أحداث الثلاثاء، 11 تشرين الأول 2011
الإتحاد الأوروبي يرحب بالمجلس الوطني ودمشق تطالب أنقرة بعدم تأجيج العنف
دمشق، نيقوسيا، لوكسمبورغ – «الحياة»، أ ف ب ، رويترز – تعرضت مدينة حمص السورية أمس إلى قصف عنيف بالاسلحة الرشاشة ومضادات الطائرات، هو الأسوأ منذ بدء الاحتجاجات. وقال ناشطون إن عدد القتلى في المدينة أرتفع ليصل إلى نحو ثلث عدد القتلى الاجمالي في سورية منذ بدء التظاهرات، وان أكثر من 40 شخصا سقطوا خلال الساعات الـ 48 الماضية في مدن عدة. في موازة ذلك طالبت سورية تركيا بعدم «تأجيج» الاضطرابات في البلاد، فيما رحب الاتحاد الاوروبي أمس بانشاء المجلس الوطني السوري المعارض من دون الذهاب الى حد الاعتراف به.
وشهدت حمص أمس اعنف قصف بالرشاشات الثقيلة منذ بدء الثورة، حسبما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الذي أعلن سقوط ضحايا. وقال المرصد: «سمع صوت إطلاق رصاص كثيف في حي الغوطة بالقرب من فرع امن الدولة وقرب جامع خالد بن الوليد وسمعت أصوات انفجارات واطلاق رصاص كثيف قرب فرع المخابرات الجوية» في المدينة.
وتحدثت لجان التنسيق المحلية في سورية في بيان عن الوضع في مدينة حمص موضحة ان «عدد شهدائها بلغ ثلث عدد شهداء الثورة وشهدت الايام القليلة الماضية تصعيدا كبيرا».
وذكر البيان ان «احياء المدينة عاشت أجواء حرب حقيقية دوت في جميع انحائها اصوات الانفجارات… في ظل اطلاق نار كثيف من مختلف الاسلحة الرشاشة ومضادات الطائرات ودمرت اجزاء من بيوت كثيرة، ما اسفر عن سقوط تسعة شهداء وعشرات الجرحى حالة الكثير منهم خطيرة»، إضافة إلى اعتقال العشرات خصوصا في حي الخالدية.
وجاءت تطورات حمص غداة مقتل 31 شخصا، بينهم 14 مدنيا و17 من افراد الجيش وقوى الامن، في عدد من المدن ليرتفع بذلك العدد الاجمالي للقتلى إلى أكثر من 40 شخصا.
سياسيا، طالبت سورية تركيا بعدم «تأجيج» الاضطرابات في البلاد. وقالت بثينة شعبان المستشارة الاعلامية للرئيس السوري للصحافيين في كوالالمبور إن «عصابات مسلحة» هي التي تقف وراء العنف.
وأضافت «لقد كانت بيننا (وبين تركيا) أفضل العلاقات كما تعلمون، ولذلك فإننا نتوقع من تركيا أن تدعم مسيرة التعددية والديموقراطية في سورية بدلا من ان تصدر تصريحات تساعد في تأجيج الوضع في سورية ودعم الجماعات المسلحة هناك». واتهمت «بعض الدول» بتسليح وتمويل الجماعات المسلحة لزرع العنف الطائفي بهدف تقسيم البلاد.
إلى ذلك، تقدم الاتحاد الاوروبي، الذي يستعد لفرض عقوبات جديدة على دمشق، خطوة باتجاه معارضي النظام من خلال ترحيبه بانشاء المجلس الوطني المعارض من دون الذهاب إلى حد الاعتراف به.
وابدى الاتحاد، في بيان اقره وزراء الخارجية، «ترحيبه بجهود الشعب السوري لوضع برنامج (للمعارضة) موحد». ودعا المجموعة الدولية إلى الترحيب ايضا بهذه الخطوة. واعتبر ان «تأسيس المجلس الوطني السوري يشكل خطوة ايجابية». ورحب خصوصا بالتزام المجلس الدعوة إلى «اللاعنف» والدفاع عن «القيم الديموقراطية».
وفيما امل وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه «باقامة اتصالات مع المعارضة السورية»، اعتبر وزير خارجية ايطاليا فرانكو فراتيني انه من المهم «اولا معرفة من هم… ونرغب بقوة ان نحصل على برنامج، اقتراحات واذا امكن، جداول زمنية».
وجدد الاوروبيون التأكيد ايضا في اعلانهم على ضرورة تنحي الرئيس السوري بشار الاسد «للسماح بانتقال السلطة».
في موازة ذلك، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن روسيا والصين مستعدتان لاقتراح مشروع قرار في مجلس الأمن حول سورية يكون «أكثر توازناً» من النسخة التي عرضها الغرب على التصويت، وتدين العنف من جهتي النظام والمعارضة.
إلى ذلك، حذر مفتي سورية احمد بدر الدين حسون الغرب من الاعتداء على بلاده وتوعده بالرد عبر عمليات «استشهادية» متهما «الصهيونية» ببث الفتنة في المنطقة.
حزب البعث السوري ألّف لجنة للبحث في تغيير دوره واحتكاره السلطة
رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الاتحاد الروسي ميخائيل مارغيلوف – الى اليسار – مع اعضاء وفد المعارضة السورية برئاسة قدري جميل في موسكو امس. (رويترز) بينما توزعت وفود من “المجلس الوطني السوري” ومن المعارضات المختلفة على عواصم عالمية عدة مثل باريس وموسكو وانقرة لتعرض على المسؤولين والجهات الحزبية والاعلامية وجهات نظرها في شأن ما يجري في سوريا، أبلغت مصادر واسعة الاطلاع “النهار” أن “لجنة من داخل البعث الحاكم في سوريا (10 أشخاص)، تألفت لدرس إلغاء بعض المواد القانونية التي كانت تخول البعث احتكار السلطة، كي يتسنى للحزب التأقلم مع قانون الأحزاب”، الذي صدر قبل مدة قصيرة تحت ضغط الانتفاضة السورية، مع تعليماته التنفيذية التي تمنع أن يكون للأحزاب أي فروع خارج سوريا.
وقالت المصادر إن “إقرار هذه المواد سيجري في المؤتمر القطري الحادي عشر المزمع عقده في غضون شهر من الآن والذي يمكن تسميته مجازا مؤتمر التغيير. وأضافت ان”القيادة السياسية” في البلاد حسمت أمرها، من حيث “إلغاء المادة الثامنة وتعديل بعض بنودها” خلال المؤتمر. وأوضحت أن “بعض المواد سيلغى من دستور حزب البعث الحاكم التي أضيفت بعد ثورة آذار 1963 والتي غيرت الكثير من مواد ومفاهيم كانت سائدة في حياة البعث ومنها المادة 14 التي كانت تنص صراحة على أن “نظام الحكم في الدول العربية (وسوريا) هو نظام نيابي دستوري، السلطة التنفيذية فيه مسؤولة أمام السلطة الاشتراعية التي ينتخبها الشعب مباشرة والسلطة القضائية مصونة ومستقلة وتتمتع بحصانة مطلقة”، وهذا يعني الفصل بين السلطات وهو ما لم تلتزمه الحياة السياسية العامة في سوريا تحت ضغط “قرارات” ثورة البعث عام 1963 وتاليا احتكر البعث السلطة وألغى الحياة السياسية.
ورجحت مصادر مطلعة ان تشمل التغييرات أسماء بارزة من قادة البعث وخصوصاً عدداً من أعضاء قيادته القطرية الحاليين وأسماء أخرى معروفة من مفاصله في الدوائر الرسمية.
دمشق – جوني عبو
اعتراف ليبي بـ”المجلس الوطني السوري“
وإقفال سفارة دمشق في طرابلس
دمار في مركز واغادوغو للمؤتمرات في مدينة سرت، بعد سيطرة الثوار عليه. (رويترز)أعلن “المجلس الوطني الانتقالي” في ليبيا الذي أطاح نظام العقيد معمر القذافي أمس، انه قرر الاعتراف بـ”المجلس الوطني السوري” المعارض واقفال السفارة السورية في طرابلس.
وصرح عضو المجلس موسى الكوني خلال مؤتمر صحافي في طرابلس بان “المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا قرر في اجتماع اليوم الاعتراف بالمجلس الوطني في سوريا وقرر أيضاً غلق السفارة السورية في ليبيا”.
ورفض الكوني، ممثل الطوارق في المجلس، الرد على اسئلة الصحافيين عن هذا الموضوع، مكتفياً باعلانه المقتضب.
ويذكر ان “المجلس الوطني السوري” الذي انشئ في 2 تشرين الاول ضم للمرة الاولى تيارات سياسية متعددة وخصوصاً لجان التنسيق المحلية التي تشرف على التظاهرات والليبراليين وجماعة “الاخوان المسلمين” المحظورة منذ فترة طويلة في سوريا وكذلك احزاباً كردية وأشورية.
الاتحاد الأوروبي يؤجّل الاعتراف بـ«المجلس الوطني»
روسيا تقترح حواراً سورياً: وقت الكلام ينفد شعبان تطالب تركيا بوقف «دعم الجماعات المسلحة»
أعلن الكرملين الذي استقبل وفداً من المعارضة السورية «المعتدلة» أمس، عن استعداده مع بكين لاقتراح مشروع قرار في مجلس الامن حول سوريا يكون «أكثر توازنا» من النسخة التي عرضها الغرب على التصويت وسقطت بالفيتو الروسي الصيني المشترك، لكن موسكو أكدت في الوقت نفسه أن استخدامها الفيتو «ليس تبرئة» للنظام السوري، فيما دعت مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان تركيا إلى التوقف عن «تأجيج الوضع في سوريا ودعم الجماعات المسلحة».
أما في لوكسمبورغ فرحّب الاتحاد الاوروبي خلال اجتماع وزراء خارجيته بـ«المجلس الوطني السوري» المعارض، واعتبر تأسيسه «خطوة إيجابية»، لكن الاتحاد لم يذهب إلى حدّ الاعتراف بهذا المجلس في ظل تباين مستويات التأييد له بين الدول الأعضاء (تفاصيل ص 14).
وأكدت فرنسا دعمها للمعارضة السورية مع أول لقاء علني في باريس بين وزير الخارجية آلان جوبيه ومسؤولين في المجلس الوطني السوري أبرزهم برهان غليون. وأمام الصحافيين، صافح جوبيه غليون وكذلك المتحدثة باسم المجلس الوطني السوري بسمة قضماني في مستهل لقاء نظمته الأوساط الثقافية الفرنسية لدعم المعارضة السورية.
وقال جوبيه قبل المشاركة في اللقاء في مسرح الأوديون في باريس «أن قضية اعتراف فرنسا بالمجلس الوطني السوري «ليست مدرجة على جدول الأعمال لأن المجلس الوطني السوري لا يطلب هذا الأمر». وتابع «سنتابع اتصالاتنا مع المعارضة السورية لمعرفة كيفية مواكبتها».
من جهته، قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ردا على سؤال حول الإصلاحات في سوريا «بالتأكيد، ندعم فكرة إنهاء حكم الحزب الواحد، والشخص الواحد»، وأضاف «نقول علنا إننا ندعم فكرة الدول التي تأتي من الشعب، لا الحكومات التي يتم تعيينها خلف الأبواب المغلقة».
وقالت مصادر مطلعة لـ«السفير» إن سوريا انتقدت اعتراف المجلس الانتقالي الليبي بالمجلس السوري معتبرة الخطوة «من الناتو» لا من ليبيا، وقالت إن المجلس (الانتقالي) «بنظر دمشق هو مجلس شكله «الناتو» والصهيوني برنار ليفي، وسوريا سترد بإجراءات عقابية».
روسيا
وأعلن وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف في مقابلة نشرت أمس، ان موسكو وبكين مستعدتان لاقتراح مشروع قرار في مجلس الامن حول سوريا يكون «اكثر توازنا» من النسخة التي عرضها الغرب على التصويت، يدين العنف من جهتي النظام والمعارضة. وجاءت تعليقات لافروف فيما استقبل مبعوث الكرملين الى افريقيا ميخائيل مارغيلوف في موسكو وفداً سورياً برئاسة قدري جميل ممثل «الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير في سوريا» الذي يعتبر من «المعارضة المعتدلة».
وقال لافروف لمجلة «بروفايل»: «نقترح اعتماد مشروع قرار متوازن يدين العنف من الجانبين». وأضاف «في الوقت نفسه يجب ان نطلب من الاسد مواصلة الاصلاحات التي بدأها». وتابع قائلا «الى جانب ذلك يجب ان نشجع المعارضة السورية على الجلوس الى طاولة المفاوضات ومحاولة التوصل الى اتفاق. نحن مستعدون مع شركائنا الصينيين لعرض مشروع القرار هذا».
من جانب آخر قالت المتحدثة باسم مارغيلوف ان الوفد السوري التقى المسؤول الروسي في موسكو.
ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن مارغيلوف قوله «من المهم إدراك ان الفيتو الروسي ليس تبرئة ولا «كارت بلانش» للنظام السوري الحالي». وأوضح انه «إذا لم يفهم النظام السوري هذه الإشارة، فعليه فعل ذلك في أقرب وقت».
ولفت مارغيلوف الى أن «الوضع ما زال في يد السوريين ولهذا ما زالت إمكانية فك عقدة الخلافات السورية موجودة لديهم»، مؤكدا «انه يجب القيام بذلك عاجلاً»، ومضيفاً «وقت الكلام ينفد وحان الوقت للانتقال الى إجراءات محددة لوقف النزاع وحل الازمة السياسية الداخلية». وفي ما يخص موقف روسيا حيال مشروع قرار مجلس الامن حول سوريا، قال «لم يرق لنا آفاق نظام العقوبات الذي كان يمكن ان يؤدي الى تطور الاوضاع في سوريا حسب السيناريو الليبي الأكثر تراجيدية من بين الأوضاع».
من جهة ثانية، اقترح مارغيلوف على ممثلي المعارضة السورية إجراء حوار مع النظام السوري في موسكو، مؤكدا أن «روسيا مستعدة لتقديم جميع الامكانيات التي بوسعها لتيسير الحوار الداخلي السوري بالشكل الفعال».
وقالت وزارة الخارجية الروسية إن وفداً ثانياً من المجلس الوطني السوري الذي أسس في اسطنبول ينتظر أن يحضر الى موسكو في تشرين الاول الحالي، لكن أحد ممثلي المجلس في روسيا قال انه لم تُوجّه أي دعوة رسمية لهم.
شعبان وحسون
وصرحت مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان للصحافيين في كوالالمبور ان «عصابات مسلحة» هي التي تقف وراء العنف في سوريا. وأضافت «لقد كانت بيننا (وبين تركيا) أفضل العلاقات كما تعلمون، ولذلك فإننا نتوقع من تركيا أن تدعم مسيرة التعددية والديموقراطية في سوريا بدلا من ان تصدر تصريحات تساعد في تأجيج الوضع في سوريا ودعم الجماعات المسلحة هناك».
وقالت شعبان ان «بعض الدول» تسلّح الجماعات المسلحة وتموّلها لزرع العنف الطائفي بهدف تقسيم البلاد. وأضافت ان «المشكلة التي نواجهها هي ان هناك أطرافا اخرى تمول جماعات في سوريا وتسلحها وتشجع العنف الطائفي .. في محاولة لتمزيق البلاد»، مشيدة بالموقفين الروسي والصيني في مجلس الأمن.
وحذر مفتي سوريا الشيخ أحمد بدر الدين حسون الغرب من الاعتداء على بلاده وتوعده بالرد عبر عمليات «استشهادية» متهماً «الصهيونية» ببث الفتنة في المنطقة. وقال المفتي خلال استقباله وفداً لبنانياً «يا أبناء لبنان، أمامكم معركة قريبة، فإن لم يستطيعوا أن ينتصروا في سوريا فسيشعلونها في لبنان، لكنكم ستنتصرون عليهم مرة اخرى كما انتصرتم عليهم بالامس». وتوعد المفتي الذي قتل ابنه الاسبوع الماضي أوروبا والولايات المتحدة بإعداد «استشهاديين هم الآن عندكم إن قصفتم سوريا أو قصفتم لبنان، فبعد اليوم العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم وأنتم من ظلمتمونا».
ميدانيات
وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بأن 31 شخصا بينهم 14 مدنيا و17 من أفراد الجيش وقوى الامن النظامية قتلوا أول من امس في عدد من المدن السورية.
من جهتها، تحدثت لجان التنسيق المحلية في سوريا في بيان عن الوضع في مدينة حمص موضحة ان «عدد شهدائها بلغ ثلث عدد شهداء الثورة، وشهدت الايام القليلة الماضية تصعيدا كبيرا… ضد أهالي حمص بقصد القضاء على جذوة الثورة المشتعلة فيها».
من جهته، ذكر المرصد ان «الاوضاع الانسانية في حيي باب السباع وكرم الزيتون لا تزال سيئة جدا مع استمرار انقطاع الاتصالات عنهما». وأشار الى «تعرض متاجر للتكسير والحرق وتحطيم الكثير من سيارات المواطنين في حي باب السباع» لافتا الى «استمرار الحملة الامنية بكثافة في معظم أحياء حمص».
«المبادرة الوطنية»
إلى ذلك، أعلن أعضاء «المبادرة الوطنية الديموقراطية» التي تضم مثقفين وسياسيين سابقين في سوريا عن ضرورة انعقاد مؤتمر وطني يضم ممثلين عن السلطة وجميع أطياف المعارضة الوطنية بأسرع وقت ممكن. وقال بيان صادر عن اللجنة تلقت «السفير» نسخة منه إن أعضاء المبادرة قدموا خلال لقاء مع الأسد منذ اسبوعين «تصوراً مشتركاً لما ورد في المبادرة الوطنية الديموقراطية، وأكد الجميع أنها تمثل خريطة طريق ممكنة التحقيق، يمكنها أن تضع البلاد على طريق التحول نحو النظام الديموقراطي التمثيلي والدولة المدنية».
وقال البيان إن اللقاء الذي دام ثلاث ساعات شهد «حواراً جدياً»، واعتبر البيان أن «استمرار الحل الأمني وعدم استجابة السلطة للمطالب الشعبية وتباطؤها في تنفيذ الإصلاحات المطلوبة قد تؤدي إلى ما حذرت منه المبادرة الوطنية في برنامجها المرحلي وهو تعرض الوطن إلى أمرين خطيرين وهما: الحرب الأهلية والاقتتال الطائفي من جهة، والتدخل الأجنبي من جهة أخرى، وهما أمران باتا أكثر احتمالاً». كما انتقد البيان «المجلس الوطني السوري» وما صدر عنه باعتباره «ممثلاً وحيداً للمعارضة ولكل الشعب السوري». وقال «نتمنى على الجميع التواضع بادعاء تمثيل الشعب، مع تأكيد المبادرة الوطنية الديموقراطية على السعي نحو توحيد مواقف المعارضة الوطنية حول هدف الانتقال السلمي نحو النظام الديموقراطي».
(«السفير»، أ ف ب، رويترز، د ب أ)
المعارضة السورية: مصير الأسد سيكون كمصير أي مجرم آخر
بيروت- (ا ف ب): اعلن أبرز المسؤولين في المجلس الوطني السوري برهان غليون أن مصير الرئيس السوري بشار الأسد “سيكون كأي مصير مجرم آخر” في حال سقط نظامه الذي يقمع حركة الاحتجاج في سوريا، وذلك في مقابلة مساء الاثنين مع تلفزيون المؤسسة اللبنانية للارسال (ال بي سي).
وقال غليون في هذه المقابلة التي اجريت معه في باريس حيث يقيم “اذا سقط من دون أن يكون تراجع عن اخطائه، سيكون مصيره كأي مصير مجرم آخر”.
واضاف “هو الان مجرم، هو المسؤول الاول عن اعطاء أوامر قتل واعتقال عشرات الالوف من السوريين”.
وتساءل “كيف تريد أن يهرب من دون عقاب؟ لا ضمير بشري يتركه يهرب من دون عقاب؟ لن يهرب”.
وأكد انه “لا مفاوضات مع بشار ولا تسوية بأي شكل من الاشكال مع النظام الاستبدادي”، مضيفا إن “الشعب السوري فهم أن هذه الاصلاحات هي كلام فارغ”.
وردا على سؤال، قال غليون “لن نتقدم بأي طلب للتدخل العسكري” الخارجي، مضيفا “نسعى بجميع جهودنا من أجل حماية المدنيين وليس تدخل الناتو”، مؤكدا “لا أحد يعرف متى يسقط النظام ونحن نراهن على استمرار الانتفاضة”.
وقال موجها كلامه إلى الرئيس السوري “يكفي دماء، يكفي اخطاء، يكفي إجرام، ارحم شعبك”.
واكد انه “لن تكون هناك حرب أهلية في سوريا”.
وتشهد سوريا منذ منتصف اذار/ مارس حركة احتجاجية غير مسبوقة اسفر قمعها عن سقوط اكثر من 2900 قتيل بحسب الامم المتحدة فيما تتهم سوريا “عصابات ارهابية مسلحة” بزعزعة الامن والاستقرار في البلاد.
والمجلس الوطني السوري الذي اعلنت ولادته رسميا في الثاني من تشرين الاول/اكتوبر في اسطنبول ضم للمرة الاولى تيارات سياسية متنوعة لا سيما لجان التنسيق المحلية التي تشرف على التظاهرات والليبراليين وجماعة الاخوان المسلمين المحظورة منذ فترة طويلة في سوريا وكذلك احزاب كردية واشورية.
وفي باريس اكدت فرنسا الاثنين دعمها للمعارضة السورية من دون الاعتراف بالمجلس الوطني في الوقت الحاضر، وذلك خلال اول لقاء علني بين وزير الخارجية الان جوبيه ومسؤولين في المجلس الوطني السوري ابرزهم برهان غليون.
مفتي سورية يهدد الغرب بهجمات انتحارية
تصعيد خطير في حمص والقتلى بالعشرات
المجلس الانتقالي الليبي يعترف بالمجلس الوطني السوري ويغلق السفارة السورية
بيروت ـ دمشق ـ نيقوسيا ـ استكهولم ـ وكالات: هدد أحمد بدر الدين حسون مفتي سورية امس الاثنين بالامر بشن هجمات انتحارية في الولايات المتحدة وأوروبا في حال شنهم هجوم على بلاده، فيما أودت أعمال العنف المستمرة بحياة 32 شخصا خلال 24 ساعة.
وقال حسون في تسجيل مصور لم يتم التأكد من صحته إنني أقولها لاوروبا والولايات المتحدة: سنعد استشهاديين هم الان عندكم إن قصفتم سورية أو قصفتم لبنان.
وكان حسون يتحدث إلى وفد نسائي لبناني جئن لتعزيته في مقتل نجله.
يذكر أن نجل حسون لقي مصرعه الاسبوع الماضي على أيدي مسلحين مجهولين أمام إحدى الجامعات في حلب.
من جهة اخرى شهدت مدينة حمص تصعيدا خطيرا في اليومين الماضيين حيث واصلت قوات الجيش السوري عملياتها في المدينة وسط حديث عن حالات اختناق وانتشار غازات سامة، فيما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان الاثنين إن اكثر من ثلاثين شخصا قتلوا في أنحاء سورية في أحدث موجة من العنف خاصة الاشتباكات بين مسلحين يعتقد أنهم من المنشقين عن الجيش والقوات الموالية للرئيس بشار الأسد.
وأضاف المرصد السوري إن القتلى الذين سقطوا الاحد بينهم 17 من افراد الجيش وقوات الأمن بالاضافة الى 14 مدنيا كثير منهم في مدينة حمص، حيث سمعت اصوات اطلاق نار كثيف في وقت مبكر صباح الاثنين.
وقال المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا إن من يشتبه أنهم منشقون عن الجيش قتلوا ثمانية جنود في هجمات متزامنة استهدفت ثلاث نقاط تابعة للجيش في محافظة إدلب بشمال البلاد.
وأضاف انه في مدينة حمص قتل سبعة مدنيين بالرصاص وقتل ثمانية آخرون لاحقا في اشتباكات بين القوات ومنشقين مشتبه بهم.
وتابع ان نيران الرشاشات الثقيلة التي أطلقت الليلة قبل الماضية وصباح امس دمرت جزئيا ما لا يقل عن خمسة منازل في حي باب السباع بالمدينة، في حين داهمت قوات الامن في حي الخالدية المنازل واعتقلت 27 شخصا.
وشهدت حمص بعضا من أسوأ أعمال العنف في الأسابيع القليلة الماضية بما في ذلك الهجمات على المسؤولين المحليين وأساتذة الجامعات.
الى ذلك اجمع قادة عدد من المجموعات السورية المعارضة لنظام بشار الاسد الذين اجتمعوا في السويد خلال اليومين الماضيين، على المطالبة بارسال مراقبين دوليين الى سورية، الا انهم اعلنوا عموما رفضهم اي تدخل عسكري اجنبي في سورية على ما افادت الجهة المنظمة الاثنين.
واتفق المشاركون ‘على المسائل المتعلقة بالنظام الذي يجب اسقاطه، وعلى دور المجتمع الدولي الذي عليه ارسال مراقبين، وعلى ضروة تقديم حماية للاقليات يكون لها طابع قانوني الزامي’ حالما يقوم نظام جديد، على ما قال الامين العام لمركز اولوف بالمي الدولي ‘ينس اورباك’.
ودعا المشاركون ايضا الى فرض عقوبات اقتصادية على سورية تكون موجهة بشكل لا يؤثر على الشعب السوري، بحسب تصريحات اورباك للصحافيين.
وقالت غيد الهاشمي احدى المشاركات في الاجتماع وتقيم في برلين ‘كان هناك خلال المؤتمر شبه اجماع ضد تدخل عسكري ولصالح تدخل سياسي ودبلوماسي’.
واضافت الهاشمي ‘المشاركون رحبوا بشدة بفكرة ارسال مراقبين دوليين يمكنهم التنقل بحرية في البلاد ومراقبة الوضع’.
وقال فايز سارة وهو احد المشاركين ايضا ان ‘سورية المستقبل ستبنى على قاعدة التعددية والديمقراطية’.
واجتمع نحو 90 ممثلا للمعارضة السورية من بينهم اعضاء في المجلس الوطني السوري مثل المفكر برهان غليون في السويد خلال اليومين الماضيين برعاية مركز اولوف بالمي.
والمجلس الوطني السوري الذي تأسس في منتصف ايلول (سبتمبر) الماضي في اسطنبول ضم للمرة الاولى شريحة واسعة من التيارات السياسية لا سيما لجان التنسيق المحلية التي تشرف على التظاهرات والليبراليين وجماعة الاخوان المسلمين المحظورة منذ فترة طويلة في سورية وكذلك احزاب كردية وآشورية.
الى ذلك اعلن مسؤول في المجلس الوطني الانتقالي الذي اطاح بنظام العقيد معمر القذافي في ليبيا الاثنين انه قرر الاعتراف بالمجلس الوطني السوري المعارض واغلاق السفارة السورية في طرابلس.
وقال موسى الكوني عضو المجلس الانتقالي خلال مؤتمر صحافي في طرابلس ان ‘المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا قرر الاعتراف بالمجلس الوطني في سورية وقرر ايضا غلق السفارة السورية في ليبيا’.
ورفض الكوني، ممثل الطوارق في المجلس، الرد على استفسارات الصحافيين حول هذا الموضوع، مكتفيا باعلانه المقتضب.
والمجلس الوطني السوري الذي اطلق رسميا في الثاني من تشرين الاول (اكتوبر)، ضم للمرة الاولى تيارات سياسية متعددة لا سيما لجان التنسيق المحلية التي تشرف على التظاهرات والليبراليين وجماعة الاخوان المسلمين المحظورة منذ فترة طويلة في سورية وكذلك احزابا كردية واشورية.
والاحد، حذر وزير الخارجية السوري وليد المعلم من ان دمشق ستتخذ ‘اجراءات مشددة’ ضد البلدان التي ستعترف بالمجلس الوطني السوري، الهيئة التي وصفها بـ’غير الشرعية’.
والاثنين تقدم الاتحاد الاوروبي، الذي يستعد لفرض عقوبات جديدة على دمشق، خطوة باتجاه معارضي الرئيس السوري بشار الاسد من خلال ترحيبه بانشاء المجلس الوطني السوري ولكن من دون الذهاب الى حد الاعتراف به.
وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون ان ‘الاعتراف خطوة كبيرة ولن نقوم بها الا عندما يرى الوزراء انها الامر الصائب’.
عقيد سوري منشق يهدد بحرب عصابات ويتهم النظام باشعال حرب طائفية
مخاوف من انضمام آلاف الاكراد للانتفاضة وزيادة مظاهر عسكرتها
لندن ـ ‘القدس العربي’: يخطط عقيد سوري هرب الى تركيا بعد انشقاقه عن الجيش السوري لسلسلة من العمليات العسكرية والاغتيالات من مقر منفاه في تركيا، ويعتبر رياض الاسعد من اعلى الرتب التي انشقت على الجيش احتجاجا على معاملة المحتجين المطالبين باسقاط النظام.
وفي تصريحات خاصة من منفاه لصحيفة ‘الاندبندنت’ قال الاسعد، الذي وصفته بانه رئيس جيش سورية الحر، اتهم النظام بأنه ‘اجبر المقاومة على الرد’ العسكري، واكد ان المقاومة المسلحة ‘منظمة في الداخل، نحن جنود ونعمل، وقوتنا تزداد يوما عن يوم’.
وقال الاسعد انه يقوم بالتنسيق يوميا مع الجنود في داخل سورية، من خلال وسطاء يتحركون بين سورية وتركيا. ويتمتع الاسعد بحراسة مكثفة من الامن التركي في منطقة هاتاي جنوب تركيا. وقال الاسعد الذي خدم مهندسا في سلاح الجو السوري لمدة واحد وثلاثين عاما، ‘ان استراتيجيته العسكرية تقوم على حرب عصابات مع تزايد الاشارات عن بداية ثورة مسلحة ضد نظام بشار الاسد’.
ونفى العقيد الاسعد اية علاقة له ولجماعته بمقتل عدد من القيادات المدنية في النظام والهجوم الذي ادى لمقتل نجل مفتي سورية محمود حسون في الاسبوع الماضي. واتهم الحكومة بالقيام بهذه الهجمات لاشعال حرب طائفية في البلاد. وزعم ان ما بين 10 -15 الف جندي انشقوا عن النظام. وعبر عن امله في الانتقال ونقل مقر قيادته الى داخل سورية لقيادة من بقوا في الداخل ضد النظام. وزعم ان المعنويات ضعيفة داخل افراد الجيش السوري البالغ عدد جنوده ما يقرب من 200 الف، وان اعداد الجنود المنشقين تزداد بشكل اسبوعي. واكد الاسعد ان الاسد لن يتم اخراجه من السلطة ‘بدون حرب، من يلجأ للقوة لن يخرج الا بالقوة’.
واشار في وقت سابق الى ان انشقاقه جاء بسبب الاساليب القمعية التي استخدمها ضد المتظاهرين. ويخشى في ضوء التطورات الاخيرة ان تحصل الانتفاضة على دفعة من ناحية عسكرتها بعد مقتل الناشط الكردي مشعل تمو، يوم الجمعة في مدينة القامشلي، وكانت جنازته قد شهدت عنفا وادت لمقتل خمسة من المشيعين على الاقل. وكان تمو قد قتل من قبل ملثمين هاجموه في بيته. وادى مقتل تمو الى دعوات بين القادة الاكراد للانضمام الى الانتفاضة السورية التي دخلت شهرها السابع ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد، خاصة ان نجله فارس تمو، واثناء الجنازة، دعا الاكراد البالغ عددهم 1.7 مليون في سورية دعم الثورة السورية. وقد يؤدي القرار الى اضعاف نظام الاسد الذي سارع في بداية الانتفاضة لمنح الاكراد المواطنة الكاملة. وكان تمو قد تحدث لـ’نيويورك تايمز’ الامريكية قائلا ان مقتل والده هو بمثابة المسمار الاخير في نعش النظام، مشيرا الى ان النظام ارتكب خطأ فادحا في الاقدام على هذه الخطوة، وحتى الان لعب الاكراد دورا هامشيا في الانتفاضة ووقفوا على الحياد، ولم يقتل من بين 2.900 من الذين قتلوا الا عدد قليل. كما ان المظاهرات في المدن التي تعيش فيها غالبية كردية ظلت صغيرة وتعامل معها النظام بحذر، خشية من استفزاز الاقلية هذه ودفعها للمواجهة، ومع المعارضة الكردية مشاركة في المجلس الوطني السوري الذي اعلن عنه في اسطنبول الا ان هناك خلافات في الاجندة ومخاوف من المستقبل حالة سقوط النظام تطرحها قيادات الاقلية من مثل الدور الذي سيلعبه الاكراد في سورية ما بعد الاسد.
ويخشى ان يقوم الاكراد بحركة تمرد من بينهم تواجه الاطياف الاخرى في المجتمع السوري، اي العلويين والسنة. وكانت الحكومة السورية قد هددت الحكومات التي تدعم المعارضة باتخاذ اجراءات مشددة، فيما الغى رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان زيارة كانت مخططة لمخيمات اللاجئين في جنوب البلاد ويقود اردوغان الحملة ضد النظام ويدعم المعارضة.
“التحالف الديمقراطي ” في مصر يعترف بالمجلس الوطني ممثلاً للشعب السوري
المرشح الأكبر لأغلبية البرلمان القادم وتشكيل الحكومة
دبي – العربية.نت
قرر “التحالف الديمقراطي من أجل مصر”، الذي يضم قرابة 34حزباً سياسياً الاعتراف بالمجلس الوطني السوري باعتباره ممثلاً شرعياً للثورة الشعبية السورية وكافة فصائل المعارضة.
جاء ذلك خلال استقبال رئيس حزب الوفد السيد البدوي وفداً من المجلس الوطني السوري برئاسة سمير نشار وبحضور عدد من أعضاء المجلس وممثلين عن حزبي الحرية والعدالة (الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين) والغد الجديد وعدد من أعضاء المجلس الوطني السوري، بحسب ما نشر موقع بوابة “الأهرام” اليوم الثلاثاء.
يذكر أن “التحالف الديمقراطي من أجل مصر” مرشح للفوز بأغلبية المقاعد في البرلمان المصري القادم الأمر الذي من شأنه تواجدهم بشكل فاعل في الحكومة الجديدة.
وخلال اللقاء الذي جرى في مقر الحزب أشار البدوي إلى أن الشعب المصري سبق وأن جمعته الوحدة بين مصر وسوريا تحت مسمى الجمهورية العربية المتحدة، وأن كل ما يخص الشعب السوري هو في وجدان الشعب المصري.
وحضر اللقاء كل من د. عمرو دراج، أمين عام حزب الحرية والعدالة بالجيزة، ووفد من حزب الغد الجديد ضم كلاً من عبدالمنعم التونسي رئيس الحزب، وحسن أبوالعينين نائب رئيس الحزب.
وأعلن البدوي خلال اللقاء اعتراف التحالف الديمقراطي من أجل مصر بالمجلس الوطني السوري ممثلاً شرعياً للثورة الشعبية السورية وكافة فصائل المعارضة السورية.
ومن جانبه قدم سمير نشار، رئيس وفد المجلس الوطني السوري خالص التعازي للشعب المصري في ضحايا الأحداث المؤسفة التي وقعت حول اتحاد الإذاعة والتلفزيون بماسبيرو.
وأكد النشار أن هناك الكثير من المشاعر التاريخية التي تربط الشعبين المصري والسوري، مضيفاً أن مصر هي أولى محطات وفد المجلس لأن مصر هي الشقيقة الكبرى ومنارة العالم العربي نحو واقع جديد لا مكان فيه للاستبداد ويحترم حقوق الإنسان.
وأضاف: “كنا ولانزال في أشد الحاجة لدعم الشعب المصري لتأكيد تضامنه مع الشعب السوري الذي يتحمل آلام ومعاناة شديدين؛ لأن نظام الأسد يمارس القمع لإسكات صوت السوريين”.
وأوضح النشار أن هناك حاجة لأن تقوم الأحزاب المصرية بممارسة دورها الفعال في الضغط على الدول العربية وجامعة الدول العربية، لتلعب دوراً أكثر دعماً لمساندة ثورة التغيير في سوريا.
وفي منتصف يوليو/تموز الماضي اجتمعت عدة شخصيات معارضة سورية في مدينة اسطنبول التركية، واتفقوا على انتخاب مجلس “إنقاذ وطني” يضم 25 عضواً من مختلف الأطياف، وهو ما يعد تحدياً موحداً من جانب المعارضة لنظام الرئيس الأسد الذي تكثف القوات الأمنية التابعة له من حملاتها العسكرية لسحق الانتفاضة الشعبية في العديد من البلدان السورية.
ومن ناحيتها، هددت سوريا منذ يومين بأنها سترد بقوة على أي دولة تعترف رسمياً بالمجلس الوطني المعارض، ورحبت دول غربية من بينها الولايات المتحدة وفرنسا بإنشاء المجلس، لكنها لم تعترف به رسمياً مثلما فعلت مع المجلس الوطني الانتقالي، الذي أنشأته المعارضة الليبية، التي أطاحت بمعمر القذافي.
وتشهد سوريا حركة احتجاجات واسعة منذ منتصف مارس/آذار أدى قمعها من جانب السلطة إلى مقتل أكثر من 1649 شخصاً من المدنيين و389 جندياً وعنصر أمن، بحسب حصيلة لمنظمة حقوقية.
حملات مداهمة في حمص تسفر عن إعتقال نحو 115 شخصاً
روسيا تطالب نظام الأسد باستغلال “فرصته الأخيرة” لإنقاذ الوضع
فيما حثّ رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي سوريا على إنهاء حكم الحزب الواحد، اعتبر مسؤول روسي خلال لقاء مع وفد من ممثلي المعارضة السورية أنّ على القيادة استغلال فرصتها الأخيرة لإنقاذ الوضع وبدء الحوار.
موسكو، دمشق: صرّح رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الفيدرالية (الشيوخ) الروسي ميخائيل مارغيلوف الإثنين في مؤتمر صحافي بمشاركة وفد لممثلي المعارضة السورية يزور موسكو للقاء كبار المسؤولين في وزارة الخارجية الروسية وشخصيات من الأوساط الاجتماعية الروسية، بأن “على القيادة السورية أن تستغل فرصتها الأخيرة من أجل إنقاذ الوضع على الساحة السورية”.
وطالب مرغيلوف النظام السوري بـ”البدء فوراً بالحوار مع المعارضة”، مضيفاً أن المعارضة التي ستشارك في الحوار “يجب أن تكون شاملة لجميع التيارات، وليست تلك التي تروق النظام فقط”.
وقال مارغيلوف: “على السوريين أن يعالجوا هذه المشكلة بأنفسهم، وبلا تدخل أجنبي، ولكن عليهم أيضاً أن يتذكروا، أن هذه هي فرصتهم الأخيرة”.
وشارك في المؤتمر رئيس اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين قدري جميل ورئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي علي حيدر والقيادي في جبهة التغيير والتحرير عادل نعيسة.
وكان من المتوقع أن يشارك في المؤتمر أيضاً المعارض ميشيل كيلو والمنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية حسن عبد العظيم والاقتصادي المعارض عارف دليلة، غير أنهم لم يحضروا.
وأوضح مصدر لـ”أنباء موسكو” أن أسباب غياب المعارضين الثلاثة عن المؤتمر، تكمن في “رفضهم الموقف الروسي تجاه ما يحدث في سوريا، والذي أوضحته روسيا حين استخدمت حق النقض (الفيتو) ضد قرار أممي يدين جرائم النظام”. وأضاف المصدر أن “ضعف التنسيق بين تيارات المعارضة المختلفة، هو أيضاً سبب من أسباب غياب هذه الشخصيات عن المؤتمر”.
ميدانياً، اعلن ناشط حقوقي مقتل شابين الثلاثاء برصاص رجال الامن في حمص (وسط) حيث نفذت قوات الامن حملات مداهمة اسفرت عن اعتقال نحو 115 شخصا. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان “شابا قتل الثلاثاء في حي البياضة اثر اطلاق رصاص من حاجز امني”.
كما اشار المرصد الى وفاة “شاب من حي دير بعلبة في المشفى العسكري في حمص متأثرا بجروح اصيب بها امس” الاثنين. ونقل المرصد عن ناشط في المدينة (حمص) ان “الامن رفض تسليم جثمانه لذويه قبل توقيع تعهد بان العصابات المسلحة هي التي قتلته”.
واكد المرصد ان حي الخالدية في حمص “يشهد منذ امس حملة امنية واسعة تترافق مع انتشار لعناصر الامن داخل الحي حيث قام بقطع الكهرباء والاتصالات ونفذ الامن حملة اعتقالات اسفرت عن اعتقال نحو 115 شخصا”.
ولفت الى ان “الامن اعتدى على المعتقلين بالضرب والاهانات أمام ذويهم في الشارع”. واضاف ان “اطلاق النار الكثيف الحق اضرارا مادية بالغة ببعض المتاجر وتواصل الليلة الماضية اطلاق الرصاص في الحي ما ادى إلى سقوط جرحى”.
وكانت لجان التنسيق المحلية في سوريا تحدثت في بيان الاثنين عن الوضع في مدينة حمص موضحة ان “عدد شهدائها بلغ ثلث عدد شهداء الثورة وشهدت الايام القليلة الماضية تصعيدا كبيرا (…) ضد اهالي حمص بقصد القضاء على جذوة الثورة المشتعلة فيها”.
وتشهد سوريا منذ منتصف اذار/مارس حركة احتجاجية غير مسبوقة اسفر قمعها عن سقوط اكثر من 2900 قتيل بحسب الامم المتحدة فيما تتهم سوريا “عصابات ارهابية مسلحة” بزعزعة الامن والاستقرار في البلاد.
المالكي يحثّ سوريا على إنهاء حكم الحزب الواحد
إلى ذلك، حثّ رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي سوريا على انفتاح نظامها السياسي لإنهاء حكم الحزب الواحد – حزب البعث- في اطار إصلاحات لمواجهة احتجاجات شعبية مستمرة منذ أشهر.
جاءت تصريحات المالكي بشأن سوريا بينما يواجه الرئيس بشار الأسد إدانة دولية متزايدة وعقوبات بشأن حملة على الاحتجاجات التي تقول الأمم المتحدة إنها أودت بحياة أكثر من 2900 شخص. وتقول الحكومة العراقية إنها تسعى إلى التوازن في علاقاتها العربية، لكن نهجها تجاه سوريا محصور بين دعم دمشق حليفة إيران والمخاوف من امتداد الاضطرابات إلى العراق.
وأقام رئيس الوزراء العراقي في سوريا إلى أن عاد إلى العراق بعد الغزو الذي أطاح بصدام حسين عام 2003. وقال لرويترز عندما سألته عن الإصلاحات التي تحتاجها سوريا “نعم بالتأكيد ندعم فكرة إنهاء حكم الحزب الواحد والشخص الواحد والطائفة الواحدة والقومية الواحدة”.
وزراء الخارجية العرب سيعقدون اجتماعاً حول سوريا
دمشق: أكد وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد الصباح الثلاثاء ان وزراء الخارجية العرب سيعقدون اجتماعا لبحث الاوضاع في سوريا دون تحديد موعد لهذا الاجتماع. وقال الشيخ محمد في مؤتمر صحافي في الكويت “سيكون هناك اجتماع لوزراء الخارجية العرب لبحث موضوع الاحداث في سوريا”.
وحول موعد الاجتماع، قال وزير خارجية الكويت “هناك مشاورات جارية لتحديد الوقت”. وكان وزراء الخارجية العرب طالبوا في ختام اجتماعهم الشهر الماضي في القاهرة بـ “وقف اراقة الدماء” في سوريا.
ميدانياً، واصل الجيش السوري عملياته العسكرية في مختلف محافظات ومدن سورية. فيما جرت اشتباكات بين الجيش السوري وعناصر منشقة عنه في مدينتي دمشق وإدلب.
وذكرت لجان التنسيق المحلية أن مداهمات واعتقالات جرت الاثنين، شملت كلا من سرجة في جبل الزاوية، ومحافظة إدلب وبلدة خطاب في محافظة حماة ودير بعلبة والخالدية في محافظة حمص وتل رفعت في محافظة حلب وبانياس وعين البيضا على الحدود التركية.
ففي جبل الزاوية تم قطع التيار الكهربائي أثناء عملية مداهمة وتفتيش شاركت فيها أكثر من 15 دبابة وناقلات للجند، بالإضافة إلى حوالي 30 دبابة على طريق المعرة أريحا.
وفي حماة فقد تمت مداهمة بلدة خطاب، من قبل قوات الأمن و”الشبّيحة” المحمولة بسيارات سياحية مدنية، رافقتها تعزيزات من الجيش في المدرعات. كما حوصرت منطقة جسرين من قبل الدبابات وتحولت بعض أبنيتها الحكومية ومشافيها إلى ثكنات عسكرية.
كما ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن متظاهرين في المدينة قاموا بحرق نسخ من بعض الجرائد والمجلات الحكومية الرسمية أثناء مظاهرة كبيرة في شارع المرابط بمركز مدينة حماة، تعبيراً عن احتجاجهم على الإعلام الحكومي الرسمي واتهامه بالكذب.
المعارضة السورية مجمعة على طلب مراقبين دوليين في سوريا
إلى ذلك، أجمع قادة عدد من المجموعات السورية المعارضة لنظام بشار الأسد الذين اجتمعوا في السويد خلال اليومين الماضيين، على المطالبة بارسال مراقبين دوليين الى سوريا، الا انهم اعلنوا عموما رفضهم اي تدخل عسكري أجنبي في سوريا على ما افادت الجهة المنظمة.
واتفق المشاركون “على المسائل المتعلقة بالنظام الذي يجب إسقاطه، وعلى دور المجتمع الدولي الذي عليه إرسال مراقبين، وعلى ضروة تقديم حماية للاقليات يكون لها طابع قانوني إلزامي” حالما يقوم نظام جديد، على ما قال الامين العام لمركز اولوف بالمي الدولي ينس اورباك.
ودعا المشاركون ايضا الى فرض عقوبات اقتصادية على سوريا تكون موجهة بشكل لا يؤثر على الشعب السوري، بحسب تصريحات اورباك للصحافيين. وقالت غيد الهاشمي احدى المشاركات في الاجتماع وتقيم في برلين “كان هناك خلال المؤتمر شبه اجماع ضد تدخل عسكري ولصالح تدخل سياسي ودبلوماسي”.
واضافت الهاشمي “المشاركون رحبوا بشدة بفكرة ارسال مراقبين دوليين يمكنهم التنقل بحرية في البلاد ومراقبة الوضع”. وقال فايز ساره وهو احد المشاركين ايضا ان “سوريا المستقبل ستبنى على قاعدة التعددية والديموقراطية”.
واجتمع نحو 90 ممثلا للمعارضة السورية من بينهم اعضاء في المجلس الوطني السوري مثل المفكر برهان غليون في السويد خلال اليومين الماضيين برعاية مركز اولوف بالمي.
والمجلس الوطني السوري الذي تاسس في منتصف ايلول/سبتمبر الماضي في اسطنبول ضم للمرة الاولى شريحة واسعة من التيارات السياسية لا سيما لجان التنسيق المحلية التي تشرف على التظاهرات والليبراليين وجماعة الاخوان المسلمين المحظورة منذ فترة طويلة في سوريا وكذلك احزاب كردية واشورية.
ترحيب أوروبي بـ “الوطني” وموسكو تطرح استضافة حوار
معارضون سوريون يطلبون مراقبين دوليين
أجمع قادة عدد من المجموعات السورية المعارضة الذين اجتمعوا في السويد خلال اليومين الماضيين، أمس، على المطالبة بإرسال مراقبين دوليين إلى سوريا، إلا أنهم أعلنوا رفضهم أي تدخل عسكري أجنبي . واتفقوا “على المسائل المتعلقة بالنظام الذي يجب إسقاطه، وعلى دور المجتمع الدولي الذي عليه إرسال مراقبين، وعلى ضرورة حماية الأقليات” حالما يقوم نظام جديد، على ما قال الأمين العام لمركز اولوف بالمي الدولي ينس أورباك . ودعوا إلى عقوبات اقتصادية ضد سوريا موجهة بشكل لا يؤثر في الشعب .
وقالت غيد الهاشمي إحدى المشاركات وتقيم في برلين “كان هناك خلال المؤتمر شبه إجماع ضد تدخل عسكري ولمصلحة تدخل سياسي ودبلوماسي” . وأضافت “المشاركون رحبوا بشدة بفكرة إرسال مراقبين دوليين يمكنهم التنقل بحرية في البلاد ومراقبة الوضع” . وقال فايز سارة وهو أحد المشاركين أيضاً إن “سوريا المستقبل ستبنى على قاعدة التعددية والديمقراطية” .
وكانت روسيا اقترحت على وفد من المعارضة السورية في الداخل، حواراً مع النظام للاتفاق على سبل التغيير في البلاد والتحول الديمقراطي . وطرح رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي ميخائيل مارغيلوف على ممثلي المعارضة إجراء حوار في موسكو مع النظام السوري، وفي ما يخص موقف روسيا حيال مشروع قرار مجلس الأمن حول سوريا، الذي استعملت ضده (الفيتو)، قال “لم ترق لنا آفاق نظام العقوبات التي كان يمكن أن يؤدي إلى تطور الأوضاع في سوريا حسب السيناريو الليبي الأكثر تراجيدية” . وأشار إلى أن “الفيتو” ليس تبرئة ولا “كارت بلانش” لنظام الرئيس بشار الأسد، داعياً إياه إلى عدم التأخير في الإصلاحات الحقيقية وإقامة الحوار مع جميع الأطراف المعنية .
ورحب الاتحاد الأوروبي بتشكيل “المجلس الوطني” السوري، معتبراً ذلك “خطوة ايجابية” .
وأعلن موسى الكوني عضو المجلس الوطني الانتقالي الليبي أن المجلس قرر الاعتراف بالمجلس الوطني السوري المعارض وإغلاق السفارة السورية في طرابلس، وقال خلال مؤتمر صحافي في طرابلس إن “المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا قرر في الاجتماع الاعتراف بالمجلس الوطني في سوريا وقرر أيضاً غلق السفارة السورية في ليبيا” .
ورفض الكوني، ممثل الطوارق في المجلس، الرد على استفسارات الصحافيين حول هذا الموضوع، مكتفياً بإعلانه المقتضب .
ميدانياً، أفاد ناشطون أن قوات الجيش واصلت عملياتها في حمص (وسط)، بالتزامن مع حديث عن حالات اختناق وانتشار غازات سامة رجحت تسربها من منشأة نفطية أو أنبوب نفط فيه تسرب . وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان “استشهاد مواطن وجرح خمسة في حي باب السباع المحاصر”، مضيفاً “كما سمع صوت إطلاق رصاص كثيف في حي الغوطة” . وتابع “كما قتل شاب من اللاذقية إثر إطلاق رصاص في قرية عين البيضا التابعة لجسر الشغور” . ونقل عن ناشط في محافظة إدلب (شمال غرب) أن “مسلحين مجهولين اغتالوا أمين فرقة مدينة سرمين لحزب البعث العربي الاشتراكي (الحاكم) محمد بنشي” . (وكالات)
فرنسا تؤكد دعم المعارضة السورية
أكدت فرنسا دعمها للمعارضة السورية، مع أول لقاء علني في باريس بين وزير الخارجية آلان جوبيه ومسؤولين في المجلس الوطني السوري أبرزهم برهان غليون .
وأمام الصحافيين، صافح جوبيه غليون وكذلك بسمة قضماني المتحدثة باسم المجلس الوطني السوري، وذلك في مستهل لقاء نظمته الأوساط الثقافية الفرنسية لدعم المعارضة السورية .
وقال جوبيه قبل المشاركة في اللقاء في مسرح الأوديون في باريس “أنا هنا بدعوة من رئيس المجلس (برهان غليون) والسيدة قضماني للتعبير عن دعم فرنسا للشعب السوري الذي يناضل من أجل حريته وحقوقه الأساسية في شكل سلمي”، وأضاف أنه “أمر رمزي أن تكون هذه الأمسية مفتوحة أمام الفنانين والباحثين والكتاب للتذكير بغنى التراث الثقافي والتاريخي لسوريا” .
وأوضح وزير الخارجية الفرنسي أن قضية اعتراف فرنسا بالمجلس الوطني السوري “ليست مدرجة على جدول الأعمال لأن المجلس الوطني السوري لا يطلب هذا الأمر”، وتابع “سنتابع اتصالاتنا مع المعارضة السورية لمعرفة كيفية مواكبتها” .
مقتل شخصين برصاص الأمن في حمص.. وحملة إعتقالات واسعة في المدينة
أعلن “المرصد السوري لحقوق الإنسان” عن “مقتل شابين الثلاثاء برصاص رجال الأمن في حمص (وسط)”، حيث نفذت قوات الامن حملات مداهمة اسفرت عن اعتقال نحو 115 شخصا.
“المرصد”، أوضح أنَّ “شابا قتل اليوم الثلاثاء في حي البياضة اثر اطلاق رصاص من حاجز امني”، مشيراً أيضاً إلى وفاة “شاب من حي دير بعلبة في المستشفى العسكري في حمص متأثرا بجروح اصيب بها امس” الاثنين.
إلى ذلك، نقل “المرصد” عن ناشط في المدينة (حمص) ان “الامن رفض تسليم جثمانه لذويه قبل توقيع تعهد بان العصابات المسلحة هي التي قتلته”، لافتاً إلى انَّ “حي الخالدية في حمص، يشهد منذ امس حملة امنية واسعة تترافق مع انتشار لعناصر الامن داخل الحي حيث قام بقطع الكهرباء والاتصالات ونفذ الامن حملة اعتقالات اسفرت عن اعتقال نحو 115 شخصا”، وأشار إلى أنَّ “الامن اعتدى على المعتقلين بالضرب والاهانات أمام ذويهم في الشارع”.
واضاف ان “اطلاق النار الكثيف الحق اضرارا مادية بالغة ببعض المتاجر وتواصل الليلة الماضية اطلاق الرصاص في الحي ما ادى إلى سقوط جرحى”.
(أ.ف.ب.)
الصين تدعو النظام السوري “لتحرك أسرع” وروسيا تسعى إلى “حوار تحضيري” و تعد المعارضة بـ”تطيير” بعض القيادات الأمنية
تهديد حسون بين “الإفلاس والتخندق”..ورسالة “حليفة” متقاطعة توعدت “مصالح فرنسا بلبنان”
تصدّر تهديد مفتي سوريا الشيخ أحمد بدر حسون “أوروبا وأميركا” بعمليّات انتحارية ينفذها “أبناء وبنات لبنان وسوريا مع انطلاق أول قذيفة صوب الأراضي السورية” دائرة التحليل الإعلامي والسياسي لما ورائيات هذه الرسالة التي جاهرت بوضع لبنان في صلب صراع النظام السوري مع المجتمع الدولي، والتأكيد تاليًا أنّ الساحة اللبنانية لن تكون بمنأى عن تداعيات وتطورات هذا الصراع.
وإذ تفاوتت القراءات اللبنانية لتصريح حسون بين من رأى فيها “تجاوزًا جديدًا لسيادة الدولة اللبنانية يضاف إلى مروحة التجاوزات والتعديات السورية السافرة على سيادة لبنان وإرادته الحرة”، وفق تعبير مصادر معارضة لـ”NOW Lebanon” ملاحظةً في الوقت عينه “إفلاسًا سياسيًا لدى النظام السوري دفعه إلى التلطي وراء تهديدات المفتي حسون في محاولة يائسة لترهيب المجتمع الدولي وتخفيف الضغوط الدولية عنه”.. وبين من رأى في تصريح حسون “تأكيدًا على وحدة المسار والمصير بين لبنان وسوريا” وفق تعبير مصادر قوى 8 آذار لـ”NOW Lebanon” موضحةً في هذا المجال أنّ “سياسة النأي بلبنان عن الأحداث السورية تجافي وقائع الجغرافيا والتاريخ، نظرًا لكون لبنان يقع في صلب الإشتباك السياسي الحاصل في المنطقة، وبالتالي فإنّ المصلحة اللبنانية تقتضي التخندق إلى جانب القيادة السورية لصدّ للهجمة الدولية على المنطقة عمومًا، وسوريا خصوصًا”.
أما على مستوى القراءات الدولية، فقد توقف دبلوماسيون غربيون “بتمعّن” عند مضامين تهديد المفتي حسون وأبعاده، خصوصًا وأنّ دبلوماسي غربي في بيروت أفاد موقع “NOW Lebanon” أنّ هذا التهديد السوري جاء متقاطعًا مع “التقرير الذي أعده وفد دبلوماسي أوروبي عن خلاصة جولة قام بها في الآونة الأخيرة على فعاليات سياسية في الشمال، حيث سمع الوفد من قيادي مقرب جدًا من النظام السوري تهديدًا مباشرًا لدول الإتحاد الأوروبي إن هي لم تخفف ضغوطها على سوريا”، وأوضح الدبلوماسي الغربي أنّ “هذا القيادي المعروف بصلاته الوثيقة مع قيادة النظام السوري، خصّ فرنسا على وجه التحديد بهذه الرسالة التهديدية، من خلال قوله للوفد الأوروبي: “إنّ حزب الله وسائر حلفاء سوريا في لبنان يعتبرون أنفسهم معنيين بشكل مباشر بالتصدي للهجمة الدولية على سوريا، وبالتالي إذا استمرت باريس على سياستها الراهنة ضد النظام السوري فإنّها تكون بذلك تغامر بمصالحها في لبنان”.
في غضون ذلك، برز على محور الـ”فيتو” الروسي – الصيني، دعوة بكين القيادة السورية إلى “التحرك بشكل أسرع للوفاء بوعود الإصلاح” وفق ما أعلنت الخارجية الصينية.. في وقت تسعى موسكو إلى تفعيل خطوط تواصلها مع ممثلي المعارضة السورية، وقد أفادت مصادر معنية موقع “NOW Lebanon” أنّ “الجهود التي تبذلها موسكو تتركز حاليًا على حثّ المعارضة السورية، بشقيها الداخلي والخارجي، على الإستجابة للدعوة إلى عقد مؤتمر حوار تحضيري في موسكو مع ممثلي النظام السوري تمهيدًا لوضع أسس إنطلاق الحوار الوطني بين النظام والمعارضة في دمشق”، كاشفةً في هذا السياق أنّ “القيادة الروسية وعدت في المقابل ممثلي المعارضة السورية بتغييرات مقبلة على مستوى القيادة الأمنية في سوريا سيتم بموجبها “تطيير” بعض القيادات الأمنية في إطار مشروع إعادة هيكلة النظام في سوريا”.
في حال الاعتداء على سوريا أو لبنان
مفتي سوريا يتوعد الغرب بـ”استشهاديين”
حذر مفتي سوريا أحمد بدر الدين حسون الغرب من الاعتداء على بلاده وتوعد بالرد عبر ما أسماه “عمليات استشهادية” متهما “الصهيونية” ببث الفتنة في المنطقة.
وقال حسون في تسجيل مصور بثته قناة الجزيرة أقول لأوروبا والولايات المتحدة “سنعد استشهاديين هم الآن عندكم إن قصفتم سوريا أو لبنان”. واستطرد “العين بالعين والسن بالسن”.
وكان حسون يتحدث إلى وفد نسائي لبناني جاء لتعزيته في مقتل نجله. ووجه المفتي حديثه للبنانيين قائلا “يا أبناء لبنان أمامكم معركة قريبة، فإن لم يستطيعوا أن ينتصروا في سوريا فسيشعلونها في لبنان، لكنكم ستنتصرون عليهم مرة أخرى كما انتصرتم عليهم بالأمس”.
وحذر المفتي العرب من الفتنة “إياكم من الفرقة التي تمزقنا”. واتهم المفتي “الصهيونية” بأنها من كان يثير الفتن، وأضاف “إنها تريد أن تمزقنا طوائف ومذاهب”.
وتابع “نرد عليهم ونقول نحن أمة واحدة أرادنا الله كذلك دينا واحدا وليس ثلاثة أديان كما يزعمون، ديننا دين إبراهيم وموسى جاء برسالة إبراهيم وعيسى جاء برسالة إبراهيم ومحمد جاء برسالة إبراهيم ثم جاءت مذاهبنا فكانت ثراء فكريا وروحيا”.
وناشد حسون في ختام كلمته العرب الوقوف إلى جانب سوريا “لا تقدموا سوريا طبقا للغرب يا رجال العرب، يا حكام العرب، يا أبناء الإنسانية، هذه سوريا التي لم تركع ولن تركع يوما”.
يذكر أن نجل حسون لقي مصرعه الأسبوع الماضي على أيدي مسلحين مجهولين أمام إحدى الجامعات التابعة لمدينة حلب.
انتقادات للموقف الرسمي
أصداء دعم الحراك السوري بلبنان
نقولا طعمة-بيروت
ترددت أصداء الحراك الشعبي ضد النظام السوري في لبنان، وظهرت تحركات في مناطق مختلفة بين الحين والآخر، خصوصا يوم الجمعة من كل أسبوع.
لكن التحرك اللبناني الجمعة الماضية في طرابلس وصيدا تداخل مع إشكالات أمنية وقعت على الحدود الشمالية الشرقية عندما لاحقت قوى الأمن السوري أشخاصا عبروا الحدود عبر منطقتي عرسال البقاعية، وأكروم العكارية أواسط الأسبوع المنصرم.
وكان الخرق مادة خصبة لقوى الرابع عشر من آذار لأن تشن هجوما ضد حكومة الأكثرية الجديدة برئاسة نجيب ميقاتي متهمة إياها بالصمت على ما أسمته “خرقا للسيادة اللبنانية”، بحسب تصريحات لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، ولتيار المستقبل ونواب الرابع عشر من آذار مثل بطرس حرب وجمال الجراح وخضر حبيب.
وأعطيت التحركات أكثر من تفسير تراوحت بين العادية والشرعية أو الضاغطة على حكومة ميقاتي لترددها في ملفات حساسة كتمويل المحكمة الدولية والصمت تجاه ما يجري على الحدود وانتهاء بالحياد فيما يتعلق بالأحداث السورية.
تباين
التحركات “طبيعية في بلد تتنوع فيه الآراء”، بحسب رأي السياسي خلدون الشريف المقرب من رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، الذي أكد أن “لبنان بلد متعدد، تتوزع فيه الأدوار والمشارب والرغبات، فإذا وجد فريق مع النظام فلا غرابة أن يوجد فريق ضده”.
بينما فسر الدكتور أسعد هرموش عضو المكتب السياسي للجماعة الإسلامية -الداعية لتحرك الجمعة الماضية- أن “إطار العلماء في الجماعة الإسلامية دعا إلى التحرك للدفاع عن المظلوم وإغاثة الملهوف وهو موقف شرعي”.
واعتبر هرموش في تصريح للجزيرة نت أن التحركات لا تستهدف مواقف الحكومة اللبنانية فيما يتعلق بتمويل المحكمة، وأضاف “نحن نعتبر أن الرئيس ميقاتي جاد وصادق في موقفه بالنسبة لتأمين التمويل للمحكمة وهناك بحث عن مخارج رغم وجود حرج في الأكثرية الجديدة في التصويت على التمويل”.
أما عضو الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار إلياس الزغبي فقال للجزيرة نت إنه لم يعد في الإمكان التمييز بين نتائج أي تحرك سياسي ببعديه الداخلي والخارجي، فالبعدان مترابطان، وأي تحرك داخلي له ارتداد ما على الموقف اللبناني العام تجاه الربيع العربي وفي مقدمها الوضع في سوريا.
ووصف الزغبي التحركات الشعبية بأنها سيادية بامتياز، مضيفا أن “السيادة لا تتجزأ ولا تكون في الجنوب ضد اعتداءات إسرائيل، بينما تبطل في الشمال والشرق ضد اعتداءات جيش النظام السوري”.
ولا تتوانى قوى الرابع عشر من آذار عن اتهام الحكومة بالتواطؤ مع النظام السوري في كل ما يفعله.
ضغط متعدد
ويقع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بين سندان قوى الثامن من آذار المصرة على عدم تمويل المحكمة، بينما هو يريد ذلك، ومواقف خصومه في الرابع عشر من آذار التي تتهمه بالتواطؤ مع النظام السوري.
ويرى الزغبي أن “هدف التحركات ليس فقط دعم الشعب السوري بوجه القمع الذي يمارسه النظام، بل تحميل هذه الحكومة مسؤولية الدفاع عن السيادة لأن الصمت الذي تواجه به الحكومة خرق السيادة من قبل الجيش السوري، يدل أن هذه الحكومة هي صنيعة النظام السوري وتلبي كل مطالبه”.
لكن خلدون الشريف يصف موقف ميقاتي بـ”النأي عن أحداث سوريا من أجل حماية استقرار لبنان” وهو موقف يعرضه لضغط من كل الأطراف، لافتا في الوقت ذاته إلى أن التحركات الشعبية لا تشكل ضغطا كبيرا خاصة أنها كانت محدودة.
دستور جديد وترحيب بانتقالي سوريا
اعترف التحالف الديمقراطي المصري والمجلس الانتقالي الذي يمثل الثوار الليبيين بالمجلس الوطني السوري ممثلا شرعيا للشعب السوري. وفي حين رحب وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بالمجلس، حثت الصين النظام السوري على التحرك نحو الإصلاح. من جهتها قالت دمشق إنها تعد مشروع دستور جديد.
ويضم التحالف الديمقراطي نحو أربعين حزبا مصريا في مقدمتها حزبا “الحرية والعدالة” الذي يمثل الإخوان المسلمين وحزب “الوفد” الليبرالي.
وقد تلقى المجلس الوطني السوري ترحيبا دوليا متزايدا من الاتحاد الأوروبي وفرنسا والولايات المتحدة، دون أن يصل الأمر إلى حد الاعتراف به.
ودعا بيان لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي -عقب اجتماع في لوكسمبورغ- المجتمع الدولي إلى الترحيب بالجهود التي اتخذتها المعارضة السورية. كما أشاد البيان بالتزام المجلس بعدم اللجوء إلى العنف وبالمعايير الديمقراطية، على حد تعبيره.
وقالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد كاثرين آشتون إن عدد الأشخاص الذين قتلوا في سوريا “مخيف”، وإن مستوى القمع “مروع”، لكنها لزمت الحذر بشأن الاعتراف بالمجلس، قائلة “أعتقد أنه يتعين علينا أن نعرف المزيد”.
وأضافت -في مؤتمر صحفي بعد الاجتماع الوزاري- “نحتاج إلى أن نتعامل ثم نرى كيف سنتحرك إلى الأمام، إن الاعتراف خطوة كبيرة ولن نتخذها إلا عندما نصبح مقتنعين بأنها الخطوة الصحيحة”.
دعم فرنسي
من ناحيتها، أكدت فرنسا دعمها للمعارضة السورية من دون الاعتراف بالمجلس الوطني في الوقت الحاضر، وذلك خلال أول لقاء علني بين وزير الخارجية آلان جوبيه ومسؤولين في المجلس الوطني السوري أبرزهم برهان غليون.
وصافح جوبيه غليون في مستهل لقاء نظمته أوساط ثقافية فرنسية في باريس لدعم المعارضة السورية. وقال جوبيه “أنا هنا للتعبير عن دعم فرنسا للشعب السوري الذي يناضل من أجل حريته وحقوقه الأساسية بشكل سلمي”.
وأشار إلى أن “قضية اعتراف فرنسا بالمجلس الوطني السوري ليست مطروحة حاليا لأن المجلس الوطني السوري لم يطلب ذلك”. وقد صدرت إشارات ترحيب مماثلة في الولايات المتحدة بالمجلس السوري، دون الوصول إلى مرحلة الاعتراف به.
وبدوره طالب المجلس الوطني السوري المعارض باعتراف دولي به ممثلا لمعارضة الرئيس بشار الأسد، وأعلن أنه لا يخطط لأن يكون حكومة بديلة.
في هذه الأثناء، قالت الخارجية الصينية إن سوريا يجب أن تتحرك بشكل أسرع للوفاء بوعود الإصلاح، وذلك بعد نحو أسبوع من رفض بكين مسودة قرار في الأمم المتحدة لإدانة قمع المتظاهرين السلميين في سوريا، مستخدمة حق النقض (الفيتو).
وفي وقت سابق قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن بلاده والصين مستعدتان لاقتراح مشروع قرار أممي “أكثر توازنا” من المشروع الأخير، الذي سبق أن اقترحته دول غربية واعترضت عليه موسكو وبكين الأسبوع الماضي.
دستور
وفي موضوع ذي صلة بتفاعلات الأحداث داخل سوريا في ظل الثورة المندلعة منذ أشهر، أعلن الأمين القطري المساعد لحزب البعث الحاكم في سوريا محمد سعيد بخيتان، أن مشروع قرار رئاسي بتشكيل لجنة لصياغة دستور جديد للبلاد سيصدر خلال اليومين المقبلين.
ونقلت صحيفة الوطن السورية عن بخيتان قوله إن هذا الدستور بعد إقراره من قبل ثلثي مجلس الشعب سيطرح على الاستفتاء العام.
من ناحية أخرى، توقع القيادي في المجلس الوطني السوري برهان غليون أن يكون مصير الرئيس السوري بشار الأسد “كمصير أي مجرم آخر” إذا سقط نظامه دون التراجع عن أخطائه.
وقال غليون -في مقابلة مع محطة “أل بي سي” اللبنانية من باريس- “هو المسؤول الأول عن أوامر القتل واعتقال عشرات الألوف من السوريين”، و”لا يوجد ضمير بشري يتركه يهرب دون عقاب”.
ورفض غليون الدخول في أي مفاوضات مع النظام، قائلا “لا تسوية بأي شكل من الأشكال مع نظام استبدادي”، معتبرا أن الشعب السوري فهم أن الإصلاحات المعلنة مجرد كلام لا أساس له. وتوقع ألا تنزلق سوريا إلى حرب أهلية.
كما شدد على رفض التدخل العسكري في سوريا، وقال إن المجلس الوطني لن يطلب ذلك. وأضاف “نعمل من أجل حماية المدنيين وليس تدخل حلف الناتو”. ووجه كلامه للأسد قائلا “كفى دماء، وكفى أخطاء وإجراما، ارحم شعبك”.
الصين تدعو الاسد الى الاسراع بتطبيق الاصلاحات التي اعلن عنها
دعت الصين الرئيس السوري بشار الاسد الى الاسراع في تطبيق الاصلاحات التي اعلن عنها فيما هدد مفتي سورية احمد حسون اوروبا والولايات المتحدة بعمليات “استشهادية” اذا تدخل الغرب عسكريا في سورية.
واعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية ليو ويمين “نرى انه على الحكومة السورية ان تتحرك بشكل اسرع لاحترام وعودها بالاصلاحات ويجب ان تشارك كل الاطراف المعنية في سورية في عملية التسوية السياسية”.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اعلن في مقابلة نشرت الاثنين ان موسكو وبكين مستعدتان لاقتراح مشروع قرار في مجلس الامن حول سورية يكون “اكثر توازنا” من النسخة التي عرضها الغرب على التصويت، وتدين العنف من جهتي النظام والمعارضة.
يذكر ان روسيا والصين استخدمتا حق النقض الفيتو ضد مشروع قرار تقدمت به الدول الغربية الاسبوع الماضي يدين العنف الذي يتعرض له المتظاهرون في سورية ويطالب الاسد بوقفه.
وحذر حسون الغرب من الاعتداء على بلاده وتوعده بالرد عبر عمليات «استشهادية» متهما «الصهيونية» ببث الفتنة في المنطقة.
وقال المفتي خلال استقباله لوفد لبناني “يا ابناء لبنان امامكم معركة قريبة فان لم يستطيعوا ان ينتصروا في سوريا فسيشعلونها في لبنان لكنكم ستنتصرون عليهم مرة اخرى كما انتصرتم عليهم بالامس”.
وتوعد المفتي الذي قتل ابنه الاسبوع الماضي أوروبا والولايات المتحدة باعداد “استشهاديين هم الآن عندكم إن قصفتم سورية أو قصفتم لبنان فبعد اليوم العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم وأنتم من ظلمتمونا”.
ترحيب
من جانب اخر رحب الاتحاد الاوروبي بتشكيل المجلس الوطني السوري المعارض، باعتباره بديلا مطروحا لنظام حكم الرئيس السوري بشار الاسد.
وقال الاتحاد ان تشكيل المجلس خطوة ايجابية الى الامام، لكنه امتنع عن الاعتراف به ممثلا شرعيا للشعب السوري، كما فعل سابقا مع المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا.
وكانت دمشق قد هددت بالرد على اي جهة او دولة تعترف رسميا بالمجلس السوري.
واكدت فرنسا دعمها للمعارضة السورية مع اول لقاء علني في باريس بين وزير الخارجية الان جوبيه ومسؤولين في المجلس الوطني السوري ابرزهم برهان غليون.
وامام الصحافيين، صافح جوبيه غليون وكذلك بسمة قضماني المتحدثة باسم المجلس الوطني السوري الذي يعتبر الهيئة الاكثر تمثيلا للمعارضة السورية ي مستهل لقاء نظمته الاوساط الثقافية الفرنسية لدعم المعارضة السورية.
وقال جوبيه قبل المشاركة في اللقاء في مسرح الاوديون في باريس “انا هنا بدعوة من رئيس المجلس (برهان غليون) والسيدة قضماني للتعبير عن دعم فرنسا للشعب السوري الذي يناضل من اجل حريته وحقوقه الاساسية في شكل سلمي”.
واضاف انه “امر رمزي ان تكون هذه الامسية مفتوحة امام الفنانين والباحثين والكتاب للتذكير بغنى التراث الثقافي والتاريخي لسوريا”.
واوضح جوبيه ان قضية اعتراف فرنسا بالمجلس الوطني السوري “ليست مدرجة على جدول الاعمال لان المجلس الوطني السوري لا يطلب هذا الامر”.
المزيد من بي بي سيBBC © 2011
سورية: “سنتخذ اجراءات مشددة بحق أي دولة تعترف بالمجلس المعارض“
كرر الرئيس السوري بشار الأسد يوم الاحد تعهده باجراء اصلاحات سياسية في البلاد.
وقال الرئيس السوري في حديث وجهه الى وزيري خارجية كوبا وفنزويلا الزائرين: “إن سورية تتخذ خطوات محددة على جبهتين، الاصلاح السياسي وتفكيك الجماعات المسلحة.”
واضاف الرئيس الأسد ان “الشعب السوري رحب بالاصلاحات، ولكن الهجمة الخارجية تصاعدت في نفس الوقت الذي كان فيه الوضع آخذا بالتحسن.”
واتهم الرئيس السوري القوى الغربية “بأنها غير مهتمة بالاصلاح، بل باجبار سورية على دفع ثمن موقفها المعادي للمخططات الخارجية التي تستهدف المنطقة.”
وأكد الرئيس الأسد لضيوفه انه “رغم كل شئ، مسيرة الإصلاح قد بدأت” قائلا إن قرارات سورية “سيادية ولا علاقة لها بالإملاءات الخارجية.”
يذكر ان وزيري خارجية كوبا وفنزويلا كانا قد وصلا الى دمشق على رأس وفد يمثل عددا من الحكومات اليسارية في امريكا اللاتينية بما فيها الاكوادور ونيكاراغوا وبوليفيا للتعبير عن التضامن مع الحكومة السورية.
وقد ادان الوفد الزائر “الحملات السياسية والاعلامية التي تتعرض لها سورية” حسب ما اوردت وكالة الانباء السورية الرسمية.
وكان وزير الخارجية الفنزويلي نيكولاس مادورو قد قال قبيل سفره الى دمشق إن “هدف الزيارة هو التصدي للمحاولات التي تبذلها الولايات المتحدة وحلفاءها لزعزعة استقرار سورية” مضيفا “اننا نرفض كل اشكال التدخل التي تحاول الامبراطورية (الامريكية) فرضها على سورية كما فرضتها على ليبيا لتغيير النظام بالقوة والعنف.”
المعلم يحذر
وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم قد حذر من أن دمشق سترد على أي دولة تعترف رسميا بالمجلس الوطني المعارض الذي شكله معارضو الرئيس السوري بشار الاسد.
وقال المعلم في مؤتمر صحفي أذاعه التلفزيون السوري “سنتخذ اجراءات مشددة ضد اي دولة تعترف بالمجلس الوطني السوري المعارض.”
ولم يحدد المعلم ماهية هذه الاجراءات، مشيرا في رده على سؤال لبي بي سي بأن دمشق على تواصل مع موسكو حول الوضع في سورية.
لكن المعلم اشار الى انه لاعلم له بوجود نية لدى روسيا للتوسط بين الحكومة السورية والمعارضة.
ودعا وزير الخارجية السوري المعارضة الى عدم التوهم بقيام الغرب بالهجوم على سورية “لانه لايوجد احد ليدفع فاتورة هذا الهجوم” حسب قوله.
ولفت المعلم إلى ان الدول الاوروبية اذا لم تلتزم بمعاهدة فيينا للعلاقات الدبلوماسية وحماية السفارات السورية فيها فستتم معاملة سفارات هذه الدول بالمثل، مشيرا الى ان “ما يقوم به السفير الاميركي في دمشق روبرت فورد يهدف الى ان يجعل من نفسه بطلاً في بلاده وليس في سوريا.”
وكان المجلس قد شكل في اسطنبول اواخر اغسطس / آب المنصرم، ويضم كل القوى المعارضة لنظام حكم الرئيس بشار الأسد داخل سورية وخارجها بما فيها التنسيقيات المحلية والاخوان المسلمون وجماعات كردية وآشورية.
وكان تسعون عضوا من المعارضة السورية قد التقوا امس السبت بزعامة المجلس الوطني السوري في ستوكهولم لبحث استراتيجيات اسقاط نظام الاسد.
وقالت ليلى نراغي من مركز اولوف بالم الدولي الذي يستضيف المؤتمر “يشارك نحو 90 شخصا من اعضاء من المجلس الوطني السوري بمن فيه زعيم المجلس برهان غليون هنا وممثلون عن مجموعات معارضة سورية اخرى”.
جاء اجتماع المعارضة بعد ستة اشهر من الاحتجاجات المتواصلة التي قالت الامم المتحدة انها شهدت مقتل 2900 شخص على الاقل منذ اندلاعها منتصف مارس/ آذار الماضي.
ويطوف المجلس عواصم العالم في مسعى لحشد الدعم من العالم العربي والقوى الغربية وراء حركة الإحتجاج الشعبية القائمة في سوريا الآن ضد حكم الرئيس بشار الأسد.
وكان ناشطون سوريون قد قالوا إن قوات الامن فتحت امس السبت النار على عشرات الالاف من المشيعين لجنازة مشعل تمو المعارض الكردي البارز.
الا ان المعلم قال “أؤكد لكم أن مجموعة ارهابية هي التي اغتالت الشهيد مشعل تمو، هذا الرجل المعارض وقف أمام تيار يطالب بالتدخل الخارجي والهدف افتعال فتنة في محافظة الحسكة التي ظلت طوال الازمة نموذجا للتعايش والاخاء بين سكانها.”
وكانت اسرة التمو قد حملت النظام مسؤولية قتله.
ثمانية قتلى
وكانت قوات الامن السورية قد قتلت السبت ثمانية أشخاص منهم اثنان خلال جنازة حاشدة للقيادي الكردي المعارض مشعل تمو غداة اغتياله في القامشلي في شمال شرق سورية.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان قوات الامن اطلقت النار على جنازة تمو في القامشلي الذي شارك في تشييعه اكثر من 50 الف شخص وتحولت جنازته الى تظاهرة حاشدة تطالب باسقاط النظام، ما اسفر عن سقوط قتيلين على الأقل .
وكانت حصيلة سابقة قد أشارت إلى ان إطلاق النار على المشاركين في جنازة تمو قد أسفر عن قتيل واحد وثلاثة جرحى .
يذكر أن التمو لقي حتفه على يد مسلحين مجهولين في بلدة القامشلي الجمعة.
وحسب المرصد، فقد كان التمو في زيارة لمنزل صديقه في شارع الكورنيش في القامشلي عندما وصل مسلحون على متن سيارة امام المنزل ونادوه فخرج لهم ثم أمطروه بوابل من الرصاص.
وأصاب المسلحون ابنه مارسيل بجروح خطيرة نقل على اثرها الى المستشفى في حالة حرجة.
واضاف مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان اطلاق النار اسفر ايضا عن اصابة الناشطة زاهدة رشكيلو بجروح طفيفة.
من جانبها قالت وكالة الانباء السورية سانا ان “مجموعة ارهابية مسلحة اغتالت بعد ظهر اليوم المعارض الكردي الوطني مشعل تمو وأصابت ابنه بجروح”.
واضافت ان “سيارة سوداء كان بداخلها أربعة مسلحين أطلقوا النار على المعارض تمو مما أدى إلى استشهاده وإصابة ابنه بجروح”.
جنازات أخرى
وفي جنازة اخرى في ريف دمشق قال المرصد إن “صبيا يبلغ من العمر 14 عاما استشهد متاثرا بجراح اصيب بها وجرح 14 شخصا آخرين وذلك جراء اطلاق الرصاص على مشيعي شهداء دوما الثلاثة الذين قتلوا الجمعة باطلاق الرصاص”, بحسب المرصد.
وفي ريف دمشق ايضا “استشهد السبت داخل المعتقل شاب من مدينة الضمير كانت أجهزة الامن اعتقلته الخميس خلال حملة مداهمات في المدينة” كما اضاف المرصد.
كما اعلن المرصد “استشهاد شاب من مدينة دوما السبت متاثرا بجراح اصيب بها الجمعة خلال اطلاق رصاص في حين توفي شاب كان اصيب صباح السبت في دوما متاثرا بجروحه”.
وفي مدينة حمص اعلن المرصد ان “شابا استشهد عصر السبت برصاص قوات الامن في حي دير بعلبة كما وقع العديد من الجرحى”.
واوضح المرصد ايضا ان “قوات عسكرية كبيرة انتشرت في محيط مدينة حمص في ظل قطع الاتصالات عن معظم احياء المدينة وشوهد جنود الجيش قرب مصفاة حمص ينتشرون باعداد كبيرة وعلى الطرق الرئيسية المؤدية الى المدينة”.
“بأشد العبارات”
وأدان الإتحاد الإوروبي السبت “بأشد العبارات” اغتيال التمو.
وأصدرت وزيرة خارجية الإتحاد الأوروبي كاثرين آشتون بيانا قالت فيه إنها “تدين القمع الوحشي وكل الأعمال التي من شأنها أن تؤجج النزاعات العرقية والطائفية في سوريا”.
وكانت الخارجية الاميركية اعتبرت الجمعة ان نظام الاسد يصعد من تكتيكه ضد المعارضة عبر شن هجمات في وضح النهار.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند للصحافيين “مما لا شك فيه انه تصعيد في تكتيك النظام”، مضيفة “لقد اعلمنا سابقا بحدوث اعمال تعذيب وضرب وغيرها، ولكن ليس في وضح النهار وفي الشارع، وهذا يحدث بهدف واضح هو الترهيب”.
المزيد من بي بي سيBBC © 2011
استمرار العمليات العسكرية في سوريا.. واشتباكات بين الجيش ومنشقين
السلطات تلجأ لقصف أحياء بالأسلحة الثقيلة
بيروت – محمد زيد مستو
واصل الجيش السوري عملياته العسكرية في مختلف محافظات ومدن سورية. فيما جرت اشتباكات بين الجيش السوري وعناصر منشقة عنه في مدينتي دمشق وإدلب.
وذكرت لجان التنسيق المحلية أن مداهمات واعتقالات جرت الاثنين، شملت كلا من سرجة في جبل الزاوية، ومحافظة إدلب وبلدة خطاب في محافظة حماة ودير بعلبة والخالدية في محافظة حمص وتل رفعت في محافظة حلب وبانياس وعين البيضا على الحدود التركية.
ففي سرجة بجبل الزاوية تم قطع التيار الكهربائي أثناء عملية مداهمة وتفتيش شاركت فيها أكثر من 15 دبابة وناقلات للجند، بالإضافة إلى حوالي 30 دبابة على طريق المعرة أريحا. وقامت قوات الجيش بإطلاق النار من رشاشات مدرعاتها. كما قام الطيران الحربي بالتحليق فوق أجواء ريف إدلب بالكامل حسب لجان التنسيق.
أما في حماة فقد تمت مداهمة بلدة خطاب، من قبل قوات الأمن و”الشبّيحة” المحمولة بسيارات سياحية مدنية، رافقتها تعزيزات من الجيش في المدرعات. كما حوصرت منطقة جسرين من قبل الدبابات وتحولت بعض أبنيتها الحكومية ومشافيها إلى ثكنات عسكرية.
كما ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن متظاهرين في المدينة قاموا بحرق نسخ من بعض الجرائد والمجلات الحكومية الرسمية أثناء مظاهرة كبيرة في شارع المرابط بمركز مدينة حماة، تعبيراً عن احتجاجهم على الإعلام الحكومي الرسمي واتهامه بالكذب.
وفي مدينة حمص (وسط سوريا) تستمر الحملة العسكرية التي صاحبها تحليق متقطع لطائرات حربية خرقت جدار الصوت منذ مساء الأحد.
ففي دير بعلبة ترافقت أصوات انفجارات مع اقتحام كتيبة من الدبابات الحي وقصف عدد من المنازل. وسط أنباء على إصابة طفلين أحدهما إصابته خطرة.
كما تم اقتحام حي الخالدية وداهمت قوات الأمن والشبيحة المنازل. وترافقت العملية مع تخريب الممتلكات ونهب بعض المحال التجارية، واعتقال عدد كبير من شبّان الحي وإلقائهم في الشارع موضوعين على بطونهم وأيديهم مقيّدة إلى الخلف وإهانتهم وضربهم والمشي فوقهم بالأحذية العسكرية قبل أخذهم إلى أفرع الأمن كما أكدت لجان التنسيق المحلية.
وأفاد متحدث باسم لجان التنسيق، أن شخصاً أصيب في المدينة برصاص قناصة، بينما جرى تسليم الأمن لأربعة عشر جثة في الرستن، منوهاً إلى أنباء عن إطلاق قذيفة دبابة من دوار الجوية باتجاه السجن المركزي أصابت المهجع الثامن، وأدت إلى إصابة اثنين من المساجين وإحداث حالة هلع داخل السجن.
وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن السلطات السورية أعادت نشر غازات سامة لليلة الثانية على التوالي في أجواء حمص، وسط مخاوف من حدوث حالات اختناق. فيما ذكرت شبكة شام الإخبارية أنه جرى استعمال غازات سامة لقمع المظاهرات في بعض قرى درعا.
وتحدثت آخر الأخبار الواردة من مدينة حمص، عن إطلاق نار كثيف جرى في القصير، وسماع انفجارات وانشقاق في الجيش الموجود الذي تبادل إطلاق النار مع الأمن ما أدى إلى تدمير مدرعة عسكرية.
وحصلت “العربية.نت” على صور ومقاطع فيديو تُظهر قصفاً عنيفاً تعرضت له المدينة استهدف منازل وصيدليات وسيارات مدنية بأسلحة ثقيلة.
وفي مدينة حلب شمال سوريا قامت قوات الأمن والشبيحة بحملة مداهمات واعتقالات في مدينة تل رفعت. كما قام أهالي المدينة بصبغ إحدى الساحات الرئيسية باللون الأحمر تعبيراً عن الدم بعد مظاهرة خرجت في المدينة.
وفي ريف دمشق ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، نقلاً عن أحد الناشطين، أن بائعاً متجولاً (25) عاماً، قضى في مدينة سقبا الاثنين إثر إطلاق رصاص عشوائي من قبل الأمن.
اشتباكات بين الجيش ومنشقين عنه
إلى ذلك ذكر الجيش السوري الحر أنه قام بعمليات عسكرية ضد الجيش السوري وقوات الأمن في مدن سورية عدة استهدف بعضها حواجز عسكرية.
وذكر الجيش الحر في بيان، أن إحدى فصائل كتيبة حمزة الخطيب استهدفت ثلاث سيارات للأمن والشبيحة في منطقة عين البيضة، وقتلت أكثر من 10 عناصر من الجيش بينهم ضابط، رداً على ما اعتبرته “الأعمال الإجرامية واستهداف المدنيين” من قبل الجيش السوري وقوات الأمن في المدينة.
وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن كتيبة صلاح الدين التابعة للجيش السوري الحر، قامت باستهداف سيارتي أمن وسيارة ضابط يرافقهما، وقتلت كل من فيهم بعد اشتباك، رداً على استهداف المدنيين العُزَّل الفارين إلى تركيا.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أورد أن شاباً من سكان مدينة اللاذقية (35) عاماً، قُتل إثر إطلاق رصاص في قرية عين البيضا التابعة لجسر الشغور، أثناء محاولته عبور الشريط الحدودي إلى تركيا.
راوية حكومية
في المقابل ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن الجيش السوري شيّع من مستشفيي تشرين وحمص العسكريين ومستشفى الشرطة بدمشق أربعة عناصر من الجيش والشرطة قضوا برصاص المجموعات الإرهابية المسلحة في حمص ودرعا.
وأضافت الوكالة أن عددا من ذوي القتلى دعوا إلى “الضرب بيد من حديد” على يد من يحاول العبث بأمن سورية وحريتها واستقلال قرارها الوطني، مُعربين عن أملهم بالقضاء على المجموعات الإرهابية المسلحة.
وذكرت صحيفة الوطن السورية المقربة من الحكومة في عددها الصادر صباح الإثنين، أن العمل الإرهابي المسلح في حمص، دخل مرحلة جديدة تمثلت باستخدام ما وصفتها بالمجموعات الإرهابية المسلحة قذائف «آر.بي.جي» بشكل مكثف مستهدفة بها حواجز للجيش ومحال ومباني سكنية.
وناشد أهالي بعض أحياء مدينة حمص حسب الصحيفة، السلطات المختصة بالتدخل السريع والفوري لإنقاذ مدينتهم من فتيل حرب طائفية سعت إليها مجموعات إرهابية مسلحة.
وأضافت الصحيفة، أنه قامت مجموعات إرهابية مسلحة بإطلاق قذائف “آر. بي. جي” مستهدفة أماكن سكنية ومحال تجارية في شارع نجيب الريس بحي كرم اللوز وشارع الرافدين في النزهة وحاجز للجيش بالقرب من مستوصف العباسية.
الصين تحذر من احتمال نفاد صبرها ازاء سوريا
بكين (رويترز) – أشارت وزارة الخارجية الصينية يوم الثلاثاء الى أن صبرها تجاه سوريا ربما ينفد حتى بعد أن رفضت مسودة قرار من الامم المتحدة يدين قمع الاحتجاجات بشكل دموي هناك.
وقال ليو وي مين المتحدث باسم وزارة الخارجية خلال افادة صحفية معتادة ان سوريا يجب أن تفي بشكل أسرع بوعودها باجراء اصلاحات ديمقراطية وأضاف أن الصين تعارض العنف ولا “تريد أن ترى المزيد من اراقة الدماء والصراع والخسائر في الاراوح.”
وقال ليو “نعتقد أن الحكومة السورية يجب ان تنفذ بشكل أسرع وعودها بالاصلاح والبدء في أسرع وقت ممكن والشروع في عملية أكثر تمهلا وتشمل كل الاطراف… ومن خلال الحوار حل القضايا بشكل ملائم.”
وجاءت تصريحات ليو تكرارا لتصريحات الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف في الاسبوع الماضي والتي قال فيها ان زعماء سوريا يجب أن يتنحوا ما لم يتمكنوا من تنفيذ اصلاحات.
وأثارت كل من روسيا والصين انتقادات من الغرب بعد أن تضامنا في الاسبوع الماضي لاستخدام حق النقض (الفيتو) في الاعتراض على قرار بمجلس الامن التابع للامم المتحدة صاغته دول أوروبية يدين سوريا بسبب عنفها في التعامل مع المحتجين.
وتقول الامم المتحدة ان 2900 شخص قتلوا في حملة القمع التي شنها الرئيس بشار الاسد للاحتجاجات المستمرة منذ ستة أشهر والتي اتسمت بالسلمية في أغلبها وتطالب باسقاط حكمه.
ودافع ليو عن قرار الصين اليوم قائلا ان مسودة القرار “هددت بفرض عقوبات” وأضاف أن هذا “ليس في مصلحة استقرار سوريا.”
وانتقدت الصين التي تتجنب بصفة عامة القيام بدور في الشؤون الداخلية للدول الاخرى الضغط الاجنبي على سوريا بعد مطالب من الامم المتحدة وأوروبا للاسد بالتنحي قائلة ان مستقبل البلاد يجب أن يتحدد داخليا.
وطلبت الصين من الدول الاخرى اكثر من مرة عدم التدخل ولم تدل بتصريحات تذكر منذ اندلاع الاحتجاجات في الشرق الاوسط وشمال افريقيا.
جدل بين الأحزاب الكردية حول بيان اغتيال مشعل تمو، وتوبيخ عمر أوسو بماسح النعال؟!
مراسل المحليات- كلنا شركاء
ساد جدل كبير أحزاب الحركة الوطنية الكردية جراء البيان الذي أصدرته أثر مقتل المعارض الكردي مشعل تمو، فما إن صدر البيان حتى همّ كل من الحزبان (الآزادي الكردي ويكيتي الكردي) بإصدار بياناً يؤكدان فيه عدم موافقتها للبيان ورفضهما كل ما جاء فيه، وفي نفس الوقت أصدر المكتب الإعلامي في تيار المستقبل الكردي الذي يرأسه مشعل تمو بياناً يدعو فيه الكتلة الصفراء من أحزاب الحركة الوطنية الكردية فك تحالفها مع نظام القتل والإجرام في دمشق والانحياز إلى صف الثورة، أما تنسيسقيات الثورة في مدن الحسكة فقد وصفت حديث المعارض الكردي عمر أوسو ممثل المبادرة الوطنية لأكراد سورية بالمرفوض ووصفته بـ«منافق يمسح النعال» عبر لوحات رفعتها في الشوارع حين أصر على الهواء مباشرة أن المخابرات التركية وراء هذه الجريمة.
حصلت كل هذه التجاذبات في وقت شيع فيه عشرات الآلاف جثمان المعارض الكردي مشعل تمو الذي اغتيل الجمعة في مدينة القامشلي بإطلاق النار عليه وقتله وإصابة أبنه ورفيقته في التيار زاهدة رشكيلو.
الجدل الذي ساد الحركة الكردية كان نتيجة الاختلاف في اتهام الجهة التي نفذت عملية الاغتيال، فالجهات الحكومية اتهمت مجموعات إرهابية مسلحة بتنفيذ الجريمة ووصفت تمو بأنه معارض وطني وهذا ما يترك المئات من الأسئلة والاستفسارات، ولعل أهم الأسئلة هي: كيف تصفه السلطة بالمعارض الوطني ولم يمر على خروجه من السجن ثلاثة أشهر بعد أن حكم عليه بالسجن ثلاث سنوات ونصف لانتمائه لجمعية سرية ووهن نفسية الأمة وهذا تناقض في موقف السلطة، أما أحزاب الحركة الوطنية الكردية في سورية التي ومنذ انطلاقة الثورة في سورية تعلن وقوفها مع الثورة ضد السلطة القمعية فلم يكن موقفها أقل تناقضاً من موقف السلطة، فقد فضلت التريث قبل توجيه الاتهام إلى أي طرف، محذرة الوقت ذاته من أهداف هذه الجريمة التي تريد «إثارة القلاقل والفتن وإلى ضرب استقرار محافظة الحسكة»، حالها في ذلك لم تختلف شيئاً عن هيئة التنسيق الوطنية المعارضة.
وللوقوف على هذه المواقف المتناقضة نورد فيما يلي بعض ما قالته أو أصدرته هذه الجهات سواء بالصفة الحزبية أو على مستوى الحركة أو الأشخاص، فرئيس المبادرة الوطنية عمر أوسي في مقابلة مع الفضائية السورية قال: إن «مشعل تمو خسارة للأكراد ولسورية، واغتاليه يأتي في إطار المؤامرة الرامية إلى استهداف الشخصيات المعروفة لافتعال فتنة بين الشريحة الكردية والسلطة، وأن الشعب الكردي لن تنطلي عليه هذه المؤامرة ولن ينجر إلى التمرد والتخريب». وأكد أوسو أنه «من غير المستبعد أن تكون أجهزة استخبارات بعض دول الجوار ومنها الاستخبارات التركية تقف وراء هذه الجريمة».
وقال المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الوطني الديمقراطي حسن عبد العظيم:
إن هذه الجريمة «تؤسس لتداعيات لما نحذر منه من إثارة النعرات العرقية والطائفية والمذهبية التي تذهب بالثورة ونضالها الوطني الديمقراطي، ولا بد من الكشف عن الفاعلين وإنزال أقصى العقاب بهم».
وأضاف عبد العظيم خلال تصريحه بإرسال رسالة للنظام قال فيها: «نوجه رسالة واضحة للقيادة العامة للجيش والقوات المسلحة بأن دورة العنف المتواصلة والحلول الأمنية العسكرية تجر البلد والوطن نحو منحى خطير يؤدي إلى تداعيات خطيرة وهذه الجريمة مظهر من مظاهرها ولابد من قرار حاسم لسحب الجيش من المدن وكف يد الأمن والسماح بالتظاهر السلمي».
بدوره محافظ الحسكة معذى سلوم قال عبر التلفزيون السوري أن «العملية تهدف إلى تجييش المحافظة، في ظل الأزمة التي تشهدها البلاد منذ أكثر من ستة أشهر، وإن الهدف من هذه العمل إثارة المحافظة باعتبار أنها كانت في الفترة الماضية من المحافظات الهادئة».
وأضاف المحافظ إن «هذا العمل يهدف إلى وضع المحافظة ضمن المحافظات التي شهدت أوضاعاً أمنية غير مستقرة، ولكن نحن على ثقة بأن أهلنا من الأكراد في المحافظة بوعيهم قادرون على تجاوز هذا المصاب».
ومن جانبه استنكرت أحزاب الحركة الوطنية الكردية التي تضم 12 حزباً اغتيال التمو وقالت: «إننا في أحزاب الحركة الوطنية الكردية في سورية، إذ نستنكر جريمة الاغتيال السياسي النكراء هذه، وندين بشدة هذه العملية وهذا الأسلوب الغريب عن سلوك مجتمعنا والتي تستهدف بدون شك إثارة القلاقل والفتن والى ضرب استقرار محافظة الحسكة».
وطالب البيان الشعب الكردي بتوخي الحذر قائلاً: «في الوقت الذي ننعى شهيد الحرية والكرامة فإننا ندعو جماهير شعبنا الكردي في سورية إلى اليقظة والحذر من الأهداف الخطيرة التي تكمن خلف هذه الجريمة النكراء، وفي الوقت الذي نحمل السلطة مسؤولية أمن وحياة المواطنين فإننا ندعو إلى الإسراع في كشف الجناة والمجرمين منفذي هذه الجريمة».
الوكالة العربية السورية للأنباء«سانا»، قالت: أن «آراء المواطنين في مدينة القامشلي أجمعت على أن الهدف من وراء اغتيال المعارض تمو ضرب اللحمة الوطنية والسلم الأهلي».
الـ«يكيتي و الازادي» أصدرا بياناً توضيحيا ومن ثم بيان إدانة منفرد لهما يعلنان فيه عدم تبنيهما بيان الحركة الكردية، قالا في البيان التوضيحي:
«صدر يوم أمس السبت الموافق 8 / 10 / 2011 بيانين منفصلين باسم أحزاب الحركة الوطنية الكردية في سوريا بمناسبة استشهاد المناضل مشعل تمو على يد جلاوزة النظام وأجهزته وشبيحته ، واستشهاد شابين كرديين وإصابة آخرين بجروح بعضها بليغة في مدينة القامشلي إثناء مسيرة التشييع لجنازة الشهيد مشعل التي واجهتها أجهزة النظام ومسلحيه بوابل من الرصاص الحي ، ولما كان البيانين المذكورين لا يعبران عن موقف حزبينا : حزب يكيتي الكردي في سوريا وحزب آزادي الكردي في سوريا ولاسيما في معاني ودلالات الجانب السياسي، لذلك نعلن للرأي العام بأن حزبينا غير معنيين بذاك البيانين».
وفي البيان الثاني الذي أصدراه في ذات التاريخ 8 / 10 / 2011، فقد أكدا فيه إنه «وإمعاناً في منهج القتل والإجرام المستمر منذ انطلاقة الثورة السورية في الخامس عشر من شهر آذار, والذي حصد حتى الآن أرواح آلاف المتظاهرين السوريين السلميين المطالبين بالحرية والديمقراطية, شهدت مدينة قامشلي عصر يوم أمس جريمة اغتيال كبيرة استهدفت المناضل الكردي مشعل التمو الناطق الرسمي للتيار المستقبل الكردي في سوريا, في إطار عملية إجرامية احترافية خطط لها بعناية بالغة أدت الى استشهاد المناضل مشعل التمو, وإصابة نجله مارسيل والمناضلة زاهدة رشكيلو عضوة لجنة العلاقات في تيار المستقبل بجروح بليغة, الأمر الذي يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بان النظام بصدد تصعيد جديد في مواجهة الثورة يستهدف رموز المعارضة السورية, بعد إن عجزت آلته العسكرية والأمنية عن وقف الثورة الشعبية الآخذة في الاتساع والسائرة نحو بلوغ أهدافها في إسقاط النظام وبناء دولة ديمقراطية برلمانية تعددية».
وأوضح البيان إن «جريمة اغتيال المناضل مشعل التمو وإصابة من معه بالأمس وجريمة قتل مشيعين اثنين اليوم أثناء مسيرة التشييع التي واجهتها الأجهزة الأمنية بوابل من الرصاص ووقوع عدد من الجرحى, إنما هو دليل إضافي بأن النظام لا يعرف سوى سياسة القتل والإرهاب في التعاطي مع المطالب المشروعة للشعب السوري الذي عانى الويل والحرمان عبر تسلط أجهزة القهر والقمع واستبداد الحزب الواحد لأكثر من أربعة عقود, والتي كان نصيب الشعب الكردي منها مضاعفا بسبب سياسة القتل التمييز العنصري التي وصلت مستويات التطهير العرقي, حتى طفح به الكيل ولم يجد مخرجا إلا الانتفاض في وجه جلاديه لاستعادة حريته وكرامته المهدورة».
وأشار البيان إلى أن «ما جرى بالأمس واليوم في مدينة قامشلي الصامدة له دلالات كبيرة, بل وتكرار لسيناريو آذار 2004 التي راح ضحيتها العشرات من أبناء شعبنا الكردي, ولكنها لن تزيد الشعب الكردي والشعب السوري عموما بمختلف طيفه الديني والثقافي إلا تصميما على متابعة الثورة حتى تحقيق كامل أهدافها في الحرية والديمقراطية. وإن جرائم القتل والاغتيال السياسي لن تزيده إلا تمسكا بالخيار السلمي الديمقراطي للثورة لأنه يدرك تمام الإدراك إن قوة الثورة السورية في سلميتها».
وختما البيان بالقول: «ونحن إذ نودع اليوم كوكبة جديدة من أبناء سوريا الإبطال, نؤكد بأن دم الشهيد المناضل مشعل التمو ودماء سائر شهداء سوريا الذين وهبوا أنفسهم لهذه الثورة, لن تذهب هدرا بل أن هذه الدماء ستزهر ربيعا من الحرية والديمقراطية ستزيل عن صدر سوريا الأبية والى الأبد كوابيس الاستبداد والطغيان».
بينما بيان تيار المستقبل فقد فند معظم البيانات ومما جاء فيه: «عند توجه الحشود المشيعة من جامع قاسمو إلى منزل الشهيد لإلقاء النظرة الأخيرة عليه من قبل ذويه وأقاربه ، واجهت قوى الأمن والشبيحة الموكب بعدد من القنابل المسيلة للدموع والسامة , مما أدى إلى حدوث بعض الفوضى و إصابة العشرات واستشهاد شخصين عرف منهم السيد جمال حسين حسين ،نتيجة لاستنشاقه كمية كبيرة من الغازات السامة ، وبعدها , بدأت قطعان الأمن المتمركزة عند فندق مدينة الشباب بإطلاق نار كثيف باتجاه المشيعين مما اضطر المشيعون إلى تغيير مسار الجنازة ، وكانت النتيجة سقوط شهيدين وإصابة عدد من المشيعين يقدر عددهم بخمسة أشخاص».
وأوضح بيان تيار المستقبل إن «ما جرى اليوم يعتبرا تصعيدا خطيرا تواجهه المنطقة الكردية عليها أن تستعد لذلك، ويكشف في الوقت نفسه كذب ادعاءات البعض بعدم المساس بالمنطقة الكردية، لأننا نعتقد بان هذه السلطة الفاجرة، التي فقدت كل قيمة أخلاقية أو إنسانية أو مواطنية لاستمراريتها، لا تفرق بين كوردي أو عربي، مسلم أو مسيحي فهدفها بالنهاية هو الاستمرار بالحكم وضمان مصالحها المافيوية».
وأكد البيان الجدل القديم بين أحزاب الحركة الكردية وتيار المستقبل حين قال: « إننا نفند ما جاء في بيان أحزاب الحركة الوطنية الكردية الـ10المؤرخ بـ 8/10/2011 من اتفاق ذوي الشهيد مشعل معهم لرعاية تشييعه بصفة مشتركة ، لأن ذوي الشهيد أصلا رفضوا فكرة مشاركة هذه الأحزاب جملة وتفصيلا، خاصة تلك القوى التي كانت تشكك سابقا في صحة محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها بتاريخ 9/9/2011 وجدية التهديدات التي كان يتلقاها فقيدنا الغالي، لان البعض شبه ما جرى له بفيلم هندي يصعب تصديقه».
واتهم البيان أحزاب الحركة بالملفقة فقال: «وفيما يتعلق ( بمحاولات التحريض ضد الحركة الوطنية الكردية ، و الإساءة إلى دورها المسؤول في قيادة و توجيه نضال الشعب الكردي في سوريا ) كما جاء في البيان فهو كلام ملفق لا أساس له من الصحة لان البعض من هذه الأحزاب لم يجد نفسه يوما ما في موقع القيادة، ناهيك عن عدم قناعتها أصلا بما يجري في الشارع الثوري الكردي، وهي لا زالت تنظر إلى النظام بعينين مفتوحتين، وهذا الموقف يسيء إلى الشباب الكردي الثائر، ودوره في قيادة الفعل الثوري، فتنسيقيات الشباب الكردي ترفض الانصياع والالتزام برغبات وقرارات طابور السلطة الخامس، الذي أصبح شغلها الشاغل التحريض ضد الثورة والوقوف في وجهها».
وختم البيان قائلاً: «إننا نطالب الكتلة الصفراء من أحزاب الحركة الوطنية الكردية فك تحالفها مع نظام القتل والإجرام في دمشق والانحياز إلى صف الثورة، لأنه لم يعد مقبولا وقوفها في صف السلطة بعد كل هذا الدم السوري المراق وسيلفظها التاريخ إلى مزبلته».
يذكر أن مشعل تمو مهندس زراعي بدأ العمل السياسي عام 1990 وأنشأ عام 2005 مع مجموعة أشخاص حزب المستقبل الكردي، وهو متزوج وله ستة أبناء، ويعتبر من أبرز مؤسسي مؤتمر الإنقاذ الوطني الذي عقد في اسطنبول في تموز الماضي إلى جانب هيثم المالح، كما أنه واحد من أعضاء المجلس الوطني السوري الذي أعلن عنه من اسطنبول.
أهم ماجاء في مقابلة الدكتور برهان غليون على قناة LBC اليوم
غليون: لا استبعد أ…ن تكون المخابرات قتلت نجل المفتي السوري
غليون: المفتي لسوء الحظ وضع نفسه في صف النظام وغطّى ممارسات النظام
غليون: هناك ضمانات نعمل عليها هي أن تكون الدولة مدنية وأن يكون هناك ميثاق وطني وأن يكون هناك لقاءً بين ممثلي الطوائف والاديان
غليون :”أفهم مخاوف المسيحيين والجماعات والطوائف الصغيرة لكن في الوقت نفسه الحل بالديموقراطية
غليون: لا نريد التدخل العسكري ونرفضه ولكن اذا استمر بشار الأسد بفعل ما يفعله بالشعب السوري، سيتغيّر الأمر
غليون : رداً على سؤال من الجمهور حول مبلغ 20 مليون دولار قبضها من الأمير القطري قال غليون : “هذا كلام فارغ ومخابراتي
غليون : ليس هناك سوري اليوم يقبل أن يضع يده بيد الأسد، عليه أن يتنحى وأن يخرج من حياة الشعب السوري لأنه بات رمزاً لتدمير الشعب السوري
غليون : وليس لدينا عدو سوى اسرائيل ، ونتعامل مع الدول على قاعدة وطنية وما يصبّ في مصلحة الشعب السوري
غليون : عناصر الجيش في حرج أمام أهلهم لأنهم وجدوا أنفسهم أمام موقف إطلاق النار على المتظاهرين
غليون : بعد 7 اشهر ذهب زهاء 10 آلاف شهيد وحوالي 10 آلاف جريح والمعتقلون زادوا عن 100 الف
غليون حول كلام وليد المعلم قائلاً: “هذا الكلام هو اعتداء على سيادة الدول الاخرى لأن هذه الدول لها الحرية الكاملة بالاعتراف بالمعارضة أم لا
غليون : المسلمون هم في الأساس مواطنون ولهم الحق بالتمثيل الكامل ولا يمكن لسوريا الجديدة أن تكون جديدة إذا ميزّت بين إسلامي وغير إسلامي
غليون: المعارضة لها تاريخ عريق وفيها مناضلون منذ سنوات ولا يمكن أن يبقوا خارج المجلس الوطني
غليون : اقترحنا قيام مجلس وطني يمثل القوى الفعلية الموجودة على الأرض
غليون : القوى التي تسمى اسلامية ليست بهذا الحجم الذي يظهره البعض ، نريد أن نجمع بين الجميع
غليون : المعادلة الحقيقية لثورة الشعب العربي اليوم هي الكرامة والحرية
غليون : إن أي فرد اليوم يرفض الوصاية، والمعادلة الحقيقية للعرب هي الحرية، والانسان الذي تحد حريته هو مهان فالكرامة والحرية مترابتطان
غليون : علينا السماح لكل فرد أن يساهم في العمل الديموقراطي فلقد تراكمت الاحباطات من جرّاء المرحلة الماضية ويجب أن يتغّير هذا الأمر اليوم
غليون: نوري المالكي شريك وحليف للنظام السوري ومن الطبيعي أن يتحدث عن الحرب الأهلية لكسر إرادة الشعب السوري
غليون: إذا سقط بشار من دون أن يكون قد تراجع عن أفكاره سيكون مصيره مصير أي مجرم آخر لأنه المسؤول الأول عن إعطاء الأوامر بالقتل
غليون: أنا لست علمانياً متطرفاً ومن أتعامل معهم ليسوا إسلاميين متطرفين نحن نؤمن بالديموقراطية
غليون: لن أكون في منصب سياسي بعد الثورة
غليون: إذا استدعى الواجب الوطني أترشح للرئاسة ولكن أميل أكثر إلى متابعة عملي الجامعي
غليون: مسألة التعاون مع المقاومة في لبنان ومع إيران تقاس بقدر تطابق سياستهما مع مصالح سوريا الوطنية
غليون لبشار الأسد : بيكفي ! ارحم شعبك!
غليون: في حال لم يتنازل بشار عن الحكم سلميا يسيعامل كاي مجرم لانه المسؤول الاول بعطاء اوامر القتل فكيف سيسامحه الشعب السوري دون عقاب …ينبغي ان يتعرض كل من ساهم بقتل الشعب السوري للحساب…
غليون: مستحيل ألا يسقط هذا النظام لأنه أصبح عصابة ولم يعد نظاماً
غليون: لا أخاف على حياتي والموت ولا المذلّة
غليون: لا يمكن الدخول في انتخابات وسط القتل وأخلاقياً لا يمكن التعاون مع نظام يقتل أبناءه يومياً
سجال إعلامي بين هيئة التنسيق والمجلس الوطني
التدخل الخارجي واحتكار التمثيل يوسعان الهوة بين المعارضة السورية
شهد اليومان الماضيان نشاطاً مكثفاً للمعارضة السورية. ففي الداخل، شكلت هيئة التنسيق الوطنية للتغيير الوطني الديموقراطي مكتبها التنفيذي واختارت حسن عبد العظيم رئيساً له، بالتزامن مع توجيهها انتقادات إلى المجلس الوطني على خلفية محاولته احتكار تمثيل الشارع وطلبه المساعدة الدولية.
أما في الخارج، فكان أعضاء المجلس الوطني يواصلون جهودهم لحشد التأييد والاعتراف بمجلسهم، فنظموا لقاءً جمع 90 من المعارضين السوريين، فيما تخللت أعمال المؤتمر دعوة من المعارض برهان غليون للمجتمع الدولي إلى القيام بالمزيد من الجهد لإطاحة النظام السوري
بين الداخل والخارج، شُغل المعارضون السوريون، على مدى اليومين الماضيين، في تنظيم جهودهم ووضع محددات لتحركاتهم، فيما بدت الهوة بين هيئة التنسيق الوطنية للتغيير الوطني الديموقراطي، التي تضم في صفوفها تجمعات وأحزاباً سورية معارضة، فضلاً عن شخصيات وطنية أخرى، والمجلس الوطني الذي أُعلن تأسيسه في إسطنبول. وقد اتسعت الهوة على خلفية الخلاف في الموقف من الاستعانة بالخارج ومخاطره على الوضع السوري.
وأكدت هيئة التنسيق، في بيان صادر عن مكتبها التنفيذي، الذي اختارت حسن عبد العظيم رئيساً له، أن «إصرار السلطة الحاكمة على انتهاج الحل الأمني ـــــ العسكري للأزمة الراهنة لن يساعد على حلها، بل سيزيدها تعقيداً، ويستدعي مزيداً من التدخل الخارجي والعنف الداخلي»، مستنكرةً «أي استدراج للتدخل العسكري الخارجي» ورأت فيه «خطراً على الثورة».
ودعا البيان إلى «ضرورة استكمال وحدة المعارضة الوطنية، بعدما أضحت منضوية في إطارين أساسيين على قاعدة برنامج سياسي وتنظيمي ونضالي واضح عماده العمل المشترك لإقامة نظام ديموقراطي تداولي بديل للنظام القائم»، وطالب كذلك بـ«إيقاف جميع المهاترات الإعلامية والشخصية بين المنتمين إلى المعارضة، والتركيز على النضال المشترك». وأكد «أهمية العمل على بناء نظام ديموقراطي يكفل المساواة لجميع المواطنين، وتعزيز الوحدة الوطنية وطمأنة الجميع إلى أن سوريا لكل أبنائها مهما كانت طوائفهم وأطيافهم وانتماءاتهم ومعتقداتهم وخياراتهم السياسية». وشدّد على «حق المعارضة ومشروعية اتصالها بكافة القوى والهيئات والدول لشرح مواقفها وقراءة مواقف تلك القوى والدول على قواعد احترام السيادة الوطنية، انطلاقاً من أن المعارضة باتت تمثل الإرادة الشعبية، ومن واجبها تمثيل تلك الإرادة والتعبير عنها أمام جميع المحافل بنحو علني وواضح، بما يخدم المصالح الوطنية»، فيما انتقد عضو المكتب التنفيذي للهيئة، عبد العزيز الخير، دعوات المجلس الوطني السوري إلى التدخل الأجنبي والحماية الدولية والشعارات التي رفعها المتظاهرون في المدن السورية المؤيدة للمجلس الوطني. وقال الخير: «لدينا قلق حقيقي على وحدة الحراك في الشارع، ونرى دعوة المجلس الوطني إلى تسمية جمعة (المجلس الوطني يمثلني) خطأً خطيراً؛ لأنه يدعو إلى انقسام الشارع والتنازع السياسي في الشارع، وهذا ما تسعى إليه السلطة».
أما عبد العظيم، فحمّل السلطة مسؤولية ما وصلت إليه الأوضاع في البلاد، مشيراً إلى أن «السلطة لا تعترف بالأزمة، وتقول إن كل ما يجري في البلاد هو مؤامرة وعصابات مسلحة، وتتعامل معها على هذه الأساس»، مؤكداً أن «هذه المعاملة تجر إلى العنف والعنف يولد العنف». ولفت إلى أن «السلطة بيدها حل الأزمة، وذلك من خلال مبادرات جريئة حقيقية أو تستمر بالعنف، وهذا يفتح الباب أمام التدخل الخارجي، وهذا أيضاً مسؤولة عنه السلطة».
وتزامنت انتقادات هيئة التنسيق الوطنية للتغيير الوطني الديموقراطي للمجلس الوطني مع قيام الأخير، بدعم من مركز أولوف بالم الدولي، بتنظيم لقاء لتسعين عضواً من المعارضة السورية أول من أمس في استوكهولم لبحث استراتيجيات إسقاط النظام السوري، بحضور المعارض برهان غليون، الذي أكد لوكالة «رويترز» أن الهدف من هذا التجمع هو تنسيق الجهود للمعارضة السورية بأكملها في مواجهة النظام السوري، والوصول إلى «خطة عمل استوكهولم»، المتوقع إعلانها اليوم، مشدداً على أن التنسيق بين المعارضة «مهم جداً وعاجل جداً» لتقدم الثورة في سوريا.
كذلك شدد غليون على أن «هدف المعارضة هو إطاحة حكم الأسد سلمياً، وأن على المجتمع الدولي أن يقوم بالمزيد من الجهد في تحقيق هذا الهدف»، و«العثور على طرق لحماية المدنيين السوريين». وعلق منتقداً روسيا على مساعدتها في عرقلة صدور قرار لمجلس الأمن الدولي ضد سوريا، مشيراً إلى أنّ «من الفاضح أن تقبل روسيا أو حتى تشجع روسيا النظام السوري على الاستمرار في عنفه تجاه الشعب السوري».
من جهته، أوضح العضو الآخر في المجلس الوطني السوري، عبد الباسط سيدا، لوكالة «فرانس برس» أن المشاركين «بحثوا الوضع في سوريا والطريقة التي يمكننا بموجبها دعم الناس في الداخل، إضافةً إلى نقاط الخلاف والتشابه بين مختلف مجموعات المعارضة».
بدوره، دافع الناشط نجيب الغضبان عن عمل المجلس الوطني، لافتاً إلى أن «الجميع مدعوون إلى أن يكونوا على مستوى الثقة التي وضعها ثوار الداخل بهذا التشكيل الجديد، وإلى إعطائه الفرصة ليثبت من خلال إنجازاته أنه أهل لهذه الثقة». وأضاف: «المجلس منفتح على كافة الفعاليات والشخصيات الوطنية التي لم تنضو تحت مظلته بعد، وأن تتعامل بإيجابية مع هذه الدعوة، أو أن تنسق معه في الحد الأدنى، لكن بشرط قبول هذه الفعاليات بالسقف الذي التزم به المجلس، وهو سقف الثورة المتمثل في إسقاط النظام بكافة رموزه».
وعن الخطوات الدولية التي سيقوم بها المجلس الوطني، قال الغضبان إن «الحراك سيعطي أولوية للدائرة العربية والإسلامية، ثم الدائرة الدولية المتمثلة في الاتحاد الأوروبي وأميركا الشمالية»، مشيراً في الوقت نفسه إلى التعويل «على أن تقود تركيا بعض الخطوات العملية المتعلقة بحماية المدنيين». في هذه الأثناء، أفادت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية أول من أمس بأن أعضاءً من المجلس بدأوا زيارة للقاهرة لحشد الدعم للاعتراف بالمجلس الوطني. ونقلت عن العضو في الوفد ياسر النجار قوله إن الوفد يسعى إلى حشد الدعم للاعتراف بالمجلس الوطني السوري الذي أعلنته المعارضة، فيما أوضح المعارض إسماعيل الخالدي أن «أموراً فنية» تؤجل عقد اجتماع المجلس بالقاهرة حالياً، مشيراً إلى أنه عندما تُحَلّ هذه الأمور سيعقد المجلس اجتماعه «على الفور».
الاخبار اللبنانية
معارضون سوريون بينهم اعضاء في “المجلس الوطني” يجتمعون في ستوكهولم
من معا من أجل سوريا حره وديمقراطيه في 09 أكتوبر، 2011، الساعة 10:53 صباحاً
التقى 90 شخصا من المعارضة السورية من بينهم اعضاء في المجلس الوطني السوري، يوم السبت 8 أكتوبر/تشرين الأول في العاصمة السويدية ستوكهولم لبحث استراتيجيات اسقاط نظام بشار الاسد.
وقالت ليلى نراغي من مركز “اولوف بالمه” الدولي الذي يستضيف المؤتمر: “يشارك نحو 90 شخصا من اعضاء من المجلس الوطني السوري بمن فيه زعيم المجلس برهان غليون وممثلون عن مجموعات معارضة سورية أخرى”.
من جهته، قال ينس اوربك الأمين العام لمركز “اولوف بالمه” في بيان له، أن “أعضاء المعارضة اتصلوا بنا طالبين المساعدة في التحضير لاجتماع مع فصائل المعارضة المختلفة”، موضحاً “أنهم يبحثون وسائل الاتفاق على قضايا بعينها حتى يتسنى لهم التقدم في نضالهم”.
ومن المتوقع أن يعلن المشاركون نتائج اجتماعاتهم خلال مؤتمر صحافي، الاثنين القادم.
وكان معارضون سوريون قد أعلنوا عن تشكيل “المجلس الوطني السوري” الاحد الماضي في مدينة اسطنبول التركية بهدف توحيد اطياف المعارضة، حيث قال معارضون من المجلس انهم يمثلون المعارضة في الداخل والخارج، الا ان بعض الشخصيات من معارضة الداخل رفضت هذا الأمر.
ويضم المجلس الوطني السوري عددا كبيرا من المعارضين البارزين للأسد بمن فيهم لجان التنسيق المحلية التي تقوم بتنسيق الاحتجاجات على الارض فضلا عن الاخوان المسلمين واحزاب كردية واشورية.
سوريا: حمص في حالة حرب.. وروسيا تنذر الأسد
مسؤول روسي: الفيتو ليس تبرئة للأسد ولا ضوءا أخضر.. وعليه أن يفهم ذلك * الاتحاد الأوروبي يرحب بالمجلس الوطني
جريدة الشرق الاوسط
موسكو: سامي عمارة ـ باريس: ميشال أبو نجم دمشق – لندن: «الشرق الأوسط»
عاشت مدينة حمص أجواء حرب حقيقية عندما هاجم نظام الرئيس السوري عددا من أحيائها طوال ليلة أول من أمس وصباح أمس بالرشاشات ومضادات الطائرات، بينما لقي 31 شخصا أغلبهم سقطوا في حمص في اشتباكات بين منشقين وقوات الأمن.
وقالت لجان التنسيق المحلية في سوريا في بيان عن الوضع في حمص إن «عدد شهدائها بلغ ثلث عدد شهداء الثورة وشهدت الأيام القليلة الماضية تصعيدا كبيرا» وذكر بيان اللجان أن «أحياء المدينة عاشت أجواء حرب حقيقية».
وفي تطور لافت، أعلن ميخائيل مارغيلوف رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد الروسي، بعد استقباله وفدا من المعارضة السورية أن استخدام موسكو لحق النقض ضد قرار مجلس الأمن حول سوريا، ليس «ضوءا أخضر» بل إنه «إنذار أخير» للنظام السوري، تكون روسيا بعده استنفدت كل الأدوات التي يمنحها لها القانون الدولي. وأكد أن الفيتو «ليس تبرئة» للنظام السوري، وأنه «في حال لم يفهم النظام السوري هذه الإشارة، فعليه أن يحاول فهمها في أقرب وقت ممكن».
وبعد يوم واحد من التهديدات التي أطلقها وزير الخارجية السوري باتخاذ «إجراءات مشددة» ضد الدول التي تعترف بالمجلس الوطني السوري المعارض، أعلن الاتحاد الأوروبي أمس عن ترحيبه بالمجلس وجدد الدعوة للأسد بالتنحي. ودان ما وصفه بـ «القمع الوحشي» الذي يرقى إلى «جرائم ضد الإنسانية».
حمص تعيش أجواء حرب.. والنظام يقصف الأحياء السكنية
مقتل 31 في اشتباكات سقط أغلبهم في حمص.. واغتيال قيادي بعثي.. وشعبان تتهم أنقرة بتأجيج الأوضاع ودعم المسلحين
جريدة الشرق الاوسط
شهدت مدينة حمص السورية، أمس، أعنف قصف بالرشاشات منذ اندلاع الثورة المطالبة بالإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد، منتصف مارس (آذار) الماضي، مما أسفر عن وقوع عدد من القتلى، كما لقي عدد من السوريين حتفهم برصاص الأمن في مناطق أخرى من البلاد، وجاءت هذه التطورات غداة مقتل 34 سوريا، أغلبهم خلال اشتباكات بين منشقين وعناصر الجيش والأمن.
ومن جهتها، دعت مستشارة الرئيس السوري، بثينة شعبان، تركيا إلى عدم «تأجيج» الاضطرابات في البلاد، مؤكدة أن «عصابات مسلحة» هي التي تقف وراء العنف في سوريا.
وصرحت شعبان للصحافيين في كوالالمبور بأن «عصابات مسلحة» هي التي تقف وراء العنف في سوريا.
وأضافت: «لقد كانت بيننا (وبين تركيا) أفضل العلاقات، كما تعلمون، ولذلك فإننا نتوقع من تركيا أن تدعم مسيرة التعددية والديمقراطية في سوريا، بدلا من أن تصدر تصريحات تساعد في تأجيج الوضع في سوريا، ودعم الجماعات المسلحة هناك».
وتقوم المسؤولة السورية بجولة في ماليزيا وإندونيسيا، الدولتين المسلمتين الكبيرتين في جنوب شرقي آسيا، للحصول على الدعم الدولي لنظام الأسد. وترتبط كوالالمبور بعلاقات قوية مع نظام الأسد؛ إذ يدرس نحو 220 طالبا ماليزيا في سوريا. والدولتان عضوان في منظمة التعاون الإسلامي.
إلا أن تركيا، التي كانت حليفة سابقة للأسد، واصلت الضغط على دمشق عن طريق استضافتها مؤتمرات للمعارضة السورية، ودعوتها المتكررة للنظام السوري إلى تطبيق إصلاحات.
وأعربت أنقرة عن خيبة أملها لعدم استجابة الأسد لمطالب الشعب السوري، بعد أن أدت حملة قمع المظاهرات إلى مقتل نحو 3000 شخص، طبقا لإحصاءات الأمم المتحدة.
وقالت بثينة شعبان إن «بعض الدول» تقوم بتسليح وتمويل الجماعات المسلحة لزرع العنف الطائفي، بهدف تقسيم البلاد، وأضافت أن «المشكلة التي نواجهها هو أن هناك أطرافا أخرى تمول وتسلح جماعات في سوريا، وتشجع العنف الطائفي.. في محاولة لتمزيق البلاد».
وميدانيا، شهدت مدينة حمص، وسط البلاد «أعنف قصف بالرشاشات الثقيلة يشهده حي باب السباع منذ بدء الثورة»، حسب ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أكد «استشهاد مواطن وجرح خمسة في الحي المحاصر»، مضيفا: «كما سُمع صوت إطلاق رصاص كثيف في حي الغوطة بالقرب من فرع أمن الدولة، وقرب جامع خالد بن الوليد، وسمعت أصوات انفجارات وإطلاق رصاص كثيف قرب فرع المخابرات الجوية» في المدينة.
وأضاف المرصد: «كما قتل اليوم (أمس) شاب من اللاذقية، إثر إطلاق رصاص في قرية عين البيضا، التابعة لجسر الشغور، أثناء محاولته عبور الشريط الحدودي إلى تركيا».
كما نقل المرصد عن ناشط في محافظة إدلب (شمال غرب) أن «مسلحين مجهولين اغتالوا أمين فرقة مدينة سرمين لحزب البعث العربي الاشتراكي (الحاكم) محمد بنشي».
من جهتها، تحدثت لجان التنسيق المحلية في سوريا في بيان عن الوضع في مدينة حمص، موضحة أن «عدد شهدائها بلغ ثلث عدد شهداء الثورة، وشهدت الأيام القليلة الماضية تصعيدا كبيرا»، معتبرة «الهجمة الشرسة التي تتعرض لها محافظة حمص محاولة يائسة جديدة من قبل النظام لتركيع أحرارها وإخماد الثورة فيها».
وذكر بيان اللجان أن «أحياء المدينة (حمص) عاشت الأحد (أول من أمس) أجواء حرب حقيقية دوت في جميع أنحائها أصوات الانفجارات (…)، في ظل إطلاق نار كثيف من مختلف الأسلحة الرشاشة ومضادات الطائرات، ودمرت أجزاء من بيوت كثيرة، مما أسفر عن سقوط تسعة شهداء وعشرات الجرحى حالة الكثير منهم خطيرة».
من جهته، أشار المرصد إلى «تعرض متاجر للتكسير والحرق وتحطيم الكثير من سيارات المواطنين في حي باب السباع»، لافتا إلى «استمرار الحملة الأمنية بشكل كثيف في معظم أحياء حمص».
وأوضح أن «حي الخالدية شهد صباح اليوم (أمس) حملة اعتقالات ومداهمات واسعة بحثا عن مطلوبين للأجهزة الأمنية أسفرت عن اعتقال 27 شخصا»، ولفت إلى «انتشار الحواجز بشكل كبير على مداخل أحياء البياضة والقصور والخالدية، وقطعت الاتصالات عن قسم كبير من المدينة صباح اليوم (أمس)».
ويأتي ذلك غداة مقتل 31 شخصا، بينهم 14 مدنيا و17 من أفراد الجيش وقوى الأمن النظامية في عدد من المدن السورية. وقال المرصد السوري إن 31 شخصا على الأقل قتلوا في أنحاء سوريا في أحدث موجة من العنف، خاصة الاشتباكات بين مسلحين، يعتقد أنهم من المنشقين عن الجيش والقوات الموالية للأسد.
وأضاف أن القتلى الذين سقطوا الأحد بينهم 17 من أفراد الجيش وقوات الأمن بالإضافة إلى 14 مدنيا، كثير منهم في مدينة حمص، حيث سمعت أصوات إطلاق نار كثيف في وقت مبكر صباح أمس.
وقال المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له إن من يشتبه أنهم منشقون عن الجيش قتلوا ثمانية جنود في هجمات متزامنة، استهدفت ثلاث نقاط تابعة للجيش في محافظة إدلب بشمال البلاد.
وأضاف أنه في مدينة حمص قتل سبعة مدنيين بالرصاص وقتل ثمانية آخرون لاحقا في اشتباكات بين القوات ومنشقين مشتبه بهم.
وتابع أن نيران الرشاشات الثقيلة التي أطلقت الليلة الماضية وصباح أمس دمرت جزئيا ما لا يقل عن خمسة منازل، في حي باب السباع بالمدينة، في حين داهمت قوات الأمن في حي الخالدية المنازل واعتقلت 27 شخصا.
إلى ذلك، حذر مفتي سوريا، أحمد بدر الدين حسون، الغرب من الاعتداء على بلاده، وتوعدهم بالرد عبر عمليات «استشهادية»، متهما «الصهيونية» ببث الفتنة في المنطقة.
وقال المفتي في شريط فيديو بثه موقع «يوتيوب»، خلال استقباله لوفد لبناني: «يا أبناء لبنان، أمامكم معركة قريبة، فإن لم يستطيعوا أن ينتصروا في سوريا، فسيشعلونها في لبنان لكنكم ستنتصرون عليهم مرة أخرى كما انتصرتم عليهم بالأمس».
أنباء عن وجود مقبرتين جماعيتين في حماه وسط حصار أمني محكم عليهما
ناشطون يتخوفون من دفن المفقودين منذ أشهر فيها.. أو من رمي الجثث في البحر
جريدة الشرق الاوسط
كشف ناشطون سوريون معارضون لنظام الرئيس السوري بشار الأسد على صفحة «الثورة السورية» على الـ«فيس بوك» عن وجود مقبرتين جماعيتين في مدينة حماه، واحدة قرب قرية الخالدية وأخرى خلف مبنى الأمن العسكري في المدينة، لافتين إلى أن الأهالي لا يستطيعون الاقتراب من المكانين بسبب الحصار الأمني المشدد المفروض عليهما.
وتم منذ اندلاع الانتفاضة السورية ضد نظام الأسد اكتشاف الكثير من المقابر الجماعية، أبرزها تلك التي نبشها أهالي مدينة درعا قرب درعا البلد. وعرضت مواقع المعارضة السورية على الإنترنت تسجيلات فيديو تظهر أكثر من عشرين جثة قام الأهالي بانتشالها في ذلك الحين، قبل أن تحضر أجهزة الأمن وتطوّق المكان.
ويتخوف ناشطون معارضون من أن يكون عدد من المفقودين الذين انقطعت أخبارهم منذ أشهر ولم يستطع أهاليهم معرفة ولو معلومة صغيرة عنهم، قد تم دفنهم في هذه المقابر، التي ووفقا لأحد الناشطين لا يستطيع أحد معرفة عددها في ظل التعتيم الإعلامي الذي يفرضه النظام السوري منذ اندلاع الانتفاضة ضده.
وكان المحامي العام في حماه عدنان البكور، الذي أعلن انشقاقه عن نظام الأسد، كشف عن وجود شهادات وأدلة بحوزته تثبت أن قوات الأمن والشبيحة قتلوا سجناء ودفنوهم في مقابر جماعية.
وأفادت وسائل إعلام أجنبية بلجيكية أن «أجهزة المخابرات السورية عمدت إلى إخفاء جثث ضحاياها من المتظاهرين الذين اختفوا، من خلال طريقة جديدة ومبتكرة، وهي نقل الجثث إلى عرض البحر ورميها بعيدا في حاويات ثقيلة مقفلة لئلا تطفو وتنكشف الجريمة».
وتنقل وسائل إعلام بلجيكية عن مصدر في وزارة العدل التركية أن «ثلاثين مواطنا سوريا لجأوا إلى تركيا قد تقدموا بدعاوى جزائية ضد الأسد و58 من مسؤولي الأمن وعناصره بتهمة الإبادة الجماعية»، وأكدوا في دعاواهم أن «المخابرات السورية تلقي بجثث المعارضين في البحر قبالة اللاذقية بعد وضعها في حاويات معدنية ثقيلة لئلا تطفو الجثث وتفضح أجهزة النظام».
ولا يستبعد متابعون للشأن السوري أن يكون «عدد الجثث التي تم رميها في البحر حتى اليوم لا يقل عن مائتي جثة، بعضها قتل تحت التعذيب». وكان النظام السوري قد ارتكب في مرحلة الثمانينات أثناء حربه الدموية على حزب الإخوان المسلمين الكثير من المجازر ودفن جثث الضحايا في مقابر جماعية، لا تزال أماكنها محفورة في ذاكرة السوريين.
ولعل أبرز هذه المقابر عند سفح جبل عويمر قرب تدمر، حين أمر رفعت الأسد الأخ الأكبر للرئيس السابق حافظ الأسد، في يونيو (حزيران) 1980 بإرسال سرايا الدفاع بطائرات الهيلوكبتر إلى سجن تدمر ليلا ليفتحوا نيران أسلحتهم الرشاشة على السجناء وغالبيتهم من الإخوان المسلمين، فقتلت منهم قرابة ألف، تم تحميلهم بشاحنات عسكرية ودفنهم في مقبرة جماعية عند جبل عويمر قرب تدمر، وكان بعضهم لا يزال على قيد الحياة، قبل طلوع الفجر، وفق ما أفاد به بعض رعاة الأغنام الذين شاهدوا أثر المقبرة في اليوم الثاني.
وكان الدكتور رضوان زيادة مدير مركز دمشق لدراسات حقوق الإنسان وأستاذ دراسات الشرق الأوسط في جامعة جورج واشنطن، أعلن في حديث سابق لـ«الشرق الأوسط» أنه «بعد اكتشاف المقابر الجماعية في درعا وغيرها انتقلنا إلى مرحلة جديدة باتجاه صدور قرار عن مجلس الأمن يدين أولا العنف الحاصل في سوريا، ويفرض عقوبات على الأشخاص، وبالتحديد على الضباط السوريين والرئيس بشار الأسد، الذين أمروا بإطلاق النار على المدنيين، الذين يتخطى عددهم الـ68، وبعدها تحويل الملف إلى المحكمة الجنائية الدولية».
بعد يوم من تهديدات المعلم.. الاتحاد الأوروبي يرحب بالمجلس الوطني ويجدد المطالبة بتنحي الأسد
أدان «القمع الوحشي» والانتهاكات.. واتهم النظام بالتحريض السوري على النزاع العرقي والديني.. ودعا مصر إلى حماية الأقليات
جريدة الشرق الاوسط
بروكسل: عبد الله مصطفى لندن: «الشرق الأوسط»
أدان الاتحاد الأوروبي من جديد، أمس، وبأشد العبارات، ما وصفه بالقمع الوحشي الذي يقوده النظام السوري ضد سكان البلاد، والانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان من قتل واعتقالات جماعية وتعذيب للمدنيين من المحتجين وأقاربهم «وهي أعمال ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية»، حسبما جاء في بيان أقره أمس رؤساء الدبلوماسية الأوروبية في لوكسمبورغ. وبينما جدد الاتحاد الدعوة للرئيس السوري بشار الأسد بالتنحي عن السلطة، يتوقع أن يوسع الاتحاد الأوروبي من دائرة العقوبات على دمشق.
وأدان الاتحاد الأوروبي إجراءات النظام السوري التي وصفها بأنها «تحرض على النزاع العرقي والديني»، فضلا عن استهداف السلطات السورية لشخصيات سياسية مثل مشعل تمو السياسي الكردي الذي اغتيل يوم الجمعة الماضي.
وأشار البيان إلى ما ذكرته الأمم المتحدة من سقوط أكثر من 2900 قتيل بينهم أطفال، منذ بداية الاضطرابات في سوريا، وأعرب الاتحاد الأوروبي عن استيائه من هذا العدد الكبير من الوفيات، وفي نفس الوقت قدم التعازي لأسر الضحايا.
وطالب الاتحاد الأوروبي من النظام السوري وضع حد فوري لأعمال العنف والحيلولة دون إراقة المزيد من الدماء، وأضاف: «يجب تقديم المسؤولين عنها أو المرتبطين بهم للعدالة الدولية»، وأكد البيان الأوروبي أنه لا يمكن أن يكون هناك عملية سياسية ذات مصداقية دون وضع حد لعمليات القتل، والتوقف عن الاعتقالات التعسفية، وضرورة إطلاق سراح السجناء السياسيين، وإعطاء الحق لزعماء المعارضة والناشطين الآخرين في التعبير السلمي.
وقال البيان «يتعين على الرئيس الأسد التنحي للسماح بالتحول السياسي في سوريا»، وطالب البيان السلطات السورية «وعلى الفور تخفيف معاناة السكان في مناطق الأزمات، والسماح بوصول الوكالات الإنسانية وبعثات تقصي الحقائق والسماح لوسائل الإعلام المستقلة والدولية للعمل دون قيود، وأن تلتزم سوريا بالتزاماتها الدولية المتعلقة بالحقوق المدنية والسياسية».
كما رحب الاتحاد الأوروبي بتأسيس المجلس الوطني السوري الذي يضم غالبية حركات المعارضة للأسد، وجاء في البيان أن الاتحاد «يشيد بجهود الشعب السوري لوضع برنامج (للمعارضة) موحد ويدعو المجموعة الدولية إلى القيام بالمثل»، واعتبر «أن تأسيس المجلس الوطني السوري يشكل خطوة إيجابية». ويرحب الأوروبيون خصوصا بالتزام المجلس الوطني السوري بالدعوة إلى اللاعنف والدفاع عن «القيم الديمقراطية».
ويأتي الترحيب الأوروبي غداة تحذير أطلقه وزير الخارجية السوري وليد المعلم من أن دمشق ستتخذ «إجراءات مشددة» ضد الدول التي ستعترف بالمجلس الوطني السوري، مؤكدة أن العمل جار على استكمال «الإصلاح السياسي» و«إنهاء المظاهر المسلحة» في البلاد.
ومن جانبه، قال دبلوماسي أوروبي لوكالة الصحافة الفرنسية إن «الأمر ليس اعترافا كما اعترفنا بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي». وأضاف: «في الوقت عينه، كان يجب القيام ببادرة تجاه المجلس الوطني السوري لأننا لا نريد دعم محاولات السلطة إنشاء حركات معارضة وهمية».
وأدان الاتحاد الأوروبي الاعتداءات على الموظفين الدبلوماسيين في سوريا، ودعا النظام إلى الالتزام بالتعهدات الدولية في هذا الصدد. وأكد الاتحاد الاستمرار في سياسته الحالية، بما فيها فرض عقوبات ضد النظام والجهات الداعمة له، حتى يتحقق وقف العنف وإحراز تقدم واضح نحو الديمقراطية وانتقال سلمي واستجابة لمطالب الشعب السوري. وقال البيان إن الاتحاد الأوروبي سيقوم بمراجعة قوائم العقوبات، ويدعو كل من يريد تفادي التعرض للعقوبة، أن ينأى بنفسه عن النظام وما يفعله.
إلى ذلك، عبر البيان الأوروبي عن خيبة أمله بسبب عدم اعتماد مجلس الأمن الدولي قرارا بشأن التطورات الجارية في سوريا، حتى بعد مرور أشهر على ما وصفه البيان الأوروبي بـ«الاعتداءات الوحشية» لنظام الرئيس الأسد، وأضاف: «سيظل الاتحاد الأوروبي يواصل الضغط من أجل اتخاذ إجراءات قوية من الأمم المتحدة، وسيواصل جهوده مع الشركاء الإقليميين لمعالجة الوضع في سوريا». وتعهد الاتحاد الأوروبي بأنه بمجرد حدوث انتقال ديمقراطي حقيقي في البلاد، سيقوم الاتحاد بتطوير علاقاته وشراكته مع سوريا في جميع المجالات ذات الاهتمام المشترك.
وبينما يسعى الاتحاد الأوروبي لتوسيع عقوباته على دمشق، نقلت وكالة الأسوشييتد برس عن كاثرين أشتون مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد أن جولة ثالثة من الإجراءات ستكون ضرورية ضد سوريا، خصوصا بعد خطاب الأسد «المخيب للآمال» في عطلة نهاية الأسبوع والذي انتقد من خلاله التدخل الخارجي في العالم العربي. وفي نهاية الأسبوع، من المتوقع دخول سلسلة عقوبات جديدة من الاتحاد الأوروبي حيز التنفيذ تطال هذه المرة المصرف التجاري السوري الذي سبق أن أدرجته الولايات المتحدة على قائمة الكيانات والأشخاص الخاضعين لعقوبات، بحسب مصادر دبلوماسية.
إلا أن وزير خارجية السويد كارل بيلت أكد أن سوريا «تملك احتياطيا كبيرا من العملات، لهذا فإن الأمر سيستغرق وقتا قبل أن يكون لها أثر».
وأبعد من العقوبات، يقول دبلوماسي أوروبي إن التهديد بضرب دمشق كما حصل مع نظام معمر القذافي في ليبيا «مستحيل نظرا إلى المعطى في الأمم المتحدة».
وعلى صعيد آخر، أبدى وزراء الاتحاد الأوروبي قلقهم أمس إزاء مقتل نحو 24 شخصا في اشتباكات بين الشرطة العسكرية ومسيحيين في مصر وقالوا: إن من واجب السلطات حماية الأقليات الدينية.
المعارضة السورية تدعو لدخول مراقبين دوليين وحصر العقوبات في أشخاص بعينهم
أعضاء المجلس الوطني يتوافدون على باريس.. وفرنسا للمعلم: تهديداتكم لن تسكت الشعب السوري
جريدة الشرق الاوسط
باريس: ميشال أبو نجم
تضج باريس هذه الأيام بالمعارضين السوريين الذين يتوافدون إليها من داخل سوريا ومن خارجها، فضلا عن المقيمين فيها وأبرزهم الدكتور برهان غليون، المفترض أن ينتخب رئيسا للمجلس الوطني السوري وبسمة قضماني الناطقة باسمه، فضلا عن عشرات الشخصيات المعارضة. وجاء ذلك بينما عقد أعضاء في المجلس الوطني اجتماعا في استوكهولم طالبوا من خلاله بدخول مراقبين دوليين للبلاد، وحصر العقوبات الدولية بأشخاص بعينهم وليس سوريا عموما.
و«سر» الحراك السوري في فرنسا رغبة الحكومة في الانفتاح على كل أطياف المعارضة من غير تفضيل أو استبعاد، فضلا عن المواقف المتشددة لباريس سواء في مجلس الأمن الدولي حيث تستمر في الدفع نحو قرار يدين القمع السوري أو في مجلس حقوق الإنسان في جنيف أو داخل الاتحاد الأوروبي. وتعد باريس الأكثر تشددا إزاء نظام الرئيس السوري بشار الأسد وكانت الأولى التي اعتبرته «فاقدا للشرعية» والأولى التي دعت إلى تنحيه.
ودعا تجمع أبناء الجالية السورية في الخارج بالتنسيق مع هيئات وتنسيقيات الثورة إلى «أسبوع دعم ونصرة الشعب السوري» الذي يندرج في إطار ما بدأ تنفيذه في مصر ويفترض أن يتسع ليشمل عواصم أخرى مثل باريس وبروكسل والكويت والدوحة ولاحقا لندن ومدريد وغيرها.
وقدم لهذه الغاية وفد واسع إلى العاصمة الفرنسية من بين أعضائه المحامي هيثم المالح، رئيس مؤتمر الإنقاذ الوطني الذي يأتي إلى فرنسا للمرة الثانية في أقل من أسبوعين وعبد الرزاق عيد، رئيس المجلس الوطني إعلان دمشق في الخارج وعبد الأحد اسطيفو، رئيس المنظمة الآشورية في أوروبا وعضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري ومنذر ماخوس، نائب مسؤول العلاقات الخارجية في المجلس المذكور وآخرون.
وإلى جانب اللقاءات مع مسؤولين فرنسيين من الخارجية وزيارة مجلسي النواب والشيوخ والتشاور مع هيئات وجمعيات حقوقية وأخرى ناشطة في ميدان العمل الإنساني، سيقوم الوفد بنشاط إعلامي واسع كانت باكورته أمس هي مؤتمر صحافي عقد في مركز الصحافة الأجنبية بحضور مجموعة من المعارضين. وسيتوج أسبوع الدعم بمظاهرة يوم السبت القادم في قلب العاصمة الفرنسية. ويهدف التحرك، كما جاء في بيان وزع في باريس، إلى لفت الأنظار لما يجري في سوريا وحشد الدعم والتضامن والعمل على تطوير المواقف الدولية وحث المنظمات المعنية على الدخول إلى سوريا ومساعدة اللاجئين السوريين.
بموازاة ذلك، يصل إلى باريس اليوم وفد من معارضي الداخل بينهم المعارض ميشال كيلو بعد مشاركتهم في اجتماع للمعارضة نهاية الأسبوع الماضي في استوكهولم بحضور تياراته المختلفة بينهم المؤتمر الوطني السوري. وينتمي هؤلاء في غالبيتهم إلى تنسيقية التغيير الوطني والديمقراطي في سوريا التي بقيت حتى الآن خارج المجلس لأسباب لم توضح كفاية.
وتدفع باريس التي رحبت بقوة بتشكيل المجلس الوطني السوري واعتبرته «خطوة مهمة» في توحيد صفوف المعارضة وتوفير المصداقية والدعم لها، كافة التيارات إلى الانضمام إلى المجلس الوطني الذي ترى فيه الإطار الأبرز حتى الآن والجهة التي تمثل المعارضة. غير أن باريس لم تذهب بعد إلى الاعتراف به طرفا يمكن الحوار معه أو ممثلا للشعب السوري.
وبحسب المصادر الفرنسية، فإن الوقت «لم يحن بعد» لاتخاذ هذه الخطوة بانتظار أن يثبت المجلس فعاليته ويطرح برنامج عمله ويوضح سياسته بشكل كاف. وينتظر أن يعقد معارضو الداخل اليوم في باريس مؤتمرا صحافيا يوضحون فيه مواقفهم وسياساتهم. ولم يعرف من الطرفين ما إذا كانت هناك لقاءات مشتركة لمعارضي الداخل والخارج بمناسبة تواجد الجميع في باريس. ولا يبدو، وفق أكثر من معارض سوري، أن الأمور وصلت إلى مرحلة استعداد الجميع للعمل معا إذ ما زالت الحساسيات تغلب على الرغبة في القيام بجهد مشترك الأمر الذي تبين أمس من ردود المشاركين في المؤتمر الصحافي في مركز الصحافة الأجنبية.
وقالت الخارجية الفرنسية أمس إن فرنسوا زيمري، السفير المولج ملف حقوق الإنسان في الخارجية استقبل الأسبوع الماضي المعارضين كاترين التلي وبسام إسحاق وهما عضوان في المجلس الوطني. وستجرى لقاءات أخرى بحر هذا الأسبوع مع معارضين آخرين.
وردا على تهديدات دمشق باتخاذ تدابير «صارمة» ضد الدول التي تعترف بالمجلس الوطني، قالت باريس إن دمشق «تخطئ» إذا اعتبرت أن التهديد والتهويل أو الاغتيالات ستسمح لها أن تسكت الشعب السوري أو تقضي على طموحاته بالحرية والديمقراطية.
وفي استوكهولم، توصل المجتمعون من أعضاء المجلس الوطني إلى وضع إطار عمل ديمقراطي لمستقبل سوريا تضمن المطالبة بدخول مراقبين دوليين إلى البلاد.
ونقلت وكالة الأسوشييتد برس عن السياسي السوري غيد الهاشمي أن المشاركين يرحبون بـ«مراقبين دوليين لهم حرية التنقل في البلاد لمراقبة الأوضاع» في سوريا، وأضاف أن «هناك إجماعا داخل الاجتماع على عدم التدخل الخارجي العسكري، ولكننا سعداء بالترحيب بالتدخل السياسي أو الدبلوماسي».
كما قال الهاشمي إن المجتمعين دعوا إلى عدم فرض عقوبات اقتصادية تطال الشعب السوري والبلاد عموما بل أن تكون عقوبات فردية تطال أشخاص بعينهم.
كما أجمع الحضور على الإطاحة بنظام الأسد وتوفير الحماية للأقليات. وقال عضو المجلس الوطني عبد الباسط سيدا إن تهديدات المعلم الأخيرة باتخاذ «إجراءات مشددة» ضد الدول التي تعترف بالمجلس تمثل «خوف النظام من التشكيل المعارض الجديد».
رئيس حكومة إقليم كردستان يلتقي نجل مشعل تمو ويصف والده بـ«شهيد الحرية»
برهم صالح: الخلافات داخل أي دولة لن تحل بالعنف.. والدور الكردي في انتفاضة سوريا مشرف
جريدة الشرق الاوسط
أربيل: شيرزاد شيخاني
في إطار الموقف المستجد لقيادة إقليم كردستان بدعم الانتفاضة الشعبية في سوريا، استقبل برهم صالح رئيس حكومة الإقليم بمكتبه الرسمي في العاصمة أربيل فارس تمو نجل السياسي الكردي مشعل تمو الذي اغتيل يوم الجمعة المنصرم، وقدم له ولأسرته تعازيه بهذه المناسبة واصفا تمو بـ«شهيد الشعب والحرية والديمقراطية».
وأكد صالح خلال اللقاء أن «تمو تحول إلى رمز آخر للحركة السلمية والشعبية للشعب الكردي من أجل الحصول على حقوقه القومية والديمقراطية المشروعة»، مضيفا أن «الخلافات لن تحل في أي دولة عن طريق العنف والترهيب، بل تحل من خلال احترام رغبة وإرادة الشعوب، فجميع التجارب بالعالم أثبتت عقم الحلول العنفية والإرهاب التي لا تأتي سوى بالمزيد من الخراب والدمار للشعوب والدول»، وأضاف أن «الدور الكردي في الانتفاضة السورية هو دور مشرف ويتناسب مع تطورات الأحداث هناك، حيث إن الكرد لم يكونوا قط عاملا من عوامل الفوضى وعدم الاستقرار في هذا البلد، بل مضوا في تحركاتهم للمطالبة بحقوقهم الديمقراطية والمدنية في إطار سلمي بعيدا عن العنف، ولذلك يجب احترام هذه الإرادة الشعبية وعدم تعامل النظام السوري مع المطالب السلمية بالسلاح والقوة المفرطة».
من جهته، قدم فارس تمو شكره وتقديره لمواقف القيادة الكردية بكردستان العراق، وقال بأن تلك المواقف تعزيهم في مصابهم، مشيرا إلى أن «والده قتل من دون أي ذنب، ومع ذلك فإن أسرته تتطلع لأن تكون الدماء التي أريقت منه خميرة للنضال السلمي من أجل تحقيق الحرية والحقوق المشروعة للشعب الكردي، وأن تكون تضحيات والدنا دافعا للتعايش السلمي والديمقراطي بين المكونات السورية المتطلعة إلى حقوقها الإنسانية والديمقراطية».
وفي السياق ذاته، التقى نائب رئيس البرلمان الكردستاني الدكتور أرسلان بايز بعائلة تمو وقدم تعازي شعب كردستان إلى عائلة الفقيد مثمنا دور تمو في النضال السياسي الكردي. وجدد نجل تمو أثناء اللقاء شكر عائلته لموقف الشعب الكردي عبر برلمانه وذلك بإصدار بيان إدانة شديدة لاغتيال تمو، معلنا أنهم «لن يقيموا مراسم العزاء بوالده لأن النضال السلمي والمدني للشعب الكردي في سوريا ما زال مستمرا ويحتاج إلى تضحيات أخرى من هذا الشعب».
وعلى صعيد متصل، دعت حركة التغيير الكردية المعارضة التي يترأسها السياسي الكردي المعروف نوشيروان مصطفى في بيان صدر عن كتلتها البرلمانية بمجلس النواب العراقي يوم أمس، الحكومة العراقية إلى موقف واضح من «اعتداءات نظام بشار الأسد على المواطنين المدنيين والعزل». وقالت الكتلة في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نصه «إن كتلة التغيير تدين بشدة الحملة الشرسة التي تنفذها السلطات السورية ضد السكان المدنيين الذين يطالبون فقط بتحقيق حرياتهم وحقوقهم الديمقراطية مثل سائر شعوب المنطقة والعالم». ودعت الكتلة الحكومة العراقية إلى موقف واضح مما يجري في سوريا وقالت في بيانها «ندعو الحكومة العراقية إلى الخروج عن صمتها تجاه الجرائم التي يرتكبها النظام السوري، وأن تعلن عن موقف واضح وصريح مما يجري هناك، وأن تدعو الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحي عن السلطة والرضوخ لمطالب الشعب وإرادة الجماهير، حتى يتمكن الشعب السوري من بناء نظام سياسي ديمقراطي تعددي في البلاد يضمن حقوق جميع المكونات الشعبية». وفي جزء من البيان أدانت حركة التغيير مقتل السياسي الكردي مشعل تمو واعتبرت اغتياله جزءا من سياسة القمع ومحاولة القضاء على الحركة الشعبية الكردية في سوريا.
الحكومة السورية تنفق 4 مليارات دولار من احتياطياتها.. وتوجه بترشيد الإنفاق
بسبب تزايد نفقات قوات الأمن وتراجع الضرائب والرسوم
جريدة الشرق الاوسط
كشفت مصادر اقتصادية سوريا مطلعة عن أن السلطات السورية استخدمت مؤخرا عدة مليارات من الدولارات من احتياطها المالي نظرا للحاجة لسد بعض العجوزات في الدوائر الرسمية خاصة بعد تراجع في مداخيل الخزينة العامة.
وأضافت المصادر أن حاكم مصرف سوريا المركزي أديب ميالة كان قد أعلن في أغسطس (آب) الماضي عن استخدام ملياري دولار من الاحتياطي النقدي البالغ 17 مليارا و400 مليون دولار.
وقالت المصادر إنه «بحساب بسيط يتبين أن حجم الاستخدام من الاحتياطي قد وصل حاليا إلى نحو 4 مليارات دولار، خاصة مع تزايد حجم النفقات لقوى السلطات (الأمن) التي تتحرك على الأرض، فضلا عن زيادة عدد موظفي القطاع العام وتراجع مداخيل الضرائب والرسوم الجمركية وكتلة مالية بارزة من مداخيل النفط والغاز وغيرها»، حسبما أوردته وكالة الأنباء الألمانية.
وكانت وسائل إعلام محلية قد كشفت في اليومين الماضيين عن أن «الأمانة العامة للحكومة السورية طلبت من وزاراتها والجهات التابعة لها الاستفادة المثلى من الموارد المتاحة والعمل على ترشيد الإنفاق العام الجاري والحد من الهدر والتقليل ما أمكن من المكافآت وتعويض العمل وتعويض النقل والاقتصار على الضروري في إنفاقها وإعادة النظر بالمشاريع الاستثمارية حسب الأولوية والاقتصار على الهام فقط وتأجيل التعاقد على المشاريع غير المباشر بها وغير الضرورية».
وتعلن السلطات السورية باستمرار أنها «تتوجه شرقا للتعويض عن حصار المجتمع الغربي بغية تأمين احتياجاتها من كافة المواد الاقتصادية وغيرها».
الاحتجاجات تحول محامية متدربة إلى «ناشطة سرية داهية» تحرك المظاهرات
رزان زيتونة واصلت نشاطها رغم اعتقال زوجها وتعذيبه.. وأصبحت صوت الثورة للخارج
جريدة الشرق الاوسط
لم تجد المحامية السورية رزان زيتونة سوى الاختباء بعد اعتقال أفراد عائلتها وسجن زملائها من النشطاء أو قتلهم أو اضطرارهم إلى الفرار من البلاد بسبب أنشطتهم الداعية للديمقراطية. لكن زيتونة (34 عاما) تقول إن الانتفاضة على حكم الرئيس السوري بشار الأسد يجب أن تظل سلمية.
وتصر زيتونة التي حصلت على جائزة انا بوليتكوفسكايا في مقابلة بالهاتف من مكان غير معلوم بسوريا على أن الحفاظ على سلمية الانتفاضة أفضل ضمان لانتصارها، وأضافت أن من الطبيعي بعد سبعة أشهر من القمع الدموي والافتقار إلى الوحدة بين المعارضة وعدم اتخاذ إجراء دولي أن يظهر على السطح اتجاه عسكرة الثورة، مؤكدة أن دور النشطاء هو العمل على منع حدوث هذا.
وسميت جائزة انا بوليتكوفسكايا التي تمنح للنساء المدافعات عن حقوق الإنسان بمناطق الصراع باسم صحافية روسية كانت تغطي أخبار قتل المدنيين في الشيشان على أيدي القوات الروسية وحلفائها المحليين، وقُتلت.
وحسب تقرير لوكالة «رويترز» فإن في مارس (آذار) كانت زيتونة ضمن حشد من 200، أغلبيته من النساء، رفع صور سجناء سياسيين وأطفال معتقلين تعرضوا للضرب واقتلعت أظافر بعضهم لأنهم كتبوا على الجدران «يسقط النظام»، وهو الهتاف الذي ردده المتظاهرون في الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها مصر وتونس.
وضم الحشد الذي تجمع سرا في ساحة المرجا بدمشق رنا جوابره، الناشطة من درعا، والمعارضة سهير الأتاسي، والمحامية كاترين التلي.
وهذه أسماء لشخصيات بارزة في جيل جديد من النساء العلمانيات في الأغلب المدافعات عن حقوق الإنسان اللاتي سعين إلى ملء الفراغ بعد أن سجن الأسد مئات الشخصيات المستقلة والمعارضة للقضاء على المعارضة لحكمه في الأعوام الأربعة الماضية.
وهاجمت الشرطة السرية في ملابس مدنية الحشد بالهراوات ما إن رفعت الصور وجرت النساء من شعورهن واعتقل العشرات، مما أدى إلى خروج احتجاجات في درعا وأجزاء أخرى من البلاد. ومنذ ذلك الحين واجه كثيرون السجن أو القتل أو التهديد أو اضطروا إلى الهرب من سوريا أو انضموا إلى آلاف المختفين.
وتفادت زيتونة الاعتقال لكنها اختبأت، واحتجز زوجها وائل حمادة بمعزل عن العالم الخارجي في مكان غير معلوم منذ قرابة ثلاثة أشهر، كما اعتُقل أخوه عبد الرحمن، وهو طالب في العشرين من عمره. وقالت جماعة «آر إيه دابليو» التي تمنح جائزة انا بوليتكوفسكايا في بيان: «الرجلان محتجزان في ما يبدو كرهن لإجبار رزان زيتونة على تسليم نفسها للحكومة ولمعاقبتها على نشاطها في مجال حقوق الإنسان»، مضيفة أن زوج زيتونة تم تعذيبه خلال احتجازه.
ومنذ ذلك الحين كونت زيتونة قاعدة شعبية تدعم المظاهرات التي تطالب برحيل الأسد وهي توثق انتهاكات لحقوق الإنسان تقول إنها تتجسد في قتل 20 مدنيا في اليوم. ووصفتها وسائل الإعلام الحكومية بأنها عميلة أجنبية بسبب انتقاداتها للقمع.
ويقول أصدقاء لها إن الاحتجاجات الشعبية حولتها من محامية تدربت على يد المحامي المخضرم هيثم المالح الذي قضى تسع سنوات كسجين سياسي إلى ناشطة سرية داهية، ويقولون إنها تتحرك متنكرة وتظهر فجأة بعد مقتل محتجين وتلقي خطبا تلهب المشاعر مما يزيد خطر قتلها في ظل تزايد اغتيالات النشطاء.
ويقول الكاتب السوري المعارض حكم البابا إنها شجاعة جدا واختفت منذ بداية الانتفاضة، لكنها تلعب دور المحرك، وهي تجمع ملفات السجناء والقتلى والمختفين بلا كلل وتوصل صوت الثورة إلى العالم الخارجي.
وقالت ناشطة أخرى: «كان زوجها يعذب وواصلت العمل على توثيق القتل والاغتصاب والتعذيب والاعتقال. لا تزال مثالية وتعتقد أن مرتكبي هذه الأفعال سيواجهون العدالة وأن حشود السوريين في الشوارع ستسقط النظام».
وقلّت أعداد المظاهرات في المناطق التي انتشرت فيها الدبابات والجنود، في حين بدأ بعض معارضي الأسد يحملون السلاح. وظهرت بعض التوترات الطائفية بين الأغلبية السنية والعلويين، خصوصا في حمص، ثالث أكبر مدينة سورية.
وقالت زيتونة إنه بمجرد أن تنسحب الدبابات والجنود من منطقة، تندلع الاحتجاجات مجددا، لكنها اعترفت بأن استمرار القمع دون بدائل من المعارضة أو المجتمع الدولي قد يحرك الشارع أيضا في اتجاه العنف. وأضافت أنه حتى الآن هناك وعي كبير بين الناس، مشيرة إلى أن العنف الطائفي اقتصر على حوادث فردية. ومضت تقول إنه «منذ اللحظة الأولى للثورة» يضغط النظام ليلجأ الناس إلى العنف ويتحول الأمر إلى قضية طائفية لعلمه أن هذا سيقضي على الانتفاضة.
تفاعل سوري مع حملة على «تويتر» بعنوان «أول شيء سأفعله بعد سقوط الأسد»
ناشطون قرروا الاحتفال أو الصلاة أو العودة إلى سوريا.. وآخرون يريدون أن «يتنفسوا»
جريدة الشرق الاوسط
أطلق ناشطون معارضون سوريون على موقع «تويتر» حملة بعنوان «أول شيء سأفعله بعد سقوط الأسد»، وتنوعت التعليقات بين من أراد العودة إلى وطنه ولقاء أهله بعد سنوات طويلة من المنفى وبين من أراد الإعلان عن شخصيته الحقيقية بعد أن تخفى لمدة طويلة على صفحات «فيس بوك» بأسماء وهمية.
وفي هذا الإطار، كتب سامي سامي تعليقا قال فيه: «سأعلن اسمي الحقيقي وصورتي على صفحة الثورة، وأنا منذ قيام الثورة في سوريا أقسمت أن أقيم وليمة وأدعو زملائي للعمل على العشاء عند إسقاط بشار الأسد ونجاة الشعب السوري من دمويته». أما الناشطة إيفان سكر، فقالت: «سأصلي شكرا لله على نصره وسأشارك الجميع في مساعدة ودعم المتضررين من جرائم الأسد وسأعمل دون كلل لبناء سوريا الجديدة من دون الأسد».
وفيما أشارت أم عاصم إلى أنها «ستسجد سجدة شكر لله على ثرى دمشق»، قال عبد الله الحوراني: «سأصبح معارضا للرئيس الجديد والمنتخب ديمقراطيا وأفضح كل صغيرة وكبيرة وسأستمر معارضا لكل الحكومات وأفضح أي ممارسة غير صحيحة وأتعهد أني لن أكون بجانب أي سياسي رسمي».
كما كتبت لين مراد بلغة مؤثرة: «سأذهب إلى جميع المعتقلات وأفتح السجون ليخرج منها المعتقلون، ثم سأحرق هذه الأمكنة لتذهب الذكريات التي رأيناها في هذه السجون». وباللغة ذاتها كتب علي خطاب: «سأزور سوريا وأذهب مباشرة إلى درعا وأصلي بالمسجد العمري وأزور قبر الشهيد الطفل حمزة الخطيب»، في حين اختصر الناشط جورج حبكة تعليقه بكلمة معبرة فكتب «سأتنفس».
ومن التعليقات الساخرة، قال ذو الفقار السوري: «سأجمع شريف شحادة وطالب إبراهيم في مناظرة على تلفزيون الدنيا ونرى من يكره النظام المخلوع أكثر وسنحدد جائزة كبيرة له». وغمز أيهم الكردي من قناة مدينة حلب التي لم تشهد زخما حقيقيا في حركة الاحتجاج ضد نظام الأسد، قائلا: «نريد أن نلغي كل المنشآت الصناعية من حلب وننقلها لحمص أو درعا أو حماه، ونسحب كل منشآت الدولة منها». وأشار إبراهيم قباني إلى أنه سيعود لدراسته، في حين قرر أبو جركس أن «يتزوج».
وتجدر الإشارة إلى أن الناشطين السوريين المعارضين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد والساعين لإسقاطه، يبتدعون منذ بدء الثورة السورية في 15 مارس (آذار) الماضي، أساليب مختلفة على مواقع التواصل الاجتماعي لتحقيق أهدافهم، حيث امتلأت صفحات «فيس بوك» بمجموعات تسخر من أجهزة إعلام نظام الأسد وتطلق النكت على الروايات التي تسوقها هذه الأجهزة.
ونتيجة التضييق الأمني الذي يفرضه النظام السوري عبر أجهزته الأمنية على موقع «فيس بوك»، حيث يعمد مخبرو الأمن على الموقع المذكور إلى مراقبة التعليقات التي يكتبها الناشطون ويبلغون عنها، فقد لجأ الناشطون السوريون إلى العمل على «تويتر» للتعبير عن آرائهم، كما استعانوا بموقع «سكايب» للتواصل والتنسيق.
وكانت تعليقات ساخرة على موقع «فيس بوك» من قبل ناشطين معارضين سوريين تعليقا على تصريحات وزير الخارجية السوري وليد المعلم، التي هدد فيها أي دولة ستعترف بالمجلس الوطني السوري باتخاذ إجراءات صارمة ضدها. فكتب المعارض السوري المقيم في الإمارات خالد الحاج بكري «إسرائيل.. لن تعترف بالمجلس الوطني السوري.. ولذلك؛ فإن تهديدات وليد المعلم لمن سيعترفون به.. جدية حقا».
أما السيناريست والصحافي إياد شربجي فكتب بالعامية السورية: «المعلّم يهدد بمعاقبة الدول التي تنوي الاعتراف بالمجلس الوطني.. طيب، اعترفت أخي وليد: إذا افترضنا دولة صغيرة مثل مالطا بدها مجهر لتبيّن عالخريطة بالمجلس… ماذا ستفعل؟ أرجوك لا تقلي حترد عليها بالوقت المناسب.. لإنو هلأ الوقت المناسب، هات لشوف.. ورجينا».