أحداث الثلاثاء، 04 حزيران 2013
كيري ينتقد تأخر بلاده في إنهاء الأزمة السورية
واشنطن – جويس كرم
لندن، نيويورك، موسكو – «الحياة» – أ ف ب، رويترز – دافعت موسكو امس عن استخدامها حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار في مجلس الامن يدين حصار قوات النظام السوري للقصير، واتهمت واشنطن بعدم ممارسة ضغوط كافية على المعارضة السورية كي تشارك في مؤتمر «جنيف – 2». واعتبرت ما يقوم به الجيش السوري في القصير «مكافحة للارهاب». وفيما اعتبر «الائتلاف الوطني» السوري المعارض روسيا «شريكة في سفك الدم السوري»، قال وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان بلاده بدأت «متأخرة» في جهود انهاء النزاع والوصول الى حل سلمي ”لتفادي الانهيار الكامل للبلاد».
وقال كيري، في تصريحات صحافية عقب لقائه وزير الخارجية البولندي رادوسلو سيكورسكي، أن جهود السلام في سورية «هي عملية صعبة جدا ووصلنا اليها متأخرين». وأضاف أن الولايات المتحدة تحاول «منع الاقتتال المذهبي من جر سورية الى حالة انهيار كامل بحيث تتفكك البلاد الى جيوب وتنهار مؤسسات الدولة”.
وفيما شنت طائرات حربية غارات على شمال القصير مع سقوط ثلاثة صواريخ ارض – ارض على المدينة، افادت تقارير بحشد النظام قوات مدربة على حرب العصابات مدعومة بعناصر لـ»حزب الله» في ريف حلب شمالا، مع تأكد وجود خبراء من كوريا الشمالية في مواقع عسكرية اساسية.
وقال الناطق باسم الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش امس إن روسيا منعت الاسبوع الماضي صدور بيان لمجلس الامن بخصوص حصار بلدة القصير لانه يعد من قبيل مطالبة القوات الحكومية بوقف إطلاق النار من جانب واحد. ووصف ما يحصل في المدينة بأنه «عملية لمكافحة الإرهاب تتصدى لمتشددين يروعون السكان». من جهته، اعلن «الائتلاف» في بيان انه «يدين تحول موسكو إلى شريك في سفك دماء المدنيين السوريين»، مضيفا: «تورط روسيا في دعم جرائم نظام الأسد ضد المدن والقرى السورية، يجعلها طرفا في الصراع ويحرمها من القدرة على لعب دور جاد في بناء حل سياسي يحقق طموحات الشعب السوري، ويوقف نزيف الدماء».
ميدانيا، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن طائرات حربية شنت صباح أمس غارات عدة على مناطق في مدينة القصير مع سقوط ثلاثة صواريخ ارض – ارض بعد معارك عنيفة عند أطرافها الشمالية، ووقعت مواجهات عنيفة بين مقاتلي المعارضة وقوات الجيش مدعومة من «حزب الله»، فيما واصلت المعارضة التصدي للهجمات على قرية الضبعة الواقعة شمال القصير التي كانت قوات النظام دخلتها بدعم من «حزب الله» من الجهات الجنوبية والغربية والشرقية قبل ثلاثة أسابيع.
وقصفت القوات النظامية بلدة كفر حمرة في حلب حيث سقط صاروخ أرض – أرض أسفر عن مقتل 26 شخصاً بينهم 8 أطفال دون الثامنة عشرة وست نساء، واندلعت في بلدة معارة الأرتيق اشتباكات عنيفة بين مقاتلي «الجيش الحر» وقوات النظام مدعومة من «حزب الله». وأشارت مصادر عدة عن حشد النظام حوالى خمسة آلاف من مقاتليه وعناصر «حزب الله» لاقتحام الريف الشمالي في حلب. وقالت مصادر موالية إن الجيش النظامي حشد قوات تدربت على حرب العصابات للهجوم على محوري الجنوب والغرب في ريف حلب، والسعي لفك الحصار عن مطار «منغ» العسكري.
ونقل الموقع الالكتروني لـ»المرصد السوري» عن مديره رامي عبد الرحمن تأكيد «مشاركة ضباط كوريين شماليين في القتال إلى جانب القوات النظامية في حلب»، لافتاً إلى أن «عدداً من مقاتلي قوات الدفاع الوطني (وهي ميليشيات تابعة للنظام) تحدث إليه عن وجود هؤلاء الضباط». وقال: «العدد الكلي لهؤلاء الضباط غير معروف، لكن بالتأكيد يوجد في حلب بين 11 و15 ضابطاً كورياً شمالياً ومعظمهم يتكلم اللغة العربية»، موضحاً أن «هؤلاء ينتشرون على جبهات متعددة مثل (مؤسسة) معامل الدفاع جنوب شرقي حلب وفي مراكز القوات النظامية داخل مدينة حلب».
وفي نيويورك، أكدت لجنة تقصي الحقائق الدولية حول سورية أن ١٧ مجزرة ارتكبت خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الحالي وأن تقارير لديها تشير الى مشاركة «حزب الله» القوات الحكومية في إحداها في بلدة الصنمين «حيث ارتكبت الفظائع بحق النساء والأطفال» فيما أكدت في الوقت نفسه أن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية ترتكب على أيدي القوات الحكومية والميليشيات التابعة لها، وكذلك المجموعات المسلحة المعارضة وإن على نطاق أضيق.
وأعلنت اللجنة في تقرير يعرض اليوم أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف أن الصراع في سورية «بلغ مستوى جديداً من الوحشية حيث ارتكبت القوات الحكومية والميليشيات التابعة لها القتل والتعذيب والاغتصاب والتهجير القسري، في جرائم ضد الإنسانية نفذت كجزء من هجمات منهجية ضد السكان». وفي المقابل ارتكبت مجموعات المعارضة «جرائم حرب وهي لا تزال تشكل خطراً على المدنيين عن طريق وضع الأهداف العسكرية في المناطق المدنية، لكن انتهاكاتها لم تصل بعد الى كثافة وحجم ما فعلته القوات الحكومية والميليشيات التابعة لها».
وأشار تقرير اللجنة، الذي يغطي الأحداث في سورية بين منتصف كانون الثاني (يناير) ومنتصف أيار (مايو) الماضيين، الى أن ثمة «أسباباً معقولة للاعتقاد بأن مواد كيماوية قد استخدمت كأسلحة في سورية ولكن لا يمكن التعرف على ماهية هذ المواد أو نظم نشرها أو هوية الجناة». وشدد على ضرورة «وضع لحد لتدفق الأسلحة لإعطاء فرصة أمام الديبلوماسية ولوقف أعمال العنف».
واعتبرت اللجنة أن «انقسامات المعارضة السورية تنبع جزئياً من اعتماد المعارضة على رعاة غالباً ما تتضارب جداول أعمالهم». واشارت الى وضع مختلف في المناطق الكردية في الشمال الشرقي حيث «سعى الأكراد السوريون الى توحيد قيادتهم تحت مظلة المجلس الأعلى الكردي وهم يواصلون تعزيز حكمهم الذاتي الداخلي ويتفادون كلما أمكن الانجرار الى الميدان».
وأضافت اللجنة أن «تأثير جماعة النصرة يزداد قوة وهي جزء إن لم تكن رائداً لمعظم العمليات الرئيسية بفضل تنظيمها وكفاءتها وبسبب الزيادة في فرص حصولها على الدعم الخارجي» مشيرة الى أن «الدعم لها ازداد منذ إعلانها علاقاتها مع القاعدة في العراق من حيث انضمام المجندين والمعدات». وخلصت الى إن «هناك أسباباً معقولة للاعتقاد بأن كميات محدودة من المواد الكيماوية استخدمت لكن لم يتسنّ بناء على الأدلة المتاحة أن تحدد بدقة المواد الكيماوية التي استخدمت أو نظم إستخدامها أو المسؤولين عن استخدامها».
قلق لبناني من تجدد الإشتباكات في طرابلس ومن محاولتي اعتداء على شيخين في صيدا والبقاع
بيروت – «الحياة»
عاد التوتر الأمني الى واجهة الأحداث في لبنان الذي شهد حوادث متفرقة في مناطق عدة. ولم يدم الهدوء النسبي الذي شهدته مدينة طرابلس أكثر من يومين، فعاد القنص وتبادل النار بين منطقتي جبل محسن وباب التبانة منذ الأحد، ليخلّفا 6 قتلى وأكثر من 35 جريحاً.
وشمل التوتير الأمني محاولتي استهداف لشيخين من الطائفة السنية، وسط تساؤلات عن طبيعة الحادثين ومن يقف وراءهما في مدينة صيدا وفي البقاع الأوسط،. كل ذلك على وقع تفاعلات مشاركة «حزب الله» في القتال في سورية وتشييعه المزيد من قتلاه في معركة مدينة القصير السورية، واشتباكه مع ثوار سوريين على الحدود داخل الأراضي اللبنانية، فضلاً عن ترقب الوسط السياسي مصير الطعن الذي تقدم به رئيس الجمهورية ميشال سليمان بدستورية قانون التمديد للمجلس النيابي والذي تبعه أمس تقدم نواب «التيار الوطني الحر» بطعن آخر أمام المجلس الدستوري.
وفيما أخذت أوساط معنية بعملية تأليف الحكومة برئاسة الرئيس تمام سلام تتحدث عن انتظار مصير الطعن بقانون التمديد قبل تسريع خطى ولادة الحكومة، استفاقت مدينة صيدا على أنباء عن إطلاق النار من سيارة مسروقة على إمام مسجد القدس الشيخ ماهر حمود، بعدما كان مسلحون مجهولون استهدفوا فجراً في بلدة قب الياس في البقاع سيارة تعود الى الشيخ إبراهيم بريدي وهي مركونة أمام منزله ثم رموها بزجاجة حارقة ما أدى الى احتراق جزء منها. وذكرت المعلومات الأمنية أن النار أطلقت على الشيخ حمود فيما كان ينتقل مشياً على الأقدام الى الجامع ولم يصب بأذى، فبادل مرافقه مطلقي النار برصاص من بندقيته، لكنهم فرّوا في السيارة التي تبين لاحقاً أنها سرقت في اليوم السابق. وعمد الجناة الى تركها أمام موقف أحد المحال التجارية الكبرى في المدينة حيث عثرت عليها القوى الأمنية بعد ساعات قليلة على الحادث.
وإذ لقي الحادثان حملة استنكار واسعة القيادات السياسية من جميع الفرقاء، فإن التكهنات حول الهدف منهما شملت الخشية من أن يكون افتعال صدامات سنية – سنية.
ودعا رئيس كتلة «المستقبل» النيابية رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة الذي استنكر محاولة اغتيال الشيخ حمود مع النائب بهية الحريري، القوى الأمنية الى تكثيف الجهود لمعرفة الفاعلين وسوقهم الى القضاء. ورفض السنيورة في تعليقه على قتال «حزب الله» في سورية، «تحويل شباب لبنان وقوداً في حرائق المنطقة من قبل أي حزب أو أي مجموعة لبنانية».
وكان عدد من عناصر قوى الأمن الداخلي وجنود الجيش أصيبوا جراء القنص وإطلاق النار في طرابلس. ودعا رئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية وليد جنبلاط القوى السياسية الى وقف كل أشكال الدعم للأطراف المتصارعة في المدينة معتبراً الحرب فيها عبثية. وعلّق جنبلاط على التركيز على «جبهة النصرة» في سورية فأكد أن النظام هو من أطلق قسماً كبيراً من أعضائها من السجون مع اندلاع الثورة السورية. ورأى «أن منطق إما النصرة أو النظام يؤخر توحيد صفوف المعارضة السورية ويطيل عمر النظام».
من جهة أخرى، دعت السفيرة الأميركية في بيروت مورا كونيللي جميع الأطراف في لبنان الى احترام إعلان بعبدا والعمل مع الأجهزة الأمنية للحفاظ على استقرار لبنان ووحدته، وشددت على أهمية منع عبور المقاتلين اللبنانيين الى سورية. وأشار بيان السفارة بعد اجتماع كونيللي مع المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم الى أنها أعادت تأكيد دعم الأجهزة الأمنية للحفاظ على الهدوء والنظام في لبنان ولتأمين حدوده. وذكر البيان أن السفيرة ناقشت مع اللواء إبراهيم الوضع الأمني في لبنان وقضايا إقليمية أخرى.
وإذ شجبت كونيللي «اللجوء الى الاختطاف كأداة سياسية، رحبت بالجهود التي يبذلها اللواء إبراهيم لتسهيل الإفراج عن المواطنين الشيعة اللبنانيين وغيرهم من محتجزين في سورية، ودعت جميع الأطراف في المنطقة الى تجنب أي نشاط من شأنه مفاقمة الأزمة، وزيادة احتمالات تمدد العنف، والتأثير سلباً في السكان المدنيين».
وفي المقابل قال رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» (حزب الله) النيابية محمد رعد إنه «مع عجز الإسرائيلي عن مواجهتنا حاول الالتفاف علينا من خلف ظهرنا بهدف طعننا في ظهرنا عبر الحدود اللبنانية – السورية في البقاع والشمال ودعمتهم ومولتهم أياد لبنانية فمررت هؤلاء المسلحين وجمعتهم في مدينة القصيرة السورية وريفها… والمقاومة سبقت هؤلاء وأحبطت مخططهم وأجبرتهم على الانكفاء والمعادلة تغيرت بحيث أن من كان يراهن على طعن المقاومة في ظهرها أو على إسقاط النظام السوري قبل مؤتمر جنيف قد ولّت أحلامه وأوهامه وانتهت الى خيبة مريرة».
وأكد رئيس المجلس السياسي في «حزب الله» السيد إبراهيم أمين السيد في احتفال بذكرى الإمام الخميني في بيروت أننا «لن نقبل أن تسقط سورية بأيدي أميركا وإسرائيل، وسنفعل كل ما يمكننا أن نفعله من أجل أن تبقى سورية موقعاً من مواقع فلسطين والمقاومة ضد إسرائيل. وسنفعل كل شيء».
الأمم المتحدة: الجرائم ضد الإنسانية واقع يومي في سورية
جنيف – أ ف ب
اعتبرت لجنة تحقيق الأمم المتحدة حول سورية، في آخر تقرير لها أمام مجلس حقوق الإنسان أن الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب، أصحبت “واقعاً يومياً” في سورية، مشيرة خصوصاً إلى الشبهات باستخدام أسلحة كيميائية والمجازر واللجوء إلى التعذيب.
واعتبرت لجنة التحقيق أن “هناك دوافع معقولة للاعتقاد بأن كميات محدودة من منتجات كيميائية استخدمت”، وأشار المحققون إلى أن “4 أحداث تم خلالها استخدام هذه المواد، لكن التحقيقات لم تتح حتى الآن تحديد طبيعة هذه العناصر الكيميائية، وأنظمة الأسلحة المستخدمة، ولا الجهة التي استخدمتها”.
إدريس يحذّر من فشل الثورة إذا لم يتم تزويد المعارضة السورية بالأسلحة
لندن – يو بي آي
حذّر رئيس أركان الجيش السوري الحر، اللواء سليم إدريس، من فشل ما وصفها بـ”الثورة ضد نظام الرئيس بشار الأسد”، ما لم يتم تزويد مقاتليه بالأسلحة من قبل بريطانيا ودول غربية أخرى، واعتبر أن الدعم الذي يحصل عليه من روسيا وحزب الله وضع جيشه الحر في موقف خطير جداً.
وقال اللواء إدريس لصحيفة “ديلي تليغراف” إن بريطانيا “لم توافق حتى الآن على توفير قوة النيران المطلوبة، رغم قيامها بتنسيق جهود رفع حظر الأسلحة الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي على سورية، وليست هناك ضمانات على الإطلاق باستثناء وعود بتزويدنا بالأسلحة، لكننا لم نتلق أي إشارات منها بأننا سنحصل على هذا الدعم، بعد رفع الحظر المفروض على الأسلحة”.
وأضاف إن “التغيير في المد العسكري في الأشهر الأخيرة بحصول نظام الرئيس الأسد على أسلحة روسية ودعم من مقاتلي حزب الله الموالي لإيران، وضع الجيش السوري الحر في موقف خطير جداً وغير قادر على كسب المعركة، لأن ما يحصل عليه من دعم ليس كافياً لوضع حد للقتال في سورية، في حين يحصل نظام الأسد على دعم كبير جداً”.
ورأى رئيس أركان الجيش السوري الحر أن “استمرار هذا الوضع لن يمكّن نظام الأسد من الفوز أو استعادة مساحات كبيرة من الأراضي من أيدي المتمردين ولا الأخيرين من تحقيق ثورتهم، لكنه بدلاً من ذلك سيلقي بسورية في مستنقع حرب أهلية تستمر لعقود”.
وقال “نحن في أشد الحاجة إلى مجموعة من أفضل الأسلحة المضادة للدبابات، لأن راجمات القنابل المستخدمة من قبل المتمردين حالياً لم تعد فعًالة ضد الدبابات الروسية الحديثة التي حصل عليها النظام السوري مؤخراً وبلغ عددها 120 دبابة، ويحتاجون بصورة ماسة إلى أسلحة مضادة للدبابات والطائرات أكثر قوة”.
واشنطن تحذّر من تطوّرات تعوق جنيف – 2
وتعتزم نشر “باتريوت” و”ف – 16″ في الأردن
واشنطن – هشام ملحم – نيويورك / علي بردى / العواصم – الوكالات:
حذّر وزير الخارجية جون كيري من ان تزويد روسيا سوريا صواريخ مضادة للطائرات من طراز “أس – 300″، الى الهجوم الذي يشنه الجيش السوري بالتعاون مع “حزب الله” على مدينة القصير ومعاناة المدنيين والجرحى فيها، يمكن ان تقوض فرص انعقاد مؤتمر جنيف – 2 الذي جدد التزام الولايات المتحدة إياه.
وقال في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره البولوني راديك سيكورسكي: “بالنسبة الى جنيف – 2 كلنا ندرك كما قلت منذ اليوم الاول انها عملية صعبة أتينا اليها متأخرين. ونحن نحاول منع العنف المذهبي من جر سوريا الى انفجار كامل، بحيث تتفكك كيانات تدمّر فيها مؤسسات الدولة، مع ما يرتّبه ذلك من لاجئين جدد لا احد يعلم عددهم او ما هو عدد الذين سيقتلون في هذه الحال”.
وفي هذا السياق، جاء في تقرير صحافي ان واشنطن قد قررت تعليق مبلغ 63 مليون دولار كانت قد تعهدت تقديمها لـ”الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” بسبب احباطها من انقسامات الائتلاف، وانها تتطلع الى فئات أخرى ذات صدقية أكبر لدعمها.
وفي نيويورك، كشف ديبلوماسي رفيع المستوى لـ”النهار” أن التحضيرات الجارية لعقد المؤتمر الدولي الخاص بالأزمة السورية تواجه “صعوبات” ستؤدي عملياً الى ارجاء موعده المرتقب الى تموز المقبل عوض حزيران الجاري.
ولمح الديبلوماسي المواكب لهذه التحضيرات الى أن “الصعوبات تتمثل أولاً في مدى جديّة الأطراف الساعين الى عقد مؤتمر جنيف – 2″، ملاحظاً أن “الأساس موجود ويتمثل في بيان جنيف” الذي جرى التوصل اليه في 30 حزيران 2012 لدى اجتماع مجموعة العمل الخاصة بسوريا في المدينة السويسرية في رعاية المبعوث الخاص المشترك السابق للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي أنان. ودعا الى انتظار نتائج الإجتماع الثلاثي التحضيري المقرر عقده غداً الأربعاء في جنيف بين الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الابرهيمي ووكيل الأمين العام للمنظمة الدولية للشؤون السياسية جيفري فيلتمان ونائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ومساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط وليم بيرنز، مستبعداً حصول اختراق في موضوع “الصلاحيات التنفيذية الكاملة التي ينص بيان جنيف على وجوب منحها للهيئة الحكومية الإنتقالية”.
“باتريوت” الى الأردن
على صعيد آخر، أعلن مسؤولون أميركيون ان واشنطن ستنشر بطاريات صواريخ “باتريوت” المضادة للصواريخ ومقاتلات “ف – 16” في الاردن، لاداء مناورات عسكرية، مع امكان احتفاظ عمان ببعض هذه الاسلحة لاحقا.
وقال الناطق باسم القيادة المركزية الاميركية اللفتتانت كولونيل تي جي تايلور في بيان: “سُمح بنشر (صواريخ “باتريوت” ومقاتلات “ف – 16″) في الاردن من اجل مناورات” أطلق عليها “ايغر لايون” (الاسد المتأهب). وأضاف: “من أجل تعزيز قدرة الاردن وموقعه الدفاعي، يمكن ان يبقى بعض هذه المعدات في مكانه بعد المناورات بناء على طلب الحكومة الاردنية”.
اللاجئون السوريون بلغوا نحو نصف مليون
ونساء يعانين العنف المنزلي والجنسي
عكار – ميشال حلاق
أعلنت مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين في تقريرها الاسبوعي ان عدد اللاجئين السوريين في لبنان بلغ عتبة النصف مليون، منهم نحو 418 الفاً تم تسجيلهم ويتلقون المساعدة من المفوضية وشركائها فيما هناك ما يزيد على الـ 82 الفاً قيد التسجيل. ويتوزع النازحون المسجلون حالياً على الشكل الآتي: شمال لبنان 159000، البقاع 144000، بيروت وجبل لبنان 68000، جنوب لبنان 47000.
ولفت التقرير الى أن 15 وكالة معنية باغاثة اللاجئين تستمر في تقديم المساعدات الأساسية، إلى القادمين الجدد المحتاجين، في انتظار تسجيلهم لدى المفوضية.
أنشأت المفوضية مكاتب للمساعدة في مركزي الخدمات المجتمعية في كل من حلبا والعماير في منطقة عكار . ويمكن للاجئين السوريين الذين يودون الاستفسار عن عملية التسجيل أو الحماية أو الخدمات الأخرى طلب المساعدة في هذه المكاتب. وخلال شهر أيار، بذلت المنظمات جهوداً كبيرة لتشجيع النساء المعرضات بشكل خاص للخطر، واللواتي يحتجن إلى الدعم على طلب المساعدة والإفصاح عن مشاكلهن. وأفاد المجلس الدانماركي للاجئين عن حدوث زيادة في عدد النساء اللواتي يعانين العنف المنزلي أو العنف القائم على نوع الجنس. وقد أدت الدرجات العالية من الضيق والصدمات النفسية إلى تفاقم هذه الظاهرة. إضافة إلى ذلك، تفيد التقارير أن النساء اللواتي يصلن إلى لبنان من دون أزواجهن يشعرن بضعف شديد. وقد باشرت الوكالات توزيع مجموعات اللوازم الصحية النسائية التي تشمل مواد للنظافة الشخصية وأوشحة ومصابيح وغيرها من مواد الحماية لمساعدتهن على الشعور بقدر أكبر من الأمان والكرامة. وأشارت المنظمات أيضاً الى وجود عدد من الأطفال المنفصلين عن ذويهم.
وعلى الصعيد الصحي قال التقرير ان أكثر من 250000 طفل لبناني وسوري تلقوا اللقاح ضد الحصبة وشلل الأطفال كما تم تزويدهم فيتامين A. وأدخل نحو 2300 نازح إلى المستشفيات المدعومة من المفوضية وشركائها . وتواصل الوكالات ضمان قبول المرضى في مستشفيات شبكة الإحالة وتغطية تكاليف الاستشفاء بنسبة 75 في المئة. و ذكر المسؤولون في مجال الصحة أن العديد من النازحين يتجنبون دخول المستشفى بسبب عجزهم عن تغطية نسبة الـ25 في المئة المتبقية.
وعلى صعيد تأمين المأوى ومن خلال الدعم الفني الذي قدّمته المفوضية، أنشأت منظمة “ليان” موقعاً انتقالياً ثالثاً للاستقبال في البقاع الغربي، حيث تمّ نصب 20 خيمة جديدة لاستضافة 300 نازح. وتهدف هذه المواقع إلى تزويد النازحين المحتاجين مأوى موقتا ريثما يجدون حلول إيواء أطول أمداً.
الجيش يسترد 13 قرية في ريف حماه
كيري: تأخرنا عن المشاركة في الحلّ السوري
عشية الاجتماع بين ديبلوماسيين من الأمم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا في جنيف غدا، اعترف وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس، بان واشنطن انضمت «متأخرة» إلى جهود وقف العنف وأنها تحاول منع الانهيار الكامل للبلاد، مشيرا إلى انه ونظيره الروسي سيرغي لافروف لا يزالان يعملان لعقد مؤتمر «جنيف 2»، لكن يعود إلى الأطراف على الأرض، تقرير ما إذا كان سيتم عقده.
وفي الوقت الذي دخلت فيه معركة القصير في ريف حمص أسبوعها الثالث، وسعت القوات السورية من سيطرتها على مناطق في ريف حماه الشمالي، واستردت 13 قرية وبلدة من المسلحين، فيما واصلت عمليتها العسكرية لفك الحصار عن قريتي نبل والزهراء في ريف حلب الشمالي.
وقال كيري، في مؤتمر صحافي في واشنطن: «هذه عملية صعبة جدا، ونحن شاركنا فيها متأخرين» في إشارة إلى الجهود الأميركية والروسية لعقد مؤتمر «جنيف 2». وأضاف: «نحاول منع العنف الطائفي من جر سوريا إلى انهيار كامل وتام، تتفكك فيه إلى جيوب وتدمر مؤسسات الدولة، ويعلم الله كم سيكون عدد اللاجئين الإضافيين وكم عدد الأبرياء الذين سيقتلون».
وأعلن كيري انه تحادث مع لافروف الجمعة الماضي، وواصلا تعهدهما بالعمل لمحاولة عقد مؤتمر «جنيف 2»، لكنه أشار إلى انه يعود إلى الأطراف على الأرض تقرير ما إذا كان سيتم عقده. وقال: «الآن، عندما ينضج ذلك الأمر ويصبح حقيقة، فان من سيقرر هم من يتواجدون على الأرض ومن يشارك فيه». وأضاف: «يمكن للولايات المتحدة أن تضغط وتتملق، ولكن في النهاية فان الأشخاص الموجودين على الأرض هم الذين سيقررون ما إذا كانوا مستعدين للانخراط».
وانضم وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيله إلى نظيره الفرنسي لوران فابيوس في توقع عقد مؤتمر «جنيف 2» في تموز المقبل. وقال، في نيويورك: «من الأفضل عقد المؤتمر في تموز بدلا من عدم عقده على الإطلاق».
وذكرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، إن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اتصل بلافروف، وانهما بحثا «الوضع العسكري ـ السياسي في سوريا، على خلفية الأحداث في القصير»، موضحا أن «الجانبين متفقان على ضرورة الإسراع في حلحلة الوضع وضمان أمن المدنيين. ولهذا الغرض يجب على جميع أطراف النزاع أن يتقيدوا بشكل صارم بقوانين حقوق الإنسان».
وشدد لافروف وبان كي مون على «أهمية التحضير الدقيق للمؤتمر الدولي حول سوريا بهدف إطلاق الحوار الوطني، من أجل التوصل إلى تسوية دائمة في البلاد».
وأعلن مصدر في وزارة الخارجية الروسية أن نائبي وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف وغينادي غاتيلوف سيمثلان موسكو في محادثات جنيف الثلاثية غدا الأربعاء، للتحضير لمؤتمر «جنيف 2». ويشارك في الاجتماع مساعدة وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان والقائمة بأعمال مساعد الوزير إليزابيث جونز والمبعوث الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي ومساعد الأمين العام للأمم المتحدة جيفري فيلتمان.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، في تصريح لوكالة «نوفوستي»، إن «الولايات المتحدة لا تؤثر بالشكل المطلوب في هيئات المعارضة السورية قبل انعقاد مؤتمر جنيف 2»، موضحا أنه «يقصد التأثير غير الكافي من جانب واشنطن على مجموعات المعارضة السورية حتى يحضر ممثلون عنها مؤتمر جنيف 2 حول سوريا، الذي تعمل روسيا مع أميركا على عقده، أولا، وثانيا، لكي لا تسمح الولايات المتحدة بأن تحاول المعارضة فرض شروط مسبقة، وخاصة الشرط الأساسي منها لدى معظم فصائل المعارضة الخارجية، وهو تنحي الرئيس بشار الأسد». وشدد على أن «هذا الأمر غير مقبول. لا يمكن الاتفاق على هذا الأساس».
ميدانيا
ورغم التطورات المتسارعة على الأرض، وآخرها استعادة القوات السورية السيطرة على قرى في ريف حماه، لا يزال «الائتلاف الوطني السوري» المعارض يتخبط جراء الانقسامات، مع إعلان «الهيئة العامة للثورة السورية» انسحابها منه، متهمة بعض أعضائه بالإساءة إلى «الثورة وبالفساد».
ومع دخول معركة القصير أسبوعها الثالث، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيانات، إن «الطيران الحربي نفذ غارات عدة على مناطق في القصير، بعد ليلة من المعارك العنيفة عند أطرافها الشمالية، وفي قرية الضبعة الواقعة إلى شمالها، والتي لا يزال المسلحون يسيطرون على أجزاء منها، ويدافعون عنها بضراوة». وأفاد عن «استمرار القصف على القصير بقذائف الهاون والمدفعية والصواريخ».
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن «وحدة من القوات السورية قضت، عبر كمين محكم، على مجموعة إرهابية مسلحة كانت متجهة من حسياء إلى القصير عبر موقع وادي السيل بالقرب من الطريق الدولي حمص – دمشق. وقضت وحدة أخرى على معظم أفراد مجموعة إرهابية غرب قرية الحسينية أثناء فرارهم من القصير».
ودافعت موسكو عن رفضها إصدار مجلس الأمن الدولي، بطلب بريطاني، بيانا بشأن القصير. وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الكسندر لوكاشيفيتش إلى أن «البيان دار عمليا عن مطالبة العسكريين السوريين بوقف إطلاق النار من جانب واحد، ومنح ممرات لانسحاب عناصر العصابات المحاصرين في بعض أحياء المدينة، بينما لم يلفت احد النظر إلى معاناة سكان القصير خلال الفترة التي كان المسلحون يسيطرون عليها».
وذكرت «سانا» إن «وحدات الجيش أعادت الأمن والاستقرار إلى 13 قرية وبلدة في ريف حماه الشمالي، بعد أن قضت على آخر أوكار وتجمعات إرهابيي جبهة النصرة فيها وصادرت أسلحتهم وذخيرتهم». وأكد «المرصد» انسحاب المسلحين من هذه القرى التي استولوا عليها قبل أشهر، مضيفا: «تدور معارك في محيط قريتي نبل والزهراء في ريف حلب الشمالي المحاصرتين منذ أشهر من المعارضين».
وذكر «المرصد» إن «26 شخصا قتلوا في سقوط صاروخ ارض – ارض على بلدة كفر حمرة» الواقعة على المدخل الشمالي الغربي لمدينة حلب التي تحاول القوات السورية «السيطرة عليها بالكامل» بعدما استعادت البساتين المحيطة بها.
(«سانا»، ا ف ب، ا ب، رويترز)
تقرير أممي يوثّق لأول مرة استخدام المواد الكيميائية في النزاع بسوريا
جنيف- (يو بي اي): قال تقرير أممي، نشر الثلاثاء، إن النزاع في سوريا وصل إلى مستويات جديدة من “الوحشية”، حيث يرتكب طرفا النزاع جرائم حرب، وذكر أنه يوثّق لأول مرة استخدام المواد الكيميائية في النزاع الدائر في البلاد.
وقالت اللجنة التابعة للأمم المتحدة المعنية بالتحقيق في الانتهاكات المحتملة لحقوق الإنسان في سوريا في تقريرها، إنه يتم الإحتفاظ لأوّل مرة بوثائق حول فرض ممنهج للحصار، واستخدام المواد الكيميائية والتهجير القسري.
وأضاف التقرير أن النزاع في سوريا وصل إلى مستويات جديدة من “الوحشية” حيث أن “جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والانتهاكات الجمّة لحقوق الإنسان تتواصل على قدم وساق”.
وذكرت اللجنة أن تقريرها يغطي الفترة بين 15 كانون الثاني/ يناير و15 أيار/ مايو الفائتين، وتعتمد نتائجه على 430 مقابلة وأدلّة مجمّعة أخرى.
وقال التقرير إن القوات الحكومية السورية وميليشياتها ارتكبت أعمال قتل وتعذيب واغتصاب وتهجير قسري وأعمال غير إنسانية.
وأضاف أن الكثير من هذه الجرائم ارتكبت كجزء من هجمات واسعة النطاق أو ممنهجة ضد السكان المدنيين وتشكل جرائم ضد الإنسانية.
وتابع أن جرائم حرب وانتهاكات كبيرة لقانون حقوق الإنسان الدولي، بما في ذلك الإعدام الميداني، والاعتقال التعسفي والاحتجاز، والهجمات غير القانونية، قد ارتكبت.
وذكر التقرير أن المجموعات المسلحة المناهضة للحكومة، ارتكبت جرائم حرب أيضاً، بما فيها القتل والإعدام الميداني، والتعذيب، وأخذ الرهائن، والنهب، وقال “إنهم يواصلون تعريض المدنيين للخطر عبر وضع أهداف عسكرية في المناطق المدنية”.
لكن التقرير أشار الى أن الإنتهاكات التي ارتكبتها المجموعات المسلحة المناهضة للحكومة السورية لم تصل إلى قوة ودرجة تلك التي ارتكبتها القوات الحكومية وميليشياتها.
وقال إن “هناك أسباب معقولة للاعتقاد باستخدام مواد كيميائية كأسلحة”، مضيفاً أنه لم يتم التمكن من تحديد المواد المستخدمة بالضبط، ونظم التسليم، والمرتكبين.
وأضاف التقرير أن الحكومة تمتلك عدداً من الأسلحة الكيميائية، “والخطر يتخطى مسألة استخدام هذه الأسلحة من قبل الحكومة نفسها، إلى مسألة السيطرة عليها في حال إمكانية وصولها إلى أية قوات تابعة لها”.
وقال التقرير إنه “من الممكن أن تحصل المجموعات المسلحة غير الحكومية على أسلحة كيميائية وتستخدمها.. بما فيها المواد الخاصة بالأعصاب”، وأضاف أن “ليس هناك أدلة دامغة على أن هذه المجموعات تمتلك مثل هذه الاسلحة أو أنظمة تسليمها”.
وذكر أن “المزاعم وردت بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل الطرفين”.
وأكدت اللجنة في التقرير أن عدم السماح لها بالوصول الى سوريا ما زال يقوض قدرتها على أداء مهامها، محذرة من أن “تدفق الأسلحة المتزايد يضر باحتمال التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع″، يعبئ العناصر المسلحة على المستويين المحلي والإقليمي ولها عواقب مدمرة على المدنيين.
واشار التقرير إلى حاجة ملحة للمجتمع الدولي لنزع فتيل النزاع والحد من تدفق الأسلحة من أجل السماح للدبلوماسية لإنهاء العنف.
وكانت اللجنة اتهمت في آخر تقرير لها الحكومة السورية ومجموعات المعارضة المسلحة بقتل المدنيين بسبب الطريقة المتهورة التي يتبعانها في شن الأعمال العسكرية.
ويشار إلى أن مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان كلّف اللجنة التي يرأسها باولو بينيرو، وتضم كارين كونينغ أبو زيد، وكارلا ديل بونتي، وفيتيت مونتاربورن، بالتحقيق في جميع انتهاكات القانون الدولي لحقوق الإنسان وتوثيقها في سوريا.
هيومن رايتس ووتش: 147 شخصا عثر على جثثهم بشمال سوريا اعدموا على الأرجح في مناطق النظام
بيروت- (ا ف ب): رجحت منظمة هيومن رايتس ووتش الثلاثاء أن يكون 147 شخصا على الاقل عثر على جثثهم في نهر بحلب كبرى مدن شمال سوريا خلال فترات متفاوتة مطلع السنة الجارية، قد اعدموا في مناطق خاضعة لسيطرة نظام الرئيس بشار الاسد.
وقالت المنظمة في بيان اصدرته ان “147 شخصا على الاقل كان قد عثر على جثثهم في نهر مدينة حلب (المعروف بنهر قويق) بين كانون الثاني/ يناير وآذار/ مارس 2013، قد تم على الارجح اعدامهم في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة”.
وافادت المنظمة انها زارت مكان اكتشاف الجثث وقابلت السكان والناشطين المعارضين الذين عثروا عليها، برفقة خبير بحث جنائي قام بفحصها، كما قابلت 18 من أسر الضحايا واطلعت على اكثر من 350 صورة وأشرطة فيديو.
وقالت انه بناء “على الصور ومقاطع الفيديو واقوال الشهود، كان كثير من الضحايا يحملون علامات تدل على الاحتجاز ثم الاعدام، مثل تقييد اليدين خلف الظهر، والطلقات النارية في الرأس، وسد الفم بشريط لاصق”.
ونقل البيان عن الباحث في المنظمة اوليه سولفانغ قوله “تروي الجثث الطافية في نهر حلب حكاية تقشعر لها الأبدان. من الصعب ان ندرك كيف لـ147 شخصاً أن يعدموا ويلقى بجثثهم في النهر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، كما تشير الأدلة، بدون علم القوات الحكومية العاملة في المنطقة”.
وشددت المنظمة على ان تحقيقها “ليس قاطعا من حيث تحديد هوية المسؤولين عن عمليات الإعدام أو دوافعها، إلا أن موقع اكتشاف الجثث والمعلومات المتعلقة بآخر مكان معروف للضحايا تشير إلى وقوع عمليات الإعدام على الأرجح في مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة”.
وافادت نقلا عن الناشطين انهم عثروا على 230 جثة في نهر قويق بين 29 كانون الثاني/ يناير و14 آذار/ مارس، الا انها اشارت الى انها تمكنت من احصاء 147 ضحية تراوح اعمارهم بين 11 عاما على الاقل و64 عاما.
ويفصل النهر الذي يجري من الشمال الى الجنوب في خط متعرج، المدينة بين جزء شمالي غربي تسيطر عليه القوات النظامية، وآخر جنوبي شرقي يسيطر عليه مقاتلو المعارضة.
وبحسب السكان، ظل الخط الفاصل ثابتاً نسبياً منذ استيلاء قوات المعارضة على أجزاء هامة من المدينة في تموز/ يوليو 2012.
وقالت هيومن رايتس ووتش ان وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) افادت في 30 كانون الثاني/ يناير ان وزارة الخارجية السورية اتهمت جبهة النصرة الاسلامية المتطرفة بالمسؤولية عن مقتل الاشخاص.
الا ان المنظمة قالت ان “التقرير الاخباري لم يقدم أي تفسير بخلاف العثور على الجثث في مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة”.
وشدد سولفانغ على ان الاعدامات تظهر “الحاجة العاجلة إلى تحقيقات موضوعية ومحايدة. وعلى مجلس الأمن الدولي ان يحيل سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية وأن يطالب الحكومة السورية بمنح لجنة تقصي الحقائق الأممية حق دخول البلاد”.
مسؤولون إسرائيليون يفضّلون حكم القاعدة في سوريا على انتصار الأسد
تل أبيب- (يو بي اي): قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية يفضّلون أن يحكم تنظيم القاعدة في سوريا على انتصار الرئيس السوري بشار الأسد على المتمردين الذين يحاربون من أجل إسقاط نظامه.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي الثلاثاء، إنه يسود تخوّف في الحكومة الإسرائيلية من تزايد قوة الأسد خلال المعارك بين الجيش السوري والمتمردين في الأيام الأخيرة، ونقلت عن مسؤولين في الحكومة قولهم إن “حكم القاعدة في سوريا أفضل من انتصار الأسد على المتمردين”.
وأضافت أن المسؤولين الإسرائيليين برّروا أقوالهم بأنه “في حال صمود الأسد في المواجهة المستمرة ضد المتمردين واستمر في حكم سوريا، فإنه سيكون متعلقاً كثيراً بإيران ومَديناً لها”، معتبرين أن “وضعاً كهذا سيعزز مكانة إيران كدولة عظمى إقليمية تهدد إسرائيل”.
وأضاف المسؤولون، بحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي، أن “العلاقة بين سوريا وبين إيران وحزب الله ستتعزّز وستصبح أكثر خطورة بالنسبة لإسرائيل”.
وقال المسؤولون الإسرائيليون إنه “توجد دولة واحدة تعلن بأن هدفها هو القضاء على إسرائيل وهي إيران، والأسد هو إيران ولذلك فإن أي حكم آخر في سوريا مفضّل، حتى لو كان الحديث يدور عن القاعدة والإسلام المتطرّف، فكل شيء أقل سوءاً من الأسد ضعيفا الذي سيكون دمية بأيدي الإيرانيين”.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون قال خلال اجتماع للجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست الاثنين، إن قوات الجيش السوري تسيطر على 40% فقط من الأراضي السورية، وإن “هناك 4 أحياء على الأقل في دمشق يسيطر عليها المتمردون”.
وأضاف يعلون “أننا نتابع بقلق إمكانية أن تزود روسيا سوريا بمنظومة (اس-300)، مشيراً إلى أنه “وفقاً لما تم نشره فإنه لم يتم بعد نقل هذه الصواريخ وإذا كان سيتم نقلها فإن هذا سيحدث في العام 2014 فقط”.
وقال إن إسرائيل لن تتدخل بالحرب الدائرة في سوريا “طالما أنها لا تمسّ مصالحنا وبضمن ذلك نقل أسلحة متطورة أو صواريخ أو سلاح كيميائي إلى حزب الله، وطالما لا يتم تسخين الجبهة”.
أسد الأردن يتأهب مجددا: باتريوت وإف16 على الحدود.. واشنطن تحتفظ بمفاجأة وسفير دمشق منفعل
عمان- القدس العربي- بسام البدارين: يستدعي إعلان وزير الدفاع الأمريكي مساء الإثنين عن خطته الجديدة لمساندة القدرات الدفاعية الأردنية كل إحتياطي السيناريوهات والتسريبات التي تتحدث عن إحتفاظ واشنطن وبعلم عمان بورقة التصعيد العسكري في المسألة السورية حتى اللحظة الأخرى قبيل لقاء جنيف الثاني.
الأمريكيون لسبب سياسي على الأرجح تقصدوا إظهار أقصى طاقات ومساحات التنضامن (العسكري والدفاعي) مع الأردن عشية التحضيرات المشتركة لمناورات الأسد المتأهب في حلقتها الثانية والتي ستكون حسب مصادر القدس العربي أكثر زخما وحيوية وعمقا في الجانب الفني العسكري.
حصل ذلك عندما أعلن الوزير الأمريكي بأن بطاريات باتريوت أمريكية وطائرات إف 16 وتجهيزات دفاعية حديثة ستشارك في مناورات الأسد المتأهب مشيرا لإن الولايات المتحدة معنية بحماية الأردن وتعزيز دفاعاته الجوية بسبب إحتمالات ما يحصل في سوريا.
اللافت أن إفصاحات وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل المختصة بالأردن تبرز كعلامة تتقصد إنتاج إنطباعات متعاكسة تنتهي بتشويش إحتمالات التسوية السياسية في الوقت الذي تدخل فيه واشنطن بتحضيرات لقاء جنيف 2 فيما عمان تعلن كلما سئلت بأنها لا زالت مع الحل السياسي في سوريا ولن تسمح بمشاركة عسكرية أردنية في المسألة السورية.
واللافت قبل ذلك أن ضباطا أمريكيون صرحوا بأن بعض التجهيزات الأمريكية العسكرية ستبقي في الأرض الأردنية بعد مناورات الأسد المتأهب بناء على موافقة الحكومة الأردنية ثم ربطوا الأمر بالتهديدات التي فرضتها قوات حزب إلله عندما دخلت الحرب.
ذلك يعني عمليا (وجود عسكري أمريكي) ثابت مرحليا في الأرض الأردنية لأول مرة لأغراض تتجاوز التدريب والتأهيل والمناورات المشتركة لإن بطاريات باتريوت وقاذفات إف 16 تدار من قبل أطقم أمريكية تماما في مؤشرقوي من واشنطن على إظهار التحالف التام مع الأردن إزاء تهديدات سورية محتملة.
وكان السفير السوري في عمان بهجت سليمان قد حذر عمان وطلب من الأردنيين الحرص على (عرشهم) في واحدة من أقوى رسائل التهديد للأردن قبل أن يظهر وزير الخارجية وليد المعلم إمتعاظه من تذبذب المواقف الأردنية قائلا بان مواقف الأردن تدفع على الحيرة.
مظاهر الإنزعاج والإنفعال ظهرت على السفير السوري عندما إبتكر طريقة غريبة للرد على إعلان واشنطن العسكري الجديد مشيرا لإن من يمثل الشعب الأردني بالنسبة للسوريين هو عبد الكريم الدغمي عضو مجلس النواب البارز الذي يرفض علنا المشاركة الأردنية بأي أعمال ضد النظام السوري.
يمكن ببساطة هنا ملاحظة أن الدغمي ومنذ عدة أسابيع يتخذ مواقف سياسية مناكفة على الصعيد المحلي لكنه الشخصية الأكثر نفوذا في محافظة المفرق المحاذية للحدود مع سوريا والتي يتواجد فيها حاليا ألأف السوريين.
الأردن كان قد أعلن بانه طالب بالباتريوت أسوة بتركيا لحماية اللاجئين السوريين وانه يتعاون مع الأمريكيين خوفا من السلاح الكيماوي السوري.
لكن هذه الحجج لا تبدو مقنعة في ظل تعزيز الحضور الأمريكي العسكري على الجانب الحدودي مع سوريا على الأقل في إطار إستراتيجية الإحتياط لكل الإحتمالات.
رئيس الوزراء الأردني عبدلله النسور أبلغ القدس العربي مؤخرا بأن بلاده ليست طرفا ولن تكون في أي مشروع أو خيار عسكري له علاقة بسوريا.
شروحات النسور تضمنت التأكيد على أن العالم لن يرى عسكريا أردنيا واحدا داخل الأراضي السورية ولن يشاهد قوات أجنبية تدخل للأراضي السورية إنطلاقا من الحدود الأردنية.
لكن عمان برأي مراقبين ليست بصدد فرض شروطها على أي معادلة لها علاقة بالإقليم لأسباب متعددة وإن كانت شخصيات سياسية من بينها أحمد عبيدات والدغمي قد حذرت من أن تعلق المملكة بين خيارات معقدة تهدد المصالح العليا.
خلف الستارة يقول مسئولون أردنيون بان القوات الأمريكية لو أرادت الدخول لسوريا في أي وقت لديها خيارات أخرى من بينها الحدود مع تركيا وإسرائيل ولا تحتاج الحدود الأردنية وهي نفسها الحجة التي تستخدم في التعليق على ما يتردد حول إحتمالية السماح لطائرات إسرائيلية بإستخدام الأجواء الأردنية مع أن هذه الطائرات في الواقع (لا تستأذن) أو أرادت ذلك.
وفي أحد اللقاءات المغلقة بحضور ملكي أردني فهم بعض النشطاء بأن الإحتمالات كلها واردة في المسألة السورية وبان الأردن ينبغي ان لا يكون مع الطرف الخاسر وأن لا يكرر غلطة عام 2003 مع العراق.
لذلك تبدو إفصاحات البنتاغون التي أثارت ضجة واسعة في عمان مساء الإثنين تحت عنوان التأكيد على التضامن الدفاعي مع الأردن بين المؤشرات التي تعزز إحتمالات إحتفاظ واشنطن بأوراق (مفاجأة) إذا ما فشلت جولة المفاوضات مع النظام السوري أو إذا ما قرر فرض وقائع على الأرض تهدد الأردن أو إسرائيل.
وعليه تقول هذه الإفصاحات ضمنيا وبأكثر من لغة ان الأردن وخلافا لما يعلنه قد يكون وسط عملية إشتباك عسكرية يخطط لها الأمريكيون أو يضعونها كإطار إحتياطي.
وهو وضع يزيد مساحة التعقيد في القضايا الأردنية الحساسة وتحديدا إجتماعيا وأمنيا خصوصا في ظل عدم وجود تصورات أردنية محددة حول خطوات (إنتقامية) للنظام السوري لو أصبحت نقاط تماسه الحدودية مع الأردن مسرحا لعمليات (عدائية) حتى وإن كانت بذريعة حماية اللاجئين أو الحد من تدفقهم.
معركة القصير تدخل اسبوعها الثالث.. وانسحاب الهيئة العامة للثورة من الائتلاف الوطني
واشنطن ستنشر ‘باتريوت’ ومقاتلات اف 16 في الاردن
مقتل ستة في شمال لبنان ومهاجمة شيخ سني في الجنوب
دمشق ـ بيروت ـ طرابلس ـ واشنطن ـ ‘القدس العربي’ ـ ووكالات: قصف الطيران الحربي السوري الاثنين مدينة القصير في وسط سورية حيث دخل القتال بين القوات النظامية وحزب الله من جهة ومقاتلي المعارضة من جهة ثانية اسبوعه الثالث، بعد ساعات من سقوط 26 قتيلا بصاروخ ارض ارض قرب حلب.
جاء ذلك فيما اعلن مسؤولون امريكيون الاثنين ان واشنطن ستنشر صواريخ باتريوت ومقاتلات اف 16 في الاردن، البلد المحاذي لسورية، بهدف اجراء مناورات عسكرية، مع امكان احتفاظ عمان ببعض هذه الاسلحة لاحقا.
وقال اللفتنانت كولونيل تي. جي. تايلور في بيان ‘بهدف تعزيز قدرة الاردن وموقعه الدفاعي، يمكن ان تبقى بعض هذه المعدات في مكانها بعد المناورات بناء على طلب الحكومة الاردنية’.
ورغم التطورات الميدانية المتسارعة وآخرها استعادة القوات النظامية السيطرة على قرى في ريف حماة (وسط)، لا تزال المعارضة السورية تتخبط في انقساماتها، مع اعلان الهيئة العامة للثورة السورية انسحابها من الائتلاف المعارض.
في لبنان المجاور، ارتفعت حصيلة القتلى في الاشتباكات التي تجددت ليل الاحد الاثنين بين سنة وعلويين على خلفية النزاع السوري في طرابلس في شمال لبنان الى ستة..
وقال مصدر رسمي ان ‘الاشتباكات تجددت مساء الاحد بين منطقتي باب التبانة ذات الغالبية السنية وجبل محسن ذات الغالبية العلوية واستخدمت فيها الاسلحة الرشاشة، واستمرت بتقطع حتى صباح الاثنين، ما تسبب بمقتل شخص في باب التبانة وجرح 21 آخرين من المنطقتين’.
ومنذ صباح الاثنين، قتل ستة اشخاص آخرون في مناطق سنية، فيما ارتفع عدد الجرحى الى 38.
وفي جنوب لبنان، تعرض رجل دين سني متعاطف مع حزب الله لاطلاق نار صباح الاثنين، بينما تعرضت سيارة رجل دين سني آخر في الموقع السياسي نفسه لاطلاق نار في شرق البلاد. ولم يؤد الحادثان الى اصابات.
وترفع هذه الحوادث منسوب التشنج الامني والمذهبي في لبنان بسبب الانقسام حول النزاع السوري، والمترافق مع خطاب سياسي تصعيدي لا سيما بعد اقرار حزب الله بمشاركته في المعارك السورية الى جانب قوات النظام.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان الطيران الحربي قصف الاثنين اكثر من مرة مدينة القصير، بعد ليلة من المعارك العنيفة عند اطرافها الشمالية، وفي قرية الضبعة الواقعة الى شمالها والتي لا يزال مسلحو المعارضة يسيطرون على اجزاء منها ويدافعون عنها بضراوة.
ودخلت قوات النظام والحزب المدينة من الجهات الغربية والجنوبية والشرقية في 19 ايار (مايو)، ولم يعرف بالتحديد المساحة التي سيطرت عليها. ثم ما لبثت ان احكمت الطوق عليها من الجهة الشمالية.
في محافظة حلب (شمال)، افاد المرصد عن سقوط ’26 شهيدا إثر قصف من صاروخ ارض ارض استهدف بلدة كفر حمرة’ منتصف ليل الاحد الاثنين، وان بين الضحايا ثمانية اطفال دون الثامنة عشرة وست نساء.
وسط ذلك، اعلنت الهيئة العامة للثورة التي تعتبر فصيلا بارزا من الحراك العسكري والشعبي ضد النظام على الارض، ‘انسحابها من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة’.
وبررت موقفها بان ‘الثوار على الارض’ لم يحصلوا على التمثيل الذي وعدوا به مرارا داخل الائتلاف، منتقدة التدخلات الخارجية في عمل الائتلاف والفساد المالي وتركيز بعض اعضائه على ‘الظهور الاعلامي’ اكثر من ‘خدمة الثورة’.
وبعد اكثر من عامين على الازمة السورية، تستمر الانقسامات الدولية حولها. وافاد دبلوماسيون في الامم المتحدة ان روسيا عرقلت الاحد صدور بيان عن مجلس الامن الدولي قدمته بريطانيا بشأن الوضع في القصير.
ويعبر مشروع البيان عن ‘القلق الشديد’ على مصير المدنيين، مطالبا السلطات السورية بالسماح ‘على الفور وبشكل كامل ومن دون عوائق’ للمنظمات الانسانية بدخول القصير.
وقبل يومين من انعقاد الاجتماع التمهيدي لمؤتمر جنيف-2 حول الازمة السورية والذي سيضم ممثلين للولايات المتحدة وروسيا والامم المتحدة، اعلن الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية احمد بن حلي ان هناك صعوبات كبيرة تعرقل انعقاد المؤتمر الدولي، وان ‘التدخلات العسكرية غير السورية تزيد في تعقيد الوضع′، في اشارة الى تدخل حزب الله العسكري.
من جهة اخرى، اعلن وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه يعالون الاثنين ان تسليم شحنة الصواريخ الروسية اس-300 الى سورية لن يتم قبل 2014.
الطفيلي يتهم حزب الله بالاختباء وراء الشيعة والسيدة زينب.. وتساءل لماذا لا ترسل ايران جنودها للقتال في سورية؟
جنبلاط ينتقد فتوى القرضاوي: سامح الله من ينظر للصراع في سورية على أنه حصراً مع التكفيريين
بيروت- ‘القدس العربي’ من سعد الياس: بقيت العاصمة اللبنانية منشغلة بالتطور غير المسبوق الذي تمثّل في وقوع اشتباكات بين ‘حزب الله’ ومجموعات من المعارضة السورية على الحدود مع البقاع اللبناني والتي أدت إلى سقوط العديد من القتلى وعكست اتساع رقعة ‘مهمات’ الحزب المنخرط عسكرياً في معركة القصير، لتشمل حماية مناطقه داخل الاراضي اللبنانية التي تشهد قصفاً من المعارضة السوريّة كان يتركّز بدايةً على الهرمل قبل ان يتمدّد إلى قرى في بعلبك ولا سيما النبي شيت وسرعين.
في غضون ذلك، اكد امين عام حزب الله السابق الشيـخ صبحي الطفيلي ‘ان اختباء حزب الله خلف الشيعة والدفاع عن مقام السيدة زينب هو فقط من اجل الدفاع عن النظام السوري’، وقال ‘ان حزب الله بنفسه غير مقتنع بالكلام عن ان هناك خطراً من جبهة النصرة والسلفيين وهم يدركون انه ليس صحيحا ودفاعهم هو فقط عن النظام’.
وعن دعوة اللبنانيين للقتال في سورية وليس على الأراضي اللبنانية قال الطفيلي ‘ان هذا يشكل دعوة صريحة وواضحة لقصف وضرب لبنان والدليل هو الصواريخ التي سقطت على الضاحية والتي تسقط في البقاع′، كاشفاً ‘بأن الحزب تلقى اوامر واضحة من طهران بوجوب الدفاع عن النظام السوري’. وسأل ‘لماذا لا ترسل ايران جنودها للقتال في سورية بينما يرسلون شباب لبنان والضحايا التي تسقط تكشف عن حجم الكارثة التي تورطنا فيها’.
من جهة اخرى أشار رئيس جبهة ‘النضال الوطني’ النائب وليد جنبلاط الى أنه ‘منعاً لأي التباسات، وقطعاً للطريق أمام مخيّلات البعض من الكلام الذي قيل حول دعم جبهة النصرة، فإنه من المفيد التذكير بأنها كانت عنواناً يُستخدم من قبل النظام السوري لتنفيذ التفجيرات الارهابية والأعمال الأخرى المماثلة في العديد من المواقع ومن أبرزها العراق تحت شعار محاربة الاحتلال’،’لافتاً الى أن ‘النظام هو من أطلق قسماً كبيراً من أعضائها من السجون والمعتقلات مع اندلاع الثورة السوريّة، وهذا يذكرنا بما حدث مع شاكر العبسي وفتح الاسلام’.
وقال جنبلاط إنه ‘ونتيجة اليأس من التخاذل الدولي غير المسبوق حيال الأزمة السورية التي حصدت حتى اليوم مئات الآلاف من القتلى وهجرّت الملايين من السوريين داخل وخارج أرضهم ناهيك عن عشرات الآلاف من المعتقلين والمفقودين بسبب ما يقوم به النظام من إجرام وقتل، فقد يكون البعض من أبناء الثورة قد انضموا إلى جبهة النصرة التي أصبحت في نظر قسم منهم عنوان مقاومة النظام’، وقال: ‘لا شك بأن الالتباس الحاصل من خلال منطق إما النصرة أو النظام يؤخر توحيد صفوف المعارضة كما يطيل عمر النظام’.
وأكد ‘تأييده للشعب السوري في ثورته’المحقة ضد الظلم والديكتاتورية والقتل والقمع′، شاجباً ‘كل الحركات التي ترفض الاعتراف بالمذاهب الأخرى وتدعو للقتال ضدها لأن هذه المواقف تولد الحقد والكراهية وتؤسس لنزاعات مذهبيّة طويلة المدى’.كما ‘ شجب في الوقت ذاته بعض الفتاوى التي تكفّر المذاهب الأخرى ومنها فتوى القرضاوي الذي كفّر العلويين وكفّر أيضاً البعض من أهل الكتاب، وهذا غير مقبول بأي شكل من الأشكال ويخالف الشريعة الاسلامية’.
وتابع: ‘سامح الله من ينظر إلى الصراع الدائر في سورية على أنه حصراً مع التكفيريين مع علمه ضمناً بالمطالب المحقة للشعب السوري’، محملاً ‘ المجتمع الدولي مسؤولية ما وصلت إليه الأمور في سورية بفعل عجزه عن توحيد رؤيته تجاه هذا الصراع الدامي وكيفية التعاطي معه، فتصفى الحسابات فوق دماء السوريين وعلى جثثهم’.
وعن طرابلس، شدد جنبلاط ‘على’ ضرورة أن تتحمّل كل القوى السياسية مسؤولياتها عملياً وليس نظرياً وأن تتوقف كل أشكال الدعم للأطراف المتصارعة لتفادي سقوط المزيد من الدماء دون طائل’.
ولفت الى أن ‘هذه الحرب العبثية تنال من الأبرياء دون سواهم، وهي تعيد إنتاج نزاعات يدفع ثمنها أبناء طرابلس بمختلف إنتماءاتهم وهم الذين يحق لهم أن يتمتعوا بالاستقرار والطمأنينة والهدوء’.
اسرائيل: روسيا لن تسلم صواريخ اس ـ 300 الى سورية قبل 2014
القدس ـ ا ف ب: اعلن وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه يعالون الاثنين ان تسليم شحنة الصواريخ الروسية اس ـ 300 لن يتم الى سورية قبل 2014.
وتابع يعالون امام لجنة في الكنيست ‘نحن نتابع القضية بقلق لكن التسليم لم يتم. واذا حصل فلن يكون ذلك قبل العام المقبل’، كما نقلت عنه الاذاعة العسكرية.
وفي 28 ايار (مايو)، كان يعالون اعلن ان اسرائيل ‘تعلم ما عليها القيام به’ في حال سلمت روسيا هذه الصواريخ المضادة للطائرات.
وتابعت الاذاعة ان يعالون يشير بذلك الى شن غارات جوية جديدة بعد غارات مطلع ايار (مايو) التي استهدفت بحسب اسرائيل مواكب تنقل اسلحة الى حزب الله اللبناني.
والجمعة، اوردت وسائل اعلام عدة ان موسكو لم تسلم بعد هذه الصواريخ، وذلك خلافا لما المح اليه الرئيس السوري بشار الاسد، وان التسليم لا يمكن ان يتم هذا العام. وكان الاسد صرح خلال مقابلة عرضتها قناة المنار التابعة لحزب الله ان ‘روسيا ملتزمة بتنفيذ هذه العقود. كل ما اتفقنا اليه مع روسيا سيتم، وجزء منه تم في الفترة الماضية’.
وسيؤدي نشر هذه الصواريخ الى تعقيد اي ضربة جوية اسرائيلية على سورية.
وايضا حول الشان السوري، تابع يعالون ان النظام السوري لم يعد يسيطر سوى على 40′ من الاراضي بينما بات المقاتلون المسلحون يسيطرون على ‘اربعة احياء على الاقل في دمشق’.
كما اكد يعالون ان الجيش الاسرائيلي اقام مستشفى ميدانيا على هضبة الجولان التي ضمتها اسرائيل لمعالجة الجرحى القادمين من سورية.
واوضح ‘انها مبادرة انسانية لكن اسرائيل لا نية لديها في اقامة معسكر للاجئين’، لاستقبال المدنيين الهاربين من المعارك.
حزب الله يحشد مقاتليه لاقتحام حلب.. و«الحر» يؤكد تمركزهم في أكاديمية عسكرية
كاهن سوري طالبه بالانسحاب من سوريا
بيروت: «الشرق الأوسط»
لم يعد انخراط مقاتلي حزب الله اللبناني في الصراع الدائر على الأراضي السورية يقتصر على منطقة القصير في ريف حمص، بل توسعت رقعة انتشاره لتشمل مدنا أخرى كريف دمشق ودرعا، وصولا الآن إلى حلب. فقد لفتت مصادر قيادية في المعارضة السورية أمس إلى أن «نشاط الحزب وصل إلى ريف حلب الشمالي تمهيدا لاقتحام المدينة التي تسيطر المعارضة على أكثر من نصف أحيائها».
وقال لؤي المقداد، المنسق الإعلامي والسياسي في «الجيش الحر»، إن عدد عناصر الحزب الذين وصلوا إلى حلب تجاوز الـ4000 عنصر، مشيرا لـ«الشرق الأوسط» إلى أنهم «يتمركزون في أكاديمية الهندسة العسكرية تمهيدا للدخول إلى مدينة حلب».
وكانت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية قد أشارت في عددها أمس إلى حشد حزب الله آلافا من مقاتليه حول حلب. ونقلت عن قيادات رفيعة في حزب الله وفي الجيش الحر معلومات عن تمركز قرابة 2000 عنصر من الحزب في ريف حلب استعدادا على ما يبدو لهجوم على المدينة. ولفت المقداد إلى أن «توسيع حزب الله عملياته في سوريا ليشمل حلب يؤكد أن القوات النظامية باتت منهكة وتحتاج إلى مساندة». وقارن المقداد بين «استعانة نظام (الرئيس السوري) بشار الأسد بمقاتلين من حزب الله للقتال إلى جانبه واستعانة القذافي بمرتزقة من أفريقيا»، مؤكدا أن «دخول الحزب إلى معركة حلب لن يؤثر على موازين القوى بسبب تحصن المعارضة في مواقعها». لكن صحيفة «واشنطن بوست» قالت إن «مهاجمة المدينة، مع توسيع حزب الله دعمه لنظام الأسد، قد يعني (استنزاف) قوات المعارضة السورية التي أوفدت مقاتليها من حلب للمشاركة في التصدي للقوات النظامية السورية المدعومة بعناصر حزب الله في بلدة القصير».
وشهدت مناطق ريف حلب الشمالي حركة نزوح واسعة بين السكان إثر أنباء تحدّثت عن حشود حزب الله، بحسب ما أكد ناشطون معارضون. وأعلن «الجيش الحر» أن عناصره «اضطروا إلى تلغيم المباني لمنع تسلل قوات النظام وحزب الله لأحياء المدينة». كما أفاد مقاتلون معارضون في حي الإذاعة بمدينة حلب عن وجود نقص كبير في الذخيرة والأسلحة.
ومع دخول حزب الله خطوط المواجهات في حلب، يكون الحزب قد وسع رقعة انتشاره العسكري في سوريا. وإضافة إلى الاشتباكات العنيفة التي يخوضها مقاتلوه في مدينة القصير إلى جانب القوات النظامية، ينشط مقاتلو الحزب في بلدة السيدة زينب بريف دمشق، التي تُعد أهم جبهات القتال بين الجيش الحر وحزب الله، الذي يبرر تدخله العسكري بالدفاع عن مقام السيدة زينب.
وبينما تتحدث تنسيقيات الثورة السورية عن تعزيز حزب الله وجوده في منطقة سرغايا قرب الزبداني من خلال نصب مدافع وراجمات صواريخ، تؤكد مصادر في المعارضة وجود مقاتلين من الحزب في مدينة داريا بريف دمشق، بذريعة الدفاع عن مقام «السيدة سكينة». كما توجد عناصر الحزب في مناطق المرج في العبادة والعتيبة وحران العواميد وحتيتة التركمان والقاسمية وأوتايا في الغوطة الشرقية بريف دمشق، رغم خلوها من أي مقامات دينية. كذلك، أعلن الجيش الحر أن حزب الله يقاتل في بلدات بصرى الشام وخربة غزالة وإزرع في درعا.
وتزامنت التطورات الميدانية مع تأكيد رئيس كتلة حزب الله في البرلمان اللبنانية النائب محمد رعد أن «من كان يراهن على طعن المقاومة في ظهرها أو على إسقاط النظام السوري قبل مؤتمر جنيف قد ولت أحلامه وأوهامه وانتهت إلى خيبة أمل مريرة». وقال، خلال احتفال حزبي جنوب لبنان، إن «السبب الحقيقي وراء استهداف سوريا ومحاولة تدميرها وإضعاف قوتها، هو عدم مساومتها على رأس المقاومة رغم العروض والإغراءات التي قدمت لها». وأكد رعد أن «عدم وجود نظام في المنطقة يستطيع أن يواجه سوريا دفع قوى المؤامرة إلى توكيل شراذم التكفيريين بهذه المهمة، حيث أحضروا من كل أنحاء الأرض وصاروا يتوعدون ويهددون المقاومة وشعبها في لبنان».
وفي سياق متصل، جدد رئيس الحكومة اللبنانية السابق، فؤاد السنيورة، رئيس كتلة تيار المستقبل البرلمانية، رفضه مشاركة اللبنانيين في القتال بسوريا. وقال أمس: «لن نسكت ولن نقبل بتدمير حاضرنا ومستقبلنا، وبتحويل بلدنا نقطة لتصدير الميليشيات ومجموعات الموت أو أن تتحول الدولة إلى فاشلة، ولذلك نقولها صراحة لا لمشاركة حزب الله أو أي مجموعة لبنانية في القتال الدائر في سوريا بين النظام والشعب السوري الشقيق».
من جهة أخرى، طالب رجل الدين المسيحي الكاهن إسبريدون طنوس أمين عام حزب الله حسن نصر الله بـ«سحب عناصره من سوريا»، متمنيا عليه أن «يرتقي إلى درجة المشيخة وهي درجة سامية يجب أن يكون صوته في خدمة الحق لا أن يكون ظالما، يظلم أتباعه قبل أتباع غيره».
وقال طنوس عبر تسجيل مصور نشر على مواقع المعارضة السورية على الإنترنت مخاطبا نصر الله: «لقد دخلت بجحافلك إلى أرض طاهرة مقدسة، منتهكا تعاليم الإمامين الحسن والحسين فأصبحت خصما للخير وانتقلت إلى قتل شعب احتضنك على مدى عقود». وأضاف: «لقد أضعت بسلوكك هذا، مبادئ الطائفة الشيعية الكريمة وترغب في جعلهم يخرجون عن دينهم، فليس في تعاليم الأديان قاطبة أن تعمد إلى القتل والبطش بحق أبرياء ذنبهم أنهم يريدون العدالة يبحثون عن حريتهم وكرامتهم». وسأل نصر الله: «بأي حق تقاتل أهل سوريا لقد دشنت حربا طائفية بغيضة في سوريا بهدف إنشاء دولة ولاية الفقيه».
وكان طنوس قد وجه رسالة مماثلة لأمين عام حزب الله منتصف أكتوبر (تشرين الأول) 2012، انتقد فيها تدخل مقاتليه في سوريا.
في غضون ذلك، اتهمت المعارضة السورية القوات النظامية وحزب الله بتعطيل تدفق المياه إلى محافظة حماه بعد السيطرة على محطات تصفيتها في حمص. وبالتزامن مع استمرار المواجهات في منطقة القصير بين الجيش الحر والقوات النظامية مدعومة من حزب الله، قال ناشطون إن «الجيش الحر» مستمر في عملية النصرة للقصير حيث تمكن من السيطرة على حاجزين وتدمير دبابة وآليات عسكرية، كما أكد سقوط عدد من القتلى في صفوف القوات النظامية خلال اشتباكات بين الجانبين.
موسكو تنتقد تساهل واشنطن مع المعارضة.. ولندن ستدرس تسليح «الحر» بعد جنيف 2
بدء أعمال قمة روسيا ـ الاتحاد الأوروبي.. والأزمة السورية في الصدارة
موسكو: سامي عمارة لندن: «الشرق الأوسط»
وسط تقارير عن تزويد روسيا صواريخ مضادة للطائرات من طراز إس 300 للنظام في دمشق وقرار الاتحاد الأوروبي رفع الحظر عن تسليح المعارضة، انطلقت أمس أعمال قمة رؤساء «روسيا – الاتحاد الأوروبي» في يكاتيرينبورج عاصمة الأورال، التي تتصدرها الأزمة السورية.
واستبق افتتاح القمة تصريحات من وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ حول إمكانية تسليح المعارضة بعد مؤتمر السلام الذي أصبح يعرف بجنيف 2، وتأكيدات من ألمانيا حول معارضتها للحل العسكري ودعوة من موسكو والأمم المتحدة إلى تحريك الوضع السوري واتهام روسيا للولايات المتحدة بعدم الضغط كفاية على المعارضة السورية والتساهل معها في موضوع عملية السلام.
وقال مراقبون للقمة إن جدول أعمالها هو الأكثر سخونة منذ سنوات طويلة ويضم قضايا تتصدرها الأزمة السورية على ضوء ما تردد حول تزويد روسيا نظام الأسد بأحدث الأسلحة وخاصة منظومات صواريخ «إس – 300»، وكذلك قرار الاتحاد الأوروبي حول رفع الحظر المفروض على تسليح المعارضة، إضافة إلى ملف البرنامج النووي الإيراني والتوتر في شبه الجزيرة الكورية إلى جانب قضايا حقوق الإنسان وما يقال حول ملاحقة المعارضة في روسيا وكذلك إلغاء تأشيرات دخول مواطني روسيا إلى بلدان الاتحاد الأوروبي.
وتوقعت مصادر أن يواصل الزعماء مناقشة الأزمة السورية في اجتماعات اليوم بعد التطرق إليها في اجتماعهم غير الرسمي حول مائدة العشاء الذي أقامه الرئيس فلاديمير بوتين على شرفهم الليلة قبل الماضية.
وأوضح يوري أوشاكوف مساعد الرئيس للشؤون الخارجية أنه إذا أصر الرؤساء المشاركون في القمة على طرح رحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة فإن روسيا ستكون مدعوة إلى معاودة تأكيد موقفها من هذا الشأن. ونقلت وكالة أنباء «إنترفاكس» عن أوشاكوف قوله حول «عدم جواز إسقاط الرئيس الأسد بجهود من الخارج وترك البلاد في حالة من الفوضى».
وذكر فلاديمير تشيغوف المندوب الدائم لروسيا في الاتحاد الأوروبي في تصريحات لوكالة «إيتار – تاس» الروسية أن القمة ستتناول «موضوع التسوية السورية ووقف مفعول حظر تصدير أسلحة الاتحاد الأوروبي إلى سوريا»، مشيرا إلى أن «موقف روسيا الراسخ بهذا الصدد يكمن في أن توريد السلاح إلى أحد طرفي هذا النزاع سيساعد في تصعيده ويعرقل كل الجهود الرامية إلى التسوية السياسية». وأضاف تشيغوف: «إن الاعتقاد بأن رفع مستوى تسليح المعارضة ليعادل تسليح القوات الحكومية يساعد في التسوية السياسية هو فكرة خيالية خطيرة. وهناك وهم آخر لا يقل خطورة، يفيد باحتمال تسليح المعارضة المعتدلة دون أن يقع السلاح في أيدي المتطرفين، علما أنه قد بدأت اشتباكات بين مختلف فصائل المعارضة السورية. وإذا انطلقنا من منطلق عسكري بحت فيمكن القول إن المجموعات المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة تعتبر الأقوى من ناحية قدرتها القتالية».
وفي هذا السياق قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن لندن لن تبت في أمر تسليح المعارضة السورية إلا بعد «جنيف 2» الذي لم يحدد له بعد موعد وإن توقع وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عقده في يوليو (تموز) المقبل. وأضاف هيغ في مقابلة لصحيفة «فرانكفورتر الجماينه تسايتونج» نشرت أمس أن الأولوية هي للجهود التي تبذلها الولايات المتحدة وروسيا لدفع الطرفين المتحاربين إلى طاولة المحادثات وإن كان «لا يشعر بالتفاؤل بدرجة كبيرة»، مستطردا أن «القرار الخاص بتسليم أسلحة فتاكة سيعتمد على كيف ستسير هذه المفاوضات وعلى تصرفات دول أخرى».
وفي رد على المنتقدين لقرار رفع الحظر عن تسليح المعارضة قال هيغ إن الوقت غير متأخر لتسليح مقاتلي المعارضة رغم المخاطر التي ينطوي عليها ذلك خاصة أنه لا تلوح في الأفق نهاية للحرب في سوريا، مشددا على «نريد حلا سياسيا بأسرع ما يمكن. وللأسف لا نعرف ما إذا كان هذا الحل سيتوفر. الصراع يمكن أن يستمر شهورا بل سنوات».
ويؤيد الحل السياسي وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله الذي قال إنه يسعى إلى حل سياسي وليس عسكريا في النزاع السوري. وأضاف فيسترفيله في مقابلة مع مجلة «دير شبيغل» الألمانية في عددها الصادر أمس: «أعارض بشدة الحل العسكري في سوريا لأنه لن يجلب استقرارا مستداما أو سلاما دائما. الحل السياسي، كما صور قبل عام في مؤتمر جنيف الأول، سيظل وفقا للأوضاع الراهنة الطريق الوحيد لبداية جديدة دائمة واستقرار في سورية».
وناشد فيسترفيله مجددا المعارضة السورية التي ترفض المشاركة في ظل وجود بشار الأسد على رأس النظام «بأن تعي مسؤولياتها والتزاماتها. من الممكن أن يكون المؤتمر إسهاما في حل سياسي بسوريا»، محذر روسيا من تزويد النظام الرئيس السوري بمزيد من السلاح، وقال: «تحدثت شخصيا مع نظيري الروسي سيرغي لافروف منذ فترة ليست ببعيدة حول عزم روسيا توريد أسلحة لسوريا»، معتبرا أن ذلك سيكون «خطأ فادحا»، وقال: «روسيا أخذت مع الولايات المتحدة زمام مبادرة مؤتمر السلام، لذلك ينبغي على موسكو أن تتخلى عن كافة الأمور التي قد تعرقل نجاح مؤتمر صعب للغاية بشأن سوريا».
من جانبه اتهم سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي الولايات المتحدة بعدم ممارسة ضغوط كافية على المعارضة السورية حتى تشارك في مؤتمر السلام. ونقلت الوكالة عن ريابكوف قوله «من وجهة نظرنا الولايات المتحدة لا تبذل بالتأكيد جهدا كافيا فيما يتعلق بالضغط على المعارضة السورية حتى تحضر المؤتمر الدولي». وقال إنها «لا تؤثر على مجموعات المعارضة السورية بالشكل المطلوب وهو أولا، لمصلحة المؤتمر الدولي الذي نعمل من أجل انعقاده، وبحضور ممثلي المجموعات المعارضة وثانيا، لكي لا تسمح الولايات المتحدة بمحاولات المعارضة فرض شروط مسبقة، ومعروف أن الشرط الرئيس لأغلب فصائل المعارضة السورية الخارجية، هو تنحي الرئيس بشار الأسد. وهذا أمر غير مقبول ولا يمكن الاتفاق على هذا الأساس».
أما عن اجتماع التحضير للمؤتمر الدولي الذي من المقرر أن يبدأ غدا في جنيف فقالت الخارجية الروسية إنه صار من المقرر أن تشارك فيه موسكو بوفد يترأسه نائبا وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف وغينادي غاتيلوف بعد أن سبق وتضاربت الأنباء بهذا الشأن، فيما كانت وزارة الخارجية الأميركية قد أعلنت في وقت سابق أن نائبة وزير الخارجية ويندي شيرمان والقائمة بأعمال مساعد الوزير إليزابيث جونس ستمثلان الجانب الأميركي، إلى جانب ممثلي الأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي المبعوث الأممي إلى سوريا، ونائب الأمين العام جيفري فيلتمان.
وكانت وزارة الخارجية الروسية قد كشفت أن سيرغي لافروف وزير الخارجية تلقى مكالمة هاتفية من بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة تناول فيها الجانبان ما وصفته بـ« ضرورة حلحلة الوضع في سوريا وضمان حياة المدنيين هناك». وقالت في نبأ بثته على موقعها الإلكتروني أمس إن الحديث تركز على مناقشة «الوضع العسكري – السياسي في سوريا، على خلفية الأحداث الجارية في مدينة القصير (في محافظة حمص)». وأكدت الخارجية الروسية أن «على جميع أطراف النزاع أن يتقيدوا بشكل صارم بقوانين حقوق الإنسان، إلى جانب التشديد على أهمية التحضير الدقيق لمؤتمر الحوار الدولي حول سوريا».
جنبلاط: النظام السوري حرر قسما كبيرا من أعضاء «جبهة النصرة»
بيروت: «الشرق الأوسط»
اتهم رئيس جبهة «النضال الوطني» في لبنان، النائب وليد جنبلاط، النظام السوري بأنه «هو من أطلق قسما كبيرا من أعضاء جبهة النصرة من السجون والمعتقلات مع اندلاع الثورة السورية، مما يعيدنا إلى شاكر العبسي وفتح الإسلام».
وقال جنبلاط، في موقفه الأسبوعي لجريدة «الأنباء» الإلكترونية، إن «سبب انضمام بعض أبناء الثورة إلى جبهة النصرة هو أنها أصبحت عنوان المقاومة للنظام، مما يؤخر توحيد المعارضة ويطيل عمر النظام». وشجب «كل الحركات التي ترفض الاعتراف بالمذاهب الأخرى وتدعو للقتال ضدها لأن هذه المواقف تولد الحقد والكراهية وتؤسس لنزاعات مذهبيّة طويلة المدى».
وحمل جنبلاط «المجتمع الدولي مسؤولية ما وصلت إليه الأمور في سوريا بفعل عجزه عن توحيد رؤيته تجاه هذا الصراع الدامي وكيفية التعاطي معه». وأضاف «سامح الله من ينظر إلى الصراع الدائر في سوريا على أنه حصرا مع التكفيريين، مع علمه ضمنا بالمطالب المحقة للشعب السوري».
الحكومة السورية تقدر الأضرار العامة والخاصة بنحو تريليون ليرة
مخاوف من ارتفاع في الأسعار.. ووزير الاقتصاد يتحدث عن استيراد المواد الأساسية
لندن: «الشرق الأوسط»
تجاوزت قيمة الأضرار العامة والخاصة في سوريا خلال عامين من الأزمة التريليون ليرة سورية (150 ليرة للدولار)، بحسب آخر التقديرات الحكومية. وقال نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الخدمات وزير الإدارة المحلية عمر غلاونجي، إن قيمة الأضرار العامة والخاصة بلغت حتى نهاية مارس (آذار) الماضي أكثر من تريليون و470 مليار و416 مليون ليرة، منها نحو 150 مليار ليرة أضرار مباشرة لحقت بالممتلكات العامة طالت أكثر من 5000 منشأة، وألف ومائة مليار ليرة خسائر غير مباشرة، و40 مليار ليرة قيمة أضرار الممتلكات الخاصة حتى نهاية عام 2012، إضافة إلى الأضرار التي لحقت بالمدن الصناعية والاستثمارات فيها.
يشار إلى أن الحكومة السورية تسجل أعداد المتضررين والنازحين الذين يتقدمون بطلبات للحكومة، وهؤلاء لا يعكسون الأعداد الحقيقية للمتضررين، إذ إن هناك مئات الآلاف منهم في المناطق المناهضة للنظام الذين لم يتقدموا بطلبات للحكومة خشية الاعتقال والملاحقة، كما لا تهتم الحكومة السورية باللاجئين، واقتصر اهتمامها على النازحين إلى الأماكن العامة كالمدارس والمنشآت الخدمية الواقعة تحت إشراف الحكومة والأجهزة الأمنية.
وفي مؤشر جديد على تدهور الاقتصاد السوري وتوقف الإنتاج كشف تقرير نشرته صحيفة «الثورة» الرسمية أن أكثر الاستهلاك المنزلي للطاقة الكهرباء يبلغ 50.72% من الكهرباء المنتجة في سوريا، إذ يشكل الاشتراك المنزلي نحو 83% من إجمالي عدد مشتركي الطاقة الكهربائية الإجمالي لجميع الفئات في البلاد عام 2012. واعتبر التقرير هذا الرقم مرتفعا قياسا بالدول التي تذهب فيها النسبة الأكبر من استهلا الكهرباء إلى الأغراض الإنتاجية. ويتخوف السوريون من أن تواصل الأسعار ارتفاعها مع اقتراب شهر رمضان، الذي يتوقعون له أن يكون شهرا قاسيا بكل المعايير، سواء من حيث ارتفاع درجات الحرارة، أو من حيث التهاب الأسعار وعدم توفر الغذائيات الضرورية لهذا الشهر.
وتعمل الحكومة السورية التي تبدو عاجزة عن ضبط الفوضى في الأسواق على اتخاذ إجراءات جديدة للحد من تلاعب التجار، إذ أكد وزير الاقتصاد محمد ظافر محبك، أن الحكومة «قررت استيراد المواد الغذائية الأساسية ونصف الأساسية بدلا من التجار»، وهي الآن «تبحث عن صيغة مناسبة لأفضل آلية لاستيرادها، تضمن وصولها قبل شهر رمضان»، وتوفر اللازم من المواد «بأسعار مقبولة» وبما «يحقق منافسة حقيقية في الأسواق السورية أمام السلع والبضائع التي يستوردها التجار ولا سيما الغذائيات والاستهلاكيات الضرورية منها».
هكذا استخدم نظام الأسد مقام “الست زينب” لـ”مذهَبَة” الصراع
بدأ حزب الله قتاله في سوريا تحت ذريعة الدفاع عن المقدّسات الشيعية، تحديداً منها مقام “السيدة زينب” الذي يقع جنوب العاصمة السورية دمشق في منطقة تعرف بإسم المقام نفسه، “الست زينب”، وذلك بمحاذاة الطريق السريع المؤدّي إلى مطار دمشق الدولي.
تُعتَبر منطقة السيدة زينب من مناطق السياحة الدينية في العالم، لا في سوريا فحسب، إذ يتوافد إليها الزوّار من الطائفة الشيعية من إيران والعراق، ومن دول الخليج وباكستان والهند وأفغانستان، كما كانت مقصداً للعديد من الأوروبيين الذين كانت سوريا وُجهتهم السياحية في فترات سابقة. إضافة إلى هذا الطابع السياحي، فإنّ “الست زينب” منطقة سكنية بامتياز، ذات كثافة سكّانية عالية، تقطنها تاريخياً غالبيةٌ سنّية، قبل أن تتحول إلى غالبية شيعية بفعل عوامل عديدة، أهمّها قدوم الشيعة لاعتبارات دينية – وربما أمنية – للسكن في محيط المقام.
قبل الثمانينات كانت حركة الزوّار الدينيين إلى “الست زينب” محدودة، إلى أن انتهت الحرب العراقية الإيرانية وما تركته على مستوى العلاقات بين البلدين وامتناع الإيرانيين عن زيارة المقدّسات في العراق، وإقبالهم في المقابل على زيارة سوريا، خصوصاً وأنّ الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد كان ضدّ نظام صدام حسين في العراق، وأخذ قراراً بالانفتاح على نظام وليّ الفقيه الإيراني. في التسعينيات تحوّلت “الست زينب” إلى مركز ديني حاشد يقصدها في العام حوالي مليوني زائر.
ما قد لا يعرفه كثيرون أن إسم منطقة “الست زينب” الأساسي هو “راوية”، ذلك قبل تسميتها على إسم مقام ابنة الإمام علي، زينب، التي ترقد رُفاتها هناك. ويحيط بـ”الست زينب” مناطق الغوطة الشرقية والغوطة الغربية، ويمرّ بقربها أيضاً الطريق السريع الذي يربط دمشق بمحافظة السويداء.
بعد اندلاع الثورة السورية، وازدياد العنف في أرجاء البلاد وتحوّله باتجاهٍ منحى طائفي في كثير من المواقع نتيجة تصرفات النظام السوري وتحالفه مع إيران ومع حزب الله الشيّعيين، تحوّلت “الست زينب” إلى منطقة أمنيّة بامتياز لعناصر النظام السوري والحرس الثوري الإيراني و”حزب الله”، خصوصاً وأن مُحيط المنطقة بمعظمه بات موالياً للثوار السوريين، وارتفعت هناك حدّة الاشتباكات بين الثوار وقوات النظام السوري. وتردّد أن معارك عنيفة حصلت في مناطق ريف دمشق القريبة من “الست زينب” شارك فيها عناصر “حزب الله”، وكانت سقطت قذيفة هاون على ضريح السيدة زينب في نهاية كانون الثاني 2013 أثناء هذه الاشتباكات.
أمين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله، قال في إحدى خطاباته الأخيرة، إنّ المعارضة السورية المسلّحة استطاعت أن تسيطر على الغوطة الشرقية والغوطة الغربية في ريف دمشق، وأن تحاصر المنطقة التي تضمّ السيدة زينب، معتبراً أن في الأمر “حساسية مفرطة جداً، لأن هذه الجماعات المسلّحة أبلغت رسائل وهدّدت بأنها ستقوم بتدمير المقام”، محذّراً من أن “قيام أي جماعات تكفيرية بتدمير او هدم مقام السيدة زينب سيكون له تداعيات خطيرة جداً”، مشيراً في هذا السياق إلى أن حزبه يقاتل هناك “منعاً لحصول فتنة مذهبية”.
إلا أن الائتلاف الوطني السوري المعارض، ردّ على نصرالله بتأكيده أن “السوريين يحمون المقام قبل وجود حزب الله بمئات السنين”، وقال عضو الإئتلاف ملهم الدروبي في حديث صحافي، إن “ادّعاءات حزب الله بحماية مقام السيدة زينب كذب ومحض افتراء، خاصة أن هذا المرقد ليس في خطر ولم يمسّه أحد بأذى منذ مئات السنين، وحزب الله ليس المعني بحماية المرقد، والأمر عبارة عن تبرير لتدخله وقتاله إلى جانب جيش النظام السوري”.
لكنّ معركة القصير الأخيرة التي لا يزال حزب الله يخوضها على محاور وجبهات عدة دون أن يتمكن من حسمها رغم أن الفارق لمصلحته في الإمكانيات بينه وبين القاتلين المعارضين السوريين، كشفت حقيقة قتال الحزب في سوريا دفاعاً عن النظام السوري برمّته لا عن القرى التي يقطنها لبنانيون، ولا عن المقامات الدينية الشيعية، كما حاول التبرير في بدايات مشاركته.
اليوم أُوكِل إلى “لواء أبو الفضل العباس” المؤلّف من عراقيين ولبنانيين وإيرانيين، مهمة الدفاع عن السيدة زينب، وتظهر صفحة هذا اللواء على موقع “فايسبوك” للتواصل الاجتماعي عدداً من الصور وأسماء القتلى الذين سقطوا في معارك “دفاعاً عن المقام”. تحوّلت “الست زينب” بسبب كل ذلك إلى علامة من علامات مذهبة الصراع في سوريا.
الناطق بإسم “الجيش السوري الحر” لؤي المقداد أكد لموقع “NOW” أن “مقام السيدة زينب بناه أهل الشام، وعُمره في هذه الأرض 1400 عام”، سائلاً بالتالي “كيف من الممكن أن يُهدّد أحد من السوريين بتدميره”، وأضاف: “السؤال الأهم هو من حمى هذا المقام عبر مئات السنين وقبل أن تبدأ تجارة حزب الله بقضايا الدين والمقاومة؟”، مؤكداً أن “أحداً لم يهدد مقام السيدة زينب، ولا يستطيع أحد أن يهدد هذا المقام بوجود أهل الشام الأخيار الوسطيين والمسالمين عبر التاريخ”.
واتّهم المقداد في المقابل النظام السوري بشكل مباشر “باستهداف المقامات والمساجد والكنائس لتكريس كذبته وخلق أي مبرر لتوتير الوضع الطائفي، لإيجاد مخرج له في حربه على الشعب السوري”، وجزم بالقول إن نصرالله “يعلم تماماً أن قوات النظام هي من تستهدف المقامات وتعمل على كل هذه المسرحيات الطائفية البغيضة”، مبدياً اعتقاده أن “قيادة حزب الله وبتعليمات من طهران تشارك في تنفيذ هذا المخطط الذي شاركت في وضعه”.
وختم المقداد بالقول: “مهما بلغ مستوى الإحتقان الذي وصل بين الطوائف ومكوّنات الشعب السوري كما واللبناني، والتي أعترف أن نظام بشار الأسد وحزب الله نجحا في تكريسها والتغرير بنسبة معيّنة بأهلنا في الطوائف الأخرى لمعاداة بعضهم، إلا أننا دائماً نثق بطيبة ووسطية شعوب المنطقة بكل مكوّناتها وطوائفها، ونثق بأن الأمور ستعود إلى طبيعتها بمجرد زوال الأسباب، وهي نظام بشار الأسد ومرتزقته في لبنان والعراق”، كما أكد ثقته أن “شعوب دول المنطقة ستعود متعايشة متآخية، كما كانت دوماً بعد زوال هؤلاء المرتزقة الذين تجبّروا وسرقوا وهيمنوا على بلادنا وشعوبنا وامتهنوا الكذب والخداع والتزوير لتسويق أكاذيبهم ومشاريعهم الشخصية التي تؤذي الجميع، وهم راحلون عن مستقبلنا مهما طال ظلمهم”.
لجنة أممية: استخدام محدود للكيمياوي بسوريا
قالت لجنة تحقيق الأمم المتحدة بشأن سوريا المعنية بحقوق الإنسان إن لديها “أسبابا معقولة” للاعتقاد باستخدام محدود لأسلحة كيمياوية في أربع هجمات على الأقل في سوريا. كما اعتبرت اللجنة في تقرير أمام مجلس حقوق الإنسان اليوم أن الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب “أصبحت واقعا يوميا” في الأراضي السورية. ودعت دمشق للسماح لفريق من الخبراء بزيارة البلاد.
وأوضحت لجنة تقصي الحقائق الأممية في أحدث تقرير لمحققيها، الذي اعتمد على مقابلات مع ضحايا ومسؤولين طبيين وشهود عيان، تلقي مزاعم عن استخدام قوات الحكومة السورية ومقاتلي المعارضة أسلحة محظورة، إلا أن معظم الشهادات ترجح استخدام القوات الحكومية لهذه الأسلحة.
وأشار رئيس لجنة التحقيق الأممية باولو بينيرو خلال مؤتمر صحفي في جنيف اليوم إلى أنه رغم ذلك تعذر -بناءً على الأدلة المتاحة- تحديد العناصر الكيمياوية التي استُخدمت على وجه الدقة أو أنظمة إطلاقها أو مرتكبيها. وبين أن الشهود الذين أخذنا أقوالهم بينهم ضحايا ولاجئون فروا من بعض المناطق وأطقم طبية، رافضا أن يكون أكثر تحديدا لسرية الموضوع.
وفحصت اللجنة أربع هجمات بمواد سامة في مارس/آذار وأبريل/نيسان الماضيين لكنها لم تتمكن من تحديد الطرف الذي يقف وراء هذه الهجمات. وضم الفريق أكثر من 20 محققا وأجرى 430 مقابلة في الفترة بين 15 يناير/كانون الثاني و15 مايو/أيار الماضيين مع لاجئين لدول مجاورة ومع أناس في سوريا من خلال خدمة سكايب.
والحوادث الأربع وقعت في خان العسل قرب حلب يوم 19 مارس/آذار، وفي العتيبة قرب دمشق في نفس اليوم، وفي حي الشيخ مقصود في حلب يوم 13 أبريل/نيسان، وفي مدينة سراقب يوم 29 أبريل/نيسان. وكتب الخبراء في تقريرهم أن “هناك حوادث أخرى أيضا قيد التحقيق”.
في رسالة واضحة إلى الدول الأوروبية –التي تدرس تسليح الثوار السوريين- حذر التقرير من أن نقل الأسلحة من شأنه أن يزيد من خطر وقوع انتهاكات، ويؤدي إلى وفيات وإصابات أكثر في صفوف المدنيين.
جرائم
واتهم تقرير اللجنة الأممية طرفي النزاع في سوريا بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب التي اعتبر أنها أصبحت “واقعا يوميا” في سوريا، مشيرا خصوصا إلى المجازر واللجوء إلى التعذيب.
اضغط للدخول على الصفحة الخاصة عن الثورة في سوريا
ويتهم المحققون الأمميون الجيش السوري بارتكاب جرائم وأعمال تعذيب واغتصاب وأعمال أخرى غير إنسانية. وقال رئيس لجنة التحقيق في هذا السياق “إن عددا من هذه الأعمال ارتكب في إطار هجمات معممة وممنهجة ضد المدنيين”.
كما تتهم اللجنة أيضا مجموعات الثوار المسلحة بارتكاب جرائم حرب وبينها إعدامات خارج إطار القضاء وأعمال تعذيب أو تعريض حياة سكان للخطر عبر إقامة أهداف عسكرية قرب مناطق مدنية. لكنها لفتت مرة أخرى إلى أن هذه الفظاعات لم تبلغ مستوى وحجم تلك التي ارتكبتها القوات الحكومية والمليشيات التابعة له حيث يتلقى الجيش السوري مساعدة من مقاتلين أجانب ومن حزب الله اللبناني.
وروت عضو لجنة التحقيق والقاضية السويسرية المعروفة كارلا ديل بونتي أنها فوجئت كثيرا “بالعنف وقساوة أعمال إجرامية لا سيما أعمال التعذيب. وهناك عامل آخر أثار قلقي أيضا هو استخدام أطفال في المعارك وهم يتعرضون للقتل والتعذيب”.
تجدر الإشارة إلى أن لجنة التحقيق المستقلة، التي تعمل بتفويض من مجلس حقوق الإنسان، لم تتلق موافقة من دمشق بعد للتوجه إلى سوريا.
ومنذ بدء مهامها تحقق في 30 ادعاء بوقوع مجازر بينها 17 قد تكون ارتكبت منذ 15 يناير/كانون الثاني الماضي.
وقد عين الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون فريق الأمم المتحدة للتحقيق في الهجمات بأسلحة كيمياوية في سوريا بعد أن طلبت الحكومة السورية التحقيق في هجوم مزعوم من الثوار يوم 19 مارس/آذار الماضي في خان العسل بحلب. لكن الحكومة السورية تصر على أن تقتصر لجنة التحقيق على تلك الحادثة التي قالت إن عددا من الجنود قتلوا وأصيبوا فيها.
لكن نشطاء الثورة السورية يؤكدون استخدام قوات النظام للأسلحة الكيمياوية في ست هجمات على الأقل، ويطالبون بتحقيق أوسع في تلك الهجمات بما فيها هجوم وقع بمدينة حمص في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
ويكيليكس: روسيا تساوم بصواريخ أس 300 لسوريا
أظهرت برقيات سرية نشرها موقع ويكيليكس أن روسيا تستخدم صواريخ أس 300 التي تقول إنها ملتزمة بتسليمها للنظام السوري، أداة دبلوماسية وورقة مساومة في صراعها على النفوذ مع الغرب، في وقت تسعى فيه القوى العالمية لإنهاء الأزمة السورية سلميا.
فبينما تقول روسيا إنها ملتزمة ببيع صواريخ أس 300 مضادة للطائرات بموجب عقد أبرم عام 2010 مع الرئيس السوري بشار الأسد معتبرة ذلك يشكل رادعا لأي تدخل عسكري خارجي، ترى القوى الغربية التي تحاول مع روسيا تنظيم مؤتمر دولي أن تسليم الأسلحة لسوريا سيحمل نتائج عكسية هائلة.
فقد قال وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله يوم الجمعة الماضي إنه “لا أحد يعرف ما إذا كان هذا المؤتمر سينجح لكن روسيا بعثت برسالة مخطئة إلى العالم والمنطقة، بتعهدها بتسليم الصواريخ لسوريا”.
وتظهر برقيات سرية نشرها موقع ويكيليكس أن روسيا لعبت هذه اللعبة من قبل خاصة فيما يتعلق بصواريخ أس 300 الطويلة المدى التي تعتبرها إسرائيل تهديدا لمجالها الجوي لا يمكن السكوت عليه.
وتكشف برقيات ويكيليكس أن إصرار روسيا على تزويد سوريا بالصواريخ يماثل التزاما سابقا تجاه إيران رغم أنها طالما أكدت للدبلوماسيين أنها لا تنوي إرسال صواريخ أس 300 لأي من الدولتين.
تفاصيل البرقيات
فقد نقلت برقية صادرة في سبتمبر/ أيلول 2008 عن فيكتور سيماكوف مستشار الشؤون الإسرائيلية والفلسطينية بوزارة الخارجية الروسية قوله إن روسيا تعلم جيدا الأثر السلبي لتسليم أسلحة مثل أس 300 على الاستقرار في الشرق الأوسط.
وتقول البرقية “أكد سيماكوف أن روسيا تدرك جيدا بواعث قلق إسرائيل من حصول سوريا أو إيران على أنظمة الصواريخ إسكندر أو أس 300”.
ورغم أن روسيا وقعت عقدا مع سوريا عام 2010 فإن الصفقة لم تتم وذلك لأن تعهد إسرائيل بعدم بيع أسلحة لجورجيا خلال حربها مع روسيا في أغسطس/ آب من ذلك العام ربما تفوق على العرض السوري.
وتكرر ذلك مع إيران حين قالت موسكو أواخر عام 2008 إنها تعتزم تنفيذ عقد أبرمته عام 2005 لتزويد إيران بصواريخ أس 300، لكن برقية دبلوماسية مسربة ذكرت أن مسؤولين من روسيا أكدوا للقائم بالأعمال الأميركي في موسكو أن التسليم لن يتم إلا بعد تنفيذ إيران لالتزاماتها النووية.
وبعد تجميد العقد “لأسباب سياسية”، نقلت برقية بتاريخ 30 يوليو/ تموز 2009 عن المسؤول الإسرائيلي عاموس جلعاد -الذي كان يشغل منصب رئيس المكتب السياسي العسكري بوزارة الدفاع الإسرائيلية- قوله إن الروس سيعيدون تقييم حساباتهم السياسية إذا واصلت الولايات المتحدة خططها لنشر دفاعات صاروخية في بولندا وجمهورية التشيك.
وفي نهاية المطاف ألغت روسيا العقد في 2010، وفيما قد يكون تعويضا عن ذلك وافق الإسرائيليون على بيع طائرات استطلاع دون طيار لروسيا.
ملفا الغاز وسوريا يتصدران قمة أوروبا وروسيا
تواصل القمة الأوروبية الروسية أعمالها في روسيا لليوم الثاني لمناقشة الخلافات القائمة بين الجانبين بشأن رفع الحظر الأوروبي عن الأسلحة لمقاتلي المعارضة السورية، ومحاولات بروكسل للحد من هيمنة موسكو على إمداداتها من الغاز، إلى جانب قضايا أخرى.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد استقبل أمس الاثنين رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي هيرمان فان رومبوي، ورئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو بمدينة يكاتيرينبورغ الصناعية في الأورال على مسافة 1500 كلم شرق موسكو.
وتأمل موسكو تأمين الحصول على تأشيرات مجانية للسفر إلى أوروبا وتحرير شركتها النفطية العملاقة غازبروم من القيود التي تحظر عليها امتلاك مد الأنابيب الخاصة بها، والحصول على تسهيلات أوروبية أخرى.
وقال مسؤولون أوروبيون إن السجل الروسي لحقوق الإنسان سيكون تحت المجهر في المحادثات التي ستعقد بين الأوروبيين والروس.
الملف السوري
ولكن أكثر القضايا الخلافية سيطرة على القمة هي الدعم الأوروبي لرفع الحظر عن إمداد مقاتلي المعارضة السورية بالأسلحة، والدعم المتواصل الذي يقدمه بوتين للنظام السوري.
فقد قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إن رفع الحظر الأوروبي عن تسليح المعارضة وحد الصف الروسي لإمداد نظام الأسد رغم الحظر المفروض وفق الاتفاقات الدولية.
ويعتقد محللون أن موسكو وبروكسل قد تحاولان التخفيف من حدة خلافاتهما عبر إصدار بيان يدعم انعقاد مؤتمر جنيف 2 الذي جاء بمبادرة أميركية روسية، لإيجاد تسوية سياسية للأزمة السورية.
ومن المواضيع الخلافية أيضا هيمنة مجموعة غازبروم الروسية العملاقة على سوق الغاز الأوروبية، وهو ما تسعى بروكسل للتصدي له. ويتوقع المحللون أن يحول هذا الخلاف وحده دون تحقيق تقدم في المناقشات بين موسكو وبروكسل في يكاتيرينبورغ.
ويُذكر أن روسيا تؤمن حوالي ربع استهلاك الغاز بأوروبا، وهي هيمنة سمحت لغازبروم منذ مدة طويلة بفرض أسعارها.
ميليشيات حزب الله على أبواب حلب والنظام يحشد متطوعين
تواصلت المعارك في القصير والاشتباكات العنيفة في ريف دمشق لاسيما بالمعضمية
دبي – قناة العربية
في حين تتحضر قوات النظام السوري مدعومة بحزب الله لشن هجوم واسع على مدن الشمال، لاسيما ادلب وحلب، تواصلت المعارك في القصير والاشتباكات العنيفة في ريف دمشق، لاسيما في المعضمية.
فقد وسع حزب الله مسرح عملياته العسكرية دعما لنظام بشار الأسد بعد أن بدأها فعليا في القصير في ريف حمص في 19 من الشهر الماضي، ولمّا تزل مستمرة حتى الساعة لتشمل ريف دمشق ودرعا، وصولاً إلى حلب وريفها. وفي هذا السياق، أشارت معلومات وسائل إعلام الثورة إلى أن بضعة آلاف من عناصر ميليشيا حزب الله وصلوا إلى حلب وتمركزوا مع كامل عتادهم العسكري في أكاديمية الهندسة العسكرية في حلب استعداداً لاقتحام المدينة.
ولفتت إلى أن نشاط الحزب العسكري وصل إلى ريف حلب الشمالي الذي شهدت مناطقه حركة نزوح كبيرة بين السكان إلى مناطق أكثر أمناً. كما لفتت إلى أن النظام السوري يبحث عن متطوعين في قرى شيعية، لمؤازرته في القتال. فقد نشر ناشطون فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تم تسجيله من داخل اجتماع في قرية نبل الموالية للنظام، يظهر قائد عملية حلب، العميد محمد خضور يدعو أبناء البلدة للانضمام إلى ميليشيات الشبيحة، بهدف فك الحصار عن مطار منغ العسكري مقابل وعود بالتوظيف وزيادة الأجور.
أما في العاصمة وريفها، فقد عززت ميليشيا الحزب من تواجدها في منطقة سرغايا قرب الزبداني في الريف القريب من الحدود اللبنانية، على ما أكدت مصادر الثورة التي أشارت إلى وجود مقاتلين من الحزب في مدينة داريا بالريف، وفي مناطق المرج في العبادة والعتيبة وحران العواميد وحتيتة التركمان والقاسمية وأوتايا في الغوطة الشرقية، التي تشهد يوميا قصفا مدفعياً وصاروخياً عنيفاً من قبل قوات الأسد، واشتباكات متواصلة مع الجيش الحر.
وفي القصير تستمر المعارك الشرسة بين الجيش الحر من جهة وقوات النظام وحزب الله من جهة ثانية، عند أطراف المدينة الشمالية، فيما تواصل كتائب الجيش الحر التصدي للهجمات على قرية الضبعة الواقعة شمال القصير، والتي كانت قوات النظام دخلتها بدعم من حزب الله من الجهات الجنوبية والغربية والشرقية قبل ثلاثة أسابيع.
أمل.. فتاة سورية تروي مأساة اغتصابها في سجون النظام
بنت الـ19 كسرت حاجز الصمت الذي يعد سلاح المرأة السورية في هذه التجربة القاسية
عمان – ريما مكتبي
كثر الحديث عن الفتيات اللواتي تعرضن للتعذيب والاغتصاب داخل سوريا، لكن الصمت هو سلاح المرأة السورية في هذه التجربة القاسية.
“أمل”.. هي فتاة سورية قبلت هي ووالدها أن يتحدثا لقناة “العربية”، من العاصمة الأردنية عمان، عن تجربة الاعتقال والتعذيب والاغتصاب.
و”أمل” هوالاسم المستعار للفتاة السورية المغتصبة التي اعتقلت في 28 أكتوبر/تشرين الأول 2012، حيث قالت إن عناصر الأمن السوري اغتصبوها أكثر من مرة، مؤكدة تعرضها للنزيف.
وأمضت أمل 100 يوم، تقول إنها تنقلت خلالها بين خمسة مراكز اعتقال تابعة للنظام، خضعت خلالها لجولات يومية من التعذيب، والاغتصاب وهي في 19 من العمر. تخفي وجهها عن مجتمعٍ لا يرحم، لكن صوتها يصدح عالياً.
وقلب أمل على رفيقاتها في السجن من اللواتي تحمّلن معها آهات النجدة وأهوال التعذيب.
وتقول أمل إنها ماتت وعاشت أكثر من مرة، وحين هربت إلى الأردن بدايةَ هذا العام، لم تهدأ نفسها المعذبة إلى أن تعرفت إلى أم زاهر، وهي سيدة شاميةٌ أخذت على عاتقها احتضان الفتيات السوريات اللواتي تعرضن للتعذيب والاغتصاب.
تقول أم زاهر: “سميتها أمل منشان تكون أمل لبنات سوريا وتشجعهم انو يحكوا عن الماساة اللي عم تعيشها الحرائر داخل السجون الأسدية”.
كذلك حكى وبكى أبو أمل. حجب وجهه عن الكاميرا كي لا يغتصب المجتمع بنظراته ابنته أمل. وذرف ابن السبعين عاماً دموعا تدمي القلب.
يقول أبو أمل “أنا الأب اللي الله سبحانه وتعالى وكلني عليها، ما قدرت أحميها”، ويضيف “القيم ،الأخلاق والشرف، كلها انداست”.
خلافات أميركية – روسية قد تعرقل مؤتمر “جنيف 2“
كيري يعترف بأن واشنطن تأخرت في إيجاد حل للأزمة السورية
واشنطن – بيير غانم
حذرت الولايات المتحدة على لسان وزير خارجيتها جون كيري من أن الموقف الروسي قد يخرب المساعي الدولية لعقد مؤتمر “جنيف2” الذي يهدف لإيجاد حل للأزمة السورية.
واعترف كيري بأن الأميركيين تأخروا في إيجاد حل للأزمة السورية فيما اعتبر أن الرئيس السوري يحمي نفسه ومصالح نظامه من خلال طلب المساعدة من إيران ومقاتلين أجانب وكذلك من حزب الله.
قال كيري “لكنني أقول إن احتمال نقل صواريخ إس 300 وهذا ما يغير ميزان القوى مع إسرائيل، وكذلك متابعة هذه العملية العسكرية في القصير ومحاصرة المدنيين ومعاملتهم ممكن أن يخرب أمراً كهذا”.
وتعاني الولايات المتحدة من مشكلة الاتفاق مع موسكو على أسلوب موحد لمعالجة المشكلة أو وضع الأولويات للمعالجة الدولية في سوريا، وفي ظل هذا الانقسام قد لا يبدو مؤتمر “جنيف 2” أمراً ممكناً.
وأكد أنطوني كوردسمان، من معهد الدراسات الدولية والاستراتيجية “إن لم نتمكن من الاتفاق على مقاربة مع الثوار وسوريا مثل أن يتحدث الروس إلى سوريا والولايات المتحدة ربما مع الثوار فلن نحقق تقدّماً”.
وتضع الأوضاع المتدهورة ضغوطات على الإدارة الأميركية التي أقرت بتأخرها في التدخل لوقف أعمال القتل في سوريا.. أعمال تحمل واشنطن مسؤوليتها للرئيس الأسد.
وأضاف كيري “قرر الأسد أن يحمي نفسه ومصالح نظامه من خلال طلب المساعدة من خلف الحدود وعملياً من إيران ومقاتلين أجانب وكذلك حزب الله وهو تنظيم إرهابي”.
وتمتنع الولايات المتحدة عن تقديم مساعدات للثوار السوريين تشمل الأسلحة أو الدعم اللوجستي مثل الإنذار المبكر عن تحركات قوات الأسد أو حزب الله، والسبب شكوككهم المستمرة بقدرة الجيش الحر على السيطرة على عناصره واتهامهم لجبهة النصرة بالإرهاب، أما الأوروبيون فرفعوا الحظر على التسليح لكن البريطانيين والفرنسيين يؤجلون التسليح إلى إشعار آخر.
وأضاف كوردسمان: “هناك انقسامات حول قدرة الأسد على البقاء، وهناك شكوك حول الالتزامات الروسية والالتزامات الأوروبية وهي ضخمة”.
ولا تبدو الإدارة الأميركية مستعدة للقيام بأي تحرك على الأرض، بل يحاول وزير الخارجية جون كيري التوصل إلى تسوية مع كثير من الأطراف، وهو ما عرضه لانتقادات من حلفاء لأميركا.. جهود التوصل لتسوية تعترضها عقبات فيما المعارك مستمرة والسوريون يموتون.
الأمم المتحدة: الصراع في سوريا “طائفي“
رئيس لجنة التحقيق الدولية المستقلة باولو بينهيرو
أشرف سعد – جنيف – سكاي نيوز عربية
قال رئيس لجنة التحقيق الدولية بشأن سوريا باولو بانيرو في لقاء مع “سكاي نيوز عربية” إن التقرير الذي يناقش الثلاثاء في جنيف يقر بأن الصراع في البلاد يأخذ بعدا “طائفيا”، مؤكدا على ضرورة الحل الدبلوماسي ومستبعدا أي نصر عسكري لأي طرف في غضون عام أو عامين، كما حذر من اختزال الصراع في سوريا في مسألة استخدام أسلحة كيماوية التي لم يثبت عليها أي دليل حتى الآن.
وحسب ما جاء في حديث بانيرو، فمقارنة بالتقرير السابق يتحدث التقرير الحالي صراحة عن وجود تطرف وطائفية وتدمير ممنهج للطرف الآخر وقدراته، وهناك ارتفاع في أعداد الوفيات والإصابات وبمستوى مختلف كما ونوعا عما كان قبل عام، مشيرا إلى عجز طرفي النزاع عن حسم الأمور عسكريا حتى لو امتدت لحرب لعام أو عامين.
وأضاف بانيرو أن ما يتداول عن استخدام السلاح الكيماوي في الصراع يبقى في إطار الاتهامات التي تفتقر إلى الأدلة، محذرا في الوقت نفسه من اختصار الأزمة السورية في قضية الكيماوي.
وأوضح قائلا: “هناك شهادات واتهامات بشأن حوادث معينة لكننا لا نملك أدلة على استخدام أي طرف أسلحة كيماوية أو نوعية المواد المستخدمة لكن من المهم في الوقت نفسه ألا نختصر الحرب الأهلية الدائرة في سوريا في قضية السلاح الكيماوي فحسب”.
وفيما يتعلق بمؤتمر جنيف قال بانيرو في لقائه مع “سكاي نيوز عربية”: “أعتقد أننا نسير بنفس الاتجاه الذي تسير فيه التحضيرات لمؤتمر جنيف، لأننا نمتلك نفس الخطاب حول ضرورة البحث عن حل دبلوماسي، لأن من المستحيل على أي طرف تحقيق النصر هذا العام أو العام المقبل”. مضيفا أنه “إذا استمر التصعيد بدل من الاحتواء فإننا سنشهد مزيدا من القتل والمعاناة”.
واشنطن تنفي إمساك مساعدات عن المعارضة السورية
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — نفت وزارة الخارجية الأمريكية تقارير متناقلة عن إجحام واشنطن عن تقديم مساعدات مقررة للمعارضة السورية نظراً لـ”ضيقها ذرعاً” بعدم قدرتها على توحيد الصف، في الوقت الذي قال وزير الخارجية، جون كيري، إن واشنطن بدأت “متأخرة” الجهد لإنهاء الحرب الأهلية السورية.
وقالت جين بساكي المتحدثة باسم الخارجية، خلال الموجز اليومي الاثنين، في معرض ردها عن سؤال بشأن امتناع واشنطن تقديم دفعة من المساعدات المقررة للمعارضة السورية بمبلغ 55 مليون دولار: “هذا غير صحيح.. دعني أوضح قدمنا 123 مليون دولار للمعارضة ونعمل عن كثب معها لتحديد السبل الأكثر فعالية لإنفاق 127 مليون دولار إضافية.”
وحول إذا كانت الإدارة الأمريكية تنظر في وقف مساعداتها للمعارضة في حال رفضت المشاركة في مؤتمر “جنيف 2” الذي تضع واشنطن وموسكو ثقلهما وراءه لإيجاد مخرج سياسي للحرب الأهلية الدامية في سوريا، قالت بساكي: “كيري أعرب عن ثقته في حضور ومشاركة المعارضة، وسنعمل معاً لتحقيق هذا الهدف.”
وفي هذا السياق، قالت المسؤولة إن الولايات المتحدة لم تضع أي مواعيد قصوى لعقد المؤتمر الدولي المرتقب حول سوريا “جنيف 2” الذي اتفق عليه وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأمريكي جون كيري.
وفي الأثناء، قال كيري، في تصريحات صحافية عقب لقائه نظيره البولندي رادوسلو سيكورسكي، إن جهود السلام في سوريا “عملية صعبة ووصلنا اليها متأخرين”، مضيفاً أن الولايات المتحدة تحاول “منع الاقتتال الطائفي من جر سوريا لانهيار كامل بحيث تتفكك البلاد إلى جيوب وتنهار مؤسسات الدولة.”
أوروبا وروسيا: إصرار على إنجاح جنيف2 وحديث عن عقبات بطريقه
بروكسل (4 حزيران/يونيو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
جدد قادة الإتحاد الأوروبي وروسيا تصميمهم على العمل لتأمين النجاح لمؤتمر جنيف2، والذي في المفترض أن يؤسس لعملية سياسية تفاوضية تساهم في حل النزاع في سورية
وتم التعبير عن هذا الموقف في مؤتمر صحفي مشترك عقده كل من رئيس الإتحاد هيرمان فان رومبوي، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في نهاية أعمال قمتهما اليوم في روسيا
ولكن التلاقي الروسي–الأوروبي حول أهمية جنيف2 لم يضع حداً للإختلاف القائم حول مقاربة ما يجري في هذا البلد، إذ عبر الطرفان عن وجهات نظر متباعدة، خاصة فيما يتعلق بالعوائق التي تقف في طريق مثل هذا المؤتمر
واعتبر الرئيس الروسي أن “عدم قدرة المعارضة السورية على اتخاذ موقف بشأن المشاركة وتكوين وفد مشترك هي العائق الرئيس أمام المؤتمر”، بينما أشار فان رومبوي إلى أن هناك مشكلة في التمثيل من قبل الطرفين ومشكلة أخرى في تحديد التاريخ، على حد وصفه
وتجنب الطرفان الإفصاح عن مزيد من التفاصيل بشأن مضمون ومحاور التفاوض في جنيف2، مكتفين بالإشارة إلى أن حوارهما اليوم “كان صريحاً وبناءً”
ولم يتردد بوتين في توجيه إنتقادات للإتحاد الأوروبي حول قراره رفع الحظر المفروض على توريد السلاح لسورية، وقال “أعتقد أن الإتحاد الأوروبي إنصاع لرغبة بريطانيا”، ووصف بـ”الخاطئ” الموقف الأوروبي، مشيراً إلى أن التكتل الموحد كان إرتكب نفس الخطأ قبل
سنوات في أماكن أخرى من العالم، في إشارة إلى ليبيا
أما بشأن السلاح الروسي الموجه لسورية، فنوه بوتين بأن الأمر يتم تنفيذاً لعقود سابقة بين دولتين وليس فيه ما يخالف الشرعية الدولية
وبدوره فقد شدد رئيس الإتحاد الأوروبي على قناعة قادة التكتل الموحد بألا حل عسكري في سورية، ملفتا إلى “إلتزام” الدول الأعضاء بعدم تسليم أي سلاح للمعارضة السورية في الوقت الراهن، “لأن أولويتنا هي إنجاح جنيف 2″، حسب تعبيره. وأضاف “الحل السياسي التفاوضي وحده القادر على توفير الإستقرار والأمن لسورية والمنطقة”
أما رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو، والذي شارك في المؤتمر الصحفي نفسه، فقد شدد على ضرورة أن تعمل كافة أطراف المجتمع الدولي على “تنبيه” كافة أطراف الصراع في سورية إلى ضرورة
إحترام القانون الدولي الإنساني وتحييد المدنيين
ويذكر أن القمة الروسية الأوروبية ناقشت أيضاً الملف النووي الإيراني وعملية السلام في الشرق الأوسط وقضايا أخرى متعلقة بالتجارة ومحاربة الإرهاب والطاقة، والتعاون في إطار منظمة التجارة العالمية دون تسجيل خطوات مهمة
مصادر في المعارضة السورية لـ آكي: موعد مؤتمر جنيف2 يتحدد الأربعاء
باريس (4 حزيران/يونيو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أكّد مصدر قيادي في المعارضة السورية أن مساء يوم الأربعاء سيكون حاسماً لجهة تحديد موعد مؤتمر جنيف2 المرتقب عقده لحل الأزمة السورية، وسيتم التأكيد على موعده الحالي منتصف الشهر أو تأجيله إلى وقت لاحق الشهر المقبل
وفيما إن كان مؤتمر جنيف 2 الذي اتفقت عليه الولايات المتحدة وروسيا في السابع من الشهر الماضي سيُعقد هذا الشهر كما تأمل الدولتان العظميان، قال المصدر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “مساء الأربعاء سيتحدد هذا الأمر، بعد بدء الاجتماع الثلاثي في جنيف الذي يضم الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة، وسيتم حينها التأكيد على الموعد أو تأجيله، وفق ما أكّده سياسيون أمريكيون رفيعو المستوى” حسب قوله
وأضاف المصدر “رؤيتنا الأولية تدعو للشك بإمكانية عقده هذا الشهر، على الرغم من الإصرار الأمريكي والروسي، ومن المرجح أن يتم تأجيله للتحضير له بشكل أكبر، إلا إذا كانت الولايات المتحدة وروسيا تريدان هذا المؤتمر مهرجاناً سياسياً وليس مؤتمراً للحل”، لكنه أكّد أن الولايات المتحدة وروسيا “مهتمتان جداً في أن يُعقد هذا المؤتمر قبيل اللقاء المرتقب بين الرئيسين باراك أوباما وفلاديمير بوتين في شهر يونيو القادم” وفق تأكيده
هذا ويؤكد ساسة الولايات المتحدة وروسيا أنهم متفقون على ضرورة عقد هذا المؤتمر لحل الأزمة السورية سياسياً، لكن كلا الدولتان ما تزالان غير متفقتين على التفاصيل، فكل منهما تعطي تفسيرات مختلفة حول هذا المؤتمر وحول الأسس التي سيستند إليها، وخاصة ما يتعلق بمصير الأسد ومعاونيه، ومصير الجيش والأجهزة الأمنية، فضلاً عن حدود صلاحيات الحكومة الانتقالية المقترحة، وكل طرف يفهمها بما يتماشى مع مصالحه وأمنه القومي
وستبدأ التحضيرات للمؤتمر يوم الأربعاء في جنيف في اجتماع ثلاثي، وسط هوة واسعة بين طرفي الصراع في سورية وهوة واسعة أخرى بين من يقف ورائهم من القوى الإقليمية والدولية
وما يزال غامضاً حتى الآن من سيُمثّل النظام في هذا المؤتمر، وهل سيكون مخوّلاً باتخاذ القرارات، ومن سيُمثّل المعارضة، سواء أكانت القوى السياسية أم القوى المسلحة، وهل تمتلك من النفوذ ما يجعلها قادرة على السيطرة على كل القوى السياسية والعسكرية، وما هو برنامج هذا المؤتمر، وماذا سيعني أي اتفاق يتم التوصل إليه على صعيد القانون الدولي، وهل ستكون قراراته مُلزمة لكل الأطراف وفق الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة
وحتى اللحظة لم يقدّم ائتلاف قوى الثورة والمعارضة في سورية أي تصوّر واضح حول المشاركة في جنيف، ولم يُقدم ورقة سياسية واضحة المعالم للمفاوضات، فيما قدّمت هيئة تنسيق ثوى التغيير الديمقراطي المعارضة ورقة عمل رسمت من خلالها شكل الدولة السورية المطلوبة، ووضعت برنامج مفاوضات تنفيذي تفصيلي
الأزهر يستنكر التدخل الطائفي في سوريا
القاهرة (4 حزيران/يونيو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
استنكر الأزهر الشريف بمصر “بشدة التدخل الخارجي بكل أشكاله” في سوريا، وذلك في إشارة لتورط عناصر من حزب الله اللبناني بالقتال إلى جانب القوات النظامية ببلدة القصير، منوها بـ”ما قد يؤدي إليه ذلك من فتنة مذهبية وطائفية تهدّد المنطقة كلّها” وفق تعبيره
وأدان الأزهر في بيان الثلاثاء “بشدة، استمرار سفك الدماء البريئة، ومحاصرة المدن وتدمير الإنسان والبنيان، وانتهاك حقوق المدنيين، والخرق الصارخ للقانون الدولي”، معربا عن “قلقه البالغ حيال الأحداث الدامية التي تمرُّ بها سوريا الشقيقة، واستمرار تردِّي الأوضاع المأساوية للشعب السوري، خاصةً بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينة القصير المحاصرة، والتي راح ضحيتها مدنيون عزّل معظمهم من النساء والأطفال” حسب البيان
كما استنكر الأزهر “بشدة التدخل الخارجي بكل أشكاله، وما يؤدي إليه من فتنة مذهبية وطائفية تهدّد المنطقة كلّها”، داعيًا “الشعب السوريّ إلى بذل كل ما يستطيعه من أجل وحدته ووحدة أراضيه” على حد قوله
ودعا الأزهر “جميع الأطراف المعنية في سوريا لوقف التصعيد الخطير حفاظًا على أرواح المدنيين، ودرءًا للمصير القاتم السواد الذي يحاول البعض جرَّ المنطقة برمّتها إليه، وبشكل خاص ما يحدث في القصير من محاصرة وقتل وتشريد” للناس
وناشد الأزهر “منظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية الاضطلاع بمسؤولياتهما تجاه الأوضاع المتردّية في سوريا، والعمل الجادّ على توحيد الرؤية في التعامل مع المعضلة السورية، وصولا إلى حلّ سلمي يوقف سفك دماء الشعب السوري الذي يهدر يوميًا، ويمكّن الشعب السوريّ من تحقيق ما يصبو إليه من حرية وديمقراطية وعيش كريم” وفق نص البيان
بوتين: لم نسلم الصواريخ لسوريا وتوريد الأسلحة مشروع
دافع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن بيع الأسلحة للنظام السوري قائلا إن ذلك ليس فيه انتهاك للقوانين الدولية.
وأكد أن بلاده لم تسلم منظومة الصواريخ المتطورة S-300 لسوريا.
وأضاف بوتين قائلا في مؤتمر صحفي ضمه وزعماء الاتحاد الأوروبي إن روسيا لا تريد الإخلال بالتوازن العسكري في المنطقة.
وحذر بوتين من أن أي تدخل عسكري خارجي في سوريا سوف يفشل ويضيف إلى تعقيدات الوضع.
وعبر الرئيس الروسي عن خيبة أمله من قرار الاتحاد الأوروبي عدم تمديد قرار حظر توريد السلاح إلى سوريا وتسليح المعارضة السورية.
تقرير الأمم المتحدة: المحققون يعتقدون أن أسلحة كيمياوية استخدمت في سوريا
يقول تقرير عن انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا إن هناك أسبابا معقولة للاعتقاد باستخدام طرفي الصراع أسلحة كيمياوية.
ويعتقد المحققون أن تلك المواد الكيمياوية استخدمتها القوات الحكومية في أربع حالات، واستخدمتها المعارضة في حالة واحدة.
ولكن المحققين لم يحددوا نوع المواد التي استخدمت في تلك الحالات، أو الطرف الذي استخدمها.
ويشير التقرير إلى الحوادث التالية:
ما وقع في خان العسل قرب حلب في 19 مارس/آذار،
ما وقع في العتيبة قرب دمشق في 19 مارس/آذار،
ما وقع في حي الشيخ مقصود في حلب في 13 أبريل/نيسان
وما وقع في مدينة سراقب في 29 أبريل/نيسان.
ويقول الخبراء في تقريرهم الذي يغطي الفترة الممتدة من 15 يناير/كانون الثاني، إلى 15 مايو/أيار، “هناك حوادث أخرى أيضا قيد التحقيق”.
ويعتمد تقرير الأمم المتحدة على شهادات ضحايا، وأعضاء في أجهزة طبية، وشهود عيان آخرين.
ويقول مراسل لبي بي سي إن التقرير يصف حالة سوريا باعتبارها بلدا ينزلق نحو البربرية، حيث أصبحت أكثر فظائع أعمال العنف شيئا معتادا، يجبر معها الأطفال على المشاركة في ارتكاب فظائع، منها قطع الرؤوس.
“هجمات ممنهجة”
ولم تتلق لجنة التحقيق المستقلة والتي تعمل بتفويض من مجلس حقوق الإنسان، موافقة بعد من دمشق للتوجه إلى سوريا.
رئيس لجنة تحقيق الأمم المتحدة
التقرير يغطى الفترة من 15 يناير إلى 15 مايو 2013.
وهي تحقق منذ بدء مهامها في 30 ادعاء بوقوع مجازر، من بينها 17 قد تكون ارتكبت منذ 15 يناير/كانون الثاني.
وروت القاضية السويسرية المعروفة كارلا ديل بونتي، عضوة لجنة التحقيق قائلة “لقد فوجئت كثيرا بالعنف وقساوة الأعمال الإجرامية، لا سيما أعمال التعذيب. وهناك عامل آخر أثار قلقي أيضا هو استخدام أطفال في المعارك وهم يتعرضون للقتل والتعذيب”.
وقد قتل منذ بدء الصراع 86 من الأطفال المجندين في المعارك، ولقي نصف هذا العدد حتفه منذ يناير/كانون الثاني.
ويتهم المحققون في التقرير الجيش السوري بارتكاب جرائم، وأعمال تعذيب، واغتصاب، وأعمال أخرى غير إنسانية.
وقال باولو بنييرو رئيس لجنة التحقيق “إن عددا من هذه الأعمال ارتكب في إطار هجمات عامة وممنهجة ضد المدنيين”.
وتتهم اللجنة أيضا مجموعات المعارضة المسلحة بارتكاب جرائم حرب، من بينها إعدامات خارج إطار القضاء، وأعمال تعذيب، أو تعريض حياة سكان للخطر، عبر إقامة أهداف عسكرية قرب مناطق مدنية.
لكنها لفتت مرة أخرى إلى أن هذه الفظائع لم تبلغ مستوى تلك التي ارتكبتها القوات الحكومية والميليشيات التابعة لها، أو حجمها.
ويحاول المجتمع الدولي حاليا الترتيب لإجراء محادثات سلام يشارك فيها طرفا الصراع في سوريا، لكن لم يحدد تاريخ معين لهذه المحادثات.
BBC © 2013
واشنطن وبرلين تناشدان موسكو عدم تسليح الجيش السوري
ناشدت الولايات المتحدة وألمانيا روسيا عدم تزويد الجيش السوري بصواريخ متقدمة، وتقولان إن من شأن ذلك إطالة أمد الحرب الدائرة في سوريا.
وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن تسليم الصواريخ الروسية لسوريا سيكون له “تأثير سلبي كبير” ويهدد أمن اسرائيل.
من جانبه، حث وزير الخارجية الألماني غويدو فيسترفله موسكو على الامتناع عن كل ما من شأنه تقويض فرص نجاح مؤتمر السلام المزمع عقده في جنيف.
وكان كيري وفيسترفله قد عقدا محادثات في واشنطن بعد يوم واحد من اعلان الرئيس السوري بشار الأسد بأن عقد تزويد الصواريخ الروسية يجري العمل به دون أن يؤكد وصول اي من هذه الصواريخ إلى سوريا.
يذكر أن صواريخ س-300 المتطورة تتمكن من معالجة الصواريخ الباليستية علاوة على الطائرات.
ودعا كيري روسيا إلى عدم تقويض ميزان القوى في المنطقة بتزويد النظام السوري بهذه الصواريخ، مضيفا أن “تزويد نظام الأسد بالسلاح سيكون له تأثير سلبي جدا على توازن المصالح والاستقرار في المنطقة، وسيعرض اسرائيل للخطر. أتمنى أن يمتنع الروس عن ذلك لأجل أن يكتب لعملية السلام النجاح.”
صواريخ
بإمكان صواريخ س-300 اسقاط الصواريخ الباليستية
وأضاف وزير الخارجية الأمريكي بأنه متأكد بأن المعارضة السورية ستشارك في مؤتمر جنيف الشهر المقبل. ومن المقرر أن يجتمع مسؤولون أمريكيون وروس الأسبوع المقبل للتحضير لعقد المؤتمر.
وكان الإئتلاف الوطني السوري المعارض قد أنهى في وقت سابق جولة ماراثونية من المحادثات في إسطنبول تعهد بعدها بتوسيع عضويته، بحيث تشمل تمثيلا أكبر للجيش السوري الحر وناشطين من داخل سوريا. ولكن المراسلين يقولون إن الإئتلاف أخفق في تحقيق العديد من أهدافه المعلنة.
وجاء قرار الإئتلاف توسيع عضوية مجلسه الرئاسي بعد تعرضه لانتقادات تقول إنه فقد إتصاله بالأحداث الجارية على الأرض في سوريا.
وقرر الإئتلاف اضافة 14 عضوا جديدا للتيار الليبرالي الذي يتزعمه ميشيل كيلو، و14 لمجموعات ناشطي الداخل، و15 للمحسوبين على الجيش السوري الحر.
ولكنه قرر تأجيل عمليتي اختيار خليفة لزعيمه المستقيل معاذ الخطيب وتشكيل حكومة مؤقتة يترأسها غسان هيتو إلى الشهر المقبل.
وكانت الولايات المتحدة قد دعت الإئتلاف إلى التوصل إلى قرار حول توسيع تمثيله لكي تتمكن من المضي قدما في الترتيبات لعقد مؤتمر جنيف الذي تسعى واشنطن وموسكو لعقده من أجل إيجاد حل سياسي للأزمة السورية. ومن المقرر أن يجتمع مسؤولون أمريكيون وروس الأسبوع المقبل للإعداد للمؤتمر المذكور المزمع عقده الشهر المقبل.
ولكن صبرا أكد “أن الإئتلاف الوطني السوري لن يشارك في أي مؤتمرات دولية ولن يؤيد أي جهود لحل الأزمة في ضوء الغزو الذي ينفذه حزب الله وإيران لسوريا.”
ولكنه من غير الواضح إن كان هذا هو موقف المعارضة النهائي نظرا لتشرذمها وعدم التزامها موقفا موحدا.
ويقول مراسل بي بي سي في بيروت جيم ميور إنه ينبغي بذل المزيد من الجهود لتوحيد كلمة المعارضة إذا كان لها أن تشارك في أي مؤتمر دولي بشكل متماسك، أما الحكومة السورية فتبدو موحدة ومليئة بالثقة.
وكان الأسد قد قال لمحطة تلفزيون المنار اللبنانية التي يملكها حزب الله يوم الخميس إن “ثمة حربا عالمية تشن على سوريا والمقاومة، ولكننا واثقون من النصر.”
وحذر الرئيس السوري إسرائيل بأن بلاده سترد في حال شنت الدولة العبرية أي غارات جديدة عليها، إذ قال “أحطنا كل الأطراف التي اتصلت بنا علما بأننا سنرد على أي عدوان إسرائيلي جديد.”
وقال الأسد إن سوريا ستحضر “من حيث المبدأ” مؤتمر جنيف للسلام إذا لم تكن هناك شروط مسبقة لا يمكنها قبولها.
وأكد الرئيس السوري أن العقد المبرم بين حكومته وروسيا لتزويد سوريا بصواريخ س-300 المضادة للطائرات يجري تنفيذه، ولكنه لم يؤكد ما إذا كانت هذه الصواريخ قد سلمت بالفعل.
وقال “سيجد كل ما اتفقنا حوله مع روسيا طريقه إلى حيز التنفيذ، وقد نفذ جزء منه فعلا في الآونة الأخيرة وسنواصل تنفيذ هذه العقود.”
القصير
في غضون ذلك، أفادت مصادر في المعارضة السورية بوصول تعزيزات من المسلحين للانضمام إلى صفوف مسلحي المعارضة في مدينة القصير الاستراتيجية التي تقول القوات الحكومية إنها تحاصرها.
وقال مصدر في القصير لبي بي سي إن عدد هؤلاء المسلحين يقل كثيرا عما قاله جورج صبرا الرئيس المؤقت للائتلاف المعارض من أن عددهم يناهز الألف.
ولكن مجرد وصولهم إلى المدينة يناقض ما يقوله الإعلام الحكومي بأن الجيش يطبق حصاره عليها.
وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد قال للتلفزيون اللبناني في وقت سابق إنه “واثق بتحقيق النصر” في الحرب التي دخلت سنتها الثالثة.
وكان التلفزيون السوري الرسمي قد قال إن القوات الحكومية وحلفاءها من مقاتلي حزب الله قد استولوا على حي العرجون التابع للقصير يوم الخميس.
من جانبه، لم يدل المصدر الذي تحدثت إليه بي بي سي في القصير بتفاصيل دقيقة عن أعداد المسلحين الذين وصلوا إلى المدينة لأسباب أمنية، ولكنه قال إن مجرد وصولهم يعتبر تطورا مهما قد يشجع آخرين على الإنضمام إليهم.
وأضاف المصدر أن الوضع الإنساني في القصير يزداد سوءا، إذ يحتاج 800 جريح لعناية طبية سريعة ويجب إخلاؤهم من المدينة.
وقال إن محاولة لإخلاء هؤلاء جرت يوم الجمعة قد فشلت، إذ تعرض الرتل الذي كان ينقلهم لقصف أودى بحياة تسعة أشخاص.
وأضاف المصدر أن المعارضين ما زالوا يسيطرون على 80 بالمئة من القصير، لكن لم يكن في الإمكان التأكد من ذلك من مصادر مستقلة.
وقال المصدر لبي بي سي “هناك حوالي 30 ألف نسمة ما زالوا في القصير، يعيش معظمهم تحت الأرض، فقد تجد اسرتين أو ثلاث تعيش في غرفة واحدة.”
ومضى للقول “لا وجود لمياه الشرب على الإطلاق، إذ تسيطر قوات نظام الأسد على مصادر المياه، كما قطع التيار الكهربائي عن المدينة منذ أربعة أشهر.”
وكان جورج صبرا قد قال في وقت سابق إن “حوالي ألف مقاتل من مختلف المناطق السورية” قد وصلوا إلى القصير.
من جانبه، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض ومقره بريطانيا إن المئات من المسلحين تمكنوا من اجتياز خطوط الجيش السوري شمال شرقي القصير.
وكان مراسل بي بي سي في لبنان قد قال في وقت سابق إن “المسلحين في القصير وجهوا مناشدات من أجل الحصول على تعزيزات من أجزاء أخرى من سوريا بهدف الحفاظ على سيطرتهم الحالية على القصير التي تضررت جراء الحصار الذي تفرضه عليها القوات الحكومية”.
تحليل – جيم ميور، بي بي سي، بيروت
بعد 40 عاما من التسلط الديكتاتوري في سوريا، ليس من المستغرب أن تجد المعارضة صعوبة كبيرة في اختيار قيادة متماسكة وقوية بإمكانها مجاراة فريق النظام التفاوضي المتمرس في مؤتمر السلام المزمع عقده في جنيف.
فقد تحول المؤتمر الذي دعا إليه الإئتلاف المعارض في اسطنبول لثلاثة أيام إلى ثمانية أيام من الخلافات. وقد فشل الإئتلاف في تحقيق أهدافه المعلنة في انتخاب قيادة جديدة وتشكيل حكومة مؤقتة واتخاذ موقف موحد إزاء فكرة عقد مؤتمر جنيف.
فبعد التعبير مبدئيا عن موافقته على المشاركة في مؤتمر جنيف بشروط، عاد الإئتلاف ليقول إنه لن يشارك ما دام حزب الله يحارب في القصير.
من شأن هذا الموقف منح الإئتلاف المزيد من الوقت لتشكيل وفد فعال ومتماسك للمشاركة في المؤتمر. وسيعقد الإئتلاف المزيد من الاجتماعات اوائل الشهر المقبل.
من جانب آخر، يبدو النظام موحدا ومتماسكا، ويتمتع اضافة لذلك بخبرة في التفاوض تمتد لعدة عقود.
إن الإئتلاف معرض لهزيمة نكراء في المؤتمر ما لم يعمل جديا على التغلب على الخلافات التي تكاد تمزقه.
ومن جهة أخرى، قال طبيب في مدينة القصير في مقابلة أجرتها معه بي بي سي إن مئات الجرحى محاصرين في الأحياء التي يسيطر عليها المتمردون بالمدينة يتعرضون لهجمات متواصلة من القوات الحكومية.
وأضاف الطبيب أن الجرحى لا يحصلون على أي مساعدة طبية كما أن الإمدادات الغذائية بدأت تنفد.
ووصف الطبيب كيف أنهم “ينتظرون ثلاثة أو أربعة أيام للحصول على ماء الشرب، ولا يشمل ذلك الماء الذي يحتاجونه للاستخدام اليومي لغسل ملابسهم وبقية النشاطات اليومية”.
وقال الطبيب إن هناك نساء وأطفالا “يموتون في المعركة الهادفة إلى بسط السيطرة على المدينة” علما بأنها تبعد عن الجنوب الغربي لمدينة حمص بـ 30 كلم.
ومضى الطبيب للقول إن عناصر من حزب الله اللبناني وفروا دعما كبيرا لقوات الرئيس السوري بشار الأسد التي تحاول استعادة السيطرة على مدينة القصير التي تحظى بأهمية استراتيجية، مضيفا أنه شاهد جثامين بعض مقاتلي حزب الله.
أجانب
وفي غضون ذلك، تدقق الولايات المتحدة وبريطانيا في تقارير غير مؤكدة عن مقتل امرأة أمريكية ورجل بريطاني في سوريا.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد قال إن ثلاثة غربيين بينهم مسلمان بريطاني وأمريكية قتلوا برصاص قوات الجيش النظامي شمال غربي سوريا.
وأوضح المرصد أن الغربيين الثلاثة “قتلوا بالرصاص في كمين في منطقة ادلب وقد عثر الجيش بحوزتهم على خرائط لمواقع عسكرية”.
وقالت وزارة الخارجية البريطانية الجمعة إنها مطلعة على التقارير في شأن المواطنة البريطانية وأنها طلبت الحصول على معلومات إضافية عن القضية.
BBC © 2013
روسيا: بيان مجلس الأمن بشأن القصير السورية متحيز
موسكو (رويترز) – قالت روسيا يوم الاثنين إنها منعت هذا الأسبوع صدور بيان لمجلس الأمن الدولي بخصوص حصار بلدة القصير السورية لانه يعد من قبيل مطالبة القوات الحكومية بوقف إطلاق النار من جانب واحد.
ووصف الكسندر لوكاشيفيتش المتحدث باسم الوزارة ما يحدث في القصير بأنه “عملية لمكافحة الإرهاب تتصدى لمتشددين يروعون سكان” البلدة السورية.
وقال دبلوماسيون إن روسيا عرقلت يوم السبت مسودة بيان لمجلس الأمن الدولي وزعتها بريطانيا تعبر عن القلق الشديد بشأن الوضع في القصير وتحث الجانبين على تفادي وقوع إصابات بين المدنيين. ودعت المسودة الحكومة الى “الاضطلاع بمسؤوليتها في حماية المدنيين” والسماح بدخول عمال الاغاثة الى السكان المحاصرين.
وقال لوكاشيفيتش إن هذه المسودة تعد “مطالبة للجيش السوري بوقف أحادي الجانب لإطلاق النار ومخرجا لقطاع الطرق المحاصرين في عدة أحياء في البلدة”.
وأضاف “لا يمكن اعتبار الوقت مناسبا لاقتراح رفع صوت المجتمع الدولي في وضع يكمل فيه الجيش السوري عملية لمكافحة الارهاب ضد متشددين روعوا سكان (القصير) لأشهر دون كابح.”
ومنعت روسيا صدور عقوبات من الأمم المتحدة ضد سوريا واستخدمت مع الصين حق النقض (الفيتو) ضد ثلاث مشروعات قرارات لمجلس الأمن الدولي كانت تهدف للضغط على حكومة الاسد.
(إعداد سامح الخطيب للنشرة العربية – تحرير مصطفى صالح)
بوتين: نظام إس-300 الصاروخي لم يسلم لسوريا بعد
يكاترنبيرج (روسيا) (رويترز) – دافع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الثلاثاء عن حق روسيا في بيع اسلحة للحكومة السورية ولكنه قال إن موسكو لم تسلم دمشق بعد نظام صواريخ إس-300 المتطور للدفاع الجوي.
ورغم ان حكومات غربية انتقدت روسيا لاعتزامها ارسال الانظمة الصاروخية لقوات الرئيس السوري بشار الاسد قال بوتين في مؤتمر صحفي بعد قمة مع زعماء الاتحاد الأوروبي في مدينة يكاترنبيرج إن هذه العقود قانونية ولا تهدف الى تغيير الميزان العسكري في المنطقة.
كما امتدح الرئيس الروسي أيضا نظام صواريخ إس-300 بوصفه واحدا من أفضل النظم في العالم وأضاف “العقد وقع منذ سنوات ولم ينفذ بعد.”
وقال الرئيس الروسي أيضا ان اي محاولة خارجية للتدخل العسكري في الحرب الاهلية المندلعة في سوريا منذ اكثر من عامين محكوم عليها بالفشل وستزيد الموقف سوءا.
وانتقد بوتين خلال المؤتمر الصحفي قرار الاتحاد الاوروبي عدم تجديد الحظر المفروض على الدول الاعضاء بشأن تسليح قوات المعارضة التي تقاتل الحكومة السورية.
(إعداد أميرة فهمي للنشرة العربية – تحرير أحمد صبحي خليفة)