أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء، 10 تموز، 2012


موسكو توقف توريد السلاح وتدعو المعارضة إلى حل سياسي

موسكو – رائد جبر؛ دمشق، بيروت، جدة، نيويورك – «الحياة»، ا ف ب، رويترز

شدد مجلس الوزراء السعودي في جلسته الاسبوعية التي عقدها امس برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على ما ورد في البيان الختامي لمؤتمر «أصدقاء الشعب السوري» في باريس من مطالبات ودعوات لمجلس الأمن الدولي بإصدار قرار عاجل ملزم تحت الفصل السابع تدرج فيه خطة الموفد الدولي – العربي كوفي عنان والاتفاق الذي تم التوصل إليه في اجتماع جنيف حول عملية انتقالية سياسية في سورية، واتخاذ إجراءات تضمن احترام قرار فرض عقوبات من الأمم المتحدة على النظام السوري.

والتقى انان امس في دمشق الرئيس السوري بشار الاسد ووزير الخارجية وليد المعلم، وانتقل الى طهران حيث يبحث اليوم في الازمة السورية مع وزير الخارجية علي اكبر صالحي والامين العام للمجلس الاعلى للامن القومي سعيد جليلي.

وكان انان اكد، بعد لقائه الاسد، انه اتفق معه على طرح لوقف العنف في البلاد سيناقشه مع «المعارضة المسلحة». ووصف محادثاته مع الرئيس السوري بانها كانت «بناءة وصريحة». كما شدد «على اهمية المضي قدما في الحوار السياسي الذي يوافق عليه الاسد»، من دون اعطاء تفاصيل اضافية.

في هذا الوقت تتجه الانظار الى موسكو حيث عقدت امس محادثات في وزارة الخارجية الروسية بين الوزير سيرغي لافروف ووفد من «المنبر الديموقراطي» الذي ضم المعارضين السوريين ميشال كيلو وسمير عيطة وحازم نهار. وافتتح لافروف الجلسة بتأكيد توجه موسكو لتوسيع الحوار مع كل اطياف المعارضة بهدف دفعها نحو الحل السياسي، وأعاد طرح موضوع عقد مؤتمر في موسكو تحضره كل اطراف الأزمة السورية.

وقال المعارض سمير عيطة لـ «الحياة» ان «المنبر الديموقراطي» رحب بالدعوة الروسية، مشيراً إلى أن الموعد ستحدده موسكو بعد ان تنهي محادثاتها مع اطراف المعارضة الأخرى. وقال عيطة إن الجانب السوري أبلغ الروس إن أطياف المعارضة اتفقت على خطة عمل مشتركة تضمنتها وثيقة مؤتمر القاهرة، و «المطلوب الآن أن يتفق اللاعبون الكبار في مجلس الأمن على خروج آمن لسورية يضمن عدم تفجير الموقف والانزلاق نحو الأسوأ».

وقال ميشال كيلو إن الوفد أبلغ الجانب الروسي ضرورة عدم حصر المناقشة بمصير الرئيس الأسد، وأن «مصير البلد أهم من مصير الشخص»، وأكد أن «انزلاق سورية نحو العنف والدمار سيكون خسارة للسوريين والروس والرابح الوحيد هم الإسرائيليون والأميركيون». ونقلت اذاعة موسكو عن كيلو قوله ان العميد مناف طلاس الذي اعلن انشقاقه الجمعة عن الجيش السوري، «هو الشخص المناسب للعب دور اساسي في سورية».

من جهته، قال لافروف بحسب وكالة «ايتار تاس» «ان روسيا من البلدان القليلة، ان لم تكن الوحيدة، التي تعمل بشكل ناشط مع الحكومة السورية ومختلف قوى المعارضة سعيا لتطبيق خطة انان». واضاف ان موسكو تراهن على ان يكون اللقاء مع كيلو «خطوة على طريق تطبيق الاتفاقات التي تم التوصل اليها في جنيف».

ويصل غداً الاربعاء الى موسكو رئيس «المجلس الوطني السوري» عبد الباسط سيدا لاجراء محادثات مع المسؤولين الروس. كما ينتظر ان يزور العاصمة الروسية الأسبوع المقبل وفد يمثل هيئة التنسيق.

الى ذلك، نقلت وكالة «انترفاكس» عن هيئة التعاون العسكري الروسية إن موسكو لن تسلم مقاتلات او اي أسلحة جديدة أخرى لسورية في الوقت الحاضر. وصرح فياتشيسلاف جيركالن نائب مدير الهيئة انه «في ظل الوضع الحالي فان الحديث عن تسليم طائرات لسورية أمر سابق لأوانه». وكانت تقارير اشارت الى ان روسيا وقعت عقداً في نهاية العام الماضي لتسليم سورية 40 طائرة مقاتلة من طراز «ياك 130».

وفي نيويورك، يستعد مجلس الأمن للاستماع الى أنان غداً الأربعاء فيما يتم التحضير في المجلس «لطرح قرار واحد أو قرارين منفصلين، حول مصير بعثة مراقبي الأمم المتحدة، والجانب السياسي للأزمة السورية في ضوء نتائج اجتماع مجموعة العمل في جنيف». ولفت ديبلوماسيون الى ما أِشار إليه أنان من «مقاربة جديدة» اتفق عليها مع الرئيس الأسد معتبرين أن «أنان يعمل باتجاه معكوس لمبادرته ذات النقاط الست أساسه التعايش مع العنف وإطلاق عملية سياسية في الوقت نفسه». ومع اقتراب انتهاء ولاية بعثة الأمم المتحدة للمراقبة في سورية (أنسميس) في ٢٠ الشهر الحالي تناقش الدول المساهمة في البعثة اليوم «الظروف المحيطة بعمل المراقبين فيما أبدت دول أساسية بينها قلقاً حيال أمن جنودها وسلامتهم خصوصاً أن البعثة لا تنفذ الولاية المنوطة بها»، بحسب ديبلوماسيين.

وقالت مصادر ديبلوماسية إن «حديث أنان عن اتفاقه مع الأسد على مقاربة جديدة يعني أنه يريد أن يعود الى مجلس الأمن بالقول إن الأسد وافق على نتائج اجتماع جنيف». وأضافت أن «أنان عبر عن أنه يريد المزيد من الوقت للعمل على إطلاق العملية السياسية فيما تنص الخطة على ضرورة وقف العنف أولاً والانتقال الى إطلاق العملية السياسية».

ميدانياً، استمر القصف العنيف امس على احياء في مدينة حمص ووصلت الاشتباكات الى العاصمة دمشق، وشهد حي كفرسوسة اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين. وقتل امس ما لا يقل عن 45 شخصا في انحاء مختلفة من سورية بينهم 12 في بلدة اريحا بمحافظة ادلب.

وذكر نشطاء معارضون للأسد في سوريا أن قوات الجيش قامت اليوم الاثنين بعمليات قصف واشتبكت مع مقاتلي المعارضة في دير الزور ودرعا وحمص وحلب وحي في دمشق. وقال بعض سكان العاصمة انهم سمعوا دوي اطلاق للنار في المدينة.

الأزمة السورية تظهر حدوداً لصعود قوة تركيا

أنقرة – رويترز

يبدو أن نباح تركيا أشد من عضتها… اسأل السوريين الذين أسقطوا طائرة استطلاع تركية يوم 22 حزيران (يونيو) ولم يعاقبوا على فعلتهم.

شدد الزعماء الأتراك من خطابهم… وأرسلوا صواريخ مضادة للطائرات إلى الحدود ومقاتلات أف-16 مراراً عندما كانت الطائرات الهليكوبتر السورية تحلق على مسافة قريبة للغاية. ونالت تركيا تأييداً من الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي… وهذا كل ما حدث.

اسأل الإسرائيليين الذين قتلوا تسعة من النشطاء الأتراك المؤيدين للفلسطينيين على متن السفينة (مافي مرمرة) التي كانت متجهة إلى غزة لتقديم المساعدات عام 2010 وأفلتوا بفعلتهم. وهددت تركيا حينها بإرسال بحريتها لحماية المزيد من سفن المساعدات المتجهة لغزة لكنها لم تنفذ تهديدها قط.

والخطورة بالنسبة لتركيا هي أن الضراوة التي أبدتها سواء في قضية السفينة مافي مرمرة أو في إسقاط سورية لطائرة الاستطلاع بدأت تبدو وكأنها بلا أنياب.

شبه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قمع الرئيس السوري بشار الأسد لمعارضيه منذ بدء الانتفاضة قبل 16 شهراً بممارسات ألمانيا النازية واتهمه الأسد في المقابل بتحمل جزء من المسؤولية عن إراقة الدماء.

وقال الأسد لصحيفة «جمهوريت» التركية الأسبوع الماضي: «في ظل رغبته التدخل في شؤوننا الداخلية للأسف في الفترة التالية جعل تركيا شريكة في كل الأعمال الدموية في سورية». وأضاف: «قدمت تركيا كل أنواع الدعم اللوجيستي للإرهابيين الذين يقتلون شعبنا».

وبعد أن أعلن أردوغان أن تركيا شددت من قواعد الاشتباك على الحدود مع سورية اتهمه زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي كمال كيليجدار أوغلو بالمقامرة بالمصالح الوطنية.

وقال كيليجدار أوغلو: «كل ما قاله رئيس الوزراء وقت وقوع حادث مافي مرمرة قاله مجدداً اليوم. إذا كنت تخادع فإنك بذلك تفقد عنصر الردع على المستوى الدولي».

وتركيا قوة إقليمية لها مكانتها ولها جيش واقتصاد قوي لا يقارن بأي بلد آخر في الشرق الأوسط حيث يحسدها كثيرون على المزج بين الرخاء والديموقراطية تحت حكم حزب له جذور إسلامية تمكن أخيراً من الحد من نفوذ القادة العسكريين الذين كان لهم القول الفصل لعشرات السنين.

ربما تكون هذه صورة سطحية لتركيا لكن كان لها صدى كبير في الشرق الأوسط عندما حاول أردوغان التقرب إلى منطقة اعتبرها الأتراك منذ زمن طويل بها مشكلات أكثر من الفرص ووضع سياسة أطلق عليها «تصفير المشكلات» مع الدول المجاورة.

ونجحت هذه السياسة خلال معظم سنوات العقد المنصرم. إذ أبقت تركيا على تحالفها القوي مع إسرائيل مع تجنب الصدام مع إيران وتنمية صداقات مع أعداء قدامى مثل سورية والأكراد في العراق وتهدئة التوترات عبر التجارة ومساعدات في مجال الإنشاءات. وأصبح أردوغان والرئيس السوري صديقين على المستوى الشخصي.

بدأت هذه السياسة تنهار عندما هاجمت إسرائيل قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في كانون الأول (ديسمبر) 2008 مما قوبل بانتقادات شديدة من الزعماء الأتراك الذين كانوا يسعون جاهدين حتى ذلك الحين للتوسط في اتفاق سلام بين إسرائيل وسورية حول هضبة الجولان المحتلة.

وعندما امتدت انتفاضات الربيع العربي إلى سورية في آذار (مارس) عام 2011 حضت تركيا الأسد على نزع فتيل الاحتجاجات بإجراء إصلاحات حقيقية. لكنه بدلاً من ذلك حاول القضاء عليها بعنف شديد.

وفي أيلول (سبتمبر) انقلب عليه الزعماء الأتراك الذين شعروا بأن الأسد خانهم بسبب تجاهله نصيحتهم.

لكن الأسد الذي تحدى توقعاتهم بأنه سيرحل شأنه شأن حكام آخرين انتفضت ضدهم شعوبهم في تونس ومصر وليبيا ما زال يتمسك بالسلطة.

واحتضنت تركيا المعارضة السورية ووفرت الملاذ لمقاتلي الجيش السوري الحر وكذلك اللاجئين السوريين بل إنها تحدثت عن إقامة شكل من أشكال المنطقة العازلة داخل سورية في حالة تزايد تدفق اللاجئين السوريين.

لكن أنقرة حذرت من أنها لن تقدم على أي عمل عسكري من دون حلف شمال الأطلسي أو دعم من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي أصيب بالشلل بسبب حق النقض (الفيتو) الذي تستخدمه روسيا والصين لمساندة سورية.

وهذا يعني أن خيارات أنقرة الفعلية محدودة، بخاصة أنها ما زالت تواجه تمرداً للأكراد في جنوبها الشرقي والمستمر منذ نحو 30 عاماً وأسفر عن سقوط 40 ألف قتيل منهم ما يقدر بنحو 500 خلال العام المنصرم.

ويشعر البعض بالقلق من أن أردوغان الذي انسحب من مؤتمر في دافوس كان يشترك فيه مع شمعون بيريز عام 2009 بعد حرب غزة قائلاً إن الرئيس الإسرائيلي يعرف «كيف يقتل» ميال لإضافة المزيد من الغضب لمنهج السياسة الخارجية التقليدية لتركيا الذي يمزج بين المنهج العملي والمبادئ.

وقالت لالي كمال رئيسة تحرير مكتب صحيفة (طرف) في أنقرة: «كان من الممكن أن تتبع تركيا سياسة محسوبة أكثر حذراً إزاء سورية… السياسة التركية الصريحة استفزت نظام الأسد. ارتكبت تركيا خطأ الظن أن الأسد سيرحل قريباً».

وترى أن تركيا لم يكن يتعين عليها أن تدفع بطائرات قرب بلد «غير متعقل» مثل سورية على شفا حرب أهلية.

ومضت تقول: «قالت سورية لتركيا من خلال إسقاط الطائرة انظروا… لدينا القوة… يمكننا أن نسقط طائراتكم. أنتم أعضاء في حلف شمال الأطلسي لكن لدينا أيضاً قوة نيران كبيرة».

وقال وزير الخارجية التركي السابق ايلتر تركمان إن بلاده لم تتبع سياسة حكيمة عندما تحولت سريعاً من صداقة الأسد إلى أشد منتقديه، رافضاً فكرة أن دعم مقاتلي المعارضة السورية ربما يؤتي بثمار لاحقة لتركيا.

وقال: «لا أعتقد أن الدول تشعر بالامتنان أبداً»، متوقعاً أن أي حكومة مستقبلية بعد الأسد ستكون قومية بتطرف بل ربما تحيي مشكلات قديمة مع تركيا مثل النزاع على إقليم هاتاي الذي تطالب به سورية.

وقال تركمان: «ظللنا أسرى لخطابنا»، مضيفاً أن أي تدخل عسكري تركي من جانب واحد في سورية سيكون حماقة، وقال: «يمكن الدخول لكن كيف يمكن الخروج؟».

ضابط «علوي» منشق عن النظام السوري: مناطق سيطرة «الجيش السوري الحر» تشمل مدناً

كشف أحد الضباط السوريين المنشقين عن النظام السوري، كان يعمل سابقاً مديراً لمكتب رئيس قسم العمليات الخاصة بإدارة المخابرات الجوية السورية، عن تنامي أعداد المنخرطين في صفوف الجيش السوري الحر، مؤكداً أنها وصلت خلال الأسابيع الماضية إلى أكثر من 100 ألف عنصر.

وتحدث آفاق أحمد – وهو أحد أبناء الطائفة العلوية – في لقاء مع «الحياة» في الأردن عن دور المخابرات الجوية في أعمال العنف التي تعيشها المدن السورية منذ أكثر من عام ونيف. وذكر آفاق وهو أول ضابط علوي يعلن انشقاقه، بأن الأردن استقبل خلال الفترة الأخيرة تسعة طيارين أعلنوا انشقاقهم عن الجيش السوري، إضافة إلى الطيار الذي فر بطائرته قبل أيام عدة. وقال إن الأردن يحتضن 4 من العمداء والأركان، و20 منشقاً من العقداء، و45 ضابطاً كبيراً، إضافة إلى المئات من الجنود السوريين.

وعن الوضع الميداني داخل الأراضي السورية، قال: «الوقائع على الأرض تصب في مصلحة الجيش الحر». وأضاف «الانشقاقات تتوسع في شكل غير مسبوق، وخصوصاً بين الرتب العالية».

وعزا ازدياد أعداد المنشقين، إلى ما قال إنه «تفكك النظام السوري وانهياره من الداخل». وبرأيه فإن الكثير من ضباط الجيش الكبار «مهيئين للانشقاق في أي لحظة». وتابع «أن الجيش اقتحم أكثر من ثلثي مساحة سورية، ومن النادر أن تجد ضابطاً أو جندياً لم يفقد على يد زملائه واحداً من أهله أو أقاربه!».

وقال إن أحد زملائه من ضباط الشرطة «فوجئ عند العودة إلى منزله في منطقة بابا عمرو بمحافظة حمص، بقصف منزله ووفاة أربعة من أولاد عمومته، ما دفعه على الفور للانشقاق». وزاد «لا أحد من عناصر النظام ورجالاته يفضل اللجوء أو التشرد، لكن القتل والتنكيل لم يستثنِ أحداً، والترسانة العسكرية تدك منازل المواطنين من دون تمييز بين معارض وموالٍ».

وأوضح آفاق أن عدد المنشقين من الضباط وضباط الصف والأفراد والمنشقين عن سلكي الشرطة والجمارك والأمن العام يتجاوزون الـ100 ألف شخص، من أصل 450 ألفاً من عناصر الجيش ومختلف الأجهزة الأمنية التابعة لملاك وزارة الدفاع.

وأكد أن عدد من يوصفون بالشبيحة يتجاوز الـ25 ألفاً، وهم من مختلف الطوائف ويتقاضون مرتبات شهرية تصل إلى 500 دولار.

وفيما يتعلق بسيطرة الجيش الحر على أجزاء من الأراضي السورية، اعتبر آفاق أن مسألة السيطرة على المدن قضية نسبية، لكنه قال «إن الكثير من المناطق السكنية داخل المدن السورية بات محرماً على الجيش، ولا يستطيع دخولها إلا من خلال الاقتحامات والقصف الخارجي، والفضل في ذلك يعود للجيش الحر».

وأشار إلى محافظات درعا وحمص وحماة وإدلب ودير الزور، إضافة إلى ريفي دمشق وحلب. وقال إن الجيش الحر «يحتجز المئات من العناصر الموالية للنظام، لا سيما أصحاب الرتب العالية والمقربين من دوائر القرار».

وأضاف أن من بين المحتجزين، العميد الركن في قسم مكافحة الإرهاب بقسم فلسطين منير شلبي، واللواء فرج المقت من قيادة القوة الجوية التابعة للمخابرات.

وكشف عما اعتبره الدور الذي تلعبه المخابرات الجوية في تأزيم الأوضاع: «مهمة هذا الجهاز تنفيذ التعليمات التي تصدر أوامرها عن القيادة العليا، والتي تكون لها خصوصيتها العالية».

وأشار إلى أن أبرز ما قام به هذا القسم، «تنفيذ الضربة الأولى لدرعا بالتعاون مع الأمن السياسي في المحافظة».

وقال: «المخابرات الجوية تقوم بدور المشرف والمراقب على كل مؤسسات الدولة». وتابع «وصل الأمر إلى حد أن يطلق هذا الجهاز الأوامر للفرقة الرابعة التابعة لماهر الأسد».

وحمّل مسؤولية التصفية والقتل والمجازر التي يشهدها الكثير من المدن للمخابرات الجوية، فضلاً عن التصفيات التي كانت ترتكب داخل السجون والمعتقلات. وتحدث عن مشاهدات صادمة حول تعامل الجنود والضباط مع جثث المتظاهرين، وقال «إن طريقة التعامل مع الجثث كانت بشعة، شاهدت الشهداء وهم يتعرضون للضرب والإهانات أثناء تنزيلهم وتحميلهم وهم أموات، داخل سيارات وناقلات الجند».

وزاد: «شاهدت بأم عيني حوالى 120 جثة تم إحضارها إلى الفرع الذي كنت أعمل فيه، كانوا يضربون الجثث في شكل هستيري، ويخاطبونها بالقول: بدكم تبيدوا العلوية يا عراعير».

واتهم آفاق النظام بالسعي إلى جر الطائفة العلوية لحرب طائفية مع السنّة وبقية مكونات الشعب السوري، من خلال القول «إن جماعات سلفية طائفية تريد الاعتداء على العلويين واغتصاب نسائهم».

لكنه شدد على أن مناطق السلمية في ريف حماة ومشقيتا في اللاذقية التي يغلب على سكانها الانتماء للطائفة العلوية، شهدت خلال الفترة الماضية الكثير من التظاهرات المطالبة بإسقاط النظام.

أنان أعلن الاتفاق مع الأسد

على مقاربة ينقلها إلى المعارضة المسلحة

    و ص ف، رويترز

صرح المبعوث الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي انان انه اتفق مع الرئيس بشار الاسد  الذي التقاه أمس في دمشق على مقاربة جديدة للتعامل مع الصراع سينقله الى المعارضة المسلحة، قبل ان يتوجه الى  ايران لاجراء محادثات مع  المسؤولين الايرانيين. وفيما كان انان يجري محادثات في دمشق، كان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يلتقي في موسكو المعارض السوري ميشال كيلو الذي طالب بدور للعميد في الحرس الجمهوري مناف طلاس الذي انشق عن النظام الاسبوع الماضي. وعلى رغم ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اكد تمسكه بـ”حل سلمي” للأزمة السورية، مكرراً رفض بلاده “السيناريو الليبي”، فإن موسكو وجهت اولى الاشارات الى امكان ابتعادها عن النظام السوري، إذ اعلنت امتناعها عن تسليم دمشق اسلحة جديدة ما بقي الوضع هناك “من دون حل”.

  انان

 وقال انان للصحافيين عقب محادثاته مع الاسد:”اجريت للتو محادثات بناءة وصريحة جداً مع الرئيس الاسد… ناقشنا الحاجة الى وقف العنف والطرق والوسائل المؤدية الى ذلك. واتفقنا على مقاربة سأتشارك فيها مع المعارضة المسلحة”. وشدد “على اهمية المضي في الحوار السياسي الذي يوافق عليه الاسد”، من دون الادلاء بتفاصيل اضافية. واشار الى ان فريقه الموجود على الارض في سوريا سيواصل العمل من اجل هذا الحوار بعد ان يغادر سوريا، قائلاً: “اشجع الحكومة والاطراف الآخرين المؤثرين على مساعدتنا في هذا الموضوع”. وأوضح انه ناقش ايضا مع الرئيس السوري خطة النقاط الست، مبرزاً “ضرورة المضي في تطبيقها بطريقة افضل مما هو  الوضع حتى الآن”.

 وافادت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” ان الاسد وانان بحثا في تطورات الاوضاع في سوريا “وضرورة وضع الآليات الناجعة والمقاربات المدروسة لتخفيف حدة العنف في سوريا وصولاً الى استعادة الامن كاملا”. وقالت انه “تمت مناقشة الآليات التي يمكن ان تتبناها بعثة المراقبين بالتعاون مع الحكومة السورية لتحقيق “هذا الهدف الهام”.

 واشارت الى ان النقاش تناول ايجاد بيئة للحوار “مع التأكيد ان الحوار هو حوار بين السوريين ويقوده سوريون”. واكدت ان نجاح خطة انان “يتوقف الى حد كبير على وقف تسليح وتمويل الاعمال الارهابية ووجود التزام دولي وارادة صادقة لوقف العنف في سوريا”.

 ووصف الناطق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي عبر حسابه في موقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي الانترنت اجتماع الاسد وانان بانه “بناء وجيد”. وقال ان الطرفين يعتبران ان مؤتمر جنيف الذي اقر في 30 حزيران اقتراح انان عن الحكومة الانتقالية “هو خطوة مهمة لاعطاء دفع للعملية السياسية وايجاد مناخ للحوار”.

 والتقى انان ايضاً وزير الخارجية السوري وليد المعلم، ثم اجتمع مع مفتي سوريا الشيخ احمد بدر الدين حسون ونائب البطريركي لطائفة الروم الارثوذكس المطران لوقا الخوري.

 وفي طهران، بث تلفزيون العالم ان انان سيلتقي وزير الخارجية علي اكبر صالحي الى  الامين العام للمجلس الاعلى للامن القومي سعيد جليلي.

 واعلنت وزارة الخارجية الايرانية ان مؤتمرا صحافيا مشتركا سيعقد اليوم بين انان وصالحي.

 ونقل احمد فوزي الناطق باسم المبعوث الخاص المشترك عن انان قوله  بعيد وصوله الى طهران :”انا هنا لمناقشة الوضع في سوريا – كما تعرفون حصل اجتماع لمجموعة الاتصال حول سوريا في نهاية الشهر الماضي في جنيف – ولنرى كيفية العمل معا للمساعدة في تسوية الوضع في سوريا”.

موسكو لن توقع عقود تسليح مع سوريا… وكيلو يزكّي طلاس لقيادة «الانتقال»

بوتيـن: إجبـار أطـراف النـزاع على التسـوية السـلميـة

أكدت موسكو امس، بالتزامن مع استقبالها المعارض السوري ميشيل كيلو، ضرورة «إجبار» الاطراف كافة على التوصل إلى «حل سياسي سلمي» في سوريا على أساس اتفاق جنيف، مكررة رفضها لاستعادة «السيناريو الليبي» هناك. لكن روسيا أعلنت أيضاً، أنها لن توقع أية عقود تسليح جديدة مع سوريا حتى تهدأ الاوضاع.

أما كيلو فأحدث مفاجأة في تصريحات نقلتها وسائل إعلام روسية، وقال فيها إن العميد المنشق مناف طلاس، هو «الشخص المناسب للعب دور أساسي» في سوريا، ما رفضه «الجيش الحر» مباشرة. واعتبر كيلو أن سوريا أصبحت «ساحة لنزاع دولي»، وأنها لم تعد «مكاناً آمناً لإجراء الحوار»، ناقلاً عن المعارضة أنها «لا ترى في نظام الرئيس السوري بشار الأسد، شريكاً في الحوار».

بوتين

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، «إننا نرى مدى التعارض وعدم التوازن في عملية الإصلاحات التي تجري في شمال افريقيا والشرق الاوسط. ان الاحداث المأساوية في ليبيا تقف امام ناظرنا ويجب عدم السماح بتكرارها ثانية في دول اخرى مثل سوريا».

وأكد بوتين على «ضرورة عمل كل شيء ممكن من اجل إجبار اطراف النزاع في سوريا على وضع صيغة للحل السلمي». واضاف قائلاً «إن المساعدة في مثل هذا الحوار عمل دقيق وأكثر صعوبة من التدخل العسكري الخارجي، ولكن هذا فقط يضمن تسوية طويلة الأمد وثبات تطور الأحداث في المنطقة لاحقاً، وهذا يمكن فعله في سوريا».

وقال بوتين «إن الاتجاهات العديدة لتطور العالم والتي تفاقمت بسبب الأزمة، والمشاكل الاقتصادية ـ الاجتماعية الداخلية للبلدان المتطورة، تضعف سيطرة الغرب. وهذه حقيقة، ينبغي أن لا تخلق لدينا فرحاً او شماتة، بل القلق فقط. نحن نتابع محاولات المحافظة على التأثير المعتاد، بالسبل كافة للحصول على امتيازات جيوسياسية». وأضاف: «وعادة باستخدام الأساليب نفسها، بالضدّ من القانون الدولي». وأشار بوتين الى أن «هذا يظهر خلال «ما يُسمى بالعمليات الإنسانية» وتصدير «ديموقراطية الصواريخ والقنابل، والتدخل في النزاعات الداخلية، خاصة تلك التي ولدت بنتيجة الربيع العربي».

وأكد بوتين «نحن نصرّ على مراعاة ميثاق الامم المتحدة باعتباره أساس النظام العالمي المعاصر ويجب ان ينطلق الجميع من أنه في الحالات التي تتطلب التدخل العسكري، فإن اتخاذ القرار يكون من حق مجلس الامن الدولي فقط». وأضاف «ان تكملة هذه القرارات بعقوبات اضافية من جانب واحد لن يكون مثمراً».

وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال محادثاته مع وفد من المعارضة السورية، أن «موسكو تدعو الى وقف العنف في سوريا وبدء الحوار السياسي حول مستقبل البلاد في أسرع وقت ممكن». وأشار لافروف الى «ان روسيا من الدول القليلة، وقد تكون الوحيدة، التي تتعاون مع الحكومة السورية ومختلف قوى المعارضة على حد سواء، من أجل تنفيذ خطة الوسيط الدولي والعربي كوفي أنان الخاصة بتسوية الأزمة السورية».

وأعاد لافروف الى الأذهان أن «موسكو مهتمة بتنفيذ ما جاء في البيان الختامي الصادر عن المؤتمر الدولي حول سوريا الذي انعقد في جنيف في 30 حزيران الماضي». وأعرب الوزير الروسي عن «أمله في أن يكون لقاؤه مع وفد المنبر الديموقراطي السوري المعارض برئاسة ميشيل كيلو، خطوة مهمة على طريق تنفيذ الاتفاقيات التي تمّ التوصل إليها خلال مؤتمر جنيف».

وقال كيلو بحسب وكالات أنباء روسية «إن سوريا اصبحت ساحة نزاع دولي. ونعتبر بصفتنا ممثلين عن القوى الديموقراطية أن من مصلحة روسيا (التوصل) الى استقرار الوضع» في سوريا. وقال كيلو لإذاعة «صوت روسيا» إن العميد مناف طلاس المقرّب من الرئيس بشار الاسد والذي انشقّ الجمعة عن الجيش السوري، «قد يضطلع بدور اساسي في سوريا». ونقلت وكالة «انترفاكس» عن كيلو قوله في المقابلة إن «العميد مناف طلاس هو الشخص المناسب للعب دور اساسي في سوريا».

من جهته، قال متحدث باسم «الجيش الحر» إن «هذا الرأي يمثل ميشيل كيلو، وليس الشعب السوري الثائر، صاحب الحق الوحيد في تحديد قادة المرحلة الانتقالية». وأضاف «نرحب بخروج العميد مناف ووالده من دائرة السلطة، لكن علينا أن نضع في الحسبان أن هذا الخروج أتى بعد أكثر من عام ونصف على الثورة السورية وتعرّض مسقط رأسهما مدينة الرستن لأنواع العنف والتدمير من النظام، وهما مطالبان بالاعتذار الرسمي للشعب السوري وتحديد مسؤولياتهما خلال وجودهما في السلطة».

وينتظر وصول الرئيس الجديد للمجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا غداً الى العاصمة الروسية لإجراء محادثات.

الأسلحة

إلى ذلك، قال نائب رئيس الهيئة الفدرالية الروسية للتعاون العسكري ـ التقني فيتشيسلاف دزيركالين، على هامش المعرض الدولي للطيران والفضاء المقام حالياً في مدينة فارنبورو البريطانية، إن روسيا لا تخطط حالياً لتوريد طائرات «ياك ـ 130» المصممة للتدريب والقتال إلى سوريا.

وذكر أن روسيا «لن تورد أسلحة جديدة إلى سوريا ما دامت الأوضاع الداخلية في هذا البلد غير مستقرة». وأكد أن الأسلحة التي تورد حالياً إلى سوريا «تنحصر في تنفيذ العقود الموقعة سابقاً فقط والتي تتضمن صيانة المعدات». وشدّد على أن «روسيا تلتزم بعدم توريد أسلحة إلى البلدان التي تشهد حروباً أهلية».

وحول المروحيات الثلاث المقرّر إيصالها إلى سوريا عن طريق البحر، قال دزيركالين: «هذه المروحيات هي ملك سوريا، وتمّت صيانتها بموجب العقد الموقع في العام 2009». وأضاف: «لا يدور الحديث عن 36 مروحية من طراز «مي ـ 25 « لأن هذه معلومات غير صحيحة نشرها مسؤولون كبار في الغرب».

(«السفير»، أ ف ب، رويترز، أ ب)

روسيا تتمسّك باتفاق جنيف .. وتريد إجبار طرفي الأزمة على التسوية السلمية

أنان: اتفاق مع الأسد على «منهجية حل» تبدأ بـ«الانسحابات المتبادلة»

أعطى المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا كوفي أنان أمس، دفعا جديدا لمهمته عندما أعلن عن توصله إلى اتفاق مع الرئيس السوري بشار الأسد، يحظى بدعم إيران، علمت «السفير» أنه يقضي بـ«خروج آمن» للمسلحين المعارضين من المناطق المأهولة بالتزامن مع انسحاب القوات النظامية، وقال إنه سينقل هذا الاقتراح، الذي وضعه رئيس بعثة المراقبين الجنرال روبرت مود، إلى المعارضة السورية المسلحة.

في المقابل، أكدت روسيا تمسكها بـ«إجبار» الأطراف المتنازعة في سوريا على التوصل إلى «حل سياسي سلمي»، والتزامها باتفاق جنيف الذي شدد عليه وزير خارجيتها سيرغي لافروف خلال استقباله وفدا من المنبر الديموقراطي السوري المعارض برئاسة ميشيل كيلو، الذي فاجأ اوساط المعارضة بقوله إن العميد المنشق مناف طلاس، مؤهل لأداء «دور أساسي في المرحلة الانتقالية».

وواصلت القوات المسلحة السورية مناوراتها العسكرية التي تشترك فيها جميع صنوف القوات البرية والجوية والبحرية. ونفذت تشكيلات من الدفاع الجوي مشروعا تكتيكيا عملياتيا باستخدام الصواريخ القتالية الحقيقية والمدفعية المضادة للطيران لصد هجوم جوي وأرضي معاد مفترض في مختلف ظروف الموقف القتالي، حسبما نقلت وكالة «سانا» السورية للأنباء. وحضر المشروع وزير الدفاع العماد داود عبد الله راجحة يرافقه نائب وزير الدفاع العماد طلال مصطفى طلاس وعدد من كبار ضباط القيادة العامة.

أنان

وقبل أن يتوجه الى طهران مساء امس، أكد أنان أنه أجرى «لقاء صريحا وواضحا» في دمشق مع الرئيس السوري، مضيفا أنه تحدث مع الأسد «عن أهمية إنهاء العنف والسبل والطرق المفضية إلى ذلك». وأعلن أنان «اتفقنا على منهجية ستتم مشاركتها مع المعارضة المسلحة. كما أنني شددت على أهمية السير قدما من خلال حوار سياسي. وهو أمر حظي بقبول الرئيس السوري».

وتابع أنان قائلا إن الأسد جدد التزام حكومته «بخطة النقاط الست، والتي بالتأكيد علينا التحرك لتنفيذها على نحو أفضل من السابق». وأكد المبعوث الدولي أنه سيواصل حواره مع الأطراف المعنية، مشيرا إلى أنه «سيتشاطر (مع الأطراف) المنهجية التي ناقشناها حول إيقاف العنف مع المعارضة المسلحة». وأوضح «لدي فريق هنا على الأرض سوف يواصل القيام بذلك. وأود أيضا تشجيع الحكومات والجهات المؤثرة على أن تبذل جهودا في هذا الاتجاه».

وقالت مصادر حضرت الاجتماع لمراسل «السفير» في دمشق زياد حيدر، إن الجانبين بحثا في «جو ودي الآليات الممكنة للوصول لهدف وقف العنف» كخطوة أساسية لتنفيذ بنود الخطة الستة. وعلم لاحقا أن المنهجية التي طرحها أنان هي مزيج توافقي بين إدارة البعثة ممثلة بقائدها الجنرال روبرت مود ونائبه البريطاني مارتن غريفيث من جهة، والجانب الروسي من جهة أخرى. وهي خطة كانت بحاجة لرغبة سورية وحماسة إيرانية أيضا، إضافة إلى حاجتها لدعم الأطراف الأخرى المعنية بالأزمة السورية.

وينص تصور أنان على العمل في بيئات معينة صغرى كأحياء المدن والقرى والانتقال منها لمساحات أكبر كالمدن، كما السعي لتجنيب المدنيين الصراع القائم عبر نقله إلى خارج المناطق المأهولة، وهو تصور يحتاج أولا خروج الجماعات المسلحة من تلك المناطق وعدم استغلالها في النزاع، فيما يتطلب من الجانب السوري الرسمي موافقة الجيش على المغادرة الآمنة لهؤلاء من تلك المناطق، وهو ما يبدو معقدا في الظرف الحالي. وتنبع الفكرة من توافق الطرفين على تجنيب المدنيين العنف عبر انسحابات متبادلة ومتزامنة، وبالتالي تخفيض مستوى العنف المتبادل.

وهي فكرة سبق للجانب الروسي أن طرحها في لقاء جمع وزيري خارجية سوريا وروسيا في بطرسبرغ مؤخرا. لكن ليس ثمة آلية متفق عليها لتلك الانسحابات، في حال جرى الاتفاق على انسحاب، ولا سيما أن دول الجوار متهمة بتسهيل دخول المقاتلين وخروجهم من سوريا وخاصة من يحمل جنسيات أجنبية منهم.

وقال أنان بعيد وصوله إلى طهران حسبما اعلن المتحدث باسمه احمد فوزي «انا هنا لمناقشة الوضع في سوريا. كما تعرفون حصل اجتماع لمجموعة الاتصال حول سوريا في نهاية الشهر الماضي في جنيف. ولنر كيفية العمل معا للمساعدة في تسوية الوضع في سوريا». ومن المقرر أن يلتقي أنان وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي وأمين مجلس الامن القومي سعيد جليلي.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، «إننا نرى مدى التعارض وعدم التوازن في عملية الإصلاحات التي تجري في شمال افريقيا والشرق الاوسط. ان الاحداث المأساوية في ليبيا تقف امام ناظرنا ويجب عدم السماح بتكرارها ثانية في دول اخرى مثل سوريا». وأكد بوتين «ضرورة عمل كل شيء ممكن من اجل إجبار اطراف النزاع في سوريا على وضع صيغة للحل السلمي». وأكد «نحن نصر على مراعاة ميثاق الامم المتحدة باعتباره أساس النظام العالمي المعاصر ويجب ان ينطلق الجميع من انه في الحالات التي تتطلب التدخل العسكري، فإن اتخاذ القرار يكون من حق مجلس الامن الدولي فقط». وأضاف «ان تكملة هذه القرارات بعقوبات اضافية من جانب واحد لن يكون مثمرا».

وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال محادثاته مع وفد من المعارضة السورية، أن «موسكو تدعو الى وقف العنف في سوريا وبدء الحوار السياسي حول مستقبل البلاد في أسرع وقت ممكن». وأعاد لافروف الى الأذهان أن «موسكو مهتمة بتنفيذ ما جاء في البيان الختامي الصادر عن المؤتمر الدولي حول سوريا الذي انعقد في جنيف في 30 حزيران الماضي».

وقال كيلو بحسب وكالات أنباء روسية «ان سوريا اصبحت ساحة نزاع دولي. ونعتبر بصفتنا ممثلين عن القوى الديموقراطية ان من مصلحة روسيا (التوصل) الى استقرار الوضع» في سوريا. وقال كيلو لإذاعة «صوت روسيا» ان العميد مناف طلاس، «قد يضطلع بدور اساسي في سوريا». ونقلت وكالة «انترفاكس» عن كيلو قوله في المقابلة ان «العميد مناف طلاس هو الشخص المناسب للعب دور اساسي في سوريا».

وينتظر وصول الرئيس الجديد للمجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا غداً الى موسكو لاجراء محادثات.

وقال نائب رئيس الهيئة الفدرالية الروسية للتعاون العسكري – التقني فيتشيسلاف دزيركالين، على هامش المعرض الدولي للطيران والفضاء المقام حاليا في مدينة فارنبورو البريطانية، إن روسيا لا تخطط حاليا لتوريد طائرات «ياك – 130» المصممة للتدريب والقتال إلى سوريا، ولن تعقد أي صفقات أسلحة جديدة مع سوريا حتى تهدأ الأوضاع فيها.

إلى ذلك أعلن المجلس الوطني السوري، ليل أمس، عن وقوع قتلى ومصابين في صفوف ركاب القطار الآتي من مدينة حلب إلى دير الزور بعد استهدافه بقذيفة. واستمر القصف العنيف على احياء في مدينة حمص ، في حين وصلت الاشتباكات الى حي كفرسوسة في دمشق، بحسب «المرصد السوري لحقوق الانسان»، الذي افاد بمقتل ما لا يقل عن 38 شخصا بينهم 12 في ادلب شمالي غربي البلاد.

       (تفاصيل أخرى صفحة 12)

    («السفير»، أ ف ب، رويترز، أ ب)

صالحي: ليختر السوريون رئيسهم في 2014

شدد وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، أمس، على ضرورة ترك الشعب السوري يختار رئيسه في الانتخابات التي ستجرى في العام 2014، موضحا انه وحتى ذلك الوقت فإن على الدول الأجنبية العمل لتجنب إراقة المزيد من الدماء عبر وقف التدخل في سوريا.

وأعلن صالحي، في مقابلة مع وكالة «رويترز» في أبو طبي، حيث التقى نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، أن على الرئيس السوري بشار الأسد البقاء في منصبه حتى إجراء الانتخابات الرئاسية في العام 2014.

وقال صالحي، الذي كان التقى في دبي نائب رئيس دولة الإمارات رئيس الحكومة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بحضور وزير الخارجية عبدالله بن زايد آل نهيان، «لا يوجد حاكم خالد، وهكذا فإنه في حالة السيد بشار الأسد، فإنه ستجرى انتخابات رئاسية في العام 2014، وعلينا جميعا أن نترك الأمور تأخذ مجراها الطبيعي».

واعتبر صالحي أن هناك «نسبة لا بأس بها» من المسلحين في سوريا ينتمون إلى مجموعات متشددة. وقال «هناك الكثير من الأسلحة تهرب الى سوريا، والعديد من الأشخاص من دول مختلفة يتدفقون الى سوريا ويحملون السلاح ضد الحكومة. هذا الأمر يفاقم الوضع. رسالتي إلى جميع الدول التي يمكنها القيام بدور أن تكون حذرة جدا وحكيمة حتى لا تزيد الوضع سوءا».

وأعلن صالحي أن طهران لا تزال تدعم خطة المبعوث الدولي والعربي الى سوريا كوفي انان، لكنه شدد على انه يجب إعطاء أنان «الفرصة الكافية ليستطيع الضغط من اجل تطبيق» اقتراحاته.

وقلل صالحي من أهمية تهديدات قادة إيرانيين بإغلاق مضيق هرمز. وقال «أعتقد أن لدى أولئك، الذين يقترحون هذا الأمر، فكرة انه يمكن منع إيران من الوصول الى الخليج الفارسي لأي سبب كان، وهكذا فإن إيران سترد بالمثل. لكن لا أعتقد ان مثل هذا الأمر سيحصل».

إلى ذلك، أكد الأمين العام للمجمع العالمي للصحوة الإسلامية علي أكبر ولايتي أن طهران تعارض كل أشكال التدخل السياسي والعسكري من جانب الدول الأجنبية في سوريا.

وقال ولايتي، علي هامش اجتماع اللجنة العليا للمجمع العالمي للصحوة الإسلامية في طهران، إن «موقف إيران من التطورات التي تشهدها سوريا قد تم الإعلان عنه من قبل المسؤولين الإيرانيين، ويتلخص بالآتي: إن مصير سوريا يحدده الشعب السوري بنفسه». واعتبر أن «هناك تواطؤا بين بعض دول المنطقة بالإضافة إلى أميركا والكيان الصهيوني ضد الحكومة والشعب السوري». («ارنا»، «وام»، رويترز، أ ف ب)

قذائف من الجانب السوري تسقط على حدود لبنان الشمالية اثر تبادل لإطلاق نار

طرابلس- (ا ف ب): افاد مسؤول أمني لبناني وكالة فرانس برس أن قذائف اطلقت من الجانب السوري سقطت ليل الاثنين الثلاثاء داخل الاراضي اللبنانية في شمال لبنان اثر تبادل لاطلاق نار كثيف من على جانبي الحدود.

ولم يشر المسؤول إلى سقوط ضحايا على الفور.

ويأتي هذا الحادث بعد يومين على مقتل شخصين اثناء اشتباكات وانفجارات في المنطقة، في الحادث الاكثر دموية الذي وقع في لبنان منذ اندلاع حركة الاحتجاج في سوريا المجاورة منذ ما يقارب 16 شهرا.

واندلع تبادل اطلاق النار شمال لبنان من جانبي الحدود مع سوريا “على عدة نقاط عبور غير مشروعة”، كما اوضح الثلاثاء المسؤول في الاجهزة الامنية.

وتعذر عليه على الفور ان يعطي تفاصيل حول هوية الاشخاص المشاركين في هذا الامر والذين استخدموا “اسلحة خفيفة ومتوسطة” وفق توصيفه. ولاحقا، سقطت قذائف على الاراضي اللبنانية.

ومن جهة اخرى، اكد شهود عيان لوكالة فرانس برس انهم شاهدوا عشرات العائلات تهرب من منازلها في منطقة وادي خالد الحدودية اللبنانية والتي تقع في محيطها اعمال العنف.

وهو الحادث الثالث الاكثر خطورة في هذه المنطقة الحدودية التي تكثر فيها الثغرات على الحدود.

والسبت قتلت شابة لبنانية وفتاة سورية في الثامنة من العمر بينما جرح عشرة اشخاص في وادي خالد اثناء اشتباكات وانفجارات، بحسب مصادر طبية وامنية.

واشار التلفزيون السوري انذاك الى “محاولة تسلل” انطلاقا من لبنان وتحدث عن مقتل عشرات “الارهابيين”.

وتحدث نائب محلي من جهته عن اطلاق نار بين مسلحين على الجانب اللبناني من الحدود والقوات السورية.

والاثنين الماضي في المنقطة نفسها اصيب عنصران من شرطة الحدود السورية جراء سقوط قذيفة اطلقت من الاراضي اللبنانية، بحسب الامن العام اللبناني.

وهي المرة الاولى التي يشير فيها لبنان إلى اطلاق نيران على الاراضي السورية من اراضيه.

عمليات قصف تتركز على حمص والعنف يودي بحياة 8 اشخاص في سوريا

بيروت- (ا ف ب): واصلت القوات النظامية فجر الثلاثاء قصف الاحياء الخارجة عن سيطرتها في مدينة حمص خاصة جورة الشياح، في حين حصدت الاشتباكات واعمال العنف ثمانية قتلى نصفهم من القوات الحكومية، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

ولفت المرصد الى تجدد القصف على احياء جورة الشياح والقرابيص والخالدية في مدينة حمص بوسط سوريا من قبل “القوات النظامية التي تحاصر هذه الاحياء الثائرة في محاولة للسيطرة عليها”.

واضاف ان مواطنا قتل في حي البرزة الدمشقي تحت التعذيب بعد اعتقاله منذ اكثر من شهر من قبل قوات الامن، بينما “شهد حي المهاجرين انتشارا لقوات الامن ولمسلحين تابعين للقوات النظامية”.

وفي مدينة درعا جنوب البلاد، تعرضت عدة احياء صباح الثلاثاء لقصف عنيف من قبل القوات النظامية تركز بشكل اساسي على احياء درعا البلد ودرعا المحطة ومخيم النازحين ما ادى الى سقوط جرحى.

ولفت المرصد الى سماع اصوات انفجارات عدة في حي طريق السد مترافقا مع حظر تجول في المدينة وانتشار كثيف لقوات النظام وتمركز القناصة على اسطح المنازل.

كما شهدت بلدة نصيب على الحدود السورية الاردنية بعد منتصف ليل الاثنين “اشتباكات عنيفة بين الكتائب الثائرة المقاتلة والقوات النظامية”، بحسب المرصد.

وفي محافظة حلب (شمال)، شهدت بلدات تل رفعت ومنغ بريف حلب بعد منتصف ليل الاثنين “قصفا عنيفا من قبل القوات النظامية المتمركزة في مطار منغ العسكري”، بحسب المرصد الذي اشار الى ان ذلك “ترافق مع حركة نزوح للاهالي”.

واوضح المرصد ان مقاتلين معارضين قتلا خلال اشتباكات على مداخل مدينة اعزاز.

كما قتل في مدينة دير الزور شرق سوريا، سائق متطوع لسيارة اسعاف اثر اصابته باطلاق رصاص فجرا في المدينة التي شهدت “اشتباكات عنيفة بين مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة والقوات النظامية السورية التي قتل اربعة من عناصرها خلال اشتباكات دوار الدلة”، بحسب المرصد.

كما هاجم مقاتلون معارضون القسم الغربي من مدينة الزور بقذائف ار بي جي، وتعرضت احياء عدة في المدينة لقصف من قبل القوات النظامية التي تحاول السيطرة عليها، بحسب المرصد الذي اشار ايضا الى تعرض مدينة الموحسن في ريف دير الزور لقصف من قبل القوات النظامية في محاولة للسيطرة عليها.

وبلغت حصيلة القتلى في سوريا الاثنين 89 شخصا، بينهم 31 مدنيا و24 مقاتلا معارضا وما لا يقل عن 34 من القوات النظامية.

مناورات ‘هجومية’ في سورية واختبار صواريخ وقاذفات ‘انضمت حديثا’ لترسانتها

عنان في طهران بعد اتفاق مع الاسد على حل سيناقشه مع المعارضة المسلحة

دمشق ـ ‘القدس العربي’ من كامل صقر: بينما التقى المبعوث الدولي كوفي عنان القيادة السورية في دمشق واتفق معها على طرح لوقف العنف في البلاد سيناقشه مع ‘المعارضة المسلحة’، كانت الوحدات العسكرية المشاركة في مناورات الساحل والجنوب السوريين تعود إلى ثكناتها والأسلحة التي اختُبرت تعود إلى مستودعاتها السرية، التي لا يعلم بمكانها إلا بضعة قادة كبار من بينهم بالتأكيد الرئيس السوري بشار الأسد وشقيقه ماهر.

وفق ما رشح لـ ‘القدس العربي’ فإن المناورات التي أجرتها القوات السورية على ساحل مدينة اللاذقية الملاصقة للجارة التركية، تميزت بمشاركة القوات الجوية والقوات البحرية أكثر من مشاركة قوات الدفاع الجوي أي أن الوحدات المشاركة وأسلحتها كانت بمعظمها ذات طبيعة هجومية، إذ علمت ‘القدس العربي’ أن الجيش السوري اختبر صواريخ أرض بحر وصواريخ أرض جو مضافاً إليها وحدات مدرعات هي وحدات برمائية.

وقالت مصادر مطلعة ان ما جرى عرضه عبر التلفزيون الرسمي السوري هو جزء يسير من الأسلحة والوحدات المشاركة في المناورات، فيما جرى إخفاء أجزاء كبيرة من المناورات قيل أنها اختبرت صواريخ وقاذفات متطورة انضمت مؤخراً للترسانة العسكرية السورية.

البحرية السورية وفق ما رشح أيضاً، اختبرت زوارق حربية هجومية تمتاز بحجم صغير وقدرة عالية على الحركة مع سرعة الهجوم ومجهزة بأسلحة هجومية متطورة، يُعتقد أن عدداً قليلاً من تلك الزوارق يمكنها الإغارة على بارجة حربية.

الأجواء المصاحبة لمناورات اللاذقية كانت كالتي جرى إعدادها تشبه إلى حد كبير حالة الحرب التامة على مستوى توزيع القطع العسكرية وانتشارها وأمر العمليات وغيرها من الجوانب اللوجستية ذات الصلة.

ونقلت وكالة انباء روسية عن هيئة التعاون العسكري الروسية قولها الاثنين إن موسكو لن تسلم مقاتلات او اي أسلحة جديدة أخرى لسورية ما دام الوضع هناك ‘دون حل’.

الى ذلك وصل عنان الى ايران امس الاثنين لمناقشة آخر تطورات الأزمة السورية مع المسؤولين الايرانيين.

وقبل مغادرته دمشق، اكد عنان بعد لقائه الرئيس السوري بشار الاسد الاثنين، انه اتفق مع الاخير على طرح لوقف العنف في البلاد سيناقشه مع ‘المعارضة المسلحة’. ووصف عنان محادثاته مع الاسد بانها ‘بناءة وصريحة’.

وقال عنان للصحافيين لدى عودته الى الفندق ‘ناقشنا الحاجة الى وقف العنف والطرق والوسائل المؤدية الى ذلك. واتفقنا على طرح سأتشارك به مع المعارضة المسلحة’.

وشدد عنان ‘على اهمية المضي قدما في الحوار السياسي الذي يوافق عليه الاسد’، من دون اعطاء تفاصيل اضافية.

واضاف تلفزيون العالم ان عنان سيلتقي وزير الخارجية علي اكبر صالحي اضافة الى سعيد جليلي الامين العام للمجلس الاعلى للامن القومي.

واعلنت وزارة الخارجية الايرانية ان مؤتمرا صحافيا مشتركا سيعقد الثلاثاء بين عنان وصالحي.

وسبق ان دعا عنان مرارا الى اشراك ايران في المحادثات الايلة لتسوية الوضع في سورية، الا ان الامريكيين والاوروبيين يعارضون هذا الرأي.

من جهتها دعت روسيا الى ‘حل سياسي سلمي’ في سورية رافضة مجددا اي تدخل في هذا البلد، مع استقبالها المعارض السوري ميشال كيلو الاثنين.

وصرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كلمة متلفزة ‘اني مقتنع بان علينا بذل كل الجهود لاقناع اطراف النزاع بحل سياسي سلمي لتسوية كل الخلافات’.

واضاف بوتين امام سفراء روسيا في الخارج في مقر وزارة الخارجية ‘بالطبع انها مهمة اكثر صعوبة ودقة’ من اللجوء الى ‘تدخل بالقوة من الخارج’.

واكد بوتين معارضة موسكو لاي تدخل مسلح من دون الموافقة المسبقة لمجلس الامن الدولي حيث تتمتع روسيا، كدولة دائمة العضوية بحق الفيتو، الى جانب الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.

وتابع ‘سنتحقق في حال دعت الحاجة الى تدخل عسكري بان يتخذ هذا القرار ضمن اطار مجلس الامن’.

اتفاق الأسد وأنان: هدنة جديدة وعملية سياسيّة

على مدى ساعة ونصف، امتد لقاء الرئيس السوري بشار الأسد بمبعوث الأمم المتحدة كوفي أنان. ومنذ اللحظات الأولى ساد الانشراح أجواء الاجتماع. لا كلام عن فشل المهمة الأممية، ولا ذكر لتصعيد مؤتمر باريس. تحدث الجانبان عن الوضع الميداني، «لوضع آلية محددة لوقف إطلاق النار»، وعن الحوار السياسي المنشود بين النظام السوري ومعارضيه

جان عزيز

بدماثة الرجلين المعروفة عنهما، بدأ السلام بين الرئيس السوري بشار الأسد والمبعوث الدولي كوفي أنان، بحضور رئيس بعثة المراقبين التابعة للأمم المتحدة الجنرال روبرت مود، والمستشار السياسي لأنان، مارتن غريفيث. واستهل الموفد الأممي حديثه بإشارة إلى اطّلاعه على الإطلالات الإعلامية الأخيرة للرئيس السوري من التلفزيون الألماني إلى صحيفة «جمهورييت» التركية، معقّباً: «يبدو سيادة الرئيس أنكم تكثفون ظهوركم الإعلامي هذه الفترة». فردّ الأسد مبتسماً: «هذا صحيح، وذلك لسببين. أولاً أنا من الناس الذين يفضّلون الفعل ومن ثم الكلام. وثانياً لأننا لاحظنا تعتيماً كبيراً على الحقائق، وتشويهاً وتحريفاً للكثير من الأمور والوقائع.

لذلك رأيت من واجبي أن أتكلم». فهم أنان الإشارة، فردّ بأنه يدرك تماماً الفارق بين ما هو حاصل على الأرض، وبين الصورة المظهّرة في أكثر من مكان للسيناريوات المتخيّلة على مستوى أكثر من أجندة وانطباع، ليبدأ بعدها كلامه المعدّ الرسمي: «سيادة الرئيس وجدت من واجبي بعد المؤتمر الذي عقدناه في جنيف، وقبل أيام من موعد الإحاطة المفترض أن أقدمها إلى مجلس الأمن في 20 و21 تموز الجاري، أن آتي إليكم وألتقي بكم وأعرض معكم ما قمنا به وما علينا متابعته».

كان واضحاً من العبارة الأولى أن أنان قصد عدم الإشارة، لا من قريب ولا من بعيد، إلى مؤتمر باريس، ولا إلى الكلام التصعيدي الذي تضمّنه وتلاه. لا بل ذهب أنان أبعد من ذلك، إذ اغتنم تكرار تمسّكه وتمسك المنظمة الدولية بمبادرته الأساسية وببنودها الستة، ليؤكد لمضيفه الرئاسي أن ما صدر عن مؤتمر جنيف يصبّ في إطار الحرص على هذه المبادرة لا غير، مضيفاً في موقف لافت: «تعلمون لا شك سيادة الرئيس أن حقيقة ما جرى في جنيف مختلفة عن بعض التأويلات والاجتهادات التي حاولت إضافة أمور لا علاقة لها بالمؤتمر أو تحريف ما أقرّ فيه». وهو ما بدا متطابقاً تماماً مع الموقف الروسي من المواقف الغربية التي أعقبت المؤتمر.

بعدها انتقل أنان إلى الحديث عن الأوضاع الميدانية في سوريا ومهمة المراقبين الأمميين، لافتاً إلى أنّ مأساوية الظروف في بعض المناطق، وبالتالي ضرورة التوصل إلى تطبيق جوهر مهمته، ولا سيما بندها الأول لجهة وقف أعمال العنف. وردّ الأسد متفهّماً ومتجاوباً بالكامل، وقدّم لضيفه عرضاً مقتضباً لمسار مهمته منذ انطلاقها في 12 نيسان الماضي، وكيف تمّ التوصل إلى وقف لإطلاق النار، التزمت به القوات المسلحة الرسمية طيلة 24 ساعة، قبل أن يخرقه المسلحون، بتأكيد تقارير المراقبين الأمميين. وفيما كان الأسد يعرض تلك الوقائع، كان رئيس بعثة المراقبين الجنرال روبرت مود يومئ برأسه أكثر من مرة موافقاً على ما يسمعه. استوعب أنان كلام الأسد، وانطلق منه ليشير إلى أن صحة ما ذكر تؤكد مرة جديدة ضرورة العمل أيضاً على وقف النار، وخصوصاً أن الوضع المتفجّر بدأ ينتقل إلى خارج سوريا، قبل أن يسمّي لبنان كساحة مقلقة لجهة تداعيات الأوضاع السورية. «فلنحاول مجدداً، ولنضع آلية محددة لوقف النار تبدأ بمنطقة معينة من المناطق الأكثر سخونة، ثم تنتقل إلى أخرى»، قال أنان. مرة أخرى أبدى الأسد تجاوباً كاملاً، قبل أن يسأل ضيوفه: «نحن دولة وحكومة وسلطات رسمية، وبالتالي إذا اتفقتم معنا وأعطينا كلمتنا بوقف النار، فنحن مسؤولون عن ذلك، ويمكنكم مراجعتنا حيال التنفيذ. لكن مع من ستتفاوضون في الجهة الأخرى؟». هنا ردّ أنان وتدخّل مود في الكلام، ليشرحا أن المراقبين الأمميين تمكنوا خلال فترة مهمتهم من إجراء نوع من مسح شبه شامل للمجموعات المسلحة العاملة في تلك المناطق، «بتنا نعرف المجموعات الأساسية على الأقل، كما أصبحنا نعرف المسؤولين عنها. صحيح أن لا قيادة موحدة ولا هيكلية واضحة، لا بل هناك فوضى مسلحة كبيرة لديهم، لكننا صرنا على دراية بالمفاصل. ولذلك نعتقد أنه يمكننا العمل معهم للسير خطوة خطوة»، قال أنان ومود. وفي سياق كلامهما، بدا واضحاً أن المسؤولين الأمميين باتا يصنّفان الجهة المعارضة للسلطات السورية على أنها «معارضة مسلحة»، وهو ما ظهر لاحقاً في البيان الرسمي الذي أصدره أنان.

عند هذا الحد، جرى تذكير أنان كيف أن المسلحين هم من أجهضوا أكثر من مرة محاولات مماثلة، وخصوصاً في حمص: «قبل مدة كان مراقبوكم شهوداً على محاولة بعض المسلحين الخروج من حي الخالدية في حمص وتسليم أسلحتهم وأنفسهم، لكنّ مسلحين آخرين منعوهم من ذلك. كذلك كان مراقبوكم شهوداً على منع المسلحين محاولة لإجلاء بعض السكان المحاصرين في حي الديان والحميدية من حمص». وهذا ما أكده غريفيث الذي كان شاهداً على وقائعه.

ولم ينفِ المسؤولون الأمميون كلام مضيفهم، لكن أنان تابع قائلاً: «مع ذلك، ولأن الوضع على هذه الحال، فلنحاول مجدداً. مراقبونا سيتوصلون إلى اتفاق مع المجموعات المسلحة في أي منطقة نتفق على العمل فيها. وفي المقابل نريد منكم بادرة حسن نية في أي نقطة نتوافق على الانطلاق منها. بادرة من قبلكم تتمثّل في وقف إطلاق النار من جهتكم ومن طرف واحد قبل وقت قليل من سريان وقف النار المتبادل، ولو لمدة 4 ساعات مثلاً».

هنا جرى تذكير أنان بأن وقف النار، في مبادرته وضمن بنودها الستة، مرتبط بوقف التسليح والتمويل وتهريب الأسلحة. وكان الموفد الأممي ينصت باهتمام إلى هذه المسألة الحساسة، لكنّ اكتفاءه بالإنصات انقطع حين وُجّه إليه سؤال مباشر: «ما رأيك بكلام وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، قبل يومين، لجهة دعوتها المجموعات المسلحة إلى الهجوم عسكرياً على القوات الحكومية؟ هل ينسجم موقف كهذا مع مضمون مهمتكم؟». سكت أنان لثوان قبل أن يرد: «طبعاً لا. هذا كلام خطير. لكن فلنحاول. فلنتفق على هذه الآلية، ولننطلق إلى محاولة تطبيقها على الأرض، خطوة خطوة».

أما عن الإطار الزمني الممكن لعملية كهذه، فقد تبادل الطرفان أكثر من فكرة ورأي واقتراح، قبل أن تستقر الخلاصة على موعد أوّلي، هو ثلاثة أشهر، بدءاً من الخطوة الأولى التي تنفذ في سياق هذه الخطة. وفي هذه الأثناء يعمل الطرفان على إصدار بيان مشترك بشأن تقدم العمل مرة كل أسبوعين.

انتقل أنان، بعد الشق الميداني، إلى الحديث عن مسألة الحوار السياسي بين الحكم والمعارضة. وبلهجة متراوحة بين الواقعية والتشكيك، سأل الموفد الأممي مضيفه: «إذا تقدمنا في حلحلة البند الأمني وبلغنا مرحلة الحوار، هل يمكنكم تسمية ممثل لكم في هذه العملية ليكون مفاوضاً لممثل المعارضة؟ نوع من ضابط اتصال لمواكبة القسم الثاني من مهمة الأمم المتحدة». ابتسم الأسد قبل أن يجيب فوراً: «نحن قررنا ذلك قبل أن تسألونا. منذ تأليف الحكومة الحالية سمّينا شخصاً مسؤولاً عن هذا الموضوع. وهو نفسه سيكون ممثلنا لديكم في هذه العملية. إنه وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية الدكتور علي حيدر». حاول أنان الاستفسار عن حيدر، فشرح له الأسد أن هذا الاختيار وقع على حيدر لعدة أسباب، «أولاً لأنه ليس من الفريق الموالي، لا بل هو فعلياً من المعارضة. ثمّ إنه رئيس لأحد الأحزاب المعروفة بصدقيتها في سوريا خارجها. ثالثاً لأنه من الذين أصيبوا في هذه الأحداث الدامية، فابنه قتل على أيدي المسلحين، ومع ذلك تسامى على جرحه وأقبل على هذه المهمة من أجل مشروع مصالحة وطنية حقيقية». تفهّم أنان شروحات الأسد، قبل أن يعقّب: «لكننا كنا نفضّل أن يسمّى شخص قريب منكم، بحيث يكون على اتصال مباشر معكم لمواكبة العملية الحوارية». ابتسم الأسد وهو يقول لضيفه: «أنا والدكتور علي حيدر كنّا على مقعدين متلاصقين طيلة دراستي الجامعية لطب العيون. هل تريدون شخصاً أقرب من ذلك؟». ووسط ابتسامات الحاضرين، أضاف الأسد: «على كل حال أعتقد أن الصعوبة ستكون لديكم في الجهة الأخرى، لا عندنا. فهل ستقدرون على الحصول على اسم يمثّل المعارضين؟». هنا لم يتوان أنان عن إطلاق ضحكة، مزكّياً كلام الأسد، ومضيفاً: «أفهم تماماً هذه الصعوبة، فلقد رأيتهم في مؤتمر القاهرة الأخير».

انتهى الاجتماع الرسمي، وكان لا بدّ من عبارات ختامية، فسأل أنان مضيفه، وهو يهمّ بالنهوض: «إلى متى تعتقد أن هذه الأزمة يمكن أن تستمر؟». ابتسم الأسد مجيباً بسرعة: «ما دام نظام (…) يموّلها». لم يفاجأ أنان بالإجابة، بل أردف مستوضحاً: «وهل تعتقد أنهم خلف كل التمويل الحاصل؟». أجاب الأسد «بل هم خلف أمور كثيرة تحصل في منطقتنا، فهم يعتقدون أنهم قادرون على زعامة العالم العربي راهناً ومستقبلاً»، قبل أن يختم الموفد الأممي الحديث معلّقاً: «لكن يبدو لي أنه ينقصهم عدد السكان اللازم لطموح كهذا». فضحك جميع الحاضرين.

وفيما كان الموفد الأممي يغادر دمشق إلى طهران، كانت بعض المعلومات تتأكد لـ«الأخبار»، منها أن أنان سيزور موسكو مجدداً منتصف هذا الشهر، وهو الذي انتقل من دمشق أمس إلى طهران، وأن الجنرال مود وصل إلى بيروت لإجراء مباحثات مع سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، والذين انسحب نظراؤهم من دمشق قبل مدة، علماً بأنه لم يُعرف الهدف الفعلي من هذه الخطوة. فهل هي في سياق التمهيد لإحاطة مجلس الأمن بعد حوالى عشرة أيام، أم المسألة مرتبطة بإشارة أنان إلى خطورة تداعيات الوضع السوري على الساحة اللبنانية؟

الحرارة في دمشق، بعد انتهاء الاجتماع في القصر الرئاسي، لامست الأربعين درجة مئوية. إشارة من الطبيعة قد تسهّل تحديد «المناطق الساخنة» المفترض الانطلاق منها «لبلورة حوار يقوده السوريون»، كما أكد أنان.

فوزي على قارعة القصر

فور انتهاء اللقاء مع الرئيس السوري بشار الأسد، بدا كوفي أنان متلهفاً لمتابعة التفاصيل التنفيذية في اجتماع سريع اتفق على عقده مع الوزير وليد المعلم، في وزارة الخارجية السورية. فانطلق موكبه مسرعاً لموافاة الأخير في مكتبه. وهو ما جعل الوفد الأممي ينسى الناطق باسم أنان، أحمد فوزي (الصورة)، وحيداً في قصر الشعب، باحثاً عن سيارة متوجهة صوب الوزارة. غير أن مصادر أممية مطّلعة أفادت بأنه ليست سرعة انطلاق موكب أنان ما خلّفت فوزي على قارعة رصيف القصر، بل السبب هو أن فوزي، وهو من المصنّفين ضمن مدرسة عمرو موسى في العمل السرّي المتعدد، اتّجه بعد الاجتماع نحو أحد أروقة القصر لإجراء بضعة اتصالات هاتفية، وهو قصد التخابر بعيداً عن «الآذان» في سيارات الموكب الأممي. لكن الأمر لم يفت أنان، الذي فور رؤيته فوزي، لاحقاً، حرص على إعطائه تعليماته بأن يؤكد البيان أن الاجتماع مع الأسد كان «بنّاءً وإيجابياً».

بوتين يهاجم «ديموقراطية الصواريخ»… وكيلو يتوقّع «دوراً أساسيّاً» لمناف طلاس

فيما تتوافد، تدريجاً، وفود وشخصيات معارضة سورية إلى العاصمة الروسية، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم أمس، إلى بذل كل ما يمكن لإجبار الأطراف المتنازعة في سوريا على التوصل إلى حلّ سلمي للأزمة في بلادهم، وانتقد الغرب لمحاولته الحفاظ على تأثيره في العالم العربي، تحت ستار العمليات الإنسانية وتصدير «ديموقراطية الصواريخ والقنابل».

ونقلت وسائل إعلام روسية عن بوتين قوله، خلال اجتماعه مع دبلوماسيين روس، في موسكو، «نرى مدى التعارض وعدم التوازن في عملية الإصلاحات التي تجري في شمال أفريقيا والشرق الأوسط.

إن الأحداث المأساوية في ليبيا تقف أمام ناظرينا، ويجب عدم السماح بتكرارها ثانية في دول أخرى مثل سوريا». ورأى أن دول الغرب تتبنى غالباً سياسة أحادية الجانب في الشؤون العربية تتناقض والقانون الدولي، ورأى أن «علينا القيام بكل شيء نقدر عليه من أجل إجبار القوى المتنازعة في سوريا على التوصل إلى حل سلمي»، مشيراً إلى «أن المساعدة في مثل هذا الحوار أكثر صعوبة من التدخل العسكري الخارجي، ولكن هذا فقط يضمن تسوية طويلة الأمد وثبات تطور الأحداث في المنطقة لاحقاً، وهذا يمكن فعله في سوريا». وأضاف بوتين أن هذه هي السبيل الوحيدة لحل الأزمة السورية وضمان تطور الدولة السورية واستقرار الأوضاع في المنطقة.

وفي سياق آخر، نقلت وكالة «إنترفاكس» عن نائب مدير هيئة التعاون العسكري الروسية فياتشيسلاف جيركالن قوله، أمس، إن موسكو لن تسلّم مقاتلات أو أي أسلحة جديدة أخرى لسوريا، ما دام الوضع هناك «بلا حل». وصرح جيركالن بأن روسيا لن تسلم سوريا شحنة من الطائرات المقاتلة من طراز «ياك 130»، التي ذكرت تقارير أنه وُقِّع عقد بشأنها نهاية العام الماضي.

من ناحيته، دعا المعارض السوري ميشال كيلو، أمس، روسيا إلى الإسهام في «استقرار الوضع» في بلاده، وذلك أثناء محادثات أجراها في موسكو مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. وقال كيلو «إن سوريا أصبحت ساحة نزاع دولي، ونرى بصفتنا ممثلين عن القوى الديموقراطية أن من مصلحة روسيا التوّصل إلى استقرار الوضع» في سوريا. وأضاف «إننا جزء لا يتجزأ من الحوار الوطني الذي أُطلق عام 2001، للأسف لا يستجيب النظام لمطالبنا». كذلك رأى كيلو أن «العميد مناف طلاس هو الشخص المناسب لأداء دور أساسي في سوريا»، حسبما نقلت وكالة «إنترفاكس»، فيما نسبت مواقع سورية إلى كيلو قوله إن «طلاس مؤهل لترؤس حكومة انتقالية».

من جهته، دعا رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا، الذي سيزور روسيا خلال الساعات المقبلة، موسكو إلى وقف تسليح النظام السوري إذا أرادت «الحفاظ على علاقات جيدة مع الشعب السوري».

في غضون ذلك، رأى وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، في مقابلة مع وكالة «رويترز» من أبو ظبي، أنه ينبغي أن يترك للشعب السوري اختيار زعيمه في الانتخابات المقررة في عام 2014. وقال صالحي «لا يوجد حاكم خالد، وفي حالة السيد بشار الأسد، فإنه بحلول عام 2014 هناك الانتخابات الرئاسية، وسيكون علينا أن ندع الأحداث تأخذ مجراها الطبيعي».

في المقابل، دعم صالحي الرئيس السوري في ما يتعلق بتأكيده على مواجهة «إرهابيين أجانب»، قائلاً يوجد «جزء كبير» من المتمردين من الجماعات المتطرفة المسلحة.

ومضى يقول «رسالتي إلى جميع البلدان التي يمكن أن تؤدي دوراً في هذا الصدد، أن تكون حذرة للغاية، وليس من الحكمة أن تؤدي الى تفاقم الوضع»، مشيراً إلى استمرار دعم طهران لخطة المبعوث الدولي كوفي أنان. كذلك أكد ضرورة إعطاء أنان «فرصة كافية ليكون قادراً على المضي قدماً» في تطبيق خطته. وأضاف «نحن نؤيّد فكرة جلوس الحكومة والمعارضة معاً لإيجاد مخرج».

من جهته، قال وزير الخارجية الهولندي يوري روزنتال أنه بحث مع نظيره البريطاني وليام هيغ، تشديد العقوبات على سوريا، فيما أكدت السعودية ضرورة إصدار مجلس الأمن الدولي قراراً عاجلاً، تحت الفصل السابع، يلزم النظام السوري التخلي عن الخيار الأمني وقبول النهج السياسي لحل الأزمة.

ميدانياً، يستمر القصف على أحياء في مدينة حمص، في محاولة لاقتحامها، بحسب ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، فيما أوقعت أعمال العنف ما لا يقل عن 14 قتيلاً. وذكر المرصد أن أحياء الخالدية، وجورة الشياح، وحمص القديمة «ما زالت تتعرض للقصف من القوات النظامية، التي تشتبك مع مقاتلين من الكتائب المقاتلة في محاولة لاقتحام هذه الأحياء». ولفت المرصد إلى أنّ مدينة الرستن في محافظة حمص «تتعرض لقصف عنيف من القوات النظامية السورية، التي تحاول اقتحام المدينة الخارجة عن سيطرة النظام منذ أشهر».

وأضاف المرصد أن ريف دمشق يشهد «حملة دهم واعتقالات على أيدي القوات النظامية في منطقة عدرا». كذلك أشار المرصد إلى اشتباكات وقعت فجراً في أحياء عدة من مدينة حلب بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين، بينما أدى انفجار عبوة في حي بستان القصر استهدفت دورية أمنية إلى مقتل عنصري أمن.

وفي محافظة درعا، وقعت اشتباكات بعد منتصف ليل الأحد ـــ الاثنين في منطقة تل شهاب على الحدود السورية الأردنية، ما أدى إلى مقتل أحد المقاتلين المعارضين، بحسب المرصد.

من جهتها، أفادت وكالة الأنباء السورية «سانا» بأنّ «الجهات المختصة اشتبكت مع مجموعات إرهابية مسلحة على مشارف بلدة دارة عزة في ريف حلب».

وذكر مصدر في المحافظة لمراسل «سانا» أن الاشتباك أدى إلى إيقاع خسائر فادحة في صفوف المجموعات الإرهابية المسلحة، وتدمير 8 سيارات دفع رباعي مجهزة برشاشات. كذلك أفادت الوكالة بأنّ وحدات الهندسة «فككت عبوة ناسفة زرعتها مجموعة إرهابية مسلحة في حيّ الفردوس بمدينة حلب».

(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، سانا)

أنان والأسد يتفقان على نهج سياسي بشأن الأزمة السورية

أ. ف. ب.

قال كوفي أنان مبعوث الامم المتحدة للسلام الى سوريا إنه اتفق مع الرئيس الاسد على منحى جديد للتعامل مع الصراع سينقله للمعارضة المسلحة. وتوجه أنان إلى إيران لاجراء محادثات مع طهران الحليفة الرئيسية لدمشق.

دمشق: أعلن الموفد الدولي الخاص الى سوريا كوفي انان أنه اتفق مع الرئيس السوري بشار الاسد الاثنين على طرح للحل سيناقشه مع “المعارضة المسلحة” من اجل وقف اعمال العنف المستمرة على وتيرتها التصعيدية في البلاد.

ولم يفصل انان الطرح الذي تم التوصل اليه خلال الاجتماع “الصريح والبناء”، الا أنه شدد على اهمية المضي في “الحوار السياسي الذي يوافق عليه” الاسد.

واوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي من جهته في تعليق على المحادثات مع انان على حسابه على موقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي على الانترنت، أن الطرفين يعتبران أن مؤتمر جنيف الذي اقر في 30 حزيران/يونيو اقتراح انان حول الحكومة الانتقالية “هو خطوة مهمة لاعطاء دفع للعملية السياسية وايجاد مناخ للحوار”.

اعلن مقدسي أن اجتماع الاسد وانان كان “بناء وجيدًا”، مشيرًا الى ان الموفد الدولي التقى ايضًا وزير الخارجية السوري وليد المعلم.

وقال: “في الاجتماعين، اكدنا لانان التزام سوريا بتطبيق خطة النقاط الست، وعبرنا عن املنا بأن يكون الطرف الآخر ملتزمًا ايضًا”.

وقال انان للصحافيين لدى عودته الى الفندق الذي ينزل فيه في دمشق: “أجريت للتو محادثات بناءة وصريحة جدًا مع الرئيس الاسد”.

واضاف: “ناقشنا الحاجة الى وقف العنف والطرق والوسائل المؤدية الى ذلك. واتفقنا على طرح سأتشارك به مع المعارضة المسلحة”.

وشدد “على اهمية المضي قدمًا في الحوار السياسي الذي يوافق عليه الاسد”.

وذكر انان في نهاية زيارته الثالثة الى دمشق منذ بدء الاضطرابات قبل 16 شهرًا التي ادت الى مقتل اكثر من 17 الف شخص حتى الآن، أنه سيغادر سوريا “لكن حوارنا سيستمر”، مشيرًا الى أن الفريق الموجود على الارض سيواصل العمل من اجل هذا الحوار.

ومن دمشق انتقل انان الى طهران لبحث الازمة السورية مع وزير الخارجية الايراني، كما افادت قناة العالم الايرانية الناطقة بالعربية.

وقال انان بعيد وصوله بحسب ما اعلن المتحدث باسمه احمد فوزي: “انا هنا لمناقشة الوضع في سوريا – كما تعرفون حصل اجتماع لمجموعة الاتصال حول سوريا في نهاية الشهر الماضي في جنيف- ولنرى كيفية العمل معًا للمساعدة في تسوية الوضع في سوريا”.

وانتقد المجلس الوطني المعارض الاثنين زيارة انان الى دمشق، وقال في بيان صدر فجر الاثنين إن انان اختار رغم استمرار القتل في سوريا “الاجتماع مع رموز النظام السوري بينما قوبل غيابه عن مؤتمر أصدقاء الشعب السوري في باريس باستغراب ودهشة الدول المشاركة”.

من جهته، دعا رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبد الباسط سيدا الاثنين روسيا الى وقف تسليح النظام السوري اذا ارادت “الحفاظ على علاقات جيدة مع الشعب السوري”.

وسيدا الذي خلف برهان غليون في بداية حزيران/يونيو على رأس المجلس الوطني المعارض سيصل الاربعاء الى موسكو لاجراء محادثات مع السلطات الروسية.

واضاف: “نريد التوضيح أن النظام الديكتاتوري الذي يحكم سوريا منذ اكثر من اربعين عاماً شارف على نهايته. المطلوب من روسيا الحفاظ على علاقات جيدة مع الشعب السوري” عبر وقف تزويد نظام بشار الاسد بالسلاح.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعا الاثنين الى “حل سياسي سلمي” في سوريا، معلنًا رفضه لأي “تدخل بالقوة من الخارج”.

ودعا المعارض السوري البارز ميشال كيلو الاثنين روسيا الى الاسهام في “استقرار الوضع” في بلاده” وذلك اثناء محادثات اجراها في موسكو مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.

من جهة اخرى، اكد مسؤولون روس كبار في قطاع تصدير الاسلحة الاثنين أن روسيا لن تبيع اسلحة جديدة الى حليفتها سوريا الى حين استقرار الوضع في هذا البلد، الا انهم اشاروا الى أنه سيتم الالتزام بمندرجات العقود الموقعة سابقًا.

في هذا الوقت، استمرت العمليات العسكرية على الارض واوقعت الاشتباكات وعمليات القصف واطلاق النار في مناطق مختلفة من سوريا الاثنين نحو 89 قتيلاً هم 49 مدنياً وستة مقاتلين منشقين و34 عنصرًا على الاقل في القوات النظامية، وفق آخر حصيلة اوردها المرصد السوري لحقوق الانسان.

فقد اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان “قتل ما لا يقل عن 10 عناصر من القوات النظامية السورية في محافظة دير الزور واصيب اكثر من 15 بجراح بعضهم بحالة خطرة، وذلك اثر استهداف قافلة عسكرية في قرية الباغوز في ريف مدينة البوكمال من قبل مقاتلي لواء جعفر الطيار الثائر المقاتل الذي استشهد ثلاثة من مقاتليه خلال اشتباكات في المنطقة”.

وكان المرصد تحدث عن مقتل 24 عنصرًا في القوات النظامية.

وافاد المرصد في وقت سابق أن القصف العنيف استمر الاثنين على احياء في مدينة حمص (وسط) خاصة حي جورة الشياح الذي تسعى القوات النظامية لاقتحامه، في حين وصلت الاشتباكات الى العاصمة دمشق.

وقال ابو رامي المتحدث باسم الهيئة العامة للثورة السورية في اتصال مع فرانس برس عبر سكايب إن حملة اليوم على احياء حمص هي “الاعنف حتى الآن”.

واضاف الناشط الموجود في حمص القديمة: “اضطررنا للنزول الى الاقبية بسبب القصف العنيف”، موضحًا أن طائرات الاستطلاع تحلق كل صباح لتحديد اهداف تقصف لاحقاً مثل المشافي الميدانية والصحون اللاقطة.

واوضح الناشط أن احياء حمص القديمة “مهجورة ومعظم الموجودين فيها هم من الثوار وعناصر الجيش الحر”، لافتاً الى أن “البنى التحتية مدمرة، ومنذ نحو شهر هناك حصار شديد وبالكاد هناك كهرباء بينما تنقطع المياه من 8 الى 9 ساعات في اليوم”.

ولفت المرصد من جانبه الى أن حي كفرسوسة في العاصمة دمشق شهد اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين “استهدفوا سيارة مؤن عسكرية على الطريق المتحلق الجنوبي قرب جسر داريا”.

الأب دالوليو يقلل من المخاوف القائمة من الإسلام في حال سقوط الأسد

أشرف أبو جلالة

يستمر الأب الايطالي المولد باولو دالوليو بدعم الانتفاضة السورية، وهذه المرة من خلال التعبير عن غضبه من المخاوف المحيطة بالأقليات الدينية من هيمنة الاسلاميين في حال سقوط الأسد.

القاهرة : عبّر الأب ايطالي المولد، باولو دالوليو، عن غضبه من الفكر المنتشر بين كثير من المسيحيين حول ما يتعلق بأن إزاحة الرئيس السوري، بشار الأسد، من السلطة، سوف تؤدي إلى هيمنة إسلامية وإلى سوء معاملة سوف تلقاها الطوائف ذات الأقلية.

وقد ظهر الأب مؤخراً في مقطع مصور، تم بثه على موقع اليوتيوب وهو يتقاسم الخبز مع نشطاء المعارضة ويتبرع بالدم في عيادة موقتة للثوار، وهي التصرفات التي جاءت في واقع الأمر لتبرز حقيقة تضامنه مع المتظاهرين السوريين المناهضين للأسد.

لكنه سخر من وصفِه بـ “القس الجهادي”، موضحاً أنه ملتزم بتسوية سلمية للصراع في سوريا، وقال مؤخراً خلال تواجده في مدينة القصير السورية المحتلة: “وأقصد هنا جهاد الروح وليس جهاد السلاح”، وأضاف محذراً “وإن أصبح اللاعنف معنى آخر لنقص المسؤولية، فلن أكون مع اللاعنف بعد ذلك. وأنا مع حق الدفاع عن الناس”.

وقد أدت مثل هذه التصريحات إلى طرد دالوليو من سوريا الشهر الماضي بعد 30 عاماً قضاها هناك، حيث زادت شعبيته حول العالم بفضل تفانيه في خدمة التناغم بين المسلمين والمسيحيين، باعتباره يملك رؤية دينية كاريزمية وذات طبيعة مشاكسة.

وقال رجل الدين الصريح إنه “طُرِد” من قبل السلطات الكنسية التي تحركت بناءً على طلب من جانب الحكومة السورية، التي غضبت من تصريحاته الحادة المؤيدة والداعمة للانتفاضة الشعبية المستمرة منذ ستة عشر شهراً ضد الرئيس بشار الأسد.

كما أبدى دالوليو قدراً ضئيلاً من التعاطف تجاه الرفقاء المسيحيين الذين عبروا عن خشيتهم من أن سقوط الأسد من الممكن أن يسفر عن بدء حقبة من القمع الإسلامي.

ونقلت عنه في هذا الصدد صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية قوله: “إنهم يعيشون حالة خوف من الإسلام. ومنذ ثمانينات القرن الماضي وهم يسمعون كلاماً مكرراً، وهو أنه من دون نظام الأسد، سوف تتحول الدولة السورية إلى جحيم إسلامي”.

وأعقبت الصحيفة بقولها إن موقف دالوليو المعقد سلط الضوء على وضعية مسيحيي سوريا المحفوفة بالمخاطر، وهم يشكلون الآن نسبة قدرها 10 % فقط من إجمالي عدد سكان الدولة الذي يقدر بـ 23 مليوناً، أغلبيتهم من المسلمين السنة. بينما ينظر عادةً إلى المسيحيين باعتبارهم ركائز دعم لإدارة الأسد العلمانية.

ومضت الصحيفة تنقل عن أحد الناشطين المسيحيين القريبين من الوضع في سوريا قوله: “تضم اللعبة أطرافاً أكبر منه ( دالوليو )”. وقد دعا متحدثاً من مقر إقامته اليسوعي الجديد في بيروت بعد طرده من سوريا، إلى ضرورة تدخل أجنبي سلمي في البلاد لتجنب ما وصفه بالكارثة الإنسانية الوشيكة. وأضاف هذا الرجل الذي يبلغ من العمر 57 عاماً: “السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: هل المجتمع الدولي ناضج بما فيه الكفاية لإظهار وتأكيد كامل المسؤولية تجاه وضع مثل الحاصل في سوريا ؟ فبمقدورهم استقباله هو وأسرته في روسيا، فالناس هم الأهم وليس الديكتاتوريون”.

ونوه دالوليو كذلك إلى أن اهتمامه بالإسلام بدأ يتكون منذ أن كان شاباً، حيث تخصص في الدراسات الشرقية ووصل إلى سوريا كقس قبل 30 عاماً. وأسس مركزاً للحوار بين الأديان داخل دير بيزنطي مجدد، دير مار موسى الحبشي، الموجود في مكان صحراوي يصله الناس بصعوبة وفيه لوحات جدارية تعود الى القرنين الـ 11 والـ 12.

وأشارت الصحيفة كذلك إلى أن نداءاته التي يطلقها الآن للحوار بين الأديان تبدو أكثر إلحاحاً عن ذي قبل، ولفتت في السياق  ذاته كذلك إلى تحذيره من أن التطهير العرقي في سوريا قد بدأ بالفعل. وهي المزاعم التي نفتها بدورها السلطات السورية.

كما تحدث تقرير آخر للصحيفة عن دور الأب دالوليو في تعزيز حوار الأديان داخل سوريا، وكذلك ما يقوم به من جهود على هذا الصعيد في دير مار موسى الحبشي، الذي يقع على بعد 50 ميلاً عن دمشق، وحيث كان يرحب دالوليو، قبيل أن يتم طرده، بكل من يأتي لزيارة المكان، ويتمنى لهم أن يبقوا هناك أطول فترة يريدونها. ومقابل الخدمة والمعاملة التي يلقونها هناك على صعيد الإقامة وتناول الطعام، فكان يُطلَب منهم المساعدة في الطبخ وغسل الأطباق ونشر الغسيل وجمع القمامة من المنحدرات القريبة.

ومضت الصحيفة تقول إن الأب دالوليو هو الروح الدافئة والاجتماعية لدير مار موسى، وسبق له أن أخبر مجموعة من ضيوفه أنه درس العربية بنفسه في دمشق قبل بضع سنوات حين سمع عن الدير المهجور. وقام بأول زيارة له إلى هناك في العام 1982، حيث كان المكان مدمراً، ومعالم اللوحات الجدارية هناك غير واضحة. وقام بعدها بتجديد الدير وأعاد فتحه كملجأ للسلام والحوار لكل الزوار من كافة الأديان. وعقب طرده من هناك، تمنى متحدثاً للصحافة أن يعود الى سوريا والى دير مار موسى.

المجلس الوطني السوري: لا مرحلة انتقالية قبل رحيل الأسد

أ. ف. ب.

بيروت: أعلن المجلس الوطني السوري المعارض ان رئيسه عبد الباسط سيدا سيؤكد خلال لقائه المسؤولين الروس في موسكو الاربعاء تمسكه بمطلب رحيل الرئيس السوري بشار الاسد و”زمرته الحاكمة” قبل البحث باي مرحلة انتقالية في البلاد.

ولفت المجلس في بيان الى انه بمناسبة زيارة وفد رفيع من المجلس برئاسة سيدا إلى موسكو الاربعاء بدعوة الخارجية الروسية لإجراء مباحثات رسمية بشأن الوضع السوري، “يهمنا أن نعلن الاستمرار بخط الثورة ومطالب الشعب السوري واولها “العمل على إسقاط النظام (السوري) بكل رموزه”.

واوضح المجلس انه يؤكد “على رحيل راس النظام وزمرته الحاكمة قبل بدء أي مفاوضات لترتيب انتقال السلطة ودخول البلاد في المرحلة الانتقالية”.

وشدد البيان على دعم الجيش السوري الحر “بكافة أشكال الدعم بصفته أحد أذرع الثورة والمدافع عن المتظاهرين والضامن الأساس لاستمرار سلميتها”، مشيرا الى ضرورة “عدم الافلات من العقاب لكل من ارتكب الجرائم بحق الوطن والشعب”.

واوضح المجلس انه سيؤكد مطالبته المجتمع الدولي باصدار قرارات “تحت الفصل السابع من مجلس الأمن، تفرض على النظام إيقاف أعمال القتل والمجازر الجماعية بحق الشعب، وتأمين حماية المدنيين بكل السبل الممكنة”.ولفت الى ان “التزامنا بخط الثورة وإرادة الشعب لا حدود له (…) ونعاهد شعبنا على الشفافية الدائمة ومصارحته بكل المستجدات التي تتعلق بمصير وطننا وقضايا شعبنا”.

وكان رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبد الباسط سيدا، الذي يصل الاربعاء الى موسكو، دعا الاثنين روسيا الى وقف تسليح النظام السوري اذا ارادت “الحفاظ على علاقات جيدة مع الشعب السوري”. ودعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاثنين الى “حل سياسي سلمي” في سوريا، معلنا رفضه لاي “تدخل بالقوة من الخارج”.

واستقبلت موسكو الاثنين المعارض السوري البارز ميشال كيلو الذي دعا روسيا، اثر لقائه وزير الخارجية سيرغي لافروف، الى الاسهام في “استقرار الوضع” في بلاده”. واكد مسؤولون روس كبار في قطاع تصدير الاسلحة الاثنين ان روسيا لن تبيع اسلحة جديدة الى حليفتها سوريا الى حين استقرار الوضع في هذا البلد.

عمليات قصف تتركز على حمص والعنف يودي بحياة 8 أشخاص في سوريا

ميدانيًا، واصلت القوات النظامية فجر الثلاثاء قصف الاحياء الخارجة عن سيطرتها في مدينة حمص خاصة جورة الشياح، في حين حصدت الاشتباكات واعمال العنف ثمانية قتلى نصفهم من القوات الحكومية، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

ولفت المرصد الى تجدد القصف على احياء جورة الشياح والقرابيص والخالدية في مدينة حمص بوسط سوريا من قبل “القوات النظامية التي تحاصر هذه الاحياء الثائرة في محاولة للسيطرة عليها”. واضاف ان مواطنا قتل في حي البرزة الدمشقي تحت التعذيب بعد اعتقاله منذ اكثر من شهر من قبل قوات الامن، بينما “شهد حي المهاجرين انتشارا لقوات الامن ولمسلحين تابعين للقوات النظامية”.

وفي مدينة درعا جنوب البلاد، تعرضت عدة احياء صباح الثلاثاء لقصف عنيف من قبل القوات النظامية تركز بشكل اساسي على احياء درعا البلد ودرعا المحطة ومخيم النازحين ما ادى الى سقوط جرحى.

ولفت المرصد الى سماع اصوات انفجارات عدة في حي طريق السد مترافقا مع حظر تجول في المدينة وانتشار كثيف لقوات النظام وتمركز القناصة على اسطح المنازل. كما شهدت بلدة نصيب على الحدود السورية الاردنية بعد منتصف ليل الاثنين “اشتباكات عنيفة بين الكتائب الثائرة المقاتلة والقوات النظامية”، بحسب المرصد.

وفي محافظة حلب (شمال)، شهدت بلدات تل رفعت ومنغ بريف حلب بعد منتصف ليل الاثنين “قصفا عنيفا من قبل القوات النظامية المتمركزة في مطار منغ العسكري”، بحسب المرصد الذي اشار الى ان ذلك “ترافق مع حركة نزوح للاهالي”. واوضح المرصد ان مقاتلين معارضين قتلا خلال اشتباكات على مداخل مدينة اعزاز.

 كما قتل في مدينة دير الزور شرق سوريا، سائق متطوع لسيارة اسعاف اثر اصابته باطلاق رصاص فجرا في المدينة التي شهدت “اشتباكات عنيفة بين مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة والقوات النظامية السورية التي قتل اربعة من عناصرها خلال اشتباكات دوار الدلة”، بحسب المرصد.

كما هاجم مقاتلون معارضون القسم الغربي من مدينة الزور بقذائف ار بي جي، وتعرضت احياء عدة في المدينة لقصف من قبل القوات النظامية التي تحاول السيطرة عليها، بحسب المرصد الذي اشار ايضا الى تعرض مدينة الموحسن في ريف دير الزور لقصف من قبل القوات النظامية في محاولة للسيطرة عليها. وبلغت حصيلة القتلى في سوريا الاثنين 89 شخصا، بينهم 31 مدنيا و24 مقاتلا معارضا وما لا يقل عن 34 من القوات النظامية.

سوريا: القتل مستمر.. وأنان يطرح أفكارا جديدة

السعودية تطالب بفرض عقوبات دولية ضد النظام السوري * روسيا توقف صفقة طائرات الأسد وتربط أي تدخل عسكري بمجلس الأمن

بيروت: كارولين عاكوم وبولا أسطيح وليال أبو رحال ـ لندن – جدة: «الشرق الأوسط»

استمر النظام السوري في عمليات القتل والعنف، وقصف المدن، أمس، في وقت أكد فيه الموفد الدولي والعربي إلى سوريا كوفي أنان، عقب لقائه الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق، أنه اتفق مع الأسد على طرح جديد لوقف العنف في البلاد سيناقشه مع المعارضة المسلحة، دون أن يحدد طبيعة ذلك الطرح، واصفا محادثاته مع الأسد بأنها كانت «بناءة وصريحة»، قبل أن يتوجه إلى طهران أمس.

وأكد أنان أنه شدد على أهمية السير قدما من خلال حوار سياسي، ناقلا تأكيد الأسد له مجددا على التزام الحكومة السورية بخطة النقاط الست، بينما قال رئيس المجلس الوطني السوري السابق ورئيس المكتب السياسي الدكتور برهان غليون لـ«الشرق الأوسط»: «إن المعارضة فوجئت بذهاب أنان إلى دمشق ولقائه الأسد، بعد ما أعلنه في تصريحات سابقة حول مسؤولية النظام السوري عن عدم تطبيق خطته وإقراره بفشلها».

في غضون ذلك، طالب مجلس الوزراء السعودي بفرض عقوبات دولية على النظام السوري, وشدد على أهمية ما ورد في البيان الختامي لمؤتمر أصدقاء الشعب السوري في باريس من مطالبات ودعوات لمجلس الأمن الدولي بإصدار قرار عاجل ملزم تحت الفصل السابع.

من جهة أخرى، وفيما يبدو أبرز تغيير في الموقف الروسي، نقلت وكالة أنباء «إنترفاكس» الروسية عن فياتشيسلاف جيركالن، نائب مدير هيئة التعاون العسكري الروسية قوله إن «موسكو لن تسلم مقاتلات أو أي أسلحة جديدة أخرى لسوريا، ما دام الوضع هناك بقي دون حل». وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كلمة متلفزة معارضة موسكو لأي تدخل مسلح في سوريا من دون الموافقة المسبقة لمجلس الأمن الدولي.

تطور في عمليات الجيش الحر واشتباكات في دمشق وريفها

العقيد الكردي لـ«الشرق الأوسط»: حملات التهجير بمناطق غرب «العاصي» تهدف إلى إقامة دولة علوية

بيروت: كارولين عاكوم

أفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان بسقوط 30 قتيلا بنيران قوات النظام، كحصيلة أولية، معظمهم في إدلب وريف دمشق وحمص وحماه، في ظل استمرار القصف العنيف الذي يطال مدنا وبلدات عدة، وتواصل خروج المظاهرات في مناطق مختلفة.

وفي حين تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن «تحول نوعي» في القتال الذي تقوده المعارضة المسلحة على الأرض، مشيرا إلى استخدامها – للمرة الأولى – دبابة غنمتها من الجيش في دير الزور، وذلك بعدما أسقطت في المنطقة ذاتها طائرة استطلاع تابعة لقوات النظام، لفت نائب قائد الجيش الحر، العميد مالك الكردي، إلى أن العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش الحر تشهد تطورا ملحوظا في الفترة الأخيرة.

وقال الكردي لـ«الشرق الأوسط»: «رغم أن الأسلحة التي نستخدمها لا تزال نفسها، فإن التطور هو على صعيد المناورات التي نقوم بها والرهبة من المعركة، بعدما أصبح الجيش الحر في وضع دفاعي أقوى وأصبحت إرادة القتال لدى عناصره أعلى. وهذا الواقع هو ردة فعل طبيعية للمجازر التي يقوم بها النظام».

وبينما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بتعرض قرى مصيف سلمى للقصف بالمدفعية وراجمات الصواريخ، أكد الكردي أن «ريف اللاذقية يشهد مأساة إنسانية بكل ما للكلمة من معنى، بعدما قام النظام بحملة تهجير ممنهجة في بلدة الحفة ومجموعة القرى المجاورة التي تضم في معظمها عائلات من الطائفة السنية. وهذا السيناريو نفسه يقوم به النظام في جبل الأكراد المؤلف من 57 قرية، من خلال القصف الصاروخي والمدفعي المستمر إضافة إلى استخدام المروحيات». واعتبر الكردي أن الهدف من هذه الحملات هو استهداف السنة في مناطق محددة وإقامة دولة علوية في المناطق المحاذية للحدود اللبنانية، غرب نهر العاصي، التي تضم عددا من قرى حمص وريف حماه واللاذقية والتي تتداخل فيها قرى سنية وعلوية».

من جهتها، كانت مجلة «إيكونوميست» قد نقلت عن خبير في الأمم المتحدة، أن أربعين في المائة من الأراضي السورية باتت خارج سيطرة النظام، وقالت إن الثوار يوسعون مناطق نفوذهم، خصوصا في شمال غربي البلاد وشرقها.

وذكرت «إيكونوميست» أيضا أن الاشتباكات تضاعفت بين مارس (آذار) ويونيو (حزيران)، الشهر الأكثر دموية منذ بدء الثورة، الذي قال ناشطون إنه في الأسبوع الأخير منه كان يقتل مائة شخص يوميا.

وفي الوضع الميداني أيضا، أفاد الناشطون بتواصل قصف القوات النظامية لمحافظة درعا، حيث تعرضت بلدات النعيمة واليادودة وخربة غزالة لقصف عشوائي بقذائف الهاون. وفي منطقة اللجاة بدرعا أيضا سقط عدد من الجرحى وتم هدم أكثر من سبعة منازل جراء تجدد القصف العنيف والمكثف على المنطقة براجمات الصواريخ، كما قصفت أحياء مدينة درعا بالهاون وحي الأربعين بدرعا البلد، وأحياء طريق السد ومخيمات درعا بدرعا المحطة.

وكانت الهيئة العامة للثورة السورية قد أفادت بوقوع اشتباكات في تل شهاب بدرعا على الحدود السورية – الأردنية، بين منشقين وعناصر من الجيش النظامي متمركزين في مخافر الهجانة الحدودية (حرس الحدود)، ردا على استهداف قوات النظام للجرحى والنازحين إلى الأردن. فيما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن بلدة خربة غزالة تعرضت لقصف من قبل القوات النظامية بعد منتصف ليل الأحد/ الاثنين، كما سقطت قذائف على قرية اليادودة المجاورة لمدينة درعا، مما أدى إلى سقوط جرحى. كما سقطت قذائف على بلدة النعيمة وسمعت أصوات انفجارات في قرية الغارية الغربية.

وفي حمص استمر القصف على أحياء الخالدية وجورة الشياح والقصور وحمص القديمة بقذائف الهاون والمدفعية وراجمات الصواريخ لليوم الثالث والثلاثين على التوالي، وهزت الانفجارات هذه الأحياء وسط محاولة لاقتحام أحياء الخالدية وجورة الشياح، بحسب الهيئة العامة للثورة. وهذا ما أكده المرصد الذي قال إن قوات النظام تحاول اقتحام حي الخالدية، الأمر الذي أدى إلى وقوع اشتباكات بينها وبين الجيش الحر في عدة محاور على مداخل الحي.

وفي إدلب شهدت «ناحية احسم» قصفا عنيفا ومتواصلا، وسمع دوي الانفجارات داخل البلدة وسط إطلاق نار كثيف وسقوط قذائف عشوائية على المناطق المحيطة.

وأفاد المرصد بتعرض مدينة أريحا لإطلاق نار من رشاشات ثقيلة وسقوط قذائف من قبل القوات النظامية، ووردت معلومات عن سقوط قتلى وجرحى في المدينة. وقد أفيد بالعثور على جثماني مواطنين اثنين صباح أمس قرب مدينة سراقب كانا قد قضيا ذبحا، وقال ناشط من المدينة إن عربة عسكرية هي التي رمت الجثمانين في المنطقة.

وفي دمشق، قال المتحدث باسم لجان التنسيق، مراد الشامي، إن اشتباكات عنيفة وقعت مساء أول من أمس في دمشق وريفها بين الجيش النظامي والجيش الحر وصلت إلى ساحة العباسيين، موضحا أن أحد المنشقين قام باغتيال ضابط كبير في الحرس الجمهوري. كما اقتحمت القوات النظامية حي القابون بدمشق، ونفذت حملة مداهمات واعتقالات في الحي بحثا عن مطلوبين للسلطات السورية.

وفي الغوطة الشرقية قصفت القوات النظامية بشكل عنيف بلدات البلالية وزبدين ودير العصافير والعبادة والمليحة بالقذائف الصاروخية وقذائف الهاون، كما شهدت الغوطة الغربية عمليات أمنية وإطلاق نار كثيفا.

وفي ريف دمشق أفاد المرصد بتجدد القصف على قرية العبادة بالأسلحة الثقيلة، كما سقطت عدة قذائف على منطقة السعدة وتلة الغريفة، لافتا إلى أن القوات النظامية السورية نفذت حملة مداهمات واعتقالات في منطقة عدرا بريف دمشق، بينما كانت سيارات الأمن تجوب في بلدة المعضمية في شوارع المدينة، وسمع صوت انفجار في المعضمية تبين أنه استهدف حاجزا للقوات النظامية عند مفرق ضاحية صحنايا.

وفي مدينة قطنا انتشرت القوات النظامية في محيط المدينة، وقتل مواطنان اثنان بعد منتصف ليل الأحد/ الاثنين إثر القصف الذي تعرضت له مناطق في المدينة التي دارت فيها اشتباكات عنيفة، كما أغلقت السلطات السورية الطريق الذي يمر قرب سجن صيدنايا العسكري.

وفي حماه، ذكر المرصد السوري أنه عثر على جثمان مواطن من بلدة اللطامنة بعد اختفائه على أحد الحواجز الأمنية قرب بلدة حلفايا في ريف حماه يوم الجمعة الفائت.

وعلى وقع القصف والعمليات الأمنية المستمرة استمرت المظاهرات في مناطق مختلفة، ولا سيما في العاصمة دمشق وريفها. وبث ناشطون صورا على مواقع للثورة السورية تظهر خروج مظاهرات في أحياء كفرسوسة، والميدان وبرزة والقابون وحرستا ويلدا والسيدة زينب ومناطق أخرى، وهتفوا أيضا للحرية والمناطق المنكوبة، ونادوا بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد وتسليح الجيش الحر.

وفي ريف إدلب خرجت مظاهرات ليلية في بلدات كفرنبل وسراقب وتفتناز، أعلن المتظاهرون فيها تضامنهم مع المناطق التي تتعرض لحملات عسكرية. وفي محافظة حلب خرجت مظاهرات ليلية في حي صلاح الدين وكرم البلد والسكري. كما خرجت مظاهرات ليلية في ريف حلب ردد فيها المتظاهرون هتافات تنادي بالحرية وطالبوا بتسليح الجيش السوري الحر.

من ناحية أخرى، أظهرت صور بثها ناشطون على مواقع الثورة السورية على الإنترنت استعراضا عسكريا لأفراد الجيش الحر في مدينة الرستن بريف حمص. وتظهر الصور دبابات ومدافع رشاشة استولى عليها الجيش الحر من جيش النظام خلال الاشتباكات الأخيرة في محيط مدينة حمص.

غياب فاروق الشرع يفتح الباب على إشاعات انشقاقه أو مقتله

الشيشكلي: شخصيات عدة وضعت قيد الإقامة الجبرية

بيروت: كارولين عاكوم

في ظل استمرار البحث في كيفية تطبيق خطة أنان، التي تنص في أحد بنودها على نقل السلطة إلى نائب الرئيس السوري، فاروق الشرع، لا تزال الإشاعات عن مقتل الشرع حينا، أو انشقاقه وخروجه من سوريا حينا آخر، تظهر بين فترة وأخرى منذ اندلاع الثورة السورية.. وكان آخرها أول من أمس بعدما نقلت مواقع إلكترونية معارضة خبرا يفيد بانشقاق الشرع وهروبه إلى الأردن، رغم غياب التفاصيل عن هذا الخبر الذي عادت ونفته بعض المصادر. وفي حين استبعد مصدر معارض لـ«الشرق الأوسط» انشقاق الشرع، أكد أن الشرع وضع في الإقامة الجبرية منذ أشهر عدة، مع العلم أن معلومات صحافية كانت قد أفادت في مارس (آذار) 2001 بأن خلافات حادة ظهرت بين الرئيس السوري، بشار الأسد، وشقيقه، ماهر الأسد، وصهره، آصف شوكت، من جهة، ونائب الرئيس فاروق الشرع، من جهة أخرى، على خلفية مجزرة الصنمين.. إذ أعرب الشرع – وبحسب المعلومات – عن سخطه الشديد، مستنكرا هذه المجزرة، وطالب بإعدام كل المتورطين فيها من الأجهزة الأمنية، الأمر الذي أدى إلى سريان إشاعة بتصفيته، ليعود بعدها مصدر في الحكومة السورية وينفي الإشاعة لوكالة الأنباء الألمانية، مؤكدا أن الشرع «حي يمارس عمله الاعتيادي في مكتبه ولا صحة لإشاعة مقتله».

من ناحيته، علق عضو المجلس الوطني السوري، أديب الشيشكلي، على الخبر بالقول: «حتى الآن لم نتمكن من تأكيد الخبر أو نفيه، لكن الأكيد أن فاروق الشرع لا يظهر للعلن في لقاءات الرئيس بشار الأسد، وكان آخرها يوم أمس خلال لقاء المبعوث الدولي كوفي أنان، حيث حضر فقط وزير الخارجية فيصل المقداد ومستشارة الأسد بثينة شعبان، وهذا ما يطرح تساؤلا حول الأمر».

وأكد الشيشكلي لـ«الشرق الأوسط» أن شخصيات عدة في الإدارات الرسمية، في مناصب مختلفة في الصفين الثاني والثالث، قد وضعت في الإقامة الجبرية منذ فترة وذلك بعد إخضاعها للتحقيق من قبل المخابرات السورية، مضيفا: «كان لافتا الأسبوع الماضي، لا سيما بعد تحرك العاصمة، دمشق، تواصل أكثر من 60 شخصا يعملون في الإدارات الرسمية في مواقع مختلفة مع المعارضة، أكدوا خلالها دعمهم الثورة.. لكن بعضهم استطاع الخروج بينما عجز البعض الآخر عن اتخاذ الخطوة نفسها في ظل عدم قدرتهم على الخروج من سوريا مع عائلاتهم»، مشيرا إلى أن حتى مناصري النظام باتوا يخافون من الإعلان عن تأييدهم لهم، بعد التحول الكبير الذي تشهده كل المناطق السورية لصالح الثورة في مواجهة عمليات القتل والمجازر التي يقوم بها النظام.

وفاروق الشرع من مواليد درعا عام 1938، كان واحدا من الشخصيات السياسية المقربة من الرئيس السابق، حافظ الأسد، ولعب دورا أساسيا في القرارات السياسية إلى جانب الرئيس الحالي بشار الأس

مجزرة في أريحا بإدلب بسبب للقصف المدفعي العشوائي

لجان التنسيق: عشرات القتلى والجرحى

بيروت: ليال أبو رحال

صعدت قوات الأمن السورية من عملياتها العسكرية في الفترة الأخيرة في محافظة إدلب، التي انضمت مبكرا إلى الحراك الشعبي في سوريا، فاستهدفت مدنها وقراها بقصف مدفعي عنيف وحاصرت الأحياء السكنية فيها بشكل خانق. وفي حين حاصرت القوى العسكرية النظامية مدن خان شيخون وسراقب وجبل الزاوية، الأسبوع الماضي، أفاد ناشطون بأن اشتباكات عدة وقعت مع مقاتلين من «الجيش السوري الحر»، وأن النظام استخدم الطيران في قصف المدن والأحياء، وقد نالت مدينة أريحا أمس حصتها من القصف العشوائي مما أدى إلى مقتل ستة أشخاص على الأقل، وفق ما أعلنه المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأشار المرصد إلى مقتل عشرة أشخاص في إدلب أمس على الأقل، بينهم ستة قتلوا إثر سقوط قذائف على أريحا، بينما عثر على جثماني مواطنين صباحا قرب مدينة سراقب قضيا ذبحا.

ونشرت «لجان التنسيق المحلية» في سوريا على صفحتها على «فيس بوك» مقاطع فيديو أظهرت عددا من الأهالي وهم يحملون جثث القتلى، والدماء تسيل منها في شاحنتين صغيرتين، وقد تناثرت الدماء في المكان.

وأكدت اللجان أن انفجارات عنيفة هزت مدينة أريحا في إدلب وتزامنت مع إطلاق نار كثيف من رشاشات ثقيلة من جميع الحواجز المحيطة. وأوضحت لجان التنسيق أن عشرات القتلى والجرحى سقطوا في المدينة، وتم التعرف على جثث كل من أحمد وتار، وباسل جزار، ومحمد فاعور، وحمزة صلوح، ويحيى يازجي، وعمر يازجي.

النظام السوري ماض في مناوراته وإسرائيل تعتبرها رسالة موجهة إليها

خبراء عسكريون يصفونها بالأضخم منذ 20 عاما.. وآخرون يرونها لرفع الروح المعنوية

بيروت: بولا أسطيح

تابعت القوات السورية المسلحة لليوم الثالث على التوالي تنفيذ مناوراتها العسكرية، التي يصفها خبراء عسكريون بـ«الأضخم منذ 20 عاما»، في وقت اعتبرت القناة الإسرائيلية العاشرة أن هذه المناورات «بمثابة رسالة قوية إلى الثوار والغرب، وبالتحديد لإسرائيل».

وقد عرضت القناة العاشرة تقريرا مصورا ركز على أهمية توقيت المناورة بالنسبة للرئيس السوري، الذي قالت إنه «يشعر أكثر من أي وقت مضى بأن هناك تهديدا بانهيار داخلي». وأضافت: «لذلك، قرر أن يبعث برسالة إلى الغرب والمتمردين، على أن تشمل هذه الرسالة إسرائيل وفحواها إنه: إذا ما سقط النظام السوري، إسرائيل أيضا سوف تعاني».

وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أوردت بالأمس أن «القوات المسلحة السورية تابعت تنفيذ مناوراتها العسكرية لليوم الثاني على التوالي (أول من أمس) بكفاءة عالية، حيث قامت سفن مكافحة الغواصات في القوى البحرية بالتعاون مع الحوامات البحرية بالبحث عن الغواصات المعادية المفترضة في منطقة المسؤولية وتدميرها، في حين شاركت المدفعية الساحلية في تنفيذ الرمايات لصد السفن المفترضة المقتربة من الشاطئ وتدميرها، وقامت وحدات الضفادع البشرية والقوات الخاصة بتنفيذ إنزال بحري وجوي لاقتحام وتحرير موقع مفترض على الشاطئ من مجموعات السطع والتخريب المعادية. وقد نفذت المهام بنجاح تام ومهنية فائقة تؤكد التدريب النوعي والمستوى الرفيع الذي تتمتع به قواتنا البحرية».

وتحدثت الوكالة عن أن «إحدى التشكيلات المدرعة المعززة بالوحدات الميكانيكية، وبالتزامن مع المناورات البحرية، قامت بتنفيذ مشروع تكتيكي عملياتي بالذخيرة الحية بمشاركة مختلف أنواع الأسلحة، بما فيها الطيران المقاتل وحوامات الدعم الناري والمدفعية الصاروخية»، وأشارت إلى أن «القوات المشاركة في المشروع أظهرت درجة عالية من التعاون والانسجام بين مختلف أنواع القوات وصنوفها والقوات الاختصاصية، وروحا معنوية عالية ومهارة فائقة في التنفيذ وقدرة مميزة في إصابة الأهداف المحددة بدقة تامة».

وأشارت «سانا» إلى أن «المشروع حضره رئيس هيئة الأركان العامة للجيش والقوات المسلحة العماد فهد جاسم الفريج، يرافقه عدد من كبار ضباط القيادة العامة»، ونقلت عن الفريج ثناءه على «المشاركين بتنفيذ المشروع لما أبدوه من اندفاع وحسن تنسيق وتعاون وقدرة على تنفيذ المهام في ظروف مشابهة لظروف المعركة الحقيقية».

وقد تناقضت قراءة الخبراء العسكريين لحجم وأبعاد المناورة، فبينما وصفها مؤيدو النظام السوري بأنها الأضخم منذ 20 عاما وتحاكي في جوهرها حربا شاملة، شدد معارضوه على محدوديتها مقارنة بالقدرات العسكرية العالمية، لافتين إلى أنها لا تتعدى توجيه رسالة لمؤيدي النظام بالداخل لرفع معنوياتهم.

وفي هذا الإطار، وضع الخبير الاستراتيجي العميد المتقاعد أمين حطيط 3 أهداف للمناورات الحاصلة، أولها التأكيد على الجهوزية العالية للجيش السوري وعدم تأثره بالعمليات العسكرية الحاصلة بالداخل. أما الهدف الثاني منها، فتوجيه رسالة لأميركا والحلف الأطلسي ولكل الأطراف الذين يدفعون باتجاه تدخل عسكري، للقول بأن «سوريا جاهزة لتكون مقبرة الغزاة». وأضاف: «أما الرسالة الثالثة فللحلفاء، للتأكيد على أن الورقة السورية ورقة قوية، وبالتالي أنهم لا يزالون يستثمرون في ميدان ناجح».

وشدد حطيط على وجوب قراءة المشهد الإقليمي كاملا، أي مقارنة حجم المناورات السورية الحاصلة مع مناورات «الأسد المتأهب» في الأردن و«نسر الأناضول» في تركيا، ومناورات «الرسول الأعظم» في إيران.. وقال: «قراءة عامة للمناورات، تؤكد أن الحلف المعادي لسوريا نفذ مناورتين منخفضتي السقف، بينما نفذ الحلف السوري – الإيراني مناورات أضخم بكثير، مما يعني أن القدرات الدفاعية لسوريا أعلى كثيرا من القدرات الهجومية للخصم».

بالمقابل، اعتبر الخبير الاستراتيجي العميد المتقاعد وهبي قاطيشا أن «المناورات التي يجريها الأسد لا تتعدى محاولته رفع معنويات مؤيديه في الداخل بعدما انهارت تماما، لافتا إلى أن مساعيه للإيحاء للغرب بأنه مرتاح عسكريا وعلى جهوزية تامة لا تمر على أحد». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «النظام السوري يعلم تماما أنه – وفي حال قررت أميركا و(الناتو) التدخل عسكريا في سوريا – فهو لن يتمكن من إطلاق صاروخ واحد، وهذا ما حصل في العراق، حيث كانت قدرات الجيش العراقي أهم وبكثير من قدرات الجيش السوري».

وأشار قاطيشا إلى أن «قوة الردع لدى النظام السوري ترتكز على الأسلحة الكيماوية والبيولوجية، وهي أسلحة لن يستخدمها النظام على أراضيه، كونها وجدت للاستخدام على أراضي العدو».

أنان يلتقي الأسد في دمشق ويعلن الاتفاق على منهجية لوقف العنف

غليون لـ «الشرق الأوسط»: أي مساع جديدة لن تؤدي إلى نتيجة.. والثوار هم من سيحسمون المعركة

بيروت: ليال أبو رحال

أكد المبعوث الأممي إلى سوريا كوفي أنان أنه أجرى «نقاشا صريحا وواضحا وبناء مع الرئيس السوري بشار الأسد» في دمشق، مشيرا إلى «أننا تحدثنا عن أهمية إيقاف العنف، والسبل والطرق المفضية إلى ذلك، واتفقنا على منهجية ستتم مشاركتها مع المعارضة المسلحة». في موازاة ذلك، وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي، عبر حسابه على «تويتر»، الاجتماع بأنه «بناء وجيد».

وقال أنان إنه شدد على «أهمية السير قدما من خلال حوار سياسي، وهو أمر حظي بقبول الرئيس السوري»، ناقلا تأكيد الأسد له «مجددا التزام الحكومة (السورية) بخطة النقاط الست، التي بالتأكيد علينا التحرك لتنفيذها على نحو أفضل من السابق»، وذلك بعد يومين على إقرار أنان نفسه في حديث صحافي بأنه «لم ينجح في مهمته بعدما بقيت خطته للخروج من الأزمة حبرا على ورق».

ورغم ذلك الاعتراف، قال أنان أمس: «رغم أنني سأغادر سوريا، لكننا سنواصل حوارنا وسوف نتشاطر المنهجية التي ناقشناها حول إيقاف العنف مع المعارضة المسلحة». وأضاف: «لدي فريق هنا على الأرض سوف يواصل اليوم بذلك، وأود أيضا تشجيع الحكومات والجهات المؤثرة على أن تبذل جهودا في هذا الاتجاه». وكان أنان قد أعرب عن رغبته في وقت سابق في إشراك إيران في المحادثات، باعتبارها «جزءا من الحل».

وأعلن أحمد فوزي، المتحدث باسم أنان، أمس، أن أنان سيتوجه إلى طهران، وبالفعل، نقلت عدة مواقع إخبارية إيرانية بعد ذلك بساعات نبأ وصول أنان إلى إيران. وأشارت قناة «العالم» الإيرانية إلى أن أنان سيلتقي وزير الخارجية علي أكبر صالحي، إضافة إلى سعيد جليلي الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي، كما أعلنت الخارجية الإيرانية أن مؤتمرا صحافيا مشتركا سيعقد اليوم (الثلاثاء) بين أنان وصالحي.

وقال أنان بعيد وصوله، بحسب ما أعلن أحمد فوزي: «أنا هنا لمناقشة الوضع في سوريا – كما تعرفون حصل اجتماع لمجموعة الاتصال حول سوريا في نهاية الشهر الماضي في جنيف – ولنرى كيفية العمل معا للمساعدة في تسوية الوضع في سوريا».

من جانبها، قالت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) عن الاجتماع بين أنان والأسد، إن «أجواء المباحثات إيجابية وبناءة، أكد خلالها الجانب السوري التزام سوريا بتنفيذ خطة البنود الستة، وأن نجاح هذه الخطة يتوقف إلى حد كبير على وقف تسليح وتمويل الأعمال الإرهابية، وكذلك وجود التزام دولي وإرادة صادقة لوقف العنف في سوريا وتنفيذ الخطة كاملة». وأضافت الوكالة أنه «تم الاتفاق على استمرار التنسيق مع بعثة المراقبين والحكومة السورية من أجل التوصل للهدف المنشود».

كما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي عبر حسابه على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي على الإنترنت أن «اجتماعا بناء وجيدا» حصل بين الأسد وأنان. وذكر مقدسي أن أنان التقى أيضا وزير الخارجية السوري وليد المعلم، وقال: «في الاجتماعين، أكدنا لأنان التزام سوريا بتطبيق خطة النقاط الست، وعبرنا عن أملنا أن يكون الطرف الآخر ملتزما أيضا».

وبينما لم يفسر أنان ما يعنيه حول طرحه الخاص «بإشراك المعارضة المسلحة» في المحادثات، شكّلت مواقفه مفاجأة للمعارضة السورية، وقال رئيس المجلس الوطني السوري السابق ورئيس المكتب السياسي الدكتور برهان غليون لـ«الشرق الأوسط» إن المعارضة «فوجئت بذهاب أنان إلى دمشق ولقائه الأسد، بعد ما أعلنه في تصريحات سابقة لناحية مسؤولية النظام السوري في عدم تطبيق خطته وإقراره بفشلها»، لافتا في الوقت عينه إلى «إننا لم نطلع بعد على أي خطة أو خطوات جديدة من قبل أنان».

وسأل غليون: «هل مواقف أنان تعني أن ثمة ضغوطا جديدة يتعرض لها؟ وهل خطته المقبلة هي جزء من الجهود الروسية لإعادة النظر في الخطة السابقة أو بدء خطوات جديدة من قبل المجتمع الدولي لتجنب دفن خطة أنان والحلول السياسية التي رفضها الأسد باستمرار؟»، وحذر من العودة مجددا إلى «سياسة المهل الإضافية للنظام والتسويف وإضاعة الوقت»، معتبرا أن الأمر بات «مثل أغنية الشيطان، بمعنى أنه كلما أفشل الأسد خطة فتحوا له بابا جديدا».

وأعرب غليون عن اعتقاده أن «أي خطة أو مساع جديدة لن تؤدي إلى نتيجة، لأن من سيحسم هم الشباب الذين يقاتلون على الأرض، ولم تعد لديهم أوهام تجاه الحلول السياسية وتعنت النظام ووجود آليات جديدة للضغط على الأسد»، مشيرا إلى أن «الثوار مصرون على أن يحسموا المعركة بأيديهم، وهذه هي الطريق الصحيحة».

وأعرب غليون عن اعتقاده أنه «لدى الدول التي لم تقم بواجبها تجاه الشعب السوري شعور ربما بملء الفراغ والعودة إلى نفس الطريق بانتظار تغيير لميزان القوى ميدانيا خلال الأسابيع المقبلة»، مجددا الإشارة إلى أن «أي مناورة جديدة ليست ذي قيمة وأن محاولات الروس الدخول في تسوية جديدة لن تتحقق».

كما شددت مصادر قيادية رفيعة في «الجيش السوري الحر» لـ«الشرق الأوسط» على أن «خطط أنان ومن سواه لم تجد نفعا في سوريا»، وقالت إن «ما يجدي نفعا هو التحرك العسكري تحت الفصل السابع، إذ لم يعد من الممكن إعطاء النظام السوري المهلة تلو الأخرى».

وأشارت المصادر عينها إلى أنها «لم تبلّغ بعد بآلية عمل أنان الجديدة»، وذكرت «بأننا تجاوبنا مع خطته الحالية، بينما كانت آلة القتل تمعن فينا ووافقنا عليها رغم إدراكنا سلفا بأنها لن تجدي لأننا أردنا التأكيد على رغبتنا في الوصول إلى حل». وسألت هذه المصادر: «هل من العدل والمنطق أن نقول للنظام الذي يقتل ويرتكب المجازر ابق في مكانك»، مشددة على أن «هناك أزمة نظام قمعي يتكون من منظومة معقدة من أجهزة الأمن والحرس الجمهوري والجيش». وكان «المجلس الوطني» قد أصدر بيانا فجر أول من أمس، قال فيه إن إقرار أنان أن خطته للتعامل مع الوضع في سوريا «لم تنجح وقد لا يكون من ضمانة أنها ستنجح»، يتزامن مع تأكيد منظمات حقوقية أن «نحو أربعة آلاف سوري قتلوا على أيدي النظام الدموي منذ إعلان وقف إطلاق النار في الثاني عشر من أبريل (نيسان) 2012، إضافة إلى استخدامه الأسلحة الثقيلة من دبابات ومدفعية وطيران في قصف المناطق المأهولة وقتل وإبادة أسر بكاملها».

وبينما انتقد «اختيار أنان الاجتماع مع رموز النظام السوري، وقوبل غيابه عن مؤتمر أصدقاء الشعب السوري في باريس باستغراب ودهشة الدول المشاركة»، أكد المجلس الوطني أن «عدم التزام النظام بأي من بنود المبادرة المشتركة يقتضي عدم القفز على الالتزامات التي أقرت في الجامعة العربية ومجلس الأمن، والعمل على وضع المجتمع الدولي أمام التزاماته وفي المقدمة منها اتخاذ مجلس الأمن قراراته تحت الفصل السابع وفرض عقوبات ملزمة على النظام، وإقرار الخطوات المطلوبة لحماية المدنيين السوريين بكل الوسائل المتاحة».

واستغرب المجلس الوطني «دعوة أنان إيران للمشاركة في مجموعة العمل حول سوريا»، معتبرا أن «الدعم الذي يقدمه نظام طهران لحلفائه في النظام السوري يجعلهم شركاء في العدوان على الشعب السوري ولا يمكنهم من أن يكونوا جزءا من الحل ما لم تتغير مواقفهم بصورة جذرية ويؤكدوا دعمهم واحترامهم لكفاح الشعب السوري من أجل الحرية والكرامة».

عائلة طلاس تعيش حالة غضب شديد من بشار الأسد

مصدر مقرب لـ «الشرق الأوسط»: مناف انشق ليحمي حياته المهددة

دبي: محمد نصار

تتملك عائلة العميد المنشق عن الجيش السوري مناف طلاس حالة من الغضب الشديد لما فعله بشار الأسد في مدينتهم الرستن، في حين يبدو أن مناف طلاس انشق هربا من عدة تهديدات بقتله، بعد أن تم تهميشه ووضعه تحت ما يشبه الإقامة الجبرية، بينما من المرجح ألا ينضم طلاس إلى الجيش السوري الحر ليخوض حربا ضد صديقه القديم بشار الأسد.

وقال مصدر وثيق الصلة بعائلة طلاس لـ«الشرق الأوسط» إن انشقاق مناف طلاس عن الجيش السوري كان أمرا متوقعا، مضيفا «لا أعتقد أنه خرج ليخوض أو يقود حربا ضد بشار الأسد». وأشار إلى أن مناف ذاهب ليحمي حياته لأنه صار مهددا، «مرجحا ألا ينضم طلاس إلى الجيش الحر أو المجلس الوطني».

ويضيف المصدر أن مناف طلاس رفض الحل الأمني منذ بدايته، خاصة بعد أن تم استهداف مدينته ومسقط رأسه الرستن، لافتا إلى أنه – بقربه من الرئيس ونفوذه في الجيش – «استطاع أن يقول إن الحل العسكري خطأ.. وكان يظن أنه سيؤثر على الأسد بذلك، ولكن ثبت أن الفريق الذاهب إلى العنف كان أقوى، ووجد نفسه معزولا، وطلبوا منه أن يجلس في المنزل».

وعن الطريقة التي تمكن من خلالها ضابط بحجم مناف طلاس من مغادرة سوريا قال المصدر «مناف كعسكري لا يستطيع أن يخرج من سوريا إلا بإذن من قيادته العسكرية المباشرة، وأنا شخصيا لا أعلم كيف تمكن من الخروج». وأوضح المصدر أن «أسرة طلاس كلها تشعر بالغضب من تصرف النظام مع الرستن.. الرستن بلد مصطفى طلاس، وفيها 1700 ضابط، معظمهم انشقوا عن الجيش.. فلا يمكن لإنسان أن يرى بلده تدمر بهذه الطريقة ويجلس يتفرج عليها أو يشارك في تدميرها.. لا أعتقد أن مناف سينضم إلى الجيش الحر، لكنه أصبح خارج عباءة الأسد».

وقال المصدر إن مناف طلاس قام بمحاولات مصالحة بين السلطة والمعارضين في الرستن ودرعا لم تحقق نجاحا، كاشفا أن العميد تخلى عن بزته العسكرية منذ بضعة أشهر، وبات يتنقل بملابس مدنية.. وكان يقيم في دمشق، وأطلق لحيته وشعره.

وتتحدث تقارير إعلامية عن أن الطلاق بين مناف طلاس والنظام حصل خلال العملية العسكرية على حي بابا عمرو في مدينة حمص في فبراير (شباط) ومارس (آذار)، عندما رفض قيادة الوحدة التي هاجمت الحي ثم أسقطته، ومنذ ذلك الوقت، طلب منه الرئيس السوري ملازمة المنزل.

موسكو تستقبل معارضين سوريين.. وتوقف تسليم شحنة أسلحة للنظام

بوتين يدعو إلى حل سلمي للأزمة.. وضرورة اللجوء لمجلس الأمن في حال الحاجة إلى تدخل عسكري

لندن: «الشرق الأوسط»

فيما يبدو أبرز تغيير في الموقف الروسي، الذي داوم على مساندة نظام الأسد منذ بدء الأزمة السورية، استقبلت موسكو أمس ممثلين عن المعارضة السورية، في الوقت الذي نقلت فيه وكالة أنباء روسية عن مصدر عسكري قوله إن «موسكو لن تسلم مقاتلات أو أي أسلحة جديدة أخرى لسوريا، مادام بقي الوضع هناك دون حل»، متحدثا عن شحنة من 40 طائرة مقاتلة طراز «ياك 130»، التي ذكرت تقارير أنه تم توقيع عقد بشأنها نهاية العام الماضي.

ويتزامن ذلك مع دعوة روسيا إلى «حل سياسي سلمي» في سوريا، رافضة مجددا أي تدخل في هذا البلد، ومشددة على ضرورة أن يكون أي قرار التدخل بالتدخل العسكري، لو دعت الحاجة إلى مثل ذلك القرار، عبر بوابة مجلس الأمن. وصرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كلمة متلفزة: «إني مقتنع بأن علينا بذل كل الجهود لإقناع أطراف النزاع بحل سياسي سلمي لتسوية كل الخلافات».

وأضاف بوتين، أمام سفراء روسيا إلى الخارج في مقر وزارة الخارجية: «هي بالطبع مهمة أكثر صعوبة ودقة» من اللجوء إلى «تدخل بالقوة من الخارج»، مؤكدا معارضة موسكو لأي تدخل مسلح من دون الموافقة المسبقة لمجلس الأمن الدولي حيث تتمتع روسيا، كدولة دائمة العضوية، بحق الفيتو، إلى جانب الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا. وتابع: «سنتحقق في حال دعت الحاجة إلى تدخل عسكري من أن يتخذ هذا القرار ضمن إطار مجلس الأمن»، معتبرا أن «استبدال مثل هذه القرارات واتخاذ عقوبات أحادية سيأتي بنتائج عكسية».

وأدلى بوتين بخطابه بعد ساعات على دعوة ميشيل كيلو، أحد أبرز المعارضين السوريين، روسيا إلى الإسهام في «استقرار الوضع في بلاده»، وذلك أثناء محادثات أجراها في موسكو مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.

وقال كيلو إن «سوريا أصبحت ساحة نزاع دولي.. ونعتبر بصفتنا ممثلين عن القوى الديمقراطية أن من مصلحة روسيا (التوصل) إلى استقرار الوضع». وأضاف: «إننا جزء لا يتجزأ من الحوار الوطني الذي أطلق في 2001. للأسف لا يستجيب النظام لمطالبنا».

كما قال كيلو لإذاعة «صوت روسيا» إن العميد مناف طلاس، الذي انشق الجمعة عن الجيش السوري، قد يقوم بدور أساسي في سوريا، موضحا أن «العميد مناف طلاس الشخص المناسب للعب دور أساسي في سوريا».

وقال لافروف من جهته بحسب وكالة «ايتار تاس»: «إن روسيا من البلدان القليلة، إن لم تكن الوحيدة، التي تعمل بشكل ناشط مع الحكومة السورية ومختلف قوى المعارضة (السورية) سعيا لتطبيق خطة كوفي أنان». وأضاف: «نراهن على أن يكون لقاء اليوم (مع كيلو) خطوة على طريق تطبيق الاتفاقات التي تم التوصل إليها في جنيف (في 30 يونيو/ حزيران) حول مبادئ عملية سياسية انتقالية في سوريا اقترحها أنان». ويأتي ذلك في وقت ينتظر فيه وصول الرئيس الجديد للمجلس الوطني السوري المعارض الكردي عبد الباسط سيدا غدا (الأربعاء) إلى موسكو لإجراء محادثات أيضا بعد مؤتمر «أصدقاء الشعب السوري» في باريس، الذي قاطعته روسيا والصين.

وقبيل زيارته المقررة، دعا سيدا أمس روسيا إلى وقف تسليح النظام السوري إذا أرادت «الحفاظ على علاقات جيدة مع الشعب السوري». وقال سيدا في مقابلة مع إذاعة «صوت روسيا» الروسية بثت أمس على موقعها الإلكتروني: «نعلم أن روسيا تزود سوريا بالأسلحة. سنتحدث عن هذا الأمر في موسكو».

وأضاف: «نريد التوضيح أن النظام الديكتاتوري الذي يحكم سوريا منذ أكثر من أربعين عاما شارف على نهايته. المطلوب من روسيا الحفاظ على علاقات جيدة مع الشعب السوري، عبر وقف تزويد نظام بشار الأسد بالسلاح».

وبالتزامن مع مطالب سيدا، نقلت وكالة أنباء روسية عن هيئة التعاون العسكري الروسية قولها أمس إن موسكو لن تسلم مقاتلات أو أي أسلحة جديدة أخرى لسوريا، ما دام الوضع هناك «دون حل».

وذكرت وكالة «إنترفاكس» للأنباء أن فياتشيسلاف جيركالن، نائب مدير الهيئة، قال للصحافيين في معرض «فارنبره» الجوي في بريطانيا: «ما دام الوضع في سوريا غير مستقر، فلن تسلم شحنات أسلحة جديدة إلى هناك».

ويمكن أن تكون هذه أجرأ خطوة من جانب موسكو لتنأى بنفسها عن الرئيس السوري بشار الأسد، الذي دافعت عنه في الأمم المتحدة وحمته من عقوبات أشد يفرضها مجلس الأمن الدولي.

وصرح جيركالن بأن روسيا لن تسلم سوريا شحنة من الطائرات المقاتلة طراز «ياك 130»، التي ذكرت تقارير أنه تم توقيع عقد بشأنها نهاية العام الماضي. وجاء في التقرير أن روسيا وقعت عقدا بتسليم 40 مقاتلة.. وأضاف جيركالن: «في ظل الوضع الحالي، فإن الحديث عن تسليم طائرات لسوريا أمر سابق لأوانه».

وتعرضت روسيا، الشهر الماضي، لانتقادات من الغرب بعد أن قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إن لديها معلومات تفيد بأن طائرات هليكوبتر هجومية في طريقها من روسيا إلى سوريا. بينما قالت موسكو إن طائرات الهليكوبتر كانت جزءا من عقد قديم. وقال جيركالن أمس: «من قبل كنا ننفذ عقودا قديمة، منها عمليات صيانة لمعدات.. وحتى يستقر الموقف لن نسلم أي شحنات أسلحة جديدة».

المعارضة السورية ترفض طرح كيلو بترؤس مناف طلاس لحكومة انتقالية

عقيد في الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط»: لن نقبل به بأي حال من الأحوال لأنه ابن النظام

بيروت: بولا أسطيح

لاقى الموقف الذي أطلقه المعارض السوري ميشيل كيلو من روسيا والداعي لترؤس العميد المنشق مناف طلاس لحكومة انتقالية في سوريا استهجان قوى المعارضة السورية المتمثلة بالمجلس الوطني السوري والجيش الحر وهيئة التنسيق المحلية، الذين رفضوا الفكرة رفضا قاطعا؛ مشددين على أن المرحلة تستدعي تضافر الجهود لإيقاف القتل قبل النظر بمواضيع على علاقة بـ«الترف السياسي».

وكان كيلو وبعد لقائه وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف في موسكو قال في تصريح لراديو «صوت روسيا» إن «العميد مناف طلاس الذي انشق قبل أيام عن النظام، يمكن أن يكون شخصية مقبولة لترؤس الحكومة الانتقالية، لأن يديه لم تتلوث بدماء السوريين» معتبرا أنه «قد يضطلع بدور أساسي في سوريا».

ورد نائب المراقب العام للإخوان المسلمين في سوريا وعضو المجلس التنفيذي في المجلس الوطني السوري فاروق طيفور على طرح كيلو، معتبرا أنه «من المبكر جدا الحديث عن حكومات انتقالية فيما دماء الشعب السوري تسيل على الأرض»، واصفا حديث كيلو بـ«البعيد عن المنطق والواقع».

ولفت طيفور إلى أنه «وعلى الرغم من أن المجلس الوطني يقدّر انشقاق طلاس فإنه يعتبر أولويته اليوم إسقاط النظام ليتم الحديث بعدها عن حكومة انتقالية أو غيره»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «جهودنا تنصب اليوم على تأمين الاحتياجات الأساسية لشعبنا كما على إيقاف عمليات القتل والإبادة وعلى دعم الجيش السوري الحر، وبالتالي ما نسعى إليه اليوم أبعد ما يكون عن مواضيع على علاقة بالترف السياسي».

وذكّر طيفور بأن «المعارضة السياسية السورية لا تزال بالخارج وأرضها مستباحة، وبالتالي طرح أي حل سياسي قبل إيقاف المجاز يعد غير منطقي»، وأضاف: «يبدو أن ميشيل كيلو يعيش في ظروف بعيدة كل البعد عن احتياجات شعبنا وطموحاته».

وبينما رفض قيادي في هيئة التنسيق المحلية التعليق بشكل رسمي على طرح كيلو، اكتفت مصادر رفيعة بالهيئة بالقول لـ«الشرق الأوسط» إن «هذا الطرح مستغرب من حيث الظروف والتوقيت».

وبموقف لافت، أعلن نائب رئيس الأركان في الجيش الحر العقيد المنشق عارف الحمود رفض الجيش الحر القاطع لترؤس مناف طلاس لحكومة انتقالية، وقال لـ«الشرق الأوسط» إننا «لن نقبل به بأي حال من الأحوال لأنه ابن النظام، ونحن الذين نعلم تماما ما قام ويقوم به اللواء 105 من الحرس الجمهوري الذي كان يرأسه طلاس».

ولفت الحمود إلى أن «انشقاق طلاس أضر بالنظام؛ لكنّه لم يخدم الجيش الحر أو المعارضة السورية.. فهو انتقل من سوريا إلى القصور الباريسية ولم يبق يقاتل في أرضه إلى جانبنا ولم يسكن في الخيم»، وأضاف: «لن نقبل بحلول من الخارج بعد الآن فالشعب السوري والثوار على الأرض وحدهم سيقررون مستقبلهم ويختارون من سيحكم».

وكانت ردود فعل الناشطين السوريين على طرح طلاس توالت على شبكات التواصل الاجتماعي، وقد توافقوا على التشكيك بالطرح من حيث مكان صدوره وظروفه. وفي هذا الإطار قال أحدهم: «أخطر ما في الخبر هو ترشيح مناف طلاس لرئاسة المرحلة الانتقالية، فهروب طلاس أظنه كان مدبرا لأن مشكلة الأطراف الدولية هي أنّها لم تكن تجد بديلا مقبولا بعد الأسد، وكانت دائما تعطي المهل للأسد ولنفسها، ويبدو اليوم أنّها وجدت ضالتها في مناف طلاس، الذي هو من نفس نظام الأسد، ولا يختلف عنه في شيء». ودعا الناشط «الثوار في سوريا لرفض أي شخص له علاقة بالنظام السابق».

واعتبرت ناشطة أخرى أنه «إذا كان الغرب يريد طلاس فمعنى ذلك أن هناك مؤامرة على الثورة ليتم تبديل بشار الأسد بطلاس الأسد»، وأردفت قائلة: «الجيش الحر والشعب السوري الثائر سينتخب قادته بنفسه ويسقط الجزار وينزل به القصاص هذا هو الحل الصحيح».

كيلو من موسكو: العميد مناف طلاس مناسب للعب دور أساسي

أنان إلى طهران بعد اتفاقه مع الأسد على “منحى جديد”

                                            توجه الموفد الدولي كوفي أنان أمس إلى طهران بعد لقائه الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق من حيث أعلن الاتفاق “على منحى جديد سأنقله إلى المعارضة”. ومن موسكو قال المعارض السوري البارز ميشال كيلو بعد محادثات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن “العميد مناف طلاس الشخص المناسب للعب دور اساسي في سوريا”.

ففي دمشق وبعد لقائه الرئيس السوري أمس، قال الموفد الدولي الخاص الى سوريا كوفي أنان إنه اتفق مع الأسد على طرح للحل سيناقشه مع “المعارضة المسلحة” من أجل وقف أعمال العنف المستمرة على وتيرتها التصعيدية في البلاد، ولكنه لم يفصل الطرح الذي تم التوصل إليه خلال الاجتماع “الصريح والبناء”، إلا أنه شدد على أهمية المضي في “الحوار السياسي الذي يوافق عليه” الأسد.

وقال أنان قبل توجهه الى طهران “أجرينا محادثات بناءة وصريحة مع الرئيس الأسد وناقشنا سبل إنهاء العنف والطرق الى ذلك”. وأضاف للصحافيين في دمشق “اتفقنا على منحى جديد وسوف أنقله للمعارضة”.

وقال أنان للصحافيين لدى عودته الى الفندق “أجريت للتو محادثات بناءة وصريحة جداً مع الرئيس الأسد”. وأضاف “ناقشنا الحاجة الى وقف العنف والطرق والوسائل المؤدية الى ذلك. واتفقنا على طرح سأتشارك به مع المعارضة المسلحة”.

وذكر أنان في نهاية زيارته الثالثة الى دمشق منذ بدء الاضطرابات قبل 16 شهراً التي أدت الى مقتل أكثر من 17 ألف شخص حتى الآن، أنه سيغادر سوريا “لكن حوارنا سيستمر”، مشيراً الى أن الفريق الموجود على الأرض سيواصل العمل من أجل هذا الحوار.

وانتقل أنان أمس الى طهران بعد زيارته دمشق لبحث الأزمة السورية مع وزير الخارجية الإيراني علي صالحي كما أفادت قناة “العالم” الإيرانية الناطقة بالعربية.

وقال أنان بعيد وصوله حسبما أعلن المتحدث باسمه أحمد فوزي، “أنا هنا لمناقشة الوضع في سوريا. كما تعرفون حصل اجتماع لمجموعة الاتصال حول سوريا في نهاية الشهر الماضي في جنيف، ولنرى كيفية العمل معاً للمساعدة في تسوية الوضع في سوريا”.

وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي في تعليق على المحادثات مع أنان على حسابه في موقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي على الانترنت، أن الطرفين يعتبران أن مؤتمر جنيف الذي أقر في 30 حزيران اقتراح أنان حول الحكومة الانتقالية “خطوة مهمة لإعطاء دفع للعملية السياسية”.

وأعلن مقدسي أن اجتماع الأسد وأنان كان “بناء وجيداً”، مشيراً الى أن الموفد الدولي التقى أيضاً وزير الخارجية السوري وليد المعلم. وقال “في الاجتماعين، أكدنا لأنان التزام سوريا بتطبيق خطة النقاط الست، وعبرنا عن أملنا بأن يكون الطرف الآخر ملتزماً أيضاً”.

ودعت روسيا الى “حل سياسي سلمي” في سوريا رافضة مجدداً أي تدخل في هذا البلد، مع استقبالها المعارض السوري ميشال كيلو أمس.

وصرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كلمة متلفزة “إني مقتنع بأن علينا بذل كل الجهود لإقناع أطراف النزاع بحل سياسي سلمي لتسوية كل الخلافات”. وأضاف أمام سفراء روسيا في الخارج في مقر وزارة الخارجية “بالطبع إنها مهمة أكثر صعوبة ودقة” من اللجوء الى “تدخل بالقوة من الخارج”.

وأكد بوتين معارضة موسكو لأي تدخل مسلح من دون الموافقة المسبقة لمجلس الأمن الدولي، وتابع “سنتحقق في حال دعت الحاجة الى تدخل عسكري بأن يتخذ هذا القرار ضمن إطار مجلس الأمن”.

وجاء كلام بوتين بعد ساعات على دعوة أحد المعارضين السوريين ميشال كيلو روسيا الى الإسهام في “استقرار الوضع” في بلاده” أثناء محادثات أجراها في موسكو مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.

وقال كيلو وهو من المعارضين غير المنضوين في المجلس الوطني السوري حسب وكالات أنباء روسية، إن “سوريا أصبحت ساحة نزاع دولي. ونعتبر بصفتنا ممثلين عن القوى الديموقراطية أن من مصلحة روسيا (التوصل) الى استقرار الوضع” في سوريا.

وقال كيلو لإذاعة “صوت روسيا” إن العميد مناف طلاس المقرب من الرئيس بشار الأسد والذي انشق الجمعة عن جيش النظام، قد يضطلع بدور أساسي في سوريا. ونقلت وكالة “انترفاكس” عن كيلو قوله في المقابلة إن “العميد مناف طلاس هو الشخص المناسب للعب دور أساسي في سوريا”.

ولكن فهد المصري مسؤول الإعلام المركزي فى القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل، رفض التصريح الذي أدلى به كيلو، وقال في تصريح صحافي أمس إن هذا الرأي يمثل ميشال كيلو لا الشعب السوري الثائر صاحب الحق الوحيد فى تحديد قادة المرحلة الانتقالية.

وقال لافروف بحسب وكالة “ايتار تاس” “إن روسيا من البلدان القليلة إن لم تكن الوحيدة التي تعمل بشكل ناشط مع الحكومة السورية ومختلف قوى المعارضة (السورية) سعياً لتطبيق خطة كوفي أنان”. وأضاف “نراهن على أن يكون لقاء اليوم (أمس مع ميشال كيلو) خطوة على طريق تطبيق الاتفاقات التي تم التوصل اليها في جنيف” في 30 حزيران حول مبادئ عملية سياسية انتقالية في سوريا اقترحها أنان.

وينتظر وصول رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبدالباسط سيدا غداً الى العاصمة الروسية لإجراء محادثات.

وفي مقابلة مع إذاعة “غولوس روسي” (صوت روسيا) الروسية بثت أمس، دعا سيدا روسيا الى وقف تزويد نظام دمشق بالأسلحة. وقال سيدا “نعلم أن روسيا تزود سوريا أسلحة. سنتحدث عن هذا الأمر في موسكو”.

وأضاف “نريد التوضيح أن النظام الديكتاتوري الذي يحكم سوريا منذ أكثر من أربعين عاماً شارف على نهايته. المطلوب من روسيا الحفاظ على علاقات جيدة مع الشعب السوري” عبر وقف تزويد النظام بالسلاح.

ونقلت وكالة أنباء روسية عن نائب مدير هيئة التعاون العسكري الروسية قوله أمس، إن موسكو لن تسلم مقاتلات أو أي أسلحة جديدة أخرى لسوريا ما دام الوضع هناك “دون حل”.

وذكرت وكالة “انترفاكس” للأنباء أن فياتشيسلاف جيركالن نائب مدير الهيئة قال للصحافيين في معرض فارنبره الجوي في بريطانيا، “ما دام الوضع في سوريا غير مستقر فلن تسلم شحنات أسلحة جديدة الى هناك”.

وأكدت المملكة العربية السعودية أمس، على ضرورة إصدار قرار عاجل من مجلس الأمن الدولي تحت الفصل السابع يلزم النظام السوري التخلي عن الخيار الأمني وقبول النهج السياسي.

ميدانياً، استمرت العمليات العسكرية التي تقوم بها قوات الأسد على الأرض وسقط 47 شهيداً أكثرهم في مجزرتين إحداهما في الرستن والأخرى في أريحا في ريف دمشق (التفاصيل ص 14).

(ا ف ب، رويترز، يو بي أي، ا ش ا)

حسب مسؤولين كبار في موسكو: روسيا لن تسلم أسلحة جديدة لسوريا

في خطوة, وصفت بأنها الأكثر جرأة من جانب روسيا ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد, كشف مسؤولون روس كبار في قطاع تصدير الأسلحة أن روسيا لن تبيع أسلحة جديدة إلى حليفتها سوريا لحين استقرار الوضع هناك, مع الالتزام بالعقود الموقعة سابقا.

وقال فياتشيسلاف جيركالن -نائب مدير هيئة التعاون العسكري الروسية- في معرض فارنبورو الجوي في بريطانيا إن موسكو لن تسلم مقاتلات أو أي أسلحة جديدة أخرى لسوريا ما بقي الوضع هناك “دون حل”.

ونقل عن جيركالن قوله إن روسيا وهي واحدة من مصدري الأسلحة الرئيسيين لسوريا لن تسلم دمشق شحنة من 36 طائرة مقاتلة طراز ياك 130.

في الوقت نفسه, أكد مدير وكالة صادرات الأسلحة الروسية ألكسندر فومين أن موسكو تنوي مواصلة دعم دمشق في مجال التسلح والمعدات العسكرية تنفيذا لعقود سابقة. وقال فومين في تصريحات نقلتها وكالات الأنباء الروسية “سوريا صديقتنا القديمة ونلتزم بموجباتنا تجاه أصدقائنا”.

وطبقا لرويترز فإن هذه الخطوة التي قد تكون الأجرأ من جانب موسكو حتى الآن لتنأى بنفسها عن الرئيس السوري بشار الأسد الذي دافعت عنه في الامم المتحدة وحمته من عقوبات أشد, قد تعرقل أيضا عقودا تصل قيمتها إلى أربعة مليارات دولار ولم يتم تنفيذها بعد منها مقاتلات وأنظمة دفاع جوي كان من المتوقع تسليمها هذا العام إلى الجيش السوري.

وفي أول رد فعل أميركي, أبدت وزارة الخارجية حذرا حيال الموضوع، مشيرة إلى أنها “تنتظر توضيحا من الروس” ومعتبرة أنه إذا كان الموقف الروسي صحيحا “فإن ذلك سيكون مؤشرا طيبا”.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض إيرين بيلتون “لو تأكد هذا فإنه تطور ايجابي وإذا كانت روسيا تعتزم حقا وقف مبيعات السلاح إلى سوريا فإننا سنشيد بهذه الخطوة ونشيد بروسيا على هذا الإجراء الذي سيبعث برسالة قوية إلى نظام الأسد”.

وأضافت “إننا ندعو منذ وقت طويل كل الدول إلى الكف عن تزويد هذا النظام بالسلاح بالنظر إلى استمراره في استخدامه ضد الشعب السوري”. كما قال باتريك فنتريل وهو متحدث باسم الخارجية الأميركية “نعتقد أن مواصلة بيع الأسلحة للنظام السوري لا يؤدي إلا إلى صب الزيت على النار وعلى الروس إنهاء كل عمليات نقل الأسلحة، ليس فقط العقود السارية بل أيضا كل العقود الجديدة”.

وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قد قالت في وقت سابق إن التصريحات الروسية القائلة إن الأسلحة ليس لها علاقة بالعنف في سوريا “غير صحيحة على الإطلاق”. كما وصفت واشنطن تسليم شحنة من الأسلحة الروسية الثقيلة إلى دمشق بأنه إجراء “يستحق اللوم”.

بدوره, قال المتحدث باسم الأمم المتحدة إدواردو دل بواي إن الأمين العام بان كي مون قال بوضوح إن كل البلدان التي تملك نفوذا في الأزمة في سوريا عليها الامتناع عن التزويد بالأسلحة وإن “العسكرة لن تسمح بوضع حد للعنف”.

في مقابل ذلك, يقول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الأسلحة التي تقدمها بلاده لا يمكن استخدامها في حروب أهلية ووصف وزير خارجيته سيرغي لافروف الأسلحة بأنها دفاعية تباع بموجب تعاقدات أبرمت منذ وقت طويل.

يشار إلى أن روابط تجارة الأسلحة بين سوريا وروسيا تعود إلى العهد السوفياتي, حيث سبق لسوريا أن وقعت تعاقدات بقيمة مليارات الدولارات. كما أن سوريا تستضيف منشأة روسية للإمداد والإصلاح على البحر المتوسط وتعد القاعدة البحرية الوحيدة لروسيا خارج الاتحاد السوفياتي سابقا.

ويقول المحلل الروسي رسلان علييف -المتخصص في شؤون تجارة الأسلحة بين روسيا وسوريا في مركز كاست للدراسات- إن موسكو نأت بنفسها بالفعل عن الأسد, قائلا إنه “قرار سياسي في الأساس يستند إلى وجهة نظر موسكو تجاه سوريا”.

يذكر أن روسيا تعرضت مؤخرا لانتقادات من الغرب بعد أن قالت كلينتون إن لديها معلومات تفيد بأن مروحيات هجومية في طريقها من روسيا إلى سوريا. وقد ردت روسيا بأن المروحيات جزء من عقد قديم.

أنان في إيران لبحث الأزمة السورية

                                            يبحث المبعوث العربي والدولي كوفي أنان في طهران اليوم الثلاثاء تطورات الوضع في سوريا مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ووزير خارجيته علي أكبر صالحي ومسؤولين آخرين، بعد أن التقى أمس الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق للغرض نفسه.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصدر في الأمم المتحدة أن أنان يعتقد أن الدور الإيراني ضروري لحل الأزمة السورية، حيث يمكن لطهران أن تستغل علاقتها الجيدة بالقيادة السورية للوصول إلى حل ينهى العنف، حسب قوله.

وصول أنان إلى طهران تزامن مع تصريحات لوزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي على هامش زيارته لأبو ظبي قال فيها إن الشعب السوري يجب أن تتاح له حرية اختيار رئيسه بنفسه في الانتخابات المقررة عام 2014، داعيا الدول المعنية بهذا الأزمة إلى أن تتجنب حتى ذلك الحين عدم تفاقم إراقة الدماء من خلال التدخل على الأرض في الصراع الدائر هناك.

 وقد وصل أنان إلى إيران الاثنين عقب مباحثات أجراها مع الرئيس السوري تناولت سبل إنهاء العنف، ووصف الاجتماع بأنه كان بناء وصريحا، كما شدد على أهمية التقدم بالحوار السياسي وتنفيذ خطة النقاط الست.

 وأكد أنان على موافقة الأسد على طلبه بضرورة تحقيق تقدم نحو حوار سياسي، دون ذكر الخطة الانتقالية التي وافقت عليها الدول الكبرى إضافة إلى الدول العربية.

 وأضاف قبل توجهه إلى طهران “أجرينا محادثات بناءة وصريحة مع الرئيس الأسد وناقشنا سبل إنهاء العنف والطرق إلى ذلك”، كما أكد التوصل إلى اتفاق مع الرئيس السوري على “مقاربة” لوقف العنف في البلاد سيناقشها مع “المعارضة المسلحة”.

خطة جيدة

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد المقدسي في رسالة على موقع تويتر إنهم أكدوا في كلا الاجتماعين لأنان التزام سوريا بالخطة المؤلفة من ست نقاط ويأملون بأن يلتزم الجانب الآخر أيضا.

وفي مقابلة تلفزيونية الأحد قال الأسد إنه ما زال ملتزما بخطة أنان واتهم الولايات المتحدة والسعودية وقطر وتركيا بتزويد المعارضة المسلحة بالسلاح والدعم المتعلق بالإمداد والتموين.

ووصف في مقابلة مع القناة الأولى بالتلفزيون الألماني (إيه آر دي) خطة أنان بأنها “خطة جيدة للغاية” ويجب عدم السماح بفشلها رغم ما يواجهه أنان من عقبات لا حصر لها.

وأعرب الأسد عن رفضه لدعاوى التنحي الموجهة إليه، قائلا إنه لا ينبغي على الرئيس أن يهرب من التحديات الوطنية التي تواجه بلاده.

تصريحات الشيخ

وفي تعليقه على التطورات السياسية الأخيرة في سوريا قال قائد المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر العميد الركن مصطفى الشيخ للجزيرة إن مبادرة أنان فشلت ولم تعط أي نتيجة.

وهاجم ما سمي بالمنهج الجديد الذي سينقله أنان لما سماها المعارضة المسلحة، قائلا ليس المطلوب أن يحاور أنان الأسد على مشروع سياسي يقره ويرتئيه هو وليس الشعب السوري.

وأضاف أن أي خطة لا تتضمن إسقاط النظام بكل رموزه وأركانه لا يمكن أن تحقق أي تقدم، فالفصائل المسلحة على الأرض متفقة كلها على إسقاط النظام، لكن يخطئ من يظن أن بإمكان أي أحد التحكم فيها.

وانتقد الشيخ موقف الدول الغربية، قائلا إنه منذ انطلاقة الثورة في سوريا كان ما تفعله الدول الكبرى هو الحفاظ على مصالحها دون مراعاة الشعب السوري أو مصلحته.

وقال إنه كلما زاد الضغط على الجيش والنظام السوري سارعت هذه الدول وزادت من وتيرتها لحل المشكلة، وأكد أن كل المبادرات السياسية منذ أول مؤتمر حتى أصدقاء سوريا كانت توفير مهل للنظام السوري.

مرحلة انتقالية

وفي موسكو قال رئيس المنبر الديمقراطي السوري المعارض ميشيل كيلو بعد مباحثات أجراها وفد لمعارضين سوريين مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنهم اقترحوا على روسيا القبول بمرحلة انتقالية تبدأ برحيل الأسد وسمى لقيادتها العميد مناف طلاس.

من جهته قال لافروف إن روسيا هي إحدى البلدان النادرة، إن لم تكن الوحيدة، التي تعمل بشكل نشط مع الحكومة السورية ومختلف قوى المعارضة سعيا لتطبيق خطة أنان.

وأضاف حسب وكالة أنباء إيتار تاس أن موسكو مهتمة بتنفيذ ما جاء في البيان الختامي الصادر عن المؤتمر الدولي بشأن سوريا الذي انعقد في جنيف، أي وقف العنف وإطلاق عملية سياسية تسمح للأطراف بتقرير مصيرهم.

ومن المتوقع أن يشارك المجلس الوطني السوري في محادثات دعت لها موسكو، وسيعقد اللقاء غدا الأربعاء ويشارك فيه رئيس المجلس الوطني عبد الباسط سيدا ووفد من عشرة أعضاء.

في السياق جدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كلمة متلفزة دعوته إلى “حل سياسي سلمي” في سوريا، وأعلن رفضه لأي “تدخل بالقوة من الخارج”.

واتهم بوتين الدول الغربية بخرق القانون الدولي والتعامل مع الموقف من جانب واحد، قائلا إن هذا يظهر “من خلال ما يسمى بالعمليات الإنسانية وتصدير ديمقراطية الصواريخ والقنابل والتدخل في النزاعات الداخلية”.

82 قتيلا وقصف حماة وريف دمشق

                                            قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 82 شخصا قتلوا أمس الاثنين بنيران الجيش النظامي وقوات الأمن معظمهم في دير الزور وإدلب، كما سقط قتلى في هجمات وقصف على حماة وريف دمشق، بينما اتسعت رقعة المواجهات بين الجيشين النظامي والحر في مناطق عدة وصلت إلى قلب دمشق.

 وحسب الشبكة، فإن من بين القتلى 23 سقطوا في دير الزور و17 في إدلب وثمانية في كل من حماة ودرعا وسبعة في حمص وستة في ريف دمشق، بينما أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأن بلدات قطنا ودير العصافير بريف دمشق تعرضت لقصف من قبل الجيش النظامي.

والجيش النظامي عند طريق المتحلق الجنوبي بدمشق.

كما قال ناشطون إن اشتباكات عنيفة اندلعت صباح أمس بين الطرفين في بلدة جورة الشياح بحمص، وذلك بعد أن قصف الجيش النظامي المدينة بالدبابات مما أدى إلى هدم عدد من المنازل.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القوات النظامية اقتحمت حي القابون في دمشق ونفذت حملة دهم واعتقال بحثا عن “مطلوبين للسلطات”. وأفادت الهيئة العامة بأن بلدات قطنا ودير العصافير بريف دمشق تعرضت لقصف من قبل الجيش النظامي.

وأضاف المرصد أن ريف دمشق يشهد أيضا حملة دهم واعتقال على أيدي القوات النظامية في منطقة عدرا، مشيرا إلى أن سيارات الأمن تجوب شوارع بلدة المعضمية كما استهدف حاجز للقوات النظامية عند مفرق ضاحية صحنايا.

جانب من آثار الدمار الذي لحق حمص جراء القصف المتواصل وأعمال الحرق والنهب

حلب وحمص

وخارج ريف دمشق بث ناشطون سوريون صورا على مواقع الثورة السورية تظهر دمار عدد من الآليات العسكرية للجيش النظامي في حلب. وقال الناشطون إن الجيش الحر سيطر على مناطق واسعة في ريف حلب الشمالي.

وأضافوا أن قوات النظام تقصف المناطق المحررة بالمروحيات الموجودة في مطار منغ العسكري, بينما قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن السلطات تقطع الكهرباء والماء عن تل رفعت ودارة عزة لليوم الثاني على التوالي.

وفي ريف حلب تعرضت مدينة عندان لقصف مدفعي عنيف من قبل الجيش النظامي، واندلعت إثره اشتباكات عنيفة بين الجيشين النظامي والحر، واستطاع فيها الجيش الحر تكبيد الجيش النظامي خسائر كبيرة، كما تمكن من الاستيلاء على كثير من الآليات.

كما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان استمرار تعرض أحياء الخالدية وجورة الشياح وحمص القديمة للقصف من القوات النظامية التي تشتبك مع عناصر الجيش الحر في محاولة لاقتحام هذه الأحياء.

ولفت المرصد من جهة ثانية إلى أن مدينة الرستن في محافظة حمص تتعرض لقصف عنيف من الجيش النظامي الذي يحاول اقتحام المدينة “الخارجة عن سيطرة النظام منذ أشهر”.

وذكر المرصد أيضا أن اشتباكات عنيفة تدور في حي السلطانية ومنطقة كفرعايا، كما تسمع أصوات انفجارات في المنطقة المحيطة بحي بابا عمرو.

في تلبيسة بحمص أيضا، تجدد القصف العنيف والمتواصل مستهدفا المباني السكنية والمساجد وأي شيء يتحرك، وهو ما أدى لتدمير جزء كبير من البنية التحتية للمدينة، حسب الهيئة العامة للثورة.

وفي محافظة الحسكة ذات الغالبية الكردية شرقي البلاد، أشارت لجان التنسيق المحلية إلى اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وجيش النظام في حي غويران قرب مبنى المحافظة.

وأفادت لجان التنسيق المحلية بأن الجيش قصف بالمدفعية مدينة أريحا بإدلب، كما استهدف بلدتي تل شهاب وخربة غزالة وعدة أحياء بدرعا البلد. واقتحم جيش النظام بلدة سريجين بحماة تزامنا مع إطلاق نار كثيف وحرق للمنازل وحملات دهم واعتقال.

من جهة أخرى أفاد مسؤول في أجهزة الأمن اللبنانية لوكالة الصحافة الفرنسية بأن قذائف أطلقت من الجانب السوري سقطت الليلة الماضية داخل الأراضي اللبنانية شمالي البلاد إثر تبادل لإطلاق نار كثيف من على جانبي الحدود.

لا مقاتلات روسية

وفي تطور آخر نقلت وكالة الإعلام الروسية عن هيئة التعاون العسكري الروسية قولها إن روسيا لن تسلم مقاتلات من طراز “ياك 130” إلى سوريا ما دام الوضع هناك “دون حل”.

وأضافت أن فياتشيسلاف جيركالن نائب مدير الهيئة قال للصحفيين في معرض فارنبورو الجوي إن الحديث عن تسليم طائرات إلى سوريا في ظل الوضع الحالي أمر سابق لأوانه.

وأفادت تقارير بأن روسيا وقعت أمرا بتسليم أربعين مقاتلة في نهاية العام الماضي رغم الجدل المثار بشأن مبيعاتها للأسلحة إلى سوريا.

روسيا لن تبيع سوريا أسلحة جديدة لحين استقرار الوضع

ما تقوم به هو الالتزام بالعقود السارية الموقعة سابقاً

العربية.نت

أكد مسؤولون روس كبار في قطاع تصدير الأسلحة أن روسيا لن تبيع أسلحة جديدة إلى حليفتها سوريا إلى حين استقرار الوضع في هذا البلد، إلا أنهم أشاروا إلى أنه سيتم الالتزام بالعقود الموقعة سابقا، حسبما قالت وكالة “فرانس برس”.

وقال الرئيس المساعد للتعاونية العسكرية التقنية في الاتحاد الروسي فياتشسلاف دزيركالن خلال مشاركته في معرض فارنبورو للطيران في بريطانيا، إن “روسيا كما البلدان الأخرى قلقة من الوضع في سوريا”، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الروسية.

وأضاف المسؤول الروسي “لا ننوي القيام بشحنات جديدة لأسلحة جديدة إلى هذا البلد”.

وتابع “إلى حين استقرار الوضع لا نعتزم تسليم أسلحة جديدة”.

وتؤكد روسيا منذ زمن أن ما تقوم به هو الالتزام بالعقود السارية مع سوريا، وأنها لا تزود دمشق بأسلحة أكثر تطورا بموجب العقود الموقعة منذ بداية الاحتجاجات قبل 18 شهرا.

ولا تزال بعض الشركات الدفاعية الروسية تجري مفاوضاتها الخاصة مع دمشق وتبرم عقودا معها.

وكان دزيركالن يتحدث تحديدا عن تسليم طائرات تدريب جديدة من طراز ياك 130 معروضة في معرض الطيران.

وأشارت وسائل إعلامية روسية إلى أن عقدا عسكريا موقعا مع نظام الرئيس بشار الأسد ينص على تسليم عدد من طائرات ياك. وأكد دزيركالن أن الطائرات لن يتم تسليمها.

إلا أن مدير وكالة صادرات الأسلحة الكسندر فومين أشار أيضا إلى أن موسكو تنوي مواصلة دعم دمشق في مجال التسلح والمعدات العسكرية تنفيذا لعقود سابقة.

وقال فومين في تصريحات نقلتها وكالات الأنباء الروسية “سوريا صديقتنا القديمة ونلتزم بواجباتنا تجاه أصدقائنا”.

من جانب آخر، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ادواردو دل بواي إن “الأمين العام ( بان كي مون) قال بوضوح إن كل البلدان التي تملك نفوذا في الأزمة في سوريا عليها الامتناع عن تزويد الطرفين بالأسلحة، وإن العسكرة لن تسمح بوضع حد للعنف”.

من جانبها أبدت وزارة الخارجية الأمريكية حذرا حيال هذا الموضوع، مشيرة إلى أنها “تنتظر توضيحا من الروس” ومعتبرة أنه إذا كان الموقف الروسي “صحيحا فإن ذلك سيكون مؤشرا طيبا”.

وقال باتريك فنتريل المتحدث باسم الخارجية الأمريكية “إننا نعتقد أن مواصلة بيع الأسلحة للنظام السوري لا يؤدي إلا إلى صب الزيت على النار. على الروس إنهاء كل عمليات نقل الأسلحة، ليس فقط العقود السارية بل أيضا كل العقود الجديدة”.

الأسد: لا أخشى مصير مبارك أو القذافي

وصف معارضيه بأنهم يشكلون خليطاً من القاعدة ومتطرفين خارجين عن القانون

العربية.نت

قال الرئيس السوري بشار الأسد إنه لا يخشى أن يلاقي مصير الرئيس المصري السابق حسني مبارك أو العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، معتبرا أن “الوضع في بلاده مختلف تماما”.

وفي مقابلة مع التلفزيون الألماني “إيه.آر.دي”، أكّد الأسد أنه لا يوجد وجه مقارنة بينه وبين مبارك، مشيرا إلى أن “ما حدث في مصر مختلف عما يحدث في سوريا.. لا وجه للمقارنة”.

واتهم الأسد الولايات المتحدة بدعم المعارضين المسلحين في بلاده بهدف “زعزعة استقرار” سوريا.

وقال الأسد: “إنهم (الأمريكيون) طرف منحاز في النزاع ويوفرون حماية ودعماً سياسياً لهذه العصابات (المعارضون) لزعزعة استقرار سوريا”، بحسب وكالة “فرانس برس”.

وأضاف: “مادام المرء يقدم مساعدة ما إلى إرهابيين فإنه شريكهم سواء عبر ارسال السلاح او المال او تقديم دعم سياسي للأمم المتحدة”.

ورغم هذه الاتهامات، لم يغلق الأسد الباب أمام حوار مع واشنطن، وتابع “لا نغلق الباب أمام أي طرف، سواء دولة او مسؤولاً، يرغب في المساعدة في معالجة المشاكل في سوريا، شرط ان يكون جدياً وصادقاً”.

يحظى بالدعم الشعبي

وهذه المقابلة التي أجريت في الخامس من تموز/يوليو والتي ستبث مساء الأحد اعتبر الرئيس السوري أن مسألة تخليه عن السلطة تعود الى الشعب السوري.

وقال الأسد: “على الرئيس ألا يتهرب من مواجهة التحديات، ونحن اليوم نواجه تحدياً وطنياً”.

وأضاف “على الشعب السوري أن يرد عبر انتخابات”، مؤكداً أنه لا يزال يحظى بالدعم الشعبي.

وتابع “ما حجم هذا الدعم وما هي النسب، ليست هذه المسالة، ليس لديّ أرقام حالياً”.

ورداً على سؤال عن آلاف القتلى المدنيين في سوريا، قال الأسد “إذا أردتم أن تعلموا الجهة التي قتلتهم، عليكم أن تعرفوا أولاً من الذي قتل هؤلاء الضحايا الذين تتحدثون عنهم غالبيتهم من أنصار الحكومة”.

وتحدث عن مجزرة الحولة ناسباً إياها الى “جماعات أتت بالمئات من خارج المدينة”.

ورأى الرئيس السوري أن المعارضين يشكلون “خليطاً من القاعدة ومتطرفين آخرين وخارجين عن القانون يفرون من الشرطة منذ أعوام إنهم مزيج من أمور مختلفة”.

ولا يبدي الأسد معارضته للحوار، معتبراً أنه “خيار استراتيجي”، لكنه يتدارك “مادام هناك إرهاب ومادام الحوار لا يؤدي الى نتيجة ينبغي محاربة الارهاب. لا يمكن مواصلة الحوار في وقت يقتلون الشعب والجيش”.

ومع وصول الموفد الدولي كوفي عنان الى دمشق في زيارة هي الثالثة لسوريا، اعتبر الأسد أن “خطة (عنان) يجب ألا تفشل وأنه يقوم بعمل صعب حتى الآن لكنه عمل جيد”.

مقتل 3 بقصف سوري على قرى لبنانية

لاريسا عون- بيروت – سكاي نيوز عربية

للمرة الثانية خلال أقل من أسبوع قصفت القوات السورية قرى حدودية لبنانية، ما أدى إلى مقتل لبناني واحد وسوريين من النازحين، وفقاً لما أكده الصليب الأحمر اللبناني لسكاي نيوز عربية الثلاثاء.

وأوضح الصليب الأحمر اللبناني أنه إلى جانب مقتل الأشخاص الثلاثة، أصيب لبناني بجروح نتيجة القصف على منطقتي النورة والدبابية قرب النهر الكبير عند الحدود الشمالية مع سوريا.

وأضافت المنظمة اللبنانية أنه تم نقل الجريح والقتلى إلى مستشفى رحال في حلبا.

وكانت منطقة وادي خالد شهدت توتراً أمنياً بعد منتصف ليل الجمعة وحتى فجر السبت حيث تعرضت المنطقة لقصف مدفعي من الجانب السوري ما أدى إلى مقتل فتاة لبنانية وسوريين وإصابة عدد من الأشخاص بجروح.

وأوضح مسؤول محلي في المنطقة رفض الكشف عن هويته أن إطلاق النار سببه اشتباك بدأ قرابة الثانية فجرا واستمر لبعض الوقت بين القوات السورية ومسلحين في الجانب اللبناني.

وأشارت مراسلتنا في لبنان إلى أن ما لا يقل عن 20 قذيفة سقطت في قرى منطقة وادي خالد، المتاخمة للحدود مع سوريا.

وإثر ذلك  الجيش اللبناني أعلن تعزيز انتشار عناصر الجيش اللبناني في المنطقة ووضعها في حالة استنفار قصوى.

من ناحيته، أبدى الرئيس اللبناني ميشال سليمان أسفه لسقوط ضحايا في وادي خالد مطالباً باتخاذ التدابير اللازمة لمنع سقوط المدنيين تحت أي سبب كان، مشيراً إلى أن أمن المواطنين وسلامتهم من أوليات الحكومة اللبنانية.

قصف أحياء حمص واشتباكات في دمشق

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

ارتفع عدد القتلى برصاص قوات الأمن والجيش السوريين منذ فجر الثلاثاء إلى 19 قتيلاً، غالبيتهم في دير الزور التي شهدت منذ ساعات الصباح قصفاً عنيفاً على أحيائها، وفقاً لمصادر المعارضة السورية.

وقالت لجان التنسيق المحلية في سوريا إن 19 شخصاً قتلوا الثلاثاء، منهم 11 في دير الزور، و4 في حلب واثنان في كل من إدلب وريف دمشق.

وأفادت مصادر المعارضة السورية أن أحياء جوبر والسطانية والقرابيص وجورة الشياح في حمص تشهد قصفاً صاروخياً ومدفعياً.

وأشارت كذلك إلى وقوع اشتباكات عنيفة بين الجيشين السوري والحر في حي القدم بمدينة دمشق.

وفي وقت سابق، نقلت شبكة شام أن اشتباكات عنيفة تجري في أحياء دير الزور، شرقي سوريا، وكذلك الحال في درعا البلد جنوبي البلاد.

وكانت الشبكة السورية ومركز دمشق لحقوق الإنسان وثقت في تقريرها الأولي الثلاثاء مقتل 16 شخصاً في محافظات مختلفة، مشيرة إلى أن 4 قتلوا في دمشق وريفها ومثلهم في حلب و3 في إدلب واثنان في كل من درعا وحمص وواحد في دير الزور.

وكان عدد القتلى في سوريا الاثنين بلغ 82 قتيلاً في محافظات مختلفة، بينهم 3 أطفال و3 نساء ومسعف للهلال الأحمر.

وشهدت دير الزور أكثر عدد من القتلى الاثنين بمقتل 23 شخصاً فيها، وتلتها إدلب بسبعة عشر قتيلاً ثم حلب بثلاثة عشر قتيلاً.

عنان يجري مباحثات اليوم في طهران مع المسؤولين الإيرانيين حول الأزمة في سوريا

عنان قال إنه اتفق مع الأسد على منحى جديد للتعامل مع الأزمة سيعرضه على أطراف المعارضة

يبحث المبعوث العربي والدولي كوفي عنان في طهران اليوم الثلاثاء تطورات الوضع في سوريا مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ووزير خارجيته علي أكبر صالحي ومسؤولين آخرين، بعد أن التقى أمس الأثنين الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق لإيجاد حل للأزمة في سوريا.

وجاء وصول عنان إلى طهران تزامناً مع تصريحات لوزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي ، على هامش زيارته لأبو ظبي ، قال فيها إن الشعب السوري يجب أن تتاح له حرية اختيار رئيسه بنفسه في الانتخابات المقررة عام .

وكان كوفي عنان قد وصل إلى إيران الاثنين عقب مباحثات أجراها مع الرئيس السوري تناولت سبل إنهاء العنف. ووصف الاجتماع بأنه كان بناء وصريحاً، كما شدد على أهمية التقدم بالحوار السياسي وتنفيذ خطة النقاط الست.

وأكد عنان على موافقة الأسد على طلبه بضرورة تحقيق تقدم نحو حوار سياسي، دون أن يذكر الخطة الانتقالية التي وافقت عليها الدول الكبرى إضافة إلى الدول العربية.

منحى جديد

وكان عنان قال إنه اتفق مع الرئيس بشار الاسد يوم الاثنين على منحى جديد للتعامل مع الأزمة سيعرضه على أطراف المعارضة.

واتفقت القوى الكبرى خلال اجتماع مع عنان في 30 من يونيو حزيران على انه يتعين تشكيل حكومة انتقالية في سوريا لكنها ما زالت مختلفة بشأن الدور الذي قد يلعبه الاسد في العملية.

وقال عنان قبل توجهه إلى طهران “اجرينا محادثات بناءة وصريحة مع الرئيس الاسد وناقشنا سبل انهاء العنف والطرق الى ذلك.”

واضاف للصحفيين في دمشق “اتفقنا على منحى جديد وسوف انقله للمعارضة.” ولم يقدم المزيد من التفاصيل لكنه شدد مجددا على اهمية وقف العنف الذي تقول المعارضة انه اودى بحياة اكثر من 15 الف شخص خلال الصراع المستمر منذ 16 شهرا.

BBC © 2012

انترفاكس: روسيا تعرض استضافة محادثات جديدة بشأن سوريا

موسكو (رويترز) – نقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عن ميخائيل بوجدانوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله يوم الثلاثاء إن روسيا سترحب باستضافة اجتماع جديد للقوى العالمية بشأن سوريا.

وأدلى بتصريحاته في الوقت الذي زارت فيه مجموعات معارضة سورية موسكو لاجراء محادثات بشأن الصراع في البلاد.

(إعداد علا شوقي للنشرة العربية – تحرير ياسمين حسين)

بشار الاسد للحوار يستبدل فاروق الشرع بوزير دولة ؟؟

ذكر مصدر قريب من لجنة الحوار التي كانت شكلت منذ عدة اشهر وتم تجميد عملها رغم انبطاح معظم اعضائها وجريهم لاقناع بعض المعارضين بالمشاركة بجلسات الحوار الوطني ……..بأنه قد تم حل اللجنة التي يترأسها فاروق الشرع وتم تكليف علي حيدر وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية برئاسة لجنة جديدة لنفس الغاية ؟.

وتساءل المصدر هل يصلح شخص منشق عن حزبه ويرأس مجموعة لا تتعدى عدة مئات ومدعومة من المخابرات السورية التي اوصلته لمجلس الشعب ومن ثم عينته وزير دولة بدون حقيبة لكي يقوم بمثل هذه المهمة الوطنية الجسيمة ….واذا كان انهاء الثورة السورية بالنسبة لبشار الاسد متوقف على تعيين وزير دولة فلماذا لم يقم بذلك منذ زمن ووفر الاف الشهداء ؟ .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى