أحداث الاحد، 12 حزيران 2011
سورية: مشكلة اللاجئين تُقلق تركيا وحملة الدبابات تشتد في جسر الشغور
باريس – رندة تقي الدين
نيويورك، عمان، دمشق، أنطاليا، غوفيتشي (تركيا) – «الحياة»، أ ف ب، رويترز – استمر تدفق اللاجئين السوريين الى تركيا، خصوصاً من بلدة جسر الشغور، هرباً من عملية عسكرية بدأها الجيش السوري الجمعة، وارتفع عدد اللاجئين الى 4600 آوتهم السلطات التركية في مخيمات قرب الحدود السورية حيث تجمع مقابلهم آلاف آخرون مترددين بالدخول والتحول الى لاجئين، وسط قلق من تدفق عشرات الآلاف اذا استمرت الحملة العسكرية وتوسعت.
ومع دخول قوات من الجيش الى جسر الشغور ازداد تدفق اللاجئين السوريين الى تركيا، التي سارعت الى جمعهم في مخيمات يُشرف عليها الدرك التركي ويتم نقل المصابين الى المستشفيات في محافظة هاتاي.
وأكد خالد شفيق، نائب وكيل وزارة الخارجية التركية، ان بلاده مستعدة لاستقبال المزيد من اللاجئين الذين تم ايواء معظمهم في مخيم في يايلاداغي. وبدأ الهلال الاحمر التركي بإقامة مخيمين آخرين في التينوزوي وبوينيوغون لإيواء آلاف اخرى يُنتظر وصولهم كما أعدت السلطات مستشفى ميدانياً في يايلاداغي لتقديم الإسعافات الاولية. وتمت تغطية سياجات المخيمات لمنع الصحافيين من التقاط صور لداخل المخيم الذي منع الصحافيون من دخوله.
وصعّد البيت الابيض لهجته تجاه سورية داعياً الى «وقف فوري للوحشية والعنف» ومحذراً من «نزاع مذهبي»، في حين حذرت دمشق الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون من ان إقرار مشروع قرار اوروبي يدين سورية لن يؤدي الا الى تشجيع «المتطرفين والارهابيين» معتبرة القرار «تدخلاً صارخاً في الشؤون الداخلية».
واستأنف أعضاء مجلس الأمن امس المداولات، التي فشلت حتى الآن في الاتفاق على طرح هذا المشروع على التصويت، مع استمرار روسيا والصين في رفض فكرة أي مناقشة للقضية في المجلس وتلويحهما باستخدام حق النقض لرفض القرار.
وقال ديبلوماسي غربي في مجلس الأمن لـ «الحياة» إن تركيا منخرطة في المداولات الدولية الجارية في شأن الأزمة «خصوصاً أنها أبدت انزعاجها وقلقها من تفاقم الأوضاع قرب حدودها وما يسببه من نزوح للمدنيين الى أراضيها». وشدد على أنها «أبدت إشارات قوية الى إمكان دعمها مشروع القرار الأوروبي في مجلس الأمن الدولي».
وأفاد ناشطون ان مروحيات حربية سورية اطلقت نيران مدافعها الرشاشة لتفريق الاحتجاجات أول من امس في معرة النعمان لكن السلطات السورية قالت ان «تنظيمات إرهابية مسلحة قامت (أول) أمس بأعداد كبيرة بمهاجمة مفرزة تابعة للقوى الأمنية في معرة النعمان ما تسبب بوقوع عدد من الشهداء والجرحى في صفوف القوى الأمنية».
ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي ) عن شاهد عيان فر عبر الحدود الى تركيا السبت قوله ان القوات السورية استخدمت الدبابات في مهاجمة قرية قرب جسر الشغور وحولت بساتين الزيتون، بعدما قطعت اشجارها، وحقول القمح الى كرات نار.
ومن شأن استخدام الدبابات في مهاجمة القرية ان يمثل تصعيداً لمستوى العنف الذي تستخدمه القوات السورية في اخماد الاحتجاجات. وقال الشاهد انه جاء من قرية على بعد اربعة كلم من بلدة جسر الشغور وانه شاهد 40 دبابة تدخل قرية قريبة وقد احاط بها جنود يحملون البنادق.
وصعّد البيت الابيض لهجته تجاه سورية داعياً الى «وقف فوري للوحشية والعنف» وحذر من ان الرئيس الاسد يقود شعبه الى «طريق خطير» داعياً الشعب السوري الى المحافظة «على وحدته والعمل على تفادي النزاع المذهبي»، الأمر الذي يعكس قلقاً أميركياً من اندلاع حرب أهلية في سورية ويظهر محدودية الخيارات المتاحة لواشنطن.
وفي غضون ذلك، حذر وزير الخارجية السوري وليد المعلم في رسالة وجهها الى الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون من ان إقرار مشروع قرار اوروبي يدين سورية لقمعها المحتجين المناهضين للحكومة لن يؤدي الا الى تشجيع «المتطرفين والارهابيين» واعتبره «تدخلاً صارخاً في الشؤون الداخلية لسورية ومحاولة لزعزعة استقرارها والتحكم في القرارات الحالية والمقبلة ومقدرات شعبها».
ويأتي هذا التحذير فيما يستأنف أعضاء مجلس الأمن المداولات التي فشلت حتى الآن في الاتفاق على طرح هذا المشروع على التصويت، إذ لا تزال روسيا والصين ولبنان تعارض مشروع القرار، فيما تبدي الهند وجنوب أفريقيا والبرازيل تحفظات قوية عنه.
وأوضح أن تصاعد العنف في سورية وتدهور الوضع الأمني «يجعل تركيا شريكاً أساسياً في الهواجس وتالياً في التحرك لمعالجتها، وليس فقط العالم العربي». وعما إذا كانت تركيا تشكل بديلاً إقليمياً عن جامعة الدول العربية يمكن مجلس الأمن الاستناد الى دعمه للتدخل في الأزمة السورية قال الديبلوماسي إن تركيا «وإن لم تكن عضواً في مجلس الأمن إلا أنها دولة ذات وزن إقليمي كبير، ومتأثرة مباشرة بأحداث العنف في سورية».
على صعيد آخر، علم ان ممثلين من «هيئة الحوار الوطني» بدأوا اتصالاتهم مع عدد من الشخصيات السورية للبحث في موضوع مشاركتهم في اللقاء التشاوري الممهد لمؤتمر الحوار الوطني. وقالت مصادر مطلعة لـ «الحياة» ان عملية اعداد مسودات القوانين، بينها قانون الاحزاب السياسية، ستسرع كي تعرض «ملامحها» على اللقاء.
وفي باريس قال مصدر فرنسي رفيع لـ «الحياة» ان رسالة وزير الخارجية السوري الى الامين العام للامم المتحدة، التي يطلب فيها مساعدة الامم المتحدة في مواجهة الارهاب والتطرف تندرج في النهج السوري الحالي للاظهار ان النظام معرض لهجوم ارهابي بايحاء من الخارج تحركه ايديولوجية اسلامية متطرفة وانهم قوة تقاوم مثل هذا الخطر على المنطقة.
وقال ان باريس لا تأخذ هذا الادعاء في الاعتبار «لأن في سورية تطلعات شعبية عميقة للاصلاح وانه من المؤسف ان النظام اكتفى باعلان نيات بالاصلاح التي لم تنفذ».
وقال المصدر ان باريس تعتقد ان النظام السوري سيحاول كسر الثورة وقمعها بالقوة وانه حتى الآن لم ينجح بل يواجه توسع ثورات المدن التي تزداد يومياً ما سيؤدي الى سقوط النظام.
4600 سوري لجأوا الى تركيا والآلاف ينتظرون عند الحدود
عمان، دمشق، أنطاليا، غوفيتشي (تركيا) – أ ف ب، رويترز – تدفق مئات اللاجئين السوريين في الساعات الـ24 الاخيرة الى تركيا، مما يرفع الى 4600 عدد هؤلاء في مخيمات اقيمت على الحدود السورية جنوب تركيا، فيما ساد «توتر كبير في المنطقة بعد تمركز القوات السورية عند مداخل جسر الشغور» كما أفاد ناشط أكد ان «الناس رحلوا باتجاه الحدود التركية القريبة، بين اربعة وخمسة آلاف شخص يريدون الهرب الى تركيا».
وفي غضون ذلك، تجمع آلاف السوريين الفارين على طول الحدود التركية إثر اعمال العنف الاخيرة في المدن المجاورة، مترددين في عبور الحدود والتحول الى لاجئين، فيما أكد ناشطون ان مروحيات حربية سورية اطلقت نيران مدافعها الرشاشة لتفريق الاحتجاجات أول من امس.
وأفاد مصدر تركي رسمي أمس، ان حوالى 300 شخص فروا من القمع في سورية وصلوا السبت الى تركيا ما يرفع الى 4600 عدد اللاجئين السوريين في مخيمات اقيمت على الحدود جنوب تركيا.
وكانت حصيلة سابقة نشرتها صباح أمس وكالة أنباء الأناضول، تحدثت عن وصول 4300 لاجئ سوري فروا من قمع السلطات في بلدهم.
ويتم ايواء هؤلاء اللاجئين في مخيمات في محافظة هاتاي، واستقبالهم من الدرك التركي ونقلهم الى المخيمات او المستشفيات، حيث نقل نحو 60 شخصاً الى المستشفى.
وينتظر عشرات السوريين الآخرين عند منطقة عازلة على الحدود لدخول تركيا، بحسب قناة «ان تي في» التركية.
وتم ايواء معظم اللاجئين في مخيم في يايلاداغي. وبدأ الهلال الاحمر التركي بإقامة مخيمين آخرين في التينوزوي وبوينيوغون لإيواء 4 آلاف وخمسة آلاف شخص، بحسب مصادر انقاذ محلية.
كما أعدت السلطات مستشفى ميدانياً في يايلاداغي، حيث يوجد معظم اللاجئين، لتقديم الإسعافات الاولية.
وتمت تغطية سياجات المخيمات لمنع الصحافيين من التقاط صور لداخل المخيم. ومنع الصحافيون من دخول المخيمات.
وقال هاليت جيفيك المسؤول الكبير في الخارجية للصحافيين، إن «تركيا أعدت كل شيء لاستقبال اللاجئين السوريين» من دون الإشارة الى عدد اللاجئين الذين يتوقع ان تستقبلهم بلاده في الايام المقبلة.
وقال خالد شفيق، نائب وكيل وزارة الخارجية التركية، إن 4300 سوري عبروا الحدود، وإن تركيا مستعدة لاستقبال المزيد من التدفق، غير انه رفض توقع عدد اللاجئين الذين من المحتمل ان يأتوا، موضحاً ان «تركيا استقبلت عدداً كبيراً من الضيوف في الماضي في اشد اوقات حاجتهم، ويمكننا فعل ذلك مرة اخرى».
وفر معظم اللاجئين من بلدة جسر الشغور السورية التي تقع على بعد 40 كلم عن تركيا، والتي تشهد عمليات لقوات الامن السورية في الايام الأخيرة.
وأفاد ناشط يساعد في تنسيق حركة اللاجئين، أن آلافاً آخرين يتجمعون قرب الجانب السوري من الحدود.
وقال الرجل الذي عرّف عن نفسه باسم ابو فادي، إن «منطقة الحدود تحولت عملياً الى منطقة عازلة. الأُسر أوت إلى تحت الاشجار، وهناك ما بين سبعة آلاف وعشرة آلاف شخص هنا الآن».
وفي غضون ذلك، تجمع آلاف السوريين الفارين على طول الحدود التركية مترددين في عبور الحدود والتحول الى لاجئين، فيما تنشط حركة الدراجات والسيارات والشاحنات الخفيفة (بيك أب) التي تجلب المزيد من النازحين.
وأصبحت لدى الاطفال والفتيان خبرة في عبور الاسلاك الشائكة للذهاب الى قرية غوفيشي لشراء الخبز وحفاظات الأطفال والمواد الاساسية الاخرى، مخاطرين بتعرضهم لجزر دوريات الدرك التركي.
بيد ان هذه الجموع التي توزعت الى مجموعات مكونة من مئات الاشخاص، لا تزال تتردد في العبور الى الجانب الآخر من الحدود، رغم ان الهلال الاحمر التركي اقام ثلاثة مخيمات لاستقبالهم. وتؤوي الخيام ثلاثة آلاف لاجئ.
وقال ابو طلال (45 عاماً)، الذي اقام مع اقاربه عند تلة تشرف على الحدود: «الجميع غادر ولم يبق احد» في مدينة جسر الشغور (شمال غرب سوريا) التي يقطنها 50 الف نسمة، وكانت شهدت اعمال عنف دامية لعدة ايام. وأضاف: «قدمنا جميعاً الى هنا ونحن ننتظر، اذا ساءت الامور اكثر فسنعبر الى تركيا».
وقال فار آخر وهو يشير بيده الى جانب من الاسلاك الشائكة يسهل اجتيازه ومحاذ للطريق الذي يستخدمه عناصر الدرك التركي لدورياتهم: «قال لنا الاتراك اعبروا من هذا المكان في حال دهمكم خطر».
وروى بعض النازحين الى تركيا، وهم لا يزالون تحت وقع الصدمة، اعمالَ العنف التي عاشوها في قراهم. وقال رجل أربعيني بشوارب رفض الكشف عن اسمه، إنه في سرمانية «قدِموا (القوات) مدعومين بثلاثين دبابة و60 مدرعة من الفرقة الرابعة. وأطلقوا الرصاص والقذائف، لقد رأيتهم».
وأضاف أن «الجثث كانت لا تزال في الشوراع».
وروى رجل خمسيني كيف تم تدمير قريته (كمب العلمان): «في قريتي كان هناك 40 منزلاً، لقد دمروها بالكامل، حتى أشجار الزيتون أحرقوها».
وقال رجل مسن ملتح: «منذ يومين او ثلاثة كانوا يستعدون. وهذا الصباح (أمس) هجموا من كل الجهات»، مضيفاً: «أضرموا النار في كل شيء، في المنازل والحقول والسيارات»، فيما قالت أخرى: «لقد جئنا لأننا خفنا على حياتنا، وخفنا على شرفنا، انهم يغتصبون النساء هناك».
وقال سكان محليون، إن 15 الف جندي على الاقل، بالإضافة الى دبابات وناقلات جند نشروا قرب جسر الشغور، وقال لاجئ عَبَرَ الحدود الى تركيا، ان «جسر الشغور خالية فعلياً». ووصف رجل يبلغ من العمر 40 عاماً، مصاب برصاصة ما زالت في فخذه، التمردَ في صفوف القوات السورية، وقال: «بعض قوات الامن انشقت، ورفض البعض في الجيش أوامر رؤسائهم. انهم يطلقون النار على بعضهم».
في غضون ذلك، أكد ناشطون ان مروحيات حربية سورية اطلقت نيران مدافعها الرشاشة لتفريق الاحتجاجات الجمعة في أول استخدام تتحدث عنه التقارير للقوة الجوية ضد المحتجين، وقال «المرصد السوري لحقوق الانسان»، ان «5 مروحيات على الاقل حلقت فوق معرة النعمان، وبدأت في اطلاق نيران مدافعها الرشاشة لتفريق عشرات الآلاف الذين شاركوا في الاحتجاج» الجمعة.
وقال الشاهد الذي عرّف نفسه باسم نواف: «اختبأ الناس في الحقول وتحت الجسور وفي منازلهم، لكن اطلاق النار استمر لساعات على الشوارع التي كانت شبه خالية».
وقال متظاهر عبْر الهاتف: «كانت هناك احتجاجات سلمية اليوم (أمس) في معرة النعمان تطالب بالحرية وسقوط النظام. تركتنا قوات الامن نحتج، لكنها فتحت النار لتفريقنا عندما رأت أن حجم التظاهرة يزداد».
وأضاف: «اثناء الاحتجاج، رفض ضابطان وثلاثة جنود اطلاق النار، فحملناهم على أكتافنا، وبعد ذلك فوجئنا بطائرات هليكوبتر تطلق النار علينا».
المعلم في رسالة إلى بان كي – مون: أيّ قرار دولي من شأنه تشجيع الإرهاب
واشنطن تدعو إلى وقف حملة القمع
دمشق تؤكّد التزامها بناء الديموقراطية وتوسيع المشاركة
اعتبر وزير الخارجية السوري وليد المعلم إن أي قرار يتبناه مجلس الأمن في ما يخص الأحداث في سوريا “لن يؤدي إلا إلى تفاقم الوضع وتشجيع المتطرفين والإرهابيين”، مؤكداً أن الحكومة السورية ملتزمة بناء الديموقراطية وتوسيع مشاركة المواطنين في العملية السياسية وترسيخ الوحدة الوطنية بشكل حازم وضمان النظام العام.
في حين صعدت واشنطن لهجتها ضد سوريا، داعية الى وقف حملة القمع على الاحتجاجات المطالبة بالديموقراطية والمستمرة منذ قرابة ثلاثة اشهر، غداة مقتل 25 متظاهراً برصاص قوات الامن التي ساندتها مروحيات هجومية في مدينة جسر الشغور شمال غرب البلاد .
وبعد انباء عن ان الرئيس السوري بشار الاسد لا يرد على اتصالات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون، كشف امس عن رسالة من المعلم الى الامين العام للمنظمة الدولية، جاء فيها: “إننا متأكدون تماما من أن أي قرار يتبناه هذا المجلس تحت أي عنوان لن يؤدي إلا إلى تفاقم الوضع وإرسال رسالة الى هؤلاء المتطرفين والإرهابيين مفادها أن التدمير المتعمد الذي يقومون به يحظى بدعم مجلس الأمن”.
وكان مجلس الامن بدأ الاربعاء مناقشة مشروع قرار معدل تقدمت به اربع دول اوروبية بينها فرنسا وبريطانيا لادانة ما سمته “القمع ضد المحتجين” في سوريا، وسط معارضة من روسيا والصين لصدور قرار كهذا.
واضاف المعلم إن “دمشق ليس أمامها خيار سوى المضي قدما لضمان امن الأمة والشعب”، معربا عن أمله أن “تساعد الأمم المتحدة والدول الأعضاء فيها سوريا في مواجهة تحديات التطرف والإرهاب وألا تتبنى بشكل متعجل موقفا يوفر غطاء للعصابات القاتلة والمدمرة”. وأوضح أن “التحركات الديبلوماسية لإدانة سوريا في نيويورك وأماكن أخرى تمثل تدخلا صارخا في الشؤون الداخلية لسوريا ومحاولة لزعزعة استقرارها والتحكم في القرارات الحالية والمقبلة ومقدرات شعبها”، لافتا إلى أن “دولا معينة تبني وجهات نظرها في شأن ما يحدث في سوريا على معلومات خطأ، وتتجاهل كل الإصلاحات التي تنفذها الحكومة السورية والجرائم التي ترتكبها العصابات المسلحة”.
وتتهم السلطات السورية ومواطنون سوريون محطات فضائية ووكالات أنباء بتبني حملة للتحريض على سوريا وفبركة وقائع وبث معلومات كاذبة هدفها النيل من سوريا. وفي المقابل، يتهم مواطنون وجماعات حقوقية السلطات السورية بالتعتيم على الأحداث ومنع دخول وسائل الإعلام المحلية إلى مناطق الأحداث وتقييد عملية نقلها للحقائق والمعلومات.
وفي هذا السياق، قال المعلم ان “التظاهرات في معظم الأماكن في سوريا غير سلمية، ولكن اعمال عنف وقتل وتدمير تحوّل المنشآت العامة والخاصة رماداً”، مبينا انه “تم اكتشاف مخزونات سلاح وذخيرة في عدد من الاماكن وهو ما يؤكد ان المشكلة التي نواجهها تجاوزت مجرد تقديم طلبات إلى هجوم على الأمن والاستقرار وسيادة البلاد يجري إثارته من الخارج”. وشدد على ان “الحكومة السورية ملتزمة بناء الديموقراطية وتوسيع مشاركة المواطنين في العملية السياسية وترسيخ الوحدة الوطنية بشكل حازم وضمان النظام العام”، مضيفا انه “في الايام المقبلة ستجري لجنة تضم ممثلين حزبيين على مستوى عال وشخصيات مستقلة اخرى حوارا وطنيا شاملا في سوريا”.
(سانا، و ص ف، رويترز)
الجيش السوري يحاصر جسر الشغور
• استخدام المروحيات في العمليات لليوم الثاني
• التدفق إلى الحدود التركية في تصاعد
بينما كان السوريون يشيعون 37 قتيلاً سقطوا أمس الأول، برصاص الأمن في “جمعة العشائر”، فرضت وحدات من الجيش أمس، طوقاً بالدبابات على مدينة جسر الشغور في محافظة إدلب شمال غرب البلاد، وذلك بعد أن قصفت أمس الأول، أحدَ أطراف المدينة وبعضَ البلدات المحيطة بها وشنّت عمليات تمشيط واسعة.
وتواصل تدفق آلاف اللاجئين السوريين إلى الحدود التركية – السورية، حيث أقاموا هناك مخيمات مؤقتة، في حين ارتفع عدد السوريين الذين عبروا إلى داخل الأراضي التركية إلى 4600. حيث تم إيواء معظمهم بمخيم في يايلاداغي بمحافظة هاتاي، وبدأ الهلال الأحمر التركي إقامة مخيمين آخرين في التينوزوي وبوينيوغون يستطيعان إيواء عشرة آلاف شخص.
وفي تطور نوعي في سلوك قوات الأمن السورية، حلّقت مروحيات عسكرية بكثافة فوق محافظة إدلب، وشوهدت المروحيات تحلِّق فوق عدة مناطق بالبلاد متجهةً شمالاً، وذلك بعد أن استخدمت قوات الأمن أمس الأول، المروحيات في بلدة معرة النعمان التابعة لمحافظة إدلب أيضاً.
وأعلن المحتجون المعارضون أن خمس مروحيات هاجمت أمس الأول، المتظاهرين في معرة النعمان، ما أسفر عن مقتل 10 منهم، إلا أن التلفزيون السوري قال إن طائرة مروحية للإسعاف تعرضت لإطلاق نار من قبل “مجموعات إرهابية مسلحة” ما أدى إلى إصابة طاقمها.
ونشر المعارضون أمس، شريطاً مصوراً لملازم في الجيش السوري اسمه مازن الزين أعلن فيه انضمامَه إلى ما أسماه “لواء الضباط الأحرار في جسر الشغور”.
وقال الملازم الزين الذي عرض بطاقاته العسكرية، إنه انشق استجابةً لنداء المقدم حسين هرموش الذي أعلن انشقاقه قبل يومين، مشيراً إلى أنه جاهز لتنفيذ المهام الجديدة التي تنص على حماية المدنيين السوريين في كل أنحاء البلاد.
وجاء هذا الشريط مع تواتر المعلومات عن حدوث انشقاقات في صفوف الجيش وبعض الوحدات الأمنية.
(دمشق – أ ف ب، أ ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)
الاتحاد الاوروبي يدعو سوريا لمنع حدوث ازمة انسانية
أ. ف. ب.
بروكسل: اعربت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون السبت عن “قلقها الشديد لتدهور الوضع الانساني” في سوريا، مجددة نداءها الى السلطات السورية بالتوقف عن قمع المتظاهرين وبالسماح بوصول الوكالات الانسانية.
وقالت آشتون في بيان مساء السبت انها تشجب “التصعيد في استخدام القوة الوحشية ضد المتظاهرين في سوريا خلال الايام الماضية”.
واضافت “انا قلقة جدا لتدهور الوضع الانساني الناجم عن اعمال السلطات السورية، واطالبها بالسماح فورا بدخول مراقبين دوليين لحقوق الانسان ووكالات انسانية مثل اللجنة الدولية للصليب الاحمر”.
وتأتي دعوة آشتون بعيد ساعات على اتهام البيت الابيض للنظام السوري بالتسبب ب”ازمة انسانية” بقمعه العنيف للحركة الاحتجاجية المطالبة بتنحي الرئيس بشار الاسد ومطالبته دمشق بالسماح فورا بدخول فرق الاغاثة الطبية.
وتابعت آشتون “اكرر نداءاتي العديدة الى السلطات السورية كي تغير مسلكها”، مشيرة الى ان هذا التغيير “يتضمن اطلاق سراح كل الذين اعتقلوا على خلفية التظاهرات اضافة الى كل السجناء السياسيين الذين ما زالوا معتقلين رغم قرارات العفو التي اعلنها مؤخرا الرئيس (السوري بشار) الاسد”.
وشددت الممثلة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي على ان “الحصار المفروض على مدن، بما فيها درعا وجسر الشغور، يجب ان يرفع من دون تأخير”، وان “المسؤولين عن اعمال العنف والقتل يجب ان يحاسبوا”.
واكدت آشتون ان “اطلاق النار على المتظاهرين ومهاجمتهم واعتقالهم والانتهاكات المقلقة جدا للحقوق الاساسية للانسان يجب ان تتوقف حالا لافساح المجال امام حوار وطني”.
بعثة مجلس حقوق الإنسان من أجل سوريا في القاهرة: عدم تعاون السلطات السورية سيبني مواقف دولية أكثر قوة
بهية مارديني
التقى الأمين العام للمنظمة العربية لحقوق الإنسان وناشطون سوريون بعثة تقصي حقائق حول سوريا شكّلها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. وأشار إلى “أنّ هذا الفريق مازال بانتظار رد الحكومة السورية حتى يستطيع الدخول الى سوريا”.
فريق تقصي الحقائق مازال بانتظار رد الحكومة السورية حتى يستطيع الدخول
بهية مارديني من القاهرة: التقى الأمين العام للمنظمة العربية لحقوق الإنسان وناشطون سوريون بعثة تقصي حقائق حول سوريا شكّلها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. وقال الباحث علاء شلبي الأمين العام للمنظمة العربية لحقوق الإنسان في تصريح خاص لـ”ايلاف” إنه التقى في القاهرة بعثة تحقيق حول سوريا، ولفت إلى تشكيلها من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
وأكد “أن الفريق هو مقدمة لبعثة تحقيق برئاسة نائب المفوض السامي”، وأشار إلى “أنّ هذا الفريق مازال بانتظار رد الحكومة السورية حتى يستطيع الدخول الى سوريا”. وأوضح شلبي “التقينا لجنة التحقيق، وتحدثنا معهم حول رؤيتنا لما يحدث في سوريا، ونسقنا لهم بعض اللقاءات مع أشخاص حقوقيين ومع الدكتور عمار قربي رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان في سوريا، ومع أشخاص خرجوا من سوريا، وثقوا لهم توثيقًا متكاملاً لكل ماحدث”.
وقال شلبي اننا ندعم مهمتهم بشكل كامل. وحول التحرك البطيء للمجلس، نفى شلبي أن يكون مجلس حقوق الانسان يتحرك ببطء، وأشار الى “أنّ مجلس حقوق الانسان اتخذ قرارًا بتشكيل فريق تقصي حقائق، وعلى الحكومة السورية الرد”، واعتبر أنّ “عدم تجاوب السلطات السورية يمكّن الآليات الأممية الاخرى أن تبني مواقف أقوى”.
وشدد شلبي على أنّ المنظمة العربية أعلنت بشكل واضح مساندتها الكاملة لمطالب الثوار، وأنّ مطالبهم حقوقا مشروعة، واعتبرت المنظمة النظام فقد شرعيته، وناشدت المجتمع الدولي للتدخل لوقف نزيف الدماء ومحاسبة كل المتسببين في هذا النزيف. وكانت لجنة التحقيق الأممية غادرت القاهرة في أواخر الأسبوع الماضي بعد سلسلة من اللقاءات المهمة.
من جانبها جددت المنظمة العربية لحقوق الإنسان إدانتها الجرائم التي تواصل السلطات السورية ارتكابها بحق مواطنيها لمنعهم من ممارسة حقهم المشروع في الاحتجاجات السلمية الهادفة إلى إنهاء نظام القمع والاستبداد الذي لا يزال يماطل في الاستجابة للمطالب المشروعة للشعب السوري في التغيير والإصلاح.
وأعربت المنظمة في بيانات متعددة، تلقت “ايلاف” نسخًا منها، “عن خيبة أملها في المجتمعين العربي والدولي اللذين يواصلان الفشل بامتياز في التصدي لهذه الجرائم الخطرة، التي اكتسبت طابع الانتهاكات الجسيمة والمنهجية لحقوق الإنسان منذ الأسابيع الأولى للاحتجاجات، وبما أدى إلى سقوط قرابة الألف شهيد وأكثر من ثمانية آلاف معتقل والمئات من المختفين قسرياً”.
ورأت” أن حالة الطفل الشهيد “حمزة” إنما تجسّد بجلاء أن السلطات السورية لم تتجاوز فقط القانون والتزاماتها في مجال حقوق الإنسان، ولكنها باتت تفتقد الأخلاق في تعاطيها مع احتجاجات مواطنيها، بما في ذلك الأطفال”، وأكدت “أن السلطات السورية لم تعد تملك من مقومات الشرعية السياسية والقانونية سوى القشرة المتمثلة في قوتها العسكرية والأمنية والتمثيل الدبلوماسي، وأنه لم يعد بمقدورها الاستمرار في خداع شعبها والعالم”.
وأعلنت “مساندتها الكاملة للمطالب المشروعة للشعب السوري ولحقه في تغيير حكومته وتحقيق مطالبه في الحرية والكرامة”، مناشدة” كل المواطنين التحلي بضبط النفس والتمسك بالطبيعة السلمية للحراك الشعبي”. ونظرت المنظمة بشكوك كبيرة في جدية قرار السلطات بفتح تحقيق في ملابسات مقتل الطفل الشهيد، سواء من ناحية التأخر في اتخاذ هذا القرار، أو في ما يتعلق بمصداقية القرار في ظل تمسك السلطات بادعاءاتها بأن قتل المتظاهرين العُزل الذين بلغوا قرابة الألف شهيد جاء بسبب إستهدافهم أو استهداف بعضهم قوى الأمن والجيش خلال احتجاجاتهم.
وأشارت الى “أنه رغم أن المنظمة تتفق مع أهمية إطلاق حوار وطني جاد للخروج من الأزمة الراهنة، فإنها لم تجد في ما تواتر من أنباء ما يوفر الشروط والمقومات الضرورية لضمان جدية ونجاح هذا الحوار، خاصة في ظل تجربة المنظمة المباشرة من خلال مبادرتها التي عبرت عنها في مذكرة وجهتها للرئيس “بشار الأسد”، وتأكد تسليمها رسمياً في 11 مايو/أيار الماضي.
وأكدت خلالها المنظمة على ضرورة توفير شروط الحوار التي لابد أن تشمل فوراً “اتخاذ تدابير أمنية عاجلة لوقف سيل الدماء وضمان حماية المتظاهرين سلمياً وحرياتهم”، وكذا “تدابير سياسية للإفراج عن المعتقلين كافة وسجناء الرأي في البلاد”، فضلاً عن اتخاذ “تدابير قضائية عاجلة لضمان تحقيق شفاف في وقائع القتل التي رافقت الاحتجاجات، وبما يضمن محاكمة المسؤولين عن ارتكاب هذه الجرائم”.
كما دانت المنظمة، الفظاعات التي تواصل السلطات السورية ارتكابها، التي أدت إلى استشهاد أكثر من ثلاثين مواطناً في “جمعة العشائر”، كما دانت الإرهاب الذي تقوم به قوات الجيش في منطقة جسر الشغور شمالاً، والتي أحالتها إلى مدينة أشباح بعدما هجرها السكان خوفاً من تحركات جحافل الجيش المكثفة تجاه المدينة بدعوى الرد على الهجمات المسلحة التي أدت إلى مقتل قرابة 120 عنصراً أمنياً وعسكرياً.
وأعربت المنظمة عن شكوكها في صحة المعلومات حول قيام جماعات مسلحة غير حكومية بارتكاب مثل هذه الجريمة، لا سيما في ضوء انشقاق عدد من ضباط الجيش وتأييدهم صحة المعلومات حول قتل عناصر الجيش التي ترفض تنفيذ أوامر قتل المواطنين، مذكرة السلطات السورية بتحذيراتها السابقة من مغبة استخدام القوة المفرطة واللجوء للذخيرة الحية لقمع المظاهرات على نحو أدى إلى استشهاد قرابة 1100 مواطن وفق جماعات حقوق الإنسان السورية، وكذا مناشدتها المواطنين السوريين التمسك بسلمية ثورتهم والتحلي بالحكمة وضبط النفس.
وجددت المنظمة مناشدتها المجتمع الدولي بسرعة اتخاذ التدابير العاجلة والفعالة لوقف نزيف الدماء المتزايد في سوريا، ومنع الانزلاق إلى السيناريو الليبي، والعمل على ضمان محاسبة كل المسؤولين عن هذه الجرائم أياً كانت مواقعهم.
نائب رئيس ائتلاف القبائل العربية: تفاهمات بين الجانبين السوري والإسرائيلي بشأن التقدم على الحدود
بهية مارديني من القاهرة
جنود الاحتلال يوجهون أسلحتهم على المتظاهرين على الحدود السورية
اتهم اسماعيل الخالدي، نائب رئيس ائتلاف القبائل العربية السلطات السورية بالتفاهم مع الحكومة الإسرائيلية بشأن تقدم القوات الإسرائيلية إلى الحدود السورية لمسافة 500 متر وزرع ألغام وأسلاك شائكة في أعقاب تظاهرات اللاجئين الفلسطينيين على الحدود.
قال ناشط سوري أن تقدم اسرائيل على الحدود السورية دون أي رد فعل سوري يدلل على تفاهمات بين الجانبين.
وقال اسماعيل الخالدي، نائب رئيس ائتلاف القبائل العربية في تصريح خاص لـ”ايلاف” أنّ اسرائيل تقدمت 500 متر داخل الأراضي السورية دون أي رد فعل سوري ودون أن تتخذ دمشق أي اجراء.
واعتبر “أن هناك اتفاقا وتفاهما كاملا بين دمشق وتل أبيب” ، وقال “هناك 250 دبابة في منطقة نوى و200 دبابة في منطقة داعل على الحدود مع اسرائيل، وهذا أكبر دليل على أنّ هناك تفاهمات لأن اتفاقية الفصل العام 1974 بين سوريا واسرائيل ممنوع من خلالها تواجد أي دبابة عسكرية غربي الخط بين دمشق ودرعا ” .
وأشار الى “أنّ” اسرائيل زرعت ألغاما وأسلاكا شائكة على طول الشريط الحدودي في الجولان مما يدل على ترتيبات أمنية وتفاهم كامل مع “الكيان الصهيوني””.
ولفت الى أنّ “التقدم الاسرائيلي بدأ بعدما تظاهر سوريون وفلسطينيون وحاولوا اختراق الحدود السورية .
يذكر أن ائتلاف القبائل العربية انبثق من المؤتمر السوري للتغيير في أنطاليا في تركيا ويضم كافة القبائل العربية.
من جانب آخر عقدت أحزاب الحركة الوطنية الكردية اجتماعا حضره مسوؤلي جميع الأحزاب المنضوية ، وتدارست جملة من التطورات التي تشهدها سوريا مع تصاعد وتيرة الاحتجاجات المطالبة بالحرية والديمقراطية وأتساع نطاقها لتشمل معظم المناطق السورية.
ودان بيان للحركة، تلقت “ايلاف” نسخة منه ، استمرار النظام في تبني الحل الأمني في معالجة الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد, وندد باستخدام القوة والقتل والتنكيل والاعتقال في مواجهة التظاهرات السلمية, ورأى ضرورة الإسراع في وقفها فورا وإعادة الجيش إلى ثكناته وإطلاق سراح جميع المعتقلين والسماح للمحتجين بالتعبير عن تطلعاتهم دون تدخل, و توفير كل المقدمات الكفيلة لتهيئة الأجواء لحوار وطني لا يستثني أحدا يؤدي إلى عقد مؤتمر وطني شامل يضع على عاتقة مهمة اتخاذ القرارات التي من شأنها وضع سوريا في مسار التغيير الوطني الديمقراطي السلمي, لنقل سوريا من حالة الاستبداد واحتكار السلطة إلى دولة ديمقراطية مدنية تؤسس على دستور جديد, دولة تحترم فيها التعددية السياسية والقومية والثقافية وتحمي الحريات العامة وحقوق الإنسان.
واعتبرت الحركة أن استمرار النظام في منهج العنف واستخدام القوة في مواجهة مطالب الشعب السوري, يزيد الوضع تعقيداً وتأزما ويقضي على جميع الفرص المتاحة للحل الوطني الذي نسعى إليه جميعا, ويفتح الباب واسعا أمام مخاطر حقبقية لا يمكن التكهن بمداها وتداعياتها من شأنها أن تقود البلد إلى المجهول.
وفي السياق ذاته درس الاجتماع أهمية تصدي المعارضة الوطنية السورية للمهام الملقاة على عاتقها, والسعي الجدي لتوحيد صفوفها في هذه المرحلة الحساسة والخطيرة, وضرورة العمل على تشكيل لجنة تنسيق وطنية تضم كل تجمعات المعارضة في الداخل بالإضافة إلى كل الفعاليات والشخصيات السياسية والثقافية والفكرية, من أجل توحيد جهودها ومواقفها إزاء ما يجري في البلد, وإيجاد حل وطني سياسي للأزمة المتفاقمة.
وشدد الاجتماع على حرصه على صيانة وحدة أحزاب الحركة الوطنية الكردية التي تم إنجازها, نظرا للأهمية القصوى لوحدة الصف والموقف الكردي في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة, فهي وحدها الكفيلة بتمكين الحركة الكردية من لعب دور قوي ومميز في الساحة السورية, بما يخدم القضية السورية بشكل عام والقضية القومية الكردية بشكل خاص.
في غضون ذلك أعلنت منظمة الدفاع عن معتقلي الرأي في سوريا- روانكه – أنه تم اعتقال كل من المهندسين فيصل عزام وسالم العزو في مدينة القامشلي ، وهما من الوجوه العربية المستقلة ، وقال بيان للمنظمة ، تلقت “ايلاف” نسخة منه ، أن “المهندس فيصل عزام اعتقل بعد استدعائه ، لمرات عدة من قبل أكثر من جهة أمنية ، وهو لا يزال مجهول المصير ، ومعزول عن العالم الخارجي” . كما أنه تمت مداهمة منزل المهندس سالم عزو في يوم 30 / 5 / 2011 بطريقة مشينة ، وهو الآن مجهول المصير ، ومعزول عن العالم الخارجي ، و دانت اعتقال المعتقلين المذكورين بسبب الموقف من آرائهما ، مطالبة بإطلاق سراحهما وسراح كافة معتقلي الرأي .كما أعلنت منظمة الدفاع عن معتقلي الرأي في سوريا أن قوات مكثفة من أجهزة الأمن ، وقوى حفظ النظام والشبيحة ، فرّقت مظاهرة سلمية احتجاجية ، كانت تبدأ بالتشكل ، في حي الأشرفية في حلب ،وبلغت أعداد هؤلاء تصل إلى ما يقارب أكثر من ألفي مواطن ومواطنة ، وذلك من خلال إطلاق الرصاص وإلقاء القنابل المسيلة للدموع ، وقامت باعتقال أعداد كبيرة من المحتجين ، والمتواجدين في المكان ، بشكل عشوائي ، وقد عرف من بينهم حتى الآن أربعة شبان أكراد.
4 جنود سوريين فارين: أمرونا بإطلاق النار على المدنيين وهناك عمليات اغتصاب
أحدهم: قناصة شرطة بثياب مدنية أو عناصر من حزب الله يقتلون الجنود الذين يرفضون إطلاق النار
غوفتشي – لندن: «الشرق الأوسط»
أدلى أربعة فارين من الجيش السوري، لجأوا إلى الحدود التركية، بشهادات عن الممارسات التي ارتكبتها وحدتهم في قمع حركة الاحتجاج، وخوف الجنود الذين يواجهون تهديدات بالقتل إذا رفضوا تنفيذ الأوامر، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
ولا يريد الجندي، طه علوش، التخفي؛ فهو يعرض بطاقته العسكرية ويكشف عن هويته بلا مواربة.
وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إنه روى بنظرات زائغة وقائع عملية «التطهير» في مدينة الرستن، التي يبلغ عدد سكانها 50 ألف نسمة، في محافظة حمص، التي حملت هذا المجند البسيط على الفرار قبل ثلاثة أيام.
وأضاف: «قالوا لنا إن مسلحين موجودون هناك. لكن عندما نقلونا تبين لنا أنهم مدنيون بسطاء. وأمرونا بأن نطلق النار عليهم».
وأوضح: «عندما كنا ندخل المنازل كنا نطلق النار على جميع الموجودين فيها؛ الصغار والكبار.. حصلت عمليات اغتصاب لنساء أمام أزواجهن وأطفالهن».
وتحدث عن مقتل 700 شخص، لكن يصعب التأكد من هذا الرقم، لأن الصحافيين لا يستطيعون التنقل في سوريا.
ومحمد مروان خلف هو مجند أيضا في وحدة متمركزة في إدلب قرب الحدود التركية. ولا يزال هو أيضا مصدوما لهول حرب ضد عزل. وروى قائلا: «على مرأى مني أخرج جندي محترف سكينا وغرسه في رأس مدني من دون أي سبب».
وأضاف أنه طفح الكيل عندما اجتازت وحدته قرية سراقيب المجاورة، وعندما فتح «الشبيحة» (بلطجية)، الذين كانوا يرافقون الجنود، النار على الناس.
وأكد هذا المجند الشاب: «عندما بدأوا بإطلاق النار على الناس رميت بندقيتي وهربت»، موضحا أن هذه المجزرة التي أسفرت عن 20 إلى 25 قتيلا، قد وقعت في السابع من يونيو (حزيران).
ونسج شقيقه، أحمد خلف، الملتحق بوحدة أخرى على منواله، بعدما شهد أعمال عنف في حمص، وقال: «بعدما رأيت الطريقة التي يقتلون بها الناس، أدركت أن هذا النظام مستعد لقتل الجميع». ويؤكد هذا الجندي الفار، الذي كان محمر العينين وزائغ النظرات، أنه فكر مع رفقاء بالتمرد، لكنه تراجع عن هذه الفكرة بسبب خطرها على حياتهم.
وأضاف هذا الشاب: «يضعون قناصة على بعض النقاط المرتفعة – عناصر شرطة بثياب مدنية أو عناصر من حزب الله – وعندما لا يطلق الجنود النار على المحتجين يقتلونهم». ويؤكد وليد خلف مخاطر عصيان الأوامر، ويقول: «قبلنا أراد ستة أشخاص أن يفروا فقتلهم قادتنا». ومع 15 من رفاق السلاح، اختار هذا المجند الفرار مع ذلك بدلا من الدخول إلى مدينة حمص الخميس.
وقال: «كنت أعرف أنه إذا ما دخلناها، فإننا سنقتل عددا كبيرا من الأشخاص»، وأضاف: «سلكنا جميعا طرقا مختلفة».
وردا على سؤال عن رأيه في المستقبل، قالت وكالة الصحافة الفرنسية، إن هذا الجندي يتوقع انهيارا لنظام الرئيس بشار الأسد. وقال: «جميع الجنود الذين أعرفهم متوترون؛ إما أنهم يريدون الفرار، وإما أنهم يريدون تغيير مهنتهم»، وأضاف: «في نهاية المطاف سيذهب كل جندي لحماية عائلته»، لكن طه العلوش يتوقع نهاية مدوية. وقال: «إذا اضطر هذا النظام فلن يتردد في تصويب مدرعاته وصواريخه إلى دمشق. عندئذ ينتهي كل شيء».
ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن شاهد عيان من بلدة جسر الشغور أن نحو 2000 من المجندين والضباط من الجيش السوري انشقوا وقاتلوا إلى جانب السكان, وإذا صدقت رواية الشاهد؛ فإنه يكون أكبر انشقاق أو تمرد على أوامر إطلاق النار من جانب الجيش السوري. وبينما تقول الرواية الرسمية إن عصابات مسلحة إرهابية قتلت 120 جنديا في جسر الشغور، قال نشطاء المعارضة إن هذا العدد قتل بعد تمرد جنود ورفضهم أوامر إطلاق النار.
وقال سكان على مدار الأيام الماضية إن جنودا من الجيش والأمن رفضوا إطلاق النار وقتلوا بسبب ذلك, بينما قال نشطاء المعارضة إن جسر الشغور مهمة للنظام السوري بسبب حوادث تمرد الجنود، وباعتبار أن الحكومة كانت تعتمد على ولائهم للمحافظة على بقائها.
حماه تهتف ضد حافظ الأسد في ذكرى وفاته.. وحمص تدعو: «إن شاء الله نشوفك بلاهاي»
هتافات تستعير خطابات القذافي.. وتلكلخ تردد هتافات ضد حزب البعث
شعار «الشعب يريد إسقاط النظام» هو الشعار الأكثر تردادا وإلحاحا في المظاهرات التي تخرج في سوريا منذ ثلاثة أشهر، بالإضافة إلى الشعارات التي تؤكد على الوحدة الوطنية، مثل «واحد.. واحد.. واحد الشعب السوري واحد» و«الله وسوريا وحرية وبس». إلا أن هناك شعارات تبرز في كل يوم جمعة أكثر من غيرها، في نوع من الرد على ادعاءات السلطة حول طبيعة المظاهرات، فحين تكون الاتهامات للمتظاهرين بالعنف، تسمع هتافات تؤكد على السلمية، وحين يكون الاتهام بالطائفية تبرز هتافات تؤكد على الوحدة الوطنية بين مكونات المجتمع السوري، من أكراد وعرب. حيث ترفع في المناطق الكردية هتافات «العرب والكرد إخوة» و«إسلام ومسيحية وعلوية.. ثورتنا ثورة سلمية» و«لا سلفية ولا إخوان.. ثورتنا ثورة أحرار».
هذا بالإضافة إلى الشعار الأهم الذي رفعه السوريون لحض الجيش على عدم التورط في قمع الاحتجاجات، وهو «الشعب والجيش إيد واحدة»، في محاولة نجحت إلى حد ما في ثني بعض الضباط والجنود عن المضي في المشاركة في عمليات القمع العسكرية الواسعة، التي نفذها الجيش في أكثر من منطقة.
عدا ذلك تنعكس خصوصيات كل منطقة على الشعارات التي ترفعها والهتافات التي تشدو بها حناجر المتظاهرين، ففي محافظة درعا أضفى الفلكلور الحوراني نكهة مغناة للهتاف، حيث رقص أهالي حوران رقصتهم الشهيرة دبكة حورانية، على وقع «عاشت سوريا ويسقط بشار الأسد» وأيضا «وتلبيسه إحنا معاك للموت تلبيسه»، و«يا حماه إحنا معاكي للموت يا حماه». وهكذا تذكر كل المناطق المحاصرة، أو التي تعرض أبناؤها للقتل، وهذان الهتافان لامسا قلوب السوريين من الجنوب إلى الشمال، ومن الغرب إلى الشرق، فرددا في كل المظاهرات والاعتصامات، في تنغيم يحاكي الذاكرة الجمعية للسوريين.
أما في حمص، فأخذت الشعارات طابعا كوميديا ساخرا، كون حمص عاصمة النكتة كما يصنفها السوريون. إلا أن بعض الهتافات حملت شتائم يصعب تقبلها إلا من قبيل النكتة، والمزاح، ولا يمكن نشرها إذ لا تحمل أي مضمون سياسي، بقدر ما تحمل مشاعر غضب وكراهية ورفض لاستمرار بقاء النظام، وأحيانا اتهاما مضمرا للنظام بالغباء. إلا أن أكثر الهتافات التي ترنم بها الحماصنة، والتي تعبر عن أمنياتهم بتقديم رموز النظام للمحكمة الدولية كان «يا بشار باي باي.. إن شا الله نشوفك بلاهاي». وآخر للتعبير عن أن وقت زمن النظام السوري ولى «علّي الطير.. علّي الطير.. باي باي يا بشار تصبح على خير».
ومن الشعارات الأخرى التي تميز بها الحماصنة، تلك التي خصوا بها قناة «وصال» الدينية والشيخ عدنان عرعور ابن حماه المنفي منذ أربعين عاما، والمتهم من قبل السلطات السورية بالتحريض على الاحتجاج «رشو ورد ورشو زهور عالقرضاوي والعرعور»، و«شكرا شكرا يا وصال ثورتنا عال العال». وكانت هذه من أكثر الهتافات استفزازا لوسائل إعلام النظام، التي اعتبرتها دليلا قاطعا على ضلوع العرعور في مؤامرة كبيرة تحاك ضد سوريا، في حين أن الحماصنة، وبينهم علمانيون، راحوا يهتفون للعرعور المعروف بتشدده وعدائه للشيعة، ليس إعجابا به، وإنما فقط نكاية في جماعة «منحبك»، حتى إن أحد ظرفاء الحماصنة كتب على صفحته على موقع «فيس بوك»، «رغم إلحادي أصبحت مدمنا على متابعة الشيخ العرعور، فهو الوحيد الذي يشفي غليلي برده على أبواق النظام».
ومن شعارات الحماصنة الطريفة تلك التي استعاروا فيها كلمات من خطاب الرئيس معمر القذافي: «زنقة زنقة دار دار.. بدنا نجيبك يا بشار»، و«زنقة زنقة دار دار.. ماهر أسوأ من بشار». أما الشعار الذي ردد الجمعة الماضية فكان «يا سوريا لا تخافي.. بشار قبل القذافي».
وفي ريف حمص، الذي يعيش قسم كبير منه من زراعة المشمش والتفاح، هتف المتظاهرون: «لا مشمش لا تفاح حتى يسقط السفاح»، في إشارة إلى تعطل مصالحهم وخراب زراعتهم بسبب النظام.
وإذا كان الحماصنة تحايلوا على القمع الوحشي بإبداع النكات والهتافات والأغاني الطريفة، فإن الحموية كشفوا عن وجههم المتجهم وتشددهم في الرد على الشبيحة. فرفعوا هتافهم الشهير «قولوا للشبيحة.. الحموية دبيحة».
والجمعة الماضي الذي مر دون دماء في حماه، كان هتافهم ألطف إلى حد ما، إذ هتفوا: «يا مشمش طاب قطافك يا مشمش»، في إشارة إلى حلول موسم قطاف المشمش وأيضا إسقاط النظام.
والحموية لم يفوتوا الفرصة لتوجيه هتافاتهم إلى روح الرئيس الراحل حافظ الأسد «عدوهم اللدود»، وكالوا في هتافاتهم اللعنات بمناسبة ذكرى وفاته، التي تزامنت مع يوم «جمعة العشائر» العاشر من يونيو (حزيران). وفي محافظة إدلب وفي المناطق الساحلية مثل بانياس، فكان التأكيد على رفض تدخل إيران وحزب الله، وكانت الهتافات تقول دائما: «لا حزب الله ولا إيران». كما وجهت في تلكلخ ضد حزب البعث هتافات رددت في كل أنحاء البلاد: «ما منحبك ما منحبك ارحل عنا أنت وحزبك»، في إشارة إلى حملة إعلانية سبق ونظمها رامي مخلوف، رجل الأعمال وابن خال الرئيس بشار الأسد عام 2007، بمناسبة تجديد ولايته للمرة الثانية وكانت الحملة تحت عنوان «منحبك». وأثارت عاصفة من الانتقادات حينها في الشارع، لاعتمادها على كلمة عامية في بلد يعتز باللغة العربية، وعدا ذلك فإن هذه الكلمة تعبير عاطفي يخلو من أي مضمون سياسي أو وطني، مما اعتبر إحدى ولدنات النظام التي تسيء للهوية القومية العروبية لسوريا، التي يطيب للسوريين وصفها بقلب العروبة النابض. واليوم يطلق السوريون على المؤيدين للنظام اسم «جماعة منحبك»، ويوصف غلاتهم بـ«المنحبكجية» كصيغة مبالغة.
شاهد من معرة النعمان: رفض جنود إطلاق النار.. بعدها فوجئنا بطائرات هليكوبتر تطلق النيران
ارتفاع عدد قتلى «جمعة العشائر» إلى 36 شخصا.. وملازم ينشق وينضم إلى لواء الظباط الأحرار
قال شاهد من معرة النعمان لوكالة «رويترز» أمس إن «خمس طائرات هليكوبتر على الأقل حلقت فوق معرة النعمان وبدأت في إطلاق نيران مدافعها الرشاشة لتفريق عشرات الآلاف الذين شاركوا في الاحتجاج». وأضاف الشاهد الذي عرف نفسه باسم نواف، في اتصال هاتفي مع الوكالة يقول: «اختبأ الناس في الحقول وتحت الجسور وفي منازلهم لكن إطلاق النار استمر لساعات على الشوارع التي كانت شبه خالية».
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قال إن الجيش السوري استخدم طائرات هليكوبتر أول من أمس لتفريق حشود في بلدة معرة النعمان الشمالية الغربية. وإذا صدق ذلك فإنها ستكون المرة الأولى التي يتم فيها استخدام القوة الجوية لإخماد الاضطرابات في الانتفاضة الدامية على نحو متزايد والمستمرة منذ ثلاثة أشهر. ويوضح تسجيل مصور نشر أول من أمس، طائرة هليكوبتر تحلق فوق ما يقول الموقع إنها بلدة معرة النعمان. ورغم أن التسجيل المصور لا يبين إطلاق الطائرة الهليكوبتر النار على الموقع، فإنه يقول إن ستة صواريخ أطلقت على مظاهرات سلمية.
وعلى النقيض أنحى التلفزيون الرسمي السوري باللائمة في العنف بالمنطقة على جماعات مناهضة للحكومة. ولم يشر التلفزيون إلى هجوم الطائرات الهليكوبتر، ولكنه قال إن طائرة هليكوبتر للإسعاف تعرضت لإطلاق نار فوق معرة النعمان من قبل «مجموعات إرهابية مسلحة» مما أدى إلى إصابة طاقمها.
وقال متظاهر عبر الهاتف لـ«رويترز»: كانت هناك احتجاجات سلمية اليوم (أمس) في معرة النعمان تطالب بالحرية وسقوط النظام. تركتنا قوات الأمن نحتج لكنها فتحت النار لتفريقنا عندما رأت أن حجم المظاهرة يزداد». وأضاف: «أثناء الاحتجاج رفض ضابطان وثلاثة جنود إطلاق النار فحملناهم على أكتافنا. بعد ذلك فوجئنا بطائرات هليكوبتر تطلق النار علينا».
وردا على ما قالته وسائل الإعلام السورية عن إحراق وتدمير مبان وممتلكات عامة وخاصة في معرة النعمان، قالت مصادر «إن أهالي مدينة المعرة بدأوا في تشكيل لجان شعبية لحراسة المباني الحكومية بعد أن قام الشبيحة بحرق المخفر والقصر العدلي ومبنى أمن الدولة وشعبة التجنيد ومعمل السجاد» أول من أمس.
إلى ذلك، ارتفع عدد قتلى «جمعة العشائر» إلى 36 قتيلا قضوا برصاص قوات الأمن، بحسب مصادر حقوقية تحدثت إليها وكالة «رويترز». وقالت المصادر إن 20 شخصا من القتلى كانوا من إدلب، وتسعة من مدينة اللاذقية. ونشر ناشطون على صفحات مؤيدة للثورة السورية، على «فيس بوك»، قائمة بأسماء أحد عشر قتيلا سقطوا في اللاذقية يوم الجمعة، بينهم أربعة من مخيم الرمل الفلسطيني، وغالبية القتلى إصابتهم في الرأس.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، إن تسعة أشخاص قتلوا في اللاذقية غرب البلاد، كما قتل متظاهران في بصر الحرير بمحافظة درعا (جنوب)، وقتل ثلاثة أشخاص في حي القابون بدمشق بعد مظاهرات ليلية.
وشيع أمس حي القابون في ريف دمشق علي وفيق رمضان الذي قتل برصاص الأمن الجمعة، بحسب ما جاء في مشاهد بثها ناشطون على موقع «يوتيوب» حيث تحول التشييع إلى مظاهرة حاشدة.
ومثل نقاط الاحتجاج الساخنة الأخرى، فإن تلك المنطقة الحدودية الشمالية الغربية عرضة للتوتر بين الأغلبية السنية والطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد والتي تهيمن على النخبة الحاكمة في سوريا. وربما يعكس العنف الانشقاقات داخل قوات الأمن التي ينتمي قادتها إلى الطائفة العلوية بشكل أساسي، في حين أن مجنديها من السنة.
إلى ذلك، أعلن الملازم في الجيش السوري مازن الزين، انشقاقه عن الجيش، وانضمامه إلى ما سماه «لواء الضباط الأحرار» في جسر الشغور، استجابة لنداء المقدم حسين هرموش الذي انشق قبل عدة أيام، «لتنفيذ مهامه الجديدة بحماية المدنيين العزل في جميع أنحاء سوريا»، بحسب ما قاله مازن الزين في مقطع فيديو بث على موقع «يوتيوب» أمس.
جسر الشغور : الأهالي يتحدثون عن قصف ..والرواية الرسمية : اعتقال عناصر تنظيمات مسلحة
شاهد: 5 آلاف بقوا في المدينة وقوات الأمن تسيطر على الجزء الشرقي
دمشق – لندن: «الشرق الأوسط»
قال سكان في بلدة جسر الشغور، أمس، إن القوات الموالية للنظام في سوريا قصفت بلدة جسر الشغور الشمالية، ولم يكن واضحا، حسب «نيويورك تايمز»، لماذا ظلت أجزاء من المدينة خارج سيطرة القوات الحكومية، ولماذا ظل عدد من السكان هناك للدفاع عنها على الرغم من أن المهاجمين أكثر عددا وقوة منهم.
ونقلت «نيويورك تايمز» عن محمد العبدو، وهو نازح من المدينة اختبأ في الجبال المحيطة بها، أن مروحيات ودبابات تقصف جسر الشغور من كل النواحي. وكان الوضع متوترا في المدينة منذ أيام بعد مقتل 120 جنديا هناك على يد عصابات مسلحة، وهي رواية يرفضها السكان ويقولون إن الجنود قتلوا لأنهم حاولوا الهرب.
وقال سكان المدينة الذين أمكن الاتصال بهم هاتفيا إن قوات الأمن كانت أمس تسيطر على الأجزاء الشرقية من البلدة, ولكن كان من الممكن الدخول والخروج، على الرغم من الخطورة، من الأجزاء الشمالية, وأن هناك 5 آلاف من الـ50 ألفا الذين يشكلون سكان المدينة بقوا فيها، بينما فر الآخرون.
وقال فادي الذي رفض ذكر اسم العائلة (27 عاما) إن قوات الأمن أطلقت النار على سيارته وهو يفر من بلدة مجاورة ليلة الجمعة, لكنه عاد أمس لنقل الراغبين في الرحيل إلى تركيا, وقال بالهاتف إنه رأى مصابين كثيرين، لكنه لم يكن قادرا على مساعدتهم، كما رأى جثث 5 قتلى.
وأضاف: «نحاول إخلاء العائلات المحصورة في الجزء الشرقي».
الى ذلك قالت السلطات السورية إن وحدات الجيش السوري ألقت القبض يوم أمس على «مجموعتين قياديتين للتنظيمات المسلحة في جسر الشغور»، وإنه تم ضبط «أسلحة رشاشة ومتفجرات وصواعق كهربائية وشرائح هواتف جوالة تركية مع عناصر التنظيمات المسلحة المقبوض عليهم»، بحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
وتأتي هذه الأنباء بعد يوم من الإعلان الرسمي عن بدء وحدات من الجيش تنفيذ عملية مشتركة بمنطقة جسر الشغور في محافظة إدلب، بهدف «ملاحقة التنظيمات المسلحة وإلقاء القبض على عناصرها في القرى المحيطة بالمنطقة». وكان مصدر عسكري مسؤول صرح أن «تنظيمات إرهابية مسلحة» قامت أول من أمس «وبأعداد كبيرة بمهاجمة مفرزة تابعة للقوى الأمنية في معرة النعمان»، وأن ذلك أسفر عن «وقوع عدد من الشهداء والجرحى في صفوف القوى الأمنية».
وأضاف المصدر العسكري أنه «لدى قيام حوامات (سيارات) الإسعاف بمهمة إخلاء الشهداء والجرحى تعرضت لنيران غزيرة من التنظيمات الإرهابية المسلحة حيث أدى ذلك إلى إصابة أطقم الحوامات».
وكانت وحدات من الجيش قد وصلت بعد ظهر الجمعة إلى مداخل مدينة جسر الشغور، وذكر التلفزيون السوري أن وحدات الجيش «ألقت القبض على عدد كبير من أفراد هذه التنظيمات إضافة لقتل وجرح عدد منهم وذلك رغم قيام هذه التنظيمات بتفجير بعض الكمائن التي نصبتها لوحدات الجيش بالديناميت الذي قامت بسرقته من منطقة سد وادي أبيض».
وقال مندوب التلفزيون السوري في المنطقة إن وحدات الجيش أحبطت «محاولات التنظيمات المسلحة الإجرامية محاصرة صوامع الحبوب الموجودة في المنطقة وتهديد الأهالي بحرق المحاصيل الزراعية وحرق كل مركبة ستنقل الحبوب إلى الصوامع». وأضاف مندوب أخبار التلفزيون أن «التنظيمات المسلحة أضرمت النار بالمحاصيل الزراعية والأحراش في المناطق المحيطة بجسر الشغور». وقال التلفزيون إن «عددا من المواطنين في إدلب رحبوا بدخول الجيش العربي السوري إلى منطقة جسر الشغور لإلقاء القبض على التنظيمات المسلحة التي روعت الآمنين»، وبث لقاءات مع عدد من المواطنين رحبوا بدخول الجيش.
من جانب آخر، قالت السلطات السورية إن «عناصر إطفاء تابعة لهيئة تطوير الغاب بالتعاون مع عناصر من الجيش وبعض المواطنين قاموا بإخماد حريق اندلع في منطقة السرمانية بالغاب على الحدود الإدارية مع منطقة جسر الشغور التابعة لإدلب». وقال المهندس غازي العزي، مدير الهيئة، «إن الحريق أتى على مساحة 40 دونما من الأراضي الزراعية المحصودة والغابات واندلع عند الساعة الـ11 ظهرا يوم الجمعة لتنتقل النيران بفعل الرياح ويبوسة الزرع إلى الأحراج المجاورة».
وكان الضابط السوري الذي انشق عن الجيش حسين هرموش قال لتلفزيون «العربية» أول من أمس، إن الجيش وعناصر الأمن قاموا بإحراق الزرع في منطقة السرمانية، لأن الأهالي اختبأوا بين الزرع، وجرت عملية الإحراق لسببين، الأول لإخراج المختبئين، والثاني لإلحاق الضرر بأهالي السرمانية لأنهم شاركوا بالاحتجاجات.
واتهمت السلطات السورية ما سمتهم «عناصر تنظيمات إرهابية مسلحة» بالاعتداء يوم أول من أمس على القصر العدلي في مدينة معرة النعمان بمحافظة إدلب وسرقة محتوياته وإحراق قسم منها. وقالت «سانا» إن «هؤلاء العناصر هاجموا أيضا مقرا للجيش الشعبي في المدينة وسطوا على عدد من مرائب السيارات واستهدفوا بالتخريب المتعمد والاعتداء المسلح المرافق العامة والخاصة في المدينة وروعوا المواطنين». كما نفذوا اعتداءات مسلحة على عدد من المقار الحكومية في المدينة، منها مبنى مديرية المنطقة وحاولوا إحراقه ومبنى السجن في المدينة ومخفر لقوى الأمن الداخلي وطال التخريب كل ما وقع في طريقهم من ممتلكات عامة وخاصة.
وكان التلفزيون السوري عرض خلال الأيام الثلاثة الماضية ما قال عنه اتصالات هاتفية بين «أفراد من التنظيمات الإرهابية المسلحة في جسر الشغور» تكشف عن «التخطيط لالتقاط صور لهم كمدنيين عند الحدود التركية للادعاء بعدم وجود مسلحين في جسر الشغور». وعرض التلفزيون السوري اتصالا هاتفيا بين اثنين قال إنهما «أفراد التنظيمات المسلحة التي مارست أعمالا إرهابية في منطقة جسر الشغور بإدلب». وأظهر الاتصال اتفاقا يجري بين «أسعد وأحمد الذي يلقن الأول أوامر بمغادرة المنطقة إلى الحدود التركية حيث يجب أن تلتقط صور لهم تظهر أنهم فارون من الأمن والجيش السوري كما تدعي حاجتهم إلى المساعدة لتبث لاحقا على شبكة الإنترنت».
وأشار التلفزيون السوري إلى أن بحوزته «الأسماء الحقيقية لجميع أفراد المجموعات المسلحة الذين تسمع اتصالاتهم تباعا». وبدت إشارة التلفزيون غريبة، كون المكالمات التي بثت كان فيها الأشخاص يتخاطبون بالأسماء ذاتها التي ظهرت مكتوبة على الشاشة ولا يبدو أنها مستعارة.
وفي السياق ذاته، نفى مصدر مسؤول بوزارة الداخلية ما قالته وسائل الإعلام الخارجية عن وجود قوائم بأسماء ضباط وعناصر من قوى الأمن الداخلي قتلوا على أيدي قوات الأمن بذريعة رفضهم للأوامر. وقال المصدر «إن ما نشرته هذه الوسائل عار عن الصحة، وإن الهدف من نشر هذه الأخبار هو التشويش والتحريض وزعزعة الأمن والاستقرار في سوريا».
دراسة: القبيلة تعطل العمل السياسي
تناقش دراسة صدرت عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات تأثير القبيلة العربية في العملية السياسية الحديثة، وذلك من خلال دراسة تفاعل القبيلة مع الممارسة الديمقراطية العربية المبكرة خلال فترة العراق الملكي.
وأكّدت الدراسة تحت عنوان “القبيلة والديمقراطية: حالة العراق الملكي 1921-1958” للباحث عبد العزيز الحيص، أنّ القبيلة ككيان تقليدي ومؤثّر اجتماعياً لا يجب أن تدخل العملية السياسية والمدنيّة الحديثة كـ”قبيلة”، باعتبار أن التكتّل القبلي قادرٌ على التحشيد والتأثير في قطاعات واسعة من الشّعب وتغيير خريطة القوى على أسس غير ديمقراطية، مما يعطّل الممارسة الديمقراطية ويُبعدها عن تحقيق أهدافها.
وتأتي أهميّة هذه الدراسة -التي تنشر اليوم على الموقع الإلكتروني للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات- في هذا الوقت الذي تشهد فيه بعض الدول العربية محاولات تحول نحو الديمقراطية في واقع لا تزال فيه القبيلة ذات تأثير اجتماعي فاعل سيلقي بتأُثيره على الجانب السياسي.
القبيلة الكيان المؤثّر
وقد أشار الباحث إلى مركزيّة القبيلة وثقلها في المجتمع العربي، وهو الثّقل الذي بقي ماثلاً حتى في ظل الدولة الحديثة، لأنّ مفاهيم القبيلة وثقافتها بقيت متجذرة وفاعلة.
وقد سعى البحث إلى فحص طبيعة القبيلة من الداخل، ومن ذلك مكوناتها الأهم مثل العصبية والولاء والسلوك الجمعي لها، وثقافة الممانعة لديها ضدّ مفاهيم المواطنة الحديثة.
ويشير إلى أن المنطق الجمعي الفاعل داخل القبيلة يتطلّب تطابقا لمواقف أفرادها، وهو ما يجعلها كيانا تحشيديا غير منضبطٍ فكرياً، يبني مواقفه على الانتماء العصبي في المقام الأول بغضّ النظر عن نجاعة هذا الموقف وأصالته.
الديمقراطية العراقية
وتسلّم هذه الدراسة بأنّ القبيلة قد تمّ استغلالها من قبل الفاعل السياسي في الدولة العربية الحديثة. وإنْ كان استغلالها بديهياً واضحاً في حال الدولة الشمولية، فإنّ سُبل هذا الاستغلال قد لا تكون واضحة في حال الممارسة الديمقراطية.
لذا هدفت الدراسة لتبيان الطرق والأساليب التي من الممكن للقوى السياسية المختلفة أن تستغلّ بها القبيلة سياسياً، ومن ذلك الحشد العدَدي لهدف الانتخاب أو التصويت، وتقوية النخبة الحاكمة أو دعْم جناح سياسي ضد آخر، أو حتّى الصّدام المادي والتمرّد أمام سلطة الدولة. وعلى سبيل المثال نجح التمرّد القبلي في إسقاط وزارات أيّام العراق الملكي.
وتجربة العراق الملكي -كما يؤكد الباحث- كانت محاولة أولى ومبكرة بين الدول العربية للولوج إلى عالم الديمقراطية. وهذه التجربة الديمقراطية العراقية، التي انطلقت في عهد الملك فيصل الأول، تجربة يعتد بها لأنها أثمرت جدلاً برلمانياً نشِطاً بين أطيافٍ سياسية متنوّعة، ووجود أحزاب معارضة، وحريّة صحافة.
وتشير الدراسة إلى أن فشل الممارسة الديمقراطيّة في العراق في تلك الفترة يعود في المقام الأول إلى استبداد النخبة الحاكمة التي ازداد استبدادها بمرور الوقت، كما لعب التدخّل والدعم البريطاني للنّخبة الحاكمة دورًا في إخفاق المسار الديمقراطي، لكن القبيلة لعبت أيضاً دوراً مساعداً في ذلك.
القبيلة والسياسة
وتؤكد هذه الدراسة أنّ الدولة العراقيّة الحديثة لم تنجح في نسخ الولاء للقبيلة بالولاء للوطنية، ويعود ذلك إلى قوة تجذّر القيم القبليّة إلى جانب تشكّك الناس في سلوك أفراد النخبة الحاكمة، وهو الأمر الذي ينطبق على دول عربيّة أخرى.
كما توصّلت إلى أن وضع القبيلة السياسي في العراق الملكي اتّخذ صوراً وأشكالاً متعدّدة وفقاً لظروف كلّ مرحلة.
كما بيّنت الدراسة أن شيوخ القبائل -خصوصاً في مناطق جنوب العراق- الذين تنتشر أملاكُهم في أنحاء البلاد، ما عاد هدفهم الأثير، بعد نشوء الدولة الحديثة، هو تحقيق مكسبٍ معنوي يعود على القبيلة ككلّ، بقدر ما أصبح يعني لقطاع كبير منهم طريقة حديثة للمغنم والكسب.
وتستدرك الدراسة أن القبيلة لم يكن لها دورٌ سلبي على الدوام، فقد لعبت أدواراً تاريخية كوحدة تجانس ساعدتْ المجتمع على تعزيز روابطه وعلاقاته واحتضان أفراده، لكن دخولها عالم السياسة المدنية الحديثة أمرٌ له تبعاته غير المناسبة.
أميركا وأوروبا قلقتان من الوضع الإنساني
صعوبات تعترض الإدانة الأممية لسوريا
دعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ مجلس الأمن لاتخاذ “موقف واضح” بشأن سوريا بإصداره قرارا يدين “القمع” الذي تمارسه السلطات هناك ضد المحتجين. وقد اتهمت واشنطن حكومة دمشق بخلق أزمة إنسانية “بقمعها العنيف” للحركة الاحتجاجية المطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد. كما أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه الشديد لتدهور الوضع الإنساني هناك.
وبينما يتزايد الغضب الدولي من حملة “القمع” ضد المتظاهرين في سوريا، قال هيغ بمقابلة مع تلفزيون سكاي نيوز إن احتمالات صدور قرار ضد دمشق “غير مضمونة”.
وأشار الوزير إلى أن “الوقت حان” كي يتحدث الرئيس السوري إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
وكان مسؤولون أمميون أشاروا إلى أن الأسد يرفض الرد على المكالمات الهاتفية الواردة من بان الذي انتقده بشدة منذ اندلاع مظاهرات منتصف مارس/ آذار الماضي خلفت 1100 قتيل على الأقل وفق منظمات حقوقية.
وتشعر كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال بالإحباط من معارضة عدد من الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن الدولي لصدور قرار يدين سوريا، حيث تستمر المحادثات خلف الكواليس خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وتعارض روسيا والصين صدور قرار، كما أعربت كل من جنوب أفريقيا والبرازيل والهند عن تحفظات شديدة.
وقاطعت موسكو وبكين مشاورات بمجلس الأمن عقدت السبت لمناقشة مسودة قرار يدين “القمع الدموي” الذي تمارسه سلطات سوريا ضد المطالبين بالحرية.
ونسبت وكالة رويترز لدبلوماسي أممي -اشترط عدم نشر اسمه- القول إن “روسيا والصين تريان أنه ليس من الضروري حضورهما” وقال دبلوماسي آخر “إنها رسالة واضحة جدا”.
وترفض موسكو وبكين فكرة أي مناقشة لمسألة قمع المتظاهرين السوريين بالمجلس، ولوحتا باستخدام حق النقض (فيتو) لإحباط القرار.
ودعت الدول الأوروبية التي أعدت مسودة القرار المدعوم أميركيا، لاجتماع السبت لتتمكن من الخروج من مأزقها بشأن مسودة قرار لن يفرض عقوبات على دمشق ولكنه سيدينها بسبب قمع المحتجين، ويشير إلى أن قوات الأمن ربما تكون مذنبة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وقال دبلوماسيون إن اجتماع السبت لم يسفر عن أي تغييرات.
ضغط حقوقي
في نفس السياق دعت هيومن رايتس ووتش مجلس الأمن إلى تأييد مشروع قرار يطالب بالكف فورا عمّا سمتها حملة القمع الوحشي التي تشنها الحكومة على المتظاهرين.
وذكرت المنظمة أن عدد المدنيين الذين قتلوا منذ بدء الاحتجاجات في مارس/ آذار الماضي تجاوز ألفا ومائة قتيل، ووصل عدد المعتقلين إلى عشرة آلاف.
وقال مندوب هيومن رايتس ووتش الأممي فيليب بولوبيون إن صمت مجلس الأمن عمّا سمّاها الفظائع الجماعية التي ترتكبها الحكومة السورية بحقّ الشعب شجعها على مواصلة ما وصفها بحملتها الدموية.
كما اعتبرت المنظمة الحقوقية استخدام الصين وروسيا حق الفيتو بمجلس الأمن ضد مساعي منع القتل، سيكون خيانة للمواطنين السوريين المأزومين.
وأشارت إلى أن ما سمته الطابع المنهجي والمتعمد لانتهاكات الحكومة في درعا بالقتل والتعذيب حتى للأطفال، هو جرائم ضد الإنسانية، موضحة أن الأسد رد على دعوات الإصلاح “بمزيد من القتل والوحشية، وعلى مجلس الأمن أن يوضح أن هذا السلوك غير مقبول”.
أزمة إنسانية
وقد اتهمت الولايات المتحدة الحكومة السورية بخلق أزمة إنسانية “بقمعها العنيف” للحركة الاحتجاجية المطالبة بإسقاط النظام، وطالبت دمشق بوقف حملتها على المدنيين.
ودعا بيان صادر عن البيت الأبيض حكومة دمشق إلى وقف العنف والسماح للجنة الدولية للصليب الأحمر بالوصول فورا وبدون قيود إلى المنطقة الشمالية من البلاد.
وأضاف البيان “إذا لم يسمح القادة السوريون بهذا الأمر فإنهم سيثبتون مجددا استخفافهم بكرامة الشعب السوري”.
في سياق متصل أعربت مفوضة الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون عن قلقها الشديد “لتدهور الوضع الإنساني” مجددة نداءها إلى السلطات السورية بالتوقف عن قمع المتظاهرين والسماح بوصول الوكالات الإنسانية.
وقالت أشتون في بيان مساء السبت إنها تشجب “التصعيد في استخدام القوة الوحشية ضد المتظاهرين في سوريا خلال الأيام الماضية”.
وأضافت “أكرر نداءاتي العديدة للسلطات السورية كي تغير مسلكها” مشيرة إلى أن هذا التغيير “يتضمن إطلاق سراح كل الذين اعتقلوا على خلفية المظاهرات، إضافة إلى كل السجناء السياسيين الذين ما زالوا معتقلين رغم قرارات العفو التي أعلنها مؤخرا الرئيس الأسد”.
كما شددت المسؤولة الأوروبية على ضرورة رفع “الحصار المفروض على مدن بمافيها درعا وجسر الشغور” دون تأخير، ومحاسبة المسؤولين عن أعمال القتل.
اشتباكات بجسر الشغور وازدياد النازحين
قال التلفزيون الرسمي السوري إن الجيش دخل مدينة جسر الشغور بمحافظة إدلب شمال غرب البلاد، وإن اشتباكات عنيفة تدور بين الجيش ومن سماهم التلفزيون عناصر تنظيمات مسلحة تختبئ في المدينة، لكن نشطاء وشهود عيان أشاروا إلى أن المواجهات ناتجة عن انشقاقات داخل الجيش. وقد دفعت العمليات العسكرية السكان إلى الفرار تجاه تركيا حيث ارتفع عدد النازحين اليوم ليتجاوز خمسة آلاف.
وأفاد المصدر نفسه أن “وحدات الجيش تدخل جسر الشغور وتطهر المشفى الوطني من عناصر التنظيمات المسلحة”.
وأضاف أن تلك الوحدات تدخل “بعد تفكيك المتفجرات وحشوات ناسفة من الديناميت التي زرعتها التنظيمات المسلحة على الجسور والطرقات”. وأكد وقوع ما وصفها باشتباكات شديدة بين وحدات الجيش “وعناصر التنظيمات المسلحة المتحصنة في محيط جسر الشغور وداخلها”.
كما أشار التلفزيون إلى مقتل اثنين من “عناصر التنظيمات المسلحة وإلقاء القبض على أعداد كثيرة منهم وضبط أسلحة رشاشة بحوزتهم”.
وسبق أن أكد نشطاء وشهود لوكالات الأنباء دخول وحدات من الجيش مدعومة بالدبابات جسر الشغور منذ الليلة الماضية، بعد أن مشطت القرى المحيطة بها بحثا عمن تقول السلطات إنهم عناصر تنظيمات مسلحة.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ناشط حقوقي قوله إن الجيش بدأ منذ السابعة صباحا بالتوقيت المحلي “بقصف المدينة بشكل مركز بالدبابات والأسلحة الثقيلة، ثم هاجمها من الشرق والجنوب” مشيرا إلى دوي انفجارات في حين شوهدت مروحيات مجهزة بالرشاشات تحلق فوق المدينة.
كما أشار الناشط إلى انتشار نحو مائتي دبابة بالمنطقة، وقال ناشط آخر لنفس الوكالة نقلا عن سكان بالمدينة إن أصوات انفجارات تسمع منذ الصباح في جسر الشغور، كما تتصاعد أعمدة الدخان من المدينة.
وقال شاهد عيان للجزيرة في اتصال بالقرب من جسر الشغور إن الدبابات دخلت من المحورين الجنوبي والغربي حيث قصفت المستشفى، كما شوهد الدخان يتصاعد من الجهة الشمالية، مشيرا إلى أن الاشتباكات التي يتحدث عنها ربما تكون بين الجيش والوحدات المنشقة، رغم أنه أوضح أن المدينة خالية وأن المنشقين انسحبوا منها.
وأكد الشاهد خلو المدينة من جميع سكانها -البالغ خمسين ألف نسمة- فرارا من “عمليات القمع” بعد الذي شاهدوه من “تنكيل بالأطفال والنساء” في درعا ومناطق أخرى، مشيرا إلى أن بعضهم نزح لقرى مجاورة بينما اتجه آخرون صوب تركيا.
وأفاد شهود لرويترز أن القوات المقتحمة لجسر الشغور أحرقت محاصيل زراعية ومشطت القرى المحيطة بها بحثا عمن تقول السلطات إنهم عناصر تنظيمات مسلحة، مشيرين إلى أن تلك القوات أحرقت حقول القمح في ثلاث قرى قرب جسر الشغور في اتباع ما وصفوها بـ”سياسة الأرض المحروقة التي تستهدف كسر إرادة سكان هذه المنطقة” الذين شاركوا في احتجاجات ضخمة مناهضة لحكم الرئيس بشار الأسد.
نزوح وفرار
ودفعت هذه العملية آلاف السوريين من جسر الشغور ومعرة النعمان قرب إدلب للفرار إلى تركيا، في حين قال شهود عيان إن قرابة عشرة آلاف آخرين يتجمعون بين الأشجار على الجانب السوري من الحدود.
وأفادت وكالة أنباء الأناضول التركية أن أكثر من أربعمائة لاجئ سوري عبروا الحدود اليوم ليرتفع العدد الإجمالي للنازحين الفارين إلى 5015 لاجئا.
وقد أعربت أنقرة عن قلقها من الوضع هناك، بينما توقعت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين اتساع موجة نزوح اللاجئين إلى تركيا.
وقال مسعف سوري مصاب وصل أحد المخيمات التركية هربا من العنف إنه رأى عشرات القتلى ومئات الجرحى، وأضاف الشاب البالغ من العمر 29 عاما أنه شاهد رجلا ميتا انقسمت جمجمته إلى قسمين بعد إصابته برصاص متفجر.
في غضون ذلك توفي مواطن متأثرا بجروحه فور وصوله الحدود مع تركيا، وشيع جنازته عشرات النازحين بمنطقة الشريط الحدودي الفاصل بين سوريا وتركيا.
وتحولت الجنازة إلى مظاهرة ندد خلالها المتظاهرون بالنظام وطالبوا المجتمع الدولي بالضغط عليه من أجل وقف آلة القمع والقتل ضد المواطنين العزل.
مظاهرات
وفي تطور متصل أظهرت صور بثت على شبكة الإنترنت تشييع عدد من السوريين لقتيل قالوا إنه لقي حتفه برصاص قوات الأمن بمدينة اللاذقية الساحلية. كما تظهر الصور محتجين بمدينة حمص وسط البلاد يحرقون العلم الروسي.
وخرجت مظاهرة مساء أمس في شارع الميدان وسط العاصمة دمشق ردد المشاركون فيها شعارات تطالب بالحرية وسقوط النظام.
وفي دمشق أيضا خرجت مظاهرتان في حيي القابون وبرزة مساء أمس ردد المشاركون فيهما شعارات تطالب بالحرية.
كما بث ناشطون سوريون صورا على الإنترنت لمظاهرة في قرية طيبة الإمام في محافظة حماة (وسط) مساء أمس.
وفي دير الزور (شرق) أظهرت صور بثها الناشطون انطلاق مظاهرة مساء أمس ردد المشاركون فيها شعارات مناوئة للنظام.
سورية: قطعات الجيش تتقدم نحو بلدة جسر الشغور
تواصل وحدات من الجيش السوري تقدمها نحو الحدود مع تركيا، ووصلت طلائع هذه الوحدات إلى قرية الطِيبات التي تبعد 15 كيلومترا عن الحدود.
وأكد مراسل بي بي سي في الجانب التركي من الحدود وجود تجمعات على الحدود وأن الجنود الأتراك يستمهلون اللاجئين حتى انتهاء العملية الانتخابية الساعة الخامسة بالتوقيت المحلي للسماح لهم بدخول الأراضي التركية.
وكانت قوات من الجيش السوري قد بدأت فجر الأحد دخول مدينة جسر الشغور الشمالية الغربية القريبة من الحدود التركية، والواقعة على الطريق بين مدينة حلب ثاني اكبر مدن سوريا وميناء اللاذقية الرئيسي.
ودارت اشتباكات عنيفة داخل المدينة، ونقلت مصادر عسكرية سورية أن الجيش سيطر على المشفى الوطني في المدينة كما صادر كميات من الأسلحة. ونقل مصدر رسمي سوري أن أكثر من ثلاثة قتلى سقطوا نتيجة هذه الاشتباكات حتى الآن.
وقال شهود إنهم سمعوا اصوات اطلاق نار كثيف وشاهدوا عدة دور وقد اشتعلت فيها النيران بينما تواصل قوات الجيش تقدمها عقب قصف مدفعي للبلدة دام 24 ساعة.
الا ان اللواء رياض حداد مدير الادارة السياسية في الجيش السوري نفى في تصريح خاص لبي بي سي صحة الانباء عن قصف القوات العسكرية السورية مدينة جسر الشغور الاحد.
وقال اللواء حداد إن العمليات العسكرية في منطقة جسر الشغور ومعرة النعمان قد تطول لعدة أيام، حسب تعبيره، مشيرا الى ان المسلحين الذين كانوا في مدينة جسر الشغور قد توجهوا في عدة اتجاهات، الجزء الاكبر منهم غادر الى تركيا بينما توجه قسم آخر الى منطقة قنينص قرب اللاذقية، فيما توجهت المجموعات الأكثر خطورة الى مدينة معرة النعمان التي قال اللواء حداد انها اصبحت خارج سيطرة الحكومة السورية بالكامل، مشيرا الى امكانية حدوث معركة قد تكون قاسية في المدينة.
اما بالنسبة لجسر الشغور فقال اللواء حداد ان جسر الشغور اصبحت مطوقة من ثلاثة محاور حيث جرى تمشيط قرى الريف المحيطة بها. وعن استخدام حوامات الجيش السوري في هذه العمليات قال اللواء حداد أن تلك الحوامات استخدمت مرتين في معرة النعمان: الاولى لفك الحصار عن مقرات امنية وعسكرية كانت محاصرة في المدينة والثانية خلال نقل بعض الجرحى الأمر الذي ادى الى اصابة احد طواقم هذه الطائرات
واضاف الواء حداد ان القصف المدفعي يدمر المدينة على سكانها مشيرا الى ان المطلوب من العملية العسكرية الحالية القاء القبض على من وصفها بالمجموعات المسلحة عن طريق عملية عسكرية وأمنية دقيقة وهذا لا يحتاج الى قصف حسب تعبيره.
من جهته أشار التلفزيون السوري الى اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري ومسلحين في المدينة والى تمكن الجيش من تفكيك عبوات ناسفة قال ان المسلحين زرعوها في جسر الشغور.
وتقول الحكومة السورية إنها تحاول اعادة الامن والنظام الى البلدة بعد مقتل 120 من رجال الامن فيها في الايام الماضية “بأيدي مسلحين،” ولكن سكان البلدة يصرون على ان هؤلاء قتلوا نتيجة تمرد وقع داخل قوات الامن.
وقد ادى تقدم القوات الحكومية الى فرار اعداد اخرى من سكان البلدة صوب الحدود التركية، لينضموا الى اكثر من 4000 كانوا قد فروا في الايام القليلة الماضية.
فقد قالت وكالة الاناضول التركية للانباء إن حوالي 400 لاجئا سوريا جديدا عبروا الحدود الى تركيا ليلة السبت، وبذا ارتفع العدد الكلي للسوريين الذين التجأوا الى تركيا الى اكثر من 5000.
ويقيم اللاجئون الآن في مخيمين اقامتهما السلطات التركية في هاتاي. وتشرع السلطات التركية باقامة مخيمين آخرين بامكانهما استيعاب 9000 لاجيء.
وقالت مصادر محلية تركية إن حوالي 60 من اللاجئين المصابين قد ادخلوا المستشفى، مضيفة ان السلطات التركية قد اقامت مستشفى ميداني في اكبر المعسكرات، وهو معسكر ياغلادادي.
وكان خالد شفيق، احد مسؤولي وزارة الخارجية التركية، قد قال للصحفيين اثناء جولة قام بها في المخيمات إن “انقره تبذل كل ما لديها من جهد لاستقبال اللاجئين.”
اتهام
واتهمت واشنطن حكومة دمشق بالتسبب في أزمة إنسانية وطالبتها بوقف العمليات العسكرية والسماح فورا بدخول الصليب الاحمر، وقال البيت الابيض ان “الهجوم الذي تشنه الحكومة السورية في شمال سوريا تسبب بازمة انسانية”.
وطالب البيت الابيض في بيان له الحكومة السورية بإيقاف العمليات العسكرية وحملات الدهم على المدنيين قائلا ان “الولايات المتحدة تدعو الحكومة السورية الى وقف هذا العنف والسماح للجنة الدولية للصليب الاحمر بالوصول فورا وبدون قيود الى تلك المنطقة،” مشيرا الى انه “لا عذر للقادة السوريين في تجاهلهم (السماح) للمساعدة الانسانية من منظمات محايدة مثل الصليب الاحمر”. واضاف بيان البيت الابيض “اذا فشل القادة السوريون في تقديم هذا المدخل، فانهم يظهرون مرة اخرى إزدراءهم كرامة الشعب السوري”.
ويقول الجيش التركي انه يقيم معسكرا جديدا قرب الحدود لايواء اللاجئين السوريين.
ويقول مراسل لبي بي سي في المنطقة ان السكان الاتراك المحليين يرحبون بجيرانهم السوريين لكنهم يخشون انهم لو بقوا في تركيا فسيشغلون الوظائف المتاحة مقللين فرص العمل للاتراك.
في الوقت نفسه، ادانت الامم المتحدة بشدة ما وصفته باستخدام الحكومة السورية للعنف الوحشي، حيث اعرب امينها العام بان كي مون عن “حزنه وقلقه العميقين” بشأن الاوضاع في سوريا.
وقال بان على هامش زيارة له لكولومبيا “اشعر بحزن شديد ازاء مقتل هذا الكم من الناس،” ووصف استخدام السلطات السورية للقوة العسكرية ضد شعبها بأنه “امر غير مقبول” مؤكدا ان “من واجب” الحكومة السورية حماية شعبها.
قصف
ويقول ناشطون وسكان محليون إن قطعات الجيش السوري قصفت جسر الشغور لمدة 24 ساعة قبل ان تبدأ تقدمها نحو البلدة، ونقلت وكالة رويترز عن احد سكان البلدة قوله إن “الدبابات تتقدم من اتجاه الجنوب بعد ان عرضت المنطقة الى قصف مدفعي عشوائي ورشقات من الاسلحة الرشاشة.”
وتشير بعض التقارير الى ان شقيق الرئيس السوري ماهر الاسد هو الذي يقود القوة المهاجمة.
ويقول مراسل بي بي سي جيم ميور من بيروت إن ثمة تقارير عن وجود اعداد من “الشبيحة” في صفوف القطعات التي تهاجم جسر الشغور. ويضيف مراسلنا انه لم يتضح بعد حجم المقاومة التي يواجهها الجيش اثناء تقدمه، خصوصا وان معظم سكان البلدة قد فروا منها.
ونقلت رويترز عن احد الفارين قوله: “لم يتبق الا عدد قليل. لقد هربت على دراجتي البخارية من خلال الطرق الجبلية الوعرة.”
يذكر ان السلطات السورية تمنع معظم الصحفيين الاجانب من دخول البلاد، مما يجعل من العسير التأكد من صحة الروايات الواردة من المدن والبلدات السورية المختلفة.
واعلن الاعلام السوري الرسمي ان السلطات اعتقلت “مجموعتين قياديتين لجماعات مسلحة” وقتلت او اصابت آخرين – اثناء محاولتهم الهرب الى تركيا حسب احدى الروايات.
وكان شهود قد قالوا يوم السبت إن القوات الحكومية هدمت عددا من المساكن واحرقت المحاصيل في الحقول.
كما وردت تقارير تتحدث عن تواصل اعمال العنف في بلدة معرة النعمان المجاورة، حيث هاجم مسلحون المباني الحكومية ومستودع للوقود.
في غضون ذلك، تتحدث تقارير لم يسع التأكد من صحتها عن استمرار هروب العسكريين وتحولهم الى صفوف المحتجين على نظام حكم الرئيس بشار الاسد، إذ قالت احدث هذه التقارير إن ضابطا وخمسين جنديا آثروا الانتقال الى صفوف المحتجين عوضا عن فتح النار على المدنيين في جسر الشغور.
المزيد من بي بي سيBBC © 2011
سكان حمص يتملكهم الرعب من دخول دبابات الجيش إلى مدينتهم
الجيش
أحد مراقبينا في مدينة حمص أرسل لنا عددا من التسجيلات تظهر تمركز دبابات الجيش في أكثر من مكان بالمدينة صباح يوم 8 يونيو/حزيران. سكان حمص يتملكهم الرعب من فكرة كون مدينتهم المحطة التالية لقطار العنف والقمع الذي تمارسه الدولة على مواطنيها.
كان سكان حمص، وهي مدينة صناعية مزدهرة تقع على الحدود مع لبنان، هدفا بالفعل لحملة قمع دموية في 19 أبريل/نيسان الماضي أثناء اعتصام سلمي ليلي قام به المتظاهرون في إحدى ساحات المدينة، فقد قامت قوى الأمن بفتح نيران أسلحتها عليهم وقامت بقتل ثمانية أشخاص على الأقل. ومنذ ذلك الحين وحملات القمع لم تتوقف ضدهم كما أن الشرطة زادت من حضورها في كل أنحاء المدينة. ولكن ذلك لم يوقف حركة الاحتجاج وسقطت من جديد ثلاث عشرة ضحية في مظاهرات 20 مايو/أيار الماضي.
دخول الدبابات إلى المدينة يعد في نظر سكانها مؤشرا على قرب حدوث عملية قمع منظمة واسعة النطاق وطويلة الأمد.
فمنذ ثلاثة أشهر على الأقل أصبح قمع الحركات الاحتجاجية المطالبة بسقوط الرئيس بشار الأسد بطول البلاد وعرضها الشغل الشاغل لقوى الأمن والجيش. شهود العيان أكدوا أن دبابات الجيش وقوى الأمن تنزل المدن والأماكن التي تعدها الدولة حساسة ومتمردة وتبقى عدة أيام تقوم فيها بإطلاق عشوائي للنار على جموع المتظاهرين ثم تطلق حملة اعتقالات مكثفة ثم تغادر المدينة لتعاود الكرة في مكان آخر.
ووفقا لإحصاءات ناشطي حقوق الإنسان فإن أكثر من 1100 شخص على الأقل قتلوا وألقي القبض على أكثر من 10 آلاف آخرين منذ اندلاع المظاهرات والاحتجاجات قبل ثلاثة أشهر.