقف الاستهداف المتعمد للمستشفيات والمرافق الصحية في سوريا.
وأكدت العفو الدولية أن الهجمات التي استهدفت اليوم مرافق طبية “ليست سوى جزء من عشرات الهجمات التي تبدو متعمدة ضد مستشفيات وعيادات وعاملين في المجال الطبي، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني”.
وأكدت المنظمة أن الجانبين الروسي والسوري يعرفان جيدا أن الهجمات المتعمدة على المرافق الطبية هي جرائم حرب، وطالبتهما بوقف “هذه الهجمات المروعة والسماح للمسعفين والكوادر الطبية بإسعاف الناس من دون خوف أو تهديد بتعرضهم للقتل أثناء أداء واجبهم”.
من جانبها أدانت منظمة أطباء بلا حدود الهجوم الذي استهدف أحد المستشفيات التي تدعمها بريف إدلب.
وقال مدير المشروعات الطبية في المنظمة سامح كرلس إن الغارات استهدفت بشكل مباشر المستشفى الواقع بريف إدلب، بالرغم من علم الجميع أنه يتلقى دعما من المنظمة منذ سبتمبر/أيلول الماضي، وأوضح أن المستشفى تعرض لهجومين مماثلين في وقت سابق.
وأكد كرلس في اتصال مع الجزيرة أن الغارات الجوية استهدفت منذ بداية العام الحالي 17 مستشفى في شمال سوريا وجنوبها، منها ست مستشفيات لمنظمة أطباء بلا حدود.
وكان الطبيب أسامة الفرحات الذي يعمل بمستشفى أطباء بلا حدود، قال للجزيرة نت إن الطائرات الروسية استهدفت الموقع بأربع غارات جوية وصواريخ شديدة الانفجار، مما أدى لمقتل عدد من الكوادر الطبية والمدنيين على الفور، بينما بقي عدد آخر عالق تحت الأنقاض.
وذكر العامل في منظمة بلا حدود أحمد كنجو، للجزيرة نت، أن المستشفى كان يخدم آلاف المرضى والمصابين من المدنيين والفقراء في ريف إدلب الجنوبي مجانا، وكان يضم ثلاثين سريرا، ويعمل فيه 54 شخصا من الكادر الطبي. وأشار إلى أن المستشفى بات خارج الخدمة، وهو ما سيزيد من معاناة المدنيين.
وطالب الكنجو جميع الأطراف بتحييد المشافي عن دائرة الصراع، وخصوصا القصف الروسي “الذي تعمد استهداف المستشفيات أكثر من مرة في انتهاك صارخ لحقوق الإنسان، واستهداف مباشر للعمل الإنساني”.
دور فاعل للروس في العمليات البرية وتأمين دمشق
تؤكد مصادر عسكرية أن مستشارين وضباطا من الجيش الروسي شاركوا بشكل فاعل تخطيطا وتنفيذا في العمليات البرية التي سمحت لقوات النظام السوري بتحقيق مكاسب ميدانية مهمة في شمال سوريا، كما أنهم يساهمون في تأمين العاصمة دمشق.
وقال عسكريون بينهم أجانب يقاتلون مع قوات النظام إن خبراء عسكريين روسًا قاموا بدور كبير في الهجوم الذي شنته قوات النظام الشهر الماضي في ريف اللاذقية الشمالي.
وانتهى الهجوم بسيطرة تلك القوات على بلدتي سلمى وربيعة، وهما من أبرز معاقل المعارضة السورية في جبلي التركمان والأكراد. وأوضح اثنان من العسكريين الأجانب أن ضباطا وخبراء روسًا وفروا غطاء ناريا بريا للقوات النظامية بالتوازي مع الغارات الجوية الروسية.
وكانت مواقع إخبارية بعضها مؤيد للنظام السوري قد نشرت صورا تظهر عسكريين من الجيش الروسي مع قوات النظام السوري في ريف اللاذقية، وأقرت وزارة الدفاع الروسية مؤخرا بمصرع أحد ضباطها بنيران المعارضة في سوريا.
وبدأت روسيا حملتها الجوية في سوريا نهاية سبتمبر/أيلول الماضي بحجة محاربة تنظيم الدولة الإسلامية، لكن غاراتها استهدفت بشكل أكبر فصائل المعارضة، وساعدت في الأسبوعين الماضيين القوات النظامية على التوغل شمال حلب والاقتراب من الحدود السورية التركية للمرة الأولى منذ سنوات.
برا وجوا
وبينما تقول مصادر من المعارضة السورية المسلحة إن قوات روسية تشارك في المعارك الدائرة منذ أسابيع بشمال سوريا خاصة في محافظة اللاذقية وحلب، يوضح مصدر عسكري سوري أن الروس يشاركون في التخطيط البري والجوي وفي تنفيذ العمليات العسكرية ضد المعارضة، لكن من يقود على الأرض هم الضباط السوريون لأنهم يعرفون الأرض والجبهات، بحسب تعبيره.
في المقابل تقول روسيا إن لديها مدربين ومستشارين على الأرض، وأن الدور الذي يؤدونه يقتصر على التدريب وتقديم المشورة فقط.
ووفقا لمصادر عسكرية سورية وأجنبية، فإن روسيا تعمل أيضا على حماية دمشق مستقبلا من أي هجوم كبير من جهة الجنوب، أي من ناحية محافظة درعا، وذلك بإضعاف المعارضة المسلحة هناك.
وتمكنت القوات النظامية السورية مؤخرا بفضل الدعم الجوي الروسي من استعادة بلدتي الشيخ مسكين وعتمان شمال مدينة درعا، وهو ما يعني تأمين جانب مهم من الطريق بين دمشق ودرعا.
وتوسع الدور الروسي في سوريا ليشمل “التوسط” في عقد اتفاقات مصالحة مع فصائل معارضة في بعض أحياء العاصمة دمشق وفي بلدات تقع حولها. والهدف من ذلك -كما تقول مصادر موالية للنظام- إقامة منطقة عازلة حول دمشق.
وقال وزير المصالحة السوري علي حيدر إنه في وسع الروس أن يقوموا بدور الوساطة في بعض المناطق بعدما أصبح لهم وجود في البلاد.
ومن بين الاتفاقات التي قالت مصادر سورية وأجنبية إن الروس توسطوا فيها، الاتفاق الذي تم في ديسمبر/كانون الأول الماضي والذي سمح بإجلاء مقاتلين من جبهة النصرة وأسرهم من جنوب سوريا إلى محافظة إدلب بشمال البلاد.
وأُنجز اتفاق مماثل لاحقا سمح بخروج مقاتلين من تنظيم الدولة من حي الحجر الأسود ومن مخيم اليرموك جنوبي دمشق نحو محافظة الرقة بشمال شرق سوريا.
من قصف مستشفى أطباء بلا حدود بسوريا.. روسيا أم أميركا؟
اتهامات متبادلة بين المعارضة والنظام للتنصل من قصف المستشفى في إدلب
العربية.نت
اتهم سفير النظام السوري لدى موسكو التحالف الأميركي بقصف مستشفى تابع لمنظمة أطباء بلا حدود في معرة النعمان بإدلب.. غير أن المنظمة أكدت أن الهجوم على المستشفى كان مقصودا، وأن روسيا أو النظام السوري وراء الهجوم.
وأفادت مصادر من المعارضة السورية ومنظمات حقوقية بمسؤولية روسيا عن استهداف المستشفى، حيث أوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن “أن طائرات حربية، يعتقد أنها روسية، قصفت مستشفى مدعوماً من أطباء بلا حدود جنوب مدينة معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي، ما أسفر عن مقتل 9 أشخاص، بينهم طفل، وسقوط عشرات الجرحى”.
وقال سفير النظام السوري لدى روسيا، رياض حداد، إن الهجوم على مستشفى “أطباء بلا حدود” نفذه التحالف الأميركي، وإن روسيا ليس لها أي علاقة بذلك الهجوم.
وكان قتل9 مدنيين الاثنين في غارة جوية استهدفت مستشفى تدعمه منظمة أطباء بلا حدود جنوب مدينة معرة النعمان في محافظة إدلب في شمال غربي سوريا، وفق ما أفادت المنظمة في بيان.
وأعلنت المنظمة مقتل سبعة أشخاص على الأقل هم “خمسة مرضى ومقدم رعاية واحد وحارس”، بالإضافة إلى “فقدان ثمانية موظفين يُرجّح أن يكونوا في عداد الأموات جراء هجوم صاروخي وقع صباح الاثنين، وأدى إلى تدمير مستشفى مدعوم من قبلها” في معرة النعمان في محافظة إدلب.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أورد في وقت سابق مقتل تسعة مدنيين، بينهم طفل وممرض، وإصابة العشرات في غارة يعتقد أنها روسية على مستشفى مدعوم من أطباء بلا حدود جنوب معرة النعمان.
هجوم بـ4 صواريخ
ونقلت المنظمة عن موظفين أن المستشفى “تعرض لأربعة صواريخ خلال هجومين تفصلهما دقائق معدودة”، مشيرة إلى أن القصف طال أيضا “15 منزلاً ومنشأة تقع جميعها في المناطق السكنية من بينها مستشفى آخر غير مدعوم من قبل المنظمة”.
وقال رئيس بعثة منظمة أطباء بلا حدود ماسيميليانو ريباودينغو إن “هذا الهجوم على المرفق الطبي المدعوم من قبل أطباء بلا حدود يبدو متعمداً”.
وأضاف أن “تدمير هذا المستشفى يحرم السكان المحليين الذين يبلغ عددهم نحو 40 ألف نسمة من الوصول إلى الخدمات الطبية في منطقة نزاع”.
وأوضحت المنظمة أن المستشفى يحتوي على 30 سريرا ويعمل فيه 54 موظفاً وفيه غرفتا عمليات وقسم للعيادات الخارجية وغرفة طوارئ واحدة. وتدعم منظمة أطباء بلا حدود هذا المستشفى منذ سبتمبر 2015، وتؤمن له المعدات الطبية والتكاليف الضرورية لتشغيله.
وليست هذه المرة الأولى التي يتعرض فيها مستشفى تدعمه منظمة أطباء بلا حدود لقصف جوي في سوريا. وأعلنت المنظمة في 9 فبراير مقتل 3 أشخاص وإصابة آخرين في قصف جوي لمستشفى تدعمه في بلدة طفس في محافظة درعا بجنوب البلاد.
وتدعم منظمة أطباء بلا حدود 153 مستشفى ميدانيا ومراكز صحية أخرى في مختلف أنحاء سوريا.
ومنذ نهاية سبتمبر، تنفذ روسيا حملة جوية مساندة لقوات النظام السوري، تقول إنها تستهدف تنظيم داعش ومجموعات “إرهابية” أخرى.
لكن دول الغرب والفصائل المعارضة تتهمها باستهداف مجموعات مقاتلة يصنف بعضها في إطار “المعتدلة” أكثر من تركيزها على المتطرفين.
وفي ريف حلب الشمالي، أفاد المرصد السوري بمقتل عشرة مدنيين، بينهم ثلاثة أطفال، الاثنين في قصف جوي روسي في محيط مستشفى في مدينة أعزاز وقرية كلجبرين القريبة منها.
أوغلو: تركيا لن تسمح بسقوط أعزاز في قبضة مقاتلين أكراد
كييف – رويترز
أعلن رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، اليوم الاثنين، أن أنقرة لن تسمح بسقوط بلدة أعزاز بشمال سوريا في أيدي وحدات حماية الشعب الكردية، وأضاف أنها ستواجه “أقسى رد فعل” إذا ما حاولت الاقتراب من البلدة مجدداً.
وقال داود أوغلو للصحافيين على متن طائرته في طريقه إلى أوكرانيا، إن القصف التركي لوحدات حماية الشعب الكردية خلال مطلع الأسبوع حال دون سيطرتها على أعزاز وبلدة تل رفعت إلى الجنوب.
وتابع: “عناصر وحدات حماية الشعب أُجبِرت على التقهقر من المناطق المحيطة بأعزاز. إذا ما اقتربوا من جديد سيواجهون بأقسى رد فعل. لن نسمح بسقوط أعزاز”.
وكشف داود أوغلو أن تركيا ستجعل قاعدة “منغ” الجوية السورية “غير قابلة للاستعمال” ما لم ينسحب مقاتلو وحدات حماية الشعب من المنطقة التي انتزعوا السيطرة عليها من مقاتلي المعارضة السورية. وحذرهم من التحرك إلى شرق منطقة عفرين التي يسيطرون عليها أو إلى الضفة الغربية من نهر الفرات.
بريطانيا: بإمكان بوتين إنهاء الأزمة السورية باتصال واحد
دبي – قناة الحدث
اعتبر وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند، أن روسيا تملك ما يكفي من النفوذ في سوريا لإنهاء معاناة الشعب المستمرة منذ خمس سنوات.
وأكد هاموند، في مقابلة صحافية مع هيئة الإذاعة البريطانية، أن الشخص الوحيد في العالم القادر على وضع نهاية للأزمة السورية باتصال هاتفي واحد هو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
كما أشار إلى أن الأسد لم يحقق النصر في سوريا، وأن المعارضة المعتدلة لم تهزم.
بشار الأسد يلخص دور قطر وما جرى بسوريا بـ5 سنوات.. ويؤكد: الحرب بدأت منذ 3 عقود مع ظهور الأقمار الصناعية
دمشق، سوريا (CNN)— لخص الرئيس السوري، بشار الأسد، ما تمر به بلاده منذ خمس سنوات، لافتا إلى وجود دور لدولة قطر في دفع أموال لأشخاص كي يتظاهروا، ومشيرا إلى أن الحرب بدأت قبل ثلاثة عقود مع دخول الأقمار الصناعية والقنوات الفضائية.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية تصريحات الأسد خلال لقائه مجلس نقابة المحامين المركزية والمجالس الفرعية في المحافظات: “أصبحت الأمور اليوم واضحة بعد مرور خمس سنوات.. ولو أردنا أن نلخّصها.. في البداية كان هناك محاولات للتحريض، لكي تأخذ شكل الثورة الشعبية.. كان ذلك قبل بدء الأحداث بحوالي شهرين إلى ثلاثة أشهر عبر الانترنت والإعلام المختلف.. هذه المحاولات فشلت.. وعندها بدأوا بعملية دفع الأموال للكثير من الأشخاص، عبر قطر تحديداً، وعندما كنا نقوم بالبحث عن هؤلاء الأشخاص ونسأل لماذا تغيّبوا عن أعمالهم؟ كان البعض منهم يعطينا جواباً بسيطاً وهو أن ما نتقاضاه لقاء نصف ساعة تظاهر يعادل ما نتقاضاه في أسبوع في العمل الذي نقوم به.. فبدأت عملية دفع المال وكانت مهمّة السلاح في ذلك الوقت هي إثارة الدولة من أجل سقوط المزيد من الدماء بهدف أن يكون هناك حالة شعبية عامة ضد الدولة، وبالتالي تسقط الدولة بفعل شعبي.”
وتابع الأسد قائلا: “الحرب التي نتعرض لها ليس فقط خلال خمس سنوات وإنما على الأقل خلال العقود الثلاثة الماضية، هي حرب مصطلحات، بدأت بشكل واسع مع ظهور الأقمار الاصطناعية، أو المستقبِلات الفضائية، أو الأقنية الفضائية، وتوسّعت مع دخول الانترنت إلى كل منزل وأصبحت هذه الحرب قادرة إلى الوصول بالمصطلحات المشوّهة إلى كل مواطن. هذا الجانب هو الجانب الذي فشلنا فيه كعرب، أثبتنا جهلنا المطلق بموضوع المصطلحات، وكانت تُلقى لنا كالطعم للسمكة ويصطادوننا عبرها. إذا كان هناك نجاحات في سورية خلال العقود الماضية، فكانت بسبب فهمنا على المستوى السياسي لهذه المصطلحات، ولكن بنفس الوقت كنا مقصّرين في سورية على مستوى توعية المواطنين لنفس هذه المصطلحات.”
وأضاف: “يحقّ لأي شخص أن يعارض الحكومة وسياساتها ويطالب بتبديل الحكومة أو تغيير سياساتها ولكن لا أحد يستطيع أن يبدّل الدولة.. الدولة هي حاجة للجميع، ولمن لا تعجبه الدولة هناك مخرج واحد هو الذهاب إلى دستور جديد وتغيير النظام السياسي.. هذا موضوع آخر.. ولكن لا أستطيع أن أكون ضد الدولة.. عندما يكون شخص ما ضد الدولة فهو ضد الوطن عملياً، لذلك لم يكن هناك إمكانية للتفريق بين من هو معارض ومن هو خائن لأننا لا نفرّق بين مفهوم الدولة ومفهوم الحكومة.”
اليونيسف تعبر عن “هلعها” من تقارير الهجمات على مرافق صحية بسوريا
نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)—عبرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” التابعة للأمم المتحدة، الاثنين، عن “هلعها” من التقارير التي تشير إلى استهداف أربع مرافق صحية في سوريا، وذلك في بيان وصل موقع CNN بالعربية نسخة منه.
وجاء في البيان: “تعبر اليونيسف عن هلعها من تقارير عن هجمات على أربع مرافق صحية في سوريا -من بينها اثنان تقوم اليونيسف بدعمها- احداها هو مستشفى للأمومة والطفولة حيث وردت تقارير عن مقتل اطفال واخلاء اخرين من المشفى.”
وأضاف البيان: “وقد حدثت اثنتين من الهجمات في اعزاز في حلب بالإضافة الى اثنتين في ادلب، حيث تشير التقارير الى ان المستشفى قد هوجم أربع مرات. كما وردت تقارير عن هجمات على مدرستين في اعزاز ومقتل ستة أطفال.. وتقوم اليونيسف حالياً بجمع المزيد من المعلومات.”
ولفت البيان إلى أن “ثُلث المشافي ورُبع المدارس في سوريا – أكثر من خمسة آلاف- لا يمكن استخدامها، بالإضافة الى الاعتبارات الدبلوماسية والواجبات المتعلقة بالقانون الدولي الانساني، دعونا نتذكر ان الضحايا هم اطفال.”
المرصد: عبور 350 مقاتلا من تركيا إلى إدلب بسوريا
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض، الاثنين، عن عبور 350 مقاتلا من الثوار إلى داخل الأراضي السورية وبالتحديد إلى إدلب قادمين من الأراضي التركية.
وبين المرصد أن المقاتلين مجهزون بأسلحة خفيفة ومتوسطة، وأنهم عبروا من خلال منطقة العتمة العسكرية الحدودية بين سوريا وتركيا شمال حلب، وأن بعضهم وصل إلى بلدة تل رفعت في المدينة.
وقال رامي عبدالرحمن، مدير المرصد السوري إن المقاتلين انتقلوا برفقة آلياتهم ومعداتهم العسكرية من ريف إدلب الشمالي نحو ريف حلب الشمالي، عبر لواء الاسكندرون مروراً بالأراضي التركية.
ويشار إلى أن هذه الأنباء تأتي في الوقت الذي تشن فيه قوات النظام السوري بدعم جوي من الطائرات الروسية عمليات تهدف إلى تطويق مدينة حلب بالكامل بهدف إضعاف موقف المعارضة السورية في محادثات جنيف وفقا لمسؤولين.
حزب الله يتهم السعودية وتركيا بالفشل في تنفيذ الأوامر الأمريكية بإثارة الخراب والفتنة في سوريا
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — اتهم رئيس المجلس التنفيذي في جماعة “حزب الله” اللبناني، هاشم صفي الدين، السعودية وتركيا بالفشل في إثارة “الفتنة والفوضى والخراب” في سوريا، مؤكدا أن الولايات المتحدة هي المحرك الرئيسي لذلك في سعيها لحماية لمصالحها، ضمن تصريحات نقلها موقع تلفزيون “المنار” التابع للجماعة، الأحد.
وقال صفي الدين إن أمريكا هي “المدير الفعلي” لما وصفه بـ”الخراب والفوضى في سوريا والعراق وكل المنطقة”، مضيفا أن “السعودية ومن معها لم يتعلموا من التجارب الماضية، وهؤلاء ما زالوا على العناد والعتو والطغيان.. وإذا كانوا يعتقدون أن بإمكانهم التحكم بالعالم ببضعة مئات من الدولارات فهم واهمون وفاشلون،” على حد تعبيره.
وتابع صفي الدين: “إذا كانوا يعتقدون أنهم بالتهويل والتهديد بمزيد من الفتن والفوضى سواءً في سوريا أو العراق أو لبنان أو غيرها، وأن بإمكان هذا التهديد أن يعيد الأمور إلى الخلف، فهم واهمون،” على حد زعمه.
كما شدد على أن “الأمور لن تعود إلى الوراء، وما كتبه الجيش السوري والمقاومة والحلف المقاوم من إنجازات وانتصارات في سوريا لن يعود إلى الوراء، وكل هذه التهويل والتهديد الأميركي والسعودي والتركي والخليجي لن يكون له أي فائدة على الإطلاق،” على حد قوله.
سفير سوريا السابق في الأردن يهدد بإنزال جوي في السعودية.. وفيصل القاسم يرد: إذا قدها قم بإنزال في داريا مقابل القصر الجمهوري
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— نشر السفير السوري السابق في الأردن، اللواء بهجت سليمان، تدوينة هدد فيها بإنزال جوي للقوات السورية في السعودية، وذلك على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك.
وقال سليمان في تدوينته: “فرضيتان: فرضية فانتازية شبه مستحيلة: أرسلت السعودية 150 ألفاً من جيشها العرمرم (الذي لا يبلغ بكامله 100 ألف) للعدوان على الأراضي السورية.. فماذا ستكون النتيجة؟ ثلثهم سيهرب، وثلثهم سيلتحق بداعش، وثلثهم سيسحقه الجيش السوري.”
وتابع قائلا: “فرضية واقعية ممكنة: رداً على العدوان السعودي على الأرض السورية، وتنفيذاً لِحَقّ الدفاع عن النفس ..قام الجيش السوري، بإنزالٍ ليليٍ لكوماندوس سوري بِعٓدَدٍ لا يزيد على عشرة آلاف مغوار، في عاصمة السعودية، الرياض، يقومون باقتحام القصور الملكية والأميرية.. (العَيْنُ بالعين والسّنُّ بالسِّنّ والجروح قصاص)”
من جهته كتب الإعلامي السوري، فيصل القاسم معلقا على تدوينة سليمان، حيث قال: “السفير السوري السابق في الأردن اللواء بهجت سليمان يهدد بإنزال جوي سوري في السعودية: سيادة اللواء: داريا مقابل القصر الجمهوري: إذا كنت قدها، قم بإنزال جوي هناك. لا تروح بعيد.”
ويشار إلى أن موقع CNN بالعربية لا يمكنه التأكد بشكل مستقل من الأنباء والمعلومات التي يتم تناقلها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ظريف يحمل بعض دول المنطقة مسؤولية تعثر وقف الاعتداءات في سورية
بروكسل (15 شباط/فبراير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
حمل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، بعض الأطراف الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط، مسؤولية تعثر تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في ميونخ من قبل أعضاء المجموعة الدولية لدعم سورية، خاصة لجهة وقف إطلاق النار
وفي إيجاز صحفي مقتضب شاركته فيه الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، قبل عشاء العمل المقرر بينهما الليلة، أكد ظريف على ضرورة أن تعترف كافة الأطراف بألا حل عسكري في سورية، “بعض الأطراف لها أجندة خاصة”، حسب قوله
وأشار إلى تصرفات هذه الأطراف لا تفيد في حل الصراع السوري، “لا يمكن استخدام الحل السياسي لتعزيز مصلحة تنظيمات مثل الدول الإسلامية وجبهة النصرة”، على حد تعبيره
وتطرق ظريف أيضاً إلى أن بلاده قامت بما عليها من واجبات من أجل تنفيذ الاتفاق بشأن الملف النووي، داعياً الغرب، أي الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، إلى عمل الشيء نفسه، على اعتبار أن طهران قد أثبتت حسن نواياها
أما المسؤولة الأوروبية، فقد عقبت على كلام ضيفها الإيراني حول سورية بالتأكيد على ضرورة قيام تحالف وتعاون حقيقيين بين الشركاء الإقليميين لحل النزاعات، ” المواجهة والمنافسات بين الشركاء ليست الطريق الأمثل”، حسب وصفها، ما يعكس استمرار تباعد وجهات النظر بين بروكسل وطهران في الشأن السوري
يذكر أن زيارة ظريف لبروكسل، وهي الأولى له منذ توقيع الاتفاق النووي الإيراني، تندرج في إطار الجهد الإيراني لجذب الاستثمارات الأجنبية وتحسين العلاقات مع المجتمع الدولي
هذا ومن المقرر أن تقوم موغيريني، ووفد يضم عدد من المفوضين الأوروبيين بزيارة طهران في الربيع القادم، لبحث توسيع آفاق التعاون، خاصة في مجالات الطاقة والاقتصاد
وعلى الرغم من أن المسؤولة الأوروبية كانت صرحت قبل ساعات بأنها لن تتردد في طرح المواضيع الشائكة، مثل حقوق الانسان في إيران، مع ضيفها، إلا أن هذا الأمر غاب تماماً عن التصريحات المشتركة قبل العشاء
موغيريني: معوقات الملف السوري لن تدفعنا إلى تغير موقفنا
بروكسل (15 شباط/فبراير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أقرت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، بوجود صعوبات على طريق تنفيذ مقررات اجتماع ميونخ فيما يتعلق بالصراع السوري، خاصة لجهة ضرورة وقف الاعتداءات والسماح بدخول المساعدات الإنسانية
وفي مؤتمر صحافي عقدته في نهاية اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، اليوم في بروكسل، أكدت موغيريني أن الصعوبات والفشل المتكرر لن يدفعا الاتحاد إلى التخلي عن موقفه بشأن التمسك بما تم الاتفاق عليه بالاجماع في ميونخ
وشددت موغيريني على “إدراك” رؤساء الدبلوماسية الأوروبية لبعد المسافة بين ما تم إقراره وبين ما يحدث على أرض الواقع، “نحن نشدد على أهمية حماية المدنيين، وعدم استهداف المنشآت الطبية والمدنية”، حسب قولها
وأعربت عن إدانة الاتحاد لاستهداف منشآت تابعة لمنظمة أطباء بلا حدود اليوم في سورية، “هذا أمر غير مقبول”، مشيرة إلى ضرورة الضغط على مختلف الأطراف، دون أن تسمها، لاحترام القانون الدولي الإنساني
وأعلنت المسؤولة الأوروبية أن مكتباً أوروبياً سيفتتح في دمشق قريباً من أجل تنسيق المساعدات الإنسانية الموعودة من قبل الأوروبيين، في مؤتمر لندن، للنازحين داخل سورية، منوهة بوجود مكتب للاتحاد في مدينة غازي عنتاب التركية لتنسيق توزيع المساعدات أيضاً، دون نسيان الأموال المخصصة لكل من لبنان والأردن لإعانة هذين البلدين على النهوض بعبء اللاجئين
وقالت المسؤولة الأوروبية، إن “إفتتاح هذا المكتب تم التحضير له بالطبع منذ أسابيع وبشكل هادئ، وقد تم الأمر بعد الحوار مع الإيرانيين، والواقع يقول أنه لا يمكن تحقيق هذا الأمر بدون مواقفة النظام في دمشق”، وفق ذكرها
وأوضحت أن المساعدات الإنسانية المقدمة إلى الداخل السوري ليست أمراً جديداً بحد ذاته، لكن جميع الأطراف المهتمة بالأمر، رأت ضرورة أن يكون لنا تواجد قريب من الأماكن المحاصرة داخل سورية، ومن هنا أهمية إفتتاح مكتب أوروبي للمساعدات الإنسانية في العاصمة دمشق
وأضافت أن أوروبا ستسعى للعمل على “إنقاذ” ما تم في ميونخ، لأنه يتمحور حول مضمون القرار الدولي الخاص بحل الصراع السوري، مؤكدة أن الهدف الرئيسي يبقى هو البحث عن حل تفاوضي للأزمة والشروع بمرحلة انتقالية سياسية في سورية
وأشارت إلى أن الآليات لتنفيذ وقف الاعتداءات، باستثناء تنظيم داعش وجبهة النصرة، يتم حالياً العمل على بلورته، داعية جميع الأطراف إلى التحلي بالمسؤولية
استهداف ثلاثة مستشفيات في غارات جوية شمالي سوريا
تعرضت ثلاثة مستشفيات لهجوم في غارات جوية جديدة على شمال سوريا، بحسب ما ذكرته مصادر طبية وشهود عيان، أدى إلى مقتل عدد من الأشخاص وإصابة آخرين بجروح.
وقالت منظمة “أطباء بلا حدود” إن سبعة أشخاص قتلوا في هجوم في بلدة معرة النعمان. وقال نشطاء إن مستشفى آخر في البلدة تعرض للقصف.
وأفادت تقارير بأن 10 أشخاص لقوا حتفهم في أعزاز قرب الحدود التركية.
وأنحت منظمة أطباء بلا حدود على القوات الموالية للحكومة السورية باللوم في الغارة على معرة النعمان، أما تركيا فلامت روسيا في الغارة على أعزاز.
وتأتي الغارات بعد أيام من اتفاق روسيا وقوى العالم على وقف محدود للأعمال العدائية في سوريا.
وكان أكثر من 250.000 شخص قد لقوا حتفهم في الحرب في سوريا التي اندلعت قبل نحو خمس سنوات.
كما فر 11 مليون شخص من منازلهم بسبب القتال بين قوات الحكومة السورية من ناحية، ومسلحي المعارضة المناوئين لها، ومسلحي تنظيم “الدولة الإسلامية”، من ناحية أخرى.
ولم تتضح الجهة المسؤولة عن الهجمات الأخيرة. لكن ميغو ترزيان، رئيس أطباء بلا حدود فرنسا، قال إن الغارات على معرة النعمان شنتها قوات “موالية للرئيس بشار الأسد”.
ونقلت عنه وكالة رويترز للأنباء قوله “قتل على الأقل سبعة أشخاص من طاقم المستشفى والمرضى، كما اختفى ثمانية من أعضاء المنظمة، ولا ندري إن كانوا لا يزالون أحياء.”
وقال رئيس الوزراء التركي، أحمد داوود أوغلو، إن صاروخا باليستيا روسيا ضرب مباني في أعزاز، وإن هناك أطفالا بين القتلى.
وقالت وكالة أسوشيتيدبرس إن خمسة أشخاص قتلوا في مستشفى للأطفال.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن جمعة رحال، أحد العاملين في المجال الطبي، قوله “نقلنا عشرات الأطفال الذين كانوا يصرخون من المستشفى”.
كما قتل عدة أشخاص في غارة جوية في قرية قريبة، بحسب ما ذكرته وكالة أسوشيتيدبرس.
ولا تزال روسيا تشن غارات جوية منذ سبتمبر/أيلول دعما للرئيس السوري بشار الأسد، على من تصفهم بـ”الإرهابيين”.
وتقع بلدة أعزاز، وتل رفعت على الممر الممتد من الحدود التركية إلى مدينة حلب. وهذا هو طريق إمدادات وشريان حياة بالنسبة إلى المسلحين المعارضين للحكومة السورية، في المنطقة، كما أنه يعد جسرا إلى تركيا.
ويواجه هذا الطريق تهديدات من عدة جوانب. إذ يوجد شرقا مسلحو تنظيم “الدولة الإسلامية”، وغربا الأكراد السوريون، وفي الجنوب قوات الحكومة السورية.
وتقع تل رفعت على بعد 20 كيلومترا من الحدود التركية. أما أعزاز فلا تبعد أكثر من 7 كيلومترات. وتوجد بين البلدتين قاعدة منج الجوية، التي يسيطر عليها الآن الأكراد السوريون.
وتقول تركيا إن على الأكراد أن يتراجعوا، وإن لم يفعلوا فإن قصفها لمواقعهم سيستمر.
وقد يغير استيلاء الأكراد على أعزاز، وتل رفعت، وسقوط ممر الإمدادات، الأمور بطريقة مؤثرة. وقد تنخرط تركيا فعلا في الصراع بطريقة مباشرة.
وشهدت أعزاز فرار الآلاف من السكان بسبب تقدم قوات الحكومة السورية، المدعومة من الروس في محافظة حلب.
كما تستهدف وحدات حماية الشعب الكردية، التي تتقدم في المنطقة هي الأخرى، بلدة إعزاز.
وقصفت تركيا مليشيات وحدات حماية الشعب خلال نهاية الأسبوع، ووعدت الاثنين “بأقسى رد فعل”، إن حاولت القوات الكردية السيطرة على البلدة.
وترى تركيا في مليشيات حماية الشعب حليفا لحزب العمال الكردستاني المحظور، الذي لا يزال مسلحوه يشنون حملة – منذ عقود – من أجل حصولهم على حكم ذاتي في تركيا.
وقالت سوريا إن في القصف التركي انتهاكا لسيادتها، وطالبت مجلس الأمن الدولي باتخاذ إجراء.
“هجوم متعمد”
وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن أربعة صواريخ متوالية ضربت صباح الاثنين مستشفى في بلدة معرة النعمان، يسيطر عليها مسلحون من المعارضة السورية، والتي تبعد نحو 30 كيلومترا جنوب مدينة إدلب.
لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض أفاد بأن تسعة أشخاص على الأقل قتلوا، من بينهم طفل، وأن عشرات أصيبوا بجروح، وأن الطائرات الروسية – بحسب قولها – هي المسؤولة عن القصف.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن رئيس بعثة المنظمة الخيرية في سوريا، مسيميليانو ريباودنغو قوله “هذا هجوم متعمد ضد مؤسسة صحية.”
وأضاف أن “تدمير المستشفى يحرم آلاف الأشخاص من الرعاية الصحية في هذه المنطقة من الصراع”.
وقالت لجان التنسيق المحلية إن مستشفى آخر ضرب، وقتل في الهجوم ثلاثة أشخاص.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن عام 2015 “شهد أكثر الهجمات شدة على المؤسسات الصحية في سوريا”. وحدث بين يونيو/حزيران وأغسطس/آب نحو 70 هجوما جويا.
ووثقت منظمة “أطباء من أجل حقوق الإنسان” في الفترة ما بين مارس/آذار 2011 ونوفمبر/تشرين 2015 336 هجوما على 240 مؤسسة طبية، ومقتل 697 شخصا من العاملين في مجال الصحة.
ونفذت 90 في المئة من الهجمات قوات الحكومة السورية وحلفاؤها، بحسب ما تقوله المنظمة.
وتقول الأمم المتحدة إن 58 في المئة من المستشفيات العامة، و49 في المئة من مراكز الصحة الرئيسية، إما أغلقت، وإما تعمل جزئيا، مما حد من قدرة العاملين في المجال الصحي على مواكبة أكثر من 25000 حالة صدمة صحية كل شهر.
ولا يستطيع أكثر من 40 في المئة من السكان في سوريا تلقي الخدمات الصحية الأساسية، كما أدى نقص الأطباء المتخصصين، والإسعاف، والمعدات، والإمدادات الطبية إلى ارتفاع عدد الوفيات التي لا يمكن تفاديها.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود، التي تشرف على عدد من المؤسسات الطبية داخل سوريا، وتدعم مباشرة أكثر من 150 مؤسسة أخرى، إن مثل تلك الحوادث يستنزف نظام الرعاية الصحية السوري المستنزف أصلا، وتحرم المزيد من الأشخاص من سبل الحصول على الرعاية الطبية الضرورية.
وقد ضربت منذ بداية هذا العام 14 مؤسسة صحية في سوريا، وتقول منظمة أطباء بلا حدود إن هذا يؤكد أن المستشفيات، والعيادات لم تعد أماكن يمكن للمرضى الاستشفاء فيها بأمان.
وأكدت المنظمة أيضا أن الهجمات المتكررة على المؤسسات الصحية في هذا الصراع المتواصل يعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي.
الأزمة السورية: مد وجزر وتحول في موازين القوى
فواز جرجس
محلل لشؤون الشرق الأوسط
بعد ستة أشهر من الغارات الجوية الروسية المكثفة والمركزة على المعارضة السورية المسلحة الموالية للولايات المتحدة، رجحت كفة الميزان بشدة لصالح الرئيس بشار الأسد.
وبدعم من ضباط إيرانيين كبار ومقاتلين محنكين من حزب الله اللبناني، أصبح لقوات الأسد اليد العليا، وحققت مكاسب كبيرة في ضواحي شمال وجنوب العاصمة دمشق، والآن في محافظة حلب.
وتعد حلب، التي يسميها مقاتلو المعارضة بعاصمة الثورة، هدفا استراتيجيا لحكومة دمشق.
وسيعمق التطويق المحتمل لحلب من جانب الجيش السوري الأزمة الإنسانية، وسيمثل ضربة قاصمة للمعارضة.
ويقترب الجيش السوري وحلفاؤه يوما بعد يوم من الحدود مع تركيا.
وتتمثل خطتهم في إغلاق الحدود مع تركيا والأردن، ومنع وصول الإمدادات البشرية والعسكرية للمعارضة، ومن ثم توجيه ضربة حاسمة لها.
مرحلة جديدة
بغض النظر عن ما إذا كان وقف إطلاق النار سيتحقق من عدمه، فإن أي تسوية سياسية ستعكس ميزان القوة الحالي، الذي يصب لصالح الأسد.
واستندت موافقة روسيا الخميس في اجتماع ميونيخ على هدنة مؤقتة إلى ترتيب مرض للقوات داخل سوريا.
ويصب وقف القتال على خطوط المواجهة في صالح الرئيس الأسد.
وأعرب وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، عن اعتقاده بأن الكثير من المجموعات المسلحة داخل المعارضة السورية لن تلتزم ببنود الهدنة.
ودخل الصراع في سوريا مرحلة جديدة، يتمتع فيها نظام الأسد بزخم على جبهات القتال وطاولة المفاوضات.
وعلى النقيض من ذلك، فإن المعارضة غير موحدة سياسيا ولا عسكريا، وخياراتها محدودة.
وهناك انفصال بين الطموح السياسي للمعارضة وقدراتها الفعلية على الأرض.
والتحدي الذي يواجه المعارضة هو جسر الهوة المفاهيمية، التي تقوض استراتيجيتها في التفاوض.
ميزة استراتيجية
وهناك خلافات جوهرية بين موسكو وواشنطن، بخصوص مستقبل سوريا.
وعلى النقيض من القوى الغربية، لا تعطي روسيا أولوية لإعادة هيكلة نظام الحكم في دمشق، وتدعم الرئيس الأسد بقوة.
كما أنه من الصعب أيضا أن نرى نهاية للحرب الإقليمية بالوكالة، التي تغذي الصراع في سوريا.
فالتنافس السعودي الإيراني على أشده، كما ألقت تركيا بثقلها في محاولة لإسقاط نظام الأسد، ومنع الأكراد في من كسب المزيد من النفوذ والحكم الذاتي في سوريا المجاورة.
والأهم من ذلك، فإن المكاسب الميدانية الأخيرة التي حققها جيش الأسد عقدت مسألة البحث عن حل سياسي انتقالي، في البلد الذي مزقته الحرب.
ولدى الأسد الآن حوافز قليلة للتوصل لتسوية، ناهيك عن الموافقة على مطالب المعارضة عالية السقف.
ويتمثل هدفه الاستراتيجي في تحقيق حل عسكري للصراع، أو إرغام المعارضة على القبول بتسوية، يفرض هو شروطها.
وللسياق أهميته، ففي الوقت الذي تقدم فيه الجيش السوري باتجاه حلب قبل أيام، غضب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري من الروس، بسبب رفضهم الموافقة على وقف فوري لإطلاق النار، ولتمكينهم الأسد من تحقيق مكاسب استراتيجية على حساب المعارضة.
وحينما بدءا لقاءهما في ميونخ، غيَّر كيري ولافروف من نبرة حديثهما.
فبينما قال كيري إنه خطط لأن يجري “محادثات مهمة” مع لافروف، حول ضرورة تحقيق تقدم فيما يتعلق بوصول المساعدات الإنسانية ووقف إطلاق النار، بدا لافروف مراوغا وقذف الكرة في ملعب واشنطن.
مُغير اللعبة
وفي قلب الخلاف الروسي الأمريكي حول سوريا يقف ليس فقط تضارب المصالح ووجهات النظر بين القوى الدولية، وإنما أيضا أولويات استراتيجية متعارضة.
وعلى عكس الولايات المتحدة، فإن روسيا ألقت بثقلها في سوريا، وغير تدخلها العسكري إلى جانب الأسد في سبتمبر/ أيلول الماضي من قواعد اللعبة.
ويمارس الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الآن نفوذا حاسما في سوريا، ويمتلك ورقة تفاوض قوية مع أمريكا.
واستطاعت روسيا بالفعل أن تغير أولويات محادثات السلام، التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف، من مستقبل الرئيس الأسد إلى وقف إطلاق النار، وإجراء إصلاحات دستورية.
وأدى قرار بوتين بالتدخل عسكريا في سوريا، وتزويد الرئيس الأسد بمقاتلات جديدة ومستشارين عسكريين وأسلحة متقدمة، إلى وقف خسائر الجيش السوري، ومساعدته على التحول من موقف الدفاع إلى الهجوم.
كما تقيد القوة الجوية الروسية قدرات القوى الإقليمية مثل تركيا، على مساعدة المعارضة المسلحة بشكل مباشر.
وعلى الرغم من التحولات الأخيرة في ميدان القتال، فإنه من قصر النظر والتسرع أن يعلن الرئيس الأسد انتصاره، كما فعل وزير خارجيته وليد المعلم ومستشارته بثينة شعبان قبل أيام.
وكما حدث مرارا خلال الأعوام الخمسة الماضية، فإن نظام الأسد مصاب بالغطرسة وسوء التقدير، والاستخفاف بمدى تعقد الصراع.
وما لا يعيه الأسد هو أن بقاء سوريا كمجتمع ودولة موحدة أصبح على المحك.
فواز جرجس يعمل أستاذا للعلاقات الدولية بكلية لندن للاقتصاد
دي ميستورا يزور سوريا وسط مصاعب أمام خطة وقف إطلاق النار
دمشق (رويترز) – قال مسؤول بالحكومة السورية لرويترز إن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا وصل إلى دمشق وسيلتقي مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم يوم الثلاثاء.
ويقوم دي ميستورا بهذه الزيارة المفاجئة في الوقت الذي تسعى فيه القوى العالمية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في سوريا. كان دي ميستورا علق محادثات السلام في أوائل فبراير شباط في جنيف لكنه يتطلع إلى إعادة الأطراف مرة أخرى لمائدة التفاوض في جنيف بحلول 25 فبراير.
وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه “سوف يجتمع مع المعلم غدا.”
وأضاف أن المحادثات ستنصب على متابعة اجتماع ميونيخ وتشمل أيضا مناقشة استئناف مباحثات السلام المقررة في جنيف في 25 فبراير شباط الجاري بما في ذلك مسائل إجرائية.
واتفقت القوى العالمية في ميونيخ يوم الجمعة على وقف العمليات القتالية للسماح بتوصيل المساعدات الإنسانية في سوريا.
وكان من المقرر أن يبدأ تنفيذ الاتفاق بعد ذلك بأسبوع لكن هجمات الجيش السوري في أنحاء البلاد بدعم ضربات جوية روسية تتواصل دون هوادة.
وتعقد الوضع بعد هجوم في الآونة الأخيرة لقوات يدعمها الأكراد للسيطرة على أراض بين حلب والحدود التركية من جماعات معارضة وإسلامية. وتقصف تركيا حاليا مواقع للأكراد في سوريا.
(إعداد مصطفى صالح للنشرة العربية – تحرير سامح البرديسي)
وكالة: روسيا تقول مجموعة عمل وقف إطلاق النار بسوريا تبدأ نشاطها خلال أيام
موسكو (رويترز) – ذكرت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء أن وزارة الخارجية الروسية قالت يوم الاثنين إن من المتوقع أن تبدأ مجموعة عمل لتنفيذ وقف إطلاق النار بسوريا أعمالها في الأيام القادمة في جنيف.
ونقلت الوكالة عن ميخائيل بوجدانوف نائب وزير الخارجية قوله “يجري التفاوض حول الشروط. نحن على اتصال بالشركاء الأمريكيين للاتفاق على الشروط وشكل العمل.”
(إعداد مصطفى صالح للنشرة العربية – تحرير محمد اليماني)
سفير سوريا لدى موسكو: طائرات أمريكية قصفت مستشفى في سوريا
موسكو (رويترز) – قال السفير السوري لدى موسكو لتلفزيون (روسيا 24) اليوم الاثنين إن الضربات الجوية التي أصابت مستشفى يديره منظمة أطباء بلا حدود في سوريا نفذتها طائرات أمريكية.
وقال السفير رياض حداد إن القوات الجوية الأمريكية دمرت المستشفى وإن القوات الجوية الروسية ليس لها علاقة بالواقعة.
وقال حداد إن دمشق تأمل في استئناف محادثات السلام في 25 فبراير شباط وإن تركيا تتدخل في بلاده لدعم تنظيم الدولة الإسلامية.
(إعداد مصطفى صالح للنشرة العربية – تحرير حسن عمار)
تركيا تتوعد الأكراد “بأقسى رد” وتتهم روسيا بقصف أعزاز السورية
من إرجان جورسيس وسليمان الخالدي
كييف/بيروت (رويترز) – توعدت تركيا مسلحين أكرادا في شمال سوريا يوم الاثنين بمواجهة “أقسى رد” إذا حاولوا السيطرة على مدينة قريبة من الحدود التركية واتهمت روسيا بشن هجوم صاروخي هناك أودى بحياة 14 من المدنيين على الأقل.
وبفضل هجوم كبير يؤازره القصف الروسي ومقاتلون تدعمهم إيران أصبح الجيش السوري على بعد 25 كيلومترا من الحدود التركية. واستغلت وحدات حماية الشعب الكردية الموقف واستولت على أراض من المعارضة السورية لتعزز حضورها في محيط المنطقة الحدودية.
وقال مسعف واثنان من السكان إن 14 مدنيا على الأقل قتلوا في أعزاز التي تمثل آخر معقل للمعارضة المسلحة على الحدود مع تركيا حين سقطت صواريخ على مستشفى للأطفال ومدرسة ومواقع أخرى للاجئين فارين من هجوم الجيش السوري.
وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إن صاروخا روسيا أصاب مباني وأودى بحياة الكثير من المدنيين بينهم أطفال.
ولليوم الثالث على التوالي قصفت تركيا مواقع لوحدات حماية الشعب الكردية في محاولة لمنع مقاتليها من الاستيلاء على أعزاز التي تفصلها ثمانية كيلومترات فقط عن الحدود. وتخشى أنقرة أن يسعى المقاتلون الأكراد الذين تدعمهم روسيا للاستيلاء على آخر مئة كيلومتر لا تخضع لسيطرتها على طول الحدود السورية.
وقال داود أوغلو متحدثا للصحفيين على متن طائرته وهو في طريقه إلى أوكرانيا “لن نسمح بسقوط أعزاز” مضيفا أن وحدات حماية الشعب كان بإمكانها الاستيلاء على المدينة التي تسيطر عليها المعارضة وعلى بلدة تل رفعت باتجاه الجنوب لولا نيران المدفعية التركية التي أطلقت عليها في مطلع الأسبوع.
وتابع “عناصر وحدات حماية الشعب أُجبرت على التقهقر من المناطق المحيطة بأعزاز. إذا ما اقتربوا من جديد سيواجهون بأقسى رد فعل.”
وزاد تأزم الموقف من خطر مواجهة مباشرة بين تركيا البلد العضو في حلف شمال الأطلسي وروسيا.
وغضبت تركيا من اتساع النفوذ الكردي في شمال سوريا خوفا من أن يشجع ذلك طموحات الانفصاليين الأكراد في البلاد. وتسيطر وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها تركيا جماعة إرهابية على الخط الحدودي كله تقريبا بين سوريا وتركيا.
وقال رئيس الوزراء التركي إن بلاده ستجعل قاعدة منغ الجوية شمالي مدينة حلب “غير صالحة للاستخدام” ما لم ينسحب مقاتلو وحدات حماية الشعب من المنطقة التي انتزعوا السيطرة عليها من مقاتلي المعارضة السورية. وحذرهم من التحرك إلى شرق منطقة عفرين التي يسيطرون عليها أو إلى الضفة الغربية من نهر الفرات الذي تعتبره أنقر “خطا أحمر.”
* قصف مستشفيات
يقول معارضون سوريون بعضهم مدعوم من الولايات المتحدة وتركيا وحلفاء آخرين إن وحدات حماية الشعب تقاتل بجانب الجيش السوري ضدهم خلال الصراع المستمر منذ خمس سنوات. وتنفي وحدات حماية الشعب ذلك.
وإلى الجنوب من أعزاز قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن تحالف قوات سوريا الديمقراطية التي تمثل وحدات حماية الشعب جزءا منها استولى على نحو 70 بالمئة من بلدة تل رفعت.
واتفقت القوى الكبرى في ميونيخ يوم الجمعة الماضي على وقف الأعمال القتالية في سوريا لكن الاتفاق لن يدخل حيز التنفيذ قبل مطلع الأسبوع المقبل ولم توقع عليه الأطراف المتحاربة حتى الآن.
وفي مؤتمر صحفي بكييف شكك داود أوغلو في التزام روسيا بأي اتفاق من هذا النوع مشيرا لتعليقات موسكو بأنها ستواصل غاراتها الجوية في جميع الأحوال. وقال داود أوغلو إن روسيا لديها هدف واضح.
وأضاف “يريدون وضع خيارين فقط أمام المجتمع الدولي… إما داعش (الدولة الإسلامية) أو (الرئيس السوري بشار) الأسد.”
وفر عشرات الألوف إلى أعزاز من مدن وقرى تتعرض لقصف عنيف من الجيش السوري وحلفائه.
وقال المسعف جمعة رحال “كنا ننقل العشرات من الأطفال الذين يصرخون من المستشفى.” وأضاف أن طفلين على الأقل قتلا ونقلت سيارات الإسعاف عشرات المصابين إلى تركيا لتلقي العلاج.
في الوقت نفسه قالت منظمة أطباء بلا حدود إن سبعة أشخاص قتلوا وفُقد ثمانية على الأقل من طاقمها بعدما أصاب صاروخ مستشفى في محافظة إدلب في حادث منفصل.
وقال ميجو ترزيان رئيس منظمة أطباء بلا حدود لرويترز يوم الاثنين “من الواضح أن منفذ الهجمات… إما الحكومة أو روسيا.”
وقالت وزيرة الصحة الروسية فيرونيكا سكفورتسوفا إن الغارات الجوية الروسية تستهدف البنية التحتية للدولة الإسلامية وأضافت أنه لا سبب يدعو للاعتقاد بأن الطائرات الروسية قصفت مدنا يسكنها مدنيون في إدلب.
وأضافت في جنيف “نحن واثقون أن هذا لا يمكن أن يحدث بواسطة قواتنا. هذا أمر يتعارض مع عقيدتنا.”
وقال السفير السوري لدى موسكو لتلفزيون (روسيا 24) يوم الاثنين إن الضربات الجوية التي أصابت مستشفى يديره منظمة أطباء بلا حدود في سوريا نفذتها طائرات أمريكية.
وقال السفير رياض حداد إن القوات الجوية الأمريكية دمرت المستشفى وإن القوات الجوية الروسية ليس لها علاقة بالواقعة.
وقال حداد إن دمشق تأمل في استئناف محادثات السلام في 25 فبراير شباط وإن تركيا تتدخل في بلاده لدعم تنظيم الدولة الإسلامية.
* لا خطط لتدخل بري
تعتبر تركيا وحدات حماية الشعب امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي قاتل على مدى 31 عاما للحصول على حكم ذاتي في جنوب شرق تركيا. وتدعم واشنطن وحدات حماية الشعب في قتالها ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا ولا تعتبرها تنظيما إرهابيا.
وفي هذا الوضع أصبحت تركيا غير قادرة على الاعتماد على حلف شمال الأطلسي في حملتها ضد وحدات حماية الشعب الكردية لكنها أيضا مهددة من قبل مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية والقوات الحكومية السورية ومن يدعمها وبينهم روسيا.
وتراجعت أسواق المال التركية يوم الاثنين على خلفية مخاوف من الموقف على الحدود وتراجع كذلك أداء الليرة التركية مقارنة بأداء عملات الأسواق الناشئة.
ونقلت وكالة أنباء الأناضول يوم الاثنين عن عصمت يلمظ وزير الدفاع التركي نفيه لتقرير عن أن بعض الجنود الأتراك دخلوا سوريا في مطلع الأسبوع وقال إن أنقرة لا تفكر في إرسال قوات إلى سوريا.
وقالت الحكومة السورية إن من المعتقد أن قوات تركية كانت بين مئة مسلح دخلوا سوريا يوم السبت مع 12 شاحنة محملة بالرشاشات الثقيلة في عملية تهدف إلى تزويد مسلحي المعارضة بالأسلحة.
ونفى يلمظ تقارير قالت إن طائرات سعودية وصلت إلى قاعدة إنجيرليك التركية لقتال تنظيم الدولة الإسلامية لكنه قال إن السعودية اتخذت بالفعل قرارا بإرسال أربع طائرات من طراز إف-16.
(إعداد سامح البرديسي للنشرة العربية – تحرير محمد اليماني)
قوات مدعومة من الأكراد تسيطر على أجزاء من بلدة سورية قرب حدود تركيا
بيروت (رويترز) – قال المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم الاثنين إن تحالف قوات سوريا الديمقراطية المدعوم من الأكراد سيطر على نحو 70 بالمئة من بلدة تل رفعت لينتزع بذلك أراض قريبة من الحدود التركية ويتجه شرقا إلى أراض خاضعة لتنظيم الدولة الإسلامية.
وتعد هذه الخطوة مؤشرا على أن التحالف الذي يضم وحدات حماية الشعب الكردية عزز المكاسب التي حققها في الآونة الأخيرة حول مدينة أعزاز السورية التي تسيطر عليها فصائل مسلحة معارضة للنظام السوري وتقع على الحدود مع تركيا.
وحذرت تركيا التي تصنف وحدات حماية الشعب الكردية كجماعة إرهابية- المقاتلين الأكراد في شمال سوريا بأنهم سيواجهون “أعنف رد فعل” إذا حاولوا السيطرة على أعزاز في حين تقصف طائراتها تحالف قوات سوريا الديمقراطية منذ بضعة أيام.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان وقائد عسكري في المعارضة المسلحة إن مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية يتحركون حاليا صوب الشرق وليس الشمال وذلك باتجاه الجبهة مع مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية شرقي أعزاز.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد إن قوات سوريا الديمقراطية باتت على بعد ستة كيلومترات من أراض تسيطر عليها الدولة الإسلامية جنوب شرقي تل رفعت.
وتأسس التحالف في العام الماضي مع وحدات حماية الشعب الكردية ومنذ ذلك الحين يخوض التحالف في أكثر الأحيان معارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية وفصائل مسلحة أخرى تقاتل للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.
وتعتبر جماعات المعارضة المسلحة التحالف واجهة لوحدات حماية الشعب الكردية على الرغم من انه يضم جماعات تنضوي تحت لواء الجيش السوري الحر.
وأكد مقاتلون من الفصائل المعارضة لرويترز أن التحالف سيطر على مساحات كبيرة من تل رفعت. وقال آخرون إنهم سيطروا على البلدة بأكملها. ولم يتسن لرويترز التأكد من صحة هذه المعلومات من مصدر مستقل.
وقال مقاتل سوري في الفصائل المعارضة إنه يمكن القول بأنه قد تم السيطرة على البلدة بأكملها.
وتشن قوات الحكومة السورية هجوما كبيرا مدعوما بقصف روسي وقوات تدعمها إيران ضد فصائل المعارضة جعل الجيش السوري على بعد 25 كيلومترا من الحدود التركية واستغلت قوات يدعمها الأكراد الوضع وسيطرت على أراض من المعارضة السورية موسعة نطاق وجودها على الحدود.
وأشار المرصد إلى أن قوات سوريا الديمقراطية سيطرت في الأربع والعشرين ساعة الأخيرة على بلدة عين دقنة لتقطع بذلك الطريق الرئيسي الممتد إلى الشمال من بلدة تل رفعت إلى أعزاز.
(إعداد داليا نعمة للنشرة العربية – تحرير حسن عمار)
سكان: مقتل 23 بعد سقوط صواريخ على مدرسة ومستشفيات في سوريا
من سليمان الخالدي وليزا بارينجتون
عمان (رويترز) – قال سكان إن 23 مدنيا على الأقل قتلوا حين أصابت صواريخ ثلاثة مستشفيات ومدرسة في بلدتين تسيطر عليهما المعارضة السورية المسلحة يوم الاثنين مع تكثيف القوات السورية التي تدعمها روسيا هجومها صوب معقل المعارضة في حلب.
وقال اثنان من السكان ومسعف إن 14 شخصا قتلوا في بلدة أعزاز قرب الحدود التركية عندما أصابت صواريخ مدرسة يحتمي بها لاجئون فروا من الهجوم ومستشفى للأطفال.
وقال ساكن آخر إن قنابل أصابت أيضا مأوى للاجئين إلى الجنوب من أعزاز وقافلة شاحنات.
وفر عشرات آلاف الأشخاص إلى المدينة- وهي آخر معاقل المعارضة المسلحة على الحدود مع تركيا- هربا من مدن وقرى تشهد قتالا عنيفا بين الجيش السوري والمسلحين.
وقال المسعف جمعة رحال “كنا ننقل العشرات من الأطفال الذين يصرخون من المستشفى.” وأضاف أن طفلين على الأقل قتلا وأصيب عشرات الأشخاص.
ونشر نشطاء تسجيل فيديو على الانترنت يزعمون أنه يظهر المستشفى الذي ضربته الصواريخ. ويظهر في الفيديو ثلاثة رضع يبكون في حضانات في جناح تناثرت فيه معدات طبية محطمة. ولم يتسن لرويترز التحقق من الفيديو من مصدر مستقل.
وفي حادث منفصل قال رئيس منظمة أطباء بلا حدود الخيرية الفرنسية إن مستشفى آخر تدعمه في بلدة معرة النعمان في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا أصيب بصواريخ.
وقال ميجو ترزيان رئيس المنظمة لرويترز “حدثت سبع وفيات على الأقل بين العاملين والمرضى واختفى ما لا يقل عن ثمانية من موظفي أطباء بلا حدود ولا نعلم ما إذا كانوا أحياء.”
وأضاف ترزيان “من الواضح أن منفذ الهجمات… إما الحكومة أو روسيا” مضيفا أن هذه ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها منشآت أطباء بلا حدود في سوريا.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن ممرضا قُتل بينما يُعتقد أن خمس ممرضات وطبيبا وممرضا آخر لا يزالون تحت الأنقاض.
وأضاف المرصد أن ضربة أخرى أصابت المشفى الوطني في معرة النعمان على الأطراف الشمالية من المدينة مما أدى إلى مقتل ثلاثة ممرضين.
واتهم سكان في البلدتين روسيا بشن الضربات الجوية على المنشآت قائلين إن الطائرات التي نفذتها كانت متعددة وكانت ذخائرها أشد قوة مما يستخدمه الجيش السوري عادة.
ويقول عمال إنقاذ ومنظمات حقوقية إن القصف الروسي قتل عشرات المدنيين بأسواق ومستشفيات ومدارس ومناطق سكنية في سوريا. وتقول دول غربية أيضا إن روسيا تهاجم غالبا المعارضة السورية المدعومة من الغرب.
لكن روسيا تقول إنها تستهدف “جماعات إرهابية” ورفضت أي تلميح إلى أنها قتلت مدنيين منذ بدء حملتها الجوية دعما لقوات الحكومة السورية في سبتمبر ايلول.
وتشهد بلدة أعزاز قتالا شرسا مع تقدم قوات كردية مناهضة للحكومة من الغرب لتصل إلى أطراف البلدة على بعد بضعة كيلومترات من معبر معبر باب السلام الحدودي. وتتقدم قوات الجيش السوري من الجنوب.
ويحاول كل من الأكراد والجيش السيطرة على تلك المنطقة من الحدود مع تركيا من مسلحي المعارضة الذين يسيطرون على أعزاز.
وتساعد الغارات الروسية على مسلحي المعارضة الجيش السوري على التقدم نحو حلب التي كانت أكبر المدن السورية ومركزها التجاري قبل بدء الصراع. وإذا تمكن الجيش من السيطرة على حلب فسيصبح ذلك أكبر انتصار للحكومة السورية في الحرب.
(إعداد مصطفى صالح للنشرة العربية – تحرير سامح البرديسي)