أحداث الاثنين 20 نيسان 2015
هجوم للمعارضة يباغت ريف اللاذقية
لندن – «الحياة»
شن مقاتلو المعارضة السورية أمس هجوماً مفاجئاً على ريف اللاذقية غرب البلاد، معقل نظام الرئيس بشار الأسد، في وقت صعّدت المرجعية الدينية لفصائل المعارضة دعواتها إلى «استئصال» تنظيم «داعش» من أطراف دمشق، حيث خسر 12 من عناصره، وسط أنباء عن تحقيقه بعض التقدم في بادية تدمر وسط سورية
وأفاد ناشطون بأن فصائل المعارضة أعلنت أمس «معركة تحرير برج الـ 45 في ريف اللاذقية وصولاً إلى كسب (قرب حدود تركيا)، بالتزامن مع اشتباكات هي الأعنف في محور غابات الفرنلق ونبع المر وتلّة سنان في جبال التركمان في ريف اللاذقية». وتبادل مقاتلو المعارضة وقوات النظام السيطرة في وقت سابق على «برج الـ 45» إحدى النقاط الاستراتيجية في ريف اللاذقية الساحلية قرب حدود تركيا.
إلى ذلك، أكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «الاشتباكات استمرت بين قوات النظام والمسلحين الموالين له من جهة، ومقاتلي الفصائل المعارضة من جهة أخرى في جبل التركمان في ريف اللاذقية الشمالي». وأشار إلى «تقدم» مقاتلي المعارضة وسيطرتهم على مناطق إلقاء الطيران المروحي «البراميل المتفجرة على مناطق في ريف اللاذقية الشمالي».
وكانت قوات النظام أرسلت تعزيزات من اللاذقية إلى ريف ادلب في شمال غربي البلاد، لوقف تقدُّم المعارضة قرب «معسكر الطلائع» بين اريحا الخاضعة لسيطرة النظام وإدلب التي سيطر عليها «جيش الفتح» (يضم سبعة فصائل مسلّحة بينها «أحرار الشام» و «جبهة النصرة») نهاية الشهر الماضي.
وفي دمشق، أفاد «المرصد» بأن «اشتباكات عنيفة دارت بين قوات النظام مدعّمة بعناصر الجبهة الشعبية– القيادة العامة الموالية (بزعامة احمد جبريل) من طرف وعناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» من طرف آخر في أطراف مخيم اليرموك، وأنباء عن خسائر بشرية» في صفوف الجانبين». وكان «داعش» سيطر على نحو 80 في المئة من مساحة المخيم.
وارتفع إلى 12 عدد عناصر «داعش» الذين قُتلوا خلال هجوم الفصائل الإسلامية والمقاتلة على أطراف حيي القابون وبرزة شمال العاصمة، وفق «المرصد»، في وقت أكد رئيس الهيئة الشرعية، مرجعية الفصائل المسلحة في غوطة دمشق، الشيخ عبد الرحمن كعكة «وجوب قتال التنظيم واستئصاله بوصف عناصره من الخوارج».
في المقابل، أكدت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة أن «داعش» استعاد من «جيش الإسلام» بزعامة زهران علوش و «لواء أسود الشرقية» مناطق في ريف دمشق وبادية تدمر في حمص وسط البلاد. ولفتت إلى أن التنظيم شنّ «هجوماً على جبل عادة ومحيط منطقة العليانية بين ريف دمشق وبادية تدمر، واستعاد السيطرة عليها بعد معارك ليومين».
وذكر «المرصد السوري» أن تسعة بينهم امرأة وأربعة من أطفالها وشقيقاها قُتِلوا بغارة على مناطق في بلدة داعل ريف درعا، من أصل 18 شخصاً قُتِلوا بغارات أمس في ريف درعا بين دمشق وحدود الأردن.
خامنئي يدعو الجيش الإيراني إلى رفع «جاهزيته»
طهران – أ ف ب
أعلن المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية آية الله علي خامنئي اليوم (الأحد) أن الجيش الإيراني سيرفع “جاهزيته”، مندداً في الوقت ذاته بالتصريحات الأميركية عن أن “الخيار العسكري” ضد إيران ما زال قائماً.
وقال خامنئي في خطاب لدى استقباله قادة من الجيش، أن “كل القوات بما فيها الجيش والحرس الثوري عليها أن ترفع جاهزيتها العسكرية والدفاعية يوماً بعد يوم”، مؤكداً أن هذه “تعليمات رسمية”.
وأضاف أنه “بعد صمت معين، تحدث أحد مسؤوليهم عن الخيارات المطروحة. من جهة، يمارسون الخداع، ومن جهة أخرى يطلبون أن توقف إيران تقدمها الدفاعي. لن نقبل أبداً هذه الكلمات الحمقاء”، مندداً بمن “يهددون (إيران) عسكرياً بوقاحة”.
وكان قائد أركان الجيوش الأميركية مارتن ديمبسي قال أمس الأول أن الخيار الأميركي بضرب المواقع النووية الإيرانية “ما زال قائماً”.
وأكد خامنئي أنه على “رغم تعزيز قدراتها الدفاعية والعسكرية، فإن الجمهورية الإسلامية لن تشكل أبداً أي تهديد لبلدان المنطقة وجيرانها”، متداركاً “ولكن في حال (شن) عدوان فسندافع عن أنفسنا بقوة”.
وشدد خصوصاً على وجوب تعزيز قدرات إيران “على الصعيد الباليستي والطائرات من دون طيار”، من دون الخوض في التفاصيل، في وقت تواظب الولايات المتحدة وحلفاؤها وإسرائيل على انتقاد البرنامج الباليستي، والبرنامج الإيراني للطائرات من دون طيار الذي تطور في شكل واسع خلال الأعوام الأخيرة.
وقررت موسكو أخيراً رفع الحظر عن تسليم إيران أنظمة مضادة للصواريخ من طراز “إس – 300 “، إذ اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن هذا القرار مبرراً، بعد التوصل إلى اتفاق إطار في الثاني من نيسان (أبريل) الجاري بين طهران والقوى الكبرى حول البرنامج النووي الإيراني.
وعلى صعيد البرنامج النووي الإيراني، كرر خامنئي القول أن بلاده “لا تسعى إلى امتلاك قنبلة نووية”، في ما أعلن مسؤول عسكري إيراني كبير أن بلاده لن تجيز أبداً تفتيش مواقعها العسكرية في إطار اتفاق مقبل حول البرنامج النووي.
ونقل موقع “صباح نيوز” الرسمي عن المسؤول الثاني في الحرس الثوري الجنرال حسين سلامي قوله أنه “لن نسمح للأجانب بتفتيش مواقعنا العسكرية، إذ إن كل أسرارنا موجودة فيها. ليس ذلك فقط، حتى الحديث عن هذا الأمر يشكل إذلالاً وطنياً”.
«داعش» يعدم في ليبيا 28 مسيحياً إثيوبياً
«الحياة»، أ ف ب –
نشر تنظيم «داعش» في ليبيا، تسجيلاً مصوراً يُظهر إعدام 28 شخصاً، أعلن أنهم إثيوبيون مسيحيون أُعدِموا في ولايتي برقة وفزان، شرق البلاد وجنوبها بعدما «رفضوا دفع الجزية» أو اعتناق الإسلام.
وهذه هي الجريمة الثانية من نوعها التي تستهدف مسيحيين أجانب في ليبيا، وأعادت إلى الأذهان إعدام 21 رهينة من الأقباط المصريين في مدينة سرت (وسط البلاد) في شباط (فبراير) الماضي. وإذا صح إعلان «داعش» أن الإعدام نُفِّذ في الولايتين، فهذا مؤشر إلى تمدد التنظيم في أنحاء ليبيا، بعدما كان يُعتقد بأن وجوده يقتصر على سرت حيث نفّذت قوات تابعة لـ «فجر ليبيا» عملية عسكرية ضده قد تكون دفعته إلى إعادة التموضع في أماكن أخرى.
وأظهر الفيديو الذي نُشر على مواقع تُعنى بأخبار الجماعات المتشددة تحت عنوان: «حتى تأتيهم البيِّنة»، إعدام 12 شخصاً على شاطئ عبر فصل رؤوسهم عن أجسادهم، و16 آخرين في منطقة صحراوية بإطلاق النار على رؤوسهم. وورد في التسجيل المصور أن «داعش» يخيّر المسيحيين في المناطق التي يسيطر عليها، خصوصاً في سورية والعراق، بين «دفع الجزية» واعتناق الإسلام، أو مواجهة «حد السيف».
ونَشَرَ صوراً لتدمير كنائس وقبور وتماثيل ورموز دينية في مناطق ذكر في التسجيل أنها تقع في محافظة الموصل العراقية، معلناً أن عملية التدمير أتت بعدما رفض سكانها المسيحيون دفع الجزية أو اعتناق الإسلام. وقال رجل أنه «على أرض الخلافة في ليبيا» تجري «دعوة النصارى إلى الإسلام»، معلقاً على ما ذُكِر من أنها مشاهد لاعتناق مسيحيين أفارقة الإسلام في ليبيا. لكن الرجل حذّر من أن «من أبى الإسلام (…) فما له سوى حد السيف».
ثم أظهر التسجيل 16 شخصاً ارتدوا ملابس سوداً يسيرون في منطقة صحراوية إلى جانب عناصر ارتدوا ملابس عسكرية حاملين رشاشات في أيديهم، فيما سار 12 شخصاً على شاطئ قرب عناصر ارتدوا زياً عسكرياً.
وأعلن التنظيم أن المنطقة الصحراوية تقع في «ولاية فزان»، جنوب وسط ليبيا، بينما الشاطئ في «ولاية برقة» (شرق).
وتحدث أحد أعضاء تنظيم «داعش» في المنطقة الصحراوية بالانكليزية وهو يحمل مسدساً ويوجّهه إلى الكاميرا قائلاً: «إلى أمة الصليب، ها نحن نعود، لنقول لكم أن دم المسلمين ليس رخيصاً».
وأطلق عناصر التنظيم النار في شكل جماعي على رؤوس مجموعة الرجال الذين جثوا على ركبهم أمامهم، فيما ذبحت عناصر أخرى مجموعة الرجال وسط صراخ الضحايا ومشاهد ذبح وحشية. ويشير التسجيل إلى أن الذين أُعدِموا هم من «أتباع الكنيسة الإثيوبية المحاربة».
مأساة المهاجرين
على صعيد آخر، سرت مخاوف من مقتل حوالى 700 مهاجر غير شرعي بانقلاب قاربهم قبالة السواحل الليبية ليل السبت- الأحد. وأعلن الاتحاد الأوروبي تأثُّره الشديد بالحادث، وأشار إلى اجتماع لوزراء الداخلية في دول الاتحاد ووزارء الخارجية، لاتخاذ الإجراءات اللازمة لوضع حد لتلك الظاهرة التي تهدد آلافاً من المهاجرين ينطلقون من السواحل الليبية في قوارب قاصدين إيطاليا.
وأعلن خفر السواحل الإيطالي إن 28 شخصاً أُنقِذوا من القارب الذي غرق على بعد 70 ميلاً تقريباً من الساحل الليبي، جنوب جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، كما انتُشلت 24 جثة.
وفي حال التأكد من حصيلة القتلى، قد تكون هذه الكارثة الأسوأ في سجل أزمة المهاجرين غير الشرعيين من دول جنوب حوض المتوسط، ليرتفع بذلك عدد القتلى منذ بداية السنة إلى أكثر من 1500 شخص. وسعت فرق الإنقاذ الإيطالية والمالطية إلى البحث عن ناجين من الكارثة.
زهران علوش في تركيا: الحرب على من؟
عبد الله سليمان علي
زار قائد «جيش الإسلام» زهران علوش الرياض في العام 2013 للعمل على إفشال مؤتمر «جنيف 2»، والذي تطلب آنذاك إشعال الاقتتال ضد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش»، لسحب ورقة محاربة الإرهاب من يد الحكومة السورية… ولكن على من سيعلن علوش الحرب بعد زيارته الحالية إلى تركيا؟
مما لا شك فيه أن الزيارة التي قام بها علوش إلى تركيا لا أهمية لها ما لم توضع في سياق التطورات المحلية والإقليمية التي تمر بها سوريا والمنطقة، فهي ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي يزور فيها علوش تركيا. فقد سبق له القيام خلال الأعوام الماضية بزيارات عدة إليها، بل إنه في فترة من الفترات كان مقيماً هناك خشية أن تطاله عمليات الاغتيال التي كانت قد بدأت أواخر العام 2013، باستهداف العديد من قادة الفصائل المسلحة، وكان أبرزهم أبو خالد السوري.
غير أن الظروف الدقيقة التي يمر بها المشهد السوري، في هذه المرحلة، هي التي تعطي الزيارة الأخيرة هذه الأهمية.
وجاءت زيارة علوش إلى تركيا بعد ثلاثة أسابيع من انطلاق عملية «عاصفة الحزم» التي تقودها السعودية ضد «أنصار الله» وحلفائهم في اليمن، ومطالبة العديد من الفصائل المسلحة في سوريا بأن تمتد عمليات «العاصفة» إلى بلادهم لتساعدهم في إسقاط النظام السوري، معتمدين في ذلك على التقارب السعودي ـ التركي الأخير الذي قد يفسح في المجال لمثل هذا الاحتمال باعتقادهم.
كما أنها تأتي في ظل حملة الضغوط الكبيرة التي تتعرض لها «جبهة النصرة» بخصوص فك ارتباطها مع تنظيم «القاعدة». وكان آخر تجليات هذه الحملة صدور بيانات جماعية من أهم فصائل جنوب سوريا ترفض فيه التعاون العسكري مع «النصرة» وتتبرأ من «الفكر التكفيري» الذي تتبناه. كذلك تزامنت الزيارة مع العديد من التطورات التي شهدتها الساحة السورية مؤخراً، وامتدت من الشمال إلى الجنوب، مثل التصعيد غير المسبوق في العلاقة بين «جيش الإسلام» من جهة و«جبهة النصرة» و«أحرار الشام» من جهة ثانية، خصوصاً في مخيم اليرموك على خلفية اقتحام «داعش» له، أو في الغوطة الشرقية التي وصل الأمر فيها إلى تجريد الكتائب التابعة إلى «الأحرار» من سلاحهم الثقيل والمتوسط والخفيف، وذلك بعد أن جرى اقتحام مقارهم في عربين وقتل البعض منهم واعتقال آخرين. ولم يعد خافياً أن سبب ذلك يتعلق بمحاولة زهران علوش تنصيب نفسه سيداً أوحد على الغوطة من دون أي منافس.
كما تزامنت الزيارة مع خبر مفاجئ تمثل في اتخاذ «الجبهة الشامية»، أو ما تبقى منها، قراراً بحلّ نفسها، علماً أنه لم يمضِ على تأسيسها سوى ثلاثة أشهر. وقد ترافق ذلك مع مساعي جادة تبذلها جهات داخلية وخارجية عدة، تستهدف محاولة تعويم «مجلس قيادة الثورة»، الذي تمّ تشكيله في تشرين الأول الماضي نتيجة اتفاق حوالي 100 فصيل مسلح (جميعها تنتمي إلى «الجيش الحر»)، ومن بينها وربما أهمها «جيش الإسلام» بالإضافة إلى غالبية الفصائل التي كانت منضوية تحت «الجبهة الشامية» مثل «جيش المجاهدين» و«نور الدين الزنكي». وقد بقي هذا المجلس منذ تأسيسه من دون أي دور على الأرض إلى أن سيطرت «جبهة النصرة» وحلفاؤها على مدينة إدلب في آذار الماضي، حيث تنبه البعض إلى وجوده ودعا إلى تفعيله. وأطلق نشطاء معارضون حملة تحت مسمى «مجلس قيادة الثورة يمثلنا». ومن المعروف أن القيادي في «جيش الإسلام» محمد علوش يشغل منصب رئيس المكتب السياسي في هذا المجلس.
وبحسب الصور الموزعة، فقد التقى زهران علوش في اسطنبول مع الشيخين أسامة الرفاعي وكريّم راجح، على هامش الاحتفالية التي أقامتها «رابطة خطباء الشام» الجمعة الماضي.
