أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين 9 تموز 2012


أنان في دمشق و«تحول نوعي» في قتال المعارضة

دمشق، بيروت، طوكيو – «الحياة»، أ ف ب، رويترز

وصل الموفد الدولي – العربي الخاص كوفي انان إلى دمشق أمس لإجراء محادثات مع الرئيس السوري بشار الاسد، بعد يوم من اعترافه ان خطته للحل في سورية لم تنجح وإنه ليس هناك ضمانات إنها ستنجح. وتأتي زيارة انان المفاجئة وسط تطورات لافتة على الأرض، إذ تحدث ناشطون سوريون عن «تحول نوعي» في القتال الذي تقوده المجموعات المسلحة على الارض واستخدام مقاتلي المعارضة دبابة للمرة الاولى في المعارك، وإسقاط طائرة استطلاع من دون طيار، وإنشقاقات جديدة من بينها انشقاق نحو 30 عنصرا من القوات النظامية في دير الزور.

وكان الناطق باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي أعلن أمس إن انان سيزور دمشق «في اطار مهمته والنقاش مع القيادة السورية للبحث في موضوع خطة النقاط الست» التي وضعها موفد الامم المتحدة بهدف وضع حد للعنف ووافقت عليها السلطات السورية. وقال مسؤلون في الامم المتحدة إن انان سيلتقي الرئيس السوري اليوم. وهذه الزيارة هي الثالثة لأنان في اطار مهمته كمبعوث خاص. إلا ان هذه الزيارة تأتي وسط تصاعد كبير في معدلات العنف وتزايد الشكوك الدولية في قدرة خطة انان على الخروج بسورية من دائرة العنف.

وقالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، للصحافيين على هامش مؤتمر دولي حول افغانستان في طوكيو: «يجب ان يكون واضحاً أن الايام اصبحت معدودة بالنسبة للذين يساندون نظام» الرئيس السوري. وأشارت إلى ان «ما قاله كوفي انان يجب ان يجعل الجميع يستيقظون لأنه يعترف بأنه لم يتم اي تحرك من قبل النظام السوري لاحترام اتفاق الست نقاط».

وأضافت: «ما ان يتم وضع حد للعنف والشروع في مرحلة انتقالية سياسية، لن يكون عدد اقل من القتلى فحسب بل ستكون هناك فرصة لتجنيب الدولة السورية اعتداء كارثياً يكون خطراً على البلد والمنطقة ايضاً». ونقلت وكالة «رويترز» عن محللين ان كلينتون تقصد بكلامها احتمال ان تشن المعارضة المسلحة هجمات على مؤسسات الدولة السورية.

في مقابل ذلك، قال الاسد في مقابلة مع التلفزيون العام الالماني «ايه ار دي» ان الاميركيين «طرف منحاز في النزاع. انهم يوفرون حماية ودعما سياسيا لهذه العصابات (المعارضون) لزعزعة استقرار سورية».

واضاف: «على الرئيس الا يتهرب من مواجهة التحديات، ونحن اليوم نواجه تحديا وطنيا»، مضيفا «الا اننا من جهة ثانية لا يمكن ان نبقى في السلطة ما لم نكن نحظى بالدعم الشعبي». وزاد: «نحن لا نقفل الباب بوجه احد -دولة او مسؤولا- يرغب بالمساعدة لحل المشاكل في سوريا شرط ان يكون جديا وصادقا».

في موازاة ذلك، حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من أن العنف الذي يجتاح سورية «اتخذ منحى أسوأ ويتجه إلى اكتساب طابع طائفي». وأشار إلى انه من الممكن أن تقوم الامم المتحدة بـ «تحرك جماعي» اذا استمرت اعمال العنف.

ميدانيا، استمرت العمليات العسكرية في شمال سورية وشرقها وجنوبها ووسطها، ما اسفر عن مقتل ما لا يقل عن 45 شخصا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد إن «كتائب المجلس الثوري العسكري في المنطقة الشرقية في ريف دير الزور استخدمت دبابة تم الاستيلاء عليها في وقت سابق من القوات النظامية، في قصف مركز في منطقة الرحبة في ريف الميادين، ألحق خسائر مؤكدة في صفوف القوات النظامية».

وذكر المرصد أن «استخدام الدبابة للمرة الاولى من الثوار في المعارك، بالاضافة الى اسقاط طائرة استطلاع من دون طيار في المنطقة ذاتها للمرة الاولى ايضا السبت، يعتبر تحولا نوعيا في اداء الثوار».

وكان المرصد وزع شريط فيديو يظهر مجموعة من المقاتلين وطاولة وضعت عليها اجزاء حطام قيل انها لطائرة استطلاع، ويتلو احدهم بيانا يعلن اسقاط الطائرة «عندما كانت تتجسس على تحركات الجيش الحر».

في موازة ذلك، بدأت القوات المسلحة السورية مناورات عسكرية تستمر أياماً وتهدف إلى اختبار «الجاهزية القتالية» للجيش السوري في مواجهة أي «هجوم مفاجئ»، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» أمس. وبث التلفزيون السوري لقطات لانواع مختلفة من الصواريخ وهي تطلق من منصات اطلاق على الارض ومن سفن في حضور وزير الدفاع السوري داود راجحة.

مناورات واسعة تُواكب وصول أنان إلى دمشق

كلينتون تدعو إلى تجنيب سوريا “هجوماً كارثياً”

    (و ص ف، رويترز، أ ب، ي ب أ، أ ش أ)

 الأسد يدعو الى عدم السماح بفشل خطة أنان

طهران تحذر من تدخل عسكري “سيكون كارثياً”

في عرض للقوة، اعلنت سوريا ان قواتها بدأت مناورات بحرية وبرية وجوية تستمر أياماً عدة ترمي الى اختبار جاهزية الجيش السوري للتصدي لـ”عدوان” خارجي (راجع العرب والعالم)، فيما وصل المبعوث الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي أنان فجأة الى دمشق غداة اقراره بفشل خطته ذات النقاط الست في وقف اراقة الدماء. ومن المقرر ان يلتقي أنان اليوم الرئيس السوري بشار الاسد الذي دعا الى عدم السماح بفشل الخطة. وصرحت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بأن وقف العنف يزيد فرص تجنيب الحكومة السورية “هجوماً كارثياً” لا يشكل خطراً على سوريا وانما على المنطقة. وحذرت طهران من ان تدخلاً عسكرياً في سوريا سيكون “غبياً وكارثياً”.

وتحدث الناطق باسم أنان، أحمد فوزي، في بيان وزع على وسائل الاعلام “وصول الموفد الخاص المشترك الى دمشق هذا المساء لاجراء محادثات مع الرئيس بشار الاسد”.

وفي وقت سابق قال الناطق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي: “من المؤكد ان السيد أنان سيكون في دمشق غدا. والزيارة تأتي في اطار مهمته والنقاش مع القيادة السورية للبحث في موضوع خطة النقاط الست” التي وضعها أنان من أجل وقف العنف في سوريا ووافقت عليها السلطات السورية واعلنت الامم المتحدة دعمها لها.

وهذه الزيارة الثالثة لأنان في اطار مهمته مبعوثاً خاصاً مشتركا الى سوريا. وتعود الزيارة الاخيرة الى 29 ايار. وتنص خطته على وضع حد لكل اعمال العنف وسحب الدبابات من الشوارع والسماح للاعلام والمساعدات بالوصول الى مناطق النزاع واطلاق المعتقلين على خلفية الاحداث وبدء حوار في شأن عملية انتقالية.

وصرح الاسد في مقابلة مع شبكة “إي آر دي” الالمانية للتلفزيون إن دعم دول بينها تركيا والسعودية “للارهابيين” يعرقل خطة أنان. وقال: “نعرف أن أنان يواجه عقبات لا حصر لها ولكن ينبغي عدم السماح بفشل خطته… إنها خطة جيدة للغاية”. وأضاف :”العقبة الكبرى هي أن كثيرا من الدول لا تريد لهذه الخطة أن تنجح ولذلك تقدم الدعم السياسي للإرهابيين في سوريا وتواصل تزويدهم المال والسلاح”. واتهم السعودية وقطر بتزويد المعارضة السلاح وتركيا بتقديم العون في النقل والامداد للمساعدة في تهريبه اليهم. واشار الى أن الولايات المتحدة تقدم لهم الدعم السياسي. ولاحظ إن غالبية ضحايا الصراع من مؤيديه وليس من خصومه، قائلا: “غالبيتهم أشخاص يؤيدون الحكومة وجانب كبير من الباقين أشخاص أبرياء تماما قتلتهم جماعات مختلفة في سوريا”، بينها تنظيم “القاعدة” ومتطرفون إسلاميون آخرون. وأكد أن قواته أسرت عشرات من مقاتلي “القاعدة” بعضهم من تونس وليبيا.

كلينتون

ووصل أنان الى دمشق بعد ساعات من تحذير كلينتون من ان الوقت ينفد قبل انقاذ سوريا من “هجوم قد يكون كارثيا”. وقالت في تصريح في طوكيو على هامش مؤتمر “يجب ان يكون واضحا ان الايام صارت معدودة بالنسبة الى الذين يساندون نظام” الاسد. واعتبرت ان ما قاله أنان عن عدم نجاح مهمته “يجب ان يحدث صحوة لدى الجميع، لأنه يقر بأن النظام السوري لم يقم بأي تحرك يتفق مع خطة النقاط الست”. واضافت: “كلما أسرع في وضع حد للعنف والشروع في مرحلة انتقالية سياسية، لن يتراجع عدد القتلى فحسب بل ستكون هناك فرصة لتجنيب الامة السورية هجوما كارثيا يشكل خطرا على البلاد والمنطقة”.

    إيران

وفي عمان، قال نائب وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان بعدما سلم الملك عبدالله الثاني بن الحسين دعوة للمشاركة في قمة حركة عدم الانحياز في ايران، ان “ايران تؤيد الخطط الاصلاحية للأسد، والمفاوضات التي تهدف الى ارغامه على الذهاب الى المنفى مهزلة”. وأكد ان “تدخلاً عسكرياً في سوريا ليس ممكناً واذا ما حصل ذلك ستكون خطوة غبية. وسوريا يمكن ان تدافع بمفردها عن نفسها من دون مساعدة ايران. واي حل غير سياسي سيكون كارثياً للمنطقة بأكملها”. ووصف فكرة حمل الاسد على الاستقالة بالقوة او ارغامه على الذهاب الى المنفى بأنها “دعابة”.

 ميدانياً، تواصلت أعمال العنف وأوقعت 48 قتيلا في مناطق مختلفة من سوريا، هم بحسب “المرصد السوري لحقوق الانسان”، 21 مدنيا و15 عنصرا من قوات النظام و12 مقاتلاً معارضاً او جندياً منشقاً.

وتحدث المرصد عن “تحول نوعي” في القتال الذي تقوده المجموعات المسلحة المعارضة على الارض، مشيرا الى ان هذه استخدمت للمرة الاولى الاحد دبابة غنمتها من الجيش في قصف المنطقة الشرقية من دير الزور، بعدما اسقطت قبل ساعات في المنطقة ذاتها طائرة استطلاع تابعة لقوات النظام.

تدريب بحري على «صد هجوم مفاجئ» ضمن مناورات عسكرية سورية

بدأت القوات المسلحة السورية مناورات عسكرية تستمر اياما عديدة وتهدف الى اختبار «الجاهزية القتالية» للجيش السوري في مواجهة اي «هجوم مفاجئ»، بحسب ما ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية «سانا» الاحد.

وقالت الوكالة «بدأت قواتنا المسلحة… بتنفيذ مناورات عسكرية تستمر عدة أيام تشارك فيها مختلف أنواع وصنوف القوات البرية والبحرية والجوية بهدف اختبار الجاهزية القتالية لجيشنا». واضافت ان القوات البحرية بدأت السبت الماضي «بتنفيذ مشروع عملياتي بالذخـيرة الحـية شـاركت فيه الصـواريخ البـحرية والسـاحلية والحـوامات البحـرية والزوارق الصـاروخية في منـاورة تحـاكي ظـروف التصـدي لهجـوم بحـري معـاد مفـاجئ».

وقامت سفن مكافحة الغواصات في القوى البحرية بالتعاون مع المروحيات البحرية بالبحث عن الغواصات المعادية المفترضة في منطقة المسؤولية وتدميرها. وشاركت المدفعية الساحلية بتنفيذ الرمايات لصد السفن المفترضة المقتربة من الشاطئ وتدميرها وقامت وحدات الضفادع البشرية والقوات الخاصة بتنفيذ إنزال بحري وجوي لاقتحام وتحرير موقع مفترض على الشاطئ من مجموعات السطو والتخريب المعادية وقد نفذت المهام بنجاح تام ومهنية فائقة تؤكد التدريب النوعي والمستوى الرفيع الذي تتمتع به قواتنا البحرية.

وقام أحد التشكيلات المدرعة المعزز بالوحدات الميكانيكية وبالتزامن مع المناورات البحرية بتنفيذ مشروع تكتيكي عملياتي بالذخيرة الحية بمشاركة مختلف أنواع الأسلحة بما فيها الطيران المقاتل ومروحيات الدعم الناري والمدفعية الصاروخية.

ونقلت الوكالة عن وزير الدفاع داود عبد الله راجحة الذي حضر المناورات انه اثنى على «الاداء المميز الذي أظهر المستوى العالي للتدريب القتالي في قواتنا البحرية وقدرتها على الدفاع عن شواطئنا في مواجهة اي عدوان قد يفكر به أعداء الوطن والأمة». واوضحت الوكالة ان هذه المناورات جزء من «خطة التدريب القتالي الصادرة عن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة للعام الجاري».(«سانا»)

كلينتون: تسريع وقف العنف قد يجنب الدولة السورية هجوما كارثياً

أنان في دمشق لإنقاذ خطته والأسد يتهم الخارج بتعطيلها

أكد الرئيس السوري بشار الأسد دعم دمشق لخطة المبعوث الدولي والعربي كوفي أنان، متهما السعودية وقطر وتركيا وأميركا بعرقلة الخطة عبر دعم من أسماهم «الإرهابيين»، واعتبر أن الخطة «يجب ألا تفشل». جاء ذلك في الوقت الذي وصل فيه أنان بشكل مفاجئ أمس الى دمشق، بعدما تلقى وعودا بتسهيل مهمته وطلبا غربيا بمواصلتها، وذلك إثر تلويحه بإنهائها وإعلانه فشلها في مقابلات صحافية نشرت في اليومين الماضيين.

أما وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون فأدخلت الخطاب الأميركي ازاء الأوضاع السورية في سياق جديد بالتزامن مع بدء القوات العسكرية السورية مناورات بحرية وبرية تخللها إطلاق صواريخ لصد «هجوم مفاجئ» افتراضي، قائلة إنه «بقدر ما يمكن إيجاد نهاية أسرع للعنف وبداية لعملية تحول سياسي يقل عدد القتلى وتصبح هناك فرصة لانقاذ الدولة السورية من هجوم كارثي سيكون خطيرا للغاية لا على سوريا وحدها لكن على المنطقة».

وأدلت كلينتون بهذه التصريحات في طوكيو عقب اجتماعها ونظيرها الياباني كوتشيرو جيمبا على هامش مؤتمر دولي بشأن افغانستان. واضافت «ما من شك في ان المعارضة تزداد فاعلية في الدفاع عن نفسها والتحول الى الهجوم على الجيش السوري وميليشيات الحكومة السورية. لذا يتعين ان يكون المستقبل… واضحا تماما بالنسبة لمن يؤيدون نظام الاسد». واضافت «الوقت ينفد».

الكبرى هي أن كثيرا من الدول لا تريد لهذه الخطة (خطة أنان) أن تنجح ولذلك تقدم الدعم السياسي للإرهابيين في سوريا وتواصل تزويدهم بالمال والسلاح»، وخص بالذكر «السعودية وقطر اللتين ترسلان السلاح، وتركيا التي تساعد في اللوجستيات وتهرب عبر الحدود، وأخيرا أميركا بالدعم السياسي».

واعتبر الاسد أن «خطة (انان) يجب الا تفشل» وأن «كوفي انان يقوم بعمل صعب حتى الان لكنه عمل جيد». واضاف «نعلم أنه اضطر الى مواجهة عوائق عدة لكن خطته يجب الا تفشل. انها خطة جيدة جدا».

وأكد الرئيس السوري أن «الولايات المتحدة في شراكة مع هؤلاء الإرهابيين… بالأسلحة والمال والدعم الرسمي والسياسي في الأمم المتحدة». وأضاف «إنهم يقدمون المظلة والدعم السياسي لهذه العصابات لزعزعة استقرار سوريا».

وردا على سؤال عما إذا كان خائفا من تكرار ما جرى في مصر او ليبيا، قال «ما يجري في مصر مختلف تماما عما يجري في سوريا… لا يمكنك المقارنة». كما رفض أية مقارنة مع ليبيا، ووصف طريقة قتل معمر القذافي بانها «وحشية، إنها جريمة».

ونفى الأسد مسؤولية قواته الامنية عن العنف قائلا إن القتلى من «مناصري النظام، وضحايا الامن والجيش» يتجاوزون بكثير القتلى من المدنيين المعارضين. وأكد أن «مزيجا من مقاتلي تنظيم القاعدة ومتشددين آخرين» مسؤول عن العنف في سوريا.

وقال الأسد إن مجزرة الحولة تمت على يد «عصابات أتت بالمئات» من خارج البلدة. وأكد ان «غالبية الشعب تطالب بالإصلاح، والإصلاح السياسي، لا بالحرية». وشدد على أنه لا يزال يحظى بالدعم العام من الشعب السوري، مستبعدا بحزم تنحيه. وأوضح «لا يجب على الرئيس أن يهرب من التحدي، ولدينا تحد وطني الآن في سوريا».

وفيما قال إنه مستعد لحوار سياسي مع المعارضة، أكد الأسد أنه «طالما لديك إرهاب، وطالما لم ينجح الحوار، عليك أن تحارب الإرهاب. لا تستطيع أن تواصل الدفع بالحوار فيما هم يقتلون شعبك وجيشك».

وردا على سؤال حول كيفية تعامل سوريا مع أي تدخل عسكري مفترض، تعهد الأسد بمواجهة المهاجمين «إن كنت مستعدا ام لا، عليك أن تدافع عن بلادك. ولكن عليك ان تكون مستعدا».

أنان

وقال أحد المقرّبين من أنان لمراسل «السفير» في باريس محمد بلوط، إن انان كان حتى الأربعاء الماضي يعتزم التخلي عن مهمته، وعدم التجديد له شخصيا على الأقل، بانقضاء الأشهر الستة لتكليفه منتهى آب المقبل.

وكان من المنتظر أن يتقدم كوفي أنان بتقرير عن مهمته أمام مجلس الأمن بعد غد الأربعاء، يعلن في منتهاه رغبته بالخروج من المشهد الدبلوماسي. وقال المصدر الدبلوماسي إن زيارة أنان إلى دمشق شكلت مفاجأة للجميع في مركز عمله في جنيف، وبرز التغيير في مواقفه من الاستمرار أو التخلي عن المهمة في الساعات الأخيرة، وخصوصا يوم الجمعة الماضي، مع اختتام مؤتمر باريس لـ«أصدقاء سوريا».

وكان المبعوث الدولي العربي قد أخرج إلى العلن رغبته بالعزوف عن مواصلة جهوده الديبلوماسية، في حملة إعلامية منسّقة، ومقابلات صحافية مع «الغارديان» البريطانية، و«اللوموند» الفرنسية، اجراها في اليوم نفسه لمؤتمر باريس، استسلم فيها «لبديهة أننا لم ننجح في سوريا، وأن المهمة التي كلفت بها ليست دون تحديد زمني كدوري الشخصي فيها «.

ورجّح المصدر الديبلوماسي أن يكون تهديد كوفي أنان بوقف مهمته، وضع الغربيين أمام مأزق عدم وجود خيارات ديبلوماسية أخرى، او غياب اي خيارات على الإطلاق. فالخيار العسكري المكشوف، الأبعد من التسليح القطري والسعودي لبعض المعارضة، لا يزال معطلا بانتخابات أميركية وازمات اوروبية، ومقاومة الآلة العسكرية السورية.

ورأى المصدر الديبلوماسي أن كوفي أنان قد يكون تلقى وعودا بتسهيل مهمته، وطلبا غربيا بمواصلتها، بالرغم من أن ما افضى إليه مؤتمر باريس من توصيات بشأن اتفاق جنيف، قد أفرغه من «محتواه روسيا» وأعاد النقاش حول المرحلة الانتقالية إلى نقطة الصفر، بإخراجه الأسد من العملية الانتقالية فور انطلاقها، وتهميش دوره، فيما يرى الروس أن دوره سيكون مركزيا حتى نهاية المرحلة الانتقالية، فضلا عن عدم تحديد أي مهلة زمنية لها او روزنامة واضحة «لأن الحوار سيدور بين السوريين انفسهم، ولم نكن نرغب بروزنامة لأن ذلك لن يكون واقعيا، كما ان الهدف من الاجتماع هو أن تتحرك الدول حول حل ديبلوماسي، لا سيما تلك القادرة منها على التأثير على السوريين ودفعهم نحو نتيجة ما».

ويمكن اعتبار ما قاله الموفد الدولي جزءا من الإحاطة التي يعتزم تقديمها أمام مجلس الأمن، لأنها تشرح بوضوح المبادئ التي تمسك بها لتنفيذ مهمته، وبعض جوانب فشلها، ومنها أن الدول التي تفاوض باسم المعارضة، لم تصارحها بحقيقة المواقف التي اتخذتها في جنيف.

وسبق أنان إلى دمشق دفاعه عن نفسه مقابل اتهام المعارضة السورية له ولـ«جنيف» بتقديم تنازلات كثيرة لروسيا، وقال «إن 80 في المئة ممن حضروا هم من اصدقاء سوريا ، لذا فالزعم أن المعارضة قد تم بيعها او خيانتها أمر مستغرب جدا، وعلى تركيا وقطر والولايات المتحدة والكويت وفرنسا أن تشرح ذلك للمعارضة».

من جهتها، قالت مصادر سورية رفيعة المستوى لـ«السفير» إن سوريا «ستبلغ أنان بأنها تعاونت بشكل كامل من أجل تنفيذ بنود خطته»، وأن «شعب سوريا هو صاحب الحق في تقرير حاضره ومستقبله».

ويلتقي أنان صباح اليوم بالأسد بحضور وزير الخارجية وليد المعلم والمستشارة الرئاسية بثينة شعبان ونائب وزير الخارجية فيصل مقداد، فيما يضم وفد أنان مستشاريه والناطق باسمه أحمد فوزي كما رئيس بعثة المراقبين في سوريا الجنرال روبرت مود. ورفضت دمشق مجددا وفقا للمصادر نفسها مجيء ممثل الجامعة العربية في البعثة ناصر القدوة، وعلقت المصادر بأنها ترفض بشكل قاطع اي دور للجامعة العربية في هذه العملية.

وسيبحث المسؤول الدولي «العملية السياسية» التي تفضل دمشق أن تكون حصيلة «حوار وطني»، كما سيبحث «سبل إيجاد خطوات عملية لتنفيذ خطته ولا سيما في ما يتعلق بوقف العنف». وقالت المصادر إنه «يريد نتائج ملموسة ونحن مستعدون للتعاون».

إلى ذلك، استمرت العمليات العسكرية في شمال وشرق وجنوب ووسط سوريا، وقد تسببت بمقتل 44 شخصا، بحسب «المرصد السوري لحقوق الانسان» الذي اشار الى «تحول نوعي» في القتال الذي تقوده المجموعات المسلحة المعارضة على الارض.

(«السفير»، أ ف ب، أ ب، رويترز)

المجلس الوطني: اقرار انان بفشل خطته يستدعي تحركا عاجلا تحت الفصل السابع

بيروت- (ا ف ب): اعتبر المجلس الوطني السوري المعارض أن اقرار الموفد الدولي كوفي انان بفشل مهمته يستدعي تحركا دوليا عاجلا “تحت الفصل السابع” من ميثاق الامم المتحدة، رافضا دعوة انان إلى اشراك ايران في الجهود لمعالجة الازمة السورية.

وقال المجلس في بيان تلقته وكالة فرانس برس فجر الاثنين إن انان “أقر أن خطته للتعامل مع الوضع في سوريا لم تنجح (…) ما يستدعي التحرك العاجل على المستوى الدولي لوقف مسلسل القتل الهجمي الذي يمارسه النظام” السوري.

واضاف ان عدم التزام النظام ببنود خطة انان “يقتضي وضع المجتمع الدولي أمام التزاماته وفي المقدمة منها اتخاذ مجلس الأمن قراراته تحت الفصل السابع وفرض عقوبات ملزمة على النظام”.

ووصل انان إلى دمشق مساء الأحد في زيارة هي الثالثة لسوريا في اطار مهمته كموفد للامم المتحدة والجامعة العربية.

وعشية وصوله، اقر انان في حديث إلى صحيفة لوموند الفرنسية بفشل خطته وقال “هذه الازمة مستمرة منذ 16 شهرا، وتدخلي بدأ قبل ثلاثة اشهر. تم بذل جهود كبرى لمحاولة ايجاد حل لهذا الوضع بالسبل السلمية والسياسية. من الواضح اننا لم ننجح”.

كذلك، استغرب المجلس الوطني “دعوة انان إيران للمشاركة في مجموعة العمل حول سورية”، معتبرا ان “الدعم الذي يقدمه نظام طهران لحلفائه في النظام السوري يجعله شريكا في العدوان على الشعب السوري ولا يمكنه من أن يكون جزءا من الحل ما لم تتغير مواقفه بصورة جذرية”.

وعارض الامريكيون والاوروبيون دعوة ايران حليفة دمشق الى مؤتمر جنيف الوزاري الاخير حول سوريا ولا سيما بسبب النزاع مع طهران حول البرنامج النووي الايراني.

الأسد يتهم واشنطن بدعم المعارضين لزعزعة استقرار سوريا

برلين- (ا ف ب): اتهم الرئيس السوري بشار الأسد الولايات المتحدة بدعم المعارضين المسلحين في بلاده بهدف “زعزعة استقرار” سوريا، وذلك في مقابلة مع التلفزيون العام الالماني (ايه ار دي).

وقال الاسد “انهم (الامريكيون) طرف منحاز في النزاع. انهم يوفرون حماية ودعما سياسيا لهذه العصابات (المعارضون) لزعزعة استقرار سوريا”.

واضاف “ما دام المرء يقدم مساعدة ما الى ارهابيين فانه شريكهم. سواء عبر ارسال السلاح او المال او تقديم دعم سياسي للامم المتحدة”.

ورغم هذه الاتهامات، لم يغلق الاسد الباب امام حوار مع واشنطن، وتابع “لا نغلق الباب امام اي طرف، سواء دولة او مسؤولا، يرغب في المساعدة في معالجة المشاكل في سوريا، شرط ان يكون جديا وصادقا”.

وفي هذه المقابلة التي اجريت في الخامس من تموز/ يوليو والتي ستبث مساء الاحد فان الاسد اعتبر ان مسألة تخليه عن السلطة تعود الى الشعب السوري.

وقال الاسد “على الرئيس الا يتهرب من مواجهة التحديات، ونحن اليوم نواجه تحديا وطنيا” مضيفا “الا اننا من جهة ثانية لا يمكن ان نبقى في السلطة ما لم نكن نحظى بالدعم الشعبي”.

واضاف “على الشعب السوري ان يرد عبر انتخابات”، مؤكدا انه لا يزال “يحظى بالدعم الشعبي”. وتابع “ما حجم هذا الدعم وما هي النسب، ليست هذه المسالة، ليس لدي أرقام حاليا”.

وردا على سؤال عن الاف القتلى المدنيين في سوريا، قال الاسد “اذا اردتم ان تعلموا الجهة التي قتلتهم، عليكم ان تعرفوا اولا من الذي قتل. هؤلاء الضحايا الذين تتحدثون عنهم غالبيتهم من انصار الحكومة”.

وتحدث عن مجزرة الحولة ناسبا اياها إلى “جماعات اتت بالمئات من خارج المدينة”.

ورأى الرئيس السوري أن المعارضين يشكلون “خليطا من القاعدة ومتطرفين اخرين وخارجين عن القانون يفرون من الشرطة منذ اعوام. انهم مزيج من امور مختلفة”.

ولا يبدي الأسد معارضته للحوار معتبرا انه “خيار استراتيجي”، لكنه يتدارك “ما دام هناك ارهاب وما دام الحوار لا يؤدي الى نتيجة ينبغي محاربة الارهاب. لا يمكن مواصلة الحوار في وقت يقتلون الشعب والجيش”.

ومع وصول الموفد الدولي كوفي انان الى دمشق الاحد في زيارة هي الثالثة لسوريا، اعتبر الاسد ان “خطة (انان) يجب الا تفشل” وان “كوفي انان يقوم بعمل صعب حتى الان لكنه عمل جيد”.

واضاف “نعلم انه اضطر الى مواجهة عوائق عدة لكن خطته يجب الا تفشل. انها خطة جيدة جدا”.

مناورات للجيش السوري.. وعنان في دمشق

الحراسة الأمنية على منزل مناف طلاس استمرت حتى مغادرته وعلاقاته بماهر كانت فاترة

دمشق ـ ‘القدس العربي: من كامل صقر: قبل مغادرته سورية أو انشقاقه عن النظام، كان العميد ‘المجمد’ مناف طلاس يقيم في شقة بمنطقة المزة بدمشق، وتحديداً على طريقها المشهور، في بناء اسمه ‘بناء القيادة القطرية’ حيث يقيم أيضاً عدد كبير من المسؤولين السوريين ورجال الأعمال والمتنفذين في الدولة في ذات المنطقة.

المؤكد وفق مصادر ‘القدس العربي’ أنه وحتى مغادرته أو الإعلان عن مغادرته سورية كان البناء الذي يقطنه مناف يخضع لحماية أمنية واضحة، كما غيره من رموز النظام الأساسيين، الحماية تلك جزء منها كان يتبع لقوات الحرس الجمهوري وجزء آخر يتبع لأحد الأجهزة الأمنية.

وفيما لم تتأكد مسألة انشقاق العميد مناف طلاس عن الجيش السوري حتى الآن بشكل رسمي من قبله أو من أحد أفراد عائلته، يطرح المراقبون هنا في سورية أسئلة عديدة عن كيفية خروج طلاس خارج البلاد، وهو الشخصية البارزة التي تحرسها وتحرس منزلها عشرات العناصر العسكرية والأمنية، بعضها مرئي وبعضها خفي، لحمايته بالدرجة الأولى وليس بالضرورة لمراقبة حركاته وتنقلاته.

تؤكد المعلومات أن مناف طلاس كان صديقاً حميماً لباسل الأسد نجل الرئيس الراحل حافظ الأسد، وأصبح صديقاً للرئيس بشار الأسد، لكن علاقته بشقيق الرئيس العميد ماهر الأسد لم تكن جيدة.

وفيما تردد عن أن مناف طلاس كان قائداً ـ ولو شكلياً ـ للواء 105 أحد أقوى ألوية الحرس الجمهوري السوري، فإن البعض يؤكد أن طلاس كان قائداً للواء الدبابات 104 التابع للحرس الجمهوري أيضاً.

مصادر لـ’القدس العربي’ قالت ان مناف طلاس كان في وقت سابق وقبل تجميده فعلياً عن دوره العسكري، على اطلاع بمعطيات عسكرية حساسة، لكن وبعد تجميده لم يعد في موقع يؤهله للاطلاع على تلك المعلومات الحساسة، وتُضيف المصادر أن جميع المسائل الحساسة ذات الأهمية الأمنية والعسكرية التي كانت بحوزة مناف طلاس تغيرت بشكل شبه كامل، لذا فإنه قد لايكون صيداً ثميناً لأعداء النظام السوري على مستوى كشف أسرار هذا النظام العسكرية والأمنية، وفق قول هذه المصادر التي ذكرت أيضاً أنه لو كان مناف طلاس يعتبر أحد خزانات المعلومات الحساسة لما كان استطاع الخروج من سورية إلى تركيا.

وتتفق الصحف البريطانية والامريكية على ان انشقاق طلاس ضربة قوية للنظام، وقد يكون لها اثر الدومينو على بقية القيادات السنية، وان كانت من الصفوف الدنيا في الجيش السوري، اذ ان القيادات والرتب العالية يحتلها ابناء الطائفة العلوية.

من جهة اخرى بدأت القوات المسلحة السورية مناورات عسكرية تستمر اياما عدة وتهدف الى اختبار ‘الجاهزية القتالية’ للجيش السوري في مواجهة اي ‘هجوم مفاجئ’، بحسب ما ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية ‘سانا’ الاحد.

وقالت الوكالة ‘بدأت قواتنا المسلحة (…) بتنفيذ مناورات عسكرية تستمر عدة أيام يشارك فيها مختلف أنواع وصنوف القوات البرية والبحرية والجوية، بهدف اختبار الجاهزية القتالية لجيشنا’.

واضافت ان القوات البحرية بدأت السبت ‘بتنفيذ مشروع عملياتي بالذخيرة الحية شاركت فيه الصواريخ البحرية والساحلية والحوامات البحرية والزوارق الصاروخية في مناورة تحاكي ظروف التصدي لهجوم بحري معاد مفاجئ’.

ونقلت الوكالة عن وزير الدفاع داود عبدالله راجحة، الذي حضر المناورات انه اثنى على ‘الاداء المميز الذي أظهر المستوى العالي للتدريب القتالي في قواتنا البحرية وقدرتها على الدفاع عن شواطئنا في مواجهة اي عدوان قد يفكر به أعداء الوطن والأمة’.

وتأتي هذه المناورات في خضم الاضطرابات التي تشهدها سورية منذ 16 شهرا والتي بدأت مع حركة احتجاجية ضد النظام وتطورت الى نزاع يتخذ طابعا عسكريا متزايدا، حيث اشار المرصد السوري لحقوق الانسان الى ‘تحول نوعي’ في القتال الذي تقوده المجموعات المسلحة المعارضة على الارض، وقال ان ‘كتائب المجلس الثوري العسكري في المنطقة الشرقية في ريف دير الزور (شرق) استخدمت فجر الاحد دبابة تم الاستيلاء عليها في وقت سابق من القوات النظامية، في قصف مركز في منطقة الرحبة في ريف الميادين، ألحق خسائر مؤكدة في صفوف القوات النظامية’.

وذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن، في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس، ان ‘استخدام الدبابة للمرة الاولى من الثوار في المعارك، بالاضافة الى اسقاط طائرة استطلاع من دون طيار في المنطقة ذاتها للمرة الاولى ايضا السبت، يعتبر تحولا نوعيا في اداء الثوار’.

جاء ذلك فيما صعد السناتور الامريكي النافذ جون ماكين من انتقاده، واعتبر ان ‘انعدام المبادرة’ لدى ادارة باراك اوباما حيال النزاع السوري هو امر ‘معيب ومشين’، مجددا تأييده تسليح المعارضين السوريين.

وقال ماكين لشبكة ‘سي بي اس’ ان ‘انعدام تحرك الولايات المتحدة حتى الان معيب ومشين’.

وجدد دعوة واشنطن الى تزويد المعارضة السورية بالسلاح، وقال ‘هذه ليست معركة عادلة، الاسلحة الروسية تتدفق، الايرانيون على الارض والناس يذبحون ويغتصبون ويقتلون في اطار سياسة يقررها بشار الاسد’.

ووصل الموفد الدولي الخاص كوفي عنان الى دمشق مساء الاحد للبحث في خطته للسلام التي اقر اخيرا بفشلها، وسيلتقي الرئيس السوري اليوم الاثنين، في حين استمرت العمليات العسكرية في سورية على وتيرتها التصعيدية وحصدت الاحد 46 قتيلا.

واعلن المتحدث باسم الموفد المشترك للامم المتحدة والجامعة العربية احمد فوزي في بيان وزع على وسائل الاعلام ‘وصل الموفد الخاص المشترك الى دمشق هذا المساء لاجراء محادثات مع الرئيس بشار الاسد’، من دون تفاصيل اضافية.

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي لوكالة فرانس برس في وقت سابق ‘من المؤكد ان السيد عنان سيكون في دمشق الاثنين. والزيارة تأتي في اطار مهمته والنقاش مع القيادة السورية للبحث في موضوع خطة النقاط الست’ التي وضعها انان بهدف وقف العنف في سورية ووافقت عليها السلطات السورية واعلنت الامم المتحدة دعمها لها.

واقر عنان السبت بفشل مهمته. وقال في مقابلة نشرتها صحيفة ‘لوموند’ الفرنسية ان ‘هذه الازمة مستمرة منذ 16 شهرا، وتدخلي بدأ قبل ثلاثة اشهر. تم بذل جهود كبرى لمحاولة ايجاد حل لهذا الوضع بالسبل السلمية والسياسية. من الواضح اننا لم ننجح. وقد لا تكون هناك اي ضمانة باننا سوف ننجح’.

وتأتي الزيارة بعد وقت قصير من تحذير وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون من ان الوقت ينفد قبل انقاذ سورية من ‘هجوم قد يكون كارثيا’.

وقالت كلينتون في تصريح لها من طوكيو ‘يجب ان يكون واضحا ان الايام اصبحت معدودة بالنسبة الى الذين يساندون نظام’ الرئيس بشار الاسد.

واعتبرت ان ما قاله عنان حول عدم نجاح مهمته ‘يجب ان يحدث صحوة لدى الجميع، لانه يقر بان النظام السوري لم يقم بأي تحرك يتوافق مع خطة النقاط الست’.

الامير الوسيم.. مناف وبشار لم يعودا قائمين

صحف عبرية

دون مساعدة من الخارج ما كان العميد مناف طلاس نجح في الاختفاء عن رادار اجهزة الاستخبارات السبعة، اجتياز الحدود الى تركيا، الاتصال الوسطاء ومواصلة الطريق نحو فرنسا. عملية مركبة وسرية انتهت بنجاح، وحسب بيان الفرح الذي صدر عن وزير الخارجية لوران فبيوس، من السهل التخمين من شجعه، نسق، نظم، ويحرص الآن على اخفاء ‘الأمير’ الوسيم. في تركيا لم يكن ممكنا الضمان في ألا تُصفي الحساب معه أذرع الثأر للعقيد ماهر الاسد، المسؤول المباشر عن الفار الكبير.

هذا فرار نضج على نار هادئة. رئيس العائلة السنية النبيلة، وزير الدفاع القديم، مصطفى طلاس، نسج لنفسه ذريعة فحوصات طبية وغادر الى باريس. أحد لم يتأثر أكثر مما ينبغي في دمشق حتى عندما تلقى الابن الشاب، فراس، الاذن بنقل اعماله التجارية في مجال توريد الغذاء للجيش الى دبي. وتالا، العقيلة الأنيقة لمناف، استقالت من ادارة مدرسة خاصة، أخذ إبنيها، وانتقلت الى العاصمة الفرنسية.

لو لم ينتقل كل أبناء عائلته، ما كان مناف ليهرب. الآن، في رسالة بعثها في نهاية الاسبوع دعا مرؤوسيه الى السير في أعقابه. أنا أظل مخلصا لسوريا، كتب لهم، ولكني لم أعد قادرا على التسليم بقتل المدنيين.

للدراما التي لم تنته بعد، توجد ايضا زاوية اسرائيلية: في كتاب جديد، ‘منفي في بلاده’ يكشف النائب السابق وليد صادق النقاب عن لقاء سري في الصالون الباريسي الفاخر لامرأة المجتمع من دمشق، الأرملة الشقراء الحسناء لتاجر السلاح السعودي. صادق، لاسباب يحتفظ بها لنفسه فقط، لا يكشف عن هوية المضيفة، ناهد طلاس، شقيقة العميد الفار.

فقد جاء اليها، حسب الوصف، بوساطة يهودي محلي، لفحص امكانية ترتيب لقاء له مع الرئيس. وبالفعل، في اثناء الحديث، بعد ان تلقى صادق، الذي كان في حينه نائبا لوزير الزراعة، إذنا من رئيس الوزراء رابين ‘باجراء اتصال مع العدو’، فان تلك السيدة رفعت الهاتف الى القصر في دمشق، تحدثت مع الرئيس بعظمته، وبلغته بمن يحل ضيفا عندها. في نهاية المطاف لم يُدع صادق الى لقاء ثنائي، ولكن في صالون ابنة وزير الدفاع السوري، حل منذئذ ضيوفا أناس كثيرون وطيبون آخرون.

مناف طلاس علّق بزته العسكرية منذ قبل شهرين، ربى لحيته وأعلن: ‘لم أعد استطيع’. لحظة الانكسار جاءت في أعقاب المذبحة الفظيعة في حي بابا عمر في حمص. بشار، صديقه، بعث به لاجراء مفاوضات مع سكان مدينة مولده، ولكنه حرص ايضا على افشال المهمة. وعندها، حين أغلق على نفسه، محبطا وغاضبا، بُلغ مناف بأنه على بؤرة الاستهداف. بدأت ملاحقة له.

قبل لحظة من زجه في منشأة التحقيق واعطائه مسدسا مع اقتراح ‘بالانتحار’، نجح في الاختفاء. بعد ان فهم بأن بشار نسي طفولتهما المشتركة، دراستهما في الاكاديمية العسكرية، المرافقة الوثيقة التي قدمها له مناف عندما استولى على الحكم.

ما هو معنى فرار صديق الرئيس الشخصي؟ قبل كل شيء، كنز استخباري ثمين عما يحصل في الدوائر الأكثر حميمية في القصر. يمكن الافتراض بأن مناف طلاس يعرف دور الحرس الثوري الايراني، منظومات الحراسة، الخطط لكيفية الحفاظ على الحكم، وكذا الشخصيات المقررة.

اضافة الى ذلك، فان الظروف التي غادر فيها يمكنها ان تبنيه كزعيم. فهو ينتمي الى طائفة الاغلبية، وأصله من حمص. واذا كانت بدت المعارضة حتى الآن كجسم متنازع ومنقسم، فثمة من يشكل بالنسبة لها بديلا لبشار. هذا لن يكون سهلا، فالعلويون لن يتنازلوا دون سفك دماء. ولكن هم ايضا يفهمون رسالة الفرار، ويمكنهم ان يُخمنوا بأن هناك من يحرص على اخفاء الفار الأكثر أهمية الى ان تصل لحظة الحقيقة.

سمدار بيري

يديعوت 8/7/2012

المجلس الوطني ينتقد زيارة أنان إلى دمشق

أ. ف. ب.

انتقد المجلس الوطني المعارض اليوم الاثنين زيارة الموفد الدولي الخاص كوفي انان الى دمشق، معتبرًا أن اقرار انان اخيرًا بفشل مهمته في سوريا يستدعي تحركًا دوليًا عاجلاً “تحت الفصل السابع” من ميثاق الامم المتحدة.

بيروت: وقال المجلس في بيان صدر فجر الاثنين إن انان اختار رغم استمرار القتل في سوريا “الاجتماع مع رموز النظام السوري، بينما قوبل غيابه عن مؤتمر أصدقاء الشعب السوري في باريس باستغراب ودهشة الدول المشاركة”.

واضاف أن السوريين “لا يجدون مسوغًا لخطوات الموفد المشترك، بينما تقتضي التصريحات التي أكد فيها أن مهمته ليست مفتوحة زمنيًا، التحرك العاجل على المستوى الدولي لوقف مسلسل القتل الهمجي الذي يمارسه النظام”.

وتابع أن انان “أقر أن خطته للتعامل مع الوضع في سوريا لم تنجح (…) ما يستدعي التحرك العاجل على المستوى الدولي لوقف مسلسل القتل الهمجي الذي يمارسه النظام” السوري. واضاف أن عدم التزام النظام ببنود خطة انان “يقتضي وضع المجتمع الدولي أمام التزاماته وفي المقدمة اتخاذ مجلس الأمن قراراته تحت الفصل السابع وفرض عقوبات ملزمة على النظام”.

كما انتقد المجلس دعوة انان الى اشراك ايران في حل الازمة السورية، وقال إنه يستغرب دعوته ايران للمشاركة في مجموعة العمل حول سوريا، “ويرى أن الدعم الذي يقدمه نظام طهران لحلفائه في النظام السوري يجعله شريكًا في العدوان على الشعب السوري، ولا يمكنه أن يكون جزءًا من الحل”.

دمشق: وصل موفد الدولي الخاص كوفي أنان إلى سوريا مساء أمس الأحد، للبحث في خطته للسلام في وقت اتهم الرئيس السوري الولايات المتحدة بدعم المعارضين المسلحين في بلاده بهدف “زعزعة استقرار” سوريا.

وقال الأسد في مقابلة مع التلفزيون العام الالماني “ايه ار دي”: “إنهم (الاميركيون) طرف منحاز في النزاع. إنهم يوفرون حماية ودعمًا سياسيًا لهذه العصابات (المعارضون) لزعزعة استقرار سوريا”.

وحسب مقاطع مكتوبة من هذه المقابلة التي أجريت في الخامس من تموز (يوليو)، فإن الأسد اعتبر أن مسألة تخليه عن السلطة تعود الى الشعب السوري.

وقال الأسد: “على الرئيس الا يتهرب من مواجهة التحديات، ونحن اليوم نواجه تحديًا وطنيًا”، مضيفًا: “الا أننا من جهة ثانية لا يمكن ان نبقى في السلطة ما لم نكن نحظى بالدعم الشعبي”.

وقال الرئيس السوري أيضًا “نحن لا نقفل الباب بوجه احد – دولة او مسؤولاً- يرغب بالمساعدة لحل المشاكل في سوريا شرط ان يكون جديًا وصادقًا”.

من جهة ثانية أعلن المتحدث باسم الموفد المشترك للامم المتحدة والجامعة العربية احمد فوزي في بيان وزع على وسائل الاعلام “وصول الموفد الخاص المشترك الى دمشق هذا المساء لاجراء محادثات مع الرئيس بشار الأسد”، من دون تفاصيل اضافية.

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي قال لوكالة فرانس برس في وقت سابق: “من المؤكد ان السيد أنان سيكون في دمشق غدًا. والزيارة تأتي في اطار مهمته والنقاش مع القيادة السورية للبحث في موضوع خطة النقاط الست”، التي وضعها أنان بهدف وقف العنف في سوريا ووافقت عليها السلطات السورية واعلنت الامم المتحدة دعمها لها.

وستكون هذه الزيارة الثالثة لأنان في اطار مهمته كمبعوث خاص الى سوريا. وتعود الزيارة الأخيرة الى 29 ايار (مايو).

وتنص خطة أنان على وضع حد لكل اعمال العنف وسحب الدبابات من الشوارع والسماح للاعلام والمساعدات بالوصول الى مناطق النزاع واطلاق المعتقلين على خلفية الاحداث وبدء حوار حول عملية انتقالية.

واعلن في 12 نيسان (ابريل)، استنادا الى خطة أنان، وقف لاطلاق النار لم يتم التقيد به على الارض، رغم تعهد طرفي المعارضة والسلطات الالتزام به. وارسل مجلس الامن بعثة مراقبين دوليين من 300 عنصر الى سوريا للتحقق من وقف اطلاق النار، الا انها علقت عملياتها في منتصف حزيران (يونيو).

واقر أنان السبت بفشل مهمته. وقال في مقابلة نشرتها صحيفة “لوموند” الفرنسية إن “هذه الازمة مستمرة منذ 16 شهرًا، وتدخلي بدأ قبل ثلاثة اشهر. تم بذل جهود كبرى لمحاولة ايجاد حل لهذا الوضع بالسبل السلمية والسياسية. من الواضح اننا لم ننجح. وقد لا تكون هناك اي ضمانة بأننا سوف ننجح”.

وتأتي الزيارة بعد وقف قصير على تحذير وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون من أن الوقت ينفد قبل انقاذ سوريا من “هجوم قد يكون كارثيا”.

وقالت كلينتون في تصريح من طوكيو “يجب ان يكون واضحًا ان الايام اصبحت معدودة بالنسبة الى الذين يساندون نظام” الرئيس بشار الأسد.

واعتبرت ان ما قاله أنان حول عدم نجاح مهمته “يجب ان يحدث صحوة لدى الجميع، لانه يقر بان النظام السوري لم يقم باي تحرك يتوافق مع خطة النقاط الست”.

واضافت “كلما تم الاسراع في وضع حد للعنف والشروع في مرحلة انتقالية سياسية، فإن عدد القتلى لن يتراجع فحسب بل ستكون هناك فرصة لتجنيب الامة السورية هجومًا كارثيًا يشكل خطرًا على البلاد والمنطقة”.

وكانت سوريا رحبت بالنتائج التي افضى اليها مؤتمر مجموعة العمل الدولية حول سوريا التي اجتمعت في حضور أنان الاسبوع الماضي في جنيف، ووافقت على اقتراح وضعه في شأن خطة انتقالية تلحظ خصوصا تشكيل حكومة تضم اعضاء في الحكومة السورية الحالية وآخرين من المعارضة.

وأكدت المعارضة السورية أنها لن تشارك في اي حكومة في ظل بقاء بشار الأسد في السلطة، بينما شددت “مجموعة اصدقاء الشعب السوري” التي التأمت الجمعة في باريس على ضرورة رحيل الأسد، مطالبة مجلس الامن باصدار قرار ملزم “تحت الفصل السابع” من ميثاق الامم المتحدة لحل الازمة السورية.

ووجه السناتور الأميركي الجمهوري جون ماكين الاحد انتقادات لاذعة لادارة الرئيس باراك اوباما حيال النزاع السوري.

وقال ماكين لشبكة “سي بي اس” إن “انعدام تحرك الولايات المتحدة حتى الآن معيب ومشين”.

وجدد دعوة واشنطن الى تزويد المعارضة السورية بالسلاح، وقال: “هذه ليست معركة عادلة، الاسلحة الروسية تتدفق، الايرانيون على الأرض والناس يذبحون ويغتصبون ويقتلون في اطار سياسة يقررها بشار الأسد”.

وتساءل ماكين: “كم سيموت بعد من الناس حتى نقوم بشيء ما لمساعدة هؤلاء الناس؟”.

في عمان وصف نائب وزير الخارجية الايراني الاحد فكرة حمل الرئيس السوري بشار الأسد على الاستقالة بالقوة او ارغامه على الذهاب الى المنفى بأنها “دعابة”، محذرًا من أن أي هجوم محتمل على سوريا سيكون “غبيًا وكارثيًا”.

وقال حسين امير عبد اللهيان في عمان بعد أن سلم الملك عبدالله الثاني دعوة للمشاركة في قمة حركة عدم الانحياز في ايران، إن “ايران تؤيد خطط الأسد الاصلاحية، والمفاوضات التي تهدف الى ارغامه على الذهاب الى المنفى دعابة”.

واكد أن “تدخلاً عسكريًا في سوريا ليس ممكنًا واذا ما حصل ذلك ستكون خطوة غبية. وسوريا يمكن ان تدافع بمفردها عن نفسها من دون مساعدة ايران. وأي حل غير سياسي سيكون كارثيًا للمنطقة بأكملها”.

كما نددت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون “بشدة” سقوط قذائف مدفعية سورية السبت على الجانب اللبناني من الحدود مع البلدين داعية الى “احترام وحدة وسلامة اراضي” لبنان، في بيان صدر الاحد.

ميدانيًا، تواصلت اعمال العنف وحصدت الاحد 99 قتيلاً على الاقل في مناطق مختلفة من سوريا، هم بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان 61 مدنيًا بينهم مقاتلون مسلحون وجنديان منشقان و36 جنديًا نظاميًا.

وقد سقطوا في اشتباكات وعمليات قصف وانفجارات واطلاق نار.

وتحدث المرصد عن “تحول نوعي” في القتال الذي تقوده المجموعات المسلحة المعارضة على الارض، مشيرًا الى ان هذه الاخيرة استخدمت للمرة الاولى الاحد دبابة غنمتها من الجيش في قصف في المنطقة الشرقية في دير الزور، بعد أن اسقطت قبل ساعات في المنطقة ذاتها طائرة استطلاع تابعة لقوات النظام.

واستؤنف الاحد القصف من قوات النظام على مدينتي القصير والرستن في محافظة حمص في وسط البلاد، اللتين تعرضتا الليلة الماضية لمحاولة اقتحام، بحسب المرصد.

وقال مراسل لوكالة فرانس برس في القصير إن القوات النظامية بدأت هجومها على الخطوط الدفاعية للجيش السوري الحر في القصير قرب الحدود اللبنانية بعد ظهر السبت، مشيرًا الى أن اصوات الانفجارات تتالت في المدينة على مدى اكثر من اربع ساعات.

وتعتبر الرستن والقصير من ابرز معاقل الجيش السوري الحر في محافظة حمص.

وذكر التلفزيون الرسمي السوري من جهته في شريط اخباري أن “الجهات المختصة اوقعت اصابات وخسائر في صفوف مجموعات ارهابية مسلحة هاجمت المواطنين وقوات حفظ النظام في القصير وريف حمص”.

من جهة اخرى، بدأت القوات المسلحة السورية مناورات عسكرية تهدف الى اختبار “الجاهزية القتالية” للجيش السوري في مواجهة اي “هجوم مفاجىء”، بحسب ما ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية “سانا” الاحد.

وقالت الوكالة “بدأت قواتنا المسلحة (…) بتنفيذ مناورات عسكرية تستمر أياماً عدة تشارك فيها مختلف أنواع وصنوف القوات البرية والبحرية والجوية بهدف اختبار الجاهزية القتالية لجيشنا”.

واضافت أن القوات البحرية بدأت السبت تنفيذ “مناورة تحاكي ظروف التصدي لهجوم بحري معاد مفاجىء”.

ونقلت الوكالة عن وزير الدفاع داود عبد الله راجحة انه اثنى على “الاداء المميز الذي أظهر المستوى العالي للتدريب القتالي في قواتنا البحرية وقدرتها على الدفاع عن شواطئنا في مواجهة اي عدوان قد يفكر به أعداء الوطن والأمة”.

وتأتي هذه المناورات في خضم الاضطرابات التي تشهدها سوريا منذ 16 شهرًا واسفرت عن مقتل اكثر من 17 الف شخص، بحسب المرصد السوري.

ووصل انان الى دمشق مساء الاحد في زيارة هي الثالثة لسوريا في اطار مهمته كموفد للامم المتحدة والجامعة العربية. وعشية وصوله، اقر انان في حديث الى صحيفة لوموند الفرنسية بفشل خطته، وقال: “هذه الازمة مستمرة منذ 16 شهرًا، وتدخلي بدأ قبل ثلاثة اشهر. تم بذل جهود كبرى لمحاولة ايجاد حل لهذا الوضع بالسبل السلمية والسياسية. من الواضح اننا لم ننجح”.

وانعقدت مجموعة العمل الدولية من اجل سوريا بمبادرة من انان في 30 حزيران/يونيو في جنيف، ووافقت على اقتراح وضعه الموفد الدولي في شأن خطة انتقالية تلحظ خصوصًا تشكيل حكومة تضم اعضاء في الحكومة السورية الحالية وآخرين من المعارضة.

واكدت المعارضة السورية انها لن تشارك في أي حكومة في ظل بقاء بشار الاسد في السلطة، بينما شددت “مجموعة اصدقاء الشعب السوري” التي التأمت الجمعة في باريس على ضرورة رحيل الاسد، مطالبة مجلس الامن باصدار قرار ملزم “تحت الفصل السابع” من ميثاق الامم المتحدة لحل الازمة السورية.

القوات النظامية السورية تحاول اقتحام حي الخالدية في حمص

أ. ف. ب.

بيروت: تتعرض احياء عدة في مدينة حمص في وسط سوريا، لا سيما حي الخالدية، اليوم الاثنين لقصف عنيف منذ ساعات يترافق مع محاولة اقتحام تقوم بها القوات النظامية ومواجهات عنيفة مع المجموعات المقاتلة المعارضة، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد في بيان صدر بعيد الثامنة والنصف (5:30 ت غ) ان “حي الخالدية في مدينة حمص يتعرّض منذ ساعات لقصف عنيف من القوات النظامية التي تحاول اقتحام الحي، وتشتبك مع مقاتلي الكتائب الثائرة المقاتلة في محاور عدة على مداخل الحي”.

وذكر ناشطون ان القصف يطال ايضًا أحياء جورة الشياح والقصور وحمص القديمة، وتستخدم فيه قذائف الهاون والمدفعية وراجمات الصواريخ، وذلك لليوم الثالث والثلاثين على التوالي. من جهة ثانية، افاد المرصد عن اشتباكات بعيد منتصف الليل قرب كراجات العباسين في دمشق.

في ريف دمشق، تعرّضت بلدتا دير العصافير وزبدين ومدينة قطنا لقصف من القوات النظامية السورية ليلا. كما اشار المرصد الى اشتباكات وقعت فجرا في احياء عدة من مدينة حلب (شمال) بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين. وتسبب انفجار عبوة ناسفة في حي بستان القصر في المدينة استهدف دورية امنية بمقتل عنصري امن.

في مدينة دير الزور (شرق)، وقعت اشتباكات في شارع بور سعيد بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين، ترافقت مع سقوط قذائف على احياء الموظفين والعرفي والجبيلة، بحسب المرصد.

وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان صباح اليوم ان “القصف تجدد على المدينة بالدبابات والاسلحة الثقيلة لليوم الثامن عشر على التوالي”.

وفي محافظة درعا (جنوب)، وقعت اشتباكات بعد منتصف ليل الاحد الاثنين في منطقة تل شهاب على الحدود السورية الاردنية، بحسب المرصد.

وافاد المرصد قبل منتصف الليلة الماضية عن مقتل ستة عناصر من القوات النظامية السورية في استهداف سيارتهم من مقاتلين معارضين في منطقة جبل التركمان في ريف اللاذقية (غرب).

ووزع المرصد شريط فيديو تظهر فيه سيارة رباعية الدفع بيضاء مصابة بطلقات نارية عدة، والى جانبها جثث لعناصر يرتدون اللباس العسكري ومعظمهم يضعون خوذات عسكرية وسترات واقية. ويمكن مشاهدة ست جثث في الفيديو تسبح في برك من الدماء مع اصابات في الراس خصوصًا.

في محافظة حماة (وسط)، ذكرت لجان التنسيق المحلية في بيان صباح الاثنين ان “جيش النظام اقتحم قرية سريجين بعدد كبير من الدبابات والمدرعات بالتزامن مع اطلاق نار كثيف وحرق للمنازل وحملة دهم واعتقالات واسعة”. وقتل في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا الاحد حوالى مئة شخص، بحسب المرصد السوري.

أنان في دمشق لإنعاش خطته.. وكلينتون ومون يحذران من كارثة

قوات الأمن السورية تحشد لاقتحام القصير والرستن.. وتتصدى لإضراب في دمشق وحلب * طلاس يصل إلى باريس

بيروت: بولا أسطيح ونذير رضا باريس: ميشال أبو نجم ـ لندن: «الشرق الأوسط»

وصل المبعوث العربي الدولي إلى سوريا، كوفي أنان، إلى العاصمة السورية دمشق أمس، مما بدا كأنه محاولة أخيرة لـ«إنعاش» خطته، والتي أقر بـ«فشلها» في تصريحات سابقة, في الوقت الذي حذرت فيه وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من «كارثة» إن لم يتم وضع حد للعنف في سوريا.

وأعلن المتحدث باسم أنان، أحمد فوزي، أمس، ان أنان وصل إلى دمشق لإجراء محادثات مع الرئيس السوري بشار الأسد، من دون تفاصيل إضافية. كما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية، جهاد مقدسي، إن «الزيارة تأتي في إطار مهمة أنان، والنقاش مع القيادة السورية للبحث في موضوع خطة النقاط الست».

يأتي ذلك بينما ما زالت قوات الأمن السورية تحشد لاقتحام القصير والرستن بريف حمص، اللتين يسيطر عليهما الجيش السوري الحر، وهي المحاولات التي لم تنجح حتى أمس على الرغم من المحاولات الليلية المستمرة منذ يومين والمدعومة بقصف جوي عنيف.

وكانت القوات النظامية استأنفت عملياتها العسكرية أمس في شمال وشرق وجنوب البلاد، مستهدفة إدلب ودرعا ودير الزور وحمص، موقعة، بحسب لجان التنسيق المحلية، ما يزيد على 50 قتيلا.

وقامت قوات الأمن بالتصدي لإضراب العاصمتين دمشق وحلب، والتضييق عليهما، مما أسفر عن تفاوت في التزام السوريين بالإضراب. وقال أحد الناشطين لـ«الشرق الأوسط» إن «قوات الأمن أجبرت أصحاب المحال التجارية في حي القدم الدمشقي على فتح محالهم، مهددة باستخدام العنف».

إلى ذلك، أكدت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن العميد المنشق مناف طلاس، نجل وزير الدفاع السابق مصطفى طلاس، وصل إلى باريس، في حين تتأنى المعارضة السورية في رد فعلها تجاه طلاس، موضحة أنه «من المبكر بحث الموافقة على انضمام طلاس إلى القيادة العسكرية للمعارضة، قبل إصداره موقفا واضحا من الثورة والنظام».

القوات النظامية السورية تطلق مناورات عسكرية للتصدي لـ «هجوم معاد مفاجئ»

الجيش السوري الحر يقلل من أهميتها.. ويؤكد عدم إمكانية تنفيذ «مناورات برية»

بيروت: بولا أسطيح

أعلن النظام السوري أنه بدأ أول من أمس في تنفيذ مناورات عسكرية تستمر عدة أيام تشارك فيها القوات البرية والبحرية والجوية بهدف اختبار الجهوزية القتالية للجيش السوري وللوقوف على مدى قدرته على تنفيذ جميع المهام التي يكلف بها في ظروف مشابهة لظروف الأعمال القتالية المحتملة برا وبحرا وجوا.

وقالت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أمس إنه «استنادا لخطة التدريب القتالي الصادرة عن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة للعام الجاري، بدأت القوات السورية البحرية بتنفيذ مشروع عملياتي بالذخيرة الحية شاركت فيه الصواريخ البحرية والساحلية والحوامات البحرية والزوارق الصاروخية في مناورة تحاكي ظروف التصدي لهجوم بحري معاد مفاجئ». وأضافت: «وقد تمكنت قواتنا البحرية المشاركة في المشروع من صد الهجوم بنجاح وإصابة الأهداف المفترضة بدقة عالية».

وأفادت «سانا» بأن العماد داود عبد الله راجحة نائب القائد العام للجيش والقوات المسلحة نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع، الذي حضر المناورة البحرية، أثنى على «التحضير الجيد للمشروع والأداء المميز الذي أظهر المستوى العالي للتدريب القتالي في قواتنا البحرية وقدرتها على الدفاع عن شواطئنا في مواجهة أي عدوان قد يفكر به أعداء الوطن والأمة».

وعرض التلفزيون السوري صورا حية لعدد من الحوامات البحرية والزوارق الصاروخية وهي تطلق عددا من الصواريخ باتجاه البحر.

بالمقابل، قلل الجيش السوري الحر من أهمية هذه المناورات، وأشار إلى ضعف إمكاناتها، واصفا إياها بـ«الحركات الوهمية العسكرية، التي يهدف النظام من خلالها إلى إيهام المجتمع الدولي بأنه قادر على شن عمليات عسكرية، وللقول إن أي مغامرة عسكرية خارجية سيكون لها عواقب وخيمة».

ولفت العقيد عارف الحمود، نائب رئيس الأركان في الجيش الحر، إلى أن «المناورات الجوية التي ينفذها النظام، لا تتعدى جولات تدريبية لبعض الحوامات، لأنه بات يتخوف كثيرا من إرسال الطيران الحربي فيذهب الطيار في الجولة ولا يعود فينشق كما حصل مؤخرا»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «هو لم يعد يرسل أي طيار في جولات تدريبية إلا إذا كان واثقا به 100 في المائة».

أما في ما خص المناورات البحرية، فاعتبر الحمود أنه لا أهمية لها على الإطلاق، متسائلا: «ما نفع إطلاق صاروخ أو صاروخين من المياه السورية؟!»، وأضاف: «أما في ما يتعلق بحديث النظام عن مناورات برية، فهو أمر مستبعد كليا، لأن كل وحداته منتشرة على الأراضي السورية من الشمال إلى الجنوب، وبالتالي هو لم يعد يمتلك احتياطا يقوم بهذا النوع من التدريبات».

ووصف الحمود وضع القوات البرية بسوريا بـ«الأصعب منذ عشرات السنوات»، مشيرا إلى أن النظام السوري بات «يتفادى نشر قواته منفردة خوفا من استهدافها، وهو بات يجمعها مع بعضها في مكان واحد أو في أمكنة متقاربة جدا».

وكانت وكالة «فارس» للأنباء، شبه الرسمية المقربة من الحرس الثوري الإيراني، أعلنت الشهر الماضي عن قيام كل من إيران وروسيا والصين وسوريا بمناورة عسكرية مشتركة قوامها 90 ألف جندي «قريبا»، ووصفتها بأنها «الأكبر في منطقة الشرق الأوسط». ونفت بثينة شعبان المستشارة الإعلامية للرئيس السوري بشار الأسد، في وقت لاحق، وجود أي «خطط لمناورات عسكرية ستجري في سوريا بمشاركة روسيا والصين وإيران»، وقالت إنه «لن يكون هناك شيء من هذا القبيل»، مؤكدة أن «هذه المعلومات لا تمت للواقع بصلة وأبعد ما تكون عن الحقيقة».

وقالت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء، إن وزارة الدفاع الروسية اعتبرت تقارير عن مناورة عسكرية روسية وإيرانية وصينية في سوريا «كذبة».

ونسبت الوكالة الإيرانية الخبر إلى مصادرها، مشيرة إلى أن «مصدرا رسميا سوريا، رفض الكشف عن هويته، سبق أن أعلن قبل أسبوعين أن الأراضي السورية ستشهد مناورة عسكرية مشتركة، بحضور قوات إيرانية وروسية وصينية إلى جانب القوات السورية قريبا».. لكن المصادر السورية لم تشر إلى مشاركة أي قوات أجنبية في المناورات الحالية.

قوات الأمن السورية تحشد لاقتحام القصير والرستن

الجيش الحر يؤكد سيطرته على ريف حمص.. وناشطون يفيدون بوجود معارك في اللاذقية

بيروت: بولا أسطيح

لم تنجح قوات الأمن السورية حتى وقت متأخر أمس في اقتحام أي من أحياء مدينتي القصير والرستن بريف حمص الذي يسيطر عليه الجيش السوري الحر، على الرغم من المحاولات الليلية المستمرة منذ يومين والمدعومة بقصف جوي عنيف. وكانت القوات النظامية استأنفت عملياتها العسكرية أمس في شمال وشرق وجنوب البلاد، مستهدفة إدلب ودرعا ودير الزور وحمص، موقعة، بحسب لجان التنسيق المحلية، ما يزيد على 50 قتيلا.

وفي حين تحدث ناشطون عن تفاوت في التزام السوريين بالإضراب الذي دعت إليه قوى المعارضة في العاصمتين دمشق وحلب نتيجة تضييق قوات الأمن، أفادوا بالتزام شبه تام في أحياء كفرسوسة وقبر عاتكة والموازيني وخالد بن الوليد في دمشق وفي عدد كبير من أحياء حلب. وقال أحد الناشطين لـ«الشرق الأوسط» إن «قوات الأمن أجبرت أصحاب المحال التجارية في حي القدم الدمشقي على فتح محالهم مهددة باستخدام العنف».

ميدانيا، وفي حمص، أفيد بالعثور على جثمان مواطن في المدينة بعد أربعة أيام من اعتقاله من جانب القوات النظامية. وقال ناشطون إن ثلاثة مقاتلين معارضين قتلوا في اشتباكات مع مسلحين تابعين للنظام في بلدة الحصن بريف حمص.

وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات النظامية حاولت ليل السبت – الأحد اقتحام مدينتي الرستن والقصير الخارجتين عن سيطرتها، تحت غطاء من القصف العنيف الذي ترافق مع اشتباكات ضارية بينها وبين المجموعات المقاتلة المعارضة. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن «اشتباكات عنيفة وقعت قرابة الساعة الثالثة من فجر الأحد في محيط القصير بين القوات النظامية والمجموعات الثائرة، ترافقت مع قصف عنيف على القصير والقرى المجاورة ومحاولة اقتحام».

وكان المرصد أشار بعيد التاسعة من مساء السبت في بيان إلى تعرض مدينة الرستن في ريف حمص لـ«قصف من القوات النظامية السورية التي حاولت اقتحام المدينة واشتبكت مع مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة أجبروها على التراجع».

وذكر التلفزيون الرسمي السوري، من جهته، في شريط إخباري أن «الجهات المختصة أوقعت إصابات وخسائر في صفوف مجموعات إرهابية مسلحة هاجمت المواطنين وقوات حفظ النظام في القصير وريف حمص».

وقال ناشطون في حمص إن قرية السلومية في ريف القصير تعرضت أمس لقصف مدفعي عنيف، وإن «الأوضاع في هذه القرية الصغيرة مأساوية جدا، حيث دمرت معظم بيوتها ونزح معظم سكانها في ظل نقص حاد بالأدوية والغذاء»، كما تجدد القصف العشوائي على مدينة القصير من القرى المجاورة والموالية للنظام، كما تقوم الدبابات التابعة للجيش السوري التي تحاصر المدينة بالمشاركة في دك المدينة في محاولة لاقتحامها من المحور الجنوبي.

وفي تلبيسة، تسبب السقوط الكثيف لقذائف الهاون على المدينة في حرائق كبيرة في الأراضي الزراعية، كما دمر عدد من المنازل هناك وسقط عدد من القتلى والجرحى. وفي مدينة تدمر في البادية السورية، شنت قوات الأمن حملات مداهمات وتفتيش للمنازل في الحي الشرقي، واعتقل العديد من المدنيين. واستمر القصف على بلدة الحصن عند المدخل الجنوبي (طريق العوجا) من قبل الجيش السوري، كما قامت الدبابات المتمركزة في القرى المجاورة الموالية للنظام بقصف المدينة أيضا، مما أسفر عن مقتل 3 على الأقل.

يأتي ذلك، بينما تواصل القصف على عدة أحياء في مدينة حمص لليوم الثالث والثلاثين، حيث لا تزال الحملة العسكرية على المدينة مستمرة وقذائف الهاون تتساقط يوميا مع قذائف المدفعية والطيران. وأمس تعرضت للقصف أحياء: جوبر، والسلطانية، وبابا عمرو، والقصور، والقرابيص، وجورة الشياح، وحمص القديمة، وقتل أربعة أشخاص على الأقل.. في وقت تزداد فيه الظروف المعيشية سوءا بسبب النقص الحاد في مواد الطاقة (الغاز والبنزين والمازوت)، بالإضافة لانعدام المستشفيات ونقص في المواد الطبية.

وفي جورة الشياح سقط بناء بالكامل، كما حصل دمار كبير بالحي نتيجة القصف. وفي جوبر، انشق خمسة جنود أحدهم برتبة رقيب مع أسلحتهم، عن الجيش السوري النظامي وانضموا للجيش السوري الحر.

وأفادت لجان التنسيق المحلية في بيان صباح الأحد عن «تجدد القصف بالدبابات والمدفعية على مدينة القصير بشكل عشوائي». وقال المرصد السوري إن أحياء الخالدية وجورة الشياح والسلطانية والأحياء القديمة في مدينة حمص تتعرض لقصف عنيف.

وقالت مصادر في الجيش السوري الحر لـ«الشرق الأوسط» إن النظام يحشد قواته على مداخل الرستن والقصير محاولا اقتحامهما في ظل قصف جوي عنيف، مشددا في الوقت عينه على استحالة الاقتحام؛ لأن الجيش السوري الحر يفرض سيطرة تامة على هذه المناطق.

وإذ تحدثت المصادر عينها عن استعادة السيطرة على خان شيخون في إدلب بعد معارك طاحنة مع قوات الأمن والشبيحة، أفيد عن مقتل طفل جراء «القصف المروحي» على بلدة الهبيط، و«مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة إثر إعدامهما ميدانيا» بيد القوات النظامية في مدينة خان شيخون، بحسب ما نقل المرصد عن ناشطين في المدينة.

ومن اللاذقية، تحدث عمار الحسن، عضو اتحاد تنسيقيات الثورة السورية، لـ«الشرق الأوسط» عن «كمين نصبه الجيش الحر لقوات الأمن التي كانت متوجهة إلى جبل التركمان، فقتل 10 منهم واستولى على آلياتهم»، وأضاف: «كما تشهد مناطق ريف اللاذقية معارك وقصفا عنيفا بالمدفعية وراجمات الصواريخ، فيسمع دوي الانفجارات عند مدخل المدينة».

وفي محافظة درعا، أفاد ناشطون عن مقتل أحد المنشقين بعد منتصف ليل السبت – الأحد في «عملية للكتائب المقاتلة في بلدة معربة في الريف»، وثلاثة مواطنين في بلدة الحراك التي شهدت اشتباكات وقصفا، وطفل «متأثرا بجروح أصيب بها جراء القصف على قرية عتمان». وقتل جندي منشق في اشتباكات بريف درعا.

وفي محافظة حماه، قتل عند منتصف ليل السبت – الأحد مقاتل معارض في اشتباكات بقرية التويني وستة مواطنين في إطلاق نار، كما قتلت امرأة صباح الأحد في بلدة الذيابية بمحافظة ريف دمشق إثر «إطلاق رصاص عشوائي».

كما أعلن ناشطون في مضايا بريف دمشق أن البلدة التي تطوقها قوات النظام منذ فبراير (شباط) الماضي قصفت منذ الفجر بالمدفعية، مما أدى – في حصيلة أولية – إلى مقتل طفل (أربع سنوات)، كما استهدف القناصة المزارعين لمنعهم من التوجه لحقولهم.

وأورد اتحاد تنسيقيات الثورة أن قوات الجيش السوري مدعومة بالشبيحة اقتحمت مدينة كفر بطنا في ريف دمشق، فيما تجري حملة مداهمات واعتقالات وتمشيط للبيوت والمزارع في حي الكرم.

وأفادت شبكة «شام» الإخبارية بأن بلدة الجرذي ومدينة الشحيل في دير الزور تعرضتا لقصف عشوائي، كما تجدد القصف على مخيم اللاجئين في درعا، مما تسبب في دمار عدد كبير من المنازل واشتعال النيران.

من جهة أخرى، أعلن ضباط سوريون من قوى الأمن الداخلي انشقاقهم وتشكيل «قيادة قوى الأمن الداخلي للثورة السورية»، حسب التسمية التي أطلقوها.

في المقابل، قالت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» إن الجهات المختصة أحبطت في محافظة إدلب محاولة تسلل لمجموعة إرهابية مسلحة من الأراضي التركية إلى الأراضي السورية في موقع الفوز بجسر الشغور.

ونقلت عن مصدر بالمحافظة أن الجهات المختصة اشتبكت مع أفراد المجموعة، وتمكنت من قتل وإصابة عدد منهم، فيما لاذ الباقي بالفرار إلى الأراضي التركية.

اختطاف غامض لنجل مدير مكتب الأسد

طلاب جامعة القلمون: شبيحة لم يعجبهم تعامله معهم واتهموه بأنه يشجع التظاهر

لندن: «الشرق الأوسط»

أعلنت مصادر سورية أمس عن اختطاف رجل الأعمال سليم دعبول، رئيس مجلس إدارة جامعة القلمون كبرى الجامعات الخاصة بالبلاد، ونجل أبو سليم دعبول، مدير مكتب رئيس الجمهورية خلال عهدي الرئيسين حافظ وبشار الأسد.

وأحدث نبأ اختطاف دعبول صدى كبيرا في الأوساط السورية، حيث جاء بعد يوم من تخريج جامعة القلمون الدفعة السادسة من طلابها بمختلف الاختصاصات، في حفل ضم أكثر من 2000 شخص. وقال أحد المدعوين إن الإجراءات الأمنية كانت مشددة للغاية، فقد سبق أن شهدت الجامعة عدة مظاهرات مناهضة للنظام، وتم على أثرها اقتحام من قبل قوات الأمن للحرم والسكن الجامعي. وحاول سليم دعبول بوسائل شتى منع تكرار مظاهرات الطلاب، والحد من تدخل قوات الأمن بالجامعة.

وبحسب طلاب من جامعة القلمون، فإن «الشبيحة لم يعجبهم تعامل سليم دعبول معهم واتهموه بأنه يشجع التظاهر»، ولكن من جانب آخر، يقول أهالي القلمون إنهم غير راضين عن سليم دعبول وهو ابن المنطقة.

وقد تعرضت الجامعة لإطلاق رصاص أكثر من مرة من قبل مجهولين، وأرسلت تهديدات له عدة مرات، ليأتي أمس نبأ اختطافه من أمام الجامعة الواقعة في منطقة دير عطية. وقالت مصادر قريبة من سليم دعبول إن «مسلحين فتحوا النار على رجل الأعمال سليم دعبول ومرافقيه، فقتل السائق وأصيب ثلاثة من مرافقيه، ثم اقتادوا دعبول إلى جهة مجهولة».

ويملك جامعة القلمون المهندس دعبول، مع شركاء له من أبناء رجال الأعمال والمسؤولين الكبار في الدولة، وكانت من أولى الجامعات الخاصة التي افتتحت بالبلاد منذ ست سنوات. يشار إلى أن عمليات الخطف تزيد بشكل كبير في منطقة القلمون المعروفة بسكانها الأغنياء من ذوي المغتربين، بالإضافة إلى كونها منطقة تهريب؛ نظرا لقربها من الحدود مع لبنان.

ويلف الغموض عملية اختطاف دعبول التي لم يتم تبنيها من أي جهة. وكل الاحتمالات واردة، فهو بصفته شخصا، بدأ النظام يتململ من دأبه على إمساك العصا من الوسط، وأيضا بصفته رجل أعمال وصاحب أكبر جامعة لم يرض عنه محيطه القلموني «لتغليبه المصالح المالية على أي علاقات أخرى». ويواجه دعبول أيضا «الكراهية والحقد عليه من قبل طلاب الجامعة من أبناء المناطق الساخنة، مثل حمص ودرعا، حيث لم يراع ظروفهم الخاصة سواء في برامج الامتحانات القاسية، أو الرسوم الباهظة التي يفرضها عليهم»، بحسب ما قاله طلاب في الجامعة.

المرعبي لـ «الشرق الأوسط»: أطالب بنشر قوات دولية على الحدود.. منعا لاستكمال دولة الأسد في لبنان

مسؤول في حزب الله: استهداف الجيش استجابة لمطلب أميركي

بيروت: نذير رضا

بينما شهدت الحدود اللبنانية السورية هدوءا حذرا أمس، بعد مقتل اثنين من أبناء وادي خالد وجرح آخرين بقذائف الجيش السوري، اشتعلت الجبهة الشمالية بالتصريحات السياسية النارية على خلفية الخروقات السورية وموقف الحكومة اللبنانية منها، وإطلاق سراح عناصر وضباط الجيش اللبناني المتهمين بقتل الشيخين عبد الواحد ومرعب.

وطالب عضو كتلة المستقبل النائب معين المرعبي بـ«نشر قوات للأمم المتحدة على الحدود اللبنانية السورية الشمالية والشرقية منعا لاستكمال دولة الأسد في لبنان»، مشيرا إلى «مخطط لجعل الساحتين السورية واللبنانية واحدة لمواصلة تنفيذ التطهير العرقي والطائفي الذي تقوده عصابات الأسد، في عكار ووادي خالد».

وأوضح المرعبي في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن هذا المطلب «جاء بعدما طالبنا الجيش اللبناني بداية بالانتشار على الحدود، ثم بتسليح الأهالي للدفاع عن كرامتهم ما دام تعذر عليه الدفاع عنهم، ثم بتشكيل «أنصار الجيش» لرد الاعتداءات السورية المتكررة، لكنه لم ينفذ أي شيء منها»، مشددا على أن هذا المطلب «توصلت إلى اتخاذه بعدما تبين أن الحكومة وقيادة الجيش لا يكترثان للوطن ولا لسيادته وكرامته».

وأعرب المرعبي عن استغرابه «كيف يقوم عناصر من الجيش اللبناني بقتل لبنانيين على حاجز للجيش داخل الأراضي اللبنانية، ولا يردون على من يطلق النار علينا ويهين كرامة الجيش والأمن العام؟»، مشددا على أن «السكوت عن تلك الاعتداءات التي تطالنا من الجانب السوري، وعدم تسطير شكوى لمجلس الأمن تثير الاستغراب».

وردا على الاتهامات بأن المسؤولين في الشمال يرفضون وجود الجيش وانتشاره على طول الحدود، قال: «نطالب بانتشار الجيش منذ مايو (أيار) الماضي، كي يشعر الناس بأن هناك من يحميهم، لكن رغم الاعتداءات التي طالت الجانب اللبناني، وعمليات القنص اليومية التي تتعرض لها منطقتا بني صخر وخط البترول في عكار، لم يرد الجيش برصاصة واحدة على مصدر النيران السوري». وأضاف: «انتشار الجيش – في الواقع – هو رمزي منذ اليوم الأول لبدء الاعتداءات على المناطق اللبنانية الشمالية»، معربا عن اعتقاده بأن «هذا الانتشار غير جدي، كونه لا يردع الجانب السوري عن الاعتداء على اللبنانيين».

وحمل المرعبي مسؤولية ما حدث أول من أمس لشخصيات سياسية لبنانية تختلق الأعذار للنظام السوري للقيام باعتداءاته، وخصوصا النائب سليمان فرنجية، متهما إياه بأنه «أعطى النظام السوري مبررا لقصف وادي خالد والاعتداء على أهله.. وذلك حين اتهم منطقة وادي خالد، زورا وبهتانا، بأنها تحضن خمسة مخيمات تدريب للجيش السوري الحر». وقال المرعبي: «أحمل مسؤولية قتل الأطفال الذي حدث أول من أمس لفرنجية، كما أحمله مسؤولية منح النظام السوري مبررات وأسباب الاعتداء على السيادة والكرامة الوطنية، وأعتبره مشاركا في المجازر»، مضيفا: «إنني أضع دماء الأطفال برقبته ورقبة وزير الخارجية عدنان منصور الذي يرفض تقديم شكوى لمجلس الأمن بخصوص الاعتداءات السورية المتكررة على شمال لبنان»، متهما منصور بأنه «يتآمر مع فرنجية في ارتكاب المجازر ضد الأهالي في شمال لبنان».

إلى ذلك، شهدت منطقة وادي خالد أمس هدوءا حذرا بعد يوم دامٍ، قتل فيه شخصان وأصيب آخرون بجروح بقذائف سورية. وقالت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» إن الأهالي «متخوفون من تجدد القصف على الحدود، ما دفع بعضهم إلى النزوح عن المنطقة». وفي سياق ردود الفعل على إطلاق سراح العسكريين المتهمين بقتل الشيخين عبد الواحد ومرعب قبل شهر ونصف، حذر عضو كتلة المستقبل النائب محمد كبارة «من استمرار هذه الحكومة في التآمر على الكيان، والسيادة، والوطن والشعب»، مؤكدا أنه «للصبر حدود، وقد تجاوزت الاعتداءات حدود صبرنا»، داعيا المسؤولين إلى الاتعاظ «قبل فوات الأوان، وقبل انهيار الوطن على كل من فيه».

في المقابل، رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله، الشيخ نبيل قاووق، أن «الاستهداف المتواصل من قوى 14 آذار للجيش واستهداف المقاومة وجهان لمشروع واحد من جهة واحدة ولأهداف واحدة»، معتبرا أن «هذا الاستهداف لا يخدم مشروعا وطنيا، وهو، في العمق، استهداف لركائز الاستراتيجية الدفاعية للبنان، أي الجيش والمقاومة، ويريح ويفرح العدو، وهو استجابة لمطلب أميركي».

وأشار قاووق إلى أن الولايات المتحدة «التي تعطي الأولوية الآن للمناطق الآمنة للمسلحين الذين يحاربون ويعتدون على سوريا، غاظهم أن الجيش اكتشف مخازن سلاح وسفن سلاح ومسلحين على الحدود وسيارات وشاحنات ممتلئة بالسلاح، لذا لا بد من استهداف الجيش لمنعه من ضبط الحدود لتصبح الحدود سالكة وآمنة أمام المسلحين الذين ينطلقون من لبنان لاستهداف سوريا».

أنان يصل دمشق.. وبان كي مون يلوح بقرار دولي إذا لم تحترم الخطة

كلينتون: الوقت أصبح ضيقا أمام النظام السوري.. ويتعين وقف العنف لتجنب كارثة

لندن: «الشرق الأوسط»

بعد إعلانه أول من أمس عن فشل مهمته، يقوم المبعوث العربي – الدولي كوفي أنان إلى سوريا بزيارة إلى دمشق، في محاولة، ربما تكون الأخيرة، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، بعد تردي الأوضاع الداخلية إلى الدرجة التي دفعت كلا من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، إلى التحذير – المتزامن – من أن العنف الذي يجتاح سوريا اتخذ منحى أسوأ، ويتجه إلى اكتساب طابع طائفي، كما أنه قد يؤدي إلى «وضع كارثي».

وأشارت وكالة «رويترز» الإخبارية أمس إلى أن شاهد عيان قال إن أنان وصل إلى دمشق عصر أمس، وشوهد مع نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، متوجها إلى فندق في العاصمة، حيث يقيم أعضاء بعثة المراقبين التابعين للأمم المتحدة، منذ تعليق دورياتهم بسبب تصاعد حدة أعمال العنف في البلاد.

كما أعلن المتحدث باسم أنان، أحمد فوزي، في بيان وزع على وسائل الإعلام أن «الموفد الخاص المشترك وصل إلى دمشق هذا المساء (أمس) لإجراء محادثات مع الرئيس بشار الأسد»، من دون تفاصيل إضافية. وهذه هي الزيارة الثالثة لأنان في إطار مهمته مبعوثا خاصا إلى سوريا، وكانت الزيارة السابقة في 29 مايو (أيار) الماضي.

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية، جهاد مقدسي، قد قال لوكالة الصحافة الفرنسية صباح أمس: «من المؤكد أن السيد أنان سيزور دمشق غدا (قبل الإعلان لاحقا عن وصوله أمس). والزيارة تأتي في إطار مهمته، والنقاش مع القيادة السورية للبحث في موضوع خطة النقاط الست».

يأتي ذلك، بينما قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، للصحافيين أمس، على هامش مؤتمر دولي حول أفغانستان بطوكيو: «يجب أن يكون واضحا أن الأيام أصبحت معدودة بالنسبة للذين يساندون نظام الرئيس السوري بشار الأسد»، لكنها اعترفت بأن ثمة صعوبات تواجه الجهود التي يبذلها أنان لوضع حد للقمع الوحشي للمعارضة في سوريا.

وكان أنان نفسه اعترف بفشل مهمته في لقاء مع صحيفة «لوموند» الفرنسية أول من أمس، حيث قال: «هذه الأزمة اندلعت منذ 16 شهرا، لكني بدأت التعامل معها منذ ثلاثة أشهر، وتم بذل جهود كبيرة لمحاولة حل هذه المشكلة بالطرق السلمية والسياسية»، وتابع: «من الواضح أننا لم ننجح.. ويمكن أن لا تكون هناك أي ضمانات بأننا سننجح».

وأشارت كلينتون إلى أن «ما قاله أنان يجب أن يجعل الجميع ينتبهون إلى أنه يعترف بأنه لم يتم أي تحرك من قبل النظام السوري؛ لاحترام اتفاق النقاط الست»، وأضافت: «ما إن يتم وضع حد للعنف، والشروع في مرحلة انتقالية سياسية، لن يكون هناك عدد أقل من القتلى فحسب؛ بل ستكون هناك فرصة لتجنيب الأمة السورية اعتداء كارثيا يكون خطرا على البلد والمنطقة أيضا».

وطالبت كلينتون الجمعة في اجتماع أصدقاء سوريا بباريس بإصدار قرار أممي حول الانتقال السياسي في سوريا، مصحوبا بالتهديد بعقوبات.. وذلك قبل أن تقول أمس إنه «لا يوجد أدنى شك أن المعارضة أصبحت أكثر فعالية في دفاعها، وهي تواصل هجومها». كما ذكرت أن الانشقاقات في أعلى مستوياتها بالنظام السوري، محذرة الرئيس الأسد من أن «الرمل يتناقص في الساعة الرملية».

في غضون ذلك، حمل الرئيس السوري بشار الأسد الولايات المتحدة المسؤولية عن الهجمات التي يشنها المعارضون في بلاده. وأشارت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إلى أن الأسد قال في مقابلة مع القناة الأولى بالتلفزيون الألماني (إيه آر دي) – كان من المقرر أن تذاع مساء أمس بعد مثول الجريدة للطبع – إنه «ما دامت (الولايات المتحدة) تقدم الدعم بطريقة أو بأخرى (للإرهابيين)؛ فإنها تعد بذلك شريكا لهم».

وأشار الرئيس السوري خلال الحديث الذي أجراه معه الكاتب والمفكر الألماني يورغن تودنهوفر لبرنامج «فيلت شبيغل» (مرآة العالم)، ومدته نحو 20 دقيقة، إلى أن هذه المساعدات تمثلت في تقديم السلاح والأموال، وكذا الدعم السياسي داخل منظمة الأمم المتحدة.

وأعرب الأسد عن رفضه دعاوى التنحي الموجهة إليه، قائلا إنه ينبغي على الرئيس أن لا يهرب من التحديات الوطنية، مؤكدا أن السوريين في اللحظة الراهنة يواجهون تحديا وطنيا، مضيفا أنه ليس بوسع الرئيس الانسحاب من مواجهة مثل هذا الموقف.

وأشارت الوكالة إلى أن هذه المقابلة تم تسجيلها بمقر ضيافة الأسد بالعاصمة دمشق في 5 يوليو (تموز) الحالي، موضحة أن تودنهوفر، النائب الأسبق في البرلمان (بوندستاغ) عن حزب المستشارة أنجيلا ميركل المسيحي الديمقراطي، كان قد قدم طلبا قبل ثمانية أشهر لإجراء حديث مع الأسد، ولكنه لم يتلق موافقة من الجانب السوري إلا مؤخرا.

وفي رؤية موازية للأحداث، حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس، من أن العنف الذي يجتاح سوريا اتخذ منحى أسوأ، ويتجه إلى اكتساب طابع طائفي. وقال مون للصحافيين على هامش مؤتمر طوكيو: «تدهور الوضع بدرجة كبيرة، واكتسب طابعا عسكريا متزايدا. لا تزال انتهاكات مروعة لحقوق الإنسان تحدث. القتل والعنف اكتسبا طابعا طائفيا مثيرا للقلق الشديد».

وفي ما اعتبره البعض إشارة ذات دلالة على قرارات مستقبلية، أو على تحرك دولي عبر مجلس الأمن، قال مون: «يجب على حكومة سوريا وجميع الأطراف الالتزام من جديد بخطة النقاط الست بالكامل. إذا استمرت الأطراف في الاستهانة بقرارات مجلس الأمن الدولي، فسيكون على المجلس القيام بالتحرك الجماعي اللازم ».

«ويكيليكس» يركز على علاقات نظام الأسد مع الغرب

نشر 50 من بين 2.4 مليون رسالة إلكترونية مسربة

لندن: «الشرق الأوسط»

بعد الإعلان يوم الخميس الماضي عن الحصول على 2.4 مليون وثيقة ورسالة إلكترونية مسربة متعلقة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد، لم ينشر القائمون على موقع «ويكيليكس» حتى أمس سوى 50 وثيقة؛ آخرها تم نشرها أمس وهي متعلقة بعلاقات نظام الأسد مع جهات بريطانية. وتسلط الوثائق الأضواء على علاقة الأسد بسيدة تدعى لميس عمر التي تبادلت خلال عام 2010 رسائل مع بريد إلكتروني يتوقع أنه خاص بالرئيس السوري. وتحمل الرسائل بينهما أشعارا وحديثا عن قضايا مثل الوقت المفضل لدى الأسد (السكينة قبل الفجر، بحسب إحدى الرسائل الإلكترونية)، وغيرها من تفاصيل ظهرت أيضا في الرسائل الإلكترونية التي سربت في مارس (آذار) الماضي، وشملت العنوان البريدي الإلكتروني ذاته الذي تؤكد مصادر سورية وأجنبية أنه يعود للأسد.

ومن بين الوثائق المنشورة أمس رسائل بين مكتب السيدة الأولى السورية أسماء الأسد ومكتب اللورد راندل سيديلي وهو من أشهر مهندسي الحدائق في بريطانيا. وبموجب الرسائل المسربة، كان سيدلي، المعروف أيضا بـ«لورد كينيلوري»، يستعد لزيارة دمشق واللاذقية للقاء أسماء الأسد في دمشق ومن ثم معاينة بعض العمل في اللاذقية.

ونشرت صحيفة «ذا ميل أون صنداي» البريطانية بالتعاون مع «ويكيليكس» الوثائق أيضا، حيث نشرت تفاصيل عمل اللورد البريطاني مع نظام الأسد، وعمله، بحسب الصحيفة، على حدائق قصر رئاسي في اللاذقية، ولكن أفادت الصحيفة أن مكتب المهندس البريطاني الشهير رفض التعليق على القصة ما عدا التأكيد على أنه أوقف العمل مع نظام الأسد منذ 18 شهرا. ونشرت الصحيفة، التي هي من بين وسائل الإعلام المشتركة مع «ويكيليكس» في نشر الوثائق المسربة، تفاصيل عن سيدة باسم لميس عمر كشفت الصحيفة أنها تحضر لدراسة الدكتوراه في جامعة دارهام العريقة في بريطانيا. ولكن رفضت الجامعة الإجابة عن أسئلة حول دراسة عمر أو مصدر تمويل دراستها.

وبينما لم تكشف أي وثائق نشرت خلال اليومين الماضيين تفاصيل حساسة عن النظام السوري أو معلومات مفاجئة، فإنها باتت تشكل إحراجا لجهات أوروبية لتعاملها مع النظام بعد اندلاع الثورة في سوريا. وأفاد موقع «ويكيليكس» أنه سيواصل نشر الوثائق ببطء خلال الشهرين المقبلين، مما يؤكد ظهور روابط أخرى للنظام السوري وجهات سورية مع أطراف خارجية عدة. وعلى الرغم من أن «ويكيليكس» أفاد بأن لديه 400 رسالة إلكترونية باللغة العربية، فإنه لم ينشر إلا رسالتين فيهما أجزاء باللغة العربية، ولم ينشر بعد أيًّا من 68 ألف رسالة باللغة الروسية التي قد توضح تفاصيل أدق عن علاقة النظام السوري بموسكو.

مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»: مناف طلاس وصل إلى باريس

شقيقته ناهد أسهمت بدور بارز في «الإعداد» لاستقباله.. كما فعلت مع والدهما من قبل

العميد المنشق مناف طلاس

باريس: ميشال أبو نجم

في 12 مارس (آذار) الماضي، وصل العماد مصطفى طلاس، وزير الدفاع الأسبق (ما بين 1972 و2004)، إلى باريس قادما من دمشق. وأثار وصوله وقتها تكهنات وشائعات حول انشقاقه عن النظام.. لكن المعلومات التي توافرت أفادت بأنه سافر بغرض إجراء فحوصات وتحاليل طبية في المستشفى الأميركي الكائن في مدينة نويي البورجوازية الواقعة على طرف باريس الغربي.

ويوم الثلاثاء الماضي، انشق ابنه مناف، العميد في الجيش السوري وقائد الفرقة 105 في الحرس الجمهوري، متسللا إلى تركيا ومنها إلى العاصمة الفرنسية. وفي خضم مؤتمر أصدقاء الشعب السوري الذي نظمته واستضافته فرنسا، أعلن وزير الخارجية لوران فابيوس أن العميد طلاس «في طريقه إلى باريس»، ليتراجع عن ذلك بعد ظهر اليوم نفسه، إذ إنه سئل خلال المؤتمر الصحافي النهائي عن الضابط السوري الكبير المنشق فأجاب بأنه «لا معلومات لديه».

غير أن مصادر واسعة الاطلاع في باريس أكدت لاحقا أن طلاس الابن «وصل» إلى العاصمة الفرنسية بحيث يكون أول ضابط سوري كبير منشق يلجأ إلى باريس، والتي دعت قبل أسبوعين الضباط السوريين والمسؤولين المدنيين إلى الانشقاق أو «الابتعاد» عن النظام الذي ترى أنه آخذ بالتداعي.

ولم يكن مستغربا أن يحط رحال العميد طلاس في باريس. فالعلاقة بين عائلة طلاس والعاصمة الفرنسية قديمة العهد. وللعميد المنشق أكثر من سبب للتوجه إليها، خصوصا أنه يعرف فرنسا جيدا، سواء عاصمتها أو منتجعاتها على الشاطئ اللازوردي، حيث اعتاد أن يمضي عطله الصيفية على غرار الكثيرين ممن يهوون مدن نيس وكان وأنتيب، فضلا عن إمارة موناكو وكازينو مونت كارلو.

وكانت ناهد طلاس التي تكبر أخاها مناف بأربعة أعوام «السباقة» في التطبيق العملي للكلمة الرائجة التي تقول: «باريس مربط خيلنا»، حيث حلت في عاصمة النور قبل 33 عاما بفضل زواجها المبكر عام 1978 برجل الأعمال أكرم عجة السعودي الجنسية، السوري الأصل، المعروف بعلاقاته بقطاع تجارة السلاح. وكانت ناهد الزوجة الثالثة لأكرم عجة الذي توفي في عام 1991. وأعقبت وفاته خلافات حادة حول الإرث بين ناهد وأبناء أكرم عجة انتقل الخلاف إلى المحاكم. وفي هذه الفترة، كانت ناهد تقيم في أحد أجمل منازل العاصمة الفرنسية المطل على ساحة «الولايات المتحدة».

في بداية التسعينات، أصبحت ناهد عجة امرأة معروفة على الساحة السياسية والاجتماعية الفرنسية بسبب مساعدتها لوزير الخارجية الفرنسي الأسبق رولان دوما. وبصفتها رئيسة «مؤسسة طلاس»، قامت بتقديم جهاز سكانر للمستشفى العام في مدينة سارلات (وسط فرنسا) بغرض مساعدة دوما في حملته الانتخابية، حيث كان مرشحا عن الحزب الاشتراكي للفوز بمقعد نيابي عن هذه الدائرة. ولكونها ابنة مصطفى طلاس، فقد شنت الصحافة الفرنسية حملة شعواء عليها من زاوية تأثير سوريا على السياسة الداخلية الفرنسية.

ولاحقا ساءت العلاقة بين ناهد عجة ورولان دوما إلى حد أنها شهدت ضده في الفضيحة المعروفة باسم «فضيحة ألف»، (الشركة البترولية الفرنسية السابقة)، واتهمته بـ«استعارة» تحف فنية لم يردها إليها.

وتعد ناهد عجة امرأة ذات نفوذ وتأثير في المجتمع الباريسي.. وكانت تطمح، في أوجها أن تعين سفيرة لبلادها لدى منظمة اليونيسكو، كما أنها أصبحت من كبار المساهمين في دعم الفنون والفنانين والأعمال الثقافية، فتولت مثلا الإنفاق على ترميم قصر شانتيي المعروف شمال باريس كما أنها تعهدت جائزة الآغاخان.. مما جعل من ناهد عجة امرأة أعمال معروفة.

وعبر ناهد عجة، نسجت عائلة طلاس علاقات وثيقة مع فرنسا، لا بل إنها أسهمت في التقريب بين باريس ودمشق في زمن فتور العلاقة بسبب الأزمة اللبنانية. وبعد وصول الرئيس بشار الأسد إلى السلطة عام 2000، ارتبطت بعلاقات جيدة مع زوجته أسماء.

ولكل هذه الأسباب، كان من الطبيعي أن تختار عائلة طلاس باريس مرتعا لها، الأمر الذي فعله أيضا نائبا الرئيس السوري السابقين رفعت الأسد ثم عبد الحليم خدام. فالأول يتنقل حاليا ما بين باريس ولندن وجنيف وماربيه (في إسبانيا)، والثاني مقيم في فيللا فخمة على الطرف الغربي لباريس. وإلى جانب ناهد، يقيم العماد طلاس وزوجته وكذلك تالا، زوجة العميد مناف، أما الابن الثاني ورجل الأعمال فراس فإنه موجود في دبي.

وبحسب أوساط المعارضة السورية، فإن طلاس لم ينسق معها هروبه من دمشق عبر تركيا. وحتى تاريخه، لم يحصل تواصل بين الجانبين. وليس واضحا بعد الموقف الذي ستلتزم به المعارضة إزاء أحد أقرب المقربين السابقين من الرئيس الأسد، وهي تتأرجح بين الرغبة من الاستفادة من اسمه لحث ضباط آخرين على الاحتذاء به، بينما الرأي الآخر يصر على ضرورة أن يعتذر للشعب السوري بسبب دوره في ما ارتكبه النظام بحق الشعب السوري.

داعية سوري يفتي بوجوب انشقاق الضباط عن الجيش النظامي.. «حتى لو تعرضوا للقتل»

حبش لـ«الشرق الأوسط»: النظام انتهى.. وهو مسؤول عن أكثر من مليون عائلة منكوبة

الداعية السوري محمد حبش

دبي: محمد نصار

دعا عضو مجلس الشعب السوري السابق والداعية الإسلامي محمد حبش الضباط في الجيش السوري للانشقاق عن النظام السوري والهروب منه «لأن هذا الجيش تحول لقتل الشعب».. معلنا أنه يفتي بانشقاق الضباط والعناصر عن الجيش السوري النظامي وترك السلاح والهروب إلى مكان آمن على الأقل، ومعتبرا أن النظام السوري قد انتهى ولم يعد يمتلك المشروعية لحكم سوريا.

وجدد حبش دعوته للرئيس السوري بشار الأسد بالتنحي عن الحكم على غرار ما حدث في اليمن، مؤكدا أن النظام «مسؤول عن أكثر من مليون عائلة منكوبة في سوريا، بيوت مهدمة، أبناء مقتولون، مهجرون.. لذلك من غير المعقول أن يستمر النظام».

ورغم مرور نحو شهر واحد فقط على خروجه من سوريا، قال حبش لـ«الشرق الأوسط» «أنا أفتي بوجوب انشقاق الضباط في الجيش السوري عن النظام»، معتبرا أن «ذلك لا يعني بالضرورة أن يحملوا السلاح ويواجهوا به قوات النظام.. عليهم ترك السلاح والالتجاء إلى مكان آمن على الأقل».

ويعتبر محمد حبش أن «انشقاقات جديدة وكبيرة في الجيش قادرة على أن تغير حسابات القوى»، مؤكدا أن لديه «موقفا واضحا وللإنسان الحق في التمرد على الحرب الظالمة، ولا يجوز أن تشارك في حرب لا تؤمن بها.. ولا يجوز لأحد أن يقود الناس إلى حرب لا يؤمنون بها، أنا أعتقد أن 90 في المائة من جنود جيشنا وضباطه لا يؤمنون بهذه الحرب وضدها».

وحول طبيعة دعوته للانشقاق، قال حبش: «هذا موقف شرعي، فعندما تجبر على القتل فهذا لا يجوز.. كل من يؤمر بمعصية يجب أن يتمرد. ليس بالضرورة أن يغير اتجاه البندقية، يكفي أن يعلن أنه خارج هذا العنف.. فأنا لا أستطيع أن أغير مبادئي، أنا ضد العنف». معتبرا أن «كل من يؤمر بقتل المدنيين يجب أن ينشق ولو قتل.. وهذا واجبه الديني والشرعي والوطني والأخلاقي».

وأوضح حبش أنه لا يؤيد عسكرة الثورة، قائلا: «كنت أتمناها أن تبقى سلمية، أما أنا فلو كنت في الجيش لتركته، ولو كان عندي ابن ما أرسلته.. فالتمرد على الجيش في هذه الأحوال أمر طبيعي».

ويرى حبش أن معظم من يحملون السلاح لا يريدون ذلك، لكنهم وجدوا أنفسهم أمام ضرورة حمله. لافتا إلى أنه – من الباب الشرعي – من حق الناس أن تحمل السلاح من باب حكم أن «من قتل دون ماله فهو شهيد ومن قتل دون عرضه فهو شهيد»، مستطردا بالقول: «لكن في الوقت نفسه أي تجاوزات من قبل الثوار يجب أن نشير إليها، فلا يجوز القتل من باب (الظنة) لمن يعرفون العواينية».

ويذهب حبش للقول إلى أنه لا يجوز للإنسان أن يشارك في الجيش السوري، «ويجب على كل من كان في الجيش الآن أن يغادر هذا الجيش لأنه يؤمر الآن بالقتال في المكان الخطأ.. أنا أتألم على كل شهيد لأنه يقتل في المكان الخطأ، هناك 2000 شهيد في الجيش كان يجب – إن كان لا بد – أن يموتوا في الجولان؛ وليس في حمص وباب الدريب وفي الحولة وجسر الشغور بفعل النظام».

ويؤكد حبش أنه يحرم شرعا طاعة أي شخص في قتل الناس. ويضيف: «أنا أفتي بوضوح بالانشقاق عن الجيش، بمعنى الانسحاب، لأن ذلك سيفقد هذا الجيش القدرة على قصف المدن».

ويؤكد حبش أنه لم يكن قريبا يوما من النظام، «ولم أكن موظفا عند هذا النظام لا في الماضي ولا في الحاضر.. وعندما قمنا بتشكيل التيار الثالث في بدايات الأزمة، قال لي بشار الأسد شخصيا في إحدى المناسبات: أنت شخص غير منضبط. وبعد ذلك تعرضت للاعتداء من قبل الشبيحة، وتمكنت من الفرار من تحت أيديهم».

وأكد حبش، خلال زيارته مكتب «الشرق الأوسط» في دبي، أنه طالب الرئيس بشار الأسد بالتنحي وإتاحة الفرصة للشعب السوري ليقرر مصيره، متمنيا الحل اليمني لسوريا «وبأقل قدر من الدماء.. وأعرف أن مواقفي قد لا تعجب بعض أطياف المعارضة.. لكني في الوقت نفسه أؤكد أنه من غير المعقول أن يستمر النظام الحالي، فالنظام مسؤول عن أكثر من مليون عائلة منكوبة في سوريا.. بيوت مهدمة.. أبناء مقتولون.. مهجرون، لذلك من غير المعقول أن يستمر النظام».

واعتبر حبش أنه ممن يدعون إلى التغيير السلمي في سوريا، قائلا: «مذهبي وعقيدتي هي اللاعنف، وأنا تلميذ لجودت سعيد (غاندي العرب)، وهو الداعية الإسلامي المعروف بمواقفه في اللاعنف، وأتمنى أن تستمر الضغوط الاقتصادية والسياسية على هذا النظام حتى يستجيب للطلب الصحيح؛ وهو الرحيل».

إلى ذلك، تمنى حبش أن تقوم بريطانيا بتقديم مبادرة للحل من خلال إعطاء اللجوء السياسي لبشار الأسد وزوجته، على اعتبار أنها تحمل الجنسية البريطانية، كما أن بشار الأسد عاش مدة من الزمن في بريطانيا. مضيفا: «أعتقد أن بريطانيا لديها وزن كاف للقيام بهذا الدور، وأعتقد أن هذا سيجنب السوريين مزيدا من الدماء.. ولكن المشكلة في الفكرة الملعونة وغير الصحيحة لدى الأسد بأنه يواجه مؤامرة وحربا كونية».

وأشار حبش إلى أنه في سوريا «كانت لدينا مدينة القنيطرة مدمرة بفعل الحرب مع إسرائيل، أما اليوم فلدينا عشرون قنيطرة مدمرة وكله بفعل النظام، والعنف يولد العنف»، لافتا إلى أنه «كلما ذهب الجيش إلى مكان انشق هذا الجيش، وازداد المسلحون، وبالتالي الكارثة تكبر يوما بعد يوم». معربا عن أمله في أن «يقف بشار أمام شعبه ويقول إنه فشل، وأنه مستعد لتسليم السلطة لأي مؤسسة.. ولا أعتقد أن الجيش السوري قادر على أن يأخذ نفس الدور الذي أخذه الجيش المصري، لأن الجيش صار طرفا في المشكلة.. قد يكون نائب الرئيس أو البرلمان قادرين على الإمساك بالمرحلة الانتقالية».

ويؤكد الحبش أن «بشار الأسد هو المسؤول عن كل ما يجري في سوريا، وهو يمسك بخيوط كل شيء ويرفض أن يقال إن هناك من يحكم سوريا معه.. هو يصدر الأوامر، وهناك أشخاص نافذون ومقربون لأنهم يأتمرون بأمره». معتبرا أن «النظام أخذ البلد إلى الهاوية، ويعلن أنه يخوض حربا ضد الشعب».. لافتا إلى أن الحل في يد الدول الكبرى، «وعندما يتوحد المجتمع الدولي على الفصل السابع – دون أن يتدخل مباشرة – ستحل الأزمة في سوريا، فمزيد من الضغط السياسي يمكن أن ينهي الأزمة».

وبرأي الحبش النظام انتهى «حقوقيا وقانونيا، ولا يملك النظام المشروعية للحكم.. وأتمنى الحل اليمني، ولا بد من مصالحات، ولا يمكن فتح محاكم تطهير ثوري. وإذا تمكنا من الحل اليمني، نكون أنقذنا البلد، وأعلم أن هذا الموقف قد يعرضني للهجوم من النظام والمعارضة، ويكفيني أنه قد يكون سببا في حقن دماء كثير من السوريين».

ويشير الحبش إلى أنه لم يمنع من الخروج من سوريا، لافتا إلى أنه أب لخمس بنات، «ومن واجبي أن أحمي بناتي.. ففي الفترة الأخيرة لم يعد من المنطقي أن أرسل بناتي إلى المدرسة أو الجامعة وسط هذا السيل من التهديدات»، موضحا أنه «واجهت مصاعب، وبعد ذلك تمكنت من الحصول على الإقامة في الإمارات، وأنا أمارس الآن عملي الأكاديمي».

المعارضة تنتظر إعلانا رسميا بانشقاق طلاس قبل بحث إمكانية التعاون معه

مسؤول في القيادة العسكرية المشتركة: القرار يتخذه الثوار

بيروت: نذير رضا

أثار صمت العميد المنشق مناف طلاس، نجل وزير الدفاع الأسبق العماد مصطفى طلاس، وأحد قادة الحرس الجمهوري، بعد أيام من إعلان توجهه إلى فرنسا مرورا بتركيا، موجة من التساؤلات عن احتماليات دوره المستقبلي في العمل ضمن القيادة العسكرية للمعارضة، نظرا لاتساع معلوماته حول الدائرة القريبة «للغاية» من الرئيس السوري.. وكذلك تقبل المعارضة لفكرة عمله ضمن صفوفها؛ كونه كان واحدا من المشاركين بقمع المظاهرات وارتكاب المجازر عبر اللواء 105 من الحرس الجمهوري الذي كان يتولى قيادته.

وفي حين أعلن عضو المجلس الوطني أحمد رمضان أنه «من المبكر بحث الموافقة على انضمام طلاس إلى القيادة العسكرية للمعارضة، قبل إصداره موقفا واضحا من الثورة والنظام».. شكّك الناطق باسم الهيئة العامة للثورة السورية بسام جعارة بانشقاقه، معتبرا أنه «كمين نصبه النظام لوسائل الإعلام».. وظل إعلان انشقاقه محيرا وسط صمته، حيث لم يعلن رسميا الانضمام إلى الثورة السورية، ولم يكشف عن نيته العمل ضمن القيادة العسكرية للثورة المتمثلة بالجيش السوري الحر.

وقال العميد الركن فايز عمرو، من القيادة العسكرية المشتركة للثورة السورية إن القرار بالعمل مع طلاس «لا يعود لشخص محدّد، بل إلى قرار مشترك يؤخذ في القيادة بالتصويت»، معربا عن قناعته بأن القرار «يجب أن يتخذه الثوار في الداخل».

وأكد عمرو في حديث لـ«الشرق الأوسط» أنه «لو كان الرأي يعود لي، لرفضت»، موضحا أن «القبول به يعتبر هدرا لدماء أربعين ألف شهيد سقطوا في حماه عام 1982، وكان والده المسؤول المباشر عن تلك المجازر».

لكن طلاس، وبعد أيام من انشقاقه «لم يتواصل مع أحد من القيادة المشتركة»، كما أكد عمرو. لافتا إلى أنه «لا رابط يجمعنا به، كونه من أصحاب المليارات من الأساس». وأضاف: «هو جزء فاسد من النظام، وشريك مع والده في نهب المليارات»، مجددا تأكيده بأن طلاس «أخرجته جهات دولية من سوريا».

وإذ شنّ عمرو حملة على والده وزير الدفاع الأسبق العماد مصطفى طلاس، كونه «لم يصدر بيانا يدين فيه قصف مدينته (الرستن) وتدميرها»، اعتبر أن مناف طلاس «فارغ من أي مضمون وطني، كونه وافق على أن يكون واجهة فقط في اللواء 105 المفروض عليه»، مشيرا إلى أنه «كان قائد اللواء 105 في الحرس الجمهوري الذي يبلغ قوامه 8000 عنصر معظمهم من العلويين، ولا يمتلك قرارا بإصدار أمر لأي من الجنود تحت إمرته».

من جهة ثانية، أعلن عضو المجلس الوطني أحمد رمضان أنه «من المبكر الحديث عن الموافقة أو رفض انضمام طلاس إلى القيادة العسكرية في الجيش السوري الحر، طالما أنه لم يصدر موقفا رسميا يعلن فيه انشقاقه وانضمامه إلى الثوار»، داعيا، في اتصال مع «الشرق الأوسط» إلى «الانتظار ريثما يعلن موقفا واضحا بالانضمام إلى المعارضة».

وإذ اعتبر رمضان أن انشقاقه «خطوة هامة تشير إلى أن التصدّع في النظام بدأ في دائرته الأولى»، شدّد على أنه «لا بد من أن نسمع منه موقفا من النظام ومن الثورة، يتضمن تأكيدا بتخليه رسميا عن النظام وانضمامه إلى المعارضة».

وجدد رمضان ترحيب المجلس الوطني «بانشقاق أي ضابط أو مسؤول عسكري أو مدني عن النظام وإعلان انضمامه للثورة»، مؤكدا «إننا ندعم أي عملية انشقاق، وجاهزون لتوفير كل الاحتياجات التي يحتاجها أي مسؤول للانضمام إلى المعارضة».

وفي سياق متصل، اعتبر الناطق باسم الهيئة العامة للثورة السورية بسام جعارة أن انشقاق العميد مناف طلاس «لم يحصل»، معربا عن اعتقاده بأن النظام «من الممكن أن يكون أحبط محاولة الانشقاق».

وأكد جعارة في حديث لقناة «العربية» أن طلاس «لم يصل إلى تركيا، وهذه معلومات مؤكدة»، مشيرا إلى أنه اتصل بمصادر تركية. وأكدت من جهتها أن مناف لم يصل إلى أراضيها، موضحا أن طلاس «رأى سفينة الحكم في سوريا تغرق فقرر الهروب منها».

ورأى أن طلاس «أكثر من صديق بالنسبة للرئيس السوري بشار الأسد»، معتبرا أن ما ورد عن الانشقاق «هو كمين نصبه النظام لوسائل الإعلام»، مؤكدا أن المعارضة ترحب بأي انشقاق «لأنه يشكل فخرا وعزا لصاحبه». وشدد على أن «الثورة ماضية بالانشقاقات وبعدمها».

فيما أشار ناشطون سوريون من المعارضين لنظام الأسد إلى أن عملية انشقاق العميد طلاس، حتى وإن كانت من أجل أسباب شخصية مثل الخوف على حياته «ولو لم ينو الانخراط أو التعاون مع المعارضة السورية بأي شكل»، هي نجاح جزئي للثورة السورية.. من باب أن «انفضاض رجال الأسد بالتدريج من حوله وتحييدهم يضيف هشاشة إلى ذلك النظام؛ الذي شارف على نهايته».

أنان في دمشق والنظام السوري يصعّد عملياته العسكرية

كلينتون تحذر الأسد من “هجوم كارثي” إن لم يوقف العنف

                                            وجهت الولايات المتحدة أمس رسالة شديدة اللهجة إلى نظام الرئيس السوري بشار الأسد، معتبرة أن “أيامه معدودة” وأنه في حال لم يسارع إلى وقف العنف فإنه سيواجه “هجوماً كارثياً”.

وإلى سوريا حيث صعّدت كتائب الأسد حملاتها العسكرية مردية شهيداً في مختلف المناطق، وصل أمس الموفد المشترك لجامعة الدول العربية والأمم المتحدة كوفي أنان حيث سيلتقي الرئيس السوري، بعد إعلانه أول من أمس أن خطته ذات النقط الست فشلت.

دولياً، اختارت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون طوكيو أمس لتوجه رسالة قوية الى نظام الأسد الذي سيواجه “هجوماً كارثياً” إن لم يسرع في إيقاف العنف، معتبرة أن قوات المعارضة السورية تزداد فاعلية.

وبدا واضحاً ان كلينتون تشير إلى احتمال قيام المعارضة المسلحة في سوريا بشن هجمات على مؤسسات الدولة، وليس إلى حدوث ايّ تدخل خارجي.

وقالت كلينتون في مؤتمر صحافي “بقدر ما يمكن إنهاء العنف بسرعة وبدء عملية تحول سياسي، يقل عدد القتلى وتصبح هناك فرصة لانقاذ الدولة السورية من هجوم كارثي سيكون خطيرا للغاية لا على سوريا وحدها ولكن على المنطقة أيضاً”.

وأدلت كلينتون بهذه التصريحات في طوكيو عقب اجتماعها ونظيرها الياباني كوتشيرو جيمبا على هامش مؤتمر دولي بشأن تقديم مساعدات لافغانستان.

واضافت “ما من شك في ان المعارضة تزداد فاعلية في الدفاع عن نفسها والتحول الى الهجوم على الجيش السوري وميليشيات الحكومة السورية، لذا يتعين ان يكون المستقبل واضحاً تماماً بالنسبة للذين يؤيدون نظام الاسد، الايام اصبحت معدودة بالنسبة اليهم”.وفي الولايات المتحدة انتقد السناتور الجمهوري جون ماكين وزيرة الخارجية الأميركية والرئيس الأميركي باراك اوباما على أداء الولايات المتحدة في الأزمة السورية.

وقال ماكين وهو أكبر عضو جمهوري في لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ لقناة “سي.بي.إس” “أداء الولايات المتحدة مخز ومشين حتى الان”. وأضاف “يتعين أن نظهر القيادة أولاً. ينبغي لرئيس الولايات المتحدة أن يدافع عن شعب سوريا”. وقال إنه لا يدعو إلى إرسال قوات أميركية إلى سوريا، ولكن يتعين على الولايات المتحدة أن تساعد في تسليح المعارضة حتى تكون المعركة متكافئة مع الحكومة السورية التي تحصل على أسلحة من روسيا.

وقال “علينا أن نوصل لهم (مقاتلي المعارضة) أسلحة حتى نتمكن من تحقيق توازن في القوى فهذه ليست معركة متكافئة.. الأسلحة الروسية تتدفق إلى هناك والايرانيون موجودون على الأرض”.

وأضاف ماكين أن المتطرفين لم يسيطروا على المعارضة السورية، لكن هذا يمكن أن يحدث إذا طال الصراع. وأوضح “الحقيقة هي أننا نعرف لمن نرسل السلاح ونعرف أنهم لو كان لديهم ملاذ أو منطقة آمنة لأمكنهم أن ينظموا أنفسهم على نحو أفضل”.

سورياً، أعلن المتحدث باسم الموفد المشترك للامم المتحدة والجامعة العربية احمد فوزي في بيان وزع على وسائل الاعلام أمس، “وصول الموفد الخاص المشترك الى دمشق مساء لإجراء محادثات مع الرئيس بشار الاسد” من دون تفاصيل اضافية.

وكان انان أقر أول من امس بفشل مهمته. وقال في مقابلة نشرتها صحيفة “لوموند” الفرنسية ان “هذه الازمة مستمرة منذ 16 شهراً، وتدخلي بدأ قبل ثلاثة اشهر. تم بذل جهود كبرى لمحاولة حل هذا الوضع بالسبل السلمية والسياسية. من الواضح اننا لم ننجح. وقد لا تكون هناك اي ضمانة بأننا سوف ننجح”.

ميدانياً، تواصلت اعمال العنف أمس وحصد رصاص كتائب الأسد 91 شهيداً سقطوا في مناطق مختلفة من سوريا.

وتحدث المرصد السوري لحقوق الانسان عن “تحول نوعي” في القتال الذي تقوده المجموعات المسلحة المعارضة على الارض، مشيرا الى ان هذه الاخيرة استخدمت للمرة الاولى الاحد دبابة غنمتها من الجيش في قصف في المنطقة الشرقية في دير الزور بعد ان اسقطت قبل ساعات في المنطقة ذاتها طائرة استطلاع تابعة لقوات النظام.

واستؤنف القصف من قوات النظام على مدينتي القصير والرستن في محافظة حمص في وسط البلاد اللتين تعرضتا الليلة الماضية لمحاولة اقتحام، بحسب المرصد. وفي القصير بدأت قوات النظام هجومها على الخطوط الدفاعية للجيش السوري الحر، وتتالت اصوات الانفجارات في المدينة على مدى اكثر من اربع ساعات.

وتعتبر الرستن والقصير من ابرز معاقل الجيش السوري الحر في محافظة حمص، كما صعدت كتائب النظام على مدينة قطنا في ريف دمشق.

(ا ف ب، رويترز)

قتلى وقصف ومظاهرات مسائية بسوريا

                                            أفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا اليوم بمقتل سبعة أشخاص على الأقل بنيران الأمن، وسط استمرار القصف العنيف الذي شمل مدنا وبلدات عدة، وتواصل خروج المظاهرات المسائية في مناطق مختلفة لدعوة التجار للالتزام بالإضراب الذي شهدته مدينتا حلب ودمشق. وكان 65 قتيلا سقطوا أمس معظمهم في إدلب ودرعا وحمص.

وأوضحت اللجان أن قتلى اليوم سقطوا في كل من إدلب وريف دمشق وحمص وحماة.

من جهته قال المتحدث باسم اللجان في دمشق مراد الشامي إن اشتباكات عنيفة جرت مساء أمس في دمشق وريفها بين الجيش النظامي والجيش الحر وصلت إلى ساحة العباسيين، موضحا أن أحد المنشقين قام باغتيال ضابط كبير في الحرس الجمهوري.

كما دارت اشتباكات في تل شهاب بدرعا على الحدود السورية الأردنية بين منشقين وعناصر من الجيش النظامي متمركزين في مخافر الهجانة الحدودية (حرس الحدود), ردا على استهداف قوات النظام للجرحى والنازحين إلى الأردن، بحسب الهيئة العامة للثورة.

وفي حمص، قصفت قوات النظام أحياء الخالدية وجورة الشياح والقصور وحمص القديمة بقذائف الهاون والمدفعية وراجمات الصواريخ لليوم الثالث والثلاثين على التوالي وهزت الانفجارات هذه الأحياء وسط محاولة لاقتحام أحياء الخالدية وجورة الشياح، بحسب الهيئة العامة للثورة.

كما شهدت “ناحية احسم” في إدلب قصفا عنيفا ومتواصلا وسمع دوي الانفجارات داخل البلدة وسط إطلاق نار كثيف وسقوط قذائف عشوائية على المناطق المحيطة.

قصف متواصل

وفي الغوطة الشرقية بريف دمشق قصفت القوات النظامية بشكل عنيف بلدات البلالية وزبدين ودير العصافير والعبادة والمليحة بالقذائف الصاروخية وقذائف الهاون، كما شهدت الغوطة الغربية عمليات أمنية وإطلاق نار كثيفا.

وفي ريف دمشق أيضا تجدد القصف على قرية العبادة بالأسلحة الثقيلة كما سقطت عدة قذائف على منطقة السعدة وتلة الغريفة.

وتواصل قصف القوات النظامية لمحافظة درعا حيث تعرضت بلدات النعيمة واليادودة وخربة غزالة لقصف عشوائي بقذائف الهاون.

وفي منطقة اللجاة بدرعا أيضا سقط عدد من الجرحى وتهدمت أكثر من سبعة منازل جراء تجدد القصف العنيف والمكثف على المنطقة براجمات الصواريخ.

وفي السياق قصفت أحياء مدينة درعا بالهاون وحي الأربعين بدرعا البلد وأحياء طريق السد ومخيمات درعا بدرعا المحطة.

وإلى قرى مصيف سلمى ريف اللاذقية حيث تعرضت للقصف بالمدفعية وراجمات الصواريخ.

مظاهرات مسائية

ورغم القصف المستمر والعمليات الأمنية المتواصلة خرجت مظاهرات مسائية في مناطق مختلفة من العاصمة دمشق وريفها.

وبث ناشطون صورا على مواقع للثورة السورية، تظهر خروج مظاهرات في أحياء كفرسوسة، والميدان وبرزة والقابون وحرستا ويلدا والسيدة زينب، ومناطق أخرى، جدد خلالها المحتجون دعواتهم التجار للإضراب وإغلاق محالهم التجارية استجابة لدعوة الناشطين لما أطلق عليه “إضراب العاصمتين”، وتنديداً بما سموها جرائم النظام بحق الشعب السوري.

وهتفوا أيضاً للحرية والمناطق المنكوبة، ونادوا بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، وتسليح الجيش الحر.

وبث ناشطون على مواقع الثورة السورية صورا لمظاهرات ليلية خرجت في عدة مناطق من محافظة حماة نددت بما سموها جرائم النظام بحق الشعب السوري, مرددين هتافات تطالب بالحرية وإسقاط النظام.

وفي ريف إدلب خرجت مظاهرات ليلية في بلدات كفرنبل وسراقب وتفتناز، أعلن المتظاهرون فيها تضامنهم مع المناطق التي تتعرض لحملات عسكرية.

وفي محافظة حلب خرجت مظاهرات ليلية في حي صلاح الدين وكرم البلد والسكري.

كما خرجت مظاهرات ليلية في ريف حلب ردد فيها المتظاهرون هتافات تنادي بالحرية وطالبوا بتسليح الجيش السوري الحر.

من ناحية أخرى، أظهرت صور بثها ناشطون على مواقع الثورة السورية على الإنترنت استعراضاً عسكرياً لأفراد الجيش الحر في مدينة الرستن بريف حمص.

وتظهر الصور دبابات ومدافع رشاشة استولى عليها الجيش الحر من جيش النظام خلال الاشتباكات الأخيرة في محيط مدينة حمص.

وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن “تحول نوعي” في القتال الذي تقوده المعارضة المسلحة على الأرض، مشيرا إلى استخدامها -للمرة الأولى- دبابة غنمتها من الجيش في دير الزور، وذلك بعدما أسقطت في المنطقة ذاتها طائرة استطلاع تابعة لقوات النظام.

أنان بسوريا والأسد يهاجم واشنطن

                                            وصل إلى العاصمة السورية دمشق أمس الأحد المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي أنان، في زيارة يبحث فيها الأزمة السورية المتفاقمة، في وقت هاجم فيه الرئيس السوري بشار الأسد الولايات المتحدة، واتهمها بدعم من وصفهم بالإرهابيين، وأكد بقاءه في السلطة.

ومن المقرر أن يلتقي أنان اليوم الرئيس السوري لبحث تطورات الأزمة، كما سيلتقي فريق المراقبين العسكريين في سوريا برئاسة الجنرال روبرت مود، الذي أعلن تعليق عمل البعثة نظرا لتصاعد أعمال العنف. ورجحت مصادر رسمية اجتماعه مع شخصيات سورية “من أطياف متنوعة”.

وفي وقت سابق قال المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي إن زيارة أنان ستركز على بحث خطته المكونة من ست نقاط، التي وافقت عليها سوريا وأعلنت الأمم المتحدة دعمها لها.

وأقر أنان السبت بفشل مهمته، وقال في مقابلة نشرتها صحيفة “لوموند” الفرنسية إن “جهودا كبرى بذلت لمحاولة إيجاد حل لهذا الوضع بالسبل السلمية والسياسية.. من الواضح أننا لم ننجح.. وقد لا يكون ثمة ما يضمن أننا سننجح”.

وتعليقا على ذلك، اعتبر المجلس الوطني السوري أن إقرار أنان بفشل مهمته يستدعي تحركا دوليا عاجلا “تحت الفصل السابع” من ميثاق الأمم المتحدة، رافضا دعوة أنان إلى إشراك إيران في الجهود لمعالجة الأزمة السورية.

واعتبر المجلس أن “الدعم الذي يقدمه نظام طهران لحلفائه في النظام السوري يجعله شريكا في العدوان على الشعب السوري ولا يمكنه من أن يكون جزءا من الحل ما لم تتغير مواقفه بصورة جذرية”.

وتزامنت زيارة أنان لسوريا مع دعوة وجهها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأحد إلى مجلس الأمن الدولي للضغط على النظام السوري لوقف العنف.

وقال بان في مؤتمر صحفي بطوكيو -على هامش مؤتمر دولي بشأن تقديم مساعدات لأفغانستان- إن الرئيس السوري يجب أن يفهم أن الأمور لا يمكن أن تستمر كما هي. وأضاف أن “الشعب السوري عانى طويلا، وآمل أن تنظر الدول الأعضاء في مجلس الأمن في هذه المسألة على محمل الجد عبر اتخاذ إجراءات جماعية في أسرع وقت ممكن”. وحذر بان من أن الصراع في سوريا يأخذ طابعا طائفيا.

قتل السوريين

من جهته، حمل الرئيس السوري بشدة على الولايات المتحدة، واتهمها بالمشاركة في قتل السوريين وبتقديم الدعم العسكري والسياسي للمعارضة.

وفي مقابلة مع القناة الأولى بالتلفزيون الألماني (إيه آر دي) قال الأسد إن هذه المساعدات الأميركية تمثلت في تقديم السلاح والأموال، وكذلك الدعم السياسي داخل منظمة الأمم المتحدة.

وأعرب الأسد عن رفضه لدعاوى التنحي الموجهة إليه، قائلا إنه لا ينبغي على الرئيس أن يهرب من التحديات الوطنية التي تواجه بلاده.

كما اتهم الأسد كلا من السعودية وقطر بتزويد المعارضة بالسلاح وتركيا بتهريبه إليهم، وقال إن ذلك الدعم يعرقل خطة أنان.

وأضاف “نعرف أن أنان يواجه عقبات لا حصر لها، لكن يتعين عدم السماح بفشل خطته، إنها خطة جيدة للغاية، لكن بعض الأطراف لا تريدها” .

هجوم كارثي

تأتي تصريحات الأسد على وقع تحذير شديد اللهجة وجهته وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون للحكومة السورية الأحد من “هجوم كارثي”، وأكدت أن قوى المعارضة السورية باتت أكثر فاعلية، وقالت إن “الوقت ينفد” أمام نظام الأسد.

وأضافت كلينتون في مؤتمر صحفي بطوكيو، “إذا أمكن إيجاد نهاية أسرع للعنف وبداية لعملية تحول سياسي فلن يقل عدد القتلى فحسب، بل ثمة فرصة لإنقاذ دولة سوريا من هجوم كارثي سيكون خطيرا للغاية ليس على سوريا وحدها، بل على المنطقة”.

ويبدو أن كلينتون لم تقصد بتحذيرها حدوث أي تدخل خارجي في سوريا، وإنما احتمال قيام المعارضة المسلحة هناك بشن مثل هذا الهجوم على مؤسسات الدولة، وقد استهدفت بالفعل محكمة ومحطة إذاعية في الآونة الأخيرة.

وشددت الوزيرة الأميركية على أن المعارضة السورية “باتت أكثر فاعلية في دفاعها عن نفسها، وفي مواصلة الهجوم على الجيش السوري ومليشيات الحكومة السورية، لذا يتعين أن يكون المستقبل شديد الوضوح بالنسبة لمن يؤيدون نظام الأسد”.

مظاهرة في “عرين الأسد” بوضح النهار

                                            انطلقت الاحتجاجات المناهضة للنظام السوري من دمشق، لكنها لم تتوسع إلا عند انتقالها للمحافظات البعيدة، بينما بقيت العاصمة هادئة نسبيا.

 الصحفية السورية سوسن محروس تروي مشاهداتها لمظاهرة اندلعت في حي المهاجرين “المحصن” في دمشق، وتقول إنها كانت في طريقها لزيارة إحدى صديقاتها بعد يوم مضن غير متوقعه أن شيئا من هذا القبيل سيحدث هنا أيضا, فالمكان أولا وأخيرا محصن تماما ولا يمكن للمعارضة أن تحلم بالوصول إليه أو أن تفكر مجرد تفكير في القيام بشيء ما فيه.

وأثار تجمع مجموعة من الشباب والفتيات في الشارع الذي يقود إلى الزقاق استغرابها، وتساءلت ما إن اقتربت من الشارع، كيف تمكن هؤلاء من التجمع في مثل هذا المكان الحساس، وفي هذا الوقت خاصة، دون أن يلفتوا النظر أو يثيروا الشكوك؟

 وقالت “نحن أولا وأخيرا في ظروف مصيرية وفي أكثر أحياء العاصمة السورية دمشق تحصينا، إنه حي المهاجرين العريق الذي يقع فيه القصر الجمهوري أو ما يحلو للبعض أن يسميه بعرين الأسد”.

ونقلت سوسن محروس ما عاشته في المظاهرة “تجمدت في مكاني وبدأت أراقبهم حيث أنا دون أن أتقدم خطوة واحدة تجاههم, وما إن دقت الساعة الرابعة والنصف بعد الظهر تماما حتى صرخ أحدهم بالكلمة السحرية، التي باتت معروفة في سوريا منذ انطلاق حركة الاحتجاجات الشعبية ضد نظام الرئيس بشار الأسد في 15 مارس/آذار من العام الماضي، وأقصد بها كلمة “أكبر”، وبسرعة البرق ردد الشبان والشابات وراءه بالجواب المعهود “الله أكبر.. الله أكبر”، وهكذا أخذ الشبان والصبايا وضعية خاصة متلاصقين بعضهم ببعض وبدؤوا بالتحرك”.

وكانت أصوات هتافاتهم تتعالى شيئا فشيئا وأكثر كلمة كانت تردد وتسمع واضحة هي “جايينك جايينك”، بالطبع المقصود بها هو الساكن في قصر المهاجرين، أي الرئيس الأسد.

فرغم أن القصر الرئاسي السوري انتقل قبل سنوات رسميا إلى “قصر الشعب” المطل على مدينة دمشق، فإن هناك اعتقادا واسعا في أوساط السوريين بأن أسرة الأسد تفضل البقاء في قصر المهاجرين.

وما يعزز هذه القناعة الإجراءات الأمنية المشددة حوله، إذن هي “مظاهرة في عرين الأسد”, ومع ارتفاع الهتافات التي كانت تنطلق من حناجرهم كان الشباب والصبايا يقذفون بقصاصات صغيرة.

إعاقة الأمن

وأضافت “كنت أرى هذه الأوراق أو المنشورات وهي تطير في الهواء دون أن يجرؤ أحد من السكان أو المارة على التقاطها, كما قامت فتاتان من المشاركات في المظاهرة، وبحركة سريعة، بسكب مادة مشتعلة على الطريق وإشعالها لإغلاقه لإعاقة وصول عناصر الأمن أكبر قدر ممكن”.

وذكرت “لقد رأيت الذهول على وجوه أهالي الحي، إذ لم يتوقع أحد قط أن تخرج مظاهرة في وضح النهار وفي مثل هذا المكان خاصة نظرا لموقعه الخاص, فهو لا يبعد عن المكتب الرئاسي أكثر من مائة متر تقريبا”.

ورغم خطورة هذه المظاهرة على المشاركين فيها، لم تحمل أي طابع مسلح، إذ لم ألحظ وجود أي من عناصر الجيش السوري الحر، كما جرت العادة في معظم المظاهرات التي باتت تخرج مؤخرا في العاصمة السورية دمشق أيضا، بغرض “حمايتها” كما يقولون.

ومع كل هتاف كان يردده المتظاهرون كان السكان يخرجون إلى الشرفات أكثر فأكثر. وكان بعضهم يرسم ابتسامة التفاؤل المشوبة بالخوف على وجهه، أما النساء فبدأن بالدعاء لهم أملا بأن يعود هؤلاء الشبان والشابات سالمين إلى بيوتهم.

وقالت “كما لاحظت وجود بعض الأشخاص من المارة ومن أصحاب المحلات يتحدثون على الهاتف النقال بشكل هستيري معلنين “بدء الفصل الآخر من المسرحية”, انفصلت المظاهرة بعد أن قطعت حوالي مائة متر فقط لا غير, وذلك عندما صرخ أحد الشبان بكلمة السر “فركش”, وهي بمثابة تحذير أن رجال الأمن و”الشبيحة” قادمون.

وأشارت الصحفية إلى أنه “بمجرد سماع الكلمة تفرق المتظاهرون واختفوا في حارات حي المهاجرين المتفرعة, عدت سريعا إلى أقرب مكان لانطلاق المظاهرة واختبأت في أحد الأبنية وفي مكان سمح لي بمراقبة وصول عناصر الأمن والشبيحة وكيفية تعاملهم مع مثل هذا الحدث”.

وصول الشبيحة

ومع تفرق المتظاهرين لاحظت وصول سيارة وحافلة صغيرة نزل منهما عناصر الأمن والشبيحة مدججين بالسلاح الكامل, كان الارتباك والذهول واضحين على وجوههم، فلم يكن أحد يتوقع أن تصل النيران إلى باب الدار، إلى عقر دار آل الأسد, وقف أهالي الحي يراقبون تصرفات عناصر الأمن المرتبكة.

لقد قام هؤلاء بالتوجه نحو مكان المظاهرة بشكل هستيري وهم يشتمون ويطلقون أسوأ العبارات, كان بعض الشبان يطفئون النار التي أشعلتها الفتاتان ويجمعون أوراق المنشورات الصغيرة التي فرشت الأرض بها للتخلص منها، فما كان منهم إلا أن هاجموهم رافعين السلاح في وجوههم ووجوه المارة وبدؤوا بإطلاق النار بشكل عشوائي, وبالفعل تمكنوا من إصابة أربعة منهم على الأقل، وهرب الآخرون إلى المحلات المجاورة.

ولجأ أحد الشبان المصابين إلى أحد المطاعم القريبة، فقام عناصر الأمن بمداهمة المطعم واعتقال من فيه، كما قاموا باعتقال الجرحى ووضعوهم في الحافلة الصغيرة أيضا.

ولم يكتفوا بذلك، بل نفذوا حملة اعتقالات عشوائية، إذ ألقوا القبض على أي شخص كان يمر من تلك المنطقة, بعد ذلك توافدت أعداد كبيرة من التعزيزات الأمنية، حيث قام العناصر الجدد بالانتشار في الشوارع الفرعية للحي تحسبا لعودة المتظاهرين.

كما قام بعض العناصر بجمع المنشورات التي كانت لا تزال تفرش المكان وكذلك الرصاص الذي أطلقه رجال الأمن على المارة, بعد حوالي ساعة من ذلك عاد الهدوء إلى الحي، وأجبر عناصر الأمن أصحاب المحلات على إعادة فتح محلاتهم بعد أن أغلقوها نتيجة سماع صوت إطلاق الرصاص وكأن شيئا لم يكن.

وقالت سوسن محروس “خرجت من البناء الذي كنت مختبئة فيه طوال الوقت, سمعت أحد عناصر الأمن يتحدث مع واحد من “عيون” الحي ويعاتبه كيف أنه لم يخبرهم بما يحدث أو حتى يتنبأ بحدوثه, كان كلامه مسموعا إلى حد كبير والكلمات التي وصلت إلى مسامعي كانت واضحة “لم نحسب حساب هذه المظاهرة على الإطلاق في هذا المكان, لقد فوجئنا بها، وهذا تطور خطير يجب تداركه”.

النار تشتعل في قطنا والطاعون يهدد دوما في ريف دمشق

الخدمات غائبة تماماً والجثث تحت الأنقاض أو متفسخة في الشوارع

دمشق – جفرا بهاء

يتعرض ريف دمشق لأعنف هجوم من قبل الجيش السوري منذ بدء الثورة السورية، وتبدو مدن الريف وبلداته في دائرة النار التي تتوسع لتشمل كل ما هو حي من إنسان وحيوان وحتى أشجار.

وتتعرض مدينة قطنا إلى هجوم شرس منذ ثلاثة أيام، إذ يتم قصفها وبشكل متواصل بالدبابات والهاون والمروحيات التي تحلق فوق سمائها، كما تم أمس إلقاء القنابل الضوئية التي أدت إلى حرق مساحات شاسعة من المزارع بما فيها من زرع وحيوانات.

بالإضافة لتهدم أكثر من عشرة بيوت على رؤوس أصحابها، وعدم تمكن الأهالي من سحب الجثث من تحت الأنقاض.

وتزيد أعداد الجرحى هناك عن الـ25 جريحا دون أن تتوفر فرصة لمعالجتهم بسبب احتلال عناصر الشبيحة للمشفى الوحيد الموجود في المدينة، وتحويل ذلك المشفى إلى مقر لإطلاق النار، بالإضافة لعدم وجود صيدليات لانعدام الأمان، وتعرض أي صيدلي يحاول تقديم المساعدة الطبية إلى القتل الفوري.

وفقدت المدينة أمس 3 شبان لا يتجاوز عمر أكبرهم الـ29 سنة، وهم القتلى الذين عرفوا إلى الآن، وبحسب شاهد عيان من المدينة فإن الأهالي إلى الآن غير قادرين على إحصاء عدد القتلى والجرحى بسبب عدم القدرة على الخروج من المنازل.

قطنا تعاني من حصار شديد وانقطاع لكامل الخدمات من كهرباء ومياه واتصالات، وتبدو المدينة خالية من كل شيء حي ما عدا دبابات النظام وشبيحته الذين يتجولون في الشوارع ويطلقون الرصاص هنا وهناك.

الطاعون يهدد دوما

أفاد ناشطون ميدانيون في مدينة دوما بريف دمشق بأن الوضع الصحي والإنساني هناك تدهور إلى درجة بات من الصعب الحد منه.

فالقصف العشوائي الذي استمر على دوما لعدة أسابيع متتالية وأدى إلى سقوط 600 قتيل وجرح 1700، جعل من سحب الجثث من الشوارع مهمة شبه مستحيلة، ما أدى إلى تفسخ تلك الجثث وانتشار الهواء الفاسد في المدينة.

وبقيت تلك الجثث فترة طويلة في الشوارع إلى أن استطاع الصليب الأحمر الدخول قبل 4 أيام وانتشالها وخصوصاً بعد أن تم إعدام 50 شخص هناك إعداماً ميدانياً بحسب ناشطين من المدينة.

وطال قصف قوات الأسد خزانات المياه وأنابيب الصرف الصحي ما أدى إلى اختلاط المياه وحدوث حالات تسمم.

وتبقى الخدمات في المدينة غائبة تماماً، فلا كهرباء ولا أدوية ولا اتصالات ولا حتى ماء نظيف، ما دعا ببعض الأطباء إلى إطلاق نداء استغاثة خوفاً من انتشار الأوبئة كالطاعون الذي بات يتهدد المدينة، وإن لم تظهر حالات إلى الآن مصابة به.

وكما كل المدن فإن الشبيحة يحتلون مشفى ابن سينا (المخصص سابقاً لمرضى الأمراض العقلية) ولا أحد يعرف إلى الآن ماذا حل بالمرضى الذين كانوا في المشفى.

يونيو هو الأكثر دموية في سوريا منذ بدء الثورة

كلينتون تحذر من هجوم كارثي وبريطانيا تؤكد أن الوضع بات خطيراً

العربية.نت

مع استمرار السُبات الديبلوماسي في معالجة الأزمة السورية، يتحدث دبلوماسيون عن قرب انهيار النظام من الداخل، من دون تدخل خارجي، مستندين إلى توسع رقعة الاشتباكات والانشقاقات، وتصدع الاقتصاد.

مؤتمران دوليان، في جنيف وباريس، ولقاء للمعارضة السورية برعاية الجامعة العربية في القاهرة، انعقدوا في ظرف أيام قليلة، ولكن كثافة الحراك الدولي هذا، لم يترجم قرارات عملية تغير المعادلة على الأرض.

وفي ظل هذا السبات الديبلوماسي، فإن مراقبة التغيرات على الأرض، يدل على أن المعادلة قد تكون بدأت تتغير.

مجلة ايكونوميست نقلت عن خبير في الأمم المتحدة، أن أربعين في المائة من الأراضي السورية باتت خارج سيطرة النظام، وقالت إن الثوار يوسعون مناطق نفوذهم، خصوصا في شمال غربي البلاد وشرقها.

وبالفعل، فإن القصف شبه المتواصل على مدينة ادلب، لم يساعد قوات النظام على استعادتها من الثوار.

وفي الأيام الماضية، بدأت الاشتباكات تتصاعد في داخل دمشق وحلب، قلبي النظام.

وذكرت إيكونوميست أيضا، أن الاشتباكات تضاعفت بين مارس ويونيو، الشهر الأكثر دموية منذ بدء الثورة، الذي قال ناشطون إنه في الأسبوع الأخير منه، كان يقتل مئة شخص يوميا.

هذه المعادلة الميدانية، ترافقت مع تزايد الانشقاقات بين الضباط، كان آخرها وأكثرها دلالة انشقاق العميد مناف طلاس، صديق الرئيس السوري منذ الطفولة.

وفي يوم واحد، في الخامس من يونيو، قال مسؤولون أتراك إن خمسة وثمانين ضابطا سوريا منشقا عبروا الحدود إلى تركيا مع عائلاتهم.

ومع تمدد الاشتباكات، وارتفاع وتيرة الانشقاقات، وتأزم الوضع الاقتصادي، يجمع دبلوماسيون على أن الأسد يبدو ضعيفا وأكثر انعزالا.

تحذيراتٌ أميركية من هجومٍ كارثيٍ على النظام السوري سيؤثر على البلاد والمنطقة بأكملها في حال لم يوقف النظام عملياتهِ العسكرية. تنبيه يعيدُ إلى الأذهان احتمال اللجوء إلى ضربةٍ عسكرية لم يتضح مصدرها بعد.

التحذيرات الأمريكية لسوريا جاءت على لسان ممثلة الديبلوماسية هيلاري كلينتون وهي تعكس واقعاً متغيراً ربما على الأرض، تؤكده عدة مؤشرات بأن المعارضة أصبحت أكثر فعالية في عملياتها الدفاعية والهجومية.

واشنطن تحدثت عن هجوم وشيك وصفته بالكارثي دون أن تفسر ما اذا كان الهجوم دوليا أو بإمضاء الجيش الحر، مع الإشارة إلى أن أيام نظام الأسد باتت معدودة.

كما أكدت المتحدثة باسم الحكومة البريطانية روزماري دايفز لـ”العربية” أن الوضعَ في سوريا بات خطير جدا في أعقاب فشل مهمة المبعوث الأممي كوفي عنان، لكنها تركت الباب مواربا أمام جميع الخيارات نحو إيجاد حل سلمي للأزمة السورية.

ويجري المبعوث الدولي إلى سورية كوفي عنان اليوم محادثات مع الرئيس السوري بشار الأسد حول تطورات مهمة المراقبين الدوليين في سورية، وكان عنان وصل إلى دمشق أمس حيث انتقل إلى مقر إقامة أعضاء البعثة الدولية.

مباحثات عنان مع الأسد، تأتي بعد ايام من اقراره بفشل خطتهِ ودعوتهِ في حديث مع صحيفة لوموند الفرنسية لاشراك ايران في ايجاد حل للازمة السورية.

الأسد: واشنطن تدعم المعارضين لزعزعة استقرار سوريا

وصف معارضيه بأنهم يشكلون خليطاً من القاعدة ومتطرفين خارجين عن القانون

العربية.نت

اتهم الرئيس السوري بشارُ الأسد الولايات المتحدة بدعم المعارضين المسلحين في بلاده بهدف “زعزعة استقرار” سوريا، وذلك في مقابلة مع التلفزيون العام الألماني “ايه ار دي”.

وقال الأسد: “إنهم (الأمريكيون) طرف منحاز في النزاع ويوفرون حماية ودعماً سياسياً لهذه العصابات (المعارضون) لزعزعة استقرار سوريا”، بحسب وكالة “فرانس برس”.

وأضاف: “مادام المرء يقدم مساعدة ما إلى إرهابيين فإنه شريكهم سواء عبر ارسال السلاح او المال او تقديم دعم سياسي للأمم المتحدة”.

ورغم هذه الاتهامات، لم يغلق الأسد الباب أمام حوار مع واشنطن، وتابع “لا نغلق الباب أمام أي طرف، سواء دولة او مسؤولاً، يرغب في المساعدة في معالجة المشاكل في سوريا، شرط ان يكون جدياً وصادقاً”.

يحظى بالدعم الشعبي

وهذه المقابلة التي أجريت في الخامس من تموز/يوليو والتي ستبث مساء الأحد اعتبر الرئيس السوري أن مسألة تخليه عن السلطة تعود الى الشعب السوري.

وقال الأسد: “على الرئيس ألا يتهرب من مواجهة التحديات، ونحن اليوم نواجه تحدياً وطنياً”.

وأضاف “على الشعب السوري أن يرد عبر انتخابات”، مؤكداً أنه لا يزال يحظى بالدعم الشعبي.

وتابع “ما حجم هذا الدعم وما هي النسب، ليست هذه المسالة، ليس لديّ أرقام حالياً”.

ورداً على سؤال عن آلاف القتلى المدنيين في سوريا، قال الأسد “إذا أردتم أن تعلموا الجهة التي قتلتهم، عليكم أن تعرفوا أولاً من الذي قتل هؤلاء الضحايا الذين تتحدثون عنهم غالبيتهم من أنصار الحكومة”.

وتحدث عن مجزرة الحولة ناسباً إياها الى “جماعات أتت بالمئات من خارج المدينة”.

ورأى الرئيس السوري أن المعارضين يشكلون “خليطاً من القاعدة ومتطرفين آخرين وخارجين عن القانون يفرون من الشرطة منذ أعوام إنهم مزيج من أمور مختلفة”.

ولا يبدي الأسد معارضته للحوار، معتبراً أنه “خيار استراتيجي”، لكنه يتدارك “مادام هناك إرهاب ومادام الحوار لا يؤدي الى نتيجة ينبغي محاربة الارهاب. لا يمكن مواصلة الحوار في وقت يقتلون الشعب والجيش”.

ومع وصول الموفد الدولي كوفي عنان الى دمشق في زيارة هي الثالثة لسوريا، اعتبر الأسد أن “خطة (عنان) يجب ألا تفشل وأنه يقوم بعمل صعب حتى الآن لكنه عمل جيد”.

عنان يصل سوريا بعد يوم من الإقرار بفشل خطته

الزيارة هي الثالثة له منذ تعيينه موفداً للأمم المتحدة

العربية.نت

بعد يوم واحد من إقراره بفشل خطته في سوريا، وصل المبعوث الأممي-العربي كوفي عنان إلى دمشق اليوم الأحد، في زيارة مفاجئة.

وتعد زيارة عنان إلى سوريا هي الثالثة منذ تعيينه موفداً للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا في فبراير/شباط الماضي.

وقال أحمد فوزي السكرتير الإعلامي للمبعوث الأممي-العربي إلى سوريا كوفي عنان لوكالة الأنباء الفرنسية، إن عنان قد وصل يوم 8 يوليو/تموز إلى دمشق لإجراء مباحثات مع الرئيس السوري بشار الأسد.

وغاب عنان عن اجتماع أصدقاء سوريا الذي انعقد الجمعة في باريس، وهو ما أثار غضباً لدى الحاضرين أبرزهم وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان.

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي أعلن في وقت سابق أن كوفي عنان سيزور دمشق يوم الاثنين 9 يوليو/تموز.

وقام عنان بزيارة إلى دمشق أواخر مايو/أيار الماضي، التقى خلالها الرئيس الأسد وعدداً من المسؤولين، ووفداً من “هيئة التنسيق الوطنية” المعارضة، إضافة الى شخصيات أخرى.

43 شخصاً يلقون حتفهم بنيران قوات الأسد اليوم

دير الزور تتعرض للقصف بالمدفعية ومن بين القتلى 4 أطفال

العربية.نت

استأنفت القوات النظامية عملياتها العسكرية اليوم الأحد في شمال وشرق وجنوب البلاد، وذلك بعد محاولة اقتحام ليلي لمدينتي الرستن والقصير في محافظة حمص (وسط البلاد).

وقد سقط 43 قتيلا في سوريا في أعمال عنف في مناطق مختلفة، حيث قتل طفلان جراء القصف على محافظة دير الزور، وعلى وجه التحديد بلدة الطابية جزيرة، كما قتل مواطنان أحدهما طفل في قصف على بلدة الميادين، التي شهدت اشتباكات بعد منتصف ليل السبت الأحد، والتي قضى فيها مقاتل معارض أيضا.

وفي محافظة درعا (جنوبا)، قتل مسلح بعد منتصف ليل السبت الأحد في “عملية للكتائب المقاتلة في بلدة معربة في الريف”، وثلاثة مواطنين في بلدة الحراك التي شهدت اشتباكات وقصفا، كما لفظ طفل أنفاسه “متأثرا بجروح أصيب بها جراء القصف على قرية عتمان”، بالإضافة إلى مقتل جندي منشق في اشتباكات في ريف درعا، وشهدت محافظة حماة وسط البلاد، مقتل مسلح معارض للنظام في اشتباكات في قرية التويني وستة مواطنين في إطلاق نار.

وفيما يتعلق بريف دمشق، قتلت امرأة صباح اليوم الأحد في بلدة الذيابية إثر إطلاق رصاص عشوائي، وفي محافظة إدلب (شمال غرب)، قتل طفل جراء “القصف المروحي” على بلدة الهبيط، ومقاتلان من الكتائب الثائرة المقاتلة إثر إعدامهما ميدانيا بيد القوات النظامية في مدينة خان شيخون، بحسب ما نقل المرصد عن ناشطين في المدينة.

هذا ودخلت القوات النظامية قبل أيام خان شيخون بعد اشتباكات وحملة قصف عنيفة. ووجه أهالي المدينة السبت “نداء استغاثة” عبر المرصد السوري إلى “العالم الحر” دعوا فيه إلى “إنقاذهم من الموت الذي يعيشونه كل يوم بسبب القصف المستمر للمدينة والإعدامات الميدانية التي تقوم بها القوات النظامية السورية وأجهزة المخابرات وفرق الشبيحة في حق أهالي المدينة”.

الأسد: لا أخشى مصير القذافي ومبارك

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قال الرئيس السوري بشار الأسد إنه لا يخشى أن يلاقي مصير الرئيس المصري السابق حسني مبارك أو العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، معتبرا أن “الوضع في بلاده مختلف تماما”.

وفي مقابلة مع التلفزيون الألماني “إيه.آر.دي”، أكّد الأسد أنه لا يوجد وجه مقارنة بينه وبين مبارك، مشيرا إلى أن “ما حدث في مصر مختلف عما يحدث في سوريا.. لا وجه للمقارنة”.

كما رفض أي مقارنات مع ليبيا، حيث ساعدت الغارات الجوية التي شنها حلف شمال الأطلسي (ناتو) الثوار في الإطاحة بنظام العقيد الليبي، معتبرا أن “وصف ما حدث للقذافي هو وحشية وجريمة”.

من جهة أخرى، قال الرئيس السوري إن غالبية ضحايا العنف في بلاده من مؤيديه وليس من خصومه، متهما في الوقت نفسه واشنطن بتوفير الحماية والدعم السياسي “للإرهابيين” لـ”زعزعة استقرار سوريا”.

وتأتي تصريحات الأسد غداة تحذير وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون من أن الوقت ينفد قبل إنقاذ سوريا من “هجوم قد يكون كارثيا”، وتزامنا مع وصول المبعوث الدولي كوفي أنان إلى دمشق لإجراء محادثات مع الأسد بعد يوم من إقراره بفشل خطته للسلام حتى الآن في انهاء إراقة الدماء المستمرة منذ 16 شهرا في سوريا.

وردا على سؤال عن “مجزرة الحولة” التي سقط فيها 108 قتلى بينهم 49 طفلا وأثارت تنديدا دوليا، ألقى الأسد باللائمة على “العصابات” التي “قدمت بالمئات من خارج المدينة”.

وكانت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة قالت إن بعض ضحايا المجزرة أعدموا على أيدي القوات “شبه العسكرية التي تساند الحكومة”، فيما قتل الآخرون “نتيجة القصف بالمدفعية والدبابات”.

إلى ذلك، اتهم الأسد الولايات المتحدة ودول أخرى بتزويد المعارضين الذين يحاولون اسقاطه، بالسلاح ووسائل دعم أخرى، مؤكدا أن واشنطن تتحمل في نهاية المطاف المسؤولية عن مقتل المدنيين الأبرياء.

وعن خطة المبعوث المشترك، قال “نعرف أن أنان يواجه عقبات لا حصر لها لكن يتعين عدم السماح بفشل خطته.. إنها خطة جيدة للغاية”.

وأضاف الأسد “العقبة الكبرى هي أن كثيرا من الدول لا تريد لهذه الخطة أن تنجح ولذلك تقدم الدعم السياسي للإرهابيين في سوريا وتواصل تزويدهم بالمال والسلاح”.

وكان أنان أقر، السبت، بفشل مهمته، وقال إن “هذه الأزمة مستمرة منذ 16 شهرا، وتدخلي بدأ قبل 3 اشهر. تم بذل جهود كبرى لمحاولة إيجاد حل لهذا الوضع بالسبل السلمية والسياسية. من الواضح أننا لم ننجح. وقد لا تكون هناك أي ضمانة بأننا سوف ننجح”.

الفصل السابع.. ملاذ السوريين من العنف

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

تصاعد الحديث مؤخرا عن ضرورة استخدام الفصل السابع، من ميثاق الأمم المتحدة، لوضع حد للعنف المتصاعد في سوريا منذ أكثر من 16 شهرا.

ويتزامن الحديث على الدوام عن استخدام الفصل السابع، مع التلويح باستخدام القوة، بعد موافقة مجلس الأمن الدولي، في حال تعذرت كل الطرق السلمية لوقف العنف ضد المدنيين، وشكلت الدولة تهديدا للسلم أو أخلت به.

وأحدث دعوة في هذا الصدد أطلقها المجلس الوطني السوري المعارض، الاثنين، حين اعتبر في بيان له أن إقرار الموفد الدولي العربي كوفي أنان بفشل مهمته، يستدعي تحركا دوليا عاجلا “تحت الفصل السابع”.

وفي السادس من يوليو الجاري، طالب البيان الختامي لمؤتمر أصدقاء سوريا الذي عقد في باريس، الجمعة، بوضوح، مجلس الأمن الدولي، بإصدار قرار ملزم تحت الفصل السابع، للضغط على الرئيس السوري بشار الأسد للتخلي عن الحكم.

وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، في حوار مع “سكاي نيوز عربية”، الأربعاء: “لن ينهي العنف سوى قرار ملزم من مجلس الأمن تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة”.

وفي السابع من يونيو الماضي، أعربت الولايات المتحدة الأميركية على لسان وزير خزانتها، عن رغبتها في استخدامه للضغط على سوريا.

فما هو الفصل السابع؟ وهل يُمكن استخدامه بالفعل من وضع حد لموجة العنف المتواصلة في سوريا في ظل التحفظ الروسي والصيني عليه؟

ينص الفصل السابع، الذي يتكون من 13 مادة، على اتخاذ تدابير قسرية بحق الدول التي تهدد السلم، وتتفاوت بين العقوبات الاقتصادية في حدها الأدنى، واستخدام القوة العسكرية إن لزم الأمر، كحل أخير.

وتم تفعيل الفصل السابع في فبراير ومارس من العام 2011، لإعطاء تفويض لحلف شمال الأطلسي (الناتو) للتدخل في ليبيا بهدف حماية المدنيين. وأدى ذلك التدخل في حينه إلى سقوط نظام العقيد معمر القذافي، الذي حكم البلاد أكثر من 40 عاما.

ويسمح الفصل السابع بممارسة الضغط على الدول التي لا تمتثل لقرارات مجلس الأمن الدولي، ويصبح استخدامه نافذا عندما يكون هناك “تهديد للسلم، أو إخلال به، أو وقوع عدوان”.

وبإمكان مجلس الأمن “أن يقرر ما يجب اتخاذه من التدابير التي لا تتطلب استخدام القوات المسلحة لتنفيذ قراراته، وله أن يطلب من أعضاء الأمم المتحدة تطبيق هذه التدابير”، وفق ما تنص عليه المادة 41 من ميثاق الأمم المتحدة.

ويمكن أن تتضمن هذه الإجراءات “وقف العلاقات الاقتصادية، وقطع المواصلات الحديدية والبحرية والجوية والبريدية والبرقية واللاسلكية، وغيرها من وسائل المواصلات، جزئيا أو كليا، وقطع العلاقات الدبلوماسية”.

وإذا رأى مجلس الأمن أن هذه التدابير “لا تفي بالغرض”، بإمكانه اللجوء إلى المادة 42 التي تجيز له “أن يتخذ عن طريق القوات الجوية والبحرية والبرية من الأعمال ما يلزم لحفظ السلم والأمن الدولي، أو إعادته إلى نصابه”.

وفي هذا الإطار تتعهد جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة أن “تضع في تصرف مجلس الأمن، بناء على طلبه وطبقا لاتفاق أو اتفاقات خاصة، ما يلزم من القوات المسلحة والمساعدات والتسهيلات الضرورية لحفظ السلم والأمن الدولي، ومن ذلك حق المرور”، وفق ما تقول المادة 43 من الميثاق.

اشتباكات مسلحة في العباسيين بدمشق

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

اندلعت اشتباكات مسلحة بين الجيش السوري النظامي و”الجيش الحر” في ساحة العباسيين بالعاصمة دمشق ليل الأحد الاثنين، في وقت تعرضت مدن عدة لقصف عنيف ما أسفر عن مقتل 21 شخصا، حسب ما أفاد نشطاء من المعارضة.

وذكرت لجان التنسيق المحلية أن بلدات عدة بدرعا وريفها تعرضت لقصف عنيف، كما طال القصف بلدتي زبدين ودير العصافير بريف دمشق.

وأشارت إلى أن دبابات الجيش السوري اقتحمت قرية سريجين بحماة وسط “إطلاق نار كثيف وحرق للمنازل وحملة دهم واعتقالات واسعة وتطويق القرية من كافة مداخلها”.

من جانبها، أفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن سكانا في مدينة الرستن بحمص “يعانون من القصف اليومي على المدينة من قبل الجيش السوري”، ونشرت شريط مصور على “يوتيوب” يظهر عمليات قصف تعرض لها مدنيون “أثناء نزوحهم” عن المدينة.

وفي درعا، قالت الشبكة إن “أهالي بلدة النعيمة يعانون من القصف المستمر، وينزحون للملاجئ غير المجهزة بأبسط مقومات الحياة كالكهرباء والماء”.

يشار إلى أن قوات المعارضة المسلحة اكتسبت ثقة في الأسابيع الأخيرة، وقامت بشن هجمات أكثر جرأة وسيطرت على مساحات صغيرة من الأراضي في البلاد.

وفي أواخر يونيو الماضي، اشتبكت تلك القوات مع الجيش على بعد أميال قليلة من قصر الرئاسة في دمشق وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

الوطني السوري يدعو لـ”الفصل السابع

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

اعتبر المجلس الوطني السوري المعارض أن إقرار الموفد الدولي العربي كوفي أنان بفشل مهمته يستدعي تحركا دوليا عاجلا “تحت الفصل السابع” من ميثاق الأمم المتحدة، رافضا دعوة أنان إلى إشراك إيران في الجهود لمعالجة الأزمة السورية.

وقال المجلس في بيان نشر فجر الاثنين وحصلت “سكاي نيوز عربية” على نسخة منه إن أنان: “أقر أن خطته للتعامل مع الوضع في سوريا لم تنجح ما يستدعي التحرك العاجل على المستوى الدولي لوقف مسلسل القتل الهجمي الذي يمارسه النظام” السوري.

وأضاف أن عدم التزام النظام ببنود خطة أنان “يقتضي وضع المجتمع الدولي أمام التزاماته، وفي المقدمة منها اتخاذ مجلس الأمن قراراته تحت الفصل السابع وفرض عقوبات ملزمة على النظام”.

ووصل أنان إلى دمشق مساء الأحد في زيارة هي الثالثة لسوريا، في إطار مهمته كموفد للأمم المتحدة والجامعة العربية.

وعشية وصوله، أقر أنان في حديث إلى صحيفة لوموند الفرنسية بفشل خطته، وقال: “هذه الأزمة مستمرة منذ 16 شهرا، وتدخلي بدأ قبل ثلاثة أشهر. تم بذل جهود كبرى لمحاولة إيجاد حل لهذا الوضع بالسبل السلمية والسياسية. من الواضح أننا لم ننجح”.

كذلك، استغرب المجلس الوطني “دعوة أنان إيران للمشاركة في مجموعة العمل حول سوريا”، معتبرا أن “الدعم الذي يقدمه نظام طهران لحلفائه في النظام السوري يجعله شريكا في العدوان على الشعب السوري ولا يمكنه من أن يكون جزءا من الحل ما لم تتغير مواقفه بصورة جذرية”.

وعارض الأميركيون والأوروبيون دعوة إيران حليفة دمشق إلى مؤتمر جنيف الوزاري الأخير حول سوريا، لا سيما بسبب النزاع مع طهران حول البرنامج النووي الإيراني.

عنان يجري محادثات مع الرئيس السوري تهدف لوقف العنف

عنان يحاول مع الرئيس السوري تحقيق هدف خطته التي أقر بفشلها

يجري المبعوث الدولي العربي كوفي عنان محادثات في سوريا الاثنين مع الرئيس السوري بشار الأسد تهدف إلى إنهاء العنف في البلاد.

وكان عنان قد وصل إلى دمشق مقرا بأن خطته للسلام في سوريا قد فشلت في وقف العنف.

وفي الوقت ذاته أوضح الرئيس الأسد بجلاء أنه لا يعتزم التخلي عن السلطة.

وقال الأسد -في مقابلة مع التليفزيون الألماني- إن سوريا تواجه تحديا قوميا، والرئيس لا ينبغي أن يهرب من التحدي.

واتهم الأسد الولايات المتحدة بمساعدة من وصفهم بـ”العصابات”، من أجل زعزعة الاستقرار في البلاد.

انتقاد الزيارة

وانتقد المجلس الوطني المعارض الاثنين زيارة الموفد الدولي العربي إلى دمشق، معتبرا أن إقرار عنان مؤخرا بفشل مهمته في سوريا، يستدعي تحركا دوليا عاجلا “تحت الفصل السابع” من ميثاق الأمم المتحدة.

وقال المجلس في بيان صدر فجر الاثنين إن عنان اختار، رغم استمرار القتل في سوريا، “الاجتماع مع رموز النظام السوري، بينما قوبل غيابه عن مؤتمر أصدقاء الشعب السوري في باريس باستغراب ودهشة الدول المشاركة”.

وأضاف أن السوريين “لا يجدون مسوغا لخطوات الموفد المشترك بينما تقتضي التصريحات التي أكد فيها أن مهمته ليست مفتوحة زمنيا، التحرك العاجل على المستوى الدولي لوقف مسلسل القتل الهمجي الذي يمارسه النظام”.

وأشار البيان إلى أن عنان “أقر أن خطته للتعامل مع الوضع في سوريا لم تنجح، وهذا يستدعي التحرك العاجل على المستوى الدولي لوقف مسلسل القتل الهمجي الذي يمارسه النظام السوري”.

وأضاف أن عدم التزام النظام ببنود خطة عنان “يقتضي وضع المجتمع الدولي أمام التزاماته وفي المقدمة اتخاذ مجلس الأمن قراراته تحت الفصل السابع وفرض عقوبات ملزمة للنظام”.

كما انتقد المجلس دعوة عنان إلى إشراك إيران في حل الأزمة السورية، وقال إنه يستغرب دعوته إيران للمشاركة في مجموعة العمل حول سوريا، “ويرى أن الدعم الذي يقدمه نظام طهران لحلفائه في النظام السوري يجعله شريكا في العدوان على الشعب السوري، ولا يمكنه من أن يكون جزءا من الحل”.

وكان عنان قد وصل إلى دمشق مساء الأحد، في زيارة هي الثالثة لسوريا، في إطار مهمته كموفد للأمم المتحدة والجامعة العربية.

وعشية وصوله أقر عنان في حديث إلى صحيفة لوموند الفرنسية بفشل خطته، وقال “هذه الأزمة مستمرة منذ 16 شهرا، وتدخلي بدأ قبل ثلاثة أشهر. تم بذل جهود كبرى لمحاولة إيجاد حل لهذا الوضع بالسبل السلمية والسياسية. من الواضح أننا لم ننجح”.

ميدانيا

وعلى الأرض تتعرض أحياء عدة في مدينة حمص في وسط سوريا، لاسيما حي الخالدية، اليوم الاثنين لقصف عنيف منذ ساعات يترافق مع محاولة اقتحام تقوم بها القوات النظامية، ومواجهات ضارية مع المجموعات المقاتلة المعارضة، بحسب ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال المرصد في إن “حي الخالدية في مدينة حمص يتعرض منذ ساعات لقصف عنيف من القوات النظامية التي تحاول اقتحام الحي، وتشتبك مع مقاتلي الكتائب الثائرة المقاتلة في عدة محاور على مداخل الحي”.

وذكر ناشطون أن القصف يطال أيضا أحياء جورة الشياح، والقصور، وحمص القديمة، وتستخدم فيه قذائف الهاون والمدفعية وراجمات الصواريخ، وذلك لليوم الثالث والثلاثين على التوالي.

وأفاد المرصد باشتباكات بعيد منتصف الليل قرب كراجات العباسين في دمشق.

وفي ريف دمشق، تعرضت بلدتا دير العصافير وزبدين ومدينة قطنا لقصف من القوات النظامية السورية ليلا.

كما أشار المرصد إلى اشتباكات وقعت فجرا في أحياء عدة من مدينة حلب بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين.

وتسبب انفجار عبوة ناسفة في حي بستان القصر في المدينة استهدف دورية أمنية في مقتل عنصري أمن.

اشتباكات

وفي مدينة دير الزور وقعت اشتباكات في شارع بور سعيد بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين، ترافقت مع سقوط قذائف على أحياء الموظفين والعرفي والجبيلة، بحسب المرصد.

وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان صباح اليوم الاثنين أن “القصف تجدد على المدينة بالدبابات والأسلحة الثقيلة، لليوم الثامن عشر على التوالي”.

وفي محافظة درعا وقعت اشتباكات بعد منتصف ليل الأح-الاثنين في منطقة تل شهاب على الحدود السورية الأردنية، بحسب المرصد.

وأفاد المرصد قبل منتصف الليلة الماضية بمقتل ستة عناصر من القوات النظامية السورية في استهداف سيارتهم من مقاتلين معارضين في منطقة جبل التركمان في ريف اللاذقية.

وفي محافظة حماة ذكرت لجان التنسيق المحلية في بيان صباح الاثنين أن “جيش النظام اقتحم قرية سريجين بعدد كبير من الدبابات والمدرعات بالتزامن مع إطلاق نار كثيف وحرق للمنازل وحملة دهم واعتقالات واسعة”.

وقتل في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا الأحد حوالى مئة شخص، بحسب المرصد السوري.

BBC © 2012

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى