أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين 24 كانون الثاني 2012

مجزرة في حلفايا بغارة جوية على مخبز

دمشق، بيروت – “الحياة”، أ ف ب , رويترز

ترافق وصول المبعوث الدولي – العربي الى سورية الأخضر الإبراهيمي أمس إلى دمشق لإجراء مباحثات مع كبار المسؤولين السوريين حول تطورات الأزمة، مع مجزرة جديدة في سورية، طاولت هذه المرة طوابير من المدنيين امام أحد المخابز في منطقة حلفايا في حماة. وقال ناشطون إن العشرات سقطوا بين قتيل وجريح، فيما تحدثت لجان التنسيق عن سقوط نحو مئتي ضحية.

وكان لافتا ان الابراهيمي وصل الى مطار بيروت ليل اول من امس، وانتقل من العاصمة اللبنانية الى دمشق برا. وأفيد بانه اضطر الى ذلك نظرا الى خطورة الطريق بين مطار دمشق والمدينة، والتي تشهد اشتباكات مستمرة بين القوات النظامية والنعارضة. ونزل الإبراهيمي في فندق في وسط دمشق. وافادت مصادر بإنه سيلتقي الرئيس بشار الأسد اليوم.

وفيما تتطلع الأنظار إلى المباحثات المرتقبة للإبراهيمي مع المسؤولين السوريين، شددت دمشق أمس من لهجتها حيال المعارضين والدول الداعمة لهم. إذ حذر وزير الإعلام السوري عمران الزعبي حكومات إقليمية والمعارضة من «أن الوقت يضيق… وآن الأوان للبدء بالعمل السياسي ورمي السلاح».

كما قلل الزعبي من تصريحات نائب الرئيس السوري فاروق الشرع التي دعا إلى «تسوية تاريخية» لإنهاء الصراع على أساس أن أياً من النظام السوري أو المعارضة غير قادر على حسم الأمور عسكرياً. وقال الزعبي: «رأي نائب الرئيس هو رأي من آراء 23 مليون سوري. وسورية دولة تحكمها مؤسسات وقيادات والرأي النهائي لها».

ميدانيا، قتل العشرات في غارة شنتها مقاتلات سورية قرب مخبز في بلدة حلفايا في ريف حماة (وسط)، كما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون.

وقال المرصد في بيان: «استشهد عشرات المواطنين اثر القصف الذي تعرضت له بلدة حلفايا من قبل القوات النظامية السورية التي استخدمت الطائرات الحربية بالقصف». وقال ناشطون إن القصف استهدف مخبزا. ثم ذكر ان عدد القتلى تجاوز الستين.

وتحدثت لجان التنسيق المحلية عن «مجزرة ارتكبتها قوات النظام اسفرت عن مقتل العشرات من بينهم نساء واطفال وعشرات الجرحى بعد سقوط قذائف على مخبز المدينة».

واوضحت لجان التنسيق أن حلفايا تشهد ازمة انسانية حيث ينقص الخبز بسبب حصار القوات الحكومية، ما ادى الى تدفق عشرات السكان إلى المخبز بعد حرمانهم منه طوال ايام.

واظهر تسجيل فيديو نشره ناشطون على الانترنت عشرات الجثث وسط الانقاض قرب مبنى مدمر. وبدت حفرة كبيرة في الطريق المجاورة، ورجل يحمل امراة جريحة على ظهره. وقال المصور «قصف بطائرات ميغ. انظروا يا عالم، مجزرة في حلفايا».

وفي 30 آب (اغسطس) اتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الحقوقية قوات النظام بارتكاب «جرائم حرب» عبر قصف عشر مخابز على الاقل في ثلاثة اسابيع في محافظة حلب شمال البلاد.

إلى ذلك، أظهرت لقطات فيديو تم تحميلها على الانترنت أمس احياء تحولت الى ركام بسبب الضربات الجوية في ريف حلب والغوطة الشرقية بدمشق.

واظهرت لقطات يعتقد بانها في قرية السفيرة بمحافظة حلب ما يبدو انها الاثار المترتبة على هجوم جوي حيث سارع سكان لانتشال الجثث من تحت الأنقاض، بما في ذلك جثة صبي صغير. ويوجد في السفيرة مصنع عسكري حكومي حيث اندلعت مؤخرا اشتباكات بين المعارضين المسلحين والقوات الحكومية السورية. كما اظهرت لقطات اخرى يعتقد بانها صورت في منطقة الغوطة الشرقية بدمشق غارة جوية حيث تظهر طائرة مقاتلة في الجو فوق حي تليها سحابة من الدخان يتصاعد من الأرض. ويظهر سكان أيضا وهم يحاولون انقاذ ما تبقى من متعلقاتهم وسط حطام المنازل المدمرة.

ومع تفاقم الوضع الميداني وتأثير ذلك اقتصاديا، انخفضت قيمة الليرة السورية مقابل الدولار الأميركي واليورو الأوروبي إلى أرقام قياسية في اليومين الماضيين في السوقين الرسمية والسوداء في سورية، بحيث وصل سعر صرف الليرة مقابل الدولار في السوق السوداء إلى ضعف سعرها قبل نحو سنتين.

السفير السوري في لبنان يستبق الخطة ويتهم أبو فاعور بتخصيص المساعدات للمجموعات التكفيرية

بيروت – محمد شقير

فوجئ الوسط السياسي في لبنان، قبل أيام من جلسة مجلس الوزراء المقررة الخميس المقبل في بعبدا والمخصصة لإقرار خطة متكاملة لاستيعاب النازحين السوريين والفلسطينيين، بالتعاون مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة والدول المانحة، بهجوم غير مسبوق شنّه السفير السوري في لبنان علي عبدالكريم علي ضد وزارة الشؤون الاجتماعية متهماً اياها بتخصيص المساعدات للمجموعات «التكفيرية» القادمة من سورية الى لبنان وبالضغط على النازحين للجوء الى هذه المجموعات للحصول على التقديمات من صحية وغذائية.

وعلمت «الحياة» من مصادر وزارية أن السفير علي بعث منذ أكثر من عشرة أيام برسالة في هذا الخصوص الى وزير الخارجية عدنان منصور الذي لم يعلق على ما ورد في مضمونها واكتفى بتوزيع نسخ منها على رئيسي الجمهورية ميشال سليمان والحكومة نجيب ميقاتي والوزير وائل أبو فاعور، الذي يستعد للرد على السفير السوري في مؤتمر صحافي يعقده هذا الأسبوع لافتاً الى ان ما تقوم به الحكومة اللبنانية يأتي في سياق لملمة ضحايا النظام السوري الوافدين الى لبنان هرباً من القتل.

تحريض على وزارة الشؤون

وأكدت المصادر نفسها أن السفير علي أراد من خلال رسالته التحريض على الدور الذي تقوم به وزارة الشؤون الاجتماعية مستنداً في كتابه الى معلومات خاطئة وعارية تماماً من الصحة على رغم انه يعرف أن دور الوزارة يقتصر على التنسيق بين الوزارات اللبنانية المختصة من أجل توحيد الجهود لتأدية واجبها الإنساني حيال النازحين من سوريين وفلسطينيين.

وإذ لفتت الى ان رسالة علي قوبلت باستغراب من جميع المسؤولين اللبنانيين الذين تسنى لهم الاطلاع على مضمونها، سألت في المقابل عن دور محتمل لبعض المشرفين على شؤون الهيئة العليا للإغاثة أو العاملين في التحريض على وزارة الشؤون الاجتماعية من جهة، وفي تزويد السفير السوري بمعلومات خاطئة، وإلا لماذا أقحم نفسه في إجراء مقارنة بين دور الوزارة والهيئة التي خصها في رسالته بتنويه مشكوك في أمره؟

السفير يدعم هيئة الإغاثة!

وكشفت المصادر نفسها أن السفير السوري أصر في رسالته على مقاربته ملف النازحين من زاوية إشادته بالدور السابق للهيئة العليا في هذا المجال في محاولة لاتهام «الشؤون الاجتماعية» بأنها تصر على تسييس هذا الملف بالتعاون مع المنظمات الدولية والدول المانحة.

ولم تستغرب المصادر عينها ان يكون السفير السوري اختار التوقيت المناسب في تحريضه على وزارة الشؤون الاجتماعية في محاولة لتوفير مادة سياسية وإعلامية دسمة لبعض حلفائه في لبنان الذين أخذوا منذ الأيام الأولى للتعاطي الرسمي مع ملف النازحين، بشن الحملات على هؤلاء بذريعة انهم مجموعات إرهابية وأن من بينهم عناصر تنتمي الى «تنظيم القاعدة» في بلاد الشام وأن هدفهم من النزوح الى لبنان يكمن في تنظيم الحملات ضد النظام السوري.

وأكدت أيضاً أن بعض الوزراء في «قوى 8 آذار» كانوا مهدوا الطريق أمام السفير السوري ليبعث برسالة الى الخارجية اللبنانية يغلب عليها التحامل وتوزيع الاتهامات. وقالت ان مواقف هؤلاء من النازحين تراوحت بين الدعوة الى إقفال الحدود وعدم استقبالهم، والإسراع في إعادتهم الى بلداتهم وقراهم في سورية، بذريعة انهم يقومون بنشاطات سياسية تتعارض والاتفاقات المعقودة بين البلدين بموجب معاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق.

وفي هذا المجال سألت عن خلفية مواقف هؤلاء الوزراء في دعوتهم للاستجابة الى طلب النظام في سورية بضرورة تسليم المطلوبين من النازحين الى السلطات الرسمية في دمشق؟ وقالت ان السفير السوري أراد توفير الظروف المواتية لشن بعض الوزراء هجومهم المضاد قبل عقد جلسة مجلس الوزراء لعلهم يعيقون إقرار الخطة بصيغتها النهائية والتي قوبلت عناوينها الرئيسة بتأييد واضح من الأمم المتحدة والدول المانحة. وأوضحت المصادر أن اللجنة الوزارية التي عقدت اجتماعات عدة برئاسة رئيس الحكومة كانت تتوقع الانتهاء من إقرار الخطة، وقالت ان تكليف هذه اللجنة كان ضرورياً لتفادي العراقيل التي يمكن ان تواجه إقرارها في حال أحيلت على مجلس الوزراء، خصوصاً ان معظم الأطراف في الحكومة ممثل فيها.

ثأر من جنبلاط

وأضافت ان رسالة السفير السوري ضد وزارة الشؤون الاجتماعية ما هي الا محاولة للثأر من المواقف السياسية لرئيس جبهة النضال الوطني وليد جنبلاط ووزرائه من النظام في سورية، وإلا لماذا كل هذه الحملات مع ان الذين أوحوا له بتسطير رسالته يعرفون جيداً أن المساعدات ليست بيد الوزارة وبالتالي لا تتفرد في التمييز بين هذا النازح أو ذاك.

وأكدت هذه المصادر أن وزارة الشؤون الاجتماعية لا تأخذ من دور الهيئة العليا للإغاثة ولا تتعدى على صلاحياتها وأن الخطة الموضوعة تأخذ في الاعتبار قيام الوزارة بالتنسيق مع الوزارات المعنية والمنظمات الدولية والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين.

وتابعت أن الشق الصحي للنازحين تتولاه وزارة الصحة، بينما ترعى وزارة التربية الملف التربوي، إضافة الى ان مفوضية اللاجئين تأخذ على عاتقها توفير الإيواء أو المسكن للنازحين، فيما تهتم الهيئة العليا للإغاثة بالتعويض على المتضررين من اللبنانيين في المناطق المتاخمة للحدود مع سورية.

دور الشؤون

ورأت أن وزارة الشؤون تقوم إضافة الى رعايتها التنسيق بين الوزارات والمنظمات الدولية بتوفير الرعاية الصحية الدولية للنازحين من خلال مستوصفاتها المنتشرة في عدد من المناطق اللبنانية، إضافة الى قيامها بتسجيل أسماء العائلات النازحة بالتعاون مع المفوضية العليا للاجئين وتأمين الدعم النفسي والاجتماعي لهم نظراً للظروف التي مروا بها داخل سورية قبل لجوئهم الى لبنان.

وأكدت أن أمام مجلس الوزارء خطة متكاملة لمناقشتها وإقرارها وأن كلفة تطبيقها تصل الى حدود 300 مليون دولار، وتشمل تقديم كل الخدمات للنازحين حتى نهاية عام 2013 آخذة في الاعتبار ان عددهم يمكن ان يصل الى 200 ألف نازح وأنه سيقتطع من المبلغ ما بين 12 و13 مليون دولار ستخصص لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من أجل رعاية النازحين الفلسطينيين من سورية.

ورداً على سؤال قالت المصادر إن الحكومة تلقت وعداً في الاجتماع الذي عقد أخيراً في جنيف، وخصص لاستيعاب النازحين، بأن لدى المجتمعين رغبة في توفير الدعم المالي للخطة الاستيعابية التي سيقرها لبنان، خصوصاً انها قوبلت من الوفود الدولية الزائرة لبيروت بتقدير عالٍ للبرنامج الذي ستتضمنه. وهذا ما أثار انزعاج السفير السوري الذي اتهم «الشؤون الاجتماعية» بتسييس ملف النازحين، فيما لم يكن هذا التسييس قائماً أيام الهيئة العليا للإغاثة.

واعتبرت المصادر ان السفير السوري أراد في رسالته «الاحتجاجية» على وزارة الشؤون ان يدغدغ مشاعر بعض الدول الغربية التي تخشى من تنامي دور المجموعات المتطرفة في سورية، مع ان موفديها الى بيروت لم يلمسوا أي تأثير فاعل لها بين النازحين وأن هناك من يكبّر الحجر لمنع تقديم المساعدات الإنسانية لهم.

عودة النازحين الفلسطينيين

الى ذلك، يرأس اليوم الوزير أبو فاعور اجتماعاً موسعاً يعقد في «السراي الكبير» يخصص للبحث في إعداد برنامج لإعادة النازحين الفلسطينيين الى مخيم اليرموك في دمشق بعد لجوئهم الى لبنان هرباً من القتال الذي دار فيه على امتداد الأسبوعين الأخيرين.

وعلمت «الحياة» انه سيشارك في الاجتماع إضافة الى رئيس لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني خلدون الشريف، سفير فلسطين في لبنان أشرف دبور وقيادات من منظمة التحرير الفلسطينية ومسؤولو الفصائل الفلسطينية. وقد ينضم اليهم ممثل عن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين.

وقالت مصادر فلسطينية إن الاجتماع سيناقش الاتفاق الذي تم التوصل اليه في الاجتماع الذي عقد أخيراً في سفارة فلسطين في دمشق ويقع في ثلاث نقاط أساسية، ترمي الى تحييد مخيم اليرموك عن المعارك الدائرة بين جيش النظام في سورية والجيش الحر وتسليم إدارته الى هيئة حيادية تتألف من هيئات المجتمع المدني في المخيم، ومنع المظاهر المسلحة داخله تمهيداً لتأمين عودة النازحين الفلسطينيين الذين لجأوا منه، إضافة الى بعض القرى في ريف دمشق الى لبنان، على ان توضع خطة لوجستية للإشراف على عودتهم.

وأكدت مصادر لبنانية رسمية أن أبو فاعور مهد لهذا الاجتماع الموسع بمشاورات شملت رئيسي الجمهورية والحكومة اللذين رحبا بهذه الخطوة وأكدا دعمهما لهما وتوفير الظروف المواتية لإنجاحها، لما يترتب عليها من تنفيس أجواء الاحتقان المذهبي والطائفي التي صدرت عن بعض الأطراف فور وصول هؤلاء النازحين الى لبنان، مع ان بعض الحملات في هذا الخصوص اتسمت بطابع أقل ما يقال فيه إنه «عنصري»، وأن بعض «منظميها» ينتمون الى المعارضة والموالاة بذريعة ان لبنان غير قادر على تحمل وجود النازحين على أراضيه وأنه لا بد من إقفال الحدود والبدء بإعداد خطة لترحيل اللاجئين الى سورية!

سورية «مقصلة» الصحافيين عرباً وأجانب

لندن – رانيا كرم

في 6 حزيران (يونيو) 1944، نزل المصوّر الصحافي الذائع الصيت روبرت كابا مع آلاف الجنود الأميركيين على شاطئ أوماها في منطقة النورماندي الفرنسية. خلّدت الصور التي التقطها آنذاك تضحيات الجنود الذين شاركوا في تحرير أوروبا من النازيين في الحرب العالمية الثانية. توفي كابا، اليهودي الهنغاري الأصل، عام 1954، بعدما شارك في تغطية الحرب الأهلية الإسبانية والحرب الصينية – اليابانية الثانية والحرب العالمية الثانية وحرب 1948 بين العرب والإسرائيليين. وإلى العديد من صور الحروب الشهيرة، ترك كابا عبارة مأثورة بات يستلهمها، كما يبدو، كثيرون من الصحافيين المتخصصين بتغطية الحروب: «إذا كانت صورك ليست جيدة بما يكفي، فهذا لأنك لست قريباً بما يكفي».

وأن تكون قريباً بما يكفي لنقل الواقع يعني أن عليك العيش في قلب الحروب والانتفاضات والثورات. وهذا ما حصل تماماً خلال العامين الماضيين من ثورات «الربيع العربي». فقد شاركت «جيوش» من الصحافيين الأجانب في تغطية الانتفاضات العربية، ودفع بعض هؤلاء بالطبع حياته ثمناً كي يكون «قريباً بما يكفي»، لنقل صورة أو قصة من قلب المعركة.

وتتربع سورية بلا منازع على قمة لائحة الضحايا من الصحافيين خلال العام 2012، إذ بلغ عدد القتلى من الإعلاميين فيها 28 بين صحافي محلي أو أجنبي، وبين صحافي يعمل لوسائل إعلام الحكومة أو الثوار، أو حتى لوسائل إعلام خارجية يُفترض أنها «محايدة» في النزاع.

ويقول الصحافي الإسباني خافيير إسبينوزا، مراسل صحيفة «إل موندو» الإسبانية في بيروت والذي غطّى معركة باب عمرو في حمص في شباط (فبراير) 2012: «علينا واجب أن نُخبر العالم بما يحصل هناك. سأعود إلى سورية حالما أستطيع ذلك». ولا شك في أن رغبة هذا الصحافي في العودة تنم عن مدى إحساسه بوجوب نقل الخبر للقارئ أو المشاهد خارج سورية، على رغم إدراكه الخطر الذي يشكّله العمل من داخل هذا البلد. فقد كان اسبينوزا مع مراسلة «صنداي تايمز» البريطانية الصحافية الأميركية المخضرمة ماري كولفن وزميلها المصوّر الفرنسي ريمي أوشليك عندما قتلا في مركز إعلامي للثوار تعرض للقصف من القوات الحكومية خلال معارك باب عمرو مطلع العام الجاري. وكولفن تحديداً كانت تعرف تماماً الأخطار التي يمكن أن تتعرض لها نتيجة تغطية الحروب، فقد فقدت عينها خلال تغطيتها الحرب بين القوات الحكومية السريلانكية ونمور التاميل، لكن ذلك لم يمنعها من مواصلة عملها فغطّت الثورة الليبية ضد العقيد معمر القذافي عام 2011 وهي تضع ضمادة سوداء على عينها التي فقدت فيها النظر.

وإضافة إلى كولفن وأوشليك، أصيبت في معركة باب عمرو الصحافية الفرنسية التي تعمل لصحيفة «لو فيغارو» إيديث بوافييه، فيما أُنقذ المصور البريطاني الحر بول كونروي (كان يعمل مع كولفن).

-لكن القتلى من الصحافيين الأجانب في سورية لا يقتصرون على أولئك الذين غطوا الحرب برفقة الثوار. فقد قُتل أيضاً المراسل الحربي الفرنسي جيل جاكيه في كانون الثاني (يناير) الماضي في حمص خلال مرافقته قوات الأمن السورية، وتُلقى مسؤولية الهجوم على الثوار.

كما قُتلت الصحافية اليابانية ميكا ياماموتو التي تعمل لوكالة «جابان برس» خلال تغطيتها القتال في حي سليمان الحلبي في مدينة حلب في آب (أغسطس) الماضي، فيما اختفى أثر المراسل الأردني – الفلسطيني بشار فهمي الذي يعمل لقناة «الحرة» الممولة من الحكومة الأميركية والمصور التركي جنيد أونال الذي يعمل للقناة ذاتها (أفرج عن الأخير لاحقاً). وما زال مخطوفاً في سورية حتى اليوم الصحافي الأميركي أوستن تايس الذي يعمل في شكل حر لكنه يكتب تقارير لصحيفة «واشنطن بوست» والموقع الإخباري «ماكلاتشي»، كما يساهم في كتابات لوسائل إعلامية عالمية عدة بينها «فرانس برس» (وكالة الصحافة الفرنسية) و»الجزيرة» الإنكليزية و «سي بي أس». وهو كان يبعث بمراسلات من سورية منذ أيار (مايو) 2012، غالباً خلال تنقله مع الجيش السوري الحر، لكن الاتصال به فُقد منذ آب (أغسطس) الماضي. وقبل أسابيع ظهر تايس – الذي كان من عناصر المارينز قبل عمله صحافياً – في شريط فيديو معصوب العينين والخوف بادياً عليه خلال نقل مسلحين له في موقع جبلي. وحاول المسلحون الظهور بمظهر جماعة إسلامية متشددة، لكن أداءهم أوحى بأنهم ربما كانوا في الحقيقة من مؤيدي النظام ويحاولون إلصاق تهمة خطفه بـ«جهاديين». لكن «الجهاديين»، كما يُطلقون على أنفسهم، لم يكونوا في الحقيقة بعيدين كلياً عن خطف الصحافيين الأجانب. فقد كان من ضحاياهم المصور الصحافي البريطاني جون كانتلي والمصور الهولندي جيرون أورليمانز اللذان احتجزا خلال عبورهما إلى سورية من تركيا في 19 تموز (يوليو) الماضي، وتعرضا للضرب والإهانة بما في ذلك الإيهام بأنهما على وشك الإعدام. لكن الصحافيين نجوا بعد أسبوع عندما اقتحم الجيش الحر موقع احتجازهما. ويُعتقد أن الخاطفين كانوا مجموعة إسلامية مسلحة تضم في صفوفها «جهاديين» أجانب جاء بعضهم من بريطانيا.

ويقول جويل سيمون المدير التنفيذي لـ«رابطة حماية الصحافيين»: «أصبحت سورية أخطر مكان في العالم للصحافيين المحليين والأجانب».

وقبل أن تحتل سورية صدارة لائحة الضحايا الصحافيين، كانت ليبيا في الطليعة، على رغم أن حصيلة ضحايا تغطية حرب إطاحة العقيد معمر القذافي لم تتجاوز قتيلين من الصحافيين الأجانب ذهبا ضحية انفجار قذيفة في مدينة مصراتة. وهما البريطاني المولد تيم هثيرنغتون (40 سنة) الذي رُشّح لجائزة أكاديمي (أوسكار) على الفيلم الذي شارك في إخراجه «ريستريبو» والذي يوثّق حياة جنود أميركيين في موقع متقدم في أفغانستان، كما نال جائزة «صورة العام» لجنود أميركيين في سهل كورينغال الأفغاني. وقُتل معه كريس هوندروس (41 سنة)، وهو مصوّر من نيويورك يعمل لوكالة «جيتي» وسبق له أن غطى الحروب منذ التسعينات (كوسوفو والعراق وأفغانستان). وأصيب معهما المصور البريطاني غاي مارتن (لوكالة «بانوس» للصور) ومايكل كريستوفر براون.

وسجّلت لجنة حماية الصحافيين في الإجمال 80 حالة اعتداء على وسائل الإعلام خلال الثورة الليبية. وهذه تتضمن «حالتي قتل (هثيرنغتون وهوندروس)، حالة إصابة، 49 حالة اعتقال، 11 اعتداء، هجمومين على منشآت صحافية، التشويش على بث قناتي «الجزيرة» و«الحرة»، وما لا يقل عن أربع حالات إعاقة عمل، طرد صحافيين أجنبيين، وعرقلة خدمة الإنترنت. كما اختفى 6 صحافيين محليين… وصحافي أجنبي واحد ومعه عاملان مساعدان».

ومن بين أشهر تلك الحالات ما حصل لأربعة صحافيين من «نيويورك تايمز» خلال معارك أجدابيا شرق ليبيا عندما كانوا في مناطق سيطرة الثوار، لكنهم وجدوا أنفسهم فجأة في يد قوات القذافي. وضم فريق «نيويورك تايمز» المحتجز ستيفن فاريل والمصور تايلر هيكس وليندسي أدارو ومدير مكتب الصحيفة في بيروت الأميركي اللبناني الأصل أنتوني شديد. وتكمن المفارقة في أن شديد الذي نجا من وسط معركة أجدابيا بين القذافي ومناوئيه، توفي خلال تغطيته الثورة السورية بعدما تعرض لنوبة حساسية شديدة أودت بحياته قرب الحدود التركية.

ماذا يحمل الإبرهيمي للأسد؟

مجزرة أمام فرن في حماه

    (و ص ف، رويترز، أ ب، ي ب أ، أ ش أ)

الممثل الخاص المشترك عبر الى سوريا من لبنان براً

النظام ينأى بنفسه عن موقف الشرع ويؤكد أنه لا يزال قوياً

وصل الممثل الخاص المشترك الامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي الى دمشق  امس براً من طريق لبنان، وسط انباء تحدثت عن انه يحمل الى الرئيس السوري بشار الاسد خطة اميركية – روسية لحل الازمة التي مضى عليها اكثر من 21 شهراً. وتواصلت اعمال العنف في سوريا ولا سيما في ريف حماه حيث خلفت غارة جوية قرب مخبز في بلدة حلفايا اكثر من 60 قتيلا وعشرات الجرحى. وبالتزامن مع وصول الابرهيمي نأى النظام السوري بنفسه عن تصريحات لنائب الرئيس فاروق الشرع قال فيها انه لا يمكن الحكومة ولا المعارضة الانتصار في الصراع. وصرح وزير الاعلام السوري عمران الزعبي إن الجيش السوري لا يزال قويا على رغم المكاسب التي حققها المعارضون واستيلائهم على مواقع عسكرية عدة في أنحاء البلاد.(راجع العرب والعالم)

وأفاد مسؤول في الجمارك اللبنانية ان الابرهيمي، خلافاً لزياراته السابقة، دخل الاراضي السورية من لبنان قرابة الثانية بعد الظهر (12:00 بتوقيت غرينيتش). وهو كان يحط سابقا في مطار دمشق الدولي، ولكن طريق المطار شهد في الايام الاخيرة معارك عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة المسلحة.

وأوردت صحيفة “الفيغارو” الفرنسية أن الابرهيمي مكلف أن ينقل إلى الأسد مقترحات أميركية – روسية في شأن الأزمة. وقالت إن هذه الخطة الأميركية –  الروسية تنص على تأليف حكومة انتقالية من وزراء مقبولين لدى طرفي الصراع في سوريا، على أن يحتفظ الأسد بالسلطة حتى سنة 2014 لإستكمال ولايته ولكن من غير أن يكون له الحق في الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة.

ونسبت الى مصدر ديبلوماسي لم تكشف هويته أن الرئيس السوري يرفض ذلك وهو يوافق على التنازل عن سلطاته، لكنه يريد أن يترشح للرئاسة سنة 2014، مشيرا إلى أن الشرط الأخير لا توافق عليه حليفته روسيا وهو ما ظهر خلال جولة المحادثات التي جرت في جنيف قبل أسبوعين بين نائبي وزيرة الخارجية الأميركية وليم بيرنز والروسي ميخائيل بوغدانوف في حضور الأخضر الإبرهيمي وفريقه من المفاوضين.

وأضافت الصحيفة ان الولايات المتحدة وروسيا تتبادلان هذه الايام قوائم بالوزراء في الحكومة الانتقالية السورية، لكن المحادثات الجارية تقلق أولئك الذين يعارضونها وخصوصا إيران التي زارها أخيراً بوغدانوف، كما تقلق “الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” المعارض الذي يرفضها.

وخلال زيارته السابقة من 19 تشرين الاول الى 24 منه تفاوض الابرهيمي على هدنة في مناسبة عيد الاضحى وأعلن عن اتفاق طرفي النزاع على التزامها طوال أيام العيد، لكن الهدنة لم تصمد الا ساعات.

ولا يزال المجتمع الدولي غير قادر على الاتفاق على تحرك مشترك في سوريا حيث تعارض موسكو والصين أي تدخل عسكري.

 مجزرة أمام فرن

ميدانياً، قال “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له، ان اشتباكات عنيفة دارت في أنحاء مختلفة من سوريا رافقها قصف عنيف بالمدفعية والطائرات. وتعرضت للقصف خصوصا مناطق في ريف دمشق ومحافظات حمص وحلب، وحماه. كما شهدت محافظات درعا واللاذقية والرقة ودير الزور اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين.

وقال ناشطون إن عشرات الأشخاص قتلوا وأن آخرين جرحوا في غارة جوية شنتها طائرات حربية سورية على مخبز كان يقف امامه صف من المواطنين لشراء الخبز في بلدة حلفايا بريف حماه. وإذا تأكدت هذه الحصيلة ستكون الغارة الأكثر دموية في الحرب السورية.

وأظهرت مشاهد أوردها ناشطون على الإنترنت عشرات الجثث المخضبة بالدماء ملقاة في الشارع بين الأنقاض والشظايا. وقال الناشط في حلفايا سامر الحموي: “عندما ذهبت إلى هناك رأيت أكواما من الجثث في كل مكان. كان هناك نساء وأطفال”. وأضاف: “هناك عشرات الجرحى أيضاً”. وقدر سكان حلفايا عدد الضحايا بنحو 90 قتيلا. وكانت المعارضة المسلحة قد سيطرت على حلفايا الاسبوع الماضي.

المخيمات الفلسطينية

وفي القاهرة، دعا الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي مسؤول دائرة اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية زكريا الآغا، الى “تجنيب الفلسطينيين في سوريا مخاطر التهجير والنزوح من جراء الاقتتال الدائر حول المخيمات الفلسطينية” وخصوصا مخيم اليرموك بدمشق.

وناشد الامين العام “السلطات السورية والاطراف المتنازعة كافة التزام مسؤولياتهم تجاه المحافظة على امن اللاجئين الفلسطينيين وتوفير الحماية لهم وتجنيبهم مخاطر الانزلاق في الصراع الدائر في سوريا”.

وفي دمشق، أكد وزير الاعلام السوري عمران الزعبي ان الجيش السوري لم يتدخل عسكريا في الاحداث الدموية التي شهدها الاسبوع الماضي مخيم اليرموك مشددا على انه “لا يجوز زج المخيمات في هذه المسألة”. وقال  إن “الامور في المخيم عادية والاهالي طردوا المسلحين واستقر وضع المخيم”.

ميـلاد سوريـا… تخـوّف من «العرقنـة»

يستعدّ مسيحيو سوريا، الذين تعيش بلادهم في نزاع مستمر منذ 21 شهرا، لاستقبال عيد الميلاد هذا العام من دون أي مظاهر احتفالية، بل وسط قلق وخوف من غرق البلاد في الفوضى وصعود الجماعات الاسلامية المتشددة.

وتخشى مريم من المستقبل «بسبب قدوم التكفيريين»، الذين ترى انهم قد يرغمونها على «ارتداء الحجاب وعدم الخروج للعمل». أما نادين، فتقدمت بطلب للحصول على تأشيرة دخول الى الولايات المتحدة لملاقاة والدتها وعدد من أقاربها، بعدما ترددت في القيام بذلك لمدة طويلة.

وتقول هذه المهندسة الاربعينية المقيمة في دمشق «بعدما اقتربت الاشتباكات من المدينة أحسست بالخطر أكثر من ذي قبل». ومع عدم شعورها بوجود حل قريب، أصبحت الهجرة هي الملاذ بعدما بات السلاح «اللغة الوحيدة المتداولة الآن».

لكن ميشال يصر على أنه لن يغادر وطنه أيا تكن الصعوبات، وسيبقى «متمسكا بجذوره» في سوريا، رغم أن المكتب السياحي حيث كان يعمل، أغلق أبوابه جراء الأوضاع الراهنة.

وكما كثر غيره من المسيحيين السوريين، يستعيد ميشال النموذج العراقي، حيث اضطر المسيحيون الى مغادرة هذا البلد مع صعود الحركات الاسلامية المتشددة وتزايد أعمال العنف بعد الغزو الاميركي في العام 2003.

وأكد بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر يازجي أن «ما يجري علينا يجري على الآخرين»، مشددا، امس الاول، على أن المسيحيين «موجودون في هذه البلاد وباقون ونحن نؤمن بأن وجه المسيح لن يغيب عن هذه المنطقة التي انطلقت منها المسيحية».

وفي اليوم ذاته، حذّر مسلّحون من اقتحام بلدتين مسيحيتين في ريف محافظة حماه، ما لم تنسحب منهما القوات النظامية.

وفي حلب، يقول رئيس الكنيسة الانجيلية العربية في المدينة القس ابراهيم نصير ان «عدم الشعور بحالة أمان جعل الكثير من المسيحيين يرفعون الصلوات في بيوتهم ولا يذهبون إلى الكنائس خوفا».

يضيف «المسيحيون السوريون جزء لا يتجزأ من المجتمع السوري، وعدم ارتيادهم الكنيسة ليلة العيد ليس خوفا من استهداف الكنائس، بل بسبب الوضع الأمني المتدهور في المدينة عموما».

(أ ف ب)

عشرات القتلى والجرحى في غارة على حلفايا .. واشتباكات في اليرموك

دمشق تستبق لقاء الإبراهيمي والأسد: لا للضغوط

يلتقي المبعوث الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي الرئيس السوري بشار الأسد وبعض أطراف المعارضة الداخلية، في دمشق اليوم، في محاولة منه لتسويق «اتفاق جنيف» الذي اتفقت عليه قوى غربية في 30 حزيران الماضي، وهو ما يبدو أن السلطات السورية استبقته بتجاهل إعلامها الرسمي وصوله إلى دمشق والتأكيد أن «القرار السياسي في جميع المسائل الوطنية سيادي محض، وسوريا حكومة وشعبا وقيادة وجيشا، غير قابلة للضغط».

في هذا الوقت، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان «قتل 60 شخصا إثر القصف الذي تعرضت له بلدة حلفايا من قبل القوات النظامية السورية التي استخدمت الطائرات الحربية في القصف». وأشار مراسل لـ«السفير» في حماه إلى مقتل 30 شخصا وإصابة 200 في الغارة، وذلك بعد يوم من تهديد مسلحين باقتحام بلدتين مسيحيتين في حماه ما لم تغادرهما القوات النظامية.

ووفقا لمصادر فلسطينية فإن اتفاق «تحييد» مخيم اليرموك في دمشق لا يزال يواجه صعوبات في التطبيق، تتـمثل بوجــود قناصين من طــرفي المسلحين واللجـان الشعـبية منتشرة بكثـافة في بعض شــوارع المخيم.

وأكدت المصادر لـ«السفير» أن بعض شوارع المخيم لا زالت تشهد اشتباكات، بعضها يوصف بالقوي، ولاسيما في المناطق القريبة من شارعي «راما» و«30»، مشيرة إلى أن المشكلة الأكبر هي في إقناع مجموعات غير منظمة من المسلحين في الخروج من المخيم، حرصا على أرواح المدنيين. وكانت ثلاث قذائف هاون سقطت على المخيم، قال ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أنها أودت بحياة شخصين على الأقل. (تفاصيل صفحة 14)

وخلافا لزياراته السابقة دخل الإبراهيمي الأراضي السورية من منطقة المصنع اللبنانية الحدودية مع سوريا، بعد وصوله إلى مطار بيروت آتيا من القاهرة. وكان الإبراهيمـي يحـط سابقا في مطار دمشق، لكـن طريق المطـار شهد مؤخرا معارك عنيفة بين القوات السورية والمسلحين.

وكان في استقبال الإبراهيمي نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ورئيس المكتب السياسي للأمم المتحدة في دمشق مختار لماني. وحيّا الابراهيمي المسؤولين وشق طريقه إلى المصعد في فندق «شيراتون» وسط دمشق من دون أن يتحدث إلى الصحافيين.

وفيما تجاهل الاعلام الرسمي زيارة الابراهيمي، فإنه من المتوقع أن يناقش المبعوث الدولي مع الأسد اليوم الوضع في سوريا، وربما تحديث «اتفاق جنيف» الذي اتفقت عليه الدول الغربية في 30 حزيران الماضي.

من جهته، أعلن وزير الإعلام السوري عمران الزعبي، خلال مؤتمر صحافي في دمشق، ردا على سؤال حول زيارة الإبراهيمي وما قيل عن أنها جاءت بضغط روسي على سوريا، إن «الحكومة السورية لم تعلن عن زيارة للإبراهيمي، ولا علم لديَّ في ما إذا كان قادما إلى سوريا ومتى، وروسيا لا تضغط على الحكومة السورية، ولا يوجد أي طرف يضغط عليها إطلاقا، فالقرار السياسي السوري في جميع المسائل الوطنية سيادي محض، وسوريا حكومة وشعبا وقيادة وجيشا غير قابلة للضغط».

وعن خطة للإبراهيمي هي عبارة عن وثيقة معدّلة لاتفاق جنيف تتضمن حكومة انتقالية متفق عليها من قبل السلطة والمعارضة وما الموقف السوري الرسمي منها، قال الزعبي «لا يجوز أن نطلق أحكاما مسبقة على زيارته، وبكل الأحوال الحديث عن حكومة انتقالية وما شابه ورد ذكره في بيان جنيف والحكومة السورية رحبت واستفسرت عن نقاط غامضة في هذا البيان وما زالت ترحب وتنتظر الإجابة على بعض النقاط، وعندها لكل حادث حديث».

وقلّل من أهمية تصريحات نائب الرئيس السوري فاروق الشرع حول عدم جدوى الحسم العسكري لحل الأزمة السورية، داعيا إلى حوار سياسي لحل الأزمة. وقال إن «رأي الشرع هو رأي من آراء 23 مليون سوري، وسوريا دولة تحكمها مؤسسات وقيادات، والرأي النهائي لها».

وأضاف «هناك فرصة مؤاتية جدا للانتقال في حل سياسي ورمي السلاح»، موضحا أن الحكومة السورية هي «أول من طرح الحل السياسي عبر الحوار الوطني». وقال «آن الأوان للبدء بعمل سياسي ورمي السلاح، وهذه النصيحة موجهة لتلك الحكومات وتلك الشخصيات التي راهنت وتدخلت ودعمت وسلّحت، وإلى أولئك من المعارضة السورية الذين أصغوا إلى هذه الترّهات وساروا بها وحاولوا تجسيدها على الأرض عبر العنف والإرهاب». وشدد على ضرورة أن يكون «الحوار سورياً» معتبرا ذلك شأنا «لن نسمح لأحد بالتدخل فيه، القرار سيتخذه السوريون بأنفسهم».

وأكد الزعبي أن «الجيش السوري عندما يدافع عن البلاد واتخذ القرار لمواجهة الإرهاب لا يفكر بمقولة وهم الحسم العسكري»، معتبرا أن «المعركة مع الإرهاب لا رهان عليها والحسم في المحصلة هو ما تفرضه شؤون المعركة والقيادة السياسية».

وأكد أن «الجيش السوري لم يتدخل في مسألة مخيم اليرموك عسكريا على الإطلاق، لا برا ولا جوا، والمسألة تمّت بالتوافق وبالاتفاق مع اللجان الشعبية الفلسطينية والإخوة في المخيم وانسحبوا عندما أدركوا أن الجيش لن يتدخل»، معتبرا أن «الأمور في المخيم عادية والأهالي طردوا المسلحين واستقر وضع المخيم».

وأكد الزعبي أن «الموقف الروسي تجاه سوريا ثابت ويقوم على قاعدة عنوانها روسيا لا تتدخل في شأن يتعلق بالسيادة الوطنية السورية، وتتعاطى مع ما يحدث في سوريا على جملة قواعد أهمها احترام السيادة الوطنية السورية وعدم التدخل في التفاصيل وخيارات الشعب السوري، وفي ما يجب أن تؤول إليه صناديق الاقتراع، ولا تتحدث عن رحيل أو حلول أحد وعن طريقة الاقتراع، بل تعمل من أجل حل سياسي عبر حوار وعملية سياسية ديموقراطية وطنية بحتة لا محل فيها لأحد غير السوريين».

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أعلن، أمس الأول، أن لديه انطباعا بأن الدول الضالعة في الأزمة السورية «تصلي» كي تواصل موسكو وبكين عرقلة أي تدخل في البلاد لأنها غير مستعدة له. وأشار إلى أن الإبراهيمي سيزور موسكو قبل نهاية العام الحالي.

واعتبر لافروف أن الجهود الدولية الرامية إلى إقناع الأسد بالرحيل ستبوء بالفشل. وقال «لن ينتصر أحد في هذه الحرب. الأسد لن يذهب إلى أي مكان أيا كان القائل سواء الصين أو روسيا»، مضيفا «طلبت منا بعض القوى في المنطقة أن نبلغ الأسد بأننا مستعدون لاستقباله. وأجبنا لماذا ينبغي لنا أن نفعل ذلك؟ إذا كانت لديكم مثل هذه الخطط فتوجهوا إليه مباشرة»، مؤكدا ان موسكو لن تعترض «إذا وجد من يكون مستعدا لإعطائه بعض الضمانات إذا كان هذا سيحقن الدماء ولكن بشرط أنه سيحقن الدماء وهو ما لا يبدو حقيقة واضحة».

(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

تجدد الدعوات لتحييد المخيمات.. والابراهيمي بدمشق.. وعشرات القتلى بقصف مخبز

قوات غربية على الحدود السورية لتأمين الاسلحة الكيماوية

تنديد بالتهديد باقتحام قرى مسيحية.. وموسكو: الأسد لن يرحل

عواصم ـ وكالات: ذكرت تقارير صحافية في ألمانيا أن قوات غربية خاصة تتجهز عند منطقة الحدود السورية الأردنية للتدخل في حال انهيار نظام الرئيس بشار الأسد.

وقالت مجلة ‘فوكوس’ الألمانية في عددها الصادر اليوم الاثنين استنادا إلى تصريحات لضابط في حلف شمال الأطلسي (ناتو) بان المهمة الموكلة إلى هذه القوات الخاصة التي تضم جنودا أمريكيين وفرنسيين هي تأمين مخازن الأسلحة الكيماوية السورية ضد عمليات النهب ومنع سقوطها في أيدي المتطرفين الإسلاميين في حال انهيار نظام دمشق.

وأضافت المجلة أن قوات مظلات تابعة للفيلق الأجنبي الفرنسي أرسلت خلال الأشهر الماضية دوريات عديدة من الأردن إلى داخل سورية وذكر ضابط برتبة ليفتنانت بالوحدة الثانية لسلاح المظلات الفرنسي للمجلة إن هذه العمليات تمت تحت ستار مستشفى ميداني لاستقبال اللاجئين السوريين أقيم في مخيم المفرق الأردني.

وقال ليفتنانت إن الفيلق الأجنبي الفرنسي يمكن أن يكون قد أرسل سرية كاملة مع عرب في هذه العمليات ‘فشبابنا لا يلفتون النظر في أي مكان’.

وفي سياق متصل قالت المجلة إن جنودا من قوات ‘دلتا فورس’ و’رنجرز’ الأمريكية الخاصة المدربة على القتال في الصحراء تتجهز أيضا لتأمين الأسلحة الكيماوية في سورية.

وقالت المجلة استنادا إلى مصادر عسكرية في القدس إنه تم إرسال الوحدة الإسرائيلية الخاصة ‘سيريت ماتكال’ إلى سورية منذ فترة طويلة.

وكانت كل من إسرائيل والقوى الغربية أعربت خلال الأسابيع الماضية عن تخوفها من إمكانية استخدام الأسلحة الكيماوية في الحرب الأهلية الدائرة في سورية أو من وقوع هذه الأسلحة في أيدي متطرفين إسلاميين الأمر الذي يمكن أن يمثل تهديدا لإسرائيل.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قال السبت إن الحرب الأهلية السورية وصلت إلى طريق مسدود وإن الجهود الدولية الرامية إلى إقناع الرئيس السوري بشار الأسد بالرحيل ستبوء بالفشل.

لافروف قال إن الرئيس السوري لن يذعن للضغوط التي يمارسها معارضوه أو الزعماء المتعاطفون معه في موسكو وبكين.

وقال للصحافيين على متن طائرة حكومية في طريق عودته لموسكو عقب قمة روسيا والاتحاد الأوروبي في بروكسل ‘اسمع.. لن ينتصر أحد في هذه الحرب. الأسد لن يذهب إلى أي مكان أيا كان القائل سواء الصين أو روسيا’.

ووصل مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى سورية الاخضر الابراهيمي الاحد الى دمشق في زيارة لم يعلن عنها مسبقا، في حين تواصلت اعمال العنف في سورية ولا سيما في ريف حماة حيث خلفت غارة جوية على مخبز في بلدة حلفايا ‘عشرات القتلى’، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

من جهة اخرى دانت منظمة التعاون الاسلامي الاحد تهديد جماعة سورية مسلحة باقتحام بلدتين مسيحيتين في وسط البلاد اذا لم يطرد سكانهما القوات السورية منهما، مؤكدة ان هذا التهديد ‘مخالف لتعاليم الاسلام’.

وخلافا لزياراته السابقة دخل الابراهيمي الاراضي السورية من لبنان قرابة الساعة الثانية بعد الظهر (12,00 تغ)، كما افاد لوكالة فرانس برس مسؤول في الجمارك اللبنانية.

ودانت منظمة التعاون الاسلامي الاحد تهديد جماعة مسلحة باسم ‘لواء الانصار’ في شريط فيديو باقتحام بلدتي محردة والسقيلبية المسيحيتين شمال حماة.

واستنكر بيان للمنظمة بشدة هذا التهديد الذي قال انه ‘مخالف لتعاليم الاسلام السمحة التي تدعو للتسامح والاخاء والسلام ونبذ العنف’.

وحذر البيان من ‘الانزلاق في البعد الطائفي للازمة السورية باعتبار الشعب السوري شعبا واحدا تعايشت فيه الطوائف على مدى التاريخ’.

ميدانيا، قتل ‘عشرات المواطنين’ في غارة شنتها مقاتلات سورية الاحد قرب مخبز في بلدة حلفايا في ريف حماة (وسط)، كما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه ‘استشهد عشرات المواطنين اثر القصف الذي تعرضت له بلدة حلفايا من قبل القوات النظامية السورية التي استخدمت الطائرات الحربية بالقصف’.

واضافة الى هؤلاء قتل 41 شخصا على الاقل في اعمال عنف في مناطق سورية اخرى بحسب حصيلة غير نهائية نشرها المرصد الذي يتخذ مقرا له في بريطانيا ويقول انه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية داخل سورية لاستقاء معلوماته.

وقال المرصد ان اشتباكات عنيفة دارت الاحد في انحاء مختلفة من سورية رافقها قصف عنيف بالمدفعية والطائرات. وتعرضت للقصف خصوصا مناطق في ريف دمشق ومحافظات حمص وحلب، وحماة. كما شهدت مخافظات درعا واللاذقية والرقة ودير الزور اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين.

وقتل 111 شخصا في اعمال عنف شهدتها مناطق عدة من سورية السبت، بحسب حصيلة جديدة اوردها المرصد الاحد.

وذكرت وكالة الانباء الاردنية ان شابا سوريا في الـ21 من العمر قتل الاحد برصاصة في الرأس اثناء فراره الى داخل الاراضي الاردنية.

من جهة اخرى قلل وزير الاعلام السوري من اهمية تصريحات نائب الرئيس السوري فاروق الشرع حول عدم جدوى الحسم العسكري لحل الازمة السورية، داعيا في الوقت نفسه الى حوار سياسي لحل الازمة المتسمرة منذ 21 شهرا.

وقال الوزير عمران الزعبي في مؤتمر صحافي في دمشق ان رأي نائب رئيس الجمهورية فاروق الشرع ‘هو رأي من آراء 23 مليون سوري، وسورية دولة تحكمها مؤسسات وقيادات والرأي النهائي لها’.

واكد الزعبي ان ‘الجيش السوري عندما يدافع عن البلاد واتخذ القرار لمواجهة الارهاب لا يفكر بمقولة وهم الحسم العسكري وعندما يظهر الجندي الى القتال ومن خلفه الشعب الى المواجهة لايضع في ذهنه حجم التضحيات وشكل المعركة ونتائجها’.

واعتبر وزير الاعلام ان ‘المعركة مع الارهاب لا رهان عليها والحسم في المحصلة هو ما تفرضه شؤون المعركة والقيادة السياسية’.

من جهة ثانية اكد الزعبي ان الجيش السوري لم يتدخل عسكريا في الاحداث الدموية التي شهدها الاسبوع الماضي مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق، مشددا على انه ‘لا يجوز زج المخيمات في هذه المسألة’.

جاء ذلك فيما جددت منظمة التحرير الفلسطينية وحركة حماس الاحد الدعوة إلى تحييد المخيمات الفلسطينية في سورية عن أتون الصراع الدائر في سورية.

وأكد ناطق باسم أمانة سر منظمة التحرير، في بيان صحافي، على ضرورة تنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه بمشاركة جميع فصائل منظمة التحرير بضرورة إنهاء كل المظاهر المسلحة داخل مخيم اليرموك في جنوب دمشق.

وفي السياق نفسه أكد رئيس الحكومة المقالة التي تديرها حركة حماس في قطاع غزة إسماعيل هنية، على ضرورة تجنيب المخيمات الفلسطينية من دائرة الصراع الدائر في سورية.

ودعا هنية (خلال كلمته الموجهة لحفل انطلاقة حركة حماس في لبنان) الشعب اللبناني إلى توفير الحماية الكاملة للنازحين الفلسطينيين من سورية، مطالبا القيادة اللبنانية بضرورة تحسين ظروف اللاجئين وإعادة إعمار مخيم نهر البارد.

الغارديان: مستشارون عسكريون روس يشرفون على الدفاعات الجوية السورية

لندن- (يو بي اي): ذكرت صحيفة (الغارديان) الاثنين أن مستشارين عسكريين روس يشرفون على الدفاعات الجوية السورية الأكثر تطوراً، واعتبرت أن ذلك سيعقّد أي تدخل تقوده الولايات المتحدة في المستقبل.

وقالت الصحيفة إن المستشارين الروس تم نشرهم مع أنظمة جديدة من صواريخ أرض ـ جو، وقاموا بتطوير النظم القديمة التي زوّدت بلادهم نظام الرئيس بشار الأسد بها منذ اندلاع الأزمة في سوريا قبل 21 شهراً.

وأضافت أن عمق وتعقيد نظم الدفاعات المضادة للطائرات لدى سوريا يعني أن أي حملة غربية مباشرة لدعم إقامة منطقة محظورة الطيران أو شن غارات جوية انتقامية ضد نظامها ستكون مكلفة وطويلة الأجل ومحفوفة بالمخاطر، كما أن إمكانية وقوع إصابات بين المستشارين الروس في هذه الحملة ستكون لها عواقب جيوسياسية لا يمكن التنبؤ بها.

وقالت إن موسكو زوّدت النظام السوري بأنظمة متطورة للدفاع الجوي لأنها تعتبرها عائقاً ضد محاولات تغييره من قبل الغرب وحماية لاستثماراتها على المدى الطويل في سوريا، حيث أقامت أضخم مركز للتنصت الالكتروني خارج أراضيها في اللاذقية، وجعلت لها موطئ قدم على البحر الأبيض المتوسط من خلال إقامة قاعدة بحرية في مدينة طرطوس.

ونقلت الصحيفة، عن رئيس تحرير مجلة (جينز) المتخصصة في شؤون الأمن والإرهاب، جيريمي بيني، أن روسيا سلّمت سورياً مؤخراً أنظمة رادار وصواريخ محمولة من طراز (بوك ـ أم 2) و (وبانتسير ـ أس 1)، المعروفة لدى منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) باسم (إس إي ـ 22)، في حين لم يتم تأكيد صحة تقارير عن قيام موسكو بشحن صواريخ حديثة بعيدة المدى من طراز (أس ـ 300) إلى سوريا هذا العام .

وأشارت إلى أن مصادر وصفتها بأنها مطّلعة على العلاقات الدفاعية بين موسكو ودمشق “أكدت وجود طواقم روسية للدفاع الجوي داخل سوريا سيتم نشرها حين يضع الغرب خطط طوارئ للتدخل في هذا البلد”.

أموال المعارضة تنعش الليرة السورية

عمان- (رويترز): في بلدة دير الزور بشرق سوريا يقوم قائد لقوات المعارضة بمبادلة ما لديه من دولارات كثيرة بليرات سورية ليدفع رواتب مقاتليه الذين يحاربون قوات الرئيس بشار الأسد.

وقال مبدلو العملات ان تدفقا للعملة الصعبة في وقت سابق هذا الشهر ساعد في رفع سعر الليرة في السوق السوداء في البلدة الفقيرة عشرة في المئة على الاقل.

وعلى بعد مئات الكيلومترات في دمشق باع السوريون الفزعون الذين يستعدون لمزيد من العنف الليرة مقابل الدولار وهو ما دفع الليرة التي فقدت نصف قيمتها منذ بدء الانتفاضة في مارس آذار العام الماضي في الاتجاه المعاكس.

وتوضح الاحداث في الطرفين المتقابلين من البلاد الضغوط المتباينة على العملة التي حدت من تأثير هبوطها الحاد عوامل من بينها تدخل البنك المركزي والتدفقات النقدية من اصدقاء الأسد وخصومه في الخارج بل والامل في أن ترد الى البلاد موجة من الاستثمارات الخارجية اذا سقط الأسد.

وبالمقارنة تعرض ريال ايران وهي اقوى حليف اقليمي للأسد لانخفاض اكثر حدة مما تعرضت له الليرة السورية حيث فقد نحو ثلثي قيمته منذ يونيو حزيران 2011 بسبب العقوبات الغربية المفروضة على طهران فيما يتصل ببرنامجها النووي.

وقال عبد الله ابو سلوم وهو تاجر عملة في دمشق وله مكتب ايضا في دير الزور ان اموال مقاتلي المعارضة من بين كثير من العوامل غير الاعتيادية التي تؤثر على سوق الصرف في سوريا.

وقال إن كمية ضخمة من الدولارات طرحت للبيع بسعر مغر مضيفا بأسى انه لم يتمكن من انتهاز الفرصة لان العنف الذي اودى بحياة اكثر من 40 ألف شخص حال دون نقل المبالغ المطلوبة بالليرة من دمشق إلى دير الزور.

وتابع “عندما تزيد المشاكل يقرر الناس شراء الدولار وعدم بيعه لكن هذا ما يفرزه الصراع السوري- كل انواع التشوهات والتناقضات”.

ويبلغ سعر الدولار حاليا 94 ليرة في السوق السوداء مقارنة مع 48 ليرة قبل الانتفاضة وهو انخفاض حاد لكنه اقل حدة مما يمكن توقعه في ظل فقدان جانب كبير من ايرادات الدولة والأضرار الطويلة الأجل الناتجة عن الصراع.

ويقول مصرفيون ان الليرة هبطت إلى مستوى قياسي بلغ 105 ليرات مقابل الدولار في وقت سابق هذا العام قبل ان تنتعش قليلا إلى حد سمح للبنك المركزي باسترداد جانب من الخسائر التي تكبدها جراء تدخله الكثيف من خلال شراء الدولار بعد تراجعه الطفيف.

وقال مصرفي في وحدة تابعة لبنك اقليمي في دمشق ان التدفقات النقدية على قائد المعارضة في دير الزور ورفاقه من بين اسباب قدرة الليرة على الصمود.

وأضاف “كل الاموال المرسلة الى المعارضة تأتي بالعملة الصعبة وهذا يمد السوق بالدولارات ويحفظ الليرة من النزول الشديد”.

كما ساعد داعمو الأسد الاجانب الليرة كذلك.

وقال سمير سيفان وهو اقتصادي سوري بارز يعيش في الخارج “التفسير المنطقي الوحيد لقدرة النظام على الدفاع عن الليرة… هو المساعدات التي يحصل على أغلبها من ايران” مضيفا ان روسيا والعراق يقدمان الدعم ايضا.

وأضاف ان الحكومة العراقية “فتحت تجارتها ومن ثم ساعدت البلاد على الحصول على العملة الصعبة.” وتمنح بغداد الصادرات السورية معاملة تفضيلية منذ الازمة الامر الذي جعلها الشريك التجاري الرئيسي لسوريا مع تضاؤل الصادرات الى الخليج وتركيا.

وفي احدى المراحل العام الماضي أتاح البنك المركزي الدولار بحرية نسبية لتثبيت سعر الصرف وقدر مصرفيون انه انفق 500 مليون دولار في المتوسط شهريا.

كما سعى الى تطبيق نظام متعدد المستويات لسعر الصرف في اطار جهوده لوقف التراجع بما في ذلك سعر لمستوردي المواد الخام واخر يحدده يوميا البنك المركزي لتغطية المعاملات المالية الاخرى.

لكن التدخل كان له ثمن باهظ. ويقول مسؤولون سوريون ان احتياطيات البنك المركزي كانت تبلغ نحو 18 مليار دولار قبل الازمة ويقول مصرفيون اقليميون انها تضاءلت بما لا يقل عن النصف الى نحو ثمانية مليارات.

وقال عدة متعاملين في سوق الصرف تم الاتصال بهم هاتفيا من دمشق انه مع تزايد حدة الازمة تستنزف قدرة السلطات على الحفاظ على الاستقرار النسبي لليرة مع ظهور علامات على ان البنك المركزي بات اقل قدرة على التدخل بفاعلية.

وقال وائل حلواني وهو من صرافي العملة في منطقة السبع بحرات في وسط دمشق “البنك المركزي لم يعد يضخ الدولارات. العرض منخفض والطلب مرتفع من السوق السوداء لذلك صعد الدولار.”

وفي الشهر الماضي وحده ومع وصول الصراع الى اطراف دمشق فقدت الليرة 15 في المئة من قيمتها. وقال مصرفيون ان غياب استجابة البنك المركزي كان ملحوظا.

وللحفاظ على احتياطات العملة الصعبة المحدودة أوقفت السلطات النقدية ايضا بيع ما يصل إلى خمسة الاف دولار للسوريين بأسعار تفضيلية للاستخدام الشخصي مما يقوض سمة مميزة أساسية لنظام سعر الصرف المتعدد المستويات.

وقال احد صرافي العملة ان السلطات كانت قد خفضت بالفعل المبلغ المتاح للفرد الواحد الى النصف من عشرة الاف دولار وقربت سعر الصرف للاستخدام الشخصي من سعر السوق السوداء.

وحتى المستوردين الذين يفترض ان لهم اولوية في الحصول على العملة الاجنبية بسعر يقرب من 77 ليرة للدولار يقولون انهم يجدون صعوبة في الحصول على دولارات.

وسعى البنك المركزي الشهر الماضي إلى منح البنك التجاري السوري الذي تديره الدولة حقوقا حصرية فيما يتعلق بالصرف الاجنبي بعد شكاوى من ان صرافي العملة يستغلون سعر الصرف المخفض الخاص بالاستيراد للبيع في السوق السوداء.

وقال مستورد كبير للمواد الغذائية “يأخذون الدولارات ولا يتيحونها للمستوردين الحقيقيين. نذهب الى أحد صرافي العملة البارزين فيقول: الدولارات بمثل هذه الكمية غير متاحة.. والحقيقة انهم يكونون قد اخذوا ثلاثة ملايين دولار واكتنزوها.”

لكن مصرفيين يقولون ان الخطوة الرامية إلى فرض قيود على الصرافة إنما يضع مزيدا من الضغوط على الليرة في الوقت الذي تراجع فيه تدخل البنك المركزي بشكل حاد من نحو 15 مليون دولار يوميا.

وقال مصرفي “لهم شهر تقريبا لا يضخون اكثر من مليون دولار يوميا وهذا لا يساعد الليرة.”

وقال المصرفيون إن الاثر التراكمي لتراجع تدخل البنك المركزي والابتعاد عن سعر الصرف المتعدد المستويات قد يقترب بسوريا من السماح لسعر الصرف الرسمي بالهبوط إلى أسعار السوق السائدة وقد يعد اعترافا بانه لم يعد ممكنا أن يستمر استنزاف الاحتياطيات بشكل سريع للدفاع عن العملة.

لكن اموال المعارضة تتقدم المشهد في اجزاء كبيرة من سوريا.

وقال سمير العيطة وهو اقتصادي سوري بارز كان مشاركا قبل الانتفاضة في صنع القرار الاقتصادي انه ما دامت كميات كبيرة من الدولارات تأتي الى المعارضين فلن يحدث انهيار تام للعملة السورية ولن تتعرض لهبوط حر الا اذا جفت منابع الاموال الواردة وعندها سيهيمن التعامل بالدولار بشكل متزايد على الاقتصاد.

ويرى بعض رجال الاعمال بصيصا من الامل اذا أمكن وضع نهاية للصراع سواء باتفاق سياسي او بنصر عسكري للمعارضة التي تدعمها دول الخليج.

ومن المرجح عندئذ أن يقوم كثير من رجال الاعمال السوريين المغتربين الذين نقلوا ثرواتهم إلى الخارج خلال حكم عائلة الأسد المستمر منذ 40 عاما بإعادة بعض مدخراتهم إلى سوريا.

وقد تستطيع سوريا التي حرمت كثيرا من التمويل الدولي على مدى العقود الاربعة الماضية اجتذاب تدفقات نقدية دولية كبيرة ايضا.

وقال مستثمر في دمشق “المهم هو ما الحل الذي يلوح في الافق؟ سيكون هناك اعادة بناء واذا كان احد الحلول هو أن يقول أحد مثل قطر: سنسدد الفاتورة ونضخ استثمارات.. فسترتفع الليرة”.

وأضاف المستثمر الذي قال ان اسمه الاول وسيم وله استثمارات كبيرة في القطاعين الفندقي والمصرفي “من بين السيناريوهات الجامحة انه اذا كانت قطر تريد كسب رضا السوريين فسنرى الدولار يهبط إلى 40 ليرة”.

موسكو: استخدام الأسلحة الكيميائية سيكون بمثابة انتحار للنظام السوري

موسكو- (ا ف ب)- (د ب أ): اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان استخدام الاسلحة الكيميائية سيكون بمثابة “انتحار سياسي” لنظام الرئيس السوري بشار الاسد، في مقابلة بثتها الاثنين قناة (روسيا اليوم).

وقال لافروف للشبكة التلفزيونية الروسية الناطقة بالانكليزية “لا اعتقد أن روسيا ستستخدم اسلحة كيميائية. وفي حال حصل ذلك، فسوف يكون بمثابة انتحار سياسي للحكومة”.

وتابع “كلما وردتنا شائعات أو معلومات تفيد بان السوريين يستخدمون اسلحة كيميائية، اننا نتحقق منها مرة او مرتين، نتوجه إلى الحكومة، وفي كل مرة نتلقى تاكيدا حازما بانهم لن يفعلوا ذلك ايا كانت الظروف”.

ويقول خبراء ان سوريا تملك مخزونا من الاسلحة الكيميائية يعود الى السبعينيات وهو الاضخم في الشرق الاوسط يتضمن مئات الاطنان من غاز الخردل وغاز السارين.

وحذرت الاسرة الدولية مرارا دمشق في مطلع الشهر من استخدام هذه الاسلحة، بعدما افاد مسؤولون امريكيون طلبوا عدم كشف اسمهم ان النظام يقوم بتجميع المكونات الكيميائية الضرورية لتجهيز الاسلحة الكيميائية.

واقر النظام السوري للمرة الاولى في تموز/ يوليو بامتلاك أسلحة كيميائية وهدد باستخدامها في حال تعرضه لتدخل عسكري غربي مؤكدا على انه لن يستخدمها في أي ظرف ضد شعبه.

ومن جانب آخر، قال وزير الخارجية الروسي إن وفدا من المعارضة السورية قد يزور موسكو قبل نهاية العام الجاري.

وذكر لافروف في المقابلة مع قناة (روسيا اليوم) أوردت بعض تفاصيلها وكالة (ايتار- تاس) الروسية للأنباء: “نؤيد توحيد المعارضة، ونصر منذ اجتماع جنيف أنه يتعين أن يساعد الأشخاص الذين لهم تأثير على جماعات المعارضة في توحيدها على أساس بيان جنيف”.

وأضاف لافروف: “نبعث هذه الرسالة إلى الحكومة والمعارضة على حد سواء. ونلتقي بهم جميعا التقينا وفدا منهم أثناء زيارتهم لنا الأسبوع الماضي، وقبل نهاية العام، ربما يزورنا وفد أخر من المعارضة”.

الابراهيمي يأمل بعد لقائه الاسد في توصل اطراف الازمة الى حل لوضع ما زال مقلقا

دمشق- (ا ف ب): اعرب الموفد الدولي الأخضر الابراهيمي عن أمله في ان تتجه الاطراف المعنية بالازمة السورية نحو حل لواقع “ما زال مقلقا”، وذلك اثر لقائه الاثنين الرئيس بشار الأسد الذي أكد حرصه على نجاح أي جهود “تحفظ سيادة الوطن واستقلاله”.

وقال الابراهيمي بعيد عودته إلى مقر اقامته في فندق شيراتون في دمشق، ان “الوضع في سوريا لا يزال يدعو للقلق، ونأمل من الاطراف كلها ان تتجه نحو الحل الذي يتمناه الشعب السوري ويتطلع اليه”، بحسب ما نقلت صحافية في وكالة فرانس برس.

واضاف “تشرفت بلقاء السيد الرئيس وتكلمنا في الهموم الكثيرة التي تعاني منها سوريا في هذه المرحلة”. واضاف “كالعادة تبادلنا الرأي حول الخطوات التي يمكن اتخاذها في المستقبل” لحل الازمة المستمرة منذ 21 شهرا.

واوضح الموفد المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية، ان الاسد تحدث عن “نظرته لهذا الوضع، و(انا) تكلمت عن ما رأيته في الخارج في المقابلات التي اجريتها في المدن المختلفة مع مسؤولين مختلفين في المنطقة وخارج المنطقة، وعن الخطوات التي انا ارى انه يمكن ان تتخذ لمساعدة الشعب السوري على الخروج من هذه الازمة”.

واجرى الابراهيمي الذي عين في منصبه في آب/ اغسطس الماضي خلفا لكوفي انان، سلسلة لقاءات مع عدد من المسؤولين في الدول المعنية بالنزاع السوري، آخرها في السادس من كانون الاول/ ديسمبر الجاري مع وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ونظيرها الروسي سيرغي لافروف.

ومن جهته، اكد الاسد للابراهيمي “حرص الحكومة السورية على انجاح اي جهود تصب في مصلحة الشعب السوري وتحفظ سيادة الوطن واستقلاله”، بحسب ما جاء في شريط عاجل بثه التلفزيون الرسمي السوري.

واوضحت القناة الرسمية ان الطرفين بحثا في “التعاون القائم بين الحكومة السورية والمبعوث الاممي (…) والمباحثات ودية وبناءة”.

ومن جهتها، اشارت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) إلى أن اللقاء حضره عن الجانب السوري المستشارة السياسية والاعلامية في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان ووزير الخارجية وليد المعلم ونائبه فيصل المقداد ومعاون الوزير احمد عرنوس.

وكان الابراهيمي وصل الى دمشق الاحد في زيارة غير معلنة، قادما عن طريق البر من مطار بيروت.

وخلال زيارته الاخيرة الى دمشق والتي استمرت من 19 الى 24 تشرين الاول/ اكتوبر التقى الوسيط الدولي الرئيس الاسد وعددا من كبار المسؤولين السوريين.

ويومها تفاوض الابراهيمي على هدنة بمناسبة عيد الاضحى واعلن عن اتفاق طرفي النزاع على الالتزام بها طيلة ايام العيد، ولكن هذه الهدنة لم تصمد الا ساعات معدودة.

نتنياهو: إسرائيل تتعاون مع امريكا لمواجهة احتمال تغيّر كبير في النظام السوري

تل أبيب ـ يو بي اي: أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل تتعاون مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي لمواجهة احتمال حدوث تغيّر كبير في النظام السوري، وتطرق إلى تصاعد التوتر الأمني في الضفة الغربية والقدس الشرقية.

وقال نتنياهو لدى افتتاحه اجتماع حكومته الأسبوعي الاحد ‘ نتابع التطورات في سورية، ويوجد هناك تطورات درامية بشكل يومي تقريبا، ونتعاون مع الولايات المتحدة وسوية مع المجتمع الدولي ننفذ العمليات المطلوبة من أجل تجهيز أنفسنا لاحتمال حدوث تغيرات بعيدة المدى في النظام مع تبعات ذلك على منظومة الأسلحة الحساسة الموجودة هناك’ في إشارة إلى الأسلحة الكيميائية.

يشار الى ان تقديرات إسرائيلية، أفادت في أعقاب زيارة وفد إسرائيلي إلى موسكو، بأن روسيا باتت تعتقد أن مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد ‘أصبح وراءه’ وأنها قررت وقف المساعدات من أجل بقاء نظامه.

ووفقا للتقديرات الإسرائيلية فإنه على الرغم من وقف مساعداتها لنظام الأسد إلا أن روسيا ستستمر في الدفاع عن الرئيس السوري ومحاولة منع فرض عقوبات دولية ضده فيما لم تقرر بعد إخلاء دبلوماسييها ومواطنيها من سورية.

وقالت صحيفة ‘معاريف’ الاحد إن هذه التقديرات تأتي في أعقاب زيارة وفد إسرائيلي إلى موسكو برئاسة نائب مدير عام الدائرة الإستراتيجية في وزارة الخارجية الإسرائيلية، جيرمي سخاروف، ولقائه يوم الأربعاء الماضي مع نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريافكوف، وميخائيل بوغدانوف المبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وبحث الوفد الإسرائيلي مع مسؤولين روس في موسكو في قضية السلاح الكيميائي الموجود بحوزة سورية.

وقالت الصحيفة إن الوفد الإسرائيلي استعرض أمام المسؤولين الروس تقارير حول ما وصفته ‘باستعدادات نظام الأسد لاستخدام أسلحة كيميائية في حال اضطر إلى ذلك’ وأن خبراء سوريين ‘مزجوا عنصري غاز الأعصاب ‘سرين’ من أجل تجهيزه للاستخدام وزودوا قنابل بهذا الغاز’.

سانا: القوات السورية نفذت عملية في حلفايا بعد ارتكاب الارهابيين جرائم

بيروت- (ا ف ب): قالت القوات النظامية السورية انها نفذت الأحد عملية ضد “مجموعة ارهابية مسلحة” في بلدة حلفايا في ريف حماة (وسط)، متهمة اياها بالمسؤولية عن مقتل العشرات في البلدة الأحد، بحسب ما افادت وكالة الانباء الرسمية (سانا)، من دون الاشارة إلى الغارة الجوية التي استهدفت مخبزا وادت إلى مقتل 60 شخصا.

وقالت الوكالة ليل الأحد الاثنين ان “مجموعة ارهابية مسلحة هاجمت بلدة بريف حماة وارتكبت جرائم بحق اهلها راح ضحيتها عدد من النساء والاطفال”.

ونقلت عن الاهالي قولهم ان “المجموعة الارهابية ارتكبت جرائم واعتدت على المباني العامة والحكومية ومن ضمنها مستوصف البلدة ومقر البلدة، وانهم ناشدوا الجيش (النظامي) التدخل، فلبى نداءهم واوقع اعدادا كبيرة من الارهابيين بين قتيل ومصاب”.

وكان المرصد السوري لحقوق الانسان افاد الاحد ان غارة جوية استهدفت مخبزا في البلدة الاحد، ما ادى الى مقتل 60 شخصا.

واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس الاثنين ان المرصد “وثق اسماء اربعين رجلا وثلاث سيدات”. ونقل عن ناشطين من المنطقة ان “جثث 15 رجلا مجهولي الهوية ووريت في الثرى”.

وفي شريط فيديو بثه ناشطون على الانترنت، يمكن رؤية جثة مقطعة الاطراف مرمية وسط شارع في البلدة، لينتقل بعدها الى المخبز الذي قال ان الغارة استهدفته وتجمع خارجه العشرات محاولين اسعاف الضحايا، وسط الصراخ واصوات ابواق الشاحنات الصغيرة التي تنقل المصابين.

ويظهر في الشريط شابان يرتديان زيا عسكريا يجران مصابا، اضافة الى جثث غارقة في دمائها ممددة على الرصيف ووسط الشارع. وبدت إلى جانب بعض الجثث دراجات نارية شبه مدمرة.

وعلى مدخل ما قيل انه المخبز، يساعد رجل امرأة محجبة على النهوض. ويسود المكان ذعر مع انتشال جثث غطت الحجارة والركام عددا منها، بينما تكدست نحو عشر جثث فوق بعضها البعض على الرصيف المغطى بالدماء. ويصرخ احد الموجودين “الله اكبر يا عرب”.

ومن جهتها، اتهمت سانا “المجموعات الارهابية” بتصوير “الجرائم (…) لاتهام الجيش العربي السوري بها بالتزامن مع زيارة مبعوث الامم المتحدة الى سوريا الاخضر الابراهيمي”.

ووصل الابراهيمي الأحد إلى دمشق، والتقى الاثنين الرئيس السوري بشار الأسد.

واعلن الائتلاف الوطني السوري المعارض انه “سيتقدم بطلب رسمي الى مجلس الامن الدولي لفتح تحقيق في المجزرة وما سبقها من مجازر مشابهة، كما سيقوم بتحويل الملف كاملا إلى محكمة الجنايات الدولية”، بحسب ما جاء في بيان حصلت فرانس برس على نسخة منه.

واعتبر الاتئلاف ان ما جرى “تم تحت غطاء الحماية الروسية والايرانية للنظام، وفي ظل وقوف النظام الدولي بأسره في موقف المتفرج”.

كذلك، حمل المجلس الوطني السوري المعارض المجتمع الدولي مسؤولية ما جرى “وذلك بتقاعسه عن نصرة الشعب السوري وغض الطرف عن جرائم النظام القذرة بحق اهلنا العزل”.

ورأى أن “هذه المجازر تؤكد ان النظام قد افلس ولم يعد يملك السيطرة على البلاد، وهو في حالة تخبط وتوتر دائم”.

الابراهيمي من سوريا: الوضع ما زال مقلقاً

أعرب الموفد الدولي الأخضر الابراهيمي، بعيد لقائه الرئيس السوري بشار الأسد، في دمشق اليوم، عن أمله في توصل أطراف الأزمة السورية إلى حل يضع حداً لوضع «ما زال مقلقاً» في البلاد التي تعيش نزاعاً دموياً منذ 21 شهراً.

التقى الموفد العربي والدولي الأخضر الابراهيمي الرئيس بشار الأسد الذي أكد حرصه على نجاح أي جهود «تحفظ سيادة الوطن واستقلاله»، مضيفاً، بعيد عودته إلى مقر إقامته في دمشق، أن «الوضع في سوريا لا يزال يدعو للقلق ونأمل من الأطراف كلها أن تتجه نحو الحل الذي يتمناه الشعب السوري ويتطلع إليه».

وتابع الابراهيمي «تشرفت بلقاء السيد الرئيس وتكلمنا في الهموم الكثيرة التي تعاني منها سوريا في هذه المرحلة، وكالعادة تبادلنا الرأي حول الخطوات التي يمكن اتخاذها في المستقبل» لحل الأزمة.

وأوضح الابراهيمي أن الأسد تحدث عن «نظرته لهذا الوضع، وتكلمت عما رأيته في الخارج في المقابلات التي أجريتها في المدن المختلفة مع مسؤولين مختلفين في المنطقة وخارج المنطقة وعن الخطوات التي أرى أنه يمكن أن تتخذ لمساعدة الشعب السوري على الخروج من هذه الأزمة».

وكان الابراهيمي، الذي وصل إلى دمشق الأحد الماضي من لبنان، قد أجرى سلسلة لقاءات مع عدد من المسؤولين في الدول المعنية بالنزاع السوري آخرها في السادس من كانون الأول/ديسمبر الجاري مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ونظيرها الروسي سيرغي لافروف.

من جهته، أكد الأسد للابراهيمي «حرص الحكومة السورية على إنجاح أي جهود تصب في مصلحة الشعب السوري وتحفظ سيادة الوطن واستقلاله»، بحسب ما جاء في شريط عاجل بثه التلفزيون الرسمي السوري.

وأوضحت القناة الرسمية أن الطرفين بحثا في «التعاون القائم بين الحكومة السورية والمبعوث الأممي، وكانت المباحثات ودية وبناءة».

ميدانيا، يشن الطيران الحربي السوري، اليوم، غارات على مناطق في ريف دمشق الذي يشهد اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين، بحسب ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

ويأتي ذلك غداة مقتل ستين شخصاً في بلدة حلفايا في محافظة حماه في غارة جوية استهدفت مخبزاً، بحسبما ذكر المرصد في بريد الكتروني.

من جهته، ذكر الإعلام الرسمي أن القوات النظامية نفذت عملية في البلدة رداً على «جرائم» ارتكبتها «مجموعة إرهابية مسلحة»، بدون أن يأتي على ذكر الغارة.

(ا ف ب، سانا)

لاجئو الموت القارس: المازوت (ليس) كفاف خيمتنا

في البلاد اللبنانية الوعرة، المحروسة بالأبيض النقي خلف الجبال والأودية عند ابواب سوريا ودمها المسفوك، يحلّق الموت القارس فوق رؤوس الهاربين من لعنة رصاص القاتل. يبحثون عن لهب مدفأة ومازوت دبابة و«عودة» حطب. لاجئو سوريا في قرى الجبال المزنرة بالثلوج يصنعون دفء يومياتهم بما تيسر من «نفط العرب» وبونات «ذل» الامم المتحدة

عفيف دياب

قصص كثيرة نسجت في الشهور الماضية بين بلدة عرسال وضيوفها الآتين من بلاد «الموت» السورية. البرد ليس إلا إحدى الحكايا التي تروى خلف موقدة صامتة، يبحث أصحابها عن لهب، في جرد كان قبل قرون خمسة غابات تسرح فيها الأسود. أمعنت الفؤوس قطعاً لقتل البرد وطرد الوحوش المفترسة من دون أن تنجح في التغلّب عليه. «الوحش الأبيض» الزاحف اليوم نحو عرسال من جردها الشرقي، قطع أوصال الشعب الواحد على جانبي الحدود الوهمية.

لم تعد أم أيهم الهاربة من آلة الموت الأحمر في مدينة حمص تجد «عودة» حطب في جرد محاصر بنار دبابة ساهمت في دفع ثمنها، و«جبل» أبيض هبط من السماء رافضاً انتظار لهب مدفأة الأم الثكلى لتحمي اولادها الاربعة من صقيع «جنرالات» الأرض والسماء.

حكايات أم أيهم مع البرد في عرسال تشبه حكايات العراسلة. إنهما وجهان لبرد واحد وبلاد واحدة في رسالة الفقر الخالدة. تقص أم ايهم وجع حمص وفقدانها لمعيل انقطعت اخباره منذ سنة. تنتظر «بون» المازوت من «الأمم المتحدة» لتشتري به طعاماً. فبضع ليرات من «بون» نفط العرب الممنوح لأم أيهم بعد ذلّ، تهضمه الأمعاء الخاوية خبزاً وحليباً وعدساً وكشكاً.

أكثر من 10 آلاف نسمة سورية تعيش اليوم في عرسال عند ضفافها الجردية. وينتشر حوالى 6 آلاف في مشاريع القاع، حيث نصبوا خيامهم بين البساتين والكروم مشكلين سلسلة بشرية واحدة من الجوع والقهر تمتد من حمص وريفها إلى حلب وتعبها ودمشق وريفها المنكوب. يتحدث العراسلة بألم عن أحوال أقرانهم السوريين، وعن مادة المازوت التي أصبحت كالذهب اليوم. لم يعد العراسلة يجدون في المازوت السوري معيناً لهم على قتل البرد القارس. لقد ولى زمن التهريب والأسعار البخسة. «انقلبت المعادلة» يقول عبدو فليطي الذي «نصب» مدفأة على الحطب في مطبخ بيته غير المنجز: «كنا نعتمد على المازوت السوري الرخيص لتخزين ما نحتاجه في فصل الشتاء. أما اليوم فبات المهربون ينقلون المازوت من لبنان الى سوريا، إن وجد». موضحاً أن «الصهاريج اللبنانية لم تعد قادرة على اجتياز جرد عرسال إلى الداخل السوري بسبب تراكم الثلوج».

برد الشتاء القارس في عرسال ومشاريع القاع، أدخل اللاجئين السوريين في أتون «سمسرات» الهيئات الدولية المانحة والمكلفة بمتابعة قضيتهم الإنسانية. فـ«بونات» المازوت الممنوحة للعائلات اللاجئة لا تكفي مدة شهر للتدفئة، إذ خصّص لكل أسرة (مهما بلغ عدد أفرادها) بونات مازوت بقيمة 100 دولار في الشهر الواحد. ويقول السوري اللاجئ من القصير إلى عرسال أبو خالد ز. أنه يحتاج إلى إشعال أكثر من مدفأة في المنزل القاطن فيه لمواجهة البرد القارس. موضحاً أنه لا يمكن حشر أفراد أسرته التسعة في غرفة واحدة. كما أن البرد القارس في عرسال «يلزمنا باشعال المدفأة على مدار الساعة» وإن كان يشعل «الصوبيا» ليلاً لمدة لا تتجاوز الساعتين فقط.

حظوظ اللاجئين السوريين في عرسال تبقى أفضل من أقرانهم الذين لجأوا إلى مشاريع القاع او إلى البقاعين الأوسط والغربي. فالهيئات الدولية والعربية المانحة، درست الوضع المناخي و«وجدت طقس عرسال بارداً جداً مقارنة بمناطق بقاعية أخرى». يقول أحد الناشطين في أعمال الاغاثة وتقديم المساعدات للاجئين، إن منظمته وفرت كميات من المازوت وبطانيات وفرشاً وملابس صوفية، وإنهم أخذوا في الاعتبار مناخ عرسال لذلك «رفعنا منحة المازوت إلى ما تعادل قيمته مئة دولار في الشهر». هذا الإجراء لم يطل لاجئين في مناطق بقاعية أخرى. فقد خصصت بونات «عربية» للاجئين في البقاع الغربي بما يعادل ليترات مازوت بقيمة خسمة آلاف ليرة لبنانية فقط في اليوم الواحد. فيما لا يجد المقيمون في مشاريع القاع طرقاً لـ«صرف» بوناتهم الورقية مازوتاً، لعدم قدرتهم على التوجه إلى محطات وقود محددة لهم تقع خارج منطقة مشاريع القاع، حيث لا يمنع اللاجئ من اجتياز نقطة العبور اللبنانية الرسمية لعدم حيازته اوراقا رسمية تؤكد خروجه بشكل شرعي من سوريا.

يقول السوري النازح من قريته المتاخمة للحدود اللبنانية جوسية بعد تدمير منزله، إنه لا يقدر على الخروج من مشاريع القاع حيث نصب خيمة له ولأولاده الاربعة، لإحضار المازوت من جديدة الفاكهة. موضحا أن حصته الشهرية من المازوت لا تتجاوز 100 ليتر (حوالى 5 تنكات)، وعليه أن يجتاز مسافة 20 كلم لإحضار الكمية «لكني لا أستطيع المغادرة لأني لا أملك بطاقة عبور رسمي». ويلفت إلى أن معظم اللاجئين في مشاريع القاع اجتازوا الحدود عبر مسالك ومعابر غير شرعية نتيجة الهرب من القصف أو تدمير منازلهم المتاخمة للحدود مع لبنان. ويكشف الضابط المنشق (برتبة نقيب) من الجيش السوري، أبو الوليد، الذي يقيم في المخيم مع زوجته وأولادهما الثلاثة أن «أخوة السلاح» يوفرون له يومياً صفيحة مازوت من دبابتهم المرابطة على الحدود مع لبنان قرب مشاريع القاع. ويوضح أن رفاقه غير المنشقين يتصلون به ويخبرونه أين وضعوا له تنكة المازوت، فيذهب ليلاً لإحضارها ويتقاسمها مع جيرانه في المخيم.

في مشاريع القاع أقام لاجئون سوريون مخيماً داخل بستان مشمش بعد حصولهم على خيم من هيئة دولية مانحة لا تزورهم إلا ما ندر، حيث يقطن في مخيم «الشوادر» أكثر من 7 عائلات من مدينة حمص (47 فرداً). ابتدع هؤلاء حلاً لمواجهة البرد القارس والزاحف من الجرود العرسالية العالية. ويقول الحاج أبو جمال (74 عاماً) إنهم نصبوا خيمة كبيرة ووضعوا بداخلها مدفأة يشعلونها نهاراً من بقايا حطب بساتين الأشجار المثمرة «ليلاً يعود كل واحد منا الى خيمته الأساسية ملتحفاً البطانيات بدل إشعال مدفأة مازوت». كاشفاً أنهم يضطرون إلى بيع بونات المازوت إلى أصحاب المحطات أو تجار المازوت لعدم قدرتهم على صرف الكمية المخصصة لكل عائلة من جهة، ولأن احتياجاتهم المعيشية والغذائية ألزمتهم استبدال بونات المازوت بأموال لشراء الطعام وملابس الشتاء والأدوية».

كذلك قطن بعض اللاجئين السوريين في عرسال وأخواتها، جرد البلدة المشاغبة منذ أن وجدت، داخل غرف زراعية في بساتين الكرز والمشمش (يراوح ارتفاع الجرد عن سطح البحر ما بين 1400 و1700م. وأعلى موقع عرسالي يصل الى الفي متر). يقول أبو مهران (46 عاما)، السوري النازح من بلدة النبك في ريف دمشق، إن صديقه العرسالي منحه غرفة في الجرد للاقامة فيها «وعندما بدأ الثلج نزلت الأولاد على عرسال». وأكدّ أن معظم اللاجئين المقيمن في الجرد العالي «نزحوا» إلى داخل عرسال أو إلى مشاريع القاع مع بدء تساقط الثلوج. أما حصته من المازوت، فيتقاسمها مع جاره العرسالي كرد جميل على منحه غرفة للسكن داخل البلدة و«مو بس المازوت، كمان مناكل كشك سوا».

تهريب المازوت… بالدبابات؟

«أفل» مجد تهريب المازوت بين لبنان وسوريا. هذا ما يشعر به سكان القرى اللبنانية الحدودية. فبعدما كان مازوت سوريا بديلاً رخيصاً عن المازوت اللبناني المرتفع السعر، جعلته الأحداث في سوريا مادة «أغلى من الذهب». يقول أحد المهرّبين اللبنانيين إن أكثر من 20 صهريجاً كانت تعبر الجرود في عرسال محمّلة بالمازوت السوري، أما اليوم فقد أصبح التهريب معكوساً. إذ يهرّب المازوت اللبناني إلى الداخل السوري بأسعار خيالية، ولكن الثلوج المتراكمة قطعت معابر التهريب. حتى «بونات» المازوت الدولية الممنوحة للاجئين تباع بأغلبيتها إلى مهربين يدخلونها الى سوريا.

هذا التهريب العكسي اليوم، صورته غير مكتملة. فقد كشف مهرّبون أنهم يشترون مازوتاً سورياً من ضباط في الجيش السوري يرابطون بدباباتهم وآلياتهم العسكرية على الحدود. ويقول إن هؤلاء الضباط يتقدّمون بدباباتهم نحو خط الحدود مباشرة حيث يجري تفريغ كميات من خزانات الدبابات في صهاريج صغيرة تمهيداص لإعادة بيعها للداخل السوري.

الإبراهيمي يلتقي الأسد اليوم: لم أهدّد بالاستقــالة

«مجزرة» أمام مخبز حلفايا… و«الحُرّ» يُنذر باقتحام بلدتين مسيحيتين

الأخضر الإبراهيمي في دمشق مجدّداً. المبعوث الدولي سيعرض على الرئيس السوري بشار الأسد، اليوم، ما في جعبته من حصيلة لقاءاته الدولية والعربية، بالتزامن مع تأكيد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنّ الأسد لن يتنحى حتى لو طلبت منه روسيا والصين ذلك

وصل المبعوث العربي الدولي الأخضر الإبراهيمي إلى دمشق في زيارة لم تُعلَن مسبقاً، فيما تواصلت أعمال العنف في سوريا، ولا سيّما في ريف حماه. وخلافاً لزياراته السابقة، دخل الإبراهيمي الأراضي السورية عبر لبنان، وأفادت مصادر مطلعة بأنّ من المقرّر أن يلتقي الإبراهيمي الرئيس السوري بشار الأسد اليوم، في وقت التقى فيه نائب وزير الخارجية فيصل المقداد أمس. وأكد الإبراهيمي، في حديث تلفزيوني، أنه «لم يهدّد بالاستقالة ولم يتّصل بالروس لطلب الضغط على الأسد ليستقبله».

من جهة أخرى، قلّل وزير الإعلام السوري عمران الزعبي من أهمية تصريحات نائب الرئيس السوري فاروق الشرع حول عدم جدوى الحسم العسكري لحلّ الأزمة السورية، داعياً، في الوقت نفسه، إلى حوار سياسي لحلّ الأزمة. وقال إنّ رأي الشرع «هو رأي من آراء 23 مليون سوري، وسوريا دولة تحكمها مؤسسات وقيادات والرأي النهائي لها».

وأكّد الزعبي أنّ «الجيش السوري عندما يدافع عن البلاد ويتخذ القرار لمواجهة الإرهاب، لا يفكر بمقولة وهم الحسم العسكري. وعندما يظهر الجندي إلى القتال ومن خلفه الشعب إلى المواجهة لا يضع في ذهنه حجم التضحيات وشكل المعركة ونتائجها». ورأى أنّ «المعركة مع الإرهاب لا رهان عليها، والحسم في المحصلة هو ما تفرضه شؤون المعركة والقيادة السياسية». وشدّد على ضرورة العمل السياسي لحلّ الازمة، مؤكداً أنّ «هناك فرصة مواتية جداً للانتقال في حلّ سياسي ورمي السلاح»، مؤكداً أنّ الحكومة السورية هي «أوّل من طرح الحلّ السياسي عبر الحوار الوطني».

وقال الوزير: «آن الأوان للبدء بعمل سياسي ورمي السلاح، وهذه النصيحة موجهة إلى تلك الحكومات وتلك الشخصيات التي راهنت ودعمت وسلحت، وإلى أولئك من المعارضة السورية الذين أصغوا إلى هذه الترهات، وساروا بها وحاولوا تجسيدها على الأرض عبر العنف والإرهاب». وشدّد الزعبي على ضرورة أن يكون «الحوار سورياً»، مشيراً إلى أنّ ذلك شان «لن نسمح لأحد بالتدخل فيه، القرار سيتخذه السوريون بأنفسهم». وأكد أنّ الجيش لم يتدخّل عسكرياً في الأحداث الدموية التي شهدها مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، مشدّداً على ضرورة عدم زجّ المخيمات الفلسطينية في الأزمة السورية.

ولفت الزعبي إلى أنّ سوريا، رغم كل ما يقال، لديها «بديهيات وثوابت لم ولن تتغير. ستبقى فلسطين جوهر الصراع العربي الإسرائيلي وستبقى القضية الفلسطينية قضية مركزية بالنسبة إلى سوريا». وأشار إلى أنّ «الأمور في المخيّم عادية والأهالي طردوا المسلحين، واستقرّ الوضع».

من ناحيته، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أول من أمس، إنّ لديه انطباعاً بأن الدول الضالعة في الأزمة السورية «تصلي» كي تواصل موسكو وبكين عرقلة أيّ تدخل في البلاد؛ لأنها غير مستعدة له. وصرّح لافروف بأنه «لا أحد يريد تدخلاً. يبدو أحياناً أنّهم يصلون كي تواصل الصين وروسيا عرقلة أيّ تدخل؛ لأنّه ما إن يجاز فسيتحتم عليهم التحرك، لكن لا أحد مستعد للتحرك». وأضاف: «إننا فقط مقتنعون بأنه لم يعد ينبغي لمجلس الأمن الدولي اتخاذ أي قرار مبهم، ولا سيما بعد تصرف شركائنا غير المنطقي كلياً بخصوص القرار حول ليبيا».

على صعيد آخر، أكد لافروف أنّ الغربيين يعربون في السرّ عن مخاوفهم من وقوع الأسلحة الكيميائية، التابعة للنظام، في أيدي عدد من فصائل المعارضة. وتابع: «بحسب معلوماتنا ومعلومات الاستخبارات الأميركية والأوروبية فإنّ الحكومة (السورية) تبذل حالياً كل ما في وسعها لضمان أمن هذه الأسلحة».

وقال لافروف إنّ الحرب الأهلية السورية وصلت إلى طريق مسدود، وإنّ الجهود الدولية الرامية إلى إقناع الرئيس السوري بالرحيل ستبوء بالفشل. وأشار إلى أنّ الرئيس السوري لن يذعن للضغوط التي يمارسها معارضوه أو الزعماء المتعاطفون معه في موسكو وبكين. وأضاف: «لن ينتصر أحد في هذه الحرب. الأسد لن يذهب إلى أيّ مكان، أياً كان القائل، سواء الصين أو روسيا». وأشار إلى أنّ روسيا رفضت طلباً من دول في المنطقة للضغط على الأسد للرحيل أو لمنحه ملاذاً آمناً، محذراً من أنّ رحيله قد يؤدي إلى احتدام القتال.

في سياق آخر، قال لافروف إنّ المبعوث العربي الدولي الأخضر الإبراهيمي قد يقوم بزيارة موسكو لعقد مشاورات في المسألة السورية، موضحاً أنّ الزيارة قد تكون «في فترة الأعياد تقريباً، أو يحتمل قبيل حلول رأس السنة».

ميدانياً، قتل ستين شخصاً في غارة شنّتها مقاتلات سورية قرب مخبز في بلدة حلفايا في ريف حماه، كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وتحدّثت «لجان التنسيق المحلية» عن «مجزرة ارتكبتها قوات النظام أدّت إلى مقتل العشرات، من بينهم نساء وأطفال وعشرات الجرحى، بعد سقوط قذائف على مخبز المدينة».

من ناحية أخرى، قال المرصد إنّ اشتباكات عنيفة دارت في انحاء مختلفة من سوريا، رافقها قصف عنيف بالمدفعية والطائرات. وتعرّضت للقصف، خصوصاً، مناطق في ريف دمشق ومحافظات حمص وحلب، وحماه. كذلك شهدت محافظات درعا، اللاذقية، الرقة ودير الزور اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين.

في محافظة حماه، أفاد مقاتلون معارضون بأنّهم سيطروا على معظم ريفها إلى الغرب من مدينة حماه، وهدّدوا باقتحام بلدتين تقطنهما أغلبية مسيحية قالوا إنّ القوات النظامية تستخدمهما كقاعدتين لمهاجمتهم.

في السياق، أدانت منظمة التعاون الإسلامي «تهديد جماعة سورية مسلحة باقتحام بلدتين مسيحيتين، إذا لم يطرد سكانهما قوات الرئيس السوري بشار الأسد منهما».

وأكدت، في بيان، أن «هذا التهديد بالاعتداء مخالف لتعاليم الإسلام التي تدعو إلى التسامح والإخاء والسلام ونبذ العنف»، محذرةً من «الانزلاق في البعد الطائفي للأزمة السورية باعتبار الشعب السوري شعباً واحداً تعايشت فيه الطوائف على مدى التاريخ».

في حلب، قال العقيد المنشق عبد الجبار العكيدي إنّ مقاتليه يفكّرون في فرض منطقة حظر جوي في سماء حلب، مجدداً تحذيره من أنهم سيهاجمون الطائرات التي تستخدم مطار المدينة. في دمشق، أفاد المرصد بأنّ سيارة ملغّمة انفجرت في حيّ القابون، أول من أمس، ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص وإصابة عشرات آخرين بجروح.

(أ ف ب، رويترز، أ ب)

مقاتلو الجيش الحر يحلمون باللعب مع ميسي وإنييستا

حازم يوسف

 أعرب عدد من مقاتلي الجيش السوري الحر عن حلمهم في اللعب يوماً ما بجوار النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي وزميله أندريس إنييستا في فريق برشلونة الإسباني.

 في خضم الحرب المسلحة الدائرة بين نظام الرئيس السوري بشار الأسد ومعارضيه من الجيش الحر، يُظهر الثوار رغبة أصيلة في الحياة والعيش بحرية والتطلع لتحقيق أحلام رياضية!

 وأبرزت صحيفة “سبورت” الإسبانية عدداً من الشباب السوري المُجند، وهو يُعرب عن حلمه في اللعب بجوار نجمي برشلونة ليونيل ميسي وأندريس إنييستا رغم ضراوة الاشتباكات المندلعة في الأراضي السورية على إثر هبة شعبية متصاعدة تطالب بإسقاط نظام بشار الأسد.

 وأعرب الشاب سمير الغوتيني المنضوي تحت لواءAK-47  التابع للجيش السوري الحر الذي أخذ على عاتقه محاربة القوات النظامية ممثلة بالجيش العربي السوري وقوات الأمن وعناصر الشبيحة عن حلمه وطموحه في أن يصبح لاعب كرة قدم محترفاً.

 يقول الغوتيني الذي يقاتل في مدينة حلب الواقعة في شمال سوريا إنه يذهب الى نادٍ رياضي برفقة أصدقائه بشكل دوري في إشارة إلى لهفته الجارفة في سبيل تحقيق أمنيته باحتراف اللعبة الشعبية الأولى في العالم.

ويعترف مقاتل الجيش الحر بلعبه في وسط الميدان لكنه يُحبذ التقدم إلى الأمام منوهاً أن تسجيل الأهداف يعتبر من الأمور التي تستهويه بشدة.

 ويتمثل حلم الشاب في إرتداء ألوان البلوغرانا واللعب بجوار النجم الأرجنتيني ميسي وزميله في الفريق الكاتالوني إنييستا لكن ذلك لن يتحقق على حد قوله قبل أن يتم إسقاط النظام الحالي وتحرير الشعب من “ديكتاتورية” استمرت 40 عاماً تحت حكم عائلة الأسد وحزب البعث.

 ويتمتع نجما برشلونة بشعبية جارفة في جميع أرجاء العالم بفضل مستواهما الرائع وتواضعهما الكبير رغم النجومية الهائلة مع البارسا الذي يُصنف كأفضل نادٍ كروي في السنوات الأخيرة.

 ويتشابه موقف ثوار سوريا مع ما حدث إبان الثورة الليبية عندما طلب أحد الأطفال بمناشدة ميسي من أجل لفت أنظار العالم والرأي العالم الدولي تجاه عمليات القمع الممنهجة في بدايات الهبة الشعبية التي أطاحت لاحقاً بحكم العقيد الليبي المخلوع معمر القذافي.

 وتداولت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي صورة شهيرة لطفل وهو يحمل لافتة كبيرة كُتب عليها “ميسي: ما يحدث في ليبيا مجزرة حقيقيّة ” في إشارة إلى رغبة أكيدة وصريحة لاستنهاض الرأي العام والوقوف بقوة تجاه المجازر المرتكبة في ليبيا آنذاك.

 وسيتواجد ثنائي نادي برشلونة –ميسي وإنييستا-  بالإضافة الى نجم ريال مدريد كريستيانو رونالدو في حفل الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” المقام في مدينة زيوريخ السويسرية لإعلان الفائز بجائزة “الكرة الذهبية” التي تمنح لأفضل لاعب في العالم لعام 2012 ، وذلك في السابع من كانون الثاني/يناير المقبل.

 وأنهى ميسي وإنييستا عاماً كروياً مفعماً بالإنجازات الفردية والجماعية، فبالإضافة إلى فوزهما بكأس الملك مع برشلونة فإن ميسي تمكن من تحطيم رقم التوربيد الألماني غيرد مولر الذي سجل 85 هدفاً في عام 1972 قبل أن يطيح ميسي بهذا الرقم بتوقيعه على 91 هدفاً في 2012.

 وقاد إنييستا منتخب بلاده إسبانيا للفوز بكأس الأمم الأوروبية الأخيرة التي أقيمت في الصيف الماضي وتوج فيها كأفضل لاعب في البطولة وهو ما فتح الباب واسعاً أمام الرسام ليتربع على عرش أفضل لاعبي القارة العجوز عبر جائزة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا” على حساب النجمين ميسي وكريستيانو.

http://www.elaph.com/Web/Sports/2012/12/781904.html

مقاتلون إسلاميون يسيطرون على أجزاء من قرية علوية سورية

أ. ف. ب.

بيروت: سيطر مقاتلون اسلاميون معارضون الاثنين على اجزاء واسعة من قرية تقطنها غالبية علوية في محافظة حماة وسط سوريا، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد في بريد الكتروني بعد ظهر اليوم “سيطر مقاتلون من جبهة النصرة ومن لواء احرار العشائر وكتائب احرار الشام على اجزاء كبيرة من بلدة معان التي يقطنها علويون” في محافظة حماة، مشيرا الى مقتل 11 مقاتلا اثر القصف على محيط البلدة، و”معلومات اولية عن مقتل ما لا يقل عن 20 من القوات النظامية ومسلحين موالين لها”.

وتقع البلدة شمال مدينة حماة، حيث يشن المقاتلون المعارضون منذ ايام هجمات واسعة على حواجز للقوات النظامية، ادت الى نزوح بعض سكان الريف الى مناطق اخرى.  وتأتي هذه السيطرة بعد يومين من تحذير بعض المقاتلين المعارضين من اقتحام بلدتي محردة والسقلبية ذات الغالبية المسيحية في شمال غرب مدينة حماة، واللتين تبعدان نحو عشرين واربعين كيلومترا على التوالي عن معان، ما لم يقم سكانهما بطرد القوات النظامية التي يتهمونها بقصف قراهم.

كما تأتي هذه الاحداث بعد تحذير الامم المتحدة في الفترة الاخيرة من ان النزاع السوري المستمر منذ 21 شهرا وادى الى مقتل اكثر من 44 الف شخص، بحسب المرصد، بات “طائفيا في شكل واضح”. ورفض المجلس الوطني السوري، احد ابرز مكونات الائتلاف السوري المعارض، هذا التصنيف الاممي، معتبرا ان النزاع هو بين نظام الرئيس بشار الاسد المنتمي الى الطائفة العلوية واناس يطالبون بالحرية والمساواة.

العفو الدولية تنتقد محاكمة مدنيين أمام محاكم عسكرية في سوريا

من جانب آخر، انتقدت منظمة العفو الدولية الاثنين نقل طبيبين على الاقل وفلسطيني للمحاكمة امام محكمة عسكرية في سوريا. وتحدث المنظمة في بيان حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه عن باسل خرطبيل، الفلسطيني المولود في سوريا والمحتجز منذ 15 آذار/مارس 2012 “لاسباب مجهولة”.

واوضحت ان خرطبيل اقتيد الى فرع المخابرات العسكرية في كفرسوسة بغرب دمشق، وهي التي تولت ابلاغ عائلته. وفي وقت لاحق، اشار احد المعتقلين الذي اكد انه تقاسم الزنزانة نفسها مع خرطبيل، الى ان الاخير تعرض للتعذيب والمعاملة السيئة.

ولفتت المنظمة الى ان معلومات اخرى تحدثت قبل شهرين عن نقله الى سجن عدرا شمال شرق دمشق. وابلغ سجناء تواصلوا مع عائلته بأن خرطبيل سيمثل امام محكمة عسكرية. واوضحت المنظمة ان الطبيبين محمود الرفاعي ومحمد اسامة عبد السلام البارودي اللذين اوقفا تواليا في 16 شباط/فبراير الماضي و18 منه في مستشفيات في دمشق، والمعتقلين في سجن صيدنايا شمال العاصمة السورية، سينقلان ايضا للمثول امام المحكمة العسكرية.

واوردت المنظمة ان هذا النوع من المحاكم يضم قضاة عسكريين، ولا يوفر الحقوق الدنيا للمتهمين الذين لا يحق لهم استدعاء شهود. كما ان جلسات المحاكمة تكون سرية ولا تكشف مواعيدها، ولا يحق للمتهمين استئناف الاحكام الصادرة عنها.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/12/781982.html

مجزرة جديدة في حلفايا بريف حماه أمام مخبز توقع عشرات القتلى

الاشتباكات متواصلة على طريق المطار في دمشق.. وقصف في دير الزور وحلب واللاذقية

بيروت: نذير رضا

أعلنت لجان التنسيق المحلية عن سقوط أكثر من مائتي قتيل في مجزرة جديدة ارتكبتها القوات النظامية في مدينة حلفايا في ريف حماه؛ حيث استهدفت صواريخ الجيش فرنا آليا للخبز يقف أمامه عدد كبير من السوريين.

وجاءت هذه المجزرة بعد يوم طويل من الاشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في أكثر من منطقة في ريف حماه، تخللها قصف بالصواريخ على الطريق المؤدي من إدلب إلى المحافظة عبر سهل الغاب، بينما تواصل القصف على مناطق واسعة من المدن السورية، مخلفا أكثر من 260 قتيلا بحسب لجان التنسيق، بينهم 200 في حلفايا، بينما كانت تدور الاشتباكات في ريف دمشق وتحديدا على طريق دمشق الدولي التي يحاول المعارضون السيطرة عليها، بينما أعلن الجيش الحر سيطرته على نقاط عسكرية للجيش النظامي.

وأفادت لجان التنسيق المحلية بسقوط 200 قتيل بقصف بالصواريخ استهدف مخبزا آليا في حلفايا بريف حماه. وأعلنت اللجان عن مجزرة ارتكبتها قوات النظام في المدينة «راح ضحيتها عشرات الشهداء بينهم نساء وأطفال إضافة إلى الكثير من الجرحى»، مشيرة إلى أن القصف تم بالصواريخ. وقالت اللجان إنه أثناء القصف، كان يوجد تجمع للأهالي أمام الفرن للحصول على الخبز بعد انقطاعه عن المنطقة لعدة أيام، لافتة إلى أن «الأنباء الأولية تفيد بوقوع مائتي شهيد بينما العدد مرشح للزيادة بسبب استمرار انتشال الجثث من تحت الأنقاض». وقالت اللجان إن المدينة شهدت حالة إنسانية كارثية بسبب الحصار والقصف المستمر عليها في ظل نقص المواد والكوادر الطبية.

وبث ناشطون فيديو يبين المجزرة ويظهر انتشار الأشلاء والجثث على الأرض وتهافت الناس لمحاولة إنقاذ الجرحى، بينما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات النظام استخدمت الطيران الحربي لتنفيذ هذه المجزرة. وقال ناشطون إن حلفايا تعرضت لحصار قبل ثلاثة أيام، إثر اشتباكات اندلعت بين القوات النظامية وقوات المعارضة أدت إلى سيطرة المعارضين على المدينة. وقد حذر معارضون قبل أيام من وقوع مجزرة فيها، بعد إعلان المعارضة النفير العام للسيطرة على حماه.

وتواصل القتال أيضا في ريف حماه؛ حيث سيطر الحر على حاجز شيلوط العسكري بعدما استولى على بلدات في ريف المحافظة بينها حلفايا ومورك. وأكد قادة ميدانيون بالجيش الحر أنهم أحكموا السيطرة على قرية اللطامنة وقطعوا الطريق الرئيسي بين محافظتي حماة وإدلب بعد السيطرة على مدينة مورك. وأفاد المرصد السوري باقتحام القوات النظامية بلدة مورك من المدخل الجنوبي للبلدة حيث اشتبكت مع مقاتلين من عدة كتائب مقاتلة، بينما تضاربت المعلومات حول الجهة التي تسيطر على بلدة الزغبة والتي تقطنها غالبية موالية للنظام حيث وردت معلومات عن إعادة القوات النظامية السيطرة على البلدة ووقوع خسائر بشرية بصفوف الطرفين.

وليست المرة الأولى التي يستهدف فيها الجيش النظامي مخابز وأفرانا في سوريا، وأعلنت منظمة «هيومن رايتس ووتش» في أغسطس (آب) الماضي من إن الطائرات والمدفعية السورية قصفت عشرة مخابز على الأقل في حلب على مدى ثلاثة أسابيع، مما أسفر عن مقتل العشرات الذين كانوا يقفون في الطوابير لشراء الخبز واتهمت الجيش السوري باستهداف المدنيين.

6في المقابل، قالت الوكالة الرسمية السورية للأنباء (سانا) إن وحدة من القوات النظامية اشتبكت مع مجموعة إرهابية حاولت الاعتداء على الأهالي وقوات حفظ النظام قرب بلدة الزلاقيات بريف محردة في حماة وأوقعت أفرادها بين قتيل ومصاب.

وفي دمشق وريفها، أفاد ناشطون عن إطلاق رصاص كثيف ومواجهات في جادة السادات وشارع العابد في دمشق، وفي ضواحي العاصمة نقل المصدر ذاته أنباء عن اشتباكات بالقرب من زملكا وقصف استهدف المليحة ودير العصافير.

من جهته، أكد الجيش السوري الحر سيطرته على ثكنة عسكرية تعرف باسم «فوج الهجانة» قرب مدينة يبرود بريف دمشق، كما أعلن الثوار سيطرتهم على اللواء 131 التابع لإدارة الصواريخ في شبعا قرب مطار دمشق الدولي، بينما أفادت لجان التنسيق المحلية أن اشتباكات عنيفة دارت بين الجيش الحر وقوات النظام في محاولة للسيطرة على طريق مطار دمشق الدولي. وقال الناشطون إن أحد المواقع العسكرية النظامية قرب المطار، شهد انشقاق مائتي جندي نظامي.

وذكرت لجان التنسيق المحلية أن المقاتلين المعارضين سيطروا على حاجز مسجد الصحابة في حي تشرين؛ حيث أسر مقاتلو الجيش الحر عددا من أعضاء اللجان الشعبية في الشارع.

في هذا الوقت، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الاشتباكات على أطراف مدينة داريا تواصلت حتى مساء أمس، وترافقت مع قصف من قبل القوات النظامية على المنطقة، مشيرا إلى أنباء عن خسائر في صفوف القوات النظامية. كما أعلن تعرض بلدة حزة بريف دمشق للقصف بالطيران الحربي، بالإضافة إلى غارات جوية على عربين وحرستا، وأشار إلى تعرض مدينة سقبا لقصف جوي أدى إلى سقوط قتيلين على الأقل، وسقوط عدد من الجرحى إثر القصف الذي تعرضت له منطقة العتيبة.

وتواصلت الاشتباكات أمس في محيط مخيم اليرموك الذي شهد هدوءا حذرا ترافق مع عودة بعض سكانه الفلسطينيين إليه. وأفاد ناشطون بوقوع اشتباكات على أطراف حي الحجر الأسود.

بدورها، أفادت لجان التنسيق المحلية عن قصف بالطيران استهدف أسواق «الخير التجارية» في عين ترما بريف دمشق، كما تعرضت المعضمية لقصف مدفعي استهدف الأحياء السكنية، مشيرة إلى قصف على داريا، الذبايبة، الميدان وعندان. وتحدثت أيضا عن تعزيزات للنظام اتجهت نحو مقر الفوج الـ81 بريف دمشق لمنع استيلاء مقاتلي المعارضة عليه، وعن وقوع اشتباكات عنيفة في المليحة وسط قصف مدفعي.

وفي حلب، أكد الجيش الحر سيطرته على مستودع للأسلحة قرب بلدة خان طوفان وعلى حاجز عسكري تابع لمعامل الدفاع في السفيرة. وأفاد ناشطون باستيلاء المعارضين على مقر الفوج 135 عفرين في ريف حلب. وأفادت لجان التنسيق المحلية باشتباكات عنيفة وقعت داخل مطار منغ العسكري بين الجيش الحر وجيش النظام ترافق مع قصف بقذائف الهاون والمدفعية على المدينة.

بدوره، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الطائرات الحربية نفذت غارة جوية على مدينة السفيرة بريف حلب الجنوبي أسفرت عن دمار عدة منازل ومعلومات عن وجود شهداء تحت الأنقاض، وأشار المرصد إلى مقتل ما لا يقل عن 10 مقاتلين من عدة كتائب مقاتلة وأصيب آخرون بجراح وذلك إثر اشتباكات مع القوات النظامية في منطقة عفرين بحلب على خلفية محاولة السيطرة على قيادة لواء للقوات النظامية في المنطقة.

في المقابل، ذكرت «سانا» أن «إرهابيين استهدفوا بنيران رشاشاتهم مسيرة شعبية خرجت في حي الجلوم بمدينة حلب تطالب بطرد المجموعات الإرهابية المسلحة من جميع أحياء المدينة وريفها ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين».

وفي اللاذقية، قال عضو اتحاد تنسيقيات الثورة في المدينة عمار الحسن لـ«الشرق الأوسط» إن قصفا استهدف شارع الجمهورية وحي قنينص، مشيرا إلى وقوع اشتباكات في الحي، واشتباكات أخرى بين القوات النظامية والمعارضين في الرمل الجنوبي وساحة الشيخ ضاهر.

وفي ريف اللاذقية، قال الحسن إن جبل التركمان تعرض لقصف عنيف من ثكنة البسيط وخربة السولاس بقصف قرى جبل التركمان كل من بيت عوان والسريا والخضراء اللهم سلم، كما تعرضت منطقة ناحية سلمى لقصف استهدف قرية (عكو) في ناحية سلـمى. وأفاد الحسن بوقوع إطلاق نار تعرضت له أحياء بانياس التابعة لمحافظة طرطوس، مشيرا إلى إطلاق نار له تعرضت له الأحياء الجنوبية من حاجز أبونديم وحاجز كازية وحود.

في غضون ذلك، استولى الجيش الحر على كتيبة الإشارة في محيط حي دير بعلبة في حمص بعد ثلاثة أيام من الاشتباكات، طبقا لمصادر مختلفة بينها لجان التنسيق. بينما أفاد ناشطون أن انفجارا وقع في أحد حقول النفط في دير الزور بشرق البلاد؛ حيث أظهرت صور امتداد تصاعد ألسنة اللهب من المكان. وقال الناشطون إن الانفجار وقع جراء القصف العشوائي من قبل قوات النظام على المدينة وريفها. وأفادت لجان التنسيق بتصدي الجيش الحر لرتل عسكري على طريق دير الزور وسيطرته على عربة مصفحة. أما في الحسكة فقد قال الجيش الحر إنه استولى على بلدة تل براك.

المروحيات والبراميل «رعب السوريين» وحلب تعرفت إلى «الغازيل» حديثا

مصادر لـ «الشرق الأوسط»: النظام اعتمد عليها نتيجة نقص ذخيرة المقاتلات

بيروت: نذير رضا

ارتبط مصطلح «البراميل المتفجرة» بأسماء المروحيات القتالية «ME 24» و«ME 8» في سوريا.. وما إن يتردد واحد من تلك المصطلحات، حتى يتبادر إلى أذهان السوريين «الرعب الناتج عن تلك الذخائر والمروحيات»، كما يقول الناشطون. لكن أهالي حلب تميزوا عن سائر سكان المدن السورية بحفظهم اسم المروحية الهجومية «غازيل» التي يطلقون عليها اسم «الغزال»، وهي نوع من المروحيات الهجومية، الفرنسية الصنع، التي شاع استخدامها في المدينة.

وأكد ناشطون لـ«الشرق الأوسط» أن مروحية «غازيل» المعروفة باسم «SA-342M» برزت بشكل كبير خلال معركة حلب، إذ «استخدمتها القوات النظامية في الأحياء الداخلية للمدينة لقصف العربات العسكرية التي تطلق النار باتجاه المروحيات والطائرات الحربية». وأشار أحد الناشطين، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن المروحية «لم تكن معروفة لدى السوريين في البداية، وأثار تحليقها فوق الأحياء الضيقة على علو منخفض، وبين الأبنية أحيانا، دهشة أبناء حلب الذين لم يشاهدوا هذه المروحية في السابق».

وأضاف الناشط: «تحلق المروحية على علو منخفض جدا، وكانت تلاحق المدرعات وسيارات المقاتلين المعارضين المزودة بالرشاشات، لكن استهدافها من قبل الثوار كان سهلا نظرا لارتفاعها البسيط عن الأرض، رغم أنها سريعة جدا بحكم أنها لا تحمل الكثير من الذخائر، مثل المروحيات الهجومية الروسية، ولا يوجد فيها إلا طيار واحد».

وتعد مروحية «غازيل» من المروحيات الهجومية القديمة الطراز، صغيرة الحجم، تتسع لراكبين فقط، مزودة بصواريخ «هوت» المضادة للدروع، وتطير بمحرك واحد. وتعرف هذه الطائرة، بحسب الناشطين، بأنها «عاجزة عن توفير الحماية للطيار لكون مساحة نوافذها الزجاجية كبيرة مما يسمح بكشف الطيار، كما أن حجمها صغير مقارنة بالمروحيات الأخرى».

وأكد الناشطون أن هذه المروحية «لم تحمل البراميل المتفجرة، بل صواريخ استهدفت مدرعات الجيش الحر، بالإضافة إلى أنها شاركت في القتال عبر مساندة القوات النظامية على الأرض عبر إطلاق النار من رشاشات ثقيلة على أماكن وجود المقاتلين المعارضين».

بدورها، أكدت مصادر بارزة في الجيش السوري الحر أن هذه المروحية الموجودة منذ الثمانينات «شاركت بعمليات محدودة في الحرب الدائرة، معظمها في حلب ودمشق، وشاركت في مهمات ملاحقة سيارات المقاتلين في الأحياء والأرياف»، مشيرة إلى أن المروحيات النظامية التي تشارك في الحرب هي مروحية «ME 8»، ومروحية «ME14»، ومروحية «ME 25» القادرة على حمل نحو ثلاثة أطنان من الذخيرة، وتحلق على مسافات مرتفعة.

وقالت المصادر إن مروحية «ME 25» الهجومية – الروسية الصنع – هي «الأكثر استخداما في الحرب، لكونها تستطيع حمل البراميل المتفجرة»، وأشارت إلى أن هذه المروحية «رصدت أكثر من مرة تحمل ستة براميل متفجرة، وترميها على المناطق المأهولة بالمدنيين».

كما أوضحت المصادر أن البراميل المتفجرة «بمعظمها محلية الصنع، تصنع في مصانع الحديد في اللاذقية»، لافتة إلى أن البرميل «عبارة عن جسم معدني من الفونت، يحتوي على كمية قليلة من الـ(TNT)، وكمية كبيرة من المواد الكيماوية التي تستخدم كسماد زراعي مثل البوتاسيوم وكربونات ونترات البوتاسيوم والفوسفات، مما يزيد من قوة انفجار المادة المتفجرة».

وأوضحت المصادر أن تلك البراميل التي تضمنت في الفترة الأخيرة «خردة ومعادن ثقيلة الحجم تتطاير بفعل الانفجار»، تنقسم إلى أربع فئات بحسب أوزانها، حيث تتنوع بين «براميل 200 كيلوغرام، و300 كيلوغرام، و500 كيلوغرام، و1000 كيلوغرام»، لافتة إلى أن تلك البراميل لا تمتلك خاصية توجيهية؛ «إذ إن معظمها مصنع بدائيا، حيث تحمل بعض البراميل أسطوانة تفجير موصولة بفتيل تفجير بدائي يشعل بالسيجارة أو بعود الثقاب، ويرمى في ظروف مناخية مستقرة كي يصل إلى هدفه».

وأشارت المصادر في الجيش الحر إلى أن اعتماد سلاح الجو النظامي على المروحيات بما يتخطى المقاتلات الحربية «يأتي نتيجة للنقص في الذخيرة، واعتماد البراميل المتفجرة كذخيرة أساسية في الحرب، وهي التي تحملها المروحيات، وتعجز المقاتلات عن رميها».

اتهامات متبادلة بين القوات النظامية والجيش الحر بتدمير البنية التحتية لسوريا

قيمة العملة السورية تهبط لأدنى مستوياتها منذ 10 أشهر

بيروت: نذير رضا

اتهم الجيش السوري الحر الجيش النظامي بتدمير البنية التحتية السورية «عبر قصفها بالمدافع والصواريخ والبراميل المتفجرة»، ردا على اتهام قيادة الجيش النظامي أمس «المجموعات الإرهابية» باستهداف «المنشآت الاقتصادية والبنى التحتية والمنجزات التي تحققت عبر عقود من الزمن»، في وقت تشهد فيه الليرة السورية أدنى مستويات في قيمتها مقابل الدولار منذ عشرة أشهر، إذ سجل صرف الدولار الواحد أمس 101 ليرة سورية في السوق السوداء.

وأكد المدير التنفيذي في جبهة تحرير سوريا التابعة لقيادة أركان الجيش الحر محمد علوش لـ«الشرق الأوسط» أن «القوات النظامية هي من تستهدف المنشآت الحيوية والبنى التحتية بطائراتها وبراميلها المتفجرة ومعداتها العسكرية الثقيلة، كما تستهدف شبكات المياه والكهرباء والاتصالات»، نافيا استهداف المقاتلين المعارضين لتلك المنشآت «وهم الذين لا يملكون إلا البنادق الآلية وقاذفات (آر بي جي) التي تستهدف آليات النظام، لكنها لا تدمر المنشآت الحيوية».

وقال علوش إن «أسلحتنا الخفيفة غير قادرة على تدمير المنشآت»، مشيرا بالقول «إننا حريصون على الحفاظ على منشآت سوريا لأنها لكل الشعب السوري وليست ملكا للنظام الحاكم أو عائلته»، لافتا إلى أن القوات النظامية «تدمر المدارس التي يأوي إليها النازحون، كما استهدفت أكثر من مائة مسجد».

وأوضح علوش قائلا «إننا حافظنا في المناطق المحررة على جزء كبير من الأمن، وأعدنا فتح طرقات أقفلها النظام منذ 15 عاما في منطقة سرمين، كما فتحنا الأفران لإطعام السوريين في شمال سوريا، بينما يمنع النظام الخبز والدقيق عن الشعب السوري».

وإذ اعتبر أن حوادث التفجيرات «كانت فردية»، أكد أن تلك التفجيرات «استهدفت مقار أمنية ومراكز عسكرية تضم عناصر الأمن والشبيحة». وأضاف أنه «إذا كان يقصد النظام أن تلك المراكز هي منشآت حيوية وبنى تحتية، فإننا نعتبر أنه يجب تطهيرها من قوات الأمن، وأن تتحول إلى منارات للحرية»، مشيرا إلى أن «مراكز الاستخبارات التي تعد بأربعين مركزا، هي ملك للشعب ويجب أن تتحرر ويستعيدها السوريون».

وأكدت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية أن «(المجموعات الإرهابية) دأبت في الآونة الأخيرة على تكثيف اعتداءاتها بشكل هستيري على المنشآت الاقتصادية والبنى التحتية مستهدفة تخريب المنجزات التي تحققت عبر عقود من الزمن في محاولة يائسة للتضييق على شعبنا وثنيه عن مواقفه الوطنية المتمثلة برفضه للإرهاب وتلاحمه مع رجال الجيش العربي السوري لمواجهة العدوان الذي يستهدف سوريا الدور والموقف».

وقالت القيادة في بيان نشرته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) على موقعها الإلكتروني أمس، إن «تلك الاعتداءات هي تعبير عن حالة العجز والإفلاس التي وصلت إليها تلك (المجموعات الإرهابية) ومن يدعمها من جراء الضربات القاصمة التي تتلقاها على أيدي رجال الجيش»، محذرة «(الإرهابيين) من مغبة القيام بمثل هذه الأفعال الإجرامية»، مؤكدة «عزمها على ملاحقتهم وسحق فلولهم والضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه المساس بالمقدرات الاقتصادية للوطن أو العبث بأمنه واستقراره».

في هذا الوقت، هبطت قيمة الليرة السورية أمس إلى أدنى مستوياتها منذ شهر فبراير (شباط) الماضي، إذ تخطى سعر صرف الدولار حاجز الـ100 ليرة في السوق السوداء، مواصلا ارتفاعه المستمر منذ أسبوعين أمام الليرة السورية، ليسجل سعر صرفه في السوق السوداء 101 ليرة، في ظل غياب الدور الحكومي عن السوق، بينما ارتفع في السوقين النظامية والموازية ليتجاوز 77 ليرة.

وأفاد موقع «سوريا نيوز» بأن «سعر صرف الدولار في السوق السوداء أمس وصل إلى 99 ليرة سورية للشراء، في حين بلغ سعر المبيع 101 ليرة، وسط غياب الدور الحكومي عن السوق». وسجل الدولار في السوق السوداء أعلى مستوى له في فبراير الماضي، عندما تجاوز سعر صرفه 108 ليرات سورية، قبل أن يتدخل المصرف المركزي ويضخ كميات من الدولار في الأسواق ليهبط إلى حدود 70 ليرة حينها، قبل أن يتواصل ارتفاعه تدريجيا. وقال حاكم مصرف سوريا المركزي، أديب ميالة، إن المصرف سيقوم باتخاذ إجراءات حاسمة لوقف ارتفاع الدولار خلال أيام، مشيرا إلى أن هذه الإجراءات ستحمل معها عقوبات رادعة وإجراءات قاسية بحق كل المخالفين والمتلاعبين من تجار العملة.

الإبراهيمي يلتقي الأسد اليوم حاملا خطة أميركية ـ روسية

الزعبي: لا علم لنا بزيارة المبعوث.. ورأي الشرع «شخصي»

بيروت: «الشرق الأوسط»

وصل مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي أمس إلى دمشق، حاملا خطة أميركية – روسية لإنهاء الأزمة السورية يعرضها على الرئيس السوري بشار الأسد في لقائه معه اليوم.

وذكرت وكالة رويترز أن الإبراهيمي وصل إلى دمشق لمقابلة الرئيس الأسد، ومسؤولي الحكومة وبعض أطراف المعارضة. وأشارت الوكالة إلى أن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ورئيس المكتب السياسي للأمم المتحدة في دمشق مختار لأماني كانا في استقباله.

من جهتها، ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أنه خلافا لزياراته السابقة دخل الإبراهيمي الأراضي السورية آتيا من لبنان عبر الحدود اللبنانية – السورية. وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام بوصول الإبراهيمي إلى مطار رفيق الحريري الدولي آتيا من القاهرة على متن طائرة تابعة لشركة «طيران الشرق الأوسط» في رحلة عادية. وأضافت أن الممثل المقيم للأمين العام للأمم المتحدة ديريك بلامبلي استقبله في قاعة الشرف وسط تدابير أمنية مشددة داخل المطار، حيث لم يسمح للمصورين والإعلاميين بممارسة مهامهم.

وقبيل وصوله إلى بيروت، ذكرت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية أمس أن الإبراهيمي يحمل خطة أميركية – روسية لإنهاء الأزمة السورية سيقدمها للرئيس السوري بشار الأسد. وتقضي الخطة بإنشاء حكومة انتقالية مكونة من وزراء يكونون محل قبول من طرفي الصراع في سوريا، على أن يبقى الأسد في السلطة حتى عام 2014، وهي السنة التي تنتهي فيها ولايته الانتخابية، ولكن دون صلاحيات.

وفي حين ذكرت الصحيفة الفرنسية أنه يهدد بالاستقالة من مهمته، وأنه كان ينتظر في القاهرة تأشيرة دخوله إلى سوريا، قال الإبراهيمي في حديث تلفزيوني: «لم أهدد بالاستقالة، ولم أتصل بالروس لطلب الضغط على الأسد ليستقبلني».

واستقبلت دمشق الإبراهيمي بتصريح لوزير الإعلام السوري عمران الزعبي الذي أكد أن «كل رهان على حدوث تغيير بالمعنى الذي يحلم البعض به هو أضغاث أحلام ولا يعنينا». وقال الزعبي في مؤتمر صحافي عقده أمس، إنه «لا علم لدينا إذا كان مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي قادما إلى سوريا ومتى».

وأكد الزعبي أن «روسيا لا تضغط على دمشق وعلى الحكومة، ولا يوجد جهة تضغط على الحكومة على الإطلاق، والقرار السياسي السوري هو قرار سيادي محض، وليس هناك أي تغيير في الموقف الروسي أو الخطاب المعلن»، قائلا: «كل رهان على حدوث تغيير بالمعنى الذي يحلم البعض به هو أضغاث أحلام ولا يعنينا».. وشدد على أن «الموقف الروسي موقف سياسي ثابت يقوم على قاعدة عنوانها أن روسيا لا تتدخل بشأن يتعلق بالسيادة السورية، وهي تتعاطى مع ما يحدث في سوريا على قاعدة أنها تحترم السيادة السورية ولا تتدخل في التفاصيل وفي خيارات الشعب».

وإذ أكد أن الجيش السوري «ليس جهة في المواجهة ولا يساوي المسلحين»، لفت إلى أنه «عندما نتحدث عن حوار وطني فنحن نتحدث عن الحديث بين السوريين ومن رفض الحوار في بياناته ودعا إلى التسليح واستخدام السلاح، فهو لا يريد الحوار، ومن يرفض الحوار ويخشى نتائجه ويخشى صناديق الاقتراع وأن يسقط شعبيا في صناديق الاقتراع»، قائلا: «هذه محاولات للتمويه عن جوهر نياتهم».

شدد على أن «كل من يمول أو يؤوي الإرهابيين يجب أن يحاكم أمام القضاء الدولي»، موضحا أن «كل من يرمي السلاح ويسلم نفسه للدولة السورية ويقبل أن يضع نفسه تحت سلطة القانون فهو مواطن سوري، أما كل العناصر الأجنبية وكل من انضوى تحت جبهة النصرة وأسمائها المتعددة، وكل من ارتكب عملا أدى إلى مقتل مواطن سوري أو التخريب في البنى التحتية، فهناك جزاءات وعقوبات إذا تم إلقاء القبض عليه»، مؤكدا أن «الجيش سيبقى يواجه هؤلاء بكل قوة واقتدار ومشروعية سياسية ووطنية ودستورية».

من جهة أخرى، قلل الزعبي من أهمية تصريحات نائب الرئيس السوري فاروق الشرع حول عدم جدوى الحسم العسكري لحل الأزمة السورية، داعيا في الوقت نفسه إلى حوار سياسي لحل الأزمة المستمرة منذ 21 شهرا. وقال الزعبي إن رأي الشرع «هو رأي من آراء 23 مليون سوري، وسوريا دولة تحكمها مؤسسات وقيادات والرأي النهائي لها».

وكان الشرع أقر أن أيا من نظام الرئيس بشار الأسد أو معارضيه غير قادر على حسم الأمور عسكريا في النزاع المستمر منذ 21 شهرا، داعيا إلى «تسوية تاريخية» لإنهائه. وقال الشرع في حديث إلى صحيفة «الأخبار» اللبنانية المؤيدة للنظام السوري الأسبوع الماضي إنه «ليس في إمكان كل المعارضات حسم المعركة عسكريا، كما أن ما تقوم به قوات الأمن ووحدات الجيش لن يحقق حسما».

مدينة طرطوس ربما تكون الملاذ الأخير أمام الموالين للنظام السوري

إشارات توحي بتحولها إلى عاصمة لـ«دولة علوية رديفة» على الساحل

طرطوس: نيل ماك فاركوهار*

بدأ الموالون لنظام الرئيس السوري بشار الأسد في التوافد على ميناء طرطوس المطل على البحر الأبيض المتوسط، مما أحدث طفرة هائلة داخل مدينة في منأى عن الشهب الحارقة والمتشابكة التي تصب فوق رؤوس معظم المدن السورية، إذ لا وجود لأي قصف أو غارات جوية تشوش على حالة الهدوء اليومي السائدة هناك.. وتملأ العائلات المقاهي التي يعج بها الكورنيش الساحلي للمدينة، والتي عادة ما تكون مهجورة في شهر ديسمبر (كانون الأول) بسبب رياح الشتاء، وتشهد السوق العقارية انتعاشا كبيرا، وتستقر في أحضانها قاعدة بحرية روسية صغيرة تعطي على الأقل الانطباع بأن الإنقاذ قريب، إذا ما دعت الحاجة إليه.

وكثير من السكان الجدد هم من الأقلية العلوية، وهي الطائفة الشيعية نفسها التي ينتمي إليها الأسد، وأحدث موجات التدفق هذه جاءت من الفارين من دمشق، الذين قرروا أن الفيللات الصيفية، رغم برودتها، أفضل من المعركة الوشيكة للسيطرة على العاصمة.

ويقول صحافي سوري التقى مؤخرا بالأهالي المقيمين هنا: «إن الذهاب إلى طرطوس يشبه الذهاب إلى بلد آخر. إنها تبدو طبيعية وآمنة تماما. الاتجاه السائد هو: (نحن نستمتع بحياتنا هنا بينما يقاتل جيشنا في الخارج)». وفي حال سقوط دمشق في قبضة المعارضة، فمن الممكن أن تصبح طرطوس محورا لمخطط إنشاء بلد مختلف، إذ يتوقع البعض أن يحاول الأسد والنخبة الأمنية النجاة من السقوط عن طريق إقامة دولة علوية رديفة على الساحل، تكون طرطوس هي عاصمتها الجديدة.

وقد كانت هناك مؤشرات واضحة على وجود ترتيبات من أجل ذلك، حيث أعلن حاكم محافظة طرطوس هذا الشهر أن الخبراء كانوا يدرسون كيفية تطوير مطار محلي صغير، تستخدمه حاليا في المعظم طائرات رش المحاصيل، ليتحول إلى مطار مدني متكامل «من أجل تدعيم النقل والنشاط التجاري والسفر والسياحة»، بحسب ما أذاعته وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا». وقد تزامن هذا الإعلان مع شن أولى الهجمات على المطار الموجود في دمشق، مما أجبره على إغلاق أبوابه مؤقتا أمام حركة الطيران الدولية. والأهم من ذلك هو أن قوات الأمن تعمل باستمرار على ضرب حزام مكثف من نقاط التفتيش حول الحدود المحتملة لإقليم علوي مستقبلي، وتعلو المنطقة المركزية الجبلية للعلويين علوا شاهقا شرق طرطوس لتفصلها عن معظم أنحاء سوريا، كما يكون نهر العاصي خطا غير مستوٍ عبر الجبال يفصل أراضي العلويين عن وسط سوريا.

ويؤكد القادة العسكريون للثوار من محافظة حماه المجاورة أن جنود النظام يشددون الحراسة على نقاط التفتيش المقامة في الطرق المؤدية إلى الجبال، حيث ذكر باسل الحموي أحد مقاتلي الثوار على هامش اجتماع عقده القادة العسكريون للثوار في تركيا: «إذا فجرنا نقطة تفتيش، فإنها تعود إلى مكانها في غضون ساعات. ذات مرة في محافظة حماه، قمنا بتفجير 5 نقاط تفتيش في يوم واحد، ثم عادت جميعها في اليوم التالي. هذه المنطقة بالنسبة لهم أهم حتى من دمشق».

وأشار الحموي وغيره من قادة الثوار إلى وجود نحو 40 نقطة تفتيش تابعة للنظام على امتداد أكثر من 60 ميلا في محافظتي حمص وحماه وحدهما. ويقول حسن السلوم قائد إحدى كتائب الثوار إن الكثيرين من القادة العلويين لجيش الأسد أرسلوا عائلاتهم إلى القرى التي ينتمون إليها، لذا فإنهم يكونون شديدي العنف في حماية هذه المنطقة، حيث أوضح الرجل أنهم يشكلون لجانا لحراسة أطراف قراهم، وأنهم كثيرا ما يتفاوضون من أجل التوصل إلى هدنات محلية. وتابع قائلا: «لا أحد يدخل، ولا هم يخرجون».

وهناك شكوك على نطاق واسع داخل صفوف المعارضة في أن يكون العسكر ينقلون أسلحة إلى المنطقة الخلفية للعلويين، أو أن يكونوا قد وضعوها بالفعل في مواقعها. ويقول السلوم: «إن الجبال والساحل تجعل الهجوم صعبا»، كما تنتشر القلاع عبر أرجاء المنطقة الساحلية، مما يدل على قيمتها الاستراتيجية. وإذا ما هرب الأسد إلى طرطوس، فمن الممكن أن يحاول حماية نفسه من القاعدة البحرية الروسية هنا، أو أن يهرب على متن سفينة روسية.

وقد أعلنت روسيا يوم الثلاثاء الماضي أنها تستعد لإرسال أسطول صغير إلى طرطوس، ربما من أجل إجلاء مواطنيها الذين يعيشون في سوريا، غير أن أهالي طرطوس يؤكدون أن عائلات العاملين الروس في القادة البحرية قد غادرت بالفعل، أما الضباط فإنهم لم يغادروا القاعدة، التي تشكل منطقة محصورة تقريبا بالقرب من الميناء المدني.

وهناك سابقة لإقامة دولة رديفة، حيث سبق أن قامت فرنسا – التي كانت القوة الاستعمارية في المنطقة في أوائل القرن العشرين – بدعم إقامة دولة علوية من عام 1920 حتى عام 1936، إلا أنها تحولت إلى ما أصبح فيما بعد سوريا المستقلة. ويتعهد القادة العسكريون للمعارضة بالوقوف أمام أي محاولة لإقامة دولة علوية، حيث ذكر مسؤول عسكري كبير من قوات الثوار في حمص طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية: «نحن نريد منع النظام من مغادرة دمشق أصلا، كي نضمن أنه بسقوط دمشق سيسقط النظام أيضا». وفي اجتماع عقد مؤخرا بين القادة العسكريين للمعارضة في جنوب تركيا، لم يحضر أحد من القوات الهزيلة المرابطة حول طرطوس.

ولم تؤدّ الحرب الدائرة إلا إلى تقوية السمعة التي تقول إن الناس في طرطوس يحيون حياة مستقرة في منتجع هادئ، وعلى عكس معظم أنحاء سوريا، فإن هذه المدينة لا يزال لديها خبز وبنزين وكهرباء، كما أنها تتعرض للحد الأدنى من انقطاعات الكهرباء، وقد وضع نادي السينما المحلي جدول مواعيد حافلا، وقام مؤخرا بعرض فيلمي «البحث عن نيمو» و«سينما باراديسو».

وقد شهدت المدينة عددا بسيطا من المظاهرات الصغيرة المناهضة للنظام بعد الثورة، بدأت أولا في شهر مارس (آذار) عام 2011، إلا أنها لم تتكرر منذ ذلك الحين.

وقد كان أبو محمد (35 عاما)، الذي يعمل وكيلا عقاريا هنا، يتابع القتال الدائر في المناطق الأخرى من سوريا عن طريق لوحات أرقام السيارات التي تقف خارج مكتبه، حيث كانت في البداية تأتي من حمص، ثم من دير الزور، ثم من حلب، والآن من دمشق. وهو يقول إنه يتلقى من 20 إلى 30 مكالمة يوميا من أناس يبحثون عن منازل لشرائها أو استئجارها، مضيفا: «معظمهم لم يأتِ إلى هنا أبدا من قبل، إلا أنهم يبدون أثرياء أو على الأقل من الطبقة المتوسطة، لأن لديهم سيارات جميلة».

ويكشف الرجل عن أنه في الفترة الأخيرة بدأت أعداد سيارات الـ«ليموزين» الحكومية السوداء في التزايد، بالإضافة إلى تكرار ظهور الوسطاء الذين يخبرونه بأنهم يبحثون عن منازل كبيرة من أجل «شخص هام وذي نفوذ يريده من أجل عائلته»، دون الإفصاح عن اسم هذا الشخص.

ويقول الناشطون إن أحمد جبريل، وهو قائد فلسطيني ما زال مواليا للأسد، فر مع ابنه إلى طرطوس مقبلا من دمشق بعد أن آلت إلى الثوار هناك اليد العليا في حي اليرموك الفلسطيني. ويوضح أبو محمد، الذي يستخدم اسما مستعارا كي يتحاشى تنفير أي عملاء: «في ذلك الوقت من العام، عادة ما تكون المدينة خاوية، ولكن الوضع الآن هو العكس تماما، فجميع الفنادق والنزل والشاليهات الصغيرة وكل ما له أثاث صار مشغولا».

وما زال من الصعب تقدير الأرقام بدقة؛ إذ يقول عزام دايوب، وهو رئيس المكتب السياسي التابع للمجلس الثوري السري بطرطوس، إن هناك على الأقل 230 ألف لاجئ حرب في المدينة، ويقول آخرون إن سكان المحافظة بالكامل، الذين كان عددهم في الماضي يبلغ نحو 1.2 مليون نسمة، يقترب الآن من مليوني نسمة، ومعظم هؤلاء هم من العلويين، بما في ذلك عدد لا حصر له من العاملين بالحكومة الذين عادوا إلى محافظتهم الأم، بيد أن هناك أيضا الكثيرين من السنة والمسيحيين وغيرهم من المقربين للنظام ممن لم يعودوا يشعرون بالأمان في المناطق الأخرى.

ويشير دايوب إلى أن العلويين في المدينة يمنعون الأقليات الأخرى، وكذلك أبناء الأكثرية السنية في سوريا، من دخول أحيائهم، وأن الجانبين لم يعودا يترددان على متاجر بعضهما، مؤكدا أن الأهالي من السنة يعكفون على تجميع الأسلحة من أجل التصدي لأي محاولة مستقبلية لإخراجهم.

وهذا الوجود الكبير لغير العلويين على امتداد الساحل دفع الكثير من الأهالي إلى القول إن بناء دولة علوية سوف يكون مستحيلا، فاللاذقية مثلا – وهي مدينة ساحلية أكبر حجما تقع ناحية الشمال وبها مطار دولي – سوف تبدو اختيارا أكثر منطقية لتكون العاصمة، إلا أنها تعتبر أقل أمانا بالنسبة للعدد الكبير من سكانها العلويين بسبب الصدامات المتكررة هناك.

ويقول الكثير من الأهالي إنه نادرا ما تتردد حوارات عامة في طرطوس عن الأزمة التي تلف سوريا بجناحيها، فتؤكد سيدة تبلغ من العمر 29 عاما اشترطت عدم الإفصاح عن اسمها بسبب التوترات القائمة هناك: «لا أحد من كلا الجانبين يتحدث صراحة عن مشاعره. إنهم يريدون أن تظل الأمور هادئة لأن كلا الجانبين خائف».

ويرفض بعض العلويين سرا احتمالات أن تكون لديهم دولتهم الخاصة بهم، حيث يقول أبو حيدر (55 عاما)، وهو صاحب شركة استيراد وتصدير صغيرة في طرطوس، إن الأحلام شيء لكن الواقع شيء آخر. ويتساءل الرجل: «ما الذي لدينا في محافظة طرطوس مما يمكن أن يساعدنا على الوقوف وحدنا كدولة؟ لا توجد لدينا بنية تحتية ولا موارد طبيعية. لا توجد لدينا سوى بساتين الليمون والزيتون إلى جانب مدينة صغيرة بها خدمات بسيطة». ولكن إلى أن يأتي يوم الحساب، تبدو طرطوس مصرة على منع اشتعال الحرب التي تلوح نارها في الأفق، حيث يقول أبو محمد: «الناس الذين يأتون إلى طرطوس يريدون أن يعيشوا حياتهم، لا أن يجلسوا ويتذكروا ما حدث لإخوانهم وأقاربهم الآخرين في مساقط رأسهم».

ويختم حديثه قائلا إنه في ظل البذخ الذي تتسم به حفلات الزفاف هنا وازدحام المطاعم وصخب النشاط اليومي.. «فإنني أحيانا عندما أقود سيارتي في شوارع وساحات طرطوس أنسى ما يجري في سوريا».

* شارك بالتقرير مراسل لصحيفة «نيويورك تايمز» من سوريا

* خدمة «نيويورك تايمز» خاص بـ«الشرق الأوسط»

إسرائيل تراقب التطورات في سوريا.. وتستعد لتحرك محتمل في حال الإطاحة بالأسد

تقارير ألمانية: قوات غربية خاصة تتهيأ على الحدود

لندن: «الشرق الأوسط»

أوضح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس أن إسرائيل تستعد للآثار المحتملة لاستخدام سوريا أسلحة كيماوية، وقال إن حكومته تستعد لإمكانات حدوث «تغيرات جذرية» في سوريا.

وقال نتنياهو خلال الاجتماع الأسبوعي للحكومة بالقدس: «نحن أيضا نراقب التطورات في سوريا. هناك تطورات كبيرة تحدث بشكل شبه يومي. نحن نتعاون مع الولايات المتحدة ونتخذ مع المجتمع الدولي الإجراءات اللازمة للاستعداد لتغيرات محتملة في النظام واسعة النطاق والتي سيكون لها آثار على أنظمة الأسلحة الحساسة هناك». كما أضاف، بحسب وكالة الأنباء الألمانية، أن إسرائيل تستعد لتحرك محتمل في حال الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال مسؤول دفاعي إسرائيلي كبير في وقت سابق أمس إن الأسلحة الكيماوية السورية لا تزال آمنة، على الرغم من أن الأسد فقد السيطرة على أجزاء من البلاد. وقال عاموس جلعاد لراديو الجيش الإسرائيلي إن الحرب الأهلية بين الأسد وقوات المعارضة التي تقاتل للإطاحة به وصلت إلى طريق مسدود، لكن الرئيس السوري لم يظهر بوادر تذكر على الاستجابة للدعوات الدولية للتنحي.

ولكونها الجارة الجنوبية لسوريا فإن إسرائيل تشعر بالقلق من سقوط أسلحة كيماوية في أيدي إسلاميين متشددين أو مقاتلين من حزب الله اللبناني، وحذرت من أنها قد تتدخل لمنع مثل هذه التطورات. وقالت دول غربية قبل ثلاثة أسابيع إن حكومة الأسد ربما تستعد لاستخدام الغاز السام لصد مقاتلي المعارضة الذين يتمركزون حول العاصمة دمشق ويسيطرون على ريف حلب وإدلب في الشمال.

ودعت القوى الغربية وبعض الدول العربية الأسد للتنحي، لكن وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف قال يوم السبت إن الجهود الدولية لإقناع الأسد بالتنحي ستفشل. وأشار لافروف إلى أن روسيا رفضت طلبات من دول في المنطقة للضغط على الأسد للرحيل أو لمنحه ملاذا آمنا، محذرا من أن رحيله يمكن أن يؤدي لاحتدام القتال.. لكنه رحب في تصريحات لاحقة بأي دولة «ثالثة» تعرض على الأسد اللجوء لحقن الدماء في سوريا، بحسب وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية.

ويأتي ذلك بينما ذكرت مجلة «فوكوس» الألمانية، في عددها الصادر أمس، أن قوات غربية خاصة تتجهز عند منطقة الحدود السورية – الأردنية للتدخل في حال انهيار نظام الأسد. وقالت المجلة استنادا إلى تصريحات لضابط في حلف شمال الأطلسي (الناتو) إن المهمة الموكلة إلى هذه القوات الخاصة التي تضم جنودا أميركيين وفرنسيين هي تأمين مخازن الأسلحة الكيماوية السورية ضد عمليات النهب ومنع سقوطها في أيدي المتطرفين الإسلاميين في حال انهيار نظام دمشق.

وأضافت المجلة أن قوات مظلات تابعة للفيلق الأجنبي الفرنسي أرسلت خلال الأشهر الماضية دوريات عديدة من الأردن إلى داخل سوريا، وذكر ضابط برتبة ليفتنانت بالوحدة الثانية لسلاح المظلات الفرنسي للمجلة أن هذه العمليات تمت تحت ستار مستشفى ميداني لاستقبال اللاجئين السوريين أقيم في مخيم المفرق الأردني، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

وقال ليفتنانت إن الفيلق الأجنبي الفرنسي يمكن أن يكون قد أرسل سرية كاملة مع عرب في هذه العمليات، «فشبابنا لا يلفتون النظر في أي مكان».

وفي سياق متصل، قالت المجلة إن جنودا من قوات «دلتا فورس» و«رنجرز» الأميركية الخاصة المدربة على القتال في الصحراء تستعد أيضا لتأمين الأسلحة الكيماوية في سوريا. وقالت المجلة استنادا إلى مصادر عسكرية في القدس إنه تم إرسال الوحدة الإسرائيلية الخاصة «سيريت ماتكال» إلى سوريا منذ فترة طويلة.

غازات سامّة ضد ثوار حمص وذخيرة إسرائيلية في مراكز عسكرية للنظام قرب دمشق

الأسد يستقبل الإبراهيمي بمجزرتين في حلفايا والسفيرة

                                            يستقبل الرئيس السوري بشار الأسد الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي في دمشق اليوم، على وقع سقوط أكثر من مئة شهيد في مجزرتين في حلفايا والسفيرة قامت بهما قواته، التي تقصف الشعب السوري بذخيرة اسرائيلية الصنع عثر عليها الثوار في موقع استولوا عليه قرب دمشق، وبالغازات السامة التي أودت أمس بعدد من الإصابات في حي البياضة بمدينة حمص.

وقال نشطاء إن أكثر من مئة شخص قتلوا أمس وأصيب كثيرون آخرون في غارة جوية نفذتها مقاتلات الأسد على مخبز كان يصطف أمامه مئات المواطنين لشراء الخبز، في واحدة من أكثر الغارات دموية في حرب الاسد ضد شعبه.

وأظهرت مقاطع مصورة نشرها نشطاء على الإنترنت عشرات الجثث المخضبة بالدماء ملقاة في الشارع بين الأنقاض والشظايا.

وقال سامر الحموي وهو نشط في بلدة حلفايا قرب حماة “عندما ذهبت إلى هناك رأيت أكواماً من الجثث في كل مكان. كان هناك نساء وأطفال”. وأضاف “هناك عشرات الجرحى أيضاً”.

وقال سكان حلفايا انهم قدروا عدد الضحايا بنحو 90 قتيلاً، من أصل نحو مئتي شهيد سقطوا أمس في أنحاء سوريا.

وقال الحموي ان اكثر من ألف شخص كانوا يقفون امام المخبز الواقع في البلدة. وتابع “لم نتلق أي طحين خلال ثلاثة أيام تقريباً لذا فإن الجميع كانوا يتوجهون إلى المخبز اليوم (أمس) وكثير منهم نساء وأطفال.” وأضاف “ما زلت لا أعرف حتى الآن ما إذا كان هناك أقارب لي بين القتلى.”

وأظهر تسجيل مصور من موقع الهجوم نساء وأطفالاً ينفجرون في البكاء والصراخ في الوقت الذي سارع فيه بعض الرجال لنقل الضحايا بالدراجات النارية والشاحنات الصغيرة. وصاح بعضهم “إنها طائرة حربية.. إنها طائرة حربية”.

وأظهر المقطع رجلاً توقف لالتقاط أشلاء من الشارع ولفها في سترته قبل أن يبتعد بها. وحاول بعض السكان المصابين بالهلع رفع كتل خرسانية بأيديهم للوصول إلى جثث مدفونة تحتها. وصاح رجل قائلاً “أين العرب.. أين العالم؟… انظروا إلى كل هذه الجثث”.

في اثناء ذلك وصل المبعوث الدولي الاخضر الإبراهيمي إلى دمشق لاجراء محادثات مع المسؤولين السوريين حيث يتوقع أن يلتقي الرئيس السوري اليوم. واضطر الإبراهيمي للتوجه إلى سوريا بالسيارة قادماً من لبنان لأن القتال الدائر حول مطار دمشق الدولي تسبب في اغلاقه فعلياً.

وفي تصريحات تتسم بالتحدي قال وزير الاعلام السوري عمران الزعبي إن على المعارضين وحلفائهم الاجانب ان “ينسوا” محاولة اسقاط الأسد.

وبدا ان الزعبي ينأى بحكومته عن تصريحات نائب الرئيس السوري فاروق الشرع الذي قال الاسبوع الماضي إنه لا يمكن لا للمعارضين ولا لقوات الأسد الانتصار في الحرب وطالب بتشكيل حكومة وحدة وطنية.

وأظهرت لقطات فيديو تم تحميلها على موقع للاعلام الاجتماعي على الانترنت احياء تحولت ركاماً بسبب الضربات الجوية في ريف حلب والغوطة الشرقية بدمشق.

وأظهرت لقطات يعتقد انها حملت في قرية السفيرة بمحافظة حلب أمس، ما يبدو انها الاثار المترتبة على هجوم جوي حيث سارع سكان لانتشال الجثث من تحت الأنقاض بما في ذلك جثة صبي صغير.

وأظهرت لقطات اخرى يعتقد انها صورت أمس كذلك في منطقة الغوطة الشرقية بدمشق غارة جوية حيث تظهر طائرة مقاتلة في الجو فوق حي تليها سحابة من الدخان يتصاعد من الأرض. ويظهر سكان أيضا وهم يحاولون انقاذ ما بقي من متعلقاتهم وسط حطام المنازل المدمرة.

ونقلت وكالة أنباء “الأناضول” عن عضو مجلس القيادة العسكرية لهيئة الأركان المشتركة للجيش الحر، محمد علوش، قوله إن الجيش الحر عثر أمس في منطقة عسكرية تابعة لنظام الأسد على فوارغ طلقات إسرائيلية الصنع تستخدمها دبابات من طراز “تي 72” روسية الصنع، نقلاًَ عن قيادي في الجيش الحر.

وقال علوش في حديث هاتفي لمراسل الوكالة إن “عملية الاكتشاف تمت بواسطة لواء الإسلام التابع لجبهة تحرير سوريا بعد نجاحه أمس في السيطرة على الحاجز العسكري في قرية الريحان بمنطقة الغوطة الشرقية المحيطة بالعاصمة دمشق”.

ونشر الجيش الحر مساء أمس، مقاطع فيديو لفوارغ الطلقات الإسرائيلية التي “تزيل عن وجه النظام ستار مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، الذي كان يتخفى وراءه” حسب علوش.

وفي سياق آخر، ذكرت شبكة شام الإخبارية أمس، أنه جرى توثيق ستة شهداء وأربع حالات فقدان بصر تام وأربع حالات شلل رباعي من جراء ضرب حي الخالدية والبياضة بالغازات السامة التي أطلقتها قوات الأسد ضد مواقع بيد المعارضة في مدينة حمص.

وقال قائد عسكري في الجيش الحر أمس، ان مقاتليه استولوا على قاعدة عسكرية في مدينة حلب بشمال سوريا.

واضاف قائد المجموعة ويدعى أنس أبو زيد ان نحو 200 من المقاتلين استغلوا الضباب والمطر كغطاء وهاجموا القاعدة العسكرية 135 مشاة في قرية الهوى السبت.

واوضح ابو زيد “تم الاقتحام في الساعة الثامنة صباحاً وتم انهاء العملية في الساعة الثانية عشرة ظهراً بنتائج مهولة.”

واستولى المقاتلون على مركبات عسكرية واسلحة مختلفة في القاعدة. وقال ابو زيد “حجم الذخائر حجم كبير جداً اكثر من 200 الف طلقة روسية واكثر من 50 الف طلقة رشاش” بالاضافة الى 3000 قنبلة يدوية وغيرها من الاسلحة. وقال أبو زيد “يمكننا الآن إسقاط الطائرات (الحربية) والهليكوبتر”.

 (ا ف ب، رويترز، الأناضول، “المستقبل”)

مصادر عسكرية لبنانية: العد التنازلي لأيام الأسد بدأ

من الطبيعي أن تكون كلّ الأطراف السياسية اللبنانية غارقة في تحليل وتنبّؤ ما ستؤول إليه الأوضاع في سوريا، خصوصاً بعد تحوّلات شهدتها تفاصيل الأزمة السورية أخيراً، أُشيعت معها احتمالات إمكان الحسم بوجه النظام السوري سريعاً، إلا أن اللافت لبنانياً أن تبدأ أوساط المؤسسة العسكرية اللبنانية في توقّع مرحلة ما بعد الأسد.

في هذا الإطار، أوضحت مصادر عسكرية لبنانية رفيعة لموقع “NOW” أن ما وصلها من ترددات عن الملف السوري تشير إلى أن أيام الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة بدأت تشهد عدّاً تنازلياً، وتعتبر المصادر أنه إذا ما صحّت هذه الترددات فإن “المفاجأة في سوريا قد تحصل بين ليلة وضحاها”.

وترى المصادر العسكرية اللبنانية أن “علامة استفهام كبرى ستُرسَم بعد سقوط الأسد، إذ إن الخشية عظيمة من مرحلة طويلة من الاقتتال والفوضى سيرزح تحتها الشعب السوري”، وتشير إلى أن “الدولة اللبنانية لا تستطيع أن تحول دون تدفق المزيد من اللاجئين من سوريا، وإنْ كان بعض الوزراء طالبوا بإقفال الحدود امام هؤلاء”.

وتشدد المصادر عينها على أن “الأكثرية الساحقة من اللاجئين الفلسطينيين القادمين من سوريا إلى لبنان، هم من العائلات، وبالتالي لا مخاوف أمنية قد تنتج جراء وجودهم في لبنان، مع أن الأعباء الانسانية والمالية والاجتماعية ستزداد حُكماً”.

وتلفت المصادر العسكرية إلى أن “أكثرية اللاجئين السوريين الذين تدفقوا في الفترة الأخيرة على لبنان هم من الموالين للنظام، وذلك بسبب ما تتعرض له دمشق ومحيطها”، مؤكدة أن “السلطات اللبنانية المعنية تقوم بواجباتها على أكمل ما يرام لناحية متابعة اللاجئين، والحد من امكان قيام البعض منهم بأي نشاط غير مرغوب به قد يلحق الضرر بالأمن والاستقرار والمصالح اللبنانية”.

إلى ذلك تشير المصادر إلى وجود تأكيدات وحرص من الدول الكبرى “بما لا لبس فيه” بأنّ لبنان محيَّد عن أي صراع إقليمي، وتعتبر بالتالي أن “لا مخاوف أمنية من هذه الجهة أو تلك خصوصاً وأن التخويف بالأصوليين الموجودين في سوريا لا يطابق واقع الحال الراهن على الاراضي السورية”.

وتشدد المصادر العسكرية الرفيعة على أن “المجتمع الدولي حريص على الاستقرار في لبنان، ولا مجال لأي انزلاق خطير بين اللبنانيين أو على الساحة اللبنانية على حد سواء، خصوصاً وأن إيران بدورها ستتفادى أي انزلاق لـ”حـزب الله”، لذلك فإن الأخير سيذهب باتجاه التهدئة الداخلية تمهيدا لتسوية ما، وإنْ كانت للحزب طريقته وأساليبه بالتعاطي والتواصل مع الأطراف الاخرى”، وتستنتج المصادر من كل ذلك أن “الانتخابات النيابية ستحصل في موعدها الدستوري بغض النظر عن قانون الانتخاب”.

المعارضة السورية ترفض خطة لبقاء الأسد

                                            رفض الائتلاف الوطني السوري المعارض اليوم الاثنين عرضا مفترضا ببقاء الرئيس السوري بشار الأسد عاما آخر في السلطة إلى حين إجراء انتخابات, وشددت على رحيله فورا, في وقت التقى الموفد الأممي العربي المشترك الأخضر الإبراهيمي مجددا الأسد بدمشق في محاولة لتلمس حل للأزمة الراهنة.

وقال رئيس الائتلاف معاذ الخطيب للجزيرة -معقّبا على تسريبات بشأن خطة أميركية روسية مفترضة تسمح للأسد بالبقاء في السلطة حتى عام 2014- إن المعارضة لا تريد بقاءه يوما واحدا إضافيا.

وانتقد الخطيب في الأثناء موقف روسيا التي قالت إن الأسد باق في السلطة, ولن تطلب منه الرحيل.

وكانت صحفية لوفيغارو الفرنسية تحدثت عن خطة أميركية روسية يحملها الإبراهيمي، في محاولة وصفتها تقارير إعلامية بأنها زيارة “الإنذار الأخير”.وتتضمن الخطة -حسب الصحيفة- تشكيل حكومة انتقالية مؤلفة من وزراء يحظون بقبول طرفي الأزمة في سوريا، على أن يحتفظ الأسد بالسلطة حتى استكمال ولايته عام 2014، ولكن دون أن يحق له الترشح في الانتخابات القادمة.

وأضافت الصحيفة أن تلك الأفكار تواجه اعتراضات أطراف عدة، فإيران ليست راضية عن استبعادها من هذه العملية، وهو ما جعلها تبعث نائب وزير خارجيتها إلى موسكو، كما أن ائتلاف المعارضة السوري يعارض أي مفاوضات مع الأسد ومع “الذين تلطخت أيديهم بالدماء”.

عرض مرفوض

وفي سياق الموقف الذي عبر عنه معاذ الخطيب, نعت رئيس اللجنة القانونية في الائتلاف الوطني السوري هيثم المالح بالهراء الخطة الأميركية الروسية التي تحدثت عنها صحيفة لوفيغارو.

وقال للجزيرة إن الائتلاف يمثل الشعب ولا يمكن له أن يرضى بطرح كهذا، وإلا فسيؤدي ذلك إلى سقوطه أمام الشعب، حسب تعبيره.

وتساءل قائلا “كيف يمكن أن يكافأ القاتل على جرائمه” ببقائه في السلطة؟ في إشارة إلى الرئيس بشار الأسد.

محادثات الإبراهيمي

وفي دمشق, لم يصدر عن لقاء الرئيس السوري والموفد المشترك ما يشير إلى حل محتمل للأزمة سواء على أساس الخطة الأميركية الروسية المفترضة أو غيرها. وقال الإبراهيمي إنه بحث مع الأسد مستقبل سوريا, وإنه أطلعه على فحوى اللقاءات التي أجراها داخل المنطقة وخارجها.

وأضاف أنهما تبادلا الرأي بشأن الخطوات التي يمكن اتخاذها في المستقبل, مضيفا أن الوضع في سوريا لا يزال يدعو إلى القلق, داعيا كل الأطراف إلى التوجه نحو الحل الذي يتمناه الشعب السوري.

أما الأسد, فأعلن حرص حكومته على إنجاح أي جهود تصب في مصلحة الشعب السوري, وتحفظ  سيادة سوريا واستقلالها. يشار إلى أن آخر زيارة قام بها الإبراهيمي لدمشق كانت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي حين تفاوض على هدنة بمناسبة عيد الأضحى، ولكنها لم تصمد إلا ساعات معدودة.

ويتوقع أن يزور الإبراهيمي موسكو قبل نهاية الأسبوع الحالي وفق ما قال اليوم غينادي غاتيلوف، نائب وزير الخارجية الروسي.

تحذير روسي

في الأثناء, حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نظام الرئيس السوري من استخدامه الأسلحة الكيمياوية ضد شعبه وقال إن ذلك سيكون بمثابة انتحار سياسي. وأضاف لافروف في تصريح للتلفزيون الروسي اليوم أنه لا يظن أن دمشق ستستخدم تلك الأسلحة.

وتابع أن موسكو اتصلت مرارا بالحكومة السورية, وتلقت منها تأكيدات بأنها لن تلجأ للسلاح الكيمياوي الذي قالت دمشق إنها لن تستخدمه في أي حال من الأحوال، دون أن تقر بامتلاكه.

وقالت روسيا وإسرائيل وتقارير استخبارية غربية إن المخزونات السورية من الأسلحة الكيمياوية آمنة حتى الآن.

وفي السياق نفسه, وصف رئيس البرلمان العربي أحمد محمد الجروان اليوم التقارير عن استخدام النظام غازات سامة في حمص بالتطور الخطير, قائلا إن ذلك يؤثر سلبا على مهمة الإبراهيمي.

 الحر يدمر رتلا للنظام وقتلى بقصف مخبز بحمص

                                            قال ناشطون إن الجيش السوري الحر دمر اليوم رتل إمداد عسكري للنظام، بينما سيطر على سرية عسكرية داخل مطار منغ العسكري بريف حلب، في الأثناء قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن 15 قتيلا بينهم 10 أطفال سقطوا بقصف على مخبز بمدينة تلبيسة بحمص.

فقد ذكر ناشطون سوريون أن الجيش الحر سيطر على سرية عسكرية داخل مطار منغ العسكري بريف حلب، بعد أن اقتحم جزءا من المطار وتمكن من قتل عدد من قوات النظام وإعطاب عدد من الآليات داخله.

كما أفاد ناشطون بأن الجيش الحر قام بإعطاب طائرة مروحية على مدرج مطار كويرس العسكري قرب بلدة دير حافر في ريف حلب الشرقي. وقال الناشطون إن الجيش الحر قصف المطار بقذائف الهاون، كما استهدف مقاتلوه مدرجات المطار بصواريخ محلية الصنع.

قصف وقتلى

في هذه الأثناء قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 36 شخصا قتلوا اليوم برصاص قوات النظام معظمهم في حمص ودمشق وريفها. وأمطر جيش النظام مدن وبلدات ريف دمشق بالقذائف. كما تعرضت أحياء عدة في دير الزور لقصف مدفعي.

في الأثناء قالت الهيئة العامة للثورة الثورية إن 15 قتيلا بينهم 10 أطفال سقطوا بقصف على مخبز بمدينة تلبيسة بحمص.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بريد إلكتروني لوكالة الصحافة الفرنسية “نفذت طائرات حربية عدة غارات جوية على مدن وبلدات الغوطة الشرقية رافقها تصاعد لسحب الدخان من المنطقة”، بعدما أشار في وقت سابق إلى أن الطيران الحربي السوري نفذ غارتين على بلدة جسرين والمنطقة الواقعة بين بلدتي جسرين وكفربطنا.

وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن عشرة أشخاص قتلوا وأصيب العشرات في قصف بالمروحيات على بلدة الغنطو بريف حمص.

غازات سامة

وكانت تقارير متطابقة أفادت بأن النظام السوري استخدم قنابل تحوي غازات سامة في حييْ الخالدية والبياضة بحمص، فيما وردت أنباء عن قطع التيار الكهربائي عن معظم مناطق العاصمة دمشق وانفجارات عنيفة هزت العاصمة وريفها فجر اليوم.

وأفاد المركز الإعلامي السوري بأن استعمال الغازات السامة بحمص تسبب في وقوع ست وفيات وأربع حالات شلل وأربع حالات عمى إضافة إلى 63 مصابا.

وفي الريف الدمشقي أفاد المركز بأن قصف قوات النظام استهدف بلدات ومدنا عدة منها النشابية والمعضمية وداريا وعربين وسقبا، فيما تواصلت المعارك بين الثوار وقوات الجيش النظامي على أكثر من محور في المنطقة.

وذكرت شبكة شام الإخبارية أن مدينة الحولة بريف حمص قصفت كذلك بالمدفعية وراجمات الصواريخ.

مجزرة حلفايا

وقد قتل 181 شخصا أمس في هجمات وقصف متواصل تشنه القوات النظامية السورية على عدد من المناطق. من بين القتلى 93 بينهم نساء وأطفال قتلوا في غارة جوية استهدفت مخبزا في حلفايا بريف حماة.

وأفاد ناشطون بأن مستشفيات حلفايا وإدلب المجاورة تغص بالجرحى، وهو ما يجعل أعداد القتلى مرشحة للارتفاع. وتخضع حلفايا لسيطرة الجيش الحر منذ أسبوع.

وقد تضاربت الأنباء بشأن عدد قتلى المخبز الآلي الأهلي في حلفايا، فبينما تحدث نشطاء عن سقوط العشرات أشار آخرون إلى أن العدد قد يتجاوز 200 أو 300 قتيل إضافة إلى مئات الجرحى، وسط توقعات بارتفاع عدد الضحايا بسبب خطورة الإصابات وضعف الإمكانيات الطبية.

وقال الناشط أبو مصعب الحموي للجزيرة من ريف حماة إن طائرات ميغ استهدفت باب المخبز، أثناء تجمهر السكان للحصول على الخبز بعد أيام من انقطاع الطحين عن المنطقة.

وتحدث الناشط باسل درويش للجزيرة من ريف حماة أيضا مشيرا إلى أن أكثر من 2000 شخص كانوا متواجدين أمام وحول المخبز عندما وقع القصف، وأن عدد القتلى قد يزيد عن 200، وأوضح أن عدد الضحايا مرشح للزيادة لوجود جثث تحت الأنقاض.

 حلب.. مشاهد دمار لا يميز

                                            فراس نموس-حلب

ليس منظرا من الحرب العالمية الثانية ولا صورة من سراييفو أثناء حصارها والهجوم عليها، ولا هي كذلك لقطة من غروزني التي دمرها الروس في حرب طاحنة، إنها مبان ومساكن في أحياء كرم الجبل وبستان الباشا ومساكن هنانو في حلب دمرها الجيش السوري على رؤوس أهلها بسلاح روسي.

صور ماثلة للدمار وللهمجية وهي تعتدي على بيوت الآمنين فتحيلها ركاما وتحيلهم أشلاء، دون ذنب جنوه، قدرهم أنهم كانوا في الموقع الذي سقط عليه برميل متفجر ألقاه دون توجيه جنود أقسموا يوما على حماية سوريا، ليحط دون ميعاد على مبنى كان واقفا وكان به عشرات الأسر.

الدمار لم يصب مساكن المدنيين فقط، بل وصل إلى المساجد والمستشفيات ومدارس الأطفال، ولم يعد بالإمكان وصف محل دون غيره بأنه آمن، فالقذائف العشوائية والبراميل الهاوية تحل حيث ألقيت دون مبالاة بقدسية أو حرمة أو تراث.

الجزيرة نت تجولت في أحياء حلب المتضررة ووثقت الدمار فيها، وهو دمار سيبقى على حاله لحين انتهاء الثورة، كما يقول الناشط في المجلس الثوري صلاح الدين، إذ إن إزالته وإعادة الإعمار أكبر من إمكانية الجيش السوري الحر ومؤسسات الإغاثة، وجل ما يقدرون على عمله هو إيجاد مأوى بديل لمن بقي حيا من هذه الغارات.

في حي بستان الباشا قصف مسجد الفتح وهو أكبر مسجد، حيث أصابته قذيفة مباشرة في المحراب وتناثرت شظاياها في المسجد وعصفت بما فيه من أثاث، وقد بقي على حاله شاهدا على قذيفة دخلت المسجد من المحراب، وعطلت الصلاة فيه حتى اليوم.

وعلى مقربة من المسجد تقع مبان سقط عليها برميل متفجر فتحول نصفها إلى ركام ونصفها الآخر شاهد على حياة كانت فيه، فهناك صورة لأسرة ما زالت معلقة على جدار وثلاجة تكاد تهوي، ومشجب عليه بقايا ثياب.

معاقبة الأحياء

يمكن للصورة أن تكون أكثر وضوحا لو أخذت من قرب أو من زوايا أخرى، لكن قناصا يستريح على رأس عمارة في أقصى الشارع ويتسلى باصطياد المارة يمنع من المغامرة بالاقتراب أكثر.

نفس المشهد في حي كرم الجبل وكأن البرميل عندما يهوي يقص العمارات بمنشار فيأخذ نصفها ويبقى الآخر في مشهد غريب، نصف حمام ونصف مطبخ وأوان لا تزال معلقة على زواياه وأبواب تفتح للفضاء لا أرض تحتها، وكتل إسمنتية مشدودة بحديد البناء تنتظر أن يلكز العمارة أحد لتهوي.

أما في مساكن هنانو فقد سقط البرميل في وسط العمارة على ما يبدو فلم يبق منها رسما أو معلما، وهوت ركاما بالكامل ودفنت معها من كان فيها، في رد ثأري على خسارة النظام لثكنة هنانو التي سيطر عليها الثوار واستولوا فيها على عتاد كثير.

وليس بعيدا عنها حي الشعار الذي كان على موعد مع برميل هوى على مستشفى الشفاء، وأحدث مجزرة بالعشرات، ومستشفى الشفاء الذي أصبح أطلالا كان يقدم خدماته الطبية لأكثر من نصف السكان في الأحياء المحررة بالإضافة إلى جرحى الجيش الحر.

لم يكن مستشفى الشفاء الوحيد الذي قصف في حي الشعار، فقد استهدف مسجد نور الشهداء وقصفت عدة بيوت، ولكن الذي أثار الاستياء الأكبر أن يستهدف مشفى يقدم خدمات طبية وبه جرحى ومرضى، في تصرف يخالف أعراف البشر وقوانين الحرب.

في حي الهلك كذلك كانت مدرسة ابتدائية على موعد مع صاروخ من طائرة حربية دفع ثمنها وثمنه الشعب، أحدث دمارا هائلا فيها وفتح فجوة في أرضها فوق القبو، والمفرح أن الأطفال لم يكونوا في المدرسة عند الهجوم، لكننا وجدناهم اليوم وهم يجمعون خشب كراسي الدراسة للتدفئة.

صور كثيرة يمكنها أن تتحدث بأفصح لغة عما تعرضت له هذه الأحياء من قصف لم يفرق بين مدني وعسكري وإنما كان هدفه، كما يقول صلاح الدين، معاقبة الأحياء التي وقفت مع الجيش الحر والتنكيل بها، وإيذاء الثوار بأكبر قدر ممكن وهم يرون أهلهم وأبناءهم أشلاء ولا يملكون لرد ما أصابهم سبيلا.

القصة الغامضة لجهاد مقدسي.. هرب أم خطفه حزب الله

ما بين انشقاقه أو اختطافه يبقى لغز اختفائه قيد التكهنات

العربية.نت

منذ إعلان انشقاق الناطق باسم الخارجية السورية، جهاد مقدسي، تضاربت الأنباء حول انشقاقه وملابسات هروبه، ورغم استمرار الغموض حول مصيره فتتوقع جهات معنية بالشأن السوري أن مقدسي قد اختطف في بيروت، وهو في طريقه مع عائلته إلى المطار، وربما تم اختطافه من داخل المطار، ومن ثم تم تسليمه إلى دمشق أو “اعتقل لدى جهة لبنانية حليفة لدمشق”.

بعض المعنيين أشاروا إلى أن مقدسي كان يخطط للانشقاق عن نظام الأسد والهروب من سوريا منذ بدايات شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لكنه كان يخشى على عائلته وإخوانه. أما عائلة مقدسي ذاتها فهي تقيم في بيروت منذ عدة شهور، حيث يدرس أطفاله في إحدى المدارس الأجنبية هناك، وكان هو يتردد على بيروت أسبوعياً، حيث يقضي عطلة نهاية الأسبوع مع زوجته وأبنائه، إلى أن قرر الهروب، فكانت خطته المغادرة من بيروت مصطحباً معه زوجته وأطفاله الذين كانوا بانتظاره هناك.

تفاصيل الهروب

وفي تفاصيل عملية هروب مقدسي التي يبدو أنها فشلت، فإنه مساء يوم الخميس 29 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي سافر مقدسي كالعادة إلى بيروت بعد انتهاء عمله في الخارجية السورية بدمشق لقضاء عطلة نهاية الأسبوع مع عائلته في لبنان، وفي اليوم التالي أي في 30 نوفمبر الماضي اختفى مقدسي، وأصبحت كافة وسائل الاتصال به مقطوعة.

وهنا، وفق معلومات حصلت عليها “العربية،نت” تؤكد المصادر في بيروت أنه تم اعتقال مقدسي أو اختطافه ثم سلم إلى دمشق، وهو ما يفسر لماذا صمتت دمشق عدة أيام قبل أن تعلن أن مقدسي في إجازة ولم ينشق، حيث كانت في انتظار أن تتسلمه من حليفها اللبناني الذي نفذ عملية الاعتقال.

وكانت قناة تلفزيونية لبنانية هي أول من أعلن خبر انشقاق جهاد مقدسي عن النظام السوري، وذلك يوم الاثنين 3 ديسمبر/كانون الأول الجاري، أي بعد أربعة أيام من اختفائه في بيروت، وبعد انتهاء عطلة نهاية الأسبوع الطبيعية التي يقضيها مقدسي في بيروت بشكل معتاد.

وتؤكد الجهات المعنية أن مقدسي لم يكن يحمل تأشيرة دخول إلى بريطانيا ولا إلى الولايات المتحدة، حيث ألغيت تأشيرتا دخوله إلى البلدين بعد أن انتهت مهامه الدبلوماسية فيهما، ما يعني أنه لم يكن في طريقه لا إلى لندن ولا واشنطن، وإنما إلى مكان ثالث خارج عن التوقعات.

وكان مقدسي قد عمل في السفارة السورية بلندن ناطقاً إعلامياً لعدة سنوات، وقبلها عمل في السفارة السورية بواشنطن، ثم بعد انطلاق شرارة الثورة بعدة شهور انتقل للعمل ناطقاً باسم الخارجية السورية في دمشق، وذاع صيته فجأة عندما اعترف في مؤتمر صحافي أن لدى دمشق أسلحة كيماوية لكنها لن تستخدمها ضد شعبها وإنما سيتم استخدامها ضد أي تهديد خارجي.

ولاحقاً قيل إن مقدسي ورط النظام السوري باعترافه هذا، حيث أكد الادعاءات الأمريكية بوجود أسلحة كيماوية، وسجل أول اعتراف رسمي بأن لدى سوريا هذه الأسلحة، وقالت بعض المصادر إن هروبه، أو محاولة هروبه، جاءت على خلفية غضب الرئيس الأسد من هذه التصريحات التي أدلى بها.

قوات الأسد تطلق غازات سامة على أحياء في حمص

الهيئة العامة للثورة أكدت مقتل 7 وإصابة أكثر من 50 جراء إطلاق الغازات

دبي – قناة العربية

بعد ساعات قليلة على مجزرة حلفايا في حماة، والتي راح ضحيتها العشرات بين قتيل وجريح جراء استهداف طيران النظام السوري إحدى المخابز في البلدة، أعلنت المعارضة عن استخدام غازات سامة في حمص.

وأكدت الهيئة العامة للثورة مقتل سبعة أشخاص وإصابة أكثر من خمسين سورياً، بينهم اثنا عشر في حالة حرجة، جراء الغازات السامة التي أطلقتها قوات النظام السوري على أحياء حمص والخالدية المحاصرة.

وأضافت الهيئة العامة أنه لم يعرف نوع تلك الغازات السامة، لكنها أقرب إلى غاز السارين الذي يسبب اختناقاً وشلل أعصاب وعمى مؤقتاً وهستيريا، وقد عجز الأطباء والممرضون المتطوعون عن إسعاف المصابين بسبب النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية.

قتلى وجرحى في استهداف حافلة تحمل لوحة سعودية بدرعا

اشتباه في إطلاق النظام السوري غازات سامة على حي الخالدية بحمص

دبي – قناة العربية

سقط عدد من القتلى والجرحى جراء استهداف حافلة ركاب تحمل لوحة سعودية بمنطقة خربة غزالة بمحافظة درعا، حيث تم استهدافها بقذيفة دبابة.

وقال شاهد عيان في تسجيل مصور، إن الحافلة كانت تمر بالقرب من حاجز أمني، وعلى متنها 14 راكباً، منهم على الأقل عشرة أشخاص إصابتهم توصف بالخطرة، بينما فقد أثر 4 ركاب آخرين.

إلى ذلك، أفاد ناشطون بأن قوات الأسد أطلقت غازات يشتبه في أنها سامة على حي الخالدية بمدينة حمص، تسببت بحالة من الشلل وفقدان البصر بشكل مؤقت.

وتأتي تلك التطورات في الوقت الذي ارتكبت فيه قوات النظام السوري مجزرة جديدة عقب قصفها فرن حلفايا البلدي في ريف حماه، موقعة أكثر من 300 قتيل، بحسب ما أعلن المركز الإعلامي للثورة ولجان التنسيق.

مشاهد مروعة لمجزرة ارتكبها النظام السوري بريف حماة

تجاوز عدد القتلى الـ300 وكانوا مصطفين في طوابير أمام مخبز حلفايا

دمشق – جفرا بهاء

مجزرة جديدة ارتكبتها قوات النظام السوري بقصفها لفرن حلفايا البلدي في ريف حماة، موقعة أكثر من 300 قتيل، بحسب ما أعلنت المركز الإعلامي للثورة وكذلك لجان التنسيق.

ونشر الناشطون فيديو يبين المجزرة التي يصعب متابعتها، مع انتشار الأشلاء والجثث على الأرض وتراكض الناس لمحاولة إنقاذ أو ربما لملمة ما بقي من أشلاء هنا وهناك.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان فإن قوات النظام استخدمت الطيران الحربي لتنفيذ هذه المجزرة.

ومرة أخرى يموت السوريون أمام الأفران، وتختلط دماؤهم بالخبز الذي انتظروه لسد الرمق، وإن كانت المجزرة اليوم قتلت أكثر من 200 سوري في حلفايا، فإنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها قصف الأفران والمخابز وطوابير الناس في سوريا، حيث تم قصف الأفران في حمص وريف دمشق والزبداني وحلب.

وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان أغسطس/آب الماضي إن الطائرات والمدفعية السورية قصفت عشرة مخابز على الأقل في حلب على مدى ثلاثة أسابيع، مما أسفر عن مقتل العشرات الذين كانوا يقفون في الطوابير لشراء الخبز واتهمت الجيش السوري باستهداف المدنيين.

ويشهد الريف الحموي في الفترة الحالية صراعات مسلحة واسعة بين كتائب الجيش والحر وقوات الأسد إثر إعلان الجيش الحر عملية تحرير حماة انطلاقاً من ريفها.

وتعد حلفايا من أوائل المدن المنتفضة في الثورة السورية، حيث قامت المظاهرات السلمية فيها منذ الشهر الأول، وقدمت حتى يوم أمس ١٥٩ شهيداً، حسب موقع شهداء سوريا.

وتقع مدينة حلفايا في الشمال الغربي لمدينة حماة وعلى بعد (25) كم منها، وتتبع إدارياً مدينة حلفايا منطقة محردة، ويبلغ عدد سكانها قرابة ٣٠ ألف نسمة.

الأخضر الإبراهيمي يبدأ محادثاته في دمشق بلقاء الأسد

العربية.نت

التقى اليوم المبعوث الأممي لخضر الإبراهيمي في دمشق الرئيس بشار الأسد.

وقال الإبراهيمي إنه تبادل أطروحات عديدة مع الأسد في الهموم الكثيرة التي تعاني منها سوريا في هذه المرحلة، وكما ناقش مع الأسد الأطروحات التي يمكن اتخاذها في المستقبل، مجدداً تأكيده أنَّ الوضع لا يزال متردياً.

ووصف الإبراهيمي الوضع في سوريا بالمقلق، ودعا عقب لقائه الرئيس بشار الأسد إلى ضرورة إيجاد حل يخدم مصلحة الشعب السوري.

في هذه الأثناء أعلن الجيش السوري الحر تمكنه من السيطرة على قاعدة عسكرية شمال حلب بعد معارك عنيفة.

حيث تقدم نحو مئتي مقاتل من الجيش الحر نحو القاعدة مستغلين الضباب والجو الممطر وهاجموا القاعدة (135) للمشاة قرب قرية الهوا. وقال قائد المجموعة إن الجيش الحر استولى في تلك القاعدة على كميات كبيرة من الذخيرة والقنابل الهجومية والدفاعية ومدافع مضادة للطائرات وأسلحة ثقيلة أخرى.

إسلاميون يسيطرون على قرية علوية بحماة

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

سيطر مقاتلون إسلاميون معارضون الاثنين على أجزاء واسعة من قرية تقطنها غالبية علوية في محافظة حماة وسط سوريا، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال المرصد في بريد إلكتروني بعد ظهر الاثنين: “سيطر مقاتلون من جبهة النصرة ومن لواء أحرار العشائر وكتائب أحرار الشام على أجزاء كبيرة من بلدة معان التي يقطنها علويون” في محافظة حماة، مشيرا إلى مقتل 11 مقاتلا إثر القصف على محيط البلدة، و”معلومات أولية عن مقتل ما لا يقل عن 20 من القوات النظامية ومسلحين موالين لها”.

غازات سامة

كما ذكر المرصد أن القوات النظامية السورية استخدمت قنابل تحتوي على غاز أبيض من دون رائحة، يسبب صداعا شديدا ونوبات صرع، وذلك في قصف مناطق في محافظة حمص وسط البلاد.

ونقل المرصد عن ناشطين في مدينة حمص قولهم: “قتل 6 مقاتلين من الكتائب الثائرة والمقاومة ليلة الأحد على جبهة الخالدية البياضة نتيجة إصابتهم بغازات خرج منها دخان أبيض ولم تكن ذات رائحة”.

وأشار إلى أن الغاز انتشر في المكان “بعد إلقاء قوات النظام لقنابل نثرت دخانا أبيض بعد اصطدامها بالجدران، بما يوحي بأنه نوع جديد لم يستخدم حتى الآن”. وأوضح أن كل من تنشق هذا الغاز شعر “بدوار وصداع شديدين والبعض منهم أصيب بحالات صرع”.

وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن القنابل المستخدمة “ليست سلاحا كيميائيا، لكن لا نعرف ما إذا كانت محرمة دوليا أم لا”. وأشار إلى أن الناشطين “أكدوا أنها ليست أسلحة تقليدية، وهذه الآثار تسجل للمرة الأولى”.

وكانت لجان التنسيق المحلية أفادت عن إلقاء القوات النظامية “قنابل تحوي غازات على حي الخالدية (في حمص)”، ما يؤدي إلى “ارتخاء في الأعصاب وضيق شديد في التنفس وتضيق حدقة العين”، موضحة أنه “لم يتمكن الأطباء حتى الآن من معرفة نوع” هذا الغاز.

وفي شريط فيديو مرفق، يتولى طبيب ومسعفون معالجة شاب قيل إنه تنشق هذا الغاز، وهو يسعل ويعاني من صعوبة في التقاط أنفاسه.

ويضع مسعف قناع أوكسيجين صغير على أنف الشاب، بينما يقول الطبيب “إصابة نتيجة إلقاء غاز. طبعا لا نعرف ما هو هذا الغاز، أكيد ليس سارين، لكنه يسبب تضيق في الحدقات مع ضيق نفس شديد”.

وصدرت في الفترة الأخيرة تحذيرات دولية عدة لنظام الرئيس بشار الأسد من احتمال اللجوء إلى مخزونه من الأسلحة الكيمياوية الذي يعتقد أنه يضم غازات سامة، مثل السارين وغاز الخردل وغاز “في أكس”. وشددت دمشق من جهتها على أنها لن تستخدم هذه الأسلحة “إن وجدت”.

95 قتيلا

وعلى الصعيد الميداني، قتل 95 شخصا أغلبهم في حمص وريف دمشق الاثنين في أعمال العنف المتواصلة في مختلف المحافظات السورية على ما أفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان.

وأفادت شبكة سوريا مباشر بوقوع اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر والقوات الحكومية في حي تشرين وسط دمشق.

وفي حي الميدان بالعاصمة، قالت لجان التنسيق المحلية إن الجيش الحر قصف ثكنة عسكرية بقذائف الهاون.

وشنت القوات الحكومية حملة مداهمات في حي البيبة في التل بريف دمشق.

كما تعرض حي دير بعلبة في حمص لقصف براجمات الصواريخ.

وكان عشرات السوريين قد قتلوا في غارة استهدفت مخبزا ببلدة حلفايا في ريف حماة وسط سوريا الأحد.

وسيطر مقاتلو المعارضة المسلحة على هذه البلدة قبل أيام.

الأسد: نعم لأي جهود تصب في مصلحة الشعب السوري

روما (24 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أعلن الرئيس السوري بشار الأسد “حرص الحكومة السورية على إنجاح أي جهود تصب في مصلحة الشعب السوري وتحفظ سيادة الوطن واستقلاله”، على حد وصفه

وجاء ذلك خلال لقائه الاثنين مع المبعوث الأممي العربي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي ، حسبما نقلت عنه وكالة الانباء السورية الرسمية دون الاشارة فيما إذا كانت هذه الجهود تتضمن مبادرات جديدة

ولقد نقلت قناة “روسيا اليوم” عن الابراهيمي قوله إنه والأسد تطرقا “كالعادة إلى الهموم التي تعاني فيها سورية في هذه المرحلة، وتبادلنا الرأي حول الخطوات التي يمكن اتخاذها في المستقبل”

وأفاد الابراهيمي، الذي وصل دمشق برا أمس الاحد عبر بيروت، بأن الاسد “تكلم عن نظرته لهذا الوضع وكلمته أنا أيضا على ما رأيته في الخارج في المقابلات التي أجريتها في مدن مختلفة مع مسؤولين مختلفين في المنطقة وخارجها وعلى الخطوات التي يمكن أن نتخذها لمساعدة الشعب السوري للخروج من هذه الأزمة”

وكان مصدر دبلوماسي أوروبي رفيع المستوى تحدث عن وجود اتفاق روسي ـ أمريكي، ريما يعرضه الإبراهيمي على الأسد لا يتضمن بقاء الرئيس السوري حتى عام 2014 ويقضي بتشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة على أن يبقى الأسد رئيساً رمزياً بدون صلاحيات لمدة لا تتجاوز ثلاثة أشهر قبل أن يقوم بتقديم استقالته

ولقد أوضح المصدر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “أدرك الجميع أن أي حل ببقاء الأسد رئيساً هو أمر صعب، كما أن تنحيه قبل بدء عمل الحكومة الانتقالية يحمل مخاطراً، والحل الوسط هو أن لا يبقى الأسد إلى نهاية مدة ولايته، بل أن يتنحى طوعاً بعد فترة وجيزة لا تزيد عن ثلاثة أشهر، لضمان انتقال سلس وسلمي للسلطة” وفق قوله

وأضاف “الحكومة الانتقالية التي سترأسها المعارضة وتضم شخصيات من السلطة سيكون لها صلاحيات كاملة، وهي التي تقوم بإعادة هيكلة القوات الأمنية والعسكرية، وتؤسس لدستور جديد، وتحضّر لانتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة”، وتابع “من جهة ثانية فإن بقاء الأسد شهرين أو ثلاثة سيرضي أتباعه من جهة وسيمنع الفوضى التي يمكن أن تنتج في حال انهار الجيش في أي مرحلة لاحقة” حسب تعبيره

القيادة العامة: لا مسلحين لنا باليرموك وجبهة النصرة والجيش الحر يرفضان الانسحاب

رام الله (24 كانون أول/ديسمبر) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء

قالت الجبهة الشعبية –القيادة العامة إن الجيش السوري الحر مازال يسيطر علي مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق، برغم وجود اتفاق يقضي بانسحاب مسلحيه من المخيم وتولي فصائل منظمة التحرير الفلسطينية المسؤولية عنه

وقالت الجبهة “إن الاتفاق الذي جري في السفارة الفلسطينية في دمشق فيما يخص مخيم اليرموك لم يتم احترامه من جانب المجموعات المسلحة التي سيطرت علي المخيم وبالأخص جبهة النصرة التابعة للجيش الحر”، حسبما جاء في بيان أرسله مكتبها الإعلامي في فلسطين

وحذرت من أن “استمرار تعنت جبهة النصرة والجيش الحر ورفضهم الانسحاب من المخيم بموجب الاتفاق سيفاقم معاناة أهلنا النازحين من مخيم اليرموك والذي تجاوز عددهم لغاية الآن مئات الآلاف”. وقالت “إن المعلومات حول عودة الهدوء إلي مخيم اليرموك وعودة النازحين إليه هي معلومات غير صحيحة وان النازحين مازالوا يفترشون الأرض في الحدائق والأماكن العامة ويرفضون العودة قبل مغادرة المجموعات المسلحة المخيم بشكل كامل”، حس بيانها

وطالبت القيادة العامة “فصائل منظمة التحرير التي تدير المخيم الآن بموجب الاتفاق بان تعلن الحقيقة للناس وان تعمل علي إخراج المسلحين من المخيم بأسرع وقت ممكن”. وقالت “لم يعد للقيادة العامة أي مسلح في مخيم اليرموك بعد قرار الانسحاب من المخيم الذي اتخذته قيادة الجبهة حقنا للدماء وذلك خلافا لما تروجه بعض الأوساط السياسية والإعلامية للتغطية علي رفض الجيش الحر الانسحاب من مخيم اليرموك” جنوب دمشق

مصادر دبلوماسية: الولايات المتحدة ستنتقل إلى خطة بديلة قاسية بحال فشل الإبراهيمي

روما (24 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قالت مصادر دبلوماسية غربية إن الولايات المتحدة ستنتقل إلى “خطة بديلة قاسية” قد تكمن في تسليح المعارضة، في حال فشل المبعوث الاممي العربي الأخضر الإبراهيمي الذي يزور دمشق حاليا في الحصول على موافقة السلطات السورية على خطة متفق على غالبية تفاصيلها بين موسكو وواشنطن

وأوضحت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن “المبادرة (الخطة) الأكثر جدّية حول سورية حتى الآن هي التي بحثها الروس والأمريكيون في جنيف ودبلن، ورغم سرّيتها إلا أن المعلومات المسربة منها أنها تستند بجزء كبير منها إلى اتفاق جنيف مع تعديلات هامة”، على حد وصفها

وأوضحت “المعلومات المسرّبة تشير إلى أن الاتفاق بين القطبين العالميين سيطلب من الجانبين وقف كافة العمليات الحربية، وتشكيل حكومة ترأسها المعارضة وتتمثل بثلثي عدد أعضائها، فيما تسمّي السلطة السورية ثلث الأعضاء، على أن توافق عليهم المعارضة، تتمثل أعبائها بإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية والجيش، والتحضير لدستور جديد، ثم لانتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة، ويبقى الأسد شكلياً دون صلاحيات، ثم يغادر السلطة باستقالة طوعية خلال ثلاثة أشهر كحد أقصى بعد تشكيل الحكومة الانتقالية، على أن يصدر بها قرار بحال موافقة القيادة السورية والمعارضة حسب الفصل السادس من مجلس الأمن وليس حسب الفصل السابع كما يريد الأمريكان، على أن تضمن الدول الكبرى التنفيذ”

وتابعت المصادر “هذه الخطة الأنسب للجميع، فهي من جهة تضمن بقاء الأسد وإرضاء أنصاره وعدم انتشار الفوضى فيما لو انهار الجيش النظامي تحت ضربات المعارضة المسلحة، وتضمن مصير أكثر من 130 ألف ضابط وجندي موالي، ومن جهة ثانية تضمن تنحية الرئيس بعد فترة انتقالية قصيرة وإرضاء المعارضة والثوار” في سورية

ونوهت المصادر بأنه “إذا فشلت هذه الخطة يرفضها أو تعطيلها من جانب النظام كما رفض وعطّل مبادرات عربية ودولية سابقة وأغرقها بالتفاصيل والتفسيرات، عندها سيتغير موقف موسكو، وغالباً ستبدأ الولايات المتحدة بالخطة البديلة وتسليح المعارضة المسلحة للإطاحة بالأسد ونظامه بالقوة بكل ما تحمله هذه الخطة من مخاطر وخسائر مرتقبة

سوريا: الإبراهيمي يجتمع مع الأسد ومقتل العشرات في غارة

اجتمع الموفد الدولي الى سوريا الاخضر الإبراهيمي الاثنين مع الرئيس بشار الأسد في دمشق، وذلك غداة وصوله الى العاصمة السورية لبحث سبل التوصل الى حل للازمة السورية المستمرة منذ 21 شهرا.

وقال الابراهيمي لدى عودته الى مقر اقامته في أحد فنادق دمشق “تشرفت بلقاء السيد الرئيس وتكلمنا في الهموم الكثيرة التي تعاني منها سوريا في هذه المرحلة”.

واضاف “كالعادة تبادلنا الرأي حول الخطوات التي يمكن اتخاذها في المستقبل”.

وسافر الابراهيمي الى العاصمة السورية برا، نظرا لوقوع مطار دمشق في منطقة تشهد قتالا بين القوات السورية والمعارضة المسلحة.

نساء وأطفال

قال ناشطون سوريون إن غارة جوية استهدفت مخبزا في محافظة حماة اسفرت عن مقتل واصابة العشرات.

واذا تم التأكد من صحة تقارير الناشطين، ستكون غارة حماة الاكثر من حيث عدد الضحايا منذ اندلاع الحرب الاهلية في سوريا.

ووقعت الغارة على المخبز في بلدة حلفايا بمحافظة حماة، التي سيطر مسلحو المعارضة عليها اخيرا.

وقال الناشط سامر الحماوي من حلفايا لرويترز “لا يمكن التأكد من عدد القتلى حتى الان. عندما وصلت الى هناك رأيت اعدادا كثيرة من الجثث على الارض”.

واضاف “لم يكن لدينا دقيق منذ اكثر من ثلاثة ايام ولهذا توجه الكثيرون الى المخبز اليوم وكان من بينهم الكثير من النساء والاطفال. لا اعلم حتى الان ما إذا كان بعض اقاربي من الضحايا”.

ويصور تسجيل بالفيديو لم يتم التأكد من صحته الدمار الناجم عن الغارة واعدادا من الجثث امام المبنى الذي دمر بصورة جزئية.

ويمكن رؤية العديد من الدراجات النارية المدمرة بالقرب من موقع الهجوم يعتقد انها كانت تقل عددا من المسلحين الى منطقة الحادث.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان، ومقره بريطانيا، إن نحو 50 من المصابين في حالة حرجة وإن عدد القتلى قد يرتفع.

ويشن مسلحو الجيش السوري الحر هجمات مكثفة للسيطرة على مناطق في حماة.

ومنذ خمسة ايام أعلنوا حلفاية “منطقة محررة” بعد السيطرة على مناطق الجيش هناك.

ويقول جيم ميور مراسل بي بي سي في بيروت إن المعارضة المسلحة تريد السيطرة على حماة باكملها حتى يصلوها بالمناطق الاخرى التي يسيطرون عليها.

ويقول ميور إنه كما حدث من قبل، فإن الحكومة ردت بهجوم مكثف على المنطقة التي فقدت السيطرة عليها.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن الجيش السوري شن غارات اخرى الاحد من بينها غارة على بلدة سفيرة شمالي محافظة حلب قتل فيها 13 شخصا.

وقال المرصد ايضا إن اكثر من 180 شخصا قتلوا في سوريا الاحد.

ويقول المرصد إن تقاريره حيادية على الرغم من انه لا يمكن التأكد من معلوماته بصورة مستقلة.

ويقول مراسلنا إن المعارضة المسلحة لديها شعور قوي بالنصر ولن يوقفوا هجماتهم وهم يعتقدون أن النصر وشيك.

ومن جانب آخر، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان استخدام الاسلحة الكيميائية سيكون بمثابة “انتحار سياسي” لنظام الاسد في مقابلة بثتها الاثنين قناة روسيا اليوم.

وقال لافروف للشبكة التلفزيونية الروسية الناطقة بالانجليزية “لا اعتقد ان سوريا ستستخدم اسلحة كيميائية. وفي حال حدوث ذلك، سيكون ذلك بمثابة انتحار سياسي للحكومة”.

ويقول خبراء ان سوريا تملك مخزونا من الاسلحة الكيميائية يعود الى السبعينات وهو الاضخم في الشرق الاوسط يتضمن مئات الاطنان من غاز الخردل وغاز السارين.

وحذر المجتمع الدولي مرارا دمشق من استخدام هذه الاسلحة، بعدما افاد مسؤولون اميركيون طلبوا عدم الكشف عن اسمائهم ان النظام يقوم بتجميع المكونات الكيميائية الضرورية لتجهيز الاسلحة.

BBC © 2012

الكويت تقول إنها ستعقد مؤتمرا للمانحين لمساعدة سوريا بنهاية يناير

المنامة (رويترز) – قال أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح يوم الاثنين إن بلاده ستعقد مؤتمرا للمانحين لجمع مساعدات إنسانية لسوريا بنهاية يناير كانون الثاني القادم.

وأضاف الشيخ صباح في الجلسة الافتتاحية للقمة السنوية لمجلس التعاون الخليجي في البحرين أن هذا يأتي استجابة لدعوة وجهها الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون.

(إعداد مصطفى صالح للنشرة العربية – تحري

عبدو حسام الدين يعتذر عن سفارة الائتلاف بتركيا

السيد الفاضل رئيس الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والعارضة السورية

الإخوة في رئاسة الإئتلاف

الأخ الأمين العام

أشكركم جداً على الثقة التي منحتموني إياها بتسميتي ممثل للإئتلاف في تركيا،

ولكن أعتقد أن ممارسات المعارضة وظروف العمل الثوري على أرض الواقع وخاصة في تركيا التي تعد مركز ثقل عمل المعارضة السياسية والمهجرين والإغاثة والدعم العسكري غير مناسبة لي في الوقت الحاضر . لذلك أعتذر عن قبول هذا الشرف راجياً تكليف من ترونه مناسباً لهذه المهمة وسأبقى عضواً في الإتلاف ممثلاً للتجمع الوطني الحر للعاملين في مؤسسات الدولة السورية وداعماً له فيما يخدم مصالح وأهداف الثورة حتى تحرير سورية وتحقيق النصر في القريب العاجل إن شاء الله وتقبلو فائق التحية والتقدير .

عبدو حسام الدين

 دولة حلب”.. حكومة مدنية منتخبة وجيش حر وممثلين عن القرى

يتحدث التقرير المنشور أمس في نيويورك تايمز عن الصعوبات التي يواجهها المجلس الانتقالي في حلب وعن رئيس المجلس “جلال خانجي”الذي وصفته الصحيفة برئيس حكومة المنفى في حلب. ومن أهم الصعوبات تأمين رغيف الخبز والتحدي الخفي الكامن في التنظيمات الجهادية التي تحصد شعبية كبيرة وأهمها “جبهة النصرة” التي سبق وتحدثت عنها جريدة زمان الوصل في ملف مطوَّل؛ حيث تقوم الجبهة  بدور إغاثي ملفت في حلب كتوزيع الخبز والمواد الغذائية.

 وتحدث التقرير عن مجموعات شيعية موالية للنظام قامت بالاستيلاء على مخزون القمح وشحنه إلى القرى الساحلية..

تنقل صحيفة نيويورك تايمز الاميركية أهم تحديات المجلس الانتقالي الجديد في حلب والذي يعمل على استكمال انتخاب المجالس المحلية في حلب والمدن والقرى المحررة في الشمال السوري. ويبدو أن حراك المجلس الإنتقالي يتوزع بين مدينتي غازي عينتاب التركية وحلب حيث يعمل رئيس المجلس الانتقالي المهندس جلال خانجي بدأب من أجل التحضير لأول انتخابات ديمقراطية للمجلس المحلي في المدينة في غضون أسبوعين.

 ويبدو أن التحدي والاختبار الجدي والأهم أمام المجلس الانتقالي ورئيسه الخانجي هو تأمين الخبز للبطون الخاوية التي يبدو أنها عاجزة  عن المشاركة في التجربة الديمقراطية الجديدة، فمنذ أواخر شهر تشرين الثاني الماضي، وأزمة الخبز تتصدر أهم مشاكل المواطن الحلبي مع نقص حاد في الوقود والطحين وإغلاق لمعظم المخابز في حلب فضلاً عن الخوف الذي يلاحق الموطنين على الأفران وهو من البراميل التي أودت بحياة الكثيرين.

  ويبين خانجي إمكانية فهم التردد الغربي المتمثل في بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة حيال مسألة التسليح ولكن الذي لا يمكن  فهمه مسألة إهمال الجانب الإنساني المتعلق بمسألة تامين الخبز والمحروقات.

 وشهد شهر تموز الماضي تأسيس المجلس الانتقالي الثوري في مدينة حلب المكون من مجموعة من الأطباء البارزين والمهندسين والصيادلة ورجال الأعمال والذي يعد كحكومة منفى تسير شؤون المناطق المحررة في حلب وريفها حسب النيويورك تايمز ويرأسه المهندس المدني خانجي -67 سنة صاحب الباع الطويل في معارضة النظام السوري. ويمارس المجلس الثوري عمله ما بين غازي عينتاب وحلب، حيث تحولت المدينة التركية إلى جسر اقتصادي للمدينة المحاصرة تمدها بالمواد والسلع الغذائية، كما أصبحت أيضاً ملاذاً للكثير من الحلبيين الذين يتواجدون في مراكزها التجارية  نهاية كل أسبوع.

 ويخشى أعضاء المجلس الانتقالي من الكتائب والقوى الثورية المسلحة المتحالفة مع الجيش الحر من التنافس على الغنائم في حال طردهم قوات النظام . “الأمر الذي يدعو للقلق نوعا ما  من حصول فوضى .”

ويتألف المجلس الانتقالي الحلبي المؤلف من 250 عضوا، كل عضو يمثل 20 ألف مواطن على الأقل في المناطق المحررة ويقوم بتسيير أعمالهم وتوفير احتياجاتهم ونقل متطلباتهم وهذا ما سيسهل حسب المجلس عملية إدارة المدنية.

 الجيش الحر والمواطنين

وقال أحد أعضاء المجلس وهو رجل أعمال رفض الكشف عن اسمه، حاله حال الكثيرين من أعضاء الإنتقالي لانهم يضطرون للدخول الى أماكن ما يزال يسيطر عليها النظام، بأن المجلس يشكل صلة وصل وثيقة بين الجيش الحر والمواطنين تقوم بتنظيم الحياة المدنية كي لا تستمر الفوضى.

  وقامت أكثر من 65% من القرى الحلبية باختيار ممثليها في المجالس المحلية، ولكن الأزمة الانسانية التي تعيشها مدينة حلب أخّرت انتخاب 150 عضو في المدينة نفسها.

  ويعمل المجلس الآن على تشكيل قوة من الأمن الداخلي “الشرطة” بتعداد مبدئي قوامه 500 عنصر وكما سيستأنف عمل عدد من المحاكم دون أن ينس  المجلس  مهمتهة الأساسية وهي تأمين رغيف الخبز وسد العوز الكبير.

 “نحن نمثل الحكومة المدنية الى حد ما، ولذا إذا عجزنا على حل هذه الازمة فإن المواطنين سينظرون لنا بعين الشك في أي دور سنلعبه في المستقبل.” قال رجل الأعمال.

  وقال منظمو الإنتخابات في المجلس الإنتقالي أنهم حصلوا على تأييد ودعم قيادات الجيش الحر بنسبة 70 إلى 80 % من أجل انتخابات ديمقراطية نزيهة بينما النسبة الباقية فهم من الجماعات الجهادية التي تعادي فكرة إقامة انتخابات ديمقراطية.

 جبهة النصرة تقدم الخبز وتحصد المحبة

وفي الوقت الذي تعاني فيه الحكومة الحلبية من تأمين الخبز برزت “جبهة النصرة” ذائعة الصيت حالياً بعد إدراجها من قبل الولايات المتحدة على قائمة المنظمات الإرهابية، كمنافسٍ قوي قادر على تأمين احتياجات المواطنين في  المناطق التي يسيطر عليها ويقوم بتوزيع الخبز والمواد الغذائية. الامر الذي دفع الخانجي الى اتهام الجبهة بمحاولة استقطاب المواطن الحلبي وكسب تعاطفه واحترامه معتمداً في ذلك على العمل الإغاثي.

 واعتبر رئيس المجلس الانتقالي ذلك مؤشرٌ خطير “سيطيل من عمر الازمة السورية وسيسمح للخلايا المتطرفة بان تنمو وتكبر في سوريا لدرجةٍ يصبح من الصعوبة التخلص منها في المستقبل.”

  وقال أحد  الإعلاميين العاملين في حلب بأن جبهة النصرة التي يسمونها “إرهابية” هي من تقدم الخبز للناس الآن ولم ينكر أن كتائب الجيش الحر حاولت المساعدة ولكنها لاتملك الخبرة المطلوبة التي تتحلى بها جبهة النصرة.

   وتطرقت الصحيفة إلى مخزون القمح الاستراتيجي الذي يجب أن يشبع السوريين لــ 5 سنوات قادمة ولكن هذا المخزون دمر وسرق وما تبقى في الصوامع اختفى.

 جماعات إسلامية شيعية

ونقلت النيويورك تايمز عن أعضاء في الإنتقالي الحلبي قولهم قيام جماعات إسلامية شيعية موالية للنظام بالإستيلاء على المخزون الاستراتيجي والقيام ببيعه أو شحنه إلى الساحل السوري استعداداً منه للمعركة الأخيرة لتامين رغيف الخبز في حال حصاره.

 وتبرز المعاناة الحلبية لمادة الخبز بأن القدرة الإنتاجية  للأفران لا تغطي سوى ربع الحاجة وفقا لخانجي.

 هذه النقص الحاد الذي جعل الحصول على ربطة الخبز يستغرق انتظار 5 ساعات في مدينة يشكل عدد سكانها ربع عدد السوريين ويتجمع فيها أكثر من 3 ملايين من عرب وكرد. وهذا ماجعل بحسب الصحيفة تقدير احتياجات الناس أمر بالغ الصعوبة ولكن الحبال البشرية الممتدة أمام الأفران خير دليل على عمق الأزمة.

  ويبلغ سعر ربطة الخبز في حلب اليوم 200 ليرة سوريا وهذا السعر غير مستقر فهو كالبورصة يقول احد الحلبيين..

 ويقول الحلبيون اللاجئون الى مدينة غازي عينتاب حتى وإن كان بالامكان تحمل هكذا غلاء فإن جنون الأسعار وحده سبب في النزوح.

 ومن المناطق الخاضعة للنظام في حلب يقول احد أطباء الأسنان الذي رفض ذكر اسمه خوفا على سلامته، بأن هاتفه لا يتوقف عن الرنين يومياً وكلها اتصالات من أناس يتوسلون الخبز والمال.

  ” بعض المواطنين من أبناء الطبقة الوسطى يتوسلون الآن على الأرصفة بعد أن دمرت بيوتهم وفقدوا أعمالهم، لذا فلا مال لديهم لشراء الطعام” قال الطبيب.

 وتوضح مقاطع الفيديو عبر يوتيوب القادمة من سوريا أن أزمة الخبز ليست حبيسة حلب فقط وانما تتعداها إلى محافظات الرقة وإدلب ودير الزور ودمشق وريفها.

  وذكرت الصحيفة عن ناشطة سورية في انطاكيا محاولتها جمع 100 ألف دولار لإصلاح ما تدمر من صوامع في مدينة مسكن في في شرقي حلب والتي ماتزال تحتوي على مخزون من القمح يطعم 500ألف مواطن لمدة 2000يوم.

  ومع اقتراب أعياد الميلاد نشر كاركاتير سوري عن بابا نويل يقرأ قائمة أمنيات طويلة  جداً حول مطلب واحد هو الخبز.

  وبحسب تقديرات الأمم المتحدة فإن 2.5 سوري  بحاجة للإغاثة مع توقعات أن يبلغ العدد 4 ملايين سوري في عام 2013. وسط صعوبات جمة تواجهها المنظمات الإغاثية الدولية الحكومية وغير حكومية تتثمل في صعوبة إيصال المساعدات الى مدينة حلب والمناطق المحيطة بذريعة خطورة المكان ودائرة العنف هناك وفقاً لمسؤولين غربيي، وهذا ما يجعل ملايين الدولارات التي تم تبرع بها للشعب السوري عاجزة على شراء الطحين لرغيف الخبز.

  وطالب المجلس الانتقالي الحكومات الغربية بدور أكبر لتخطي هذه المعضلة التي يبدو أن المنظمات غير الحكومية عاجزة عن حلها لكون الوضع السوري يحتاج تدخلاً دولياً على صعيد العمل الإغاثي يضغط على النظام في سوريا الأمر الذي تعجز عنه المنظمات غير الحكومية.

وطرح على الطاولة خياران لأزمة الخبز، الأول في تزويد الأفران بالطحين والمازوت الذي يحتاجونه في حلب (دون الإشارة إلى تزويد المستشفيات أو المؤسسات الأخرى) أو القيام بصناعة الخبز في أماكن آمنة بالقرب من تركيا ونقلها إلى الجنوب ويبدو أن كلا الخيارين مرهقان وباهظا الثمن.

 قطر تتبرع بـ8 مليون دولار

وتبرعت دولة قطر بـ8 مليون دولار لدعم المجالس المحلية، خصص مليون منها للمجلس الانتقالي في حلب، سيذهب معظمه لإيجاد حل لأزمة الخبز وفقاً لأعضاء المجلس، بالإضافة إلى 2.5 مليون دولار من تبرعات خاصة من رجال أعمال سوريين في الإمارات العربية المتحدة من أصل 5 ملايين تبرعوا فيها للشعب السوري.

 ويعزو المجلس الإنتقالي الشكوك المتنامية لدى الشعب السوري بأن الغرب يجعله يعاني عن سابق (اصرار وترصد) هو الافتقار الى دعم إغاثي ملموس لاسيما بعد سلسلة الوعود والزيارات التي تقول بالمساعدة وتقديم الدعم.

 “السوريون يعتقدون بأن الغاية من زيادة معانتهم هو دفعهم لمقايضة النظام السوري من أجل إبقاء الأسد في منصبه حتى نهاية ولايته اوعلى الأقل من أجل فترة انتقالية.” تقول الصحيفة.

في الختام يقول كبير مساعدي رئيس المجلس الانتقالي في حلب “النظام يقتلنا بالقصف وبقية العالم تقتلنا من خلال التجويع والمرض والبرد، وعلى ما يبدو أن النتيجة واحدة هي أن الشعب السوري يقتل.”

 ترجمة: زمان الوصل – عن نيويورك تايمز

الانشقاقات وصلت إلى «مخدع» أحمد جبريل؟

قصة الانشقاق الذي حدث داخل الجسم العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين _ القيادة العامة، في مخيّم اليرموك، هي اليوم مادة سجال داخل الساحة الفلسطينية.

 قبل سقوط المخيّم بلحظات، كانت القيادة العامة تقود اللجان الشعبية الموكلة بحماية «معادلة تحييده» عن الصراع الداخلي السوري. وشكّل عناصر القيادة العامة، داخل اللجان الشعبية المسلحة في اليرموك، والتي بلغ عديدها نحو ٧٠٠ مقاتل، النواة الصلبة لقوامها المؤلف من كوكتيل فلسطيني، ما عدا حركة حماس.

 مساء يوم ١٩ الجاري، فوجئ حراس مركز الخالصة، المقر الرئيس للقيادة العامة في اليرموك، بهجوم شنّه الجيش الحر انطلاقاً من منطقة التضامن وحي الحجر الأسود الملاصقين. وأدى زخم الخطة الهجومية، التي اختبأت في ثناياها مفاجآت عدة امتازت بعنصر المباغتة، إلى انهيار حامية الخالصة، فتجاوزها مسلحو الجيش الحر إلى داخل المخيم. وفي الوقت نفسه، كان المخيّم يشهد مفاجأة انشقاقات تحصل داخل الجسم العسكري للقيادة العامة، وشمل قوام اللجان الشعبية، إضافة إلى بروز مجموعات مسلحة موالية للحراك السوري داخل المخيّم.

 ليست هذه المرة الأولى التي يتعرّض فيها مركز الخالصة لعملية اقتحام. قبل عامين، وبعد واقعة يوم العودة التي أدّت إلى مقتل عشرة فلسطينيين نتيجة محاولتهم تجاوز الخط الحدودي، وأثناء التشييع، جرى تثمير المناسبة من قبل «أجواء سلفية» في المخيّم، للتحريض على القوى الفلسطينية الحليفة للنظام السوري، بدعوى أنّ هؤلاء وظّفوا الدم الفلسطيني لأهداف ليست على صلة بمعركة العودة. حينها، حاصر نحو ألفي فلسطيني من أبناء اليرموك مركز الخالصة، ويقال إنّ أحمد جبريل كان بين المحاصرين، وجرى في نهاية مطاف هذه المواجهة إحراقه.

 وشكّلت هذه الواقعة أول المؤشرات الدالة على وجود حراك فلسطيني في اليرموك ضد الفصائل المتحالفة مع النظام السوري. وخلال شهر رمضان الماضي، جرت محاولة مبكرة لاستدراك انزلاق المخيم في الصراع السوري الداخلي. آنذاك، ذهب وفد من تجار المخيّم إلى قائد شرطة دمشق، وطالبوه بأن يسيّر دوريات على نفقتهم الخاصة لحماية المخيم. في مساء ذلك اليوم، ومع حلول موعد الإفطار، هاجم مسلحون ملثّمون مركزاً للشرطة السورية في المنطقة، وأجهزوا على كلّ عناصره.

 وفي واقعة مساء يوم ١٩ الماضي، حدث الهجوم على مركز الخالصة التابع للقيادة العامة، بغية جعل المخيم «جزءاً من شريط جنوب دمشق المحرر». وكانت الفكرة هي استبدال داريا، التي نجح الجيش في السيطرة عليها، باليرموك كملاذ آمن للحراك العسكري في جنوب دمشق.

 تتكاثر الروايات بشأن حقيقة ما حصل داخل القيادة العامة في المخيم ليل ١٩ من الجاري. مصادر الجبهة الشعبية تتحدث عن انشقاق عشرة عناصر فقط منها، وتقول إنّ العدد الأكبر من المنشقين هم أعضاء جسم ميليشياوي مناصر لها، يقدّرون بنحو مئة عنصر، ويقولون إنّ هؤلاء لم ينشقوا بل رموا أسلحتهم.

 وفي كواليس اليرموك يدور همس عن انشقاق ضخم جرى داخل القيادة العامة. والواقع أنّ الرواية الأخيرة تفتقد المستند المادي على أرض الواقع ليؤكدها. فمثلاً يشاع أن الانشقاق داخل الجبهة وصل إلى مخدع أحمد جبريل وبيئته الضيقة جداً، كالقول إنّ إحدى زوجاته مؤيدة للانشقاق تماشياً مع ميولها السلفية. داخل قيادة الجبهة، ينفون هذه المعلومة، ويؤكدون أنّ زوجات جبريل يظهرن في لباسهن المحتشم، كتعبير عن التزامهن بهويتهن الإسلامية وتقيّدهن بتعاليم الدين فقط. يشاع أيضاً أن ابن أخت أحمد جبريل، المتزوجة من ابنة عضو اللجنة المركزية السابق للجبهة الشعبية _ القيادة العامة فضل شرورو، هو الذي قاد الانشقاق الأكبر داخل الجبهة في المخيم، وأنّ عدد المنشقين الذين ساروا وراءه بلغ مئة عنصر. تنفي مصادر الجبهة ذلك، وتقول إنّ نجل شرورو لديه مهمات إعلامية في الجبهة وليست عسكرية، وإن وقته مستنزف في عمله الخاص كمدير للبنك الإسلامي في سوريا. وتقلّل مصادر القيادة العامة من أهمية ما خسرته من مواقع في الآونة الأخيرة، فتقول إنّ مقر الخالصة ليس موقعاً عسكرياً بل مركز خدماتي، في حين أنّ مقر عين الصاحب، الذي يعتبر أهم مركز عسكري للجبهة في سوريا، لا يزال في قبضتها. في المقابل أخلت الجبهة قاعدة الريحان العسكرية الواقعة قرب سجن عدرا، قبل أسابيع من سيطرة الجيش الحر عليها، وذلك وفق خطة مسبقة لإعادة تموضعها عسكرياً في سوريا. وتعترف الجبهة بأنّ الأحداث السورية أصابتها بخسائر جسيمة، أبرزها مقتل مسؤولها العسكري العام في لبنان، أبو النوارس، خلال آخر مواجهة في اليرموك. وهو عميد ركن تخرّج في الكلية العسكرية الليبية، ويعتبر أحد أبرز مهندسي عمليات تهريب السلاح إلى غزة. كذلك أصيب في مواجهة ليل ١٩ الماضي أبو راتب، مسؤول الجبهة الأمني في لبنان.

 المصدر: الأخبار

وزير الإعلام: كلام فاروق الشرع رأي من آراء 23 مليون سوري

أشار عمران الزعبي في لقاء مع الصحفيين ( إلى أن رأي نائب رئيس الجمهورية فاروق الشرع هو رأي من آراء 23 مليون سوري وسورية دولة تحكمها مؤسسات وقيادات والرأي النهائي لها والجيش عندما يدافع عن البلاد في مواجهة الإرهاب لا يفكر بمقولة وهم الحسم العسكري ولا يضع بحسابه حجم التضحيات وشكل المعركة ونتائجها فالمعركة مع الإرهاب لا رهان عليها والحسم في المحصلة هو ما تفرضه شؤون المعركة والقيادة السياسية في سورية هي أول من طرح الحل السياسي عبر الحوار الوطني منذ اليوم الأول) .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى