أحداث الثلاثاء، 02 نيسان 2013
مجازر في دمشق وريفها والنظام يتوقع «معركة ضخمة»
لندن، بيروت -»الحياة»، أ ف ب
ارتكبت قوات النظام عددا من المجازر في مناطق مختلفة في الاراضي السورية، بينها ست مجازر في دمشق وريفها، خلال اقل من 24 ساعة، فيما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان الشهر الماضي «الاكثر دموية» حيث بلغ عدد القتلى نحو ستة الاف شخص. وتحدثت مصادر قريب من النظام عن استخدام انواع جديدة من الصواريخ في قصف ريف دمشق، فيما توقع مصدر عسكري نشوب «معركة ضخمة» على أطراف دمشق قريبا.
في غضون ذلك، جدد رئيس «الائتلاف الوطني السوري» معاذ الخطيب مطالبته بتوسيع تغطية صواريخ «باتريوت» الموجودة في تركيا لتشميل شمال سورية. لكنه حذر في مقابلة مع قناة «دبي» من دخول قوات برية اجنبية الى سورية لانها ستكون لـ»انقاذ النظام» او تقسيم سورية او «اجهاض الثورة».
وكانت «سانا – الثورة» اعلنت انها «وثقت» ارتكاب قوات النظام السوري ست مجازر في العاصمة وريفها، تضمنت مجزرة في مدينة كفربطنا راح ضحيتها 15 قتيلاً، بينهم ثمانية أطفال، «نتيجة القصف العنيف براجمات الصواريخ».
وقالت الوكالة التي تعبر عن موقف المعارضة ان قذيفتين اودتا بحياة 11 شخصا وعشرات الجرحى قرب مقبرة الشهداء في مخيم اليرموك جنوب دمشق، اضافة الى مقتل خمسة اخرين بقصف على بلدة السبينة قرب المخيم. وافادت الوكالة بمقتل خمسة من افراد عائلة العميد المنشق عن الحرس الجمهوري هاني العبود. وقال ناشطون ان «الأجهزة الأمنية التابعة للنظام أعدمت عائلة ضابط انشق عن الحرس الجمهوري أمس في حي دمر»، غرب العاصمة، اضافة الى قتل 15 شخصا اخرين من الحي.
وفي بلدية حمورية في الغوطة الشرقية، سقط خمسة اشخاص بينهم اطفال نتيجة «قصف عنيف براجمات الصواريخ» بحسب المعارضة. كما سجل حصول اشتباكات عنيفة بين «الجيش الحر» وقوات النظام في اطراف سوق الهال الفاصل بين المدينة والغوطة الشرقية.
في غضون ذلك، افاد موقع «شبكة دمشق الاخبارية» القريب من السلطات السورية بانه تم امس اطلاق صواريخ جديدة من عيار 120 ملم على ريف دمشق، وانها «المرة الأولى التي يستخدم فيها هذا التكتيك الناري». وتحدثت المعارضة عن «قصف عنيف براجمات الصواريخ استهدف الحي حيث سجل سقوط ما يقارب 30 صاروخا». كما افاد ناشطون بحصول حملتي اعتقالات في حيي الميدان وكفرسوسة في دمشق.
في غضون ذلك، نقل موقع «داماس بوست» عن مصدر عسكري سوري توقعه نشوب «معركة ضخمة على أطراف دمشق قريبا»، مشيرا الى «السيل العسكري سيكون من الشمال إلى الجنوب حسب الخطط التي وضعت مؤخرا».
في المقابل، عزز النظام قواته في الغوطة الغربية لدمشق بعد سيطرة مقاتلي «الجيش الحر» على مواقع مختلفة بين دمشق وهضبة الجولان، شملت السيطرة على مقر اللواء 137 والأسكان العسكري في مخيم خان الشيح.
وشمل القصف الجوي ايضا يوم امس مدينة معرة النعمان الاستراتيجية في محافظة ادلب في شمالي غربي البلاد، والتي يسيطر عليها المعارضون منذ التاسع من تشرين الاول (اكتوبر) الماضي. واوضحت مصادر المعارضة ان «قصفا عنيفا استهدف منازل الأهالي في الحارة القبلية في معرة النعمان» ما اسفر عن ستة قتلى بينهم اطفال. كما قتل في قرية مدايا في ريف ادلب في شمال غربي البلاد 15 شخصا بينهم 11 من عائلة واحدة، كانوا من النازحين الى هذه القرية من القرى الاخرى.
وشن الطيران الحربي غارات جوية عدة «على بلدة الطيبة ومحيط الكتيبة 49 دفاع جوي والسهول الشرقية لبلدة الكتيبة» في ريف درعا جنوب البلاد، بحسب المرصد. واشارت مصادر المعارضة الى تعرض بلدة طفس الى القصف الجوي، علما ان المعارضة سيطرت قبل ايام على بلدة داعل القريبة والتي تشكل نقطة مهمة في الطريق القديمة بين دمشق ودرعا في جنوب البلاد.
ودارت اشتباكات عنيفة بين مقاتلي المعارضة السورية وقوات النظام في مدينة حلب وفي محيط مطارها الدولي المحاصر في شمال البلاد. وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان بان الاشتباكات استمرت في حي الشيخ مقصود شمال، مدينة حلب. واعلنت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) ان القوات النظامية «نفذت (امس) عمليات نوعية اتسمت بالدقة ضد أوكار المجموعات الارهابية المسلحة في المنطقة الواقعة بين حيي بستان الباشا والشيخ مقصود».
تجددت الاشتباكات في محيط مطار حلب الدولي، الذي يحاصره مقاتلو المعارضة منذ شباط (فبراير) الماضي المطار ضمن ما اطلقوا عليها «معركة المطارات» للسيطرة على مطارات المحافظة. وافادت المعارضة ان مقاتلي «الجيش الحر» بدأوا امس بالتعاون مع «جبهة النصرة» معركة السيطرة على مطار كويرس العسكري بعدر حصار استمر اسابيع عدة.
الى ذلك، قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان اكثر من ستة آلاف شخص قتلوا آذار(مارس) الماضي، ما جعل منه الشهر الاكثر دموية في النزاع المستمر منذ عامين. واعلنت الامم المتحدة في شباط (فبراير) الماضي ان عدد الضحايا يقارب 70 الفا. واشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن، الى ان حصيلته البالغة نحو 62 الفا، لا تشمل الاعداد الحقيقية لقتلى طرفي النزاع، اضافة الى آلاف المخبرين و»الشبيحة» الموالين للنظام، وآلاف المعتقلين والاسرى. وتوقع في حال احتساب هؤلاء «ان يتخطى العدد الحقيقي للذين قتلوا 120 الف شخص».
تركيا: 192 ألف لاجىء سوري حتى الآن
أنقرة – يو بي آي
أعلنت إدارة الطوارئ والكوارث في رئاسة الوزراء التركية أن عدد اللاجئين السوريين في المخيمات التركية ناهز الـ 192 ألفاً.
ونقلت وكالة أنباء “الأناضول” التركية الرسمية عن الإدارة أن “عدد السوريين اللاجئين في المخيمات التركية بلغ 191993” وأن هذه المخيمات “توزعت على 8 محافظات تركية بواقع 5 مخيمات في هاتاي، و3 في شانلي أورفا، و4 في غازي عنتاب، ومخيم واحد في كل من كيليس وقهرمان مرعش وعثمانية وأضيامان وأضنه”.
وقالت الإدارة التركية إن “285984 سورياً عبروا إلى تركيا منذ بدء الاضطرابات في بلادهم، عاد منهم 93991 إلى سورية”.
ويعيش 14808 لاجئاً سورياً في هاتاي، و30649 في غازي عنتاب، و13398 في كيليس و90532 في أورفة، و15910 في قهرمان مرعش، و7716 في عثمانية، و9942 في أضيامان، و8706 في أضنه، إضافةً إلى 242 مريضاً ومصاباً في المستشفيات.
صعوبة الحياة في حلب تزداد يومياً.. وشهر مارس هو الأكثر دموية منذ بدء الأزمة
حلب – رويترز، أ ف ب
تزداد الأوضاع المعيشية للسوريين تدهوراً مع استمرار الصراع الذي تفجر في بلادهم قبل عامين.
فقد توقفت الخدمات العامة والبلدية في مدن سورية عدة نتيجة استمرار العنف الذي يتسبب في انقطاع الكهرباء والمياه، ما يزيد صعوبة الحياة.
وفي مدينة حلب القديمة، يشعر السكان بوطأة النزاع يومياً. إذ أدى القصف المتواصل لقوات النظام إلى جانب الاشتباكات بين القوات الحكومية والجيش السوري الحر، إلى تدهور القطاع الخدماتي في المدينة.
كما تعم أنحاء حلب رائحة قذرة نظراً لتكدس القمامة في شوارعها، بسبب نقص خدمات البلدية سيما وأن الدمار الذي لحق بالبنية التحتية للمدينة بسبب الحرب، أدى إلى نقص وفي بعض الأحيان انقطاع كامل لإمدادات المياه والكهرباء.
وقال ساكن من حلب يدعى أبو سمير إن “الشعب بشكل عام يعني مو أنا بس، بنتحايل. يعني أحياناً الكهرباء بشهر ما بتجي أحياناً بيومين وثلاثة ما بتجي. ها الوقت اللي بتجي فيه يوم بنشحن بطارية، وها البطارية بتقطعنا اربعة/ خمسة أيام أو فيه جارنا بيشغل مولد أو فيه واحد بيشتركوا أربعة/خمسة على مولده بيعبوها وبيشحنوا أغراضهم، هيك عايشين. يعني الموت أقسم بالله العظيم الموت أرحم من الحياة”.
المواقع التاريخية في حلب كما السكان وقعت ضحية لحالة الاضطراب التي تعم البلاد. فقد التهمت النيران سوق المدينة المغطى الذي يعود للعصور الوسطى كما طالت أيضا المسجد الأموي بها.
وتهدد الحفريات غير القانونية، المقابر الأثرية في صحراء مدينة تدمر وإيبلا الأثرية. وقد ضبطت الشرطة الدولية “الإنتربول” تمثالاً أثرياً يعود تاريخه إلى 2700 عام مضت كان قد سرق من مدينة حماة.
من جهة أخرى، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن “أكثر من 6 آلاف شخص قتلوا جراء النزاع السوري في آذار/مارس 2013، ما يجعل منه الشهر الأكثر دموية في الأزمة المستمرة منذ عامين”.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس إن “عدد القتلى في آذار/مارس بلغ 6 آلاف و5 قتلى، ما يجعل منه الشهر الأكثر دموية منذ بدء النزاع”.
وأوضح عبد الرحمن أن القتلى هم 3480 مدنياً بينهم 298 طفلاً دون السادسة عشر من العمر، و291 سيدة، و1400 مقاتل معارض.
وأحصى المرصد سقوط 387 شخصاً مجهولي الهوية، إضافة إلى 588 مقاتلاً مجهولي الهوية “بينهم العديد من جنسيات غير سورية”.
واعرب عبد الرحمن عن اعتقاده أن “العدد الحقيقي لقتلى النظام والمعارضة هو أعلى من ذلك، بسبب تكتم الطرفين على الحصيلة الفعلية من أجل المعنويات في القتال”.
وحمّل مدير المرصد مسؤولية مقتل هؤلاء إلى “المجتمع الدولي الذي لم يقم بأي أمر جدي لمساعدة الشعب السوري سوى الوعود الكاذبة، بل يجلس شاهداً على تدمير سورية والمجتمع السوري”.
ستة آلاف قتيل في سوريا خلال آذار
عمّان تتنصّل من انتقاد نوابها السعودية وقطر
نيويورك – علي بردى/ عمان – عمر عساف / العواصم الاخرى – الوكالات
بات اذار الشهر الاكثر دموية منذ بدء الاحداث في سوريا في 15 آذار 2011، على ذمة “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له والذي أفاد ان اكثر من ستة آلاف شخص قتلوا في سوريا خلال آذار 2013، مع استمرار اعمال العنف في مناطق عدة ولا سيما منها مدينة حلب. واعتذرت عمّان للمملكة العربية السعودية وقطر عن مواقف نواب اردنيين هاجموا فيها الرياض والدوحة رداً على منح جامعة الدول العربية خلال قمة الدوحة “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” مقعد سوريا في الجامعة.
وقلل وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره البحريني الشيخ خالد بن احمد بن محمد آل خليفة حظوظ نجاح مهمة الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي. وقال: “لا نعتقد ان لها فرصة للنجاح، ونحن نأمل ان تنجح”.
كما انتقد القرارات التي يتخذها “جزء” من السوريين، في اشارة الى منح مقعد دمشق في الجامعة العربية للائتلاف السوري المعارض، قائلاً: “يعود للسوريين ان يقرروا، واي قرار يصدر عن جزء منهم حصرا – لا بل اي قرار يصدر عن جزء من السوريين يكون متاثرا بضغوط خارجية – قد تكون حياته قصيرة جدا”.
الاردن
وفي عمان أثارت تصريحات وانتقادات لاذعة ادلى بها نواب اردنيون الاسبوع الماضي وتناولوا فيها المملكة العربية السعودية ودولة قطر لموقفهما من الازمة السورية، حفيظة حكومتي البلدين، الامر الذي اضطر وزارة الخارجية الاردنية الى الاعتذار لهما والتنصل من تبعات هذه التصريحات.
وكان نواب هاجموا أخيرا موقف الرياض والدوحة المعلن في القمة العربية الاخيرة حيال الازمة، ووجه بعضهم انتقادات شديدة اللهجة.
هذه التصريحات أحرجت عمان التي تحاول ان تسير على خيط رفيع يوازن بين متطلبات خليجية (قطرية سعودية) لمزيد من المشاركة في التضييق على النظام السوري والحفاظ على علاقة “أقل سوءاً” مع دمشق.
ونقل نواب عن وزير الخارجية ناصر جودة انه التقى السفيرين السعودي والقطري في عمان وابلغهما ان مواقف “بعض النواب لا تعبر عن موقف القيادة الاردنية ولا الشعب ولا حتى البرلمان”.
ونقلت وكالة “يونايتد برس انترناشونال” الاميركية عن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب بسام المناصير ان جوده التقى السفيرين بناء على توجيهات من القصر الملكي، واكد لهما حرص عمان على العلاقة المتجذرة مع الرياض والدوحة. وقال المناصير ان جودة اوضح اقتناع بلاده انه “من الظلم ان نحملهما (العربية السعودية وقطر) مسؤولية الربيع العربي وما جرى ويجري في سوريا ومصر وتونس وغيرها”.
والتقى رئيس مجلس النواب الاردني هايل السرور في دار مجلس النواب السفير السعودي فهد عبدالمحسن الزين، الذي سلمه رسالة احتجاج واستنكار من الخارجية السعودية على “جملة الإساءات” التي وجهها نواب الى الرياض تحت قبة البرلمان.
التحقيق في الكيميائي
وفي نيويورك أعلنت الأمم المتحدة أنها لم تتلق حتى أمس رداً من دمشق على الرسالة الخاصة بالتعاون بين المنظمة الدولية والسلطات السورية في شأن مهمة تقصي الحقائق عن الإدعاءات باستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا برئاسة الأسوجي آكي سيلستروم.
وصرح الناطق بإسم الأمم المتحدة بأنه “لم نحصل حتى الآن” على رد الحكومة السورية على رسالة الممثلة السامية للأمين العام للأمم المتحدة لنزع السلاح أنجيلا كاين، موضحاً أن الرسالة “تتضمن طرائق التعاون، وتعكس البنود النموذجية من أجل ضمان القيام بمهمة تقنية فاعلة وآمنة ومناسبة”. واضاف أن “الخطوة التالية هي انتظار التأكيد المبكر من الحكومة السورية لهذه الطرائق والتدابير، وعقب ذلك يمكننا ارسال الفريق سريعاً”.
وعلمت “النهار” أن الأمم المتحدة أنجزت تشكيلة الفريق الدولي، ولا تزال تنتظر الرد” بغية ايفاد مهمة التحقيق الى بيروت ومنها الى دمشق للشروع في تحديد ما إذا كان هناك استخدام للأسلحة الكيميائية في منطقة خان العسل بمحافظة حلب وفقاً لما طلبته دمشق”. ولاحظ مصدر طلب عدم ذكر اسمه أن “الأمم المتحدة استعجلت تأليف تشكيلة فريق التحقيق لأن دورة حياة الأسلحة الكيميائية قصيرة عموماً، ولا يمكن مقارنتها مثلاً بالأسلحة النووية التي تبقى آثارها زمناً طويلاً”.
وإذ رفض الحكم سلفاً على مهمة تقصي الحقائق، أشار ديبلوماسي في مجلس الأمن الى تقارير عن أن بعض أطراف المعارضة “يمكن أن يكون استخدم مواد كيميائية، لا أسلحة كيميائية” في استهداف خان العسل، لافتاً الى أن “هذين الأمرين مختلفان تماماً”.
دمشق مهددة بالظلام أيضاً
نائل حريري
يوم السبت شهدت العاصمة دمشق وريفها انقطاعاً تاماً للتيار الكهربائي. الانقطاع الذي عزاه مصدر في وزارة الكهرباء إلى “عطل في أحد خطوط التوتر الرئيسية”، بدأ يوحي بنذر دفع دمشق على خطى سابقاتها من المحافظات التي أصبحت الطاقة الكهربائية فيها خدمة كمالية، بعد اشتداد الاشتباكات فيها ووصولها إلى محطات التحويل الرئيسية.
ليست المرة الأولى التي ينقطع فيها التيار بهذا الشكل عن أغلب مناطق العاصمة. سبق أن انقطع التيار بسبب أعطال في الخط الرئيسي لمحطة القابون أكثر من مرة. هذا الانقطاع الكبير هو الرابع من نوعه منذ بداية العام الحالي، وكان في العادة يستمر ليوم أو يومين للمبررات ذاتها.
لطالما ركزت السلطات السورية على منح الأولوية في التغذية الكهربائية للعاصمة دمشق، على ما أكدت مصادر تقنية مطلعة على بنية الشبكة الكهربائية السورية التي تسمح بتوزيع الطاقة بين مختلف المحافظات. إلا أن التوزيع الكهربائي الحالي غير عادل وخصوصاً في ما يتعلق بالمناطق الشمالية من سوريا. وقد مرّ على مدينة حلب السيناريو ذاته. إذ بدأ بانقطاعاتٍ متفرقة ومتكررة تحت ذريعة أعطال كهربائية في محطّات التحويل، وصلت إلى مرحلة أصبح الانقطاع الكهربائي يستمر فيها أياماً متواصلة عن أغلب مناطق مدينة حلب وريفها. وما دام هذا النوع من الأزمات مرتبطاً بأوضاع سياسية وعسكرية فلا يرجّح أنه سيتحسّن، خصوصاً مع ازدياد الاشتباكات في محيط العاصمة.
المأساة التي قد يسببها تطور انقطاع التيار الكهربائي عن العاصمة دمشق بشكل مستمر لن تقف عند موضوع التزويد بالطاقة الكهربائية فحسب. كما هو واضح في السيناريو الخاص بالعاصمة الاقتصادية حلب تسبب انقطاع التزويد بالطاقة الكهربائية بما هو أشدّ. أولاً، انقطعت التغذية بمياه الشرب عن المدينة نتيجة اعتماد المضخات الرئيسية على الطاقة الكهربائية، ومن ثمّ توقفت مقاسم الاتصالات الأرضية عن العمل نتيجة نفاد مخزونها من المحروقات. وبقيت الاتصالات الخليوية تراوح بين العمل والتوقف حسب قدرة شركات الاتصالات على ضخ الوقود في مولدات أبراجها.
من ناحيةٍ أخرى، وفي ظل استمرار الأزمة على المدى الطويل يمكن أزمة الكهرباء أن تزيد من الطلب بشكلٍ مبالغ فيه على المحروقات التي سيلجأ إليها أصحاب النشاطات التجارية والصناعية المعتمدين على المولدات. وبما أنّ العاصمة عانت طوال الفترة الماضية من مشاكل ذات صلة بالتزوّد بالمحروقات، دفعت بها إلى حافة الأزمة، يتوقّع ارتفاع في أسعار المحروقات قد يصل حتى 300% مع انتعاش سوقها السوداء. ما سيلقي بانعكاساته الوخيمة على المخابز بشكل أساسي ليجعل من الخبز سلعةً ثمينة، ومن ثمّ يرفع أسعار المواد الغذائية والصناعية بشكلٍ عام. أثبت ملفّ الطاقة في سوريا أنّه الملف الأهم في علاقته بالتضخم الاقتصادي، وأنّ توفّر الكهرباء قد يحدّد الفرق بين مدينة طبيعية نسبياً كمدينة دمشق وبين مدينةٍ منهارة اقتصادياً ومعيشياً كمدينة حلب.
وبرغم عودة التيار الكهربائي خلال أقل من 24 ساعة إلى بعض مناطق دمشق، إلا أن الحلول الجزئية المؤقتة لا تنذر إلا بإطالة أمد الأزمة. وقد تسبق أزمة المحروقات أي انقطاعٍ حقيقي في الطاقة الكهربائية، بفعل إنتشار الذعر الشعبي ومن جرّاء الضباب الذي يلف التوقعات، خصوصاً أنّ تصاعد وتيرة الاشتباكات قد يؤدي إلى تزايد صعوبة إصلاح أي أعطال قد تحدث لاحقاً.
حدود الأردن الأميركية
معتصم الديري
الأردن جارتنا الجنوبية الشهمة. خيمة لاجئينا، بدون التفصيل عن كرم الخيمة. أيضاً سر كل مائها نحنُ، وسر اللحم المهرب لسوقها الفارغ أيضاً، وحتى بسكويتها منّا. هكذا ينمنم السوريين هنا غضباً. فلماذا تستهتر بلاجئي الحدود كل ما تأخر دبلوماسيو هذا العالم عن زيارة محمولة نحوها؟!
هم لا يرجعون اللاجئين العازبين فحسب، بل أيضاً من لهم لحى، وكل من ليس معه عائلة، يقذفونهم الى الطرف السوري علناً، هكذا يقولها الدرك الأردني واستخباراته لرجال الحدود: “قذفنا لكم واحداً”.
يتكرر فيلم إرجاع اللاجئين المخالفين للقواعد السابقة كل يوم، عشرات السوريين لا يخرجون من حدود النار إلى حدود الخيم، ويبقون عالقين في قرى حوران، أو يرجعون لحدود النار، وقد ضاق حتى شكل الخيمة بهم.
وأما الحكومة الأردنية فهي تبرر ذلك بارتفاع تكلفة الخدمات للاجئين عليها، وقد أستوعبت أكثر من أربعمئة ألف من جهة. ومن جهة اخرى تبرر الحكومة الأردنية للمهربين الذين يدخلون اللاجئين عدم إدخال اللاجئين غير المتزوجين، بأن أعمال شغب حدثت داخل المخيمات، والسبب الأخر لوقف دخول الشباب السوريين هو أخذهم لوظائف الشباب الأردني.
السبب الذي يضحك الشباب السوريين غير القادرين على الدخول إلى الأراضي الأردنية، هو أنهم على اختلاف أعمارهم، يدخلون الأردن الآن كمجرد معبر لدول أخرى، مثل ما غادرها الكثير من الشباب السوري الى مصر، ودول الخليج بالاخص، وبعض دول أوروبا.
ولكن الأمر الذي يسجل نقطة كبيرة على الأردن وعلى اطراف المعارضة كافة، وعلى منظمات المجتمع المدني، وحقوق الانسان. هو كيف ترجع الاردن جرحى سوريين وترميهم على الحدود. هو ما حصل لشاب من مدينة المزيريب في درعا من عائلة السعدي.
أصيب في قصف على مدينة “سحم الجولان” ودخل الأردن بحالة شبه حرجة، ليعيده الأردن مع عكازة مكسورة، كما يقول الذين وجدوه على الحدود.
وأما هو فقصته أسهل من إصابته. أراد أن يطمئن أمه عن حاله، فقالوا له ممنوع أن تستخدم الهاتف، فوافقهم يوماً كاملاً بعد أن حققوا معه عن اصابته، وأخذوا أوراقه وهاتفه المحمول.
ثم استطاع الشاب أن يستخدم هاتفاً لأحد الموجودين في المستوصف، فوجدته الحكومة الاردنية متلبسا بهاتف مع أمه، فأخبروا الأطباء أن يجهزوه للترحيل، وحملوه الى الحدود السورية البرية، ورموه هناك، بعد إخبار أحد المهربين بأن يذهب لأخذه.
يقول الثوار هنا انها ليست المرة الأولى، وإنما حدثت تكراراً. ويقول أحد الناشطين: “يرجعون الجرحى نعم، وأغلب الاوقات يرجعونهم في منتصف الليل يا رجل، في أعلى ساعات البرد، ويبررون على راحتهم، بأن اصابته ليست خطرة، وذاك لسانه طويل، وذاك ذقنه طويلة، وغيرها وغيرها من الأسباب الرفيعة الأخلاق يا سيدي.هؤلاء ليسو “أرادنة” بل يتبعون لأحد، لمزاج أحد، لأسباب أحد، وكلنا نعرف من هو”،مشيرا الى التواجد الكبير للاستخبارات الاميركية على الحدودـ والتي أصبح يعرف بأنها هي من تدير الحدود للأردن، إن كان من ناحية السلاح، أو السياسة.
يصبح الكلام مختلفاً قليلا داخل الحدود فهناك أيضاً سجن مخابراتي للاجئيين السوريين تابع للمخابرات الاردنية، حيث يسجن من يثير الشكوك “سياسية كانت، أو أمنية”.
آخر قضاياه كانت حين اشتبك أحد عناصر الدرك الأردني مع شاب سوري بالايدي، فقام الدرك الأردني بضربه و الدعس على رأسه، واعتقال كل الموجودين معه، ومن بينهم “ناصر أبو حشيش” المهرب الأكثر شهرة لدى معظم اللاجئين السوريين.
ابو حشيش رجل في الاربعين من عمره، أخرج هو واخوته اللاجئين من أول جريح إلى عدد ربما يصل إلى اربعمئة ألف لاجئ، وأكثر من يعرف “شهامته” هم الدرك الأردني، فهو الصديق الكريم لهم على اختلاف رتبهم. حيث اعتقل ليوم كامل هناك، وأخرجوه بعدها، وأما الشاب فبقي داخل فرع المخابرات الأردنية في “الرمثا”.
الأردن لا يدخل الشباب السوريين، الأردن لا يضع سياسة معروفة للحدود، لا يتركها ولا يمسكها، فهل سيعرف الدبلوماسيون السوريون الجدد للثورة، كيف يفككون اللغز الاردني، ويرتبون الحدود؟ ام سيداس شبان سوريون آخرون مع الوقت، وسيرجع الجريح الى امه في منتصف خط هاتفه المحمول؟
سـوريا: توقعات بتصعيد عسكري وسـياسي حالة جمـود لـ«الكبـار» ونشـاط لـ«الصغـار»
زياد حيدر
وجه الرئيس السوري بشار الأسد رسالة إلى دول مجموعة «البريكس»، التي عقدت اجتماعها الاسبوع الماضي، دعاهم فيها إلى «المساهمة في وقف فوري للعنف في سوريا» ملقيا بثقل سياسي على التجمع الدولي الناشئ، في الوقت الذي تشهد فيه الأوضاع السورية جمودا على المستوى السياسي، حين يتعلق الأمر «باللاعبين الكبار»، ونشاطا محموما على مستوى «اللاعبين الصغار». وهو جمود يحقق جملة أهداف صغيرة ومتوسطة المدى، ليس من بينها ما يمكن القول أنه «مصلحة سوريا بعيدة المدى».
ودعا الأسد في رسالته، إلى قمة «البريكس»، «للعمل معاً من أجل وقف فوري للعنف في سوريا، بهدف ضمان نجاح الحل السياسي الذي يتطلب إرادة دولية واضحة، بتجفيف مصادر الإرهاب ووقف تمويله وتسليحه»، معبرا «عن تطلعات الشعب السوري للعمل مع دول البريكس كقوة عادلة تسعى إلى نشر السلام والأمن والتعاون بين الدول، بعيداً عن الهيمنة وإملاءاتها وظلمها، الذي استمر عقوداً على شعوبنا وأمتنا».
وتأتي الرسالة، بعد زيارة قامت بها المستشارة الرئاسية بثينة شعبان إلى كل من الهند وجنوب إفريقيا في آذار الماضي، وزيارة مماثلة قام بها نائب وزير الخارجية فيصل المقداد إلى البرازيل والصين وروسيا، بهدف الحصول على دعم واضح من تلك الدول.
وشكلت دول «البريكس» بالنسبة إلى دمشق، من بداية تشكلها خلال العقد الماضي، ثقلا موازيا للمحور الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة ، ويبسط سيطرته ونفوذه على منظمات دولية وإقليمية. إلا أن سياسة الدول الخمس على خلاف المحور المنافس، لا تميل للتدخل في الشؤون الداخلية للدول، ولا تقبل التورط في النزاعات ذات الطابع الأهلي، وهو ما تبين عمليا في الأزمة الليبية، حين اتخذت موقفا ناقدا للتدخل الغربي في النزاع الليبي، من دون أية قدرة ردع، ما يضعف من تأثيرها العملي، أمر تتمنى دمشق رؤية أثر أكبر منه.
أما الرهان على وضعية هذه الدول في المحافل الدولية، فتبقى منسجمة بوضوح مع السياسة الروسية التي تبني على «اتفاق جنيف» في حزيران الماضي، وتفضل ممارسة دور بعيد عن التدخل المباشر. ويلاحظ مراقبون محليون وديبلوماسيون أن الدور الروسي، رغم استمراريته وثباته، يبدو أقل زخما، واندفاعا. ويعود هذا ربما إلى حالة التصعيد التي قادتها فرنسا وبريطانيا ولاقت «رضى أميركا»، وتتلخص بمحاولة تغيير موازين القوى ميدانيا، وهو الأمر الذي تستثمره قطر وتركيا حاليا، وبنت عليه موقفها في القمة العربية في الدوحة.
تنتظر روسيا على ما يبدو تغيرا ما في التوازنات، يميل ديبلوماسيوها إلى ترقبه في جسم المعارضة الذي ترى موسكو أن تماسكه ناتج عن «صمغ» خارجي، وأن ملامح تفككه تتشكل بسرعة. لكن أحدا في دمشق لا يعلم ما هي الخطوة المقبلة أو يضع تصورا لها. كما يميل الروس إلى «الاستراحة» لإعطاء منافسيهم الوقت اللازم «للفشل»، ذلك أن قناعة موسكو لم تتغير، بأن أيا من الطرفين العسكريين غير قادر على تحقيق نصر ساحق. وكما أن سقوط 50 قذيفة هاون على دمشق أسبوعيا، يعني أن الصراع الميداني يأخذ أبعادا وحشية جديدة، فإنه أيضا يعني خسارة مزدوجة للطرفين.
لذلك، ما من رهان على تحرك روسي منسجم تماما مع ما ترغب دمشق في رؤيته عمليا، خصوصا أن القيادة السورية لا تقبل بـ«وثيقة جنيف» بالمطلق وتعتبرها ورقة «للنقاش»، وهو ما يكثف الرهان على الواقع الميداني مرة أخرى. منظور ينسجم مع رهان طهران أيضا، ويتطابق مع قراءة معارضين سوريين لأفق الصراع، وفق ما قاله أحدهم لـ«السفير» بتوقع «تصعيد عسكري وسياسي أكبر، يبلغ ذروته خلال الشهرين المقبلين». تصعيد يرى المعارض المقيم في دمشق أنه ينسجم تماما مع رغبة الولايات المتحدة في «استنزاف سوريا تماما، وإخراجها لعقود من دائرة التخطيط الاستراتيجي الإقليمي».
وفي هذا السياق، يبدو لافتا استبقاء قيادة الأسطول الروسي بارجاتها الحربية وسفن إنزالها في بيروت رغم أن وجهتها كانت طرطوس منذ أسبوعين. وهو أمر تقول مصادر ديبلوماسية روسية لـ«السفير» أنه «اعتيادي. مجرد روتين هدفه تعميق علاقات الصداقة والتعاون بين لبنان وروسيا»، معتبرة أن هذا يخرج عن سياق اكتشاف منظومة تجسس الكترونية على الساحل السوري، يعتقد أنها إسرائيلية، وأن هدفها التحركات العسكرية الروسية.
على صعيد آخر، يقر ديبلوماسيون بأنه في ظل حالة الجمود الحاصلة حاليا، ثمة سعي قطري – تركي واضح لاستثمارها على صعيد إعدادهم لما يسمى بـ«اليوم التالي» لسقوط النظام، إن سقط.
ويأتي، ضمن هذا الاستعداد، المؤتمران اللذان نظما بمسافة زمنية متقاربة، وبرعاية أو مباركة من حكومتي البلدين في كل من القاهرة واسطنبول. الأول استهدف القول إن ثمة تمثيلا للعلويين في أي تشكيل مقبل للمعارضة يتحدث باسمهم، والثاني لتركمان سوريا بحضور رئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان.
ويهدف المؤتمران لتقريب الخلافات بين رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض «المستقيل» احمد معاذ الخطيب، وبعض كتل «الائتلاف» حول إشراك ممثلين للأقليات وشرائح المجتمع السوري، وتوسيع بنية المعارضة أكثر، بهدف تحقيق عدة أهداف من بينها تراجع الخطيب عن «الاستقالة الإعلامية» التي أعلنها. ويتوافق الأميركيون والروس، من دون متعة التوافق، على أن الخطيب «لا يعوّض، كقيادي للمعارضة» الأمر الذي يعني العمل «دوما للحفاظ عليه»، ولاسيما في وجه البروز المتصاعد للقوى الإسلامية المتشددة في صفوف المعارضة، وفي خلفيتها نفوذ «حركة الإخوان المسلمين» العالمية.
كما يندرج الجهد التركي – القطري ضمن خطة «اليوم التالي» والتي بدأت تأخذ ملامح «محاصصة طائفية» شبيهة بتلك التي في العراق ولبنان.
وتعيد هذه الأفكار الأزمة السورية إلى صيف العام 2011، حين طرح الأتراك عبر مندوبين رسميين على دمشق تصورا «غير رسمي» لنظام محاصصة طائفية، يقوم على إبقاء مراكز القوة العسكرية والأمنية بيد ممثلين عن الأقليات المسيحية والمسلمة، ومنح الفئات الأكبر الدور الأساسي في العملية الاقتصادية والسياسية والتنموية، وهو ما أدرجت إمكانية عودة «حركة الإخوان» إلى سوريا في سياقه، وهي أفكار رفضت كما هو معروف على الفور.
سـوريا: الاشـتباكات تحتـدم آذار الأكثر دموية منذ عامين
لم يهنأ السوريون بعيد الفصح، حيث تواصل نزيف الدم في مناطق كثيرة من البلاد، اثر اشتداد المعارك بين القوات السورية والمسلحين من درعا مرورا بريف دمشق وصولا إلى حلب، حيث تدور اشتباكات ضارية في حي الشيخ مقصود، في محاولة جديدة من المسلحين للامساك بالمنطقة التي تضم مرتفعا يطل على المدينة ومطارها، بالإضافة إلى دير الزور حيث اتهمت السلطات السورية المسلحين بإضرام النار في ثلاث آبار نفطية.
في هذا الوقت، اكدت جامعة الدول العربية انحيازها إلى جانب «الائتلاف الوطني السوري» المعارض، معلنة، أمس، أنها ستدعم طلبه الحصول على مقعد سوريا لدى الأمم المتحدة، وذلك بعد أسبوع من تسليمها «الائتلاف» مقعد دمشق لدى الجامعة، وهو ما انتقدته الجزائر، معتبرة أن «أي قرار يصدر عن جزء من السوريين يكون متأثرا بضغوط خارجية، قد تكون حياته قصيرة جدا».
وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن، في بيان أمس، إن «عدد القتلى في آذار (الماضي) بلغ ستة آلاف وخمسة قتلى، ما يجعل منه الشهر الأكثر دموية» منذ بدء النزاع منتصف آذار العام 2011. وأضاف إن «القتلى هم 3480 مدنيا، بينهم 298 طفلا دون السادسة عشرة من العمر، و291 سيدة و1400 مقاتل معارض». وتابع: «قتل في آذار 86 جنديا منشقا و1464 عنصرا من القوات النظامية بينهم أفراد في قوات الدفاع الوطني التي شكلها النظام».
وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيانات، «لا تزال الاشتباكات مستمرة بين القوات السورية والمسلحين في حي الشيخ مقصود شرقي» في شمال حلب، مشيرا إلى «أنباء عن اقتحام القوات لبعض أجزاء الحي ترافق مع قصف طاول أيضا حي بستان الباشا» المجاور. وتحاول القوات السورية منع المقاتلين من السيطرة على هذا الجزء الذي يضم تلة تشرف على حلب ومطارها.
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن القوات السورية «نفذت عمليات نوعية اتسمت بالدقة ضد أوكار المجموعات الإرهابية المسلحة في المنطقة الواقعة بين حيي بستان الباشا والشيخ مقصود». وأشارت إلى «تدمير راجمتي صواريخ ومدفعي هاون وثلاث سيارات مزودة برشاشات ثقيلة».
كما أشارت إلى أن القوات السورية «ألحقت خسائر فادحة بالإرهابيين في سلسلة عمليات نوعية في يلدا ونجها وحجيرة والذيابية والسيدة زينب وجوبر ودوما ومزارع العالية في الغوطة الشرقية في ريف دمشق». وذكرت إن القوات السورية نفذت عمليات ناجحة ضد «الإرهابيين من جبهة النصرة في ريف اللاذقية».
وأضاف المرصد: «قصف الطيران الحربي مناطق عدة، منها مدينة معرة النعمان في محافظة ادلب. كما نفذ الطيران الحربي غارات جوية على بلدة الطيبة ومحيط الكتيبة 49 دفاع جوي والسهول الشرقية لبلدة الكتيبة في درعا».
وذكرت «سانا»، أمس الأول، إن «مجموعات إرهابية مسلحة أضرمت النار في ثلاث آبار نفطية في محافظة دير الزور، ما يؤدي إلى خسارة يومية تقدر بـ4670 برميلا من النفط و52 ألف متر مكعب من الغاز».
وقال المتحدث باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية نصيف حتي، في مؤتمر صحافي في القاهرة، إن «الجامعة لا ترى أن هناك حلا للأزمة السورية إلا الحل السياسي، مهما كان الصراع العسكري الدائر حاليا»، مضيفا إن «الجامعة ستدعم الائتلاف إذا طلب الدعم العربي للحصول على مقعد دمشق في الأمم المتحدة خلال اجتماعات الدورة المقبلة للجمعية العامة للأمم المتحــدة في أيلول المقبل».
وقلل وزير خارجية الجزائر مراد مدلسي، خلال لقائه نظيره البحريني الشيخ خالد بن احمد بن محمد آل خليفة في الجزائر، من حظوظ نجاح مهمة الموفد الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي.
وانتقد القرارات التي يتخذها «جزء» من السوريين، في إشارة إلى منح مقعد سوريا في الجامعة العربية إلى «الائتلاف» المعارض. وقال: «يعود للسوريين أن يقرروا، وأي قرار يصدر عن جزء منهم حصرا، لا بل أي قرار يصدر عن جزء من السوريين يكون متأثرا بضغوط خارجية، قد تكون حياته قصيرة جدا».
وأعلن مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان، في مؤتمر صحافي في القاهرة أمس، بعد اجتماعه مع الإبراهيمي والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ووزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو أمس الأول، ان طهران تدعم بقوة الشعب السوري والإصلاحات التي يجريها الأسد.
وشدد على أهمية مبادرة الرئيس المصري محمد مرسي بشأن سوريا، موضحا انها مشابهة لوجهة نظر طهران حول طريقة وقف إراقة الدماء.
(«السفير»، «سانا»، ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا)
من يخاف سورية ضعيفة؟
صحف عبرية
الاعتذار الاسرائيلي لتركيا، والذي تحقق قبل العيد بضغط شديد من الرئيس الامريكي باراك اوباما، علله مكتب رئيس الوزراء اساسا بالظروف الجديدة الناشئة في سوريا. وشرح رجال نتنياهو بان صعوبة الوضع لدى الجار الشمالي تستدعي استئناف التنسيق مع انقرة.
وأول أمس، بعد اقل من اسبوع، ظهر تقرير لوكالة الانباء الفرنسية من الجولان يقول ان الجيش الاسرائيلي فتح مستشفى ميدانيا على الحدود السورية شمالي الهضبة. وقد جاء النبأ بعد وقت قصير من سماح اسرائيل، مرة اخرى، للمرة الثالثة في غضون نحو شهر، بدخول ثوار سوريين اصيبوا في المعارك لتلقي العلاج الطبي في البلاد. فهل تبشر موجة الانباء الاخيرة بتغيير جوهري في السياسة الاسرائيلية تجاه الحرب الاهلية في سوريا، التي دخلت الان في سنتها الثالثة؟
الجواب، كما يمكن الاستيضاح في هذه اللحظة سلبي. يحتمل بالطبع أن يكون اوباما ونتنياهو توصلا سرا الى تفاهمات اخرى عن الحاجة الى خطوات فاعلة للتدخل في الموضوع في سوريا. ولكن في غياب الدليل على ذلك، فان الفرضية المعقولة هي ان سياسة القدس بقيت كما كانت. فاسرائيل تحذر قدر الامكان من الدخول الى قلب المواجهة الداخلية في سوريا، بينما تتمنى بهدوء مواصلة المعارك وذلك لان هذه تواصل تآكل التهديد المحدق لها من جيش الاسد.
ولكن لما كان الوضع في سوريا يتعقد فان اسرائيل تضطر الى ان ترفع بقدر ما مستوى اهتمامها بما يجري هناك. ويجد الامر تعبيره، على المستوى العلني، في خطوات انسانية، كاستقبال جرحى للعلاج في البلاد وعلى المستوى الاستخباري في تصعيد المتابعة للحرب خشية آثارها على اسرائيل، كتسرب السلاح الكيميائي الى اياد معادية.
في السنة الاولى من الحرب، قدرت اسرائيل بان نهاية الرئيس السوري محتمة وأن الثوار سيهزمونه في غضون وقت غير طويل. ولكن التقديرات تبددت. وبدلا من الحسم، نشأ شلل متبادل. الثوار يسيطرون على نحو 65 75 في المائة من اراضي الدولة، ولكن الاسد ينجح في صيانة سيطرة ناجعة جدا في العديد من المناطق الهامة مدن دمشق، حلب، حمص والجيب العلوي في شمال غرب الدولة.
دعم روسي وايراني كبير يسمح للرئيس بالصمود. فروسيا ترفض حاليا المساعدة في اسقاطه، بدعوى أن احدا لا يمكنه أن يضمن لها بان بعد نصف سنة من رحيل الاسد سيتحقق استقرار في الدولة او أن يقوم بدلا منه حكم سوري يكون بالضرورة افضل.
ولا يزال يمكن للحرب أن تنتهي بخطف او باغتيال الرئيس (والثوار كانوا حتى الان قريبين من ذلك عدة مرات) او باستسلام مفاجىء واعتزال للاسد. ولكن في هذه اللحظة على الاقل، يبدو هذا كقصة طويلة. فالمعارضة تدعي بانها بحاجة الى مساعدة عاجلة اخرى من اوروبا ومن الولايات المتحدة (فضلا عن المساعدات المكثفة التي تمنحها قطر والسعودية) لان نافذة الفرص لتحقيق الحسم في المعارك توجد في فترة هي بين الربيع والخريف، حين تسمح حالة الطقس بالمبادرة الى هجوم بري كبير. في هذه الاثناء تتواصل عملية تفكك سوريا الى اقاليم متخاصمة، تسيطر عليها الطوائف المختلفة.
اما بالنسبة لاسرائيل كما أسلفنا فان الوضع الجديد لا يزعجها حقا. ففي الاسبوع الماضي بلغت جيلي كوهن في ‘هآرتس’ عن صرف فرقة من الجيش الاسرائيلي عن الخطة العملياتية للساحة السورية نحو ساحة لبنان. ويشهد التغيير على ان الجيش الاسرائيلي يقدر بان التحدي في لبنان الان اكبر وان الخطر المحدق من مواجهة تقليدية مع سوريا يقل. بالمقابل، توجد السياسة الامريكية التي تشجع علنا قوى المعارضة في سوريا، ثمة التخوف الاسرائيلي من استخدام السلاح الكيميائي والحاجة الى الحفاظ على مظهر على الاقل من التأييد الاسرائيلي المبدئي للثوار ضد نظام الطغيان في دمشق.
كل هذا لا يزال يتحقق بسهولة نسبية من خلال بادرات طيبة مثل استيعاب الجرحى على الحدود. هذه خطوات صغيرة وحذرة، تستند الى جس نبض واع وليس الى تطلعات مبالغ فيها. يبدو أن ليس لاسرائيل هدف قابل للتحقق لتغيير في سوريا أو ادعاء بجمع قدرة نفوذ للاعب مركزي. في هذه اللحظة فانها تفعل ما هو ضروري.
وقد وقعت المصالحة مع تركيا فقط بسبب الضغط الذي مارسه الرئيس الامريكي الاسبوع الماضي. فقد قال اوباما لمضيفيه في القدس ان تركيا واسرائيل هما دولتان مهمتان في كل ما يتعلق بالرد المنسق على الازمة في سوريا، الجارية في الساحة الخلفية لهما كلتيهما. طلب الرئيس يوم الاربعاء؛ وفي الجمعة نشر الاعتذار الاسرائيلي.
في الجيش الاسرائيلي امتنعوا امس عن التعقيب على نبأ فتح مستشفى ميداني على الحدود. وادعت مصادر سياسية بان هذا ليس مستشفى بكامل معداته، بل خيمة او اثنتين تشكلان خلية طبية تسمح بفحص أولي للجرحى عند وصولهم الى الحدود. وعند الحاجة ينقل الجرحى الى الاراضي الاسرائيلية. ويختفي خلف هذا النهج تخوف من موجة طالبي علاج وإثرهم موجة لاجئين. حتى اليوم هذا لم يحصل، يبدو ايضا بسبب سنوات من غسل الدماغ الذي بواسطته أقنع الحكم السوري مواطنيه بانه خلف الحدود يكمن لهم الشيطان الصهيوني.
عمليا، في الاشهر الاخيرة استثمرت اسرائيل جهودا أكبر في التملص من العلاج الطبي (من خلال منع الاقتراب من الحدود) مما في العلاج نفسه. ومؤخرا تجول ضابط الطب الرئيس، العميد اسحق كريس في الجولان. وجاء فتح الخلية الطبية كنتيجة لاضطرار فرضتها الظروف الميدانية؛ السؤال هو اذا كانت الظروف لاحقا ستجعل صعبا على اسرائيل ابقاء هذا العلاج على نار هادئة.
في الميدان، على الحدود، يلاحظ تواجد متزايد للثوار في الجيوب التي طردوا منها الجيش. ويبلغ السكان الدروز في الطرف الاسرائيلي عن حالات عديدة ظهر فيها رجال معارضة مسلحون قرب الجدار. ويتزايد عدد احداث اطلاق النار بين الثوار والجيش السوري وفي اعقابها ازدادت ايضا الحالات التي تسللت فيها النار الى الاراضي الاسرائيلية.
خلف الكواليس يوجد خلاف في القيادة الاسرائيلية. اللواء قائد المنطقة الشمالية يئير غولان هو الرمز اليميني الذي يطالب بتصعيد التدخل، سواء بالخطوات الانسانية أم باستغلال فرص اخرى. وقبل بضعة اشهر قال غولان لناحوم برنياع من ‘يديعوت احرونوت’ انه لن يكون لاسرائيل مفر وانها في النهاية ستضطر الى انتهاج نوع من الحزام الامني في الجانب السوري من الحدود. في المرة الاولى التي ادخل فيها جرحى الى البلاد، فعل غولان ذلك برأيه الشخصي وأثار غضب رئيس الاركان بيني غانتس، الذي اطلع على ذلك باثر رجعي. اما اليوم، فمجال مناورة اللواء صغير نسبيا؛ كل خطوة انسانية تصل حتى اقرار رئيس الاركان.
كاتب الرأي توم فريدمان، المقرب من البيت الابيض، ادعى أمس في مقال في ‘نيويورك تايمز’ انه مشكوك أن يكون تسليح منظمات الثوار ‘اللطفاء’ اي المنظمات غير الاسلامية والتي لا تزال تسعى الى ابقاء سوريا كوحدة سياسية واحدة بوسعه أن يكفي كي يسقط الاسد ويقيم بدلا منه نظاما يكون مقبولا في نظر الغرب. ‘هذه مشكلة من الجحيم’ وصف ذلك فريدمان الذي أعرب عن تأييده للسياسة الحذرة التي ينتهجها الرئيس اوباما.
يخيل أن في هذه الحالة، ستوقع أوساط القدس هي الاخرى على هذا التحليل.
الوضع سيء، ولكن البدائل قد تكون اسوأ من ناحية اسرائيل، ولهذا فان هذه لا تعتقد بانه يوجد ما يبرر الاسراع وتحذر من ادخال اصابعها الى الجمرة المتلظية التي في قلب الحرب الاهلية السورية، كي لا تكتوي بها.
اسرائيل، يقول البروفيسور آشر ساسر من مركز ديان لبحوث الشرق الاوسط في جامعة تل أبيب، عاشت عشرات عديدة من السنين في قلق من قوة الدول العربية. اما الان، فهي تضطر لاول مرة الى مواجهة الضعف العربي ومن هذا تخاف ايضا.
عاموس هرئيل
هآرتس – 31/3/2013
وزير جزائري: القرارات الاحادية الطرف في سورية لن تدوم طويلا
الجزائر ـ ا ف ب: اعتبر وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي الاثنين ان القرارات التي يتخذها جزء من السوريين وحده لن تدوم طويلا متحدثا عن منح مقعد سورية في الجامعة العربية الى المعارضة. واشار مدلسي في مقابلة مع الاذاعة العامة الناطقة بالفرنسية الى انه ‘يعود للسوريين ان يقرروا، واي قرار يصدر عن جزء منهم حصرا – لا بل اي قرار يصدر عن جزء من السوريين يكون متاثرا بضغوط خارجية – قد تكون حياته قصيرة جدا’.ولم يوضح الوزير ما يقصد ‘بالضغوط الخارجية’.
في اثناء قمة في الدوحة في 25 اذار (مارس) منحت الجامعة العربية الائتلاف الوطني السوري المعارض مقعد سورية فيها بالرغم من تحفظات الجزائر والعراق.
وكان مقعد سورية شاغرا منذ تعليق الجامعة العربية عضوية نظام الرئيس السوري بشار الاسد في تشرين الثاني (يناير) 2011 تنديدا بالقمع الدامي للانتفاضة الشعبية التي تحولت لاحقا الى نزاع مسلح.
وذكر مدلسي بان بلاده تتبع سياسة عدم التدخل واتخذت موقفها استنادا الى ميثاق الجامعة العربية الذي لا يجيز منح مقعد دولة ‘الى هيئة ليست دولة’.
كما دافع الوزير عن حياد بلاده حيال ما يسمى بـ’الربيع العربي’ وقال ‘لم تكن لدينا قط اي خلافات ولا تمييز في نظرتنا الى التحولات المسجلة في الدول العربية من تونس وليبيا ومصر وسورية وغيرها’.
وتابع ان ‘الجزائر لطالما كان لديها الموقف نفسه (…) المستند الى تجربتها الخاصة: فالجزائر تريد ان تحترم كدولة، والجزائر لا تسمح لنفسها بالتدخل في شؤون دول اخرى’.
ممثل الإئتلاف السوري المعارض في لندن يهاجم الولايات المتحدة لتقاعسها ضد نظام بلاده
لندن ـ يو بي آي: هاجم ممثل الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في لندن، وليد سفور، الولايات المتحدة على ما اعتبره تقاعسها ضد نظام الرئيس بشار الأسد، واعتبر أن بريطانيا وفرنسا تمثلان الآن أفضل أمل لإنقاذ حركة التمرد في بلاده.
وقال سفور، في مقابلة مع صحيفة ‘ديلي تليغراف’ الإثنين، إن رفض ادارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، التدخل في الأزمة التي تشهدها سورية منذ أكثر من عامين ‘كان اهانة للشعب السوري، غير أن موقف بريطانيا وفرنسا هو أكثر تقدماً وأفضل من موقف الولايات المتحدة التي ترفض اتخاذ أي اجراء’.
واضاف أن بريطانيا هي ‘اكثر فاعلية في مساعدة المعارضة السورية وتزيد دعمها ولديها ميل للمساعدة وهذا يأتي من رئيس وزرائها (ديفيد كاميرون)، غير أنها لم تقبل حتى الآن إلى جانب فرنسا مطالب الائتلاف الوطني اقامة منطقة حظر جوي في شمال سورية’.
واشار سفور، العضو في جماعة الأخوان المسلمين السورية المعارضة، إلى أن لندن وباريس ‘بدأتا التحرك تدريجياً تجاه الاقتناع بمطلب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بشأن منطقة حظر الطيران’.
وفيما اعتبر ممثل الائتلاف السوري المعارض في لندن، أن الولايات المتحدة بحاجة ‘لأخذ زمام المبادرة في دعم المعارضة السورية’، وصف جهودها السياسية في سورية بأنها ‘ضارة’.
وقال إن تصنيف الولايات المتحدة لـ’جبهة النصرة’، على لائحة المنظمات الارهابية ‘كان خطأً تكتيكياً لم يساهم سوى في تحييدها أكثر عن الوضع القائم على الأرض في سورية، وكانت ستفعل الشيء نفسه حيال الائتلاف الوطني المعارض لو أنه اتخذ الموقف نفسه’.
وكشف سفور أن الأمريكيين ‘طلبوا من الائتلاف الوطني المعارض تصنيف جبهة النصرة كمنظمة ارهابية، وكانوا غاضبين حين اعلن رئيسه، أحمد معاذ الخطيب، بأن الائتلاف لا يستطيع اعتبار الذين يُقاتلون لتحرير سورية ارهابيين’.
وقالت ‘ديلي تليغراف’، إن بريطانيا هي واحدة من البلدان الحاضرة في غرفة العمليات في تركيا، الساعية إلى ادارة تدفق الأسلحة إلى سورية وتوجيهها إلى المجلس العسكري الأعلى، الجناح العسكري للائتلاف الوطني المعارض.
الى ذلك ذكرت صحيفة ‘ديلي تليغراف’، الاثنين، أن مصدراً سورياً معارضاً وصفته بالبارز، حمّل البيت الأبيض مسؤولية السماح لقطر بادارة المعارضة السياسية السورية، وصياغتها بشكل يمكّن جماعة الأخوان المسلمين من قيادتها. واشارت الصحيفة إلى إن المصدر السوري، الذي لم تكشف عن هويته، يقدّم استشارات للحكومات الغربية.
ونسبت إلى المصدر قوله ‘كان هناك القليل من القيادة السياسية من جانب الأمريكيين، وبذلوا جهوداً حقيقية قليلة على صعيد تشكيل هيئة سياسية للمعارضة السورية’.
واضاف أن هذا التوجه ‘جعل أجزاء كبيرة من سكان سورية تتمسك بالرئيس بشار الأسد لعدم وجود بديل سوى حكومة اسلامية وهذا التخوف من البديل هو ما يبقيه في السلطة، وطالما بقيت اقامة دولة اسلامية في سورية هي الخيار البديل الوحيد، فإن النظام سيبقى في السلطة’.
واعتبر المصدر السوري المعارض أن الولايات المتحدة هي ‘العضلة الوحيدة القادرة على اجبار قطر على دعم المعارضة السورية الأكثر علمانية وتمثيلاً سياسياً’.
وقال إن الرئيس الامريكي باراك أوباما ‘يحتاج إلى التقاط الهاتف وابلاغ قطر بقبول 25 شخصية علمانية معارضة تمثل العلويين والمسيحيين والدروز وجميع الأقليات الأخرى في سورية’.
واضاف المصدر السوري المعارض أن هذا الأمر ‘بسيط ، لكن ادارة الرئيس أوباما لا تفعل ذلك، ولا تمارس أي قيادة سياسية في هذا المجال’.
السجن المؤبد لمن يقوم بعمليات خطف في سوريا والإعدام إذا ما توفي المخطوف
دمشق- (يو بي اي): أصدر الرئيس السوري بشار الأسد الثلاثاء، مرسوماً قضى بإنزال عقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة بحق الذين يقومون بعمليات خطف، على أن تصل العقوبة إلى حد الإعدام إذا ما أدّى الخطف إلى وفاة المخطوف.
وأشار المرسوم الذي نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إلى أن “كل من خطف شخصاً حارماً إيّاه من حريته بقصد تحقيق مأرب سياسي أو مادي، أو بقصد الثأر أو الانتقام، أو لأسباب طائفية، أو بقصد طلب الفدية، يعاقب بالأشغال الشاقة المؤبدة”.
وأضاف أن عقوبة الإعدام تكون “إذا نجم عن جريمة الخطف وفاة أحد الأشخاص أو حدثت له عاهة دائمة أو قام الفاعل بالاعتداء جنسياً على المجني عليه”.
وأنزل المرسوم عقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة بـ”كل شخص يبتز المجني عليه بأي شكل كان، أو زوجه أو أحد أصوله أو فروعه بشكل مباشر أو غير مباشر”.
وبموجب المرسوم فإنه “يستفيد من العذر المُحِلّ كل من لديه مخطوف فبادر إلى تحريره بشكل آمن، أو قام بتسليمه إلى أي جهة مختصة خلال 15 يوماً من تاريخ نفاذ هذا المرسوم”.
وتشهد سوريا أعمال خطف واسعة النطاق بسبب حالة الانفلات الأمني التي تعيشها منذ اندلاع الأحداث فيها عام 2011.
اشتباكات على أطراف دمشق ومقتل أربعة من عائلة واحدة في قصف على محيطها
بيروت- (ا ف ب): تدور اشتباكات عنيفة الثلاثاء في احياء على اطراف دمشق، في حين أدى قصف على محيطها إلى مقتل أربعة اشخاص من عائلة واحدة، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وافاد المرصد في بريد الكتروني ان “اشتباكات عنيفة تدور بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في حي برزة” في شمال دمشق، تزامنا مع قصف على الحي.
وفي الشرق، تحدث المرصد عن “اشتباكات عند اطراف حي جوبر من جهة (ساحة) العباسيين”، وهي احدى الساحات الرئيسية في دمشق.
وافاد المرصد في وقت مبكر من صباح الثلاثاء عن “استشهاد ثلاثة اشخاص واصابة اكثر من 20 بجروح اثر قصف براجمات الصواريخ” على حي الحجر الاسود في جنوب العاصمة، حيث دارت فجر اليوم اشتباكات فجر اليوم على اطراف مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين.
وتضم اطراف العاصمة خصوصا في الجنوب والشرق والشمال، جيوبا للمقاتلين المعارضين لنظام الرئيس بشار الاسد، وتشهد معارك دائمة بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام.
والى الجنوب من دمشق، افاد المرصد عن “استشهاد اربعة مواطنين من عائلة واحدة هم طفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات واخته التي تبلغ الخامسة، ووالدتهما وجدتهما، اثر القصف الذي تعرضت له بلدة المقيليبة”.
كذلك، افاد المرصد عن “اشتباكات عنيفة بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية عند اطراف بلدة زملكا” شرق العاصمة، في حين تتعرض مناطق في جنوب مدينة دوما (شمال شرق دمشق) لقصف من القوات النظامية.
وتشن هذه القوات منذ فترة حملة واسعة في محيط دمشق للسيطرة على معاقل للمقاتلين المعارضين لنظام الرئيس بشار الاسد، يتخذونها قواعد خلفية لهجماتهم تجاه العاصمة.
وادت اعمال العنف الاثنين إلى مقتل 150 شخصا، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويقول انه يعتمد للحصول على معلوماته على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في مختلف انحاء سوريا.
وقال المرصد الاثنين ان شهر آذار/ مارس كان الاكثر دموية منذ بدء النزاع السوري قبل عامين، اذ قتل خلاله اكثر من ستة آلاف شخص.
وتفيد الامم المتحدة عن مقتل نحو 70 الف شخص في سوريا منذ منتصف آذار/ مارس 2011.
ستة آلاف قتيل في سورية في آذار اكثر الاشهر دموية النزاع يقسم دروز الجولان وقلق من وصول ‘النصرة’ اليهم
دمشق ـ بيروت ـ مجدل شمس (سورية) ـ وكالات: قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان اكثر من ستة آلاف شخص قتلوا في سورية خلال آذار (مارس) 2013، ما يجعل منه الشهر الاكثر دموية في النزاع المستمر منذ عامين، في حين استمرت الاثنين اعمال العنف في مناطق عدة لا سيما في مدينة حلب كبرى مدن الشمال.
جاء ذلك فيما بدأ التصدع الذي اثاره النزاع في سورية يفعل فعله في صفوف نحو عشرين الف درزي في الجولان، رفض معظمهم الحصول على الجنسية الاسرائيلية ويصرون على انهم سوريون.
وتقول نور الطالبة الشابة في مجدل شمس ‘تصوروا احدا يرفض التحدث الى شقيقه بسبب خلافات حول سورية’.
وفي القرية العائلات منقسمة والمشادات تندلع بين اصدقاء بعضهم يدعم الرئيس بشار الاسد في حين يدافع البعض الاخر عن المعارضين المسلحين.
وتضيف نور ‘السؤال الحاضر ابدا ‘انت مع من؟’ وهو يثير انقساما حتى داخل العائلات. تصوروا ان ابا صفع ابنه امام الجميع’ جراء ذلك.
يقول احد التجار (30 عاما) ‘انا مع الشعب السوري وتاليا مع الاسد’، مضيفا ان ‘الجيش السوري الحر (المعارض) غير موجود، انه فقط جيش من الباكستانيين والافغان والامريكيين الذين يخوضون الجهاد’.
وتخشى تاجرة اخرى انتصارا للمقاتلين الاسلاميين الاصوليين المنتمين الى جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة بحسب واشنطن، وتقول ‘سيصلون الى هنا وهم يؤمنون بان جميع من لا ينتمون الى ديانتهم كفار يستحقون القتل’.
وتسيطر جبهة النصرة على قسم كبير من المنطقة الحدودية في مرتفعات الجولان.
وتضيف التاجرة ‘انا اؤيد الاسد ومع اجراء انتخابات. اذا جرت انتخابات فان الشعب سيختار الاسد’.
سياسيا، اعرب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عن دعمه للبنان لصونه من تداعيات النزاع في سورية، في حين رأت البحرين ان الظروف الراهنة ‘لا توحي’ بحل سياسي للازمة.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان عدد القتلى في آذار (مارس) بلغ ‘ستة آلاف وخمسة قتلى، ما يجعل منه الشهر الاكثر دموية’ منذ بدء النزاع منتصف آذار (مارس) 2011.
والقتلى هم 3480 مدنيا بينهم 298 طفلا دون السادسة عشرة من العمر و291 سيدة و1400 مقاتل معارض. ويدرج المرصد بين المدنيين الذين حملوا السلاح ضد قوات النظام.
الى ذلك، قتل في آذار (مارس) 86 جنديا منشقا و1464 عنصرا من القوات النظامية ‘بينهم افراد في قوات الدفاع الوطني التي شكلها النظام’، بحسب عبد الرحمن.
واحصى المرصد سقوط 387 شخصا مجهولي الهوية اضافة الى 588 مقاتلا مجهولي الهوية ‘بينهم العديد من جنسيات غير سورية’.
واعرب عبد الرحمن عن اعتقاده ان العدد الحقيقي لقتلى النظام والمعارضة ‘هو اعلى من ذلك’ بسبب تكتم الطرفين على الحصيلة الفعلية ‘من اجل المعنويات في القتال’.
وحمل المسؤولية عن الضحايا للمجتمع الدولي ‘الذي لم يقم بأي امر جدي لمساعدة الشعب السوري سوى الوعود الكاذبة، بل يجلس شاهدا على تدمير سورية والمجتمع السوري’، بحسب قوله.
وتوقع عبد الرحمن انه ‘اذا استمرت الامور على ما هي عليه، نعتقد ان ثمة مجازر ستحصل في سورية في غياب رادع للقتلة عن ارتكاب جرائمهم’.
واحصى المرصد سقوط 62554 شخصا منذ بداية النزاع في حصيلة تبقى ادنى من ارقام الامم المتحدة التي اعلنت في شباط (فبراير) ان عدد الضحايا يقارب 70 الف شخص.
واشار مدير المرصد الى ان حصيلته لا تشمل الاعداد الحقيقية لقتلى طرفي النزاع، اضافة الى آلاف المخبرين و’الشبيحة’ الموالين للنظام، وآلاف المعتقلين والاسرى.
وتوقع في حال احتساب هؤلاء ‘ان يتخطى العدد الحقيقي للذين قتلوا 120 الف شخص’.
ويتخذ المرصد من بريطانيا مقرا ويعد مصدرا رئيسيا لاحصاء ضحايا النزاع نظرا لاعتماده على شبكة واسعة من الناشطين والمصادر الطبية في مختلف انحاء البلاد، ويقول ان العدد الذي لديه يحصي القتلى الموثقين بالاسماء وبالمعطيات الاكيدة.
والاثنين، افاد المرصد عن مقتل 30 شخصا في مناطق مختلفة، بحسب حصيلة اولية.
ودارت الاثنين اشتباكات عنيفة بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة في حي الشيخ مقصود شرقي’ الواقع في شمال حلب، بحسب المرصد الذي تحدث عن ‘انباء عن اقتحام القوات’ لاجزاء في الحي الذي يتعرض لقصف طال حي بستان الباشا المجاور له.
من جهتها، افادت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) ان القوات النظامية ‘نفذت الاثنين عمليات نوعية اتسمت بالدقة ضد أوكار المجموعات الارهابية المسلحة في المنطقة الواقعة بين حيي بستان الباشا والشيخ مقصود’.
ويشهد الطرف الشرقي من الشيخ مقصود اشتباكات منذ ايام بين مقاتلين معارضين من كتائب اسلامية وكتيبة كردية من جهة، ومسلحين من اللجان الشعبية من جهة اخرى. وتدخلت القوات النظامية في محاولة لمنع المعارضين من السيطرة على هذا الجزء الذي يضم تلة تشرف على كبرى مدن الشمال السوري.
وتقطن الشيخ مقصود غالبية كردية، لكن الاشتباكات تدور في الجزء الشرقي منه الذي يقطنه مسلمون سنة غير اكراد موالون لنظام الرئيس بشار الاسد.
والى جنوب شرق حلب، تجددت الاشتباكات في محيط المطار الدولي الذي يحاصره مقاتلو المعارضة منذ شباط (فبراير) الماضي ضمن ما اطلقوا عليها ‘معركة المطارات’ للسيطرة على مطارات المحافظة، لا سيما العسكرية منها التي تشكل نقطة انطلاق لسلاح الجو السوري لقصف مناطق واسعة في البلاد.
اختطاف 8 سوريين علويين في وادي خالد بهدف التبادل
سعد الياس
بيروت – ‘القدس العربي’ ـ من سعد الياس: أقدم مواطنون من عائلة فهد الأحمد على اختطاف 8 عمال سوريين من الطائفة العلوية في وادي خالد بعد دخول حافلتهم الى الاراضي اللبنانية بهدف مبادلتهم بإبنهم المحتجز في سورية منذ 18 شهراً.
وقد بدأ الجيش اللبناني عمليات التفتيش في الهيشة عن ركاب الفان السوري الذي اختطفه ملثمون عند معبر جسر قمار.
وقد تم التعرف الى هوية المخطوفين السوريين الثمانية الذين خطفوا في منطقة وادي خالد، وهم: محسن العلي، حازم الحسن، سلمان العلي، تميم الحسن، نسيم خابوري، مسلم غريب وعبدو غريب ويامن الخابوري.’
على صعيد آخر، ذكرت معلومات صحافية ان إشكالاً وقع بين مجموعة شبان من بلدة طيردبا الجنوبية، وعدد من العمال السوريين، تطور إلى استخدام العصي والسكاكين ما أسفر عن إصابة خمسة عمال سوريين عرف منهم: يوسف السيد إصابته خطرة، ومحمد السيد وابراهيم الحجار اللذان وصفت إصابتهما بالمتوسطة، وقد نقلوا إلى مستشفى جبل عامل في صور.
وحضرت القوى الأمنية والعسكرية إلى مكان الحادث، وباشرت التحقيقات اللازمة لتحديد المسؤوليات وتعقب المتسببين.
‘هبة الله’ معجزة صغيرة في حلب في شمال سورية
حلب (سورية) ـ ا ف ب: تفتح الطفلة الصغيرة عينيها الخضراوين الكبيرتين وتبتسم، هي التي تركت وسط الشتاء والبرد عند مدخل مبنى في مدينة حلب في شمال سورية. يقول والدها بالتنبي ‘سميناها هبة الله، لانها فعلا هبة من الله’.
‘هبة الله’ معجزة صغيرة. ولدت في 29 كانون الاول (ديسمبر) في حلب، كبرى مدن شمال سورية، التي تشهد معارك يومية منذ تسعة اشهر. لم يكن امام والدتها البيولوجية خيار سوى تركها في العراء، كما العديد من الامهات السوريات اللواتي يختبرن صعوبات الحرب.
وتقول ام معاوية (38 عاما)، والدة ‘هبة الله’ بالتبني، ان الطفلة ‘وضعت الساعة الثالثة فجرا عند مدخل مبنى. كانت موضوعة في كيس، تبكي، والحبل السري ما زال متصلا بها. كانت مولودة بالكاد منذ ساعة ونصف ساعة’.
ويوضح زوجها ابو معاوية، وهو محاط بثلاثة من اولاده الاربعة، ان ‘امام احد المساجد هو الذي عثر عليها بعدما سمع بكاءها’، قبل ان يقرر اخذها الى ام معاوية، مصففة الشعر التي اصبحت ممرضة في مستشفى ميداني يديره المقاتلون المعارضون للنظام.
وتقول هذه السيدة وهي تعد قارورة حليب للرضاعة ‘كانت محظوطة. خلال 12 ساعة، فحصها عشرون طبيبا في خمسة مستشفيات. كان ينقصها الاوكسيجين ولونها ازرق، لكن التيار الكهربائي لم يكن متوافرا في مستشفيات
المناطق المحررة (الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة) لكي توضع في الحاضنة’.
تضيف ‘في نهاية المطاف عثرت على مستشفى في المنطقة المحتلة (الخاضعة لسيطرة نظام الرئيس بشار الاسد)، حيث بقيت (الطفلة) مدة يومين’.
عندما عادت ام معاوية بالطفلة الى المنزل، لم يوافق زوجها مباشرة على انضمامها الى العائلة. ويقول وهو ينظر الى ابنة الاشهر الثلاثة النائمة في مهدها ‘اصرت زوجتي واولادي. نظرت اليها، وفجأة بات عندي خمسة اولاد بدلا من اربعة’.
يضيف هذا التاجر (45 عاما) الذي بات عاطلا عن العمل ‘ذهبت الى المحكمة الشرعية (التي انشأها مقاتلو المعارضة) وصرحت عنها. اذا اراد والداها استعادتها، عليهما ان يتقدما بشكل رسمي الى المحكمة’.
وتسارع زوجته للقول ‘ان شاء الله لن يأتي احد لاستعادتها!’.
تضيف ‘عرض احدهم نقلها الى المانيا ومنحها الجنسية’. وتتابع مع ابتسامة عريضة ‘تحمل (الطفلة) الحظ الينا. يوم دخلت عائلتنا، عاد التيار الكهربائي الى المنزل بعد ايام من الانقطاع’.
في هذه المدينة التي تعاني دمارا كبيرا وانقطاعا مستمرا في المياه والكهرباء، يفرض قدوم طفل جديد الى المنزل اعباء اضافية لا يمكن العديد من العائلات تحملها. وبحسب شهادات اطباء سوريين لوكالة فرانس برس، ارتفعت حالات الاجهاض بنسبة كبيرة خلال النزاع السوري الذي اودى بحياة نحو 70 الف شخص منذ منتصف آذار (مارس) 2011.
وتقول ام معاوية التي تغطي شعرها بحجاب بني اللون متناسق مع معطفها الطويل ‘مع الاشتباكات والقصف، كنت ادعو الى الله الا احمل. في النهاية، بات لدينا ولد خامس’.
حول ام معاوية، يتسابق ثلاثة من اولادها – ابنتان تبلغان من العمر 10 و15 عاما، وولد في السادسة – على حمل ‘هبة الله’. وتقول الابنة الكبرى لشقيقتها الصغرى ‘(هبة الله) تشبهك يا نسمة’.
ويقول احمد ‘لدي عينان بنيتين، بينما تتمتع هي بعينين خضراوين جميلتين’.
اما الطفلة الصغيرة، فتوزع ابتسامتها على الجميع، قبل ان تعود الى النوم بهدوء.
الهلال الأحمر الكويتي يحضر لمساعدة اللاجئين في الشتاء أو لإعادة إعمار سوريا
فادية الزعبي
يؤكد برجس البرجس، رئيس مجلس إدارة جمعية الهلال الأحمر الكويتي، أن الجمعية تتحضر من اليوم لتقديم العون اللازم للاجئين السوريين في الشتاء القادم إذا استمرت الأزمة، وللمساهمة في إعادة إعمار ما تهدم إن استقر الوضع.
الكويت: المأساة التي عاشها اللاجئون السوريون خلال فصل الشتاء في دول مجاورة لبلدهم دفعت برئيس مجلس إدارة جمعية الهلال الأحمر الكويتي برجس البرجس إلى بدء العمل من الآن لتقديم كافة المساعدات التي يحتاجها هؤلاء اللاجئون في الشتاء المقبل.
وقال برجس لـ “إيلاف”: “في حال استقرت الأوضاع في سوريا قبل حلول الشتاء، فإن مساعدات الجمعية ستتوجه للمساهمة في إعادة إعمار ما تدمر في هذا البلد الشقيق، فنحن لن نتخلى إخواننا السوريين”.
وكانت جمعية الهلال الأحمر الكويتي التي أسسها البرجس في العام 1965 – وهو أسس أيضًا وكالة الأنباء الكويتية (كونا) في العام 1976 وترأسها لغاية العام 1992 – قد ساهمت كغيرها من الجمعيات الخيرية الكويتية في إغاثة شعوب الدول العربية التي مرت بمحن، مثل تونس وليبيا ومصر واليمن.
ولم ينحصر دورها الخيري في تلك الدول فقط، بل امتد منذ تأسيسها إلى 75 دولة عربية وأجنبية، منها 27 دولة آسيوية، و30 دولة أفريقية، وتسع دول أوروبية، وأربع دول في أميركا الشمالية، وخمس دول في أميركا الجنوبية.
بحسب الحاجات
يقول البرجس إن مساعدات الجمعية تختلف تبعًا لحاجة الإنسان في كل دولة، “فمثلًا، احتاج اللاجئون السوريون في الأردن ولبنان الغذاء والسكن وما يقيهم من البرد، ولذلك زودتهم الجمعية منذ شهر آب (أغسطس) 2012 ولغاية شباط (فبراير) 2013 بنحو 1068 طنًا من المواد الغذائية والملابس والأغطية وغيرها من مستلزمات المعيشة”.
واتفقت الجمعية مع مخابز في الأردن ولبنان لتزويد خمسة آلاف عائلة يوميًا في كل بلد من البلدين بحاجتها من الخبز. أما اللاجئون السوريين في تركيا فقد سلمت الجمعية الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر مبالغ مالية لمساعدة هؤلاء اللاجئين وللنازحين عن بيوتهم داخل سوريا.
وقد صادف قبل أسبوعين تسليم جمعية الهلال الأحمر الكويتي لوزارة الصحة اللبنانية مستشفى متطورًا ومتكاملًا بعد أن استكملت بناءه في شمال لبنان، وتزويده بكافة المعدات الطبية المتطورة بتكلفة إجمالية بلغت 6,6 ملايين دولار. وبسبب موقع المستشفى القريب من الحدود السورية، لن تبخل وزارة الصحة اللبنانية في تقديم مساعدتها الطبية للاجئين السوريين المتواجدين بقربها.
استعدادات للشتاء
ذكر البرجس أن الجمعية تقدمت من الحكومة الكويتية بطلب زيادة المبالغ التي تخصصها سنويًا للجمعية، حتى تتمكن من مضاعفة مساعداتها للاجئين السوريين، في مواجهة برد الشتاء المقبل. “فموارد الجمعية تتأتى من مخصصات تقدمها الحكومة الكويتية وتبرعات رجال الأعمال والشركات وأهل الخير”.
وحث البرجس الجمعيات الخيرية على مضاعفة مساعداتها للشعب السوري للتخفيف من معاناته، قائلًا: “الجمعيات الخيرية الكويتية أثبتت أنها من أكثر الجهات الخيرية في العالم مساعدة للشعب السوري داخل وخارج سوريا، وهي كثيرة منها على سبيل المثال الجمعية الخيرية الإسلامية، وجمعية الإصلاح الاجتماعي، وجمعية التراث، وبيت الزكاة، وغيرها من الجمعيات الخيرية التطوعية”.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/4/803051.html
الجيش الحر يرفض هيمنة الإخوان المسلمين على الائتلاف المعارض
بهية مارديني
تصاعدت وتيرة الخلاف بين الجيش السوري الحر والائتلاف المعارض على خلفية اتهام الحر جماعة الاخوان المسلمين بالهيمنة على قرار الائتلاف، وبفرض رئيس لا يعرفه أحد على الحكومة الموقتة. فرد الاخوان أن هذا الاتهام يندرج في مؤامرة للنيل من الجماعة ونضالها.
لندن: دخل الجيش السوري الحر على خط الخلاف بين أطياف المعارضة السياسية حول انتخاب غسان هيتو رئيسًا للحكومة الموقتة. وطالت أصابع اتهامه جماعة الاخوان المسلمين في سوريا بفرض رئيس حكومة على الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة.
أكد زهير سالم، الناطق الرسمي لجماعة الاخوان المسلمين في سوريا، لـ”ايلاف” أن الاخوان ليسوا طرفًا في انتخاب هيتو، لكنّه أشار إلى أنهم كانوا جهة داعمة، وأعلنوا موقفهم منذ اللحظة الاولى، أنه لا يوجد مرشح لديهم لرئاسة الحكومة الا أن الاكثرية توجهت لانتخاب هيتو.
وشدد سالم على أنه لا صحة لكل ما يقال في وسائل الاعلام على أرض الواقع. وردًا على سؤال حول تصريحات الجيش الحر بأنه لا أحد يعرف هيتو حتى ينتخبه ردّ: “أنا سأسال نفس السؤال حول أسعد مصطفى وزير الزراعة الاسبق، الذي كان مرشحًا لرئاسة الحكومة الموقتة، وكذلك لم أسمع الا في هذه الايام عن رياض حجاب رئيس الوزراء السوري المنشق، والذي طرح اسمه لرئاسة الحكومة الموقتة في وقت سابق”.
ولفت إلى أن الكثيرين ممن جاؤوا إلى فضاء المعارضة وعملوا فيها لم يكونوا معارضين أساسًا، لكن أصبح لهم حراك ودور.
لن ترى النور
كان لؤي المقداد، الناطق السياسي والإعلامي للجيش السوري الحر، انتقد حكومة هيتو وأعلن عبر “ايلاف” أن الجيش السوري الحر لا يعترف بهيتو رئيس حكومة لأن اختياره لشغل المنصب جاء من دون توافق أعضاء ائتلاف المعارضة عليه. كما حمّل فهد المصري، المتحدث الإعلامي ومسؤول إدارة الإعلام المركزي في القيادة المشتركة للجيش السوري الحر وقوى الحراك الثوري، الاخوان المسلمين في سوريا مسؤولية تأخير نجاح الثورة. وقال: “طفح الكيل من تصرفات وسلوكيات الجماعة منذ بداية الثورة وحتى الآن، وبشكل خاص الهيمنة والسيطرة على المجلس الوطني ومن ثم الائتلاف، والهيمنة ومحاولات الهيمنة على الشؤون والقضايا الإغاثية والعسكرية”.
أضاف: “لا يحق لكم ركوب الثورة أو قيادتها أو محاولات التحكم بها”.
وتحدث المصري عن حالة احتقان لدى أغلب الأطياف السياسية والمدنية والثورية على الأرض وفي الخارج من تصرفات المعارضة السياسية وأساليبها في الإقصاء والتهميش المبرمج، واعتبر أن التركيبة السكانية والدينية والمذهبية لسورية لا تسمح ولن تسمح بالأساس لهيمنة جماعة على أخرى.
وشدد على أن حكومة السيد هيتو لن ترى النور، لأن الجميع يعلم كيف تم اختياره وفرضه.
للنيل من الجماعة
ردّ الاخوان المسلمون في تصريحات صحفية على ما طال الجماعة من اتهامات، معتبرين أن ما يجري من محاولات للنيل من الجماعة مخطط فاشل وسخيف يحاول عرقلة مسار الثورة.
قال عمر مشوّح، رئيس المكتب الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا، إن البيان الذي نُسب للقيادة المشتركة للجيش السوري الحر، والذي حمل اتّهامات عدّة لجماعة الإخوان، لا يمثّل وجهة نظر قيادة الجيش الحرّ، مشيرًا إلى أن جماعة الإخوان على اتّصال مباشر مع هذه القيادة على مدار الساعة.
أضاف مشوّح: “الاتّهامات التي ساقها فهد المصري في بيانه بحقّ جماعة الإخوان المسلمين لا أدلّة عليها، وهذه الإساءات وغيرها تمثّل حلقة من سلسلة الإساءات للنيل من الجماعة، تقودها أطراف عدّة، منها نظام الأسد وبعض الدول العربية والإقليمية”.
أسس واضحة
في الجانب السياسي، طلبت قوى عديدة دخول الائتلاف الوطني للحفاظ على توازنه. وكان لافتًا البيان الاخير الذي صدر من قوى ورموز في المعارضة السورية، بعضهم ممن جمد عضويته في الائتلاف الوطني، كالدكتور وليد البني وريما فليحان والدكتور عمار قربي، اضافة إلى معارضين بارزين مثل الدكتور عبد الرزاق عيد وميشيل كيلو والدكتور عمار قربي وآخرين، إذ تضمن طلبًا بتوسيع الائتلاف ليضم 25 ممثلًا للتيار المدني الديمقراطي، بحيث يمثل كل السوريين لا فئة واحدة.
وطالب البيان بالتخلي عن مشروع الحكومة الموقتة الذي سبّب الانقسام ويلاقي معارضة شديدة من قيادة ومقاتلي الجيش الحر. ودعا البيان إلى حكومة توافقية تشكّل على أساس وطني أو أجهزة تنفيذية بديلة وبتمثيل المرأة.
ودعا البيان إلى وضع أسس واضحة للعلاقات بين قوى وأطراف المعارضة، وبينها وبين الجيش الحر، تساعد في تحويله إلى جيش وطني على درجة عالية من الانضباط والجاهزية القتالية، وفي ضبط فوضى السلاح والمسلحين ضمن إطار الوحدة الوطنية والنضالية لشعبنا، على أن يشارك في وضع هذه الأسس جميع أطياف المعارضة.
لحكومة تكنوقراط
من جانبه، طالب الدكتور غزوان الأكتع، نائب رئيس التحالف الوطني الديمقراطي، الخطيب بتنفيذ وعوده الواردة في خطابه بالجامعة العربية بتوسيع قاعدة الإئتلاف، ليتحول إلى مؤتمر وطني سوري جامع لايستثني احدًا، ليصبح الإئتلاف بعدها بحق الممثل الأوحد للمعارضة السورية ومن ثم الشعب السوري.
كما عبّر التحالف عن تطلعاته في بيان، طلب فيه تشكيل حكومة سورية موقتة من الوطنيين السوريين التكنوقراط الشرفاء، بعيدًا عن المحاصصة السياسية، حكومة تمثل الشعب تعمل كحكومة إنقاذ تنتشل الشعب السوري من محنته وتعمل على تمثيله خير تمثيل وتسقط النظام الأسدي سياسيًا، كما تسحب الشرعية منه، وتسير باتجاه التأسيس لدولة المؤسسات الديموقراطية الحرة، وصولًا إلى مجتمع سياسي متنوع و موحد يمثل كل الطيف السوري.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/4/803000.html
النزاع في سوريا يثير انقسامًا بين دروز الجولان
أ. ف. ب.
تسبب النزاع في سوريا في إزدياد حجم الخلافات بين الدروز في الجولان الذي تسيطر عليه إسرائيل منذ عام 1973، فتندلع المشادات الكلامية بين اصدقاء بعضهم يؤيد الرئيس بشار الأسد في حين يدافع البعض الآخر عن الجيش الحر.
مجدل شمس: منذ حرب تشرين الاول/اكتوبر 1973 التي يسميها الاسرائيليون “حرب الغفران”، خيّم الهدوء على مجدل شمس، كبرى البلدات الدرزية في هضبة الجولان السورية التي احتلتها اسرائيل ثم ضمتها.
لكن التصدع الذي أثاره النزاع في سوريا بدأ يفعل فعله في صفوف نحو عشرين ألف درزي في الجولان، رفض معظمهم الحصول على الجنسية الاسرائيلية ويصرون على أنهم سوريون.
تقول نور الطالبة الشابة في مجدل شمس “تصوروا احدًا يرفض التحدث الى شقيقه بسبب خلافات حول سوريا”.
وفي القرية العائلات منقسمة والمشادات تندلع بين اصدقاء بعضهم يدعم الرئيس بشار الاسد في حين يدافع البعض الآخر عن المعارضين المسلحين.
وتضيف نور: “السؤال الحاضر ابدا +أنت مع من؟+ وهو يثير انقسامًا حتى داخل العائلات. تصوروا أن ابًا صفع ابنه امام الجميع” جراء ذلك.
لفترة طويلة، اعتبر الدروز، الذين يشكلون اقلية موزعة بين سوريا (ثلاثة في المئة من تعداد السكان) واسرائيل ولبنان، مؤيدين للاسد انطلاقًا من ولاء ثابت للنظام أو من خوف من الاسلاميين المتطرفين في صفوف المعارضين.
ويتكتم سكان مجدل شمس على هوياتهم حين يسألون رأيهم.
يقول احد التجار (30 عاًما): “انا مع الشعب السوري وتاليًا مع الاسد”، مضيفًا أن “الجيش السوري الحر (المعارض) غير موجود، إنه فقط جيش من الباكستانيين والافغان والاميركيين الذين يخوضون الجهاد”.
وتخشى تاجرة أخرى انتصاراً للمقاتلين الاسلاميين الاصوليين المنتمين الى جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة، بحسب واشنطن، وتقول: “سيصلون الى هنا وهم يؤمنون بأن جميع من لا ينتمون الى ديانتهم كفار يستحقون القتل”.
وتسيطر جبهة النصرة على قسم كبير من المنطقة الحدودية في مرتفعات الجولان.
وتضيف التاجرة: “انا اؤيد الاسد ومع اجراء انتخابات. اذا جرت انتخابات فإن الشعب سيختار الاسد”.
ويؤيد كثير من دروز الجولان النظام السوري لأنهم يرفضون الاعتراف بضم اسرائيل لهذه المنطقة التي احتلتها في حرب حزيران/يونيو 1967، والتي يقيم فيها نحو عشرين ألف مستوطن اسرائيلي.
ويقول احد المزارعين إن الثورة السورية التي اندلعت في اذار/مارس 2011 ليست سوى “مؤامرة يشارك فيها 130 بلدًا”. وفي رأيه أن المقاتلين المعارضين ليسوا سوى “عصابة مسلحة تدعمها فرنسا واميركا”.
ويتصاعد التوتر في مجدل شمس كلما دنت منها المعارك.
منذ شهر، تلقى أحد عشر سوريًا على الاقل، بينهم مقاتلون معارضون، العلاج في مستشفيات اسرائيلية. كذلك، اقيمت وحدة علاجية قرب قاعدة للجيش الاسرائيلي في المنطقة الحدودية.
لكنّ دروزًا آخرين في مجدل شمس لا يخفون تعاطفهم مع المعارضة واملهم في انتصارها.
ويؤكد فوزي محمود (42 عاماً): “نحن ضد الاسد. حين بدأت الثورة اظهر الاسد وجهه الحقيقي: إنه اسوأ من ديكتاتور. إنه يقتل الجميع من دون تمييز”، في اشارة الى المجازر المنسوبة الى النظام السوري.
مع هبوط الليل، يحرص المؤيدون للمعارضة على ترديد اناشيد تمجد الثورة.
في البلدة، يصادف المرء نصبًا تذكاريًا لسلطان باشا الاطرش الذي قاد ثورة الدروز ضد الاستعمار الفرنسي العام 1925.
وبدا الدروز الذين كانوا في الماضي موحدين ضد الاستعمار، اليوم منقسمين حول نزاع يمزق سوريا منذ عامين.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/4/803018.html
علويو لبنان في عين العاصفة السورية
ريما زهار
يشكل العلويون في لبنان اليوم حالة خاصة تضعهم في عين العاصفة، خصوصًا مع ارتباط قضية بعضهم بالنظام السوري، وتأكيد هذا النظام استعداده للتدخل عسكريًا في لبنان لحمايتهم.
بيروت: يجمع المؤرخون على اختلاف نزعاتهم وتباين أهوائهم على أن العلويين فرقة من الشيعة لم تختلف مع الشيعة في شيء إلا في بعض المسائل السياسية التاريخية ولاسيّما حول السيد شعيب محمد بن نصير النميري في العام 260 هـ الموافق 867 . فالطائفتان تتبعان المذهب الجعفري، وتدينان بالولاء لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)، وتقران بإمامة الأئمة المعصومين من ولد أمير المؤمنين من الحسن الى الإمام القائم المهدي.
حتى عام 1304 كان العلويون هم العدد الغالب بين سكان جبال كسروان وكانوا هم أمراء الجرد. وكانوا موجودين أيضًا في وادي التيم وفي جنوب وشمال لبنان ولاسيّما مدينة طرابلس (حسب بعض المؤرخين مثل المطران الدبس وفيليب حتّي) الى أن تعرضوا لحملات وهجمات من قبل المماليك والصليبيين، حيث أصدر شيخ الاسلام ابن تيمية آنذاك فتواه الشهيرة التي حللت دم العلويين ودعت الى قتلهم وملاحقتهم معتبرًا إياهم أشد خطر على الإسلام من الفرنجة. وهذا ما حمل العلويين على الهرب والتنقل من مكان الى آخر أو تغيير دينهم هربًا من الإضطهاد الذي لاحقهم أينما حلوا وتواجدوا.
أمّا في طرابلس، فعندما أتى الصليبيون وحاربوا دولة بني عمار، عندها انهزم العلويون وحلّ مكانهم الحكم الأخشيدي. فذهب الحكم من بين أيديهم ولكنهم بقوا في المدينة كسكان. أما القسم الأكبر فلجأ الى الجبال ولاسيّما جبال الساحل السوري التي عرفت لاحقًا بجبال العلويين.
لم يكن حكم العثمانيين أرحم من حكم المماليك، فضيقوا عليهم ولاحقوهم طوال عقود من الزمن. وصدرت بحقهم فتوى حامد بن نوح التي كانت كفتوى ابن تيمية فقامت مجازر وحملات بحق أبناء هذه الطائفة ولاسيّما العلماء منهم.
ثم أتت الحرب العالمية الأولى التي انتهت بتغيير الخريطة الجغرافية والديموغرافيّة بسيطرة جيوش الحلفاء وفرض الانتداب الفرنسي على لبنان وسوريا.
أما اليوم، فيقدّر عدد العلويين في لبنان بمئة ألف نسمة، حوالي 50 ألفاً في طرابلس و 40 ألفاً في عكار وعشرة آلاف موزعين في بيروت والكورة والمتن الشمالي وقرية الغجر في مزارع شبعا.
العلويون قبل الحرب الأهلية
منذ انشاء دولة لبنان واحصاء العام 1932 حتى الستينات، فإنّ معظم العلويين كانوا يعتبرون فقيري الحال واقتصرت موارد رزقهم على الزراعة والقيام ببعض الأعمال الشاقة والصعبة و الأعمال التجارية الصغيرة.
في مطلع الستينات، بدأت تتهيّأ لهم فرص التعليم بشكل أوسع وعلى مختلف المستويات، وفي السبعينات كان هناك العشرات من حملة الشهادات الجامعية من طب وهندسة وحقوق ودكتوراه.
لقد مرّت على الطائفة العلوية في لبنان ظروف قاسية فقد كانوا كمواطنين لبنانيين لا ينالون من حقوق المواطنية سوى أنهم يحملون الهوية اللبنانية. وكان ممنوعًا عليهم دخول أي وظيفة من وظائف الدولة، وكانت الكلية الحربية ممنوعة على شبابهم، مما دفع عددًا كبيرًا من ابناء هذه الطائفة الى تغيير مذهبهم لكي يتمكنوا من دخول بعض الوظائف.
حتى اتفاق الطائف، كانت المشاركة العلوية في الحياة السياسية معدومة كليًا. فبموجب هذا الاتفاق تمت مشاركة العلويين بشكل رسمي في الحياة السياسية. وقد حصلت هذه المشاركة اثر التعيينات النيابية التي أقرّها ميثاق الطائف على الشواغر النيابية لآخر مجلس نيابي منتخب منذ 1972 واستحداث مقاعد جديدة، حيث زاد عدد النواب من 99 الى 128. وأعطي للعلويين مقعدان عن كل من دائرتي طرابلس وعكار.
العلويون بعد الطائف
اعترف بالطائفة العلوية في لبنان عام 1936 أسوة بباقي الطوائف، إلاّ أن هذا الاعتراف كان اعترافًا اداريًا وليس اعترافًا سياسيًا الى أن حصل العلويون على بعض الحقوق في إدارة وتنظيم شؤونهم الدينية. ففي 17 آب/اغسطس 1995 صدر عن مجلس النواب قانون حمل رقم 449 الذي منح الطائفة حق تنظيم وإدارة شؤونها الدينية وأوقافها ومؤسساتها الخيرية والإجتماعية التابعة لها، على أن تتولى تنظيمها وإدارتها بنفسها طبقًا لأحكام الشريعة والفقه الجعفري.
كما شاركت الطائفة العلوية في انتخابات 1992 و1996 و2000 و2005، و2009 .
يرى النائب العلوي في البرلمان اللبناني خضر حبيب في حديثه لـ”إيلاف” أن الطائفة العلوية موجودة منذ القدم في لبنان، ولدى العودة الى تاريخها في مدينة طرابلس العام 450 هجرية كان والي بني عمار من الطائفة العلوية، وجذور هذه الطائفة ليست في أي دولة أو نظام، وهي موجودة بالشام اليوم. وفي لبنان، هناك علويون لبنانيون منذ القدم وفي اكثر من منطقة.
ويضيف حبيب :” في ظل وجود النظام السوري خلال 40 عامًا، أخذت هذه الطائفة صبغة معينة، واستعملت ككبش محرقة، وتم استغلالها سياسيًا واجتماعيًا وامنيًا.
واستعملت الطائفة لأسباب أمنية من قبل النظام السوري، ويتم استغلالها حتى الآن من قبل العديد من العلويين في لبنان، في خلق نعرات طائفية بين الطوائف.
ولا مصلحة للطائفة العلوية اليوم بمعاداة أهلها وجيرانها في المناطق.
والسبب برأيه لأن النظام السوري لا يزال يستغّل هذه الطائفة لاستعمالها في أغراض سياسية سورية بحت.
عن حال الاقليات في لبنان بمن فيها الطائفة العلوية، يرى حبيب أن لبنان كان دائمًا بلد الاقليات في المنطقة، وفي كل دول الشرق الاوسط لبنان الوحيد الذي يملك 18 طائفة، ومعظم هذه الطوائف ممثلة في المجلس النيابي من اكثرية واقلية، وهذه ميزة لبنان، وهذا ما اعلنه البابا يوحنا الثاني بأن لبنان رسالة في هذا المشرق ويجب الحفاظ عليه من خلال التنوع الطائفي بما فيه الطائفة العلوية.
اما كيف تؤثر الاحداث في سوريا على العلويين في لبنان؟ فيرى حبيب أن الامر يعيدنا الى أن سبب الاحداث التي تندلع في مدينة طرابلس بين جبل محسن وباب التبانة، مرتبط بالأمن والمخابرات بين النظام السوري وبين القيمين على بعض العلويين في لبنان.
ويرى حبيب أن الطائفة العلوية ستبقى في لبنان حتى مع انقضاء النظام السوري ورحيله.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/4/802997.html
جولة لـ«قيادة الحر» طلبا للسلاح العربي واستنفار وسط دمشق
شائعات في أوساط سكان العاصمة عن مقتل الأسد.. وفرنجية يتصل به مطمئنا
بيروت: «الشرق الأوسط»
يردد سكان دمشق منذ أسبوعين تقريبا شائعات عن اغتيال الرئيس السوري بشار الأسد، تكثف تداولها أمس، بعد تأكيد مجموعة من «الجيش الحر» مقتل الأسد بالتزامن مع وجود حالات استنفار أمني عند محيط مشفى الشامي، وهو المشفى القريب من مقر إقامة الأسد والمخصص غالبا لكبار المسؤولين السوريين. وقال ناشطون معارضون إن «كل الطرق المؤدية إلى المشفى أغلقت بانتشار الحرس الجمهوري في محيط المنطقة». وأشار علاء الباشا، الناطق باسم لواء سيف الشام لـ«الشرق الأوسط» إلى «انتشار أمني كثيف في الأماكن المحيطة بالمشفى منذ 3 أيام». وقال: «التعزيزات لم تشمل فقط محيط المشفى الذي منع المرور بقربه، بل وأيضا في ساحة الأمويين حيث وضعت عربات ثقيلة وتم توزيع أسلحة متوسطة على الحواجز المنتشرة في العاصمة». ولفت إلى «تزامن الاستنفار العسكري في دمشق مع الشائعات التي تتحدث عن مقتل الرئيس السوري»، رافضا «تأكيد أي معلومة بهذا الشأن».
ويتداول سكان دمشق منذ فترة شائعات عن مقتل الرئيس السوري تتراوح بين «اغتياله على يد أحد حراسه الإيرانيين» و«تصفيته داخل القصر الجمهوري» نتيجة خلافات بين ضباط سوريين وآخرين من الحرس الثوري الإيراني. ونشر لواء «شهداء دوما» شريط فيديو على موقع «يوتيوب»» يؤكد فيه مقتل الأسد الذي تم، وفق ما قاله أحد المتحدثين في الفيديو، بـ«التنسيق مع ضباط من داخل القصر»، متحديا «الرئيس السوري بالخروج إلى العالم خلال 12 ساعة لتكذيب ذلك إذا ما كان لا يزال على قيد الحياة».
وأثارت هذه الشائعات موجة من الصخب في صفوف الموالين للنظام السوري على مواقع التواصل الاجتماعي حيث طالب كثير منهم الرئيس السوري بالظهور على الإعلام لدحض هذه الشائعات.
وبينما نفى التلفزيون السوري الرسمي أمس شائعة مقتل الأسد، أصدر تيار المردة في لبنان، الذي يترأسه النائب سليمان فرنجية، وهو من الأصدقاء الشخصيين للأسد، بيانا أشار فيه إلى إجراء فرنجية اتصالا بالأسد «اطمأن فيه إلى صحته». وأكد البيان أن الرئيس السوري «بألف خير والكلام عن اغتياله هو محض إشاعات».
من جهته، عزا محمد علوش، المدير التنفيذي لجبهة تحرير سوريا الاستنفار الأمني النظامي في دمشق إلى عمليات نقل الأسلحة التي وصلت إلى النظام عبر قناة السويس»، موضحا أن «العاصمة عاشت الليلة قبل الماضية ظلاما دامسا بعد قطع التيار الكهربائي عن معظم الأحياء بهدف تسهيل عمليات نقل الأسلحة». وأكد علوش أن «كميات كبيرة من الأسلحة نقلت من مقر أمن الدولة الواقع في منطقة الفحامة إلى مطار المزة الذي يعتبر مركز المخابرات الجوية». وحول الشائعات عن مقتل الرئيس السوري، قال: «هناك بعض الكتائب التي تسرعت في إعلان خبر مقتل الأسد، لكن لا يوجد شيء مؤكد في هذا المجال». وفي موازاة الاستنفار النظامي في دمشق، كشف معاذ الخطيب، رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في إحدى لقاءاته الصحافية عن عزم رئيس هيئة الأركان في «الجيش السوري الحر» القيام بجولة على مجموعة من الدول العربية لطلب الدعم العسكري. وفي هذا السياق، قال العقيد قاسم سعد الدين، الناطق الرسمي باسم القيادة العسكرية العليا لهيئة الأركان لـ«الشرق الأوسط» إن «الجولة ستشمل كثيرا من الدول العربية»، مشيرا إلى أن «قياديين من (الجيش الحر) من كل الاختصاصات العسكرية، سيشاركون العميد سليم إدريس زيارته المرتقبة». وشدد على أن «طلب المساعدات العسكرية سيتركز على مضادات الطيران ومضادات الدروع إضافة إلى كمامات واقية من الأسلحة الكيميائية». وأكد سعد الدين أن «حصول كتائب (الجيش الحر) على هذه الأسلحة سيكفل إسقاط النظام خلال مدة لا تتجاوز الشهر».
ميدانيا، أفادت الهيئة العامة لـ«لثورة» السورية بأن القوات النظامية قصفت حيي الحجر الأسود ومخيم اليرموك في جنوبي العاصمة دمشق، مشيرة إلى أن القصف بالمدفعية تركز أيضا على مدينة داريا التي استمرت فيها الاشتباكات بين القوات النظامية وكتائب «الجيش الحر». وبحسب ناشطين معارضين، فقد اندلعت اشتباكات عنيفة أمس في بلدة البحدلية بريف دمشق سبقها قصف شنته القوات النظامية بالمدفعية وراجمات الصواريخ وصل إلى بلدة الذيابية المجاورة ومسرابا. وتعرضت بلدتا عربين وكفر بطنا في ريف دمشق لقصف مدفعي عنيف، مما أدى إلى سقوط ضحايا بينهم أطفال ونساء.
«القيادة المشتركة» لـ«الحر» تتهم الإخوان بشرذمة المعارضة السورية
الناطق باسم الجماعة: الاتهامات لا تعبر عن وجهة نظر الجيش
بيروت: ليال أبو رحال
حملت القيادة المشتركة لـ«الجيش السوري الحر» جماعة «الإخوان المسلمين» في سوريا «مسؤولية تأخر انتصار الثورة»، مشيرة إلى «حالة احتقان لدى أغلب الأطياف السياسية والمدنية والثورية على الأرض وفي الخارج من تصرفاتهم وأساليبهم وعمليات الإقصاء والتهميش المبرمج». وتوجهت إلى «الجماعة» بالقول: «الثورة ليست ثورتكم ولم تصنعوها بل ثورة الناس الذين يدفعون دماءهم وحياتهم وأمنهم واستقرارهم وأرزاقهم».
واعتبرت القيادة المشتركة، وفق بيان صادر عن مسؤول إدارة الإعلام المركزي فيها فهد المصري أنه لا يحق للجماعة «الركوب على الثورة أو قيادتها أو محاولات التحكم بها ونحن الآن في مرحلة مفصلية سيترتب عليها الكثير من الأشياء»، متحدثة عن «سلوكيات الجماعة منذ بداية الثورة وحتى الآن وبشكل خاص الهيمنة والسيطرة على (المجلس الوطني) ومن ثم (الائتلاف) والهيمنة ومحاولات الهيمنة على الشؤون والقضايا الإغاثية والعسكرية». لكن المتحدث الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين عضو «المجلس الوطني السوري» زهير سالم قال لـ«الشرق الأوسط» أمس إنه «لا علاقة لهذه الرسالة بالقيادة المشتركة للجيش الحر، وهي من كتابة رجل مقيم في باريس ويدعى فهد المصري»، موضحا أنه «لا علاقة للأخير بالقيادة المشتركة، إذ إن الناطق الرسمي باسمها هو العقيد عبد الحميد زكريا». وأكد سالم أن جماعة «الإخوان» ليست معنية بالدخول في سجال أو معركة، مع المصري أو سواه، لأن معارك مماثلة لا تخدم مشروعنا السياسي والوطني وثورة الشعب السوري، واصفا البيان بأنه «محاولة افتعال معركة وهمية وهناك دائما من يحاولون حمل الرايات». وأضاف: «لكل الناس الحق في أن تقول ما تشاء لكن السوريين يعرفون جيدا من هي جماعة الإخوان».
وبينما اعتبر سالم «أننا لا ننتظر مثل هذه الرسائل أو التنبيهات من أي جهة، والاتهامات الواردة في الرسالة تعبر عن وجهة نظر شخصية ليس أكثر»، أوضح المصري لـ«الشرق الأوسط» أن القيادة المشتركة، التي يتولى مسؤولية الناطق الإعلامي باسمها، «تضم كل المجالس العسكرية الموجودة والفاعلة على الأرض، بينما العقيد عبد الحميد زكريا هو الناطق الإعلامي باسم هيئة الأركان في الجيش الحر». وقال إن «الرسالة لم تصدر إلا بعد أن طفح الكيل وفشلت الجهود من الأطراف السياسية لوضع حد لهيمنة الإخوان على العمل الوطني المعارض، وعلى هيمنتهم على المجلس الوطني والائتلاف، وهي جاءت معلنة بهدف إلزام (الإخوان) وكافة الأطراف بالمشروع الوطني، انطلاقا من أن المرحلة الراهنة هي مرحلة العمل الوطني وليس السياسي».
وشدد المصري على أنه «من الخطأ الفادح أن تفكر أي جماعة أو طرف بمشروعه السياسي بدل العمل ضمن العمل الوطني لإنقاذ سوريا»، موضحا أن «الهدف من النقد هو النقد البناء وليس الإساءة، ونحن نعتبر الإخوان فصيلا مهما من المعارضة لكنهم ليسوا المعارضة كلها». وقال «إننا اليوم في مرحلة كشف حساب تستوجب فتح الأعين على الأخطاء لأن سفينة الوطن إذا غرقت فلن ينفع اللوم وأي خلل وطني سندفع ثمنه جميعا»، داعيا إلى وجوب توسيع قاعدة الائتلاف وعدم إقصاء أي جهة أو تهميشها قبل الوصول إلى مرحلة تشكيل الحكومة المؤقتة.
وكان البيان الصادر عن القيادة المشتركة قد تضمن مواقف عالية النبرة منتقدة أداء جماعة الإخوان المسلمين وجاء فيه: «لستم من يقرر صكوك الوطنية لأحد فالجميع في سلة واحدة وكلنا أولاد تسعة فلا تتشاطروا وتتذاكوا على الناس». وأضاف البيان أن «التركيبة السكانية والدينية والمذهبية لسوريا لا تسمح ولن تسمح بالأساس لهيمنة جماعتكم على الثورة الآن أو السياسة السورية في المرحلة الانتقالية ومن ثم الديمقراطية، ونعلمكم أن برنامجكم السياسي والصدق والإخلاص هو الميزان الوحيد لمستقبلكم في سوريا الجديدة».
وفي موازاة إشارة القيادة المشتركة إلى «حالة انزعاج كبيرة من تحركات الإخوان التراكمية والمستمرة»، قالت: «الجميع يعلم كيف ركبتم المجالس المحلية والعشرات من التنسيقيات والهيئات والأشكال بألوان مختلفة لكنها في النهاية تصب في بئركم العميقة.. ونعلم كيف وصلت ملايين الدولارات والتبرعات والهبات من الدول ومن الأفراد التي تعتبر أموالا عامة من أموال الشعب السوري والتي سيحاسب الناس كيف صرفت ولمن وكيف، ونعرف كيف يتم تلميع أشخاص وتقديم أشخاص أو تأخيرهم واستبعادهم».
انقسام درزي حول الدعوة لقتال «جبهة النصرة» في سوريا
المعارضة تتهم النظام باختطاف الـ21 شخصا.. و«الحر» في درعا منع الإسلاميين من مهاجمة السويداء
بيروت: نذير رضا
انقسم دروز سوريا، أمس، بين مؤيد ومعارض لموقف الرئيس الروحي للطائفة العربية الدرزية في إسرائيل الشيخ موفق طريف، الذي أعلن عن استعداد مئات الدروز لدخول الأراضي السورية لمحاربة «جبهة النصرة».
وبينما رحب الدروز المؤيدون للنظام، في سوريا ولبنان، بموقف الشيخ الطريف، ومنهم الوزير اللبناني الأسبق وئام وهاب الذي حذر من أن «أي اعتداء على قرية درزية في سوريا هو اعتداء على الدروز في كل المنطقة».. رفضت مشيخة عقل أحرار الدروز في سوريا تصريحات الشيخ طريف، معتبرة أنها «أطلقت بمباركة من حكومة إسرائيل العنصرية، ومن نظام (بشار) الأسد».
وأكدت المشيخة في بيان وصلت لـ«الشرق الأوسط» نسخة منه، أن السوريين تحكمهم المواطنة، وأن الخطر الوحيد على دروز سوريا هو من «النظام السوري الحاكم في دمشق من خلال ما يبثه من تفرقة بين أبناء الوطن الواحد والتحريض الطائفي الذي يمارسه بين مكونات الشعب السوري الواحد بهدف إشعال حرب أهلية يكون الشباب السوري الذي لن تميز الرصاصة أو قذيفة المدفع هويته الدينية، وقودا لهذه الحرب».
وطالبت المشيخة دروز فلسطين بالتمييز بين الحالة اللبنانية، والحالة السورية والتوقف عن الترويج للقومية الدرزية. وحمل البيان دروز فلسطين «مسؤولية هذا التجييش الطائفي»، مؤكدا: «إننا في سوريا قادرون على حل مشاكلنا الداخلية بالعقل والحوار ونرفض وجود أي مقاتل أجنبي في سوريا أيا كان موقفه السياسي أو الديني».
وفي لبنان، توعد وهاب «جبهة النصرة»، معتبرا أن «مهاجمتها لقرية حضر الدرزية في الجولان لن يمر مرور الكرام»، مشيرا إلى «محاولة لإخراج الدروز من المنطقة الموازية للحدود مع الأراضي المحتلة». وحذر وهاب من أن «أي اعتداء على قرية درزية في سوريا هو اعتداء على الدروز في كل المنطقة»، لافتا إلى أنه «في حال حصول أي تهديد لأي قرية درزية أينما كانت فسنتعامل معه بالشكل المطلوب»، مشيرا إلى أن «دروز لبنان يستطيعون تقديم كل الدعم لإخوانهم في سوريا».
وأضاف: «إننا على أبواب توجيه نداء للدروز لنجدة إخوانهم في سوريا»، مشيرا إلى أن «هناك من يسهل للإرهابيين الاعتداء على القرى الدرزية».
وانسحب الانقسام العمودي بين دروز فلسطين ولبنان، على دروز سوريا أنفسهم. وأكد الناطق الإعلامي باسم المجلس العسكري الثوري في السويداء النقيب شفيق عامر، أن الدروز في سوريا ينقسمون إلى ثلاثة أقسام، القسم الأكبر منهم صامت ويتخوف من الإسلاميين القادمين في المرحلة المقبلة، وقسم لا يتجاوز الربع يوالي النظام السوري، وقسم يناصر الثورة ويشارك في دعم الثوار. وقال عامر لـ«الشرق الأوسط» إن النظام السوري «نجح في السويداء في تصوير عناصر (جبهة النصرة) و(القاعدة) على أنهم قادمون إلى السويداء، مما أثار خوف الأهالي من المرحلة المقبلة إذا انتصرت الثورة».
ولا تنفي مصادر الجيش السوري الحر في درعا أن «جبهة النصرة» حاولت مرارا التقدم باتجاه السويداء. وقال مصدر بارز في المجلس العسكري الثوري في درعا لـ«الشرق الأوسط» إنه «بعيد تعيين أمير لجبهة النصرة في درعا، الذين لا يعادل عددهم 5 في المائة من الثوار في المنطقة، نظم هذا الأمير حملة لمهاجمة حواجز النظام في السويداء، مما دفع قيادة الجيش الحر لإيقافه عند حده، لأن مهاجمة النظام في المنطقة ستنعكس على النازحين السوريين من درعا إلى السويداء، الذين يصل عددهم إلى 100 ألف نازح». وقال المصدر إن «ثني (النصرة) بالتهديد بطردها، عن مهاجمة السويداء، انطلق من حرص على النازحين إلى السويداء».
في ذات الوقت، يوضح النقيب عامر خلفيات الإشكال في السويداء بين (النصرة) والدروز، موضحا لـ«الشرق الأوسط» أن عناصر من «النصرة» اختطفوا قبل فترة مجموعة مؤلفة من 21 درزيا بينهم الزعيم البارز جمال عز الدين، بموازاة مهاجمة مجموعة من المجلس العسكري حاجزا للنظام في المنطقة، قبل أن تقوم مجموعة من «النصرة» بمهاجمة الحاجز نفسه، حيث سقط لها 6 قتلى وأسر اثنان من المهاجمين. وأضاف: «بعدها، طالبت (النصرة) بإعادة جثث الستة، واشترطت عودة المقاتلين الأسيرين على قيد الحياة، مقابل الإفراج عن الدروز الـ21. عندها قامت مجموعة من الدروز باختطاف 14 شخصا من درعا، وعرضتهم للتبادل مع الدروز الـ21 المحتجزين لدى (النصرة)».
وأضاف عامر: «دخل الشيخ الحناوي على خط الوساطة، ونجح بتسليم ستة جثث والـ14 من أهالي درعا لكن عناصر (النصرة) رفضت تسليم الـ21 درزيا، وترفض حتى الآن». وقال عامر إن عناصر «النصرة» نفوا أن يكون الدروز محتجزين لديهم، كما نفت ذلك قيادة «الحر» في درعا، مشيرا إلى أن «التقدير النهائي يشير إلى أن الدروز محتجزون في بصر الحرير في درعا، في قرية يسيطر عليها ميليشيا»، متهما النظام بهدف «تعميق الشرخ ومحاولة زرع فتنة مذهبية في المنطقة وتخويف الناس من (النصرة)».
ناشطون يدفعون ضريبة الدم لإغاثة “اليرموك“
عـلاء عبـود
ظلّ مخيم اليرموك لفترة طويلة بعد الثورة السورية منذ آذار 2011 هادئاً، وكان له نصيب كبير من السوريين المهجّرين من مناطقهم ومنازلهم الذي قدموا إليه بحثاً عن ملجأ. وتفاقم الأمر حتى بلغ ذروته في شهر تموز\يوليو 2012، إذ استقبل المخيم حينها آلافاً من المهجرين من المناطق المحيطة به في يوم واحد.
مع هذا التطور بدأ العمل الإغاثي من خلال الفصائل الفلسطينية والجمعيات المرخّصة التي ساعدت في إغاثة النازحين. لكن العمل لم يكن على المستوى المطلوب، وهذا ما دفع الشباب الناشطين الى تشكيل مبادراتهم المستقلة.
غالبية هذه المبادرات اعتمدت على مجموعات عمل صغيرة وغير منظّمة، ما أدى إلى العشوائية في توزيع المواد الإغاثية، التي كان جلبها يتطلب في بعض الأحيان مخاطرات كبيرة، وقد اعتُقل اكثر من شخص بسبب هذا الأمر.
في أثناء ذلك تشكلت مؤسسات اغاثية غير مرخّصة في أرجاء سوريا، وكان لمخيم اليرموك نصيب منها.
وفي منتصف شهر تموز /2012، بدأت المعارك تندلع في مناطق محيطة بمخيم اليرموك، مثل الحجر الاسود وحي التضامن، ما دفع سكان هذه المناطق الى النزوح عنها بشكل كبير، وتوجّه قسم كبير منهم إلى مخيم اليرموك، وقد دفع ذلك أهالي المخيم إلى فتح مدارس وكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) لاستقبال السوريين فيها. بعدها بيومين توقفت جميع أعمال وخدمات البلدية والدولة السورية في المخيم.
وجد أهالي المخيم والناشطون أنفسهم أمام تحديين كبيرين، أولهما هو تأمين الاحتياجات اللازمة للنازحين، والثاني هو النهوض بأعباء مخيمهم في مجالات عدة كانت تغطيها البلدية اهمها النظافة وتنظيم السير وغيرها.
لهذه الاسباب تشكلت في مخيم اليرموك مؤسسات اغاثية تصدّت لهذه المسؤوليات، أهمها مؤسسة “بصمة” الاجتماعية التي كانت بمثابة فريق اجتماعي يعمل في المخيم قبل بداية الأحداث، و”جفرا” وهي مؤسسة قديمة في المخيم أعاد ناشطوها تفعيلها لمواجهة الأزمة، ومؤسسة “سواعد” التي تشكلت من مجموعة ناشطين كانوا يعملون في احد مراكز الإيواء، إلى مؤسسات مثل “الهيئة الخيرية لاغاثة الشعب الفلسطيني”، “جمعية الاسراء”، “هيئة فلسطين الخيرية”، والكشاف الفلسطيني.
وعملت كل هذه المؤسسات على تسيير شؤون المخيم، فأطلقت حملة كبير لتنظيف الشوارع في شهر آب، وتسلّمت عدة مؤسسات منها إدارة مراكز لإيواء النازحين، كما عملت على تأمين الاحتياجات لسكان المخيم.
ومع بدء العمليات القتالية في المخيم وبدء حصاره أواخر كانون الأول /ديسمبر 2012، وجدت المؤسسات والمبادرات الإغاثية نفسها امام تحديات أخرى. فقد نزح عدد كبير من ابناء المخيم الى مناطق اكثر أمناً ما اضطر كوادر هذه المؤسسات الى اللحاق بهم وخدمتهم في اماكن نزوحهم الجديدة. وهناك حالات عدة تدلّ على المسؤولية العالية التي تتميز بها هذه المؤسسات ومثال ذلك (المدينة التعليمية لأبناء الشهداء) التي تقع في مدينة عدرا، وتتبع لمنظمة التحرير الفلسطينية، وهي الآن أكبر مركز لإيواء النازحين من مخيم اليرموك، وتقوم مؤسسة “بصمة” بمشاركة مؤسسة “سواعد” بخدمتها.
وهذا كلّه عمل مضنٍ يقام في ظل غياب شبه كامل لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) أو أي مؤسسة رسمية تابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه المؤسسات كان لها نصيبها من ضريبة الدم، حيث قدمت مؤسسة “بصمة” ثلاثة من أعضائها المؤسسين شهداء، والهيئة الخيرية قدمت اثنين من العاملين فيها، ومؤسسة “سواعد” قدمت عضواً، ومؤسسة “جفرا” فقدت اثنين من اهم كوادرها نتيجة الاعتقال.
اشتباكات عنيفة بدمشق وقصف لمحيطها
شهدت عدة أحياء في أطراف دمشق اليوم الثلاثاء اشتباكات عنيفة، في حين أدى قصف على محيطها إلى مقتل أربعة أشخاص من أسرة واحدة، واستمرت المعارك في مناطق عدة لا سيما في مدينة حلب كبرى مدن الشمال، كما وثق نشطاء مقتل 150 شخصا أمس، معظمهم في دمشق وريفها وحمص وإدلب.
وقالت لجان التنسيق المحلية إن قوات النظام كثفت قصفها صباحا على الأحياء الجنوبية في العاصمة دمشق، فيما دارت اشتباكات بين الجيشين السوري الحر والنظامي في حي برزة شمال دمشق.
وأفاد ناشطون أن القوات النظامية قصفت داريا والمعضمية براجمات الصواريخ، وأرسلت إلى داريا تعزيزات من مطار المزة العسكري في محاولة لاقتحامها.
وقد أحصت الشبكة السورية لحقوق الإنسان 18 قتيلا سقطوا في سوريا اليوم معظمهم في ريف دمشق والقنيطرة.
من جهته أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن “اشتباكات عنيفة تدور بين الجيش الحر والقوات النظامية في حي برزة في شمال دمشق”، تزامنا مع قصف على الحي.
وإلى الشرق من دمشق، تحدث المرصد عن اشتباكات عند أطراف حي جوبر من جهة ساحة العباسيين، وهي إحدى الساحات الرئيسية في العاصمة السورية.
كما تحدث المرصد عن “اشتباكات عنيفة بين مقاتلين من الكتائب المعارضة والقوات النظامية عند أطراف بلدة زملكا” شرق العاصمة، في حين تتعرض مناطق في جنوب مدينة دوما (شمال شرق دمشق) لقصف من القوات النظامية.
وقبل ذلك قالت لجان التنسيق المحلية إن عشرة أشخاص -بينهم أطفال- قتلوا وجرح عشرات فجر اليوم جراء قصف قوات النظام لحي الحجر الأسود في العاصمة دمشق بصاروخ غراد.
وبث ناشطون صورا على الإنترنت تظهر انتشال طفل من تحت أنقاض منزل دُمر جراء سقوط صاروخ غراد على الحي. وقد قصفت قوات النظام فجر اليوم أيضا منطقة مخيم اليرموك في دمشق، حيث دارت فجر اليوم اشتباكات على أطرافه.
والى الجنوب من دمشق، أفاد المرصد بمقتل أربعة مواطنين من أسرة واحدة هم طفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات واخته التي تبلغ الخامسة، ووالدتهما وجدتهما، إثر القصف الذي تعرضت له بلدة المقيليبة.
اشتباكات أمس
وأمس الاثنين قتل 150 شخصا في سوريا، معظمهم في دمشق وريفها وحمص وإدلب، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وبحسب المرصد فقد دارت اشتباكات عنيفة أمس بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة في حي الشيخ مقصود شرقي الواقع في شمال حلب، كما ترددت أنباء عن اقتحام القوات لأجزاء في الحي الذي يتعرض لقصف طال حي بستان الباشا المجاور له.
من جهتها، أفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) بأن القوات النظامية “نفذت عمليات نوعية اتسمت بالدقة ضد أوكار المجموعات المسلحة في المنطقة الواقعة بين حيي بستان الباشا والشيخ مقصود”.
وإلى جنوب شرق حلب، تجددت الاشتباكات في محيط المطار الدولي الذي يحاصره الثوار منذ فبراير/شباط الماضي.
وفي إدلب شمال غرب البلاد قصف الطيران الحربي مدينة معرة النعمان الإستراتيجية، كما دارت اشتباكات في محيط معسكر وادي الضيف المحاصر والقريب من معرة النعمان.
وفي محافظة درعا جنوب البلاد، نفذ الطيران الحربي غارات على بلدات عدة، بحسب المرصد.
وبثت شبكة شام الإخبارية صورا لمعارك في محافظة درعا، ومنها استهداف مواقع لقوات النظام في حي الكرك وفي الكتيبة 49 دفاع جوي وحاجز أم المياذن، كما دارت معارك على الطريق الواصل بدمشق.
وفي حمص تواصلت الاشتباكات عند حواجز مدينة تدمر، بينما تصدى الجيش الحر لمحاولة قوات النظام اقتحام أحياء الخالدية وعدد من أحياء حمص القديمة.
ووثقت شبكة شام بالصور أيضا معارك في حي الجبيلة وقرب كتيبة الصواريخ بمدينة دير الزور، وفي حي جنوب الملعب قرب حواجز قوات النظام بحماة، وفي محيط الفرقة 17 واللواء 93 بالرقة.
حصيلة مارس
في غضون ذلك قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن أكثر من ستة آلاف شخص قتلوا في سوريا خلال مارس/آذار، مما يجعله الشهر الأكثر دموية في النزاع المستمر منذ عامين.
وبحسب المرصد، فإن من بين القتلى 3480 مدنيا بينهم 298 طفلا دون السادسة عشر من العمر و291 سيدة و1400 مقاتل معارض. كما قتل 86 جنديا منشقا و1464 عنصرا من القوات النظامية “بينهم أفراد في قوات الدفاع الوطني التي شكلها النظام”.
وأحصى المرصد سقوط 62554 شخصا منذ بداية النزاع في حصيلة تبقى أدنى من أرقام الأمم المتحدة التي أعلنت في فبراير/شباط أن عدد الضحايا يقارب سبعين ألف شخص.
معالم برسم الثورة في سوريا
الجزيرة نت-خاص
غيّرت الثورة السورية من معالم كثير من المدن السورية بعد تهدم أجزاء منها بفعل الاشتباك اليومي، غير أن الثورة غيرت من رؤية السوريين للسياسة والنظام العالمي, وأعادت صياغة تاريخهم وهويتهم الوطنية, وقبل ذلك غيرت مسيرة حياتهم.
علي أبرم ابن مدينة حلب ذو الـ18 عاماً أحد هؤلاء السوريين الذين لم تمر عليهم الأحداث دون أن تزرع بصمتَها عميقاً في حياته.
عمل في أيام المظاهرات الأولى على تصوير المظاهرات ورفعها على موقع اليوتيوب, لكنه كما يقول “بعد كل المجازر شعرنا بأن العمل السلمي ليس ما سيحسم الأمر”.
ومع دخول الجيش الحر إلى حلب في الشهر السابع من 2012 بدأ علي يتعلم استخدام السلاح, يذهب إلى الريف ليتدرب مع المتطوعين والباحثين عن دور في الدفاع عن أراضيهم.
أحداث فارقة
في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2012 وقعت أهم الأحداث الفارقة في مسيرة الثورة في حلب, حين سلمت جماعة بين الثوار الناشط عبد الله كعكة إلى المخابرات الجوية للنظام, ليستشهد تحت التعذيب بعد ذلك بأيام.
نبّهت حادثة عبد الله كعكة إلى ضرورة تنظيف صفوف الثوار وضرورة إعادة النظر في العصمة الشعبية لمن يقاتل ضد النظام، وأعادت تذكير الناشطين بضرورة التأكيد على مبادئ أخلاقية ترسم حدود الصراع حتى لا تخسر الثورة مبررها الأول باعتبارها نقيض النظام أخلاقيا, كما يراها الثوار.
كان عبد الله كعكة صديق علي وقدوته -كما يقول- أسس مع رفاقه في شهر ديسمبر/كانون الأول 2012 كتيبة باسم صديقه الشهيد, كان هو قائدها.
لا يرى علي -الأصغر سناً بين أفراد كتيبته الجامعيين- أن فرق العمر هذا غريب أو قلل من شأنه وسط الكتائب الأخرى في المواجهات التي دخلتها الكتيبة مشتركة مع غيرها من المجموعات في الجيش الحر.
صغير كبير
يقول “في المعركة لا يوجد كبير وصغير, سلاحك هو عمرك”, ورغم أن علي هو الأصغر سناً بين قادة الكتائب في الجيش الحر، لكن حمل السلاح من قبل الشباب في مقتبل العمر حالة منتشرة وتبدو بصورة واضحة على الحواجز في الجزء المحرر من المدينة, مما يوحي بأن الثورة رسمت شكل الجيل القادم منذ الآن حين أعادت تشكيل مصائر الجيل الحالي.
استشهد أحد أفراد الكتيبة, وجرح مقاتلان, وأصيب علي نفسه ثلاث مرات, لم يتعاف من الثالثة بعد.
يعتبر علي -الذي يدل اسم كتيبته على أشهر تجاوز حصل باسم الثورة في حلب- أن تجاوزات بعض الثوار أفقدتهم زخم الحاضنة الشعبية كما كان في الشهور الأولى من دخول الجيش الحر.
يقول “كان الأولاد يهتفون لنا والناس يحاولون مساعدتنا, الآن صرنا نشعر أحياناً بأن هناك توجساً منّا, بعض المسلحين أخطؤوا طبعاً وثمة تجاوزات, لكن الكثيرين من المخلصين يقدمون أرواحهم كل يوم, الثورة مرتبطة في وعي الناس بالكمال, ولذلك لا يرون أحياناً إلا المسيء”.
لولا الثورة لكان علي الآن في الجامعة يدرس إدارة الأعمال كما كان يخطط, بعد الثورة لن يعود للدراسة, بل سينضم للجيش الوطني الذي سينشأ, ربما يتعرض لإصابة تمنعه من حمل السلاح, لكنه يعتبر أن “المهم أن تحارب, حتى لو لم تستطع حمل السلاح, هناك طرق أخرى للحرب”.
الثابت أن علي ليس إلا نموذجاً لنسبة كبيرة من الشباب السوريين بين المقاتلين أو النشطاء السلميين أو المغتربين حتى الذين انضموا للثورة في طريقهم للتفكير بمستقبلهم, فكانت هي طريقهم الذي لم يترك بزخم واقعه الكثيف والمتحول والمتجدد دوماً مساحةً للخيال.
ضعف الجيش السوري يقلق إسرائيل
وديع عواودة-حيفا
تتوافق جهات سياسية وعسكرية في إسرائيل على أنها لا تخشى الجيش السوري بقدر ما تخاف ضعفه، وترى في تنامي خطر الحركات الجهادية واقترابها من الحدود معها كابوسا.
وعبر قائد الجيش الإسرائيلي بيني غانتس عن هذا القلق المتزايد للمؤسسة الحاكمة في إسرائيل بتكراره اليوم تحذيراته من تبدل خريطة المخاطر التي تهدد إسرائيل وولادة أعداء من نوع جديد.
وقال غانتس في تصريحات لإذاعة الجيش الإسرائيلي إنه يشعر بقلق حقيقي من خطر ما سماها المنظمات الإرهابية المسلحة والفاعلة من داخل مجمعات سكانية في سوريا.
وكرر غانتس ما قاله في مؤتمر هرتزليا الثالث عشر للأمن القومي الأسبوع المنصرم، فشدد على أن عدم الاستقرار في سوريا ينطوي على مخاطر جمّة بالنسبة لإسرائيل.
وقال إن من وصفها بالمنظمات الإرهابية التي تقاتل لإسقاط نظام بشار الأسد اليوم تجد في إسرائيل غدا التحدي القادم.
ويشاطر عدد كبير من المراقبين غانتس الرأي بأن الخوف من الجهاد العالمي في سوريا يتصدر لائحة الهموم الإسرائيلية، وأنه شكّل عاملا إضافيا لجانب الضغط الأميركي في اعتذار إسرائيل لتركيا والاتفاق على التصالح بينهما.
الجهاد العالمي
ويتحدث المعلق العسكري البارز رون بن يشاي للجزيرة نت عن هذه المخاوف بالقول إن إسرائيل التي عاشت طيلة عقود في خوف من قوة جيرانها تواجه اليوم مخاطر ضعف سوريا وانهيار نظامها.
ويوضح بن يشاي أن حدود إسرائيل مع سوريا ظلت آمنة طيلة العقود الأربعة الماضية، وأن الجيش السوري لم يشكّل خطرا حقيقيا بالنسبة للجيش الإسرائيلي، “فما بالك اليوم وهو يستنزف قواه في حرب داخلية”.
ويشير إلى أن هناك سيناريو يشكّل كابوسا بالنسبة لإسرائيل يتجسد في سيادة حالة فوضى في سوريا بعد الأسد تؤدي لتحولها إلى عراق ثان، تستقطب جهاديين يرون إسرائيل هدفا لهم.
هزات كبيرة
وعلى غرار تحذيرات مؤتمر هرتزليا الأمني الأخير، يتوقع قادة ما يسمى بالاستخبارات العسكرية الميدانية في إسرائيل أن يشهد الشرق الأوسط هزات كبيرة أخرى في مسيرة تبلوره الراهنة.
كما يتوقع هؤلاء القادة في أحاديث مطولة لملحق صحيفة “يديعوت أحرونوت” اليوم إطلاق صواريخ كيمياوية على إسرائيل من جهة لبنان، أو على يد منظمات جهادية عالمية من سوريا.
ويشير الضابط “شين” المسؤول عن الاستخبارات الميدانية -جبهة الشمال- إلى أن الاستخبارات العسكرية في إسرائيل تعمل منذ عامين في أجواء تنذر بتدهور عسكري خطير، لا يقتصر على الشأن الإيراني بل من شأنه أن يتحقق من جهة سيناء أو سوريا.
كما تتابع الاستخبارات ما يجري داخل المجتمع الفلسطيني وتبدي قلقا حقيقيا على استقرار النظام في الأردن.
ويخشى أن تشهد المنطقة “عمليات عنيفة جدا”، ويلفت إلى أن الحدود لم تعد آمنة، والعدو -كما يسميه- على أعتابها ليس جيشا تقليديا وسيصل من جهة منظمات مرتبطة بالجهاد العالمي والقاعدة مثل جبهة النصرة في سوريا التي تتعاون مع “أنصار بيت المقدس” في سيناء ولها صلات في لبنان.
جيش تقليدي
الجنرال “شين” يؤكد أن الحالة مختلفة، ويقول إنه حينما كان يحدق بالناظور نحو سوريا كان يشاهد جيشا تقليديا مترهلا مزاياه معروفة وبنيته الهيكلية واضحة.
أما اليوم -يتابع شين- فهذا الجيش “لا يقلقني” على المستوى الإستراتيجي، لا سيما أنه منشغل في مواجهة الجيش الحر وفرص شنه هجوما على إسرائيل تبدو ضئيلة، لكنه عبر عن قلقه الشديد من تسرب أسلحة إستراتيجية كالسلاح الكيمياوي والصواريخ لجهات جهادية بعد سقوط الأسد.
بالمقابل لا تخشى الاستخبارات العسكرية من مبادرة حزب الله اللبناني لعملية ضد إسرائيل من لبنان حتى لو استهدفت إيران رغم تهديدات زعيمه حسن نصر الله في ظل فقدانه “العمود الفقري” الإستراتيجي السوري.
معلق الشؤون الإستراتيجية د. داني روتشيلد قلق جدا من عدم الاستقرار في الأردن وعدم ضبط حدوده مع العراق، إضافة لتيار اللاجئين القادم من سوريا الذي يشمل بين صفوفه اتباع الجهاد العالمي.
وردا على سؤال الجزيرة نت، يخشى روتشيلد أيضا اجتياز هؤلاء المجاهدين الحدود الطويلة مع الأردن لضرب أهداف إسرائيلية وشل حركة المواصلات في منطقة الأغوار على غرار غارات الفدائيين الفلسطينيين في الستينيات والسبعينيات.
ويذهب وزير الاستخبارات السابق دان مريدور إلى أكثر من ذلك، فيصف احتمال تدفق ما يسميه بالإرهاب العالمي من المحيط العربي نحو إسرائيل بـ”حالة مرعبة جديدة لا سابق لها”.
وفي تصريح للإذاعة الإسرائيلية العامة اليوم، قال مريدور إن إسرائيل تقف أمام واقع جديد وغير معروف، وكشف أنها توظف طاقات استخباراتية كبيرة للتعرف على المخاطر الجديدة ورصدها.
الجيش الحر يصعّد من عملية “البنيان المرصوص” بوادي الضيف
تهدف العملية للسيطرة على معسكرات الأسد وسط مؤشرات على بدء معركة دمشق
دبي – قناة العربية –
صعّد الجيش الحر من عمليته التي أطلق عليها “البنيان المرصوص”، وذلك للاستحواذ على وادي الضيف الذي يقع بين حماة وإدلب، ويضم معسكرات ومخازن عسكرية تابعة لقوات الأسد. وتكمن أهمية وادي الضيف في كونه المغذي لعمليات قوات الأسد في الشمال وحماة. وفي دمشق استمرت قوات الأسد في قصف أحياء عدة في المدينة.
فهناك أكثر من تطور يؤشر إلى أن معركة دمشق قد بدأت، وأن المقبل من الأيام سيكون مثقلاً بالعنف من جانبي النظام والجيش الحر. واستخدام النظام لأسلحته الفتاكة وقوة نيران تدميرية هائلة تمثلت باستهداف حي الحجر الأسود في العاصمة بصواريخ سكود قتلت العشرات ودمرت العديد من المباني.
كما قام النظام ببناء سواتر حجرية وأسمنتية أمام المقرات الأمنية في العاصمة لتلافي استهدافات الجيش الحر لها بالقصف والسيطرة، وتحسباً لمعارك بدأت إرهاصاتها تظهر للعيان.
وبدأت آلة القتل التابعة للنظام منذ الصباح اعتداءاتها على المواطنين، ففجرت لغماً زرعته في حي القابون الدمشقي أدى إلى العديد من الإصابات وإلى دمار بالمحال التجارية والمنازل القريبة من مكان الانفجار، كما راحت قواته تقصف بعنف بالدبابات وقذائف الهاون المنطقة الصناعية في الحي.
وأفاد إعلام الثورة باشتباكات عنيفة تجري في محيط كراجات العباسيين على طريق المتحلق الوسطي بحي جوبر بين الجيش الحر وجيش النظام، وباشتباكات عنيفة على طريق المتحلق الجنوبي وسط قصف عنيف براجمات الصواريخ يستهدف المنطقة، وبقصف عنيف أيضاً بالمدفعية الثقيلة على حيي برزة وتشرين وأحياء دمشق الجنوبية بالتزامن مع استمرار الاشتباكات العنيفة في تلك الأحياء.
وفي ريف دمشق، أفاد إعلام الثورة بقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة على بلدة بيت سحم وسط اشتباكات عنيفة عند مدخل البلدة من جهة طريق مطار دمشق الدولي بين قوات النظام والجيش الحر، واشتباكات في حرستا بين الجانبين. كما يستهدف القصف العنيف مدن وبلدات داريا ومعضمية الشام وكفربطنا وزملكا والمليحة ودوما، وفي الغوطة الشرقية تستهدف كتائب الجيش الحر معاقل الشبيحة بالقصف بالأسلحة المتوسطة والخفيفة.
ومن درعا، أفاد إعلام الثورة بقصف عنيف من قوات النظام بالمدفعية الثقيلة والهاون على بلدات علما وداعل وتسيل وخربة غزالة، وقصف بقذائف الهاون على حي طريق السد بدرعا المحطة واشتباكات في حي الكرك.
وفي حلب، تقع اشتباكات بين الجيش الحر وجيش النظام في حي الأشرفية وفي محيط مستشفى الكندي، وقصف مدفعي من قبل كتائب الأسد على حي الشيخ مقصود في وقت استهدف الثوار مبنى فرع المخابرات الجوية براجمة صواريخ.
مصدر سوري: الحكومة قد ترفع يدها عن دعم العملة المحلية قريباً
روما (2 نيسان/أبريل) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أعرب مصدر حكومي سوري عن قناعته بأن الحكومة سترفع يدها عن دعم العملة المحلية قريباً، مشيراً إلى مخاوف من احتمال ارتفاع قيمة العملات الأجنبية بشكل كبير وغير مسبوق، وأعرب عن خشيته أن تتوقف الحكومة عن الاستيراد خلال أشهر، ونوّه بوجود احتياطي عملة محلية لكنها قد لا تكفي حتى نهاية العام الجاري
وأشار المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إلى أن الاقتصاد السوري “أصبح اقتصاد حرب”، وأنه “بات وقوداً للحرب التي استنزفت النظام والحكومة ومؤسساتها بشكل غير مسبوق” على حد تعبيره
وقال المصدر “لم تعد المؤسسات المالية للحكومة قادرة على التدخل لرفع قيمة الليرة أو المحافظة عليها، وهي تستند إلى بقايا عملات أجنبية تحتفظ بها البنوك السورية غير كافية لتمويل المشتريات الأساسية من الخارج، وهي ربما تتوقف عن الاستيراد خلال أشهر قليلة إن لم يتم دعمها بقطع أجنبي من الخارج كهبات أو قروض أو بدلاً من بيع أصول”
وتقول المعارضة السورية إن الحكومة التي كانت تمتلك نحو أكثر من 17 مليار دولار كاحتياطي عملات أجنبية فقدتها خلال الحرب التي شنها النظام لقمع ثورة تسعى لإسقاطه، وسخّر كل مقدرات الدولة ومؤسساتها لتمويل وتسهيل عمل آلته العسكرية والأمنية، وأصبحت الأولوية لضمان تمويل الآلة العسكرية والأمنية، وتحللت الدولة من كل وظيفة تتعارض مع هذه الأولوية.
وأوضح المصدر من دمشق عبر الهاتف “لدى الحكومة سيولة من الليرة السورية كافية لدفع رواتب وأجور الموظفين لكن ليس حتى نهاية العام” حسب تأكيده
ويرى المراقبون أن النظام مازال قادراً على تمويل آلته الحربية وتمويل ميليشياته، ويحرص على دفع رواتب موظفي الدولة كي يحافظ على ستار الشرعية التي يتمسك بها وضمان معيشة السوريين خشية حصول اضطرابات اجتماعية تسرّع من انهياره.
لكن مؤسسات الدولة مازالت متماسكة ظاهرياً في العاصمة دمشق، وفي محافظات الساحل التي لم تصلها الثورة، فيما تؤكد المعارضة على أن مؤسسات الدولة منهارة في غالبية المحافظات الأخرى، وفي المناطق التي تسيطر عليها المعارضة لم يعد المواطنون يدفعون فواتير الكهرباء والهاتف والماء ولا الضرائب والرسوم، وانهارت سلطة الدولة المركزية فيها
وأشار المصدر إلى أن جزءاً من تأخر انهيار العملة تساهم فيه المعارضة السورية، وأوضح “الأموال التي تصل للمقاتلين وللمعارضة والهيئات الإغاثية والتنسيقيات وغيرها تصل بالعملة الصعبة، ويتم تصريفها إلى عملة محلية للدفع، ما يخلق حداً أدنى من الطلب على الليرة السورية ويساهم في استقرار سعرها” وفق قوله
وكان حاكم مصرف سورية المركزي قد رأى أن ارتفاع سعر صرف العملات الأجنبية “وهمي”، وقال إنه “ناتج عن المضاربات وإثارة الشائعات حول نفاد مخزون المصرف من القطع الأجنبي وانهيار سعر صرف الليرة”، ونفى شائعات عدم قدرة المصرف على الدفاع عن سعر الصرف وتأمين السيولة بالليرة السورية لسداد الرواتب والأجور، وأكّد على أن هذه الشائعات جزء من الحرب المعلنة على سورية، وأن المصرف يمنع حدوث أي ارتفاعات في سعر الصرف ويردم الفجوة السعرية بين سعر الصرف النظامي وغير النظامي وقادر على تأمين تمويل مستوردات سورية
وكان كبير الاقتصاديين في اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (إسكوا) التابعة للأمم المتحدة قد أكّد مطلع الشهر الجاري أن سورية تتمزق، ونبّه من أن الوضع الاقتصادي قد يصل إلى نقطة يصعب الإصلاح فيها، وأن الحكومة ستصبح قريباً عاجزة عن دفع رواتب موظفي الدولة، فيما تؤكد مصادر المعارضة السورية وخبراء مستقلون أن خسائر سورية الاقتصادية قد تجاوزت 200 مليار دولار، وأنه يستحيل تأمينها خلال عقود من قِبل أية حكومة مقبلة
النظام السوري يبني أسواراً لتحصين مقراته في دمشق
صور على الإنترنت أظهرت جداراَ يؤمن مقر فرع جهاز الأمن الجنائي بالعاصمة
دبي – محمد دغمش –
مع اشتداد معركة دمشق وريفها، أظهرت صور نشرت على الإنترنت لجوء النظام السوري إلى بناء تحصينات لحماية مقراته، من بينها جدار أمام فرع جهاز الأمن الجنائي في وسط العاصمة دمشق.
وتتصاعد المعارك على أعتاب دمشق، فيما يواصل مقاتلو الجيش الحر تقدمهم في أحيائها الجنوبية.
وتعد جوبر والقابون والحجر الأسود محاور ثلاث تشهد أعتى المعارك بين الجانبين، حيث يحاول الثوار التقدم منها باتجاه دمشق، بينما يستميت النظام لردع اقتحام قد يكون الفصل الأخير من فصول حكمه.
ويعوض عجز النظام برا مدفعيته وطائراته بقصف يطال ما بين يدي الثوار من أحياء ومدن ليسقط مدنيون ضحية هذا القصف، حيث شهدت معضمية الشام وداريا قصفا مدفعيا وجويا، في حين سقط العشرات بين قتيل وجريح في الغوطة الشرقية لدمشق ليزداد الجرح السوري نزيفا.
ويعتبر هذا الجرح بمثابة المحرض الأقوى على مواصلة المعارك حتى النهاية، كما تعرضت مدينتا يلدة ودوما لقصف براجمات الصواريخ والمدافع.
وتمددت خارطة الموت اليومية لتشمل معرة النعمان بإدلب، حيث تحدثت تنسيقيات الثورة عن مجزرة مروعة ارتكبتها قوات النظام ذهب ضحيتها ما يزيد عن عشرة أشخاص، بينهم نساء وأطفال بعد أن قصفت المدينة بشكل عشوائي بعد أيام فقط من عودة جزء من أهالي المدينة إليها، قصف تكرر أيضا في بلدة حاس.
وبينما يحاول أهالي الشيخ مقصود بحلب تنظيف منطقتهم بمبادرات فردية، تستمر آلة النظام بدك أحياء المدينة في مساكن هنانو والشعار وغيرها مخلفة قتلى وجرحى وعوائل ترتحل طلبا لمأوى بعد أن دمرت منازلها.
مارس الأكثر دموية منذ انطلاق الثورة في سوريا
المرصد السوري أعلن أن أكثر من 6000 شخص لقوا حتفهم منهم 300 طفل
بيروت- رويترز –
أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم الاثنين أن أكثر من 6000 شخص، ثلثهم من المدنيين، قتلوا في مارس آذار، ليصبح أكثر الشهور دموية حتى الآن في الصراع المستمر في سوريا منذ نحو عامين.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد، الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له ويعتمد على شبكة مصادر في أنحاء سوريا، إن المرصد وثق مقتل 62554 شخصا في الصراع.
وأضاف أن عدد القتلى أعلى من ذلك بكثير وتقديرات المرصد تشير إلى أن نحو 120 الف شخص قتلوا. وأوضح أنه من الصعب توثيق الكثير من الوفيات، ولهذا لم يتم إدراجها بشكل رسمي حتى الآن.
إلى ذلك، أكد المرصد أن ثلث القتلى الذين سقطوا في مارس كانوا من المدنيين، كما هو الحال في الشهور الماضية. وقتل ما يقارب 300 طفل ليصل عدد الأطفال الذين قتلوا في الصراع إلى حوالي 4390 طفلا. وقال عبد الرحمن إن الجانبين يقللان عدد قتلاهما للحفاظ على الروح المعنوية بين أنصارهما. وأضاف:
“هناك بعض المجموعات التي يستغرق الوصول إلى مصادر مرتبطة بها وقتا أطول”، موضحاً أن المرصد بدأ في وقت متأخر في إحصاء قتلى ميليشيا الشبيحة التي تقاتل إلى جانب قوات الأمن. ولدى المرصد السوري إحصاء تقريبي لعدد القتلى في صفوف ما يسمى “الشبيحة” وهو 12 ألف قتيل، لكنه لم يدرجهم في إحصاءاته حتى الآن.
مذابح وأعداد مجهولة
كما لا يعرف أيضا عدد القتلى بين عشرات الآلاف الذين اعتقلتهم قوات الأسد منذ بدء الصراع. ولا توجد كذلك وسيلة لإحصاء عدد من قتلوا من الجنود السوريين بعد سقوطهم في أيدي المعارضة.
ويعتقد ناشطون أن من المرجح أن يكون عدد هؤلاء بالآلاف.
وقال المرصد إن نحو 2250 من قتلى المعارضة غير معروفين، وإنه يعتقد أن معظمهم مقاتلون من الخارج انضموا لصفوف المعارضة في سوريا.
ودعا عبد الرحمن القوى الخارجية للتحرك للمساعدة في تخفيف الأزمة السورية مع استمرار تصاعد العنف. وقال إنه “يبدو أن الأسد راض عن قتل أكبر عدد ممكن من الأشخاص للاحتفاظ بالسلطة. لكنه أضاف “يبدو أيضا أن الدم السوري عديم القيمة بالنسبة للقوى العربية أو الغربية التي تكتفي بتقديم الوعد تلو الآخر في الوقت الذي يتعرض فيه السوريون لمذابح”.
بشار الأسد… طبيب عيون يواجه مطالب بالرحيل
يؤكد الرئيس بشار الأسد أن سوريا لن تعيد سيناريو مصر وتونس وليبيا التي غادر زعماؤها طوعا وكرها من على كراسيهم، فسوريا بالنسبة لبشار تواجه مؤامرة خارجية تلعب فيها المعارضة دور المنفذ. كيف أصبح طبيب العيون بشار، الذي جاء إلى كرسي الرئاسة وريثا لوالده حافظ الأسد، رئيسا لنظام سياسي تتزايد المطالب يوما بعد يوم بمحاكمته على قتل عشرات الآلاف من السوريين؟
منذ الأشهر الأولى التي تلت اندلاع مظاهرات درعا، توالت الدعوات العربية والدولية إلى الرئيس الأسد بالتنحي لفسح المجال أمام انتقال سياسي سلمي للسلطة في سوريا، قبل أن تتحول البلاد إلى مجال كبير خارج عن السيطرة تسوده حالة العنف والفوضى.
وكل مرة، يجيب بشار بالرفض، لأن الحل في سوريا حسب الأسد لن يعيد بتاتا سيناريو ما حدث في تونس أو مصر أو ليبيا، والثورة الشعبية التي اندلعت في بلاده، في نظر الأسد، لا تعدو أن تكون مؤامرة كبرى تخطط لإسقاط رأس الحكم في دمشق لتليها ترتيبات أخرى تطال دول المنطقة والمجال العربي والإسلامي القريب.
في بداياته الأولى على رأس السلطة في سوريا اقترن اسم الأسد بربيع دمشق قبل أن يصبح اليوم موضوعا لمطالب بالإحالة على المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي لمسؤوليته عن مئات الآلاف من القتلى الذين سقطوا في سوريا. فكيف لطبيب العيون الذي درس الطب في لندن وظل معروفا بعلاقته الطيبة بمرضاه أن يصبح طاغية في سوريا؟ ما هي الأسرار التي تحكمت إلى اليوم في استمرار النهج الدموي الذي سار عليه الأسد؟
الأوجه المتعددة لبشار
في كتابه “دكتور بشار.. مستر أسد” سعى المحقق الصحافي الفرنسي “جان-ماري كيمينير” إلى الإجابة على هذا السؤال الكبير. “كيمينير” يقول إن لبشار الأسد أوجها متعددة: بشار الطالب الخجول والكتوم، وبشار وريث كرسي السلطة خلفا لوالده حافظ الأسد، وبشار المتحالف مع رجال الأعمال وبشار الديكتاتور.
ويعود المحقق الصحافي الفرنسي إلى المساحات الغامضة في حياة بشار الأسد حين كان طالبا في الجامعة، حيث ظل يعرف بهدوئه الشديد مقارنة بشقيقيه باسل وماهر الأسد اللذين عرف عنهما شغبهما الشديد.
ويورد “كيمينير” قصة تعود إلى أيام الأسد في جامعة دمشق، حيث كان الوحيد وسط قاعة تغص بالطلبة كلهم يصفقون عند ذكر اسم قائد البعث، وبشار بينهم لا يحرك ساكنا مما استرعى انتباه بعضهم، فلامه من لا يعرف، قبل أن يكتشفوا أنه ابن الرئيس.
هدوء بشار لازمه بعد أن أصبح رئيسا، في لقاءاته وسطاء الأزمة السورية أو خلال جولاته القليلة في دمشق والقصف متواصل على حمص وحلب، أو في أحاديثه للصحفيين. وقد دفع هذا الهدوء اللافت مجلة “لونوفيل أوبسيرفاتور” الفرنسية إلى التساؤل عمّا إذا كان الرئيس بشار أحمقا، تعليقا على حديثه لصحيفة “أ ب سي نيوز” الذي نفى فيه أن يكون وراء أوامر قيادة الحرب، “لأنه، كما يقول، لا يمكن لحكومة ما أن تفعل ذلك في شعبها إلا إذا كان يقودها شخص أحمق”.
يقول “جان-ماري كيمينير” في حديث لإذاعة فرنسا الدولية إن بشار الأسد لا يعاني من ازدواجية في الشخصية، إنه ذا شخصية مركبة، نشأ في ظل أخيه باسل الذي كان بارعا في كل شيء، في شؤون الجيش والسلاح والرياضة كما في العلاقة مع النساء.. وبشار كان في الظل دائما حيث اختار أن يكون طبيب عيون.
جينات الديكتاتور
ولأن الدكتاتور إما أن يكون بالنشأة أو يدفع إلى ذلك من بطانته وخصومه، فإن بشار الأسد يجمع الحالتين معا. فهو الطالب في طب العيون الذي لم يكن معنيا بشؤون الحكم، وظل طيلة سنوات الدراسة منصرفا إلى شؤون الطب وآلام المرضى، وهي الفترة التي التقى فيها الحسناء الإنكليزية أسماء الأخرس التي تنحدر عائلتها السنية من مدينة حمص. تزوجها الأسد فيما بعد وأنجبت له حافظ الأسد تيمنا بجده وزين وكريم.
منتقدو بشار يقولون إنه، ولو انصرف إلى الطب، فهو كان يحمل داخله جينات ديكتاتور نائمة. وعندما كبر وبإلحاح منه وافق والده على إرساله لبريطانيا ليتابع دراسة طب العيون.
ويكاد يجمع المؤرخون على أن لحظة تحول طبيب العيون إلى السياسة كانت حين تلقى هاتفا من دمشق يخبره بمقتل أخيه باسل الأسد في حادثة سير مفجعة في دمشق ويطالبه بالعودة، ليبدأ بعد ذلك رحلة التحكم في آليات السلطة في سوريا بدءا بحزب البعث والطائفة العلوية ووحدات الجيش.
لقد اكتشف بشار أن عليه إدارة سوريا بدل طب العيون، وبعد رحيل أخيه باسل بات هو وريث العرش الأسدي، ولم يمنعه صغر سنه حين توفي والده حافظ من التربع على كرسي الرئاسة بعد تعديل دستوري سريع خفض سن “الرشد الرئاسي” إلى 34 عاما وهو سن بشار آنذاك، بدل 40 التي كانت تشترطها الصيغة الأولى للدستور.
بنى الاستبداد
خلال السنوات الأولى لتوليه حرص الأسد على بعث رسائل إيجابية للشعب وللخارج، في هذا السياق طفا شعار “ربيع دمشق” ليصف جو الانفتاح والإصلاحات التي أعلنها الرئيس الشاب بشار الأسد.
غير أن “ربيع دمشق” لم يحل في كل مساحات سوريا، وظلت بنى النظام القديم تتحكم في جوهر الحياة السياسية في البلاد.
فالانتماء إلى الطائفة، الذي تحول مع الرئيس حافظ إلى انتماء سياسي يتحكم في مفاصل الحزب والدولة والجيش، استمر مع بشار. والتحالف مع رجال الأعمال للسيطرة على بنى الاقتصاد تواصل ليمنع صعود أي فئة اجتماعية قد ترفع مطالبها السياسية غدا.
وداخل الجيش مضى الرئيس بشار في الحفاظ على التركيبة السحرية التي تضمن ولاء الضباط وتمنع أي محاولة للتمرد أو الانقلاب، كل ذلك تحت مراقبة أجهزة أمنية تتم التعيينات داخلها وفق منطق الانتماء إلى الطائفة العلوية أوالولاء للأسرة الحاكمة.
ولا ندري هل كان للرئيس الشاب بشار، وسط هذه البنى الثقيلة، الاختيار بين الديمقراطية والاستبداد كما سار عليه والده، غير أنه اختار في لحظة اندلاع المطالبة بالإصلاحات أن يسلك مسار الحفاظ على الوضع القائم.
يفسر المحقق الفرنسي ذلك بأن الدكتاتور من طبعه لا يتنازل.. ومن الصعب عليه أن يفعل ذلك، خصوصا في حالة بشار الذي لا يمكن مقارنته بمبارك وبن علي، حيث يوجد في وضعية سياسية وعسكرية داخلية مريحة نسبيا تسمح له أن يردد إلى اليوم أنه سيقاتل حتى النهاية.
وإذا كان “زملاؤه” في السلطة، في مصر وتونس، قد اختاروا خطابهم الثالث للانصراف عن السلطة والتنحي، قال بشار الأسد في خطابه الثالث المؤرخ في11 يناير/ كانون الثاني 2013 “أعلم أنني غبت فترة طويلة عن الإعلام لكنني اشتقت لمثل هذه اللقاءات للتواصل المباشر مع المواطنين لكني كنت دائما أقوم بمتابعة الأمور اليومية وتجميع المعطيات كي يكون كلامي مبنيا على ما يقوله الشارع”.
الشارع السوري اليوم يكاد كله ينطق لغة السلاح أو العمليات الانتحارية.. بعد أن منعت المظاهرات السلمية منه.. وما تتهيب منه الشوارع السورية كلها، سواء تلك التي تحدث عنها بشار أو غيرها هو مستقبل غامض، يحرق البلاد وما جاورها..
سفيان فجري
فرانس 24