ولا يخلو هذا اللقاء من دلالات، فكلا الشيخين معروفان بتأييدهما لـ «الائتلاف السوري المعارض» والهيئات المنبثقة عنه، مثل «الحكومة الموقتة ورئاسة أركان الجيش الحر»، وهما في الأصل بعيدان عن السياسة ولم يمارسا أي نشاط من أنشطتها، بل كانا يكتفيان بممارسة الدعوة عبر «جماعة زيد»، التي تأسست في خمسينيات القرن الماضي ولم يكن لها أي أهداف سياسية. واستحوذت الجماعة بداية القرن الحالي على بعض الاهتمام الحكومي الرسمي، حيث أدى كبار المسؤولين السوريين الصلاة في أحد مساجدها في العام 2002 في إطار توجه حكومي للانفتاح على التيارات الإسلامية. وحتى مع بداية الأزمة، في العام 2011، كانت جماعة الشيخين تتخذ موقفاً وسطياً بين الحكومة وبين المتظاهرين، حتى أن الشيخ سارية الرفاعي خاطب السلطات، في أحد خطب الجمعة في آب 2011، أن «اتقوا الله في هؤلاء الذين أساؤوا لكم بالتظاهر». كما أن الشيخ أسامة الرفاعي كان أحد المشايخ الذين عفا عنهم الرئيس الراحل حافظ الأسد، وسمح لهم بالعودة إلى سوريا بعد خروجه منها في ثمانينيات القرن الماضي، وذلك بعد تعهده بحل «جماعة زيد» قبل أن تعاود نشاطها من جديد بعد ذلك بسنوات.
والأهم من كل ذلك أن كلا الشيخين معروفان بمناهضتهما لـ «جبهة النصرة» ومشروعها «القاعدي»، ويحرمّان الانتساب إليها أو القتال تحت رايتها، علاوة على أنهما ليسا من «جماعة الإخوان المسلمين».
ومن أبرز ما جاء في التصريحات الصحافية التي أدلى بها رئيس المكتب السياسي في «جيش الإسلام» محمد علوش، تعليقاً على الزيارة والأهداف منها، قوله إن «الزيارة تأتي بصدد توحيد جهود الثوار على الأرض السورية كافة، وليس فقط في ريف دمشق». ويعكس هذا التصريح وجود رغبة دفينة لدى زهران علوش بتوسيع نفوذه خارج ريف دمشق، والتمدد نحو الشمال والجنوب، ومثل هذا التمدد لن يكون بلا ثمن، وأول العقبات التي ستعترضه هو وجود «جبهة النصرة» في كلا المنطقتين.
كما كان لافتاً، أنه بالتزامن مع زيارة زهران علوش إلى تركيا، كان «المجلس العسكري في دمشق»، الذي تأسس مطلع نيسان الحالي بقيادة العقيد عمار النمر وانضم إلى «القيادة العامة للغوطة الشرقية» برئاسة زهران علوش، يعقد مؤتمراً صحافياً في مدينة دوما معقل الأخير رافعاً «علم الثورة»، وذلك للمرة الأولى منذ حوالي سنتين. ولا شك أن هذه الخطوة الشكلية تشير إلى وجود بوادر لدى علوش بالعودة إلى كنف «الأركان»، التي كان تخلى عنها قبل تأسيس «الجبهة الإسلامية» العام الماضي، وبالتالي تسمح بتتويجه عملياً زعيماً على «الجيش الحر» الموسوم بـ«الاعتدال». وربما تفسر هذه العودة المحتملة خطة رئيس «الائتلاف» خالد الخوجة لتشكيل «جيش وطني» يضم 60 ألف مسلح لمحاربة «داعش» أو «جبهة النصرة» التي كال الخوجة الاتهامات لها ووصفها بالإرهابية. وهذا يتلاقى مع تأكيد محمد علوش بأن زيارة تركيا ليس لها أي علاقة بما يجري الحديث عنه حول «عاصفة حزم» في سوريا.
المرصد السوري: الحكومة نفذت أكثر من 13 ألف غارة في 6 أشهر مستغلة انشغال العالم بتنظيم الدولة
القاهرة- (د ب أ): ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه تمكن من توثيق تنفيذ طائرات الحكومة السورية 13084 غارة خلال الأشهر الستة الماضية شملت مناطق في مختلف أنحاء البلاد.
وأوضح المرصد في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه أن الحكومة استغلت انشغال العالم بالغارات التي يشنها التحالف الدولي على مناطق تواجد تنظيم “الدولة الإسلامية” في سورية لتبدأ تكثيف غاراتها.
ووثق المرصد خلال الفترة من 20 تشرين أول/ أكتوبر وحتى 20 نيسان/ أبريل إلقاء طائرات النظام المروحية 7188 برميلا متفجرا على عدة مناطق، ونفذت الطائرات الحربية ما لا يقل عن 5896 غارة.
وجدد المرصد السوري مطالبة مجلس الأمن الدولي بالوقوف على مسؤولياته والعمل على استخدام سلطاته من أجل وقف القتل اليومي بحق أبناء الشعب السوري.
كما جدد الدعوة لمجلس الأمن لإصدار قرار بإحالة ملف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في سورية إلى المحاكم الدولية المختصة.
أربعة أعضاء من تنفيذية منظمة التحرير إلى سوريا قريبا لبحث ملف اليرموك
رام الله- الأناضول: قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ومسؤول ملف مخيم اليرموك في المنظمة، أحمد مجدلاني، إن وفدا مكونا من أربعة أعضاء من اللجنة التنفيذية للمنظمة سيزور سوريا في وقت قريب لبحث ملف مخيم اليرموك مع النظام السوري.
وأشار المجدلاني لمراسل الأناضول، إن الوفد سيصل سوريا بعد إجراء ترتيبات مع الحكومة السورية، لافتا إلى أن الأعضاء لم يحددوا بعد.
ومضى بقوله “الوفد سيبحث مع النظام السوري وضع الفلسطينيين في سوريا عامة ومخيم اليرموك خاصة، وبحث سبل تجنب الشعب الفلسطيني الصراع الدائر في البلاد”.
وبين أن القيادة الفلسطينية تواصل جهودها مع كافة الجهات الدولية العربية والأمم المتحدة لإنهاء مأساة المخيم.
وعن الأوضاع في المخيم قال مجدلاني “تتسع رقعة المواجهات بين الفصائل الفلسطينية والنظام من جهة وقوات داعش، في ظل وضع مأساوي للسكان الذين تخضع مناطقهم لسيطرة داعش وللمواطنين الذين يقطنون في الأحياء التي تدور فيها المواجهات”.
ولفت إلى أن ما بين 7-8 الاف فلسطيني ما يزالون في المخيم، مشيرا إلى أن حالات النزوح والفرار متواصلة باتجاه منطقة يلدا.
كان مسلحو تنظيم “داعش” دخلوا مخيم اليرموك (جنوبي العاصمة السورية دمشق)، منذ الأول من أبريل/ نيسان الجاري، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات بينهم وبين مسلحي تنظيم يُعرف باسم “كتائب أكناف بيت المقدس″، تسببت في وقوع قتلى وجرحى من الجانبين، فيما أشار ناشطون محليون لوكالة للأناضول إلى أن الوضع الإنساني للمخيم سيء للغاية مع استمرار الاشتباكات، وحصار قوات النظام السوري للمخيم الذي تقطنه غالبية فلسطينية.
وتحاصر قوات النظام السوري مخيم اليرموك الذي تقطنه غالبية فلسطينية منذ نحو 3 سنوات.
ودخل الصراع في سوريا عامه الخامس، حيث خلّف نحو 200 ألف قتيل، بحسب إحصائيات الأمم المتحدة، وأكثر من 300 ألف قتيل، بحسب مصادر المعارضة السورية، فضلًا عن أكثر من 10 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها.
في شريط جديد أعدم خلاله 30 إثيوبيا في ليبيا ذبحا وبالرصاص
تنظيم «الدولة» للمسيحيين: الإسلام أو الجزية أو الحرب
لندن ـ «القدس العربي»: بثّ تنظيم «الدولة الإسلامية» إصدارا جديدا بعنوان «حتى تأتيهم البينة»، وجه فيه رسالة إلى المسيحيين في الدول التي يسيطر عليها التنظيم، حذرهم فيها من محاربته وعدم التزامهم بدفع الجزية.
وختم الإصدار بعملية إعدام للعشرات من الإثيوبيين ممن وصفهم التنظيم بـ»عناصر الكنيسة الإثيوبية المحاربة»، في منطقتين: في فزان وسط ليبيا بإطلاق النار على رؤوسهم، وعلى ساحل مناطق برقة على البحر الأبيض المتوسط بقطع رؤوسهم، كما جرى مع المصريين الأقباط في شباط/ فبراير 2015.
واستعرض الإصدار الذي وصلت مدته إلى نحو نصف ساعة تاريخ نشوء الديانة المسيحية و»تحريف الإنجيل والكنائس التي انشطرت نتيجة الصراعات والخلافات الدينية بينها»، وصولا إلى ظهور الدين الإسلامي وما نتج عنه من أحكام بحق المسيحيين. وظهر في الإصدار عدد من المسيحيين من مدينة الرقة التي يسيطر عليها التنظيم، وسعى إلى إظهار أنهم يعيشون حياة طبيعية في ظل دفعهم للجزية وعدم قبولهم للدخول في الإسلام أو اختيار محاربة «الدولة».
وتحدث المسؤول الشرعي في التنظيم والمنشق عن تنظيم القاعدة في أفغانستان أبو مالك أنس النشوان، عن أن «تهجير نصارى الموصل كان بسبب رفضهم الاجتماع بالدولة والدخول في عقد يعصم دماءهم وأموالهم»، على حد قوله. وأضاف أنهم «لاقوا مصيرهم بسبب رفضهم، وهو ما لم يحصل مع نصارى الرقة الذين اختاروا دفع الجزية ليعصموا دماءهم وأموالهم».
وظهرت في التسجيل مشاهد لتحطيم عناصر تنظيم «الدولة» كنائس المسيحيين في الموصل وإزالة معالمها من الصلبان والتماثيل، واعتبارها أملاكا لـ»الدولة الإسلامية».
البحر المتوسط يسجل أكبر فاجعة في تاريخ الهجرة بغرق قرابة 600
مدريد ـ «القدس العربي» – من حسين مجدوبي: «أشبه بالخسائر البشرية التي يسببها تسونامي»، من التعليقات في شبكات التواصل الاجتماعي في إيطاليا لوصف غرق قرابة 600 شخص من أصل 700 كانوا على متن سفينة مبحرة من شواطئ ليبيا نحو الجنوب الإيطالي ليلة الأحد- فجر الاثنين، فاجعة هي الأكبر من نوعها في تاريخ الهجرة غير النظامية.
منذ سبعة أيام استفاق العالم على فاجعة حقيقية بغرق قرابة 400 شخص في المياه الفاصلة بين ليبيا وإيطاليا، وذهبت التحاليل في وصف نسبة الضحايا المرتفعة بأنها أشبه بعمليات إرهابية كبرى، فالرقم كان مرعبا، لكن بعد مرور أيام فقط كبر الرقم الى ما يقارب 600 غريق في مياه المتوسط في حادث غرق قارب آخر، حيث لم يتم انتشال سوى عشرات الجثث حتى مساء الأحد. وبين الفاجعتين، وصل الى شواطئ ليبيا أكثر من عشرة آلاف مهاجر/ نازح.
وهذه النسبة العالية من الغرقى لها ارتباط وثيق بتدهور الأوضاع السياسية في شرق البحر الأبيض المتوسط انطلاقا من ليبيا الى سوريا. فالهجرة السرية المعتمدة قوارب الهجرة من الضفة الجنوبية نحو الشمالية تعود الى نهاية الثمانينيات من المغرب نحو الأندلس، وتغذت بالفوارق الطبقية بين أوروبا وإفريقيا، وتنضاف الآن النزاعات لتأخذ بعدا مأساويا حقيقيا على مستوى الضحايا وعدد الموقوفين.
وقد فارق الحياة منذ بداية السنة الجارية 1600 شخص غرقا من مياه ليبيا نحو إيطاليا، وفق الإحصائيات التي قدمتها حكومة روما، وقد يكون الرقم أكبر في الوقت الراهن لأن هناك قوارب تغرق بكامل ركابها دون أن تترك أثرا. والأرقام مرشحة للارتفاع لسببين، في المقام الأول، غياب حراسة في السواحل الليبية مما يجعل عدد الفارين من الجحيم الليبي يرتفع بشكل مطرد، وفي المقام الثاني، استعمال قوارب وسفن متهالكة للإبحار وتحمل فوق طاقتها، الأمر الذي يتسبب في مآسي غرق المهاجرين.
ومنذ سنتين وإيطاليا تصرخ مستنجدة بالاتحاد الأوروبي لمساعدتها في استقبال النازحين من الأراضي الليبية ونزاعات أخرى. وتؤكد روما ضرورة النظر إليهم كنازحين هاربين من الحروب أكثر منهم مهاجرين على النمط الكلاسيكي. وشهدت برشلونة الاثنين الماضي قمة لمعالجة مشاكل المتوسط، وركز الأوروبيون فقط على الجانب الأمني في الهجرة خوفا من احتمال تسرب إرهابيين عبر قوارب الهجرة.
وكتبت الصحف الإيطالية في مواقعها الرقمية يوم الأحد «ما يجري من غرق للبشر ما بين ليبيا وإيطاليا يسائل الضمير الأوروبي الذي يتوفر على الإمكانيات لمواجهة الظاهرة ولا يفعل شيئا حتى الآن».
منذ ثمانية أيام جرى الحديث عن أكبر فاجعة في تاريخ الهجرة السرية في البحر المتوسط بغرق قرابة 400، وبعد مرور أيام تكبر الفاجعة ويكون عدد الغرقى في حادث جديد هو ما يقارب 600. وتبقى الفاجعة الأخيرة بمثابة رقم قياسي مؤقت في انتظار فاجعة أكبر.
النظام السوري يقصف مستشفى بريف إدلب بقنبلة فراغية
إدلب ـ إسطنبول ـ الأناضول: أصيب شخصان بجروح جراء قصف النظام السوري مستشفى في بلدة سراقب بريف إدلب، بقنبلة فراغية.
وذكرت مصادر في الدفاع المدني، أن طائرة حربية ألقت قنبلة فراغية على مستشفى الإحسان، الواقع في البلدة الخاضعة لسيطرة المعارضة، ما ألحق دمارا كبيرا بالمستشفى الذي بات غير قابل للاستخدام.
وفي سياق متصل أفادت الهيئة العامة للثورة السورية، في بيان، أن طائرات حربية تابعة لجيش النظام السوري، قصفت قرى وبلدات خاضة للمعارصة بريف إدلب.
وطال القصف 45 نقطة في محافظة إدلب، وأسفر عن سقوط قتلى وجرحى، بحسب البيان، ولم يتسن تحديد عدد الضحايا.
من جهة أخرى أوضحت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، في تقرير لها صدر أمس، أن استخدام قوات النظام السوري للغازات السامة المختلفة، ومن ضمنها غاز الكلور تسبب بمقتل 59 شخصًا، وإصابة حوالي 1480 آخرين منذ صدور قرار مجلس الأمن رقم 2118 الخاص بتفكيك الأسلحة الكيميائية في سوريا في أيلول/سبتمبر 2013 وحتى تاريخ صدور التقرير.
وذكر التقرير أن الضحايا هم 29 شخصًا من مسلحي المعارضة و22 مدنيًا بينهم 11 طفلًا، و6 سيدات إضافة إلى 7 من أسرى القوات الحكومية قتلوا خلال قصف قواتهم لأحد مقرات المعارضة المسلحة.
وأشارت الشبكة في تقريرها أنها سبق ووثقت 87 خرقًا للقرار 2118 منها 59 خرقًا عام 2014، و28 خرقًا خلال العام الجاري بينها 15 خرقًا للقرار 2209 القاضي بإدانة استخدام غاز الكلور في سوريا، والذي صدر الشهر الماضي حيث يؤكد الأخير في حال عدم الامتثال في المستقبل لأحكام القرار 2118، أن يفرض تدابير بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة».
وطالبت الشبكة في تقريرها دول أصدقاء الشعب السوري بتزويد المناطق المعرضة للقصف بالغازات السامة، بأقنعة واقية، حيث قدرت احتياجات تلك المناطق بما لا يقل عن 14500 قناعٍ، إضافة إلى معدات لإزالة آثار التلوث الكيميائي.
النظام السوري يعلن حماة منطقة عسكرية ويغلق منافذها تحسبا لدخول عناصر الدولة الإسلامية
أمير عبد القادر
حماة ـ «القدس العربي» أعلنت قوات النظام السوري يوم الاثنين الماضي أن مدينة حماة منطقة عسكرية، وقامت بإغلاق منافذها مانعة المدنيين من الدخول والخروج في ظل استنفار أمني كبير، وانتشار لدوريات الأمن في الطرقات، وذلك إثر تفجير حصل في شارع صلاح الدين قرب مركز المدينة، وقال عناصر حواجز النظام للسكان أن تنظيم الدولة الإسلامية سوف يقتحم المدينة خلال أيام بالإشتراك مع جبهة النصرة، وكتائب متشددة أخرى، وذلك ما أكدته برقية وصلت لقيادة شرطة محافظة حماة لاحقاً، وسرّبتها شبكات معارضة جاء فيها أن قوات المعارضة بالإشتراك مع تنظيم الدولة، والنصرة، وكتائب من الجيش الحر ستقتحم مدينة حماة من الجهة الشرقية متقدمة من قرى بلدة السلمية خلال الأيام المقبلة، وأضاف البيان أن قطع طريق الإمداد من قبل المعارضة عن أريحا، والمسطومة، وجسر الشغور في ريف إدلب، وفتحها لمعارك على جبهة الغاب، وتل ملح، والجبين في ريف حماة جاء بالتزامن مع هذه العملية؛ لتشتيت جيش النظام على الجبهات مما يسهل على كتائب المعارضة دخول المدينة.
كما قام عناصر النظام المنتشرون في الأحياء بتوزيع مناشير تطلب من الناس عدم التعاون مع «الإرهابيين» بحسب وصفهم، والتبليغ عن الخلايا النائمة التي ستبدأ بالقتال من الداخل في اللحظة المناسبة بعد اقتحام المدينة، كما جاء في المناشير.
وأبدت مصادر في المعارضة استغرابها من الأمر، وقال قائد كتيبة في فصيل أجناد الشام مصطفى أبو المجد: لا صحة لهذا الكلام، مشككاً برواية النظام من بدايتها، فحسب كلامه لم تقم كتائب المعارضة بالإعداد لأي هجوم على مدينة حماة، فضلاً أن تنظيم الدولة على عداوة مع كل الكتائب المعارضة للنظام، ولا يمكن أن يشترك معها في معركة واحدة، كما وصف الكلام الذي يتحدث عن تحديد تاريخ الإقتحام الذي حدده البيان بـ18 من شهر نيسان/ أبريل الجاري بالسخيف قائلاً: «لا يمكن أن يكون النظام على علم بتاريخ الاقتحام؛ وإلا ستفشل المعركة بأكملها».
وختم كلامه: «خطة النظام هي كسب تعاطف السكان مع عناصر جيشه في المدينة، من خلال وصفها للكتائب المعارضة بالمتشددة والتي ستجلب الخراب، والدمار على المدينة الآمنة».
ويعيش السكان داخل المدينة حالة ترقب، وأصبحت قصة الحرب هي الحديث اليومي للناس؛ بسبب استنفار قوات النظام التي تقوم بفتح الطرقات عند الثامنة صباحاً، وتغلقها في الثامنة مساءاً كما تقوم الحواجز بتعزيز سواترها الترابية، وتفتش السيارات والمارة بشكل دقيق يومياً.
و أثرت هذه الإشاعات بشكل كبير على حركة الحياة فنزحت بعض العوائل خارج المدينة، بينما تشهد الأسواق أزمة بسبب المقبلين على شراء البضائع والمؤن استعداداً للحرب التي توشك على البدء، ويقول أبو أحمد صاحب أحد المحال التجارية في شارع المرابط لـ «القدس العربي»: «الوضع في المدينة يشهد توتراً وترقباً كبيراً، فتمتلئ المحال التجارية بالمشترين خوفاً من فقدان البضائع إذا دخل المقاتلون المدينة، وأسوأ حالة هي حالة النازحين والفقراء الذين يقفون بالطوابيرعلى أبواب مراكز الإغاثة».
ليست هذه المرة الأولى التي تشهد فيها المدينة هذه الحالة من الاستنفار، والترقب لكنها المرة الأولى التي يطلق فيها النظام هذه الإشاعة، ويروج لها بين الناس، بينما كانت تحصل في السابق بسبب المعارك التي تدور على أطراف المدينة.
الائتلاف الوطني يفصل أحد اعضائه بتهمة تفاعله مع أحداث قرية «المبعوجة» على أساس طائفي
أحمد عاصي
حلب ـ «القدس العربي» أصدر رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بياناً يتضمن إسقاط عضوية سليمان الحراكي ممثل الحراك الثوري عن حماة في الائتلاف على خلفية إدانته لبيان الائتلاف الذي صدر عنه يدين فيه مجزرة قرية المبعوجة في ريف السلمية، واعتبر الائتلاف أن أنه تعامل مع القضية على أساس طائفي نظراً لأن معظم الذين قضوا في قرية المبعوجة من الشيعة والإسماعيليين والعلويين ومن ضمنهم القيادي المرتبط بالحرس الثوري المدعو «الحاج أبو أمين».
وجاء في بيان الائتلاف «بناء على الشكوى المقدمة من تنسيقية مدينة السلمية، واستناداً إلى مطالبة العديد من أعضاء الائتلاف الوطني بمحاسبة عضو الائتلاف سليمان صليعي الحراكي على تصريحاته المتكررة، والمخالفة لميثاق الائتلاف وخطه الوطني الثوري وسياسته العامة، وبناء على قيام رئاسة الائتلاف بإصدار قرار بتشكيل لجنة ثلاثية للاطلاع على حيثيات تلك الشكوى والوثائق والتصريحات المنسوبة للعضو المذكور، وبعد الاستماع إلى آراء وتصويت أعضاء الهيئة العامة حول إسقاط عضويته في الائتلاف، فقد تم التصويت عبر الوسائل المعتمدة في النظام الأساسي وكانت نتيجة التصويت الموافقة على إسقاط عضويته بالأغلبية المطلقة للأعضاء، عملاً بأحكام النظام الأساسي للائتلاف الوطني، مع عرض القرار المذكور على اجتماع الهيئة العامة القادم للمصادقة عليه أصولاً» وحمل البيان ختم وتوقيع رئيس الائتلاف خالد خوجة.
وقالت اللجنة القانونية في الائتلاف ان القرار لم يتم التصويت عليه بشكل رسمي، لأن قرارا من هذا النوع يحتاج إلى اجتماع الهيئة العامة، وأن يحصل على نسبة أكثر من خمسين في المئة من نسبة أعضاء الهيئة، وأن يكون الاجتماع مكتمل النصاب والحضور، أو أن يتم التصويت عليه بشكل سري بناء على قرار الهيئة العامة وأنه لم يحصل أي من هذين الشرطين. وقال سليمان الحراكي في لقاء خاص مع «القدس العربي»: القصة بدأت على غرفة خاصة بالتواصل مع أعضاء الائتلاف أثناء وقوع مجزرة في مدينة إدلب بعد تحريرها، وكان النقاش يدور حول إصدار بيان بخصوص هذه المجزرة، فاقترحت عضو الائتلاف نورا الأمير أن يصدر البيان بخصوص مجزرة المبعوجة التي وقعت في ريف السلمية في حماة في التوقيت نفسه، فكان مني أن قاطعت هذا الاقتراح نظرا لمعرفتي الجيدة في قرية المبعوجة، وأنها من أهم القرى الموالية للنظام السوري، ومسقط رأس بعض أهم شخصيات النظام كفيصل كلثوم محافظ درعا، ورمضان الرمضان قائد الجبهة الجنوبية، ومعظم سكانها من الشبيحة، وفيها عدد كبير من عناصر حزب الله والميليشيات الشيعية. «صدر بيان من الائتلاف بإدانة مجزرة المبعوجة؛ الأمر الذي دعاني لأكتب على صفحتي في «الفيسبوك» يتباكى بعض المعارضين على قتلى قرية المبعوجة النصيرية التي اقتحـــمها تنظيم الدولة، والله لو تم اقتحام سلحب، أو القرداحة أهم معاقل النظام لتباكى بعض المعارضين عليها، معارضة أصبحت في قمة النفاق».
وبحسب الحراكي فإن تنسيقية السلمية هي ذات الوجهة الطائفية كون أعضائها الخمسة من الطائفة الإسماعيلية، كانت قد نشرت بياناً تعتبر فيه شبيحة المبعوجة شهداء، وقد تلقف بعض أعضاء الائتلاف المنشور، وبدأوا يروجون له على أساس طائفي، وقاموا بالتحريض على أوسع المستويات، وعلى العديد من الجهات الاعلامية مستغلين أن غالبية أهل السلمية من الطائفة الإسماعيلية المعارضة للنظام، ليصل الأمر إلى ما وصل إليه واعتبرت القضية انها شحن طائفي مني تجاه قتلى مجزرة المبعوجة، علماً أن النظام هو من قام بنعوة قتلى المجزرة، حيث كان من بينهم قيادات عسكرية في حزب الله، ومن ميليشيا الدفاع الوطني، والعديد من الجماعات التي تقاتل في صفوف النظام.
ويقول: «لم يقف الأمر عند هذا الحد بل تم رفع كتاب إلى الائتلاف يطالب فيه بعض أعضاء الائتلاف بفصلي على أساس أنني أتعامل مع القضايا التي تحصل والتي تتعلق بالأقليات على أساس طائفي، علماً أن البيان صدر بشكل شخصي عن رئيس الائتلاف الذي أحال الأمر إلى التصويت، وذلك يعتبر خرقاً قانونيا للنظام الداخلي للائتلاف، وتجاوزاً لصلاحيات رئيس الائتلاف».
وختم الحراكي لا ينبغي لائتلاف يمثل الثورة أن يعتبر أحداث المبعوجة مجزرة مثل مجزرة التريمسة، أو كفرزيتا، أو البيضة، أو الحراك، وأن يتماهى في موقفة مع النظام معتبراً إياها مجزرة بحق الشعب السوري، على الرغم من أن معظم الذين قتلوا فيها معروفون، ومعروف انتماؤهم بشكل واضح ولا يخفى على أحد».
وكان تنظيم الدولة الإسلامية قد نفذ هجوماً على قرية المبعوجة منذ فترة وجيزة، وقتل عدد من الأشخاص قال التنظيم أنهم من الشبيحة والميليشيات الشيعية التي تقاتل في صفوف النظام، ثم انسحب بعد ثلاث ساعات من دخوله القرية. ثم قام المدعو باسم نصر وهو عضو في لجان الدفاع الوطني بقتل عائلة من بيت الجندي من السنة وهم من سكان قرية المبعوجة الأصليين رداً على ما قام به عناصر تنظيم الدولة، كما تم قتل عدد من أبناء القرية من الطائفة السنية بتهمة تسهيل دخول التنظيم إلى القرية، وقتل عدد آخر من أبناء المدينة من مختلف الطوائف جراء استهدافها بالبراميل المتفجرة من طائرات النظام.
«القاعدة» في اليمن تنسخ دروس تنظيم «الدولة»… مداهمة سجون وسرقة بنوك وسيطرة على الأراضي… ودول الخليج تزيد من ميزانيات الدفاع وتطلب أسلحة متقدمة لمواجهة إيران
حروب الشرق الأوسط تلاحق الغرب حتى لو لم يذهب الغربيون إليها
إعداد إبراهيم درويش:
لندن ـ «القدس العربي»: مع اتساع مساحة الحروب في المنطقة العربية بات السلاح الأمريكي هو الذي يوقد نارها، وأصبح طلب الدول المتحالفة مع الولايات المتحدة على شراء الإسلحة في زيادة مستمرة. فالمملكة العربية السعودية التي تقود حملة تشارك فيها عشر دول ومضى عليها أربعة أسابيع تستخدم طائرات أف – 15 اشترتها من شركة «بوينغ» فيما يشن الطيارون من الأمارات العربية المتحدة الغارات على كل من سوريا واليمن باستخدام طائرات أف – 16 التي اشترتها من لوكهيد مارتن.
ومن المتوقع أن تنتهي الإمارات من عقد صفقة مع شركة «جنرال أتوميكس» لشراء اسطول من طائرات «بريديتر» بدون طيار لاستخدامها في عمليات التجسس على جيرانها.
وكما تقول صحيفة «نيويورك تايمز» فاتساع الحروب في الشرق الأوسط ضد شبكات الإرهابيين والمتطرفين وتزايد مستويات النزاعات الطائفية جاءت كل الأسلحة المستخدمة فيها من الترسانات التي اشترتها الدول المشاركة في الحرب من الولايات المتحدة، واصبحت بحاجة لمزيد منها لمواصلة العمليات العسكرية. وتعني زيادة آلة القتل الأمريكية زيادة في عقود الأسلحة وازدهارا لشركات تصنيعها.
وترى الصحيفة أن مشكلة الأسلحة والتسابق على شرائها تأتي في وقت أعيد فيه رسم تحالفات الولايات المتحدة.
وتشير الصحيفة إلى أن المسؤولين الأمريكيين أخبروا الكونغرس الأسبوع الماضي أنهم يتوقعون طلبات جديدة من حلفاء أمريكا في الدول العربية التي تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا- السعودية وقطر والبحرين والإمارات العربية المتحدة الأردن ومصر شراء الآلاف من الصواريخ والقنابل والأسلحة الأخرى وتعيد بناء ترساناتها التي نضبت في العام الماضي.
توازن عسكري ضد إيران
وكان بيع السلاح للدول العربية يمر بإجراءات ويخضع لشروط من أجل إبقاء التوازن العسكري في صالح إسرائيل.
ولكن ولأن الأخيرة تبدو في تحالف فعلي مع الدول العربية ضد إيران فقد أبدت إدارة أوباما استعدادا لبيع أسلحة متقدمة لدول الخليج وبدون اعتراضات من إسرائيل.
وبحسب أنتوني كوردسمان، المحلل في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية «فحسابات إسرائيل واضحة»، وهي أن صفقات الأسلحة «لا تمثل تهديدا حقيقيا» عليها بل «تمثل توازنا مهما ضد إيران».
ويتوقع المحللون في شؤون الدفاع وخبراء الشرق الأوسط زيادة في طلبات الدول العربية التي تحاول مواجهة التوسع الإيراني في بلادها وطلب معدات عسكرية متقدمة.
ويعلق ريتشارد ابولافيا المحلل الدفاعي في مجموعة «تيل» إن جيوش دول الخليج كانت رمزا للردع ونوادي طيران، ولكنها أصبحت فجأة مطلوبة وتستخدم في الحرب.
وتعتبر السعودية من أكثر الدول إنفاقا على شؤون الدفاع وهي الرابعة في العالم حيث أنفقت في العام الماضي 80 مليار دولار.
وأنفقت الإمارات 23 مليار دولار في العام الماضي، بنسبة 3 أضعاف ما أنفقته في عام 2006.
وتأتي قطر في المرتبة الثالثة، فقد أنفقت 11 مليار دولار على صفقات التسليح ولشراء طائرات أباتشي وأنظمة باتريوت وجافلين من وزارة الدفاع الأمريكية ـ البنتاغون.
وتأمل قطر في توقيع صفقة لشراء مقاتلات أف – 15 كي تحل محل طائرات «الميراج» فرنسية الصنع والتي أصبحت قديمة.
ومن المتوقع أن يتقدم المسؤولون القطريون بقائمة من الأسلحة التي يرغبون في شرائها قبل اجتماع أوباما مع قادة وملوك مجلس التعاون الخليجي في أيار/ مايو المقبل الذي سيبحث فيه إتفاق الإطار الذي تم التوصل إليه مع إيران هذا الشهر في لوزان السويسرية.
وتقول الصحيفة إن بوينغ افتتحت مكتبا لها في العاصمة الدوحة في عام 2011 فيما افتتحت شركة لوكهيدمارتن مكتبها هذا العام.
كما أنشأت وحدة خاصة للعقود العسكرية الأجنبية.
وتعتقد المخابرات الأمريكية ان حروب الوكالة التي تجري على الساحة العربية ستستمر لسنوات مما يعني تطلع الدول العربية لشراء طائرة أف – 35 التي تعتبر «جوهرة» الترسانة العسكرية الأمريكية في المستقبل.
وتتميز الطائرات بقدرات فولاذية خارقة وتم تسويقها للحلفاء الأوروبيين والآسيويين ولم تعرض بعد للدول العربية نظرا لاهتمام الولايات المتحدة بالحفاظ على ميزان التفوق العسكري في المنطقة لصالح إسرائيل.
ونظرا لسباق التسلح الجاري ودخول روسيا كمنافس للولايات المتحدة مع دول أخرى على سوق المنطقة فقد تغير واشنطن من موقفها. ومن المتوقع أن يؤدي قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تزويد إيران بنظام دفاع جوي متقدم أن يؤدي لزيادة الطلب على المقاتلة الأمريكية «أف – 35» والقادرة على اختراق أنظمة الدفاع الروسية.
ويعتقد أبولافيا أن حروب الوكالة الجارية بين السنة والشيعة والقرار الروسي قد تعبد الطريق أمام السماح ببيع الطائرة لدول الخليج.
لكن هناك محاذير لأي قرار خاصة أن أمريكا لا تريد سلاحا بيد دول الخليج تقوم باستخدامه في أي وقت تشاء لضرب إيران، وهناك مخاوف من طريقة استخدام السلاح الأمريكي في اليمن حيث سقط مدنيون جراء الغارات الجوية.
علاقات من أجل إسرائيل
وكان الكونغرس الأمريكي قد صادق في عام 2008 على قانون يسمح لإسرائيل بالإحتفاظ» بتفوق عسكري نوعي» في المنطقة.
وبناء عليه تتم مراجعة كل الصفقات العسكرية بشكل يتوافق مع مصلحة إسرائيل. لكن سياسة الرئيس باراك أوباما الجديدة التي تقوم على تعزيز قدرات عدد من دول الخليج العسكرية بحيث تكون في وضع يسمح لها بمواجهة الطموحات الإيرانية أدت لتخفيف الشروط، خاصة أن خطوات كهذه تصب في مصلحة إسرائيل التي ترى في إيران تهديدا وجوديا عليها.
وهو ما عبر عنه أندرو شابيرو الذي كان مساعدا لوزير الخارجية الأمريكي للشؤون العسكرية. ففي خطاب ألقاه عام 2011 أكد فيه على استخدام أن التعاون العسكري مع دول المنطقة مهم وحيوي لأمن إسرائيل. وتظل الطبيعة الطائفية للحروب الدائرة في المنطقة مثارا للقلق، فالتحالف الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين في اليمن تم تقديمه من خلال مواجهة التمدد الإيراني.
وتتهم طهران بدعم المتمردين الحوثيين. وبعيدا عن هذا البعد فقد أظهرت دول الخليج تصميما لاستخدام قدراتها العسكرية والتصدي للتحديات الإقليمية النابعة من جماعات مثل تنظيم الدولة الإسلامية وتنظيمات القاعدة إضافة للحوثيين الذين سيطروا على أغلب اليمن والعاصمة صنعاء.
المشهد في اليمن
وبالنظرة العامة للمشهد الدائر في المنطقة فالمسألة لا علاقة لها بسباقات تسلح وتصميم عربي خاصة السعودية لعب دور مهم في شؤون المنطقة بقدر ما هي نزاعات نجمت في معظمها عن التدخلات العسكرية الغربية فمن العراق الذي أطيح فيه عام 2003 بالرئيس صدام حسين إلى ليبيا التي أطيح بديكتاتورها عام 2011 واليمن الذي تقوم فيه الولايات المتحدة بحملة لملاحقة ناشطي القاعدة عدة سنوات.
ونتجت هذه الحروب عن تفكك الدولة القومية التي نشأت في مرحلة ما بعد التحرر من الإستعمار إضافة لانهيار مؤسسات الدولة ونشوء كيانات غير دول تنظيم الدولة الإسلامية الذي ألغى الحدود ما بين العراق وسوريا وأعلن عن «خلافة» في منطقة يعيش فيها 6 ملايين نسمة.
وفي اليمن يستغل تنظيم القاعدة الفوضى ويبني قدراته هناك. ففي لعبة تشبه ما قام به تنظيم الدولة، قام مقاتلوه بالهجوم على سجن في جنوب اليمن وحرروا نشطاء منه، واستولوا في حركة أخرى على مليون دولار بعد عملية سطو على مصرف.
وفي الأيام الماضية سيطرت على مطار وخط لنقل النفط في المكلا – حضرموت. في تحرك آخر استولى التنظيم على كميات كبيرة من الأسلحة الأمريكية الصنع التي قدمتها الولايات المتحدة للجيش اليمني لمكافحة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وهو تكرار للسيناريو نفسه الذي حدث في العراق 30 حزيران/ يونيو 2014 عندما استولى مقاتلو تنظيم الدولة على كميات من الأسلحة المتقدمة والثقيلة وشحنوا معظمها إلى سوريا.
وتشير التحركات في اليمن ومحاولة التنظيم لبناء منطقة آمنة له هناك إلى أن الدرس الذي طبقه تنظيم الدولة يتم نسخه في اليمن. فصعود الجهاديين السريع وقدرتهم على تعزيز مكاسبهم ونشر «بطولاتهم» عبر الإنترنت أدى لتراجع صورة تنظيم القاعدة الأم.
وكما تنقل صحيفة «لوس أنجليس تايمز» عن بروس هوفمان، الباحث في جامعة جورج تاون فقد «غير تنظيم الدولة اللعبة» للجماعات الإرهابية. وقدم التنظيم «الأوكسجين» لها ولكن «السيطرة على الأراضي والمناطق الآمنة» توفره لهم.
ويقول ستيفن سيش، السفير الأمريكي باليمن في الفترة ما بين 2007 – 2010 فقد أصبح لدى تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية «مساحة للتحرك واسعة».
و «قدرتهم على التحكم في أراض والسطو على البنوك تجعلهم تنظيما قادرا على الاستمرار، وبالتالي تجنيد اتباع جدد».
ويرتبـط صعـود تنظيم القاعدة في اليـمن بانهيــار الحـكومة والحـرب الأهـلية الـدائرة الـتي أجبرت الولايات المتحدة على سـحب قـواتها الخاصة من اليمن ووقف أو تخفيف عمليات ملاحقة التنظيم بطائرات «درون» كل هذا رغم تأكيد وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر يوم الخميس أن الولايات المتحدة تواصل حملاتها والضغط على القاعدة رغم خسارتها مركز عمليات الخاصة في اليمن.
ومع ذلك استفاد القاعدة من الفوضى وعزز من قوته، خاصة في الجنوب حيث يقول مسؤول أمريكي «إنهم يفعلون بالضبط ما توقعنا حدوثه، استغلال الفوضى»، مضيفا إلى أن «الضغط عليهم خف».
ويشير مسؤلون إلى ان القاعدة استغل عام 2011 الثورة التي طالبت برحيل علي عبدالله صالح وسيطر على مناطق قبل أن يقوم الرئيس عبد ربه منصور هادي بإجبارهم على التراجع عام 2012 إلى المناطق الشرقية الوعرة.
وبالمحصلة لا يحتاج العالم العربي أسلحة جديدة تقع في يد الجهاديين والمتشددين من كل الألوان، وهو ما حدث طبعا في ليبيا ويحدث على قاعدة يومية في سوريا مع أن أسلحتها تأتي من روسيا ودول أخرى غير الغرب ولكن النتيجة معروفة وتقودنا للسياسات الغربية في المنطقة.
حروب الغرب
ويذكرنا الصحافي باتريك كوكبيرن في مقال نشرته صحيفة «إندبندنت أون صنداي» ويدعونا لمشاهدة فيديو ظهر فيه ديفيد كاميرون ببنغازي الليبية في 15 إيلول/ سبتمبر 2011 وحيا الحرية الجديدة في ليبيا.
ويدعو الكاتب قارئه لمشاهدة ما يحدث اليوم في شوارع بنغازي وطرابلس حيث تتحارب الميليشيات المسلحة مع بعضها البعض.
ويقول بدون هذا النزاع لم تكن الجثث لتطفو على مياه البحر المتوسط حيث يحاول اللاجئون غير الشرعيين الهرب عبر البحر إلى أوروبا.
وفي مشهد آخر يدعونا للعودة إليه وهو متوفر مثل الأول على اليوتيوب، ويعني به تصويت البرلمان البريطاني 29 آب/ أغسطس 2013 على المشاركة في الحرب ضد النظام السوري بعد استخدامه السلاح الكيميائي في الغوطة الشرقية ومقتل 1400 أو يزيد جراء هذا.
وقد رفض البرلمان في حينه مشروع كاميرون. ويعتقد كوكبيرن إن سقوط الأسد كان سيفتح الباب أمام وصول التنظيمات المرتبطة بالقاعدة للحكم بعد فراغ السلطة.
ويرى الكاتب إن ما يثير الدهشة في ليبيا وسوريا أن رئيس الوزراء البريطاني لم تكن لديه فكرة حول ما يجري هناك.
وهذا هو السيناريو نفسه الذي حصل عندما قاد توني بلير بلاده في حرب كارثية للإطاحة بصدام في عام 2003.
ويقول إن بلير أصبح كبش فداء للحرب رغم أن المؤسسة الحاكمة ومعظم الرأي العام كان يقف وراءه في حرب العراق. ويرى أن الداعي وراء دعم الحرب هي الأدلة المفبركة التي قدمها بلير حول تهديد أسلحة الدمار الشامل التي زعم أن صدام حسين كان يملكها.
ومن هنا فأحداث عام 2002 و 2003 التي قادت للحرب قادت إلى نوع من فقدان الذاكرة حول ما حجم ما جرى فيها والجنود الذين سقطوا في الحرب.
ومن هنا فالفشل السياسي والعسكري كان كبيرا من جانب بريطانيا رغم أن دورها في الحرب لم يكن كبيرا بسبب تحمل واشنطن مسؤولية اتخاذ القرارات الكبرى.
ويظل الفشل البريطاني أسوأ، وهذا راجع للتحضيرات التي قامت بها المؤسسة العسكرية للحرب، فقد دخل الجيش البريطاني مدينة البصرة في جنوب العراق بعد قليل من الجنود وسوء تقدير للمعارضة المحلية للحرب.
ونقل كوكبيرن في حينه عن ضابط بريطاني كيف «تفاخر البريطانيون في تجربة حروب العصابات التي خاضوها في ماليزيا وشمال أيرلندا، ولكن في كلا الحالتين كنا نلقى دعما من السكان أما في البصرة فلم يكن لدينا حلفاء» والنتيجة كانت واضحة فبحلول عام 2005 كان الجيش البريطاني مرابطا في مطار البصرة وترك المدينة تحت سيطرة الميليشيات الشيعية.
دعونا نركز على أفغانستان
وفي هذه الفترة قرر بلير مدعوما من المؤسسة العسكرية التركيز على الحرب في أفغانستان والوحدات العسكرية المرابطة في إقليم هيلمند، حيث كان وجود هذه القوات مثيرا للمشاكل. وقتل من الجيش البريطاني 453 وفقد 247 جنديا أطرافهم.
ومن هنا فقد أخفى الاهتمام بحرب العراق ما جرى للجيش البريطاني في أفغانستان. واستطاعت الحكومة تجنب النقد لأن أحدا لم يلتفت للأخطاء التي ارتكبتها.
جزء من المشكلة هي عدم فهم مشاكل المنطقة فهناك عدد قليل من الدبلوماسيين والصحافيين ممن خدموا في المنطقة لمدة طويلة، 10- 20 عاما مثلا.
ويقول إن حقيقة عدم تضرر صورة وسمعة كاميرون من سوريا وليبيا دليل على هذا. صحيح تشارك بريطانيا في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية لكن مشاركتها رمزية كما أن عدد الغارات التي شنتها طائرات سلاح الجو الملكي البريطاني تظل قليلة.
ويقول إن حكومة المحافظين نجت من الانتقاد على الكوارث التي تجري في الشرق الأوسط جاء بسبب عدم رغبة الرأي العام البريطاني الانخراط في حروب جديدة هناك.
ولا يمكننا تجاهل المنطقة كما يقول «ففي الوقت الذي لا نذهب فيه إلى هناك فالمنطقة تأتي إلينا». فالحروب السبعة التي تمتد من شمال غرب باكستان إلى شمال شرقي نيجيريا تزداد سوء. وفي كل الحروب هذه يظل تنظيم القاعدة المستفيد الأول، فالقاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية يتقدمان في اليمن والعراق وسوريا وليبيا.
وقد لا يتحدث السياسيون عن هذه الحروب لكنها قد تصل إلى بريطانيا، خاصة أن الجهاديين المحليين سيجدون سهولة في شن جهادهم في بريطانيا أو أوروبا بدون الحاجة للسفر إلى الشرق الأوسط.
قد يظن الغرب ـ أوروبا والولايات المتحدة – أنه قادر على الهروب من مشاكل الشرق الأوسط أو استفزاز حروب فيها، إطالة أمدها، مراقبتها عن بعد أو عدم القيام بجهود لوقفها لكنه سيكتشف أنه مخطئ في كل هذا.
المعارضة السورية تستعيد زمام المبادرة في القلمون
إسطنبول ــ عدنان علي
بعد سيطرة قوات النظام السوري وحزب الله اللبناني على مدينة يبرود في مارس/آذار من العام الماضي، بدا، بحسب الدعاية الكثيفة التي رافقت تلك العملية، أن الأمور استتبت لهما هناك، وأن المعارضة المسلحة لفظت أنفاسها الأخيرة ولن تقوم لها قائمة بعد ذلك في تلك المنطقة.
غير أنّ التطورات التالية، خصوصاً في الأشهر الأخيرة، أشارت إلى أنّ قوات المعارضة بتشكيلاتها المختلفة بات لها اليد الطولى في المنطقة، بعدما غيرت من تكتيكاتها العسكرية، متخلية عن مبدأ السيطرة على الأرض لصالح شنّ حرب عصابات، تعتمد الكرّ والفرّ وضرب حواجز ومراكز النظام وحزب الله، ومنعها من التمركز والحد من حركتها أو قدرتها على شنّ هجمات مؤثرة نتيجة استهدافها المستمر.
وبعد إنهاك قوات النظام وحزب الله بالهجمات الخاطفة في عموم القلمون الغربي والشرقي، أطلقت قوات المعارضة ممثلة بـ”جيش تحرير الشام” قبل أسابيع معركة “ضرب النواصي” في القلمون الشرقي، وتمكّنت من السيطرة على الطريق السريع دمشق بغداد، بعدما كانت قوات النظام والمليشيات الداعمة له تتمركز في عدة نقاط على هذا الطريق، الذي يؤمن طريق الإمداد للنظام وحزب الله، بما يخفف أيضاً الضغط عن القلمون الغربي.
وأهم النقاط، التي سيطر عليها الفصيل المعارض، هي تلك المطلة على مطار ضمير العسكري، ونقطة الطابة، التي تعتبر راداراً للطائرات الحربية، بعد اشتباكات سقط خلالها قتلى وجرحى من الجانبين.
وقال النقيب زهير محمد، نائب قائد “جيش تحرير الشام”، الذي تشكّل الشهر الماضي بقيادة النقيب، فراس البيطار، لـ”العربي الجديد”، إن “معركة ضرب النواصي تسير بشكل جيد بمشاركة من كتيبتي أبو بكر والصوارم”، نافياً أية صلة لهم مع تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش). واعتبر أن من يطلق هذه الشائعات إنما يريد الإساءة المتعمدة لجيش تحرير الشام.
وكانت مجموعة من الضباط المنشقين عن النظام قد أعلنت في نهاية مارس/ آذار الماضي عن تشكيل “جيش تحرير الشام”، وذلك بهدف قتال النظام والمليشيات التي تقاتل إلى جانبه فقط.
وتتزامن معركة “ضرب النواصي” مع معارك تخوضها فصائل المعارضة في مناطق القلمون الغربي، في الجبال الفاصلة بين لبنان وسورية، ضدّ قوات نظام بشار الأسد وحزب الله، حيث سيطرت المعارضة على عدة نقاط في جرود الفليطة، وإلى الجنوب في الزبداني وغيرها.
وأعلنت فصائل المعارضة، وبينها “جبهة النصرة”، عن سيطرتها على خمس نقاط في مرتفعات القلمون مثل “المش، وشعبة حميدا والحمرا” في محيط بلدة فليطة، حيث قتلت 13 عنصراً من حزب الله واستولت على أسلحة وذخائر.
وأشار الناشط، عمر القلموني، في حديث مع “العربي الجديد”، إلى أنّ سيطرة المعارضة على هذه التلال ذات أهمية كبيرة، كونها تكشف طريق الإمداد الذي تستخدمه قوات النظام وحزب الله لنقل ما تحتاجه من عتاد عسكري وبشري إلى منطقة القلمون، من خلال الجرود اللبنانية عرسال وبريتال. وقال إن قوات المعارضة أدركت أن قطع طرق الإمداد سيكون له أثر سلبي على حزب الله، ولذلك بدأت منذ عدة أشهر بالتقدّم من عدة اتجاهات، وباتت هذه التلال اليوم مراكز للمعارضة لتحقيق المزيد من التقدّم.
وفي وقت تنهمك فيه فصائل المعارضة في معاركها ضدّ النظام وحزب الله في القلمون، بشقيه الغربي والشرقي، يسعى تنظيم “داعش” إلى تعزيز مواقعه في تلك المنطقة على حساب فصائل المعارضة بالدرجة الأولى. وقد تسلل عناصره إلى مناطق استراتيجية شمال شرق دمشق، وجنوب شرق حمص. وقال المتحدث باسم فصيل الملازم أحمد العبدو، سعيد سيف، لـ”العربي الجديد”، إن “تنظيم (داعش) سيطر على منطقة السحلة الاستراتيجية الواقعة بين الطريق السريع دمشق بغداد وطريق بلدة القريتين حمص السريع، في هجوم ليلي مباغت على مواقع للثوار”، موضحاً أن “التنظيم خسر أكثر من 10 مسلّحين خلال العملية، بينما قتل اثنان من الثوار وأسر ثالث”. وأوضح أن “الثوار في تجمع أحمد العبدو، ولواء أسود الشرقية، ولواء الاسلام حشدوا عشرات العناصر لاستعادة المنطقة التي تعتبر استراتيجية لأنها منفذ لهم نحو البادية الشامية والحدود الأردنية، ونحو الشمال السوري من الغوطة الشرقية”.
وقال سيف إن “رتلاً من (داعش) مرّ بالقرب من حواجز قوات النظام في ريف حمص الشرقي دون أن يستهدفه”، مشيراً إلى “وجود تنسيق بين الطرفين لشنّ (داعش) هجومه بعد إعلان الثوار عن معركة (ضرب النواصي) في القلمون الشرقي”.
من جهته، قال الناشط في المنطقة، باسم فؤاد، إن “داعش”، وخلافاً لما يتم تداوله، يسيطر على معظم مناطق القلمون الغربي الخارجة عن سيطرة النظام، ووجود فصائل المعارضة هناك ضعيف ومهلهل”. وأضاف في حديثه لـ”العربي الجديد” أن “التنظيم ثبت أقدامه في المنطقة بعد هجومه قبل عدة أشهر على فوج المغاوير بقيادة الملازم أول عرابة أدريس”، والذي كشف عن أنه بات الآن في محافظة درعا، بينما “انضم أكثر من نصف عناصره إلى تنظيم (داعش) كخيار لا مناص منه، بسبب عدم تمكنهم من الانسحاب إلى أي مكان وعدم وجود دعم لهم من أي جهة”.
ورأى فؤاد أن “داعش الذي حاول قبل أشهر شنّ هجوم على مواقع حزب الله داخل الأراضي اللبنانية، يركّز جهده حالياً على الإعداد لـ(غزوة) مماثلة داخل لبنان ولا يكترث للفصائل الأخرى التي يرى أنها لا تشكل خطورة عليه”.
وفي سياق متصل، عثر مؤخراً على جثة قائد تجمع “الضباط الأحرار”، ورئيس “غرفة عمليات القلمون”، العميد يحيى زهرة، في منطقة رأس السن بمدينة عرسال اللبنانية.
وقال مصدر عسكري في القلمون لـ”العربي الجديد”، إن العميد وجد مقتولاً بثلاث رصاصات في رأسه وصدره، بعد اختطافه قبل تسعة أيام من مدينة عرسال من قبل تنظيم “داعش”، بسبب قيامه بـ”التنسيق لتشكيل فرقة تابعة للجيش الحر في القلمون”.
وأضاف المصدر، الذي فضل عدم نشر اسمه، أن أقارب العميد المقتول ذهبوا لمسؤول في التنظيم، بعرسال من أجل إطلاق سراحه، وأكد لهم أنه سيتم إطلاق سراحه خلال أيام، لكن التنظيم قتله، وألقى بجثته عند أطراف مدينة عرسال.
وحذّر المصدر من أن الحملة العسكرية التي يشنّها “داعش”، وتتزامن مع المعارك التي يخوضها الجيش الحر ضدّ النظام، تجهز على ما تبقى من كتائب تابعة للجيش الحر، خصوصاً في ظل نقص الإمدادات الغذائية والعسكرية للجيش الحر، مشيراً إلى أن عدداً من القادة انسحبوا من جرود القلمون بسبب هذه المعارك، ومنهم العقيد، عبد الله الرفاعي، الذي كان قد اعتقل من قبل جهاز الأمن اللبناني.
النظام السوري يشن حملة اعتقالات واسعة في جبلة
أنطاكيا _ أنس الكردي
تشنّ قوات النظام السوري، منذ نحو أسبوع، حملة اعتقالات واسعة في مدينة جبلة التابعة لمحافظة اللاذقية على الساحل السوري، إذ تم اعتقال العشرات من أبناء المدينة خلال حملات دهم للبيوت تارة، وإقامة حواجز مفاجئة تارة أخرى، بهدف السوق إلى الخدمة الاحتياطية.
وأفاد المتحدث الرسمي باسم “لجان التنسيق المحلية”، أبو ملهم الجبلاوي، لـ”العربي الجديد”، أنه” تم توثيق اعتقال 48 شاباً منذ نحو أسبوع من قبل عناصر تابعة لفرع الأمن العسكري، شملت أحياء الجبيبات والجركس والعمارة والعزة وجب جويخة، من أجل السوق إلى الخدمة الاحتياطية في صفوف قوات النظام”.
” وأشار الجبلاوي، إلى أن “حملات الاعتقال منظمة وممنهجة، إذ يحمل عناصر الأمن ورقة بأسماء المتخلفين عن الخدمة، لكن طريقة الاعتقال عشوائية، اذ تتم إما عن طريق حواجز طيّارة (مفاجئة)، أو عن طريق دهم البيوت والمقاهي العامة والنوادي الشعبية”، لافتاً إلى أنه “لا توجد أي ردة فعل مقابلة من السكان، الذين يضطرون للإذعان، بسبب سيطرة النظام على المدينة بشكل كامل وإحكام منافذها”.
في سياق مواز، تلقّى سكان المدينة نبأ مقتل ثلاثة شبان تحت التعذيب في سجون قوات النظام، خلال العشرة أيام الماضية، ليتجاوز رقم الضحايا تحت التعذيب نحو 40 مدنياً في جبلة، منذ بداية الثورة السورية على يد الأجهزة الأمنية.
وتعتبر مدينة جبلة ذات حساسية بالنسبة للنظام، لكونها الخزان البشري الموالي له في ريف الساحل السوري.
وتقع جبلة على مسافة 25 كليومتراً جنوبي محافظة اللاذقية، وتطل على البحر المتوسط، وتعد من أوائل المدن التي شاركت في التظاهرات الشعبية لإسقاط النظام السوري عام 2011، وأكثرها تعرضاً للقمع كونها تعدّ معقلاً لقوات النظام، والمليشيا والأنصار الموالين له.
الأسد يخسر مدينة الزيتون
دمشق – عدنان عبد الرزاق
يحاول نظام بشار الأسد استعادة مدينة إدلب التي حررتها المعارضة المسلحة نهاية مارس/آذار الماضي، لئلا تستفيد المعارضة من موقعها الجغرافي المتاخم لتركيا، فضلا عن مساحات الأراضي الخضراء التي تتميز بها المدينة المحررة.
وتشترك إدلب، مع تركيا في عدد من المعابر الحدودية التي تسهّل مرور التجارة والأفراد بين البلدين.
ولا تقف أهمية المدينة عند موقعها، إذ تساهم بحصة مؤثرة في سلة الغذاء السورية، إذ تشتهر بزراعة الزيتون كونها تحوي 12 مليون شجرة مثمرة، فضلا عن زراعة القمح والشعير والبقوليات والخضار الصيفية كالخيار والبندورة وغيرها من المحاصيل.
وقال المهندس الزراعي أكرم برغل، أحد مواطني إدلب: المدينة من أهم المدن الزراعية السورية، حيث تتجاوز مساحة القطاع الزراعي في المحافظة أكثر من 75% بما يقارب 4 آلاف كم مربع من المساحة الإجمالية للمحافظة، والبالغة 6 آلاف كم مربع.
ويقول المهندس برغل: ينعكس تحرير إدلب سلباً على كونه يفتقر إلى الدعم الواجب تقديمه للمزارعين من قبل الدول أصدقاء سورية كالبذور والأسمدة والمبيدات اللازمة لعملية الزراعة، بالإضافة للقروض المقدمة للمزارعين.
وأوضح أن مزارعي القمح سيواجهون مشكلة عند تسليم محصولهم، حيث سيتكلفون أجور نقل إضافية ليصلوا لمناطق سيطرة النظام، حتى يتسنى لهم الحصول على السعر الملائم في حال امتنعت الدول والمنظمات العاملة في مجال إغاثة الشعب السوري عن تقديم الدعم اللازم لشراء محصول القمح، والذي يتوقع أن يفوق 300 ألف طن لهذا الموسم.
وقال المهندس الزراعي يحيى تناري، من إدلب، إن خسارة نظام الأسد للمحافظة، تؤثر على تواصله اللوجستي مع مراكز قوته في المدن الساحلية، وتتوفر المحافظة على طاقات تخزينية تتجاوز 170 ألف طن من الحبوب.
النظام يغلق حماة..وانسحاب “الدفاع الوطني” من المسطومة
ما إن أُعلن عن تحرير مدينة إدلب، نهاية آذار/مارس، على أيدي قوات المعارضة، حتى بدأت انعكاساته تظهر على مدينة حماة الواقعة تحت سيطرة النظام؛ حيث أغلقت قوات النظام، الأسبوع الماضي، مداخل ومخارج المدينة، ومنعت دخول وخروج الناس.
عضو “كتلة أحرار حماة” أبو معتصم الصالح، قال لـ”المدن”: “إن العناصر على الحواجز قالوا للناس إن مدينة حماة أصبحت منطقة عسكرية، وترافق هذا مع حركة مكثفة للطيران الحربي من وإلى مطار حماة العسكري”. إغلاق حماة ترافق مع تدقيق كبير على الحواجز وسط المدينة، مثل حاجزي “ساحة العاصي” و”الشريعة”، حيث قام عناصر الحواجز بتفتيش السيارات بدقة، وإيقاف المارة والتدقيق في بطاقاتهم الشخصية، كما جرت حملات مداهمة واعتقال، في أحياء جنوبي الملعب والقصور والبياض.
وتشهد المدينة منذ فترة توتراً أمنياً، حيث قامت قوات النظام بتعريز الكثير من الحواجز على مداخل المدينة، وزيادة عدد الآليات والمركبات العسكرية المتمركزة فيها. وفي وسط المدينة قامت قوات النظام برفع السواتر الترابية وتعزيز المتاريس، كما جرى استبدال الضباط المسؤولين عن الحواجز.
وانتشرت شائعات في حماة مؤخراً، بأن المعارضة المسلحة ستدخل المدينة، وتحررها، وأنه يتوجب على المدنيين إخلاء المدينة بشكل كامل، خلال أسبوع واحد، وإلا فإنهم سوف يتحملون النتائج. هذه الشائعات أثارت خوف الأهالي، خاصة مع استنفار عناصر النظام داخل المدينة. وأفاد أحد الناشطين من مدينة حماة سامي الحموي، أن قوات الأمن تغلق شوارع المدينة كل يوم عند السابعة مساءً لتفتحها بعد الساعة الثامنة صباحاً. وتنتشر دوريات قوات النظام في أغلب الأحياء ما يزيد من خوف الأهالي الذين أصبح حديثهم اليومي هو اقتحام المدينة والحرب التي على الأبواب.
واستطاع ناشطون من مدينة حماة، الحصول على تعميمٍ رسمي وصل إلى قيادة شرطة المحافظة في 11 نيسان/إبريل، مفاده أن تنظيم “الدولة الإسلامية” سيقوم بإقتحام مدينة حماة بالتنسيق مع “جبهة النصرة” وكتائب متشددة أخرى، السبت 18 نيسان/إبريل. وبحسب التعميم فإنه سيتم الإقتحام من الجهة الشرقية للمدينة، بالانطلاق من قرى بلدة السلمية، بالتزامن مع فتح عدد من الجبهات في الشمال، ومنها جبهة تل ملح والجبين في ريف حماة، والمسطومة وجسر الشغور في ريف إدلب.
القائد في لواء “سور العاصي” أبو محمد الحسني، أوضح لـ”المدن” إجراء اتصالات مع قادة الكثير من الفصائل العسكرية العاملة في محافظة حماة، وتبين أنه لا صحة لهذه الإشاعات، وأن تحرير المدينة يتطلب إمكانيات غير متوافرة حالياً لدى المعارضة المسلحة. وشكك الحسني برواية النظام التي أشارت إلى التنسيق بين “الدولة الإسلامية” و”النصرة” و”الجيش الحر” الذين هم على حرب وعداوة، كما استغرب تحديد تاريخٍ للإقتحام.
ومع حلول التاريخ المحدد، وعدم حدوث شيء في المدينة، تبين للناس أن ما قيل عن اقتحام حماة، هو شائعات تعمد النظام بثها.
ومع استمرار المعارك في ريف إدلب ومعسكر المسطومة، أفاد الناشط من ريف إدلب عبد الغفور دياب، أن قيادات أمنية وعسكرية من دمشق جاءت إلى المنطقة، لمعالجة الخلافات الدائرة بين قوات العقيد سهيل الحسن “النمر” الذي يتولى قيادة المعارك، وقوات “الدفاع الوطني” المشكلة من المناطق العلوية بريف حماة الغربي.
وقد رصدت المعارضة انسحاب ما يقارب 200 عنصر من “الدفاع الوطني” بعتادهم وسلاحهم، من معسكر المسطومة عن طريق أريحا–اللاذقية، وعادوا إلى قراهم. وذلك بعد أن قيل لهم بإن القتال لن يستمر أكثر من 6 أيام، في حين لا زالت المعارك مستمرة منذ تحرير إدلب إلى الآن. في ظل ازدياد خسائرهم البشرية، بالإضافة إلى إستياء الكثير من العناصر من قيادة “النمر” وقواته. حيث تتهم قوات “الدفاع الوطني” قوات “المخابرات الجوية” التابعة للنمر، بسوء المعاملة والفوقية..وسط أنباء تفيد عن إمكانية إقالة “النمر” وتسليم القيادة للعميد عصام زهر الدين، الذي يتمتع بشعبية عالية لدى قوات “الدفاع الوطني”.
وقال عضو “تنسيقة مدينة مصياف” أبو صالح، إن حالة من الاستياء تسود الأهالي في المنطقة ذات الأغلبية العلوية، بسبب كثرة القتلى، فلا يمر يوم من دون مقتل أحد أبنائهم. وسط انتشار سخط بينهم، يصل إلى حدود التعليق العلني بأن أبنائهم يقتلون للدفاع عن بشار الأسد وكرسيه، وأن دماء أبنائهم أغلى من أن تذهب مقابل ذلك فقط. ويعد ريف حماة الغربي من أهم الخزانات البشرية لدى النظام، ويعتمد عليها بشكل كبير في منطقة الشمال السوري.
“الجبهة الشامية” في حلب تحلُّ نفسها
بعد ثلاثة شهور من تشكيلها، حلّت “الجبهة الشامية” كبرى فصائل المعارضة في حلب ذاتها، لتعود الفصائل التي شكلتها إلى العمل المسلح، بشكل مستقل، تحت المسمى الخاص لكل مكون. وجاء الإعلان عن القرار الأخير، عبر تسريبات وتصريحات لقادة الشامية الذين أكدوا الإبقاء على التنسيق المباشر والعملياتي بين الفصائل، وعدم تأثر جبهات القتال بالقرار.
رئيس “المكتب السياسي” في الشامية زكريا ملاحفجي، أكد السبت صحة الأنباء التي تحدثت عن حلّ الشامية، وشدد على استمرار التنسيق السياسي والعسكري بين الفصائل، مضيفاً أن معوقات في إدارة المكاتب والمناطق الجغرافية خلال الحرب كانت السبب المباشر في حل الشامية.
وتشكلت الجبهة الشامية، مطلع العام 2015، من مجموعة فصائل المعارضة المسلحة “المعتدلة” في حلب؛ كـ”الجبهة الإسلامية” و”حركة نور الدين الزنكي” و”جيش المجاهدين” و”تجمع استقم كما أمرت” و”جبهة الأصالة والتنمية” و”كتائب الصفوة”. الشامية وُضِعَت منذ تشكيلها، بقيادة عبدالعزيز سلامة قائد “الجبهة الإسلامية”، وأعلنت حينها تأليف “مجلس شورى” و”غرفة عمليات مشتركة” بحلب.
عضو المكتب الإعلامي في “جيش المجاهدين” عبدالفتاح الحسين، قال لـ”المدن” إن قرار الحلّ جاء على خلفية خلافات داخلية بين قادة الفصائل المكونة للشامية، كتعيين شخصيات بعينها وإقصاء أخرى. كما أن سوء الإدارة، والفشل في توزيع الأدوار القيادية، كان له أثر بالغ في حدوث انشقاقات مبكرة، مهّدت في ما بعد لحل الشامية بالكامل. وأشار الحسين إلى أن بعض الفصائل المنضمة للشامية ظُلمت كثيراً وتم تهميشها بشكل مقصود، وإقصيت قياداتها لتنصيب أخرين أكثر تجاوباً مع القيادة العامة للشامية، دون الأخذ بالمصلحة العامة لمجموع الفصائل.
وتوقع الحسين أن يصب حل الشامية في صالح المعارضة بحلب، وأن يعيد لجبهات القتال التنوع والحيوية.
ويذكر أن عدداً من الانشقاقات شهدتها الشامية منذ تشكلها، وأبرز الفصائل المنشقة عنها؛ “الفوج الأول” و”كتائب الصفوة الإسلامية”. أخر انشقاق شمل ثلاثة فصائل في ذات الوقت: “لواء أمجاد الإسلام” و”حركة النور الإسلامية”، و”تجمع كتائب الهدى”، والتي أعلنت فور انفصالها عن الشامية تشكيل “كتائب ثوار الشام”. تسبب الانشقاق الأخير باندلاع خلاف تخلله اعتقال قادة الفصائل المنشقة من قبل الشامية، وكاد أن يتطور لصراع مسلح، لولا تدخل قائد جيش المجاهدين المقدم أبو بكر، لحل الخلاف وتسوية الأمر.
القائد في “الفوج الأول” المقدم أحمد عيسى، أكد لـ”المدن” أن الشامية منذ تشكيلها لم تكن مبنية على أسس تنظيمية صحيحة، وما حدث كان نتيجة حتمية. وأضاف عيسى أن تجارب اندماج فصائل المعارضة المسلحة أثبتت فشلها تحديداً في حلب، بسبب الصراع المحتدم دوماً على القيادة بين الشخصيات الفاعلة في الفصائل. وأن المعارضة هي بغنى عن هذه التشكيلات، ومن الأفضل أن يتم التنسيق والعمل العسكري المشترك من خلال غرفة عمليات جامعة، كما حصل في إدلب مؤخراً، ما يؤمن سير العمليات القتالية بشكل فعال بعيداً عن المحاصصة.
القائد في “الجبهة الإسلامية” العقيد أبو فراس، قال لـ”المدن”، إن التشديد منذ بداية تشكيل الشامية، على ضرورة التواصل الفعلي بين قيادات الصف الأول والمقاتلين على الأرض في مختلف القطاعات، لم يتحقق، في إشارة إلى فشل القيادة. كما بقي انتماء المقاتلين للتشكيل الجديد شكلياً. وأكد أبو فراس أن الشامية منذ تأسيسها لم تقم بعمل عسكري مميز ترفع من خلاله معنويات مقاتليها وتظهر من خلاله الانسجام والتنسيق بين مكوناتها.
وأشار أبو فراس إلى أن ضغوطاً خارجية وداخلية كانت السبب المباشر في حلّ الشامية، والتي لم تنل رضا بعض القوى الإقليمية عربية وغربية، ما تسبب في انخفاض الدعم المقدم لفصائل المعارضة بحلب. كما أن الخلافات البينية التي نشبت بين المكونات الرئيسية للشامية كان لها الدور الكبير في حلها؛ كتمسك بعض الشخصيات بمناصبها، وعدم إفساح المجال للأكثر كفاءة ومقدرة على إدارة أكبر فصائل المعارضة عدة وعتاداً على الساحة السورية.
ويأتي قرار المعارضة في حلب، بخلط أوراقها من جديد، في إطار التهيئة لمرحلة عسكرية قادمة، على جبهاتها مع تنظيم الدولة الإسلامية والنظام، والتي تشهد تصعيداً ملفتاً مؤخراً؛ ابتداء من الريف الشمالي الذي يشهد محاولات مستمرة للتنظيم لاقتحامه، وصولاً إلى الحملة الجوية العنيفة التي يشنها طيران النظام على الأحياء والمدن التي تقع تحت سيطرة المعارضة بحلب وريفها، والتي تعتبر في مجملها تحدياً كبيراً يواجه المعارضة في الفترة القادمة.
كما أن حل الجبهة الشامية قد يصب فعلاً في مصلحة المعارضة المسلحة بحلب، التي لم تشهد جبهاتها أي تغيير يذكر طيلة الشهور الثلاثة من عمر الشامية. وبذلك تصبح الفرصة سانحة أكثر لبلورة مشهد عسكري أكثر نضجاً وفقاً للتفاهمات الدولية والإقليمية المستجدة، والتي شهدت تطورات مهمة وتحالفات جديدة تنذر بتحولات جوهرية في الساحة السورية لصالح المعارضة؛ كالتقارب السعودي-التركي.
دمشق: المعارضة تنهي وجود “داعش” في الحزام الشرقي للعاصمة
بدأت معركة “القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية” في أحياء برزة والقابون وتشرين في دمشق. الإعلان صدر عن “جيش الإسلام” ضمن معركة أطلق عليها تسمية “تطهير برزة والقابون من رجس الخوارج”، ويشارك فيها بشكل رئيسي “جيش الإسلام” و”اللواء الأول” التابع للجيش الحر ومعظم مقاتليه من أبناء المنطقة، بعد انتهاء المهلة التي أعطتها قوات المعارضة لعناصر التنظيم من أجل تسليم أنفسهم.
وسبق إطلاق المعركة نشاط كبير لعناصر التنظيم في حيي القابون وبرزة، إذ بثّت حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لتدريبات عسكرية جرت في المنطقتين، الأمر الذي دفع قائد “جيش الإسلام”، زهران علوش، إلى زيارة حي القابون قبل مدة، حيث عقد لقاءات مع عدد من الكتائب بحث فيها سبل مواجهة خطر التنظيم.
قوات “جيش الإسلام” و”اللواء الأول”، نشرت قناصين فوق الأبنية المطلة على الأحياء، بالتوازي مع نشر قوات حاصرت مقرات التنظيم، وشهدت اللحظات الأولى من المعركة أسر أمير التنظيم، منذر الصالحاني الملقب “أبو عمر بن لادن”، إلى جانب 20 آخرين من بينهم شرعي التنظيم، أبو الدردراء، فيما بلغت حصيلة القتلى النهائية في صفوف التنظيم 16 قتيلاً.
الهجوم الوحيد الذي نفّذه التنظيم كان من خلال انتحاري، انضم إلى صفوفه قبل 15 يوماً من بدء المعركة، حيث هاجم تجمعاً لمقاتلي “اللواء الأول” في حي تشرين وفجر نفسه بينهم، الأمر الذي أدى إلى مقتل أحد مقاتلي اللواء، فيما قتل 4 مدنيين بينهم سيدة خلال الاشتباكات.
وكانت محاولات كثيرة قادتها قوات المعارضة في المنطقة من أجل إنهاء وجود التنظيم من دون اللجوء إلى معارك عسكرية، وآخر تلك المحاولات كانت أثناء اندلاع المعركة، إذ أوفد “اللواء الأول” مقاتلاً إلى عناصر التنظيم من أجل مفاوضتهم على الاستسلام والخروج من الأحياء، لكن تم قتله أثناء مغادرته للمنطقة التي يسيطرون عليها، فاشتدت المعارك حتى بلغت ذروتها مساء الخميس، وحصلت خلالها اقتحامات واسعة لمقرات التنظيم إلى أن فرضت المعارضة سيطرتها الكاملة على الأحياء الثلاثة صباح الجمعة.
وتعتبر المنطقة التي جرت فيها الاشتباكات خط تماس يشهد اشتباكات في فترات متقطعة، إذ إن للنظام حواجز بين برزة والقابون، الأمر الذي دفعه إلى إرسال تعزيزات لحواجزه، كما أغلق طريق مستشفى تشرين، فيما تحدث ناشطون عن قصف للنظام على مواقع التنظيم داخل الأحياء التي شهدت المواجهات مع المعارضة.
ويقدر ناشطون أعداد مقاتلي التنظيم في المنطقة بحوالى 120، ويشيرون إلى أن النسبة الأكبر منهم من أبناء المنطقة. وتمكن التنظيم من تجنيدهم من خلال دفع الأموال، إذ يحصل الفرد غير المتزوج منهم على 200 دولار أميركي كمرتب شهري، فيما يحصل المتزوج على 400 دولار وتزيد بحسب ما لديه من أولاد، في مقابل 50 إلى 100 دولار يحصل عليها المقاتل في صفوف المعارضة.
يشار إلى أن التنظيم تنامى في الأحياء التي تخضع لهدنة مع النظام في دمشق، بعد المعارك التي خاضتها المعارضة ضده أواخر العام الماضي في الغوطة الشرقية، حيث فرّ مقاتلوه إلى تلك الأحياء، وبشكل رئيسي تركزت مقراته الأساسية في حي تشرين الأول، بسبب ضيق وتلاصق الشوارع فيه، فبدأوا بحفر الأنفاق و فتح “الطلاقيات” وهي عبارة عن ممرات وثقوب بين جدران البيوت المتلاصقة، وتلك العمليات كانت تدل على توقّع التنظيم لهجوم مثل الذي تعرض له وأنهى وجوده في حزام الأحياء الشرقية حول العاصمة دمشق.
ضابط سابق في جيش صدام كان أهم استراتيجي في داعش
دير شبيغل: لم يكن إسلاميًا بل استعمل الدين كوسيلة
ذكرت دير شبيغل الألمانية أن ضابطًا سابقًا في جيش صدام حسين كان “أهم استراتيجي” في تنظيم الدولة الإسلامية عندما سيطر هذا الأخير على شمال سوريا. هذا الضابط الذي يدعى سمير عبد محمد الخليفاوي ويرجح مقتله على يد الجيش الحر لم يكن أبدًا إسلاميًا”، بحسب دير شبيغل، بل كان قوميًا استعمل الدين وفقًا للمثل القائل “الغاية تبرر الوسيلة”.
إيلاف – متابعة: قالت المجلة إن الضابط هو سمير عبد محمد الخليفاوي، المعروف باسم الحاج بكر، وهو عضو سابق في المجلس العسكري لتنظيم الدولة الاسلامية، والذي على ما يبدو قتله الجيش السوري الحر في تل رفعت في شمال سوريا في كانون الثاني/يناير 2014.
الخلافة في الشمال هدفًا
وكان الرجل عقيدًا سابقًا في مخابرات سلاح الجو العراقي في عهد صدام حسين، حسب المجلة، التي قالت انها استندت في معلوماتها إلى وثائق صاغها بكر، وحصلت عليها بعد مفاوضات طويلة مع مقاتلي المعارضة السورية في حلب (شمال).
واشارت المجلة الى أن الوثائق تظهر برنامجًا محددًا لإقامة خلافة في شمال سوريا وزرع خلايا تجسسية في المدن والقرى والقيام باغتيالات وعمليات خطف “كمقدمة لتولي السلطة”.
وقالت المجلة ايضًا إن بكر اصبح عاطلاً عن العمل، بعد قرار حل الجيش العراقي من قبل بول بريمر الحاكم الاداري للعراق عام 2003 بعد سقوط نظام صدام حسين في الهجوم الذي شنه التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
تقاطع مصالح
التقى حاج بكر ابو مصعب الزرقاوي، وهو قائد سابق في تنظيم القاعدة، وقتل في 2006، ثم سجن لمدة عامين بين 2006 و2008 في السجون الاميركية، وخصوصًا في سجن ابو غريب.
بعد ذلك تقاطعت طريق الحاج بكر مع طريق الاسلاميين، وفي العام 2010 خطط “هذا الاستراتيجي المهم”، كما تصفه دير شبيغل، مع مجموعة من الضباط العراقيين السابقين لتعيين ابو بكر البغدادي على رأس الدولة الاسلامية من اجل إعطاء بعد ديني للتنظيم.
ونقلت دير شبيغل عن شاهد قوله ان الحاج بكر “لم يكن ابدًا اسلاميًا”، بل كان قوميًا، “وقد استعمل الدين كوسيلة تبررها الغاية”. واضافت: “كان حاد الذكاء وحازماً وبارعاً في الرياضيات”. واعلن تنظيم الدولة الاسلامية في حزيران/يونيو 2014 “خليفة” للمسلمين في الاراضي التي سيطر عليها في سوريا والعراق، حيث اقدم على تنفيذ الكثير من عمليات الاعدام.
المستقبل اليوم
بعد ما كشفته مجلة «در شبيغل» الألمانية، وما بدأ يتسرّب من وثائق وأدلة متينة، ما عاد الكلام عن كون «داعش» صنيعة النظام الأسدي مجرّد فرضية وتأويل وتنظير، وما عاد التلاقي بين مصالح وارتكابات النظام والتنظيم ينحصر بالتقاء المصالح وتقاطع الأهداف ظرفياً أو مرحلياً أو من خلال تقاسم نهب البترول السوريّ.
صحيح أنّ أكثر الناس قد استدلّت بتشابه الفظائع والوحشية عند النظام الاسدي و«داعش« ما يرشّح وجود صلة قوية بينهما، لكن الوثائق، وقراءتها ضرورية وبعناية، تثبت في الوقائع، وتكشف كيف ركّبت مخابرات النظام السوري ودوائره الاجرامية تنظيم «داعش» لبنة لبنة، بالاستفادة من بقايا النظام البعثي العراقي طبعاً.
«داعش» كما تنقّح صورته هذه الوثائق، هو مخلوق مسخ من صنع النظام الأسدي، وهو أعتى سلاح له في مواجهة ثورة الشعب السوري. خطة النظام تقوم على محاصرة الثورة، باجتياح «داعش« لشرق سوريا، و»حزب الله» لغربها، وإنقاذ «حزب الله» و»داعش» للنظام في ساحلها ووسطها.
وبالقدر نفسه الذي تُظهر فيه هذه الحقائق التي كانت «در شبيغل» أول من أظهرها، طبيعة «داعش»، فهي تظهر حقيقة ما يضمره النظام الأسدي للدين الاسلامي من رغبة دفينة ومتواصلة من أجل تشويهه، بغية رعاية النظام للظواهر الخارجة على كل عقل ودين، كي ينال حصته المفقودة من الشفقة الدولية عليه كـ»نظام متعاون« في قطاع مكافحة الارهاب.
مثل هذا النظام، يجمع الإرهاب من أطرافه كافة: مرة يمهره بهذا الطابع، ومرّة بذاك. المؤكد أن رحيل «داعش» يعني رحيل «النظام»، ورحيل «النظام» يعني رحيل «داعش». إنهما الآن نظام مشترك. آل الأسد، و»داعش» و»حزب الله» و»الباسدران الايراني» هم في سوريا منظومة أمنية وحربية واحدة. ألعابهم التنكرية صارت للجميع فرجة.
نزوح قسري بريف اللاذقية مع استعداد النظام لاقتحامه
عمر أبو خليل-ريف اللاذقية
أكد قائد في الجيش السوري الحر أن النظام يستعد لاقتحام ريف اللاذقية الذي تسيطر عليه المعارضة المسلحة، في حين أشار نشطاء إلى أن المنطقة تشهد موجة نزوح قسري بسبب تصعيد الطيران الحربي قصفه وإلقاء البراميل المتفجرة.
وقال أبو الوليد -القائد الميداني في الجيش الحر- إن معلومات موثوقة وصلت للجيش الحر تفيد بنيّة النظام اقتحام ريف اللاذقية من جهتين: غربية من محاور البرج 45 وكفرية وقمة النبي يونس، وكذلك من الجهة الشرقية من محاور قرية جبّ الأحمر والسرمانية وجسر الشغور عبر الأوتوستراد الدولي.
وأضاف في حديث للجزيرة نت “نحن مستعدون لمواجهته، لن نمكنه من ترابنا بل إننا نحضر له مفاجآت مؤلمة، كان أولها دحره من تلتين في جبل التركمان السبت الماضي.
وأوضح أن النظام يحشد باتجاه ريف اللاذقية عناصر من المليشيات الشيعية التي تقاتل إلى جانبه، مؤكدا استقدام النظام قناصات مقاتلات من كتيبة المغاوير في الحرس الجمهوري، كل ذلك بالتزامن مع تصيعد القصف البري على المدنيين في جبلي الأكراد والتركمان.
وكشف أبو الوليد أن تصعيد النظام قصفه الجوي على ريف اللاذقية يهدف إلى محاولة تهجير سكان المنطقة، واقتحامها تعويضا عن خسائره التي مُني بها مؤخّرا على الجبهتين الشمالية والجنوبية في بصرى وإدلب.
براميل متفجرة
وفي السياق، كشف نشطاء عن إلقاء الطيران الحربي للنظام السوري 1700 برميل متفجر استهدف القسم الأكبر منها محافظتي إدلب وحلب (شمال البلاد)، حيث بلغت عدد البراميل الملقاة عليها ثمانمائة برميل.
وأشارت “شبكة إعلام الساحل” إلى سقوط 167 برميلا على ريف اللاذقية، موضحة أن نصيب ريف اللاذقية من البراميل يتجاوز بقية المناطق، مع الأخذ بعين الاعتبار المساحة المستهدفة.
ولفت المحرر الرئيسي في شبكة إعلام الساحل طارق عبد الهادي إلى أن استهداف جبلي الأكراد والتركمان بهذا الكم الكبير من البراميل المتفجرة يعود إلى خشية النظام من تمدد معارك إدلب إلى ريف اللاذقية، وتقدم قوات المعارضة باتجاه معاقل النظام في القرداحة وجبلة.
وأوضحت الشبكة أن طيران النظام الحربي استهدف الريف بالصواريخ بما يعادل ضعف عدد البراميل، تسببت في مقتل ثلاثة مدنيين، وأحدثت خسائر مادية قدّرتها بعشرات الملايين من الدولارات.
نزوح قسري
وأشار عبد الهادي إلى أن أخطر ما تمخضت عنه عملية النظام الشرسة على ريف اللاذقية، وتركيزه بشكل رئيسي على جبل الأكراد، هو اضطرار كثير من ساكنيه إلى النزوح عنه باتجاه جبل التركمان والحدود التركية.
وأكدت إحدى النازحات -تدعى أم محمد- أنها اضطرت للنزوح مع أولادها الخمسة عن قريتها بجبل الأكراد إلى جبل التركمان، بعدما تسبب برميل متفجرة في هدم الجزء الأكبر من بيتها.
وتعبيرا عن معاناتها، قالت “لم أعد أملك شيئاً؛ تهدم منزلي، وتحولت إلى نازحة تسكن خيمةً ليس لديها أيُّ مورد تعيش منه، حيث تركت بستاني الوحيد، ونزحت إلى جبل التركمان قريبا من الحدود التركية لحماية أولادي من براميل النظام وصواريخه”.
وكانت جمعيات أهلية بادرت إلى إنشاء مخيم جديد على الحدود التركية، وتوسيع المخيمات القائمة بعدما استشعرت حتمية نزوح عدد كبير من سكان جبل الأكراد، كنتيجة طبيعية لقصف النظام المتزايد عليه، حسبما أفاد أحمد أحد المساهمين في إنشاء المخيم الجديد.
وأكد أحمد أن القائمين على المخيمات عملوا على توفير الاحتياجات الضرورية للنازحين الوافدين، وأشار إلى أنه تمّ بناء المخيم الجديد في منطقة آمنة قريبة من الحدود التركية.
مجندات بلا خبرة يواجهن ثوار سوريا
عمر أبو خليل-ريف اللاذقية
في أواخر عام 2012 حين كان الجيش السوري الحر في ذروة قوته وتقدمه، ويسيطر على 65% من مساحة سوريا، اضطر النظام لإدخال العنصر النسائي إلى الجيش والعمليات القتالية مع التناقص الكبير الحاصل في تعداد قواته بسبب الانشقاقات الكثيرة وسقوط عدد كبير من الجنود.
أول إعلان عن تشكيل فصيل نسائي مقاتل، كان في حمص حيث انضوت 500 امرأة في صفوف ما سميت لبؤات الدفاع الوطني، وبعد فترة تدريب قصيرة لم تتجاوز شهراً واحداً دخلن ميدان العمل المسلح والقتال.
تم تكليف كتيبة لبؤات الدفاع الوطني بمهمات في المناطق الأقل خطراً، فتولت إدارة الحواجز في بعض أحياء حمص، وكلفت بمهام التفتيش ومراقبة السيارات والأشخاص المشكوك في ولائهم للنظام.
وأكد حيدر علي -من حي الزهراء الموالي للنظام في مدينة حمص- أن النساء قمن بعمل جيد وعاملن المواطنين بلين ورفق، وأشار إلى أنهن كنَّ مثالاً حضارياً يُحتذى.
الجدير بالذكر أن حمل المرأة للسلاح في عهد النظام ليس حديثاً، فقد أشركها في صفوف الجيش والشرطة منذ ثمانينيات القرن الماضي، عبر كليات تدريب خاصة.
كما أشرك النظام المرأة في كتائب البعث المسلحة التي كانت مهمتها تشكيل فصيل مدني مسلح رديف لجيش النظام عند حربه على الإخوان المسلمين بين عامي 1980 و1982، وأخضع العديد من منتسبات منظمة شبيبة الثورة لدورات القفز المظلي والصاعقة.
كتيبة قناصات
وبعد الثورة لجأ النظام إلى تشكيل العديد من الفصائل النسوية المقاتلة، فكلفهن بأعمال الدفاع المدني وحراسة المنشآت والمؤسسات الرسمية. ولم يكتف بذلك، بل سيرهن للقتال على الجبهات.
وبُثّت على مواقع الإنترنت مشاهد تظهر فيها مقاتلات يقدن الدبابات والعربات المدرعة ويحملن السلاح في مدينة حلب، ولاحقاً شُكلت كتيبة المغاوير في الحرس الجمهوري، وضمت العديد من النساء اللاتي تم تدريبهن على عمليات القنص، وقد شوهدنَ يخضنَ المعارك على جبهة حي جوبر في دمشق.
لم يتم الإعلان عن هذه الكتيبة ولم يعرف السوريون عنها شيئاً إلا عندما استهدف الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام باصاً كان يقل بعض عناصرها عند مطار المزة العسكري بعبوة ناسفة، مما أودى بحياة العديد منهن.
مع هذه الحادثة بدأت تنتشر صور المجندات القتيلات في ريفي اللاذقية وطرطوس، لكن إعلام النظام نفى غيرَ مرة سقوط أي من المجندات في هذا التفجير.
وأشارت معلومات من ناشطي الساحل السوري إلى سقوط أكثر من 450 قتيلة من مجندات النظام في المعارك منذ بداية الثورة.
قليلات خبرة
كانت حنان عبود ثاني مجندة أعلن عن مقتلها، حيث سقطت في تفجير باص كتيبة المغاوير، وهي من قرية دريكيش في طرطوس، وذلك بعد الإعلان عن مقتل ميرفت سعيد في اشتباكات على جبهة داريا.
ويؤكد أبو يعرب -من قرية عين العروس بالقرداحة- أن كثيرا من المقاتلات سقطن في معارك مع الجيش الحر، لاسيما من قرى جبلة وريف حمص.
وهذا ما أكده الناشط أدهم الجبلاوي، حيث أشار إلى تشييع ثلاث مقاتلات سقطن في معارك إدلب مؤخراً. ولفت إلى أنه لا يمر أسبوع دون تسجيل سقوط مقاتلة أو أكثر.
ويؤكد ناشطون أن “صبايا” قرى الساحل السوري يندفعن للانضمام إلى كتائب جيش النظام حتى باتت هذه القرى شبه خالية من الجيل الشاب من الجنسين.
وقال محمد -وهو جندي منشق عن جيش النظام- إن “المجندات لا يُجدن العمليات القتالية.. إنهن قليلات خبرة، وسقط الكثير منهن نتيجة ذلك”.
وأضاف للجزيرة نت أن النظام “زج بهن في المعارك مضطرا “بعدما بدت ملامح تقهقر جيشه، وتخلى الكثير من المليشيات الشيعية عن القتال إلى جانبه”.
المعارضة السورية تأسر قياديا بداعش كان ضابطا لدى الأسد
قال ناشطون إن عناصر من المعارضة السورية أسروا المسؤول عن داعش في منطقة القابون وتشرين، منذر الكرمي، المعروف باسم “منذر سلف”، بالإضافة إلى استسلام أكثر من 10 عناصر آخرين من التنظيم، بحسب قناة “العربية”، اليوم الاثنين.
و”سلف” من أهالي حي رُكن الدين الدمشقي وقاتل مع نظام بشار الأسد على جبهات عدة، قبل أن يلتحق بداعش.
وأشارت تغريدات لـناشطين سوريين على موقع “تويتر” إلى أن الكرمي كان ضابطا في قوات النظام السوري.
13 ألف غارة حصيلة غارات الأسد في 6 أشهر
العربية نت
تمكن المرصد السوري لحقوق الإنسان من توثيق تنفيذ طائرات نظام الأسد الحربية والمروحية، 13084 غارة، خلال الأشهر الـ 6 الفائتة، استهدفت فيها مناطق في قرى وبلدات ومدن سورية، شملت مختلف المناطق السورية.
وكثف النظام غاراته بعد أسابيع قليلة من بدء التحالف العربي – الدولي، في الـ 23 من شهر سبتمبر من العام 2014، ضرباته على مناطق تواجد تنظيم “داعش” في سوريا، حيث استغل النظام انشغال العالم بقتال داعش، ليبدأ بتكثيف غاراته منذ فجر الـ 20 من شهر أكتوبر الفائت من العام 2014، وحتى فجر الـيوم الـ20 من شهر أبريل الجاري 2015 .
ووثق المرصد خلال هذه الفترة إلقاء طائرات النظام المروحية، 7188 برميلا متفجرا، على عدة مناطق في محافظات سورية، في حين نفذت طائراته الحربية ما لا يقل عن 5896 غارة، استهدفت عدة مناطق.
كذلك تمكن المرصد من توثيق مقتل 2312 مواطناً مدنياً، هم529 طفلاً دون سن الـ 18، و376 مواطنة فوق سن الـ18، و1407 رجال، نتيجة القصف من الطائرات الحربية والمروحية، بالإضافة إلى إصابة نحو 13 ألف آخرين من المدنيين بجراح، وتشريد عشرات آلاف المواطنين، كما أسفرت عن دمار في ممتلكات المواطنين العامة والخاصة، وأضرار مادية كبيرة في عدة مناطق.
فيما أسفرت غارات الطائرات الحربية، والبراميل المتفجرة التي ألقتها الطائرات المروحية على عدة مناطق في المحافظات السورية، إلى مقتل لا يقل عن 704 مقاتلين من الفصائل المقاتلة وجبهة النصرة وتنظيم “داعش”، وإصابة مئات آخرين بجراح.
وجدد المرصد مطالبته مجلس الأمن الدولي، للوقوف على مسؤولياته، والعمل على استخدام سلطاته من أجل وقف القتل اليومي بحق أبناء الشعب السوري.
داعش يعتقل شباب دير الزور الرافضين للالتحاق به
العربية نت
أقدم تنظيم “داعش” على نشر الكثير من الدوريات المكثفة، إضافة إلى القيام بعمليات مداهمات في ريف دير الزور للبحث عن الشبّان الذين قاموا بالتسجيل سابقاً في معسكرات التنظيم، ومن ثم قاموا بالانسحاب والهروب منها، حسب ما أكدته حملة “دير الزور تحت النار”.
كما أكدت الحملة قيام تنظيم “داعش” بتشديد عمليات التدقيق في لباس الرجال وخصوصاً “البنطال” على أن يكون طوله لا يغطي منطقة “الكعب” في القدم وكل من يخالف يستوجب العقوبة ويختار بين “السجن 3 أيام أو حفر الأنفاق والخنادق في جبهات القتال بدير الزور”.
وتزامنت هذه العمليات والإجراءات مع نشر التنظيم لعدد كبير من الحواجز في قرى وبلدات الريف الشمالي لدير الزور وعناصر التنظيم يقومون بعمليات تفتيش للجميع بحجة البحث عن الدخان “التبغ” وفرض غرامة مالية مقدارها “100 ألف ليرة سورية” على كل من يتاجر به.
#حلب.. ذبح زوجته وأطفاله الـ 8 وسلم نفسه لداعش
العربية.نت
ذبح رجل من مدينة منبج التي يسيطر عليها تنظيم “داعش” بريف حلب الشمالي الشرقي، 11 مواطناً من عائلته يوم الجمعة 17 أبريل، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان
وفي التفاصيل التي تمكن المرصد من توثيقها، أن رجلاً من مدينة منبج ذبح زوجته وأطفاله الثمانية إضافة لوالده ووالدته، ومن ثم قام بجز رقابهم، ليسلم نفسه عقب ارتكاب جريمته إلى “داعش”، من دون معرفة الأسباب التي دفعته إلى تنفيذ جريمته هذه، فيما وردت أنباء عن إقدام الرجل على ذبح اثنتين من شقيقاته اللتين كانتا تقطنان في منزل والديه في منبج.
يذكر أنها ثاني جريمة من هذا النوع خلال أشهر قليلة فقد أقدم رجل في ريف إدلب على ذبح زوجته وثلاثة من أطفاله الخمسة في قرية سيجر القريبة من بلدة عرب سعيد على طريق سلقين بريف إدلب، في التاسع من فبراير من العام الجاري 2015 بحسب ما أفاد المرصد.
كوشنير: أوروبا تتحمل الذنب في غرق المهاجرين
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قال وزير خارجية فرنسا الأسبق وأحد مؤسسي منظمة “أطباء بلا حدود” للإغاثة برنار كوشنير إن أوروبا كلها تتحمل الذنب في ترك مئات من المهاجرين يلقون حتفهم في البحر المتوسط.
وقال كوشنير لصحيفة لو باريزيان في مقابلة نشرت الاثنين “في هذه المسألة.. أوروبا مذنبة لتقاعسها عن مساعدة شخص في حالة خطر. عار علينا”، مستخدما التوصيف القانوني لجريمة يعاقب عليها القانون الفرنسي.
وأضاف “قبل أي شيء آخر لنلقي بطوق نجاة إلى كل هؤلاء الناس الذين يغرقون بإنشاء أسطول انقاذ أوروبي من الدول الثمانية والعشرين الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. زورق انقاذ واحد من كل دولة”.
ويخشى مقتل نحو 700 مهاجر بعد غرق زورقهم في البحر المتوسط الأحد، الأمر الذي يكثف الضغوط على أوروبا كي تواجه معاداة المهاجرين وتوفر الأموال اللازمة لمساعدتهم في الوقت الذي تتفاقم فيه الأزمة بسبب التوترات في ليبيا والشرق الأوسط.
معارضون سوريون يؤكدون بالصور ارتباط أمير داعش في دمشق بنظام الأسد.. وأنصاره يشيرون لـ”تشابه“
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — أثارت صور نشرتها حسابات لمعارضين سوريين تتعلق بـ”أمير” تنظيم داعش في أحياء دمشق، منذر الكرمي، الملقب بـ”منذر سلف” الكثير من الجدل بعدما أظهرته الصور وهو يجلس إلى جانب عناصر من نظام الرئيس بشار الأسد، بينما أكد أنصاره أن الصور ليست عائدة له بل لشخص آخر يشبهه.
وكان الناشط الإعلامي “شريف سرمدا” قد قام بنشر الصور التي قال إنها وجدت في هاتف منذر سلف، أمير داعش في برزة والقابون بدمشق، بعدما قامت مجموعات من المعارضة السورية باعتقاله، وظهر فيها مع أحد ضباط النظام.
وتقع أحياء القابون وتشرين وبرزة في المدخل الشمالي للعاصمة السورية، وهي مجاورة لساحة العباسيين التي تعتبر واحدة من أهم الساحات الحيوية في المدينة.
وبموازاة نشر معارضين سوريين للصور المنسوبة إلى الكرمي، والتذكير بالاتهامات الموجهة إلى داعش بالتعاون مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، قام أنصار التنظيم المسلح بنشر تعليقات تنفي أن يكون الشخص الظاهر في الصور مع شخصيات بالنظام السوري هو الكرمي وإنما شخص آخر يشبهه.
يذكر أن تنظيم داعش كان قد قاتل المعارضة السورية في الكثير من المدن والجبهات، كما تتهم المعارضة النظام السوري بتجاهل توجيه الضربات العسكرية له، ما سمح بتمدده على حسابها بالكثير من المناطق.
ثلاثون ألف من الحرس الثوري مؤهلين لدخول سورية عند الضرورة
روما (17 نيسان/أبريل) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
نفى مصدر مقرب من حزب الله اللبناني أن تكون إيران مستعدة للتخلي عن النظام السوري، وقال إن ثلاثين ألفاً من الحرس الثوري مستعدون للدخول إلى سورية عند الضرورة.
وأشار المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “لم تتدخل قوات الباسيج في سورية نهائياً منذ بدء الأزمة، فالقياد العسكرية الإيرانية لا تثق بهذه القوات كثقتها بالحرس الثوري، وهي من حيث المبدأ ليست مضطرة لاستخدام قوات الباسيج خارج حدود إيران، وهناك الآن أكثر من ثلاثين ألفاً من قوات الحرس الثوري جاهزة ومؤهلة تعبوياً وعسكرياً لدخول سورية عند الضرورة”، وفق تعبيره
وأضاف المصدر، الذي يتعامل مع المعارضة السورية “ليس هناك من مؤشرات أو معلومات تشير إلى نيّة إيران التخلّي عن النظام في دمشق أو الرئيس الاسد، وهي عسكرياً مستعدة لتوريد المزيد من الدعم والمقاتلين، وهي لم ترسل أكثر من 6 آلاف مقاتل من الحرس الثوري حتى الآن، وهناك نحو مليونين منهم في إيران ولا يشكّل إرسال مائة ألف منهم أية مشكلة استراتيجية”، حسب تعبيره.
وكانت مصادر عسكرية من المعارضة السورية تحدّثت عن وجود أكثر من 600 مقاتل من الحرس الثوري الإيراني يقاتلون في منطقة جنوب غرب سورية وحدها، وشددت على أن المشاركة العسكرية الإيرانية في سورية لم تعد مقتصرة على الضباط والمشرفين والمخططين العسكريين بل على المقاتلين والجنود أيضاً، على حد وصفها
دي ميستورا يطلق حوارًا سوريًا تشاوريًا هدفه جنيف
يطلق دي ميستورا حوارًا تشاوريًا موسعًا بين النظام السوري وشخصيات معارضة في محاولة لإيجاد حل سياسي للأزمة، فيما علمت “إيلاف” أن فريق المبعوث الأممي يقابل أطرافًا معارضة تحضيرًا للورشة. في وقت اعتبر الدكتور عمار قربي أن “مشكلة دي مستورا أنه لا يمارس دوره كمبعوث أممي، بل يخشى دائمًا أن يمنعه النظام”.
بهية مارديني: إيلاف
لا يبدو أن هناك ضوءًا في نهاية النفق للولوج نحو حل سياسي في سوريا، فما زال المبعوث الأممي ستيفان دي مستورا يختبر المبادرات تلو المبادرات، في ظل تعنت النظام، وسيعمد في محاولة جديدة إلى إطلاق حوار تشاوري موسع مشترك بين النظام وشخصيات معارضة، يرجو خلاله الوصول إلى هدفه الأخير عبر مفاوضات سياسية مشابهة لمفاوضات “جنيف 2″ في مطلع 2014 في سويسرا في محاولة لإيجاد حل سياسي للأزمة، فيما علمت “إيلاف” أن فريق دي ميستورا يقابل عددًا من الأطراف المعارضة تحضيرًا للورشة.
رأسان بالحلال
واعتبر الدكتور عمار قربي الأمين العام لتيار التغيير الوطني في تصريح لـ”إيلاف” أن “مشكلة دي مستورا أنه لا يمارس دوره كمبعوث أممي، وأنه دائمًا ما يخشى أن يمنعه النظام من زيارة دمشق أو أن يرفض النظام أن يلتقي دي ميستورا بمسؤوليه.
أضاف قربي: لذلك بعد فشل مبادرته بخصوص حلب، حاول أن يمر بين الخطوط الحمر، بمعنى أن أي تصريح غير محسوب ضد النظام، سيعني غضب النظام وعدم استقباله مجددًا، وتصريح آخر ضد المعارضة المسلحة سيعني عدم اعترافها به، وبالتالي نزع مشروعية عمله، لذلك اضطر دي ميستورا لملئ الفراغ بطريقة “المأذون”، بمعنى أن “يوفق رأسين بالحلال” (النظام والمعارضة، وملأ الصحافة بالتصريحات والأفكار المتناقضة من دون أن يكون لها معنى على الأرض”.
واعتبر قربي أن مبادرة دي مستورا الاخيرة لن يكون لها معنى أيضًا وسط تعنت النظام برؤيته للحل، وتمسكه بالعلاج العسكري الأمني. وأشار إلى أن وقف معونات الأمم المتحدة للاجئين السوريين وضعف الخدمات بحجة عدم توافر الأموال جعل الأمر يخرج كليًا من مظلة الأمم المتحدة لمصلحة رؤى وأجندات إقليمية.
تنسيق مع روسيا
من جانبه اعتبر المحامي محمود مرعي الأمين العام لهيئة العمل الوطني في تصريح لـ”إيلاف” أن دول مجلس الأمن تريد تحرك دي مستورا نحو الحل السياسي في سوريا، وكشف أن هناك تنسيقًا مع موسكو بهذا الخصوص.
ومن وجهة نظره “فإن لقاءات موسكو 1 و2 كانت تحضيرًا من أجل الانتقال إلى جنيف 3، وإن الاتفاق بين المعارضة والحكومة على نقاط عشر ممكن أن يؤسس عليها من أجل مناقشة بيان جنيف 1 إضافة إلى مناقشة بند يتعلق بمكافحة الإرهاب” .
وردًا على سؤال: “النقاط التي تم التوافق عليها في موسكو 2 هي نقاط النظام؟”، أجاب مرعي “النقطة الأولى تتعلق بالحل على أساس بيان جنيف 1، وهذا هو الأساس”. وحول هل يمكن الوصول إلى أي حل في ظل تعنت النظام، اعتبر مرعي أن “الحل ممكن على أساس جنيف 1، وبضغط دولي، أي حكومة تشاركية بين السلطة والمعارضة”، التي وصفها بـ” الناعمة””.
لتمثيل أوسع
وبحسب وسائل الإعلام، فإن الدعوات ستوجّه في الأسبوع المقبل إلى نحو 30 شخصية سورية من فريقي النظام والمعارضة، على أن تشمل الدعوات أوسع مروحة من أطياف المعارضة السورية، بمن فيهم ممثلون عن المجتمع المدني، “تجنبًا للوقوع في خطأ جنيف 2″، الذي حصر الحوار بين السلطة و”الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية”، وإلى عدد من الدول ذات التأثير على الأزمة السورية، على أن يكون التمثيل على مستوى سفير أو الممثلين الدائمين لهذه الدول لدى الأمم المتحدة في جنيف أو بحسب ما ترتأي هذه الدول بشأن إيفاد ممثل آخر غير سفيرها في جنيف.
وقالت صحيفة “النهار” إن مساعد المبعوث الأممي رمزي عز الدين يجري في هذه الأيام مشاورات مع الحكومة السورية حول هذا الحوار، على أن تحدد دمشق، التي قالت مصادرها في جنيف إنها مستعدة للمشاركة في النقاش، من يمثلها فيه. وسيقتصر الحوار في مرحلته الأولى على لقاءات ثنائية بين دي ميستورا والأطراف المختلفين، من غير أن تكون على جدول الأعمال أية لقاءات ثنائية، وخصوصًا بين الدول، بصفة رسمية أو في رعاية الأمم المتحدة.
وسيعمل المبعوث الأممي على جمع المواقف المختلفة ورؤية كل طرف لسبل ولوج الحل السياسي من أجل الخروج بقواسم مشتركة تمهد الطريق لمفاوضات جنيف 3″. ومن المتوقع أن تستمر هذه الورشة قرابة شهرين إفساحًا في المجال لأكبر مشاركة ممكنة لممثلي المجتمع السوري.
فورين بوليسي: هل تحتاج إيران إستراتيجية خروج من سوريا؟
فقد نشرت مجلة فورين بوليسي مقالا للكاتبة رندا سليم تحدثت فيه عن خوف إيران من نجاح الحملة التي تقودها السعودية على اليمن ومن إمكانية تكرارها في سوريا، وعن امتلاك طهرانالخيار لإنهاء الأزمة في سوريا.
وأضافت الكاتبة أن طهران ووكلاءها الإقليميين دأبوا منذ 2011 على تزويد نظام الرئيس السوري بشار الأسد بالسلاح والعتاد والمال والرجال، وذلك لمنع سقوط نظامه. وأشارت إلى أن حصص إيران في سوريا كبيرة، وتحرك سياستها في البلاد أولويات عدة: أولاها تتمثل في الدفاع عن ممر آمن لعبور السلاح إلى حزب الله اللبناني عبر سوريا، وضمان أن البلاد لن تصبح بؤرة للهجوم على الحركة الشيعية اللبنانية.
وأضافت أن الأولوية الثانية لإيران في سوريا تتمثل في القتال ضد محور إقليمي بقيادة السعودية، الذي يهدف إلى احتواء تزايد النفوذ الإيراني في المنطقة، وأشارت إلى أن إيران تسعى أيضا إلى دعم حليف قديم، وأن بعض المسؤولين في طهران يتحدثون عن تسديد ديون قديمة مستحقة للرئيس السوري السابق حافظ الأسد الذي دعم إيران في حربها التي استمرت ثماني سنوات ضد العراق.
منافسون إقليميون
وأضافت الكاتبة أن إيران تخشى من أن يؤدي انهيار النظام السوري لبروز تحالف من جماعات سنية معادية لإيران وللشيعة ولحزب الله، وأشارت إلى أن إيران والنظام السوري يتباهيان بحقيقة أن الولايات المتحدة حولت أولويات التهديد في سوريا وجعلت التركيز على تنظيم الدولة الإسلامية، وليس على الأسد.
وقالت الكاتبة إن الجهد العسكري الإيراني في دعم الأسد سيكون أكثر صعوبة في الأيام المقبلة بعد توصل المنافسين الإقليميين بقيادة السعودية وقطر وتركيا إلى فهم جديد لتنظيم تعاونهم في سوريا واليمن.
وأضافت أن المكاسب الأخيرة للثوار في سوريا هي الحصيلة الأولى من هذا التعاون الجديد، وأن العملية العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن قد تمهد الطريق لعملية مماثلة تستهدف الأسد. وأشارت إلى أن إيران تسعى إلى عدم السماح بنجاح الحملة التي تقودها السعودية في اليمن، وذلك لأن إيران تريد رؤية هذا البلد كالجرح النازف الذي يستنزف السعودية وحلفاءها في المنطقة.
وأضافت الكاتبة أن صور الأطفال الذين يقتلون يوميا بسبب القنابل والبراميل المتفجرة التي يقصف بها نظام الأسد منازل المواطنين السوريين هو تذكير واضح لمدى تواطؤ إيران في إراقة الدم العربي.
وأوضحت أن المخرج الوحيد لإيران من الأزمة السورية يتمثل في أخذ طهران زمام المبادرة ووضع الأساس لعملية تفاوض جاد يؤدي إلى قيادة جديدة في سوريا، وأن الشرط الأساسي لمثل هذا الحل يتمثل في ضرورة تخلي إيران عن الأسد في مقابل اعتراف التحالف الإقليمي المؤيد للثوار بالمصالح الإيرانية في بلاد الشام.
وأضافت أن سوريا تشكل اختبارا لإيران لمعرفة أي نوع من الجيرة تريد في المنطقة، وأن لدى طهران أحد خيارين: فإما أن تكون وكيلا ممثلا للتعاون والاستقرار الإقليمي في المنطقة، أو أن تكون المفسد الساعي لدعم وكلائه بغض النظر عن الثمن الذي يمكن أن تتكبده.
واشنطن بوست: اضطرابات الشرق الأوسط ستطول لعقود
اعتبرت صحيفة أمريكية أن منطقة الشرق الأوسط واقعة في دوامة مضطربة من التغيير من المحتمل أن تستمر عدة سنوات، بل عقودا، وأن محركاتها قوى سياسية واجتماعية واقتصادية وديموغرافية ليس للولايات المتحدة والقوى الخارجية الأخرى سيطرة تذكر عليها.
وقالت صحيفة واشنطن بوست، في مقال لها: إن عدم الاستقرار للجيل القادم قد يكون هو الحكم في الشرق الأوسط وليس الاستثناء.
وترى الصحيفة أن التنبؤات المستقبلية استنادا للتوجهات الحالية تكون دائما محفوفة بالمخاطر لأن المحللين لا يستطيعون التكهن بالأحداث غير المتوقعة التي تنتج تغييرا جذريا، وضربت مثلا بحادثة بائع الفاكهة التونسي البوعزيزي عام 2010 التي فجرت سلسلة من الثورات والحروب الأهلية في المنطقة، وأنه بالمثل لا يمكن التنبؤ بالعملية التي قد تعيد التوازن للمنطقة في نهاية المطاف.
وأشارت الصحيفة إلى أن تصدع هياكل الحكم الضعيفة في الشرق الأوسط أفسح المجال للجماعات المتطرفة لتصير أكثر قوة، وأبرزها تنظيم الدولة الإسلامية.
واختتمت بأنه يجب على الولايات المتحدة أن تتوخى الحذر بشأن محاولة إصلاح المشاكل في الشرق الأوسط حتى تفهمها بشكل أفضل.