أحداث الاثنين 29 كانون الثاني 2018
«سوتشي» ينطلق في غياب المعارضة … ومقاطعة أميركية – فرنسية
باريس، بيروت – رندة تقي الدين، «الحياة»، أ ف ب
تنطلق الأعمال التحضيرية لـ «مؤتمر الحوار الوطني السوري» في منتجع سوتشي الروسي اليوم، على أن تنعقد جلسة عامة غداً الثلثاء، في ظل مقاطعة أميركية- فرنسية، فيما رفضت أبرز فصائل المعارضة السورية حضور المؤتمر، احتجاجاً على فشل روسيا في حمل النظام على تقديم تنازلات في مفاوضات جنيف ومحادثات فيينا الأخيرة، تسهّل مسار الحل السياسي للأزمة.
أتى ذلك في وقت لوّح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بوصول العملية العسكرية إلى محافظة إدلب، فيما حققت القوات التركية وفصائل من «الجيش السوري الحرّ» تقدماً في ريف حلب الشمالي وتمكنت من السيطرة على جبل برصايا الاستراتيجي.
وأبلغ مصدر فرنسي بارز «الحياة» أن باريس وواشنطن قررتا عدم تلبية دعوة موسكو لحضور المؤتمر، في ظلّ تعنّت حليفتها دمشق في مناقشة مسألتي الدستور والانتخابات خلال المحادثات. وأثنى على قرار «هيئة التفاوض» عدم المشاركة في المؤتمر ووصفته بـ «الشجاع»، محذراً في الوقت ذاته من أن الأمر أثار استياء روسيا، ما قد ينعكس تصعيداً عسكرياً في الميدان السوري.
وانضمّت «هيئة التنسيق الوطني» المعارضة إلى «هيئة التفاوض» معلنة رفضها المشاركة في سوتشي. وقال رئيس الهيئة حسن عبدالعظيم إن القرار يأتي «حرصاً على وحدة رؤية الهيئة التفاوضية ووحدة موقفها».
وأشار في تصريح إلى وكالة «سبوتنيك» إلى أن عدداً كبيراً من المشاركين في المؤتمر هم من الموالين للنظام، إلى جانب بحث الحضور في مسألة الدستور وتشكيل هيئة لإعداده مع أن ذلك يتعلق بتنفيذ القرار 2254 والعملية السياسية التفاوضية بين وفدي المعارضة والنظام في جنيف تحت إشراف الأمم المتحدة والمبعوث الدولي، بدلاً من أن يكون المؤتمر دعماً للعملية السياسية. وأضاف: «كنا نطالب أن يضغط الاتحاد الروسي على النظام للانخراط في العملية التفاوضية، لكنه حضر ورفض البحث في العملية الدستورية».
وفي ظلّ غياب أبرز فصائل المعارضة وأميركا وفرنسا، يشارك المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا في المؤتمر مكلفاً من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش. ويتوقّع أن يحضر الاجتماع حوالى 1500 شخصية، كما أعلنت وزارة الخارجية الروسية في وقت سابق. ويُرجح أن يدعو البيان الختامي للمؤتمر الشعب السوري إلى تقرير مستقبله ديموقراطياً في تصويت شعبي من دون أي ضغوط خارجية.
وجدّدت «الإدارة الذاتية» التي أسسها الأكراد في مناطق شمال سورية وشرقها رفضها المشاركة في المؤتمر، في ظلّ الهجوم التركي على عفرين في شمال غربي سورية. وقالت فوزة اليوسف الرئيسة المشتركة لـ «الهيئة التنفيذية لفيديرالية شمال سورية» إن «الإدارة الذاتية لن تشارك في مؤتمر سوتشي بسبب الوضع في عفرين»، موضحة أن «الضامنين في سوتشي هما روسيا وتركيا، والاثنتان اتفقتا على عفرين وهذا يتناقض مع مبدأ الحوار السياسي حين تنحاز الدول الضامنة إلى الخيار العسكري».
واستأنفت القوات التركية أمس، قصفها المكثف على عفرين ومحيطها في محاولة لاختراق خطوط «وحدات حماية الشعب» الكردية ضمن عملية «غصن الزيتون» التي تشنها أنقرة وفصائل من «الجيش السوري الحر» ضد المقاتلين الأكراد، وحققت التقدم الأهم حتى الآن بعد سيطرتها على جبل برصايا الاستراتيجي.
وأعلن أردوغان أن القوات التركية قد تواصل عملياتها في محافظة إدلب، بعد السيطرة على عفرين في ريف حلب الشمالي الغربي. وقال في خطاب مساء السبت: «صغيري محمد يزحف إلى عفرين. بمشيئة الله سيزحف إلى إدلب»، مستخدماً عبارة محببة لدى الجنود الأتراك.
وشهدت غوطة دمشق الشرقية أمس، قتالاً عنيفاً، إثر شنّ فصائل المعارضة هجوماً مفاجئاً على مواقع القوات النظامية في محيط إدارة المركبات في مدينة حرستا، وصعّد النظام قصفه المدفعي والجوي على مناطق الغوطة وقراها، ما أدّى إلى مقتل 5 أشخاص على الأقل في مدينة دوما.
باريس وواشنطن تقاطعان «مؤتمر سوتشي» اليوم
باريس – رندة تقي الدين
قررت فرنسا والولايات المتحدة عدم المشاركة في «مؤتمر الحوار الوطني» السوري الذي تنطلق أعماله في سوتشي اليوم، ويستمرّ حتى غد الثلثاء. وكشف مصدر فرنسي بارز مطلع على محادثات فيينا التي قادها المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، أن باريس وواشنطن ستقاطعان المؤتمر في ظلّ عدم إيفاء روسيا بوعودها في ما خصّ تطبيق وقف النار في غوطة دمشق الشرقية.
وأكد المصدر وجود قناعة لدى البلدين بأن روسيا «أوهمت» وفد «هيئة التفاوض» (المعارضة السورية) بوعود خلال زيارته الأخيرة موسكو، وتعهّدت خلال محادثات فيينا بتطبيق وقف نار في الغوطة الشرقية، في حين أن القصف تواصل بقوة على المنطقة. واعتبر أنه من الطبيعي أن ترفض «الهيئة» المشاركة في مؤتمر سوتشي بعد ذلك.
ووصف المصدر الفرنسي قرار المعارضة بـ «الشجاع»، وأشار إلى استياء روسي منه، محذراً في الوقت ذاته من أخطار تؤدي إلى تصعيد الوضع العسكري على الأرض. واعتبر أنه كان من الأفضل لو رفض دي ميستورا المشاركة في المؤتمر، خصوصاً أنه لم يحصل على أي تنازلات من جانب النظام خلال مفاوضات جنيف والمحادثات الأخيرة في فيينا.
وذكّر بأن دي ميستورا كان اشترط مشاركة الأمم المتحدة في «مؤتمر سوتشي» بإحراز «فيينا» تقدّماً في مسألة الدستور، إلا أن رئيس وفد النظام بشار الجعفري رفض الخوض في هذه المسألة واعتبر أن أي حديث عن الدستور مكانه في دمشق فقط. وتابع أن روسيا تدعي عزمها إنشاء «لجنة دستورية» في مؤتمر سوتشي بهدف وضع دستور جديد لسورية، لكنّها لم تتمكن من حمل دمشق على العمل على دستور جديد.
وأضاف أن «بإمكان موسكو إنشاء أي لجنة تريد، ولكن يبقى ذلك من دون معنى طالما يرفض النظام البحث في هذه المسألة». وأكد المصدر أن معيار باريس الأساسي للمشاركة في المؤتمر، كان موافقة النظام بضغط روسيّ على البحث في مسألتي الدستور والانتخابات، غير أن النظام لم يدلِ بأي موقف حيال هذه النقاط. ولفت إلى أن الجعفري أصرّ خلال المحادثات الأخيرة مع دي ميستورا على مناقشة العملية العسكرية التركية في شمال غربي سورية، على رغم أنها خارج أجندة المحادثات.
أما الإدارة الأميركية فقدّمت من جهتها، أفكاراً على طاولة اجتماع وزراء الخارجية الخمسة (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والسعودية والأردن) في باريس، لدعم مهمة دي ميستورا من خلال إنشاء مجموعات عمل من خبراء لتقديم اقتراحات للطرفين خلال الاجتماعات الرسمية، وفق ما أفاد به المصدر الفرنسي، مشدداً على ضرورة تحقيق المحادثات تقدماً، خصوصاً أن دي ميستورا لم يأتِ حتى الآن بورقة عمل إلى طاولة المفاوضات، نتيجة موقف النظام وروسيا.
ولفت إلى أن الإدارة الأميركية تتحرك الآن على صعيد الملف السوري، بهدف التوصّل إلى حلّ. فكانت هي المبادرة لعقد اجتماع باريس وطرح الورقة، كما أن نائب وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط دافيد ساترفيلد شارك في اجتماع فيينا.
وأكد المصدر أنه من الإيجابي أن تتحرك واشنطن مع باريس على هذا الصعيد، مشيراً إلى أن الإدارة الأميركية تبحث عن حل ولو أن دعمها للمعارضة السورية لا يزال يشيبه غموض. وختم قائلاً: «الموقف الأميركي تغيّر فالإدارة الآن تبحث عن مخرج للأزمة في سورية».
مقتل 33 مدنياً في غارات للنظام على إدلب في الساعات الـ24 الأخيرة
بيروت – أ ف ب
قتل 33 مدنياً على الأقل خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، جراء غارات لقوات النظام استهدفت بلدات عدة في محافظة ادلب في شمال غربي سورية، وفق ما أحصى المرصد السوري لحقوق الانسان اليوم (الاثنين).
وأفاد المرصد بمقتل «16 مدنياً الاثنين، 11 منهم في غارة استهدفت سوقاً للخضار في مدينة سراقب في ريف ادلب الشرقي».
واستهدفت إحدى الغارات حرم مستشفى سراقب متسببة بحفرة أمام مدخله، وأدت إلى إصابة طبيب على الأقل وثلاثة ناشطين صحافيين بجروح كانوا متواجدين في المكان لتصوير جثث الضحايا والجرحى الذين نقلوا من السوق.
وتأتي حصيلة الاثنين بعد ساعات من «مقتل 17 مدنياً آخرين الأحد في غارات للنظام على بلدات عدة في محافظة ادلب، التي تسيطر هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) على الجزء الأكبر منها».
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن «قوات النظام كثفت غاراتها خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة على ادلب»، بعد هدوء لأيام فرضه سوء الأحوال الجوية.
وتشن قوات النظام بدعم روسي منذ 25 كانون الأول (ديسمبر) هجوماً يستهدف «هيئة تحرير الشام» وفصائل اخرى في محافظة ادلب، تمكنت بموجبه من السيطرة على عشرات البلدات والقرى ومن استعادة السيطرة على مطار أبو الضهور العسكري في ريف ادلب الجنوبي الشرقي.
ويأتي تحرك قوات النظام في ادلب بعد انتهائها من آخر المعارك ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في محافظة دير الزور (شرق) الحدودية مع العراق.
وتشكل محافظة إدلب مع أجزاء من محافظات محاذية لها إحدى مناطق اتفاق خفض التوتر الذي تم التوصل اليه في أيار (مايو) في آستانا برعاية روسيا وإيران، حليفتي دمشق، وتركيا الداعمة للمعارضة. وبدأ سريان الاتفاق عملياً في ادلب في أيلول (سبتمبر) الماضي.
واشنطن لا تخطط لسحب قواتها المتمركزة قرب منبج
إسطنبول – رويترز
نقلت محطة «سي.أن.أن» الإخبارية عن قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال جوزيف فوتيل قوله أن الولايات المتحدة لا تخطط لسحب قواتها المتمركزة قرب مدينة منبج في شمال سورية، على رغم تحذيرات من تركيا لنقلها فوراً.
ونقل الموقع الإلكتروني للمحطة عن فوتيل قوله أمس (الأحد) أثناء رحلة إلى الشرق الأوسط أننا «لا نفكر في سحب القوات الأميركية من منبج».
وقالت تركيا التي تشن هجوماً عسكرياً على مقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردية في منطقة عفرين في شمال غربي سورية، مراراً أنها ستطرد هذه القوات أيضاً من منبج التي تقطنها غالبية عربية وتقع شرق عفرين.
وتنشر الولايات المتحدة قوات قوامها حوالى ألفي جندي في شمال سورية لدعم تحالف تهيمن عليه «وحدات حماية الشعب» ساعد في إخراج تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) من معاقله في سورية العام الماضي.
ودعت تركيا التي تعتبر «الوحدات» تنظيماً إرهابياً، واشنطن إلى إنهاء دعمها العسكري للجماعة والانسحاب من منطقة منبج، حيث يتمركز جزء من قواتها.
وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو يوم السبت أن «الولايات المتحدة في حاجة لإنهاء العلاقة مع المنظمة الإرهابية ودفعها إلى إلقاء كل أسلحتها. عليهم أن يجمعوا الأسلحة التي منحوها والانسحاب من منبج فوراً».
مقتل «الجنرال ضباب» في سورية يسلط الضوء على مهمة روسية سرية
موسكو، دونيتسك (أوكرانيا) – رويترز
في خريف 2015 تم تقديم مجموعة من الانفصاليين الموالين إلى روسيا في أوكرانيا لقائد جديد له شارب كان مثل من سبقوه من القادة يستخدم الاسم الحركي تومان – وهي كلمة روسية معناها «ضباب».
ومثل من سبقه أيضاً كان يبدو أنه مواطن روسي. وكان يوقع على الوثائق باسم الجنرال بريماكوف. وعندما سقط قتيلاً أثناء مهمة رسمية في سورية بعد عامين، اتضح أن اسمه كان زائفاً للتمويه على دور روسيا الرئيس في صراع تصر موسكو والمتمردون أنه أمر يخص أوكرانيا وحدها.
وفي حقيقة الأمر كان فاليري أسابوف جنرالاً روسياً يعمل سراً. ونفى الكرملين مراراً تقديم دعم عسكري للانفصاليين الذين رفضوا قيادة جديدة موالية للغرب في كييف في العام 2014 وأقاموا دولتين في شرق أوكرانيا حيث يعتبر كثيرون أنفسهم من الروس.
وقال خمسة متمردين لـ«رويترز» في لقاءات منفصلة إن أسابوف كان قائداً للقوات المسلحة في واحدة من الدولتين وهي جمهورية دونيتسك الشعبية.
وقال اثنان على وجه التحديد إن أسابوف كان يترأس الفرقة المسلحة الرئيسة للمتمردين وهي فيلق الجيش الأول. كما أكد شقيق أسابوف الأصغر فياتشيسلاف أن شقيقه كان في أوكرانيا.
وقال فياتشيسلاف في أيلول (سبتمبر) بعد أيام من إلقاء خطبة رثاء في جنازة أخيه: «كان هناك عاماً بأكمله».
وأضاف: «كيف كان يشعر حيال ذلك؟ كان موافقاً على ذلك كأي رجل عسكري».
وأشار ثلاثة من المتمردين إلى أن أسابوف ليس هو الجنرال الأول الذي يعار لكي يتولى قيادتهم، وأن الروس مستمرون في التناوب على قيادة جيش المتمردين.
وسئل أحد كبار الضباط المتمردين عما إذا كانت وزارة الدفاع في جمهورية دونيتسك الشعبية تلعب دوراً عسكرياً فقال «لا. وزارة الدفاع تتعامل مع السياسة والنشاطات الإنسانية فقط».
وطلب المتمردون الذين تحدثوا، عدم نشر أسمائهم، لأنهم لا يريدون أن يفتضح أمرهم ويُعرف أنهم أفشوا أسراراً.
وتبين حكاية أسابوف من جديد أن الدور الروسي في حربي أوكرانيا وسورية أعمق مما تعترف به موسكو. كما يوضح الأساليب السرية في استراتيجية «الحرب الهجين» التي تبرز من خلالها روسيا القوة من طريق دس أفرد يعملون سراً في قيادة القوات المحلية من دون أن تخاطر علناً بإرسال أعداد كبيرة من القوات إلى أرض المعركة.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه «لم يتم نشر قوات روسية في أوكرانيا لا في بداية التمرد في الشرق ولا أي وقت منذ ذلك الحين».
وسئل بوتين عن حالات عسكريين من الروس تم القبض عليهم في أوكرانيا فأشار في إحدى المرات إلى أن مجموعة عبرت خطأ حدود البلاد.
وفي مرة ثانية سلم بوتين بأن من ألقي القبض عليهم ربما كان بينهم «أفراد يتعاملون في مسائل معينة من بينها المجال العسكري»، لكنه أضاف: «وهذا لا يعني أن لنا قوات روسية نظامية هناك».
وبناءً على روايات عدد من رجال الجيش الروسي وأقاربهم وشهود نشرت «رويترز» تقريراً عن دخول قوات نظامية روسية إلى أوكرانيا مرتين على الأقل وسط اشتباكات ضارية في أواخر آب (أغسطس) 2014. وتقول كييف والغرب إن روسيا غزت شرق أوكرانيا وفرض الجانبان عقوبات على روسيا وعلى أفراد يعتقد أن لهم دوراً في الصراع، وفي ما سبق ذلك من ضم روسيا لشبه جزيرة القرم.
وتشمل قائمة العقوبات التي فرضتها الحكومة الأوكرانية أكثر من ألف مواطن روسي وأوكراني من بينهم ضباط عسكريون روس. وتأسست هذه العقوبات على استخبارات من وكالات أوكرانية في الغالب، لذا فمن الصعب التحقق منها من مصدر مستقل من دون تعاون روسيا.
وأضيف اسم أسابوف في العام 2016 ووصفته المخابرات الأوكرانية بأنه «مجرم حرب» لمنصبه الرفيع في قوات الانفصاليين.
وخلال مهمة أسابوف في أوكرانيا كانت قاعدته في مدينة روستوف أون دون الروسية التي تبعد 60 كيلومتراً عن الحدود الأوكرانية، وذلك وفق تقرير إعلامي نشر العام 2015 وأشار إلى نقله. ووفقاً لوثائق قضائية تتعلق بطلب قدمه لإدراج أفراد في عائلته في ملفه حتى يصبحوا مؤهلين للامتيازات التي تتيحها رتبته العسكرية.
ويبين مرسوم منشور على الإنترنت أن بوتين منحه رتبة لفتنانت جنرال قرب نهاية مهمته الرسمية في روستوف في صيف 2016.
وقال أحد الانفصاليين التقى أسابوف عندما ظهر في أوكرانيا للمرة الأولى إنه كان يرتدي زيا بلا شارات.
وقال الضابط الكبير إنه عند تقديمه رسمياً للمقاتلين «قيل لنا إن قائدنا وصل». وأضاف أن كثيرين من ضباط المتمردين كانوا يعرفون أن أسابوف جنرال روسي من دون أن يقال لهم ذلك. وتابع: «كان ذلك واضحاً على أي حال … فإذا كانت روسيا ترسل مساعدات وذخائر إلى هنا فهي في حاجة لمراقبتها حتى لا تتعرض للاختلاس».
وشاهد الضابط أسابوف وهو يوقع الوثائق باسم بريماكوف ولم يعرف اسمه الحقيقي إلا عندما شاهد صوره في تقارير عن موته في سورية.
وتنفي قيادة الانفصاليين أن أسابوف كان موجوداً في أوكرانيا. وقال إدوارد باسورين نائب القائد والناطق باسم قوات المتمردين إن «أسابوف لم يكن في دونباس (شرق أوكرانيا) بالتأكيد».
مع ذلك فقد شاهد مراسل لـ«رويترز» باسورين في جنازة أسابوف. وقال باسورين إنه التقى الجنرال في موسكو في ربيع 2015.
وعلى رغم أن الدور الروسي في سوريا معلن، فإن عمق هذا الدور مستتر. فمن الناحية الرسمية تنفذ روسيا غارات جوية لمساندة حكومة دمشق ولها وجود محدود من القوات الخاصة والمستشارين العسكريين على الأرض.
ووفقاً للإعلان الرسمي من وزارة الدفاع عن وفاته فقد كان الدور الرسمي لأسابوف في سورية هو كبير المستشارين العسكريين.
وفي جنازته قال رئيس هيئة أركان الجيش الروسي فاليري غيراسيموف إنه كان قائد الفيلق الخامس للقوات الهجومية من المتطوعين في سورية. واستحدثت الحكومة هذا الفيلق في نهاية 2016 قوة جديدة لإنهاء الهجمات على دمشق، لكن لم يسمع عنه منذ ذلك الحين.
ولم تتضح الأهمية العسكرية لمثل هذه الوحدات من المتطوعين سواء في أوكرانيا أو سورية. وفي أوكرانيا قال الضابط الكبير إن أسابوف ركز في ما يبدو على التدريب.
وعمل أسابوف أيضاً على تأمين الإمدادات، وبعد وصوله تم توزيع ملابس عسكرية جديدة على كثير من المجندين المحليين بعد أن كانوا يضطرون لشرائها.
ودفن أسابوف في 27 أيلول (سبتمبر) الماضي في المقبرة العسكرية الاتحادية التذكارية خارج موسكو وأقيمت له جنازة عسكرية كاملة. وبعد بضعة أيام كان علمان صغيران من أعلام الانفصاليين الموالين لروسيا يرفرفان فوق قبره.
دي ميستورا سيرأس لجنة لوضع مسودة دستور جديد لسوريا
موسكو: قالت وكالة إنترفاكس الروسية الاثنين نقلا عن وثائق رسمية إن ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا سيرأس لجنة دستورية جديدة ستتشكل خلال مؤتمر للسلام في روسيا هذا الأسبوع.
وتستضيف روسيا مؤتمر الحوار الوطني السوري في منتجع سوتشي المطل على البحر الأسود الاثنين والثلاثاء وتأمل أن يتمخض عن انطلاق محادثات لوضع مسودة دستور جديد لسوريا. (رويترز)
مقتل 28 شخصاً في قصف جوي روسي على ريف إدلب
حلب: أفاد مصدر في الدفاع المدني السوري بمقتل 28 شخصاً على الأقل وجرح العشرات الاثنين، في غارات شنتها طائرات حربية روسية على ريفي إدلب الشرقي والجنوبي .
وقال المصدر،إن القصف الروسي استهدف سوق( البطاطس) في مدنية سراقب بريف إدلب الشرقي ، ما أدى إلى مقتل 20 شخصاً وإصابة العشرات ، كما أدى إلى خروج مستشفى عدي الحسين (الإحسان) عن الخدمة صباح اليوم، بعد تعرضه لغارات جوية من الطيران الحربي، وهو آخر مستشفى في المدينة .
وتقع مدينة سراقب في الجهة الجنوبية الشرقية لمحافظة إدلب وتتميز بأهمية كبيرة باعتبارها المنطقة الواصلة بين دمشق وحلب، إضافة إلى وقوعها على مساحة تبلغ حوالي 17 ألف هكتار، وتبعد مسافة تقدر بحوالي 50 كيلومتراً عن مدينة حلب.
وحسب المصدر ، قتل ثمانية أشخاص بينهم أم وأطفالها الثلاثة، وأصيب العشرات في قصف على بلدة معصران بريف ادلب الجنوبي ، وخلف القصف دماراً كبيراً في منازل المدنيين والمحال التجارية .
وفي مدينة إدلب ، أعلن مستشفى إدلب المركزي عن إيقاف العمليات الباردة بشكل كامل حتى اشعار آخر ، وذلك جراء القصف المتواصل على الريف الادلبي فيما أعلن استمرار العمل حالياً بخطة الطوارئ.
وقال قيادي في غرفة عمليات رد الطغيان، إن القصف الكثيف على مناطق ريف ادلب الشرقي ، وريف حماة ، وحلب هو تنفيذ للتهديدات الروسية بعدم مشاركة المعارضة في مؤتمر سوتشي .
وكان الناطق باسم قاعدة حميميم العسكرية الروسية في اللاذقية أليكسندر إيفانوف قال ، منذ أيام عبر صفحات القاعدة على مواقع التواصل الاجتماعي، قال إن ” إعلان المعارضة السورية امتناعها عن حضور مؤتمر سوتشي سيكون له تبعات عديدة على الأرض ،بالطبع لا يزال لدينا الكثير من العمل للقضاء على التنظيمات المتطرفة في سوريا،وتأخير مسار العملية السياسية لن يكون من صالح المعارضة السورية بأي شكل من الأشكال”.(د ب أ )
نظام الأسد وموسكو يمهدان لمؤتمر «سوتشي» بقصف إدلب والغوطة
المخابرات الروسية توقف معارضين في مطار المنتجع بحجة «الإرهاب»
دمشق ـ حلب ـ «القدس العربي» من هبة محمد وعبد الرزاق النبهان: الاستعدادات لبدء اجتماعات «سوتشي» اليوم في روسيا بادعاء إيجاد حل للازمة السورية تناظرت مع غارات وقصف عنيف على إدلب والغوطة خلّفت عشرات القتلى والجرحى، وهو ما اعتبر ردا على رفض المعارضة السورية حضور المؤتمر الروسي.
ووصف يحيى العريضي، المستشار السياسي للهيئة العليا السورية المعارضة والناطق الرسمي باسمها، ما يحصل بـ«مهرجان احتفالي او سيرك سوتشي الخالي من المعارضة»، فيما دخلت عملية «غصن الزيتون» التي أطلقتها القوات التركية يومها الثالث عشر، حيث سيطرت فصائل «الجيش السوري الحر» المشاركة إلى جانب القوات التركية في عملية «غصن الزيتون»، على جبل برصايا الاستراتيجي الواقع على الحدود السورية ـ التركية بين منطقتي اعزاز وعفرين، في ريف حلب الشمالي. وتمكنت القوات المسلحة التركية والجيش السوري «الحر»، أمس من تحرير 18 نقطة عسكرية كان تنظيم الوحدات الكردي يسيطر عليها في منطقة عفرين.
كما سيطرت القوات المسلحة التركية والجيش السوري الحر على قرية «قسطل جندو» قرب عفرين شمال غربي سوريا، بعد معارك مع تنظيم «ب ي د/ بي كا كا» في إطار عملية «غصن الزيتون».
من جهته قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس، إن بلاده ستطهر حدودها بالكامل مع سوريا من «الإرهابيين»، مما يدل على أن الهجوم التركي في منطقة عفرين في شمال سوريا سوف يتواصل. وقال إردوغان أمس في مؤتمر لحزبه العدالة والتنمية الحاكم في إقليم أمسايا الشمالي، إن تركيا ستعمل على ضمان إمكانية عودة 3.5 مليون لاجئ سوري تستضيفهم تركيا إلى ديارهم فور تطهير الحدود من المسلحين.
ميدانياً وفي إدلب قُتل 14 مدنياً وأصيب 30 آخرون على الأقل بجروح، أمس الأحد، جراء هجمات جوية على مناطق خفض التوتر في المحافظة شمال غربي سوريا. وقال مصطفى حاج يوسف، مدير الدفاع المدني في إدلب (الخوذ البيضاء)، للأناضول إن «طائرات حربية روسية وأخرى تابعة للنظام السوري، شنت غارات على مدن سراقب ومعرة النعمان وكفرنبل، ومنطقة كفر أمين في محافظة إدلب». وأكد حاج يوسف أن «الغارات أسفرت عن مقتل 14 مدنياً، وإصابة 30 آخرين على الأقل بينهم أطفال ونساء».
وفي الغوطة الشرقية ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القتال الضاري تجدد في المنطقة، أمس، بعد فترة من الهدوء النسبي في أعقاب تقارير عن الاتفاق على وقف لإطلاق النار هناك مساء الجمعة. وقال المرصد الذي يراقب الحرب من مقره في بريطانيا، إن قتالاً ضارياً اندلع وكان مصحوباً بانفجارات ضخمة وقصف مكثف وغارات جوية بعد هجوم شنته قوات المعارضة. وأضاف أن قوات النظام السوري كانت قد أطلقت عشرات الصواريخ والقذائف على الغوظة الشرقية منذ ورود أنباء عن بدء وقف إطلاق النار.
سياسياً وحول المفاوضات التي تبدأ اليوم في منتجع سوتشي الروسي، ردّ المستشار السياسي للهيئة العليا السورية المعارضة والناطق الرسمي باسمها، يحيى العريضي، أن «من بين الـ39 عضواً من الهيئة وافق 9 أشخاص على حضور سوتشي، والقرار يحتاج الى 25 عضواً، فكان القرار بالمقاطعة لأن الهيئة مبنية على أسس ديمقراطية». ولدى سؤاله عن سبب دعوة اشخاص بعينهم من ضمن الهيئة العليا دون سواهم إلى «سوتشي»، عزا العريضي السبب إلى وجود «نوايا سيئة ومحاولات لاستهداف المعارضة»، مضيفاً أن «الدعوة وجهت لأفراد معينين، ولم توجه إلى كيانات سياسية معارضة».
وأضاف العريضي «نحن نعلم بأن النظام السوري قد دعا أزلامه من المخابرات والجيش والحزب وأعضاء قيادة فرع لحضور مؤتمر سوتشي، ويكفي أن يكون خبر بهذا الاتجاه فهو ترجمة فعلية للتركيبة المكونة لسوتشي».بينما أكد أحمد رمضان رئيس الدائرة الإعلامية لدى الهيئة العليا للتفاوض في اتصال مع «القدس العربي» أنه قد وجهت دعوات إلى شبيحة النظام لحضور مؤتمر ستوشي قائلاً «نحن لا نعرف طبيعة المدعوين لأن هناك محاولات من قبل النظام لاستقدام شبيحته بعناصر مختلفة وبأسماء غير حقيقية لحضور هذا المؤتمر».
وقال مدير مركز دراسات مكافحة الإرهاب، وائل الخالدي، في اتصال مع «القدس العربي» إنه تم «توقيف اثنين من المتحمّسين للذهاب إلى «سوتشي» مدة 9 ساعات بعد وصولهما إلى مطار المنتجع من قِبل الشرطة الروسية باعتبار أنهما مطلوبان للإرهاب، بالرغم من حيازتهما جوازات سفر أوروبية». ومن المتوقع برأي المتحدث أن يصل عدد التوقيفات الى أكثر من ثلاثين موقوفاً بحكم القانون، وباعتبار عدم وجود ضامن دولي ووجود الأمم المتحدة بصفة ممثل فقط.
غوتيريش: دي ميستورا يحضر «سوتشي»… لكن الحل في «جنيف» وفق القرار 2254
عبد الحميد صيام
نيويورك (الأمم المتحدة) ـ «القدس العربي»: قبل الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، دعوة وجهت من روسيا للأمم المتحدة لإرسال ممثل إلى مؤتمر الحوار الوطني السوري المقرر في سوتشي يومي 29-30 من الشهر الحالي.
وجاء قرار الأمين العام بعد أن أطلعه المبعوث الدولي لسوريا، ستافان دي ميستورا، على آخر التطورات، وبالأخذ في الاعتبار تصريح روسيا بشأن تقديم نتائج مؤتمر الحوار إلى عملية جنيف للمساهمة في المحادثات السورية التي تجري تحت رعاية الأمم المتحدة بما يتوافق مع قرار مجلس الأمن رقم 2254 (2015).
وكلّف الأمين العام دي ميستورا بتمثيل الأمم المتحدة في مؤتمر الحوار السوري بمشاركة الأطراف الفاعلة في «سوتشي». وأعرب أنطونيو غوتيريش عن ثقته في أن مؤتمر الحوار الوطني سيكون مساهمة مهمة في إحياء عملية المحادثات السورية برعاية الأمم المتحدة في جنيف، على أساس التطبيق الكامل لإعلان جنيف الصادر عام 2012، وقرار مجلس الأمن 2254.
وكانت المناقشات السورية اختتمت في مقر الأمم المتحدة في فيينا والتي أجراها المبعوث الدولي ستافان دي ميستورا بشكل منفصل على مدى يومين مع وفدي الحكومة السورية ولجنة التفاوض السورية.
وركزت المناقشات على قضية الدستور وفق المنصوص عليه في عملية المحادثات السورية، بهدف التطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 الصادر عام 2015. وقال دي ميستورا، في مؤتمر صحافي، إنه انتهز فرصة الاجتماعات للتشاور مع وفود عدد من الدول، مضيفاً أن الأمين العام للأمم المتحدة تابع المحادثات عن كثب وعقد مشاورات رفيعة المستوى بهذا الشأن.
وأشار دي ميستورا إلى أن هدف العملية السياسية هو التطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن 2254. وقال إن جميع المشاركين في المحادثات أكدوا التزامهم باحترام ولاية المبعوث الخاص وبعملية جنيف السياسية التي تيسرها الأمم المتحدة.
وأكد المبعوث الدولي أن الحل الدائم الوحيد للأزمة الراهنة في سوريا سيتحقق عبر العملية السياسية الجامعة التي يقودها السوريون، وتلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري، مع الأخذ بعين الاعتبار أن عملية صياغة الدستور الجديد ستتم وفق عملية جنيف وبما يتوافق مع قرار مجلس الأمن.
واطلع دي ميستورا على التحضيرات لمؤتمر الحوار السوري الوطني المقرر في سوتشي في روسيا يومي 29-30 من الشهر الحالي. وأشار إلى التصريح الروسي بشأن تقديم نتائج مؤتمر الحوار إلى عملية جنيف للمساهمة في المحادثات السورية التي تـجري بإشـراف الأمـم المتـحدة.
وأعرب دي ميستورا عن القلق البالغ إزاء الوضع على الأرض بجميع أبعادة، السياسية والأمنية وما يتعلق بحقوق الإنسان، وشدد على ضرورة إنهاء العنف واستعادة الاحترام الكامل لسيادة سوريا وسلامة أراضيها ووحدتها واستقلالها.
وقال دي ميستورا إنه يشاطر ملايين السوريين، داخل وخارج سوريا، الشعور بالإحباط إزاء عدم التوصل إلى تسوية سياسية حتى اليوم. وأعرب عن الأمل في أن يسهم مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي في إحياء المحادثات السورية ذات المصداقية في جنيف تحت رعاية الأمم المتحدة. وقال ستافان دي ميستورا إن ما يلزم الآن هو الإرادة السياسية، مؤكداً أن الوقت قد حان لتغليب الدبلوماسية والحوار والمفاوضات من أجل مصلحة جميع السوريين.
العريضي لـ «القدس العربي»: «سوتشي» مهرجان احتفالي لا تحضره المعارضة ومعلومات عن توجيه دعوات لشبيحة النظام
بحجة «الإرهاب»… المخابرات الروسية توقف معارضين في مطار المنتجع
هبة محمد
دمشق – «القدس العربي»: رد المستشار السياسي للهيئة العليا للتفاوض والناطق الرسمي باسمها على مجموعة تساؤلات حول موقف الهيئة من أعضاء الوفد المفاوض ممن يحضرون مؤتمر «سوتشي» بعد إعلان «الهيئة العليا» مقاطعتها للمؤتمر، وعن خيارات المعارضة السورية بعد فشل مسار جنيف بنسخته التاسعة.
وأوضح الدكتور يحيى العريضي في حوار مع «القدس العربي» ان الإجراءات التي سوف تتخذها الهيئة العليا للتفاوض بحق أعضائها الذين سيشاركون في مؤتمر «سوتشي» لم تتبلور بعد، مضيفاً ان «الدعوة وجهت لافراد معينين، ولم توجه إلى كيانات سياسية معارضة وموقف الهيئة لم يتبلور بعد باتجاه هؤلاء الأشخاص، في حال أي مخالفات، ويبقى احترام الرأي الشخصي له سيادة، لكن احترام الرأي تحت مظلة ممارسة الديمقراطية كأداة عمل. وأشير هنا إلى انه بشكل ديمقراطي جرى تصويت الهيئة تحت العنوان «من يريد ان يذهب إلى سوتشي» ومن بين الـ39 عضواً وافق 9 اشخاص على حضور سوتشي، والقرار يحتاج إلى 25 عضواً، فكان القرار بالمقاطعة لأن الهيئة مبنية على أسس ديمقراطية».
وأضاف العريضي «صحيح أن المسألة حساسة ولها صفة استراتيجية ولكن حتى في هذه المسائل الرأي يحترم والديمقراطية العنوان، ونحن لسنا منظومة ديكتاتورية، لكن على الهيئة ان تتدبر هذا الامر في اجتماعها بشكل ديمقراطي وبشكل منطقي وموضوعي، حيث ستتم مناقشة هذا التصرف لأخذ موقف حياله، لان الامر الطبيعي هو الالتزام برأي الأكثرية في المنظومات الديمقراطية، ومن أراد ان يتصرف افرادياً فهذه حالة لا تمثل الهيئة».
ولدى سؤاله عن سبب دعوة اشخاص بعينهم من ضمن الهيئة العليا دون سواهم إلى «سوتشي»، عزا العريضي السبب إلى وجود «نوايا سيئة ومحاولات لاستهداف المعارضة بشكل عام، لان محاولات استهداف الهيئة ونسف مصداقيتها لم تتوقف وقد يكون توجيه الدعوات إلى شخصيات من صلب الهيئة العليا للتفاوض، هي من صلب هذه المحاولات، وتبقى البوصلة الاساسية هي مصلحة الشعب السوري بخلاصه من الاستبداد والديكتاتورية وتحقيقه بلداً منيعاً ذا سيادة حراً كريماً غير مستباح هذه هي المعاير ومخالفة هذه المعاير هي الطامة الكبرى».
فشل «جنيف»
ورد العريضي على رؤية المعارضة وخياراتها بعد فشل مسار جنيف في جولته التاسعة، بأن خيارات المعارضة لا حدود لها، مضيفا «ان المعارضة السورية بيدها قرارات دولية تقضي بعملية انتقال سياسي وإعادة سوريا إلى الحياة،و تقضي بالخلاص بمختلف الطرق من الحالة الموجودة فيها، والجانب الاخر من القوة هو القوة الدولية والأمم المتحدة ومجلس الامن الذي اصدر هذه القرارات، والتي لا يستطيع النظام ان يضرب بها عرض الحائط، او يلغيها، ويبقى من جانب ثالث حق السوريين كشعب عانى كل هذه المعاناة لا بد ان تكون حقوقه مصانة وهي موجودة في القرارات الدولية التي تصون حقه، وكل ذلك في مواجهة البلطجة ومحاولات التضييق على المعارضة وجعل خياراتها محدودة ومحاولات نسف مصداقيتها والسعي لتدميرها وتصوير الأمور بشكل كاذب ومزيف بانها طبيعية، والدعوة إلى مهرجان احتفالي او سيرك سوتشي الخالي من المعارضة». هذه خيارات موجودة و»للشعب السوري أصدقاء وللشعب ارادته وغضبه ورفضه للاستسلام وتضحياته التي لا تنسى، إضافة إلى سجل العذابات فكل هذه أوراق بيد الشعب السوري».
وبين العريضي ان المعارضة المرضية للنظام هي برأيه هي «التي تمهد استمراره ولو بشكله الحالي غير الطبيعي، ولو كان النظام وضعه طبيعياً لما صدر بحقه كل هذه القرارات».
الضغط على النظام
وفي إطار تسلح المعارضة السورية بكل هذه القرارات الدولية من دون وجود آلية حقيقية للضغط على النظام وروسيا لتطبيق هذه القرارات الشرعية قال العريضي «لو لم توجد آلية ضغط لما صدر ما سمي بـ «اللاورقة» من 5 دول، قبيل انعقاد مؤتمر سوتشي، وتتضمن الإجراءات والآليات لتنفيذ هذه القرارات الدولية، وتدعو إلى تطبيق القرارات وتحديد إمكانيات حقيقية للعملية الانتخابية ضمن بيئة آمنة، تتيح ممارسة حق الانسان السوري في اختيار من يشاء استناداً إلى القرارات الدولية، ولا تدعي تحولها إلى المرجعية لاحقاق الحق في سوريا بل تستند اليها كآليات من اجل تطبيقها والخلاص من الديكتاتورية، لاعطاء السوريين الحق باختيار من يشاؤون بحرية وامان من دون تدليس، بإشراف الأمم المتحدة، وليس على الطريقة الحالية باشراف افرع المخابرات.
«شبيحة» في سوتشي
وأضاف العريضي «نحن نعلم بان النظام السوري قد دعا أزلامه من المخابرات والجيش والحزب وأعضاء قيادة فرع لحضور مؤتمر سوتشي، ويكفي ان يكون خبر بهذا الاتجاه فهو ترجمة فعلية للتركيبة المكونة لسوتشي».
أحمد رمضان رئيس الدائرة الإعلامية لدى الهيئة العليا للتفاوض اكد في اتصال مع «القدس العربي» انه قد وجهت دعوات إلى شبيحة النظام لحضور مؤتمر ستوشي قائلاً «نحن لا نعرف طبيعة المدعوين لان هناك محاولات من قبل النظام لاستقدام شبيحته بعناصر مختلفة وباسماء غير حقيقية لحضور هذا المؤتمر».
بحجة الإرهاب
وقال مدير مركز دراسات مكافحة الإرهاب وائل الخالدي في اتصال مع «القدس العربي» انه تم «توقيف اثنين من المتحمّسين للذهاب إلى «سوتشي» مدة 9 ساعات بعد وصولهم إلى مطار المنتجع من قِبل الشرطة الروسية باعتبار أنهم مطلوبون للإرهاب، بالرغم من حيازتهم جوازات سفر أوروبية».
ومن المتوقع برأي المتحدث أن يصل عدد التوقيفات إلى أكثر من ثلاثين موقوفاً بحكم القانون، وباعتبار عدم وجود ضامن دولي ووجود الأمم المتحدة بصفة ممثل فقط، وليست كمنظم، مضيفاً «وبعد التدقيق بلوائح الأسماء فإن من بين هذه الأسماء مطلوبين بلوائح إنتربول ومحاكم ارهاب، وهم لا يعلمون حتى، ولكن احتمال اعتقالهم وارد بسبب غياب الضامن ورغبة الروس بتحصيل عدد من المخبرين تحت سلطة التهديد على طريقة المخابرات الجوية السورية».
الجيشان التركي و«الحر» يسيطران على جبل برصايا الاستراتيجي وقرى وبلدات عدة قرب عفرين
إردوغان: تركيا ستطهر كامل حدودها مع سوريا من «الإرهابيين»
عبد الرزاق النبهان ووكالات
حلب – «القدس العربي» : بينما تدخل عملية غصن الزيتون التي أطلقتها القوات التركية يومها الثاني عشر سيطرت فصائل «الجيش السوري الحر» المشاركة إلى جانب القوات التركية في عملية «غصن الزيتون»، على جبل برصايا الاستراتيجي الواقع على الحدود السورية – التركية بين منطقتي اعزاز وعفرين في ريف حلب الشمالي. وتمكنت القوات المسلحة التركية والجيش السوري «الحر»، أمس من تحرير 18 نقطة عسكرية كان التنظيم الكردي يسيطر عليها في منطقة عفرين.
كما سيطرت القوات المسلحة التركية والجيش السوري الحر على قرية «قسطل جندو» قرب عفرين شمال غربي سوريا بعد معارك مع تنظيم «ب ي د/ بي كا كا» في إطار عملية «غصن الزيتون». وتقع قرية «قسطل جندو» جنوبي جبل «برصايا»، وسيطرت عليها القوات المسلحة التركية والجيش الحر، ظهر امس، بعد انسحاب مقاتلي التنظيم الإرهابي منها بعد انسحابهم من «برصايا».
وأفادت مصادر في الجيش السوري الحر لمراسل «الأناضول»، بأن القوات التركية والجيش السوري الحر، هاجموا مقاتلي تنظيم «ب ي د/ بي كا كا» الذين انسحبوا من برصايا إلى «قسطل جندو»، وتمكنوا من السيطرة على القرية بعد معارك بين الطرفين.
إردوغان
من جهته قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أمس إن بلاده ستطهر حدودها بالكامل مع سوريا من «الإرهابيين» مما يدل على أن الهجوم التركي في منطقة عفرين بشمال سوريا سوف يتواصل. وقال إردوغان أمس في مؤتمر لحزبه العدالة والتنمية الحاكم في إقليم أمسايا الشمالي إن تركيا ستعمل على ضمان إمكانية عودة اللاجئين السوريين الذين تستضيفهم إلى ديارهم فور تطهير الحدود من المسلحين. وأضاف إردوغان، إن جنود بلاده يسطرون ملحمة في عملية «غصن الزيتون» كما فعلوا بالأمس في «درع الفرات».
وأكد إردوغان أن تركيا ليست لديها أطماع لاقتطاع أراضٍ من سوريا، مضيفاً «بلدنا يستضيف 3.5 مليون سوري، ونعمل على تأمين عودتهم إلى ديارهم». وأكّد أنه زار مؤخرًا المنطقة الحدودية فأبلغه قائد عملية «غصن الزيتون»، بعدم وجود مشاكل. واستدرك بقوله: «سأكون أول الملتحقين في حال حدوث أي مشكلة صغيرة، وبعد ذلك سنسير معًا». وشدّد على أن «من يقول لا للحرب بالنسبة لعملية غصن الزيتون يقول نعم للظلم ونعم لسيطرة تنظيم إرهابي وتسلطه على رقاب وأعراض الأبرياء». وأضاف: «هل تعلمون ماذا يقول أهالي عفرين بعد سماعهم تطهير جيش بلادنا قراهم من الإرهابيين: جاء الأتراك نحن في أمانٍ الآن».
وتشمل المنطقة التي جرى تحريرها أمس 5 بلدات و13 قرية ومزرعة واحدة، و4 تلال استراتيجية.
وتستمر عملية «غصن الزيتون»، التي أطلقها الجيش التركي في 20 يناير/كانون الثاني الجاري، مستهدفةً المواقع العسكرية لتنظيمي «داعش» و»ب ي د/بي كاكا» الإرهابيين شمالي سوريا، مع اتخاذ التدابير اللازمة لتجنيب المدنيين أية أضرار.
ونفذت القوات المسلحة التركية، خلال الفترة من أغسطس/ آب 2016 وحتى مارس/ آذار 2017، عملية «درع الفرات»، دعما للجيش السوري الحر، ولتطهير مناطق حدودية في سوريا من الإرهاب.
وتأتي هذه التطورات عقب استئناف معارك «غصن الزيتون» في منطقة عفرين، بعد هدوء نسبي شهدته المنطقة لعدة أيام نتيجة سوء الأحوال الجوية، حيث تمكّنت الفصائل المشاركة يوم السبت، من السيطرة على تلال وقرى عدة في محيط ناحيتي «جنديرس» جنوب غربي عفرين، و»راجو» شمال غربيها، واقتربت من إحكام السيطرة «نارياً» على «راجو».
هجوم معاكس
وقال مدير موقع NSO، الصحافي ضرار الخطاب، إن فصائل «الجيش الحر» شنّت هجوماً معاكساً صباح الأحد، على النقاط التي تسلل إليها مسلّحو «حزب الاتحاد الديمقراطي – PYD» في جبل برصايا ليلاً، حيث تمكنوا من استعادة جميع النقاط، بعد اشتباكات دارت بين الطرفين تحت غطاء جوي لطائرات حربية تركية استهدفت مواقع «PYD» في الجبل ومحيطه.
وأضاف في حديث لـ«القدس العربي»، أن فصائل «الجيش الحر» كسرت خلال هجومها الخطوط الأولى لمسلّحي PYD في النقاط التي تقدمت إليها في جبل برصايا وحاولت التمركز فيها، لتتمكّن من استعادة جميع النقاط، تزامناً مع استمرار عملية «تمشيط» الجبل الذي باتت تسيطر عليه بشكل كامل.
وأشار الخطاب إلى أن أهمية جبل برصايا الاستراتيجي تأتي من كونه مطلاً على كامل منطقة أعزاز ومعبر «باب السلامة» الحدودي مع تركيا، إضافة لإطلالته بشكل بعيد على الأراضي التركية وخاصة مدينة كيليس المتاخمة للحدود السورية، والتي كان مسلّحو PYD يستهدفونها بقذائف مدفعيتهم المتمركزة على قمة الجبل.
وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، قال خلال كلمة ألقاها أمس الأحد أمام الحشد الجماهيري شمالي البلاد، إنّ «القوات المشاركة في عملية غصن الزيتون، ستحرر بعد قليل جبل برصايا الاستراتيجي الذي تتحصن فيه عناصر تنظيم PYD، موضحاً أنه «تحدثت مع الضابط الذي يقود العمليات العسكرية في منطقة عفرين، وأخبره بأنّ القوات التركية ستحرر قمة الجبل بعد قليل»، حسبما ذكرت وكالة «الأناضول» التركية.
وشهد جبل برصايا معارك «كر وفر» بين فصائل «الجيش الحر» ومسلّحي «حزب الاتحاد الديمقراطي – PYD»، حيث تبادلا السيطرة عليه بهجمات معاكسة، قبل أن ينسحب منه «الجيش الحر» إثر هجوم معاكس لـ «PYD» قبل أيام، ليعود بهجوم «معاكس» اليوم، ويتمكن من السيطرة عليه بشكل كامل.
وفي الشأن ذاته ذكرت وسائل إعلام تابعة لـ»قوات سوريا الديمقراطية – قسد» التي يهيمن عليها حزب الاتحاد الديمقراطي PYD، إن إحدى مقاتلات وحدات حماية المرأة YPJ (جناح عسكري خاص بالنساء) نفّذت ما سمتها عملية «فدائية» ضد القوات التركية في عفرين.
وأوضحت وسائل الإعلام، إن المقاتلة «آفستا خابور تقدّمت نحو إحدى الدبابات التركية «بهدوء وثقة المنتصر، ونفذت عمليتها الفدائية التي أدت إلى إعطاب الدبابة ومقتل طاقمها، في قرية «حمام» التابعة لمنطقة جنديرس جنوب غربي مدينة عفرين، والتي سيطرت عليها فصائل المعارضة قبل أيام وبيّنت وسائل الإعلام، أن اسم المقاتلة «آفستا خابور» يعود لفتاة اسمها الحقيقي «زلوخ حمو» (1998) من مواليد قرية بيليه التابعة لناحية بلبل شمال مدينة عفرين، وأنها انضمت إلى ما سمته «الكفاح الثوري» في صفوف PYD عام 2014.
يشار إلى أن «حزب الاتحاد الديمقراطي PYD، يفرض على الشبان في مناطق سيطرته بمحافظتي الحسكة والرقة ومنطقتي عفرين وعين العرب (كوباني) ومنبج في ريف حلب، ما يسمّيه «واجب الدفاع الذاتي» (التجنيد الإجباري)، ويشن بموجبه حملات دهم واعتقال تطال الشبان الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 30 عاماً لزجهم في صفوف مسلحيه.
“غصن الزيتون”: “الجيش السوري الحر” يهاجم قطمة في عفرين
جلال بكور
في اليوم العاشر من معركة “غصن الزيتون” هاجم “الجيش السوري الحر”، مدعوماً بالطيران التركي، فجر اليوم الإثنين، مواقع مليشيات “وحدات حماية الشعب الكردي”، في محور قطمة شمال شرق عفرين، في حين شنت المليشيات هجوماً معاكساً على محور تل قسطل وجبل برصايا.
وأفاد مصدر ميداني، لـ”العربي الجديد”، بأنّ “الجيش السوري الحر” شنّ هجوماً على مواقع مليشيات “وحدات حماية الشعب الكردي”، في ناحية قطمة شمال شرق عفرين، تزامن مع قصف من الطيران الحربي التركي على طريق الإمداد الواصلة بين قطمة وقاعدة كفرجنة العسكرية.
وتسعى القوات، وفق المصدر، للوصول إلى كفرجنة، وذلك بهدف قطع الطريق الواصل بين عفرين ونواحي شنكال وبلبل، الواقعة شمال عفرين. وتبعد كفرجنة قرابة 9 كيلومترات عن مدينة عفرين.
في المقابل، شنّت المليشيات الكردية هجوماً معاكساً على محور تل قسطل في أطراف بلدة فشل جندو، بالتزامن مع محاولة تسلل إلى جبل برصايا الاستراتيجي، حيث دارت معارك عنيفة مع “الجيش السوري الحر” والقوات التركية التي تمركزت، أمس، على الجبل بعد السيطرة عليه بشكل كامل.
غير أن قيادة “قوات سورية الديمقراطية”، التي تقودها مليشيات “وحدات حماية الشعب”، زعمت، في بيان، سيطرتها على جبل برصايا، نافية سيطرة “الجيش السوري الحر” والجيش التركي.
بدورها، ادعت “هيئة الدفاع والحماية الذاتية في مقاطعة عفرين”، التابعة للمليشيات ذاتها، أن قوات “غصن الزيتون” لم تسيطر على قرية واحدة في ناحية عفرين، فيما زعم المكتب الإعلامي لـ”وحدات حماية الشعب” استعادة السيطرة على تلة كفري كر، في ناحية راجو، شمال غرب عفرين، بعد معارك مع الجيش التركي.
وذكرت القيادة العامة لـ”قوات سورية الديمقراطية”، في بيان، أن مقاتلة في صفوف “وحدات حماية الشعب الكردية” نفذت عملية انتحارية استهدفت بها دبابة للجيش التركي في محور قرية حمام بناحية جنديرس جنوب غرب عفرين.
وأطلق الجيش التركي في وقت سابق، عملية “غصن الزيتون” بمشاركة “الجيش السوري الحر” في شمال سورية، بهدف طرد “وحدات حماية الشعب الكردي” من المنطقة.
صفعتان معارِضة وكردية لسوتشي… و95 بالمائة من المشاركين موالون
سوتشي ــ رامي القليوبي
أثار قرار الهيئة العليا للمفاوضات لقوى الثورة والمعارضة السورية مقاطعة مؤتمر منتجع سوتشي، جنوب روسيا، حفيظة موسكو، إذ أعرب رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الدوما (النواب) الروسي، قسطنطين كوساتشوف، عن أسفه له، واصفاً المؤتمر بأنه “فرصة حقيقية للمضي قدماً في توحيد مختلف القوى من أجل تحقيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254”.
ووصف مصدر عسكري دبلوماسي قرار الهيئة بأنه “لا يسيء إلى اسم هذه المجموعة فحسب، وإنما أيضاً إلى صفتها التفاوضية”، مضيفاً في تصريحات نقلتها وكالة “تاس” أنه “ليس من الواضح بتأييد مَن مِن السوريين يتمتّع هؤلاء، وماذا يريدون باستثناء إسقاط الحكومة الشرعية”، على حدّ تعبيره.
وفي هذا الإطار، يرجع الخبير في المجلس الروسي للشؤون الدولية، كيريل سيميونوف، عزوف الهيئة العليا للمفاوضات عن حضور المؤتمر، إلى عدم رؤيتها أي عوائد قد تجنيها جراء المشاركة فيه، في ظلّ رفض أو عجز روسيا عن الضغط على النظام. ويقول سيميونوف في حديث لـ”العربي الجديد” إنه “ربما يحضر بعض ممثلي الهيئة المؤتمر بصفتهم الشخصية، لكن بشكل عام، فإن قرار هيئة المفاوضات مفهوم في ظلّ رفض الجانب الروسي الضغط على نظام بشار الأسد أو عدم امتلاكه آليات لذلك، واستمرار أعمال القتال في منطقتي خفض التصعيد في إدلب والغوطة الشرقية”، مضيفاً “لا ترى المعارضة أية نتائج ستجنيها جراء المشاركة في المؤتمر، بينما التداعيات السلبية، بما في ذلك على سمعتها، تتجلّى بوضوح”.
وفي هذا السياق، يشير سيميونوف إلى أنه “حتى في حال مشاركة بعض الأكراد، لا تزال هناك تساؤلات حول من سيمثلونه”، مضيفاً أن “الأحزاب التي لها نفوذ حقيقي، مثل الاتحاد الديمقراطي، لن تحضر إلى سوتشي”.
من جهته، يرى الأكاديمي والمعارض السوري المقيم في موسكو، محمود الحمزة، أن مؤتمر سوتشي “يهدف إلى تحويل الملف السوري من الرعاية الأممية إلى الرعاية الروسية”، معتبراً أن “أي معارض يشارك فيه، تسقط عنه صفة المعارض وينتقل إلى صف النظام”.
ويوضح الحمزة في حديث لـ”العربي الجديد” أنّ غاية المؤتمر “تمييع قضية الشعب السوري ونقل الملف إلى رعاية روسيا التي تحتل أجزاء من سورية”، مضيفاً “أعتقد أنّ المعارضة الوطنية والقوى الثورية لا يمكن أن تحضر مؤتمر سوتشي بالمواصفات التي أعلنت من قبل المسؤولين الروس، خصوصاً أنه لا مكان فيه لمن يطالب برحيل الأسد، بالإضافة إلى تركيبة المؤتمر الكرنفالية، حيث 95 في المائة على الأقل من الذين سيحضرون، هم من الموالين لعصابة الأسد”.
وحول رؤيته أجندة المؤتمر، يقول: “الأجندة المقترحة، وهي لجنة الدستور والانتخابات، تقزم مطالب الشعب السوري الذي قام بثورة عظيمة من أجل تغيير سياسي شامل وليس من أجل العودة لحضن مجرم وقاتل”.
ودعت روسيا إلى عقد مؤتمر سوتشي في أعقاب لقاء ثلاثي في المنتجع ذاته، جمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مع نظيريه التركي رجب طيب أردوغان والإيراني حسن روحاني، بعيد زيارة الأسد إلى سوتشي في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
أنجلينا جولي في مخيم الزعتري مع اثنين من أطفالها
للمرة الخامسة منذ بداية تهجير السوريين، زارت الممثلة الأميركية، والمبعوثة الخاصة لمفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، أنجلينا جولي، مخيم الزعتري للاجئين في الأردن.
ورافق جولي هذه المرة كل من ابنتها زاهارا، البالغة من العمر 13 عاماً، وابنها شيلوا، وعمره 11 عاماً، وقد التقوا بمجموعة من الشابات السوريات في مركز مجتمعي تموله المفوضية في المخيم.
وجميع الشابات أعضاء في مبادرة للتعليم بعد الدوام المدرسي، وقد اعتبرن التعليم أكبر مصدر للأمل في المستقبل.
وقالت جولي: “طلب ابناي زاهارا وشيلوا مرافقتي اليوم، وقد أمضيا وقتاً بالتحدث واللعب مع الأطفال ممن هم في سنهما، والذين أجبروا على ترك منازلهم، والذين قتل أفراد أسرهم أو اختفوا، والذين يصارعون للتغلب على الصدمات النفسية والمرض، ولكنهم في النهاية ليسوا إلا أطفالاً لديهم آمال وحقوق مثل جميع الأطفال في أي دولة أخرى”، بحسب موقع المفوضية.
وتفقدت جولي عدة عائلات سورية لاجئة تعيش في المخيم، الذي يعتبر أكبر تجمع للاجئين في الشرق الأوسط، حيث يستضيف حوالي 80 ألف سوري، بحسب الموقع نفسه.
وقالت أنجلينا جولي، أمس الأحد، إن أي حل تفاوضي للنزاع الذي طال أمده في سورية يجب أن يحترم كرامة وحقوق جميع السوريين، بمن فيهم ملايين اللاجئين والنازحين.
وقالت جولي، خلال مؤتمر صحافي في المخيم: “علينا ألا ننسى أن هذه الحرب بدأت بمطالب من السوريين بمزيد من حقوق الإنسان، ويجب أن يبنى السلام في بلادهم على هذا الأساس. لا يمكن له أن يستند على التغاضي عن استهداف المدنيين من كافة الأطراف، وقصف المدارس والمشافي، والبراميل المتفجرة، والتعذيب والأسلحة الكيميائية، واستخدام الاغتصاب كأداةٍ للحرب”.
وعبرت عن أملها في بذل المزيد من الجهود للمساعدة في تلبية احتياجات العائلات السورية اليائسة والبلدان المستضيفة لها.
وأضافت: “ولكن قبل كل شيء، التحلي بروح القيادة والقوة اللازمتين للتفاوض لوضع نهاية مبنية على المبادئ لهذه الحرب اللاعقلانية، دون التفريط بكرامة وحقوق الأسر السورية، فهذا الأمر غير قابل للتفاوض”.
“سيران” إلى سوتشي؟
يستمر المشاركون في مؤتمر “الحوار الوطني السوري” بالتوافد إلى سوتشي في روسيا، الإثنين، عبر رحلات مباشرة من مطار دمشق الدولي، للقادمين مباشرة من سوريا.
حقوق النقل الحصرية كانت من حصة شركة طيران “أجنحة الشام” التي قالت إنه “تم اختيارها لنقل المشاركين السوريين في اجتماعات سوتشي”. الشركة المملوكة من قبل عصام شموط، أعربت عن سعادتها بهذا الاختيار “الذي يعكس الثقة بهذه الشركة الوطنية التي وضعت نفسها وأسطولها وكوادرها في خدمة جميع السوريين منذ تأسيسها”.
وأضاف بيان الشركة العاملة منذ عام 2007: “من دواعي الفخر أن يكون للشركة مساهمتها الرمزية في صنع السلام ومستقبل سوريا، عبر نقل السوريين المؤمنيين بالسلام إلى اجتماعات سوتشي”. وتملك الشركة طائرتي بوينغ وطائرة إيرباص، وانحصرت وجهة رحلاتها الجوية خلال السنوات التي أعقبت الثورة السورية إلى العراق وإيران، قبل أن تعود لتسيير بعض الرحلات إلى الكويت والسعودية والسودان.
ونُشرت في مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد مصورة من إحدى رحلات “أجنحة الشام” إلى سوتشي، ويظهر فيها المسافرون وقد دخلوا الأجواء الروسية بعد 3 ساعات من الطيران، وهم ينشدون أغاني وطنية. الرحلة كانت أشبه بكرنفال غنائي موالٍ للنظام، عززه وجود الممثلين سلمى المصرى وبشار اسماعيل وسعد مينا.
القوائم باسماء المشاركين، التي نشرتها الخارجية الروسية، تُظهر أن عدداً كبيراً حضر عبر علاقات شخصية مع ريم تركماني ورندة قسيس ومجد نيازي وهيثم مناع وأحمد الجربا. وهؤلاء المعارضون، إن أمكن وصفهم بذلك، يحيط بهم غموض كبير، وسط اتهامات موجهة لهم من قبل أوساط المعارضة بـ”الإرتزاق” وصعود سلم الأحداث لتحقيق أمجاد شخصية. ولا تبدو تلك الأوصاف غريبة عن أولئك، في ظل ما تحيط ببعضهم من معلومات عن حصولهم على تمويل خارجي باسم “المعارضة المدنية العلمانية”، رغم أن مواقفهم ملتبسة، ولطالما صبت في مصلحة “علمانية” دكتاتورية النظام.
وبحسب برنامج المؤتمر، سيقضي المشاركون في المؤتمر يومهم الأول في سوتشي في الفنادق، في حين سيحضرون، الثلاثاء، 4 جلسات للمؤتمر، قبل أن يعودوا أدراجهم الأربعاء.
وسائل إعلام روسية كانت قد أشارت إلى أن عدد المدعوين للمؤتمر أكثر من 1600 شخصية “يمثلون كافة المكونات والشرائح والقوى السياسية في المجتمع السوري”. وأضافت: “يشكل العرب غالبية المدعوين إذ تبلغ نسبتهم نحو 94.5 في المئة، مع ذلك تمت دعوة ممثلين عن الأكراد والأزيديين والدروز والآشوريين والأرمن والشركس والداغستانيين والتركمان وغيرهم من إثنيات سوريا. وسيمثل معارضة سوريا الداخلية في المؤتمر الموفدون من مجلس الشعب والأحزاب الرئيسة كحزب البعث والجبهة الوطنية التقدمية والحزب الاشتراكي وغيرها، إضافة إلى شخصيات بارزة تمثل جميع المعتقدات الدينية في سوريا، ووجهاء قبائل ومشايخ وممثلون عن نقابات العمال والدوائر الفنية”.
كما يشارك، بحسب الإعلام الروسي “ممثلون عن الفصائل المسلحة التي انضمت إلى اتفاقات المصالحة مع الحكومة.. أما المعارضة السورية في الخارج، فسيمثلها أكثر من 300 مشارك، من بينهم منصتا موسكو وأستانة وتيار الغد السوري وحركة المجتمع المدني.. وبصفة مراقب، تمت دعوة الأمم المتحدة والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي ومصر والعراق ولبنان والسعودية والأردن وكازاخستان للمشاركة في المؤتمر”.
الحافلة-الطائرة التي أقلت المشاركين إلى جنيف، هي أشبه بـ”السيران” الذي يقوم به أهالي الشام، للترويح عن أنفسهم أيام الجمعة باتجاه محيط دمشق. سيران المشاركين في سوتشي، مبادرة روسية، صممت قوائم المشاركين فيها شخصيات إشكالية، وتكفّل بنقل الركاب رجل الأعمال السوري عصام شموط.
المدن
ريف إدلب تحت النار..والمدارس تغلق أبوابها
سيطرت قوات النظام والمليشيات على مزرعة عزو غربي بلدة أبو ظهور في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، ودارت معارك عنيفة بين المليشيات وبين المعارضة المسلحة وهيئة “تحرير الشام” في محيط البلدة والجبهات الشمالية والشمالية الغربية للمطار العسكري، الذي يبعد عن بلدة أبو ظهور قرابة 3 كيلومترات إلى الشرق، بحسب مراسل “المدن” خالد الخطيب.
قوات النظام كثفت من قصفها البري والجوي لمواقع المعارضة و”تحرير الشام” في محيط المطار وبلدة أبو ظهور، الأحد، وبرغم الغارات المتواصلة التي شنتها الطائرات الحربية الروسية وطائرات النظام الحربية والمروحية والتي تجاوزت 50 غارة جوية، بالإضافة للرمايات المستمرة بالمدفعية والصواريخ التي استهدفت محاور العمليات، إلا أن المليشيات فشلت في تحقيق تقدم كبير، وخسرت عدداً من عناصرها خلال المواجهات.
وقتل ما لا يقل عن 17 مدنياً وجرح العشرات في ريف ادلب، بينهم أطفال ونساء، بسبب توسع القصف الجوي، المروحي والحربي، في ريف ادلب، حيث قتل في سراقب تسعة أشخاص في غارات عنيفة تعرضت لها المدينة. وفي معرة النعمان قتل ستة أشخاص على الأقل. وطالت الغارات الجوية كفرنبل والشيخ مصطفى وجرجناز وتل منس وأبو ظهور وتل الطوقان وتل السلطان وتل مرديخ وفروان ومعرة حرمة وطويل الشيح ورأس العين.
مديرية التربية الحرة في إدلب، أصدرت قراراً، الأحد، بتعليق دوام المدارس في المناطق التي تتعرض للقصف الجوي؛ معرة النعمان وكفرنبل وسراقب، والقرى التابعة لها.
مصادر معارضة قالت إن غارات جوية روسية استهدفت قرية طويل الشيح غربي بلدة أبو ظهور، السبت، أسفرت عن مقتل عدد من قياديي “تحرير الشام”، من بينهم نائب القائد العسكري أبو عبيدة أقصى، وقائد محور أبو ظهور أبو مصعب السوري، وقائد القوة المركزية أبو عبدالله ترمانين، وأبو حسان الدعوي. “تحرير الشام” لم تنفِ ولم تؤكد الخبر حتى الآن.
وأعلن عضو مجلس شورى هيئة “تحرير الشام” أبو عبدالله الشامي، استقالته من منصبه وتعليق عمله مع “الهيئة”. وقال الشامي في تلغرام: “أُعلن استقالتي من جميع مناصبي في هيئة تحرير الشام وتعليق عملي معها، سائلًا الله العلي القدير أن يُوفِّق الإخوة في الهيئة لِما يحب ويرضى”. وكان الشامي قد شغل منصب قائد “حركة الفجر الإسلامية”، أحد مكونات “جبهة أنصار الدين” التي تضم أيضاً “جيش المهاجرين والأنصار” و”الكتيبة الخضراء” و”شام الإسلام”، قبل أن تندمج أخيراً في صفوف “تحرير الشام”.
هيئة التنسيق والاكراد ينضمون الى مقاطعي سوتشي
أعلنت “هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي في سوريا، الأحد، مقاطعتها مؤتمر “الحوار الوطني السوري” الذي سينعقد في مدينة سوتشي الروسية يومي 29 و30 يناير/كانون الثاني، وذلك بغية الحرص على “وحدة المعارضة السورية” والتزاماً بقرار “هيئة التفاوض السورية”، التي تعد هيئة التنسيق أحد مكوناتها.
وقال رئيس هيئة التنسيق حسن عبدالعظيم في تصريحات صحافية، إن “هيئة التنسيق التي هي جزء من الهيئة التفاوضية الموحدة للمعارضة السورية لن تشارك في لقاء الحوار الوطني المرتقب في سوتشي الروسية”، حفاظاً على “وحدة رؤية الهيئة التفاوضية ووحدة مواقفها”.
وتداولت شخصيات سياسية في أوساط المعارضة أنباء عن محاولات روسية لدعوة أشخاص بشكل فردي من أعضاء “هيئة التفاوض” بعد رفضها المشاركة، ومن بين أولئك جرى حديث عن إمكانية حضور أعضاء في هيئة التنسيق، إلا أن عبدالعظيم أكد رفضهم المشاركة، وعدد أسباباً عديدة لاتخاذهم ذلك القرار.
وأوضح عبدالعظيم، إن من بين الأسباب التي حالت دون مشاركتهم “العدد الكبير للمشاركين فيه من الموالين إضافة إلى بحثه لقضايا الدستور وتشكيل هيئة دستورية لإعداده مع أن ذلك يتعلق بتنفيذ القرار 2254 الذي يتعلق بالعملية السياسية التفاوضية بين وفد المعارضة والوفد الحكومي في جنيف تحت إشراف الأمم المتحدة والمبعوث الأممي بدلاً من أن يكون المؤتمر دعما للعملية السياسية”. وأضاف “كنا نطالب أن يضغط الاتحاد الروسي على النظام للانخراط في العملية التفاوضية لكنه حضر ورفض البحث في العملية الدستورية”.
من جهة ثانية، أعلنت الإدارة الذاتية الكردية في شمال سوريا، مقاطعة مؤتمر “الحوار الوطني السوري”. وقالت الرئيسة المشتركة للهيئة التنفيذية لفيدرالية شمال سوريا فوزة اليوسف، الأحد، إن الإدارة الذاتية حذّرت من أن استمرار العملية التركية في منطقة عفرين سيدفعهم إلى مقاطعة المؤتمر. وأكدت أن”الإدارة الذاتية لن تشارك في سوتشي بسبب عفرين”.
واتهمت اليوسف تركيا وروسيا باللجوء إلى الخيار العسكري في صورة تناقض تصريحات مسؤولي الدولتين حول التأكيد على مبدأ الحوار السياسي. ووصفت ما جرى بين موسكو وأنقرة بأنه “اتفاق على عفرين”.
في غضون ذلك، تتواصل الاستعدادات لعقد “مؤتمر سوتشي”، برغم رفض أكبر هيئة تجمع أطياف المعارضة السورية حضوره. وفي آخر الاستعدادات، أعلنت وزارة الخارجية الروسية عن اتصال هاتفي “جرى بين وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، ووزير الخارجية التركية مولود جاوش أوغلو بمبادرة من الجانب التركي”.
وقالت الوزارة في بيان، إنه “في سياق التحضيرات لمؤتمر الحوار الوطني السوري، تبادل الوزيران الرؤى بشكل مفصل حول الجوانب النهائية لتنظيم وعقد المؤتمر”.
وكانت وسائل إعلام روسية، قد سربت مسودة البيان الختامي الذي من المفترض أن يعلن عقب انتهاء المؤتمر. وبحسب المسودة المسربة، فإن المشاركين سيؤكدون على “الالتزام بسيادة (الجمهورية العربية السورية/ دولة سوريا) واستقلالها وسلامتها الإقليمية ووحدتها أرضاً وشعباً مع عدم التنازل عن أي جزء من الأراضي الوطنية واستعادة الجولان المحتل بكافة الوسائل المشروعة، وكذلك الالتزام بعدم تدخل الآخرين بشؤونها، على أن يُقرر السوريون وحدهم مستقبل بلدهم بالوسائل الديموقراطية عن طريق صندوق الاقتراع”.
ويشدد البيان على أن “تكون سوريا ديموقراطية غير طائفية تقوم على المواطنة المتساوية بغض النظر عن الدين والجنس والعرق، كما تقوم على التعددية السياسية وسيادة القانون والفصل بين السلطات واستقلال القضاء والمساواة الكاملة بين جميع المواطنين والتنوع الثقافي وحماية الحريات العامة، وتلتزم بالوحدة الوطنية والسِّلم الاجتماعي والتنمية الشاملة على أساس التمثيل العادل في الإدارة المحلية”.
وبخصوص الجيش، تشير الوثيقة إلى أنه “جيش وطني واحد كفء، مبني على أسس وطنية، وتكون مهمته حماية الحدود الوطنية وحفظ الشعب السوري من التهديدات الخارجية ومن الإرهاب”، فيما تقوم مهمة أجهزة الأمن والاستخبارات على “صون الأمن الوطني وتخضع للقانون والدستور وفق معايير احترام الحريات الأساسية وحقوق الإنسان”.
مؤتمر سوتشي:الإعلام يتهافت
بدأت الوفود الإعلامية العالمية بالوصول إلى مدينة سوتشي الروسية، رغم إعلان العديد من هيئات المعارضة السورية رفضها حضور مؤتمر سوتشي الساعي لإيجاد حل ينهي الحرب المستمرة في البلاد منذ سبع سنوات.
وقالت مصادر إعلامية روسية أن التغطية الإعلامية في المؤتمر المزمع عقده في 30 كانون الثاني/يناير الجاري ستشمل حضور ٥١٠ صحافيين و١٢٥ صحيفة أجنبية و٥٢ صحيفة محلية من ٢٧ دولة إضافة إلى ٧٨ قناة تلفزيونية و38 وكالة أنباء و21 موقعاً إلكترونياً و8 إذاعات، وهي أرقام كبيرة تعكس الأهمية التي يكتسبها المؤتمر في هذا التوقيت، مع فشل مختلف مباحثات السلام السابقة، لأسباب مختلفة.
وأعلنت “الإدارة الذاتية” الكردية، الأحد، عدم مشاركتها في مؤتمر سوتشي رداً على العملية العسكرية التركية المستمرة في عفرين، وانضمت بذلك إلى الهيئة العليا للمفاوضات السورية التي أعلنت مقاطعتها لمؤتمر سوتشي، السبت، بينما اختتمت الجمعة الجولة التاسعة من المحادثات السورية برعاية الأمم المتحدة في فيينا. علماً أن مؤتمر سوتشي يعقد بمبادرة من روسيا وبدعم من تركيا وإيران، وتعتبر مشاركة الهيئة العليا للمفاوضات فيه عاملاً حاسماً لإنجاحه، علماً أن موسكو تؤكد توجيهها الدعوة لـ1600 شخص للمشاركة في المؤتمر، بينهم مراقبون دوليون.
وحرصت موسكو على الترويج للمؤتمر، إعلامياً ودبلوماسياً، منذ شهور على أنه سيقدم الحل النهائي للحرب في البلاد، لكن حقيقة أن روسيا طرف في الحرب السورية منذ تدخلها العسكري لصالح النظام السوري العام 2015، وفرضها شروطاً مسبقة على الحوار نفسه، جعلت العديد من الناشطين المعارضين يطلقون دعوات في صفوف الناشطين لمقاطعة المؤتمر عبر مواقع التواصل.
“غصن الزيتون”:بعد عفرين، منبج ..ثم إدلب
أفادت وكالة أنباء “الأناضول”، أن القوات المشاركة في عملية “غصن الزيتون” سيطرت على جبل برصايا شمال شرق مدينة عفرين السورية، فيما واصلت القوات التركية، الأحد، قصف أهداف عسكرية في عفرين.
وأضافت أن قوات الجيش التركي والجيش السوري الحر بدأت صباح الأحد عملية عسكرية برية على الجبل، بعد استهدافه طيلة الليل بقصف جوي ومدفعي كثيف، ما أسفر عن السيطرة عليه.
يأتي ذلك بعد وقت قصير من إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنّ القوات المشاركة في عملية “غصن الزيتون” ستسيطر على جبل برصايا الاستراتيجي، وقال إن “الضابط الذي يقود العمليات العسكرية في جبل برصايا أخبره بأن تحرير الجبل سيتم بعد قليل”. وأضاف أردوغان أن عملية “غصن الزيتون” ستشمل مدينة منبج.
وكان الرئيس التركي أعلن، السبت، أن القوات التركية قد تواصل عملياتها شمال سوريا في محافظة إدلب، بعد السيطرة على عفرين.
وفي السياق، قالت قيادة أركان الجيش التركية إن قواتها قتلت 484 من عناصر “وحدات حماية الشعب” الكردية في إطار عملية “غصن الزيتون”. وتصاعدت وتيرة القتال في ريف عفرين بين الجيش التركي وحليفه الجيش السوري الحر من جهة، والمقاتلين الأكراد من جهة ثانية، وسُجِّلت اشتباكات عنيفة في بلدة راجو غرب مدينة عفرين.
وترافق ذلك مع استخدام الجيش التركي للمروحيات والمدفعية الثقيلة، كما أعلن في بيان عن مقتل اثنين من جنوده وإصابة 11 آخرين، وهو ما يرفع خسائره إلى خمسة. وقال الجيش التركي إن اثنين من عناصر الجيش السوري الحر قُتلا وأصيب أربعة آخرون في المواجهات التي تركزت في جبال راجو قرب الحدود السورية التركية.
ووسط المعارك العنيفة، تمكّن الجيش السوري الحر من السيطرة على قرية علي بيسكي ومعسكر لقوات “الحماية” غرب عفرين، وهو ما يرفع عدد القرى التي سيطرت عليها قوات عملية “غصن الزيتون” إلى عشرين، من مجموع 360 قرية في ريف عفرين.
المتحدث باسم الحكومة التركية بكر بوزداغ قال في مقابلة تلفزيونية، الأحد، إن تركيا سوف تُلحق التصريحات السياسية بإجراءات فعلية على الأرض، بما يتعلق بمكافحة الإرهاب، مضيفاً أن “الولايات المتحدة الأميركية لم تفِ بوعودها لتركيا، وأن تصريحاتها لا تتوافق مع الإجراءات التي تتخذها على الأرض”.
وتابع أن “تركيا لن تسمح بنشوء كيان يهدد أمن المواطنين الأتراك على حدود البلاد الجنوبية، ولن تقف موقف المتفرج إزاء محاولات تحويل منظمة بي كا كا الإرهابية إلى دولة إرهاب، تعمل على تقويض أمن المجتمع التركي وتستهدف القوات المسلحة والشرطة”.
وأضاف أن “القوات المسلحة التركية على أهبة الاستعداد لتنظيف مدينة منبج” من سيطرة وحدات الحماية الكردية، مجدداً التأكيد على أن عملية “غصن الزيتون” لا تهدف بأي شكل من الأشكال إلى اقتطاع أجزاء من الأراضي السورية.
سوتشي: هدايا تذكارية و”بكتب اسمك يا بلادي“!
حملت شعار الجمهورية العربية السورية الرسمي
نصر المجالي: قال تقرير صحفي روسي إن المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي الذي قاطعته فصائل من المعارضة، تلقوا هدايا تذكارية، بينما قال تقرير آخر عن وصول وفد رسمي سوري كان يغني على متن الطائرة “بكتب اسمك يا بلادي”.
وحسب وكالة (سبوتنيك) الروسية فإن الهدية التذكارية، التي تسلمها عدد من المشاركين في (سوتشي)، عبارة عن قاعدة مصنوعة من حجر “الملكيت الأورالي”، تحمل شعار الجمهورية السورية، الذي هو عبارة عبارة عن عقاب ذهبي اللون في وسطه ترس عربي منقوش عليه العلم الرسمي، بالإضافة لوجود سنبلتي قمح ترمزان إلى الخصوبة والحياة، ويمسك العقاب بمخالبه شريط مكتوب عليه بالخط الكوفي “الجمهورية العربية السورية، واحتل الجزء العلوي من الهدية التذكارية معين برونزي يجسد بداخله يدين متصافحتين.
أغنية
وعلى صعيد متصل، تحدث موقع (روسيا اليوم ـ RT) عن تداول ناشطين سوريين في شكل ملحوظ، مقطعا مصورا على متن طائرة مدنية متجهة من دمشق إلى سوتشي، تقل عددا من المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني في سوتشي الروسية، وهم يغنون “بكتب اسمك يا بلادي”.
يشار إلى أن هذه الأغنية ألفها اللبناني إيلي شويري، عام 1973 أثناء سفره جوا بين بيروت والولايات المتحدة الأمريكية في نوع من الحنين إلى الوطن.
واكتسبت الأغنية شعبية كبيرة وأصبحت إحدى أهم الأغاني الوطنية في المشرق العربي. وكان غناها أول مرة جوزيف عازار، ثم غناها بعده كثير من الفنانين منهم دريد لحام وحازم شريف وفرح يوسف.
تركيا تكثف غاراتها على شمال سوريا
أ. ف. ب.
عفرين: تكثفت الضربات الجوية التركية الاثنين على الحدود بين تركيا ومنطقة عفرين الكردية في شمال سوريا حيث تتزايد حصيلة القتلى المدنيين في هجوم أكد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان تصميمه على مواصلته.
وتشن تركيا منذ 20 يناير هجوما في منطقة عفرين ضد وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها “ارهابية” لكنها حليفة واشنطن في الحملة ضد الجهاديين.
وردا على هذه العملية، اعلنت الادارة الذاتية الكردية انها لن تشارك في مؤتمر الحوار السوري الذي تنظمه روسيا الثلاثاء في منتجع سوتشي البحري.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لفرانس برس الاثنين “الغارات الجوية تصاعدت في عفرين اليوم مع استمرار الضرب المدفعي”.
واضاف “هناك غارات جوية مكثفة على الاطراف الشمالية والغربية لمنطقة عفرين، حيث تدور معارك عنيفة بين القوات التركية والفصائل الموالية لها من جهة والأكراد من جهة اخرى.
وتمكنت القوات المهاجمة منذ بدء عمليتها العسكرية من السيطرة على ثماني قرى حدودية بحسب المرصد. وتسببت الغارات الجوية التركية الأحد بمقتل 14 مدنياً بينهم خمسة اطفال وفق المرصد، ما يرفع حصيلة القتلى في صفوف المدنيين منذ بدء الهجوم الى 55 قتيلاً.
وشاهد مراسل فرانس برس امام المستشفى الرئيسي في مدينة عفرين وصول جرحى محملين على متن شاحنة صغيرة بينهم ثلاثة أطفال على الأقل وهم يبكون بينما ثيابهم مضرجة بالدماء.
وقال ان سيارة اسعاف نقلت جثث قتيلين على الاقل الى المستشفى، في وقت تشهد مدينة عفرين التي بقيت بمنأى عن الغارات والمعارك حركة طبيعية في شوارعها وساحتها الرئيسية.
“نهاية مؤلمة”
ما سرع من التدخل التركي في عفرين الذي كان يجري الحديث عنه منذ عدة اشهر، اعلان التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة الاسلامية الذي تقوده الولايات المتحدة عن تشكيل “قوة حدودية” تضم خصوصا عناصر من وحدات حماية الشعب الكردية.
ولم تقبل انقرة ابدا بالحكم الذاتي بحكم الامر الواقع الذي اقامه الاكراد في شمال وشمال شرق سوريا اثر النزاع الذي تشهده البلاد منذ 2011 وتتخوف من ان يغذي ذلك النزعة الانفصالية لدى الاكراد الاتراك.
ورغم التوتر بين تركيا والولايات المتحدة، الحليفان في حلف شمال الاطلسي، ابدى الرئيس التركي رجب طيب اردوغان تصميمه الاحد على توسيع الهجوم نحو الشرق وخصوصا مدينة منبج الخاضعة لسيطرة الاكراد وحيث تنشر واشنطن قوات.
وقال اردوغان “الارهابيون لن يفلتوا من النهاية المؤلمة التي تنتظرهم، لا في عفرين ولا في منبج” مضيفا “سيتم تطهير الحدود” السورية. وكانت انقرة طالبت السبت الولايات المتحدة بسحب قواتها العسكرية من منبج متجاهلة الدعوات الاميركية الى “ضبط النفس”.
وفي مقالة نشرتها صحيفة “نيويورك تايمز” الاميركية اخذ وزير الخارجية التركي مولود تشاوش اوغلو على الولايات المتحدة “تسليحها منظمة ارهابية تهاجم” تركيا في اشارة الى وحدات حماية الشعب الكردية.
لكن المقاتلين الاكراد المدعومين من واشنطن كانوا رأس حربة المعركة ضد تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا واستعادوا في أكتوبر الرقة التي كانت معقل الجهاديين في سوريا.
ومنذ يناير قتل في المعارك سبعة جنود اتراك بحسب انقرة فيما قتل 76 عنصرا من الفصائل المقاتلة المدعومة من تركيا و78 مقاتلا كرديا في المواجهات بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وعبرت عدة دول بينها المانيا وفرنسا وكذلك الاتحاد الاوروبي عن قلقهم ازاء التدخل التركي الذي يعقد بشكل اضافي الوضع في سوريا حيث اوقعت الحرب اكثر من 340 الف قتيل منذ اندلاعها عام 2011.
مؤتمر سوتشي
يأتي ذلك تزامنا مع بدء وصول الوفود المشاركة في مؤتمر الحوار السوري الى منتجع سوتشي البحري الروسي عشية اجتماع لا تعلق عليه آمال كبرى في ظل غياب ابرز الاطراف المعارضة لنظام الرئيس السوري بشار الاسد، والاكراد.
وأعلنت روسيا، الدولة الراعية لهذا الاجتماع مع ايران وتركيا، انها دعت اكثر من 1600 شخص لكن 350 فقط منهم ينتظر حضورهم الى هذا المنتجع الواقع على ضفة البحر الاسود.
لكن رفض هيئة التفاوض السورية التي تمثل ابرز مجموعات المعارضة، وكذلك الاكراد المشاركة في المؤتمر بدد الامال بحصول تقدم ملموس. وهذا يؤكد كما يبدو بعد ايام على فشل محادثات فيينا التي جرت تحت اشراف الامم المتحدة، المأزق الذي وصلت اليه التسوية السياسية لهذا النزاع
على جبهة اخرى، قتل 33 مدنياً على الاقل خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة جراء غارات لقوات النظام استهدفت بلدات عدة في محافظة ادلب في شمال غرب سوريا، وفق ما أحصى المرصد السوري لحقوق الانسان الاثنين.
وأفاد المرصد بمقتل “16 مدنياً الاثنين، 11 منهم في غارة استهدفت سوقاً للخضار في مدينة سراقب في ريف ادلب الشرقي”. وتأتي حصيلة الاثنين بعد ساعات من “مقتل 17 مدنياً آخرين الأحد في غارات للنظام على بلدات عدة في محافظة ادلب، التي تسيطر هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) على الجزء الأكبر منها.
وتشن قوات النظام بدعم روسي منذ 25 ديسمبر هجوماً يستهدف هيئة تحرير الشام وفصائل اخرى في محافظة ادلب، تمكنت بموجبه من السيطرة على عشرات البلدات والقرى ومن استعادة السيطرة على مطار ابو الضهور العسكري في ريف ادلب الجنوبي الشرقي.
ويأتي تحرك قوات النظام في ادلب بعد انتهائها من آخر المعارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية في محافظة دير الزور (شرق) الحدودية مع العراق.
وتشكل محافظة إدلب مع أجزاء من محافظات محاذية لها إحدى مناطق اتفاق خفض التوتر الذي تم التوصل اليه في مايو في أستانا برعاية روسيا وإيران، حليفتي دمشق، وتركيا الداعمة للمعارضة. وبدأ سريان الاتفاق عملياً في ادلب في سبتمبر الماضي.
صحيفة: أمريكا لا تزال تفتقر للإرادة اللازمة لحل أزمة سوريا
ترجمة منال حميد – الخليج أونلاين
اتب بي جوش روجين، إن الاستراتيجية الأمريكية في شمال سوريا مثال صارخ على أن إدارة الرئيس دونالد ترامب لا تزال تفتقر إلى الإرادة والضغط لحل الأزمة السورية، أو حتى الدفاع عن مصالح واشنطن هناك.
وأوضح الكاتب، في مقالٍ له نُشر في صحيفة “الواشنطن بوست”، أن وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، حدّد بشكل صحيح التحدّيات التي تواجه أمريكا في سوريا بعد انهيار تنظيم الدولة، وقال إن أبرزها هو مواجهة التهديد الإرهابي المستمرّ والنفوذ الإيراني والعدوان الوحشي لبشار الأسد. وبإعلانه بقاء القوات الأمريكية في شمال سوريا فإنه يعترف بأن النفوذ الأمريكي الميداني ضروري لتحقيق هذه الأهداف.
وينقل الكاتب عن مسؤولين أمريكيين داخل إدارة البيت الأبيض قولهم إن الحصول على سياسة أمريكية في سوريا كان بعيداً جداً، ولا يزال الكثيرون بمحيط ترامب يدافعون عن استراتيجية مواجهة تنظيم الدولة وترك باقي شرائح سوريا لمواجهة مصيرهم، حتى الآن لا يبدو أن هناك موقفاً موحّداً داخل الإدارة.
وعلناً تقول إدارة ترامب إن لديها مصالح طويلة الأجل في سوريا، إلا أنها لم تتوصّل بعد إلى خطّة حقيقية، ومن الواضح أن الالتزام الأمريكي الحالي هناك ليس كافياً، كما يقول الكاتب.
ومع انطلاق الهجوم التركي على بلدة عفرين السورية القريبة من الحدود التركية، اختارت إدارة ترامب تأييد هذه الحملة ضمناً، وهو ما يراه المفكّر الفرنسي، برنار هنري، خيانة أمريكية للأكراد الذين قاتلوا تنظيم الدولة بدعم واشنطن.
هنري يرى أن تخلّي إدارتي الرئيس السابق، باراك أوباما، وخلفه ترامب، عن المسؤولية والقيادة في سوريا خلق فراغاً كبيراً، ما فسح المجال أمام روسيا وإيران وتركيا لملء هذا الفراغ، خاصة أن تلك القوى رأت أن الولايات المتحدة تخلّت عن أكراد العراق عندما هاجمتهم المليشيات العراقية والإيرانية العام الماضي.
ويضيف هنري أن مصلحة أمريكا الحقيقية هي في دعم الأكراد، الحلفاء المخلصين، وليس في دعم أردوغان الحليف غير المخلص، على حدّ وصفه، معتبراً أن تسامح الولايات المتحدة مع الهجوم التركي “فضيحة”.
وتحاول الولايات المتحدة، بحسب الكاتب، أن تقنع تركيا بعدم توسيع هجومها على الأكراد حتى منبج، وأن تقيّد هذا الهجوم بعفرين فقط.
نعم على أمريكا -كما يرى الكثير من المحلّلين والمراقبين- أن تحترم مخاوف تركيا الأمنيّة، ولكن هذا لا يعني أن تلقي بالأكراد تحت عجلة الحافلة التركية، “فذلك لن يعالج الخلل الأساسي في الاستراتيجية الأمريكية في سوريا، خاصة مع عدم وجود نفوذ ميداني كافٍ على الأرض”.
ويرى الباحث وائل الزيات أن الولايات المتحدة التزمت بمعارك تكتيكية جداً في سوريا منذ البداية، وهو الأمر الذي أدّى إلى تفاقم هذه القضايا الاستراتيجية على نطاق أوسع، ومن ضمن ذلك العلاقة مع تركيا والحرب السورية ومواجهة إيران.
لا تزال إدارة ترامب تكرّر العديد من الأخطاء الرئيسية التي ارتكبتها إدارة أوباما؛ فهي تعتمد على روسيا لممارسة الضغط على نظام بشار الأسد، الذي أثبتت موسكو أنها غير راغبة أو غير قادرة على ممارسة ذلك، كما أن إدارة الرئيس الأمريكي تدير عملية السلام التي ترعاها الأمم المتحدة باعتبارها الطريق السياسي الوحيد القادر على إحلال السلام، على الرغم من أنه كان فاشلاً في كل مرة.
أما بالنسبة إلى مواجهة النفوذ الإيراني في سوريا فإن الموارد غير كافية لمواجهته، فضلاً عن أنه لا يوجد ضغط حقيقي على الأسد لإجباره على وقف مجازره بحق الشعب السوري.
ما هي البدائل الواجب توفّرها من أجل تحقيق الاستراتيجية التي أعلن عنها تيلرسون؟
بعيداً عن زيادة القوات الأمريكية في سوريا، وهو الخيار الذي لا يرغب به أحد، يرى الكاتب أن هناك عدة طرق يمكن للولايات المتحدة من خلالها أن تقوّي يدها؛ أولها أن عليها ألّا تتخلّى عن الأكراد الذين درّبتهم، لأن ذلك قد يدفعهم إلى توقيع صفقات مع نظام الأسد أو روسيا، وستكون عواقب ذلك وخيمة جداً.
الأمر الثاني هو أن تؤدّي الولايات المتحدة دوراً أكبر للتأثير في الفصائل المسلّحة العربية التي لا تزال تسيطر على مناطق واسعة من سوريا، وهو ما يعني استئناف الدعم للمجموعات السورية المعارضة المعتدلة، وخاصة في إدلب، حيث يتقدّم نظام الأسد وحلفاؤه.
وثالت هذه الطرق هو أن على إدارة ترامب أن تزيد من ضغطها على نظام الأسد وروسيا وإيران، ومن ضمن ذلك استخدام سلاح العقوبات والتهديد بالقوة الأمريكية، أو أي شيء آخر يمكن أن يقنعهم بأهمية الوفاء بالاتفاقيات التي يتم التوقيع عليها، وأن يتفاوضوا بحسن نية؛ لأنهم إلى الآن أثبتوا أنهم يذهبون إلى المفاوضات دون أن يكون لديهم نية لاتفاق حقيقي.
ويختم الكاتب مقاله بالقول إن إدارة ترامب ترى أن هناك مصلحة أمريكية طويلة الأمد في سوريا، وما عليها -وبعد مضيّ عام على تولّيه الرئاسة- إلا أن تعمل من أجل تطبيق هذه الاستراتيجية على أرض الواقع، وأن تطابق أفعالُها كلماتِها.
مؤتمر سوتشي ينطلق وروسيا تهون من غياب المعارضة
انطلقت الاجتماعات التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني السوري اليوم في مدينة سوتشي الروسية الذي تقاطعه الهيئة العليا للمفاوضات لقوى الثورة والمعارضة، وهو ما قللت موسكو من شأنه وقالت إنه لن يمثل انتكاسة خطيرة للمؤتمر.
وبينما أفادت مصادر لـ الجزيرة بامتناع نحو خمسين شخصية من معارضة شمال سوريا عن الحضور، تشارك وفود وشخصيات سورية أخرى يمثل بعضها معارضة الداخل.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف في مؤتمر صحفي إنه “من غير المحتمل أن تؤدي عدم مشاركة بعض الممثلين عن العمليات الجارية حاليا في سوريا إلى منع هذا المؤتمر من المضي قدما، ولا يمكن أن تؤدي إلى تخريبه”.
ورغم استبعاده أن يحقق “سوتشي” اختراقا سريعا في مسألة التسوية السياسية للأزمة السورية، فإن بيسكوف شدد على أن المؤتمر سيسمح بإطلاق العمل لتحقيق هذه التسوية.
في السياق ذاته، أكد مبعوث الرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرينتييف أن عددا من ممثلي الهيئة السورية سيشارك في المؤتمر بصورة فردية.
دعوة قائمة
وقال المبعوث الروسي إن بلاده تعول على تغيير المعارضة لموقفها، مشيرا إلى أن دعوة الهيئة إلى حضور المؤتمر لا تزال قائمة.
وأكد لافرينتييف أن نتائج سوتشي ستقدم إلى الأمم المتحدة لتطوير وتطبيق عملية جنيف تحت رعايتها.
ودعت روسيا أكثر من 1500 شخصية لحضور المؤتمر، وقد بدأت بعض الوفود المشاركة بالوصول إلى سوتشي.
وقال مراسل الجزيرة في سوتشي عبد العظيم محمد إن العدد النهائي للشخصيات الحاضرة يقارب ثلاثمئة موزعة بين أنقرة (ما بين خمسين وسبعين شخصية) وجنيف (خمسين شخصية) والقاهرة (29 شخصية) ودمشق (44 شخصية من معارضة الداخل بالإضافة إلى عدد آخر يمثل مقربين من النظام).
في المقابل، أوضح المراسل أن قرار عدم مشاركة بالمؤتمر لنحو خمسين شخصية -تمثل جانبا من معارضة الشمال- يرجع لعدم الاستجابة لمطالب مقدمة إلى الجانب الروسي.
واشترطت هذه المعارضة وقف القصف على إدلب وذلك خلال اجتماع عقد أمس الأحد في أنقرة، وضم شخصيات سياسية وعسكرية برعاية تركية للبحث في تفاصيل المشاركة بالمؤتمر.
وأعطت تركيا تطمينات للمعارضة بأنها لن تمارس أي ضغوط عليها في المؤتمر، وأبلغت وفد المعارضة بأن روسيا وافقت على مطالبته بتغيير شعار المؤتمر الذي كان يضم علم النظام السوري فقط.
دستور جديد
ووصل المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ستفان دي ميستورا الاثنين إلى سوتشي للمشاركة في أشغال الحوار الوطني السوري.
وقالت وكالة إنترفاكس الروسية -نقلا عن وثائق رسمية- إن دي ميستورا سيرأس لجنة ستتشكل خلال المؤتمر لوضع مسودة دستور جديد لسوريا.
وعُقدت الأحد في عدد من المحافظات السورية مؤتمرات متزامنة رافضة لمؤتمر الحوار الذي دعت له موسكو، حيث أكد المجتمعون مقاطعتهم للمؤتمر ورفضهم التام لمخرجاته.
على صعيد متصل، تعقد الدول الضامنة لمسار أستانا (تركيا وروسيا وإيران) اليوم اجتماعات تقنيا تحضيريا، في مستهل مؤتمر الحوار السوري في سوتشي.
وتعقد الدول الضامنة اجتماعها التقني قبل انطلاق مؤتمر الحوار السوري، ومن المنتظر أن تكون الفعاليات الأساسية للحوار غدا الثلاثاء.
المصدر : وكالات,الجزيرة
غارات إدلب متواصلة ومجلسها يدعو لوقف المجازر
قال مراسل الجزيرة إن حصيلة قصف قوات النظام على سوق سراقب ارتفعت إلى 11 قتيلا. وأفاد الدفاع المدني في إدلب بمقتل خمسة أشخاص بينهم أطفال من عائلة واحدة جراء غارة جوية روسية استهدفت بلدة معصران في ريف إدلب.
وتكثف الطائرات الروسية والسورية غاراتها الجوية على المواقع المدنية في إدلب قبيل بدء مؤتمر الحوار الوطني في سوتشي، ليرتفع بذلك عدد القتلى خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية إلى 23 مدنيا بينهم أطفال ونساء.
وفي سياق متصل، دعا المجلس المحلي لسراقب -المدينة منكوبة بريف إدلب- المؤسسات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان والأممَ المتحدة للعمل على وقف المجازر الوحشية التي يرتكبها النظام بحق أهالي المدينة.
وقال المجلس في بيان له إن المدينة “تتعرض لهجوم وحشي من قبل طيران النظام” منذ أكثر من شهر، أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من المدنيين، وتدمير معظم مرافق المدينة الحيوية من مستشفيات ومراكز طبية وأفران وأسواق. وأضاف المجلس أن سراقب تؤوي آلاف الأسر النازحة من أرياف حلب وحماة وريف إدلب الشرقي، ولا توجد فيها أي مظاهر تسلح.
وقتل في وقت سابق 15 مدنيا بينهم خمسة أطفال بغارات شنتها طائرات حربية روسية وأخرى تابعة للنظام السوري على مناطق مختلفة في جنوب محافظة إدلب وشرقها شمالي سوريا. وشملت الغارات عدة مناطق وتركزت على كل من معرة النعمان وكفرنبل وسراقب وأبو الظهور.
واعتبر مراقبون أن التصعيد الذي شهدته محافظة إدلب اليوم قد يكون مرتبطا برفض هيئة المفاوضات التابعة للمعارضة الذهاب إلى سوتشي للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي ترعاه موسكو.
المصدر : الجزيرة
مؤتمر سوتشي.. هل تمرر روسيا أجندتها بسوريا؟
زهير حمداني
تستعد روسيا لاختبار مقاربتها للحل السياسي في سوريا مع بدء أشغال مؤتمر سوتشي للحوار الوطني السوري، وفي وقت لا توجد فيه مؤشرات كبيرة على تحقيق النجاح الذي تأمله موسكو يدخل المؤتمر كعنوان آخر بارز لمسارات الحل لأزمة سوريا.
وقد عملت موسكو منذ فترة على حشد الجهود لإنجاح المؤتمر الذي تعول فيه على التنسيق مع إيران وتركيا (شريكيها في مسار أستانا) من خلال تفاهمات وترتيبات طالت -وفق بعض المحللين والمراقبين- الوضع الحالي في عفرين وعملية “غصن الزيتون”.
والحضور التركي في موسكو -وفقا للمقاربة الروسية- يعادل أو يفوق حضور المعارضة السورية ذاتها، وذلك باعتبار الأوراق التي تحملها أنقرة في الملف السوري ودورها في إضفاء الشرعية على المؤتمر بقطع النظر عن نتائجه ومقرراته.
وتعول موسكو كثيرا على خارطة الحضور والغياب سواء على الصعيد المحلي السوري أو الدولي، باعتبار أن نجاح المؤتمر في فرض نفسه يستند إلى مدى قوة تمثيل هذه الأطراف وحجمها وفاعليتها في الملف السوري.
وبينما أكد منظمو مؤتمر الحوار الوطني أن المدعوين للمؤتمر يبلغ عددهم أكثر من 1600 شخصية يمثلون أحزابا ومكونات من المجتمع السوري وشخصيات وبعض الممثلين عن الفصائل المسلحة والشخصيات والأحزاب المعارضة، قررت الهيئة العليا للمفاوضات لقوى الثورة والمعارضة وقوى أخرى معارضة عدم المشاركة، وكذلك الإدارة الذاتية الكردية شمالي سوريا بسبب الهجوم التركي على منطقة عفرين.
شكوك مزمنة
ويأتي مؤتمر سوتشي بعد أيام من مؤتمر فيينا (جنيف 9) الذي لم يخرج بأي نتيجة، ورفض النظام الوثيقة الخماسية التي قدمتها كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والمملكة السعودية والأردن للحل، معتبرا على لسان رئيس وفده أنها “لا تساوي الحبر الذي كتبت به”.
ورغم عدم تجاهل المعارضة (الائتلاف السوري والهيئة العليا للمفاوضات) لدور موسكو، فإنها تشكك منذ البداية في النوايا الروسية الهادفة إلى إبقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة والالتفاف على مؤتمر جنيف والقرارات الدولية خاصة القرار رقم 2254 .
ويقول رئيس دائرة الإعلام بالائتلاف أحمد رمضان إن روسيا تحاول فرض حل أحادي في سوتشي، وإنه “لا يمكن تمرير هذه الصفقة الروسية في سوتشي أو غيرها من خلال سحب البساط السياسي من جنيف إلى هناك” مشيرا إلى أن “موسكو تضع حلولا بالاستناد إلى مفهوم المنتصر والمهزوم في ظل غياب مشاريع دولية للحل السياسي”.
ورغم تأكيدات دائمة لمسؤولين روس بأن سوتشي لن يكون بديلا لجنيف، يمكن قراءة الموقف الروسي من خلال التصريحات الأخيرة لمبعوث الكرملين إلى سوريا ألكسندر لافرينتييف، وقوله إنه “لا مكان في سوتشي لمن يعارض بقاء الأسد في الحكم، وإن إعلان المعارضة الامتناع عن حضور المؤتمر ستكون له تبعات كثيرة على الأرض”.
وذهبت المعارضة إلى أن المؤتمر الروسي لن يكون في غيابها سوى “كرنفال” للتسويق الدولي، رغم تخوفها من مشاركة المبعوث الأممي لسوريا ستفان دي ميستورا، حيث قال المعارض خالد خوجة إن هذه المشاركة ستفتح الباب أمام بوتين لفرض مفهومه للحل السياسي عبر تبني الأمم المتحدة لمقاربته.
ويشير معارضون آخرون إلى أن هذه المشاركة “الواسعة” من الأطراف السورية -رغم أن معظمها صنيعة النظام أو موال له وفق تقديرهم- ستكون لها تبعاتها المستقبلية في إدراج هذه الأطراف ضمن مخرجات الحل السياسي، وبالتالي تمييع الجسم الرئيسي للمعارضة.
الرهان الروسي
ورغم بحث موسكو عن حضور أكبر للمعارضة في سوتشي، فقد أكد الكرملين في بيان أن غياب “بعض عناصر المعارضة السورية” عن المؤتمر لن يقوض على الأرجح أهمية المؤتمر أو أعماله.
ويشير البيان بوضوح إلى أن موسكو تعتبر هيئة التفاوض مجرد جزء من المعارضة السورية، بما يشير إلى أن سوتشي ستكون بوابة لأطياف أخرى من المعارضة للولوج إلى عملية التسوية وتشكيل لجنة لإعداد الدستور، باعتباره أحد أهم أوراق المؤتمر.
ويشير مراقبون إلى أن روسيا كانت متحسبة لغياب المعارضة عن سوتشي، لكنها تعول على جمود المسارات الأخرى -وخصوصا جنيف- في دفع المعارضة إلى مقاربتها للحل، خصوصا وأن المؤتمر يتم برعاية أممية وبحضور دي ميستورا.
وترى موسكو أن دخول سوتشي ومقرراته على خط مسارات الحل السياسي للأزمة السورية يعد نجاحا في حد ذاته، كما أن الأطراف الحاضرة واللجان التي ستتشكل -ومعظمها مقرب من روسيا- ستكون الحامل الأساسي للمقاربة الروسية في الاستحقاقات القادمة.
وإضافة إلى تحقيق أهدافها في توسيع الجسم السوري المعارض ليشمل أطيافا متنوعة ومختلفة وبعضها لا وزن له -كما يقول مراقبون- بهدف تغييب المطالب الأساسية للشعب السوري وبينها رحيل النظام، تعمل روسيا على إحداث انقسامات في صفوف المعارضة ككيان أو شخصيات.
ويقول عضو الهيئة السياسية في الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة فؤاد عليكو إن سوتشي قد يؤدي فعلا إلى إحداث شرخ في صفوف المعارضة، معتبرا أن موسكو تشترط على المعارضة تخليها عن مطلب رحيل الأسد مقابل إشراكها.
وهذا الرهان الروسي على انعقاد المؤتمر بقطع النظر عن نجاحه من عدمه يضع سوتشي -كما جنيف وفيينا والرياض وأستانا- ضمن وجهات المفاوضات والحوار في سياق الأزمة السورية، ويكرسه مسارا جديدا قد تطول رحلته، كما يقول متابعون.
المصدر : الجزيرة