أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء، 08 أيار 2012

سورية: إضرابات ومقاطعة لانتخاب «مجلس التصفيق»… وسط استمرار أعمال العنف

دمشق، بيروت – «الحياة»، أ ف ب، رويترز – استمرت الاشتباكات والمواجهات في مدن سورية عدة امس. وتحدث ناشطون وحقوقيون عن اطلاق نار وانفجارات في مواجهات مع معارضين في ادلب ودرعا وحلب وريف دمشق، وعن احراق اطارات واغلاق شوارع في حماة وحمص وريف دمشق وادلب رفضاً للانتخابات البرلمانية التي اجريت فيما لا يزال العنف متواصلاً في غالبية المناطق السورية.

ففي مدينة حماة اشتبك مقاتلو المعارضة وجنود القوات الحكومية في وقت مبكر امس ما أسفر عن سقوط جرحى.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بأن في محافظة دير الزور بشرق البلاد قتل ثلاثة معارضين في هجوم شنته القوات الحكومية فجر امس، وكان نحو 5 قد قتلوا اول من امس في المدينة التي تشهد تصعيداً في المواجهات، مما يبرز تحدي إجراء انتخابات لها صدقية ويصعب من مهمة مراقبي الأمم المتحدة الذين يراقبون وقفاً لإطلاق النار أعلن يوم 12 نيسان (ابريل).

كما قال المرصد السوري ان مناطق عدة في ادلب ودرعا وحماة شهدت اضراباً عاماً احتجاجاً على اجراء الانتخابات، اضافة الى بعض احياء العاصمة دمشق وبلدات ريفها. وقال ناشطون في المكتب الاعلامي للثورة في حماة ان «احياء حماة واسواقها شهدت اضراباً كاملاً رداً على انتخابات مجلس الدمى».

وأضاف ان الاضراب يشمل بلدات الريف، مشيراً الى ان قوات الامن «تقوم بإجبار الأهالي على فتح محالهم في طيبة الأمام». وقال عضو المكتب الاعلامي للثورة في ادلب نور الدين العبدو في اتصال عبر سكايب مع «فرانس برس» لا «يوجد في ادلب وريفها اي علامات على وجود انتخابات في البلاد».

وأضاف: «النظام يحاول ان يوهم نفسه انه ما زال قائماً من خلال تنظيم هذه الانتخابات المهزلة فيما هو عاجز عن حكم المدن والقرى الا بقبضة الدبابات». وقال ناشطون في ادلب انه سمعت اصوات خمسة انفجارات من دون ان ترد انباء عن اصابات.

وأفاد الناشط مصعب الحمدي بأن الناس مضربون في حماة وأن النشطاء يحرقون الإطارات في الشوارع. وفي قلعة المضيق وهي قرية بمحافظة حماة أظهر تسجيل فيديو قال نشطاء إنه تم تصويره امس، الشوارع وهي خالية تماماً والمتاجر مغلقة.

وقال الرجل الذي كان يصور هذه اللقطات في حماة من دون أن يظهر في الفيديو أن «اليوم هو يوم الانتخابات البرلمانية وإنهم يقولون لبشار الأسد أنه لا يوجد أحد في قلعة المضيق يدلي بصوته». وأضاف: «أنهم شردوا الناس وقتلوا النساء والأطفال وإنهم مضربون».

وفي دمشق، قال فادي (47 سنة) انه لن يشارك في الانتخابات مضيفاً: «لقد شاركت في الاستفتاء على الدستور ولم اوافق عليه لكن الامر مختلف الآن». واعتبر ان المشاركة الآن «لا معنى لها» لأن تصويته يعد «موافقة على الوضع القائم».

وفي مركز للاقتراع بدمشق قالت السلطات إن 137 شخصاً أدلوا بأصواتهم في الساعات الثلاث الأولى. لكن الصحافيين لم يروا سوى ثلاثة أشخاص يدلون بأصواتهم هناك خلال 40 دقيقة. وقالت ريم الحمصي التي تخرجت من الجامعة في الآونة الاخيرة إنها أدلت بصوتها لأنها تريد ما هو أفضل للبلاد. وأضافت انها تريد ان تعيش حياة طبيعية وتريد وظيفة.

وفي بلدة مضايا وهي مركز ريفي تقع على بعد 30 كيلومتراً شمال دمشق لم تظهر اي علامة على وجود حملة انتخابية. وفي بلدة الزباني القريبة كان هناك عدد قليل من صور مرشح. وقال ياسر وهو من سكان الزبداني «هو الوحيد الذي يرشح نفسه وسيفوز بالطبع حتى إذا لم ينتخبه الناس». وعلقت صور شبان قتلتهم قوات النظام على المتاجر المغلقة وواجهات البنايات. وقال رجل لـ «رويترز» قرب مركز للاقتراع في العاصمة دمشق «كل هذا مسرحية. المرشحون رجال أعمال ودمى في أيدي الأقوياء في السلطة».

وأفادت لجان التنسيق المحلية بأن مدينة السويداء (جنوب) ذات الغالبية الدرزية شهدت «اعتصاماً داخل نقابة المهندسين رفضاً للحل الامني ورفضاً لانتخابات مجلس التصفيق وتضامناً مع جامعة حلب» التي سقط فيها الخميس اربعة قتلى بنيران القوات النظامية التي اقتحمت الجامعة عقب تظاهرة ليلية تنادي باسقاط النظام.

وتقاطع شخصيات معارضة الانتخابات قائلة ان الدستور السوري المعدل الذي سمح بإنشاء احزاب سياسية جديدة هذا العام لم يغير شيئاً. وفر كثيرون منهم الى خارج البلاد او اعتقلوا خلال الانتفاضة. وقال الناشط لؤي حسين الذي يرأس تيار «بناء الدولة السورية» ان هذه الانتخابات شكلية ولن تغير توازن القوى في سورية. وأضاف انه «ليس من المهم من الذي يدلي بصوته فهي انتخابات مزورة ضد ارادة الشعب السوري من دون مشاركة شعبية».

وقال إن البرلمان السوري «لا يملك سلطة على ضابط مخابرات واحد وليس لديه سلطة في البلاد على الاطلاق». فيما قال المرشح السياسي المستقل قدري جميل انه رشح نفسه لاعتقاده ان بامكانه تحويل الانتخابات الى نقطة بداية لعملية سياسية ولخفض مستوى العنف من اجل الوصول للحوار.

وقال بسام اسحق الذي رشح نفسه للبرلمان عامي 2003 و2007 من دون ان يحالفه التوفيق وفر من البلاد العام الماضي، ان الانتخابات لن تغير شيئاً يذكر. وأضاف ان «النظام السياسي السوري ما زال فاسداً تماماً وان نتائج الانتخابات ستتقرر سلفاً». وقال ان هناك «مقاعد قليلة جداً للمستقلين وان هذه المقاعد ستؤول إلى الاسهل انقياداً».

الانتخابات السورية شابها عنف ومقاطعة

واشنطن اعتبرتها “أقرب إلى السخافة”

نيويورك – علي بردى

العواصم – الوكالات:

في ظل مقاطعة المعارضة وانتقادات دولية، ادلى الناخبون السوريون بأصواتهم امس لاختيار اعضاء مجلس شعب جديد  في انتخابات “تعددية” اولى منذ خمسة عقود تنظمها السلطات. وكانت هذه دعت 14 مليون ناخب في انحاء البلاد للادلاء بأصواتهم واختيار ممثليهم لاحتلال 250 مقعدا في مجلس الشعب من اصل 7195 مرشحا يفترض ان يصادقوا على سلسلة من الاصلاحات التي وعد بها الرئيس بشار الاسد.

وقال وزير الداخلية السوري محمد ابرهيم الشعار إن انتخابات أعضاء مجلس الشعب “تسير بشكل طبيعي” وأن مراكز الاقتراع تشهد “اقبالا ملحوظا من الناخبين”. لكن ناشطين من المعارضة قالوا ان مناطق عدة في ادلب  ودرعا وحماه شهدت اضرابا عاما احتجاجا على اجراء الانتخابات،  الى بعض احياء دمشق وبلدات في  ريفها. (راجع العرب والعالم)

ميدانيا، افاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان 17 شخصا قتلوا  بينهم مدنيون وعسكريون في اعمال عنف ومواجهات في مناطق سورية عدة.

وفي واشنطن،  صرح الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية مارك تونر بان “من غير الممكن تنظيم انتخابات وقت يحرم المواطنون حقوق الانسان الاساسية، وتواصل الحكومة الاعتداء يوميا على شعبها”. واضاف ان “اجراء انتخابات نيابية في مناخ مماثل هو اقرب الى السخافة”.

بان كي – مون

وفي نيويورك يستمع مجلس الأمن اليوم الى إحاطة جديدة من المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي أنان ووكيل الأمين العام للمنظمة الدولية لعمليات حفظ السلام ايرفيه لادسوس عن تطورات الوضع، في ظل استمرار نشر عناصر مهمة الأمم المتحدة للمراقبة في سوريا “أنسميس”، وغداة انتقاد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون الإنتخابات النيابية التي أجرتها السلطات السورية على رغم اعمال العنف وفي غياب حوار سياسي جامع في شأن العملية الديموقراطية.

ويتوقع أن يقدم أنان تحديثاً الى أعضاء المجلس عن جهود الوساطة التي يبذلها. ويتوقع أن يعبر أعضاء المجلس عن قلقهم من عدم التزام السلطات السورية تعهداتها، وخصوصاً من حيث وقف تحركات القوات وسحب الجيش والأسلحة الثقيلة من المناطق الآهلة، فضلاَ عن مدى التزام المعارضة المسلحة وقف أعمال العنف.

ورداً على سؤال لـ”النهار” عن تعليق الأمين العام للأمم المتحدة على الإنتخابات في سوريا، قال الناطق بإسمه مارتن نيسيركي إن “الحوار السياسي الجامع والشامل وحده يمكن أن يقود الى مستقبل ديموقراطي حقيقي في سوريا”. وأوضح أن “هذه الإنتخابات لا تجرى في إطار العمل هذا”، مضيفاً أن “العملية الديموقراطية لا يمكن أن تكون ناجحة فيما لا يزال العنف متواصلاً”. وأكد أنه “من المهم أن يكون هناك وقف للعنف بكل أشكاله والعمل على تنفيذ مقترح النقاط الست للمبعوث الخاص المشترك” أنان.

وفي كلمة بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، قال بان كي – مون ان الاولوية بالنسبة الى الامم المتحدة هي نشر بعثة المراقبين كاملة وعددها 300 مراقب أعزل في أقرب وقت ممكن. واضاف ان الوضع في سوريا يجعل المجتمع الدولي يشعر “بالقلق الشديد”. ودعا القوات الحكومية وقوات المعارضة الى وقف العنف “ثم ينبغي ان يبدأ الحوار بطريقة شاملة للتوصل الى حل سياسي يعكس التطلعات الحقيقية للشعب السوري وهذه اولويتنا”.

بين «تعثر» خطة أنان.. وسياسة «ليس الآن» الأوبامية

إحباط في الغرب.. ودمشق «أكثر ثقة بالنفس»

تبخّرت الآمال الغربية في إنقاذ اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا في حين ان التقديرات بشأن المستقبل، تقلل من فرص إزاحة الرئيس السوري بشار الأسد. هذا ما تنقله صحيفة «واشنطن بوست» عن دبلوماسيين ومسؤولين استخباريين غربيين يؤكدون انه في الوقت الذي يتوافد فيه المراقبون الدوليون الى سوريا تدريجياً، «ترد تقارير من الداخل تشير الى الجهد الذي يخصصه الأسد – ولو بوطأة اقل – لسحق ما تبقى من جيوب معارضة في تحد للاتفاق الدولي».

اما عن مدى التزام الاسد بتنفيذ الخطوات الست لخطة الامم المتحدة التي كان على الحكومة السورية بموجبها سحب القوات والاسلحة الثقيلة من المدن والسماح بوصول المساعدات الانسانية الى المدنيين في المناطق الاكثر تضررا، فينقل كاتب المقال جوبي ووريك عن مسؤول كبير في الادارة الاميركية، ان الاسد «لا يحترم ايا من النقاط الست.. الحقيقة هي ان عدد القتلى تراجع في الأيام الأخيرة، وهذا شيء جيد، لكن الامر حتى الآن أبعد ما يكون عن النجاح».

ليس سراً انتقاد الغرب لأسلوب الأسد في معالجة الازمة في سوريا إلا ان هذا الانتقاد بات يحمل بُعداً آخر، إذ يستند المسؤولون الاميركيون الى ما يسمونه «عدم التزام الأسد بالاتفاق الدولي» لكي يحثوا الادارة الاميركية على اعتماد مقاربة جديدة حيال الازمة.

ولعل ما قاله المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني قبل ايام عن انه «في حال واصل الاسد نهجه فعلى المجتمع الدولي الاقرار بالهزيمة»، دليل على ذلك، لا بل يلتقي مع ما اعلنه احمد فوزي، المتحدث باسم مبعوث الامم المتحدة الى سوريا كوفي انان، عن ان «لا مؤشرات واضحة على الارض على اتفاق في سوريا».

تعتبر «واشنطن بوست» التي تحدثت عن «تحوّل» في التعاطي الاميركي مع الازمة في سوريا، ان تطورات الاوضاع هناك و«ثبات» الاسد في مكانه بالرغم من العقوبات الاقتصادية الدولية على البلاد، دفعت الوكالات الاستخبارية الغربية والعربية الى مراجعة تقديراتها بشأن مدة بقاء الاسد في السلطة، كما دفعت المحللين الى توقع ثبات الرئيس السوري في منصبه حتى العام 2013. كما تشير تقديرات أكثر تشاؤما الى ان «المعارضة المنقسمة في البلاد لن تُمدّ بأي مساعدة كبيرة من الخارج، باستثناء بعض الاموال والمساعدات الطارئة وربما الأسلحة الخفيفة من الدول العربية المجاورة».

وينقل ووريك عن اثنين من المسؤولين الاستخباريين «من بلدين مسلمين مجاورين» لسوريا، ان الاسد يُظهر ثقة اكبر بالنفس. وفيما يرى المسؤول الاول ان «الاسد باقٍ في السلطة في العام 2012 الا في حال حدوث مفاجأة كبرى .. خصوصا انه نجح في تنظيف حمص وحماة وحقق الهدوء في دمشق وحافظ على دعم الدروز والمسيحيين الذين لم ينقلبوا ضده»، فيما يقول المسؤول الثاني ان «الاسد اكثر ثقة بنفسه لانه يشعر بالسيطرة على كل شيء».

يشير بعض المراقبين الى انه كان بالامكان تلافي بقاء الاسد في الحكم حتى اللحظة، لو اتبع الرئيس الاميركي باراك اوباما سياسة اكثر صرامة ولجأ للتدخل في سوريا على غرار تجربة «الناتو» في ليبيا، غير ان اوباما ادى دور رئيسٍ شعاره «ليس الآن»، بحسب توصيف آيرون ديفيد ميلر، الكاتب في «لوس انجليس تايمز»، والذي اشار الى اعتماد الرئيس الاميركي مقاربات «حذرة» في ما يتعلق بالملفات الساخنة للسياسة الخارجية وعلى رأسها سوريا وإيران.

ويقول ميلر، الذي يرى ان اميركا لا تحتاج الآن الى دبلوماسية غير حكيمة او الى التدخل عسكريا في دولة جديدة، انه يمكن قراءة سياسة «ليس الآن» الخاصة بأوباما من خلال سياسته الخارجية تجاه ايران وسوريا والصراع العربي – الاسرائيلي وكوريا الشمالية، حيث «الهدف هو الآلية وليس النتيجة. التخطيط وليس المبادرات الجريئة. العمل المتعدد الأطراف، وليس الفردي.. اذ قد تكون الادارة على استعداد لفعل شيء تجاه هذه القضايا، ولكن بعد تشرين الثاني المقبل، وليس الآن».

وفيما يفضل اوباما خيار العقوبات على ايران، رافضا ضربة اسرائيلية عليها في الوقت الحاضر (اذ يعتبر ان الضربة تؤخر البرنامج النووي الايراني ولا تلغيه، كما تؤثر على اسعار النفط والاسواق المالية)، يخطو الرئيس الاميركي بتروٍّ وحذر تجاه الأسد، فضلا عن اعتماده نهجاً غير أحادي، «ففي وقت يشجعه بعض المحافظين الجدد على اتباع خطوات اكثر شراسة في سوريا وبالتالي التدخل عسكريا، يتجنب اوباما إظهار اي انزلاق لمثل هذا التدخل… قد يتبدل الامر إذا ما وصل عدد القتلى الى مستويات جديدة، لكن الرئيس سيجهد لتفادي التزام عسكري جديد… ومفتوح». («السفير»)

واشنطن وباريس تدينان .. والمراقبون يتفقدون مراكز اقتراع في دمشق

الانتخابات تتحدى العنف .. و«البعث» يقود الحكومة

أجرت سوريا، امس، انتخاباتها النيابية الاولى وفق الدستور الجديد الذي أقر في استفتاء شباط الماضي، واتسمت عمليات الاقتراع بتوتر أقل، ولا سيما في المدن المضطربة، من دون أن يمنع ذلك من وقوع عدد من الحوادث الأمنية التي كانت بارزة في إدلب ومتوسطة في حمص، وكادت تكون معدومة في دمشق لولا إعلان إحدى شبكات الأخبار المحلية مساء أمس عن اختطاف 4 جنود نظاميين من قبل مسلحين ورمي قنبلة صوتية على حاجز عسكري في حي برزة البلد الذي يشوبه التوتر الكبير منذ يومين.

ودان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون إجراء الانتخابات مع «استمرار العنف»، ووصفتها واشنطن وباريس بأنها «أقرب الى السخافة» و«مهزلة شنيعة»، فيما أعربت بكين عن أملها أن يساهم هذا الاستحقاق «في تعزيز عملية الاصلاح والاستجابة للمطالب المحقة بحماية مصالح الشعب السوري».

الى ذلك، أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم، خلال لقائه رئيس وفد المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال النروجي روبرت مود، ان حكومته تسهل عمل المراقبين الدوليين. وأشاد مود «بتعاون الجانب السوري في تسهيل عمل البعثة وضمان حرية حركتها دون أي عوائق». وسيبلغ مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان مجلس الامن الدولي اليوم ما آلت اليه خطته.

وفي جولة على بعض مراكز الانتخاب لمراسل «السفير» بدا بعضها مزدحماً بالناخبين وبعضها الآخر متوسط الازدحام. وسجل مراسلو وسائل الإعلام السورية حركة ضعيفة في ريف دمشق، فيما كانت الحركة شبه معدومة في ريف إدلب وجزء من ريف حلب وريف حمص، التي كان الإقبال على الانتخاب فيها متركزاً في الأحياء الهادئة، ولا سيما التي فيها الموالاة.

وكان بارزا بث قناة «الدنيا» فقرة مباشرة على الهواء مساء أمس من منطقة بابا عمرو حيث كان مواطنون يدلون بأصواتهم. وسجلت حوادث ميدانية في حمص تمثلت في هجمات على بعض حواجز حفظ النظام وفقا للإعلام المحلي، وإطلاق نار على حي الزاهرة الذي احتوى مراكز انتخابية، كما أعلنت الشبكات المحلية مصادرة الأمن شاحنة تحمل موادّ متفجرة.

من جهتها، كانت إدلب أكثر عنفاً، حيث انفجرت فيها ثلاث عبوات أدت إلى إصابة ثلاثة عناصر من حفظ النظام، ووقع هجوم في حماه أدى الى مقتل خمسة من عناصر الأمن. وكانت عبوة قد انفجرت بسيارة في ضاحية جديدة عرطوز قرب دمشق وأخرى في قطنا في ريف العاصمة أدتا الى إصابة عدد من الأشخاص وأخرى قرب بلدة السيدة زينب أدت الى وفاة طفل، وذلك وفقا لمصادر حكومية سورية.

لكن ذلك لم يمنع العملية الانتخابية من السير بالوتيرة ذاتها التي جرى بها تنفيذ خطوات التغيير السابقة في «البرنامج الإصلاحي» الذي سبق أن أعلنت عنه القيادة السورية. وتوقعت مصادر في حزب «البعث» لـ«السفير» أن يفوز الحزب مجدداً بغالبية المقاعد البرلمانية، وأن يقود عملية تشكيل الحكومة المقبلة على الأقل عبر رئيس حكومة بعثي.

وغابت للمرة الاولى منذ عقود لائحة الجبهة الوطنية التقدمية واستبدلت بقائمة الوحدة الوطنية التي تضم الحلفاء التقليديين للبعث، إضافة الى 23 مرشحا مستقلا. ويبلغ عدد الناخبين 14 مليونا مدعوين لاختيار 250 عضواً في البرلمان من بين 7195 مرشحا منهم 710 نساء.

وكان رئيس الحكومة الحالية عادل سفر قال، أثناء الإدلاء بصوته، إن «الحكومة المقبلة ستكون مبنية على نتائج الانتخابات الحالية التي ستفرز أوضاعا سياسية على مستوى مجلس الشعب وسيكون هناك برنامج للحكومة تقدمه إلى المجلس يلبي طموحات المواطنين وتطلعاتهم».

وكان عدد من المسؤولين السوريين قد أدلوا بأصواتهم في مراكز مختلفة بدمشق، مؤكدين أن هذه الانتخابات تشكل «أهم استحقاق دستوري تشريعي في هذه المرحلة المهمة من حاضر سوريا ومستقبلها».

وقال الأمين القطري المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي محمد سعيد بخيتان ان «حزب البعث يخوض هذه الانتخابات بقوائم الوحدة الوطنية ومن دون المادة الثامنة من الدستور القديم، معتمدا على قاعدته الجماهيرية الكبيرة وثقته بدوره وإمكانياته وتاريخه النضالي ووفق برنامج انتخابي شامل لجميع نواحي السياسة الاقتصادية والاجتماعية والسياسة العامة، وذلك إلى جانب أكثر من 15 حزباً ومستقلين في تنافس حر ديموقراطي يؤسس لمرحلة من التعددية السياسية في سوريا».

وأكد وزير الداخلية محمد الشعار أن «انتخابات أعضاء مجلس الشعب سارت سيراً طبيعياً، وأن مراكز الاقتراع تشهد إقبالا ملحوظا من الناخبين». وقال «لا مشكلة حتى الآن باستثناء بعض الأمور التي قد تحصل في أي جو انتخابي»، فيما قالت مصادر لـ«السفير» إن صندوقا سرق في مضايا، مشيرة الى أن هذه كانت أبرز الحوادث الأمنية، في دمشق وريفها.

وتشارك إلى جانب أحزاب الجبهة العشرة خمسة أحزاب جديدة وتقاطعها خمسة أخرى بسبب «عدم الجاهزية» من جهة، واحتجاجا على «ظروف الانتخابات في ظل الأزمة الحالية». وكانت المعارضة السورية الداخلية قد أعلنت مقاطعتها للانتخابات بسبب استمرار العنف في البلاد، وفقا لما قال المتحدث باسم «هيئة التنسيق الوطنية» منذر خدام، مشيرا إلى ضرورة التطبيق الكامل لخطة أنان.

بكين وواشنطن وباريس

وأعرب (سانا، ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا) المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لاي، لمناسبة زيارة وفد من «المجلس الوطني السوري» برئاسة برهان غليون الى بكين، عن الامل في ان يساهم هذا الاستحقاق «في تعزيز عملية الاصلاح في سوريا والاستجابة للمطالب المحقة بحماية مصالح الشعب السوري».

وأعلن ان الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي سيلتقي وزير الخارجية الصيني يانغ جيتشي ونائب الرئيس الصيني تشي جينبينغ. وقال «نأمل ان تعمل الاطراف المعنية في سوريا على تطبيق كامل لتعهداتها من أجل وقف إطلاق النار وانسحاب القوات».

ودان المتحدث باسم الامين العام للامم المتحدة مارتن نيسيركي إجراء انتخابات مع «استمرار العنف». وقال «لا شيء سوى حوار واسع وبلا إقصاء يمكن أن يقود الى مستقبل ديموقراطي حقيقي في سوريا»، مضيفا ان «هذه الانتخابات لا تدخل في هذا الاطار». وتابع «علاوة على ذلك فإن العملية الديموقراطية لا يمكن ان تنجح إذا ما استمر العنف».

وقال بان كي مون، في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، إن «إراقة الدماء مستمرة في سوريا وهو وضع لا يمكن تحمله وغير مقبول بالمرة، ويتعين ان يتوقف لكي يتسنى بدء حوار سياسي». وكرر ان الاولوية بالنسبة للامم المتحدة هي نشر بعثة المراقبين بالكامل وعددها 300 مراقب أعزل في أقرب وقت ممكن.

وأضاف بان كي مون ان الوضع في سوريا يجعل المجتمع الدولي يشعر «بالقلق الشديد». ودعا «القوات الحكومية وقوات المعارضة الى وقف العنف، ثم يتعين ان يبدأ الحوار بطريقة شاملة للوصول الى حل سياسي يعكس التطلعات الحقيقية للشعب السوري وهذه أولويتنا».

وفي واشنطن، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية مارك تونر «من غير الممكن تنظيم انتخابات في الوقت الذي يحرم فيه المواطنون من حقوق الانسان الاساسية، وتواصل الحكومة الاعتداء يوميا على شعبها». وأضاف ان «إجراء انتخابات تشريعية في مناخ مماثل هو أقرب الى السخافة».

ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو الانتخابات بأنها «بمثابة مهزلة شنيعة». وقال ان «الاولوية اليوم مع انتشار سريع لكل مراقبي الامم المتحدة في سوريا وتنفيذ خطة (كوفي) انان برمتها من دون عراقيل». وتابع ان «الشعب السوري سيستعيد عبر العملية الانتقالية السياسية المنصوص عليها في خطة انان والجامعة العربية، القدرة على تقرير مصيره بحرية».

المعلم ومود

وذكرت وكالة الانباء السورية (سانا) ان المعلم رحب، خلال لقائه مود في دمشق، «بعمل البعثة الأممية، مؤكدا لرئيسها استمرار سوريا في تسهيل مهمة البعثة ضمن التفويض المخصص لعملها». وشدد على «أهمية الموضوعية والمهنية في أداء البعثة لنقل حقيقة الواقع السوري الى المجتمع الدولي بعيدا عن التسييس الدائر للملف السوري في مجلس الأمن».

وأشارت الى ان مود «قدم عرضا لعمل بعثته في سوريا، والتقدم الذي تحرزه عن طريق استكمال عددها وإطلاق عملها، مشيدا بتعاون الجانب السوري في تسهيل عمل البعثة وضمان حرية حركتها من دون أي عوائق، كما قدم التعازي بالضحايا السوريين الذين سقطوا جراء الأحداث الأخيرة».

الى ذلك، قال المتحدث باسم بعثة المراقبين نيراج سينغ، في دمشق، ان «مزيدا من المراقبين سيصلون إلى سوريا خلال الأسبوع المقبل لينضموا إلى المراقبين السبعين الموجودين فيها حاليا». وأضاف سينغ ان «المراقبين الموجودين حاليا وزعوا الى عدة مجموعات تمركزت في عدد من المحافظات السورية، حيث هناك أربعة مراقبين في كل من حمص وحماه ودرعا وإدلب، إضافة إلى ثلاث مجموعات تعمل في دمشق وريفها».

وذكرت «سانا» ان «احدى المجموعات جالت (امس) في عدد من أحياء مدينة دمشق وريفها شملت المتحلق الجنوبي ودوار البيطرة والصناعة والمزة جانب بساتين الرازي وحول دار المعلمين ووزارة الإعلام وساحة الأمويين ودوار الجمارك ومنطقة المجتهد وشارع خالد بن الوليد وشارع النصر والمرجة وجسر فكتوريا وقبر عاتكة، بينما قامت المجموعة الثانية بزيارة دوما وحرستا، كما زارت الثالثة جوبر وزملكا وعربين وبرزة وركن الدين».

وزار وفد من المراقبين «مراكز الانتخابات في مديريتي الخدمات الفنية والزراعة والشركة العامة للخيوط القطنية والشركة العامة للسجاد والأصواف في حماه واطلعوا على مجريات عمليات الاقتراع وممارسة الناخبين حقهم الانتخابي. كما زار وفد من المراقبين أحياء طريق الشام والوعر والغوطة ووادي الذهب وعكرمة والإنشاءات وشارع الحضارة في مدينة حمص». وكان مراقبون قد زاروا بلدتي مضايا والزبداني امس الاول.

وقال «المرصد السوري لحقوق الانسان»، في بيان امس، «قتل 17 شخصا، بينهم عدد من العسكريين، في ريف دير الزور وادلب وحماه وحمص». وكان قد قال، في بيان امس الاول، «قتل 12 شخصا، بينهم اربعة من القوات النظامية، في حمص والمزة في دمشق وادلب ودرعا». وكان انفجاران قد هزا دمشق السبت الماضي، تبين ان الاول وقع في أطراف العاصمة أثناء مرور حافلة عسكرية وأدى الى اصابة ثلاثة جنود، والثاني ناجم عن عبوة وضعت تحت سيارة عسكرية في شارع الثورة التجاري الحيوي من دون ان يبلغ عن وقوع ضحايا. وأعلن المرصد «قتل خمسة اشخاص في انفجار وقع قرب مغسلة للسيارات في منطقة تل الزرازير في حلب».

الصليب الأحمر: بعض وقائع العنف في سوريا بمثابة حرب أهلية

جنيف- (رويترز): قال رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر الثلاثاء إن القتال كان شديدا للغاية في بعض المناطق السورية وانه في بعض الاحيان يمكن توصيف الانتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الأسد بأنها حرب أهلية محدودة.

وقال جاكوب كيلينبرجر رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر إن المواقع الساخنة مثل حمص في وقت سابق من العام وبلدة إدلب الشمالية في وقت أقرب تنطبق عليهما ثلاثة معايير تضعها اللجنة لتعريف الصراع المسلح غير الدولي وهي الشدة والفترة الزمنية ومستوى تنظيم المسلحين الذين يقاتلون القوات الحكومية.

وقال كيلينبرجر لرويترز “يمكن ان يكون وضعا لصراع مسلح داخلي في بعض المناطق مثل القتال في بابا عمرو في حمص في فبراير” موضحا ان ذلك لا ينطبق على البلاد كلها.

وصرح أيضا بأن مسؤولي اللجنة الدولية للصليب الاحمر سيزورون محتجزين في السجن المركزي في حلب من 14 إلى 23 مايو ايار الجاري في ثاني زيارة من نوعها للسجون في سوريا كما اتفق مع السلطات السورية خلال زيارته السابقة التي قام بها في اوائل ابريل نيسان.

وقال كيلينبرجر انه مازال قلقا للغاية من الموقف في سوريا حيث يراقب مفتشو الامم المتحدة وقفا هشا لاطلاق النار بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة الذي أعلن في 12 ابريل.

وقال كيلينبرجر في افادة صحفية في جنيف “آمل حقا ان ينتشر مراقبو الامم المتحدة بسرعة لا في دمشق وحدها بل ينتشرون سريعا في اماكن أخرى. مازالت آمل ان يفلح”.

المعارضة وصفتها بـ’المهزلة’ وواشنطن اعتبرتها ‘اقرب الى السخافة

إقبال ضعيف على انتخابات سورية على وقع أعمال العنف

بان كي مون: القتل وضع ‘لا يمكن تحمله وغير مقبول بالمرة’

دمشق ـ بيروت ـ وكالات: دعي السوريون الاثنين الى انتخاب ممثليهم في مجلس الشعب في اول انتخابات ‘تعددية’ منذ خمسة عقود تنظمها السلطات، وسط إقبال ضعيف وأعمال عنف متفرقة أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 14 شخصا، في حين سارعت المعارضة الى وصفها بـ ‘المهزلة’ ودعت الى مقاطعتها، وتباينت المواقف الدولية ازاءها، بينما قال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون إن اكثر من تسعة آلاف شخص قتلوا في سورية في الاربعة عشر شهرا الاخيرة وهو ‘وضع لا يمكن تحمله وغير مقبول بالمرة’.

وذكر بان كي مون في كلمه في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن ان الاولوية بالنسبة للامم المتحدة هي نشر بعثة المراقبين في اقرب وقت ممكن. واضاف ان على جميع الاطراف وقف العنف.

وفتحت مراكز الاقتراع ابوابها عند الساعة السابعة صباحا (4.00 تغ) لاجراء انتخابات يسعى النظام من خلالها الى كسب شيء من المصداقية، بينما اكدت المعارضة ان المشاركة فيها ستقتصر على مؤيدي النظام.

ودعت السلطات 14 مليون ناخب في مختلف انحاء البلاد للادلاء بأصواتهم واختيار ممثليهم لشغل 250 مقعدا في مجلس الشعب من بين 7195 مرشحا يفترض ان يصادقوا على سلسلة من الاصلاحات التي وعد بها الرئيس.

كما دعا المجلس الوطني السوري المعارض، من جهته، السوريين ‘للاضراب او التظاهر في ساعات الانتخاب للتعبير عن رفضهم لهذه المسرحية’.

واضاف بيان صادر عن المجلس ‘بصفاقة قل نظيرها، يدعو النظام السوري لاجراء انتخابات لمجلس الشعب على وقع الرصاص والقذائف من كل نوع وجرائم الابادة والعقوبات الجماعية’.

واعتبر المتحدث باسم الخارجية الامريكية مارك تونر ان الانتخابات التشريعية في سورية التي جرت الاثنين ‘اقرب الى السخافة’، في الوقت الذي يواصل فيه الرئيس السوري بشار الاسد قمع الحركة الاحتجاجية المناهضة له.

وقال المتحدث ‘من غير الممكن تنظيم انتخابات في الوقت الذي يحرم فيه المواطنون من حقوق الانسان الاساسية، وتواصل الحكومة الاعتداء يوميا على شعبها’.

واضاف تونر امام الصحافيين ان ‘اجراء انتخابات تشريعية في مناخ مماثل هو اقرب الى السخافة’.

وكان الامين العام للامم المتحدة ندد في وقت سابق امس الاثنين باجراء الانتخابات في سورية مع ‘استمرار العنف’ في هذا البلد، كما صرح المتحدث باسمه.

وقال مارتين نيسركي ‘لا شيء سوى حوار واسع وبلا اقصاء يمكن ان يقود الى مستقبل ديموقراطي حقيقي في سوريا’، مضيفا ان ‘هذه الانتخابات لا تدخل في هذا الاطار’.

وتابع ‘علاوة على ذلك فان العملية الديموقراطية لا يمكن ان تنجح طالما استمر العنف’، مؤكدا انه ‘من الضروري ان يكون هناك وقف للعنف بكل اشكاله وان تتخذ اجراءات لتطبيق خطة النقاط الست (للسلام)’ التي عرضها وسيط الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان.

واعتبرت وزارة الخارجية الفرنسية ان الانتخابات التشريعية التي تنظمها دمشق الاثنين ‘بمثابة مهزلة شنيعة’، وذكرت مجددا بضرورة ‘انتشار سريع لكافة مراقبي الامم المتحدة في سورية’.

واكد المتحدث باسم الوزارة برنار فاليرو في ندوة صحافية ان ‘نظام دمشق ينتهك بشكل فاضح قراري مجلس الامن الدولي 2042 و2043 كما اثبت ذلك استمرار القمع الذي خلف اكثر من ثلاثين قتيلا خلال الايام الاخيرة’، فيما اعربت الصين على لسان المتحدث باسم الخارجية الصينية هونغ لاي عن الامل في ان يساهم هذا الاستحقاق ‘في تعزيز عملية الاصلاح في سورية والاستجابة للمطالب المحقة بحماية مصالح الشعب السوري’.

ودان حزب جبهة العمل الاسلامي، الذراع السياسية للاخوان المسلمين في الاردن وابرز احزاب المعارضة مشاركة ستة نواب اردنيين في ‘مراقبة’ الانتخابات التشريعية التي تنظمها دمشق الاثنين، معتبرين ان هذه المشاركة ‘محاولة لتجميل النظام السوري’.

وقال القيادي في الحزب علي ابو السكر في بيان نشر على موقع جماعة الاخوان الالكتروني ‘ندين مشاركة نواب اردنيين بمحاولة تجميل النظام السوري من خلال مراقبتهم الانتخابات الهزلية’ التي تجري الاثنين.

واضاف ان ‘زيارة النواب الى سورية شكل من اشكال شهادة الزور لصالح محاولة النظام السوري اضفاء الشرعية على الاستبداد وعمليات قتل الشعب المطالب بالحرية والكرامة’، مشيرا الى انه ‘كان الاحرى بالنواب الاصطفاف الى جانب الشعب السوري عوضا عن ممالأة جلاديه’.

ورأى ابو السكر ان ‘الشعب الاردني الذي فتح قلبه وبيوته للاشقاء السوريين سيحاسب هؤلاء النواب، الذين يمنحون النظام الدموي صك براءة من خلال مشاركتهم في مسرحيته الانتخابية المكشوفة والمرفوضة شعبيا والتي تجري على وقع اراقة الدماء’.

وأكد وزير الداخلية السوري محمد ابراهيم الشعار أن انتخابات أعضاء مجلس الشعب ‘تسير بشكل طبيعي’ وأن مراكز الاقتراع تشهد ‘اقبالا ملحوظا من قبل الناخبين’ بحسب ما نقلت عنه وكالة سانا الرسمية.

واضاف الشعار ‘لا مشكلة حتى الآن باستثناء بعض الأمور التي قد تحصل في أي جو انتخابي’.

وبث التلفزيون السوري منذ الصباح صورا لعدد من المراكز الانتخابية في عدد من المحافظات السورية وكتب في اسفل الصور ‘السوريون يقولون كلمتهم في صناديق الاقتراع’.

وفي مشهد مختلف، شهدت مناطق عدة في ادلب (شمال غرب) ودرعا (جنوب) وحماة (وسط) اضرابا عاما احتجاجا على اجراء الانتخابات، اضافة الى بعض احياء العاصمة دمشق وبلدات ريفها، حسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال ناشطون في المكتب الاعلامي للثورة في حماة لوكالة فرانس برس ان ‘احياء حماة واسواقها شهدت اضرابا كاملا ردا على انتخابات ‘مجلس الدمى’.

واضافوا ان الاضراب يشمل بلدات الريف، مشيرين الى ان قوات الامن ‘تقوم باجبار الاهالي على فتح محالهم في طيبة الامام’.

وقام ناشطون في حي الاربعين في حماة بالصاق صور قتلى الاحتجاجات على انهم مرشحوهم لمجلس الشعب في ما اطلقوا عليه اسم حملة ‘شهداؤنا مرشحونا’ بحسب ما اظهرت مقاطع بثت على الانترنت.

وقال عضو المكتب الاعلامي للثورة في ادلب نور الدين العبدو في اتصال عبر سكايب مع فرانس برس ‘لا يوجد في ادلب وريفها اي علامات على وجود انتخابات في البلاد’.

وافادت لجان التنسيق المحلية ان مدينة السويداء (جنوب) ذات الغالبية الدرزية شهدت ‘اعتصاما داخل نقابة المهندسين ‘رفضا للحل الامني ورفضا لانتخابات مجلس ‘التصفيق’ وتضامنا مع جامعة حلب’ التي سقط فيها الخميس اربعة قتلى بنيران القوات النظامية التي اقتحمت الجامعة عقب تظاهرة ليلية تنادي باسقاط النظام.

وفي لبنان، قال الناشط السوري شكيب جبري لوكالة فرانس برس ان ‘السوريين اهتموا بالانتخابات الفرنسية اكثر من اهتمامهم بالانتخابات السورية’.

وفي هذا السياق، اكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم اثناء لقائه الاثنين مع رئيس بعثة المراقبين الدوليين روبرت مود ‘استمرار سورية في تسهيل مهمة البعثة ضمن التفويض المخصص لعملها’.

وميدانيا، قتل 14 شخصا بينهم ثلاثة شبان في ريف دير الزور (شرق) في كمين نصبته قوات الامن و’موالون للنظام’، وقتل شخصان في ادلب برصاص الامن، وشخص في ريف حماة، وآخر في حي القصور في حمص برصاص قناصة.

مراسلون بلا حدود تندد باستهداف السلطات السورية للمواطنين الصحافيين

بيروت ـ ا ف ب: نددت منظمة مراسلون بلا حدود الاثنين باستهداف السلطات السورية الصحافيين المواطنين ‘الذين يدفعون حياتهم بغية اعلام العالم بما يجري في سورية’ واصفة الرئيس بشار الاسد بانه احد ‘صيادي الصحافة’ في العالم.

وجاء في بيان للمنظمة تلقت وكالة فرانس برس نسخة عنه انها تلقت ‘ببالغ الاسى مقتل المواطن الصحافي عبد الغني كعكة في الرابع من ايار (مايو) اثر استهدافه عمدا (..) اثناء تصوير تظاهرة في حي صلاح الدين في حلب’ شمال البلاد.

وبحسب المنظمة، فإن هذا المواطن الصحافي هو السادس الذي يقتل في سورية منذ مطلع العام الجاري.

واشارت مراسلون بلا حدود الى ان عبد الغني كعكة البالغ من العمر 19 عاما ‘اعتاد تصوير تظاهرات المعارضة وبثها على الانترنت ما تسبب بتوقيفه غير مرة’.

واعتبرت المنظمة ان هذا المواطن الصحافي واحد من ‘اولئك الذين دفعوا حياتهم ثمنا للجهود التي بذلوها بغية اعلام العالم بما يجري في سورية’.

وقالت المنظمة ‘ندين بأشد العبارات هذه الجريمة التي تبين مدى تجاهل نظام بشار الاسد لاحكام خطة وقف اطلاق النار التي لحظها الأمين العام السابق للامم المتحدة كوفي عنان’.

الثوار السوريون يستهدفون مخبري النظام

أدى نقل عبد الحميد الطه معلومات عن ناشطي المعارضة الى استخبارات القوة الجوية، الى مقتله في درعا الأسبوع الماضي على أيدي الثوار. وكان قد تلقى اتصالات تحذير متعددة الا أنه استمر بعمله، وكان الطه مرشحا لانتخابات الرئيس بشار الأسد التي جرت يوم الاثنين.

لندن: قتل ثوار في درعا الاسبوع الماضي، عبد الحميد الطه بعد ان رفض الاستماع الى التحذيرات التي كان يتلقاها. فقبل ثلاثة أشهر، تلقى الطه اتصالا بأن يكف عن نقل معلومات عن ناشطي المعارضة الى استخبارات القوة الجوية. وفي اليوم التالي، أُضرمت النار في ثمانية بيوت يملكها عبد الحميد مع آخرين من آل طه.

ورغم هذا التحذير، استمر الطه يعمل للنظام، وقال عفيف إن شقيقه كان بعثيا حقيقيا.  واتفق معه ناشط مطلع على عملية اغتيال الطه. وقال الناشط لصحيفة الديلي تلغراف، إن كثيرين ماتوا بسببه بينهم عائلات وأطفال. وأضاف أن الطه أُبلغ بأن عليه ان يتوقف عن ايصال معلومات الى المخابرات. فأحرق الثوار منزله اولا ولكنه استمر في نقل المعلومات. “لذا أعتقد ان الثوار فعلوا ما يجب أن يفعلوه”، بحسب الناشط.

كان عبد الحميد الطه مرشحا لانتخابات الرئيس بشار الأسد التي جرت يوم الاثنين دون أن يأخذها كثيرون على محمل الجد، ودون حوادث تُذكر، ومن المستبعد أن يكون لها تأثير في الانتفاضة المستمرة ضد النظام.

وأُجريت الانتخابات في إطار إصلاحات أعلنها الأسد العام الماضي، بعد فوات الأوان لتهدئة المعارضة التي قاطعتها. وفي حين عرض التلفزيون الرسمي صور ناخبين في مراكز الاقتراع، بث ناشطون أشرطة فيديو على الانترنت تشير الى شوارع مقفرة في العديد من المدن.

وتقول المعارضة إن الأحزاب والمرشحين الجدد، واجهات لنظام الحزب الواحد القديم.  وأكدت عائلة الطه أن ابنها عضو في حزب البعث منذ زمن طويل.

وقال ناشطون إنه كان مسؤولا في القوة الجوية أيضا، وهذا ما أكدته لصحيفة الديلي تلغراف مصادر مستقلة ولكن الشرطة تقول انه كان رجل أعمال.

 عدا ذلك ليس هناك ما هو استثنائي في ما حدث له.

صحيح أن قصف المدن والبلدات بكثافة انحسر مؤخرا لأسباب منها وصول المراقبين الدوليين، وإن كان السبب الرئيس ان القصف حقق الغرض المنشود منه. ولكن سوريا تشهد حركة مسلحة من النمط الكلاسيكي، حيث مناطق واسعة من البلد بالكاد يسيطر عليها جنود خائفون هم انفسهم يستخدمون الخوف لقمع السكان الناقمين.

وفي يوم اغتيال عبد الحميد الطه، توفي رجل اسمه موسى مصالة، وهو أب في الخمسين، بعد اسبوعين على اصابته بطلق ناري داخل بيته في درعا القديمة. وقال أحد سكان المدينة، إن الجنود كانوا ينفذون عمليات دهم بحثا عن معارضين عندما اخترقت نافذة منزله رصاصة طائشة.

ولم يتسن التحقق من هذه الرواية ولكنها جائزة، ورغم غلق درعا القديمة بوجه الصحافيين، فإن المراسلين تمكنوا من زيارتها مع اثنين من المراقبين الدوليين، اخترقوا شوارعها المهجورة حيث الأطفال وحدهم يجرؤون على الخروج، وجنود أعصابهم مشدودة يقبعون وراء أكياس الرمل.

 وانبرت مجموعة صغيرة من الشباب الذين كانوا شجعانا بما فيه الكفاية لتقديم مطالبهم والتنديد بحملات الجيش، التي تركت واجهات المتاجر والبيوت مخرمة بآثار الرصاص والانفجارات.

ونقلت صحيفة الديلي تلغراف، عن قائد شرطة درعا اللواء محمد أديب الأسعد ان الثوار هم “عملاء أيدٍ خارجية” قدمت للمتظاهرين “طعاما معجونا بالمخدرات”.

ولم تعد مثل هذه الآراء المتباينة بشأن الوضع ذات معنى. فالمسؤولون أنفسهم يعترفون بأن الخروج بعد الساعة الرابعة عصرا مغامرة محفوفة بالمخاطر حتى في درعا الجديدة، حيث قُتل عبد الحميد الطه على بعد امتار من مركز الشرطة.

كما يُمنع الصحافيون من دخول ريف درعا حيث هجمات قوات النظام على القرى دفعت آلافا الى الانخراط في صفوف الثوار وأكثر منهم الى النزوح.

تعتبر عائلة الطه نموذجا مصغرا لسوريا التي يريد المجتمع الدولي ان تتصالح مع نفسها. إذ قال ماهر، شقيق عبد الحميد الآخر، انه “ليس هناك ابناء عائلات محترمة بين الثوار بل كلهم مجرمون وحثالات”. ولكن إبن عمه ابراهيم فارس كشف لصحيفة الديلي تلغراف أن أجهزة النظام اعتقلته قبل أشهر على قيام الثوار بحرق بيته لمشاركته في جنازة.

 وقال فارس “نحن بين الشيطان والبحر العميق. وأنت بالنسبة إلى الجانبين إما معهم أو ضدهم ولا موقع آخر بينهما”.

أعمال العنف لم تتوقف في يوم “الديمقراطية” في سوريا

أ. ف. ب.

الانتخابات في سوريا جرت رغم استمرار القتل والعنف

رغم دخول خطة أنان حيز التنفيذ منذ أكثر من شهر، ووسط استمرار اعمال القتل والعنف، انتخب السوريون اعضاء مجلس الشعب مع اعلان المعارضة مقاطعة عملية الاقتراع. ووصفت الولايات المتحدة الانتخابات السورية بـ “السخيفة” في حين اعتبرتها فرنسا مهزلة شنيعة.

دمشق: قتل ثلاثة اشخاص بينهم امرأة الثلاثاء برصاص القوات السورية في عدد من المناطق السورية غداة الانتخابات التشريعية “التعددية” التي نظمتها السلطات ووصفتها المعارضة “بالمهزلة”.

وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن: “قتل رجل وسيدة في قرية التمانعة التابعة لمحافظة ادلب (شمال غرب) إثر اطلاق نار وقذائف من قبل القوات النظامية”.

وفي حمص (وسط)، اضاف عبد الرحمن: “استشهد مدني برصاص قناصة من حاجز للقوات النظامية في حي القصور”. واشار الى وفاة آخر في ريف حمص متاثرًا بجروح اصيب بها مساء امس “برصاص القوات السورية التي كانت تشتبك مع مقاتلين من المجموعات المسلحة المنشقة”.

كما نفذت قوات الامن الثلاثاء حملة مداهمات واعتقالات في مدينة دوما (ريف دمشق) “واعتقلت مجموعة من الشبان واقتادتهم الى مكان مجهول” بحسب المرصد. ويأتي ذلك غداة مقتل 27 شخصًا بينهم مدنيون وعسكريون في الجيش النظامي ومنشقون في اعمال عنف ومواجهات في مناطق سورية عدة.

وانتخب السوريون الاثنين ممثليهم في مجلس الشعب في اول انتخابات “تعددية” منذ خمسة عقود تنظمها السلطات، في حين سارعت المعارضة الى وصفها بـ”المهزلة” ودعت الى مقاطعتها.

ودعت السلطات 14 مليون ناخب في مختلف انحاء البلاد للإدلاء بأصواتهم واختيار ممثليهم لشغل 250 مقعدًا في مجلس الشعب من بين 7195 مرشحًا يفترض أن يصادقوا على سلسلة من الاصلاحات التي وعد بها الرئيس السوري.

واشنطن تعتبر الانتخابات التشريعية “سخافة”

وقال مارتين نيسركي المتحدث باسم بان: “لا شيء سوى حوار واسع وبلا اقصاء يمكن أن يقود الى مستقبل ديموقراطي حقيقي في سوريا”، مضيفًا أن “هذه الانتخابات لا تدخل في هذا الاطار”.

واعتبر المتحدث باسم الخارجية الاميركية مارك تونر أن الانتخابات التشريعية في سوريا التي جرت الاثنين “اقرب الى السخافة”، في الوقت الذي يواصل فيه الرئيس السوري بشار الاسد قمع الحركة الاحتجاجية المناهضة له. وقال المتحدث: “من غير الممكن تنظيم انتخابات في الوقت الذي يحرم فيه المواطنون من حقوق الانسان الاساسية، وتواصل الحكومة الاعتداء يوميًا على شعبها”.

واضاف تونر امام الصحافيين أن “اجراء انتخابات تشريعية في مناخ مماثل هو اقرب الى السخافة”. واعلن التلفزيون السوري مساء الاثنين أن مكاتب الاقتراع في سوريا اقفلت ابوابها في الساعة 22:00 (19:00 ت غ).

وبدأت عمليات فرز الاصوات على الفور بعد انتهاء الاقتراع، بحسب ما اعلن التلفزيون الرسمي من دون أن يكشف نسبة المشاركة أو موعد اعلان النتائج. ودعت السلطات 14 مليون ناخب في مختلف انحاء البلاد للادلاء بأصواتهم واختيار ممثليهم لشغل 250 مقعدًا في مجلس الشعب من بين 7195 مرشحًا يفترض ان يصادقوا على سلسلة من الاصلاحات التي وعد بها الرئيس.

كما دعا المجلس الوطني السوري المعارض، من جهته، السوريين “للاضراب أو التظاهر في ساعات الانتخاب للتعبير عن رفضهم لهذه المسرحية”. واضاف بيان صادر عن المجلس “بصفاقة قل نظيرها، يدعو النظام السوري لاجراء انتخابات لمجلس الشعب على وقع الرصاص والقذائف من كل نوع وجرائم الابادة والعقوبات الجماعية”.

واعتبرت وزارة الخارجية الفرنسية أن الانتخابات التشريعية التي نظمتها دمشق الاثنين “بمثابة مهزلة شنيعة” وذكرت مجددًا بضرورة “انتشار سريع لكافة مراقبي الامم المتحدة في سوريا”. واكد المتحدث باسم الوزارة برنار فاليرو في ندوة صحافية أن “نظام دمشق ينتهك بشكل فاضح قراري مجلس الامن الدولي 2042 و2043 ، كما اثبت ذلك استمرار القمع الذي خلف اكثر من ثلاثين قتيلاً خلال الايام الاخيرة”.

وتابع أن “الشعب السوري سيستعيد عبر العملية الانتقالية السياسية المنصوص عليها في خطة أنان والجامعة العربية، القدرة على تقرير مصيره بحرية”. فيما اعربت الصين على لسان المتحدث باسم الخارجية الصينية هونغ لاي عن الامل في أن يساهم هذا الاستحقاق “في تعزيز عملية الاصلاح في سوريا والاستجابة للمطالب المحقة بحماية مصالح الشعب السوري”.

وقال هونغ “نأمل أن تعمل الاطراف المعنية في سوريا…على تطبيق كامل لتعهداتها من اجل وقف اطلاق النار وانسحاب القوات”، في اشارة الى خطة انان. وأكد وزير الداخلية السوري محمد ابراهيم الشعار أن انتخابات أعضاء مجلس الشعب سرت “بشكل طبيعي” وأن مراكز الاقتراع شهدت “اقبالاً ملحوظًا من قبل الناخبين”، بحسب ما نقلت عنه وكالة سانا الرسمية.

وبث التلفزيون السوري منذ الصباح صورًا لعدد من المراكز الانتخابية في عدد من المحافظات السورية وكتب في اسفل الصور: “السوريون يقولون كلمتهم في صناديق الاقتراع”. كما اجرى لقاءات مع عدد من المواطنين المشاركين في الانتخابات وقال أحدهم من حمص إن “الانتخابات تجري بأجمل صورة وخاصة بوجود التعددية الحزبية”.

واعتبر آخر أنها “البداية الحقيقية لبناء سوريا المتجددة”. وأقيم 12152 مركزًا انتخابيًا في مختلف المدن السورية موزعة على 15 دائرة انتخابية، ويبلغ عدد الناخبين فيها 14 مليونًا وهم مدعوون لاختيار 250 عضوًا في مجلس الشعب من بين 7195 مرشحًا.

وشارك في هذه الانتخابات سبعة احزاب من بين تسعة اعلن عن تأسيسها منذ اصدار قانون تنظيم الاحزاب الجديد بالاضافة الى المستقلين وقائمة الوحدة الوطنية التي اعلنت عنها الجبهة التقدمية التي يقودها حزب البعث وتشرف على الحكم في البلاد.

وفي مشهد مختلف، شهدت مناطق عدة في ادلب (شمال غرب) ودرعا (جنوب) وحماة (وسط) اضرابًا عامًا احتجاجًا على اجراء الانتخابات، اضافة الى بعض احياء العاصمة دمشق وبلدات ريفها، حسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال ناشطون في المكتب الاعلامي للثورة في حماة إن “احياء حماة واسواقها شهدت اضرابًا كاملاً ردًا على انتخابات “مجلس الدمى”. واضافوا أن الاضراب يشمل بلدات الريف، مشيرين الى أن قوات الامن “تقوم باجبار الاهالي على فتح محالهم في طيبة الامام”.

وقام ناشطون في حي الاربعين في حماة بالصاق صور قتلى الاحتجاجات على أنهم مرشحوهم لمجلس الشعب في ما اطلقوا عليه اسم حملة “شهداؤنا مرشحونا” بحسب ما اظهرت مقاطع بثت على الانترنت. وقال عضو المكتب الاعلامي للثورة في ادلب نور الدين العبدو في اتصال عبر سكايب مع فرانس برس “لا توجد في ادلب وريفها أي علامات على وجود انتخابات في البلاد”.

واضاف “النظام يحاول أن يوهم نفسه انه ما زال قائمًا من خلال تنظيم هذه الانتخابات المهزلة فيما هو عاجز عن حكم المدن والقرى الا بقبضة الدبابات”. وفي محافظة الحسكة ذات الغالبية الكردية افاد ناشطون في تنسيقيات الكرد وكالة فرانس برس أن “مدن الحسكة والقامشلي والدرباسية وعامودا ورأس العين (سري كانيه) ومعبدة والمالكية والقحطانية (كركي لكي) والهول والشدادي شهدت مقاطعة واسعة للانتخابات”.

وقال هفيدار الناشط في تنسيقيات الكرد “انتخابات مجلس الشعب بالنسبة للنظام ليست سوى دعاية انتخابية لأن النظام قد قام بتحضير القوائم الناجحة مسبقًا لأحزاب الجبهة التقدمية والمستقلين الذين قام النظام بتزكيتهم”. واظهرت مقاطع بثها ناشطون تظاهرة في مدينة الدرباسية رفعت فيها لافتات “انتخابات مجلس الشعب مسرحية هزلية انتخابًا وترشيحًا”.

وقال المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي إن “مدينة حلب وريفها شهدتا اضرابات وتظاهرات احتجاجًا على الانتخابات”. وبحسب الحلبي، فإن السلطات “استقدمت موالين لها الى المراكز الانتخابية الاساسية في المدينة لتوحي أن هناك حركة انتخاب، فيما المراكز الفرعية في المدينة مقفرة”.

وافادت لجان التنسيق المحلية أن مدينة السويداء (جنوب) ذات الغالبية الدرزية شهدت “اعتصامًا داخل نقابة المهندسين “رفضًا للحل الامني ورفضًا لانتخابات مجلس “التصفيق” وتضامنًا مع جامعة حلب” التي سقط فيها الخميس أربعة قتلى بنيران القوات النظامية التي اقتحمت الجامعة عقب تظاهرة ليلية تنادي باسقاط النظام. وفي لبنان، قال الناشط السوري شكيب جبري لوكالة فرانس برس إن “السوريين اهتموا بالانتخابات الفرنسية اكثر من اهتمامهم بالانتخابات السورية”.ونددت منظمة مراسلون بلا حدود الاثنين باستهداف السلطات السورية الصحافيين المواطنين “الذين يدفعون حياتهم بغية اعلام العالم بما يجري في سوريا” واصفة الرئيس بشار الاسد بأنه أحد “صيادي الصحافة” في العالم. ولا تقر دمشق بوجود حركة احتجاجية واسعة النطاق، بل تتهم “مجموعات ارهابية مسلحة” بتنفيذ “مؤامرة” مدعومة من الخارج في البلاد.

واستمرت أعمال العنف في سوريا في اليوم الانتخابي رغم دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ في الاثني عشر من نيسان (ابريل)، ووجود عشرات المراقبين الدوليين. وفي هذا السياق، اكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم اثناء لقائه الاثنين رئيس بعثة المراقبين الدوليين روبرت مود “استمرار سوريا في تسهيل مهمة البعثة ضمن التفويض المخصص لعملها”.

ميدانيًا، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان أن 27 شخصًا قتلوا الاثنين بينهم مدنيون وعسكريون في الجيش النظامي ومنشقون في اعمال عنف ومواجهات في مناطق سورية عدة. فقد قتل ستة مدنيين في قرية قبر فضة في محافظة حماة في اطلاق نار واطلاق قذائف فيما قتل مدني في بلدة كرناز ومدني آخر في مدينة خان شيخون في المحافظة نفسها.

وقتل اربعة مدنيين في حمص واثنان في ريف دمشق واثنان آخران هما شاب وامرأة في محافظة ادلب، اضافة الى ثلاثة مدنيين في دير الزور. كذلك، قتل ضابطان منشقان في ريف دمشق وعسكري منشق في ريف دير الزور، فضلاً عن مقتل خمسة من عناصر القوات السورية النظامية في حماة وريفها.

من جانبه، حذر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون من أن الاسرة الدولية تقوم “بسباق مع الزمن” لتحاشي اندلاع حرب اهلية في سوريا. وفي خطاب القاه عشية اجتماع لمجلس الامن حول سوريا، ندد بان بـ”وحشية” قوات الرئيس بشار الاسد واشار ايضًا الى ان الهجمات التي تنفذها المعارضة المسلحة قد “تكثفت”، كما ندد بقيام الانتخابات التشريعية السورية وسط أجواء العنف والقتل.

وقال “نحن نقوم بسباق مع الزمن لتحاشي وقوع حرب اهلية حقيقية مع سقوط ضحايا بأعداد كبيرة” معتبرًا ايضا أن الحكومة السورية قد تستغل وجود مراقبي الامم المتحدة لمواصلة قمعها. وتقدر الامم المتحدة باكثر من تسعة آلاف شخص عدد الذين قتلوا في سوريا منذ بدء الازمة في اذار/مارس 2011.

واضاف بان في هذا الخطاب الذي القاه امام معهد “اتلانتك كاونسل” للابحاث في واشنطن أن “الحكومة السورية تواصل قمع شعبها”. واوضح أن وقف اطلاق النار الذي دخل حيز التطبيق في 12 نيسان (ابريل) غالبا ما ينتهك على الرغم من وجود اكثر من ستين مراقبًا للامم المتحدة. واشار الى أن عدد المراقبين الـ300 الذين وافق مجلس الامن على ارسالهم الى سوريا سيكتمل قبل نهاية الشهر.

واكد “أنها مهمة صعبة في ظرف صعب. ندرك المخاطر التي سيواجهها هؤلاء المراقبون الشجعان. نعلم أن المواطنين السوريين الذين يتحدثون اليهم قد يتعرضون لاعمال انتقامية ونعلم طبيعة النظام الذي قد يستغل وجود البعثة (الامم المتحدة) كي يخطط لاعمال عنف أخرى”. وجدد بان التأكيد على أنه يتوجب على الحكومة السورية أن تطبق النقاط الست من خطة وسيط الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان “من دون المزيد من التأخير”.

وسيقدم كوفي انان تقريرًا جديدًا عن وساطته امام مجلس الامن اليوم الثلاثاء من خلال الفيديو من جنيف. وقال دبلوماسي غربي في الامم المتحدة “سوف نرى ما اذا كان انان سيقدم مؤشرات عن أن خطته لا تعمل”. وقال دبلوماسي آخر “من الصعب التصور أن المعارضة بامكانها الموافقة على الحوار (مع الحكومة السورية) اذا اطلق النار عليها وتعرضت للقصف والتعذيب”.

قتيلاً في سوريا رغم الدعوات المتكررة إلى وقف العنف

أ. ف. ب.

دمشق: سقط 37 قتيلا في اشتباكات وقصف واطلاق نار في سوريا الثلاثاء في خروقات مستمرة لوقف اطلاق النار، في وقت اعلن مسؤول في الامم المتحدة رفض سوريا منح تأشيرات دخول الى مراقبين من ضمن البعثة الدولية المكلفة مواكبة تنفيذ خطة الموفد الخاص كوفي انان لحل الازمة.

واعلن مسؤول عمليات حفظ السلام في الامم المتحدة ايرفيه لادسو ان سوريا رفضت منح تأشيرات عدة لمراقبين تابعين للمنظمة الدولية.

وكان لادسو ابلغ الاسبوع الماضي مجلس الامن رفض سوريا منح تشيرات دخول الى مراقبين من دول تنتمي الى “مجموعة اصدقاء الشعب السوري”.

واوضح لادسو ان المراقبين البالغ عددهم 24 والذين انتشروا في سوريا وخصوصا في دمشق ومدن حمص وحماة (وسط) ودرعا (جنوب) لاحظوا استمرار وجود اسلحة ثقيلة مثل المدافع والاليات المدرعة “في غالبية الاماكن حيث هم موجودون”.

ويتنافى هذا الامر مع التزام الحكومة السورية امام الموفد الدولي كوفي انان بسحب كل قواتها واسلحتها الثقيلة من المدن السورية.

واقر بان المفاوضات مستمرة مع السلطات السورية حول التفاصيل العملانية لالية عمل البعثة، وخصوصا الطائرات والمروحيات التي تحتاج اليها البعثة للتحرك بحرية. واضاف ان “السوريين لم يوافقوا على طلبنا ارسال وسائل جوية” مستقلة، و”الامر لا يزال قيد البحث”.

وفي دمشق، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي لفرانس برس “توافقنا مع الفريق المفاوض في الامم المتحدة على ان يوافق الطرفان على جنسيات المراقبين، اذا ليس هناك رفض” من الجانب السوري.

واضاف “يمكنني ان اؤكد ان هناك اكثر من 110 جنسيات يستطيع حاملوها العمل بسهولة في سوريا. نحن ملتزمون نهجا ايجابيا حيال حاجات الامم المتحدة العملانية ورئيس بعثة المراقبين الجنرال (روبرت) مود يعلم بهذا الامر”.

وقتل الثلاثاء عشرة اشخاص بينهم تسعة من عائلة واحدة في سقوط قذائف هاون مصدرها قوات النظام على منزلهم فجر اليوم في قرية مشمشان المجاورة لمدينة جسر الشغور في محافظة ادلب (شمال غرب)، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وبين الضحايا اربع نساء وطفلان.

وقتل طفل يبلغ من العمر 13 عاما اثر اصابته باطلاق رصاص عشوائي في مدينة معرة النعمان في ادلب.

وقتل اثنا عشر عنصرا من القوات النظامية السورية ومدني في اشتباكات عنيفة بين قوات نظامية ومنشقين في منطقة البصيرة في محافظة دير الزور (شرق).

وافاد المرصد مساء ان مدينة القورية في ريف دير الزور تتعرض لقصف بمدافع الهاون من القوات النظامية المحيطة بالمدينة. وذكرت لجان التنسيق المحلية في بيان ان قصفا مدفعيا يطال القورية والعشارة والشعيطات وأبو حمام في ريف المحافظة.

في ريف دمشق، قتل رجل يبلغ من العمر 80 عاما في مدينة قطنا اثر اطلاق الرصاص عليه من حافلة صغيرة، بحسب المرصد. كما قتل مواطن آخر في مدينة حرستا يبلغ من العمر 48 عاما في اطلاق رصاص عشوائي.

في محافظة حماة (وسط)، قتل مواطن في قرية الحويجة في سهل الغاب في قصف من القوات النظامية، وقتل اخر اثر اطلاق الرصاص على تظاهرة مسائية في حي الاربعين في مدينة حماة وقتل مواطنان برصاص القوات النظامية في قرية التويني.

كذلك، قتل فتى يبلغ من العمر 15 عاما متاثرا بجروح اصيب بها اثر انفجار الاربعاء الفائت، وفق المرصد السوري.

في محافظة حمص، قتل جنديان اثر اطلاق الرصاص عليهما من القوات النظامية التي انشقا عنها في مدينة تدمر.

كما قتل ثلاثة مواطنين برصاص القوات النظامية السورية في حي البياضة في مدينة حمص، وقتلت امراة برصاص قناصة في مدينة الرستن.

من جهة اخرى، قتل مواطن في حي الوعر متاثرا بجروح اصيب بها قبل اسابيع، وقتلت طفلة في قرية النزارية بريف مدينة القصير متاثرة بجروح اصيبت بها.

في مدينة حلب، افاد المرصد السوري ليلا ان “مسلحين مجهولين اغتالوا طبيب اسنان في حي الشيخ مقصود في المدينة اثر اطلاق الرصاص عليه داخل عيادته”، واضاف ان “اصوات انفجارات سمعت مساء الثلاثاء في حيي الفردوس والاعظمية في المدينة فيما خرجت تظاهرات مسائية في احياء عدة وقرى في ريف حلب”.

وتستمر اعمال العنف في سوريا رغم وقف اطلاق النار الذي بدأ تطبيقه في الثاني عشر من نيسان/ابريل ورغم وجود فريق من ثلاثين مراقبا بتفويض من مجلس الامن الدولي للتحقق من وقف النار. وتتبادل المعارضة والسلطات الاتهامات بخرق وقف النار.

واعلن لادسو ان المراقبين ما زالوا يلاحظون وجود “اسلحة ثقيلة” في المدن السورية.

وتنص خطة موفد جامعة الدول العربية والامم المتحدة كوفي انان على وقف اعمال العنف وسحب الاليات العسكرية من الشوارع والسماح بدخول الاعلام والمساعدات الانسانية واطلاق المعتقلين على خلفية الاحداث وبدء حوار حول عملية سياسية.

وزار مراقبون الثلاثاء مدينة اريحا في محافظة ادلب، بحسب ما ظهر في شريط فيديو وزعه ناشطون على شبكة الانترنت.

وقالت لجان التنسيق المحلية ان الزيارة كانت قصيرة “لم تتجاوز الدقائق”، مشيرة الى تعرض أريحا “لقصف عنيف” معظم يوم امس.

واشارت الى ان المراقبين زاروا بعد ذلك مدينة جسر الشغور التي تعرضت منطقتها فجرا للقصف. وذكر البيان ان سبب القصف على جسر الشغور “الحراك الثوري اليومي المستمر فيها”.

وتبنت “جبهة النصرة”، وهي مجموعة اسلامية سبق ان اعلنت مسؤوليتها عن عمليات تفجير عدة في سوريا خلال الاشهر الماضية، الثلاثاء انفجارا وقع في دمشق الاسبوع الماضي وتسبب باصابة ثلاثة اشخاص بجروح.

وقال البيان ان “احدى السرايا الامنية لجبهة النصرة “الصقت عبوة متفجرة في 24 نيسان/ابريل بسيارة تابعة لجيش النظام النصيري الاسدي وتعقبتها حتى وصولها الى مبنى ما يعرف بالمستشارية الثقافية الايرانية (…) في ساحة المرجة في وسط دمشق” حيث تم تفجير السيارة “في عملية اصابت هدفين في آن”.

ورأت صحيفة “الوطن” السورية الصادرة الثلاثاء ان هناك “تصعيدا ارهابيا” منذ وصول بعثة المراقبين التي “تبدو عاجزة عن القيام بأي خطوة لوقف الاختراقات والعمليات الارهابية”.

ولا يقر النظام السوري بوجود حركة احتجاجية ويتهم “مجموعات ارهابية مسلحة” بزعزعة استقرار سوريا وتخريب البلاد.

ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاثنين “جميع الاطراف الى الوقف الفوري للعنف المسلح بكافة اشكاله والتعاون الكامل مع بعثة المراقبة التابعة للامم المتحدة في الوقت الذي توسع فيه انتشارها على الارض”.

ويشكل فريق المراقبين طلائع بعثة اقر مجلس الامن الدولي ارسالها للتثبت من وقف اطلاق النار ويفترض ان يصل عددها الى ثلاثمئة حددت مهمتهم بثلاثة اشهر.

ووسط هذه التطورات، يفترض ان تجرى الاحد المقبل الانتخابات التشريعية، وهي الاولى بعد اقرار الدستور السوري الجديد الذي الغى الدور القيادي لحزب البعث وسمح بتعددية حزبية، علما ان اي احزابا تنتمي الى المعارضة لن تشارك في الانتخابات.

وتسببت الاضطرابات القائمة في سوريا منذ منتصف آذار/مارس 2011 بمقتل اكثر من احد عشر الف شخص غالبيتهم من المدنيين، بحسب المرصد.

واشنطن وباريس: الانتخابات السورية سخافة ومهزلة

بيروت: كارولين عاكوم وليال أبو رحال وبولا أسطيح واشنطن: محمد علي صالح ـ لندن: «الشرق الأوسط»

سخرت دول غربية من الانتخابات التشريعية السورية التي جرت أمس وسط أجواء من العنف والقتل المستمر. وفيما أعلنت الخارجية الفرنسية أن الانتخابات التي نظمتها دمشق بمثابة «مهزلة شنيعة»، اعتبرتها واشنطن «أقرب إلى السخافة».وقالت الخارجية الأميركية في بيان رسمي إن الانتخابات «ليست حرة وليست نزيهة»، وإن الحكومة السورية التي تجريها «هي نفس الحكومة التي تقتل شعبها».

داخليا، قاطع أغلب السوريين الانتخابات بينما بدت اللجان خاوية في معظم المدن، وشهدت العاصمة دمشق استنفارا أمنيا موسعا، كما استمرت العمليات العسكرية في دوما وحمص وحماه وإدلب وسط اضراب عام في معظم المدن.

ودعا المجلس الوطني السوريين الى الإضراب والتظاهر للتصدي لما سماه «مسرحية تستهين بدماء آلاف الشهداء»، بينما تحدثت المعارضة عن «إجبار القوى الأمنية أصحاب المؤسسات والمحال التجارية في بلدات عدة على فتح أبواب محالهم، في محاولة لفض الإضرابات التي عمت معظم المناطق السورية، احتجاجا على تنظيم الانتخابات البرلمانية الأولى منذ اندلاع الثورة السورية».

في غضون ذلك، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أن الوضع الحالي في سوريا أصبح القضية الأكثر سخونة دوليا ويثير قلق المجتمع الدولي. وقال أمام مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن أمس إن مقتل أكثر من 10 آلاف سوري حتى الآن أمر غير مقبول.

انتشار أمني كثيف واقتحامات بالجملة.. وقتلى وجرحى في دير الزور وحماه

قوات الأمن السورية عملت على فض إضرابات شلت عددا من المناطق احتجاجا على تنظيم الانتخابات

بيروت: ليال أبو رحال

لم يحل انصراف النظام السوري إلى تنظيم الانتخابات التشريعية أمس دون مواصلته الحملات العسكرية في عدد من المدن والبلدات السورية، فيما تحدثت المعارضة السورية عن «إجبار القوى الأمنية أصحاب المؤسسات والمحال التجارية في بلدات عدة على فتح أبوابهم، في محاولة لفض الإضرابات التي عمت معظم المناطق السورية، احتجاجا على تنظيم الانتخابات البرلمانية الأولى منذ اندلاع الثورة السورية».

ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، في محصلة أولية ظهر أمس، مقتل 11 شخصا على الأقل برصاص قوات الأمن السورية، فيما أكد ناشطون أن إضرابات عمت مناطق عدة في درعا وكفر شمس وعلْما وإنخل وإدلب وأريحا وحماه وقلعة المضيق، بالتزامن مع تنفيذ قوات الأمن السورية انتشارا أمنيا كثيفا. وأشاروا إلى أن قوات الأمن لم تتردد في اقتحام مدن عدة، في محاولة لإجبار الأهالي على فتح المحال التجارية وإنهاء الإضراب.

وكانت انفجارات قوية هزت حي الحاضر في مدينة حماه، التي شهدت أسواقها إضرابا كاملا شل حركة المدينة ردا على الانتخابات التشريعية، وشمل بلدات عدة في ريف حماه. وبث ناشطون صورا أظهرت تعرض حماه لإطلاق نار كثيف، وسط أنباء عن اشتباكات بين قوات الأمن وعناصر منشقة في حي المزراب. وذكرت «لجان التنسيق المحلية» في سوريا أن أربعة أشخاص – بينهم رجل وابنتاه من عائلة الجياري – قتلوا أمس في قبر فضة نتيجة إحراق قوات النظام منزلهم وهم موجودون بداخله، فيما أصيب أحد عشر شخصا في هجوم لقوات النظام على القرية.

وفي حلب، أفادت «لجان التنسيق» عن خروج مظاهرتين من أمام جامع زينو في حي سيف الدولة. وفي أعزاز، هتف المشاركون فيهما للحرية وطالبوا بإسقاط النظام، منددين بالانتخابات، فيما قال ناشطون إن قوات الأمن أعادت اقتحام بلدة حيان للمرة الثانية على التوالي.

وفي درعا، ذكرت «الهيئة العامة للثورة السورية» أن قوات الأمن قامت باقتحام درعا البلد في محاولة لفك الإضراب الذي شمل عدة مناطق في محافظة درعا رفضا لانتخابات مجلس الشعب. وتجدد إطلاق النار في درعا البلد ودرعا المحطة تزامنا مع انتشار كثيف للأمن في الشوارع واعتلاء القناصة أسطح المنازل ومآذن المساجد واستهدافهم لأي شيء يتحرك. وفي الجيزة، أطلقت قوات الأمن النار على متظاهرين خرجوا تضامنا مع بلدة النعيمة.

وفي مدينة إدلب، ذكر المرصد السوري أن أصوات خمسة انفجارات سمعت أمس من دون أن ترد أنباء عن إصابات، في ظل مقاطعة للانتخابات طالت بلدات وقرى الريف، وسط انتشار أمني كثيف. ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن عضو المكتب الإعلامي للثورة في إدلب نور الدين العبدو تأكيده أنه «لا يوجد في إدلب وريفها أي علامات على وجود انتخابات في البلاد»، معتبرا أن «النظام يحاول أن يُوهم نفسه أنه ما زال قائما من خلال تنظيم هذه الانتخابات المهزلة، فيما هو عاجز عن حكم المدن والقرى إلا بقبضة الدبابات». وأفادت «الهيئة العامة للثورة السورية» عن خروج مظاهرة حاشدة في جرجناز رفضا للانتخابات، في موازاة إشارة «لجان التنسيق» إلى مقتل الشاب محسن محيو خليل من منطقة الحويز بعد أن تم إسعافه مصابا إلى مدينة خان شيخون.

وفي ريف دير الزور، قتل ثلاثة شبان في قرية ذيبان إثر «كمين نصبته لهم القوات النظامية بالتعاون مع موالين للنظام» فجر أمس، وفق ما أعلنه المرصد السوري.

أما في ريف دمشق، فقد قصفت قوات النظام مدينة الضمير بقذائف الهاون، في موازاة وصول تعزيزات عسكرية إلى كفربطنا. وقال ناشطون إن عناصر الجيش النظامي عند الحاجز الموجود في مدخل المدينة كانوا يفتشون ركاب الحافلات، ومن لا يوجد على أصابعه آثار الحبر السري الخاص بالانتخاب، كان يتعرض للضرب ويساق إلى المركز الانتخابي للمشاركة بالإكراه.

كما اقتحمت قوات الأمن بلدة حتيتة التركمان بالآليات العسكرية وأعداد كبيرة من «الشبيحة». وفي بلدة السبينة في ريف دمشق وحي العسالي في دمشق، أقدمت القوى الأمنية بمؤازرة «الشبيحة» على تحطيم واجهات المحال المشاركة في الإضراب العام، قبل تشميعها بالشمع الأحمر في حال لم يستجب أصحابها لدعوتهم إلى فتحها.

وفي تلك الأثناء تعرضت مدينة دوما المحاصرة في ريف دمشق لقصف عنيف يوم أمس وكذلك بلدة دير العصافير، وقال ناشطون إنه ضمن حملة «بوركت لأمتي في بكورها» خرجت مظاهرة في بلدة ببيلا صباح أمس لنصرة بلدة دير العصافير وللمدن المحاصرة وتم ملء الجدران والشوارع بعبارات ومنشورات دعوا لمقاطعة الانتخابات مع إزالة صور المرشحين من الشوارع.

كذلك، شهد حي الميدان – أكبر الأحياء الدمشيقة – والأحياء المتصلة به، مثل نهر عيشة والعسالي وغيرها، إضرابا عاما بلغت نسبته نحو 80 في المائة لا سيما في سوقي أبو حبل والجزماتية، إكراما لأرواح الشهداء ورفضا لانتخابات النظام. بينما انتشرت وسط العاصمة دمشق الحواجز، لا سيما في المركز التجاري في محيط ساحة السبع بحرات التي يحتلها مؤيدو النظام ورجال الأمن وشارع العابد والشوارع المؤدية إلى حي ركن الدين وغيرها.

وفي جوبر، انتشرت قوات الأمن في الحي وتمركزت في ساحتي علوش والشهداء، مشددة تدقيقها على الحواجز الأمنية، في محاولة لمنع خروج مظاهرة كانت مقررة بعد صلاة العصر.

متحدث باسم المراقبين يؤكد استمرارهم في «الرصد والإبلاغ»

الناطق باسم مجلس قيادة الثورة: البعثة غطاء شرعي لجرائم النظام.. والمعلم طالبها بالموضوعية

بيروت: كارولين عاكوم

بدأت ثلاث مجموعات من المراقبين الدوليين أمس في تسيير دوريات بمناطق ريف دمشق بعد انضمام أعداد جديدة إليهم، حيث جال وفد من المراقبين الدوليين في عدد من أحياء مدينة دمشق وريفها، كما زار أحياء بمدينة حمص. وبينما قال عمر حمزة، الناطق باسم مجلس قيادة الثورة إن «بعثة المراقبين غطاء شرعي للنظام لارتكاب المزيد من الجرائم»، طالب وزير الخارجية السوري وليد المعلم بعثة مراقبي الأمم المتحدة إلى سوريا بـ«الموضوعية والمهنية» في أداء البعثة، والنأي عن «التسييس الدائر للملف السوري بمجلس الأمن».. فيما لا يزال أغلب سكان المناطق التي يزورها المراقبون غير مقتنعين بجدوى الزيارات، أو فاعلية أدائهم عملهم.

وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن «وفدا من المراقبين الدوليين قام صباحا بجولة في عدد من أحياء مدينة دمشق وريفها شملت المتحلق الجنوبي ودوار البيطرة والصناعة والمزة – جانب بساتين الرازي وحول دار المعلمين ووزارة الإعلام وساحة الأمويين ودوار الجمارك ومنطقة المجتهد وشارع خالد بن الوليد والحميدية وشارع النصر والمرجة وجسر فيكتوريا وقبر عاتكة ودوما وحرستا»، كما ذكرت الوكالة أن «وفدا من المراقبين زار أحياء طريق الشام والوعر والغوطة ووادي الذهب وعكرمة والإنشاءات وشارع الحضارة بمدينة حمص».

وفي هذا الإطار، قال المتحدث باسم المراقبين الدوليين نيراج سينغ في تصريح له: «سيرت بعثة المراقبين الاثنين 3 دوريات في مناطق ريف دمشق، بالطريقة نفسها التي تعمل بها فرقنا العاملة في المحافظات الأخرى.. حيث يعمل 8 مراقبين عسكريين، إضافة إلى شخص مدني انضم إليهم، ولدينا 4 مراقبين في كل من حماه وإدلب ودرعا».

وكان سينغ قد أكد أن البعثة مستمرة في الرصد والإبلاغ عما تراه على أرض الواقع، مشيرا إلى أن عدد المراقبين حتى الآن وصل إلى 70 مراقبا؛ «بينهم 39 مراقبا عسكريا»، إضافة إلى فريق متخصص في دعم المدنيين، وموضحا أن أعدادا جديدة من المراقبين سوف تنضم إلى البعثة.

وعن جولة المراقبين في مناطق ريف دمشق، قال عمر حمزة، الناطق الإعلامي باسم مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق، لـ«الشرق الأوسط»: «اقتصرت زيارة المراقبين إلى عدد من مناطق ريف دمشق على جولة بالسيارات، ومروا في دوما وعين ترما وحزة وكفربطنا، من دون أن يدخلوا إلى حمورية، وكان موكبهم عبارة عن سيارة تابعة للبعثة وسيارة لقناة (الدنيا) في داخلها عدد من الشبيحة والمسلحين. لكن في منطقة سقبا اضطروا للتوقف بعدما اعترضتهم امرأة في وسط الطريق، طالبة منهم أن يفرجوا على الأقل عن المعتقلين الجرحى وعن جثامين القتلى، فيما كانت كاميرا قناة (الدنيا) تصور وجوه الأهالي الذين اقتربوا من المراقبين وحاولوا التكلم معهم.. مع العلم بأن الحواجز لا تزال منتشرة في كل المناطق، إضافة إلى انتشار ملحوظ للقناصة».

وفي المناطق الأخرى، قال حمزة: «سمحت قوات الأمن في كفربطنا لشخص واحد وهو من خارج البلدة ولا يعرفه أحد من أهل المنطقة، أن يتكلم مع فريق بعثة المراقبين، ليقول لهم إن الجيش النظامي يحميهم. أما في عربين والزمالة وكفربطنا والضمير والحموري، فقد نفذت قوات الأمن حملة مداهمات واعتقالات بمجرد خروج بعثة المراقبين منها». وأكد أن «عمل هذه البعثة، بحسب قول المراقبين الذين التقوا الأهالي، هو مراقبة أو التأكد من تنفيذ البند المتعلق بسحب الآليات العسكرية من الشوارع فقط، كما أنهم نصحوا الناشطين والأهالي، وعلى لسان العقيد أحمد حميش، بعدم التظاهر كي لا يواجهوا بعمليات القنص»، سائلا: «كيف يمكن أن تنص مبادرة أنان على سلمية التظاهر ويطلبون منا في المقابل عدم التظاهر؟».

في المقابل، ذكرت وكالة «سانا» أن الجنرال روبرت موود رئيس بعثة مراقبي الأمم المتحدة التقى وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي رحب بعمل البعثة، وأكد استمرار سوريا في تسهيل مهمتها ضمن التفويض المخصص لعملها، وقال بيان رسمي إن المعلم «شدد على أهمية الموضوعية والمهنية في أداء البعثة لنقل حقيقة الواقع السوري إلى المجتمع الدولي؛ بعيدا عن التسييس الدائر للملف السوري بمجلس الأمن».

وقال البيان إن موود «أشاد» بتعاون الجانب السوري في «تسهيل عمل البعثة وضمان حرية حركتها دون أي عوائق، كما قدم التعازي في الضحايا السوريين الذين سقطوا جراء الأحداث الأخيرة». ويشعر أهالي غالبية المناطق التي يزورها المراقبون الدوليين بكثير من الحنق والظلم؛ إذ يتعاطى معهم المراقبون ببرود وحياد كبير يصل حد الجفاء و«العجرفة»، ويقول ناشط من مدينة القصير في ريف حمص التي زارها المراقبون منذ يومين، إن «الأهالي منذ وصل المراقبون إلى سوريا وهم يحضرون لاستقبالهم، وعندما جاءوا جرى استقبالهم بالورود، لكنهم بدوا جافين جدا في الاستماع لشكاوى الأهالي، حتى إنهم رفضوا فتح زجاج السيارة وكلموهم من خلف الزجاج»، وتابع: «كانوا يحققون في ما يقوله الأهالي المنكوبون وكأنهم لا يصدقونهم، ويقارنون بين كلامهم وكلام المحافظ.. وعلى سبيل المثال، اشتكى الأهالي من عدم السماح لهم بحرية الحركة داخل المدينة بسبب الاعتقالات والحواجز والقناصة، فكان الرد أن محافظ حمص أكد لهم أن المطلوبين أمنيا فقط هم من لا يستطيعون التحرك». وعبثا حاول الأهالي أن «يوضحوا للمراقبين أن أكثر من 70% من سكان المدينة مطلوبون أمنيا لأنهم شاركوا بالمظاهرات وصوروها وتعاملوا مع وسائل الإعلام»، كما وجدوا «صعوبة في إقناعهم لزيارة المواقع التي يخبئ فيها النظام الدبابات التي دكت المدينة لنحو شهرين، وكذلك المناطق التي زرعت بالألغام وحرمت المزارعين من الوصول إلى مزارعهم».

وفي بلدة حمورية في ريف دمشق، التي زارها المراقبون أمس، قال ناشطون في تنسيقية حمورية إن «لجنة المراقبين الدوليين قامت بأداء واجبها بالمراقبة في مدينة حمورية في فترة لا تتجاوز الأربعين ثانية، وذلك من خلال عبورها شارع الروضة والعودة بالاتجاه الآخر بمرافقة قناة (الإخبارية) الرسمية».

النظام السوري يدير الانتخابات التشريعية بيد والعمل العسكري بأخرى

المعارضة واكبتها بالإضراب والتظاهر.. والناشطون نظموا «انتخابات خاصة بهم»

بيروت: بولا أسطيح

غير آبه بالحملات المعترضة على إجراء الانتخابات التشريعية في ظل احتدام الوضع الأمني في مختلف المحافظات السورية، أدار النظام السوري العملية الانتخابية يوم أمس على وقع إطلاق النار وحملات الاعتقال التي كانت تنفذها قوات الأمن في أكثر من منطقة سورية، في وقت قاطعت فيه أعداد كبيرة من السوريين المعارضين للرئيس السوري بشار الأسد العملية الانتخابية.. بينما دعا المجلس الوطني السوريين للإضراب والتظاهر للتصدي لما سماها «مسرحية تستهين بدماء آلاف الشهداء».

وفيما أكد وزير الداخلية السوري، محمد إبراهيم الشعار، أن انتخابات أعضاء مجلس الشعب سارت بشكل طبيعي، متحدثا عن إقبال ملحوظ من قبل الناخبين إلى مراكز الاقتراع.. صعّدت قوى المعارضة السورية دعواتها لمقاطعة الانتخابات، ودعا «المجلس الوطني السوري» السوريين يوم أمس إلى الإضراب والتظاهر، في الوقت الذي تجرى فيه الانتخابات التشريعية في البلاد، واصفا هذه الانتخابات بأنها «مسرحية تستهين بدماء آلاف الشهداء».

وقال المجلس في بيان: «إننا ندعو السوريين للإضراب أو التظاهر في ساعات الانتخاب، للتعبير عن رفضهم لهذه المسرحية»، وأضاف: «بصفاقة قل نظيرها، يدعو النظام السوري لإجراء انتخابات لمجلس الشعب على وقع الرصاص والقذائف من كل نوع، وجرائم الإبادة والعقوبات الجماعية».

ورأى البيان أن إجراء هذه الانتخابات «يستهين بدماء آلاف الشهداء السوريين»، ويدل على «استهتار نظام الأسد بالمبادرة الدولية العربية»، مؤكدا أن «ملايين السوريين أقسموا منذ أكثر من سنة، أنهم يريدون إسقاط النظام القاتل، وهم بالتأكيد ينظرون بكثير من الاستخفاف لدعوتهم لتجديد شرعية النظام عبر انتخابات هزلية».

بدوره، اعتبر عضو المجلس الوطني السوري، لؤي صافي، أن «إصرار النظام على إجراء الانتخابات في ظل الوضع الأمني المتردي الذي تشهده سوريا دليل يؤكد أن الأسد محرج ومرتبك، ويسعى لإقناع المجتمع الدولي بأنه ينفذ عملية الإصلاح التي يتحدث عنها صبحا ومساء»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «من سيصدق مسرحيات الأسد وأنه أجرى انتخابات نيابية حرة وديمقراطية والدبابات في الشوارع والجيوش تحاصر المدن والقرى؟»، متوقعا أن يخرج النظام بأعداد ونسب بما خص عملية الاقتراع والمقترعين شبيهة بالأرقام الخيالية التي عود عليها السوريين والمجتمع الدولي، وأضاف: «من يستطيع أن يكذّب أرقامه بالمستندات، ولا مراقبين دوليين يشرفون على العملية الانتخابية، ولا معارضين من الداخل السوري قادرون على مواكبة الاستحقاق عن كثب؟».

وفي اتصال مع «الشرق الأوسط»، نقل فارس محمد، عضو لجان التنسيق في الزبداني، أجواء العملية الانتخابية في المدينة، مؤكدا أن «المدينة التي تعد من المدن المعارضة بنسبة 100 في المائة واكبت دعوة النظام للاقتراع بحملات انتخابية هزلية، فتم ترشيح شهداء المدينة ليكونوا أعضاء في المجلس، فعلقوا صورهم على الأعمدة وفي الشوارع، وتم تسيير صندوق اقتراع، فانتخب الأهالي شهداءهم تلبية للحملة التي أطلقها الناشطون تحت عنوان (انتخبوا شهداءنا)».

وإذ أكد عضو لجان التنسيق في الزبداني أن المدينة «لم تشارك لا من قريب ولا من بعيد بالانتخابات، بل سارت فيها المظاهرات المنددة بإجراء الانتخابات تحت القصف ووسط حملات الاعتقال»، تساءل قائلا: «أيدعونا النظام لانتخاب رجالات المافيا في سوريا فيما دباباته تحاصر مدننا وجيشه يجول بين منازلنا؟ عن أي انتخابات يتحدث والأزمة السورية تتجه للتدويل في ظل وجود المراقبين الدوليين بيننا؟».

وبالتزامن، وصف القيادي في جبهة التنسيق الوطني في سوريا، عبد العزيز الخير، الانتخابات التشريعية التي أجراها النظام بأنها «تزييف جديد وصفيق لإرادة الشعب، وهي محاولة لإطالة عمر الاستبداد بقناع وبأجواء جديدة». وأكد الخير أن «هذه الانتخابات تقول إن السلطة لن تتغير ولا تريد أن تغير شيئا، وهي تتابع نهجها الذي اعتادته تاريخيا في تزييف إرادة الناس.. وبينما تقول السلطات إن هذه الانتخابات ستنقل البلاد إلى مرحلة التعددية الديمقراطية، فإن أجواء التوتر الأمني التي تعيشها البلاد تلقي بظلالها على عمليات الاقتراع».

وكانت وكالة الأنباء السورية «سانا» تحدثت عن أن عملية الاقتراع تمت في «جو من الديمقراطية، وبمشاركة شعبية تعكس حرص المواطنين السوريين على ممارسة حقهم الانتخابي بإرادة حرة لاختيار من يرونه الأكفأ لتمثيلهم في مجلس الشعب، بما يسهم في تحقيق تطلعاتهم إلى الارتقاء بالواقع الخدمي والتنموي بشكل يتماشى مع الحراك الذي تشهده عملية الإصلاح في سوريا»، وأفادت بأنه بدأ في الساعة السابعة صباح يوم أمس انتخاب أعضاء مجلس الشعب للدور التشريعي الأول لعام 2012 في ظل الدستور الجديد للبلاد الذي أقر في شهر فبراير (شباط) الماضي.

وأوضحت الوكالة أنه تنافس على عضوية مجلس الشعب 7195 مرشحا ومرشحة في 15 دائرة انتخابية، منهم 710 سيدات، من خلال 12152 مركزا انتخابيا في مختلف أنحاء سوريا على 250 مقعدا، منها 127 مقعدا مخصصة لقطاع العمال والفلاحين، و123 لباقي فئات الشعب، مشيرة إلى أن من لهم حق الانتخاب هم 14 مليونا و788 ألفا و644، بمن فيهم المغتربون، وعسكريو الجيش والشرطة الذين لا يحق لهم الانتخاب طيلة فترة وجودهم بالخدمة.. وأن الانتخابات جرت تحت إشراف قضائي مستقل بالكامل وبمواكبة إعلامية من قبل مندوبين لما يزيد على 200 وسيلة إعلامية عربية وأجنبية، بالإضافة إلى مائة شخصية سياسية وفكرية وحقوقية وإعلامية من دول عربية وأجنبية موزعة في المراكز الانتخابية للاطلاع على سير العملية.

يذكر أن سبعة أحزاب من بين تسعة أعلن عن تأسيسها منذ إصدار قانون تنظيم الأحزاب الجديد، بالإضافة إلى المستقلين وقائمة الوحدة الوطنية التي أعلنت عنها الجبهة التقدمية التي يقودها حزب البعث وتشرف على الحكم في البلاد، شاركت يوم أمس بالعملية الانتخابية بغياب أي حزب أو شخصية معارضة.

وقد شددت صحيفة «تشرين» الحكومية في افتتاحيتها صبيحة يوم الانتخابات على أن أهمية الانتخابات تأتي «من الرؤية الجديدة التي أخذت تتبلور حول مهمة مجلس الشعب في المرحلة المقبلة، واللغة التي يفترض أن يتحدث بها عن مصالح الوطن والمواطن، والأهم الرقابة التي يود كل منا أن يمارسها على أداء المجلس ومدى تمثيله لمصالح المواطن وصيانة مكتسباته».

واعتبرت «تشرين» أن «المشاركة في انتخابات مجلس الشعب اليوم لا تنبع أهميتها فقط من كونها ردا شعبيا على ما تتعرض له بلادنا من تآمر خليجي – غربي يتجسد بقتل وتخريب وتدمير، وإنما لأن مستقبل سوريا لا يصنعه إلا أبناؤها المؤمنون بقوتها ومحبتها وشموخها».

لجان خالية في معظم المناطق.. ومشاركات بـ«الإكراه»

لندن: «الشرق الأوسط»

بينما حرص الإعلام السوري أمس على ترسيخ ما سماه بـ«المشاركة الشعبية الواسعة»، و«الإقبال الجماهيري المتزايد» في الانتخابات البرلمانية، كان الواقع على الأرض لا يشير إلى ذلك، إذ أكد ناشطون وشهود عيان داخل سوريا أن المشاركة الفعلية كانت ضعيفة للغاية في معظم المناطق، بينما أوضح آخرون أن قوات الأمن السورية كانت تكره المواطنين على المشاركة في مناطق أخرى.

وجاهدت وسائل الإعلام الرسمية وشبه الرسمية لإبراز أن العملية الانتخابية جرت في البلاد في «أجواء طبيعية»، وقالت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) والتلفزيون الرسمي إنها تمت في «جو من الديمقراطية وبمشاركة شعبية» لاختيار «ممثلي الشعب»، بينما كادت تخلو المراكز الانتخابية من الناخبين، ما عدا قلة قليلة جدا.

وقام ناشطون ببث مقاطع مصورة للانتخابات التي يجريها الشعب في مناطق عدة مقاطعة للانتخابات، مثل جوبر وزملكا وعربين وحمورية وسقبا وحرستا ويلدا وببيلا والضمير ومضايا والزبداني والهامة في ريف دمشق، والتي أظهرت ضعف المشاركة.

وفي درعا قاطعت الغالبية العظمى من بلدات ومدن حوران الانتخابات، وسط حالة إضراب عام. أما في محافظة حماه فقالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط»، إن «المدينة أغلقت بالكامل، وشلت الحركة هناك تماما»، حيث التزم الأهالي بيوتهم، خشية إجبارهم من قبل قوات الأمن على المشاركة في الانتخابات.

بينما قال ناشطون في حماه إن «الثوار قاموا بحملة لإلصاق صورهم على أنهم مرشحو حماه لمجلس الشعب على جدران المراكز الانتخابية، ورفعوا أعلام الاستقلال فوق بعض المراكز»، كما أظهر فيديو آخر قيام ناشطين بإلصاق صور الشهداء على جدران المدينة، وعبارات ثورية مناهضة للنظام في غالبية الشوارع. بينما شهدت أحياء الكرامة ونزلة الجزدان والحاضر والأربعين استنفارا أمنيا، بعدما أشعل شباب هناك الإطارات وقطعوا الطرق، «كما أصيب شاب هناك برصاص قوات الأمن، بينما كان يقوم بتعليق علم الاستقلال».

وفي مدينة حمص وريفها غابت مظاهر الانتخابات، ما عدا بعض الأحياء والمناطق الموالية للنظام.. حيث لم يترشح للمجلس سوى أشخاص قلة من تلك المناطق، أغلبهم من المنتمين لحزب البعث (الحاكم). وفي إدلب زينت أعلام الاستقلال معظم المناطق المنتفضة، بينما غابت مظاهر الانتخابات تماما عن المحافظة عموما، وخرجت مظاهرات في جرجناز وعدة بلدات أخرى احتجاجا على الانتخابات. وفي الحسكة خرجت مظاهرة حاشدة في حي غويران احتجاجا على الانتخابات، وقام المتظاهرون بإخراج صناديق الاقتراع من المدارس وحطموها، وقطعوا الطرق بالإطارات المشتعلة.

رجال دين ودولة لتحفيز المواطنين على المشاركة

* استعانت وسائل الإعلام الرسمية برجال الدين من كافة الطوائف لإعطاء شرعية للانتخابات التشريعية، وكذلك عدد من المسؤولين الكبار في الدولة، حيث أظهرتهم وهم يشاركون في الانتخابات، وأجرت معهم مقابلات عبروا فيها عن تضامنهم مع النظام، وحثوا المواطنين على المشاركة.

وفي مركز انتخابي وضع في كنيسة الأرمن بباب شرقي، قال البطريرك غريغوريوس الثالث لحام، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الكاثوليك، للتلفزيون السوري: «الانتخابات محك كبير لسوريا على المستوى المحلي لإنجاح الحوار الوطني» و«إن مسؤولين سياسيين محليين وعالميين وكنسيين كاثوليك أكدوا أن سوريا تحقق أعلى نسبة ديمقراطية في العالم العربي».

ومن جانبه، دعا رئيس مجلس الوزراء عادل سفر «المواطنين إلى انتخاب أعضاء مجلس الشعب الأكفاء القادرين على تمثيلهم، حيث سيلعب المجلس دورا كبيرا في مراقبة أداء الحكومة»، أما وزير الإعلام عدنان محمود فاعتبر أن «الشعب السوري بمختلف أطيافه ومكوناته يؤسس اليوم لمرحلة جديدة في الحياة السياسية والبرلمانية من خلال مشاركته في الانتخابات».

ناشطون على الإنترنت: أعطوا صوتكم لـ«لا أحد» لأنه لا أحد يمثلكم

* عشية بدء الانتخابات التشريعية، أطلق شباب سوريون صفحة على موقع «فيس بوك» الاجتماعي، أطلقوا عليها اسم انتخبوا «ما حدا» (أي لا أحد)، وشعارها «ما حدا بيهتم.. ما حدا سائل.. ما حدا منكون وإلكم (إليكم)». وقال مدير الصفحة واصفا يوم أمس «إنه اليوم العظيم.. إنه يوم (ما حدا).. انتخبوا (ما حدا) مرشحكم لمجلس الشعب».

وفي التعريف بهم في الصفحة كتبوا: انتخبوا «ما حدا»، «ما حدا رح يوفي بوعدو.. ما حدا رح يصغي لمخاوفك.. ما حدا رح يكون معك.. بعد الانتخابات.. ما حدا رح يتذكرك». وعن آلية المشاركة في الانتخابات، قالوا إن «أولا: عدم ذهابك للانتخابات.. يضمن لك ذهاب صوتك لـ(ما حدا)، ثانيا: وضعك لورقة بيضاء في الصندوق يضمن إعطاء صوتك لـ(ما حدا)».

الأمين العام للأمم المتحدة: متحدون في إنجاح عمل المراقبين حتى يقود أنان عملية حوار سياسي في سوريا

قال إن التعامل مع رؤساء الدول الأعضاء يحتاج لمهارة وصبر.. و«الاعتزاز بالذات» لديهم مرتفع

واشنطن: هبة القدسي

اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أن الوضع الحالي في سوريا، أصبح القضية الأكثر سخونة دوليا ويثير قلق المجتمع الدولي، مشيرا إلى أن أعضاء مجلس الأمن تحدثوا مرتين لدعم بعثات المراقبين إلى سوريا. وقال أمام مركز الدراسات الاستراتيجية والدولة في واشنطن أمس إن عدد المراقبين في سوريا حتى الآن بلغ 60 مراقبا عسكريا غير مسلح إضافة إلى عدد مساو من المدنيين وسيصل عدد المراقبين إلى 150 مراقبا يوم الخميس المقبل على أن يكتمل العدد 300 بنهاية شهر مايو (أيار) الحالي.

وأوضح الأمين العام للأمم المتحدة أن الاهتمام الحالي هو وصول المراقبين إلى سوريا ليقوموا بمهمة مراقبة وقف إطلاق النار وإنهاء العنف، وشدد على أن «مقتل أكثر من عشرة آلاف سوري حتى الآن أمر غير مقبول، ويجب وقف العنف من قبل كل الأطراف سواء العنف الذي تقوم به الحكومة السورية أو ما تقوم به الجماعات المعارضة، حتى يمكن البدء في حوار سياسي للاستجابة لتطلعات الشعب السوري». وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أن المنظمة لعبت دورا كبيرا في الأزمة السورية، موضحا: «تحدثت كثيرا مع نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية وتحدثت مع أعضاء مجلس الأمن ونحن جميعا متحدون (الجامعة العربية ومجلس الأمن والأمم المتحدة) في التأكيد على أهمية عمل بعثات المراقبة ودورهم في التأكد من وقف إطلاق النار حتى يستطيع مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان البدء في حوار سياسي». وأضاف أن الأمم المتحدة تحاول، في الوقت نفسه، توفير مساعدات إنسانية لأكثر من مليون شخص في سوريا تأثروا بالأزمة، إضافة إلى عشرات الآلاف من الذين هربوا إلى البلاد المجاورة لسوريا مثل العراق ولبنان وتركيا. وأشار إلى قيام هيئات الأمم المتحدة للتنمية وشؤون اللاجئين بأقصى طاقتها لمساعدتهم، مؤكدا أن الأمم المتحدة تريد المساندة من كل الدول لحل هذه المشكلة.

ودون أن يذكر أي دولة أو أي رئيس، قال الأمين العام للأمم المتحدة إن لدى كل دولة عضو في الأمم المتحدة مصالحها الوطنية وأجندتها الخاصة وسيادتها واستقلاليتها، والعمل لتنسيق الجهود بين كل الدول يحتاج إلى صبر ومهارة وحكمة، وقال مون: «القوة المهمة في الأمم المتحدة هي قوة الفيتو، ولا بد من فهم مصلحة الدولة القومية، وكيفية ترجمتها إلى ما هو في صالح المجتمع الدولي، وهو أمر يتطلب حكمة وصبرا، لفهم تعارض المصالح بحيث يتم وضع مصلحة المجتمع الدولي أولا، ومحاولة إقناع تلك الدولة لإجراء حوار حقيقي في العلن وأحيانا في الغرف المغلقة وجها لوجه». وفي خطابه أمام معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية تحدث بان بإسهاب حول دور الأمم المتحدة في عمليات حفظ السلام وبناء السلام في مرحلة ما بعد انتهاء الصراعات. وقال: «بناء السلام هو صلب مسؤولية الأمم المتحدة بحيث يتم منع اندلاع العنف مرة أخرى في الدول التي خرجت من صراعات». وأشار إلى وجود 16 عملية حفظ سلام في العالم تشمل 30 ألف جندي مهمتها إنقاذ الأرواح وحماية دور القانون.

وأشار مون بفخر إلى إدانة تشارلز تايلور، رئيس ليبريا، بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في سيراليون، ونجاح عمليات بعثة حفظ السلام في ليبريا، مشيرا إلى أن العقد الماضي شهد عنفا كبيرا. وقال «هناك 1.5 مليار شخص يعانون من الصراعات والعنف ويشعرون أن العالم ليس آمنا ويشعرون بعدم الأمن وعدم المساواة، إضافة إلى الفساد وانتهاك حقوق الإنسان وقلة الوظائف».

وأشار بان إلى 7 عناصر مهمة في عملية حفظ السلام وهي الأول أن تضمن عدم اندلاع العنف مرة أخرى، الثاني أن تتشارك الحكومات ومنظمات المجتمع المدني والمجتمعات المحلية في حفظ وتأمين السلام، والثالث القيام بإصلاحات سياسية ومجتمعية، الرابع ألا يتم التركيز على الانتخابات باعتبارها هدفا لإنهاء الصراع مؤكدا أن الانتخابات قد تكون مضللة ويتم استخدامها كوسيلة للصراع في الدول النامية، والعنصر الخامس هو أن تتكامل مهمة بناء السلام مع مشاريع اجتماعية. والعنصر السادس توفير مصادر لدعم الفرص ودعم بعثات حفظ السلام وتوفير المعونة للشخص المناسب في الوقت المناسب. والعنصر السابع والأخير هو حماية المرأة وتمكينها، مشيرا إلى أن العنف الجنسي هو تكتيك متبع في الحرب والصراعات وأن الأمم المتحدة خصصت 6 في المائة من ميزانية مهمات حفظ السلام لتمكين المرأة.

قوات الأسد تغتال 3 شبان سوريين بمكمن في دير الزور

المراقبون الدوليون يسيّرون دوريات في ريف دمشق

                                            بدأت 3 مجموعات من المراقبين الدوليين أمس بتسيير دوريات في مناطق ريف دمشق بعد انضمام أعداد جديدة اليهم.

وقال المتحدث باسم المراقبين الدوليين نيراج سينغ في تصريح للصحافيين أمس الاثنين إن الفريق سير “اليوم 3 دوريات في مناطق ريف دمشق بنفس الطريقة التي تعمل بها فرقنا العاملة في المحافظات الأخرى حيث يعمل 8 مراقبين عسكريين، إضافة الى شخص مدني انضم اليهم، ولدينا 4 مراقبين في كل من حماة وادلب ودرعا”.

وتابع: “سيرنا 3 دوريات بعد أن أنهى بعض المراقبين عملهم في التدريب وانضموا الى الدوريات لمراقبة وقف إطلاق النار من جميع الأطراف”.

وأشار الى أن “أعداداً جديدة من المراقبين سوف تنضم الى بعثة المراقبين الدوليين في سوريا حيث بلغ عددهم حتى يوم (أول من) أمس الأحد 70 مراقباً بينهم 39 مراقباً عسكرياً”.

وزار فريق المراقبين منطقة الزبداني القريبة من الحدود السورية ـ اللبنانية وبلدات مضايا وسرغايا.

وفي ويلينغتون، أعربت حكومة نيوزيلندا أمس عن استعدادها لإرسال فريق من 5 مراقبين من قواتها لدعم مهمة الأمم المتحدة في سوريا.

ونقل راديو نيوزيلندا عن وزير الخارجية موراي ماك كولي، قوله إنه إذا قبلت الأمم المتحدة عرض بلاده، فإن الفريق سيحل محل عنصرين تمّ إرسالهما بهده المهمة لفترة مؤقتة. وأضاف أنّ الفريق المؤلف من 5 أشخاص يخضع لتدريبات ستكتمل في نهاية الأسبوع الجاري، ليكون مهيأً للذهاب في مهلة 24 ساعة بعد تبلغه إذا وافقت الأمم المتحدة على ذلك. وأفاد ماك كولي أنّ نيوزيلندا ستقدم مبلغ مليون دولار للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لمساعدة أكثر من 30 ألف سوري نزحوا إلى تركيا.

ويذكر أن فريق المراقبين الدوليين بدأ عمله في سوريا في 12 نيسان (أبريل) الماضي.

ميدانياً، قتل أمس ثلاثة شبان في كمين نصبته القوات السورية النظامية الاثنين في دير الزور في شرق البلاد.

وقال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” في بيان إن الشبان قتلوا في قرية ذيبان بريف “اثر كمين نصبته لهم القوات النظامية بالتعاون مع موالين للنظام”.

وفي مدينة ادلب (شمال غرب) سمعت أصوات خمسة انفجارات من دون أن ترد أنباء عن إصابات، بحسب المرصد الذي أشار الى مقاطعة للانتخابات في بلدات وقرى الريف.

(يو بي أي، أ ف ب)

الصليب الأحمر: الوضع ببعض المناطق يرقى لحرب أهلية

مزيد من القتلى بمناطق متفرقة بسوريا

                                            قتلى اليوم  سقطوا في كل من إدلب ودرعا وحمص وحماة

 قتل اليوم 17 على الأقل بنيران الأمن السوري بمناطق متفرقة من البلاد، وأفاد ناشطون أن الجيش قصف أحياء في الرستن وحماة بعد يوم دام خلف 31 قتيلا معظمهم في حمص ودير الزور وحماة، وفق الهيئة العامة للثورة السورية. بدورها قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنه يمكن توصيف ارتفاع حدة القتال في بعض مناطق سوريا “بالحرب الأهلية المحدودة”.

وقالت لجان التنسيق المحلية إن القتلى سقطوا في كل من إدلب ودرعا وحمص وحماة.

=كما نفذت قوات الأمن اليوم حملات دهم واعتقال في مدينة دوما بريف دمشق واعتقلت مجموعة من الشبان واقتادتهم إلى مكان غير معلوم.

في السياق قال المتحدث باسم بعثة المراقبة التابعة للأمم المتحدة في سوريا إن المراقبين يستعدون اليوم لزيارة مشارف دمشق وحمص. وأطلع المتحدث باسم البعثة نيراج سينغ الصحفيين على خطة تحرك المراقبين خارج مكاتب الأمم المتحدة في دمشق.

وأضاف أنهم سيبدؤون من هنا حيث سيقومون بجولة قصيرة في بعض المناطق في مشارف دمشق ويستكملون في حمص ثم ينتقلون إلى مواقع أخرى.

وكشف سينغ أن هناك تسعة مراقبين في حمص بالفعل وأربعة في كل من إدلب وحماة ودرعا.

حرب أهلية

في الأثناء أوضح رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كيلنبرغر أن النقاط الساخنة كحمص في بداية العام الجاري وإدلب مؤخرا ينطبق عليها ثلاثة معايير تضعها اللجنة لتعريف النزاع المسلح غير الدولي من جهة الشدة والمدة ومستوى تنظيم المسلحين الذين يقاتلون القوات النظامية.

وأضاف في حديث لرويترز أن هناك حالة من النزاع الداخلي المسلح في بعض المناطق بينها ما جرى في حي بابا عمرو بحمص، مشددا أن هذا لا ينطبق على كافة أنحاء البلاد.

وكشف كلينبرغر أن مسؤولين من اللجنة سيزورون معتقلين في سجن حلب المركزي بين 14 و23 من الشهر الجاري في ثاني زيارة لسجن بسوريا بعدما تفقدوا سجنا بدمشق نهاية العام الماضي.

وفي موضوع المساعدات قال إن توسيع الموازنة يعكس حرص اللجنة الدولية للصليب الأحمر على ضرورة زيادة المساعدة الإنسانية، مؤكدا طلب موازنة إضافية قدرها 27 مليون دولار من البلدان المانحة.

وأضاف لقد ازداد “مجال عملياتنا بمعزل عن وقف إطلاق النار وتطبيق خطة المبعوث الأممي العربي كوفي أنان”، وأوضح أن هناك نحو مليون ونصف مليون نازح سوري يعانون من مشاكل في الأمور الأساسية للحياة بينها توفير الغذاء والخدمات الرئيسية والسكن المناسب.

وأشار إلى أنه منذ يوليو/ تموز2011 تولت اللجنة الدولية والهلال الأحمر السوري توزيع ما يكفي من المواد الغذائية وغيرها من المواد الأساسية لتغطية حاجات نحو 350 ألفا داخل البلاد.

وتعهد كيلنبرغر أيضا باستمرار مساعدة السوريين الذين هربوا إلى البلدان المجاورة، ففي الأردن ستواصل اللجنة الدولية توفير مواد الإغاثة لجمعية الهلال الأحمر الأردني كي تكون متاحة للاجئين الذين يعبرون الحدود.

السلاح ولبنان

أما في لبنان فسيوسع الصليب الأحمر اللبناني واللجنة الدولية خدمات الطوارئ الطبية التي يقدمانها للاجئين هناك.

كما ستحتفظ اللجنة الدولية بمخزون من مواد الإغاثة لتوزيعها على عدد يصل إلى تسعة آلاف إذا حدث تدفق مفاجئ للاجئين.

في غضون ذلك قال مصدر أمني اليوم إن السلطات اللبنانية ضبطت ستين ألف قطعة ذخيرة مخبأة داخل سيارتين على متن سفينة حاويات إيطالية رست في مدينة طرابلس شمالي لبنان.

ولم يذكر المصدر وجهة السفينة لكن دمشق قالت مرارا إن أسلحة تهرب من لبنان ودول أخرى عبر حدودها لتسليح المعارضة.

وقال المصدر إن السيارتين احتوتا على ستين ألف طلقة رصاص بينها طلقات مسدسات وبنادق كلاشينكوف، وأضاف أن السفينة إيطالية لكنها نقلت السيارتين من ميناء الإسكندرية المصري.

وفي نهاية أبريل/ نيسان ضبطت السلطات اللبنانية شحنة كبيرة من الأسلحة الليبية بينها قذائف صاروخية وذخيرة من العيار الثقيل في سفينة تم اعتراضها بالبحر المتوسط. وقال مالك السفينة إنها كانت متجهة لطرابلس بلبنان، بينما أكد السفير السوري بلبنان أنها كانت متجهة للمعارضة في بلاده.

وأسفرت أعمال العنف في سوريا عن مقتل أكثر من 11 ألفا وفق المرصد السوري، وأكثر من 65 ألف نازح طبقا للأمم المتحدة، إلى جانب عشرات الآلاف من المعتقلين.

فنانو سوريا على محك الثورة

                                            تباينت مواقف الفنانين السوريين إزاء الثورة في بلادهم بين من يرى فيها مؤامرة ومن فضل الصمت وعدم التعليق، وتمكنت فئة منهم من كسر حاجز الخوف وتحملت ضريبة المجاهرة بتأييد الثورة ومعارضة النظام.

وتثير مواقف الفنانين جدلا بين السوريين، وكان آخرها تصريح المخرج نجدت أنزور لإحدى وسائل الإعلام أعلن فيه تأييده للرئيس بشار الأسد وقال إن الشعب السوري يحتاج لوقت طويل كي يتعلم الديمقراطية.

وقبله غنى جورج وسّوف تأييدا للأسد في احتفالية بساحة الأمويين بدمشق في وقت كان فيه سوريون آخرون يشيعون قتلاهم.

ولم يخف آخرون صدمتهم من موقف الممثل دريد لحام الذي ارتبطت شخصيته “غوار” على مدار عقود بهموم المواطن وتعطشه إلى “شوية كرامة”، فقد صرح في لقاء تلفزيوني عند بداية الثورة أن مهمة الجيش السوري ليست قتال إسرائيل بل الحفاظ على السلم الأهلي.

سيناريست الثورة

أما كاتب السيناريو عدنان زراعي الذي حاول أن يرتفع “فوق السقف” في عمله الدرامي الأخير، فهو الآن معتقل في فرع أمن الدولة بكفر سوسة في دمشق، إذ خرج من بيته لشراء بعض الأغراض قبل أكثر من شهرين ولم يعد بعدها تاركا زوجته وطفلهما الرضيع، وحملت مظاهرات الثلاثاء الماضي اسمه وفاء له وللمطالبة بحريته.

وكان زراعي قد تناول تعامل الأمن مع المتظاهرين وإطلاق النار عليهم في مسلسله الذي حمل اسم “الشعب يريد” لكن الرقابة لم تمرر العنوان فاختار عنوان “فوق السقف”، ليصل الأمر إلى إيقاف المسلسل نهائيا بعد بث عدد من حلقاته.

كاتب السيناريو عدنان زراعي معتقل منذ أكثر من ستين يوما

وكان قد طرح قبل الثورة  فكرة “الرجل البخاخ” (الذي يرسم على الجدران شعارات ثورية) في لوحة تمثيلية، ذلك الدور الذي أصبح رمزا من رموز الثورة فيما بعد.

وعلاوة على كونه كاتبا فإن زراعي هو ابن حي بابا عمرو الحمصي حيث اكتوى بما شهده الحي وأهله من عنف وتشرد كما هو الحال أيضا مع الكثير من سكان حمص. ولزراعي أخ اعتقل منذ وقت طويل، أما بقية إخوته فكل منهم في مكان مختلف ولا أحد يعرف شيئا عن الآخر، ناهيك عن والدته التي أصيبت بشلل نصفي ولا يعرف مكانها حتى الآن.

وقال أحد أصدقائه للجزيرة نت إن معاناة أهله تحت القصف في بابا عمرو سببت له ضغطا كبيرا جدا وخاصة عندما كانوا يطلبون منه المساعدة ويجد نفسه عاجزا عن فعل شيء وكانوا يحدثونه عن مأساتهم، وازداد قلقه وغضبه عند انقطاع الاتصالات معهم، كما كان يعرب عن تلك الهواجس على صفحته الشخصية في موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي.

وأضاف أن زراعي يتعرض لتعذيب في المعتقل وفقا لشهادة رفاق كانوا معه، وأنه يعاني حاليا من كسور في ضلوعه، وأجبر على الاتصال عدة مرات بذويه وأصدقائه وتحديد مواعيد معهم أدت إلى اعتقال عدد منهم، بالإضافة إلى تهديدات مباشرة بقتله إذا ظهر أي من هؤلاء على الإعلام للتحدث عن قضيته.

ضريبة الثورة

كثيرون هم الفنانون الذين دفعوا ضريبة تأييدهم للثورة، فقبل عدنان زراعي كان الممثل جلال الطويل الذي ألقي عليه القبض على الحدود الأردنية السورية بعد إصابته برصاصة أثناء محاولته الفرار من سوريا، ليظهر بعدها على شاشة الفضائية السورية هذه المرة في دور المستنكر للثورة.

 دريد لحام: مهمة الجيش السوري ليست قتال إسرائيل بل الحفاظ على السلم الأهلي

وفي وقت سابق تعرض الممثل محمد آل رشي للاعتقال بعد أن ألهب الحضور بهتافه “عاشت سوريا ويسقط بشار الأسد” في خيمة عزاء بالقابون في دمشق، وكذلك هدمت أجزاء من محترف الفنان فارس الحلو على خلفية موقفه من الثورة، ويذكر أن والدي الموسيقار مالك جندلي تعرضا لاعتداء من قبل الشبيحة في منزلهما بحمص بسبب أغنية عن الحرية لابنهما.

وكان جندلي هاجم النظام بقوة في تصريحات سابقة للجزيرة نت مدينا الجرائم التي يرتكبها بحق الشعب. ويعمل جندلي على المشاركة في النشاطات الداعمة للثورة في أميركا إلى جانب تنظيمه حفلات موسيقية يعود ريعها لأعمال الإغاثة الإنسانية في سوريا.

كما كانت المطربة أصالة نصري ممن أيدوا الثورة السورية، وتعرضت لانتقادات واسعة داخل سوريا بسبب هذا التأييد.

وعند الحديث عن الفنانين فلا بد من ذكر رسام الكاريكاتير العالمي علي فرزات الذي عوقب بكسر أصابعه بسبب سخريته من الأسد في رسومه. كما تعرض باقي الفنانين لشتى أنواع الضغط والإساءة إلى السمعة ومقاطعة شركات الإنتاج لهم مثل لويز عبد الكريم ومي سكاف والأخوين ملص ويارا صبري.

جبهة النصرة لأهل الشام

                                            من التنظيمات التي تشكلت حديثا في العالم العربي، جماعة أطلقت على نفسها جبهة النصرة لأهل الشام. فما هي هذه المنظمة ومن يقف وراءها وما أهدافها؟

تعد جبهة النصرة لأهل الشام من الجماعات السلفية الجهادية التي أسست أواخر عام 2011 في غمرة الانتفاضة الشعبية في سوريا.

ودعت الجبهة في بيانها الأول الذي أصدرته في 24 يناير/كانون الثاني 2012 السوريين للجهاد وحمل السلاح في وجه النظام السوري.

وتبنت هذه الجماعة منذ إنشائها عدة هجمات وتفجيرات في مدينة حلب، وحي الميدان بالعاصمة السورية في يناير/كانون الثاني 2012 وعلى منشآت أمنية في دمشق مطلع مايو/أيار 2012.

وجاء في بيان نُشر على موقع “شموخ الإسلام” الذي يستخدمه الإسلاميون تحت عنوان “القصف بالنسف” أن “جبهة النصرة تتبني عملية فرع الأمن الجوّي وإدارة الأمن الجنائي بدمشق”.

لا يُعرف على وجه التحديد أصل جبهة النصرة، لكن يبدو أنها نشأت في مدينة حمص وسط سوريا وقد ربطتها تقارير استخبارية أميركية بتنظيم القاعدة في العراق.

وسبق لنائب وزير الداخلية العراقي عدنان الأسدي أن صرح في 11 فبراير/شباط 2012 أن مجاهدين يتسللون من العراق إلى سوريا، وأن هناك أسلحة يجري تهريبها إلى مناوئي نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وتعتبر جبهة النصرة لأهل الشام إحدى جماعتين جهاديتين تتخذان من حمص مركزا لهما في قتالهما ضد النظام الحاكم في سوريا.

البيان الأول:

في 24 يناير/كانون الثاني 2012 أصدر المدعو الفاتح أبو محمد الجولاني بيانا أعلن فيه عن تشكيل جبهة لنصرة أهل الشام من مجاهدي الشام.

وحدد البيان الهدف من إنشاء الجبهة بالقول إنها جاءت سعيا من مؤسسيها “لإعادة سلطانِ اللهِ إلى أرضِه وأن نثأر للعرضِ المُنتَهَك والدمِ النازِف ونردَّ البسمَةَ للأطفالِ الرُضَّع والنِساءِ الرُّمل”.

واستهجن البيان دعوة البعض للاستعانة بقوى غربية للخلاص من نظام حزب البعث الحاكم، واصفا إياها بأنها “دعوة شاذة ضالة وجريمة كُبرى ومُصيبة عُظمى لا يغفِرُها الله ولن يرحم أصحابَها التاريخُ أبدَ الدهر”.

وحمل البيان بشدة على الدولة التركية، وعلى مشروع الجامعة العربية الذي حكم عليه بالفشل قبل البدء به.

كما هاجم البيان إيران قائلا إنه “لا يخفى على كلِّ عاقلٍ السعيَ الإيرانيَّ الحثيث معَ هذا النظامِ (البعث) منذُ سنين قد خلتْ لزرعِ الصفوية في هذهِ الأرضِ المُباركةِ لاستعادة الإمبراطورية الفارسية، فالشام لإيران هي الرئتان التي يتنفسُ بها مشروعها البائد”.

كتائب أحرار الشام:

أعلنت جبهة النصرة لأهل الشام عن تشكيل “كتائب أحرار الشام” وذلك في بيان بثته على موقع “يوتيوب” بالشبكة العنكبوتية يوم 23 يناير/كانون الثاني.

كما أعلنت الجبهة في البيان نفسه مسؤوليتها عن الهجوم على مقر جهاز الأمن في إدلب.

18 قتيلاً سقطوا بنيران قوات النظام في سوريا

عنان يقدم اليوم تقريراً جديداً إلى مجلس الأمن حول تطورات الأوضاع

العربية.نت

أفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا بأن 18 قتيلاً سقطوا، اليوم الثلاثاء، بنيران قوات النظام في إدلب وحمص ودرعا وحماة وريف دمشق، وذلك في تصعيد عسكري طال مناطق مختلفة من البلاد.

وفي حماة قطعت قوات النظام الطريق الرئيسي من جهة باب البلد وقصفت قلعة المضيق، كما تم قصف تلكلخ في حمص، وطال القصف قلعة الحصن. وفي حلب سجل اعتصام للمحامين أمام مكتب المحامي العام الأول للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين.

وذكرت الهيئة العامة للثورة أن إطلاق نار عشوائياً سُجِّل في منطقة الكتيبة في درعا ما أدى الى إصابة طفل، كما سُمِع دوّي انفجارين في خربة غزالة على المدخل الشمالي للبلدة، واندلعت اشتباكات في بلدة عتمان، بين جنود منشقين وجيش النظام، ما أدى الى سقوط قتلى من الطرفين.

ومن جهة ثانية، تواصَل الإضراب العام والعصيان المدني لليوم الثاني على التوالي في مدينة درعا وقرى وبلدات المحافظة كافة. أما في ريف دمشق وتحديداً في التل، فقد حاصرت قوات النظام المدينة كما شنت حملة دهم واعتقال في دوما.

وقد شنّ جيش النظام في الزبداني في ريف دمشق شن حملة مداهمات في منطقة فرنسيس وقام بحملة تفتيش في عدد من أحياء المدينة.

عنان يقدم تقريراً

وسياسياً، قال رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر إن القتال كان شديداً للغاية في بعض المناطق السورية وإنه في بعض الأحيان يمكن توصيف الانتفاضة ضد نظام الأسد بأنها حرب أهلية محدودة.

وسيقدم المبعوث الأممي والعربي إلى سوريا كوفي عنان، اليوم، تقريراً جديداً الى مجلس الأمن حول تطورات الاوضاع في سوريا.

وسيعرض عنان في تقريره تقييماً شاملاً للوضع منذ توقيع مبادرته لحل الأزمة، ويتوقع أن يقدم كذلك مقترحات حول خطة العمل المقبلة وما يمكن أن يبذله طرفا النزاع والأطرافُ الدولية المعنية بالأزمة السورية بغية الوصول إلى قواسم مشتركة.

وقد حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من ان الاسرة الدولية تسابق الزمن لتحاشي اندلاع حرب اهلية في سوريا.

وفي خطاب ألقاه عشية اجتماع لمجلس الأمن حول سوريا، ندد بان كي مون بما وصفه بوحشية قوات الأسد وقمع الشعب السوري، مشيراً في الوقت نفسه الى كثافة الهجمات التي تنفذها المعارضة المسلحة.

وجدد الأمين العام للأمم المتحدة التأكيد على أنه يتوجب على الحكومة السورية أن تطبق النقاط الست من خطة كوفي عنان “من دون المزيد من التأخير”، مشيراً الى أن الأسد لم ينفذ الإجراءات الإصلاحية المطلوبة لشعبه.

مقتل 1122 طفلاً سورياً منذ اندلاع الثورة

فرنسا تصف الانتخابات السورية بالمهزلة وواشنطن تقول إنها سخافة

العربية.نت

وصل عدد القتلى من الأطفال السوريين منذ اندلاع الثورة إلى 1122 طفلاً، حسب لجان التنسيق المحلية، من بينهم 524 طفلاً في حمص، و147 طفلاً في حماة، و103 أطفال في إدلب، و103 أطفال في درعا، و103 أطفال في ريف دمشق، و46 طفلاً في دير الزور، و26 طفلاً في دمشق، و15 طفلاً في حلب، و8 أطفال في اللاذقية.

وتقدر الأمم المتحدة عدد الذين قتلوا في سوريا منذ بدء الثورة في اذار/مارس 2011 بأكثر من تسعة آلاف شخص.

ووصل عدد المعتقلين حتى مارس/آذار الماضي 20561 معتقلاً، منهم 2365 معتقلاً في دمشق، و5751 معتقلاً في ريف دمشق، و3726 معتقلاً في درعا، و1286 معتقلاً في حماة، و1120 معتقلاً في حمص، و1016 معتقلاً في حلب. وعدد المعتقلين الرجال وصل إلى 18979 معتقلاً، وعدد المعتقلات 211 معتقلة، بالإضافة إلى 453 طفلاً معتقلاً.

قصف وانتخابات

وقالت لجان التنسيق المحلية إن عدد القتلى ارتفع أمس إلى خمسة وثلاثين بمختلف المدن السورية، وأضافت أن قوات النظام قامت بقصف قلعة الحصن عشوائيا بقذائف الهاون، فيما سمع دوي ثلاثة انفجارات في جبل الزاوية بإدلب، تبعها إطلاق نار كثيف. وشهدت مدينة الضمير في ريف دمشق قصفا عنيفا منذ صباح اليوم.

وأطلقت قوات الأمن النار على مظاهرات في منطقة المسيفرة بدرعا، وفي المزة بدمشق أطلقت قوات الأمن النار لتفريق مظاهرة خرجت تطالب بجثمان أحد القتلى.

وفي موضوع آخر قالت الحكومة السورية إن الناخبين أقبلوا بأعداد كبيرة أمس على الإدلاء بأصواتهم في انتخابات برلمانية تعتبرها ركيزة أساسية في برنامجها الاصلاحي، لكن انصار المعارضة وصفوها بالزائفة.

وكان فرز الأصوات بدأ مساء أمس، حيث أعلن التلفزيون السوري أن مكاتبَ الاقتراع أقفلت أبوابها دون أن يكشف عن موعد إعلان النتائج.

وكانت المعارضة السورية في الداخل والخارج دعت إلى مقاطعة الانتخابات، فيما شهدت أغلب المناطق الساخنة إضرابا عاما.

و ندد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بإجراء هذه الانتخابات، مؤكدا أن العملية الديموقراطية لا يمكن أن تنجح في ظل استمرار العنف.

ووصفتها الخارجية الفرنسية بالمهزلة الشنيعة مذكرة بضرورة انتشار سريع لكافة مراقبي الأمم المتحدة في سوريا.

وأعربت الصين عن أملها في أن يساهم هذا الاستحقاق في تعزيز عملية الإصلاح في سوريا، والاستجابةِ للمطالبِ بحماية مصالح الشعب السوري، فيما وصفتها واشنطن بأنها أقرب إلى السخافة.

السوريون في تركيا يصفون مخيماتهم بالسجن المفتوح

عمليات النزوح تتواصل رغم منع السلطات السورية وزرعها الألغام على الحدود

الحدود السورية التركية – محمد زيد مستو

تخفي المخيمات التركية للاجئين السوريين قصصاً مأساوية دفعت أصحابها للفرار خارج البلاد والمخاطرة بعبور الحدود التي يُقتل فيها العديد بشكل مستمر جراء انتشار الجيش السوري عليها وزرعها بالألغام.

ويعيش اللاجئون في المخيمات أوضاعاً صعبة على خلاف ما يُشاع عن مساعدات كبيرة تقدمها الحكومة التركية ومنظمات إنسانية لعشرات الآلاف من السوريين الذين نزحوا إلى تركيا.

وفي حين يحاول سكان المخيمات استرجاع حياتهم الطبيعية، إلا أن علامات التشرّد تبدو على وجوه الأطفال الذين تصاحب معظم ألعابهم هتافات ضد النظام السوري الحاكم حتى داخل المخيم.

وتروي إحدى النسوة التي وصلت قبل أشهر برفقة زوجها إلى مخيم يالاداغ على الحدود مع سوريا أنها فقدت ابنها الوحيد أثناء محاولتهم عبور الحدود، حين تعرضوا لإطلاق نار من قبل قوات الجيش السوري، فتعثرت المرأة بابنها الذي كانت تحمله، ما أدى إلى مقتله.

وفي مخيم أنطلوز يروي ثلاثة إخوة حوادث مروّعة عاشوها في الرمل الجنوبي باللاذقية قبل تمكّنهم من الفرار خارج البلاد، فيما جرى اعتقال ثلاثة إخوة آخرين، أحدهم مختفٍ منذ حوالي تسعة أشهر.

وأكد أحد الأخوة الذي بدت عليه علامات انفعال واضحة أنه شاهد مقتل أكثر من 20 شخصاً سقطوا بالقرب منه خلال أشهر بقائه في اللاذقية، مضيفاً أن قوات الأمن عمدت إلى حرق جثث على شاطئ الرمل الجنوبي.

وأوضح آخر أنه كان ضمن كثيرين خرجوا في مظاهرات سلمية، قبل أن يتحولوا إلى صنع المتفجرات بعد تعرّضهم للقمع المتواصل ومقتل العديد من أصدقائه وأقاربه.

ويتهم الأخوة الثلاثة وزملاء لهم بنفس الخيمة ينحدرون من مناطق مختلفة باللاذقية، النظامَ السوري باستخدام الورقة الطائفية في تلك المناطق وتسليح المناطق “العلوية”، وهو ما زاد في حدة الاحتقان الطائفي في تلك المدينة، رغم تأكيدهم أن عوائل علوية عدة رفضت إقحامها في هذا الصراع.

كما أجمعوا أنهم شاهدوا البارجات الحربية التابعة للجيش السوري تقصف حي الرمل الجنوبي خلال اقتحامه في 18 أغسطس/آب العام الماضي.

ومن جانبه، تحدث المحامي أحمد حسون عن تعرّضه لتهديدات من أفرع أمن إثر انتقادات لاذعة للسلطات وجهها خلال جلسة حوار نظمها مسؤولون في مدينته ما دفعه إلى الفرار لتركيا.

وأكد حسون الذي ينحدر من بداما في جسر الشغور شمال سوريا، أن أكثر من نصف سكان مدينته الذين يقدر عددهم بعشرة آلاف، هجروا منازلهم بعد اقتحامها من قبل قوات الجيش والأمن السوري.

ويحاول أن يقضي الحقوقي، الذي ساعد في تهريب عدسة تصوير إلى داخل المخيم بسبب منع السلطات السورية دخول الصحافيين، وقته في توثيق الأحداث اليومية للمخيمات، والتواصل مع الحكومة التركية التي أكد أنها تبدي نوعاً من التعاون بشأن مساعدة السوريين.

ويعيش السوريون في المخيمات التركية أوضاعاً مأسوية، ويصفونها بـ”سجن مفتوح”، حيث يشتكون من الإجراءات الأمنية المشددة وانقطاع المساعدات المادية التي تنحصر في أغذية تقدمها منظمة الهلال الأحمر التركي، وهي المنظمة الوحيدة المخولة بمساعدة النازحين.

وحوّل بعض الشبان خيامهم إلى محال تجارية ومطاعم، في حين دفعت الظروف بالبعض الآخر للعودة إلى البلاد والانضمام لصفوف الجيش الحر.

يُذكر أن عدد النازحين المسجلين لدى السلطات التركية يقدر بـ25 ألف لاجئ، في وقت يدخل فيه العشرات يومياً دون تسجيل أنفسهم رغم الإجراءات الأمنية المشددة للجيش السوري لمنع تدفق النازحين.

وأكد أحد عناصر الجيش الحر الذين يعملون على نقل النازحين أن الجيش السوري وضع حشوداً ضخمة من الجنود والقناصين والآليات العسكرية قريباً من الحدود، كما أنه عمد إلى وضع ألغام، أدت إلى مقتل شخص وبتر ساق شاب آخر دخل مخيم يالادغ قبل أيام.

وتتفاوت نسبة النازحين جراء الأوضاع الأمنية التي تعيشها المدن والقرى القريبة من الحدود، فحين اقتحمت قوات الجيش السوري مدينة تفتناز، تدفق إلى داخل تركيا أكثر من 3800 شخص خلال 24 ساعة، فيما يقدر عدد النازحين يومياً بالمئات.

دمشق تتمرّد على انتخابات البرلمان ومراكز شبه خاوية

حافلات النقل الداخلي تجبر الموظفين على التوجّه للتصويت

دمشق – جفرا بهاء

أعلنت دمشق تمرّدها اليوم، ولم تكترث بحافلات النقل الداخلي التي أجبرت الموظفين على التوجه لممارسة حقهم الدستوري في انتخاب ممثليهم بالبرلمان، وإن كان الكثير من الموظفين اليوم قرروا التغيّب عن عملهم فإن موظفين آخرين في تلك الدوائر أتمّوا مهمة التجسس على المعارضين بنجاح تام، فتم فرز البعض لتسجيل أسماء كل من تغيّب عن وظيفته اليوم.

دمشق اليوم بدأت تشبه نفسها أكثر، ورغم أنها مطوقة بالجيش، وتعجّ برجال الأمن السوري والشبيحة بسلاحهم الكامل، ولا تكاد تمر من حاجز لتقف عند حاجز ثانٍ، إلا أنها أضربت عن الانتخابات، وبدت كاميرا التلفزيون السوري وهي تبحث عن مركز تستطيع التصوير فيه مهمة في غاية الصعوبة بسبب العدد الضئيل للمنتخبين (المجبرين منهم والمؤيدين).

وتملّكت رجال الأمن السوري والشبيحة حالة من الهستيريا ونوبات الغضب، في محاولات شبه يائسة لإجبار المضربين على فتح محلاتهم، فكسرت واجهات المحلات المضربة في سوقي أبوحبل والجزماتية في قلب دمشق، وكسرت الأقفال لإجبارهم على فتح المحلات.

وفي سوق أبوحبل وبعد أن حاول رجال الأمن إجبار الناس على فتح المحلات وبعد أن لقوا الرفض الواضح من قبلهم، تملكتهم حالة من الغضب جعلتهم يستخدمون (مهدات) وتكسير كل ما يقع تحت نظرهم داخل المحلات وخارجها ما أدى لهجوم سكان المنطقة عليهم، ولتنتهي المشكلة بهروب رجال الأمن من السوق وإرسال من يعتذر إلى السكان لتهدئتهم مؤقتاً.

الميدان ينتخب أبطاله

وشمل الإضراب اليوم جزءاً كبيراً من حي الميدان، وبدت مراكز الاقتراع شبه خاوية، وتكرر سيناريو محاولة فتح المحلات بالقوة وتكسير الأقفال.

وقام بعض الشباب بالذهاب إلى أحد المراكز الانتخابية في حي الميدان ووضعوا أوراقاً في الصناديق مكتوباً عليها أسماء مرشحيهم من معتقلين وقتلى على يد النظام السوري، في تحدٍّ واضح للنظام.

وشمل الإضرابُ حي القدم وسوق العسالي والقابون وبرزة بعض المحلات بوسط العاصمة، وتكرر مشهد إجبار الناس على فتح المحلات في كل المناطق التي أعلنت إضراباً اليوم.

دمشق تختنق بالشبيحة

وتزداد أجواء دمشق احتقاناً يوماً بعد يوم، ويزداد تجول عناصر الاستخبارات في الشوارع ابتداءً من الباعة الجائلين الوهميين وبعض أصحاب المحال التجارية والأهالي الغرباء عن المنطقة وليس انتهاء بعناصر الشبيحة العلنيين الذين يحملون السلاح علانية، وكل هؤلاء يشكلون عنصر ضغط على الناس والأهالي، وفي أغلب الأحيان يتبجح هؤلاء بسبب وبلا سبب علانية بأن الأسد يمكن أن يتحالف مع الشياطين كي يحافظ على كرسي السلطة.

فتحول اليوم الذي حدّده الرئيس الأسد لانتخابات مجلس الشعب من يوم الانتخابات إلى ما يشبه يوم الغضب العام.

الوطني السوري يدعو للتظاهر خلال انتخابات البرلمان

وصف الانتخابات بالمسرحية التي تستهين بدماء آلاف الشهداء

العربية.نت

دعا المجلس الوطني السوري المعارض السوريين إلى الاضراب والتظاهر اليوم الاثنين، في الوقت الذي تجري فيه الانتخابات التشريعية في البلاد، واصفا هذه الانتخابات بأنها “مسرحية تستهين بدماء آلاف الشهداء”.

وقال المجلس في بيان نشرته “فرانس برس”، “إننا ندعو السوريين للإضراب أو التظاهر في ساعات الانتخاب، للتعبير عن رفضهم لهذه المسرحية”.

وأضاف البيان “بصفاقة قل نظيرها، يدعو النظام السوري لإجراء انتخابات لمجلس الشعب على وقع الرصاص والقذائف من كل نوع وجرائم الإبادة والعقوبات الجماعية”.

واعتبر البيان أن إجراء هذه الانتخابات “يستهين بدماء آلاف الشهداء السوريين” ويدل على “استهتار نظام (الرئيس بشار) الأسد بالمبادرة الدولية العربية”.

وأضاف البيان “لقد أقسم ملايين السوريين منذ أكثر من سنة أنهم يريدون إسقاط النظام القاتل، وهم بالتأكيد ينظرون بكثير من الاستخفاف لدعوتهم لتجديد شرعية النظام عبر انتخابات هزلية”.

وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها الاثنين في سوريا عند الساعة السابعة صباحا (4,00 تغ) لإجراء أول انتخابات “تعددية” منذ خمسة عقود، والتي يتم تنظيمها في ظل أجواء من العنف، مما جعل المعارضة تصفها بـ”المهزلة”.

قتال عنيف شرق سوريا عشية الانتخابات البرلمانية

أسفر عن مقتل العشرات ومنع آخرين من الإمدادات الطبية

العربية.نت

قال سكان ونشطاء سوريون اليوم الأحد إن قتالاً عنيفاً اندلع بين المعارضة المسلحة والقوات الحكومية الموالية للرئيس السوري بشار الأسد في محافظة دير الزور الشرقية المنتجة للنفط، عشية انتخابات برلمانية تقول السلطات إنها تظهر أن الإصلاحات السياسية تجري في البلاد.

وبحسب “رويترز” قال السكان والنشطاء إن المعارضة المسلحة هاجمت بالقذائف الصاروخية مواقع للدبابات في شرق مدينة دير الزور رداً على هجوم الجيش ضد بلدات وقرى في المحافظة القبلية الواقعة على الحدود مع العراق أسفر عن مقتل العشرات، ومنع آخرين من الحصول على الإمدادات والرعاية الطبية.

وقال غيث عبدالسلام، الناشط المعارض الذي يعيش قرب طريق غسان عبود الدائري الذي أصبح مركزاً للقتال في المدينة ليس لدينا عدد للقتلى لا أحد يجرؤ على الخروج إلى الشوارع.

وأضاف أن حدة القتال تراجعت في الصباح الباكر بعد أن استمرت خلال الليل، وحوصر السكان والغضب يتزايد.

وما زال الجيش السوري يحتفظ بدبابات وأسلحة ثقيلة في المدن والبلدات في مخالفة لوقف إطلاق النار، الذي يراقبه فريق من مراقبي الأمم المتحدة، كما تواصل المعارضة المسلحة هجماتها على القوافل العسكرية ونقاط التفتيش التابعة للجيش التي عزلت مناطق واسعة من سوريا، حسب شهود عيان ومصادر بالمعارضة.

ووصل 50 من أصل 300 مراقب تابعين للأمم المتحدة إلى سوريا لمراقبة وقف إطلاق النار، الذي بدأ سريانه في 12 أبريل/نيسان لكن وجودهم لم يوقف العنف تماماً.

وتتحدث السلطات عن الانتخابات البرلمانية التي تجرى يوم الاثنين باعتبارها نموذجا لهذا الإصلاح.

لكن المعارضة تقول إن هذه الإصلاحات لن تغير كثيرا في برلمان يصدق على ما تفرضه الحكومة آليا، وقد اختارت أسرة الأسد الحاكمة أعضاءه وتدعمه الشرطة السرية القوية منذ أربعة عقود.

ولا يضم البرلمان في الوقت الحالي أي عضو معارض، وقالت وسائل الإعلام الرسمية إن نصف المقاعد سيخصص للعمال والفلاحين الذين يسيطر حزب البعث الذي يتزعمه الأسد على نقاباتهم.

وقال باسم إسحق الناشط المعارض، الذي خسر في الانتخابات البرلمانية عامي 2003 و2007 إن شيئا لم يتغير، وإن النظام السياسي في سوريا ما زال فاسداً بشكل كامل، وإن نتيجة الانتخابات ستكون محددة سلفاً.

وأضاف أن هناك مقاعد قليلة جدا للمستقلين وأن هذه المقاعد ستؤول إلى الأسهل انقيادا.

وزار وزير الداخلية السوري محمد نضال الشعار مدينة حلب الشمالية اليوم الأحد وقال إن المدينة التجارية والصناعية المهمة مستعدة للانتخابات.

وقال الشعار الذي أحاط به مسؤولون انتخابيون متحدثا لوسائل الإعلام الحكومية إن كل الموارد قد أتيحت لضمان مرور العملية الانتخابية بسهولة ويسر.

وامتدت الاحتجاجات المناهضة للحكومة إلى حلب بعد أن قتلت قوات الأسد سبعة طلاب من المحتجين في جامعة حلب الشهر الماضي. ويقول شهود عيان إن مظاهرات الشوارع التي تطالب بسقوط الأسد تتزايد في أنحاء البلاد بعد وصول المراقبين.

وما زالت النخبة الحاكمة تملك خطوط إمداد مفتوحة من العراق ولبنان في مواجهة العقوبات الغربية.

ومن المقرر أن يزور مراقبو الأمم المتحدة بلدة الزبداني بالقرب من الحدود اللبنانية بعد يوم من زيارتهم لدوما، وهي بلدة أخرى كانت معقلا للمعارضة المسلحة، لكنها عادت تحت سيطرة القوات الحكومية.

أنان:الجيش السوري لايزال في المدن

سكاي نيوز عربية – أبوظبي

كشف مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، كوفي أنان،أن الجيش السوري يستخدم أعدادا أقل من الأسلحة الثقيلة، لكنه لا يزال ينتشر في المدن في شتى أنحاء البلاد مع استمرار القتال، فيما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 831 شخصا قتلوا بعد الاعلان عن وقف اطلاق النار في 12 أبريل الماضي.

ونقل دبلوماسيون عن أنان قوله إن خطته بشأن سوريا هي الفرصة الأخيرة لتجنب الحرب الأهلية في البلاد، محذرا من أن مهمته “ليست فرصة مفتوحة إلى ما لا نهاية”.

واعتبر مدير مكتب العلاقات الخارجية في المجلس الوطني السوري، رضوان زيادة، تعليقا على كلام أنان، أن “لا حرب أهلية في سوريا، وإنما حرب بين نظام الأسد والشعب السوري”.

وقال لسكاي نيوز عربية إن الرئيس السوري، بشار الأسد، “لم ينفذ أي من بنود خطة أنان، وما يسقط كل يوم من قتلى هم مدنيون على يد القناصة”.

وفي تقرير جديد عن مهمته من خلال دائرة فيديو من جنيف، أكّد أنان لمجلس الأمن، الثلاثاء، أن الآليات العسكرية لا تزال منتشرة في بعض المدن والبلدات السورية، معبرا عن قلقه إزاء “تزايد انتهاكات حقوق الانسان في سوريا”.

ولفت أنان خصوصا إلى أن السلطات اعتقلت شخصيات معروفة بأنها من “دعاة اللاعنف”، كما نقل عنه دبلوماسيون.

ويأتي تقرير أنان مع تواصل أعمال العنف في مناطق سورية عدة، إذ أعلنت لجان التنسيق المحلية أن 20 شخصا قتلوا، الثلاثاء، برصاص الأمن السوري.

وقال دبلوماسيون إن أنان وقائد مراقبي المنظمة الدولية أبلغا مجلس الأمن الدولي بأن الجيش السوري يستخدم اعدادا أقل من الأسلحة الثقيلة، لكنه لا يزال ينتشر في المدن في شتى أنحاء البلاد، مع استمرار القتال وحملات الاعتقال الواسعة النطاق.

في غضون ذلك، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عدد القتلى الذين سقطوا جراء أعمال العنف في سوريا وصل إلى 11925، من بينهم 831 سقطوا بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار في 12 أبريل الماضي.

وأضاف مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، في اتصال مع فرانس برس من بريطانيا، أن عدد المعتقلين في السجون السورية على خلفية الاحتجاجات يناهز الـ25 ألف معتقل.

20 قتيلا بسوريا غداة انتخابات البرلمان

سكاي نيوز عربية – أبوظبي

قالت لجان التنسيق المحلية إن 20 شخصا قتلوا الثلاثاء برصاص الأمن السوري في حماه وإدلب وريف دمشق غداة الانتخابات البرلمانية “التعددية” التي نظمتها السلطات ووصفتها المعارضة “بالمهزلة”.

من جانبه، أفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن من لندن أن 6 مواطنين سوريين لقوا حتفهم وأصيب العشرات بجروح في قرية قبر فضة إثر إطلاق نار وقذائف من قبل القوات النظامية السورية في محافظة حماة التي تدور فيها اشتباكات عنيفة في حي الصواعق بين الجيش الحر والنظامي.

وقال المرصد لوكالة فرانس برس إن رجلا وسيدة قتلا في قرية التمانعة التابعة لمحافظة إدلب إثر إطلاق نار وقذائف من قبل القوات النظامية”.

وفي حمص، أضاف عبد الرحمن أن مدنيا قتل برصاص قناصة من حاجز للقوات النظامية في حي القصور.

وأشار إلى وفاة آخر في ريف حمص متأثرا بجروح أصيب بها مساء أمس “برصاص القوات السورية التي كانت تشتبك مع مقاتلين من المجموعات المسلحة المنشقة”.

كما نفذت قوات الأمن الثلاثاء حملة مداهمات واعتقالات في مدينة دوما بريف دمشق “واعتقلت مجموعة من الشبان واقتادتهم إلى مكان مجهول” بحسب المرصد.

ويأتي ذلك غداة مقتل27 شخصا بينهم مدنيون وعسكريون في الجيش النظامي ومنشقون في أعمال عنف ومواجهات في مناطق سورية عدة.

وانتخب السوريون الاثنين ممثليهم في مجلس الشعب في أول انتخابات “تعددية” منذ خمسة عقود تنظمها السلطات، في حين سارعت المعارضة إلى وصفها بـ”المهزلة” ودعت إلى مقاطعتها.

وأسفرت أعمال العنف في سوريا عن مقتل أكثر من أحد عشر ألف قتيل بحسب المرصد السوري، وأكثر من 65 ألف نازح بحسب الأمم المتحدة، إلى جانب عشرات الآلاف من المعتقلين.

سوريا.. شح الديزل يعيق تشغيل الدبابات

سكاي نيوز عربية – أبوظبي

تواجه سوريا توقفا في واردات وقود الديزل الضروري لتشغيل المركبات الثقيلة بما في ذلك دبابات الجيش، مع استهلاك سلسلة شحنات من روسيا خلال الأسابيع الـ4 الماضية.

وأظهرت بيانات قدمها مصدر ملاحي لرويترز أن ميناءي بانياس وطرطوس السوريين لم يستقبلا أي شحنات من زيت الغاز الذي يمكن تسويقه كوقود ديزل خلال الأسابيع الأربعة الماضية.

وفي سياق منفصل، تجد سوريا صعوبة متزايدة في شراء الحبوب من السوق العالمية، بسبب العقوبات التي تعطل قدرتها على الحصول على تمويل للتجارة، في حين تجاهد أعداد متزايدة من مواطنيه للحصول على الغذاء بعد مرور أكثر من عام على اندلاع الاحتجاجات المناهضة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وفرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول غربية أخرى عقوبات على نظام الأسد، ردا على حملته الدموية على الاحتجاجات الشعبية ما أودى بحياة نحو 10 آلاف شخص، طبقا للأمم المتحدة.

وأضرت الاجراءات التي تشمل تجميد أصول وقيود على التمويل بتجارة الحبوب الحيوية بالنسبة لسوريا.

وتعتمد سوريا على الواردات الغذائية في تلبية نحو نصف احتياجاتها الاجمالية، حيث يستخدم القمح كغذاء والذرة والشعير كعلف حيواني.

وقال مصدر تجاري “سوريا لديها مشكلات كبيرة في الوقت الراهن تتمثل في إيجاد شركات مستعدة لبيع حبوب مثل الشعير. لا يمكنك فتح خطاب اعتماد، ويبدو أن مخاطر إبرام أي صفقة تتزايد باستمرار”.

وطرحت هيئة حكومية سورية مناقصة دولية الأسبوع الماضي لشراء150 ألف طن من علف الشعير. وفي العام الماضي كانت قد طرحت مناقصة لشراء 500 ألف طن من الشعير، لكنها لم تتمكن من ذلك.

الناطق باسم البرلمان السوري المؤقت: النظام سيسقط حال اجتماع الثورة عسكرياً وسياسياً

روما (8 أيار/مايو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قال نايف شعبان الناطق السياسي باسم البرلمان السوري المؤقت أن “سقوط النظام سيكون من خلال حرب تحرير” وأن “النظام لن يصمد أكثر من شهر ابتداءً من اللحظة التي تجتمع فيها الثورة في الداخل عسكرياً وسياسياً” على حد قوله

وأوضح شعبان في مقابلة مع وكالة (آكي) الايطالية للأنباء أن البرلمان السوري المؤقت “مهمته الوحيدة هو العمل تحقيق الاستقلال الثاني لأنه مؤقت، حيث سيحاكي فترة الاستقلال وتجربته اعتباراً من عام 1943 وصولاً إلى العام 1946” وأضاف “وهكذا استعدنا العقد الاجتماعي الذي أسس للجمهورية الأولى كنقطة بدء لتأسيس الجمهورية الثانية أي دستور العام 1950 يتحدث عن المواطنة بمساواة جميع السوريين تحت سقفه وأمام القانون دون تمييز، وليس عن المحاصصة الطائفية والاثنية” حسب تعبيره

وأشار إلى أن النواب في البرلمان المؤقت “تم ترشيحهم عبر كافة التنسيقيات وتغطية كامل المساحة الجغرافية السورية وبذلك صار يضم كل أطياف المجتمع السوري” وأضاف “في دستور 1950 لا وجود لأقلية وأكثرية” عرقية أو دينية

وحول الفارق بين البرلمان المؤقت والمجلس الوطني، قال “المجلس الوطني هو تكتل سياسي، أما البرلمان فليس كذلك بل يرمي إلى بناء الدولة” وأضاف “المجلس الوطني لا يملك مرجعية دستورية ولا غطاء دستوري، بل شرعية مستمدة من الثورة ونحن لا ننكر ذلك، أما البرلمان المؤقت فيملك الغطاء الدستوري ولديه آلية أي نظام داخلي يحظى بموافقة كل السوريين وهو دستور 1950 الذي يعد ثمرة النضال ضد الاستعمار” وأردف “نحن لدينا خارطة طريق لاسقاط النظام، أما المجلس الوطني فيرى أن اسقاط النظام يتم عن طريق التدخل الغربي وليست لديه كما لدينا نحن خارطة طريق للعمل العسكري والحراك السلمي في الداخل” على حد قوله

وفيما يتعلق بتكاثر الاجسام السياسية، اعتبر “أن سورية لم يتدخل فيها أحد، بينما في ليبيا كان هناك قرار سريع بالتدخل لم يسمح بتكاثر الاجسام السياسية” وأضاف “سورية كان فيها معارضة وهمية ظنت أنها حقيقية واحبت أن تتنافس على قيادة المرحلة السياسية لذلك ظهرت الاجسام الحالية” وأردف “الفارق بيننا وبين كل الاجسام الاخرى أننا مبادرة من الداخل هدفنا جمع كل التكتلات والنشاط الثوري في الداخل واعادة الامساك بزمام المبادرة من الداخل وليس من الخارج واننا انطلقنا من الداخل باتجاهه” حسب تعبيره

وتابع “طلبنا من كل التكتلات أن يكونوا شركاء معنا في هذه المبادرة التي نعتبرها مبادرة دولة وليس مشروعاً خاصاً، وقد لاقينا تشجيعاً لهذه المبادرة وتفهم لها لكن هناك حذر من الانضمام إليها وأن تحسب على من ينضم إليها خوفاً من فشلها” وأضاف “التجمع السوري الحر يشارك معنا بشكل مباشر، أما كل التكتلات الأخرى التي عرضنا عليها هذه المبادرة مثل الهيئة العامة للثورة السورية،، تيار التغيير الوطني، المجلس الوطني، تيار العدالة الوطني، التيار الوطني، لجان التنسيق المحلية، الاتحاد العام لتنسيقيات الثورة السورية، المجلس الأعلى للثورة السورية، واللقاء الوطني، لم ترفضها بل وعدت بالدعم بعد الاعلان، وهذا مؤشر على أنهم يريدون رؤية مدى شعبيتها في الشارع قبل الدخول فيها بشكل محسوب أي بعد تبلور عوامل النجاح، ولو أن ما من أحد يود المغامرة بمبادرة جديدة لا يعلم بمدى نجاحها أو فشلها” على حد قوله

ولفت إلى أن البرلمان الجديد “سيتخذ مجموعة قرارات تتعلق بالخطوات الأولى لبناء الدولة، ولاسيما الغاء الدستور الحالي والعودة إلى دستور عام 1950، ثم قرار حل حزب البعث العربي الاشتراكي واحالة قياداته من الصف الأول والثاني ممن يثبت الاتهام عليه إلى القضاء واحالة أملاكه للدولة، والبدء بتشكيل لجنة الدفاع الوطني التي نعتبرها مظلة عسكرية لكل السلاح الموجود في الداخل في سبيل ضمان بقاء السلاح ضمن مؤسسة وليس رهن مجموعات متفرقة” حسب تعبيره

أردوغان: الأزمة السورية تتطلب نشر ثلاثة آلاف مراقب أممي

روما (8 أيار/مايو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

رأى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الثلاثاء أن الأزمة السورية الراهنة تتطلب نشر ثلاثة آلاف مراقب أممي

وتساءل رئيس الوزراء التركي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيطالي ماريو مونتي “لا أعرف ماذا نأمله، فلم نتمكن من التوصل إلى النتيجة التي نبتغيها”، وقال “ما بوسع 50 مراقبا القيام به؟، فلا يمكن لهذا العدد مراقبة حتى جزء صغير من محافظة سورية”، على حد تعبيره

وقال أردوغان “هناك حاجة لنشر قوة قوامها ألف، ألفين، وربما ثلاثة آلاف مراقب، وبالتالي بعثة كبيرة الحجم بمقدورها المراقبة على التوازي أماكن مختلفة” في سورية

مونتي: نشاطرأردوغان التصور المقلق للغاية حول الوضع السوري

روما (8 أيار/مايو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قال رئيس الوزراء الايطالي ماريو مونتي “نشاطر التصور الاشكالي والمقلق للغاية الذي أحاطنا به (رئيس الوزراء التركي رجب طيب) أردوغان حول الوضع السوري” حسب تعبيره

وأوضح مونتي خلال المؤتمر الصحافي الختامي للقمة الثنائية الايطالية التركية في روما اليوم “لقد سمعنا منه حتى لهجة من اليأس” وأضاف “أعتقد أن الصيغة الأكثر فعالية التي يمكن للمجتمع الدولي أن يعمل من خلالها في سبيل حل الأزمة السورية، هي وحدة الهدف والعمل، وهذا بطبيعة الحال ليس سهل التحقيق كما رأينا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة” على حد قوله

ورأى أن ”الاتحاد الأوروبي تحلى بالقدرة على المحافظة على خط مشترك تمثل في عقوبات بوصفها أداة ضغط مهمة على الحكومة في دمشق” وأضاف “الآن بدأ مجلس الأمن الدولي، بعد المواقف التي اتخذت سابقا من قبل روسيا والصين، وبعد كثير من التردد، في التحرك نحو فكرة العمل على أساس وحدة الهدف” حسب تعبيره

واختتم مونتي “اعتقد ان الرد الصحيح للأزمة لا يمكن أن يأتي إلا من خلال الجهود المنسقة والمشتركة للمجتمع الدولي، إذ لا نرى الآن بدائل واقعية” وأضاف “بدأنا في ايطاليا بتقديم مساهمة نشطة عبر مساعدة لوجستية لنقل المواد والمساعدة في إقامة مستشفى ميداني في الاردن لعلاج اللاجئين من سورية ” فضلاً عن “القرارات الذي سيتخذ قريباً من قبل مجلس الوزراء، بارسال 15 مراقبا إلى سورية” على حد قوله

مونتي: سنرسل 15 مراقبا الى سوريا

روما (8 أيار/مايو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أعلن رئيس الوزراء الإيطالي ماريو مونتي ان بلاده ستضع تحت تصرف الأمم المتحدة 15 إيطاليا للمشاركة في بعثة المراقبين في سورية، وفقا لخطة مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية كوفى انان

وقال رئيس الحكومة الإيطالية ردا على سؤال للصحفيين خلال مؤتمر صحفى عقده مع نظيره التركي رجب طيب اردوغان الثلاثاء بروما سيقرر مجلس الوزراء، الذى سيلتئم بعد قليل ، وضع 15 مراقبا تحت تصرف الأمم المتحدة والتي وافقت على استعددانا للمشاركة” في بعثة المراقبين الأمميين إلى سوريا

ووصف مونتي إيطاليا وتركيا بـ”عاملي استقرار في منطقة المتوسط”، وجدد “نحن ملتزمون بشأن إيجاد حل للأزمة سورية”، معلنا عن الاتفاق ونظيره التركي على “مواصلة الاتصال الوثيق” في هذا الصدد

مونتي: نسعى وتركيا إلى إيجاد حل في سورية

روما (8 أيار/مايو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أكد رئيس الوزراء الايطالي ماريو مونتي أنه ونظيره التركي رجب طيب اردوغان “تبادلنا وجهات الأفكار حول مناطق الأزمات الكبرى بدءا من سورية، حيث يسعى بلدانا إلى إيجاد حل” على حد قوله

وعبر مونتي لأردوغان عن دعم إيطاليا الثابت لعضوية تركيا الكاملة في الاتحاد الأوروبي، معرباً في مؤتمر صحافي مشترك بعد التوقيع على اتفاقات ثنائية عدة بين ايطاليا وتركيا في فيلا ماداما بروما في ختام القمة الثانية الحكومية الايطالية التركية عن “الأمل في أن تمضي مسيرة الانضمام بقوة متجددة” حسب تعبيره

وتابع القول “نعتقد ان تركيا يمكن أن تدمج في الاتحاد الأوروبي، وبذلك تشكل قيمة مضافة جيوسياسية واقتصادية وثقافية، ونعتقد أن أوروبا قد وصلت إلى درجة من الكمال والتكامل المؤسسي اذ اصبحت مثالاً قوياً جداً في العالم، وتركيا بدورها تمثل نموذجا مهماً جداً لبلد ينبض بالحياة فهي أصغر سناً وذات ثروة المتنامية، وتنظر إلى المستقبل بتفاؤل” و “هذه هي الخصائص التي علينا في أوروبا أن ننظر إليها في تركيا وصولاً إلى الاندماج التام مع أوروبا ” وأردف “إن شراكة ايطاليا وتركيا تقوم على النوايا العميقة فضلاً عن المشاريع الطموحة” على حد قوله

الجامعة العربية والصليب الاحمر يحذران من ان سوريا تتجه لحرب أهلية

بيروت (رويترز) – قال نشطاء إن قوات الامن قتلت ما لا يقل عن عشرة اشخاص في قتال بانحاء سوريا يوم الثلاثاء وذلك في انتفاضة مستمرة منذ 14 شهرا تحذر اللجنة الدولية للصليب الاحمر وجامعة الدول العربية من تحولها إلى حرب أهلية.

وقالت المنظمة السورية لحقوق الإنسان إن الاشتباكات احتدمت ليل الاثنين في انحاء سوريا بين القوات الحكومية والمعارضين الذين انضموا الى الانتفاضة ضد الرئيس بشار الاسد واشتدت مجددا بعد ظهر الثلاثاء.

ورغم الهدنة الهشة لم تتوقف المجازر في سوريا حتى مع اجراء الحكومة لانتخابات برلمانية يوم الاثنين. ووصفت دمشق الانتخابات بانها خطوة هائلة في طريق الاصلاح لكن المعارضة انتقدتها ووصفتها بالعار وقاطعت التصويت.

ومع قيام مسؤولي الانتخابات بفرز الاصوات يوم الثلاثاء قال رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر إن القتال احتدم في بعض مناطق سوريا وفي بعض الاحيان يصل الصراع بتلك الاماكن الى ما يوصف بحرب اهلية محدودة.

وقال جاكوب كيلينبرجر انه قلق للغاية بشأن الاوضاع في سوريا حيث ينتشر مراقبو الامم المتحدة للاشراف على اتفاق هدنة انتهك بشكل مستمر من جانب قوات حكومية ومعارضين.

وقال للصحفيين في جنيف “آمل حقا ان ينتشر مراقبو الامم المتحدة بسرعة” مشيرا الى مخاوف بشأن مصير خطة السلام في سوريا التي طرحها مبعوث الامم المتحدة كوفي عنان في ست نقاط. واضاف قائلا “مازلت آمل الا تفشل.”

ومن المنتظر ان يطلع عنان في وقت لاحق يوم الثلاثاء مجلس الامن الدولي على مدى التقدم الذي تحقق في مهمته.

ودعا نبيل العربي الامين العام لجامعة الدول العربية الى استمرار الدعم لخطة عنان واعرب عن مخاوف مماثلة بشأن اندلاع حرب أهلية في سوريا.

وقال للصحفيين اثناء زيارة إلى بكين “سيفضي تصاعد العمل العسكري في سوريا الى حرب أهلية في البلاد وهو الأمر الذي لا يريد أحد ان يراه.”

وبخلاف الهدنة وبعثة المراقبة تدعو خطة عنان ايضا إلى السماح بدخول صحفيين ومساعدات إنسانية إلى سوريا. وحتى الآن وصل 50 مراقبا من ضمن فريق يشمل 300 مراقب من المتوقع ان يكتمل بحلول نهاية مايو ايار.

ويوم الثلاثاء قال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إن قوات الامن استخدمت الصواريخ والرشاشات الثقيلة في قرية الحسن بوسط محافظة حمص في اطار سعيها لاستعادة سيطرتها على المنطقة من أيدي المعارضين.

وقالت إن قصفا مماثلا في شمال محافظة ادلب وقع بعد منتصف ليل الاثنين أدى لمقتل ثلاثة اشخاص على الاقل.

وتقول الامم المتحدة إن أكثر من تسعة الاف شخص قتلوا على يد القوات الحكومية في محاولتها لسحق الانتفاضة التي اندلعت ضد اربعة عقود من حكم بشار ووالده حافظ الاسد.

وتحولت ما بدت حركة احتجاج سلمي إلى قتال مسلح ضد القوات السورية. وتقول الحكومة إن المعارضين ليسوا سوى إرهابيين تقودهم قوى اجنبية وتقول إن أكثر من 2600 من افراد قوات الشرطة والجيش قتلوا.

ورغم نزيف الدم السوري ذكرت وكالة الانباء العربية السورية (سانا) ان انتخابات يوم الاثنين شهدت اقبالا “ملحوظا” لكنها لم تعط تفاصيل بشأن نسبة الاقبال بعد.

وقال كثير من السكان في دمشق يوم الثلاثاء إن قلة من السوريين صوتوا ورأى فريق من رويترز في مركز اقتراع ثلاثة فقط يدلون باصواتهم خلال زيارته التي استمرت 40 دقيقة.

(إعداد سامح الخطيب للنشرة العربية – تحرير محمد هميمي)

من اريكا سولومون

عنان: القتال مستمر في سوريا والخطة فرصة أخيرة لتفادي حرب أهلية

الامم المتحدة (رويترز) – قال دبلوماسيون يوم الثلاثاء ان مبعوث الجامعة العربية والأمم المتحدة كوفي عنان وقائد مراقبي المنظمة الدولية أبلغا مجلس الأمن الدولي بأن الجيش السوري يستخدم أعدادا أقل من الأسلحة الثقيلة لكنه ما زال ينتشر في المدن في شتى أنحاء البلاد مع استمرار القتال وحملات الاعتقال الواسعة النطاق.

وأبلغ عنان المجلس عن طريق دائرة تلفزيونية مغلقة من جنيف ان خطته المؤلفة من ست نقاط ليست “التزاما غير محدد الاجل لكنها يمكن ان تكون الفرصة الاخيرة لتفادي حرب أهلية.”

الفاينانشال تايمز: الاغلبية الصامتة في سوريا في حالة انكار

تناولت صحيفة الفاينانشال تايمز في تقرير أعده مايكل بيل مراسلها في دمشق موقف من اسمته الصحيفة “بالأغلبية الصامتة” من الاحداث في سوريا.

ويرى بيل في تقريره إن الانباء المتضاربة عما يحدث في سوريا أدت إلى انسحاب بعض السوريين من ارض الواقع ومن وقائع الازمة.

ويقول بيل انه في نادي ليلي في فندق شيراتون في دمشق كانت الموسيقى تصدح بينما امضى الساهرون الساعات الاولى من الصباح.

ومن بين الساهرين كانت شابة اسمها رحيمة تستمتع بالسهرة في استهزاء واضح بالاضطرابات في بلادها.

ويضيف بيل عندما سألت رحيمة عما يجري في بلادها أجابت “الحياة جميلة في دمشق. اين الثورة التي يقولون عنها؟ انهم مجانين”.

ويقول بيل إن رأي رحيمة ليس غريبا في دمشق هذه الايام، حيث يتسبب مزيج من الخوف والبلبلة والانكار في ان ينأي بعض السوريين بأنفسهم عن الازمة الدامية في بلادهم.

ويضيف بيل إن الكثير من السوريين يتلقون سيلا من المعلومات المتعارضة من الجانبين، مما يدعوهم للشك وللاشتباه في انهم لا يحصلون على الصورة الكاملة، لذا يشعرون ان الاختيار الآمن هو الانسحاب من الواقع وان يتركوا المعركة تتواصل من حولهم.

ويقول التقرير إن المنتمين لمن يطلق عليهم “الاغلبية الصامتة”، وهم ليسوا من المؤيدين للنظام وليسوا من انصار المعارضة، ما زالوا على صمتهم حتى الان ولكن بعضهم يريد ان يعرف المزيد.

وتقول شابة سورية مؤيدة للنظام لبيل انها تريد ان تعرف حقيقة ما يجري في البلاد: “منذ مارس من العام الماضي ونحن نبحث عن الحقيقة. وحتى الآن لم نجدها”.

ويقول محللون إن الهدف من الانتخابات البرلمانية التي تجري في سوريا في سوريا حاليا – كما كان الحال مع الاستفتاء على الدستور الجديد في فبراير شباط الماضي – هو محاولة الايحاء بان الازمة في سوريا يمكن حلها سياسيا.

ويضيف بيل أن المسؤولين الحكوميين في سوريا يهونون من شأن العنف في البلاد ويشبهون الاضطرابات بالاضطراب الذي يتسبب فيه تجديد وتطوير مبنى سكني.

ويقول بيل إن احد سكان دمشق قال له ” في غضون عام ستنتهي كل الاضطرابات وستكون سوريا آمنة”، بينما قال له دمشقي آخر إنه اقنع نفسه بأن الانفجارات التي يسمعها احيانا هي رعد وليس إلا.

ويضيف التقرير إن اعدادا كبيرة من السوريين ما زالت تخرج للمتنزهات في مناطق مختلفة من المدينة على الرغم من التفجيرات التي تحدث في الضواحي.

وينقل بيل شهادة دمشقي آخر “لا افهم دمشق ولا الناس او آراءهم حيث يقتل سوريون على بعد نصف ساعة من وسط العاصمة. اعتقد ان اهل دمشق اما ان يكونوا في حالة انكار أو انهم يحاولون الاستمتاع بوقتهم قبل ان يأتي اليوم الذي لا يستطيعون فيه مغادرة منازلهم”.

ويقول بيل إنه حتى اذا وقع العنف في وسط دمشق، فان من الصعب اكتشافه، حيث يعلن عن وقوع التفجير ثم يزال اثره ويعود الوضع إلى الحالة الطبيعية.

ويختتم بيل تقريره بشهادة دمشقية شاهدت الاحتجاجات واحداث العنف بأعينها “شهدت ما حدث ولم اكن أريد ذلك. لهذا أصدق ولا اصدق كل ما أسمع”.

دمشق ترفض مبادرة قطريّة: «طائف سوري» وتوزيع السلطات طائفيّاً

صحيفة الاخبار

قبل أيام عدة، تجددت، بعيداً عن الأضواء، المحاولة القطرية لطرق الباب السوري، ومعاودة شيء من العلاقة بين البلدين. ويكشف مصدر مطلع أنه، قبل أيام، وصلت فجأة الى مطار دمشق شخصية عربية وطلبت موعداً عاجلاً من القيادة السورية لعرض رسالة عليها من الدوحة، تحمل عنوان «مبادرة قطرية لحل الأزمة السورية الداخلية».

تتألف المبادرة القطرية، كما نصت عليها الرسالة، من نقاط عدة:

 أولاً: مصالحة بين البلدين، وطيّ صفحة الأزمة بينهما، وفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التعاون تقوم في إطارها الدوحة بقيادة مسعى ومبادرة لحل الأزمة الداخلية السورية.

 ثانياً: تقترح المبادرة القطرية خريطة حل مكونة من بنود عدة، أبرزها الإتيان برئيس حكومة في سوريا “سنّي من الإخوان المسلمين”، وأن تقوم قطر بدعوة المعارضة السورية الى عقد مؤتمر لها في الدوحة، وتتعهد قطر بأنه خلال هذا المؤتمر تمارس ضغطاً على المعارضة السورية للقبول بالحوار مع النظام السوري.

تعرض المبادرة بنوداً أخرى تقترح أن تؤمن للمعارضة بعض الضمانات من النظام داخل سوريا، ما يساعد الأخيرة على الانتقال من مناخ القتال مع النظام الى مناخ الحوار والتفاعل الإيجابي.

من جهتها، حملت دمشق الوسيط العربي، حامل الرسالة القطرية، إجابة مختصرة على مبادرة الدوحة الآنفة، تتألف من كلمة واحدة: مرفوضة.

 وتقول مصادر سورية إن موقف دمشق من قطر لا يتطلع الى قيامها بدور الوسيط لحل الأزمة السورية، بل الى إعلان صريح من قبلها بأنها تراجعت عن سياسة تسليح المعارضة والتواطؤ مع الأجندة الأجنبية لضرب استقرار سوريا. وخارج هذه العناوين، فليس لدى دمشق وقت لسماع أي كلام قطري آخر.

«طائف سوري»

وتضيف هذه المصادر: من الواضح أن الدوحة تجسّ، نيابة عن دول أخرى، نبض دمشق عبر هذه الرسالة، لمعرفة ما إذا كانت تقبل بعقد «طائف سوري» للمصالحة الوطنية، على غرار الطائف اللبناني الذي عقد في السعودية في مطلع تسعينيات القرن الماضي لوقف الحرب الأهلية اللبنانية. وتلفت هذه المصادر الى أن مثل هذا المشروع كان قد عرض على سوريا، بصورة تفصيلية، من قبل دول عربية وإقليمية وأيضاً غربية، منذ أشهر عدة، وذلك بواسطة موسكو، ورفضته حينها دمشق. ونص الاقتراح، آنذاك، على دعوة النظام السوري إلى الموافقة على الذهاب الى مؤتمر «طائف سوري» يعقد في أي دولة يريدها النظام السوري، على أن يخرج المؤتمر بالنتائج الآتية: «إقرار نظام سياسي جديد يلحظ توزيع السلطة على أساس طائفي، بحيث يكون رئيس الحكومة مسلماً من الطائفة السنية، ورئيس مجلس النواب من الأكراد أو المسيحيين، ورئيس الجمهورية من المسلمين العلويين».

مستشار الأسد يخشى انقلاباً عسكرياً على النظام بدعم روسي

بغداد – باسل محمد:السياسة

كشفت مصادر وثيقة الاطلاع في “ائتلاف دولة القانون” الذي يتزعمه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان مستشار الأمن الوطني المكلف الملف السوري فالح الفياض أبلغ المالكي أن نظام بشار الأسد على وشك الانهيار.

وقالت المصادر لـ”السياسة” ان الفياض الذي يرأس غرفة عمليات امنية لمتابعة الوضع السوري بتفاصيله الصغيرة والكبيرة, نصح المالكي بضرورة التحضير لخطوة استباقية لفتح قنوات اتصال مع المعارضة السورية, خاصة مع قيادات “الجيش السوري الحر”, الذي يعتقد أنه أفضل فصائل المعارضة بالنسبة للعراق لخلوه من الجهات السلفية.

وحسب المصادر, يرى الفياض ان على المالكي ان يحل ازمته السياسية مع شركائه بسرعة, وان يستفيد من بعض الجهات العراقية للدخول في مفاوضات عميقة مع جميع فصائل المعارضة السورية بينها جماعة “الاخوان المسلمين”, خاصة أن “الحزب الإسلامي العراقي” يمكنه أن يلعب دوراً في هذا الاتجاه بإشراف وتنسيق مع المالكي.

وكشفت المصادر أن الفياض استند إلى معلومات عندما وصل إلى قناعة عن قرب سقوط الأسد, يمكن تلخيصها بالتالي:

1- ان بعض الجهات الايرانية تحدث عن ان المكان الآمن للرئيس السوري بشار الأسد في حال فكر بمغادرة بلده هي ايران. وحسب الفياض, هذه هي المرة الاولى التي يذكر فيها مسؤولون ايرانيون المنفى المناسب لبشار الاسد.

2- ان بعض المسؤولين السوريين, وفي مقدمهم المستشار الامني للرئيس السوري محمد ناصيف خير بك اعرب عن مخاوفه من ان تقوم روسيا بتدبير انقلاب عسكري بواسطة وحدات في الجيش السوري من المقربين للأسد, إذا تأكدت أن الأخير ينحدر الى السقوط بالفعل, وان هذه الخطوة الروسية ستكون ضرورية لتأمين سلامة مخازن الاسلحة الروسية الستراتيجية التي بيعت الى النظام السوري طوال عقود.

3- أبلغ الفياض المالكي ان الوضع الداخلي السوري رغم مرور نحو شهر على بدء تنفيذ مبادرة المبعوث الاممي – العربي كوفي أنان غير مطمئن, وان الحكومة السورية بدأت تفقد السيطرة على الاوضاع الميدانية, وان الانشقاقات في الجيش والتذمر والقلق في الطائفة العلوية في تزايد, وهذا يعزز من القناعة أن نظام الاسد يتجه الى السقوط.

في سياق متصل, قال النائب عن “دولة القانون” بهاء هادي أحمد لـ”السياسة” ان استمرار العنف بهذا الشكل في سورية يعني ان نظام الاسد يتجه حتماً الى السقوط, متوقعاً ان ينهار النظام السوري في فترة ربما لا تتجاوز نهاية الصيف الحالي.

من جهته, نصح النائب عن “المجلس الاعلى الاسلامي” (برئاسة عمار الحكيم) حبيب الطرفي الرئيس الأسد بمغادرة الحكم في ظل استمرار نزيف الدم.

وقال لـ”السياسة” ان دولاً اقليمية والولايات المتحدة ستكون نجحت في تقويض “الهلال الشيعي” السوري – العراقي – الايراني إذا سقط الاسد وان امام الحكومة العراقية خيارات صعبة للغاية في مرحلة ما بعد الاسد, لأن العلاقات مع المعارضة السورية تفتقر الى الثقة المتبادلة.

واشار الطرفي الى ان من بين اخطر نتائج سقوط نظام الاسد هو الاخلال بتركيبة نظام الحكم في العراق حيث تحكمه اغلبية سياسية شيعية, ولذلك ربما تواجه البلاد خطر اندلاع حرب طائفية في المنطقة.

في المقابل, أيد النائب عن ائتلاف “العراقية” (برئاسة اياد علاوي) قيس شذر خميس فكرة قرب سقوط الاسد.

وقال لـ”السياسة” ان لجوء النظام السوري الى المزيد من القسوة مع شعبه حول الصراع بينه وبين معارضيه من مجرد صراع من اجل مطالب محددة الى “صراع وجود” بحيث يجب على احد الطرفين ان يبقى ويزول الآخر.

ورأى خميس أن مصير الاسد يتجه الى المصير نفسه الذي واجه الرئيس اليمني علي عبد الله صالح, وان على الاسد ان يفكر بسرعة في تسليم السلطة الى شخصية وطنية لقيادة المرحلة الانتقالية, مستبعداً ان يواجه الاسد مصير الزعيم الليبي معمر القذافي.

ووصف تقرير سري صادر عن “حزب الوفاق الوطني” بزعامة علاوي المعلومات عن اقتراب انهيار نظام الاسد بأنها صائبة, لأن بعض قيادات “حزب البعث” السوري في القيادتين القطرية والقومية بدأت تفكر بالرحيل عن سورية باتجاه دول اخرى.

وذكر تقرير “حزب الوفاق”, الذي نشأ وتوسع في سورية منذ الثمانينات من القرن الماضي وكان يضم البعثيين المعارضين لنظام الديكتاتور صدام حسين, ان بعض الشخصيات من العلويين ورجال الدين الشيعة في سورية ربما يفضل عقد صفقة ما مع المعارضة السورية للتخلص من الأسد لتفادي حدوث فتنة في المرحلة التي تلي انهيار النظام.

فرزات: لم تتحق أي إصلاحات في سوريا منذ بداية الثورة

اعتبر فنان الكاريكاتير السوري العالمي علي فرزات أن “الثورة السورية، اجتماعية في جوهرها وليست

سياسية فقط، فهي تجسد ابداعات الحضارة منذ فجر الانسانية والتي أنجبت أول أبجدية في التاريخ” حسب تعبيره

وأوضح فرزات الحائز بالمشاركة على جائزة ساخاروف لحرية الفكر، في مقابلة مع وكالة (آكي) الايطالية للأنباء أنه ترك سورية متوجهاً إلى الكويت لتلقي العلاج اثر اعتداء شنه مجهولون عليه في آب/أغسطس الماضي، مشيراً إلى أنه لم تتحقق أية اصلاحات حقيقية في سورية منذ بدء الحركة الاحتجاجية في آذار/مارس من العام الماضي، وأضاف ساخراً “لقد تم تدمير البيوت واجتياح المدن وعم الخراب، فيكفينا اصلاحات ونحن نود لها أن تتوقف”

وشدد على انه حتى الآن “لم تنظم انتخابات ديمقراطية رئاسية ولا برلمانية حرة” في سورية وتساءل “أليست الاصلاحات تتمثل في حكومة منتخبة من الشعب ووفق اختياره؟ وهل تتمثل الاصلاحات في تغيير ديكور المنزل أو بعض من أثاثه؟ إن هذه التغييرات السطحية في منزل مهدم لا تصلح، والواجب بناء دار جديدة وعلى أسس صحيحة ومتينة” على حد قوله

وحول دور الفنان، قال علي فرزات أنه “جزء من الشعب ومن الشارع وليس صوت للسلطة ولا للنظام” و “انا منذ أكثر من خمسة عشر عاماً أقوم برصد الخروقات المجتمعية والأمنية وما الى ذلك” وأضاف “إن دور الفنان يكمن في القاء الضوء على المساحات المظلمة التي يتجلى فيها الفساد والتخلف، إلا أن أحداً لم يكن يستجيب لما كنت أطرحه إلى أن تراكمت العناصر وأدت إلى تفجر الثورة التي نراها اليوم” حسب تعبيره

وفي اشارة إلى سر نجاحه المحلي والعالمي، قال فرزات الحائز على جائزة حرية الصحافة العام الماضي من منظمة مراسلون بلا حدود “رسمت شرائح اجتماعية متعددة، وكل واحدة كانت ترمز إلى فئة اجتماعية بعينها، اذ أن هناك العسكري ثم المواطن البسيط، والموظف، وكل له شكل خاص به” و “قد بدأت بهذا الأسلوب الذي زاد مع الوقت عمقاً مما جعل بيني وبين الناس لغة فنية تشبه الشيفرة، اعتاد عليها المتلقي مع الوقت وبدأ يستمتع بها ويتشوق لمتابعتها” على حد قوله

ورأى رسام الكاريكاتور السوري الحائز على جائزة الأمير كلاوس الهولندية في عام ألفين وثلاثة، أن الحركة الاحتجاجية في بلاده “لا ترتبط بشخص أو حزب أو منظمة، إنه حالة إنسانية تشبه الطبيعة فالشرائع الطبيعية والإنسانية واحدة، هناك شارع ينتفض وشجر منتفض، وسماء منتفضة وعصافير ثائرة” إنها “حالة غير منعزلة عن الحالة الكونية، إنها مرحلة جديدة في تاريخ العالم” وأضاف “سورية تردّ اعتبارها، حضارة سورية تبدو ملامحها في الأفق، هناك إرادتان هما الأقوى : إرادة الله وإرادة الشعب، ويجب الخضوع لهما، إنّهما القدر، أو هما تجلّي هذا القدر” مؤكداً أن “الثورة السورية ستنتصر بلا أدنى شك، لأنها حالة من رد الاعتبار للقيم الانسانية” حسب تعبيره

ولد علي فرزات في مدينة حماة بوسط سورية في عام واحد وخمسين وتسعمائة وألف، وقد نشرت رسوماته في عدد كبير من الصحف العربية والاجنبية، كما أدار في عام ألفين وواحد أول صحيفة ساخرة مستقلة (الدومري) في بلاده منذ عام ثلاثة وستين وتسعمائة وألف، لكن ما لبثت الحكومة السورية أن أمرت بإغلاقها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى