أحداث الاثنين, 30 أيار 2011
صحافي جزائري لـ”لوموند”: المحققون السوريون هددوني باقتلاع أعضائي التناسلية
نشرت صحيفة “لوموند” الفرنسية الأحد 29-5-2011، شهادة الصحافي الجزائري “خالد سيد مهنّد” الذي اعتقل في معتقل المقر العام لجهاز الاستخبارات في كفرسوسة طيلة خمسة وعشرين يوما بعد دخوله إلى سوريا في بداية شهر أبريل/نيسان الماضي لتغطية أخبار الاحتجاجات، تعرض خلالها للضرب والإهانة والتعذيب.
اقتيد خالد في التاسع من أبريل/نيسان من مقهى في باب توما بدمشق، على يد سبعة عناصر أمنية إلى مركز عسكري حيث أُخضع لتحقيق أولي، بعدها سيق إلى معتقل في المقر العام للاستخبارات السورية في كفرسوسة، حيث تعرض للضرب وهدّده أحد المحققين باقتلاع أعضائه التناسلية وحتى باقتلاع قلبه من صدره إن لم يجب على أسئلة المحققين.
ويروي خالد أنه من أول لطمة على وجهه سقط جسر أسنانه الاصطناعي من فمه، كما وضع سجّانوه أسلاكا كهربائية على أنحاء مختلفة من جسده لترويعه، وكلما كان يُجيب على سؤال كان المحقق يضربه وينعته بالكاذب، كما عرض عليه التعامل مع الاستخبارات كجاسوس، لكنه رفض.
وبعد تحقيقات متكررة معه ساقوه إلى الزنزانة رقم (22) حيث أصبح اسمه في المعتقل وفقا لرقم الزنزانة.
وفي السجن التقى خالد عشرات الموقوفين من المعارضة وقد بدت عليهم آثار التعذيب نتيجة مشاركتهم في الاحتجاجات.
وقد أخرج من السجن بعد خمسة وعشرين يوما، إثر إضراب عن الطعام.
السلطات السورية تفرج عن محمد مستو بعد أكثر من شهر ونصف على اعتقاله
مراسل “العربية.نت” تعرّض للتعذيب والإهانة
الرباط ـ عادل الزبيري
أفرجت السلطات السورية ليل الأحد/ الاثنين 30-5-2011 عن الصحفي محمد زيد مستو بكفالة بعد اعتقاله لأكثر من شهر ونصف، وقال مستو مراسل “العربية.نت” إنه غادر السجن وهو بخير عدا حالة من الحزن التي يشعر بها حيال المعتقلين الآخرين الذين تركهم وراءه والقصص التي شهدها.
كانت “العربية” تتحدث عبر موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك مع مستو وقد عانق الحرية من جديد عقب مرور 4 ساعات، موضحا أنه خرج بكفالة مالية، ومبينا أنه خضع للتعذيب الذي هدف إلى “توجيعه فقط وليس إيذائه” وفق تعبيره، مضيفا أن المؤلم خلال اعتقاله كان التهديد المعنوي، وسماعه خلال تعذيبه لشتائم ضد قناة “العربية” واتهامها بالتآمر.
وكشف محمد زيد مستو لـ “العربية” أنه يعاني من كسر في القدم كما أخبره بذلك طبيب أجرى له كشفا طبيا وأنه لا يحتاج لعلاج لكونه كسر بسيط فقط، مشددا على أن الحملة التي قام بها زملاؤه في الدراسة في المعهد العالي للإعلام والاتصال في المغرب والأخبار التي نشرتها الصحافة المغربية وموقع “العربية نت”، دفعت السلطات السورية إلى التعامل معه باحترام شديد، عقب اعتقاله على خلفية عمله كصحافي، واتهامه بالتآمر ضمن طاقم “العربية”، وإشاعة الأخبار الكاذبة.
ووجّه له القضاء السوري تهم التحريض على التظاهر، والنيل من الوحدة الوطنية السورية عبر وسائل الإعلام والمحطات الأجنبية غير المشروعة بهدف إشاعة الأنباء الكاذبة، ليتم اختصار التهم لاحقا إلى تهمة النيل من هيبة الدولة، معلنا أن هنالك صحافيين آخرين لا يزالون قيد الاعتقال من لدن السلطات السورية.
وجرى اعتقال محمد زيد مستو يوم 6 أبريل المنصرم، ليقضي أكثر من شهر بين مجموعة من مخافر الشرطة والأمن السوري، وتعرض للتعذيب وفق إفادته 3 مرات، تم فيها صفعه وضربه بالأرجل، زيادة على توجيه شتائم له وشتم وسائل الإعلام خاصة قناة “العربية”، وتمت مطالبته بالكف عن التعامل مع “العربية”.
سورية: الجيش يحاصر مدناً جديدة
دمشق، عمان، نيقوسيا -»الحياة»، أ ف ب، رويترز – وسع الجيش السوري من نطاق انتشاره أمس في مسعى لوقف تمدد التظاهرات في مدينتي الرستن وتلبيسة وقرية دير معلا قرب حمص. ودخلت عشرات الدبابات مدعومة بقوى الامن الرستن وتلبيسة ودير معلا منذ الفجر وطوقتها، وبدأت بإطلاق نيران أسلحة ثقيلة ما ادى الى مقتل ما لا يقل عن خمسة مدنيين وإصابة المئات، كما افاد شهود وحقوقيون. كما تم قطع الانترنت وإمدادات المياه والكهرباء وخطوط الهواتف الأرضية وغالبية خدمات الهاتف المحمول عن هذه المناطق، في خطوة يستخدمها الجيش عادة قبل اقتحام المدن.
يأتي ذلك فيما قال رئيس رابطة الأطباء الشرعيين السوريين الدكتور أكرم الشعار أن الطفل حمزة الخطيب (13 عاما) وصل إلى دمشق من درعا في 29 نيسان (أبريل) الماضي ميتاً بسبب طلق ناري، نافيا أن تكون جثته تعرضت لأي تعذيب.
وعن حصار الجيش لمدن وقرى جديدة، قال شاهد إن القوات السورية قتلت اثنين وأصابت عشرات آخرين في الرستن وسط سورية. ونقلت وكالة «رويترز» إن قوات مدعومة بالدبابات طوقت الرستن صباحا، وبدأت بإطلاق نيران أسلحة ثقيلة في شوارع المدينة التي يسكنها 80 ألف نسمة على بعد 25 كيلومتراً، شمال مدينة حمص التي تشهد بدورها احتجاجات حاشدة وانتشارا لقوى الأمن.
وقال الشاهد: «المركز الطبي الرئيسي للرستن مكتظ بالجرحى. الدبابات موجودة في أنحاء المدينة وهي تطلق النار بكثافة».
أما في مدينة تلبيسة، قرب حمص، والتي حاصرها الجيش منذ الفجر ايضا، فقتل ثلاثة مدنيين برصاص قوات الأمن. وأوضح ناشط حقوقي أنه «تم نقل أكثر من مئة جريح الى المستشفى الوطني والمستشفى العسكري في حمص».
كما قال أحد سكان تلبيسة لوكالة «رويترز» إن «الجنود ينتشرون في جميع انحاء تلبيسة. يقتحمون المنازل ويعتقلون الاشخاص». وأضاف: «هناك انباء تفيد بأن الجنود اطلقوا النار على حافلة صغيرة تقل طلابا جامعيين اثناء خروجها من تلبيسة وهناك جثث على الطريق السريع لكن احدا لم يستطع مغادرة البلدة للتأكد».
فيما قال شاهد اخر في الرستن إن المستشفى الرئيسي بالبلدة يغص بالجرحى «وانه لا توجد وسيلة لنقلهم الى مستشفى اخر بسبب النيران الكثيفة التي تطلقها الدبابات».
وذكر رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان لـ «فرانس برس» إن حركة النقل العام في تلبيسة توقفت وان الجنود انتشروا على مشارف المدينة. وأضاف: «بدأت عمليات تفتيش في هذه المدينة».
وذكر عبد الرحمن ان القضاء السوري اتهم الطبيب محمد عوض العمار الذي يعمل في «مستشفى الجاسم» في درعا بـ «المساس بهيبة الدولة ونشر انباء كاذبة». وكان العمار التقى شخصية عسكرية رفيعة وعرض عليه وساطة لحل الازمة في سورية. لكنه اعتقل بعيد ذلك في التاسع والعشرين من نيسان (ابريل).
وقال عبد الرحمن «إن ما يجري من حالات تعذيب في الملعب البلدي في درعا (جنوب) وغيرها لا يمكن السكوت عنها»، مؤكدا «وجود سبعة جثامين لأشخاص قضوا تحت التعذيب وبعضها تعرض لكسر في الرقبة في المستشفى الوطني في درعا».
في موازة ذلك، أكد رئيس رابطة الأطباء الشرعيين الدكتور أكرم الشعار أن الطفل حمزة الخطيب (13 عاما) وصل إلى دمشق من درعا في 29 نيسان الماضي ميتاً بسبب طلق ناري.
ونفى أن تكون جثته تعرضت لأي تعذيب، لافتاً إلى «أن الأورام التي ظهرت على الجثة ناجمة عن تقدم عوامل التخثر نتيجة انقضاء أكثر من شهر على الوفاة وليس نتيجة أي حدث تعذيبي».
الى ذلك، تجمع نحو مئتي شخص بعد ظهر امس في ساحة تروكاديرو في باريس تأييدا لـ»سورية ديموقراطية» وللمطالبة بفرض «عقوبات دولية» على النظام السوري. وهتف المتظاهرون «الشعب يريد اسقاط النظام» و»اوقفوا المجازر في سورية».
تظاهرات واشتباكات جديدة في سوريا
موسكو تطمئن دمشق وتطالبها بالإصلاح العاجل
أبلغت موسكو دمشق رسمياً موقفها المبدئي الرافض لفكرة طرح موضوع سوريا على مجلس الأمن الدولي وطالبتها بتحركات إيجابية عاجلة في مجال الإصلاح، فيما قال نشطاء أمس أن سبعة مدنيين قتلوا، وأصيب العشرات، برصاص قوات الأمن السورية في مدينتي الرستن وتلبيسة قرب حمص. وأعلن مصدر عسكري رسمي مقتل 4 من القوات الأمنية، وإصابة 18، في تلبيسة.
وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في اتصال هاتفي بنظيره السوري وليد المعلم، امس الاول» موقف روسيا المبدئي الرافض لفكرة طرح موضوع سوريا في مجلس الأمن الدولي». وقال إن «من المهم تحقيق تحركات إيجابية في سوريا في القريب العاجل».
وأعلنت دائرة الإعلام والصحافة في وزارة الخارجية الروسية، في بيان، أن «الوزيرين ناقشا تطور الأوضاع في سوريا وحولها على ضوء الاتصال الهاتفي بين الرئيسين الروسي ديميتري ميدفيديف والسوري بشار الأسد في 24 أيار الحالي، وكذلك التقييمات التي صدرت في قمة الثماني في مدينة دوفيل الفرنسية أمس (الأول) حول الأحداث في سوريا».
وأضافت أن «المعلم أطلع لافروف على الخطوات العملية التي تعتزم القيادة السورية القيام بها لتنفيذ الإصلاحات المعلن عنها بهدف تطبيع الوضع في سوريا».
يطلب من مجلس الأمن إدانة سوريا، ويتم فيه الاستشهاد بجزء من بيان أصدرته المنظمة وأعربت فيه عن «القلق العميق بشأن العنف المتصاعد في سوريا وحث قوات الأمن على ضبط النفس».
وأرسل مبعوث المنظمة لدى الأمم المتحدة أفق جوكجين رسالة إلى مندوب فرنسا جيرار ارود، الذي تترأس بلاده مجلس الأمن لهذا الشهر، قال فيها «إن الإشارة التي جاءت خارج السياق في مسودة القرار إلى البيان الصحافي لمنظمة المؤتمر الإسلامي غير مثمرة وتشكل تدخلا في الشؤون الداخلية لسوريا، بالإضافة إلى الحوار بين المنظمة وأحد أعضائها البارزين». وطلب حذف ذلك الجزء من مسودة القرار لتفادي القيام بأي إشارة إلى بيان المنظمة في القرار المتعلق بسوريا.
ونفت مصادر سورية لـ«السفير» ما نقلته وكالة «أسوشييتدبرس» عن ناشطين من إصابة باص تابع لمدرسة الشويفات قرب تلبيسة بقصف قذائف مدفعية كانت موجهة على الرستن، موضحة أن «هذا الكلام غير صحيح إطلاقاً، وقد أصيب الباص، وقتلت فتاة اسمها هاجر الخطيب (11 سنة) وجرح آخرون في الباص، وذلك خلال استهداف ملازم أول اسمه بسام طلاس من اتجاه تلبيسة، ما أدى إلى استشهاده. ولم يتمكن الجيش من إخلاء المصابين من الطريق الدولي إلا بعد ثلاث ساعات بسبب كثافة إطلاق النار والشغب في المنطقة المحيطة بتلبيسة».
وقال مصدر عسكري مسؤول، في بيان نقلته «سانا»، إن «عمليات الملاحقة والتعقب لعناصر المجموعات الإرهابية المسلحة في بلدة تلبيسة بحمص أسفرت عن استشهاد أربعة عناصر، بينهم ضابط، وجرح 14». وأضاف إن «عمليات الملاحقة والتعقب أدت إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف المجموعات الإرهابية، وإلقاء القبض على عدد منهم، ومصادرة كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر المتنوعة».
وأشار المصدر إلى أن «وحدات الجيش والقوى الأمنية تواصل ملاحقة فلول العناصر الإرهابية المسلحة لإلقاء القبض عليهم وتقديمهم إلى العدالة».
ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر في وزارة الداخلية قوله «قامت مجموعة إجرامية مسلحة في منطقة تلدو في حمص مساء أمس (الأول) بالتهجم والاعتداء على الشرطي محمد عيد ياسين واثنين من أبنائه، ما أدى إلى استشهاد ولده ماهر وإصابة ولده الثاني ثائر». وأضاف أن «الشرطي محمد، الذي اضطر للدفاع عن نفسه وأبنائه، تمكن من قتل اثنين من المهاجمين وإصابة ثالث، بينما لاذ الباقون بالفرار حيث تتابع القوى الأمنية عملية البحث لإلقاء القبض على المجرمين وتقديمهم للعدالة».
وأضافت الوكالة «ألقت السلطات المختصة القبض على قتلة الشهيد نضال جنود الذين أقدموا على قتله بوحشية ومثلوا بجثته في بانياس. واعترف عمر عيروط، أحد أعضاء المجموعة الإرهابية المسلحة، بمشاركته في قتل جنود، موضحاً انه قام بطعن جنود طعنتين بالسكين عندما كان يحتجزه أشخاص كثر امام سوبر ماركت في بانياس وكان بيدي مسدس وسكين وعبوة متفجرات ديناميت، كاشفاً أن المدعو يحيى الريس طعن الشهيد جنود ثلاث طعنات بعد قتله بالسكاكين من الأشخاص الذين كانوا قد احتجزوه».
واعترف «الريس بمشاركته بقتل جنود. وقال إنه سمع إطلاق نار فتوجه إلى حيث كانوا يحتجزون جنود وأخذ سكيناً من المدعو طه الضايع وطعن جنود في كتفه الأيمن بينما تكاثر علـيه المجتمعون وقاموا بطعنه والتمثيل بجثته».
وقال ناشط حقوقي سوري إن «سبعة مدنيين، بينهم فتاة اسمها هاجر الخطيب، قتلوا برصاص قوات الأمن» في مدينتي الرستن وتلبيسة المحاصرتين من قبل الدبابات. وأضاف «تم نقل أكثر من مئة جريح إلى المستشفى الوطني والمستشفى العسكري في حمص».
وقال محام لـ«رويترز» من الرستن إن المستشفى الرئيسي بالبلدة يغص بالجرحى، مضيفاً إن الانترنت وإمدادات المياه والكهرباء وخطوط الهواتف الأرضية وغالبية خدمات الهاتف المحمول قطعت.
وفي بلدة دير الزور قال شاهد إن رجلا على الأقل أصيب أمس الأول عندما أطلقت قوات الأمن النار لتفريق تظاهرات ليلية، فيما أشار ناشط حقوقي إلى «أن الجيش يحاصر مدينة الحراك» في ريف دمشق.
بدوره، أشار رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إلى أن العديد من التظاهرات جرت أمس الأول في إدلب والقرى المجاورة ودير الزور وقرية الجيزة في درعا وحماه واللاذقية والقابون وحرستا قرب دمشق.
وكان ناشطون دعوا على صفحة «الثورة السورية» على موقع «فيسبوك» إلى التظاهر تضامناً مع الفتى حمزة الخطيب (13 عاماً)، الذي»قضى تحت التعذيب على أيدي السلطات الأمنية في درعا».
ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» أمس الأول عن مسؤولين أميركيين قولهم إن «إيران ترسل حالياً مدربين ومستشارين إلى سوريا لمساعدة السلطات على قمع التظاهرات». واعتبرت أن «إرسال المدربين والمستشارين الإيرانيين يضاف إلى المساعدة النظامية التي تقدمها طهران إلى دمشق، ولا تقتصر على معدات مكافحة الشغب، بل أجهزة متطورة للمراقبة تسمح لنظام بشار الأسد بملاحقة مستخدمي شبكتي فيسبوك وتويتر».
وذكرت وكالة «اسوشييتد برس» أنها اطلعت على وثيقة سرية تشير الى ان سوريا تعهدت بالتعاون الكامل مع محاولات الوكالة الدولية للطاقة الذرية التحقيق في اتهام دمشق بأنها كانت تبني مفاعلاً نووياً سرياً في دير الزور أغار عليه الطيران الاسرائيلي عام 2007.
(«السفير» سانا، نوفوستي، ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا)
الجيش يصعد حملته.. والسوريون يتحدونه بـ«حرق صور الرئيس»
محاصرة عدد من مدن الوسط ومقتل 5.. وإطلاق نار على حافلة مدرسية ومقتل طفلة
شن الجيش السوري حملة عسكرية موسعة، أمس، بمدن وبلدات وسط سوريا، في محاولة جديدة لقمع الاحتجاجات المناهضة للرئيس بشار الأسد.
وقتل 7 مدنيين، بينهم فتاة، وأصيب عشرات الأشخاص، عندما أطلقت عناصر الجيش والأمن المدعومة بالدبابات، النار في مدينتي الرستن وتلبيسة، قرب حمص (وسط)، واللتين يحاصرهما الجيش منذ فجر أمس. وكانت صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد» على «فيس بوك» أوردت أن «قوات الأمن اطلقت النار على حافلة مدرسية بالقرب من تلبيسة»، ما ادى الى استشهاد طفلة. ومع تصاعد قمع قوات الجيش، دعا ناشطون على صفحات «الثورة السورية»، في موقع (فيس بوك) إلى جعل اليوم «اثنين إحراق صور الرئيس» بشار الأسد، ودعوا كل السوريين في الداخل والمغتربين في الخارج إلى وقفة تحد وحرق صوره وصور شقيقه ماهر وكل أفراد العائلة. وقالوا «يجب أن يرى العالم كله كيف يقول السوريون للشبيح الأول.. بنكبك».
الجيش السوري يقتحم تلبيسة ويطوق الرستن.. وتعزيزات عسكرية في حمص
3 قتلى في إطلاق نار.. وناشطون على «فيس بوك» يدعون لـ«اثنين حرق صور الأسد وعائلته» في سوريا والعالم
مع تصاعد قمع قوات الجيش السوري، لحركة الاحتجاجات في البلاد، وتقدم الدبابات لاقتحام عدة قرى في محيط حمص وقرية تلبيسة ومدينة الرستن، وأيضا تقدم الدبابات نحو بلدة الحراك في محافظة درعا، دعا الناشطون على صفحات «الثورة السورية»، في موقع «فيس بوك» إلى جعل اليوم (الاثنين) لإحراق صور الرئيس بشار الأسد، ودعوا كل السوريين في الداخل والمغتربين في الخارج إلى حرق صور الرئيس وشقيقه ماهر وكل أفراد العائلة. ودعوا إلى حرق أي صور رمزية، إذا ما لم تتوافر صورهم. وقالوا «يجب أن يرى العالم كله كيف يقول السوريون للشبيح الأول.. بنكبك».
وقتل على الأقل ثلاثة وجرح العشرات من المواطنين السوريين في اشتباكات بين قوات الأمن والثوار في منطقتي الرستن وتلبيسة وسط البلاد. وذكر شهود عيان أن «قوات الأمن السورية قتلت مدنيين اثنين وأصابت العديد من المتظاهرين في بلدة الرستن التي شهدت تظاهرات حاشدة ضد حكم الرئيس السوري بشار الأسد». وأكد أحد سكان البلدة أن «قوات سورية مدعومة بدبابات طوقت بلدة الرستن صباح يوم أمس، وبدأت في إطلاق نار مكثف من مدافع رشاشة في شوارع البلدة»، التي يقطنها 80 ألفا والواقعة على بعد 25 كيلومترا شمالي مدينة حمص المضطربة.
وقالت مصادر محلية في تلبيسة إنه تم قطع الكهرباء والاتصالات منذ ساعات فجر يوم أمس تمهيدا لاقتحامها بالدبابات، حيث قامت قوات من الجيش والأمن باقتحام البلدة وجرى إطلاق نار كثيف طيلة يوم أمس بالتزامن مع عمليات تمشيط ومداهمة للمنازل واعتقال واسعة. وكانت قوات الأمن قد قامت بإغلاق الطريق الدولي الواصل بين حمص وكل من حماه وحلب شمال سوريا وتحويل السير إلى طريق السلمية الفرعي. وتم إغلاق كافة الطرق المؤدية إلى البلدة مع احتلال كافة القرى شمال حمص: الحولة، دير بعلبة، تير معلة، البياضة. وفي الحولة، التي اقتحمتها قوات الأمن، سقط ثلاثة شهداء بعد ظهر يوم أمس.
وفي قرية تيرمعلة دخلت الدبابات إلى الشوارع الرئيسية داخل القرية، بعد ساعات من تمركزها على أطرافها. كما تمت محاصرة القرية بالدبابات بعد قيام الأهالي بإغلاق طريق السلمية الفرعي الذي تم تحويل السير عليه للتخفيف عن تلبيسة والرستن. كما جرى إضراب عام في قرية البياضة وحاول الأهالي قطع الطرق المؤدية إلى القرية لمنع وصول باصات قوات الأمن وآليات الجيش.
وتعرضت مدينة الرستن الواقعة على الطريق بين حمص وحماه والقريبة من قرية تلبيسة لإطلاق نار كثيف منذ الخامسة من فجر أمس، حيث تطوقها قوات الأمن والجيش. ولم تتمكن القوات العسكرية من اقتحام المدينة حتى ظهر أمس لكن عناصر من الأمن احتلت المشفى الوطني ومنعت الأطباء من معالجة الجرحى. وذلك بغية دفعهم للتوجه إلى المشفى الوطني إما في حمص أو حماه كي يسهل اعتقالهم.
ولم تتوقف المظاهرات في الرستن منذ اندلاعها، وقد سقط خلالها أكثر من 17 شهيدا من المدنيين. وشكلت الرستن وقرية تلبيسه عقدة أمام القوات العسكرية، إذ ظلت عصية على الاقتحام، فمنذ عدة أسابيع وبعد قيام أهالي الرستن وتلبيسه بتحطيم أكبر تمثال للرئيس حافظ الأسد في البلاد وقيامهم بقطع الطريق الدولي بين حمص وحلب عدة مرات، قام الجيش بمحاصرة الرستن وتلبيسه، وقام بقصفهما دون أن يتمكن من اقتحامهما، ولم ينجح في قمع المظاهرات، بل إن مقاطع فيديو بثت على موقع «يوتيوب» تظهر تمرد عدد من الجنود على رؤسائهم، والوقوف مع الأهالي، الذين أخذوا إحدى المدفعيات وقام الجنود الذين كانوا فيها بحماية الأهالي وبقصف مقر الأمن العسكري في الرستن والاستيلاء على عدد كبير من وثائقه نشرت على الإنترنيت، قبل إحراق المبنى.
وظلت الرستن عصية على عناصر الأمن وعلى الجيش، عدة أسابيع، ويوم جمعة (حماة الديار) تمكن الأهالي من القيام ببث مباشر لاعتصامهم عبر قناة «الجزيرة» من خلال الهاتف المحمول والأسبوع الذي سبقه كان البث من قرية تلبيسه، الأمر الذي أغضب النظام السوري، وتطورت الأمور لتصل إلى ذروتها يوم أمس الأحد بعد إرسال تعزيزات عسكرية والضرب بيد من حديد. لتكون هذه المرة الثانية التي تتعرض فيها تلبيسة والرستن المحاصرتين لقصف مدفعي منذ اندلاع الاحتجاجات في البلاد منذ 15 مارس (آذار) الماضي.
وأعلن ناشط حقوقي سوري أنه قتل شخص وجرح العشرات خلال اقتحام دبابات سورية مدينة تلبيسة. وقال الناشط إن «عشرات الدبابات طوقت تلبيسة وقرية دير معلا الواقعة بين حمص وحماه» موضحا أن «هذه الدبابات تنتشر على الطريق السريع الذي يربط بين حمص ثالث مدن البلاد في الاحتجاجات وحماه، عند البلدات المحاصرة».
وكانت صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد» أوردت أن «قوات وعناصر الأمن قامت بإطلاق النار على حافلة للأطفال عند حاجز للجيش على طريق حمص حماة بالقرب من تلبيسة»، لافتة أن «الحافلة تابعة لمدرسة الروافد الخاصة واستشهدت طفلة فيما أصيب أربعة من زملائها بجراح خطيرة وتم نقلهم إلى المشفى الكندي في حمص».
وتحدثت مواقع الثوار على صفحات «فيس بوك» عن اعتقالات جماعية، وتخريب ممتلكات عامة وإحراق بعضها، ووجود قناصين على الأسطح في تلبيسة وعن إضراب في بلدة البياضة ومحاولات لإغلاق الطرق المؤدية إلى دير بعلبة لمنع وصول باصات الأمن. وأفيد أن قوات أمنية وعسكرية حاصرت منطقة دير بعلبة، بعدما قطع الأهالي الطريق لتخفيف الضغط عن الرستن والريف. كما شهد السوق المسقوف في حمص تظاهرة كبيرة سارت في أرجائه.
وقال أحد سكان الرستن إن قوات مدعومة بالدبابات طوقت الرستن صباح أمس وبدأت في إطلاق نيران أسلحة ثقيلة في شوارع المدينة. وقال الشاهد لـ«رويترز» وهو محام رفض نشر اسمه خشية الانتقام منه: «المركز الطبي الرئيسي للرستن مكتظ بالجرحى. الدبابات موجودة في أنحاء المدينة وهي تطلق النار بكثافة» وتابع قائلا: «هذا محض انتقام» في إشارة إلى آلاف المحتجين الذين طالبوا يوم الجمعة بإقالة الأسد في واحدة من أكبر المظاهرات بالمنطقة منذ اندلاع الانتفاضة ضد حكمه بجنوب سوريا يوم 18 مارس وامتدادها في أنحاء البلاد. وتقع الرستن في منطقة زراعية على الطريق الرئيسي السريع في الشمال الممتد بين دمشق وحلب ثاني أكبر المدن السورية.
وقال المحامي إن الإنترنت وإمدادات المياه والكهرباء وخطوط الهواتف الأرضية وأغلب خدمات الهاتف المحمول قطعت في خطوة يستخدمها الجيش في العادة قبل اقتحام المدن. وتقدر جماعات لحقوق الإنسان أن قوات الأمن والجيش ومسلحين موالين للأسد قتلوا ألف مدني على الأقل خلال الأسابيع العشرة المنصرمة. وتقول إن عشرة آلاف شخص ألقي القبض عليهم.
وفي بلدة دير الزور بشرق البلاد قال شاهد إن رجلا واحدا على الأقل أصيب يوم السبت الماضي عندما فتحت قوات الأمن السورية النار لتفرقة مظاهرات ليلية. وقال الشاهد، وهو من سكان المدينة: «كنت أسمع أصوات الأعيرة النارية والمحتجين وهم يهتفون: الشعب يريد إسقاط النظام، في الوقت ذاته».
وقال مدافعون عن حقوق الإنسان إن تجمعا حاشدا ليليا نظم يوم أول من أمس في بلدة بنش بمحافظة أدلب بشمال شرقي البلاد احتجاجا على اعتقالات تمت يوم الجمعة. وقالت المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سوريا إن قوات الأمن قتلت بالرصاص 12 متظاهرا يوم الجمعة خلال احتجاجات في 91 موقعا في أنحاء سوريا. وقالت المنظمة في بيان إن السلطات السورية تستمر في «استعمال القوة المفرطة والعنف لتفريق التجمعات السلمية لمواطنين سوريين عزل في عدد من المحافظات والمدن السورية مما أدى لوقوع عدد من الضحايا بين قتلى وجرحى في عدة مناطق ومدن سورية خلال اليومين الماضيين رغم الإعلان عن إلغاء حالة الطوارئ».
بالمقابل، وفي قضية تعذيب وقتل الطفل حمزة الخطيب، أوردت صحيفة «تشرين» السورية أن رئيس رابطة الأطباء الشرعيين في سوريا أكرم الشعار أكد، بوصفه الطبيب الشرعي الذي كشف بشكل رسمي على جثة الفتى حمزة الخطيب، أن الطفل الخطيب وصل إلى دمشق من درعا يوم 29/4، ميتا بسبب طلق ناري، وأن الفحوصات الطبية تؤكد عدم وجود أي آثار تعذيب على الجثة ولم يكن فيها أي آثار رضية، لحظة الكشف عن الوفاة، مشيرا إلى أن هناك صورا موثقة بذلك لدى القاضي المختص وبإمكان ذوي الطفل أو محاميهم الاطلاع عليها للتأكد أن الجثة لم تتعرض لأي تعذيب. وكشف الشعار أن «الأورام التي ظهرت على الجثة كما عرضتها قناة «(الجزيرة) ناجمة عن تقدم عوامل التخثر نتيجة انقضاء أكثر من شهر على الوفاة، وليس نتيجة أي حدث تعذيبي على الجثة».
سوريا: قتلى وجرحى في الرستن وتلبيسة
فرنسا: على أي رئيس يطلق المدافع على شعبه أن يترك الحكم
غداة تشييع الفتى حمزة الخطيب في درعا في جنازة حاشدة، سقط سبعة مدنيين على الاقل قتلى وأكثر من مئة جريح برصاص قوات الأمن السورية في مدينتي تلبيسة والرستن القريبتين من حمص وسط سوريا اللتين تحاصرهما عشرات الدبابات منذ فجر أمس، في حين أكد وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه ان باريس تعتبر أي رئيس دولة يطلق المدافع ضد شعبه فاقداً للشرعية وعليه ان يترك الحكم.
وقال ناشط حقوقي رافضاً كشف هويته ان “سبعة مدنيين بينهم فتاة اسمها هاجر الخطيب قتلوا برصاص قوات الامن” في الرستن وتلبيسة غير البعيدتين من حمص. وأضاف “تم نقل اكثر من مئة جريح الى المستشفى الوطني والمستشفى العسكري في حمص”، ثالث كبرى المدن السورية وتبعد 160 كلم شمال دمشق.
وكان النظام السوري الذي يواجه حركة احتجاج غير مسبوقة ارسل في الاسابيع الاخيرة الجيش الى العديد من المدن وخصوصا تلكلخ (150 كلم شمال غرب دمشق) وحمص (وسط) وبانياس (شمال غرب) ودرعا (جنوب) التي شكلت مهد التظاهرات.
وقال الناشط لوكالة “فرانس برس” في وقت سابق ان “عشرات الدبابات طوقت فجر اليوم (أمس) مدينتي الرستن وتلبيسة وقرية دير معلا” الواقعة بين حمص وحماة. وأوضح ان “هذه الدبابات تقطع الطريق السريع الذي يربط مدينتي حمص وحماه”.
وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن في اتصال هاتفي من لندن، ان جنوداً انتشروا في محيط تلبيسة. وأضاف “بدأت عمليات تفتيش في هذه المدينة” التي شهدت مساء الجمعة تظاهرة كبيرة مناهضة للنظام. وأوضح عبدالرحمن الذي يتحدر من درعا ان القضاء السوري اتهم أمس الطبيب محمد عوض العمار بـ”المساس بهيبة الدولة ونشر انباء كاذبة”.
وهذا الطبيب الذي يعمل في مستشفى الجاسم في درعا كان التقى اخيرا شخصية عسكرية رفيعة وعرض عليه وساطة لتسوية ديموقراطية في سوريا، لكنه اعتقل بعيد ذلك في التاسع والعشرين من نيسان (ابريل) الماضي.
وقال أحد سكان تلبيسة التي يبلغ تعدادها 60 الف شخص خلال اتصال هاتفي مع “رويترز ان” “الجنود ينتشرون في جميع انحاء تلبيسة. يقتحمون المنازل ويعتقلون الاشخاص”. وكان صوت الاعيرة النارية يدوي اثناء الاتصال.
وأضاف “هناك انباء تفيد أن الجنود اطلقوا النار على حافلة صغيرة تقل طلاباً جامعيين اثناء خروجها من تلبيسة، وهناك جثث على الطريق السريع لكن احداً لم يستطع مغادرة البلدة للتأكد”.
وذكرت أنباء أن نحو ألفي متظاهر خرجوا مساء أمس يهتفون ضد النظام في البوسريا والبوكمال في محافظة دير الزور، وألفاً وخمسمائة آخرين في القابون قرب العاصمة دمشق.
وكان ناشطون دعوا على صفحة “الثورة السورية” على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” الى التظاهر تضامنا مع الفتى حمزة الخطيب (13 عاما)، مؤكدين انه قضى تحت التعذيب على ايدي السلطات الامنية في درعا (جنوب) معقل حركة الاحتجاجات غير المسبوقة ضد النظام السوري منذ منتصف اذار (مارس) الماضي، كما وضع الناشطون صورة الفتى على واجهة صفحة “الثورة السورية” مع عبارة “لن نسكت ابدا”.
وجاء في نص على الصفحة بشأن الفتى الخطيب “اليوم سوريا كلها ستنتفض لأجلك(..) لأجل براءتك(..) لأجل دموع امك، لأجل حرقة قلب ابيك(..) لأجل ابنائنا ستغضب سوريا(..) نعم ستغضب سوريا كلها لأجل حمزة”.
وقال عبدالرحمن “لا يمكن السكوت عن التعذيب في درعا ومدن اخرى. على السلطات السورية ان تحاكم من قاموا بتعذيب حمزة الخطيب والآخرين”.
ويتعذر على وسائل الاعلام الاجنبية التحقق من هذه المعلومات من مصادر مستقلة بسبب القيود الصارمة التي تفرضها السلطات.
وأكد عبدالرحمن ان “الكهرباء قُطعت عن مدينة تلبيسة فجر (أمس) وحاصرتها الدبابات وناقلات الجند المدرعة، وشوهد جنود يقومون بحملات دهم على مداخل المدينة، وعلت بعدها أصوات اطلاق رصاص”.
وأضاف أن مدينة حماة “شهدت الليلة الماضية (السبت) تظاهرات للتنديد بمقتل الصبي حمزة الخطيب وجرى تفريقها بالمياه والقنابل المسيلة للدموع من قبل الأجهزة الأمنية وسمعت خلالها أصوات اطلاق الرصاص، كما جرت تظاهرات ليلية في كل من اللاذقية وبلدة بنش وبعض القرى بمحافظة ادلب، وفي محافظة دير الزور” حيث أطلق الرصاص أول من امس على متظاهرين وأصيب شخص على الأقل، “وفي حي القابون في العاصمة دمشق وفي الجيزة بمحافظة درعا، بالاضافة إلى تلبيسة والرستن”.
وفي ردود الفعل الدولية، نفى وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه في تصريح لـ”قنال بلوس” الفرنسية أمس رداً على سؤال حول الوضع في سوريا، تبني فرنسا سياسة الكيل بمكيالين.
واضاف ان “فرنسا أكدت بالنسبة الى سوريا ما قالته بالنسبة الى ليبيا وهو أن رئيس الدولة الذي يطلق المدافع ضد شعبه يفقد شرعيته وعليه أن يترك الحكم، لكن بالنسبة الى ليبيا توافرت في مجلس الأمن الظروف لاستصدار قرار أتاح تجنب حمامات الدم التي هدد بها القذافي في بنغازي، أما بالنسبة الى سوريا لم يتم حتى الآن ورغم الجهود المبذولة التوصل إلى اتفاق أو أغلبية لاستصدار قرار للتدخل”.
أضاف أن “أوروبا تحملت مسؤوليتها ووضع قائمة بالشخصيات المستهدفة بالعقوبات كخطوة أولى لأن ما يحدث في سوريا أمر غير مقبول”.
من جهتها، نقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن مسؤولين اميركيين لم تحدد هوياتهم ان ايران ترسل مدربين ومستشارين الى سوريا لمساعدة النظام في قمع التظاهرات التي تهدد حليف طهران الرئيسي في المنطقة.
والجمعة، قتل 12 شخصا على الاقل خلال تفريق تظاهرات من جانب قوات الامن، وفق ناشطين.
وتقول منظمات غير حكومية ان اكثر من الف شخص قتلوا واعتقل نحو عشرة آلاف اخرين منذ بدء التظاهرات المناهضة لنظام بشار الاسد في منتصف اذار (مارس) الماضي.
في المقابل، تقول السلطات السورية التي تحمل “عصابات ارهابية مسلحة” مسؤولية ما يحصل ان 143 عنصرا من قوات الامن قتلوا منذ بدء التظاهرات.
وفي سياق آخر، ذكرت وكالة “اسوشييتدبرس” للانباء أن دمشق وافقت على التعاون التام مع الامم المتحدة في القضية المتعلقة بموقع دير الزور الذي قصفه الطيران الاسرائيلي العام 2007.
وأوضحت الوكالة أن رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو قال إن مسؤولين سوريين كباراً أبدوا استعدادهم في رسالة سرية للتعاون الكامل مع تحقيقات الوكالة.
ورأى محللون ان الموقف السوري جاء بعد تهديد واشنطن بنقل هذا الملف الى مجلس الامن الدولي.
(اف ب، رويترز، يو بي اي، أش أ، ا ب)
قتلى باحتجاجات قرب حمص
تحدثت ناشطة سورية في مجال حقوق الإنسان عن سقوط 11 قتيلا بنيران الأمن السوري في مدينتيْ الرستن وتلبيسة قرب حمص بوسط البلاد إثر تصدي الجيش السوري لمظاهرات تطالب بإنهاء حكم الرئيس بشار الأسد.
يأتي ذلك بعد أن قال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له إن لديه أسماء ثمانية مدنيين من القتلى في المنطقة.
وأكدت المحامية في مجال حقوق الإنسان رزان زيتوني لرويترز من دمشق عبر الهاتف أن عمليات القتل تلك وقعت في بلدتي تلبيسة والرستن في ريف حمص وحولهما.
ونقل المرصد عن مصادر طبية أن عشرات الجرحى بينهم امرأة نقلوا إلى المستشفى الوطني والمستشفى العسكري بحمص.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية أن سبعة مدنيين بينهم فتاة قتلوا وأصيب عدد آخر بجروح في مواجهات الأحد، في حين ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية أن “أربعة من أفراد قوات الأمن قتلوا في تلبيسة أثناء مطاردة جماعات إرهابية مسلحة لاعتقالها وتقديمها إلى العدالة”.
واندلعت أمس الأحد أيضا مظاهرات في عدة مدن في إطار ما سمي “سبت نصرة الشهيد حمزة الخطيب”، وهو الطفل الذي قتل تحت التعذيب الأربعاء الماضي.
فقد تظاهر العشرات بمنطقتي الحجر الأسود والقابون القريبتين من العاصمة دمشق، كما خرج الآلاف للتظاهر ليلا بمدينة حماة للتنديد بالتعذيب الذي تعرض له الخطيب، منددين بما سموه الجرائم التي ترتكبها قوات الأمن ضد المتظاهرين.
وفي بلدة دير الزور قتل شخص على الأقل عندما فتحت قوات الأمن النار لتفريق مظاهرة ليلية. كما انتظمت مظاهرة في بلدة بنش بمحافظة إدلب شمال غرب البلاد احتجاجا على اعتقالات جرت الجمعة.
استهداف جنود
وفي هذه الأثناء، أظهرت صور حصلت عليها الجزيرة جنودا بالجيش ينزفون بعد تعرضهم -وفقا لناشطين حقوقيين- لإطلاق نار من قبل زملائهم، بسبب رفضهم تنفيذ أوامر قادتهم بقتل المتظاهرين العزل في درعا.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن جثث سبعة محتجين قتلوا يوم 29 أبريل/نيسان قرب مدينة درعا سلمت لأسرهم أمس السبت، ومن بينها جثتان ظهرت عليهما آثار التعذيب.
وفي سياق آخر، أعلنت المنظمة السورية لحقوق الإنسان أن قوات الأمن قتلت 12 متظاهرا الجمعة خلال احتجاجات اندلعت في 91 موقعا من أنحاء البلاد.
وذكرت المنظمة في بيان السبت أن السلطات ما زالت تستخدم الذخيرة الحية لمواجهة المظاهرات الحاشدة، وأن عشرات الأشخاص اعتقلوا الجمعة.
وتقدر جماعات حقوقية أن ألف مدني قتلوا على أيدي قوات الأمن والجيش ومسلحين موالين للأسد خلال الأسابيع العشرة المنصرمة، وتقول إن عشرة آلاف شخص ألقي القبض عليهم “مع استمرار ممارسات مثل الضرب والتعذيب”.
وتلقي السلطات باللوم على “عصابات مسلحة وإسلاميين ومندسين أجانب” في العنف، وتقول إن 120 فردا من الجيش والشرطة على الأقل قتلوا منذ اندلاع الاحتجاجات في مارس/آذار الماضي. ويقول نشطاء إن الشرطة السرية قتلت العشرات من الجنود لرفضهم إطلاق النار على المدنيين.
سورية: مقتل ثلاثة على يد قوات الامن في تلبيسة
القوات الحكومية تحاصر وتقصف بلدات بمحافظة حمص
قتل ثلاثة اشخاص على يد قوات الامن السورية عندما اقتحمت بلدة تلبيسة معززة بالمدرعات حسبمل افاد شهود عيان بعد محاصرتها امس الاحد وقصفها في وقت مبكر من نهار الاثنين.
ونقلت وكالة رويترز عن احد سكان المدينة بعد خروجه قبل دخول الدبابات اليها ان قصف الدبابات تركز على تلة وسط البلدة.
وقد ارتفع عدد قتلى العمليات العسكرية الاحد والتي شملت مدن الرستن وتلبيسة وتيرمعلة وحمص وسط سورية الى 11 شخصا بعد العثور على جثتين في حي باب عمرو في حمص الذي تحاصره قوات الامن.
وقالت لجان التنسيق المحلية، وهي جماعة تساعد على تنسيق وتوثيق الاحتجاجات في البلاد ان القناصة انتشر على اسطح المساجد في تلبيسة.
وتقول وكالة الانباء السورية الحكومية ان اربعة جنود قتلوا واصيب 14 آخرين في تلبيس.
ويقول ناشطون في حقوق الانسان ان اكثر من ألف شخص قتلوا واعتقل أكثر من عشرة آلاف حسب منظمات حقوقية، في عمليات القمع التي تمارسها القوات الحكومية ضد الانتفاضة المعارضة لنظام حكم الرئيس السوري بشار الاسد، منذ منتصف مارس/ آذار.
وكانت القوات السورية قد حولت مسار الطريق الدولي الواصل بين حمص وكل من حماه وحلب شمال سورية الى طرق فرعية، وتم اغلاق كافة الطرق المؤدية الى البلدة بينما قطعت الاتصالات الخلوية والارضية عن البلدة الاحد.
وكانت الرستن قد شهدت منذ اسابيع تظاهرات مناوئة للنظام سقط خلالها اكثر من 17 قتيلا من المدنيين.
سيناريو متكرر
وتلجأ الحكومة السورية منذ اندلاع المظاهرات المطالبة بالحرية والتي انطلقت من مدينتة درعا جنوبي البلاد الى محاصرة المدن التي تشهد مظاهرات بالدبابات وتقصفها بعد قطع الاتصال الهاتفية والكهرباء عنها، وبعدها يدخل الجيش اليها تمهيدا لدخول قوات الامن التي تشن حملات الاعتقال.
وكانت اولى المدن التي حاصرتها القوات السورية درعا وبعدها مدينتا بانياس الساحلية وتلكلخ الواقعة قرب مدينة حمص.
وتشهد العديد من المدن السورية تظاهرات مناهضة للحكومة بشكل يومي تقريبا.
وقد فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وكندا اخيرا عقوبات على شخصيات سورية على رأسها الرئيس بشار الأسد.