أحداث الثلاثاء، 06 أيلول 2011
العربي في دمشق غداً بورقة إصلاحات
القاهرة، نيقوسيا، عمان – «الحياة»، أ ف ب، رويترز – عملت «الحياة» أن الاقتراحات التي سينقلها الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إلى دمشق غداً لإنهاء الأزمة السورية، تتضمن عقد انتخابات رئاسية في العام 2014، موعد نهاية الولاية الحالية للرئيس بشار الأسد. لكن التلفزيون السوري الرسمي نقل عن «مصدر إعلامي» أمس أن زيارة العربي «لا ترتبط بأي مبادرة أو ورقة».
وتدعو المبادرة العربية التي حصلت «الحياة» على نصها أمس وينتظر أن يعرضها العربي على الأسد غداً، الحكومة السورية إلى «الوقف الفوري لكل أعمال العنف ضد المدنيين… وفصل الجيش عن الحياة السياسية والمدنية». وتطالب بتعويض المتضررين وإطلاق سراح جميع المعتقلين، كما تقترح «إجراء انتخابات رئاسية تعددية مفتوحة للمرشحين كافة الذين تنطبق عليهم شروط الترشيح في عام 2014 موعد نهاية الولاية الحالية للرئيس».
وطلبت من الأسد إصدار «إعلان مبادئ واضحة ومحددة… يؤكد التزامه بالانتقال إلى نظام حكم تعددي وأن يستخدم صلاحياته الموسعة الحالية كي يعجل بعملية الإصلاح»، إضافة إلى «بدء الاتصالات السياسية الجدية ما بين الرئيس وممثلي قوى المعارضة السورية على قاعدة الندية والتكافؤ والمساوة… على أساس المصالحة الوطنية العليا السورية في الانتقال الآمن إلى مرحلة جديدة وفق ثوابت الوحدة الوطنية: لا للعنف، لا للطائفية، لا للتدخل الأجنبي».
وطرحت المبادرة «تشكيل حكومة وحدة وطنية ائتلافية برئاسة رئيس حكومة يكون مقبولاً من قوى المعارضة المنخرطة في عملية الحوار، وتعمل مع الرئيس وتتحدد مهمتها في إجراء انتخابات نيابية شفافة تعددية حزبياً وفردياً يشرف عليها القضاء السوري وتكون مفتوحة لمراقبين للانتخابات وتنجز مهامها قبل نهاية العام»، على أن «يكلف رئيس الكتلة النيابية الأكثر عدداً تشكيل حكومة تمارس صلاحيتها الكاملة بموجب القانون»، ليعلن المجلس النيابي «جمعية تأسيسية لإعداد وإقرار دستور ديموقراطي جديد يطرح للاستفتاء العام».
غير أن التلفزيون الرسمي السوري عزز الشكوك في استعداد النظام للتجاوب مع هذه المبادرة، بنقله أمس عن «مصدر إعلامي» أن زيارة الأمين العام للجامعة العربية «تأتي في إطار دوره كأمين عام ولا ترتبط بأي مبادرة أو ورقة»، مشيراً إلى أن محادثاته مع كبار المسؤولين «ستتناول آخر التطورات».
وتزامن هذا الموقف مع استمرار التصعيد العسكري في مواجهة المحتجين، إذ أعادت قوات من الجيش والأمن اقتحام مدينة حماة أمس وأطلقت النيران بكثافة من الأسلحة الثقيلة، فيما قُتل تسعة أشخاص بنيران الأمن والجيش وميليشيات «الشبيحة»، معظمهم في حمص. وقال الناطق باسم «لجان التنسيق المحلية» عمر أدلبي إن «أكثر من 30 آلية عسكرية وأمنية اقتحمت مدينة حماة من دوار السباهي باتجاه وسط المدينة وسط إطلاق كثيف للنيران».
وأعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس إلى أن «صوت إطلاق الرصاص الكثيف مازال يسمع في أحياء عدة من مدينة حمص»، مشيراً إلى أن «تعزيزات عسكرية ضمت 4 آليات مدرعة و7 شاحنات دخلت إلى حي الخالدية قادمة من طريق حماة كما اقتحمت قبل قليل المدرعات حي باب الدريب». وذكر أن «قوات الأمن شنت حملات اعتقال شملت العشرات في حي الخالدية والبياضة وتجاوز عدد المعتقلين في الخالدية 80 معتقلاً».
وعلى الحدود مع تركيا، قتل الجيش شاباً وجرح آخرين. وقال مقيمون وناشطون إن القوات السورية شنت العملية بهدف منع المدنيين من الفرار عبر الحدود هرباً من الحملة العسكرية لقمع الاحتجاجات. لكن الناطق باسم «لجان التنسيق المحلية» أكد أن الحملة كانت تهدف إلى جمع معلومات عن النائب العام لحماة عدنان البكور الذي أعلن انشقاقه.
وكان لافتاً أمس إعلان الممثل الخاص للرئيس الروسي لأفريقيا والأزمات في العالم العربي ميخائيل مارغيلوف أمس أنه سيستقبل في موسكو وفداً من المعارضة السورية الخميس والجمعة. ونقلت وكالة أنباء «انترفاكس» عن مارغيلوف قوله إن «اللقاء سيخصص أساساً للوضع في صفوف المعارضة»، مشيراً إلى أن المعارضين السوريين اتصلوا به بعد لقاء عقد في موسكو في حزيران (يونيو) الماضي. وتابع أن وفد المعارضة سيضم ممثلين عن زعماء العشائر واليسار السوري و «الإخوان المسلمين» والأكراد.
إلى ذلك، سمحت السلطات السورية لوفد من اللجنة الدولية للصليب الأحمر بزيارة سجن في دمشق أمس، بعد استقبال الأسد رئيس اللجنة جاكوب كلينبرغر. ورحب الرئيس السوري بعمل اللجنة «طالما أنها مستقلة وتعمل بموضوعية بعيداً من التسيسس»، مؤكداً «أهمية الاطلاع المباشر على حقيقة الأوضاع في سورية، خصوصاً في ظل التشويه الإعلامي الكبير».
وزار مندوبون من «الصليب الأحمر» أمس سجن دمشق المركزي للمرة الأولى منذ اندلاع حركة الاحتجاجات في منتصف آذار (مارس) الماضي. وقالت اللجنة في بيان إن الزيارة جاءت «بعد أن سمحت السلطات السورية للمرة الأولى للجنة بالوصول إلى مكان الأشخاص المحتجزين من قبل وزارة الداخلية». واعرب كلينبرغر في بيان اللجنة عن تفاؤله «بزيارة جميع المعتقلين قريباً»، معتبراً أنها «خطوة هامة إلى الامام بالنسبة إلى أنشطتنا الإنسانية».
وشدد على أن «أحد اهتماماته الرئيسية هو ضمان حصول الجرحى والمرضى على الرعاية الطبية اللازمة». وأوضح بيان اللجنة أن اجتماعات كلينبرغر مع المسؤولين السوريين تناولت «القواعد التي تحكم استخدام القوة من جانب قوات الأمن في ظل الوضع الراهن والالتزام باحترام كرامة المعتقلين الجسدية والنفسية والانسانية».
«الحياة» تنشر نص المبادرة العربية في سورية: تحييد الجيش وانتخابات رئاسية في 2014
يتوجه الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي إلى دمشق غداً للقاء الرئيس السوري بشار الأسد ووزير الخارجية وليد المعلم للبحث في الوضع السوري وإيجاد وسيلة لحل الأزمة السورية. ويطرح العربي على القيادة السورية المبادرة العربية التي أقرها مجلس وزراء الخارجية العرب، وتنشر «الحياة» نصها في ما يأتي:
«حرصاً من الدول العربية على المساهمة في إيجاد حل في سورية ودرءاً للأخطار الناجمة عن تفاقم الوضع وتأثير ذلك في استقرار سورية وسلامتها الإقليمية ووحدتها وحقن دماء السوريين وتفادياً لأي نوع من التدخل الأجنبي المباشر أو غير المباشر وضمان تحقيق الإصلاحات في مناخ آمن ومنضبط، نؤكد ما يأتي:
1- دعوة الحكومة السورية إلى الوقف الفوري لكل أعمال العنف ضد المدنيين وسحب كل المظاهر العسكرية من المدن السورية حقناً لدماء السوريين وتفادياً لسقوط المزيد من الضحايا وتجنيب سورية الانزلاق نحو فتنة طائفية أو إعطاء مبررات للتدخل الأجنبي.
2- تعويض المتضررين وجبر كل أشكال الضرر الذي لحق بالمواطنين.
3- إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين أو المتهمين بتهم المشاركة في الاحتجاجات الأخيرة.
4- إعلان مبادئ واضحة ومحددة من قبل الرئيس يحدد فيها ما تضمنته خطاباته من خطوات إصلاحية، كما يؤكد التزامه بالانتقال إلى نظام حكم تعددي وأن يستخدم صلاحياته الموسعة الحالية كي يعجل بعملية الإصلاح والإعلان عن إجراء انتخابات رئاسية تعددية مفتوحة للمرشحين كافة الذين تنطبق عليهم شروط الترشيح في عام 2014 موعد نهاية الولاية الحالية للرئيس.
5- يتم فصل الجيش عن الحياة السياسية والمدنية.
6- بدء الاتصالات السياسية الجدية ما بين الرئيس وممثلي قوى المعارضة السورية على قاعدة الندية والتكافؤ والمساوة بدءاً من التجمع الوطني الديموقراطي (هيئة التنسيق الوطني لقوى التغير الوطني الديموقراطي في سورية) وتمثيل التنسيقات الميدانية البازغة على الأرض في الحوار بصفتها شريكاً معترفاً به سياسياً وممثلين عن التيار الإسلامي وشخصيات وطنية معروفة ذات رصيد، وذلك على أساس رؤية برنامجية واضحة للتحول من النظام القديم إلى نظام ديموقراطي تعددي بديل.
ويكون هذا الحوار الذي يجري بتيسير ودعم الرئيس ومع الرئيس مفتوحاً لكل القوى والشخصيات الراغبة في الانضمام إليه بصرف النظر عن الهيئة التي تنتمي إليها أو الحزب الذي تمثله وفق الأسس التي يتطلبها الحوار. ويكون الحوار على أساس المصالحة الوطنية العليا السورية بالانتقال الآمن إلى مرحلة جديدة وفق ثوابت الوحدة الوطنية: لا للعنف، لا للطائفية، لا للتدخل الأجنبي.
7- يعقد حزب البعث مؤتمراً قطرياً استثنائياً في شكل سريع يقرر فيه الحزب قبوله الانتقال إلى نظام ديموقراطي تعددي يقوم على صندوق الاقتراع.
8- تلعب جامعة الدول العربية بدعوة من الرئيس دوراً ميسراً للحوار ومحفزاً له وفق آلية يتم التوافق عليها.
9- تشكيل حكومة وحدة وطنية ائتلافية برئاسة رئيس حكومة يكون مقبولاً من قوى المعارضة المنخرطة في عملية الحوار، وتعمل مع الرئيس وتتحدد مهمتها في إجراء انتخابات نيابية شفافة تعددية حزبياً وفردياً يشرف عليها القضاء السوري وتكون مفتوحة لمراقبين للانتخابات وتنجز مهامها قبل نهاية العام.
10- يكلف رئيس الكتلة النيابية الأكثر عدداً تشكيل حكومة تمارس صلاحيتها الكاملة بموجب القانون.
11- تكون مهمة المجلس النيابي المنتخب أن يعلن عن نفسه جمعية تأسيسية لإعداد وإقرار دستور ديموقراطي جديد يطرح للاستفتاء العام.
12- اتفاق على برنامج زمني محدد لتنفيذ هذه المبادرة.
13- تشكيل آلية متابعة بما في ذلك وجود فريق عربي لمتابعة التنفيذ في سورية.
الأسد يرحب بعمل «الصليب الأحمر» في سورية «بعيداً من التسييس»
دمشق – إبراهيم حميدي
أكد الرئيس السوري بشار الأسد خلال لقائه رئيس «اللجنة الدولية للصليب الاحمر» جاكوب كلينبرغر في دمشق أمس، أهميةَ «الاطلاع المباشر» على الأوضاع في سورية، مرحّباً بعمل اللجنة «طالما أنها مستقلة وتعمل بموضوعية بعيداً من التسيسس».
وكان الأسد استقبل كلينبرغر الذي قام بزيارة لسورية استمرت يومين، تضمنت لقاءات مع وزير الخارجية وليد المعلم ووزير الدولة لشؤون الهلال الأحمر جوزف سويد، إضافة إلى زيارات لمناطق مختلفة في البلاد.
وأفاد بيان رئاسي أن رئيس «اللجنة الدولية للصليب الاحمر» شكر الأسد على «التعاون الكبير والتسهيلات الكثيرة التي قدمتها الحكومة السورية للوفد للوصول إلى مدن ومناطق سورية متعددة وتقويم الأوضاع فيها وزيارة مراكز الاعتقال»، وان الأسد «أكد أهمية الاطلاع المباشر على حقيقة الأوضاع في سورية، خصوصاً في ظل التشويه الإعلامي الكبير لهذه الحقائق، مرحباً بعمل اللجنة طالما أنها مستقلة وتعمل بموضوعية بعيداً من التسييس».
وكان المعلم عرض مع كيلنبرغر «جهود الحكومة لإعادة الأمن والاستقرار إلى البلاد وتعزيز مسيرة الإصلاحات التي أعلنها الرئيس الأسد»، لافتاً إلى أن المستشفيات العامة في البلاد «في جهوزية دائمة لتقديم الخدمات اللازمة لجميع المواطنين». وبحث سويد مع كلينبرغر في «علاقات التعاون القائمة بين الهلال الأحمر السوري والصليب الأحمر الدولي»، إضافة إلى «السبل الكفيلة لتطوير التعاون وتنميته ليشمل المجالات الطبية والإنسانية كافة».
في غضون ذلك، نقل التلفزيون الحكومي السوري عن «مصدر إعلامي» أن زيارة الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي لدمشق غداً «تأتي في إطار دوره كأمين عام ولا ترتبط بأي مبادرة أو ورقة»، مشيراً إلى أن محادثاته مع كبار المسؤولين ستتناول «آخر التطورات».
إلى ذلك، قام وفد من خمسة أعضاء في «حزب الشعب الجمهوري» التركي بجولة في حي الرمل الجنوبي في اللاذقية غربي البلاد، بحسب وكالة الأنباء الرسمية «سانا»، التي أفادت أن الوفد «استمع إلى سكان الحي الذين دحضوا كل ما سوّقته قنوات التحريض الإعلامية من أكاذيب، مؤكدين أن الحي لم يتعرض إلى أي أذى أو أضرار من قبل الجيش، الذي حماهم من المجموعات الإرهابية المسلحة التي عاثت فساداً وقتلاً وتخريباً في حيهم».
وأضافت الوكالة الرسمية أن أهالي الحي «قدموا لأعضاء الوفد شرحاً تفصيلياً عن حقيقة ما جرى في الحي واستهداف الإرهابيين له ومحاولتهم العبث في استقراره تنفيذاً لأجندات خارجية تستهدف النيل من سورية ووحدتها الوطنية، موضحين أن الخدمات متوافرة في الحي في شكل جيد».
ونقلت «سانا» عن رئيس الوفد عثمان فاروق لوغ أوغلو قوله: «ننظر إلى سورية كدولة شقيقة وليس كدولة جارة لتركيا، وننقل رسالة محبة وأخوّة الى الشعب السوري»، مؤكداً أن «استقرار سورية يعني استقرار المنطقة برمتها». وزاد أن «سورية تجتاز مرحلة صعبة رغم وجود وجهات نظر مختلفة حول ما يجري فيها من أحداث، والوفد بعد تواصله مع المسؤولين والمواطنين سينقل الصورة الصحيحة عن سورية».
في غضون ذلك، بدأت أمس التحضيرات لإطلاق حوارات على مستوى المحافظات لمدة أسبوعين «بهدف تحقيق أوسع مشاركة شعبية في الحوار حول الرؤية المستقبلية لبناء سورية في مختلف المجالات، السياسية والاقتصادية والاجتماعية ومتابعة خطوات برنامج الإصلاح الشامل بقيادة الرئيس الأسد»، بحسب الوكالة الرسمية.
وتشمل الحوارات ثلاثة محاور تتعلق بـ «الحياة السياسية والإصلاح السياسي المنشود، والمحور الاقتصادي الاجتماعي، ومحور احتياجات المحافظة والرؤية المحلية لتطويرها في مجال الخدمات والتنمية والإدارة».
واضافت «سانا» أن المحور السياسي يتناول قضايا مقترحة لجلسات الحوار «تتعلق بالتحديات السياسية الراهنة والمستقبلية وسبل صيانة الوحدة الوطنية وكيفية مواجهة المؤامرة الخارجية ومسألة الدستور والمبادئ الأساسية وقوانين الأحزاب والانتخابات والإدارة المحلية وواقع الإعلام ودوره في الرقابة الشعبية».
ويتوقع ان تشكل في الايام المقبلة لجنة لمراجعة الدستور السوري، كما يتوقع ان تقوم اللجان التحضرية بتوثيق نتائج الحوارات لرفعها في نهاية الشهر الجاري ليتم تشكيل محاور الحوار الوطني الشامل.
الصليب الأحمر يزور المعتقلين في سجن دمشق وتسعة قتلى في العمليات الأمنية
أمير قطر يرى أن حركة الاحتجاج لن تتراجع وطهران لا تزال تأمل في حوار من دون عنف
زار مندوبون من اللجنة الدولية للصليب الاحمر سجن دمشق المركزي للمرة الاولى منذ تفجر حركة الاحتجاج في سوريا، مع استمرار العمليات الامنية التي قتل فيها تسعة اشخاص وجرح آخرون في عدد من المدن السورية. ورأى أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ان حركة الاحتجاج على نظام الرئيس بشار الاسد لن تتراجع، في حين جددت طهران الحليف الابرز لدمشق التعبير عن أملها في تسوية الازمة القائمة “عن طريق الحوار ومن دون عنف”.
جاء في بيان للجنة الدولية للصليب الاحمر ان “مندوبين عن اللجنة الدولية للصليب الاحمر زاروا سجن دمشق المركزي صباح اليوم (امس) بعدما سمحت السلطات السورية للمرة الاولى للجنة بالوصول الى مكان الاشخاص الذين تحتجزهم وزارة الداخلية”. وكان رئيس اللجنة جاكوب كلينبرغر طلب السماح للجنة بزيارة آلاف المعتقلين الذين اوقفوا منذ بداية حركة الاحتجاج خلال زيارته لسوريا في 21 حزيران الماضي و22 منه.
وصباح أمس التقى كلينبرغر الاسد، وأفادت الوكالة العربية السورية للانباء “سانا” ان الرئيس السوري رحب “بعمل اللجنة ما دامت مستقلة وتعمل بموضوعية بعيداً من التسييس”. وشكر كلينبرغر للاسد “التعاون الكبير والتسهيلات الكثيرة التي قدمتها الحكومة السورية للوفد للوصول الى مدن ومناطق سورية عدة وتقويم الاوضاع فيها وزيارة مراكز الاعتقال”.
واوضح بيان للجنة ان اجتماعات كلينبرغر مع المسؤولين السوريين تناولت “القواعد التي تحكم استخدام القوة من جانب قوى الأمن في ظل الوضع الراهن والتزام احترام الكرامة الجسدية والنفسية والانسانية للمعتقلين”.
وستزور اللجنة الدولية الأشخاص في أماكن احتجازهم وفقاً للاجراءات المتبعة في عملها “لتقويم الظروف التي يحتجزون فيها والمعاملة التي يلقونها ولضمان معاملة المعتقلين بإنسانية واحترام كرامتهم والحفاظ عليها”.
تسعة قتلى
وتحدث ناشطون حقوقيون عن سقوط تسعة قتلى في سوريا بينهم سبعة في حمص وريفها خلال عمليات امنية، وعن اقتحام قوات من الجيش والامن مدينة حماه وإطلاقها النار بكثافة من الاسلحة الثقيلة.
وصرح الناطق باسم “لجان التنسيق المحلية في سوريا” عمر ادلبي في اتصال هاتفي مع “وكالة الصحافة الفرنسية” بان “ثلاثة اشخاص قتلوا في حمص بينهم اثنان في حي الخالدية وثالث في حي البياضة عندما اطلقت قوى الامن النار لدى اقتحامها هذين الحيين”. واضاف ان “شخصاً قتل بنار رجال الامن في تلكلخ وآخر في منطقة ادلب بنار قناص استهدفه بينما كان يحاول عبور الحدود التركية”. وأكد المرصد السوري لحقوق الانسان “مقتل مواطنين اثنين في حيي البياضة وباب سباع في حمص، كما قتل رجل وابنه في حي بستان الديوان في حمص بطلقات نارية بينما كانا على متن دراجة نارية”، مشيراً الى انه “يعتقد ان مصدر الرصاص عناصر الشبيحة (ميليشيات النظام)”.
وقال ادلبي ان “اكثر من 30 آلية عسكرية وامنية اقتحمت مدينة حماه من دوار السباهي في اتجاه وسط المدينة وسط اطلاق كثيف للنيران”.
وأشار المرصد أيضاً الى ان “الحواجز الامنية انتشرت في معظم احياء حمص حيث سمعت اصوات اطلاق رصاص كثيف وانفجارات متقطعة في احياء الانشاءات والخالدية والبياضة ودير بعلبة والسوق”. ونقل عن ناشط في المدينة “ان سيارات الاسعاف شوهدت بشكل كبير في شوارع المدينة”وان “الاسواق التجارية مغلقة وحركة السير شبه معدومة”. واكد “سقوط ما لا يقل عن 35 جريحا بعد ظهر الاثنين”.
وكان المرصد افاد ان “تعزيزات عسكرية ضمت اربع آليات مدرعة وسبع شاحنات دخلت صباحاً حي الخالدية آتية من طريق حماه، كما اقتحمت المدرعات حي باب الدريب” في حمص. وقال ان “قوى الامن شنت حملات اعتقال شملت العشرات في حي الخالدية والبياضة حيث تجاوز عدد معتقلي الاثنين في حي الخالدية 80 معتقلا”. وأضاف ان “اهالي حي دير بعلبة في حمص قطعوا الطريق الرئيسي الذي يصل السلمية بحمص احتجاجا على اقتحام الخالدية”. كذلك أقتحمت “قوات عسكرية وامنية تضم سبع دبابات وناقلات جند مدرعة وتسع سيارات رباعية الدفع واربعة اوتوبيسات كبيرة قرية خان السبل في ريف ادلب ظهر الاثنين ونفذت حملة دهم واعتقالات شملت نحو 70 شخصاً واصيب ثلاثة اشخاص بجروح احدهم بحالة الخطر”.
ويأتي ذلك غداة مقتل 12 شخصا بينهم امراة خلال عمليات امنية وعسكرية في سوريا.
وأوردت “سانا” ان 11 شهيداً من الجيش والقوى الامنية والمدنيين الذين قضوا برصاص المجموعات الارهابية المسلحة في ادلب وحمص وفي المكمن الذي نصبته مجموعة ارهابية… شيعوا الى مثاويهم الاخيرة”. وأعلن مصدر محلي كما بثت قناة “ان تي في” التركية للتلفزيون، ان عددا من المدنيين السوريين اصيبوا في عملية للجيش السوري في قرية قرب الحدود التركية.
وأوضحت القناة ان مكتب حاكم محافظة هاتاي المحاذية للحدود السورية في جنوب تركيا أرسل سيارات اسعاف الى الحدود لنقل مدنيين جرحى اثر هذه العملية التي نفذها الجيش السوري في قرية عين البيضا التي تبعد 1,5 كيلومترمن الحدود.
المعارضة التركية
وعرض رئيس مجلس الشعب السوري محمود الأبرش مع وفد نواب حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض برئاسة نائب رئيس الحزب عثمان فاروق لوغ أوغلو، الأحداث الراهنة التي تمر بها سوريا و”ما تتعرض له من تحريض وتدخل خارجي لإضعاف دورها وزعزعة أمنها واستقرارها”.
وقال لوغ أوغلو إن حزب الشعب الجمهوري التركي “يعتبر أن استقرار سوريا وأمانها مهمان لتركيا وجميع دول المنطقة”، وأن الحزب يولي أهمية كبيرة كمبدأ من مبادئه أن تكون سوريا حرة مستقلة وذات سيادة وتتمتع بوحدة شعبها و أراضيها. وأضاف أن المشاكل التي تمر بها سوريا “هي بفعل تحريض وتدخل خارجي وأن حزب الشعب الجمهوري يرفض رفضا قاطعا هذه التدخلات في شؤون سوريا الداخلية”، وخلص الى أن الشعب السوري الواعي والخلاق قادر على حل الأزمة والخروج منها.
وبدأ وفد حزب الشعب زيارته من مدينة اللاذقية التي جال في أحيائها وكانت وقفته الأساسية في مخيم الرمل الجنوبي للاجئين الفلسطينيين الذي شهد الشهر الماضي مواجهات بين قوى الجيش ومجموعات مسلحة.
العقوبات
وقال معاون وزير النفط السوري حسن زينب، إن الوزارة تدرس الموقف الحالي بعد العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على الصادرات النفطية السورية قبل أيام للتوصل الى الرد الافضل، مشيرا إلى أن بدء التنفيذ سيكون في الخامس عشر من تشرين الثاني المقبل نظرا الى أن جميع العقود النفطية الموقعة قبل الثاني من ايلول الجاري لا تزال سارية المفعول.
وسئل عن إمكان الرد والالتفاف على قرار العقوبات من طريق البحث عن أسواق آسيوية مثل الصين، قال إن جميع الاحتمالات واردة ومن غير المتوقع أن تتوقف أو تتعطل صادراتنا النفطية ومن الواجب إيجاد أسواق مغايرة للأسواق الأوروبية سواء أكانت أسواقا آسيوية أم غير آسيوية فهذا لا يهم وإنما المهم إيجاد أسواق بديلة”.
العربي
وأعلن مصدر في جامعة الدول العربية ان الامين العام للجامعة نبيل العربي سيزور دمشق الاربعاء بعدما تلقى موافقة سوريا على الطلب الذي قدمه بناء على تكليف من وزراء الخارجية العرب. وقال ان “الامين العام سيقوم بزيارة لمدة يوم واحد على راس وفد كبير حاملا المبادرة العربية”.
وأكد ديبلوماسي عربي رفيع ان المبادرة التي يحملها الامين العام للجامعة “لا تخرج عن مطالب المجتمع الدولي وتدعو الى وقف العمليات العسكرية واطلاق المعتقلين وبدء اجراءات الاصلاح السياسي”.
أمير قطر
في غضون ذلك، رأى أمير قطر ان حركة الاحتجاج ضد نظام الرئيس السوري لن تتراجع وقال: “القتل شبه يومي وهذا واضح، لكن الشعب السوري لن يتراجع عن مطالبه”. وأضاف: “ان السؤال المطروح الآن هو كيفية الخروج من هذا الانسداد الداخلي في سوريا”.
إيران
■ في طهران اعتبرت الحكومة الايرانية بلسان نائب وزير الخارجية الايراني حسن قشقوي “ان شعب سوريا وحكومتها قادران (على التوصل الى تسوية للأزمة) من طريق الحوار وبالامتناع عن اللجوء الى العنف”. وندد بكل أشكال الاستفزاز الاجنبي في سوريا و”خصوصا من جانب الصهاينة والاميركيين الذين يسعون الى اضعاف جبهة المقاومة” المعادية لاسرائيل.
موسكو والمعارضة
■ في موسكو، أفاد الممثل الخاص للرئيس الروسي لافريقيا والازمات في العالم العربي ميخائيل مارغيلوف، انه سيستقبل في موسكو وفدا من المعارضة السورية الخميس والجمعة. وقال ان وفد المعارضة سيضم ممثلين لزعماء العشائر واليسار السوري و”الاخوان المسلمين” والاكراد.
الصين
■ في بيجينغ، دعت وزارة الخارجية الصينية جميع الأطراف في سوريا إلى التزام “أقصى درجات ضبط النفس” لتفادي سقوط مزيد من الضحايا، وحضت الحكومة السورية على تنفيذ تعهداتها للإصلاح.
وص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ
العربي في سوريا غداً … وموسكو تستقبل معارضين وبثينة شعبان
الصليب الأحمر يزور محتجزين في سجن دمشق الأسد يرحب بمهمته «طالما ابتعد عن التسييس»
للمرة الأولى منذ انطلاق الاحتجاجات الشعبية في سوريا قبل حوالى ستة أشهر، زار وفد من اللجنة الدولية للصليب الأحمر محتجزين في سجن دمشق المركزي أمس، فيما كان رئيس اللجنة جاكوب كلينبرغر يلتقي الرئيس السوري بشار الأسد الذي رحب بعمل اللجنة «ما دامت مستقلة وتعمل بموضوعية بعيدا عن التسييس».
وفي الوقت الذي يتواصل فيه نزف الدم في سوريا حيث أعلن نشطاء «مقتل 14 شخصا في مناطق متفرقة»، تتسارع الخطوات السياسية العربية والروسية، حيث يزور الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي دمشق غدا، فيما تستقبل موسكو الخميس وفدا من المعارضة السورية تليه المستشارة السياسية والإعلامية في الرئاسة السورية بثينة شعبان.
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن كلينبرغر «شكر الأسد على التعاون الكبير والتسهيلات الكثيرة التي قدمتها الحكومة السورية للوفد للوصول إلى مدن ومناطق سورية متعددة، وتقييم الأوضاع فيها وزيارة مراكز الاعتقال». وأكد الأسد، من جهته، «أهمية الاطلاع المباشر على حقيقة الأوضاع في سوريا، وخصوصا في ظل التشويه الإعلامي الكبير لهذه الحقائق، مرحبا بعمل اللجنة ما دامت مستقلة وتعمل بموضوعية بعيدا عن التسييس».
وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في بيان، أن «مندوبين عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر قاموا بزيارة سجن دمشق المركزي بعد أن سمحت السلطات السورية للمرة الأولى للجنة بالوصول إلى مكان الأشخاص المحتجزين من قبل وزارة الداخلية».
وأوضح بيان اللجنة أن اجتماعات كلينبرغر، الذي غادر دمشق، مع المسؤولين السوريين تناولت «القواعد التي تحكم استخدام القوة من جانب قوات الأمن في ظل الوضع الراهن والالتزام باحترام كرامة المعتقلين الجسدية والنفسية والإنسانية».
وقال كلينبرغر، في البيان، «صرحت السلطات السورية للجنة الدولية للصليب الأحمر للمرة الأولى بدخول موقع احتجاز. سنزور في البداية أشخاصا تحتجزهم وزارة الداخلية ونأمل أن نتمكن قريبا من زيارة كل المحتجزين». وأضاف إن زيارات السجون كانت «خطوة للأمام ومهمة لأنشطتنا الإنسانية في سوريا».
وستزور اللجنة الدولية الأشخاص في أماكن احتجازهم وفقا للإجراءات المتبعة في عملها «لتقييم الظروف التي يحتجزون فيها والمعاملة التي يتلقونها ولضمان معاملة المعتقلين بإنسانية واحترام كرامتهم والحفاظ عليها».
وأعلنت اللجنة انه منذ زيارة كلينبرغر السابقة لدمشق في حزيران الماضي، فقد «تمكنت من جلب إمدادات حيوية لعدة أماكن تأثرت بالعنف، من بينها حماه وادلب وحمص واللاذقية ودرعا». وأضافت «رحب كلينبرغر بالتقدم الذي أحرز في ما يتعلق بالوصول إلى مناطق تأثرت بالعنف الدائر حاليا. وشدد على أنه من بين بواعث قلقه الرئيسية الآن ضمان تمكن المصابين والمرضى من الحصول على الرعاية الطبية».
في هذا الوقت، ذكرت «سانا» ان الاجتماعات التمهيدية لجلسات الحوار الوطني على مستوى المحافظات والجامعات بدأت، وذلك من اجل البحث في تشكيل اللجان التحضيرية لانطلاق جلسات الحوار. ففي جامعة دمشق عقد اجتماع شكلت خلاله اللجنة التحضيرية التي ستشرف على جلسات الحوار الوطني للجامعة التي ستبدأ الأحد المقبل وتنتهي في 15 أيلول الحالي.
إلى ذلك، ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن العربي سيتوجه إلى دمشق غدا للتباحث حول التطورات الوضع في سوريا. وكان الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية طلب من العربي التوجه إلى دمشق لنقل المبادرة العربية لحل الأزمة السورية.
وقال مصدر مسؤول في الجامعة العربية إن «الأمين العام سيقوم بزيارة لمدة يوم واحد على رأس وفد كبير حاملا المبادرة العربية».
موسكو
ونقلت وكالة «كونا» الكويتية عن مصادر مطلعة قولها إن بثينة شعبان ستزور موسكو في 10 أيلول الحالي لإجراء سلسلة من المباحثات مع المسؤولين الروس.
وقال مصدر في المعارضة السورية لوكالة «نوفوستي» ان «وفدا يضم عددا من النشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان، برئاسة عمار القربي، سيزور موسكو الخميس المقبل». وأوضح أن الزيارة تأتي تلبية لدعوة رسمية من رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الشيوخ ميخائيل مارغيلوف. وبالإضافة إلى القربي يضم الوفد كلا من عبد الإله الملهم ووجدي مصطفى ورضوان باديني وواحد صقر وجورجيت علام ومحمود الحمزة.
وقال مارغيلوف للوكالة ان «المباحثات ستتركز على العمليات الجارية داخل المعارضة السورية، بما في ذلك تلك المتغيرات التي طرأت على وثائقها في الفترة الممتدة من مؤتمر أنتاليا وحتى مؤتمر اسطنبول». وأوضح أن «هذين المؤتمرين اللذين كانت تفصل بينهما فترة شهر ونصف الشهر فقط اختلفا عن البعض من حيث قائمة المشاركين فيهما وتصوراتهم حول مستقبل سوريا».
وأكد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، أثناء لقائه السفير السوري في موسكو رياض حداد، أن «روسيا لا تقبل أي تدخل في الشؤون السورية، وتدعو إلى الوقف التام للعنف وإجراء الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الشاملة التي أعلنتها الحكومة السورية وإشراك المعارضة في الحوار الوطني».
إلى ذلك، كررت طهران التعبير عن أملها في تسوية الأزمة «عبر الحوار ومن دون عنف». وقال نائب وزير الخارجية الإيراني حسن قشقاوي ان «إيران ترحب بالإصلاحات التي ينفذها بشار الأسد والشعب السوري الشجاع، وإنها واثقة بأن الحكومة والشعب السوري لديهما إمكانية لتحقيق التنمية الوطنية عن طريق الحوار المؤثر ونبذ ممارسات العنف، وفي الوقت ذاته تدين أي شكل من أشكال التدخل والتحريض الخارجي وخاصة المخططات الصهيونية والأميركية الأخيرة التي تستهدف إضعاف جبهة المقاومة».
انتقادات لأمير قطر
وانتقدت وسائل أعلام سورية تصريحات أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، معتبرة أنها تحريضية وتشجع على الفوضى بالبلاد
وقالت قناة «الإخبارية» الحكومية إن تصريحات أمير قطر «تشجع على الفوضى، وتخدم سياسات أعداء سوريا، وتستهدف الشعب السوري المسالم والأصيل»، فيما اعتبر التلفزيون الرسمي السوري تصريحات الشيخ حمد بأنها «تصب الزيت على النار»، ورأى أن هدفها «التحريض ضد سوريا، وإحداث غطاء عربي لتدخل الناتو بسوريا».
وكان أمير قطر قال في تصريح لقناة «الجزيرة» أمس الأول إن «القتل شبه يومي وهذا واضح، لكن الشعب السوري لن يتراجع عن مطالبه». وأضاف «ان السؤال المطروح الآن هو كيفية الخروج من هذا الانسداد الداخلي في سوريا».
وحثت بكين كافة الأطراف في سوريا على الالتزام بأقصى درجات ضبط النفس لتجنب سقوط مزيد من الضحايا. وقالت وزارة الخارجية، في بيان، ان «الصين تؤمن بضرورة معالجة الأزمة في سوريا من خلال فتح عملية سياسية شاملة تؤدي فيها سوريا الدور القيادي». وأضافت «يجب على الحكومة السورية الوفاء بتعهداتها بالإصلاح»، موضحة أنه «يجب على كافة الأطراف في سوريا المشاركة في العملية السياسية بطريقة بناءة، وحل النزاعات الحالية من خلال الحوار، وحماية الاستقرار في الدولة والمنطقة».
واعتبر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، أمام البرلمان، ان «الأسد فقد شرعيته. يجب أن يتنحى لمصلحة بلده وشعبه، ويتوقف العنف في سوريا». وأضاف «إن بريطانيا ستستمر في قيادة الدعوات المطالبة باستصدار قرار من الأمم المتحدة للبناء على الحظر النفطي المفروض من قبل الاتحاد الأوروبي على سوريا، والذي دخل حيز التنفيذ».
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو أن «الشعب والفاعلين السياسيين في سوريا لا بد من أن يحددوا مستقبلهم بحرية». وقال لوكالة أنباء الشرق الأوسط ان «فرنسا تطالب باستمرار الرئيس السوري بشار الأسد بالوقف الفوري لأعمال العنف ضد الشعب والانخراط في مسار الاصلاح وكذلك فتح حوار مع المعارضة».
تركيا
وذكرت «سانا» ان رئيس مجلس الشعب (البرلمان) محمود الأبرش استعرض مع وفد «حزب الشعب الجمهوري» التركي المعارض، برئاسة نائب رئيس الحزب عثمان فاروق لوغ أوغلو في دمشق، «حقيقة الأحداث الراهنة التي تمر بها سوريا، وما تتعرض له من تحريض وتدخل خارجي لإضعاف دورها وزعزعة أمنها واستقرارها».
وأشار الأبرش إلى أن «زيارة الوفد تشكل استمرارا للعلاقات التي تربط الشعبين والبرلمانين السوري والتركي»، مؤكدا أن «عملية الإصلاح انطلقت ومستمرة لبناء سوريا الحديثة، وأن وعي الشعب السوري سيفشل كل محاولات المس بوحدته الوطنية».
ونقلت الوكالة عن لوغ أوغلو، الذي زار والوفد مدينتي حمص وحماه، قوله ان «حزب الشعب الجمهوري التركي يعتبر أن استقرار وأمان سوريا مهم لتركيا وجميع دول المنطقة»، مضيفا ان «الحزب يولي أهمية كبيرة كمبدأ من مبادئه في أن تكون سوريا حرة مستقلة وذات سيادة وتتمتع بوحدة شعبها وأراضيها». وأكد أن «المشاكل التي تمر بها سوريا هي بفعل تحريض وتدخل خارجيين، وأن حزب الشعب الجمهوري يرفض بشكل قاطع هذه التدخلات في شؤون سوريا الداخلية»، معتبرا أن «الشعب السوري الواعي والخلاق قادر على حل الأزمة والخروج منها».
وقال لوغ اوغلو في حماه «إن الوفد شاهد الأمان الذي تعيشه المدينة وأحياؤها، واطلع على الأضرار التي سببها المخربون للمنشآت العامة»، مؤكدا أن «الوفد لم يلاحظ أي عمليات تدمير أو هدم للمنازل أو الممتلكات الخاصة خلافا لما بثته القنوات الإعلامية المغرضة»، مشيرا إلى «أهمية أن تشارك المعارضة في الحوار الوطني وأن تؤدي دورها بشكل فعلي».
ميدانيات
ميدانيا، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان ان «أربعة مواطنين استشهدوا، وأصيب 11، نتيجة إطلاق النار على حافلة تقل عمال الشركة السورية لنقل النفط – فرع حمص، وذلك على الطريق بين دوار الفاخورة ودير المخلص ليرتفع عدد الشهداء الذين سقطوا بمحافظة حمص إلى 12 شهيدا»، مشيرا إلى «سقوط ما لا يقل عن 35 جريحا».
وكان المتحدث باسم «لجان التنسيق المحلية في سوريا» عمر ادلبي أعلن ان «شخصا قتل في تلكلخ وآخر في منطقة ادلب بنار قناص استهدفه بينما كان يحاول العبور عبر الحدود التركية».
وذكرت قناة «ان تي في» التركية ان «العديد من المدنيين السوريين اصيبوا في عملية للجيش في قرية قرب الحدود التركية»، مضيفة ان مكتب حاكم محافظة هاتاي المحاذية للحدود السورية ارسل سيارات اسعاف الى الحدود لنقل جرحى العملية في قرية عين البيضا التي تبعد 1،5 كلم عن الحدود.
(«السفير»، سانا، ا ف ب، ا ب،
رويترز، ا ش ا، د ب ا)
أكراد سوريا يرون أن الاوضاع ستكون أفضل إذا ذهب الأسد
عمان- (رويترز): قال نشطاء أكراد إن الأقلية الكردية في سوريا تساند الانتفاضة على الرئيس بشار الأسد لأنها قد تؤذن باحلال الديمقراطية لكن مظالم قديمة يجب معالجتها في أي نظام يأتي بعد الأسد.
وفي بيان صدر الاثنين في ختام مؤتمر في ستوكهولم لتوحيد جهود الأكراد المناهضة للاسد قال النشطاء انهم سيعززون التأييد للاحتجاجات الكردية المناوئة للأسد.
وقال البيان “إن الشعب الكردي في سوريا، كمكون رئيس من حالة التنوع الموجودة في البلاد، هو طرف أساسي في الثورة الجارية ضد النظام، وفي كامل مصلحته السعي إلى إسقاطه”.
ومع تركز أكراد سوريا البالغ عددهم مليون نسمة في المنطقة المنتجة للنفط في شمال شرق البلاد فإن القضية الكردية سيكون لها حضور بارز إذا تم الاطاح بالأسد وما لذلك مع تداعيات إقليمية على تركيا التي يوجد فيها أقلية كردية كبيرة وعلى العراق التي يتمتع فيها الأكراد بدرجة كبيرة من الحكم الذاتي. ويبلغ عدد سكان سوريا إجمالا نحو 20 مليون نسمة.
وكان المؤتمر الذي استمر يومين وعقد في مبنى البرلمان السويدي وحضره 50 مشاركا الاول الذي يضم مجموعة واسعة من النشطاء الاكراد منذ بدء الانتفاضة على حكم الاسد التي مضى عليها خمسة اشهر.
وكان بين الحاضرين الكاتب الكردي مسعود عكو الذي فر من سوريا منذ بضعة اعوام ويعيش الان في النرويج والمنشق محمد سيدا الذي يعيش في السويد.
وشدد البيان على ضرورة “العمل على بناء سوريا جديدة بعيدة عن كل ما أورثه حكم البعث من فكر عنصري متطرف، وطن تسود فيه قيم الاحترام والتسامح وقبول الآخر، في ظل نظام حكم قائم على أسس اللامركزية السياسية، والديمقراطية التوافقية، والتعددية، والعلمانية”.
وقال البيان “لن تكتمل الثورة السورية إلا بإيجاد الحل العادل والشامل للقضية الكردية، كقضية شعب يعيش على أرضه التاريخية، وفق شرعة الأمم المتحدة والمواثيق والعهود الدولية، وذلك في إطار وحدة البلاد”.
وفي ابريل نيسان بعد مرور شهر على تفجر الانتفاضة حاول الاسد استرضاء اكراد سوريا باصدار مرسوم يقضي بمنح آلاف الاكراد الجنسية السورية وتخفيف الاجراءات التمييزية في نقل الممتلكات في المناطق الكردية.
غير أن نشطاء وساسة اكرادا قالوا إن القليل من التقدم تحقق على الأرض وان جزءا صغيرا من الاكراد الذين لا يحملون جنسية اصبحوا مواطنين وان الكثير من القوانين الاخرى ما زالت تنطوي على تحامل على اللغة والعادات الكردية وذلك فضلا عن الوجود المكثف للشرطة السرية في المناطق الكردية.
كاميرون: الأسد فقد كل شرعية وعليه أن يتنحى
لندن ـ يو بي آي: قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الإثنين إن الرئيس بشار الأسد فقد كل شرعية، ولم يعد بامكانه المطالبة بقيادة سورية.
وقال كاميرون في بيان أمام مجلس العموم (البرلمان) إن الرئيس الأسد ‘يجب أن يتنحى لمصلحة بلده وشعبه، ويتوقف العنف في سورية’.
واضاف ‘إن بريطانيا ستستمر في قيادة الدعوات المطالبة باستصدر قرار من الأمم المتحدة للبناء على الحظر النفطي المفروض من قبل الإتحاد الأوروبي على سورية، والذي دخل حيز التنفيذ’.
وقال كاميرون في بيانه حول تطورات الأوضاع في ليبيا ‘إن علاقاتنا مع ليبيا الجديدة يجب أن تتعامل مع سلسلة من مشاكل الماضي.. وفيما يتعلق بقضية المقرحي، فإن هذه المسألة تخص الحكومة الأسكتلندية، لكني اوضحت موقفي واعتقد أنه كان من المفترض عدم اعادته إلى ليبيا في المقام الأول’.
وحول قضية الشرطية إيفون فليتشر، التي تعتقد السلطات البريطانية أنها قُتلت برصاصة أُطلقت من السفارة الليبية وسط لندن بينما كان تقوم بحراسة تظاهرة مناهضة لنظام العقيد معمر القذافي عام 1984، قال كاميرون ‘ أُريد أن أرى العدالة تتحقق لأسرتها، وهناك تحقيقات تجريها الشرطة البريطانية، وأكد لي رئيس الوزراء الليبي محمود جبريل أن السلطة الجديدة في ليبيا ستتعاون بشكل كامل في هذه القضية’.
امير قطر: حركة الاحتجاج في سورية لن تتراجع
القوات السورية تلاحق الفارين الى تركيا وتقتل 13 شخصا بعدة مدن سماع دوي افجارات بمطار المزة وأنباء عن انشقاقات داخل الجيش
نيقوسيا ـ دمشق ـ القاهرة ـ عمان ـ ‘القدس العربي’ ـ وكالات: تواصلت العمليات الامنية في سورية ما اسفر عن مقتل 13 شخصا وجرح اخرين في العديد من المدن السورية، في حين أكد نشطاء سوريون في العاصمة دمشق أن جنودا انشقوا عن الجيش السوري في مطار المزة في دمشق، غير أنهم لم يعطوا مزيدا من التفاصيل.
وفي تصريح لافت اعتبر امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ان حركة الاحتجاج ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد لن تتراجع، في حين جددت ايران الحليف الابرز لسورية التعبير عن املها في تسوية الازمة القائمة في سورية ‘عبر الحوار وبدون عنف’.
وقال مقيمون ان القوات السورية شنت امس الاثنين أكبر هجوم على الاحتجاجات الشعبية في شمال غرب سورية قرب تركيا منذ حزيران (يونيو) وقتلت مدنيا في مداهمات استهدفت منع المحتجين من الفرار عبر الحدود.
وقتل عبد السلام حسون وهو حداد يبلغ من العمر 24 عاما برصاص قناصة من الجيش بعدما عبر لتوه الحدود إلى تركيا من قرية عين البيضا على الجانب السوري، حسبما ذكر ابن عمه في اتصال تليفوني من سورية.
وأوضح نشطاء من جسر الشغور بمحافظة إدلب أنه سمع إطلاق نار كثيف بشكل عشوائي بعد انشقاق عدد من عناصر الجيش وهربهم باتجاه الحدود التركية. وأضافوا أن نيرانا أطلقت باتجاه الأراضي التركية دون رد من الجانب التركي. كما تحدثوا عن محاولة اقتحام مخيم للاجئين السوريين على الحدود التركية ما أسفر عن حدوث عدد من الاصابات.
وقال النشطاء ان انشقاقات حدثت داخل مطار المزة في دمشق وسط سماع إطلاق رصاص كثيف جدا من داخل المطار، مؤكدين: ‘هذه الأصوات ليست لبنادق وإنما أصوات أسلحة ثقيلة ورشاشات وهناك تحليق لمروحيات’.
وذكرت قناة ‘العربية’ امس الاثنين أن المدعي العام لمدينة حماة الذي أعلن الأسبوع الماضي انشقاقه عن النظام السوري وصل إلى قبرص.
وأوضحت القناة أن عدنان البكور وصل إلى قبرص، دون المزيد من التوضيح.
وأكد نشطاء في لبنان لوكالة الأنباء الألمانية أن البكور آمن وبصحة جيدة ، دون المزيد من التفاصيل أيضا.
واعتبرت ايران على لسان حسن قشقوي نائب وزير الخارجية الايراني ‘ان شعب سورية وحكومتها قادران (على التوصل الى تسوية للازمة) عبر الحوار وبالامتناع عن اللجوء الى العنف’.
ولم تندد طهران البتة بالعنف الذي يمارسه النظام السوري بعكس المواقف التي اتخذتها من باقي الثورات الشعبية التي تهز العالم العربي منذ بداية العام.
كما ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية امس الاثنين أن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي سيتوجه إلى دمشق يوم الأربعاء لإجراء محادثات بشأن التطورات في سورية.
وذكر بيان للجنة الدولية للصليب الاحمر تلقت فرانس برس نسخة منه ان ‘مندوبين عن اللجنة الدولية للصليب الاحمر قاموا بزيارة سجن دمشق المركزي صباح امس بعد ان سمحت السلطات السورية للمرة الاولى للجنة بالوصول الى مكان الاشخاص المحتجزين من قبل وزارة الداخلية’.
وكان رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر جاكوب كلينبرغر تقدم بطلب للسماح للجنة بزيارة الاف المعتقلين الذين اوقفوا منذ بداية حركة الاحتجاجات اثناء زيارته لسورية في 21 و22 حزيران (يونيو).
وصباح الاثنين التقى كلينبرغر الاسد، ونقلت وكالة الانباء الرسمية (سانا) ترحيب الرئيس السوري ‘بعمل’اللجنة’طالما’انها’مستقلة’وتعمل بموضوعية بعيدا عن التسييس’.
وشكر كلينبرغر الاسد’على ‘التعاون’الكبير’والتسهيلات الكثيرة’التي قدمتها الحكومة’السورية’للوفد’للوصول’الى’مدن ومناطق’سورية’متعددة’وتقييم الاوضاع فيها وزيارة مراكز الاعتقال’، بحسب المصدر نفسه.
واوضح بيان اللجنة ان اجتماعات كلينبرغر مع المسؤولين السوريين تناولت ‘القواعد التي تحكم استخدام القوة من جانب قوات الأمن في ظل الوضع الراهن والالتزام باحترام كرامة المعتقلين الجسدية والنفسية والانسانية’.
وستزور اللجنة الدولية الأشخاص في أماكن احتجازهم وفقا للاجراءات المتبعة في عملها ‘لتقييم الظروف التي يحتجزون فيها والمعاملة التي يتلقونها ولضمان معاملة المعتقلين بانسانية واحترام كرامتهم والحفاظ عليها’.
ياتي ذلك فيما افاد ناشطون حقوقيون الاثنين ان 13 شخصا قتلوا في سورية بينهم 12 في حمص وريفها (وسط) خلال عمليات امنية، فيما اقتحمت قوات من الجيش والامن مدينة حماة (وسط) واطلقت النيران بكثافة من الاسلحة الثقيلة.
واعلن المرصد السوري لحقوق الانسان مساء الاثنين ان ‘أربعة مواطنين استشهدوا واصيب 11 بجروح نتيجة اطلاق النار عصر الاثنين على حافلة تقل عمال الشركة السورية لنقل النفط فرع حمص، وذلك على الطريق بين دوار الفاخورة ودير المخلص ليرتفع عدد الشهداء الذين سقطوا بمحافظة حمص الاثنين الى 12 شهيدا’.
واضاف المرصد ان ‘الحواجز الامنية انتشرت في معظم احياء حمص وكانت تسمع مساء الاثنين اصوت اطلاق رصاص كثيف وانفجارات متقطعة في احياء الانشاءات والخالدية والبياضة ودير بعلبة باب سباع والسوق’.
وكان الناطق باسم لجان التنسيق المحلية في سورية عمر ادلبي اعلن قبل ذلك في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان ‘ثلاثة اشخاص قتلوا في حمص بينهم اثنان في حي الخالدية وثالث في حي البياضة عندما اطلقت قوات الامن النار اثناء اقتحامها هذين الحيين’.
واضاف ان ‘شخصا قتل بنار رجال الامن في تلكلخ (ريف حمص) واخر في منطقة ادلب (شمال غرب) بنار قناص استهدفه بينما كان يحاول العبور عبر الحدود التركية’.
من جهته، اكد المرصد السوري لحقوق الانسان ‘مقتل مواطنين اثنين في حيي البياضة وباب سباع في حمص كما قتل رجل وابنه في حي بستان الديوان في حمص بطلقات نارية بينما كانا على متن دراجة نارية’ لافتا الى انه ‘يعتقد ان مصدر الرصاص عناصر الشبيحة (ميليشيات النظام)’.
كما ذكر ادلبي ان ‘اكثر من 30 الية عسكرية وامنية اقتحمت مدينة حماة من دوار السباهي باتجاه وسط المدينة وسط اطلاق كثيف للنيران’.
واشار المرصد ايضا الى ان ‘الحواجز الامنية انتشرت في معظم احياء حمص حيث سمعت اصوت اطلاق رصاص كثيف وانفجارات متقطعة في احياء الانشاءات والخالدية والبياضة ودير بعلبة والسوق’.
ونقل المرصد عن ناشط في المدينة ‘ان سيارات الاسعاف شوهدت بشكل كبير في شوارع المدينة’ مشيرا الى ان ‘الاسواق التجارية مغلقة وحركة السير شبه معدومة’.
واكد المرصد ‘سقوط ما لا يقل عن 35 جريحا بعد ظهر الاثنين’.
وكان المرصد اشار الى ان ‘تعزيزات عسكرية ضمت اربع اليات مدرعة وسبع شاحنات دخلت صباحا الى حي الخالدية قادمة من طريق حماة كما اقتحمت المدرعات حي باب الدريب’ في حمص.
وذكر المرصد ان ‘قوات الامن شنت حملات اعتقال شملت العشرات في حي الخالدية والبياضة حيث تجاوز عدد معتقلي الاثنين في حي الخالدية 80 معتقلا’.
وافاد ان ‘اهالي حي دير بعلبة في حمص قاموا بقطع الطريق الرئيسي الذي يصل السلمية بحمص احتجاجا على اقتحام الخالدية’.
واضاف ان ‘قوات عسكرية وامنية تضم سبع دبابات وناقلات جند مدرعة وتسع سيارات رباعية الدفع واربع حافلات كبيرة اقتحمت قرية خان السبل في ريف ادلب (شمال غرب) ظهر الاثنين ونفذت حملة مداهمات واعتقالات اسفرت عن اعتقال نحو 70 شخصا واصابة ثلاثة اشخاص بجروح احدهم بحالة الخطر’.
صحيفة البعث السورية: الدعوة للتدخل الخارجي جرم يعاقب عليه القانون
دمشق- (د ب أ): عرضت صحيفة (البعث) الحاكم في سورية آراء لعدد من القانونيين والأكاديميين اعتبروا أن ” تصعيد المؤامرة على سورية عبر أدوات جديدة تدعو للتدخل الخارجي في شئون سورية الداخلية وتستجدي تسليح الإرهابيين يشكل دعماً لحركة تمرد مسلحة ما يعطي الدولة كامل الحق والصلاحية في استخدام جميع الوسائل المتاحة لمواجهة هذه الحركات حفاظاً على أمن الوطن واستقراره”.
وذكرت الصحيفة أن “الذين يستهدفون قوات حفظ النظام والجيش والقوى الأمنية والمدنيين ليسوا سوى مجموعات إرهابية مسلحة تسعى لتنفيذ أجندات ومخططات خارجية ترمي الى ضرب الوحدة الوطنية وزعزعة حالة الأمن ،والاستقرار التي ينعم بها أبناء الوطن”.
وأوضح الدكتور عبد الجبار الحنيص، رئيس قسم القانون الجزائي في كلية الحقوق بجامعة دمشق ، بحسب الصحيفة ان “المادة 264 من قانون العقوبات تنص على أن كل سوري دسّ الدسائس لدى دولة أجنبية أو اتصل بها ليدفعها لمباشرة العدوان على سورية أو ليوفر لها الوسائل إلى ذلك يعاقب بالأشغال الشاقة المؤبدة ما يعني أن مجرد دعوة الدول الأجنبية بتحريضها على العدوان على سورية يعد جرماً يعاقب عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة”.
وقال الحنيص إنه “إذا ما أفضت الدعوة الى وقوع العدوان فإن العقوبة تشدد الى الإعدام على من قام بالتحريض على العدوان”.
وأضاف إن “بنود المادة 264 من قانون العقوبات تنطبق على كل من قام من السوريين بالاستقواء بالدول والقوى الخارجية لحملها على التدخل العسكري في سورية ويعد خائناً لوطنه”.
وأوضح أن “القانون الدولي والقوانين الوطنية تؤكد حق الدولة في القضاء على أي تمرد مسلح خارج إطار الشرعية الوطنية والمشروعية القانونية والدستورية”.
إشتباكات بين الأمن الأردني ولاجئين سوريين في بلدة الرمثا بشمال المملكة
عمان- (يو بي اي): شهدت منطقة سكنى لاجئين سوريين في لواء الرمثا شمال الأردن ليل الاثنين الثلاثاء تواجداً أمنياً مكثفاً إثر اشتباكات وقعت بين قوات الدرك وبعض اللاجئين.
وقال موقع (خبرني) الإلكتروني الثلاثاء إن اشتباكات اندلعت بين قوات الدرك ولاجئين سوريين في الرمثا بعد رفض هؤلاء الإبقاء على دورية شرطة تحرس مكان سكناهم، بالقرب من منطقة الحاووز الشمالي في الرمثا.
واستضافت عائلات أردنية لاجئين سوريين ومعارضين للنظام خرج بعضهم من المعتقلات مؤخراً، وفروا جميعاً للأردن بطرق غير شرعية.
ونقل الموقع عن أحد اللاجئين ويدعى أيمن الأسود قوله “إن غالبية المتواجدين في المنطقة والذين كانوا طرفاً في الاشتباكات الأخيرة مع الدرك هم منشقون عن الجيش السوري فرّوا للأردن عقب انشقاقهم خوفاً من التصفية الجسدية”.
وأضاف الأسود إن البقية هم “من المعارضين السوريين الذين خرجوا من السجون حديثاً، وهربوا للأردن من القمع والتعذيب الذي يمارسه النظام السوري بحق أبناء شعبه”.
وحسب الأسود عارض لاجئون سوريون وجود دورية شرطة تحرس الشقق الأربع المتجاورة التي استضافتهم بها عائلات أردنية، وخرجوا مطالبين بمنحهم الحق بالتجول بحرية، ما دفع قوات الدرك للحضور والتدخل لمنعهم من الخروج من منازلهم.
وتتحدث منظمات حقوقية محلية عن وجود نحو ألفي سوري لجأوا الى المناطق الشمالية والشمالية الشرقية من الأردن المحاذية للحدود السورية، إلا أن الحكومة الأردنية ترفض تأكيد أنباء وجود لاجئين سوريين على أراضيها.
حماة وحمص تردان على النظام بالتظاهرات المسائية
إيلاف
دمشق: تظاهر ناشطون سوريون مساء أمس في حمص وحماة التي اقتحمتها قوات من الجيش والأمن.
وقتل 13 شخصا في سوريا بينهم 12 في حمص وريفها (وسط) خلال عمليات امنية، فيما اقتحمت قوات من الجيش والامن مدينة حماة (وسط) واطلقت النيران بكثافة من الاسلحة الثقيلة.
واعلن المرصد السوري لحقوق الانسان مساء الاثنين ان “أربعة مواطنين قتلوا واصيب 11 بجروح نتيجة اطلاق النار عصر الاثنين على حافلة تقل عمال الشركة السورية لنقل النفط فرع حمص، وذلك على الطريق بين دوار الفاخورة ودير المخلص ليرتفع عدد الشهداء الذين سقطوا بمحافظة حمص الاثنين الى 12 شهيدا”.
واضاف المرصد ان “الحواجز الامنية انتشرت في معظم احياء حمص وكانت تسمع مساء الاثنين اصوت اطلاق رصاص كثيف وانفجارات متقطعة في احياء الانشاءات والخالدية والبياضة ودير بعلبة باب سباع والسوق”.
وتشهد سوريا حركة احتجاجات واسعة منذ منتصف اذار/مارس ادى قمعها من جانب السلطة الى مقتل 2200 بحسب حصيلة لمنظمة الامم المتحدة.
وتتهم السلطات “جماعات ارهابية مسلحة” بقتل المتظاهرين ورجال الامن والقيام بعمليات تخريبية واعمال عنف اخرى لتبرير ارسال الجيش الى مختلف المدن السورية لقمع التظاهرات.
ناشطون أكراد يؤكدون دعم الإحتجاجات ضد نظام الأسد
وكالات
ستوكهولم: قال ناشطون أكراد إن الاقلية الكردية في سوريا تساند الانتفاضة على الرئيس بشار الاسد لانها قد تؤذن بإحلال الديمقراطية، لكن مظالم قديمة يجب معالجتها في أي نظام يأتي بعد الأسد.
وفي بيان صدر يوم الاثنين في ختام مؤتمر في ستوكهولم لتوحيد جهود الاكراد المناهضة للأسد، قال النشطاء انهم سيعززون التأييد للاحتجاجات الكردية المناوئة للأسد.
وقال البيان “ان الشعب الكردي في سوريا المكوّن الرئيس لحالة التنوع الموجودة في البلاد هو طرف أساسي في الثورة الجارية ضد النظام وفي كامل مصلحته السعي إلى إسقاطه”.
وشدد البيان على ضرورة “العمل على بناء سوريا جديدة بعيدة عن كل ما أورثه حكم البعث من فكر عنصري متطرف.. وطن تسود فيه قيم الاحترام والتسامح وقبول الاخر في ظل نظام حكم قائم على أسس اللامركزية السياسية والديمقراطية التوافقية والتعددية والعلمانية”.
وقال البيان “لن تكتمل الثورة السورية الا بإيجاد الحل العادل والشامل للقضية الكردية كقضية شعب يعيش على أرضه التاريخية وفق شرعة الامم المتحدة والمواثيق والعهود الدولية وذلك في اطار وحدة البلاد”.
ونظمت مجموعة من الناشطين الاكراد في ستوكهولم مؤتمرًا يهدف الى تعزيز الدور الكردي في الحركة الاحتجاجية في سوريا الرامية الى اسقاط نظام الاسد، حسبما اعلن القائمون.
وناقش المؤتمر، الذي امتد على يومين “تأطير الطاقات الكردية في الخارج وتصعيد دور الكرد في ثورة سوريا”، بحسب بيان للمنظمين.
وقال عضو اللجنة التحضيرية محمد سيدا في البيان “إن عدد المشاركين سيتراوح بين 60 و70 شابًا كرديًا، معظمهم من النشطاء في دول الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية ودول الخليج العربية، إضافة إلى نشطاء يقيمون في دول الإتحاد السوفييتي سابقا”.
وكان الرئيس السوري اعلن بداية نيسان/ابريل الماضي اصلاحات كان اولها اصدار مرسوم يمنح الجنسية لسكان من اصل كردي حرموا منها اثر احصاء مثير للجدل جرى في 1962.
واتخذت الحكومة آنذاك هذا القرار بحجة ان مجموعات من الاكراد دخلت بصورة غير مشروعة من دول مجاورة ولا سيما تركيا واستقرت في محافظة الحسكة العام 1945 وتمكنت من تسجيل اسمائها في دوائر النفوس السورية بصورة غير قانونية.
ومع تركز أكراد سوريا البالغ عددهم مليون نسمة في المنطقة المنتجة للنفط في شمال شرق البلاد، فان القضية الكردية سيكون لها حضور بارز اذا تم الاطاحة بالاسد، وما لذلك مع تداعيات اقليمية على تركيا التي يوجد فيها أقلية كردية كبيرة، وعلى العراق التي يتمتع فيها الاكراد بدرجة كبيرة من الحكم الذاتي. ويبلغ عدد سكان سوريا اجمالا نحو 20 مليون نسمة.
تصاعد التظاهرات التي تشهدها والإحتجاجات ضد نظام الأسد
إستثمارات روسية بمليارات الدولارات مهددة في سوريا
لميس فرحات
تستمر أعداد الضحايا بالارتفاع في سوريا، التي تشهد تظاهرات وأعمال احتجاج ضد نظام الرئيس بشار الأسد، الذي أصبح في عزلة متزايدة على الساحة العالمية، لكن سوريا ليست وحدها المتضررة من الوضع الأمني المتدهور، فالشركات الروسية التي تستثمر أموالها في دمشق تتكبد خسائر مالية هائلة تقدَّر بمليارات الدولارات.
لميس فرحات: تناولت صحيفة الـ”موسكو تايمز” العلاقات التجارية والاقتصادية التي تربط روسيا بسوريا، خصوصاً عقود السلاح المربحة، واستثمارات الشركات الروسية في مجالات البنية التحتية والطاقة والسياحة السورية.
وأوضحت الصحيفة: “بلغت قيمة الصادرات الى سوريا قيمة 1.1 مليار دولار في عام 2010، كما إن الاستثمار الروسي في البلاد وصل إلى 19.4 مليار دولار في عام 2009، لذلك يمكن القول إن هناك الكثير على المحك بالنسبة إلى روسيا”.
ونقلت الصحيفة عن أنطون قدراتييف، مدير مبيعات في شركة “يورالماش القابضة للمعدات والحفر”، التي تستثمر في سوريا وتنفذ أعمالاً على اراضيها منذ نحو 14 عاماً، قوله: “كل الطلبيات وعمليات التصدير إلى سوريا توقفت، وكأنها وصلت إلى طريق مسدود”، مضيفاً إن طبيعة عمل الشركة تستلزم وجود العمال بين الناس وعلى الأرض للتواصل والتفاوض، لكن الوضع الامني جعل هذا الاحتمال مستحيلاً.
ووفقاً لتقديرات الأمم المتحدة، قتل أكثر من 2200 متظاهر في حركة الاحتجاج التي تضخمت ضد نظام الأسد منذ آذار/مارس. واستخدمت الحكومة السورية، التي لا تسمح للصحافيين بدخول البلاد، الدبابات والقناصة والمدفعية الثقيلة ضد المتظاهرين لقمع الاحتجاجات.
ونقلت الـ “موسكو تايمز” عن سيرجي ماكاروف، مدير شركة سترويترانسغاز، وهي شركة لبناء منشآت التنقيب عن الغاز في سوريا، قوله: “على الرغم من أعمال العنف، فإن أعمالنا تسير من دون أي انقطاع يُذكر”.
لكنه أضاف أن الشركة واجهت مشاكل مع الموردين الأوروبيين الذين لم يقوموا بتأمين المعدات الضرورية لعمل الشركة، كما إنهم رفعوا التعريفات في ظل تعطل القطاع المصرفي.
وأشار ماكاروف إلى أن الشركة اتخذت تدابير امنية اضافية للحفاظ على سلامة موظفيها، وقال: “إذا أعلنت روسيا عن إجلاء مواطنيها، فنحن على استعداد”.
في المقابل، أشارت الصحيفة إلى أن شركات روسية أخرى لم تتأثر بأعمال الاحتجاجات التي تجتاح سوريا، ونقلت عن نيكولاي غرشينكو، مدير شركة هندسة، قوله: “أنا على اتصال يومي مع الفريق الروسي للشركة في حلب، المؤلف من 20 عاملاً، ولم نشهد أي تعطيل في الأعمال”.
واضاف غريشينكو، الذي يعمل في سوريا منذ أكثر من 50 عامًا، ان الأسد “رجل محترم”، مقارناً احتجاجات اليوم باضطرابات عام 1980 في سوريا، والتي سحقت بنجاح من قبل الحكومة، مخلفة حصيلة 25000 قتيل وجريح من المدنيين.
ووفقًا للبيانات الصادرة من ترير وزارة الدفاع الروسية، هناك عقود في مجال الاسلحة بقيمة اكثر من 4 مليارات دولار مع سوريا، بما في ذلك طائرات مقاتلة من من طراز ميغ 29، وصواريخ بانتسير القصيرة المدى أرض/جو، وأنظمة المدفعية والاسلحة المضادة للدبابات. كما إن سوريا تستضيف على أراضيها القاعدة البحرية الوحيدة لروسيا في البحر الأبيض المتوسط.
وختمت صحيفة الـ “موسكو تايمز”، بالقول “على الرغم من أن روسيا أدانت العنف الذي تمارسه السلطات السورية ضد المتظاهرين، إلا أنها ترفض الدعوات الدولية إلى فرض عقوبات اقتصادية جديدة من قبل الأمم المتحدة، تعرقل تقدم اي جهود في هذا الإطار”.
النشاطات المحلية شهدت شيئاً من الركود والغربيّة تعيش حالة جمود كامل
المسارح والمراكز الثقافية السورية أغلقت أبوابها بانتظار الآتي
إيلاف
أن تعثر على نشاط ثقافي حالياً في دمشق أمر ليس من السهولة بمكان فصالات السينما في غالبيتها مغلقة تحت تبريرات عدة ومسارح دمشق تعاني الأمر ذاته بعدما ودعت آخر جماهيرها قبل رمضان وأسدلت ستارها مدعية معاودة نشاطها بعد انتهاء الشهر الكريم.
كلودا المجذوب الرفاعي من دمشق: الحركة الثقافية في دمشق يمكن وصفها اليوم بشبه المعدومة، وإن كان ثمة محاولات بسيطة هنا وهناك لإحيائها، لكنها لا ترقى إلى مستوى الجماهيرية والمتابعة. السبب البديهي الأول هو طبيعة شهر رمضان وعزوف الغالبية عن الخروج ورغبتهم بمتابعة الدراما والمكوث في المنازل أو المطاعم.
ولكن السبب الخفي الثاني الرغبة في الابتعاد عن التجمعات، سيما وأن التوتر ما زال قائمًا في هذه المدينة، التي ما عادت وأبناءها يعرفون العيش من دون متابعة الأخبار وإحصاء عدد القتلى.
وزارة الثقافة أنكرت مثل هذا الطرح، وأصرّت على استمرار الحياة الثقافية في البلاد، وأكد معاون وزير الثقافة علي القيم أن جداول الوزارة نفذت كما هي في الفترة السابقة من دون حدوث أي تغير أو خلل، ثم عاد ليصحح بأن التوقف حدث في المحافظات التي عاشت أزمات في الفترة الأخيرة، مثل حماه ودرعا وسواها.
وأوضح القيم أن الوزارة عملت خلال شهر رمضان على إحياء عدد من النشاطات المنسجمة مع روح هذا الشهر، كالسهرات الرمضانية في قصر العظم، وأن الوزارة مستمرة في التحضير لمعرض الكتاب السنوي المتوقع افتتاحه في شهر أيلول، ما بين 8-18 موضحًا أن المشاركة لم تتغير، ولم يعتذر أحد من المشاركين متحدثًا عن تأكيد 400 دار موافقتهم ونيتهم المشاركة.
توقف النشاط الغربي
وإن كانت الحياة الثقافية المحلية شهدت شيئًا من الركود، فتلك المستوردة والآتية من الدول الأخرى، وخاصة الغربية منها، تعيش اليوم حالة جمود شبه كامل، خصوصًا وأن كل المراكز الثقافية الأجنبية أغلقت أبوابها تقريبًا في دمشق، إما تأثرًا بالموقف السياسي لبلادها أو بحجة الإجازة الصيفية، كما أوضح مدير العلاقات الثقافية في الوزارة نزيه خوري، تاركًا الباب مفتوحًا لبيان موقفهم الحقيقي لقدوم شهر أيلول موعد انتهاء العطلة.
لكن حسن النية هذه لم تنعكس على النشاطات الثقافية السورية في الخارج التي أجّلت غالبيتها وتوقفت، واقتصرت على أسبوع ثقافي يقرر تنفيذه في روسيا الاتحادية، كما أوضح خوري، مع الإشارة إلى التوجيهات الحكومية الحالية للتخفيف من السفر ومصاريفه نظرًا إلى الظروف الخاصة التي تمر بها سوريا.
كما إن حسن النية تلك لم تمنع دمشق من اتخاذ موقف من فرنسا، واستبعاد السينما الخاصة بها كضيفة في مهرجان دمشق السينمائي، واستبدالها بالصينية، كما أكد الدكتور القيم.
عزوف الفنانين وتشجيع الوزارة
ميل الوزارة هذا لتنفيذ المعارض والمهرجان ربما يخالف التوقع السائد لدى البعض في الرغبة بالابتعاد عن التجمعات، وهو رأي ينكره سامر عمران المخرج المسرحي وعميد المعهد العالي للفنون المسرحية سابقًا، الذي أوضح عدم تبلغه شخصيًا بمثل هذا الطرح، مشيرًا إلى أنه لمس خلاف ذلك، مع رغبة الوزارة في المحافظة على الحياة الثقافية في سوريا، وإعادة الحياة إليها، مبررًا في الوقت عينه سبب هذا الجمود بعامل يتعلق بالفنانين أنفسهم، وحاجتهم إلى البحث عن أعمال تتناسب مع مستوى الحدث، وليس مجرد تقديم أعمال كمية، هدفها الإنتاج والربح.
ويقول عمران: “توجد مشكلة فكرية في البلد ضمن مجمل المشاكل التي تمر بها البلاد من حوالى ستة أشهر، مما ولد عند الناس ترقبًا على المستويين الاقتصادي والاجتماعي وطبعًا السياسي، وجعل اهتمامهم بالفن والشأن الثقافي ليس ضمن أولوياتهم، في المقابل أخذت المشكلة شكلاً أعمق عند الفنان وأهم، فهو محتاج في هذه الفترة أكثر من غيرها التمحيص جيدًا قبل الإقدام على أي خطوة أو تجربة فنية”.
عمران أكد أنه في الفترة السابقة حاول تنفيذ عدد من الأعمال، لكنه قرر تأجيلها لإحساسه بأنها لا تتناسب مع هذه المرحلة، وشعر برغبة ملحة للبحث عن ما هو أجدى وأكثر ملائمة مع حجم الحدث المتسارع الوتيرة.
ولم يعتبر سبب ابتعاده الخوف من التخوين والحملات التي تحاك ضد من يقدم أي تصريح أو تعليق في هذه المرحلة، فهو يرى أن البلد أكبر من أن يقسّم ما بين مع وضد، لكن المشكلة الأهم السائدة هي حاجة المتلقي إلى التطرف بسبب حساسيته العالية وهو أمر لا يتناسب وتوجهات الدكتور عمران أيًا كان نوع هذا التطرف.
لكنه ترك الباب مفتوحًا ليأخذ دوره في هذه المرحلة بادئاً العمل بالتنسيق لأوبرا سوريا بكل القائمين عليها، فالمغنية والمخرج والسينوغرافيست وعازفو الأوركسترا وقائدها الجميع من سوريا، بتنوع انتماءاتهم، ويرى أن العمل في حال انتهى منه سيرى النور في تشرين الثاني أو كانون الأول، كما إنه في صدد الإعداد لمسرحية “العميان” لتقديمها كعرض محترف لشعوره بأنها تلبّي رغبته في هذه المرحلة بتقديم مادة غنية في مضمونها وأهدافها وقابلة جداً للبحث عن صيغ جديدة في الشكل الفني لعرضها على الجمهور.
غياب التغطيات
ويؤكد عدد من الصحافيين العاملين في المجال الثقافي أن الجمود في الحياة الثقافية في دمشق أمر لا يمكن نكرانه، والدليل غياب التغطيات الصحافية ومواكبة الأحداث في صفحات الجرائد وفي المواقع الإلكترونية، وإن كان البعض يبرر ذلك بطبيعة شهر رمضان، وتصدر الدراما على سواها من الأعمال.
في حين يرى البعض الآخر طبيعة هذه الفترة من تاريخ المنطقة العربية كافة، وتحول الأخبار ومجريات الأحداث لأولى الأولويات في حياتهم، وليضاف إليها الإجازات الصيفية التي أخذتها عدد من المراكز الثقافية الأجنبية، إضافة إلى دار الأوبرا التي أغلقت أبوابها للصيانة.
السلطات السورية تبدأ جلسات الحوار وناشطون يقللون من أهمية هذه الخطوة
تشكيل مجلس أعلى لقيادة الثورة في الداخل هدفها إسقاط نظام الأسد
وكالات
فيما بدأت السلطات السورية يوم أمس عقد جلسات الحوار الوطني، تمهيداً لانعقاد مؤتمر الحوار الوطني، أعلن معارضون من الداخل عن تشكيل مجلس أعلى لقيادة الثورة السورية، يعمل على التواصل مع المعارضة في الخارج، ويهدف إلى إسقاط نظام الأسد.
دمشق، الوكالات: تحت اسم “شباب ثورة الحرية والكرامة” أعلن معارضون عن تشكيل مجلس أعلى لقيادة الثورة السورية، يمثل المعارضة في الداخل، ويعمل على التواصل مع المعارضة في الخارج.
وتم الإعلان عن أسماء 12 ممثلاً للمحافظات السورية، فيما تم التكتم عن 16 اسمًا يشكلون البدائل عن الـ12 الذين تم الكشف عن أسمائهم، في حال تعرضهم لمكروه.
وأوضح بيان صادر من المجلس الجديد أنه يمثل قوى الثورة في ربوع البلاد، وأنه سيكون أمينًا عليها حتى تحقيق أهدافها بإسقاط نظام الأسد.
وتتمثل اللاذقية في هذا المجلس بخالد كمال وأحمد السعيد، في حين يمثل أنس عيروط ومحمد الموسى طرطوس وبانياس، بينما يمثل الحسكة والقامشلي محمد ملا رشيد وريناس. أما حلب فيمثلها ياسر النجار وأحد شباب الحراك الثوري، فيما يمثل حمص حمزة الشمالي ومروان الرفاعي وسامح الحمصي وحسام المرعى.
وقد مثلت حماه وريف دمشق ودير الزور والسويداء بشخصين من الحراك الثوري في كل منها. ومثل دمشق محمد علي عامر وأحد شباب الحراك الثوري، أما درعا فيمثلها مطيع البطين وشخص آخر من الحراك الثوري، ويمثل القنيطرة عماد الدين رشيد ومحمد عناد سليمان، والرقة فرج حمود الفرج وخالد هنداوي، وإدلب يمثلها صالح زكوان وأحد شباب الحراك الثوري.
إلى ذلك، أطلقت “صفحة الثورة السورية” على فايسبوك حملة “أسبوع المطالبة بدخول مراقبين دوليين إلى المدن السورية” معلنة الانتقال إلى مرحلة التصعيد السلمي.
يقضي هذا النوع من التصعيد بالاستمرار في العمل الجدي والتركيز على نشر المنشورات المعممة على صفحة الثورة، ودعم الحملة المعلنة من قبل الناشطين، والتي تركّز هذا الأسبوع على وجوب دخول مراقبين دوليين، والعمل على إطلاق سراح المعتقلين، وتوسيع رقعة الاعتصامات أمام السفارات في الخارج، والتركيز على التصوير بدقة عالية وعلى البث الحي والمباشر، وشنّ حملة من خلال شبكة الإنترنت على المواقع العربية والأجنبية لحثّها على دعم الثورة ومطالبها المحقة.
من جانبها بدأت السلطات السورية أمس عقد جلسات الحوار الوطني على مستوى المحافظات، التي ستستمر حتى 20 من الشهر الجاري، تمهيدًا لانعقاد مؤتمر الحوار الوطني.
وذكرت وكالة الأنباء السورية “سانا” أن جلسات الحوار الوطني على مستوى المحافظات تهدف إلى “تحقيق أوسع مشاركة جماهيرية حول الرؤية المستقبلية لبناء سوريا في مختلف المجالات”.
وأضافت: “تتركز جلسات الحوار الوطني الفرعية على ثلاثة محاور: محور الحياة السياسية والإصلاح السياسي المنشود، والمحور الاقتصادي الاجتماعي، ومحور احتياجات المحافظة والرؤية المحلية لتطويرها في مجال الخدمات والتنمية والإدارة”.
ومن المقرر أن تشكل في كل محافظة لجنة لإطلاق الحوار، تشمل المحافظ وأمين فرع حزب البعث الحاكم وشخصين من أحزاب (الجبهة الوطنية التقدمية) وثلاث أو أربع شخصيات مستقلة ومعارضة، بحيث تدعو فاعليات سياسية واقتصادية من المجتمع المحلي.
وأفادت سانا بأنه يتوقع أن يشارك في جلسات الحوار نحو 200 شخصية في كل محافظة، على أن تقدم اللجان في نهاية جلسات الحوار نتائج أعمالها إلى دمشق، تمهيدا لعقد مؤتمر للحوار الوطني. وقلل ناشطون من أهمية هذه الخطوة، التي تأتي “متأخرة ومتعثرة”، وقال ناشط رفض الإفصاح عن اسمه، إن هذا التخبط يؤكد “عدم جدية الإصلاحات التي تجرى”.
ميدانياً، افاد ناشط حقوقي الاثنين أن شخصين قتلا في حمص (وسط) خلال عملية أمنية، فيما اقتحمت قوات من الجيش والأمن مدينة حماه (وسط)، واطلقت النيران بكثافة من الاسلحة الثقيلة.
واكد الناطق باسم لجان التنسيق المحلية في سوريا عمر ادلبي لوكالة الأنباء الفرنسية أن “قوات الامن اقتحمت حي الخالدية في مدينة حمص (وسط) واطلقت النار، مما اسفر عن مقتل شخصين”.
كما ذكر ادلبي أن “اكثر من 30 الية عسكرية وامنية اقتحمت الان مدينة حماه من دوار السباهي باتجاه وسط المدينة وسط اطلاق كثيف للنيران”. وبدورها افادت لجان التنسيق المحلية أن “قوات الامن اقتحمت بلدة السبيل في معرة النعمان الواقعة في ريف ادلب (شمال غرب) وقامت بحملة دهم واعتقال”، مشيرة الى ان “مدرعات تابعة للجيش تحاصر البلدة”.
كما اشارت إلى “اكتشاف مقبرة جماعية تحوي سبع جثث متفسخة على الاقل قرب قرية الرامي الواقعة في جبل الزاوية (شمال غرب)”، مضيفة ان “الاهالي حاولوا انتشالها، الا ان قوات الجيش قامت بمطاردتهم، وانتشرت بشكل كثيف في المنطقة”.
يأتي ذلك غداة مقتل 12 شخصًا، بينهم امرأة، خلال عمليات أمنية وعسكرية في سوريا، التي اعلنت بدورها عن مقتل ستة عسكريين، بينهم ضابط، وثلاثة مدنيين في كمين نصبته “مجموعة ارهابية مسلحة”.
وقد غادر الجيش السوري حماه، احد مراكز الاحتجاجات ضد النظام السوري، في العاشر من اب/ اغسطس، بعدما قام بعملية عسكرية واسعة بهدف “القضاء على العصابات الارهابية المسلحة” التي تتهمها السلطات بتأجيج الاحتجاجات.
الدبابات تقتحم حماه ثانية.. والشبيحة يستهدفون العابرين لتركيا
كاميرون يجدد الدعوة للأسد بالتنحي * محامي عام حماه: أصبت في مداهمة * قيادي شيعي عراقي لـ«الشرق الأوسط»: طهران ستنقل الصراع للخليج إذا سقط الأسد
جريدة الشرق الاوسط
لندن: معد فياض دمشق ـ بيروت : «الشرق الأوسط»
اقتحمت دبابات الجيش السوري مدينة حماه أمس، وهي المرة الثانية منذ اندلاع الاحتجاجات المناوئة للرئيس السوري بشار الأسد منتصف مارس (آذار) الماضي، كما أعلن ناشطون مقتل 13 سوريا أغلبهم في حمص. وأفادت مصادر بأن الجيش السوري، مدعوما بالدبابات، اقتحم حماه وسط مخاوف من عمليات أمنية «قاضية»، وقال الناطق باسم لجان التنسيق المحلية في سوريا، عمر إدلبي: «إن أكثر من 30 آلية عسكرية وأمنية اقتحمت مدينة حماه.. وسط إطلاق كثيف للنيران».
وفي غضون ذلك، أفاد شهود عيان بأن قوات الأمن بدأت بتنفيذ عمليات خاصة في البلدات المحاذية للحدود التركية. وقال أحدهم «إنهم (الشبيحة) يحاولون منع أي شخص من المدنيين والمنشقين من الوصول إلى تركيا». ويعتقد أن تجدد العمليات الأمنية قرب الحدود يأتي للحيلولة دون نجاح محامي عام حماه، عدنان بكور، في التسلل إلى تركيا بعد إعلان انشقاقه. ومن جانبه أعلن بكور، في شريط صوتي، إصابته على أيدي قوات الأمن عندما نفذوا حملة اعتقالات في بلدة معرة النعمان.
من جانبه, جدد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الدعوة إلى الأسد بالتنحي.
إلى ذلك, كشف قيادي في المجلس الأعلى الإسلامي بالعراق لـ«الشرق الأوسط» أن الأحزاب الشيعية العراقية تلقت تعليمات من إيران بشن هجمات إعلامية على دول الخليج وفي مقدمتها السعودية. وأضاف أن طهران تريد أن تنقل ساحة الصراع إلى العراق ومنطقة الخليج العربي «وسوف تركز على بغداد لتكون بديلا عن دمشق في حالة سقوط نظام الرئيس بشار الأسد».
معارضون سوريون في الداخل يعلنون تشكيل مجلس أعلى لقيادة الثورة
ممثل تنسيقية حلب لـ«الشرق الأوسط»: سنعمل على تنظيم مظاهرات موحدة على مستوى الوطن
جريدة الشرق الاوسط
بيروت: بولا أسطيح
أعلن معارضون سوريون أطلقوا على أنفسهم اسم «شباب ثورة الحرية والكرامة» تشكيل مجلس أعلى لقيادة الثورة السورية، قالوا إنه يمثل المعارضة في الداخل التي ستعمل على التواصل مع المعارضة في الخارج.
وكشف ممثل تنسيقية حلب، ياسر النجار، لـ«الشرق الأوسط» أنه «تم الإعلان عن أسماء 12 ممثلا للمحافظات السورية فيما تم التكتم عن 16 اسما يشكلون البدائل عن الـ12 الذين تم الكشف عن أسمائهم في حال تعرضوا لمكروه».
وقال النجار: «ممثلو التنسيقيات باتوا يشكلون اليوم شبكة تواصل على مستوى المحافظات، هدفنا توحيد الموقف السياسي، وبعث رسالة من الداخل وعلى المستوى الميداني للمعارضة في الخارج لمطالبتها بتوحيد الصف، كما سنعمل في الفترة المقبلة على تنظيم تظاهرات موحدة على مستوى الوطن».
وأعلن النجار أن «6 من ممثلي التنسيقيات انتقلوا إلى الخارج للتنسيق مع المعارضين هناك سعيا للتوصل لمجلس وطني سوري حقيقي يمثل الشارع السوري ونبضه»، وقال «هؤلاء الممثلون سيظلون في الخارج نظرا لصعوبة ظروف عودتهم وهم سيكونون صلة الوصل بين معارضة الداخل ومعارضة الخارج».
وإذ أكد النجار «رفض الشارع السوري رفضا قاطعا لتسليح الثورة»، قال «لدى الشارع ثقة عمياء بأن السلاح لن ينجّح الثورة وبأن سر النجاح بسلميتها» لافتا إلى أن «رفض تسليح الانتفاضة ينطلق من عجزنا أولا ومن عدم اقتناعنا بمنطق السلاح من جهة أخرى»، وأضاف «الثورة ستبقى سلمية حتى آخر رمق».
وأوضح بيان صادر عن المجلس الجديد أنه يمثل قوى الثورة في ربوع البلاد، وأنه سيكون أمينا عليها حتى تحقيق أهدافها بإسقاط نظام الأسد.
وتتمثل اللاذقية في هذا المجلس بخالد كمال وأحمد السعيد، في حين يمثل أنس عيروط ومحمد الموسى طرطوس وبانياس، بينما يمثل الحسكة والقامشلي محمد ملا رشيد وريناس. أما حلب فيمثلها ياسر النجار وأحد شباب الحراك الثوري، فيما يمثل حمص حمزة الشمالي ومروان الرفاعي وسامح الحمصي وحسام المرعى.
وقد مثلت حماة وريف دمشق ودير الزور والسويداء بشخصين من الحراك الثوري في كل منها. ومثل دمشق محمد علي عامر وأحد شباب الحراك الثوري، أما درعا فيمثلها مطيع البطين وشخص آخر من الحراك الثوري، ويمثل القنيطرة عماد الدين رشيد ومحمد عناد سليمان، والرقة فرج حمود الفرج وخالد هنداوي، وإدلب يمثلها صالح زكوان وأحد شباب الحراك الثوري.
كما تم تعيين كل من فرج حمود الفرج السلامة كعضو في المجلس الأعلى لقيادة الثورة السورية عن مدينة الطبقة وضواحيها وخالد الهنداوي عضو المجلس الأعلى عن مدينة الرقة بصفته ممثلا عن أعضاء مدينة الرقة الذين لم تعلن أسماؤهم لضرورات أمنية، وكلاهما ممثل عن الرقة في المجلس في الخارج ومهمته توصيل صوت المحافظة في المؤتمرات والفعاليات التي تجري في الخارج.
يذكر أن للمجلس صفحة على موقع «فيس بوك» انضم إليها حديثا أكثر من ألفي شخص يؤيدون تشكيل أي مجلس أو هيئة تقود الثورة سياسيا وتكون صوت الشارع السوري عبر العالم.
وفد من المعارضة السورية يصل إلى القاهرة للمشاركة في «أسبوع دعم ونصرة الشعب السوري»
مارديني: نريد تعريف الرأي العام المصري بما يحدث
جريدة الشرق الاوسط
القاهرة: هيثم التابعي
في إطار سعي المعارضة السورية لحشد الدعم السياسي والإنساني للشعب السوري الذي تدخل احتجاجاته شهرها السادس، يقوم وفد من المعارضة السورية بزيارة العاصمة المصرية القاهرة في إطار «أسبوع دعم ونصرة الشعب السوري» الذي ينطلق في القاهرة اعتبارا من السابع من سبتمبر (أيلول) وحتى الثالث عشر منه، ويضم الوفد الشيخ إسماعيل الخالدي نائب رئيس اتحاد العشائر السورية، والدكتور عمار القربي رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سوريا ورئيس المكتب التنفيذي للمؤتمر السوري للتغيير (أنطاليا)، والسيدة بهية مارديني، رئيسة اللجنة العربية للدفاع عن حرية التعبير والرأي، والمفكر عبد الرزاق عيد رئيس المجلس الوطني لإعلان دمشق. وتتنوع الأنشطة والفعاليات التي سيقوم بها الوفد السوري طلبا للدعم السياسي والشعبي المصري، حيث يجتمع أعضاء الوفد السوري مع قيادات الأحزاب والقوى السياسية والشعبية المصرية الفاعلة وزيارة الأزهر الشريف، لإطلاع الجانب المصري على حقائق الأوضاع السائدة في سوريا ورؤية القوى الوطنية السورية المعارضة حول مرحلة ما بعد بشار الأسد والدور المصري والعربي والدولي الذي يتطلع إليه أبناء الشعب السوري من خلال ثورتهم المستمرة منذ ستة أشهر.
وأوضحت بهية مارديني، رئيسة اللجنة العربية للدفاع عن حرية التعبير والرأي، أن الهدف من الزيارة هو التباحث مع القيادات السياسية والحزبية والشعبية المصرية لحشد كافة أنواع الدعم الممكن لدعم ونصرة الشعب السوري ومساعدته على التخلص من النظام وتمكينه من تحقيق دولته المدنية الديمقراطية. وقالت مارديني لـ«الشرق الأوسط»: «إن الزيارة تعد مهمة جدا لتعريف الرأي العام المصري بحقيقة ما يحدث في سوريا»، وتابعت «نسعى لكسب دعم الشعب المصري، فالثورة السورية سلمية تماما مثل الثورة المصرية». ومن المتوقع أن يلتقي الوفد السوري عددا من الأحزاب والقوى السياسية المصرية مثل حزب الغد، حزب الوفد، حزب المصريين الأحرار، حزب الوسط، حزب الحرية والعدالة، الجمعية الوطنية للتغيير وحركة كفاية، والعديد من القوى السياسية والشعبية.
وستنظم الجالية السورية في القاهرة عدة مظاهرات لإحياء «أسبوع دعم ونصرة الشعب السوري»، منها مظاهرة أمام السفارة السورية في القاهرة تحت شعار الشعب «يريد إسقاط النظام والشعب يريد إعدام الرئيس»، وهي ذات الشعارات التي يرفعها المتظاهرون السوريون الآن، ومظاهرة أخرى أمام السفارة الروسية في القاهرة للتنديد باستخدام الجيش السوري للسلاح الروسي في قتل المدنيين العزل، وذلك تحت شعار «السلاح الروسي يقتلنا»، ويختتم الأسبوع بمظاهرة أمام جامعة الدول العربية بمشاركة الأحزاب والقوى المصرية للمطالبة بموقف عربي فاعل لنصرة الشعب السوري والمطالبة بالحماية الدولية للمدنيين أسوة بموقف الجامعة العربية من ليبيا.
6ومن المتوقع أن تعلن المعارضة السورية من القاهرة عن بيان مهم من مجموعة من المثقفين المنتمين للطائفة العلوية في سوريا، يدينون فيه النظام السوري ويتبرؤون من جرائمه وبراءة الطائفة العلوية من النظام.
الجيش يقتحم حماه للمرة الثانية.. ويجدد حملاته قرب الحدود «لمنع محامي حماه المستقيل من الفرار لتركيا»
مواجهات مسلحة مع جنود منشقين كانوا يحاولون عبور الحدود.. وهروب مئات المدنيين إلى هاتاي التركية.. ومقتل 13 على الأقل أغلبهم في حمص
جريدة الشرق الاوسط
دمشق – لندن: «الشرق الأوسط»
لقي 13 سوريا، على الأقل، حتفهم، بينهم 12 في حمص وريفها (وسط البلاد)، خلال عمليات أمنية، فيما اقتحمت قوات من الجيش والأمن مدينة حماه (وسط سوريا) للمرة الثانية منذ اندلاع الانتفاضة منتصف مارس (آذار) الماضي، وأطلقت النيران بكثافة من الأسلحة الثقيلة. في غضون ذلك جدد الجيش السوري عملياته الأمنية قرب الحدود التركية، على ما يبدو، لمنع محامي عام حماه المستقيل من التسلل إلى تركيا.
واعلن المرصد السوري لحقوق الانسان مساء أمس ان «أربعة مواطنين استشهدوا واصيب 11 بجروح نتيجة اطلاق النار عصر الاثنين (أمس) على حافلة تقل عمال الشركة السورية لنقل النفط فرع حمص، وذلك على الطريق بين دوار الفاخورة ودير المخلص ليرتفع عدد الشهداء الذين سقطوا بمحافظة حمص الاثنين الى 12 شهيدا».
واضاف المرصد ان «الحواجز الامنية انتشرت في معظم احياء حمص وكانت تسمع مساء الاثنين اصوت اطلاق رصاص كثيف وانفجارات متقطعة في احياء الانشاءات والخالدية والبياضة ودير بعلبة باب سباع والسوق».
وكانت وكالة الصحافة الفرنسية قد نقلت عن الناشط الحقوقي، عمر إدلبي، الناطق باسم لجان التنسيق المحلية في سوريا أن «3 أشخاص قتلوا في حمص، بينهم اثنان في حي الخالدية، وثالث في حي البياضة، عندما أطلقت قوات الأمن النار أثناء اقتحامها هذين الحيين»، وأضاف أن «شخصا قتل بنار رجال الأمن في تلكلخ (ريف حمص)، وآخر في منطقة إدلب (شمال غرب)، بنار قناص استهدفه بينما كان يحاول العبور عبر الحدود التركية».
من جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «رجل وابنه قتلا في حي بستان الديوان في حمص، بإطلاق رصاص عندما كانا على دراجة نارية»، لافتا إلى أنه «يعتقد أن مصدر الرصاص عناصر الشبيحة (البلطجية)».
وأشار المرصد إلى أن «صوت إطلاق الرصاص الكثيف ما زال يسمع في أحياء عدة من مدينة حمص»، وأضاف أن «تعزيزات عسكرية ضمت 4 آليات مدرعة، و7 شاحنات، دخلت إلى حي الخالدية قادمة من طريق حماه، كما اقتحمت قبل قليل المدرعات حي باب الدريب».
وذكر المرصد أن «قوات الأمن شنت حملات اعتقال شملت العشرات في حي الخالدية والبياضة، حيث تجاوز عدد معتقلي اليوم (أمس) في حي الخالدية 80 معتقلا»، وأفاد بأن «أهالي حي دير بعلبة في حمص قاموا بقطع الطريق الرئيسي الذي يصل السلمية بحمص، احتجاجا على اقتحام الخالدية».
إلى ذلك، أفاد إدلبي بأن أكثر من 30 آلية عسكرية وأمنية اقتحمت مدينة حماه من دوار السباهي باتجاه وسط المدينة، وسط إطلاق كثيف للنيران، دون أن ترد تفاصيل حول الضحايا.
بدورها أفادت لجان التنسيق المحلية بأن «قوات الأمن اقتحمت بلدة السبيل في معرة النعمان الواقعة في ريف إدلب (شمال غرب)، وقامت بحملة دهم واعتقال»، مشيرة إلى أن «مدرعات تابعة للجيش تحاصر البلدة». كما أشارت إلى «اكتشاف مقبرة جماعية تحوي سبع جثث متفسخة، على الأقل، قرب قرية الرامي الواقعة في جبل الزاوية (شمال غرب)»، مضيفة أن «الأهالي حاولوا انتشالها، إلا أن قوات الجيش قامت بمطاردتهم وانتشرت بشكل كثيف في المنطقة».
ويأتي ذلك غداة مقتل 12 شخصا، بينهم امرأة، خلال عمليات أمنية وعسكرية في سوريا، التي أعلنت بدورها مقتل ستة عسكريين بينهم ضابط، وثلاثة مدنيين في كمين نصبته «مجموعة إرهابية مسلحة». وقد غادر الجيش السوري حماه، أحد مراكز الاحتجاجات ضد النظام السوري، في العاشر من أغسطس (آب)، بعد أن قام بعملية عسكرية واسعة بهدف «القضاء على العصابات الإرهابية المسلحة»، التي تتهمها السلطات بتأجيج الاحتجاجات.
وكان الجيش قد دخل حماه الواقعة على بعد 210 كلم شمال دمشق، في 31 يوليو (تموز)، بعد أن شهدت مظاهرات حاشدة ضد النظام بلغ عدد المشاركين فيها نحو 500 ألف متظاهر.
وقال ناشطون إنه في يوم الاقتحام قتل حوالي مائة شخص فيما اعتبروه «أحد أكثر الأيام دموية» منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية ضد الرئيس بشار الأسد، منتصف مارس.
وقال الناشطون وشهود عيان حينها، إن العمليات التي تلت ذلك أسفرت عن سقوط عشرات القتلى الآخرين في المدينة، التي قطعت فيها السلطات وسائل الاتصالات، كما نزح عنها أكثر من ألف عائلة هربا من العمليات العسكرية التي يشنها الجيش.
وكانت حماه قد شهدت في ثمانينات القرن الماضي حملة قمع عنيفة لتمرد لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة، ضد الرئيس حافظ الأسد، والد الرئيس الحالي بشار الأسد، أسفرت عن سقوط عشرين ألف قتيل، حسب تقديرات. وتشهد سوريا حركة احتجاجات واسعة منذ منتصف مارس، أدى قمعها من جانب السلطة إلى مقتل 2200، بحسب حصيلة لمنظمة الأمم المتحدة.
وتتهم السلطات «جماعات إرهابية مسلحة» بقتل المتظاهرين ورجال الأمن، والقيام بعمليات تخريبية وأعمال عنف أخرى، لتبرير إرسال الجيش إلى مختلف المدن السورية لقمع المظاهرات.
من جانبها، أفادت وكالة «رويترز»، نقلا عن سكان، بأن الشخص الذي قتل بنيران القوات السورية لدى عبوره إلى تركيا يدعى عبد السلام حسون، وهو حداد يبلغ من العمر 24 عاما، وقد لقي حتفه برصاص قناصة من الجيش بعدما عبر لتوه الحدود إلى تركيا من قرية عين البيضا على الجانب السوري، حسبما ذكر ابن عمه في اتصال تليفوني من سوريا. وقال مقيمون ونشطاء إن القوات السورية شنت حملة مداهمات لقرى قرب تركيا، بهدف منع المدنيين من الفرار عبر الحدود، هربا من حملة عسكرية لقمع الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية. وقال محمد حسون: «أصيب عبد السلام في الرأس. كان بين مجموعة من أفراد العائلة ولاجئين آخرين تدفقوا على الحدود مع تركيا، عندما انتشرت ست ناقلات جند مدرعة خارج عين البيضا، وبدأوا في إطلاق النار من أسلحتهم الآلية على القرية بطريقة عشوائية هذا الصباح».
وهذه أول عملية عسكرية واسعة في منطقة الحدود منذ يونيو (حزيران) عندما فرت آلاف العائلات من منازلها إلى داخل تركيا، فيما كانت القوات السورية تهاجم عددا كبيرا من البلدات والقرى التي شهدت احتجاجات ضخمة ضد حكم الرئيس بشار الأسد.
وقال شاهد آخر إن القوات السورية، مدعومة بالعربات المدرعة، دخلت أيضا بلدة الجانودية شمال غربي عين البيضا، بعد أن خاضت قوات الأمن مواجهات بالأسلحة النارية مع مجموعة صغيرة من جنود الجيش المنشقين، الذين كانوا يحاولون الفرار لتركيا.
وقال أحد سكان الجانودية، ويدعى بشار: «إنهم يحاولون منع أي شخص.. المدنيين والمنشقين من الوصول إلى تركيا. شاهدنا في الأسبوع الأخير المزيد من اللاجئين يحاولون عبور الحدود بعد الهجمات على اللاذقية وحماه وحمص».
ومعظم مجندي الجيش من الغالبية السنية في سوريا، وينحدر كثيرون منهم من المناطق الريفية التي استهدفتها الحملات العسكرية لسحق الاحتجاجات المستمرة منذ ستة أشهر.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن الكثير من المدنيين السوريين أصيبوا في قرية عين البيضا قرب الحدود التركية، في عملية للجيش السوري الذي هاجم قرية خربة الجوز القريبة، وأجبر مئات الأشخاص على الفرار إلى تركيا، وفق ما أفادت مصادر متطابقة. وأوردت قناة «تي تي في»، ومصدر محلي تركي أن الجيش السوري هاجم القريتين، وأضافت أن مكتب حاكم محافظة هاتاي، المحاذية للحدود السورية في جنوب تركيا، أرسل سيارات إسعاف إلى الحدود لنقل مدنيين جرحى إثر العملية التي نفذها الجيش السوري في قرية عين البيضا، التي تبعد 1.5 كلم من الحدود، ولم تحدد القناة عدد الجرحى.
وقال أحد سكان المحافظة الأتراك، وهو على تواصل مع المواطنين السوريين في الجانب الآخر من الحدود، إن الجيش السوري قتل شخصين وأصاب خمسة آخرين في عين البيضا، وأوضح المصدر نفسه، رافضا كشف هويته، أنه تم نقل المصابين إلى هاتاي.
وقالت قناة «إن تي في» إنه بالإمكان سماع هدير المروحيات من الحدود التركية، لافتة إلى تصاعد سحب الدخان من القريتين السوريتين.
وتعذر الاتصال بمكتب الحاكم المحلي لتأكيد هذه المعلومات، كما تعذر الحصول على أي معلومات عن سقوط ضحايا محتملين في خربة الجوز. وأوضحت «إن تي في» والمصدر المحلي، أن نحو 700 سوري توجهوا إلى الحدود إثر هذه العملية للجيش.
ويعتقد أن تجدد العمليات الأمنية قرب الحدود التركية يأتي للحيلولة دون نجاح محامي عام حماه، عدنان بكور، في التسلل إلى تركيا بعد إعلان انشقاقه عن نظام الأسد «وعصابته الإجرامية». وأفادت وكالة الـ«أسوشييتد برس» بأن جنودا اقتحموا القرى الحدودية بحثا عن بكور، وجمع معلومات عن مكان وجوده.
وكان المدعي العام في مدينة حماه، عدنان بكور، قد أعلن استقالته، الخميس، من منصبه عبر شريط مصور، احتجاجا على أعمال القمع في سوريا «في ظل نظام الأسد وعصابته»، إلا أن وكالة الأنباء الرسمية (سانا) التي أوردت، الاثنين، نبأ اختطافه على يد «مجموعة مسلحة» أثناء توجهه إلى عمله، نقلت عن محافظ حماه، أنس الناعم، أن «بكور أجبر من قبل خاطفيه على تقديم معلومات كاذبة، لطالما سعت القنوات الفضائية لترويجها حول تصفية مواطنين في حماه، ضمن أهداف الحملة الإعلامية ضد سوريا». كما نقلت عن مسؤول آخر أن هذه الاعترافات «انتزعت منه تحت تهديد وقوة السلاح»، معتبرا أنها «محض افتراءات فبركتها المجموعات الإرهابية المسلحة التي نفذت عملية الاختطاف».
ونقلت الـ«أسوشييتد برس» عن الناشط عمر إدلبي، أن «بكور الآن في مكان آمن خارج البلاد»، بيد أنه رفض الإفصاح عن موقع وجوده.
تسجيل صوتي لمحامي عام حماه: تعرضت لإصابة خفيفة أثناء مداهمة الأمن لمكان وجودي
تقارير عن وصول عدنان بكور إلى قبرص
دمشق – لندن: «الشرق الأوسط»
قال ناشطون إن المحامي العام بحماه عدنان بكور، الذي أعلن استقالته الأسبوع الماضي، وصل إلى جزيرة قبرص، دون أي تفاصيل أخرى، في حين بث ناشطون على شبكة الإنترنت مقطعا صوتيا نسب إليه أعلن من خلاله عن تعرضه للإصابة نتيجة مداهمات قوات الأمن لقرية معرة حرمة في ريف إدلب، حيث كان مختبئا هناك.
وقال بكور بحسب التسجيل الصوتي «إنه في يوم السبت 3 سبتمبر (أيلول) 2011 قامت قوات الأمن والشبيحة بمداهمة بلدة معرة حرمة حيث كنت في المكان وأخذت سيارتي وكل الموجودات واستشهد أربعة من مرافقي وجرح ثلاثة وجرحت أنا وأصبت بجراح بسيطة بشظايا»، وأضاف بكور أن «باقي الثور استطاعوا بعد استبسالهم إخراجي من المكان»، ودعا الشعب السوري إلى «الاستمرار في الثورة ضد نظام الظلم والاستبداد».
وكان المحامي العام في حماه عدنان بكور أعلن استقالته من منصبه احتجاجا على ممارسات النظام القمعية بحق المدنيين في حماه، فيما قالت السلطات السورية إن المحامي العام تعرض للاختطاف الأمر الذي عاد بكور ونفاه في مقطع فيديو بثه ناشطون على مواقع الإنترنت.
وقامت قوات الأمن والجيش باقتحام عدة قرى في ريف حماه وإدلب بحثا عن المحامي بكور، بحسب مصادر محلية، أكدت أن ما يبثه التلفزيون السوري عن اختطافه من قبل جماعات مسلحة «عار عن الصحة» وأنه بحماية الأهالي من الثوار.
وكان المحامي بكور أعلن استقالته من منصبه في ظل نظام الأسد «احتجاجا على قتل السجناء في السجن المركزي بحماه يوم الأحد 31 – 07 – 2011 والبالغ عددهم (72) من المتظاهرين السلميين والناشطين السياسيين ودفنهم في مقابر جماعية، بجانب قرية الخالدية قرب فرع الأمن العسكري بحماه، وعلى المقابر الجماعية في الحدائق العامة على أيدي قوى الأمن والشبيحة والتي وصل عدد ضحاياها إلى (420) جثة أو ما يزيد، وطلبهم مني أن أقدم تقريرا بأن هؤلاء الضحايا قتلوا على يد العصابات المسلحة. والاعتقال العشوائي للمتظاهرين السلميين والذي بلغ حقيقة ما يقارب (10000) عشرة آلاف معتقل وعلى التعذيب داخل فروع الأمن والذي بلغ عدد ضحاياه ممن قضوا تحت التعذيب ما يقارب 320 مواطنا».
وقال إنه أجبر على إعطاء أوامر بدفن 17 جثة ونقلهم من البرادات إلى المقبرة الخضراء في سريحين. واتهم الجيش السوري بهدم بيوت بأكملها فوق رؤوس ساكنيها في حيي الحميدية والقصور وأن الجثث بقيت تحت الأنقاض مما أدى إلى تفسخها.
صفحة الثورة السورية عبر «فيس بوك» تطلق أسبوع «المراقبين الدوليين»
ناشطون يحذرون من «التكرار والملل».. وآخرون يدعون لإعلان «الثورة بالحجارة»
جريدة الشرق الاوسط
بيروت: بولا أسطيح
بعدما تخطى عدد المنتسبين إليها الـ276 ألفا وتحولها مركزا أساسيا للثوار وأخبارهم على شبكة الإنترنت، تطلق «صفحة الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011» عبر «فيسبوك» حملة واسعة تحت اسم «أسبوع المطالبة بدخول مراقبين دوليين إلى المدن السورية»، معلنة الانتقال لمرحلة التصعيد السلمي. القيمون على الصفحة يختصرون نوعا كهذا من التصعيد بخطوات محددة وواضحة، تقتضي أولا الاستمرار بالعمل الجدي والتركيز على نشر المنشورات المعممة على صفحة الثورة، ثانيا، دعم الحملة المعلنة من قبل الناشطين والتي تركّز هذا الأسبوع على وجوب دخول مراقبين دوليين من خلال رفع لافتات خلال المظاهرات تدعو لذلك وحثّ المعارضة الخارجية على استصدار قرار من خلال مجلس الأمن الدولي يتبنى هذه المطالب، ثالثا، العمل على فك أسر المعتقلين، رابعا، توسيع رقعة الاعتصامات أمام السفارات في الخارج، خامسا، التركيز على التصوير بدقة عالية وعلى البث الحي والمباشر، وسادسا، شن حملة من خلال شبكة الإنترنت على المواقع العربية والأجنبية لحثّها على دعم الثورة ومطالبها المحقة.
ويرد القيمون على الصفحة الرسمية للثورة سبب تسمية هذا الأسبوع بأسبوع المراقبين الدوليين، بوجوب العمل على توعية الشارع السوري بأن المطالبة بدخول المراقبين لا تعني الموافقة على تدخل عسكري في سوريا باعتبار أن البعض لم يعد يفرّق بين كل دعوات المعارضين بالتدخل الدولي أو الحظر الجوي أو الضربات العسكرية أو غيرها وبات يضعها كلها في خانة «حماية المدنيين». ويشدّد الناشطون على أن «الأجدى للثورة اليوم المطالبة بدخول مراقبين دوليين يفضحون جرائم النظام، يحرجون روسيا والصين دوليا، يضمنون توسع وازدياد زخم المظاهرات باعتبار أن وجود هؤلاء خلال المسيرات يشكل ضمانة للمتظاهرين ويقلل من جرائم النظام ويحمي المدنيين السلميين بشكل أو بآخر».
ويشرح أحد الناشطين أهداف دخول المراقبين الدوليين قائلا: «هذا التحرك سيحرج النظام وسيلقى آذانا مصغية لدى المجتمع الدولّي (طبعا إن قمنا به بالشّكل الصّحيح) كما سيعطي الشعب الأمان وسيسهّل على الناس المشاركة في المظاهرات لأن أي هجوم عليهم سيسجل وسيكون له حساب. هذا سيحدّ من قدرة النظام على القمع بنسبة كبيرة وسيضمن تضخم المظاهرات»، وأضاف «وإذا رفض النظام أي قرار للأمم المتحدة بهذا الصدد فستسقط آخر ورقة توت عنه لأنّنا لا نطالب لا بتدخل عسكري ولا بلجنة تحقيق بل نطالب فقط بمراقبين علينا وعلى النظام».
وبإطار النقاشات الحاصلة على صفحة «فيس بوك» للتعليق على برنامج عمل المعارضة للأسبوع الحالي، يحذّر علي النعيمي من وصول الثورة لأخطر مراحلها، مرحلة «الملل ومكانك راوح»، ويقول: «يخرج المتظاهرون يوميا، يسقط أكثر من 20 شهيدا، الجيش ينحاز بشكل كامل للنظام ونشهد بأعيننا انهيار اقتصادنا وبالتالي روتينا قاتلا يهدّد بالإطاحة بالثورة» معتبرا أن المطلوب «إذا أردنا الإبقاء على سلمية المظاهرات، السعي لإقامة جناح عسكري يضم العناصر المنشقة عن الجيش التي قد نحتاجها يوما ما».
بدوره، يقترح كرم العربي الانتقال لمرحلة «الثورة بالحجارة» ويضيف:«يجب أن ترشق المرافق الحزبية والأمنية الداعمة لنظام الطاغية ووسائل النقل التي تخدمهم بالحجارة مع الحفاظ على سلمية الثورة بعدم الاعتداء على الأشخاص وعدم حمل أي سلاح».
ويشدّد أحد الناشطين الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه على أهمية «تشكيل هيكلة الثورة وبالتالي إنتاج مجلس قيادي» لافتا إلى أن «الحراك السياسي متأخر كثيرا ولا يواكب حراك الشارع»، ويضيف: «على المعارضة التوحد سياسيا، أما على الأرض فالثورة يلزمها خطة عمل متجددة وخلاقة تقيها الدخول في روتين يقضي عليها». ويقول «سوري ناقم»: «المطلوب التوصل لطريقة اتصال مع كبار الشخصيات في الداخل ممن يسيطرون على مراكز حساسة في الجيش والدولة لحثّها على الانشقاق، حربنا ليست فقط مع الأسد بل مع أطراف دولية إقليمية ترى في سقوطه خطرا علينا. يجب أن نثبت لها العكس وأننا قادرون على إدارة شؤوننا بذاتنا بعد انهيار النظام».
17 قتيلا معظمهم بحمص واقتحام حماة
أفاد ناشطون بأن 17 شخصا لقوا مصرعهم بينهم 12 في حمص وريفها وسط سوريا خلال عمليات أمنية في الأربع والعشرين ساعة الماضية، في حين اقتحمت قوات من الجيش والأمن مدينة حماة وسط البلاد وأطلقت النيران بكثافة من الأسلحة الثقيلة. وفي إدلب اقتحمت قوات الأمن بلدة خان السبل، ودهمت عددًا من المنازل واعتقلت عشرات الأشخاص.
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مساء الاثنين أن أربعة مواطنين قتلوا وأصيب 11 بجروح نتيجة إطلاق النار عصر الاثنين على حافلة تقل عمال الشركة السورية لنقل النفط فرع حمص، وذلك على الطريق بين دوار الفاخورة ودير المخلص ليرتفع إلى 12 عدد القتلى الذين سقطوا بمحافظة حمص يوم الاثنين.
وأضاف المرصد أن الحواجز الأمنية انتشرت في معظم أحياء حمص وكانت تسمع مساء الاثنين أصوات إطلاق رصاص كثيف وانفجارات متقطعة في أحياء الإنشاءات والخالدية والبياضة ودير بعلبة وباب سباع والسوق.
ونقل المرصد عن ناشط في المدينة أن سيارات الإسعاف شوهدت بشكل كبير في شوارع المدينة، مشيرا إلى أن الأسواق التجارية مغلقة وحركة السير شبه معدومة. وأكد المرصد سقوط ما لا يقل عن 35 جريحا بعد ظهر الاثنين.
وكان المرصد قد أشار إلى أن “تعزيزات عسكرية ضمت أربع آليات مدرعة وسبع شاحنات دخلت صباحا إلى حي الخالدية قادمة من طريق حماة” كما اقتحمت المدرعات حي باب الدريب في حمص.
اعتقالات
وذكر المرصد أن “قوات الأمن شنت حملات اعتقال شملت العشرات في حي الخالدية والبياضة حيث تجاوز عدد معتقلي الاثنين في حي الخالدية 80 معتقلا”.
وأفاد أن “أهالي حي دير بعلبة في حمص قاموا بقطع الطريق الرئيسي الذي يصل السلمية بحمص احتجاجا على اقتحام الخالدية”.
وفي محافظة حمص أيضا, عاودت القوات السورية استهداف مدينة تلكلخ المتاخمة للحدود مع لبنان للمرة الثانية خلال أيام. وقال ناشطون إن شخصين قتلا في قصف بالقذائف على المدينة.
وقال شاهد العيان أبو خالد للجزيرة إن المدينة أخضعت لحظر تجول وإنه تم نشر قناصة, مؤكدا مقتل شخص على الأقل.
وفي الوقت نفسه, تعرضت مدينة حماة (210 كلم شمال دمشق) لعملية اقتحام جديدة نفذتها قوات مدعومة بثلاثين آلية عسكرية وأمنية وسط إطلاق كثيف للنيران وفق ما قاله الناطق باسم لجان التنسيق المحلية في سوريا عمر إدلبي.
وفي محافظة إدلب بشمال غرب البلاد قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن “قوات عسكرية وأمنية تضم سبع دبابات وناقلات جند مدرعة وتسع سيارات رباعية الدفع وأربع حافلات كبيرة اقتحمت قرية خان السبل في ريف إدلب ظهر الاثنين ونفذت حملة مداهمات واعتقالات، أسفرت عن اعتقال نحو 70 شخصا وإصابة ثلاثة أشخاص بجروح أحدهم بحالة الخطر”.
وفي إدلب أيضا, استهدفت نيران القوات السورية أحد مخيمات اللاجئين عند الحدود التركية، مما أسفر عن مقتل شخص وجرح آخرين، وفقا لناشطين.
من جهتها, أكدت مصادر تركية مقتل مدنييْن سورييْن خلال عملية تشنها وحدات من الجيش والأمن السوريين بقرية عين البيضا المتاخمة للحدود التركية, بالتزامن مع عمليات بقرى بداما, والحمبوشية, وخربة الجوز بإدلب.
وقالت محطات تلفزيونية تركية إن سلطات محافظة هاتاي الحدودية بجنوب تركيا أرسلت سيارات إسعاف لنقل الجرحى الذين أصيبوا في عين البيضا. وذكر اتحاد تنسيقيات الثورة السورية أن الهجوم على قرى جسر الشغور يأتي بعد انشقاق عناصر من الجيش، وتوجههم نحو الحدود التركية.
تواصل المظاهرات
وفي مقابل التصعيد الأمني, تظاهر آلاف المواطنين في معظم مناطق البلاد. وشملت المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام دمشق وريفها وحمص ودرعا وإدلب.
وبث ناشطون على الإنترنت صورا لمظاهرات جابت شوارع مدينتي حرستا والكسوة في ريف دمشق الليلة بعد صلاة العشاء وهتفت بإسقاط النظام وإعدام الرئيس بشار الأسد.
كما خرج عدد من النسوة بمدينة الحراك بمحافظة درعا للمطالبة بإسقاط النظام، وقد بث ناشطون تسجيلا على شبكة الإنترنت للمتظاهرات وهن يرفعن صورا لضحايا من أقاربهن قتلوا على أيدي قوات الأمن والشبيحة، ويرددن هتافات تندد بممارسات النظام.
وفي كركناز بمحافظة حماة, أُعلن إضراب عام خمسة أيام احتجاجا على ممارسات النظام ضد المحتجين، وفقا لموقع الثورة السورية.
الصليب الأحمر
في هذه الأثناء، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها تمكنت من زيارة السجن المركزي في دمشق وأنها ستتمكن مبدئيا من الوصول إلى المعتقلين لدى وزارة الداخلية السورية.
وبذلك تكون السلطات السورية قد فتحت لأول مرة أبواب سجونها للصليب الأحمر منذ انطلاق المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام.
في ختام مؤتمر بإستوكهولم: أكراد سوريون مع الثورة
أكد نشطاء أكراد أنهم سيعززون تأييد التحركات الكردية المطالبة بسقوط الرئيس السوري بشار الأسد، لافتين إلى أن الأقلية الكردية في سوريا تساند الثورة لأنها قد تؤذن بإحلال الديمقراطية، لكن “مظالم قديمة” يجب معالجتها في أي نظام يأتي بعد رحيل نظام حزب البعث.
وقال بيان النشطاء الذي صدر أمس الاثنين في ختام مؤتمر في إستوكهولم لتوحيد جهود الأكراد المناهضة للنظام، “إن الشعب الكردي في سوريا كمكون رئيسي من حالة التنوع الموجودة في البلاد هو طرف أساسي في الثورة الجارية ضد النظام وفي كامل مصلحته السعي إلى إسقاطه”.
وكان هذا المؤتمر -الذي استمر يومين وعقد في مبنى البرلمان السويدي وحضره 50 مشاركا- هو الأول الذي يضم مجموعة واسعة من النشطاء الأكراد منذ بدء الاحتجاجات في سوريا التي تحولت إلى ثورة تطالب بإسقاط النظام.
وشدد البيان على ضرورة “العمل على بناء سوريا جديدة بعيدة عن كل ما أورثه حكم البعث من فكر عنصري متطرف، وطن تسود فيه قيم الاحترام والتسامح وقبول الآخر في ظل نظام حكم قائم على أسس اللامركزية السياسية والديمقراطية التوافقية والتعددية والعلمانية”.
وأضاف “لن تكتمل الثورة السورية إلا بإيجاد الحل العادل والشامل للقضية الكردية كقضية شعب يعيش على أرضه التاريخية وفق شرعية الأمم المتحدة والمواثيق والعهود الدولية وذلك في إطار وحدة البلاد”.
قبل ذلك، وفي محاولة لاستمالة الأقلية الكردية التي يبلغ عددها مليون نسمة من أصل 20 مليون سوري عدد سكان البلاد- والتي تتمركز في المنطقة المنتجة للنفط شمال شرق البلاد، أصدر الرئيس السوري في أبريل/نيسان الماضي -بعد مرور شهر على تفجر الاحتجاجات- مرسوما يقضي بمنح آلاف الأكراد الجنسية السورية وتخفيف الإجراءات التمييزية في نقل الممتلكات في المناطق الكردية.
غير أن نشطاء أكرادا قالوا إن القليل من التقدم تحقق على الأرض، وإن جزءا صغيرا من الأكراد الذين لا يحملون جنسية صاروا مواطنين، وإن الكثير من القوانين الأخرى ما زالت تنطوي على تحامل على اللغة والعادات الكردية، فضلا عن الوجود المكثف للشرطة السرية في المناطق الكردية.
العربي بدمشق
على صعيد متصل، يصل غدا الأربعاء الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إلى دمشق على رأس وفد كبير حاملا مبادرة عربية لتسوية الأزمة الداخلية فيها.
وقال العربي إنه سيبحث مع الأسد الأوضاع على الأرض بكل شفافية، وسيطالب الحكومة السورية بتلبية مطالب الشعب المشروعة، معرباً عن بالغ قلقه إزاء الأوضاع على الساحة السورية.
وأشار إلى أن دمشق أبلغته أنها ترحب بزيارته التي ستكون الثانية منذ اندلاع الاحتجاجات منتصف مارس/آذار الماضي, حيث سبق أن زار سوريا في يوليو/تموز الماضي, والتقى الرئيس السوري بشار الأسد.
معلوم أن مجلس جامعة الدول العربية كلَّف في ختام اجتماعه الأخير على مستوى وزراء الخارجية أواخر أغسطس/آب الماضي، العربي بالتوجه إلى دمشق لعرض أفكار عربية على القيادة السورية تهدف إلى الخروج من المأزق الراهن الذي تعانيه سوريا.
اقتحام بالدبابات ودهم للمنازل في خطة الأمن السوري لاعتقال الناشطين والإعلاميين
السماح للصليب الأحمر بزيارة السجون السورية
دبي – العربية
أفاد ناشطون سوريون بسقوط قتلى وجرحى في حمص خلال العملية التي ينفذها الجيش في المدينة وأفادت المصادر بأن مدرعات الجيش أطلقت نيران رشاشاتها بشكل عشوائي في المدينة وسط حملة اعتقالات ومداهمات واسعة، فيما شهدت بلدة نوى قرب درعا انتشارا لقوات الجيش وسط أنباء عن إطلاق نار عشوائي على المواطنين. كما جابت مظاهرات عدة مدن وبلدات سورية هتفت بإسقاط النظام.
و شهدت بلدة نوى قرب درعا بدورها انتشاراً لقوات الجيش وسط أنباء عن إطلاق نار عشوائي على المواطنين.
كما جابت مظاهرات بلدات انخل وجاسم ونمر وداعل قرب درعا هتفت بإسقاط النظام، أما في تلكلخ فتحدث شهود عيان لـ”العربية” عن إطلاق فرق الشبيحة النار على حي البرج والحي الغربي.
وفي حماة دخلت قوات أمنية المدينة انطلاقا من دوار السباهي وسط إطلاق نار
أعقبته حملة اعتقالات في حي الكرامة.
أما في دير الزور فشنت قوات الأمن حملة اعتقالات في بلدتي الكشكية وأبو حمام.
وفي مدينة البوكمال أفاد ناشطون سوريون بإطلاق القوات السورية النار لتفريق مظاهرة انطلقت من جامع عمر بن الخطاب.
كما شهدت مدن اللاذقية وجبلة وإدلب حملات اعتقالات ومداهمات، وكذلك بلدات الزبداني وداريا وكناكر وحرستا في ريف دمشق.
كما شهدت حلب مظاهرات احتجاج ليلية هتفت بإسقاط النظام وطالبت بخروج الجيش من المدن والبلدات السورية.
سجن دمشق
قالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر الدولي انها حصلت على اذن من السلطات السورية بزيارة السجون السورية وان ممثلين عنها زاروا سجن دمشق المركزي في يوم الاحد.
وقال رئيس المنظمة جاكوب كلينبرجر في اعقاب اجتماعه بالرئيس السوري بشار الاسد الاثنين ان اللجنة حصلت على موافقة السلطات السورية على زيارة اماكن توقيف السجناء لاول مرة.
يذكر ان منظمة العفو الدولية اعلنت الاسبوع الماضي ان 88 شخصا ماتوا في المعتقلات السورية خلال الاشهر الخمسة الماضية بينما تفيد منظمات حقوق الانسان ان عدد المعتقلين تجاوز 20 الفا منذ اندلاع المظاهرات المناهضة لحكم الاسد قبل نحو ستة اشهر.
وقال كلينبرجر “لقد حصلنا على اذن بزيارة الموقوفين في سجون وزارة الداخلية ونأمل بزيارة جميع الموقوفين قريبا”.
موظفون سوريون لـ”العربية.نت”: آراؤنا السياسية تعرضنا للتضييق والطرد التعسفي
أكدوا أنهم أُجبروا على المشاركة في قمع التظاهرات
دمشق – محمد زيد مستو
يتعرض الموظفون الحكوميون والعاملون بالقطاع العام في سوريا للتضييق والطرد التعسفي نتيجة لآرائهم السياسية، فيما يُجبر آخرون على المشاركة في قمع المتظاهرين منذ بداية الاحتجاجات في سوريا، كما قال بعض الموظفين لـ”العربية.نت”.
وتصرح إحدى الموظفات التي تعمل في القطاع الحكومي، أنه منذ بداية الأحداث، والحوارات والنقاشات التي تجري في أروقة الدوائر الحكومية بين المؤيدين للنظام السوري والمؤيدين للاحتجاجات تتطور لتصل إلى مشادات وشتائم وحتى إلى عراك في بعض الأحيان، وأصاب العلاقات بين الموظفين توتر شديد بسبب الوشايات وكتابة التقارير التي يقوم بها الموظفون المؤيدون للنظام بزملائهم، ما أدى إلى اعتقال عدد كبير من الموظفين من أماكن عملهم حسب تعبيرها.
وتضيف الموظفة وهي مهندسة مدنية متخصصة في مجال الهندسة والإعمار بمؤسسة حكومية تابعة لوزارة الإسكان والتعمير: “إن هذه الأجواء المشحونة بين الموظفين دفعت المسؤولين في النهاية إلى إصدار أوامر بعدم النقاش في القضايا السياسية بين الموظفين”.
تهديد بالطرد
وتتحدث الموظفة عن إخطارهم بشكل شفوي في العمل، أن كل من يُعتقل على خلفية مشاركته في المظاهرات، أو على خلفية آرائه السياسية سيواجه “كف اليد” وهو ما يقصد به الطرد التعسفي من العمل في القطاع العمومي، الذي يعتبر بمثابة حلم للشباب السوريين الذين يواجهون نسبة بطالة بلغت 27% عام 2010.
وتشير إحدى الوثائق الصادرة عن محافظ الرقة، والتي نشرت على مواقع إنترنت معارضة قبل أيام، إلى اتخاذ خطوات رسمية بطرد كل الموظفين الحكوميين الذين يتم اعتقالهم.
ورغم توجيه إدارة المؤسسات الحكومية لضرورة عدم المشاركة بأي عمل سياسي تقول المهندسة لينا: إلا أن هذه الإدارات لاتمانع مشاركة موظفيها بالمسيرات المؤيدة، بل على العكس يتم إجبار الموظفين على المشاركة في المسيرات المؤيدة للنظام، ويتم التحفظ ووضع إشارة استفهام على كل موظف لا يشارك في هذه المسيرات.
المشاركة في قمع التظاهرات
وتؤكد لينا، التي تعتبر أن الأمر بات معروفا حسب تعبيرها، أن الضغط الأكبر الذي يتعرض له الموظفون وخصوصاً العاملين في الإنشاءات العسكرية والمحافظة ومؤسسة الإسكان العسكري وغيرها، يتجلى في إجبارهم على الخروج لقمع المظاهرات المناوئة للنظام.
كما أكد أحد العاملين في شركة الإنشاءات العسكرية الأمر أيضا، وتحدث عن إجبارهم على الخروج كل يوم جمعة، وجمعهم في ملعب العباسيين “في حال حدوث أية مظاهرة يتم نقلنا بسرعة لمكان المظاهرة، ويتم إعطاؤنا عصي، ويطلب منا ضرب المتظاهرين، ومن ثم الخروج بمسيرة تأييد بعد المظاهرة” يقول موظف في مؤسسة الإنشاءات العسكرية.
وتحدث آخر متخصص في الكهرباء ومتعاقد للعمل في مؤسسة الإنشاءات العسكرية عما حدث في بداية الأحداث في سقبا بالقول: “كنا موجودين في ملعب العباسيين بدمشق، عندما اتصلو بنا للقدوم لسقبا بسبب وجود مظاهرة مناوئة للنظام هناك. حيث وجدنا أنفسنا في مواجهة متظاهرين عزل. بدأنا بترديد الهتاف الله سوريا بشار وبس، والمتظاهرين يرددون علينا الله سوريا حرية وبس. حصل تشابك مع المتظاهرين فهربنا. ثم استطاعوا في مرحلة معينة حصارنا في أحد الساحات ومنعونا من الخروج دون الاعتداء علينا، ولم نستطع الخروج حتى جاءت تعزيزات من الجيش وأطلقت النار على المتظاهرين لإخراجنا من المنطقة.
موظف آخر يتحدث كيف تحول حلم حياته بالحصول على وظيفة إلى كابوس مع اضطراره للخروج كل يوم جمعة وضرب إخوته السوريين الآخرين.
ويقول الشاب ذو الـ29 سنة الذي يعمل في إحدى مؤسسات وزارة الصناعة: يتم التأكيد علينا للحضور يوم الجمعة للمشاركة في قمع التظاهرات مقابل 500 ليرة (حوالي عشرة دولارات)، مبرزاً ورقة كتب عليها “أمر مهمة، يطلب منكم التواجد في مقر اتحاد نقابات عمال دمشق اعتباراً من الساعة الثامنة صباحاً لصالح العمل النقابي”
مع ذكر التاريخ الذي يصادف يوم جمعة، بتوقيع وختم قائد شرطة محافظة دمشق، كما تبين الوثيقة التي بحوزته، مؤكداً إمكانية التهرب من هذه المهمة التي تجعل منه “شبيحا” للنظام، دون أن يعفيه التهرب من أن توضع علامة استفهام عليه ودون أن تكون هناك مخاطرة بإخبار السلطات عنه على أنه معارض للنظام حسب قوله.
معارض سوري: مصر تحتضن مؤتمرا للمعارضة تحت اسم “ملتقى الوحدة الوطنية“
اللاذقاني لـ”العربية نت”: أكثر من 150 شخصية وطنية ستحضر المؤتمر
دبي – جمعة عكاش
كشف المعارض السوري، محيي الدين اللاذقاني، عن عقد مجموعة من شخصيات المعارضة السورية لمؤتمر لهم في العاصمة المصرية القاهرة يومي السبت والأحد المقبلين.
وقال اللاذقاني في حديث خاص لـ”العربية نت” عبر “فيسبوك” من القاهرة اليوم الاثنين: “إن الدعوات وجهت إلى أكثر من 150 شخصية وطنية سورية بينهم برهان غليون وهيثم المالح وعبدالرزاق عيد ووحيد صقر وعارف دليلة وغسان النجار ومراد الخزنوي وعبدالاله الملحم وفايز سارة، ومجموعة من شباب الثورة بينهم ضياء دغمش وسندس سليمان وفراس قصاص وغيرهم، وأن بعضهم أصبح في القاهرة الآن”.
وأضاف أن المؤتمر الذي ينعقد تحت اسم مقترح هو “ملتقى الوحدة الوطنية”، سيناقش تأسيس “الهيئة الخارجية للثورة السورية” من شأنها إيجاد آليات لتوحيد جهود المعارضة في الخارج وتقديم كل ما يمكن لمساندة صمود الثورة السورية في الداخل.
وعن علمه بوجود مساع أخرى يبذلها المعارض السوري برهان غليون بتأسيس مجلس انتقالي أوضح: “ملتقى القاهرة لا يخالف المجلس وسيؤدي وظيفة مختلفة، بل إنه يمكن أن يكون جزءاً من المجلس المستقبلي لو طلب ذلك، وقطعاً ستكون هناك طريقة لتنسيق الجهود بين الهيكلين”.
وعن ردّه على مخاوف الشارع السوري من تشظّي المجالس وكثرتها قال رئيس اللجنة التحضيرية محيي الدين اللاذقاني: “لا يخيفني تكاثر المجالس، ففي كل الثورات يحصل التشظي أولاً ثم تتكاتف القوى الحقيقية الفاعلة”.
توحيد صفوف المعارضة “المنقسمة” ضروري لإسقاط الاسد
لميس فرحات من بيروت
بيروت: فشل الرئيس السوري بشار الأسد في قمع الانتفاضة الشعبية التي بدأت منذ ستة أشهر وخلفت أكثر من 2200 قتيلاً، في ظل الضغوط الدولية المتزايدة لإرغامه على التنحي. لكن شيئاً واحداً يساعده على البقاء حتى اليوم: عدم قدرة المعارضة على توحيد صفوفها.
في هذا السياق، أشارت صحيفة الـ “ايكونوميست” إلى أنه “في حين أن الشعب السوري بات ينظم الاحتجاجات باتباع استراتيجية تكتيكية بشكل أكثر تنظيماً وتماسكاً، لا تزال المعارضة السياسية السورية منقسمة ومجزأة إلى جماعات داخل وخارج البلاد.
ونقلت الصحيفة عن أحد المتظاهرين قوله: “كان هناك عشرات المؤتمرات والبيانات في العديد من المدن ولكن لم ينتج عنها شيء. وفي الوقت نفسه لا نزال مستمرين في التظاهر ومواجهة الرصاص بصدورنا العارية”.
وتناولت الصحيفة المقترحات والمطالب الكثيرة الداعية إلى معارضة شاملة وموحدة بأسرع وقت، مضيفة: “تم الترويج لانعقاد المبادرة الوطنية للتغيير في نيسان من قبل سوريين في الولايات المتحدة. وأعقب ذلك مؤتمر من أجل التغيير في احد منتجعات مدينة أنطاليا التركية. ثم جاء تجمع المعارضين في اسطنبول تحت رعاية مجلس الخلاص الوطني، الذي يرأسه المحامي هيثم المالح. وانسحب الاكراد من هذه الجلسة بعدما أصر البعض على إبقاء كلمة “العربية” في اسم الجمهورية السورية”.
واشارت الصحيفة إلى أن النشطاء في سوريا يتهمون السوريين في الخارج بأنهم يضيعون الوقت بالظهور وتنظيم الاجتماعات عوضاً عن التنسيق الفعلي، فيما يبدو خصوم الرئيس الأسد في سوريا، ومعظمهم من العلمانيين، غير مرتاحين لدور تركيا وحكومتها الاسلامية التي تستضيف معظم اجتماعات المعارضة على أراضيها.
واعتبرت الـ “ايكونوميست” أنه ليس من المستغرب أن المعارضة السورية تفتقر إلى التماسك. “فسوريا تحتضن مجموعة من والأديان والطوائف والأعراق التي عاشت تحت القمع البعثي على مدى أربعة عقود. والعديد من الشخصيات البارزة في المعارضة، بما في ذلك جماعة الاخوان المسلمين، لا تزال في المنفى”.
وختمت الصحيفة: “من السابق لأوانه القول ما اذا كانت مجموعات المعارضة الجديدة ستكتسب زخماً. لكن إذا تمكنت جبهة المعارضة الواسعة النطاق من توحيد صفوفها وترسيخ نفسها باعتبارها بديلاً قوياَ للأسد وحزب البعث الحاكم، سوف يسقط النظام بشكل أسرع”.
محامون سوريون يناشدون الصليب الأحمر زيارة أقبية الفروع الأمنية
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
طالبت لجنة محامو سوريا من أجل الحرية” اللجنة الدولية للصليب الأحمر بزيارة في الفروع الأمنية وليس في السجون وليس في السجون النظامية حيث يشكلون النسبة الأكبر.
روما: ناشدت لجنة “محامو سوريا من أجل الحرية” اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن تقوم بزيارة المعتقلين في الفروع الأمنية وليس في السجون، وقالت إن المعتقلين في أقبية الفروع الأمنية يشكلون النسبة الكبرى من المعتقلين في سوريا.
وناشدت لجنة “محامو سوريا من أجل الحرية” اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي تزور السجون السورية أن تأخذ بعين الاعتبار أن المعتقلين في سورية من قبل الأمن “لا يوضعون داخل السجون النظامية كالذي زارته اللجنة، وإنما يوضعون في أقبية الفروع الأمنية التي غصت الآن بهم”.
وأوضحت اللجنة، التي تأسست قبل نحو شهر وتضم عدداً غير محدد من المحامين من مختلف أنحاء سوريا، وتساند “الانتفاضة الشعبية” في الإطار الحقوقي والقانوني، أن النظام السوري “احتال ويحتال على كل وفد دولي أو أممي أهلي أو حكومي يحاول تقصي ما يحدث في سورية، ونظراً لحقيقة أن المعتقلين في سورية من قبل الأمن لا يوضعون داخل السجون النظامية كالذي زارته اللجنة، وإنما يوضعون في أقبية الفروع الأمنية التي غصت الآن بهم، مما اضطر النظام وعصاباته لاستخدام المدارس والملاعب وحتى بعض المستشفيات كمعتقلات مؤقتة أثناء عملياته في المناطق”.
ورأت في بيان لها أن النظام السوري “سيستغل هذه الزيارة ليروج أنه متعاون ومتجاوب مع اللجنة وقد بدأ ذلك بالفعل من خلال وسائل إعلامه”. وأبدت استعدادها لتزويد اللجنة بكل ما يلزم “من وثائق وأماكن احتجاز المعتقلين وأساليب معاملتهم اللاإنسانية والتي وصلت في أحيان كثيرة إلى تصفية المعتقلين داخل أقبية الأمن” السورية.
وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي بدأت أول أمس زيارة لسوريا قالت إن السلطات السورية فتحت سجنها الرئيسي في دمشق أمامها، وأن مسؤوليها زاروا المعتقلين في سجن عدار المركزي، ووصفت هذا الإجراء بأنه “خطوة مهمة للأمام” للقيام بأنشطتها الإنسانية في سوريا.
وقالت اللجنة إن السلطات السورية صرّحت للجنة الدولية بدخول موقع احتجاز، وأن اللجنة ستزور في البداية أشخاصاً تحتجزهم وزارة الداخلية على أمل أن تتمكن قريباً من زيارة كل المحتجزين.
أوساط بالمعارضة السورية: حوار السلطة تشويه للحوار والمشاركين غير مؤهلين
روما (5 أيلول/سبتمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
وصفت أوساط المعارضة السورية الحوار الذي تعتزم الحكومة السورية البدء به اليوم بأنه “تشويه للحوار”، وشددت على أنه “ليس حواراً على قضايا أساسية تتعلق ببنية النظام والدولة”، ونوّهت بأن الأشخاص المشاركين فيه “ليسوا مؤهلين لبحث الأزمة الأساسية القائمة في سورية”، ورأت أن هدفه “ذر الرماد في العيون”، على حد وصفها
ولخّص عدد من المعارضين في حديث لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء موقفهم ورأيهم من الحوار الذي أعلنت وسائل الإعلام السورية عن بدئه اليوم (الاثنين) بأن ما ستقوم به الحكومة السورية “ليس حواراً مركزياً على قضايا أساسية تتعلق ببنية النظام وبنية الدولة والعمل على تحويل النظام الحالي إلى نظام ديمقراطي تعددي تداولي يحترم معايير الدولة الحديثة كالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وتكافؤ الفرص وفصل السلطات، وإنما هو حوار مع ممثلي المجتمع الأهلي في المحافظات يدور حول قضايا مطلبية في معظم الأحوال” حسب رأيهم
وشددوا على أن من سيشارك في الحوار “ليسوا مؤهلين لبحث الأزمة الأساسية القائمة في سورية وخاصة ما يتعلق منها بتغيير الدستور وتغيير الأنظمة العامة والقوانين وتحويل النظام، وبالتالي فهو تشويه للحوار ولا يخرج عن إطار سؤال بعض الأشخاص من المجتمع الأهلي عن مطالبهم”
وأكّدوا أن أجهزة الأمن السورية “هي التي شكّلت هذه الوفود التي ستحاور الحكومة، وفرضت عليها برنامج الحوار أساساً، والعملية بمجملها هي عملية تضليل وذر للرماد في العيون” حسب قناعتهم.
وكانت وسائل الإعلام الرسمية السورية أعلنت إن جلسات الحوار الوطني تنطلق اليوم على مستوى المحافظات وتستمر حتى العشرين من أيلول/سبتمبر الجاري، تمهيداً لانعقاد ما وصفته بأنه (مؤتمر الحوار الوطني الشامل) بهدف تحقيق أوسع مشاركة جماهيرية حول الرؤية المستقبلية لبناء سورية في مختلف المجالات
ووفق وسائل الإعلام فقد أقرت القيادة السياسية في سورية تشكيل اللجنة التحضيرية للحوار في كل محافظة وجامعة، وتتألف من ممثلين عن الأحزاب والحكومة والمستقلين والمعارضة والوجهاء وأساتذة الجامعات والطلبة والفعاليات الشعبية والنقابية. وستطرح خلال الحوار المحاور السياسية والاقتصادية والاجتماعية والخدمية للتوصل إلى نتائج يمكن طرحها في مؤتمر الحوار الوطني الشامل. وسيتم ترشيح بين 30 و50 شخصاً عن كل محافظة للمشاركة في المؤتمر الشامل
ومن عناوين المحور السياسي وفق وسائل الإعلام الرسمية السورية: التحديات السياسية الراهنة والمستقبلية، سبل صيانة الوحدة الوطنية، كيفية مواجهة المؤامرة الخارجية، مسألة الدستور والمبادئ الأساسية، قوانين الأحزاب والانتخابات والإدارة المحلية، وواقع الإعلام ودوره في الرقابة الشعبية