أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين 24 أذار 2014

المعارضة السورية تعلن سيطرتها على كسب والنظام ينفي

بيروت، هاتاي – أ ف ب، الأناضول

سيطر مقاتلو المعارضة السورية على الجزء الأكبر من مدينة كسب الحدودية مع تركيا في محافظة اللاذقية (غرب)، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان، ما يعني انهم باتوا يتحكمون بشكل تام بمعبر كسب الذي تدور معارك ضارية في محيطه منذ اربعة ايام. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس “وصل مقاتلو الكتائب المعارضة الى الساحة الرئيسية في مدينة كسب التي سيطروا على معظمها، ولا تزال المعارك جارية على اطرافها”. واكد “سيطرة مقاتلي الكتائب الكاملة بالتالي” على معبر كسب الذي كانوا دخلوه السبت. وتسببت المعركة في محيط كسب التي توسعت الى قرى مجاورة ايضا بمقتل حوالى 130 عنصراً في الجانبين المقاتلين يومي السبت والاحد فقط. ونفى مصدر امني في دمشق، رداً على سؤال لوكالة فرانس برس، سقوط المدينة. وقال ان “المعارك مستمرة، والموقف غير واضح”. وشاركت في المعركة من جهة المعارضة، وفق المرصد، جبهة النصرة وكتائب اسلامية عدة. واشار الى ان “المقاتلين عمدوا الى تحطيم نصب للرئيس السابق حافظ الاسد في المدينة بعد دخولها”. وكان شريط فيديو تم بثه على موقع “يوتيوب” على الانترنت الاحد اظهر مسلحين بعضهم ملثم داخل المبنى الرئيسي للمعبر، وقد حمل احدهم علما اسود كتب عليه “كتائب انصار الشام”. وقام آخرون بتحطيم صور للرئيس السوري بشار الاسد والدوس عليها. وقام الطيران الحربي السوري فجر الاثنين بقصف مناطق في الريف الشمالي لمحافظة اللاذقية بالبراميل المتفجرة وشمل القصف مناطق في جبل التركمان، بالاضافة الى مناطق الاشتباك. وقتل في القصف اربعة مدنيين وثلاثة عناصر من الشرطة. في المقابل، قصفت الكتائب المقاتلة مدينة اللاذقية بصواريخ، ما تسبب بمقتل ثلاثة اشخاص، وفق المرصد. واعلنت “جبهة النصرة” و”حركة شام الاسلام” و”كتائب انصار الشام” في 18 آذار (مارس) بدء “معركة الانفال” في الساحل السوري. وتعد محافظة اللاذقية الساحلية، احد ابرز معاقل النظام. واشار المرصد الى ان “معظم سكان كسب ذات الغالبية الارمنية، فروا من منازلهم بسبب المعارك”. وتتهم دمشق تركيا بـ”التورط” في معركة كسب ومساندة المجموعات المسلحة، مشيرة الى ان هذه المجموعات دخلت المدينة من الاراضي التركية. واسقطت مضادات الطيران التركية الاحد طائرة حربية سورية كانت تشارك في عمليات القصف في منطقة كسب، واعتبرت دمشق ان الامر “اعتداء سافر”. ومع السيطرة على معبر كسب، يبقى معبر القامشلي-نصيبين في محافظة الحسكة (شمال شرق) المعبر الوحيد المتبقي مع تركيا تحت سيطرة القوات النظامية. وقد اقفلته السلطات التركية التي تعتمد موقفا مناهضا للنظام السوري في النزاع المستمر منذ ثلاث سنوات.

وسقطت ثلاث قذائف هاون من الجانب السوري على أراض غير مأهولة تابعة لبلدة يايلاداغي في ولاية هاتاي التركية من دون وقوع إصابات، بسبب الاشتباكات الدائرة قرب بلدة كسب”في ريف اللاذقية.

وأفاد مسؤولون بأن “القوات التركية ردت بالمثل على سقوط القذائف الثلاثة التي أصابت منطقة تشاملي تبه الريفية  التابعة لبلدة يايلاداغي”.

إسقاط طائرة سورية وأردوغان يحذر الأسد

) الرياض – أحمد غلاب < لندن، أنقرة، بيروت – «الحياة»، أ ف ب –

حذر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان من «رد قاس» اذا انتهكت قوات الأسد اجواء تركيا بعدما اسقطت القوات التركية أمس طائرة حربية سورية في شمال غربي البلاد، في وقت حقق مقاتلو المعارضة تقدماً في ريف اللاذقية وسط مواجهات عنيفة مع قوات النظام.

في غضون ذلك، قال رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أحمد الجربا، إن المعارضة السورية تقود «حرباً باسم العرب جميعاً، ضد نظام بشار الأسد وعناصر الحرس الثوري الإيراني والكتائب المتطرفة من العراق ولبنان»، مشيراً إلى أن بعض الدول العربية «المترددة في دعم الثورة السورية، لديها ارتباط واضح مع إيران طائفياً وسياسياً».

وكان اردوغان خاطب نظام الأسد خلال تجمع انتخابي، قائلاً: «سيكون ردنا الآن قاسياً اذا انتهكتم مجالنا الجوي». وأضاف: «أهنئ رئيس هيئة الأركان والقوات المسلحة والطيارين المحترمين. وأهنئ قواتنا الجوية» على إسقاط طائرة حربية في ريف اللاذقية. وذكرت وسائل الإعلام التركية ان الجيش حذر طائرتين مقاتلتين سوريتين كانتا تقتربان من الحدود، وأمرهما بالعودة، الا انه امر بتحليق مقاتلات من طراز «اف -16 « عندما رفضت احدى الطائرتين الانصياع للأمر. واتصل الرئيس عبد الله غل برئيس هيئة الأركان نجدت اوزيل لتهنأته. كما قال رئيس البرلمان جميل كيشيك ان تركيا تصرفت ضمن حقوقها بموجب القانون الدولي.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري قوله ان تركيا ارتكبت «اعتداء سافراً» بإسقاطها الطائرة و «غير مسبوق».

ميدانياً، بثت المعارضة امس فيديو اظهر سيطرة المعارضة على معبر كسب ومخفر النبعين الحدوديين بين تركيا وسورية، فيما استعادت القوات النظامية والمسلحين الموالين لها سيطرتها على المرصد 45 وقرية السمرا، وفق «المرصد»، ما ينذر بتطورات في «معركة الساحل» الذي يعتبر معقل نظام الأسد.

في حلب شمالاً، دارت «اشتباكات عنيفة في محيط مبنى الاستخبارات الجوية في جمعية الزهراء (غرب)»، وفق «المرصد» الذي اشار ايضاً الى تقدم لمقاتلي المعارضة في حي الليرمون المجاور بعد يوم من سيطرتهم على تلة جبل الشويحنة الاستراتيجية شمال غربي حلب. كما سيطر المعارضون على عدد من مواقع النظام في خان شيخون وسط البلاد.

ونوه «الائتلاف الوطني السوري» المعارض بـ «الانتصارات المتلاحقة التي يحققها الجيش السوري الحر في محافظة اللاذقية وحلب ودرعا» جنوب البلاد.

وبحث رئيس الحكومة الموقتة احمد طعمة مع المبعوث الأميركي الجديد دانيال روبنستاين في إسطنبول امس «في آليات الدعم المقدّم من مجموعة أصدقاء سورية للحكومة الموقتة».

الابراهيمي يستبعد استئناف محادثات جنيف للسلام في سورية حالياً

 الكويت ـ أ ف ب

اعلن المبعوث الدولي والعربي الى سورية الاخضر الابراهيمي الاثنين انه من المستبعد في الوقت الحاضر استئناف الحوار بين النظام السوري والمعارضة في جنيف. وقال الابراهيمي للصحافيين في الكويت حيث يشارك في القمة العربية التي تفتتح غدا ان “العودة الى جنيف في الوقت الحاضر ليست واردة لان شروطها غير متوافرة”. واجاب ردا على سؤال عما اذا كان سيزور سوريا قريبا “خلاص، كفاية”. يذكر ان الجلسة الثانية من مفاوضات جنيف الرامية للبحث عن حل سياسي للنزاع انتهت الى الفشل في 15 شباط (فبراير) الماضي. كما لم يتم تحديد اي موعد لاستئناف المفاوضات. وكانت دمشق اعلنت في 14 اذار (مارس) الحالي ان الوسيط الدولي الابراهيمي “تجاوز” حدود مهمته اثر انتقاده اجراء انتخابات رئاسية في البلد في ظل النزاع المستمر فيه منذ اكثر من ثلاث سنوات. وأقر مجلس الشعب السوري قانونا يستبعد بحكم الامر الواقع مشاركة المعارضة في المنفى في الانتخابات ويمهد الطريق امام اعادة انتخاب الرئيس بشار الاسد. وكان الابراهيمي حذر من ان الانتخابات الرئاسية التي لم يعلن عن موعدها بعد ستؤدي الى نهاية المفاوضات الساعية الى وضع حد للنزاع. والمطلب الاساسي للمعارضة هو رحيل الاسد. وأدى النزاع الذي اندلع منتصف اذار (مارس) 2011 الى مقتل اكثر من 146 الف شخص، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

فهمي والإبراهيمي يؤكدان ضرورة دعم الحل السياسي في سورية

 الكويت ـ أ ش أ، الأناضول

 اتفق وزير الخارجية المصري نبيل فهمي والمبعوث الأممي والعربي المشترك إلى سورية الأخضر الإبراهيمي على ضرورة دعم الحل السياسي للخروج من الأزمة الراهنة.

والتقى فهمي  الإبراهيمي في الكويت عقب مشاركة فهمي في الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة العربية، وقبيل بدء فعاليات القمة ذاتها صباح الغد.

وقال الناطق باسم الخارجية المصرية بدر عبد العاطي إنه جرى خلال اللقاء مناقشة مختلف أبعاد الملف السوري وتبادل وجهات النظر حول سبل إعطاء الزخم المطلوب لهذا الملف، بما يدعم فرص الحل السياسي ويجنب الشعب السوري مزيداً من الخراب والدمار.

وأضاف الناطق أن فهمي استمع لتقييم الإبراهيمي في شأن مواقف مختلف الأطراف الإقليمية والدولية المهتمة بهذا الملف، كما شدد فهمي علي ضرورة احترام التطلعات المشروعة للشعب السوري نحو الحرية والديموقراطية والابتعاد بالبلاد عن شبح الطائفية والحفاظ على وحدة الأراضي السورية والاستمرار في جهود البحث عن حل سياسي.

ويناقش القادة العرب ضمن الموضوعات المطروحة على أجندة القمة العربية سبل الوصول لحل سياسي للأزمة السورية.

ووجه وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم التحضيري للقمة في القاهرة يومي 9 و10 آذار (مارس) الجاري، دعوة الى رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا، لاطلاع القادة العرب على رؤية المعارضة لسبل الوصول لحل سياسي بعد تعثر مفاوضات “جنيف 2”.

وفي تصريحات سابقة لمراسل الأناضول، قال فايز سارة، المستشار السياسي والإعلامي لرئيس الائتلاف السوري، إن الجربا سيركز في كلمته على أهمية دعم العرب للمعارضة السورية بالسلاح النوعي وبخاصة مضادات طائرات، للحد من قدرات سلاح الطيران السوري.

وأوضح سارة أن ذلك من شأنه أن يغير موازين القوى، بما يجبر النظام السوري على القبول بالحل السياسي.

قمة الكويت: وزراء الخارجية أقروا جدول الأعمال وتمثيل سورية «معلق»

الكويت – حمد الجاسر ومحمد المكي احمد

يعقد قادة الدول العربية قمتهم الخامسة والعشرين العادية في الكويت غداً تحت شعار «التضامن لمستقبل أفضل». ورفع وزراء الخارجية جدول أعمال القمة بعد اعتماده في اجتماعهم التحضيري أمس إلى القادة ويشمل طيفاً واسعاً من الملفات والقضايا من بينها سورية وفلسطين وبرامج ومشاريع إضافة إلى مقترح لتطوير الجامعة نفسها. وظهر أن ما يمكن أن تؤمنه القمة هو «الحد الممكن» من التضامن.)

ومع نفي وزير خارجية المغرب صلاح الدين مزوار وجود أي مقترح في خصوص جماعة «الإخوان المسلمين» استبعد وزير الخارجية المصري نبيل فهمي «انفراجاً» في القمة في شأن الخلاف مع قطر لأن «الجرح عميق» كما قال لصحافيين، بينما شدد وزير الخارجية القطري خالد العطية على عدم وجود «أي خلاف مع المملكة العربية السعودية حول الملف السوري واصفاً هذه الأنباء بالإشاعات» .

ووافق وزراء الخارجية العرب على مشروع قرار سيتم رفعه إلى القمة غداً لإقراره يتضمن ترحيب القادة العرب باستضافة مصر للقمة العربية في دورتها الـ 26 في آذار (مارس) 2015.

وباكراً باتت أطراف تعتبر مستوى تمثيل الوفود إلى القمة مؤشراً إلى درجة النجاح المتوقعة. وتردد أمس ان السعودية والبحرين قد تكون رئاسة وفديهما بمستوى ولي العهد بينما تأكدت مشاركة 14 رئيس دولة من أصل 21 بلداً عربياً ليبقى مقعد سورية شاغراً في ظل تحفظ دول مثل العراق والجزائر ومصر ولبنان على جلوس رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا في المقعد السوري.

ووفق مصادر فإن قمة الكويت ربما تسعى إلى إنجاز «الحد الممكن» من الاتفاق العربي حول القضايا الخلافية لاسيما في الملفين السوري والمصري، خصوصاً أن «الجبهة الخليجية» مشغولة بخلاف قطر مع شقيقاتها الثلاث بعد قرار سحب السفراء، وهو ما تحاول رئاسة القمة الكويتية عبر اتصالات على هامش القمة محاولة «رأب الصدع» كما تأمل الديبلوماسية الكويتية، مع التأكيد أن هذه الاتصالات «ليست ضمن أعمال القمة».

ووجه وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد في كلمته أمام مؤتمر وزراء الخارجية أمس نداء الى «السلطات السورية بالكف عن شن الهجمات ضد المدنيين ووقف الاستخدام العشوائي للأسلحة في المناطق المأهولة بالسكان من خلال القصف الجوي واستخدام البراميل المتفجرة ورفع الحصار عن المناطق المحاصرة كافة».

وليل أمس جدد الوزير فهمي التاكيد على أن «ما يمس الامن القومي الخليجي يمس الأمن القومي والمصلحة المصرية»، وأكد « في مؤتمر صحافي أن بلاده طلبت من قطر تسليم متهمين ممن لهم قضايا تطبيقاً لاتفاقية مكافحة الارهاب والقانون الدولي و»لم يصل رد ولم يُسلم أحد». وسئل عن مناورات مصرية – اماراتية جرت أخيراً قال «الرسالة ليست غامضة بل واضحة». وعن التقارب الايراني – الغربي قال «اذا كان التقارب يؤدي الى علاقات حسن الجوار خصوصاً مع دول الخليح نحن نثمنه، واذا كان يترتب عليه توجيه مخالفة فاي مس بالامن القومي في الخليج العربي ينعكس على مصالح واهتمامات مصر».

تركيا تسقط طائرة حربية سورية .. . والنظام يؤكد

بيروت – أ ف ب، رويترز، “الحياة”

اسقطت الدفاعات الجوية التركية الاحد طائرة حربية سورية، كانت تشارك في المعارك ضد مقاتلي المعارضة، الذين يحاولون السيطرة على معبر حدودي في ريف اللاذقية (غرب)، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وأكد مصدر في وزارة الخارجية والمغتربين السورية في بيان نشرته وكالة “سانا” أن “الحكومة التركية قامت بعدوان عسكري غير مسبوق ولا مبرر له على الاطلاق ضد سيادة وحرمة أراضي الجمهورية العربية السورية في منطقة كسب الحدودية”، موضحاً أن “هذا العدوان بقصف بالدبابات والمدفعية على الأراضي السورية لتأمين التغطية لدخول العصابات الإرهابية المسلحة من الأراضي التركية إلى داخل سورية”.

وأكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان التقارير “اسقاط القوات المسلحة أسقطت طائرة سورية بعد أن اخترقت المجال الجوي التركي”. وقال في مؤتمر حاشد لأنصاره في شمال غرب تركيا قبل الانتخابات المحلية المقررة في 30 آذار (مارس)  “انتهكت طائرة سورية مجالنا الجوي. طائراتنا من طراز إف 16 أقلعت وأسقطت هذه الطائرة. لماذا؟ لأنك إذا اخترقت مجالي الجوي فان صفعتنا بعد ذلك ستكون قاسية”.

وقال المصدر في الخارجية السورية إن “هذا التصعيد جاء في إطار السياسات العدوانية لحكومة أردوغان ودعمها المعلن للمجموعات الإرهابية المسلحة التي اتخذت من الأراضي التركية نقطة إيواء وانطلاق وتسليح لها لقتل المواطنين السوريين الأبرياء وتدمير البنى التحتية للشعب السوري”.

وأشار الى إن “هذه الاعتداءات العسكرية التركية الخطيرة تعكس التورط التركي الفعلي فيما يجري في سورية منذ بداية الأزمة وحتى الآن وإفلاس أردوغان وفشله في معالجة حاجات الشعب التركي، الذي رفض السياسات العدوانية ضد سورية ورفض الفساد الذي تورط فيه أردوغان والذي تمثل في خروج الشعب التركي في مظاهرات عارمة ضده والمطالبة برحيل نظامه”.

وقال المصدر إن “سورية تطالب حكومة أردوغان بوقف عدوانها ودعمها للإرهاب واحترام قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، والامتناع عن توريط الجيش التركي في مغامرات لا طائل ولا مبرر لها ضد جارة لا تكن للشعب التركي إلا مشاعر الأخوة وحسن الجوار والرغبة في استمرار العلاقات الثنائية الطيبة التي تخدم البلدين والشعبين الجارين”.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي  “استهدفت المضادات التركية طائرة حربية سورية اثناء قصفها مناطق في ريف اللاذقية الشمالي”، مشيراً الى ان “النيران شوهدت تندلع في الطائرة الحربية، قبل سقوطها داخل الأراضي السورية”.

ونقلت قناة “إن.تي.في” التركية عن مسؤولين أمنيين أن “القوات المسلحة التركية أسقطت طائرة سورية بعد أن انتهكت المجال الجوي التركي”.

مقتل هلال الأسد قائد جيش الدفاع الوطني السوري

دمشق – الأناضول

قتل اليوم قائد جيش الدفاع الوطني في محافظة اللاذقية وابن عم رئيس النظام بشار الأسد هلال الأسد في اشتباكات مع قوات المعارضة شمالي المحافظة غربي البلاد.

وأعلنت وكالة أنباء السورية “سانا” وفي خبر عاجل، عن “استشهاد قائد الدفاع الوطني في اللاذقية هلال الأسد خلال اشتباكات بلدة كسب شمالي المحافظة”.

وتأسس جيش الدفاع الوطني السوري بعد اندلاع الأزمة في البلاد آذار (مارس) 2011، بهدف تعزيز قوات الجيش النظامي وتعويض النقص العددي فيه مع كثرة الانشقاقات والقتلى في صفوفه.

ويعد الأسد من الشخصيات المعروفة في البلاد، وكان له دور في إخماد الثورة في بعض المناطق في منطقة الساحل التي ينحدر منها بشار الأسد وباقي أركان حكمه.

وتدور منذ يوم الجمعة الماضي اشتباكات عنيفة شمالي محافظة اللاذقية بين قوات النظام وقوات المعارضة التي أعلنت عن إطلاق معركتين باسم “الأنفال” و”أمهات الشهداء” واستطاعت السيطرة على معبر كسب الحدودي مع تركيا وعدة مواقع أخرى.

معركة الساحل” أخطر تهديد لمعقل الأسد توتر حدودي بعد إسقاط تركيا مقاتلة سورية

(و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)

اتسعت المعارك التي تدور حول مدينة كسب في ريف اللاذقية منذ الجمعة وبلغت قذائف المعارضة المدينة نفسها، وقتل قائد قوات الدفاع الوطني في المنطقة هلال الاسد، احد اقارب الرئيس السوري بشار الاسد، بينما اسقطت تركيا طائرة مقاتلة سورية في المنطقة نفسها، واتهمت دمشق انقرة بتغطية المعركة التي تطلق عليها “معركة الانفال” لاختراق الساحل السوري الذي يعد معقلاً للاسد.

وتحدثت الوكالة العربية السورية للانباء “سانا” عن “استشهاد قائد الدفاع الوطني في اللاذقية هلال الاسد خلال اشتباكات كسب”.

وقال “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقرا له في بريد الكتروني: “قتل هلال الأسد، قائد قوات الدفاع الوطني، وما لا يقل عن سبعة عناصر كانوا برفقته، خلال اشتباكات مع جبهة النصرة والكتائب الإسلامية المقاتلة في مدينة كسب”. واشار الى ان هلال الاسد تربطه صلة قربى بالرئيس بشار الاسد، الا انه ليس أحد أبناء العم المباشرين.

وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان المقاتلين المعارضين “تمكنوا من دخول معبر كسب واخراج القوات النظامية وجيش الدفاع الوطني منه”، ولكن من دون “سيطرة كاملة، لان المعارك لا تزال عنيفة في محيطه وعلى بعد عشرات الامتار منه في مدينة كسب”.

ومساء، قال المرصد ان القوات النظامية “سيطرت بشكل كامل على القمة 45” اعلى تلال المنطقة، وبلدة السمرا الواقعة على شاطىء البحر المتوسط، بعد تقدم لمقاتلي المعارضة فيهما. كما أشار الى أن “معارك عنيفة وتقدم للمقاتلين” في نقطتين حدوديتين تعرفان باسم مخفر النعين ونبع المر.

وبثت قناة “الميادين” التي تتخذ بيروت مقراً لها أن سبعة اشخاص قتلوا وأن 20 آخرين جرحوا في ساحة الشيخ ضاهر وقرب مقر قيادة الشرطة في مدينة اللاذقية.

وانتقد قائد الجبهة الغربية والوسطى في هيئة الاركان التابعة لـ”الجيش السوري الحر” العقيد مصطفى هاشم، في شريط مصور بث في موقع “يوتيوب” ، نقص الدعم لمقاتليه. وقال: “ما زالت المعارك لليوم الثالث في الساحل، ولم يصل شيء سوى الاتصالات التي تعودنا سماعها، لذا أحمّل المسؤولين كافة عن الثورة السورية المسؤولية في حال توقف المعارك في الساحل نتيجة عدم تقديم الدعم العسكري واللوجستي”. واضاف ان “كل الدول الشقيقة والصديقة خذلتنا ولم تقدم سوى الشيء اليسير اليسير مما وعدت به، ولذلك نحن ندفع الدماء مقابل السلاح”. ورأى ان “بعض المسؤولين عن الثورة السورية هم متوافقون معهم ويعملون على شق الصف السياسي والعسكري”.

وفي تطور متصل بالمعارك الدائرة في ريف اللاذقية، اعلنت دمشق ان تركيا اسقطت طائرة حربية تابعة لها في منطقة كسب، متهمة انقرة بـ”اعتداء سافر”. واعترفت انقرة بالعملية على لسان رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان الذي هنأ الجيش التركي بها، محذرا سوريا من ان “ردنا سيكون قاسيا اذا انتهكتم مجالنا الجوي”.

وفي دمشق، أعلنت “سانا” مقتل طالبة واصابة 25 شخصا في سقوط ثلاث قذائف هاون اطلقها معارضون قرب وزارة التعليم العالي في وسط دمشق على مقربة من ساحة الامويين والمدينة الجامعية.

وتنعقد القمة العربية اليوم وغداً في الكويت وقت تزداد الانقسامات داخلها حيال الازمة السورية. وبعد سنة من قمة الدوحة التي احتل فيها “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” مقعد بلاده، سيبقى المقعد خاليا

واشنطن أنهت “مراجعة شاملة” لسياستها في سوريا: لا تدخل عسكرياً ولا اسلحة نوعية للمعارضة

واشنطن – هشام ملحم

أنهت الحكومة الاميركية “مراجعة شاملة” لسياستها حيال النزاع في سوريا شاركت فيها مختلف الاجهزة السياسية والاستخبارية والعسكرية واستمرت وقتاً طويلاً، لكنها، استناداً الى اكثر من مصدر تحدثت معهم “النهار” لم تؤد الى “تغيير جذري” في مواقف واشنطن وخصوصاً من حيث عدم التدخل العسكري المباشر، او اعطاء الضوء الاخضر لدول مثل المملكة العربية السعودية طلبت موافقة واشنطن على تزويد المعارضة التي دربت بعض عناصرها في الاردن صواريخ صينية الصنع محمولة على الكتف.

وقالت المصادر، ان المراجعة التي شارك فيها المسؤولون الكبار وبينهم وزراء الخارجية والدفاع والامن الوطني جون كيري وتشاك هيغل وجي جونسون ومستشارة الامن القومي سوزان رايس ومدير وكالة الاستخبارات المركزية جون برينان، الى اجتماعات اخرى لنوابهم، اخذت في الاعتبار وصول عملية جنيف 2 الى طريق مسدود، وازدياد نفوذ القوى الاسلامية المتطرفة، واستمرار تشرذم المعارضة غير الاسلامية، وكذلك النجاحات الميدانية الاخيرة لنظام الرئيس بشار الاسد. وأضافت ان الرئيس باراك اوباما سيناقش الوضع في سوريا مع العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز السبت المقبل في الرياض بناء على نتائج المراجعة.

وأوضحت المصادر ان المراجعة ادت الى قرارات تقضي باتخاذ اجراءات في مجال مكافحة الارهاب لن تعلن طبيعتها، لكنها لا تشمل هجمات تشنها طائرات من دون طيار على التنظيمات الارهابية التي تنشط في سوريا مثل “الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش) او “جبهة النصرة” الموالية لتنظيم “القاعدة”. انها تحدثت عن اجراءات اخرى ضد هذه التنظيمات قد تكون فعالة في المدى البعيد لانها ستتمحور على سبل حرمانها مصادر التمويل الخارجي، عبر اجراءات احادية الجانب واجراءات ستتخذها واشنطن بالتعاون مع حلفائها وخصوصاً في منطقة الخليج. وهناك استياء اميركي عميق من تمويل قطر تنظيمات اسلامية متشددة تنشط في سوريا، ولأن الحكومة الكويتية لم تنجح في وقف التبرعات المالية الكبيرة التي يقدمها اثرياء كويتيون لهذه العناصر الاسلامية المتطرفة.

وكررت ان المراجعة لم تؤد الى “اعادة التفكير في المسلمات الكبيرة” وخصوصاً من حيث استخدام القوة العسكرية. واشارت في هذا السياق الى ان المراجعة التي اجرتها القيادة العسكرية في وزارة الدفاع، خرجت بالموقف الذي كان قد عبر عنه مراراً رئيس هيئة الاركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي وهو انه لا خيارات عسكرية قابلة للتنفيذ، وان الخيارات التي تتطلب ضربة عسكرية نوعية، تقتضي موافقة مسبقة من الكونغرس وهو امر لا حماسة حياله في وزارة الدفاع او في البيت الابيض.

لكن المصادر قالت ان واشنطن تعتزم زيادة مساعداتها المالية واللوجستية وحتى العسكرية مثل تزويد المعارضة رشاشات ثقيلة يمكن ان تخفف وتيرة هجمات الطائرات المروحية التي تقذف البراميل المتفجرة. وهذه المساعدات بطيئة وليست بكميات كبيرة لاكثر من سبب، من ذلك الخلافات بين القوى المعارضة المقربة من واشنطن وحلفائها.

وتؤكد هذه المراجعة مجدداً استمرار الشلل السياسي في واشنطن في التعامل باي فاعلية مع النزاع السوري، فثمة احباط واسع في اوساط المسؤولين، لان المأساة السورية مرشحة للتفاقم اكثر. ويعترف بعض المصادر بان ثمة اعتباراً سياسياً محورياً يعزز قوة الاصوات الحذرة او المتحفظة عن تصعيد الموقف الاميركي ضد نظام الرئيس بشار الاسد بطريقة يمكن ان تهدد وجوده، هو الاهمية التي يعلقها البيت الابيض على ابرز أولويات اوباما في الشرق الاوسط هذه السنة، أي محاولة التوصل الى اتفاق على البرنامج النووي الايراني في سياق المفاوضات الجارية بين ايران ومجموعة 5 + 1. هذه المعادلة تعني ان أولوية التوصل الى اتفاق نووي مع ايران هي أهم من التدخل القوي في النزاع السوري، وهذا يعني كما قال احد المصادر، انه اذا كان هناك خيار عسكري مهم وقابل للتنفيذ في سوريا ولكن يمكن ان يغير قواعد اللعبة النووية مع ايران ويؤثر سلبا على المفاوضات معها، لانه يمكن ان يستفز العناصر الايرانية المتشددة المعنية مباشرة بالنزاع السوري مثل الحرس الثوري الايراني “الباسدران”، فان واشنطن لن تلجأ الى هذا الخيار. وهذا يعني عملياً ان حرية تحرك واشنطن على المسرح السوري في الاشهر المقبلة على الاقل مقيدة او ربما مرهونة بمدى تقدم المفاوضات النووية مع ايران.

ولخص مصدر اميركي هذه المعضلة على النحو الاتي: الوضع المتأزم في لبنان سيبقى مرهونا بالتطورات الميدانية والسياسية في سوريا، والسياسة الاميركية في سوريا، ستكون مقيدة ومرتبطة بوتيرة ومضمون المفاوضات النووية مع ايران.

قطر: أعلى تنسيق مع السعودية بشأن سوريا

معركة كسب تستعر.. وتركيا تتدخل فيها

دخلت تركيا بشكل علني على خط المعركة المستعرة في ريف اللاذقية، عبر إسقاط طائرة حربية سورية واستهداف مواقع للجيش السوري، الذي يستعد لشن هجوم مضاد لاستعادة كل المواقع التي سيطر المسلحون عليها.

وبالتزامن مع ارتفاع حدة المعارك في ريف اللاذقية الشمالي، خصوصا على محور معبر كسب الحدودي مع تركيا، سقط صاروخان على وسط اللاذقية، وأديا إلى مقتل 3 أشخاص وإصابة خمسة. كما قتل خلال المعارك في كسب قائد قوات الدفاع الوطني في اللاذقية هلال أنور الأسد، وهو أحد أبناء عمومة الرئيس بشار الأسد، وذلك بعد ساعات من مقتل قائد قوات الحرس الجمهوري في حلب العميد سميع يوسف عباس. وتشهد مدينة حلب هجمات عنيفة من محورها الغربي، وسط محاولات فصائل «إسلامية» لدخول المدينة من جبهتها الغربية.

إلى ذلك، رفضت قطر تقارير عن وجود تنافس مع السعودية بشأن الجهود الرامية لإنهاء الحرب السورية، مؤكدة ان البلدين، وهما أكبر داعمين للقوى المسلحة، بينهما أعلى مستوى من التنسيق.

وذكر ديبلوماسيون ومصادر من المعارضة أن هناك توترا بين الجماعات التي تدعمها كل من قطر والسعودية داخل «الائتلاف الوطني السوري» المعارض، وأن البلدين يدعمان جماعات مسلحة مختلفة على الأرض. ونقلت وكالة الأنباء القطرية (قنا) عن وزير الخارجية خالد العطية «نفيه الشائعات» بشأن وجود خلاف بين الرياض والدوحة بشأن سوريا.

وقال العطية، في منتدى في بروكسل أمس الأول، «في الملف السوري نحن على أعلى مستوى من التنسيق مع مجموعة أصدقاء سوريا، وبالأخص السعودية».

ويشهد ريف اللاذقية الشمالي لليوم الثالث على التوالي اشتباكات ضارية، وسط محاولات ثلاث فصائل «إسلامية» مسلحة، هي «جبهة النصرة»، و«أنصار الإسلام»، و«شام الإسلام»، الوصول إلى بلدة كسب الحدودية مع تركيا.

وقال مصدر ميداني، لـ«السفير»، إن المدفعية التركية قصفت عدة مواقع في الداخل السوري، في محاولة منها لـ«التغطية على العمل المسلح الذي تنفذه الفصائل الإسلامية»، موضحاً أن طائرة حربية سورية كانت تؤازر القوات الموجودة على الأرض اقتربت من الحدود التركية، فقامت طائرة حربية تركية بإسقاطها.

وتستعد القوات السورية لشن هجوم مضاد على مواقع المسلحين الذين لم يصلوا إلى بلدة كسب، حيث تم استقدام قوات ضخمة الى المنطقة التي تتواصل فيها معارك ضارية في الريف الشمالي، وخصوصاً في محيط قرى خربة سولاس، والملك، وبيت حلبية، في حين تتقدم قوات الجيش السوري نحو بلجة نبع المر الحدودية.

ونفى المصدر الميداني سيطرة المسلحين على معبر كسب الحدودي، موضحا أنهم تمكنوا من التقدم نحو المعبر والوصول إليه قبل الانسحاب منه، ليبقى المعبر من دون أية سيطرة من أي طرف، حيث يقوم الطرفان بعمليات قنص. وذكر «المرصد السوري لحقوق الانسان»، في بيان، أن «القوات السورية والمسلحين الموالين لها سيطروا بشكل كامل على المرصد 45 وعلى قرية السمرا بعد اشتباكات مع الكتائب الإسلامية المقاتلة وجبهة النصرة».

واتهم مصدر عسكري سوري، في بيان، «تركيا بدعم المسلحين، عبر إسقاط طائرة مقاتلة أثناء ملاحقتها العصابات الإرهابية داخل الأراضي السورية في منطقة كسب في ريف اللاذقية»، وذلك بعد بيان لوزارة الخارجية اتهم القوات التركية بقصف الأراضي السورية «لتأمين التغطية لدخول العصابات الإرهابية المسلحة من الأراضي التركية إلى داخل سوريا».

وستزيد عملية إسقاط تركيا للطائرة السورية من التوتر المحتقن بين البلدين، فيما أشارت وكالة «الأناضول» إلى سقوط قذائف في منطقة ياديلاغي التركية، مشيرة إلى أنها جراء الاشتباكات التي تجري على الحدود. وأعلن وزير الدفاع التركي عصمت يلماظ أن تركيا لديها «القوة» و«القدرة» على حماية حدودها. وأضاف «ينبغي ان لا يحاولوا اختبار تصميمنا»، وذلك بعد أن حذر رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان السلطات السورية من أن «ردنا سيكون قاسيا إذا انتهكتم مجالنا الجوي». (تفاصيل صفحة13)

(«السفير»، «سانا»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

مسئول أمني بارز زار دمشق سرا.. هجوم إستراتيجي كبير للجيش السوري بطلب أردني لمواجهة النصرة في درعا

عمان- القدس العربي- من طارق الفايد: أكدت مصادر مطلعة أن قوات النظام السوري تخطط لهجوم استراتيجي واسع النطاق على مناطق تسيطر عليها قوات المعارضة في جنوب سوريا خلال الاسابيع المقبلة.

وجاء هذا في سياق زيارة سرية قام بها مسؤول أمني أردني كبير إلى دمشق مؤخرا لمطالبة النظام بالسيطرة على المناطق المحاذية لبلاده.

وفي رسالة موجهة لأبو محمد الجولاني أمير “جبهة النصرة” قال الخبير في شؤون القاعدة وجبهة النصرة والدولة الاسلامية في العراق والشام المحامي موسى العبداللات “تستعد الآن شبيحة النظام السوري وقوات حفظ النظام المساندة للجيش، واللذين يتدربون في إيران منذ أكثر من ثلاثة أشهر، للقيام باجتياح مناطق تسيطر عليها جبهة النصرة في جنوب سوريا المحاذية للشريط الحدودي الأردني وهي مناطق درعا وقراها.”

وأكد العبداللات في الرسالة التي خص بها (القدس العربي) أن هناك 20 ألف عسكري مجهزون بالسلاح لاجتياح المناطق الحدودية مع الأردن بمساندة من الطائرات السورية خلال الاسابيع المقبلة، مشيرا إلى أن هذه التطورات جاءت بعد زيارة سرية قام بها مسؤول أمني كبير في إستخبارات الأردن إلى دمشق مؤخرا لمطالبة النظام بالسيطرة على المناطق الجنوبية التي أصبحت عبأ كبيرا على بلاده.

وأوضح العبداللات للجولاني بأن هذا الهجوم سيكون من خلال عدة محاور برية مساندة من الطيران وهي مناطق جبل الشيخ، وبصرى الشام، والسويداء.

ويتطلب هذا الأمر- يقول العبداللات مخاطبا الجولاني- التوحد تحت راية اسلامية واحدة للمجاهدين والالتفات عن صغائر الأمور والتأكيد على أن المرجعية هي كتاب الله وسنة رسوله محمد (صلى الله عليه وسلم) وعدم اصدار أي أمر في أي منطقة في الساحة السورية لقتل أي من المقاتلين في اطار جبهة النصرة أو الدولة الاسلامية في العراق والشام، وهذا ينطبق على أمير الدولة أبو بكر البغدادي، وأن لهدم الكعبه حجرا حجرا أهون عند الله من سفك دم مسلم واحد.

الابراهيمي يستبعد استئناف محادثات جنيف للسلام في سوريا حاليا

الكويت- (أ ف ب): أعلن المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الابراهيمي الاثنين انه من المستبعد في الوقت الحاضر استئناف الحوار بين النظام السوري والمعارضة في جنيف.

وقال الابراهيمي للصحافيين في الكويت حيث يشارك في القمة العربية الثلاثاء ان “العودة إلى جنيف في الوقت الحاضر ليست واردة لان شروطها غير متوافرة”.

واجاب ردا على سؤال عما اذا كان سيزور سوريا قريبا “خلاص كفاية”.

ويذكر أن الجلسة الثانية من مفاوضات جنيف الرامية للبحث عن حل سياسي للنزاع انتهت الى الفشل في 15 شباط/ فبراير الماضي.

كما لم يتم تحديد أي موعد لاستئناف المفاوضات.

وكانت دمشق اعلنت في 14 اذار/ مارس الحالي ان الوسيط الدولي الابراهيمب “تجاوز″ حدود مهمته اثر انتقاده اجراء انتخابات رئاسية في البلد في ظل النزاع المستمر فيه منذ اكثر من ثلاث سنوات.

واقر مجلس الشعب السوري قانونا يستبعد بحكم الامر الواقع مشاركة المعارضة في المنفى في الانتخابات ويمهد الطريق امام اعادة انتخاب الرئيس بشار الاسد.

وكان الابراهيمي حذر من ان الانتخابات الرئاسية التي لم يعلن عن موعدها بعد ستؤدي الى نهاية المفاوضات الساعية الى وضع حد للنزاع.

والمطلب الاساسي للمعارضة هو رحيل الأسد.

وادى النزاع الذي اندلع منتصف اذار/ مارس 2011 الى مقتل اكثر من 146 الف شخص حسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

المعارضة السورية تعزز سيطرتها على كامل بلدة كسب وثلاثة قذائف هاون تستهدف الأراضي التركية

هطاي- الأناضول: استكملت قوات المعارضة السورية في شمال محافظة اللاذقية؛ سيطرتها على كامل بلدة “كسب” – التي تبعد مسافة 3كم عن معبرها الحدودي مع تركيا – كما سيطرت على أغلب المخافر والنقاط العسكرية المحيطة بالبلدة؛ وصولاً إلى الشريط الساحلي بعد أربعة أيام من المعارك، بحسب ما أكده مسؤول العلاقات الداخلية في الكتلة التركمانية السورية “آيهان أورلو”.

وأشار أورلو إلى أنَّ النظام السوري يشن غارات مكثفة على المنطقة في محاولة لاستعادة السيطرة عليها، مبيناً أن معارك عنيفة تدور الآن للسيطرة على تلة 45 وبيت عوان في منطقة “باير بوجاق”.

وأوضح أورلو أنَّ 17 شخصاً جرحوا في الاشتباكات، وتم نقلهم إلى مستشفيات ولاية “هطاي” التركية.

ومن جهة أخرى، سقطت ثلاث قذائف هاون من الجانب السوري على أراض غير مأهولة تابعة لبلدة “يايلاداغي” بولاية “هاطاي” التركية دون وقوع إصابات؛ بسبب الاشتباكات الدائرة قرب بلدة “كسب” بريف اللاذقية.

ويأتي ذلك نتيجة هجمات النظام السوري التي تقوم بها بين الفينة والأخرى؛ في مسعىً لاستعادة السيطرة على البلدة ومعبر كسب من مقاتلي المعارضة الذين بسطوا سيطرتهم عليها مؤخراً.

وأفاد مسؤولون أن القوات التركية ردت بالمثل على سقوط القذائف الثلاثة؛ التي أصابت منطقة “تشاملي تبه” الريفية  التابعة لبلدة يايلاداغي.

الجربا: الشعب السوري يخوض حربا ضد الإيرانيين نيابة عن العرب

القاهرة- (د ب ا): اعتبر رئيس ائتلاف المعارضة السورية احمد الجربا أن “الشعب السوري يقود حربا ضد نظام بشار الاسد و قوى التطرف في كل من العراق ولبنان والحرس الثوري الإيراني الشيعي نيابة عن العرب جميعا.

وأضاف الجربا في بيان له تلقت وكالة الانباء الالمانية نسخة منه الاثنين قبيل مغادرته السعودية متوجها للكويت لإلقاء كلمة سورية في القمة العربية هناك “إن جوهر مشاركتنا في القمة العربية سيكون من اجل الدعم السياسي والعسكري للشعب السوري ومؤسساته والإصرار على تسلم مقعد سورية الشاغر حاليا”.

وأضاف بيان الائتلاف “ان لقاءات جانبية عدة ستجمع الجربا مع مسؤولين وقادة عرب.

ونقل بيان المعارضة السورية عن الجربا قوله إن “الشعب السوري يخوض حرباً باسم العرب جميعاً، ضد نظام بشار الأسد وعناصر الحرس الثوري الإيراني والكتائب المتطرفة من العراق ولبنان”. كما عبّر عن أمله بألا تؤثر الخلافات الخليجية مع قطر في دعم الثورة السورية.

مصر تنفي صحة تقارير عن رفضها مشاركة الائتلاف السوري المعارض بقمة الكويت

القاهرة- الأناضول: نفت الخارجية المصرية، مساء الأحد، صحة تقارير إعلامية تحدثت عن رفض مصر مشاركة الائتلاف السوري المعارض بالقمة العربية القادمة بالكويت يومي الثلاثاء والأربعاء القادمين.

وذكرت التقارير الإعلامية أن وزير الخارجية المصري نبيل فهمي أعلن خلال الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية الأحد بالعاصمة الكويت، رفضه مشاركة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في قمة الكويت خلال مناقشة هذا الأمر في الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية.

وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية بدر عبد العاطي: “هذا كلام فارغ، كيف يمكن أن نتخذ هذا الموقف، فالعلاقة بين مصر وقيادات الائتلاف طيبة للغاية، وكانت هناك زيارة لرئيس الائتلاف (أحمد الجربا) مؤخرًا للقاهرة التقى خلالها وزير الخارجية”.

وأوضح عبد العاطي في تصريحات خاصة لوكالة الأناضول، أن “الجربا مدعو لحضور القمة، وسيلقي كلمة في جلستها الافتتاحية، بناء على دعوة وجهت له من وزراء الخارجية العرب لإطلاع القادة على رؤية الائتلاف لحل الأزمة السورية”.

ولفت عبد العاطي إلى أن “الائتلاف يحظى بدعم من أغلب الدول العربية، وأن هناك توجهًا لمنحه مقعد سوريا في الجامعة، ولكن هذا الأمر مرتبط بإجراءات إدارية أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أنها تحول دون تحقيق ذلك في الوقت الراهن”.

وفي وقت سابق، قال فايز سارة، المستشار الإعلامي والسياسي لرئيس الائتلاف، في تصريحات خاصة لوكالة الأناضول، أن “رئيس الائتلاف وُجهت له دعوة لحضور القمة، وسيشارك بها على رأس وفد يضم قيادات بالائتلاف”.

وكشف سارة عن أن “الجربا سيلقي كلمة يتحدث فيها عن ضرورة تقديم العرب الدعم العسكري للمعارضة السورية، متمثلاً في الأسلحة النوعية، مثل مضادات الصواريخ، التي تمكنهم من صد هجمات سلاح الطيران السوري”.

ومنذ مارس/ آذار 2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 40 عاماً من حكم عائلة بشار الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة.

غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف المظاهرات ضده؛ وهو ما دفع بالبلاد إلى معارك دموية بين القوات النظامية وقوات المعارضة؛ حصدت أرواح نحو 150 ألف شخص، بحسب إحصائيات المنظمات الحقوقية التابعة للمعارضة.

اردوغان: الطيار الذي اخترق حدودنا ‘معتوه

تركيا تسقط طائرة مقاتلة سورية ومقتل هلال الأسد ابن عم الرئيس السوري

اللاذقية ـ انطاكيا ـ ‘القدس العربي’ من وائل عصام وسليم العمر: اعلنت دمشق ان تركيا اسقطت طائرة حربية تابعة لها الاحد في منطقة حدودية بين البلدين في محافظة اللاذقية تشهد معارك عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة، متهمة انقرة بتنفيذ ‘اعتداء سافر’، كما أعلن النظام مقتل هلال الأسد، قائد قوات الدفاع الوطني في منطقة الساحل السوري، وهو ابن عمّ للرئيس السوري بشار الأسد.

وذكرت مصادر مقربة من ‘القدس العربي’ أن ثمانية صواريخ غراد قد استهدفت المربّع الأمني في المدينة. وقد تبع إعلان مقتل هلال الأسد جولات لدوريات للقوات المعروفة شعبيا باسم ‘الشبيحة’ أخذت تطلق زخّات من الرصاص على الأحياء والبيوت، وذكرت المصادر أن على سليمان الأسد، إبن القتيل هلال الأسد كان يقود الجولات انتقاماً لمقتل والده.

وقد شاهد مراسل ‘القدس العربي’ في جبل التركمان طائرة الميغ السورية وهي تهوي في البحر امام ساحل اللاذقية، بعد ان اسقطتها المقاتلات التركية. واكد والي هاتاي لمراسل وكالة الانباء التركية ان الطائرة اسقطت غربي كسب السورية، وكانت مقاتلات تركية منعت طائرات سورية من الاقتراب من معبر كسب الحدودي امس خلال هجوم قوات المعارضة على المعبر الحدودي كما افاد مراسل ‘القدس العربي’ الموجود في جبل التركمان المطل على كسب.

وتقدمت قوات المعارضة الى داخل كسب لكنها لم تسيطر عليها لحد الان، اذ تدور معارك عنيفة وقتال شوارع داخل كسب، ويقول شهود عيان ان الاشتباكات تدور في ساحة المدرسة وسط كسب، وقال قيادي في كتيبة نصرة المظلوم التي تشارك في عملية الساحل ان خسائر المعارضة بلغت نحو 14 مقاتلا حتى الآن. كما بدأ الالاف من سكان مدينة كسب بمغادرتها في موجة نزوح نحو مدينة اللاذقية.

وباتت قرية السمرا الساحلية محاصرة من قوات المعارضة وهي التي اشتهرت بمسلسل (ضيعة ضايعة) الكوميدي. واستهدفت قوات المعارضة دبابتين للنظام على مشارف كسب.

ووصف رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان طيار سلاح الجو السوري الذي اسقطت طائرته بنيران المقاتلات التركية ‘بالمعتوه’.

وحذر اردوغان من ان بلاده ستوجه ‘صفعة قوية’ لمن يحاول اختراق مجالها الجوي والاعتداء عليها.

وكان ادروغان يتحدث في حشد جماهيري هائل في اسطنبول في حملة حزبه لانتخابات البلديات المحلية نهاية الشهر الحالي، وامام مئات الالاف من انصاره قال اردوغان ‘قام احد الطيارين المعتوهين من سلاح الجو السوري باختراق مجالنا الجوي وقامت طائراتنا الـ اف 16 باسقاطه ، عليهم ان يفهموا باننا سنوجه صفعة قوية لمن يعتدي على حدودنا’.

وسيطرت قوات المعارضة على معبر كسب الحدودي وهو اخر معبر تركي مع الاراضي السورية، كما تمت السيطرة على مرصد45 في جبل التركمان وهو نقطة عسكرية استراتيجية كان الجيش النظامي السوري يسيطر عليها ويقصف منها مواقع المعارضة في جبل التركمان براجمات الصواريخ.

سوريا: في ‘جبهة الجنوب’ وصل المال وبانتظار تدفق السلاح… جبهة النصرة حاضرة وبقوة في درعا

إبراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’ ينشغل العالم بالأزمة في القرم وإجراءات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في المنطقة التي أعلن يوم الجمعة ضمها رسميا للتراب الروسي.

وفي دمشق يستفيد النظام السوري لبشار الأسد الذي يواجه انتفاضة دخلت عامها الرابع الأسبوع الماضي ويزداد ثقة بنفسه. فهو وإن خسر مناطق شاسعة لجماعات متعددة ولم يعد يسيطر إلا على المدن والعاصمة ومناطق الساحل التي تتعرض هذه الأيام إلى هجوم واسع إلا أنه وبدعم من إيران ووكيلها اللبناني حزب الله استطاع تحقيق بعض الإنجازات في حلب وحول دمشق والقلمون.

وبعد ثلاثة أعوام من الحرب لا تزال روسيا مصممة على مواصلة دعمه. ويرى المعلقون أن الأزمة الأوكرانية تلقي بظلالها على الوضع السوري، ففي الوقت الذي تعاونت فيه الولايات المتحدة وروسيا على نزع أسلحة النظام السوري الكيميائية وعلى عقد مؤتمر جنيف-2 فسيكون التعاون صعبا في ظل العقوبات الإقتصادية التي فرضت على نظام فلاديمير بوتين بسبب ما يجري في القرم.

ولاحظت آن برنارد مراسلة صحيفة ‘نيويورك تايمز′ في تقرير لها من العاصمة السورية دمشق أن الأحداث الأخيرة في أوكرانيا شجعت بشار الأسد على المضي قدما والتحضير للإنتخابات الرئاسية رغم الظروف التي تمر بها البلاد من تمرد مسلح وانتفاضة شعبية.

وفي الوقت ذاته جعلت المسؤولين السوريين يشكون في إمكانية ممارسة موسكو ضغوطا على الحكومة في دمشق لتقديم تنازلات في القريب العاجل.

تحالف قوى الحرب الباردة

ولاحظت الصحيفة أن الحكومة السورية تتصرف بنوع من الثقة في ظل التطورات في القرم، وتعتقد أن شيئا لن يتغير على واقع ظلت فيه روسيا تعطل قرارات عقابية على سوريا في مجلس الأمن الدولي.

وتضيف أن منظورا يتنازل فيه طرفي النزاع ويفضي إلى وقف الحرب في سوريا وبرعاية أمريكية- روسية بات بعيدا، ويبدو حلفاء الماضي أثناء الحرب الباردة يقفون إلى جانب بعضهم البعض ‘ضد العدوان الغربي’.

وترى الصحيفة أن العلاقات القوية التي تعود لأكثر من ثلاثة عقود بين روسيا وسوريا والتقدم الذي حققه الجيش السوري في يبرود واستعادته قلعة الحصن الصليبية التي تطل على الطريق الرئيسي من دمشق إلى اللاذقية عزز حسا لدى المسؤولين السوريين وبين الخبراء والمراقبين بأن الأسد باق في السلطة.

ونقلت عن صحافي مؤيد للحكومة السورية تقييمه للوضع ‘بصراحة، موقف الحكومة يقول: لم نعد بحاجة لجنيف’.

وتشير الصحافية إلى أن أصحاب المحلات والدكاكين في الأسواق شعروا بهذا وقاموا برسم علم سوريا على أبواب محلاتهم كعلامة ضد المعارضة السورية التي تبنت علم الثورة السورية أثناء الكفاح ضد الإنتداب الفرنسي، مع أن بعض أصحاب المحلات قالوا إنهم رسموها خشية تعرضهم لمشاكل من مؤيدي الأسد.

ويرى المسؤولون السوريون والروس أن ما يجري في سوريا من حرب والأحداث الأخيرة في القرم هي جزء من معركة واحدة ومواجهة مع الغرب ممثلا بالولايات المتحدة في مرحلة ما بعد الحرب الباردة وانهيار الإتحاد السوفييتي السابق، وهي المرحلة التي فتحت الباب أمام الولايات المتحدة بالعالم.

وفي هذه المرحلة يقوم النظامان الروسي والسوري بمواجهة المؤامرات الغربية للإطاحة بأنظمة غير مريحة للغرب ولكنها ‘شرعية’ نظام الأسد في دمشق ونظام فيكتور يانوكوفيتش في أوكرانيا الذي أدت تظاهرات شعبية ضده وعزله عن السلطة إلى تدخل موسكو في شبه جزيرة القرم.

الصداقة الروسية- السورية

ويعتقد أكاديمي روسي زار دمشق على رأس وفد طلابي هذا الأسبوع ‘القرم هي سوريا القادمة’.

ووصفت الصحيفة الوفد الطلابي الذي خرج من محل إقامته في فندق داما روز حيث قام اثنان منه برسم ‘لوحة للسلام’ وزار الوفد المعالم السياحية في دمشق والنوادي الليلية ونظمت له اجتماعات مع مؤيدين للنظام، وهو ما دعا الصحافية للحديث عن انتشار شعور بحب روسيا ‘روسوفوليا’ خاصة بين الجيل الجديد من مؤيدي النظام، والذين تدفقوا مثل أبائهم على موسكو للدراسة وأثنوا على خطط الحكومة تدريس الروسية في المدارس السورية.

في مقابل الصداقة بين النظام ومؤيدي الحكومة الروسية، حدث تضامن بين المتظاهرين الأوكرانيين والمعارضة السوريةـ حيث رفع المتظاهرون الأوكرانيون شعارات الثورة السورية في ‘ساحة ميدان’ وسط كييف.

وتقول الصحيفة إن الحكومة السورية تتعامل مع التطورات الأخيرة في القرم كعلامة على تراجع التأثير الأمريكي في العالم وأن ما حدث في القرم هو نتاج تدخلات واشنطن في شؤون الآخرين من العراق وأفغانستان ووسط آسيا وأخيرا أوكرانيا. ويقول رجل أعمال من حمص نقلت عنه الصحيفة إن ‘أمريكا تجبر العالم على معارضتها، حتى بلد صغير مثل سوريا يقوم بتحديها’.

وتقرأ الصحيفة طبيعة العلاقة الروسية- السورية والتي تعود لحكم الأب حافظ الأسد الذي نقل مستوى العلاقات مع الإتحاد السوفييتي إلى أعلى الدرجات ووضع بلاده في الفلك السوفييتي حيث تبنى التخطيط الإشتراكي، وأرسل البعثات للدراسة هناك حيث عاد الآلاف من السوريين ومعهم زوجات روسيات لا زال الكثير منهن يعشن في سوريا رغم الحرب الأهلية.

كما أن نصف أساتذة الجامعات هم من الذي تلقوا تعليمهم في الجامعات السوفييتية ولا يزال العديد من المسؤولين والمعارضين على حد سواء يتذكرون أيامهم في روسيا.

ولم تتغير علاقات سوريا مع روسيا بعد انهيار المحور الشيوعي إلا بدرجة قليلة حيث احتفظت موسكو بقاعدتها العسكرية في طرطوس.

ومع أن بشار الأسد الذي تلقى دراساته في بريطانيا اتجه نحو الغرب وفتح بلاده للشركات الغربية بدرجة أصبحت معها اللغة الإنكليزية لغة التخاطب في مجال التعاملات التجارية وبين النخبة بدلا من الروسية، إلا أن اندلاع الثورة ودعم الغرب لها أعاد سوريا إلى المحور السابق حيث مكن السلاح الروسي والصيني والدعم الإيراني نظام الأسد من البقاء في السلطة حتى الآن.

اللغة الروسية

وتعززت العلاقات أكثر بعد قيام موسكو بالتوسط في تدمير الترسانة الكيميائية التي أبعدت شبح الحرب والضربة الأمريكية على سوريا بعد الهجوم الكيميائي في الغوطة الشرقية في آب/أغسطس العام الماضي. وخرجت مظاهرات ورفعت لافتات في دمشق تشكر روسيا، وقرر وزير التعليم تدريس الروسية بدلا من الفرنسية في صفوف المدارس.

ومقابل الدعم الروسي والحب لروسيا ورغبة العائلات في تعليم أبنائها الروسية تعبيرا عن الإمتنان ‘لأنهم هم الذين يساعدون السوريين’ حسب امرأة من بلدة الزهرة في شمال سوريا والتي تسكنها غالبية شيعية. ففي مناطق المعارضة هناك شعور بالحنق والإحباط من الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي لا يجيد إلا إطلاق التهديدات، ولا يزال مترددا في تقديم السلاح للمعارضة. وبعد انهيار محادثات جنيف -2 جرى حديث عن تغيير في الموقف ودعوة أوباما المسؤولين في البيت الأبيض للبحث عن خيارات جديدة وإعادة النظر في القديمةـ لكن أوباما رغم كل هذا لا يزال مترددا في تقديم أسلحة ثقيلة للمقاتلين مثل الصواريخ المضادة للطائرات.

ومع ذلك يجري الحديث عن فتح جبهة جديدة في الجنوب السوري وهي التي لم تتكشف ملامحها بعد سوى ما رشح من تقارير في صحف عربية وأمريكية وبريطانية عن لقاء مسؤولي استخبارات الدول المعنية بالحرب في سوريا الداعمة للمعارضة وما جرى من تغييرات في المسؤولين السعوديين الذين يديرون ملف التعامل مع المعارضة.

الجبهة الجنوبية

وتناولت صحيفة ‘لوس أنجليس تايمز′ الموضوع في تقرير لها حيث نقلت عن قيادات ميدانية تلقيها أموالا وأسلحة من الدول الداعمة.

وتنقل عن قيادي في الجنوب انشق نصف جنوده الـ 2000 إلى جماعات إسلامية بسبب عدم توفر العتاد والمال لديه، قوله إنه تلقى ظرفا محشوا بالمال في الشهر الماضي من دولة لم يسمها واستخدم المال لدفع رواتب من تبقى معه من المقاتلين. وتقول الصحيفة إن ما أطلق عليها ‘الجبهة الجنوبية’ أصبحت مركز اهتمام وتركيز للإدارة الأمريكية في محاولة منها وحلفائها لتقوية المعارضة السورية التي تتراجع في الآونة الأخيرة حيث تحول الأردن لنقطة انطلاق لعمليات الدعم بحسب الصحيفة، ففي الأردن يقوم المسؤولون الأمريكيون وحلفاؤهم الخليجيون خاصة السعودية والإمارات العربية المتحدة بإعادة تغيير مسارهم في محاولة يرى الكثيرون أنها الأخيرة لحرف مسار الحرب الأهلية التي بدأت تتحول وبشكل كبير لصالح الأسد.

وتضيف الصحيفة أن هذه المحاولة قد تكون متأخرة نوعا ما فالخلافات التي طبعت العلاقات بين الفصائل المقاتلة في الشمال والشرق والمواجهات المسلحة بدأت تظهر وتعيث فسادا في الجنوب.

ومع ذلك تحاول القوى الأجنبية الحفاظ على ما تبقى من فصائل معتدلة في الجيش السوري الحر وإحياء قوتها ضد القوى المتطرفة التي أصبحت علامة على الثورة السورية.

ومن هنا فالمغلفات المحشوة بالمال تعني أن الحصول على ولاء المقاتلين ضروري في حملة الجنوب التي لا تزال في مراحلها الأولى وذلك حسب مقابلات أجرتها الصحيفة مع قياديين في جنوب سوريا. ويرى مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما، جوشوا لانديز إن كل مقاتل وناشط يتفاخر بالحديث عن جبهة الجنوب للحصول على أنباء جديدة وإحياء الأمل.

وينبع هذا من كون الجنوب لا يبعد سوى 75 ميلا عن العاصمة دمشق ولقربه من الحدود مع الأردن وإسرائيل اللتين تشعران بالقلق من تزايد سلطة الجهاديين. ولهذا ترى الصحيفة أن عملية تصحيح الإستراتيجية متعلقة بمكافحة الإرهاب أكثر من العمل على الإطاحة بنظام الأسد. ويتهم قادة المعارضة المعتدلة التي تلقى دعما من الغرب جبهة النصرة بالقيام بحملة اغتيالات واختطاف للناشطين والمقاتلين في الجنوب.

وتشير هنا لاختطاف قائد ميداني من قيادات الوسط اسمه فادي قرقماس قائد ‘مغاوير حوران’ لأنها اتهمته بالتعاون مع الحكومة.

ودفع اغتيال قرقماس قادة الجيش الحر إلى الإجتماع والبحث في شأن فتح معركة مع جبهة النصرة في نفس الوقت الذي يقومون فيه بمواجهة النظام.

وبحسب قيادي ‘لدينا اقتناع كامل بأن جبهة النصرة في الجنوب مثل داعش في الشمال’ مشيرا إلى الدولة الإسلامية في العراق والشام والتي أوجدت حضورا لها في شمال وشرق البلاد لكنها غائبة في الجنوب.

مال بدون سلاح

وتضيف الصحيفة إن المال بدأ بالتدفق ولكنهم ينتظرون تدفق السلاح خاصة الصواريخ المحمولة على الكتف والمضادة للطائرات التي طالب بها المقاتلون في شمال سوريا لمواجهة القوة الجوية للنظام، ولا تزال الولايات المتحدة مترددة في تقديم هذا النوع من الأسلحة خشية وقوعها في يد مقاتلين جهاديين. ومع ذلك يقول قيادي ‘نعتقد أن وصول الأسلحة بات قريبا’ و’حتى الآن لم يصل شيء’.

ويشير التقرير إلى أن مدينة إربد التي كانت مركزا لاستقبال البضائع السورية من الملابس والمواد الغذائية تحولت إلى نقطة انطلاق واستراحة للمقاتلين.

وتضيف الصحيفة أن قيادات الجنوب السوري سوقوا أنفسهم للقوى الغربية والداعمة للثورة السورية باعتبارهم ‘معتدلين’ على الرغم من الحضور الواسع لجبهة النصرة ومقاتلين أردنيين بعضهم من أتباع أبو مصعب الزرقاوي الذي قتل في عام 2006 في العراق. وما يفرق قادة الجنوب أنهم يحملون كما يقول قائد رؤية معتدلة وليست متطرفة وهو ما يفرقهم عن جبهة النصرة.

ونقلت الصحيفة شكوى القيادات من قلة الدعم الذي يصلهم من الدول الغربية عبر الأردن، رغم وصول بعض شحنات الأسلحة من فترة لأخرى والتدريب الذي يقوم به مسؤولون عسكريون أمريكيون في الأردن، لكن هذ الدعم لا يقارن بالدعم الذي يقدم للنظام السوري من روسيا وإيران.

ومن هنا تساءل قيادي في المجلس العسكري الأعلى للثورة السورية في درعا عن السبب الذي يدعو الغرب لعدم تقديم الدعم لهم ‘هل يريدوننا أن نصبح متطرفين؟’. ويقلل قادة المعارضة في الجنوب من أهمية ‘الغرفة الدولية للعمليات المشتركة’ في العاصمة الأردنية عمان، كنقطة نشاط وتنسيق يعمل فيها عملاء للسي أي إيه ومسؤلون امنيون من دول المنطقة.

وتشير الصحيفة إلى أن التحول والتركيز على الجبهة الجنوبية بدأ في منتصف شباط/فبرايرالماضي عندما دعي 50 من قادة الفصائل للحضور إلى مركز العمليات المشتركة وطلب منهم الإنضمام إلى المظلة الجديدة التي أطلق عليها ‘ الجبهة الجنوبية’ وذلك نقلا عن مسؤول في الدعم اللوجيستي.

وضمن الوضع الجديد فقد طلب من قادة الكتائب تقديم قوائم عن المقاتلين لأغراض مالية حيث يتم بناء عليها تقديم أموال تغطي رواتب المقاتلين، وبمقتضى هذا الوضع تحتفظ كل كتيبة باستقلاليتها وقيادتها ولكن تقوم بالتنسيق الميداني. وتم تزويد المسؤولين بمعلومات وصور عن كل مقاتل في كل كتيبة ‘وأصبح الأمر منظما’ حسب قيادي.

وبحسب قادة فكل مقاتل يتلقى مابين 47 -70 دولارا أمريكيا وكل هذا يعتمد على خبرة ورتبة وحجم عائلة المقاتل. وبحسب بيان كتب بالعربية وأعده قادة فالجبهة الجنوبية تضم 30.000 مقاتل منضو تحت رايتها، وتمثل ‘صوت الإعتدال والذراع القوي للشعب السوري’، وأكدت أن لا مكان للطائفية أو التطرف في صفوف المقاتلين ولا في سوريا.

ورغم كل هذا فجبهة النصرة لها 17 مركزا وآلافا من المقاتلين في منطقة درعا حسب مسؤول في الجيش الحر. ولم تفت التحضيرات للحملة الجنوبية عن انتباه النظام الذي زاد من قصفه لمواقع المعارضة وعزز من انتشار قواته في مناطق الجنوب.

 داعش’ تصلب شابا في الرقة بتهمة سرقة رجل وقتله

عمر الهويدي

الرقة ـ ‘القدس العربي’ إستيقظ أهالي الرقة ليروا شابا مصلوبا على خشبة في ساحة الساعة وسط المدينة، قامت دولة العراق والشام الإسلامية بإعدامه وصلبه بتهمة سرقة رجل وقتله.

وقال الناشط فراس العلي من مدينة الرقة لـ’القدس العربي’، إن أهالي المدينة وقفوا مذهولين أمام هذا المنظر، وهم يتساءلون عن هوية المقتول، حيث لم يجدوا أي معلومات تدل على هويته سوى ورقة معلقة خلفه كتب عليها ‘هذا الرجل قتل مسلما عمدا (غيلة) أي لأخذ ماله’، فيما تواردت معلومات عن أن الشاب المصلوب من قرية ‘الحوس′ والتي تقع شرق مدينة الرقة، أما الشخص المقتول فلم يستطع أحد تحديد اسمه وعائلته حتى الآن، وسيبقى الشاب مصلوباً ‘لمدة 3 أيام بلياليها’.

وهذه ليست عملية الإعدام الميداني الأولى التي يقوم بها ‘ تنظيم الدولة ‘ في مدينة الرقة، حيث قاموا بقطع رأس شابين أمام أهالي المدينة في 24 كانون الثاني / يناير الماضي، وقرأ أحد العناصر التابعين لـ ‘داعش’ بيان الحكم بقطع الرأس بناء على تهمة سبّ الرسول الكريم، فيما نشر نشطاء من مدينة الرقة على صفحات التواصل الإجتماعي استنكارات وإدانة شديدين للإعدامات الميدانية المتكررة يومياً في المدينة.

وأوضح فراس العلي ‘لا تزال داعش تفرض سيطرتها على مدينة الرقة، وتصدر القرار تلو الآخر، مشددين على أن تلك القرارات غير قابلة للنقاش’.

وقد فرضت داعش قوانين أصولية متشددة في الرقة ، وآخر ممارساتها التي تثير استهجان حتى الفصائل السلفية في سوريا هي إنشاء شرطة نسائية تجوب أسواق مدينة الرقة بحثاً عن النساء غير المنقبات، والإساءة إليهن في الشارع بتوجيه الشتائم مثل ‘يا كافرة .. يا سافرة لماذا لا تضعين النقاب’، وفي إحدى الحالات تم نقل الفتاة إلى مبنى المحافظة وهو المقر الرسمي للتنظيم وتم جلدها واستدعاء ولي أمرها.

كما طالت ممارسات داعش أهالي الرقة من المسيحيين، حيث فرض تنظيم الدولة عليهم الجزية، وعقد معهم ‘عقد ذمة’، حيث خيّر بيان نشره التنظيم سمي بإمارة الدولة الإسلامية بعد إعلان تحكيم الشريعة الإسلامية فيها ‘نصارى ولاية الرقة بين إحد البنود الثلاث، وهي الدخول في دين الإسلام، وإن اختاروا البقاء على دينهم فيدفعون الجزية ويخضعون لحكم الشريعة الإسلامية، و إن أبوا فهم محاربون وليس بينهم وبين الدولة الإسلامية إلا السيف’.وأوضح البيان أن حجم الجزية المفروضة على كل ذكر بالغ هو ’4 دنانير من الذهب (4.25 غرام من الذهب الصافي عيار 24 قيراط) على أهل الغنى (364 دولارا حوالي 56 ألف ليرة سورية )، ونصف ذلك على متوسطي الدخل ، ونصف ذلك على الفقراء منهم، ولهم أن يدفعوا على دفعتين في السنة’.

وأشار البيان إلى أن ‘عددا من نصارى ولاية الرقة راجعوا إمارة الدولة الإسلامية بعد إعلان تحكيم الشريعة الإسلامية فيها، وكان الذي اختاروه أن يدفعوا الجزية ‘.

والجزية في الإسلام هي قدر من المال يدفعه من هو قادر على القتال من غير المسلمين (أهل الذمة) مقابل حمايتهم، ويعفى منه الكهول والنساء والأطفال والعجزة والمعاقين والذين يقاتلون في صفوف المسلمين.

كما اشترطت ‘داعش’ أن لا يتم بناء كنيسة أو دير أو إصلاح ما تعرض منها للتخريب، وأن يلتزموا بعدم إظهار شيء من طقوس العبادة خارج الكنائس′.

جبهات حلب تحاصر النظام

محمد الخطيب

 دخلت الحملة العسكرية التي يشنها النظام على مدينة حلب شهرها الرابع. الحملة التي تميزت بالاستخدام المكثّف للبراميل المتفجرة، أدت إلى تهجير معظم سكان المدينة في الجزء الخاضع للمعارضة، لكن كما يبدو، لم تنجح الحملة في تحقيق هدفها الرئيسي، بفصل الريف عن المدينة، إذ خلت معظم أحياء المدينة كالميسر والقاطرجي ومساكن هنانو وحي طريق الباب وغيرها من الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة من قاطنيها، بشكل شبه كامل، لكنها لم تخلُ من سيارات وآليات مقاتلي المعارضة، الذين عززوا من تواجدهم على جبهات المدينة.

 خلال الأشهر الماضية، استطاع النظام السيطرة على مناطق واسعة في ريف حلب الجنوبي، وفتح طريق عسكري من حماة إلى مدينة السفيرة وصولاً إلى مطار حلب الدولي والمناطق الخاضعة لسيطرته غربي مدينة حلب، كما استطاع الوصول إلى مشارف المدينة الصناعية، الشيخ نجار، بعد معارك عنيفة، لكنه لم يستطع السيطرة عليها، الأمر الذي يؤدي -إذا ما تم- الى قطع أهم الطرق الرئيسية بين مدينة حلب وريفها الشمالي على قوات المعارضة.

 لكن ما اختلف في الأيام الماضية، هو تغيير في تكتيك قوات المعارضة، انتقلت به من مرحلة صد هجوم النظام على المدينة الصناعية وقطع الرئيسي فيها، إلى الهجوم على جبهات شاسعة غرباً وجنوباً وشمالاً، مستغلة تركيز قواه شرقي المدينة.

 التحول بدأ الأربعاء الماضي، حيث فتحت قوات المعارضة جبهة حلب القديمة التي ظلّت باردة لأشهر، واستطاعت السيطرة على مبنى القصر العدلي، اعتى حصون النظام في حلب القديمة، تبعه هجوم آخر بعد أيام، خسر خلاله النظام مبنى قيادة الشرطة ومحكمة الصلح، ما أدى إلى تضييق الحصار على قلعة حلب التي ما تزال تحت سيطرة النظام.

 وتزامناً مع ذلك، شنّت قوات المعارضة هجوماً على جبل الشويحنة، شمال حلب، استطاعت خلاله السيطرة على الجبل الاستراتيجي، الذي يطل على مناطق واسعة من ريف حلب والمدينة، والذي يعتبر خط دفاع لقاعدة الدفاع الجوي في جمعية الزهراء. وقالت مصادر عسكرية، إن خمسين عنصراً من النظام وحزب الله، لقوا مصرعهم خلال المعارك في جبل شويحنة.

 غرباً، في الليرمون، أعلنت غرفة عمليات “أهل الشام”، عن السيطرة على كامل منطقة “الصالات”، وقالت إن المقاتلين أصبحوا على بعد أمتار من مبنى المخابرات الجوية، كما أعلنت عن مقتل اللواء سميع يوسف عباس، قائد قوات الحرس الجمهوري، إضافة إلى عشرين عنصراً، الأمر الذي أكدته وسائل إعلام النظام.

 أما الضربة القاسمة لظهر النظام كانت جنوباً، حيث استطاع المقاتلون من قطع طريق الإمداد العسكري الذي فتحه النظام منذ شهور، عقب سيطرة قواته على حاجز “التقاطع” في ريف حلب الجنوبي، ما يعني قطع الطريق العسكري الواصل بين حماة وحلب، والمعروف بطريق خناصر، كما أن المعارضة سيطرت على تلتي برج “السيرياتل” و”الحمام” اللتين تطلان على منطقتي عزيزة والشيخ سعيد.

 وفي حديث لـ”المدن”، قال عضو المكتب الإعلامي لغرفة عمليات “أهل الشام” التي  تدير معارك قوات المعارضة في حلب، عمار نصار، إن “النظام كان يفرض المعركة في حلب ويتحكم بها، فهو احتل اللواء 80 ووصل إلى منطقة النقارين ..، ثم برّد هذه الجبهة وأشغل جبهة عزيزة، ثم تمدد بشكل مفاجئ بالشيخ نجار ..، أما الآن فنحن من يتحكم بالمعركة”.

 ورأى نصار أنه بعد تشكيل غرفة العمليات، التي تضم كلاً من “الجبهة الإسلامية” و”جبهة النصرة” و”جيش المجاهدين”، وفصائل أخرى، استطاع المقاتلون تنسيق جهودهم وفتح معارك عديدة في الوقت نفسه، الأمر الذي شتت قوى النظام، على امتداد جبهات المدينة، مشيراً إلى أن إخراج  تنظيم “داعش” من ريف حلب الشمالي كان له دور كبير في تفريغ المقاتلين لقتال النظام.

 وكشف نصار عن معارك وعمليات عسكرية تم تأجليها، ليتم إشعالها دفعة واحدة، مثل معركة “زلزال حلب” في حلب القديمة، و”الفتح المبين” في ريف حلب الجنوبي، مضيفاً أن جبهات أخرى جديدة سيتم فتحها في الوقت القريب.

 وأشار إلى أن الانتصارات الأخيرة للمعارضة في حلب، جاءت بسبب اعتماد النظام على الميليشيات اللبنانية والعراقية، التي كان لها دور سلبي في إدارة المعارك الأخيرة، حيث أنها “تنسحب بسهولة كونها ليست من أبناء المنطقة، ولا تُقدر أهمية المناطق التي تتمركز فيها”، لافتاً إلى أن النظام في الوقت الحالي يركز قواه على معاقله في الساحل، حيث تدور معارك عنيفة في كسب والمناطق المحيطة بها.

قمة الكويت: لا مقعد لسوريا

عمر العبد الله

 يعقد قادة الدول العربية قمتهم الخامسة والعشرين العادية في الكويت، الثلاثاء، تحت شعار “التضامن العربي نحو مستقبل أفضل”. ورفع وزراء الخارجية، جدول أعمال القمة بعد اعتماده في اجتماعهم التحضيري الأحد الماضي، إلى القادة، ويشمل طيفاً واسعاً من الملفات والقضايا من بينها الملف السوري، الذي حسمت الجامعة العربية قرارها بعدم تسليم مقعد سوريا إلى الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية.

 وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، قال في اجتماع وزراء الخارجية العرب، إن الجامعة العربية قد وافقت سابقاً على تسليم مقعد سوريا إلى المعارضة السورية، لكن الأخيرة لم تنفذ ما طلب منها، وستقتصر مشاركة الائتلاف في قمة الكويت على كلمة لرئيس الائتلاف الوطني أحمد الجربا.

 وكانت دول العراق ومصر والجزائر ولبنان، قد رفضت تسلم الائتلاف الوطني لمقعد سوريا، على اعتبار أن ذلك يخالف الأنظمة الداخلية للجامعة العربية. وصرح نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد بن حلي بأن مقعد سوريا سوف يبقى شاغراً أثناء انعقاد القمة، لافتاً إلى أن الأمين العام نبيل العربي سيتواصل مع الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية لترتيب إجراءات توليه هذا المقعد في الجامعة العربية باعتباره الممثل الشرعي للمعارضة السورية والشعب السوري، كما أقر مجلس الجامعة وفقاً لقوانينه ولائحته الداخلية.

 ودعا العربي في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية لوزراء الخارجية العرب الى إصدار قرار من مجلس الأمن لوقف إطلاق النار في سوريا، وأشار إلى أن الإبراهيمي سوف يلقي بياناً حول الموقف الراهن. وأضاف العربي أن المطلوب هو تنفيذ قرار تشكيل هيئة حاكمة انتقالية لوضع الأزمة على مسار الحل السياسي بما يضمن الحفاظ على سيادة سوريا واستقرارها.

 وفي تعليقه على موقف الجامعة العربية قال عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني، خطيب بدلة، لـ”المدن” إن موقف الجامعة العربية هو موقف طبيعي، وخاصة أن هناك “تغيرات عربية ودولية”. وأشار بدلة الى ان تسليم المقعد الى الائتلاف يحتاج “وجود قيادة عربية داعمة بقوة كالتي كانت موجودة في القمة الماضية وخاصة قطر”.

وأوضح بدلة إلى أن مجموعة من التشابكات أدت الى “تأجيل” تسلم الائتلاف للمقعد وليس إلغاء التسليم، ولا سيما مع تغير القيادة في مصر ذات النفوذ الكبير في الجامعة العربية، وأشار بدلة الى أن القيادة المصرية السابقة كانت داعمة بقوة للائتلاف، بينما “تغير الأمر” بعد الثلاثين من حزيران.

 ورجح بدلة بقاء المقعد شاغراً حتى تحصل تسوية وحل للوضع في سوريا، وخصوصاً أن الوضع الميداني يتغير بسرعة. ورغم انتصار الأسد في يبرود، لكنه تكبد هزائم في مناطق أخرى في درعا والقنيطرة وحلب وآخرها اللاذقية، واعتبر بدلة أن هذه التغيرات الميدانية والدولية قد تؤدي الى الإسراع في حصول تسوية.

 وتسعى قمة الكويت إلى إنجاز الحد الممكن من الاتفاق العربي حول القضايا الخلافية، أبرزها في الملفين السوري والمصري، وسط تجاذبات تشهدها ثلاث دول من مجلس التعاون الخليجي وقطر، وترقب لتداعيات هذه الخلافات على سوريا ومصر، ولا سيما أن الإمارات تنازلت عن استضافتها للقمة المقبلة لصالح مصر، الأمر الذي يراه مراقبون استمراراً للتجاذبات بين الدول الخليجية . وفي هذا الخصوص نفى وزير الخارجية القطرية، خالد بن محمد العطية،وجود خلافات مع السعودية بشأن سوريا، أو مع الإمارات بشأن مصر. وقال “مصر تعتبر العمود الفقري للوطن العربي، ونحن في قطر أبداً لا نرغب أن يحصل مكروه لمصر”. وحول الموقف من سوريا، أكد أن موقف بلاده لم يتغير “وقطر منذ البداية تؤمن بالحل السلمي، إلا أنه لم يعد هناك مجال للحل السلمي، وبالتالي ما زلنا نؤمن بالحل السياسي ومتمسكون به، وموقفنا ثابت بضرورة حماية الشعب السوري من آلة الدمار التي يستخدمها النظام السوري”.

 وكان الائتلاف السوري قد شارك في قمة الدوحة العام الماضي، ممثلاً برئيسه أحمد معاذ الخطيب، الذي ألقى كلمة سوريا في القمة العربية، دون أن يعتبر ذلك تسليماً لمقعد سوريا الى الائتلاف، وهو الأمر الذي سيتكرر أيضاً في قمة الكويت الثلاثاء.

أنقرة تقود هجوم الشمال: تغريبة أرمنية جديدة

فيما الجيش السوري وحلفاؤه يحرزون تقدماً بارزاً في المنطقة الوسطى وريف دمشق، وفيما يثبتون أقدامهم في المناطق التي استعادوا السيطرة عليها في محافظة حلب، وفي ظل غياب أي مؤشرات جدية لإمكان تحقيق تغيير نوعي في موازين القوى انطلاقاً من الجبهة الجنوبية، قرّرت تركيا خوض معركة جديدة في الشمال السوري، على محوري ريف اللاذقية وريف حلب. المعركة يقودها، إعلامياً على الأقل، رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان، على أبواب انتخابات حزبه البلدية. ومنذ بدايتها، لم يرتد أحد قناع «دعم المعتدلين». فالعمود الفقري للذين اقتحموا ريف اللاذقية الشمالي، يتشكل من مقاتلي «جبهة النصرة» ومتفرعات تنظيم «القاعدة». تركيا وحلفاؤها يريدون صد زحف الجيش السوري في محيط حلب، وإجبار النظام وحلفائه على وقف اندفاعتهم. هي معركة معنوية قبل ان تكون ميدانية، يراد منها القول إن الخلاف التركي ـ القطري مع السعودية لا يعني تغييراً في جدول الأولويات على الأرض السورية

مرح ماشي

اللاذقية | خلال اشتباكات عنيفة بين مسلحي المعارضة وقوات الدفاع الوطني، على طريق النبعين في كسب (ريف اللاذقية الشمالي)، قضى قائد قوات الدفاع الوطني في اللاذقية هلال الأسد، نجل ابن عم الرئيس السوري، خلال المعارك الدائرة في المنطقة. وقبل تأكيد الخبر، ساد الجمود والارتباك في أوساط المدنيين والعسكريين داخل المدينة الساحلية وريفها. رصاصة في القلب ألحقت الرجل بعشرات الشهداء الذين قدمتهم المدينة أمس، لتحرير كسب والقمم المحيطة بها من سيطرة المسلحين.

ترافق انتشار الخبر مع فوضى عارمة، جراء سقوط صاروخين استهدفا، لأول مرة، وسط المدينة، ما أوقع 3 شهداء و5 جرحى، حال بعضهم خطرة. طوق أمني فرضته القوى الأمنية حول مناطق سقوط الصاروخين، في شارع 8 آذار، وساحة الشيخ ضاهر في مركز المدينة. إغلاق مداخل المدينة ومخارجها أثار مخاوف السكان، من أي أحداث أمنية غير متوقعة، في ظل الفوضى الميدانية الحاصلة على جبهة كسب. وخلال وقت قصير، فرغت شوارع المدينة من المارين، في حين أغلقت المحال التجارية أبوابها باكراً. أصوات رصاص متقطعة تناهت إلى أسماع اللاذقيين، فتوقع معظمهم سيناريوات عدة قادمة، قد تزيد الوضع الميداني سوءاً في الريف الشمالي.

يوم عصيب عاشه اللاذقيون بكل المقاييس، على وقع أصوات سيارات الإسعاف التي لم تتوقف طوال يومين، بعدما استولى المسلحون على مدينة كسب، فاحتلوا جزءاً منها. اشتباكات عنيفة خاضها الجيش وقوات الدفاع الوطني ضد هجوم المسلحين عبر محاور عدة في آن واحد. تكتيك عسكري هجومي دقيق يتبعه المسلّحون، للمرة الأولى، في ريف اللاذقية. «استعادة النقاط المُحتلة مسألة وقت»، يقول مصدر مواكب لعمليات الجيش في المنطقة. مصادر ميدانية أُخرى ترجّح أن قائد العملية المسمّاة «غزوة الأنفال» جنرال تركي. وبصرف النظر عن صحة الأمر، إلا أن المؤكد أن الدولة التركية مارست خرقاً واضحاً للاتفاقيات الدولية حول حماية الحدود المشتركة. الانفلات الحدودي ليس جديداً، إذ إن تسهيل تركيا حركة «الجيش الحُر» وتقديم الدعم اللوجستي له في العامين الفائتين، قابله رد سوري بإخلاء قسم من المناطق الحدودية الشرقية لسيطرة حزب العمال الكردستاني، حسب تقارير استخباراتية وصحافية. هجمات مسلحي «أحرار الشام» و«جبهة النصرة» بدأت عبر نبع المر ومعبر كسب الحدودي وتلة الصخرة، وتمكّنوا من السيطرة على هذه النقاط بعد اشتباكات دامية. وأفاد أحد الجنود المدافعين في المنطقة بأن التكتيك المتبع ساعد المسلّحين على تحقيق تقدم كبير للمرة الأولى، بسبب بدئهم الهجمات من منطقة نبع المر المتحكمة بطريق الإمداد إلى كسب. سقوط جبل النسر، بدوره، في أيدي المسلحين أدى إلى تثبيت مؤقت لهم في المناطق المذكورة، وقنص طريق النبعين كاملاً. إغلاق طريق الشيخ حسن، عبر البدروسية وصولاً إلى البحر، إثر انكشافه على قناصي المعارضة، أدى إلى ازدياد حراجة الوضع في المنطقة. فالطريق المذكور بقي خلال العامين الأخيرين الطريق الوحيد الآمن للوصول إلى كسب. وهذا يعني منع قوات المؤازرة من الوصول إلى قرية السمرا (الشهيرة بـ«ضيعة ضايعة»)، لولا انسحاب المسلحين من تلة الصخرة إثر هجوم مضاد. تتبع مكالمات المسلحين عبر اللاسلكي يوضح ارتياحهم إلى التكتيك المتبع في عملية التقدم، والقاضي بتسلل قلة منهم في هجوم مباغت يشلّ حركة المدافعين، والتثبيت بواسطة عدد محدد من الأفراد، باستخدام القنص لحماية نقاط التقدم المرتفعة. الخطة الموضوعة بإحكام منعت الجيش من الاستفادة من سلاح الجو، بسبب عدم توافر إحداثيات أرتال عسكرية أو آليات معادية ضمن الأراضي السورية. سلاح الجو اضطر بدلاً من ذلك إلى قصف نقطة تجمع محورية للمسلحين، ما أدى إلى استنفار مضادات الطيران التركية وإسقاط الطائرة السورية، التي نجا طاقمها. مرصد الـ 45 الأشهر والأكثر تحصيناً من قبل الجيش، بقي صامداً في وجه المهاجمين، رغم تعرضه لهجوم عنيف. التعزيزات بدأت تصل تباعاً إلى مناطق الاشتباكات، إلا أن حاجة الجنود السوريين اقتصرت على ضرورة تحييد الجانب التركي عن المعارك، إذ تمنع الحدود الجيش من التوغل البري لتضييق الخناق على المسلحين المهاجمين. أصوات المسلحين عبر اللاسلكي تشي بلهجاتهم الخليجية، ما يستفز جنود الجيش السوري أكثر فأكثر، وسط حراجة الموقف. يروي أحد المقاتلين أن الخرق التركي هو الذي قلب المعادلة، إذ إن نبع المر، شرقي كسب، يعتبر منطقة تمركز وتثبيت عسكري للجيش السوري، وهو يطل على مناطق المعارك في الفرلّق وربيعة. أما من الغرب، فيمكن رؤية مساحات خضراء تفصل كسب عن البحر، دون أي وجود عسكري في المنطقة الحدودية. مخفر حدودي وحيد هو كل ما يدل على وجود الدولة السورية في المنطقة. وترى القيادات الميدانية بواسطة مناظير مقربة تنقلات المسلحين ضمن عربات الجندرمة التركية. وبحسب الجنود، فإن الضغط على النقاط العسكرية وصل إلى خربة سولاس وبيت حليبية والملك. جميع المدنيين في كسب أخلوا المنطقة باتجاه اللاذقية، تحت إشراف الجيش، منذ بداية الهجمات. عائلات أرمنية نزحت سابقاً من السليمانية في حلب إلى قرية السمراء، ووجدت نفسها أخيراً في حي الأميركان وسط اللاذقية. يقول جورج، ابن مدينة حلب: «من الصعب أن ننسى المذابح الأرمنية والتهجير الماضي، فقدرنا ألا نبتعد عن حدود وطننا الأصلي. من حلب نزحنا إلى كسب. والعدوان التركي اليوم يجبرنا على النزوح مجدداً. ولا نعرف ماذا بعد كل هذا». والدته لا تتوقف عن البكاء، وهي تسمع الأخبار عما يجري في كسب. ماتيلدا، نازحة من اليعقوبية في إدلب، تذكر لـ«الأخبار» أن كسب تحوّلت في السنتين السابقتين إلى مركز إيواء كبير لسوريين أرمن هاربين من العنف والإرهاب في المدن الداخلية.

معركة «الجوية» في حلب توأم جبهة كسب… على إيقاع تُركي

بالتزامن مع المعارك الدائرة في منطقة كسب، في ريف اللاذقية الشمالي، فتحت المجموعات المسلحة معارك هي الأعنف من نوعها على جبهة «المخابرات الجويّة» في حلب. وتشير المعطيات الواردة من هناك إلى أن المسلحين يحظون بـ«إسناد لوجستي تركي»، يُكمل «الإسناد الناري» على جبهة اللاذقية

صهيب عنجريني

لا يُمكن في حال من الأحوال فصلُ المعارك التي استعرت في حلب، خلال اليومين الماضيين، عن تلك الدائرة في ريف اللاذقية. الجبهتان تشاطرتا ساعة صفرٍ واحدة، ويبدو أن عقاربها مضبوطةٌ على الإيقاع التركي. وعلاوةً على ذلك، فقد اتسمت تحركات المسلحين على الجبهتين بفاعلية استراتيجية، تُرجحُ وجود «إسناد لوجستي تركي»، يُكمل مشهد الإسناد الناري عبر الحدود التركية على «جبهة كسب». والذي وصل إلى ذروته مع إسقاط الدفاعات الجوية التركية طائرة عسكرية سورية.

ومثلما كان هجوم «الجهاديين» في ريف اللاذقية مُباغتاً، كان كذلك على «جبهة الجوّية» في حلب. (تطلق التسمية على محيط مبنى المخابرات الجوية، امتداداً نحو الليرمون، والكاستيللو، وصولاً إلى معارة الأرتيق وجبل شويحنة)، حيث استغلّ المهاجمون انهماك الجيش في معارك الشيخ نجار والنقارين، شرقي حلب.

معركة «الجوية»، انطلقت ليل الجمعة ــــ السبت، لتصل إلى ذروتها أمس. مع وصول إمدادات عسكرية للجيش الذي حرّك رتلاً من منطقة السفيرة، انخرط فوراً في المعارك الدائرة في منطقة الصالات الصناعية في الليرمون، وهي النقطة الأقرب إلى مبنى المخابرات الجوية.

وقال مصدر ميداني سوري لـ«الأخبار» إن «عناصر حماية الجوية تصدوا للهجوم الأول الذي كان عنيفاً، ثم آزرتهم وحدة من قوات الحرس الجمهوري؛ على رأسها اللواء سميح عباس الذي استشهد خلال المعركة». وأكد المصدر أن «الأمور ستعودُ إلى نصابها سريعاً. وقبل أن يوارى شهداؤنا في الثرى».

في المقابل، قال مصدر من «غرفة عمليات أهل الفتح» لـ«الأخبار» إن «المجاهدين يسطّرون الملاحم. وقد حرروا حتى الآن جبل شويحنة وبرج الحمام وتلة برج السيرياتل. ولن يرجع السيف إلى غمده حتى يكتمل الفتح». وتتولى «الغرفة» إدارة «المجاهدين في الريف الجنوبي»، وتنضوي في صفوفها «الجبهة الإسلامية»، «جبهة النصرة»، «تجمع أنصار الخلافة»، «كتائب ابن تيمية»، «حركة الفجر الإسلامية» و«الفرقة التاسعة في الجيش الحر». فيما تتولى «الغرفة المشتركة لأهل الشام» إدارة المعارك الدائرة في حلب. وهي «الغرفة» التي شكّلت نهاية الشهر الماضي، بتحالف بين «جبهة النصرة» و«الجبهة الإسلامية» و«جيش المجاهدين». (راجع «الأخبار»، العدد 2232). وقال مصدر من داخل «الغرفة» لـ«الأخبار» إن «الأوان قد حان لتحرير أحياء حلب الغربية، وسيكون فتحُ معقل الجوية بداية تحررها».

ويُشكل مبنى المخابرات الجوية الحائل الأساسي بين المجموعات المسلحة والأحياء الغربية في مدينة حلب. وهي الأحياء التي يُعتبر معظم سكانها في نظر المسلحين «شبيحة وعملاء للنظام»، وحكم هذه «التهمة» في عرف المسلحين «هدر الدم وإباحة المال». وكان هذا الأمر حافزاً أساسياً لمحاصرة مبنى «الجوية» شهوراً طويلة، تخللتها عشرات محاولات الاقتحام، من قبل «لواء أحرار سوريا» بقيادة «رائد التشويل الثوري أحمد عفش».

واللافت أن «عفش» كان متهماً من قبل المعارضين بأنه «عميل للمخابرات الجوية، يحمي المبنى بحجة محاصرته».

وقد انخرط في معركة مع تنظيم «داعش»، (الذي يقول المعارضون إنه أيضاً عميل للنظام). ما أدى إلى انسحاب قواته من الحصار، وأتاح لـ«جبهة النصرة» و«كتائب نور الدين زنكي» التابعة لـ«جيش المجاهدين» ملء الفراغ.

وبالتزامن مع هذه التطورات، أكّد مصدر سوري معارض لـ«الأخبار» أن «أسلحة نوعية وصلت إلى الثوار في حلب، من بينها مضادات طيران ودروع». في خطوةٍ «تهدف إلى تحييد الطيران السوري عن المعركة» وفقاً للمصدر المستقل.

مساعٍ لتحييد الطيران السوري؟

أسقطت الدفاعات الجوية التركية، أمس، طائرة حربية سورية. ونقل التلفزيون السوري عن مصدر عسكري تأكيده إسقاط «طائرة في منطقة كسب كانت تلاحق العصابات الإرهابية داخل الأراضي السورية»، موضحاً أن «الطيار تمكن من الهبوط بالمظلة». ونقلت وكالة «فرانس برس» عن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض قوله إن «الطائرة كانت تشارك في المعارك ضد مقاتلي المعارضة الذين يحاولون السيطرة على معبر حدودي في ريف اللاذقية». ولاحقاً، أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان النبأ، قائلاً إن «الطائرة السورية اخترقت الأجواء التركية، فاعترضتها مقاتلة من طراز أف 16. لماذا؟ لأنك إذا اخترقت المجال الجوي التركي فالرد سيكون قاسياً».

بدوره، هنأ الرئيس التركي عبد الله غول، في اتصال هاتفي، رئيس أركان الجيش التركي بإسقاط الطائرة السورية، مؤكداً أن هذه الخطوة تعكس عزيمة تركيا وتصميمها على حماية حدودها.

في المقابل، قال نائب رئيس «حزب الشعب الجمهوري» المعارض، هالوك قوج، إنّ الشعبين التركي والسوري إخوة، مشدداً على أن الشعب التركي لا يريد الدخول في الاشتباكات التي تشهدها سوريا، منتقداً الحكومة حول إثارة مواضيع قبيل الانتخابات المحلية المزمع إجراؤها في 30 من الشهر الجاري.

من جهتها، اتهمت وزارة الخارجية السورية الحكومة التركية بـ«القيام بعدوان عسكري غير مسبوق ولا مبرر له على الإطلاق ضد سيادة الجمهورية العربية السورية وحرمة أراضيها في منطقة كسب الحدودية». وأضافت، في بيان إنّ «هذا العدوان تمثّل بقصف بالدبابات والمدفعية على الأراضي السورية لتأمين التغطية لدخول العصابات الإرهابية المسلحة من الأراضي التركية إلى داخل سوريا».

إسقاط المقاتلة السورية يفتح الباب لتدخل الناتو عسكريًا

نصر المجالي

مع مطالبة دمشق حكومة أردوغان بالكفّ عن دعم “الإرهاب” على خلفية إسقاط مقاتلة سورية في الأراضي التركية، رأى تقرير صحافي أن الصراع السوري بدأ يقترب من دول الناتو.

نصر المجالي: اعتبرت وزارة الخارجية السورية أن الحكومة التركية قامت بعدوان عسكري غير مسبوق، ولا مبرر له على الإطلاق ضد سيادة وحرمة أراضي الجمهورية العربية السورية في منطقة كسب الحدودية، وذلك خلال يومي الجمعة والسبت الماضيين، وتمثل هذا العدوان في قصف بالدبابات والمدفعية على الأراضي السورية، لتأمين التغطية لدخول العصابات الإرهابية المسلحة من الأراضي التركية إلى داخل سوريا.

وقال بيان للخارجية، الأحد، إن هذا التصعيد جاء في إطار السياسات العدوانية لحكومة أردوغان ودعمها المعلن للمجموعات الإرهابية المسلحة، التي اتخذت من الأراضي التركية نقطة إيواء وانطلاق وتسليح لها، لقتل المواطنين السوريين الأبرياء، وتدمير البنى التحتية للشعب السوري.

تورط تركيا

أضاف المصدر أن هذه الاعتداءات العسكرية التركية الخطيرة تعكس التورط التركي الفعلي في ما يجري في سوريا منذ بداية الأزمة وحتى الآن، وإفلاس أردوغان وفشله في معالجة حاجات الشعب التركي، الذي رفض السياسات العدوانية بحق سوريا، كما رفض الفساد، الذي تورّط فيه أردوغان، والذي تمثل في خروج الشعب التركي في مظاهرات عارمة ضده والمطالبة برحيل نظامه.

وقال المصدر إن سوريا تطالب حكومة أردوغان بوقف عدوانها ودعمها للإرهاب، واحترام قرارات مجلس الأمن ذات الصلة والامتناع عن توريط الجيش التركي في مغامرات لا طائل ولا مبرر لها ضد جارة لا تكنّ للشعب التركي إلا مشاعر الأخوة وحسن الجوار والرغبة في استمرار العلاقات الثنائية الطيبة، التي تخدم البلدين والشعبين الجارين.

الحرب تمتد للناتو

إلى ذلك، فإن تقريرًا صحافيًا نشر في لندن رأى إثر إسقاط الطائرة السورية المقاتلة أن الحرب ضد نظام بشار الأسد تحركت خطوة إلى الأمام نحو حلف شمال الأطلسي.

وقالت صحيفة “ديلي تلغراف” إن حادثة إسقاط الطائرة تذكّر أعضاء حلف شمال الأطلسي “ناتو” بمخاطر امتداد الحرب في سوريا إلى دولهم. وتضيف أن تركيا تعد عضوًا عاملًا في الناتو، ليس فقط لأنها تمثل لأوروبا قطاعًا كبيرًا من الحدود المباشرة مع الاتحاد السوفياتي السابق وروسيا، ولكن أيضًا لأنها تعد خط مواجهة مع كل من إيران والعالم العربي.

ويعتبر كاتب التقرير أن تركيا تمثل أيضًا أهمية خاصة لبريطانيا كعضو آخر في الناتو، والذي يرتبط أعضاؤه باتفاقات موقعة للدفاع المشترك عن أراضيهم ضد أي اعتداء. ويرى الكاتب أن تلك الاتفاقات في إطار الناتو قد تستدرج بريطانيا للتدخل العسكري في سوريا، رغم أن كلًا من الحكومة ومجلسي العموم والنواب لا يريدون ذلك.

وتقول الصحيفة البريطانية إن الأسد يعلم تمامًا أن الغرب ينتظر أي فرصة تبرر له التدخل العسكري في سوريا بعيدًا عن قرارات مجلس الأمن الدولي، حيث تقف روسيا بالمرصاد لكل القرارات التي تهدد نظام الأسد.

مبرر للتدخل

ويعتقد كاتب التقرير أن أي محاولة من جانب الأسد للانتقام من تركيا ستقدم إلى الغرب المبرر المطلوب للتدخل العسكري هناك بناء على وجود تركيا في حلف الناتو، وهو ما يعني – حسب رأيه – أن الأسد لن يقدم على هذا الأمر.

يتابع كاتب التقرير ريتشارد سبنسر: “هذه هي السخرية التي نراها في هذه الحرب، فالغرب بما في ذلك تركيا يدعم المعارضة ماليًا ومعنويًا، لكن من دون أن يتدخل عسكريًا، بينما تدعو روسيا وإيران إلى حل سياسي، وهما يدعمان الأسد عسكريًا، لدرجة وصلت في حالة إيران إلى إرسال مقاتلين إلى سوريا”.

ويعتقد الكاتب أن خطر امتداد الحرب السورية إلى خارج حدودها أمر لا يمكن التقليل منه، خاصة في لبنان، الذي شهد بالفعل معارك متكررة بين الفصائل المعارضة للأسد وتلك المؤيدة له.

في الختام، يوضح التقرير أن النقطة الأكثر غرابة هي كيف أمكن الحفاظ على السلم في تلك المنطقة حتى الآن، رغم أنها تشهد تقسيمًا عرقيًا وسياسيًا ودينيًا، إضافة إلى ملايين اللاجئين، الذين يتدفقون على دول الجوار.

مقاتلو المعارضة السورية يسجلون نقاطًا في معقل الأسد

أ. ف. ب.

بيروت: حقق مقاتلو المعارضة السورية مكسبا على الارض في محافظة اللاذقية التي تعتبر معقلا لنظام الرئيس السوري بشار الاسد بسيطرتهم اليوم الاثنين على بلدة كسب ومعبرها الحدودي مع تركيا، وذلك غداة اسقاط تركيا طائرة حربية سورية كانت تشارك في معارك كسب.

وبالسيطرة على معبر كسب، لم يتبق سوى معبر حدودي واحد مع تركيا تحت سيطرة قوات النظام هو معبر القامشلي في محافظة الحسكة (شمال شرق) المقفل من جانب السلطات التركية التي تعتمد موقفا مناهضا للنظام منذ بدء الازمة في سوريا قبل ثلاث سنوات.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس “وصل مقاتلو الكتائب المعارضة الى الساحة الرئيسية في بلدة كسب التي سيطروا على معظمها، ولا تزال المعارك جارية على اطرافها”.

واكد “سيطرة مقاتلي الكتائب الكاملة بالتالي” على معبر كسب الذي كانوا دخلوه السبت. وتسببت المعركة في محيط كسب التي توسعت الى قرى مجاورة ايضا بمقتل حوالى 130 عنصرا في الجانبين المقاتلين يومي السبت والاحد فقط.

وبين القتلى من جهة النظام، قائد جيش الدفاع الوطني هلال الاسد، وهو احد اقارب الرئيس السوري، والذي قتل مع سبعة عناصر كانوا برفقته. ونفى مصدر امني في دمشق، ردا على سؤال لفرانس برس، سقوط كسب. وقال ان “المعارك مستمرة، والموقف غير واضح”. وتشارك في المعركة من جهة المعارضة، بحسب المرصد، جبهة النصرة وكتائب اسلامية عدة. وقال المرصد ان مقاتلين قاموا بتحطيم تمثال نصفي للرئيس السابق حافظ الاسد في البلدة بعد دخولها.

وكان شريط فيديو تم بثه على موقع “يوتيوب” على الانترنت الاحد اظهر مسلحين بعضهم ملثم داخل المبنى الرئيسي للمعبر، وقد حمل احدهم علما اسود كتب عليه “كتائب انصار الشام”. وقام آخرون بتحطيم صور للرئيس السوري بشار الاسد والدوس عليها.

وقصف الطيران الحربي السوري فجر الاثنين معبر كسب. كما نفذ غارات على مناطق في محيط كسب وبلدة سلمى وجبل التركمان المجاورين. واشار المرصد الى استقدام تعزيزات عسكرية للقوات النظامية الى المنطقة. في المقابل، قصفت الكتائب المقاتلة مدينة اللاذقية بصواريخ.

واعلنت “جبهة النصرة” و”حركة شام الاسلام” و”كتائب انصار الشام” في 18 آذار (مارس) بدء “معركة الانفال” في الساحل السوري. وقال الناشط عمر الجبلاوي من منطقة اللاذقية لفرانس برس في اتصال هاتفي ان “معبر كسب الحدودي وحوالى 90 في المئة من البلدة” تحت سيطرة المعارضة مشيرا الى ان المعركة انتقلت الى محيطها.

وقال ان النظام “يحاول جاهدا منع تقدم الثوار الى البحر”، معتبرا ان اسقاط تركيا مقاتلة سورية امس “يعني ان المقاتلين مدعومون هذه المرة من تركيا وليس كما المرات السابقة”. واسقطت مقاتلة تركية من طراز اف-16 الاحد طائرة حربية سورية كانت تشارك في قصف منطقة كسب.

وهنأ المسؤولون الاتراك هيئة الاركان على اسقاط الطائرة، وادرجوه في اطار “حماية الحدود” التركية بعد انتهاك الطائرة لهذه الحدود. في المقابل، اتهمت سوريا الاحد جارتها الشمالية بارتكاب “اعتداء سافر يؤكد تورط (رئيس الوزراء التركي رجب طيب) اردوغان في دعم العصابات الارهابية”.

وتتهم دمشق تركيا بالتورط في معركة كسب ومساندة المجموعات المسلحة، مشيرة الى ان هذه المجموعات دخلت المدينة من الاراضي التركية. واشار المرصد الى ان معظم سكان كسب ذات الغالبية الارمنية، فروا من منازلهم بسبب المعارك.

وبحسب الخبير في الشؤون السورية والاختصاصي في علم الجغرافيا الفرنسي فابريس بالانش، تعتبر كسب آخر بلدة ارمنية في الشرق الاوسط. وقد نجت من المجازر التركية العام 1915، على الارجح بسبب عزلتها.

في العام 1939، فصلت فرنسا كسب عن اقليم الاسكندرون التركي خوفا من طرد سكانها كما حصل مع سكان المناطق الارمنية الاخرى. ويرى بالانش ان مقاتلي المعارضة اجتازوا الحدود التركية ودخلوا كسب من جهتي الغرب والجنوب الشرقي من اجل تطويق البلدة وقطعها عن اللاذقية ذات الغالبية العلوية.

وياتي هذا التقدم في وقت سجل مقاتلو المعارضة نقاطا ايضا خلال الايام الماضية في مدينة حلب (شمال) ومحيطها، وفي ريف ادلب (شمال غرب) وفي حماة (وسط). وكانت القوات النظامية سيطرت قبل اكثر من اسبوع على بلدة يبرود، آخر اكبر معاقل المعارضة المسلحة في منطقة القلمون شمال دمشق، وبلدة الحصن، آخر معقل للمعارضة المسلحة في ريف حمص الغربي.

دبلوماسيا، يتوقع ان يكون الموضوع السوري احد ابرز محاور نقاشات القمة العربية التي تلتئم غدا الثلاثاء في الكويت. واستبعد الموفد الدولي والعربي الى سوريا الاخضر الابراهيمي الموجود في الكويت اليوم في حديث مع صحافيين ستئناف المفاوضات بين النظام السوري والمعارضة في جنيف حيث عقدت جولتا تفاوض بين وفدين من الحكومة والمعارضة السوريين في نهاية كانون الثاني (يناير) وشباط (فبراير) من دون احراز اي تقدم على صعيد حل الازمة.

وقال “العودة الى جنيف في الوقت الحاضر ليست واردة لان شروطها غير متوافرة”. وردا على سؤال عما اذا كان سيزور سوريا قريبا، اجاب “خلاص كفاية”.

المعارضة: مقتل هلال الأسد مكسب للسوريين

بهية مارديني

يحمل السوريون في أذهانهم صورة سيئة ومقيتة عن هلال ابن عم الرئيس السوري بشار الأسد الذي قتل مؤخراً، وكان يعمل قائداً (للدفاع الوطني) في اللاذقية.

قتل قائد “الدفاع الوطني” في ‏اللاذقية هلال الأسد خلال اشتباكات دارت في مدينة كسب بريف اللاذقية.

 أفاد ناشطون سوريون أن شخصاً آخر من عائلة الأسد يدعى ضياء الأسد  قتل أيضًا إلا أنه لم تقم وسائل الاعلام السورية باعلان خبر مقتله، كما لم ترد معلومات عن كيفية مقتله أو المكان، ولكن قالت مصادر لـ”ايلاف” أنه قتل مع هلال الأسد .

ويعرف عن ضياء الملقب بأبو الحارث وحشيته وتعذيبه للمعتقلين، بحسب ما ورد من فيديوهات مسربة .

 وقال العميد عبد الاله البشير، رئيس هيئة الأركان في الجيش الحر في تصريح لـ”ايلاف” أن لمقتل هلال الأسد أهمية كبرى في دعم المعارضة خلال حربها ضد الأسد.

 وأشار إلى أن “مقتل هلال الأسد مكسب للسوريين حيث هيمن طويلاً على اللاذقية وعلى رقاب الناس، ولم يتمكن أحد من ردعه إلا أن قضى أمس”.

 عمار الأسد عضو مجلس الشعب، قال في اتصال هاتفي مع التلفزيون السوري: “أبارك لنفسي وللعائلة وللشعب السوري خبر استشهاد البطل هلال الاسد”، وناشد “جميع الاخوة الهدوء لأننا في معركة مع الارهابيين ولدينا الكثير ممن هم جاهزون للشهادة من أجل الوطن، جيشنا وقوات الدفاع الوطني يقود أضخم المعارك ضد هؤلاء الارهابيين”.

 هذا وأكدت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا)، إن “‏قائد الدفاع الوطني في ‏اللاذقية هلال الأسد قتل خلال اشتباكات كسب”.

 من جانبه، قال “جيش الإسلام” التابع لـ”الجبهة الإسلامية” في بيان نشره على موقعه الالكتروني، إنه “كانت قد وصلت أنباء عن وجود اجتماع لقيادات الدفاع الوطني في مقر كائن في ساحة 8 آذار إلى جانب مقر قيادة الشرطة في اللاذقية”.

وأكد البيان أن “الاجتماع كان في الساعة السادسة مساء، وتم إطلاق أول صاروخ غراد في تمام الساعة السابعة والربع، وتم إطلاق الثاني بعد ذلك بخمس دقائق”.

 وكانت معلومات متطابقة من مصادر عدة، أفادت في وقت سابق من الأحد، أن قذيفة سقطت بالقرب من مبنى قيادة الشرطة في اللاذقية، كما سقطت أخرى في ساحة الشيخ ضاهر، في حين أفادت قناة “الإخبارية” عن سقوط قذيفة في محيط شارع البريد والعقارية والأنباء الأولية تحدثت عن سقوط جرحى.

ولأغلب عائلة الأسد في الساحل السوري بشكل عام صيت سيئ قبل الاحداث وبعدها في التشبيح والقتل والخطف وتجارة السلاح والممنوعات والتهريب، ولكن لهلال الأسد سيرة ذاتية خاصة حيث اشتهر في سوريا كلها عامة واللاذقية خاصة، بأعماله التشبيحية المبالغ بوحشيتها، حيث يعمل تحت إمرته أكثر الشبيحة شراسة في الساحل السوري، ولطالما اعتبر ذلك وقوفًا مع عائلة الأسد من اجل بقائها في الحكم .

 شغل هلال الاسد سابقًا مدير مؤسسة الإسكان العسكري، فيما ترأس بعدها ما يسمى “الدفاع الوطني” في اللاذقية، والذي يعتبر قوات رديفة للجيش النظامي في قتاله ضد المعارضة.

 وهلال الأسد هو ابن عم الرئيس السوري بشار الأسد، وكان رئيس الشرطة العسكرية في الفرقة الرابعة سابقاً، حسب توصيف النظام السوري له.

 الهيئة العامة للثورة السورية نشرت أن هلال الاسد هو من أطلق النار على الطفلة علا جبلاوي، ابنة السنتين في حضن والدها، وهز استشهادها المدينة، ولاتزال مشاهد إصابتها بطلق ناري في عينها تملأ الشاشات، وصورها معلقة في المنازل.

 و أطلق عليه شبيحته، ألقابًا كثيرة منها” الرئيس” و “رئيس الدولة العلوية”، وهذا الاسم راج كثيراً، وصار يتردد على لسان الموالين للنظام، بإيعاز من ابنه سليمان هلال الأسد، وهو أيضاً شبيح يفوق والده اجراماً، بحسب أهالي اللاذقية.

واستذكرت صفحة الهيئة العامة للثورة السورية على مواقع التواصل الاجتماعي، “أنه في شتاء عام 1991، وأمام فندق (الريفيرا) في مدينة اللاذقية، وقف ثلاثة شبان، إلى جانب دراجة نارية كبيرة، كانت تعرف باسم “البطح”، كان واضحاً عليهم حالة السكر، ركب أحدهم الدراجة، ورفع عجلتها الأمامية، وانطلق بسرعة جنونية، غير آبه بكل السيارات والمشاة من حوله.. قال الاثنان المتبقيان لزميلهما الذي ركب الدراجة: “روح الله يحميك يا حبيب”، وأجابه الثاني مشككاً بقدرة الله عليه: “ليش…. بيقدر عليه؟”.!

 سائق الدراجة هو هلال الأسد، والاثنان من شبيحته، وكانوا جميعاً يعملون بتهريب الدخان والمخدرات، وعرف عنهم ولعهم باقتناء أحدث السيارات والدراجات”.

 وأوضح المكتب الاعلامي للهيئة  أن “أغلب شباب آل الأسد وأقرباءهم يقودون عصابات التهريب، وتجارة الممنوعات، ومنهم هلال سليمان الأسد، أحد أقارب بشار..لا يمكنه النطق بشكل جيد، ..من مواليد عام 1970، عرف عنه هوسه بالأسلحة والسيارات، وكان يضع رشاشاً وقنابل ومسدسات في سيارته، منذ كان في الخامسة عشرة من عمره ويرافقه خلال جولاته الاستعراضية في المدينة، عدد كبير من الشبيحة، يركبون السيارات الفارهة المكشوفة، والدراجات “البطح”، يرتكبون أقذر الأعمال بحق الناس، كالخطف والاغتصاب، والسرقة العلنية في وضح النهار، يحفظ أبناء المدينة الكثير منها”..

 وأورد المكتب الاعلامي للهيئة شهادة أحد المواطنين السوريين “أجبر هذا المجرم ابنة أخي، طالبة في الثالث الثانوي، على ركوب سيارته، عند خروجها من باب مدرسة الكرامة، ليعيدها إلى أهلها بعد أسبوع، وقد اختلت عقلياً”، عمّ الفتاة، روى هذا، ولم يستطع إخفاء دموعه، رغم مرور أكثر من عشرين عاماً على الحادثة، وأضاف “كانت في أول عمرها، متفتحة كزهرة، قضى عليها، ولا شيء ينسينا ذلك”.

 بنصيحة من باسل الأسد حينها، أصدر الأسد الأب مرسوم الاستثمار الرقم 10 في مطلع تسعينيات القرن الماضي، لقوننة أعمال التشبيح، فوظف الشبيحة أموالهم الطائلة في تجارة السيارات عبر الوكالات الحصرية، وإقامة معامل العلكة والمناديل الورقية والمنظفات.

 وتولى هلال إدارة مؤسسة الإسكان العسكرية في مدينة اللاذقية، وهي أكبر مؤسسات الدولة ميزانية، ومعروف بأن قيادتها محصورة بالمقربين من آل الأسد، ولاتزال قصة مديرها العام في ثمانينات القرن الماضي خليل بهلول، وسرقته للمليارات، بالتعاون مع رفعت الأسد، ماثلة في ذاكرة السوريين.

 ووظف هلال الأسد شباب طائفته وبناتها في الشركة، وسرّح ما عداهم، أوقف كل المشاريع، و”حوّل ميزانياتها لحسابه في البنوك الأوروبية، حتى فقدنا القدرة على دفع الرواتب”، كما سرب أحد محاسبي الشركة، لصفحات الثورة السورية، والذي اختفى عقب ذلك.

 ومع بداية الثورة عام 2011، تمت تسميته  دون مقدمات عقيداً في الجيش، تولى قيادة الشرطة العسكرية في الفرقة الرابعة، ومن ثم تم تكليفه بتشكيل جيش الدفاع الوطني “الشبيحة”، ليمارس القتل والخطف، والاعتقال على هواه، دون أية ضوابط، حيث اتخذ من المدينة الرياضية معتقلاً، يمارس فيه أكثر أنواع التعذيب عنفاً، بحق المعارضين والمتظاهرين، بحسب الهيئة العامة للثورة.

كلف بالقضاء على ثورة اللاذقية، وتحت هذا المسمى، “أذل الناس، واغتصب النساء واعتقل الشباب، واقتحم البيوت، وسرق ما فيها، وأحرق الكثير منها”، بحسب إفادة أحد الفارين من قبضته، من سكان الرمل الجنوبي.

 هذا وبدأت الاشتباكات في كسب منذ يوم السبت الماضي، وذلك بعد أن شنت المعارضة السورية هجومًا عليها، استطاعوا إثره السيطرة على أجزاء واسعة من المدينة ومعبرها مع تركيا، والذي يعد الأخير الذي كان يخضع لسيطرة القوات النظامية.

أبعاد إقليمية وراء إسقاط تركيا طائرة سورية

ريما زهار

كمنت وراء إسقاط تركيا طائرة سورية جملة أسباب، يعيدها البعض إلى تداعيات إقليمية تصيب المنطقة، ويحيلها البعض الآخر إلى التأكيد على التدخل المباشر لأنقرة في الأحداث السورية.

بيروت: أسقطت تركيا طائرة تابعة للنظام السوري كانت تعمل على قصف المعارضة، ما أثار جملة أسئلة تبدأ بمدى مساهمة تركيا بالأحداث السورية وانغماسها فيها، ومدى تأثر ذلك على الأوضاع الداخلية اللبنانية.

يقول النائب باسم الشاب ( المستقبل) في حديثه لـ”إيلاف” إن استهداف تركيا لطائرة سورية ليس قرارًا محليًا، ففي الماضي قصف السوريون طائرة تركية ولم يرد الأتراك، وقرار قصف تركيا لطائرة سورية هو أعلى من تركيا، إنه قرار من الناتو، لأن المعروف أن تركيا تابعة للناتو، وأي قرار تقوم به تركيا يجب أن توافق عليه ضمنيًا الناتو، و”أعتقد أن الوضع بين روسيا والناتو والغرب بدأنا نشهد تداعياته على الأزمة السورية، وشاهدنا ردة فعل عسكرية قوية على سوريا، وهو مؤشر لأمور مستقبلية تصعيدية، تقوم بها تركيا”.

ويلفت الشاب إلى أن تركيا دولة في حلف الشمال الأطلسي ولا يمكن أن تسقط طائرة سورية من دون أن تكون هناك نية لدى الناتو بالرد على الحلف الروسي السوري الإيراني.

بدوره، يعتبر النائب مروان فارس (الحزب السوري القومي الإجتماعي) في حديثه لـ”إيلاف” أن استهداف تركيا لطائرة سورية يعني أن تركيا داخلة على خط المعركة في سوريا مباشرة ومداورة، مداورة بدعم الإرهابيين لإسقاط النظام في سوريا، وهذا ما عبّر عنه رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان في السياسة التركية، ومن جهة أخرى ليداري على فشل المشروع العربي والتركي لإسقاط الجيش السوري وسوريا، بعد سقوط يبرود والإنجازات التي يحققها النظام، فتحوا معركة الشمال من تركيا، وهناك تدخُّل مباشر للنظام التركي لإسقاط النظام السوري، وطالما أن الأمر مستحيل، تريد تركيا أن تمارس كل الضغوط التي تستعملها لإثبات ذاتها.

العلاقات التركية السورية

في ظل هذا التوتر بين تركيا وسوريا، كيف يمكن انعكاس تأزم العلاقات بين البلدين على الأحداث السورية؟

يجيب الشاب:” معالم المناطق السورية بدأت تظهر، مناطق علوية ممتدة إلى الشام بدعم من حزب الله، ومناطق في الوسط لن يستطيع النظام السوري التحكم بها، ومناطق كردية أخرى، ولكن احتلال وسقوط يبرود لا يعني أبدًا بداية النهاية للمعارضة في سوريا، فانتصار يبرود ليس سوى صورة مصغّرة للصورة الكبيرة المنتظرة.

في هذا الصدد، يقول فارس إن القيادتين التركية والسورية عملتا على تقارب التركي السوري، ولكن تركيا كانت تستعمل المناطق المحاذية لها لكل هذا التدهور في الأمور والعلاقات بينهما.

وهناك مسؤولية مباشرة بحسب فارس لتأزم العلاقات تعود الى تركيا.

انعكاس التدهور على لبنان

العلاقات المتأزمة بين سوريا وتركيا، كيف يمكن أن تنعكس على المنطقة ولبنان تحديدًا؟ يقول الشاب:” التأثير التركي على الداخل اللبناني محدود جدًا، ولكن الواضح أن قرار تركيا بدعم المعارضة بشكل كبير، قد يؤثر على لبنان، فاذا أصبح هناك المزيد من النزوح من سوريا إلى لبنان، فلن يكون النزوح في المستقبل إلى تركيا بل المزيد إلى لبنان، وشهدنا موجة الهجرة السنية السورية إلى لبنان، واذا ما توترت الأمور أكثر فإن العلويين والمسيحيين لن يتوجهوا في المستقبل إلى تركيا بل إلى لبنان، وقد ينعكس الأمر بموجة مهجرين من العلويين أيضًا إلى لبنان.

حول هذا الموضوع يرى فارس أن العلاقات اللبنانية السورية هي أساسية، وكل ما جرى في سوريا إنعكس سلبًا على لبنان، خصوصًا على الاقتصاد بشكل خاص، علمًا أن العلاقات السورية التركية هي تنعكس سلبًا على الوضع اللبناني، لأن تلك العلاقات هي اقتصادية ومتراجعة، خصوصًا خط الترانزيت الذي كان يجمع لبنان بسوريا والدول العربية.

دمشق تعد إسقاط تركيا لمقاتلتها «اعتداء سافرا غير مسبوق»

مقتل قائد الدفاع الوطني في اللاذقية هلال الأسد.. وأنباء عن ضلوع أحد معاونيه في اغتياله

بيروت: نذير رضا

أعلنت دمشق أمس أن تركيا أسقطت طائرة حربية تابعة لها، في منطقة حدودية بين البلدين في محافظة اللاذقية التي تشهد معارك عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة، متهمة أنقرة بالقيام بـ«اعتداء سافر» و«غير مسبوق». بينما اعترف رئيس الوزراء التركي بإسقاط الطائرة، مهددا الجانب السوري بقوله خلال تجمع انتخابي من أنصاره: «سيكون ردنا قاسيا إذا انتهكتم مجالنا الجوي».

ويأتي إسقاط الطائرة بعد ثلاثة أيام من قصف جوي نفذته الطائرات الحربية السورية في المناطق المحاذية للحدود التركية، حيث يحاول مقاتلو المعارضة السيطرة على معبر كسب الحدودي مع تركيا في ريف اللاذقية الشمالي، مما ينذر بتطورات في «معركة الساحل» الذي يعد مركز ثقل لنظام الرئيس بشار الأسد.

في غضون ذلك، أكد التلفزيون الرسمي السوري مساء أمس مقتل هلال الأسد، قائد الدفاع الوطني في اللاذقية، خلال اشتباكات في المدينة أمس.. فيما أعلنت هيئة الثورة السورية عن تفجير المربع الأمني للنظام في اللاذقية.

وتفيد مصادر معارضة أن هلال هو ابن عم الرئيس السوري بشار الأسد. وبالتزامن مع بث الخبر من المواقع الإخبارية الرسمية، اشارت مواقع المعارضة إلى احتمالية أن يكون اغتيال هلال جرى على يد أحد معاونيه مباشرة نتيجة خلافات مالية، فيما أشار آخرون إلى أن المعارضة قتلت هلال بمعاونة من أحد أقرب مساعديه.

من جانبهم، قال ناشطون إن المعارك وصلت إلى آخر نقطة ساحلية سورية على الحدود التركية، في محاولة للسيطرة على جانب من الواجهة البحرية السورية، بما يتيح للمعارضة التزود بالسلاح. وفيما ذكرت تقارير أن الدفاعات الجوية التركية استهدفت الطائرة السورية بصاروخين، أكد ناشطون في ريف اللاذقية لـ«الشرق الأوسط» أن المضادات الجوية التابعة للجيش التركي أسقطت طائرة «ميغ 21» تابعة للقوات النظامية أثناء إغارتها على تجمع للمعارضين قرب بلدة كسب الحدودية مع تركيا، قائلين إن الطائرة حلقت بمحاذاة منطقة حدودية متداخلة مع منطقة صمندها بالقرب من أنطاكيا، على الحدود التركية – السورية.

ووصف مصدر عسكري سوري، أمس، الحادثة بأنها «اعتداء سافر يؤكد تورط (رئيس الوزراء التركي رجب طيب) إردوغان في دعم العصابات الإرهابية»، مؤكدا أن الدفاعات الجوية التركية أسقطت طائرة مقاتلة «أثناء ملاحقتها العصابات الإرهابية داخل الأراضي السورية في منطقة كسب في ريف اللاذقية»، مشيرا إلى أن الطيار قفز بالمظلة.

وقالت وسائل إعلام مؤيدة لدمشق إن الطيار هبط إلى منطقة ريفية في اللاذقية داخل الأراضي السورية.

وأوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن مضادات الطيران التركية استهدفت الطائرة «أثناء قصفها مناطق في ريف اللاذقية»، مشيرا إلى أن النيران اندلعت فيها «قبل سقوطها داخل الأراضي السورية». واعترفت أنقرة بالعملية على لسان إردوغان الذي هنأ الجيش التركي على إسقاط الطائرة. وخاطب النظام السوري خلال تجمع انتخابي، قائلا: «سيكون ردنا قاسيا إذا انتهكتم مجالنا الجوية».

وكان مصدر في وزارة الخارجية السورية جدد، في وقت سبق إسقاط الطائرة، أمس، اتهام أنقرة بمساندة المجموعات المهاجمة للقوات النظامية في معبر كسب. وقال المصدر، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، إن «الحكومة التركية قامت بعدوان عسكري غير مسبوق ولا مبرر له (…) في منطقة كسب الحدودية» الجمعة والسبت. واتهم المصدر أنقرة بقصف الأراضي السورية «لتأمين التغطية لدخول العصابات الإرهابية المسلحة من الأراضي التركية إلى داخل سوريا»، واضعا ذلك «في إطار السياسات العدوانية لحكومة إردوغان ودعمها المعلن للمجموعات الإرهابية المسلحة التي اتخذت من الأراضي التركية نقطة إيواء وانطلاق وتسليح لها» ضد السوريين.

وأفاد ناشط من اللاذقية بتحقيق كتائب المعارضة تقدما في محيط بلدة كسب الحدودية مع تركيا، قائلا إن المعارضين «يتقدمون باتجاه الساحل، ويسعون للسيطرة على راس البسيط الاستراتيجي على الساحل السوري في أقصى شمال البلاد».

وأشار الناشط إلى أن المقاتلين المعارضين «يتدفقون من جبل التركمان للمشاركة في القتال بهدف السيطرة على بلدة كسب، والتقدم نحو البحر»، لافتا إلى أن المقاتلين «معظمهم من الإسلاميين وينتمون إلى (جبهة النصرة) و(الجبهة الإسلامية)»، نافيا في الوقت نفسه السيطرة على بلدة كسب «التي يقاتل فيها عناصر يتبعون اللجان الشعبية إلى جانب القوات النظامية».

وأكد ناشطون في ريف اللاذقية أن القوات السورية «ردت على تقدم المعارضين بالقصف بالطيران الحربي الذي نفذ ما يزيد على 12 غارة، بالإضافة إلى قصف بالمدفعية والصواريخ»، وسط معلومات عن دفع القوات النظامية بتعزيزات إلى المنطقة. وأكد مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن أن المقاتلين، وبينهم عناصر من جبهة النصرة، «تمكنوا من دخول معبر كسب، وإخراج القوات النظامية وجيش الدفاع الوطني منه»، مؤكدا أنه لا يمكن الحديث عن «سيطرة كاملة، لأن المعارك لا تزال عنيفة في محيطه وعلى بعد عشرات الأمتار منه في مدينة كسب».

وحذر قائد الجبهة الغربية والوسطى «جميع المسؤولين عن الثورة السورية المسؤولية، في حال توقف المعارك في الساحل، نتيجة عدم تقديم الدعم العسكري واللوجيستي للساحل وبقية المحافظات»، مطالبا بتقديم السلاح للمقاتلين المعارضين في اللاذقية وحماه.

وكانت المعارك التي انطلقت الجمعة في ريف اللاذقية، تحت شعار «حرب الأنفال»، توسعت أول من أمس، لتشمل مناطق أخرى في ريف اللاذقية أبرزها قرى خربة سولاس وبيت حلبية والملك الواقعة تحت سيطرة النظام.

وإذ ارتفعت حصيلة المعارك في اللاذقية منذ الجمعة إلى أكثر من 80 قتيلا من الجانبين، قال عبد الرحمن إن مجموعة من المعارضة المسلحة تمكنت من دخول خربة سولاس، إلا أن القوات النظامية تصدت لها بكمائن وقصف جوي، مما تسبب بمقتل 20 مقاتلا على الأقل، وجرح أكثر من 30.

في غضون ذلك، تصاعدت وتيرة العنف في مدينة حلب، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة في محيط مبنى المخابرات الجوية في جمعية الزهراء، وسط تقدم لمقاتلي المعارضة في حي الليرمون المجاور والسيطرة عليه. وتأتي الاشتباكات غداة سيطرة المعارضين على تلة جبل الشويحنة الاستراتيجية شمال غربي حلب، التي تعد خط الدفاع الرئيس للنظام، عن مدفعيته في جمعية الزهراء، التي تقصف قرى وبلدات في ريف حلب الشمالي والغربي منها.

وبينما أفاد ناشطون بقصف الطيران المروحي النظامي طريق المتحلق الشمالي وحي الليرمون بالبراميل المتفجرة، بالتزامن مع قصف الطيران الحربي لبعض أحياء حلب من الجهة الشرقية للمدينة كحي الفردوس، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بقصف جوي تعرضت له مناطق في حي السكري، بينما قصف الطيران الحربي محيط قلعة حلب ترافق مع فتح الطيران الحربي نيران رشاشاته على المنطقة.

وأفاد المرصد بتعرض مناطق في حي الأصيلة ومحيط القصر العدلي للقصف من قبل القوات النظامية، وقصف الطيران الحربي مناطق في حيي باب النيرب والأنصاري الشرقي.

من جهة أخرى، تجددت الاشتباكات في محيط بلدة صرين بين «الدولة الإسلامية في العراق والشام» المعروفة بـ«داعش» من جهة، ومقاتلي لواء «جبهة الأكراد» والكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة بمساندة وحدات حماية الشعب الكردي، وسط استقدام «داعش» تعزيزات عسكرية في مدينة جرابلس لمهاجمة مدينة عين العرب (كوباني) بحسب ناشطين. بينما سيطرت «داعش» على قرية الزيادية قرب بلدة اخترين عقب اشتباكات عنيفة مع مقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة والكتائب المقاتلة.

دمشق تتهم المعتقلين العرب بالحقد على الدولة وحيازة مقاطع فيديو مسيئة وتهريب الأغنام

الوثائق السورية المسربة أظهرت وجود ثلاثة أشقاء سعوديين وقاصر مصري بين الموقوفين

لندن: «الشرق الأوسط»

أظهرت وثائق جديدة من ضمن الوثائق السورية المسربة تنشرها «الشرق الأوسط» أن قسما كبيرا من المعتقلين العرب لدى «شعبة المخابرات» السورية و«إدارة المخابرات الجوية» و«شعبة الأمن السياسي» في سوريا، اعتقلوا بتهمة «الاشتباه بهم»، فيما سجلت تهما أخرى مثل تناقل مقاطع فيديو للتظاهرات والاحتجاجات التي عمت سوريا عام 2012، ومنح أحد الموقوفين رقم هاتفه لمعارضين استخدموه في البلاد.

وفي الوثائق التي حصل عليها مركز «مسارات» الإعلامي السوري المعارض، وردت أسماء ستة سعوديين، بينهم ثلاثة أشقاء، اعتقلوا في الفترة التي تتراوح بين شهري يوليو (تموز) 2012، وسبتمبر (أيلول) 2012، إضافة إلى سعودي أوقف لدى شعبة الأمن السياسي، وأفرج عنه بعد 27 يوما من اعتقاله في 29 سبتمبر 2012.

وشملت قائمة المعتقلين في سوريا، مواطنين عربا من المملكة العربية السعودية، والإمارات، والأردن، وفلسطين، وتونس، واليمن، وليبيا، ولبنان، والسودان، والعراق، والصومال، وللمرة الأولى مواطنا من جزر القمر. وتتراوح التهم بين حمل السلاح، و«العمل مع المجموعات الإرهابية المسلحة» و«العلاقة مع المجموعات الإرهابية المسلحة»، و«الاشتباه بوضعهم»؛ والأخيرة تصدرت قائمة التهم في الوثائق.

ووردت تهم أخرى مثل «العلاقة مع تنظيم القاعدة»، والاشتباه بعلاقتهم بالأحداث الحالية بالقطر، و«الإقامة غير المشروعة»، و«انتهاء مدة جوازات السفر»، و«محاولات التسلل إلى القطر»، و«التحريض على التظاهر» و«حمل السلاح إلى جانب المجموعات الإرهابية المسلحة» و«حمل السلاح وقطع الطرقات». وسجل إعادة البعض إلى «إدارة الهجرة والجوازات»، فيما أحيل آخرون إلى المحامي العام في دمشق، وأخلي سبيل البعض الآخر ممن لم تثبت مشاركتهم في التظاهرات الاحتجاجية أو سائر الأعمال المرتبطة بالأزمة السورية.

وأظهرت الوثائق اعتقال ستة سعوديين، بينهم ثلاثة أشقاء هم هاني أحمد علاء الدين (من مواليد عام 1984)، وشقيقاه محمد (1986) ومهند (1990)، معتقلون منذ 11 سبتمبر 2012، لورود أسمائهم في لوائح المطلوبين. ولا تتضمن الوثائق أي إشارة لإطلاق سراحهم. كما أظهرت اعتقال محمد حمدان سيار الخالدي، من مواليد عام 1947 في الرياض، وهو معتقل لدى شعبة المخابرات في 20 سبتمبر 2012، بتهمة «الاشتباه بوضعه الأمني، وعدم تجديد إقامته في القطر».

وورد في القائمة اسم عبد الرحمن عمر زعرور، من مواليد 1982 في السعودية، اعتقل لدى شعبة المخابرات في 29 سبتمبر 2012 بتهمة «علاقته بالمجموعات الإرهابية المسلحة». كما ورد اسم أنور مصلح بدال مصلح، من مواليد عام 1985 في السعودية، وهو معتقل لدى شعبة المخابرات في 29 سبتمبر 2012 بتهمة «علاقته بالمجموعات الإرهابية المسلحة».

وسجل اعتقال قاصر مصري، كان يبلغ من العمر 16 عاما، هو أحمد مصطفى عبد الله، من مواليد عام 1996، معتقل لدى شعبة المخابرات بتهمة «علاقته بالمجموعات الإرهابية المسلحة».

وإلى جانب اللبناني عبد الغني محمد درباس (من مواليد عام 1951) من طرابلس – حدادين، والمعتقل في 23 سبتمبر، بتهمة العمل مع المجموعات الإرهابية المسلحة، أظهرت الوثائق اعتقال آخرين بتهمة العلاقة مع المجموعات والاشتباه بعلاقته معهم، وحيازة أسلحة وعبوات ناسفة، وتسهيل فرار مطلوبين، والمشاركة في أعمال الشغب والمظاهرات والأعمال الإرهابية، وانتهاء مدة الإقامة، ليحالوا إلى المحامي العام الأول في دمشق.

وورد ضمن القائمة اسم اللبناني شادي أبو غنيم، الذي أوقف في 23 يناير (كانون الثاني) 2007 بتهمة «التردد على دولة الإمارات العربية بقصد الحصول على أموال لصالح جماعة عصبة الأنصار، وهو ناشط لصالح جند الشام»، كما ورد اسم اللبناني حسين ديب زعيتر، مواليد 1965، من دون تاريخ للتوقيف، وتهمته تهريب السلاح إلى سوريا.

وسجل اعتقال ياسر إبراهيم الخطيب، هو إماراتي من أصل سوري مواليد 1987، تهمته «ممانعة إحدى دوريات الفرع 220 من إلقاء القبض على مطلوب وتسهيل فراره»، و«هو حاقد على الدولة»، وذلك بتاريخ 13 أغسطس (آب) 2012، وأحيل إلى النيابة العامة في 22 من الشهر نفسه.

وإلى جانب المعارضين المسلحين، أظهرت الوثائق توقيف ناشطين مدنيين، من بينهم سناء أسامة المدني (1985)، وهي فلسطينية سورية، اعتقلت لدى شعبة المخابرات في 19 سبتمبر 2012، بتهمة «التواصل عبر (فيسبوك) مع معارضين ونشر مقاطع مسيئة، واتهام عناصر الجيش والأمن بقتل المدنيين». كذلك اللبناني أيمن رياض كلش (1993)، للعثور ضمن هاتفه النقال على علم «تنظيم القاعدة» «ومشاركته بالتظاهرات المعادية»، واعتقل اللبناني زاهر محمود الحلبي بتهمة «تقديم المساعدات الغذائية للجماعات المسلحة بدير الزور».

كما أوقف اللبناني يحيى جدعان سراي الدين (1989) بتهمة التفوه بعبارات مسيئة للدولة، أما الفلسطيني عبد المجيد محمد الرنتيسي، فيحاكم بتهمة «الإساءة للجيش العربي السوري وتمجيد العصابات الإرهابية المسلحة».

وعلى صعيد المعارضة المسلحة، أظهرت الوثائق اعتقال العراقي عدي مهدي جبارة (1975)، لورود معلومات تفيد أنه «المنسق بين الإرهابيين في العراق وما يسمى الجيش الحر في سوريا»، إلى جانب تهم مثل «سرقة صندوق فيه أسلحة، وبيع بندقيتين». وسجل اعتقال الأردني عصام خالد سليمان جمعة (1978)، بتاريخ 6 أغسطس 2012، بتهمة «تسهيل عمل الإرهابيين من خلال إعطائهم رقمه الخلوي». واعتقل اللبناني وسام حشاش البب بن أحمد (1990)، للاشتباه بوضعه الأمني، و«العثور ضمن هاتفه على مقاطع مسيئة للقيادة السياسية العليا»، كما المصري كفاح أحمد حلمي سويق، لورود «معلومات عن أنه مسلح ببندقية ومسدس حربي».

وأبرزت الوثائق اعتقال آخرين في الفترة نفسها، بتهم الدخول خلسة إلى الأراضي السورية، وتهريب «ضباط وعسكريين خونة لصالح ما يسمى بالجيش الحر»، و«التخطيط لشن هجمات، باستخدام سيارة مثل تلك التي كان يركب فيها»، في إشارة إلى قضية العراقي معتز حسين الجنابي (1988)، الذي أوقف لدى المخابرات في 27 أغسطس 2012.

وإلى جانب التهم المتصلة بالأزمة السورية، والتي تصدرت التهم الموجهة للمعتقلين، برزت تهم جنائية، مثل تلك المنسوبة إلى اللبناني بلال علي شقرا (1988)، الذي أوقف في 30 يوليو 2012 للعثور معه على كمية من «البودرة غير معروفة الماهية»، وست حبات مخدرة.

وأظهرت الوثائق توقيف الفلسطيني راضي محمد الصالح (1963)، بتهمة «قيامه بمعالجة المجرمين الجرحى». أما المصري محمد كمال الدين الردف (1990)، الموقوف لدى «شعبة الأمن السياسي»، فهو متهم بضبطه أثناء تصويره أبنية «دمرتها العصابات المسلحة في قدسيا بريف دمشق».

أما الفلسطينية أميرة حسن الأحمد (1989)، فاعتقلت لدى شعبة الأمن السياسي في 10 أكتوبر (تشرين الأول) 2012 بتهمة «موضوع إذاعة بحث بجرم التغيب»، وأحيلت إلى المحامي العام بدمشق في 15 من الشهر نفسه. أما الأردني «محمد سميح الخطيب» (1982)، فاعتقل من قبل المخابرات وأحيل إلى شعبة الأمن السياسي في 26 يونيو (حزيران) 2012، بتهمة وجود «بلاغ صادر بحقه عام 2011، استنادا لمعلومات تفيد أنه لوحظ عليه ثراء مفاجئ، وزيارته من قبل أشخاص ملتحين يحملون حواسب محمولة».

أما الموقوفون لدى إدارة المخابرات الجوية فيبلغ عددهم ستة أشخاص، أولهم أوقف في 5 مايو (أيار) 2012، وهو الجزائري بلال طاهر سعيدو (1980)، بتهمة «مشاهدته الساعة الرابعة فجرا يتجول أكثر من مرة أمام منزل الإعلامي رفيق لطف، وأوقف لدى محاولته الهرب». أما الآخرون، فأوقفوا بتهمة «الاشتباه بوضعه».

وأبرزت الوثائق أسماء موقوفين على خلفيات سرقة عن طريقة الخطف، وتصريف 9900 دولار مزور بدمشق، ومحاولة تزوير جوازات سفر، إلى جانب تهمة الفلسطيني السوري هاني صبحي الحسين (1983)، الذي اعتقل لدى المخابرات في 21 أغسطس 2012 بتهمة «ارتكابه جرم السكر العلني»، فضلا عن تهم جنائية ملاحقين بموجبها من قبل سلطات بلادهم، كما في حالة الأردني يحيى محمد علي خزني، وتهمة تهريب الأغنام إلى الأردن.

معارضون سوريون: «أشبال العز» معسكر إعداد الأطفال لعمليات انتحارية

قالوا إن «داعش» أخضعت 50 طفلا لتدريبات على السلاح في الرقة

بيروت: «الشرق الأوسط»

يبدو أن تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، قرر أن يدخل الأطفال إلى تشكيلاته العسكرية التي تقاتل على الأرض، عبر تخريج 50 طفلا جرى تدريبهم في معسكر أطلق التنظيم المتشدد عليه اسم «أشبال العز» في مدينة الطبقة غرب الرقة.

ويسعى تنظيم «داعش» إلى الاستفادة من هؤلاء الأطفال في تنفيذ عمليات انتحارية؛ غالبا ما يستخدمها كسلاح ضد خصومه، بحسب ما يؤكد القيادي في المعارضة السورية إبراهيم مسلم، موضحا لـ«الشرق الأوسط» أن «الأطفال الصغار يعدون مصدر ثقة عند (الدولة الإسلامية)، لا يمكن أن يتراجعوا عن تنفيذ أي مهمة بسبب عملية غسل الأدمغة التي يخضعون لها».

ويعد الأطفال في الرقة صيدا ثمينا بالنسبة لـ«داعش»، بحسب المسلم، حيث «يسهل تجنيدهم وإقناعهم من دون أي تكاليف مادية، على النقيض من الكبار الذين يجري في أحيان كثيرة تقديم إغراءات مادية لهم». ونقلت مواقع المعارضة السورية عن الناشط المدني من الرقة، محمد عبد الرحيم، قوله إن «معسكر داعش، الذي بلغت مدته 25 يوما، اعتمد على أطفال تتراوح أعمارهم بين السابعة والثالثة عشرة»، مشيرا إلى أنه «جرى تخريج ما يقارب 50 طفلا، بعد أن خضعوا لتدريبات تعلموا خلالها أصول ومبادئ الجهاد واستخدام السلاح». ولفت المصدر إلى أن «هذا المعسكر يعد الأول من نوعه في مدينة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة».

وكان التنظيم المرتبط بعلاقات وثيقة مع «القاعدة» قد سيطر أواخر العام الماضي على مدينة الرقة شرق سوريا، وفرض على سكانها سلسلة من الأحكام المتشددة. ويأتي استخدام تنظيم «داعش» للأطفال في المدينة بعد إعلانه عن تشكيل كتائب نسائية تقوم بملاحقة النساء والفتيات اللواتي يخالفن تعليماته في الرقة.

ويعد تجنيد الأطفال تقليدا متبعا لدى الحركات الجهادية، بحسب ما يؤكده الخبير في الحركات الإسلامية، الداعية عمر بكري فستق لـ«الشرق الأوسط»، مشيرا إلى أن «هؤلاء الأطفال يطلق عليهم اسم (المكلفين)، فيجري إخضاع من دون الثالثة عشرة منهم إلى تدريبات غير قتالية، كالطبابة والتمريض، على أن يجري بعد تجاوزهم هذه السن تدريبهم على العمليات القتالية وإدخالهم في معارك حية»، ويوضح بكري أنه «لا يوجد ما يمنع من تنفيذ هؤلاء الأطفال المدربين عمليات استشهادية، من دون إجبارهم على ذلك».

وسبق لمنظمة «هيومن رايتس ووتش» أن انتقدت استخدام أطفال تصل أعمارهم إلى 14 سنة من قبل كتائب المعارضة السورية في القتال ضد القوات النظامية، إذ أجرت المنظمة المعنية بمراقبة حقوق الإنسان مقابلات مع خمسة صبيان، تتراوح أعمارهم بين 14 و16 سنة، قالوا إنهم عملوا مع مقاتلي المعارضة في محافظة درعا الجنوبية وفي منطقة حمص بوسط البلاد وعلى الحدود الشمالية مع تركيا. كما أوضح ثلاثة منهم تبلغ أعمارهم 16 سنة أنهم نقلوا أسلحة، وقال أحدهم إنه شارك في عمليات هجومية. وقال اثنان يبلغان من العمر 14 و15 سنة إنهما قاما بعمليات استطلاع أو نقل أسلحة وإمدادات لمقاتلي المعارضة.

يشار إلى أن المحكمة الجنائية الدولية تعد تجنيد أطفال من دون الخامسة عشرة من العمر، أو استخدامهم للمشاركة في عمليات قتالية، «جريمة حرب». كما يدعو ميثاق الأمم المتحدة الخاص بحقوق الأطفال الدول إلى ضمان حظر تجنيد أشخاص من دون الثامنة عشرة أو استخدامهم في قتال.

تركيا تُسقط مقاتلة عسكرية سورية والمعارضة تسيطر على معبر كسب

مقتل هلال الأسد قائد شبيحة بشار

                        أحرز الجيش السوري الحر ومقاتلو المعارضة تقدماً ميدانياً جديداً في محافظة اللاذقية أمس، حيث استطاعوا الاستيلاء على معبر كسب على الحدود التركية، وقتل في المعارك قائد قوات الدفاع الوطني (الشبيحة) في اللاذقية هلال الأسد، أحد أقارب بشار الأسد، في حين قالت مصادر للمعارضة إن الأسد قضى في قصف بصواريخ غراد على المربع الأمني في اللاذقية المدينة وإنه أخذ إلى مشفى تشرين حيث توفي متأثراً بجراحه ومعه عدد من مرافقيه بعد إصابتهم إصابات مباشرة.

وفي تطور ميداني بارز على الحدود الشمالية الغربية كذلك، أكدت أنقرة أن دفاعاتها الجوية أسقطت طائرة حربية سورية، محذرة دمشق من رد قاس في حال اختراق مجالها الجوي.

ففي اللاذقية، قتل قائد قوات الدفاع الوطني هلال الاسد، احد اقارب الرئيس السوري بشار الاسد، في المعارك التي تدور في ريف المحافظة شمال غربي البلاد أمس.

وأكدت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) «استشهاد قائد الدفاع الوطني في اللاذقية هلال الاسد خلال اشتباكات كسب».

وقال المرصد السوري في بريد الكتروني «قتل هلال الأسد، قائد قوات الدفاع الوطني، وما لا يقل عن سبعة عناصر كانوا برفقته، خلال اشتباكات مع جبهة النصرة والكتائب الإسلامية المقاتلة في مدينة كسب».

واشار المرصد الى ان هلال الاسد تربطه صلة قربى ببشار، الا انه ليس أحد أبناء العم المباشرين.

ولكن قالت مصادر للمعارضة إن هلال الأسد قضى في قصف بصواريخ غراد على المربع الأمني في اللاذقية المدينة، وإنه أخذ إلى مشفى تشرين حيث توفي متأثراً بجراحه ومعه عدد من مرافقيه بعد إصابتهم إصابات مباشرة.

وذكرت مواقع المعارضة في ساعة متقدمة مساء أمس، أن مصادر مشفى تشرين في اللاذقية أكدت مقتل هارون الأسد وهو من أقرباء الرئيس السوري ومن قادة الشبيحة في المدينة كذلك، وأكدت أيضاً مقتل علي الكيالي المعروف اسم «معراج أورال» الذي ارتكب مجزرة البيضا في بانياس في شهر أيار من السنة الماضية.

وفي تطور آخر، أكدت تركيا أمس أن دفاعاتها الجوية أسقطت طائرة حربية سورية، وهنأ رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان جيش بلاده على العملية، في حين أعلن التلفزيون الرسمي السوري خبر إسقاط الطائرة واعتبره اعتداء سافرا على سوريا.

وحذرت أنقرة النظام السوري من رد قاس في حال اختراق مجالها الجوي.

فقد أسقطت الدفاعات الجوية التركية أمس، طائرة حربية سورية كانت تشارك في المعارك ضد مقاتلي المعارضة الذين يحاولون السيطرة على معبر حدودي في ريف اللاذقية، بحسب ما أفاد المرصد السوري.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية «استهدفت المضادات التركية طائرة حربية سورية أثناء قصفها مناطق في ريف اللاذقية الشمالي»، مشيرا إلى أن «النيران شوهدت تندلع في الطائرة الحربية، قبل سقوطها داخل الأراضي السورية».

ونقل التلفزيون الرسمي السوري عن مصدر عسكري قوله «في اعتداء سافر يؤكد تورط (رئيس الوزراء التركي رجب طيب) اردوغان في دعم العصابات الارهابية، اسقطت الدفاعات الجوية التركية طائرة مقاتلة في اثناء ملاحقتها العصابات الارهابية داخل الاراضي السورية في منطقة كسب في ريف اللاذقية»، موضحا ان الطيار قفز بالمظلة.

وكان مصدر في وزارة الخارجية السورية جدد في وقت سابق أمس اتهام انقرة بمساندة مقاتلي المعارضة في كسب.

وقال المصدر ان «الحكومة التركية قامت بعدوان عسكري غير مسبوق ولا مبرر له(..) في منطقة كسب الحدودية» الجمعة والسبت، بحسب ما نقلت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا).

ميدانيا، افاد مدير المرصد ان مقاتلين المعارضة «تمكنوا من دخول معبر كسب واخراج القوات النظامية وجيش الدفاع الوطني منه»، مؤكدا عدم وجود «سيطرة كاملة، لان المعارك لا تزال عنيفة في محيطه وعلى بعد عشرات الامتار منه في مدينة كسب».

وبث ناشطون شريطا مصورا على «يوتيوب» قالوا انه يظهر «سيطرة المجاهدين على المبنى الرئيسي في معبر كسب». وبدا مسلحون بعضهم ملثم داخل مبنى، حمل احدهم علما اسود كتب عليه «كتائب انصار الشام»، في حين قام آخرون بتحطيم صور للاسد، والدوس عليها.

ومساء قال المرصد ان القوات النظامية «سيطرت بشكل كامل على القمة 45» اعلى تلال المنطقة، وبلدة السمرا الواقعة على شاطىء البحر المتوسط، بعد تقدم لمقاتلي المعارضة فيهما. كما افاد عن «معارك عنيفة وتقدم للمقاتلين» في نقطتين حدوديتين تعرفان باسم مخفر النعين ونبع المر.

وكانت المعارك توسعت السبت لتشمل مناطق اخرى واقعة تحت سيطرة النظام في ريف اللاذقية، ابرزها قرية خربة سولاس حيث قتل عشرون مقاتلا معارضا على الاقل وجرح اكثر من ثلاثين. وبذلك، تخطت حصيلة المعارك منذ الجمعة عتبة 80 قتيلا لدى الطرفين، بحسب المرصد.

واطلقت «جبهة النصرة» و«حركة شام الاسلام» و«كتائب انصار الشام» قبل ايام «معركة الانفال» في الساحل. وانضمت كتائب غير اسلامية الى القتال.

وانتقد العقيد مصطفى هاشم، قائد الجبهة الغربية والوسطى في هيئة الاركان التابعة للجيش الحر، نقص الدعم لمقاتليه، في شريط مصور بث أمس على موقع «يوتيوب».

وقال «ما زالت المعارك لليوم الثالث على التوالي في الساحل، ولم يصل شيء سوى الاتصالات التي تعودنا على سماعها، لذا احمل كافة المسؤولين عن الثورة السورية المسؤولية في حال توقف المعارك في الساحل نتيجة عدم تقديم الدعم العسكري واللوجستي».

واضاف ان «كافة الدول الشقيقة والصديقة خذلتنا ولم تقدم سوى الشيء اليسير اليسير مما وعدت به، ولذلك نحن ندفع الدماء مقابل السلاح»، مضيفا ان «بعض المسؤولين عن الثورة السورية هم متوافقون معهم ويعملون على شق الصف السياسي والعسكري».

وفي دمشق، افادت «سانا» عن مقتل طالبة واصابة 25 شخصا في سقوط ثلاث قذائف هاون اطلقها معارضون قرب وزارة التعليم العالي، الواقعة وسط دمشق على مقربة من ساحة الامويين والمدينة الجامعية.

دبلوماسياً، تنعقد القمة العربية الثلاثاء والاربعاء في الكويت في وقت تزداد الانقسامات داخلها حول الازمة السورية.

وبعد سنة من قمة الدوحة التي شغل فيها الائتلاف الوطني المعارض مقعد بلاده، سيبقى المقعد شاغرا. وكان الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي اعلن في التاسع من آذار ان الجامعة تنتظر اكتمال «مؤسسات» المعارضة لتسلمها المقعد.

وطالب وزراء الخارجية العرب الذين عقدوا أمس اجتماعا تحضيريا للقمة بوقف فوري لاطلاق النار في سوريا.

ا ف ب، رويترز، العربية، المرصد السوري

اللاذقية تعيش رعب صواريخ “غراد

لم تعد مدينة اللاذقية التي يؤيد غالبية سكانها نظام الرئيس السوري بشار الأسد في مأمن من الحوادث العسكرية العنيفة التي تجتاح سوريا. فسقوط صواريخ “غراد” في حي الزراعة ينذر بالأسوأ، لا سيما وأن الحي المستهدف ذات غالبية علوية، ومصدر الصواريخ الريف السنّي حيث تتمركز فصائل إسلامية معارضة.

قرب مقهى “مينا” ذي الطابع الشبابي سقطت الصواريخ لتحدث حالة من الصدمة والهلع في صفوف الناس. “لم يتوقع أحد أن تقصف هذه المنطقة. كنا نظن أن النيران بعيدة عنّا”، يقول أحد قاطني الحي المستهدف لموقع NOW، موضحاً أن “أكثر من خمس سيارات تفحمت بالكامل وسقط ستة جرحى أحدهم بحالة خطرة”.

لا يجد شاهد العيان هذا، سوى كليشيهات التلفزيون السوري ليبرر بها سبب سقوط هذه الصواريخ، فيقول “هناك عصابات إرهابية تتمركز في الريف، وعلى الجيش أن يقتحم مقراتها وينهي وجودها، كي نرتاح بشكل نهائي”. لكن هذا التفسير البديهي لم يعد قادراً على إقناع سكان الأحياء العلوية في اللاذقية، وإعادة ترسيخ فكرة الأمان في نفوسهم.

تساؤلات كثيرة بدأت تُطرَح بجدية، حول القدرة الحقيقة التي تتمتع بها المعارضة المتمركزة في الريف، ولماذا لا يقوم جيش النظام باجتياح هذا الريف والقضاء عليها.

ويحمل موقع سقوط الصواريخ رمزية كبيرة، إذ إنه لا يبعد سوى أمتار قليلة عن قصر فواز الأسد ابن عم الرئيس الراحل حافظ الأسد، كما أن ذلك الشارع يعتبر امتداداً لساحة “دوار الزراعة” التي احتضنت ولا تزال، معظم المسيرات والمهرجانات المؤيدة لبقاء النظام السوري.

ما يعني أن كتائب المعارضة أرادت توجيه رسالة مزدوجة عبر إطلاق الصواريخ، تخصّ بشقها الأول عائلة الأسد، وفي الثاني الإجماع العلوي الذي يؤيد هذه العائلة ويخرج بشكل منتظم في مسيرات ضخمة ليعلن ذلك.

لكن الناشط عمر الجبلاوي الذي يرافق مجموعات المعارضة في ريف اللاذقية، يرى في حديثه لموقع NOW أن “الهدف الرئيسي من إلقاء الصواريخ هو ضرب المربع الأمني للنظام في اللاذقية، الذي يتمثل بفروع الأمن السياسي والجنائي والعسكري وليس استهداف المدنيين”.

وتزامن سقوط دفعة من صواريخ “غراد” على حي الزراعة مع سقوط دفعة ثانية في أحد شوارع حي المشروع السابع، الذي يضم عدداً من الفروع الأمنية التابعة للنظام، إلا أن هذه الصواريخ سقطت في مواقع سكنية محاذية لهذه الفروع من دون أن تحدث أضراراً فادحة، الأمر الذي برّره الجبلاوي بأنّ “صواريخ “غراد” غالباً ما تخطئ هدفها لأن رقعة تحديد الإحداثيات من المستحيل ضبطها بشكل دقيق”.

وبحسب الناشط المعارض فإن “من يقف وراء إطلاق هذه الصواريخ هي كتائب من “الجبهة الإسلامية” إضافة إلى كتائب “نصرة المظلوم” وكلاهما يتمركز في قرى سنية تطل على مدينة اللاذقية”.

بدوره، لا يجد أبو ناصر اللاذقاني، الشاب الذي انضم إلى المقاتلين المعارضين في ريف اللاذقية قبل حوالى سنتين بعد القمع الذي مارسه النظام ضد الأحياء السنّية، أي مشكلة في استهداف المدنيين العلويين في المدينة، كما يقول، مشيراً في حديثه لـNOW إلى أن “طائرات النظام تقصف المدنيين في حلب وحمص ودمشق بالبراميل المتفجرة، ما يعني ان المعارضة رحيمة جداً حين تستخدم صواريخ “غراد” ضد مؤيدي النظام المجرم”.

ويضيف اللاذقاني “لا بد من الضغط على النظام الأسدي عبر ضرب حاضنته الشعبية. هؤلاء يبررون قتل أهلنا في حلب ودرعا وحمص عند كل مسيرة تأييد يخرجون فيها”.

وبالرغم من أن النظام السوري سارع إلى قصف ريف اللاذقية حيث تتمركز مجموعات المعارضة بعد ساعات على سقوط الصواريخ، فإن العديد من الموالين يحمّلونه مسؤولية ما يحصل، وهذا ما ظهر على صفحات مؤيدة للنظام على مواقع التواصل الإجتماعي.

وتُعتبر هذه المرة الاولى التي يُستهدف فيها قلب المدينة، إذ تبنت “الجبهة الاسلامية” في التاسع من شهر آذار/مارس الجاري إطلاق صواريخ “غراد” سقطت آنذاك في مناطق الدعتور وقيادة الكلية البحرية ونادي الفروسية التي تعدُّ من ضواحي المدينة.

حلب بين البراميل المتفجرة وداعش/ عـروة مقـداد

ليتني أستطيع التحكم بالزمن، لكن البرميل أسرع من قدرتي على استيعاب ما يحدث، والكاميرا أبطأ من أن تصوّر الأشلاء الممزقة على كابلات الكهرباء المتدلية من أثر الانفجار الهائل. نتف لحم مشتعلة تتبخر مع الحديد المنصهر على بعضه، تحتها ينفتح ثقب كئيب يغور في الأرض ويبتلع معه الأجساد والذكريات والصور.

تطرف العيون نحو السماء، تحدّق بالكتلة المعدنية التي تنزل كأنها وحي، تتبعها وهي تتنقل من سماء إلى سماء، تتقافز على الغيوم كأن كائناً ما يجلس خلف لوحة ويترك لطخات السواد الهاطلة على الخلفية الزرقاء الملطخة ببعض الغيوم. وينزل الثقب الأسود، تجمد بعض العيون التي لا تستطيع استيعاب المشهد. تجمد أعضاؤها من الركض أو الهرب أو حتى الصراخ، وكأن العدم يرمي معجزة جديدة تتسمّر فيها العيون، يسقط عليها ويحوّلها إلى أشلاء، ذرات مطحونة مع الغبار والركام.

خوف البرميل أقل وطأة من خوف دولة الشام والعراق؛ الكاميرا التي خبأتُها قبل ثلاثة شهور متنكراً بلهجتي الحورانية الثقيلة وشعري الأجعد لأبدو كمهاجر متسلل عبر حواجز الدولة، أُشهرها الآن كما شهرتُها أول دخول الجيش الحر إلى حلب حين كان يحاصر اللواء 80، فرحاً مبتسماً في وجوه المارة الذين يحيونني كما لو أن الثورة بدأت للتوّ. لم يعد التنكر والتسلل ضرورياً، فالكثير من شوارع حلب خالية من كل شيء، حتى من عناصر وأمراء الدولة.

وحدها الاشتباكات تؤنس وحشة المدينة. اشتباكات ضارية تدور على محور الشيخ نجار، تستخدم فيها كل الأسلحة الثقيلة من طيران ومدفعية ودبابات. يحط الليل ثقيلاً على الأحياء المحررة وتبدأ الأصوات القادمة من ذرى البيوت، وكأن شبحاً أسطورياً يتصارع هناك على امتلاك الهواء. يخفّ البارود ويتسرب إلى الرئتين. لا كهرباء ولا وسائل اتصال تخبرك بما يجري. وحده الانتظار المرير الذي يقطعه هدير الطائرة والصواريخ التي تضربها في هدف لا تعرف وجهته.

طريق الباب، مساكن هنانو، الجزماتي. أحياء يئزّ فيها الصمت ودوي انفجار البراميل. أتأمل مشاهد الدمار التي تخلّفها البراميل والطيارات المختلفة التي تحوم. لا شيء منطقياً في كل هذا، ومحطات الأخبار لا تقترب من حقيقة ما يحدث. ربما مساحة المدينة الواسعة تجعل من حجم الدمار أقل مما هو في مدن أصغر منها. وحتى المأساة تضيع في المساحات الواسعة لحلب. ربما هي لعنة المدينة. يضيع فيها كل شيء، المنطق والعواطف والأفكار والعالم الذين يقاتلون بمختلف جنسياتهم، في أحياء المدينة.

رحلت دولة الشام والعراق، كما رحل الكثير من سكان هذه الأحياء بعد مجازر مروعة خلّفها سقوط البراميل. عند المساء تلمح بعض الأشباح التي تتنقل بين الحواري. وجوه تربط (الجمدانات) لتتخفى بها. لكنها لا تشبه أقنعة دولة الشام والعراق. ثمة فرق بين اللثام والجمدانة؛ والجمدانة بالحلبي هي حطة الرأس الملونة بالأحمر والأبيض. الجمدانة تتحول إلى شيء أليف، هوية السوري البسيط من الشمال حتى الجنوب. ومن الجمدانة تراقب العيون، تارة نحو السماء وتارة إلى الحواري الخالية تترصد أي حركة، وتبتسم بودّ للوجوه المألوفة التي مازالت صامدة.

يقول أحد شبان طريق الباب: بعد رحيل سكان الحي. نتنقل في الليل من أجل حماية البيوت من السرقات. لا نريد أن تتكرر السرقات التي حدثت في الفترة الماضية. هذه البيوت سيعود سكانها ذات يوم، ولن نسمح لأحد بسرقتها.

ربما كانت صدفة أنني أرتدي الأسود، أثناء تنقلي بين طريق الباب وكرم الجبل ممتلئاً برائحة الشتاء التي تعبق بأحياء حلب، بنطال جينز، معطف، ووشاح أسود. لا أدري لماذا ارتديت هذا الكمّ من السواد! لعله مزاجي الداخلي الذي يشبه مزاج الكثير من السوريين.

لم أنتبه وأنا أتأمل الأماكن، إلى النظرات التي حدجتني. قلت: هي عادة الناس في النظر إلى الغريب. لم يطل بي الأمر حتى أوقفني أحدهم كما وصف لأنني أشبه الدواعش.  ضحكنا أنا وأبو عمار وهو يصف شكّه في ملامحي. وراح يحدثني عن الاشتباكات التي دارت بين عناصر الجيش الحر ودولة الشام والعراق وكيف تشكّل جيش المجاهدين في ليلة واحدة واستطاع خلالها أن يطرد دولة الشام والعراق من مدينة حلب وكل الريف الشرقي. وأضاف وهو يضحك: كنت على مسافة أقل من مترين عندما فجّر أحد عناصر الدولة نفسه بحزام ناسف، لكنني نجوت.

قبل ثلاثة شهور عبرتُ دوار الحلوانية وخوف شديد يعتريني من حاجز الدولة. وقف شابان في مقتبل عمرهما ملثمان يدققون بالمارة ويتفقدون الهويات. حاولت مراراً تجنبه بوسائل تنكر عديدة. وها أنا الآن أمرّ بالقرب من الدوار من دون وجود الحاجز. بدلاً منه رأيت عبارة  كتبت وسط الدوار: تسقط داعش.

يعلو علم الثورة السورية الكثير من المباني في حلب. لم يعد هنالك وجوه غريبة، أو ملثمة. تستطيع أن تتمعن بالوجوه دون أن تكون فزعاً. تبتسم فيبادلك الكبار والصغار البسمة. تشعل لفافة تبغ فيطمئنوا أنك لست متطرفاً وإن ارتديت السواد. ثمة أُلفة تعود إلى زمن دخول الجيش الحر إلى حلب، حين اجتاح الأحياء الشرقية، حيث كانت المعنويات عالية، والجبهات مشتعلة.

تنهمر البراميل كما ينهمر المطر في حلب. يسقط كل يوم ما لا يقل عن خمسة براميل. يقوم النظام بخطة ممنهجة في رميها. بدأ بقصف الميسر، حيث حاول التوغل من ناحية الحي. سقط على حي الميسر لا يقل عن مئة برميل قضى على إثره مئات الشهداء. بعدها انتقل إلى قصف الجزماتي فالشعار وطريق الباب، والآن يقوم بقصف مساكن هنانو المتصلة بالشيخ نجار حيث يحاول النظام اقتحام حلب من جهتها.

يهدف قصف البراميل وفقاً لكثير من الناشطين إلى تهجير الناس من المناطق المحررة، فالكثير من المقاتلين على الجبهات تتواجد عائلاتهم في هذه الأحياء، وعندما يقوم النظام بقصف هذه المناطق بهذه الوحشية فإن هذه العائلات تقوم بالنزوح أو اللجوء، وهذا ما يمكن أن يوهن عزيمة المقاتلين، فيما يرى البعض أن البراميل المتفجرة ليست سوى انتقام من حلب بعد أن فشل في اقتحامها قبل 4 أشهر عندما استطاع أن يسقط السفيرة ويتوجه بعدها إلى اللواء 80  في محاولة السيطرة على حلب قبل مفاوضات جنيف.

الرقود تحت سقف تتوقع أن يرتطم به برميل متفجر يثير السخرية مع كمية خوف هائلة، ربما هي عشوائيته المتلخصة في قَدَم العنصر الذي يقذفه بكعبه نحو الفراغ الكبير. تعبر المروحية، تنكمش على ذاتك في محاولة لأن تستعرض صورة سريعة للموت والأشلاء التي ستستحيلها، ومن ثم يصل إليك صوت البرميل المكتوم عبر الجدران التي تهتز بشدة.

الزمن في هذه المدينة كثيف، حمل تغيرات كثيرة: دخول دولة الشام والعراق، تصفيتها لعدد من قادة الجيش الحر، محاولة الجيش النظامي اقتحام مدينة حلب، الاشتباكات بين دولة الشام والعراق والجيش الحر، انسحاب دولة الشام والعراق. والثابت الوحيد في كل تلك المتغيرات هو صمود الثوار بمختلف فئاتهم أو تصنيفاتهم. الصمود الذي يعيد الثورة إلى الواجهة بعد أن طغت عليها سمة الحرب الأهلية. صمود لا يمكن أن يستمر طويلاً مع تقدم الجيش حيث أصبح على وشك محاصرة أحياء حلب.

ربما تبقّى طريق واحد يستطيع الناس والجيش الحر الخروج منه وهو طريق الكاستيلو. صمود الثوار غير المرتبط بالأجندات التي تحرك الفصائل المرابطة في حلب، والخلافات، بالإضافة الى الفساد الموجود عند هذه الفصائل يتيح للجيش التقدم وإن كان ببطء.

تقدم للمعارضة باللاذقية وإسقاط طائرة استطلاع بدمشق

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلي المعارضة السورية سيطروا اليوم الاثنين على الجزء الأكبر من مدينة كسب الحدودية مع تركيا في محافظة اللاذقية، فيما أكد ناشطون أن مسلحي المعارضة أسقطوا طائرة استطلاع بالعاصمة دمشق، وطال قصف طيران النظام عددا من المدن والبلدات السورية.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن مسلحي المعارضة وصلوا إلى الساحة الرئيسية في مدينة كسب التي سيطروا على معظم أنحائها، وأوضح أن المعارك لا تزال جارية على أطراف المدينة.

وتسببت المعركة في محيط كسب -التي توسعت إلى قرى مجاورة- بمقتل نحو 130 عنصرا من الجانبين يومي السبت والأحد. وأشار المرصد إلى أن معظم سكان كسب -ذات الغالبية الأرمنية- فروا من منازلهم بسبب المعارك.

ونفى مصدر أمني في دمشق لوكالة الصحافة الفرنسية سقوط المدينة، وقال إن “المعارك مستمرة، والموقف غير واضح”.

وأفاد ناشطون بأن تعزيزات عسكرية كبيرة مدعومة باللجان الشعبية والشبيحة وصلت لمحيط مدينة كسب، ودخلت في اشتباكات مع مسلحي المعارضة في محاولة لاستعادة السيطرة على المدينة. الإستراتيجية.

وقصف الطيران الحربي السوري فجر اليوم مناطق في الريف الشمالي لمحافظة اللاذقية بالبراميل المتفجرة، وشمل القصف مناطق في جبل التركمان، بالإضافة إلى مناطق الاشتباك. وقتل في القصف أربعة مدنيين وثلاثة عناصر من الشرطة.

في المقابل، قصفت الكتائب المقاتلة مدينة اللاذقية بصواريخ، ما تسبب بمقتل ثلاثة أشخاص، بحسب ما ذكره المرصد.

وكانت جبهة النصرة وحركة شام الإسلام وكتائب أنصار الشام قد أعلنت في 18 مارس/آذار الحالي بدء “معركة الأنفال” في الساحل السوري. وتعد محافظة اللاذقية الساحلية، أحد أبرز معاقل النظام.

ومع السيطرة على معبر كسب، يبقى معبر القامشلي-نصيبين في محافظة الحسكة شمالي شرقي البلاد المعبر الوحيد المتبقي مع تركيا تحت سيطرة القوات النظامية، وقد أقفلته السلطات التركية.

طائرة استطلاع

وفي دمشق قالت شبكة شام إن مسلحي المعارضة أسقطوا طائرة استطلاع لقوات النظام في منطقة دروشا بريف العاصمة الغربي، وأوضحت أن طيران النظام أغار  بالبراميل المتفجرة على مدن وبلدات حوش عرب ورنكوس بمنطقة جبال القلمون حيث دارات اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام أسفرت عن مقتل ستة عناصر من قوات النظام.

وذكر مركز صدى الإعلامي أن قصفا صاروخيا عنيفا استهدف مخيم اليرموك جنوبي العاصمة دمشق وحي جوبر، الذي شهد بدوره اشتباكات بين الحر وقوات النظام بالقرب من ملعب العباسيين.

وذكر ناشطون أن حلب شهدت اليوم قصفا من الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة استهدف مخيم حندرات وطريق كاستيلو ومناطق أخرى، فيما شمل قصف مدفعي حي بستان القصر.

وقالت شبكة شهبا برس إن شخصا قتل وأصيب آخر إثر سقوط قذيفة هاون على حي بستان القصر، وأوضحت أن أما قتلت مع طفلتها وأصيب أكثر من خمسة مدنيين جراء برميل متفجر استهدف منطقة الكسارة في حي الحيدرية.

وبث ناشطون صورا على الإنترنت لما قالوا إنها عمليات قصف لمواقع عسكرية تابعة لقوات النظام ومليشيا أبي الفضل العباس العراقي على أطراف جبل شويحنة قرب المدينة.

قصف واشتباكات

وفي حمص أصاب قصف عنيف بالمدفعية والرشاشات الثقيلة منطقة الجزيرة السابعة بحي الوعر، وقال اتحاد التنسيقيات إن الجيش الحر دمر دبابتين خلال اشتباكات في ريف حمص الشمالي.

وأضاف الاتحاد أن اشتباكات عنيفة دارت بين الجيش الحر وقوات النظام في منطقة العامرية بحمص، في حين دمر الجيش الحر دبابتين بصاروخي كونكورس في ريف حمص الشمالي، الأولى على حاجز ملوك والثانية على جبهة الفيلات في منطقة المشرفة.

وذكرت المؤسسة الإعلامية بحماة أن الجيش الحر قتل وجرح عددا من قوات النظام أثناء محاولتهم استعادة حاجزي السمان وأبو معروف بالقرب من مدينة طيبة الإمام بريف حماة.

ورصد ناشطون في درعا قصفا بالمدفعية الثقيلة على أحياء طريق السد ومخيم درعا ودرعا البلد، فيما شهد ريف المدينة قصفا براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على بلدات الغارية الغربية وبصر الحرير واشتباكات في مدينة الشيخ مسكين بين الجيش الحر وقوات النظام.

وقال اتحاد التنسيقيات إن ﺍشتباكات ﻋﻨﻴﻔﺔ دارت بين الجيش الحر وقوات النظام في ﺍﻟﺸﻴﺦ مسكين بريف ﺩﺭﻋﺎ.

وفي إدلب ذكر ناشطون أن مقاتلي حركة أحرار الشام الإسلامية تمكنوا من نسف مبنى يتمركز فيه قناصة جيش الدفاع الوطني في قرية الفوعة الموالية للنظام بريف إدلب، فيما استهدفت قوات الأسد المتمركزة في جسر الشغور بالمدفعية بلدة دركوش بريف إدلب.

مقتل علي وكفاح ابني عم بشار الأسد قرب الحدود التركية

دبي – قناة الحدث

قالت مصادر خاصة بقناة الحدث إن علي وكفاح الأسد ابني عم الرئيس السوري بشار الأسد قتلا في مدينة كسب الحدودية مع تركيا.

وكانت مصادر إعلامية تحدثت بالأمس عن مقتل هلال الأسد وما لا يقل عن 7 عناصر كانوا برفقته، خلال اشتباكات في بلدة كسب، الواقعة بالقرب من مدينة اللاذقية على الساحل السوري.

وسقط هلال قتيلاً في عملية لمقاتلي المعارضة استهدفوا خلالها المربع الأمني في اللاذقية والمشروع السابع، حيث يقيم مقربون من عائلة الأسد وقيادات الشبيحة.

هلال الأسد: الابن سر أبيه ومن صور ابنه المرعبة تعرفه

لندن – كمال قبيسي

لأن المعلومات قليلة عن هلال الأسد، ابن عم الرئيس السوري وقائد “قوات الدفاع الوطني” التابع للنظام في ريف اللاذقية، والذي قضى قتيلاً، فإن أفضل طريقة للتعرف إليه هي بتطبيق حكمة “الابن سر أبيه” والتعرف إلى شخصية ابنه سليمان، المعروف بلقب “كابوس اللاذقية” الأكبر.

المعلومات تشير إلى أنه قتل في مكتبه بشارع 8 آذار، هو و4 آخرون من عائلتي الأسد ومخلوف “على خلاف بينهم أثناء اجتماع كان معقوداً حينها في المكتب” وعلى الأثر نزلت سيارات إلى الشوارع وراحت تطلق النار في الهواء ترهيباً، ربما بأمر من ابنه سليمان.

يتحدثون عن سليمان الكثير مما جمعته “العربية.نت” من بعض المصادر التي يصفه معظمها أيضا بالهم الأكبر دائما لللاذقية، الى درجة أن الرئيس السوري نفسه أمر في أكتوبر الماضي باعتقاله، ولو صوريا، للإثبات أن ابن قائد “قوات الدفاع الوطني” ليس عصيا على الدولة كما يزعمون.

وجدوه أمام فندق “مريديان” حيث مقره الرئيسي، فنقلوه معهم الى جهة مجهولة، ثم اتضح فيما بعد أن من اعتقله كان قوة أمنية جاءت خصيصا من دمشق، كي لا تتم إهانته من داخل اللاذقية نفسها، إضافة أن أحدا لا يعرف أين أمضى الشهرين في العاصمة السورية.

لكنه عاد، وفي أول يوم من العوة حل الرعب على سكان “حي السجن” وسط المدينة الساحلية من تبادل للرصاص بدأ داخل الأكاديمية البحرية للعلوم بين سليمان وابن عمته علي صقر خير بك، الذي أصيب في القدم برصاص سليمان نفسه، إضافة الى تخريب سيارته بالكامل، ردا على تخريب صقر لسيارة سليمان أثناء “اعتقاله” فكانت واحدة بواحدة، ثم عاد الاثنان ككابوسين على سكان المدينة الساحلية: واحد بالليل، والثاني كابوس في النهار.

“وطلب منه أن ينزع ثيابه ويلعق أرض المحل”

يكتبون أيضا عن الشاب الذي “يدوّخ” المدينة وأهلها بممارساته وتجاوزاته ما يصعب تصديقه، لكنه حقيقي، ومنه ما ورد عنه في تقرير نشرته “العربية.نت” في يناير 2013 وكتبته الزميلة جفرا بهاء، وفيه أنه “ومنذ شهرين قام أحد سكان المنطقة (ج. ج) بإنشاء محل تجاري لبيع السيديات وأفلام الـdvd. ليصبح سليمان الأسد، ابن هلال، ابن أخ حافظ الأسد، واحداً من زبائن المحل اليوميين، ويختلف عن الزبائن بأنه لا يدفع ثمن ما يأخذ”.

يتابع التقرير: ولم يحاول (ج. ج) أن يطلب ثمن ما يأخذ سليمان، ولكنه قضى على نفسه عندما تجرّأ وطلب من سليمان أن لا يدع مرافقيه (الخمسة المدججين بالسلاح) يدخلون المحل لأنهم يزعجون الزبائن ويتحرشون بالفتيات(..) الحادثة لم تنتهِ وإنما بدأت للتو، إذ أن ما حصل مع الشاب المسكين أصعب من أن يتخيل فكيف بمَنْ رآه”.

“كانت ليلة خميس، والمحل مليان عالم، والحارة معباية شباب وصبايا، وليجن جنون سليمان من وقاحة (ج. ج) وليرفع مسدسه فوراً طالباً من (ج. ج) لعق حذائه للاعتذار”، وهو ما حصل فعلاً. ولكن سليمان لم يكتفِ، فأصدر له أمراً وهو يكاد يغشى عليه من الضحك أن ينزع ثيابه ويلعق أرض المحل بأكمله”.

تمضي الرواية: “عند خروج سليمان وصعوده لسيارته مع ضحكاته وضحكات مرافقيه المجلجلة، أدار وجهه فلمح شاباً (س) يقف كما غيره يراقب ما يحدث في ابن شارعه، فناداه “وطلب منو يمد راسو جوا شباك السيارة عاساس بدو يحاكيه شي.. باللحظة اللي مد راسو جوا السيارة، سكر الشباك على رقبتو وحشرلو راسو جوا.. ونزل من السيارة حاملاً عصى وبدأ بضرب الشاب ذو الرأس المحشور بالسيارة”.

أنباء عن مقتل “أبو العضلات” ضياء الأسد

وكي لا نطيل، فإن أفضل طريقة ليتعرف القارئ بها على شخصية سليمان، وبها على “سر الأب” القتيل، هو أن يكتب اسمه في خانة البحث بالإنترنت ليقرأ ما يصعب تصديقه عن الشاب الذي كان يردعه أبوه من وقت لآخر. أما بعد مقتل الأب الآن، فمن يردع سليمان الأسد ؟

نضيف من جهة ثانية أنباء غير مؤكدة، تداولها ناشطون في مواقع التواصل عن “مقتل شبيح آخر” يصفونه بالأضخم بين شبيحة دمشق، وهو ضياء الأسد، أو “ابو الحارث” كما يسمي نفسه. ولم ترد معلومات عن المكان الذي قتلوا فيه ضياء المعروف أيضا بلقب “أبو العضلات” وبوحشيته في تعذيب المعتقلين، بحسب ما يظهر في فيديوهات مسربة تظهره يتعامل مع المعتقلين بوحشية وازدراء.

كما ترددت أنباء غير مؤكدة أيضا عن مقتل علي كيالي، واسمه الحقيقي معراج أورال، المعروف بألقاب عدة، منها “شارون العرب” و”جزار بانياس” وهو قائد تجمع شبيحي يطلق عليه اسم “المقاومة السورية” انتحالا، بزعم أنه لتحرير لواء الاسكندرون الذي تمر هذا العام 75 سنة على وقوعه في 1939 تحت الاحتلال التركي.

كيري يأمل استمرار التعاون الروسي بشأن كيمياوي سوريا

لاهاي – رويترز

قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، اليوم الاثنين، إنه يأمل ألا يؤثر الوضع في القرم على التعاون مع روسيا بشأن الجهود الدولية لتدمير الأسلحة الكيمياوية السورية.

وقال كيري للصحافيين في لاهاي، حيث سيحضر قمة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى “أتمنى ألا يحدث ذلك. كل ما أقوله إني أتمنى أن تستمر نفس الدوافع التي حثت روسيا على أن تكون شريكاً في هذه الجهود.”

ووافقت الحكومة السورية على تدمير ترسانتها من الأسلحة الكيمياوية بعد هجوم كيمياوي أسفر عن مقتل المئات حول دمشق العام الماضي.

طرفا القتال في سوريا يعرقلان وصول المساعدات

الأمم المتحدة – رويترز

اتهمت الأمم المتحدة الحكومة السورية ومقاتلي المعارضة بعرقلة وصول المساعدات مشيرة إلى أن كلا من الجانبين ربما يخرق مطالب مجلس الأمن الدولي بوصول مساعدات الإغاثة للمدنيين المحصورين بين طرفي القتال في الحرب الأهلية الدائرة في سوريا منذ ثلاث سنوات.

وبعد شهر من تحقيق مجلس الأمن وحدة نادرة بالموافقة بالإجماع على قرار يطالب بحرية وصول المساعدات بشكل سريع وأمن ودون إعاقة بما في ذلك عبر الحدود قال بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، إن الوضع “مازال صعبا للغاية”.

وفي أول تقرير يقدمه بان لمجلس الأمن بشأن تنفيذ القرار الصادر في 22 فبراير/شباط وحصلت “رويترز” عليه الأحد، قال إن 175 ألف شخص مازالوا محاصرين من قبل القوات الحكومية بالإضافة إلى 45 ألف شخص تحاصرهم جماعات المعارضة في عدة مناطق.

وقال بان إنه لم يتم التوسط في وقف جديد لإطلاق النار لتيسير الوصول إلى تلك المناطق كما أن هناك خروقات لوقف إطلاق النار الحالي.

وأضاف بان أن نحو 9.3 مليون شخص في سوريا يحتاجون لمساعدات إنسانية في حين فر 2.6 مليون آخرون من الحرب الأهلية.

وأضاف بان أن “وصول المساعدات الإنسانية في سوريا مازال صعبا للغاية بالنسبة للمنظمات الإنسانية.

ومازال توصيل المواد التي تمثل إنقاذا للحياة ولاسيما الأدوية صعبا. ومازالت المساعدات التي تصل للناس تقل بكثير عما هو مطلوب لتغطية حتى الاحتياجات الأساسية”.

وأبدى مجلس الأمن “نيته اتخاذ خطوات أخرى في قضية عدم الالتزام” بالقرار.

ولكن دبلوماسيين يقولون إن من غير المحتمل أن توافق روسيا على القيام بأي عمل مثل فرض عقوبات إذا ثبت خطأ الحكومة السورية.

وقال دبلوماسيون إن من المقرر أن يناقش مجلس الأمن تقرير بان يوم الجمعة.

وقال بان في التقرير المؤلف من 13 صفحة إنه توجد تحديات كبيرة لتوصيل المساعدات في سوريا.

وأضاف بان “تشمل: الحاجة لطلبات متعددة للموافقة على قوافل الوكالات والتي غالبا لا تلقى ردا وانعدام الاتصالات الحكومية الداخلية للموافقة على ذلك على الأرض مما يؤدي إلى رفض أو تأخير الدخول عند نقاط التفتيش واستمرار انعدام الأمن.

“زيادة حدة القتال بين جماعات المعارضة المسلحة بما في ذلك بين الجماعات المتحالفة مع الجيش السوري الحر والدولة الإسلامية في العراق والشام أدت إلى تعقيد تسليم المساعدات بما في ذلك قطع الطرق الرئيسية في بعض الأماكن في المناطق الشمالية من البلاد”.

ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان إن أكثر من 136 ألف شخص قتلوا أثناء الصراع.

وقال بان إنه مع زيادة حدة العنف زاد عدد الأشخاص الذين لا تصل إليهم المساعدات الإنسانية.

وأضاف “يقدر الآن أن نحو 3.5 مليون نسمة في حاجة للمساعدة في مناطق يصعب الوصول إليها بزيادة مليون شخص منذ بداية عام 2014”.

وذكر بان أنه خلال الشهر الأخير “كانت هناك تقارير مستمرة عن قصف مدفعي وهجمات جوية من بينها استخدام القوات الحكومة للبراميل المتفجرة. وأدت الهجمات بسيارات ملغومة والهجمات الانتحارية بما في ذلك ضد أهداف مدنية إلى سقوط قتلى وجرحى من المدنيين خلال الفترة المذكورة”.

وأضاف أن كثيرا من الهجمات بسيارات ملغومة والهجمات الانتحارية أعلنت الجماعتان الإسلاميتان المتطرفتان الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة مسؤوليتهما عنها في حين “تعرضت مدن وبلدات تسيطر عليها الحكومة ومنها دمشق لهجمات بـ(المورتر) من قبل جماعات المعارضة المسلحة.

“عدد القتلى اليومي الذي يتم الإبلاغ عنه يتجاوز في المتوسط 200 شخص داخل سوريا ومن بينهم مدنيون”.

ميليشيات عراقية تنشر صور انتشارها في مدينة حلب

دبي – قناة العربية

ظهر مقاتلون عراقيون في عشرات الفيديوهات عبر مواقع التواصل الاجتماعي يتفاخرون بدورهم العسكري في سوريا، سواء لمنع سقوط الأسد أو لحماية مقامات دينية على رأسها السيدة زينب.

ويعتقد أن هناك ست فرق للمقاتلين العراقيين في سوريا ليس لديها أي أجندة خاصة، بل ملتزمة تماماً بتوجهات النظام السوري.

وأهم هذه الفرق لواء أبو الفضل العباس: ظهر في شتاء 2012 في منطقة السيدة زينب المتاخمة لدمشق على شكل فرقة عسكرية عالية التنظيم والتدريب، وتعمل بتنسيق تام مع جيش النظام.

لواء ذو الفقار: ما وضعه في الواجهة كانت مشاركته الأخيرة بقيادة أبو شهد الجبوري في معارك واتهم بارتكاب مجازر بحق المدنيين.

لواء عمار بن ياسر: تم الإعلان عن اللواء في بدايات معركة القصير، حالياً يتمركز مقاتلوه بالقرب من مدينة حلب .

كتائب سيد الشهداء: تشكلت في ربيع العام الماضي، وهي قوات مسلحة عاملة في منطقة دمشق .

لواء الإمام الحسن المجتبى: خرج من رحم لواء أبوالفضل العباس، من مهامه الأساسية حماية المنطقة المحاذية لمطار دمشق الدولي .

لواء أسد الله: هو أحدث هذه التشكيلات، يتميز مقاتلوه بدرجة عالية من التسليح، وببزات لونها ترابي صحراوي، ويعتقد أنه يتمركز في العاصمة دمشق.

حتى وقت قريب كانت مشاركة العراقيين في الحرب السورية غير معلنة لكن العديد من الفيديوهات التي نشرت مؤخراً تظهر أبرز قادة هذه الميليشيات إلى جانب المقاتلين في سوريا، خصوصا في مناطق ريف دمشق كالنبك والسبينة، حيث ظهر أبو شهد الجبوري قائد ميليشيات ذو الفقار، ومحمد الطبطاوي القيادي في عصائب أهل الحق وكتب على الفيديو الذي ظهر فيه أنه أتى إلى سوريا ليقاتل إلى جانب لواء أبو الفضل العباس.

قصف بريف دمشق واشتباكات باللاذقية

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

ذكرت مصادر للمعارضة السورية أن اشتباكات عنيفة دارت على أطراف مدينة كسب بريف اللاذقية بعد استقدام القوات الحكومية تعزيزات جديدة تزامنا مع قصف من الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة استهدف مصيف سلمى ومناطق أخرى بجبل الأكراد، في ظل قصف عنيف على أحياء ريف دمشق.

وقال معارضون إن مسلحي المعارضة، ضمن معركة الأنفال، تمكنوا من فرض سيطرتهم على كسب بعد أن سيطروا على ساحتها الرئيسية في وقت سابق الأحد.

وكان أشخاصا عدة قد أصيبوا جراء سقوط عدد من قذائف الهاون على ساحة الأمويين وسط العاصمة السورية دمشق، إذ تضم الساحة مبنى التلفزيون الرسمي، ومبنى قيادة الأركان العامة للجيش.

وذكرت المعارضة أن عددا من القذائف أُطلقت من الجانب السوري على  مدينة يايلا داغ  التركية.

من جهة أخرى شنت القوات الحكومية قصفا مدفعيا على حي جوبر شرقي دمشق ومخيم اليرموك جنوبا، كما تعرضت بلدات في ريف دمشق لقصف مدفعي حكومي وبراميل متفجرة.

وفي حي مزة الجبل بدمشق أصيب 9 أشخاص بانفجار سيارة في ساحة الهدى.

أما في القلمون بريف دمشق الشمالي، قال الناشطون إن الطيران المروحي السوري، ألقى براميل متفجرة على مزراع بلدة رنكوس وبلدة حوش عرب ومدينة الزبداني.

فيما، قال معارضون إن المسلحين نصبوا كميناً لقوات تابعة للحرس الجمهوري في منطقة القلمون، ما أدى إلى مقتل 6 منهم وجرح آخرين.

وذكر الناشطون أن مدينة النبك، تشهد اشتباكات بين الجيشين الحر والحكومي، وأن عدداً من جنود القوات الحكومية قُتلوا في كمين نفذه مقاتلو المعارضة.

قتلى بحلب ودمشق

إلى ذلك، قتل عدد من أفراد القوات الحكومية باشتباكات في أنحاء سوريا، أعلنوا أن 81 شخصاً قتلوا الأحد، غالبيتهم في دمشق وريفها وحلب.

واضافوا أن 15 جندياً من القوات الحكومية قتلوا في كمين على طريق اثريا-خناصر في ريف حلب الجنوبي، وأن الجيش الحر سيطر على حاجز التقاطع غربي الطريق.

وتعرض حي السكري في حلب لقصف الطيران الحربي، بينما قتل 7 أشخاص جراء قصف القوات الحكومية لتجمع الأهالي لاستلام مساعدات في مخيم اليرموك في العاصمة دمشق.

يشار إلى أن دمشق كانت قد أعلنت في وقت سابق الأحد عن مقتل قائد الدفاع الوطني السوري في اللاذقية هلال الأسد، وهو ابن عم الرئيس السوري بشار الأسد، خلال معارك منطقة كسب، في ريف اللاذقية.

من ناحية ثانية، أكد رئيس الحكومة التركية، رجب طيب أردوغان، الأحد أن مقاتلات تركية، أسقطت طائرة حربية سورية قرب الحدود مع سوريا، بعد انتهاكها المجال الجوي التركي.

أردوغان يحذر

وخلال تجمع انتخابي شمال غربي البلاد، حذر أردوغان دمشق من رد قاس، في حال وقوع انتهاكات جديدة للطيران السوري.

وقال مصدر سوري في وزارة الخارجية السورية إن الحكومة التركية “قامت بعدوان عسكري غير مسبوق ولا مبرر له ضد سيادة سوريا”.

وطالب المصدر أنقرة وقف دعمها للعدوان واحترام قرارات مجلس الأمن الدولي وعدم توريط الجيش التركي في “مؤامرة لا طائل منها”.

من جهته، زعم الطيار السوري الذي أسقطت طائرته إنه تم استهداف طائرته بصاروخ أطلق من طائرة تركية أثناء وجوده داخل الأراضي السورية “بعمق أكثر من 7 كيلومترات”.

دمشق تطالب مجلس الأمن بوقف “الفكر الوهابي” وتعرض تقديم هويات 228 سعوديا

دمشق، سوريا (CNN) — قالت الحكومة السورية في رسالة إلى مجلس الأمن الدولي إن الخطوات التي قامت بها السعودية لمواجهة الإرهاب غير كافية، داعية إلى مطالبة الرياض بوقف ما وصفته بـ”نشر الفكر التكفيري الوهابي” الذي قالت إنه “معتمد من كل الجماعات الإرهابية” وتنظيم القاعدة، كما وعدت بتوفير هويات 228 سعوديا قالت إنهم قتلوا على أراضيها.

وجاء في رسالة وجهتها وزارة الخارجية السورية إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن حول ما وصفته بـ”الدور التخريبي” للسعودية إن التشريعات الأخيرة لمكافحة الإرهاب في المملكة “محاولة لإيهام” الأسرة الدولية، داعية المملكة إلى  “وقف ممارسات دعاة الفتنة السعوديين الذين أصدروا دعوات للجهاد في سوريا.”

وتابعت دمشق في رسالتها: “الخطورة تكمن في استمرار هذا النظام (السعودي) بنشر الفكر التكفيري الوهابي الذي اعتمدته كل المجموعات الإرهابية أساسا لتبرير جرائمها..  نتيجة لما يقوم به النظام السعودي من رعاية وتوجيه لهذا الفكر الإرهابي المرتبط تنظيميا وفكريا بتنظيم القاعدة” واعدة بتزويد مجلس الأمن بهويات 228 سعوديا قتلوا في سوريا.

ووصفت الرسالة السورية قرار السعودية بمعاقبة العائدين من القتال في سوريا بـ”الدعاية الإعلامية رخيصة ينبغي استبدالها باتخاذ إجراءات حقيقية وفي مقدمتها وقف التحريض على الإرهاب من خلال نشر الفكر الوهابي التكفيري الذي هو أساس التطرف والفتاوى الجهادية والحؤول دون تجنيد النظام السعودي للإرهابيين وإرسالهم إلى سورية وباقي أنحاء العالم بما في ذلك إلى الدول الإسلامية.

وأضافت الوزارة أنها تتوقع من مجلس الأمن “اتخاذ الإجراءات اللازمة لردع النظام السعودي عن الاستمرار في التحريض على الإرهاب” على حد قولها، علما أنها ليست المرة الأولى التي تقدم فيها دمشق على تقديم رسائل مماثلة تهاجم فيها دولا عربية وخليجية بتهم بينها “دعم الإرهاب” الأمر الذي تنفيه الدول المعنية، التي تتهم النظام السوري بالمقابل بقتل شعبه.

قيادي بائتلاف المعارضة السورية: نشك بقدرة القمة العربية تقديم شيء جوهري للثورة

روما (24 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أكّد معارض سوري أن سبب عدم تسليم مقعد سورية في الجامعة العربية للمعارضة ناتج عن ضغوط مارستها أنظمة عربية صديقة للنظام فير دمشق، واستبعد أن ينتج عن القمة أي إنجاز عملي يوقف الحرب في سورية، واستبعد عقد جولة جديدة لجنيف2، لكنه اشار على أن المجلس الوطني سيشارك فيها فيما لو أُقرّت.

وقال وائل ميرزا، القيادي في ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “إن عدم تسليم المقعد هو نتيجة ضغوط أنظمة عربية تقف مع نظام الأسد، لكن أداء الائتلاف الذي يسوء بشكل مضطرد يُعطي ذريعة قوية لتلك الدول، ويُضعف موقف الدول الداعمة للشعب السوري”.

وأضاف “إذا أراد الائتلاف أن يكون جدياً في مسألة تمثيل الثورة فيجب التركيز على ما هو داخل في نطاق تأثيره وهو تحسين الأداء والتصرف بطريقة رجال الدولة، فمثل هذا الأداء هو الذي سيفرض نفسه على الجميع في نهاية المطاف”.

وقال ميرزا، العضو المجلس الوطني، “نشك كثيراً في قدرة القمة على تقديم شيء جوهري للثورة السورية، فمؤسسة القمة نفسها أصبحت مكبلة وعاجزة عن الاتفاق على الحد الأدنى من الشروط التي يمكن أن تحقق الأمن القومي العربي، فكيف بالاتفاق على قضية معقدة مثل القضية السورية، لكن الأمل يبقى في بعض الدول العربية الشقيقة لقراءة المشهد بشكل استراتيجي والتعامل مع القضية السورية بما يحقق المصالح المشتركة بين الثورة السورية وتلك الدول”.

وأقرّ المعارض السوري بوجود حالة إحباط من المعارضة السورية بشكل عام لكنه استبعد تجاوزها على المدى المنظور، وقال “بصراحة وشفافية، لا يوجد في الأفق القريب ما يوحي بأن المعارضة ستقوم بتلك النقلة، فهناك حاجة لمراجعة كبرى للهياكل والأشخاص والأفكار بعد ثلاث سنوات من الثورة، وآن الأوان لوجود جسم يليق بالتجربة الطويلة وبتضحيات السوريين، ولكن هذا يجب أن يحدث بشكل مدروس وهادئ، ووفق مشاورات شاملة، بعيداً عن أي مهاترات أو استعجال”.

وعن موقف المجلس الوطني من المشاركة بالجولة الثالثة لجنيف بعد أن ألغى تعليق شراكته مع الائتلاف، قال ميرزا “لا أعتقد ابتداءً أن الظروف الإقليمية والدولية تفتح نافذة لاجتماع آخر في جنيف على المدى المنظور، أما إن حصلت تطورات مفاجئة وتهيأت ظروف الاجتماع فأعتقد أن المجلس لن يكرر ممارسة الانسحاب والمقاطعة لأن هذا الأمر أثبت عدم جدواه كفكر سياسي، فهناك بشكل عام حاجة لفكر سياسي محترف يوازن بين مقتضيات الواقعية وبين الالتزام بثوابت الثورة، لكن الغرق في عقلية المناورات والصفقات والتحالفات الآنية يخنق فضاء الفكر السياسي في أوساط الائتلاف للأس

التليغراف: كيف تحركت الحرب ضد الأسد خطوة نحو أوروبا؟

    كيف تحركت الحرب ضد الأسد خطوة نحونا”.

الموضوع يتناول فيه مراسل الجريدة في منطقة الشرق الأوسط ريتشارد سبنسر التطورات الأخيرة في الحرب السورية وما صاحبها من إسقاط الجيش التركي مقاتلة سورية.

ويقول سبنسر إن هذه الواقعة تذكر أعضاء حلف شمال الاطلسي “ناتو” بمخاطر امتداد الحرب في سوريا إلى دولهم.

ويضيف المراسل أن تركيا تعد عضوا عاملا في الناتو ليس فقط لأنها تمثل لأوروبا قطاعا كبيرا من الحدود المباشرة مع الاتحاد السوفيتي السابق وروسيا ولكن أيضا لأنها تعد خط مواجهة مع كل من إيران والعالم العربي.

ويعتبر سبنسر أن تركيا تمثل أيضا أهمية خاصة لبريطانيا وهي عضو أخر في الناتو الذي يرتبط أعضاؤه باتفاقات موقعة للدفاع المشترك عن أراضيهم ضد أي اعتداء.

ويرى الكاتب أن تلك الاتفاقات في إطار الناتو قد تستدرج بريطانيا للتدخل العسكري في سوريا رفم أن كلا من الحكومة ومجلسي العموم والنواب لا يريدون ذلك.

ويقول سبنسر إن الأسد يعلم تماما أن الغرب ينتظر أي فرصة تبرر له التدخل العسكري في سوريا بعيدا عن قرارات مجلس الأمن الدولي حيث تقف روسيا بالمرصاد لكل القرارات التى تهدد نظام الأسد.

ويعتقد سبنسر أن أي محاولة من جانب الأسد للانتقام من تركيا ستقدم للغرب المبرر المطلوب للتدخل العسكري هناك بناء على عضوية تركيا في حلف الناتو وهو ما يعني حسب رأيه أن الأسد لن يقدم على هذا الأمر.

ويقول سبنسر “هذه هي السخرية التى نراها في هذه الحرب فالغرب بما في ذلك تركيا يدعم المعارضة ماليا ومعنويا لكن دون أن يتدخل عسكريا، بينما تدعو روسيا وإيران إلى حل سياسي وهما يدعمان الأسد عسكريا لدرجة وصلت في حالة إيران إلى إرسال مقاتلين إلى سوريا “.

ويعتقد الكاتب أن خطر امتداد الحرب السورية خارج حدودها أمر لايمكن التقليل منه خصوصا في لبنان التى شهدت بالفعل معارك متكررة بين الفصائل المعارضة للأسد وتلك المؤيدة له.

ويوضح سبنسر أن النقطة الأكثر غرابة هي كيف أمكن الحفاظ على السلم في تلك المنطقة حتى الآن رغم أنها تشهد تقسيما عرقيا وسياسيا ودينيا بالاضافة إلى ملايين اللاجئين الذين يتدفقون على دول الجوار.

بان: طرفا القتال في سوريا يعرقلان وصول المساعدات رغم قرار الأمم المتحدة

الأمم المتحدة (رويترز) – اتهمت الأمم المتحدة الحكومة السورية ومقاتلي المعارضة بعرقلة وصول المساعدات مشيرة إلى أن كلا من الجانبين ربما يخرق مطالب مجلس الأمن التابع للامم المتحدة بوصول مساعدات الإغاثة للمدنيين المحاصرين بين طرفي القتال في الحرب الأهلية الدائرة في البلاد منذ ثلاث سنوات.

وبعد شهر من تحقيق مجلس الأمن وحدة نادرة بالموافقة بالإجماع على قرار يطالب بحرية وصول المساعدات بشكل سريع وآمن ودون إعاقة بما في ذلك عبر الحدود قال بان جي مون الأمين العام للأمم المتحدة إن الوضع “مازال صعبا للغاية.”

وفي أول تقرير يقدمه بان لمجلس الأمن بشأن تنفيذ القرار الصادر في 22 فبراير شباط وحصلت عليه رويترز يوم الأحد قال إن قوات الحكومة لا تزال تحاصر 175 ألف شخص بالإضافة إلى 45 ألفا تحاصرهم جماعات المعارضة في عدة مناطق.

وقال بان إنه لم يتم التوسط في وقف جديد لإطلاق النار لتيسير الوصول إلى تلك المناطق كما أن هناك خروقات لوقف إطلاق النار الحالي.

وأضاف بان إن نحو 9.3 مليون شخص في سوريا يحتاجون لمساعدات إنسانية في حين فر 2.6 مليون آخرون من الحرب الأهلية.

وقال بان “وصول المساعدات الإنسانية في سوريا مازال صعبا للغاية بالنسبة للمنظمات الإنسانية… مازال توصيل المواد التي تمثل إنقاذا للحياة لا سيما الأدوية صعبا. ومازالت المساعدات التي تصل للناس تقل بكثير عما هو مطلوب لتغطية حتى الإحتياجات الأساسية.”

وأبدى مجلس الأمن “نيته إتخاذ خطوات آخرى في قضية عدم الالتزام” بالقرار. لكن دبلوماسيين يقولون إن من غير المحتمل أن توافق روسيا على القيام بأي عمل مثل فرض عقوبات إذا ثبت خطأ الحكومة السورية.

وقال دبلوماسيون إن من المقرر أن يناقش مجلس الأمن تقرير بان يوم الجمعة.

وحمت روسيا حليفتها سوريا بتأييد من الصين في مجلس الأمن خلال الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات. واستخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) لعرقلة ثلاث قرارات كانت ستدين حكومة سوريا وتهدد بفرض عقوبات.

وقال بان في التقرير المؤلف من 13 صفحة إنه توجد تحديات كبيرة لتوصيل المساعدات في سوريا.

وأضاف بان “تشمل:الحاجة لطلبات متعددة للموافقة على قوافل الوكالات والتي غالبا لا تلقى ردا وانعدام الاتصالات الحكومية الداخلية للموافقة على ذلك على الأرض مما يؤدي إلى رفض أو تأخير الدخول عند نقاط التفتيش واستمرار انعدام الأمن.”

وتابع قائلا “زيادة حدة القتال بين جماعات المعارضة المسلحة بما في ذلك بين الجماعات المتحالفة مع الجيش السوري الحر وجماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام أدت إلى تعقيد تسليم المساعدات بما في ذلك قطع الطرق الرئيسية في بعض الأماكن في المناطق الشمالية من البلاد.”

ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان إن أكثر من 136 ألف شخص قتلوا أثناء الصراع.

وقال بان إنه مع زيادة حدة العنف زاد عدد الأشخاص الذين لا تصل إليهم المساعدات الإنسانية.

وأضاف “يقدر الآن أن نحو 3.5 مليون شخص في حاجة للمساعدة في مناطق يصعب الوصول إليها بزيادة مليون شخص منذ بداية عام 2014.”

وذكر بان أنه خلال الشهر الأخير “كانت هناك تقارير مستمرة عن قصف مدفعي وهجمات جوية من بينها استخدام القوات الحكومية للبراميل المتفجرة. وأدت الهجمات بسيارات ملغومة والهجمات الانتحارية بما في ذلك على أهداف مدنية إلى سقوط قتلى وجرحى من المدنيين خلال الفترة المذكورة.”

وأضاف أن الجماعتين الإسلاميتين المتطرفتين الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة أعلنتا عن كثير من الهجمات بسيارات ملغومة والهجمات الإنتحارية في حين “تعرضت مدن وبلدات تسيطر عليها الحكومة ومنها دمشق لهجمات بالمورتر من قبل جماعات المعارضة المسلحة.”

وقال بان “عدد القتلى اليومي الذي يتم الإبلاغ عنه يتجاوز في المتوسط 200 شخص داخل سوريا ومن بينهم مدنيون.”

وعقب صدور قرار مجلس الأمن قال بان إن الحكومة السورية شكلت مجموعة عمل مع الأمم المتحدة والهلال الأحمر العربي السوري لمناقشة سبل تعزيز وصول المساعدات.

وأشار بان إلى أن الأمم المتحدة قدمت قائمة تضم 258 منطقة يصعب الوصول إليها لمجموعة العمل لكن كثيرا من تلك المواقع لم تصلها المساعدات بعد.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة “سلمت مساعدات محدودة لعدد من المناطق التي يصعب الوصول إليها في الفترة التي شملها التقرير للمرة الأولى منذ عدة أشهر… ومع ذلك في عدة حالات لم تتمكن قوافل المساعدة من الوصول أو من حمل مواد أساسية مثل الأدوية.”

وأضاف “منذ اعتماد القرار أزال مسؤولون حكوميون إمدادات طبية من قوافل مشتركة بين الوكالات إلى (حمص وريف دمشق) … والتي كانت ستساعد 201 ألف شخص.”

وأشار بان إلى أن إمدادات الإغاثة سمح لها بدخول سوريا من خلال معابر خاضعة لسيطرة الحكومة مع لبنان والأردن لكن معبر اليعربية الحدودي مع العراق لا يزال مغلقا لأن الحكومة السورية “اعترضت على رفع علم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي هناك.”

وبعد طلبات الأمم المتحدة المتكررة سمحت الحكومة السورية بدخول شحنات مساعدة تابعة للأمم المتحدة عبر تركيا لأول مرة منذ بداية الصراع.

لكن عندما طلبت الأمم المتحدة السماح بوصول مزيد من المساعدات عبر الحدود لا سيما عبر الأردن وتركيا “كررت (الحكومة السورية) موقفها أن أي معبر حدودي يمكن فتحه ما دام معبرا رسميا ‘قانونيا‘ ولا يمس سيادة الحكومة السورية.”

ودعت منسقة شؤون الإغاثة في الأمم المتحدة فاليري آموس مجلس الأمن إلى العمل على زيادة إدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا. وكانت آموس قد عبرت مرارا عن خيبة أملها من أن العنف والروتين تسببا في تباطؤ توصيل المساعدات.

وقال بان “سوريا الآن أكبر أزمة أمنية وإنسانية وسلمية تواجه العالم… ليس لدى الأمم المتحدة خيار التخلي عن سوريا.”

من ميشيل نيكولز

(إعداد محمد اليماني للنشرة العربية – تحرير أميرة فهمي)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى