أحداث الثلاثاء، 13 تشرين الثاني، 2012
دول الخليج: «الائتلاف الوطني» الممثل الشرعي للشعب السوري
نيويورك – راغدة درغام؛ القاهرة – محمد الشاذلي؛ الدوحة – محمد المكي احمد؛ جدة، بيروت، موسكو – «الحياة»، رويترز، أ ف ب
أعلن مجلس التعاون لدول الخليج العربية امس اعترافه بـ «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» الذي تأسس بموجب الاتفاق الذي تم التوقيع عليه في الدوحة، أول من امس الأحد، باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري. وقال الأمين العام للمجلس عبداللطيف الزياني أن دول المجلس ستقدم الدعم والمؤازرة لهذا الكيان، لتحقيق تطلعات وآمال الشعب السوري، متمنية أن يكون ذلك خطوة نحو انتقال سياسي سريع للسلطة، وأن يوقف سفك دماء الأبرياء، ويصون وحدة الأراضي السورية، ويدعو إلى عقد مؤتمر وطني عام، تمهيداً لبناء دولة يسودها القانون وتستوعب جميع أبنائها من دون استثناء أو تمييز، ويرتضيها الشعب السوري. وأضاف أن مجلس التعاون يتطلع إلى اعتراف الدول العربية ودول العالم والمجتمع الدولي بهذا الائتلاف، الذي يضم معظم أطياف المعارضة السورية في الداخل والخارج وتقديم الدعم اللازم له، مثمنين عالياً لقطر، كل ما بذلته من جهود حثيثة أثمرت التوصل إلى هذه النتائج.
وعقد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي امس جلسة محادثات مصغرة ضمت رئيس وزراء قطر ووزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم ووزير خارجية تونس رفيق عبد السلام ورئيس «الائتلاف الوطني للثورة والمعارضة» أحمد معاذ الخطيب ورئيس «المجلس الوطني» جورج صبرا. وقالت مصادر مطلعة إن المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي ونائب الأمين العام للجامعة السفير أحمد بن حلي حضرا الاجتماع. وكشفت المصادر أن الحوار داخل الجلسة جرى في إطار إقناع الأمانة العامة للجامعة بأن يشغل الخطيب مقعد سورية الشاغر في اجتماعات الجامعة.
من ناحية أخرى عقدت اللجنة الوزارية المعنية بتطورات الوضع في سورية اجتماعاً لها مساء أمس برئاسة قطر وذلك قبيل اجتماع مجلس الجامعة غير العادي على مستوى وزراء الخارجية، ورفعت اللجنة توصياتها للمجلس. وناقش الوزراء نتائج مؤتمر الدوحة لتوحيد قوى المعارضة وإمكان مشاركة الخطيب في الاجتماع.
وكانت الجامعة أعلنت من قبل عن إلغاء الاجتماع باعتبار أن الموضوع السوري على رأس جدول أعمال مجلس الجامعة الوزاري غير العادي، ثم عادت وقررت عقده لمناقشة المستجدات وأهمها حضور المعارضة للاجتماع الوزاري.
وقالت مصادر ديبلوماسية إن قطر بذلت جهوداً قبيل الاجتماع الوزاري لكي يحصل وفد المعارضة على مقعد سورية. لكن عدداً من الدول العربية تحفظت عن حضور وفد المعارضة الاجتماع الوزاري.
ودعا مجلس وزراء الخارجية في مشروع قرار حصلت عليه «الحياة» قبيل بدء اجتماع الوزراء باقي تيارات المعارضة للانضمام إلى الائتلاف، وحض المنظمات الإقليمية والدولية على الاعتراف به، ممثلاً شرعياً لتطلعات الشعب السوري، ودعا المجلس إلى تقديم الدعم السياسي والمادي لهذا الكيان الجامع للمعارضة السورية.
من جهة أخرى دعا رئيس «الائتلاف الوطني» في حديث إلى «الحياة» الرئيس السوري بشار الأسد إلى «الرحيل بشجاعة ليحفظ ما بقي من دماء شعبه»، وقال إن توحش النظام «من أبرز التحديات التي يواجهها»، وأكد أن «لا حوار ولا مفاوضات مع النظام، هذا قرار الشعب السوري المدني والعسكري في الداخل، هذا النظام الفاسد يجب أن يرحل». ورفض الخطيب توقع مستقبل سورية وهل ستكون دولة مدنية ديموقراطية أم إسلامية، وقال «لا تهمني التسميات، ابحث عن مجتمع آمن يعيش فيه الشعب، سنحترم الأكثرية والأقلية والتنوع في كل أطياف المجتمع السوري كما كنا طوال تاريخه، شعبنا كله مظلوم».
وفي نيويورك اكد ديبلوماسيون في مجلس الأمن الدولي أن الإبراهيمي سيقدم إحاطة إلى المجلس في ٢٩ الشهر الجاري ويتوقع «أن يطرح أفكاراً محددة للمرة الأولى بعد ٤ أشهر على تعيينه». وقال ديبلوماسي في المجلس إن الإبراهيمي «أصبح ملزماً بتقديم عناصر محددة لخطته في سورية» وأنه اعتماداً على ما أعلنه حتى الآن فإن «عليه أن يشدد على وضع بيان جنيف تحت الفصل السابع ونشر آلية مراقبة دولية في سورية، كما أنه أكد مراراً القطع مع الماضي وهو ما يفسر بأن العملية الانتقالية لا ينبغي أن تتم بمشاركة الرئيس السوري بشار الأسد». وأضاف أن الإبراهيمي «سيدعو مجلس الأمن إلى دعم جهوده وهو ما يمكن أن يترجم سريعاً في مشروع قرار إن تم التوافق في المجلس على نص موحد».
وفي الجمعية العامة للأمم المتحدة قدمت المملكة العربية السعودية وقطر والمغرب مشروع قرار إلى اللجنة الثالثة المعنية بقضايا حقوق الإنسان يحمّل السلطات السورية مسؤولية الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان المرتكبة ويشدد على إجراء المحاسبة. وستعقد الدول الراعية لمشروع القرار اجتماعاً بعد غد الخميس لتحديد موعد طرح مشروع القرار على التصويت لتبنيه قبل نهاية الشهر الحالي.
واستمرت المعارك في القرى ذات الأكثرية الكردية في شمال شرقي سورية وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن طائرات حربية ومروحيات نفذت غارات عدة امس على مدينة رأس العين في محافظة الحسكة قرب الحدود مع تركيا التي تعرضت للقصف المدفعي أيضاً، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، بينهم 12 قتيلاً في غارة صباحية. وبين هؤلاء سبعة مقاتلين معظمهم من «جبهة النصرة» الإسلامية المتطرفة قتلوا في قصف طائرة حربية لمنزل يعود لعنصر في الأمن السياسي كان استولى عليه المقاتلون المعارضون لدى دخولهم رأس العين نهار الجمعة الماضي.
إلى ذلك أطلق الجيش الإسرائيلي امس قذائف دبابات باتجاه الأراضي السورية وقال انه وجه «ضربات مباشرة» رداً على سقوط قذيفة مورتر سورية على مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل. وهذه هي المرة الثانية خلال يومين التي تطلق فيها إسرائيل النار عبر خط فك الاشتباك الذي تم تحديده في نهاية حرب 1973 وحذر الجيش الإسرائيلي من انه سيرد «بشدة» في حال إطلاق النيران مجدداً على المنطقة التي تحتلها إسرائيل من هضبة الجولان ما عزز المخاوف من احتمال أن يؤدي الصراع في سورية إلى إشعال حرب أوسع نطاقاً في المنطقة.
“الائتلاف” هو “الممثل الشرعي للشعب السوري”
باعتراف جامعة الدول العربية ومجلس التعاون
غداة الاعلان عن تشكيل “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” في الدوحة، حظي الائتلاف باعتراف مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية التي انعقدت على مستوى وزراء الخارجية في القاهرة، بصفته “الممثل الشرعي للشعب السوري”، وقت كان الوضع الميداني يشهد مزيداً من التصعيد، إذ شنت الطائرات الحربية السورية غارات مكثفة على بلدة رأس العين على الحدود مع تركيا، وأعلنت اسرائيل انها دمرت مدفعية سورية أطلقت قذيفة هاون على الجزء المحتل من مرتفعات الجولان للمرة الثانية في اقل من 24 ساعة الامر الذي يزيد احتمالات جر الدولة العبرية الى النزاع السوري المستمر منذ اكثر من 20 شهراً.
وجاء في قرار صدر في نهاية اجتماع لمجلس الجامعة: “رحب مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري بالاتفاق الذي توصلت اليه أطياف المعارضة السورية في الدوحة برعاية الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر، وتشكيل الاتئلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، والذي جاء استكمالا لمؤتمر المعارضة السورية بالقاهرة في 2 تموز و3 منه تحت رعاية الجامعة العربية”.
ودعا المجلس “باقي تيارات المعارضة للانضمام إلى هذا الائتلاف الوطني حتى يكون جامعا لكل أطياف الشعب السوري دون استثناء أو تفرقة، وحث المنظمات الاقليمية والدولية على الاعتراف به، ممثلا شرعيا لتطلعات الشعب السوري، وتوثيق التواصل مع هذا الائتلاف السوري للمعارضة باعتباره الممثل الشرعي والمحاور الأساسي مع جامعة الدول العربية”.
كما دعا مجلس الجامعة إلى “تقديم الدعم السياسي والمادي لهذا الكيان الجامع للمعارضة السورية، معربا عن الشكر لدولة قطر لجهودها المقدرة لإنجاز اتفاق الدوحة”.
وأكد مجلس الجامعة في قراره “ضرورة مواصلة الجهود من أجل تحقيق التوافق في مجلس الأمن، ودعوة مجلس الأمن إلى إصدار قرار بالوقف الفوري لاطلاق النار بموجب الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة، حتى يكون ملزما لجميع الأطراف السوريين”.
وطلب المجلس من “رئيس اللجنة الوزارية المعنية بالوضع في سوريا (رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني) والامين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي الذهاب إلى مجلس الامن لطرح الموقف الحالي في سوريا، والمطالبة بتحرك عاجل للمجلس فى هذا الشأن”.
وأعرب المجلس عن “دعمه الكامل لمهمة السيد الأخضر الابرهيمي الممثل الاممي العربي الخاص في سوريا ودعوة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية إلى الدخول في حوار مكثف معه لايجاد حل سلمي لنقل السلطة وفقا لقرارات مجلس الجامعة وبيان جنيف في 30 حزيران الماضي وذلك وفقا لجدول زمني يعتمده مجلس الامن لنقل السلطة. كما قرر المجلس إبقاء دورته في حالة انعقاد دائم لمتابعة تطورات الوضع في سوريا”.
وقد سجلت الجزائر تحفظها عما ورد في القرار عن الاعتراف بـ”الائتلاف الوطني” ممثلا شرعيا لتطلعات الشعب السوري، كما تحفظ وفد الجزائر عن الفقرة الخاصة بإصدار قرار من مجلس الأمن بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، مؤكدا أن هذا لا ينسجم مع مهمة الابرهيمي لايجاد حل سياسي وسلمي للأزمة السورية.
كما أبدى العراق تحفظه عما ورد في القرار عن دعوة مجلس الأمن الى إصدار قرار بالوقف الفوري لاطلاق النار بموجب الفصل السابع. وطلب تعديل الفقرة لتصير “دعوة مجلس الامن لتحمل مسؤولياته لوقف العنف لأن الدعوة لاحكام الفصل السابع تشرع التدخل العسكري في وقت نحتاج الى أي جهد لحل سلمي للأزمة ودعم مهمة الابرهيمي”. وأعلن لبنان أنه ينأى بنفسه عن هذا القرار.
حمص: قصص من حياة يومية يخالطها الرصاص
علي عبد المجيد
ليس من العدل أن تذكر مدينة حمص من دون أن تبتسم؛ هكذا أرادت هذه المدينة لنفسها، لكن قلق الأوضاع الحالية أثقل حسّ الطرفة الذي تتمتّع به المدينة إلى حدٍّ بعيد، ومشهد السلاح وقصص الضحايا باتت جزءاً من روتين النهار المعتاد.
تباينت معطيات المعارك في حمص كثيراً في الفترة الأخيرة، تكادُ المدينة تخلو من حديث سوى حديث الحسم، غير أنّ حسابات العسكر لا تتفق دائماً مع توقعات الجمهور. والحسم، كما يبدو، متوقف على اعتماد الخيار النهائي لدى الطرف الأقوى على الأرض. وبالرغم من أنه بإمكانك التجوّل في غالبية الأحياء بعدما فرض الجيش كلمته على عموم المدينة، إلا أن بعض الأحياء القليلة ما زالت خارج نطاق الإذعان، وهي متباعدة ومحاصرة بشكل صارم.
ويسري في المدينة قانون غير مُعلن توافقت عليه كافة الأطراف، وهو أن «السيف أصدق إنباء… واللي سلاحو معو الله معو»، إلا أنّ الترقب أيضاً حاضر بوضوح.
ليس صحيحاً أن هناك طرفاً لا يثقله الخوف على مستقبل البلد، وفي الوقت ذاته لا ترى طرفاً مستعداً للتنازل عن «الحق» الذي يحمله.. الدعاء بخواتم الخير أبلغ كلام تسمعه حتى ممن يحمل السلاح، «الله يهدّي الحال»، إلا أن أصوات المعارك لا تهدأ.
الصباحات متشابهة إلى حدٍّ بعيد؛ ليس مُبالغة إن قيل ان صمت السلاح يعتبر موحشاً للكثيرين. وبالرغم من التفاؤل الذي تجهدُ أن تقنع به نفسك كل صباح، لا يتجاوز صمت السلاح ساعاته الأولى، فالرشقة الأولى من رشاش «الدوشكا» الثقيل تعيد الأجواء إلى «طبيعتها»، بعدها بقليل تبدأ أصوات «الهاون» الخجولة تلقي بتحيتها اليوميّة، ولا تلبث الوتيرة أن تتسارع، ويزداد زخم القصف المتبادل، لتعود الأجواء إلى «المألوف».
ها قد بدأ صباح حمص المعتاد، الأطفال لا يكترثون لأصوات القذائف البعيدة، وألوان الحياة تبدو واضحةً على ثيابهم، في حين يرقب الأهل أولادهم طوال الوقت، القلق واضح على الوجوه، والتجهم كذلك.
لا يفوتك عندما تتنقل في أحياء مدينة حمص أن تستحضر حس الطرفة الذي يشتهر به أهلها، لكنّ واقع الحال هذه الأيام بات يُلزمك أن تستحضر قصص المعارك الدامية ومشاهد المجازر المروعة على شاشات الإعلام.
والذي يرويه الناس هنا يستحق بالفعل أن تدوّنه إما في كتب التاريخ أو على أوراق الأعمال الدرامية؛ الحكايات هنا مزيج من التجارب والخيال والسياسة، وآلام الناس.
قصة أم عامر
امرأة أربعينية تقطن بالقرب من حي دير بعلبة ذي السمعة المخيفة، احترفت ككل نساء المنطقة أساليب التواري عن مرمى بنادق القنص.
خرجت أمّ عامر صبيحة يوم دافئ لنشر بعض الثياب على سطح دارها، بسمة أشعة الشمس غررت بها كما يبدو، إذ ليس يجرؤ أحد على اعتلاء سطحه في الشوارع القريبة من حي دير بعلبة في شمالي شرقي المدينة.
لم تكد تضع قطع الثياب الأولى على حبل الغسيل، حتى بادرها قناص محترف برصاصة في جانب رأسها الأيمن، سقطت على إثرها مضرجة بدم كثير؛ لكن «يد اللطف» حالت دون أن تدخل الرصاصة حجرة الجمجمة؛ استقرت بين العظم وأغشية الدماغ، بعدما رسمت جرحاً خارجياً على امتداد عظم الصدغ الأيمن، وسرعة إسعافها حالت دون أن يصل بها النزف حدّ الوفاة.
ولدها الذي حمل أمه المدماة إلى مستشفى «الأهلي» الذي يتوسط حي الزهراء، لم يكن يظن أنها قد تنجو من رصاصة كهذه، «راسها كان متورم بشكل كبير.. والدم مغطيها.. الله قدّر ولطف»، ينهي الابن عبارته بقلق مشوب بتوتر.
ليس من الحكمة أن تستوضح أكثر، فالجو المشحون لا يفسح مجالاً للأخذ والرّد، ولعل تقنية المراقبة والاستنتاج أقرب للحكمة وأدعى للسلامة.
الصباح ليس جميلاً والأم ترقد في غرفة الإنعاش، وبوادر الانتقام لا يُمكن إخفاؤها من وجوه الرجال، وما بين مساعي التهدئة ونداءات الثأر، يُدّقُّ إسفين تلو آخر في نعش الحوار المأمول.
الشيخ حاتم
صبيحة يوم عيد الأضحى الماضي، أجريت اتصالاً مع الشيخ الثلاثيني حاتم الذي يقيم في حي باب هود.
«العيدية محرزة اليوم»، هكذا استهل الشيخ حاتم كلمه، وهو أحد المتبقين القلائل في حي باب هود الحمصي المعروف. الضحكة التي جهد أن يُظهرها لم تُخف بعض توتر يفرضه واقع مرّ.
لم تمر ساعتان على انتهاء صلاة العيد، حتى اشتعل الاشتباك في باب هود مجدداً، الهدنة الدولية هنا كان عمرها ساعتين فقط، وكلا الطرفين يلوم الآخر كعادة الخصوم.
لم يُبد الشيخ حاتم تفاجؤاً من «خرق الهدنة»، فالجميع كان على يقين بأن الهدنة «حكي فاضي ما حدا مصدقها من الطرفين»، كان صوته شبه طبيعي على الهاتف. لكن التنهدات المتتالية في حديثه تشي بتعب واضح، ثم تبوح ببعض الكلمات «تعبنا يا أخي… شكلها هالمسبحة طويلة، مية حبّة وحبّة». يبرر الشيخ الشاب الذي كان قبل الأزمة إمام مسجد السيدة فاطمة الصغير في حي البياضة، «لو ما بدينا كانوا رح يبدأوا… ولو ما هجمنا كان رح يهجموا»، وما بين «لو» وأخرى، لا تلوح معالم ثقة لدى أي من الطرفين؛ وعدم الثقة يعني عدم الهدنة؛ هكذا تفتح الاحتمالات على مصراعيها، في معركة غير واضحة الحدود أصلاً.
ولدى السؤال عن إمكاني التوافق على هدنة حقيقية، لا يكتم الشيخ الشاب سرّاً «أي هدنة يا رجل! عم يدقونا بالهاون دق، مجنون يحكي وعاقل يسمع». هذا المنطق هو سيد الموقف على خطوط الاشتباك، ولعبة عضّ الأصابع على أشدّها، لكن يبدو، ممن يصرخ أوّلاً، أن يد الجيش النظامي أكثر خشونة، وأعصابه أبرد بكثير.
حمزة
يمتلك حمزة متجراً للوازم المدرسية في حي العباسية في شرقي المدينة، ويرى في استمرار المعارك قدراً لا فرج منه في الأفق المنظور.
يستذكر بعض تفاصيل الماضي المريح ليقارنها بأحداث اليوم، ثم يعود ليتقبل الواقع الـمستجد؛ «صرنا معودين على صوت الانفجارات.. إذا مر يوم وما سمعناها ما منرتاح»، الفكاهة التي تختزنها العبارة لا توحي بها تقاسيم الوجه، ولا يخفي الشاب انزعاجاً من أثر الأحداث على المشاريع التي يرسمها الشباب لأنفسهم في مقتبل العمر.
نشاط حمزة على شبكات التواصل الاجتماعي كفيل بحثه على متابعة كل أحداث حيه والأحياء المجاورة، وهو يبدي حماسة لشرح خبر جديد، أو تفنيد إشاعة ما.
حدثنا الشاب النشط عن مشاهداته ظهيرة يوم العيد عن قذيفة سقطت على ساحة ألعاب في حي العباسية، ذهب ضحيتها خمسة أطفال، حيث قتل أحدهم واسمه حسن، بينما جُرح أربعة. بعض مواقع الشبكة العنكبوتية نقلت الخبر بشكلٍ عابر، وهو ما يثير انزعاج الناس أكثر؛ إذ لا قيمة لآلام البشر في هذه المعركة «وما حدا برّا البلد بتفرق معو.. المهمّ البلد تخرب، والمشـروع الأميركي يمشي»، إلا أن حجم المعاناة، والكلام لحمزة، لا يفقهــها إلا من رأى أمهات الأطفال يتراكــضن ناحية المستشفى الذي أُسعف إليه أولادهن الصغار.
أما رؤية الحل المنشود فتكمن في نظرية واضحة مقتضبة، «يقعدوا أوادم أقرب للتقوى.. اللي بدو يخرب البلد ويعملها مزرعة للأميركان لازم ينقطع راسو قبل إيدو». وتعود الصلابة لتطغى على تقاسيم الوجه. الثبات واضح تماماً في الموقف والخطاب.
تتنقل بحذر بين أحياء المدينة، فالحذر بات طابع الحياة الأول هنا، عند مفترق طريق تجد حائطاً متداعياً بني على عجل ليمنع أحد القناصين من الهيمنة على امتداد الطريق، وفي ضفة أخرى ترى ساتر أكياس رملية رسم فيها الرصاص لوحات مبدعة.
مشاهد السيارات المحترقة عند حدود التماس بين الأحياء باتت طبيعةً لا تسترعي الانتباه، وكذلك مشهد تراكض الناس لدى المرور أمــام مدخــل طريق يحكمه قناص، قانون البقاء هنا يقتضي مرونةً في اتخاذ القرارات، وتخلياً عن بعض الوقار في الحركة والتنقل.
أصوات أطفال لاهين، ودوي قذائف عابثة، وما بينهما يمر الزمن مباركاً، فقدرة هذه المدينة على رسم الضحكة حتى في أحلك الأوقات، تُعلم كيف يمكن للبسمة أن تقتل بطش الرصاص.
غارات للجيش السوري على رأس العين مقاتلات تركية تحلق قرب الحدود
حلقت طائرات حربية سورية قرب الحدود التركية، أمس، وقصفت بلدة رأس العين التي يسيطر عليها مسلّحون على بعد أمتار من الحدود.
وقالت لجان التنسيق المحلية إن 16 شخصا قتلوا في الغارات، بينما قدّر المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض عدد القتلى بنحو 12، بينهم سبعة مسلّحين من «جبهة النصرة» الاسلامية المتطرفة. كما أفاد المرصد عن اشتباكات «في محيط منطقة اصفر ونجار القريبة من رأس العين، التي يتواجد فيها حاجز للقوات النظامية يضم نحو 75 عنصرا ويحاصره مسلّحون منذ ثلاثة ايام».
وضربت احدى الطائرات السورية على بعد أمتار من السياج الحدودي الذي يفصل بين رأس العين وبلدة جيلان بينار التركية، وتصاعدت أعمدة كثيفة من الدخان الأسود.
وأدى القصف إلى إصابة مواطنين داخل تركيا بسبب الشظايا المتناثرة عبر الحدود، وتحطم نوافذ العديد من المباني بحسب رئيس البلدية. وقال إسماعيل أرسلان لوكالة الأنباء التركية «الأناضول» إنه سمع أصوات انفجارات قوية، وأن الانفجارات أدّت الى تحطم زجاج العديد من نوافذ المباني والمحال التجارية.
وأشار أرسلان الى «أن عددا من الأتراك أصيبوا جراء الشظايا وقطع الزجاج المتناثرة، وأن عربات الإسعاف تنقل بشكل مستمر الجرحى السوريين إلى مستشفيات المدينة».
وتحدّث عن معلومات تشير الى «مقتل 50 سوريا جراء هذا القصف. وقال شاهد عيان في جيلان بينار إن «الطائرة حلقت فوق الحدود مباشرة، بل انها في مرحلة ما بدت وكأنها دخلت المجال الجوي التركي». وقال تركي رفض الكشف عن اسمه: «أعتقد ان الحكومة التركية قالت انها لن تسمح لطائرات الهليكوبتر هذه بالاقتراب بهذا الشكل من الحدود. انظر انها تدخل داخل حدودنا».
وبعد الحادث، نفّذت طائرات مقاتلة تركية طلعات جوية استطلاعية قرب الحدود. وذكرت وكالة «دوغان» التركية للأنباء، أن» طائرات أف 16 مسلّحة بذخيرة، انطلقت من ديار بكر في مهمة طارئة للقيام بدورية فوق الحدود التركية مع سوريا»، مضيفة أنّ «الطيارين أعطوا أوامر بمهاجمة أي طائرة سورية تنتهك الحدود بين البلدين».
ميدانياً، أفادت وكالة الأنباء السورية «سانا» عن تدمير تجمعّات للمسلّحين في حلب وإدلب، فيما تمت ملاحقتهم في زملكا والتضامن في دمشق وريفها، في وقت نفى فيه مصدر مسؤول استيلاء مسلّحين على كتيبة للدفاع الجوي في حندرات بحلب.
وأشارت «سانا» الى أن الجيش السوري طهّر قرى تل عوير وتل حمكة والمنطار وسلة الزهور في ريف جسر الشغور. بينما أشار «المركز السوري للتوثيق» الى أن الجيش السوري قصف مواقع المسلّحين في يلدا وبيت سحم وعربين وحرستا في ريف دمشق.
ونفذت طائرات حربية غارات جوية على معرّة النعمان، البوكمال ودبسي عفنان.
وفي ريف دمشق، دارت اشتباكات عنيفة في حي التضامن في جنوب العاصمة بين مسلّحين والقوات النظامية.
وفي القنيطرة، قتل ثلاثة مسلّحين على الأقل، بحسب المرصد، في «اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية في قرية بئر عجم، الواقعة ضمن منطقة وقف اطلاق النار في الجولان».
وسيطر مقاتلون أكراد، أمس، على بلدة المالكية الواقعة في اقصى شمال شرق سوريا، وذلك بعد ان أُجبر ما تبقى من عناصر الامن وعناصر المراكز الحكومية على الانسحاب خارج البلدة. وكان الأكراد قد سيطروا الجمعة والسبت على ثلاث مدن في محافظة الحسكة بعد انسحاب القوات النظامية.
(أ ش ا، «سانا»، أ ف ب، رويترز)
الجامعة العربية تعترف بشرعية الائتلاف المعارض في سوريا.. ولبنان ينأى بنفسه
اعترفت الجامعة العربية بالائتلاف الوطني السوري باعتباره “الممثل الشرعي للشعب السوري والمحاور الاساسي مع الجامعة العربية”. ودعا بيان لمجلس وزراء الخارجية العرب سائر تيارات المعارضة “للانضمام الى الائتلاف الوطني حتي يكون جامعا لكل اطياف الشعب السوري دون استثناء”، فيما نأى لبنان بنفسه عن القرار العربي وتحفظ كل من العراق والجزائر على بندين منه.
واعلن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم آل ثاني، في مؤتمر صحافي بعد اجتماع وزراء الخارجية العرب، ان القرار الذي تم التوصل اليه “يحث المنظمات الدولية للاعتراف بالائتلاف الوطني السوري ممثلا شرعيا لتطلعات الشعب السوري، والدعوة لتقديم الدعم المادي والسياسي” لهذا الكيان.
كما يؤكد القرار دعم مهمة المبعوث العربي والدولي الى سوريا الأخضر الابراهيمي، و”يدعو الائتلاف الوطني السوري للدخول في حوار مكثف معه لايجاد حل سلمي لنقل السلطة في سوريا وذلك وفقا لجدول زمني لنقل السلطة يعتمده مجلس الأمن”.
كما دعا وزراء الخارجية العرب مجلس الامن الى اصدار قرار بالوقف الفوري لاطلاق النار وفق الفصل السابع.
ونأى لبنان بنفسه عن هذا القرار، فيما تحفظ العراق والجزائر على البندين 9 و10.
مجلس التعاون الخليجي يعترف بالإئتلاف الوطني السوري ممثلاً شرعياً للشعب السوري
جدة ـ (يو بي اي) اعترفت دول مجلس التعاون الخليجي، الإثنين، بـ”الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” الذي أعلنت قوى المعارضة السورية أمس تشكيله في الدوحة بوصفه الممثل الشرعي للشعب السوري.
وقال الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، عبد اللطيف الزياني في بيان، إن “دول المجلس تُعلن اعترافها بالإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الذي تأسس بموجب الاتفاق الذي تم التوقيع عليه في مدينة الدوحة، بتاريخ 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2012، بوصفه الممثل الشرعي للشعب السوري”.
وأضاف البيان أن “دول المجلس ستقدم الدعم والمؤازرة لهذا الكيان، لتحقيق تطلعات وآمال الشعب السوري، متمنين أن يكون ذلك خطوة نحو انتقال سياسي سريع للسلطة، وأن يوقف سفك دماء الأبرياء، ويصون وحدة الأراضي السورية، ويدعو إلى عقد مؤتمر وطني عام، تمهيداً لبناء دولة يسودها القانون وتستوعب جميع أبنائها دون استثناء أو تمييز، ويرتضيها الشعب السوري”.
وأعرب الزياني عن تطلّع مجلس التعاون إلى “اعتراف الدول العربية ودول العالم والمجتمع الدولي بهذا الإئتلاف، الذي يضم معظم أطياف المعارضة السورية في الداخل والخارج وتقديم الدعم اللازم له”.
وقال إن المجلس يثمّن عالياً لدولة قطر كل ما بذلته من “جهود حثيثة أثمرت عن التوصل لهذه النتائج”.
يذكر أن قوى المعارضة السورية المجتمعة في الدوحة، الأحد، أعلنت أنها اتفقت على تأسيس “الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة” وهو هيئة تنفيذية موحّدة للمعارضة.
وانتخب الداعية أحمد معاذ الخطيب رئيساً للإئتلاف ورياض سيف، وسهير الأتاسي نائبين له.
الجامعة العربية تعلن الائتلاف الوطني السوري ممثلاً شرعياً للشعب السوري ومحاوراً أساسياً معها
القاهرة- (يو بي اي): أعلنت جامعة الدول العربية ترحيبها بالائتلاف الوطني السوري واصفة إياه بالممثل الشرعي للشعب السوري والمحاور الأساسي معها.
ونقلت وسائل إعلام مصرية عن وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم آل ثاني قوله في مؤتمر صحافي أعقب اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب في وقت متأخر من ليل الاثنين أن “الائتلاف الوطني السوري هو الممثل الشرعي للمعارضة السورية”.
ودعا المجلس في بيان أصدره بعد الاجتماع سائر تيارات المعارضة إلى الانضمام إلى الائتلاف الوطني حتى يكون جامعاً لكل أطياف الشعب السوري من دون استثناء.
وحض المنظمات الإقليمية والدولية على الاعتراف به ممثلاً شرعياً لتطلعات الشعب السوري.
ورحب البيان بالاتفاق الذي توصلت اليه اطياف المعارضة السورية لتشكيل الائتلاف الوطني السوري في العاصمة القطرية الدوحة، ودعا إلى تقديم الدعم السياسي والمادي لهذا الكيان الجامع للمعارضة السورية.
كما دعا بيان مجلس وزراء الخارجية العرب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية إلى الدخول في حوار مكثف معه لإيجاد حل سلمي لنقل السلطة وفقاً لقرارات مجلس الجامعة.
وأكد البيان على الدعم الكامل لمهمة الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الابراهيمي.
وشدد على ضرورة مواصلة الجهود من أجل تحقيق التوافق في مجلس الأمن، ودعوته إلى إصدار قرار بالوقف الفوري لإطلاق النار بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، حتى يكون ملزماً لجميع الأطراف السورية.
وحضر رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد معاذ الخطيب ورئيس المجلس الوطني السوري جورج صبرا اجتماع الوزراء العرب.
وتحفظت الجزائر على بيان الجامعة العربية وكذلك العراق فيما امتنع لبنان عن التصويت.
الائتلاف السوري المعارض الجديد يسعى إلى نيل الاعتراف الدولي
الدوحة- القاهرة- (رويترز): بدأ زعيم الائتلاف السوري المعارض الجديد الذي تشكل بعد جهود مضنية تحت ضغط عربي وغربي يسعى يوم الاثنين لنيل اعتراف دولي ومساندة أوسع للنضال من أجل الإطاحة بالرئيس بشار الأسد.
وفي علامة على خطر انتشار الحرب الأهلية لتتجاوز حدود سوريا قال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه أطلق قذائف دبابات على سوريا يوم الاثنين ووجه “ضربات مباشرة” للمدفعية السورية ردا على سقوط قذيفة مورتر سورية على مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل.
وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو “لن نسمح بأن تنتهك حدودنا أو تطلق النار على مواطنينا”.
وحث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إسرائيل وسوريا على الكف عن اطلاق النار.
ويأمل خصوم الأسد من العرب والغربيين أن يؤدي تشكيل الائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة والثورة في نهاية المطاف إلى توحيد صفوف المعارضة التي تفتقر إلى الفعالية.
وتوجه رجل الدين الإصلاحي أحمد معاذ الخطيب إلى القاهرة لطلب دعم جامعة الدول العربية للائتلاف الجديد الذي انتخبه بالإجماع رئيسا له يوم الأحد.
ودعا الخطيب الذي كان إمام المسجد الأموي في دمشق جنود الجيش النظامي الى تركه وكل الطوائف الدينية إلى الوحدة.
وقال للصحفيين “اننا نطالب بالحرية لكل سني وعلوي واسماعيلي ومسيحي ودرزي وسرياني وبحق كل مكونات شعبنا المتآلف”.
ولقي الاتئلاف الوطني السوري الجديد لقوى المعارضة والثورة الذي انتخب الخطيب زعيما له تأييدا من دول مجلس التعاون الخليجي بوصفه “الممثل الشرعي للشعب السوري”.
ورحبت الجامعة العربية يوم الاثنين بتشكيل ائتلاف المعارضة السورية الجديد لكنها لم تصل إلى حد الاعتراف بها اعترافا كاملا بصفته ممثل الشعب السوري.
ووعدت واشنطن أيضا بمساندة الائتلاف الجديد “مع سعيها لرسم مسار جديد نحو نهاية الحكم الدموي للأسد وبدء مستقبل يعمه السلم والعدل والديمقراطية”.
وحلقت طائرات حربية سورية فوق الحدود التركية يوم الاثنين وقصفت بلدة رأس العين التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة السورية على بعد أمتار من الحدود مما دفع عشرات المدنيين الى الفرار لتركيا طلبا للسلامة.
وقالت لجان التنسيق المحلية وهي جماعة سورية معارضة ان 16 شخصا قتلوا في الغارات الجوية بينما اشارت تقديرات المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض الى ان عدد القتلى يصل الى نحو 12 من بينهم سبعة مقاتلين اسلاميين.
وقالت تركيا انه يبدو أن الطائرات السورية لم تدخل المجال الجوي التركي. وتناقش انقرة مع حلفائها في حلف شمال الاطلسي نشر صواريخ الدفاع الجوي باتريوت على حدودها.
وقام ساسة المعارضة ونشطاؤها بتشكيل ائتلاف المعارضة الجديد بعد ايام من المجادلات في قطر تحت ضغوط مكثفة من الولايات المتحدة وقطر.
ويأمل أنصار المعارضة ان يمنح الائتلاف الجديد المعارضين داخل سوريا مزيدا من النفوذ وأن يطمئن الأقليات العرقية بعد ان تبين ان المجلس الوطني السوري سلف الائتلاف الجديد لم يكن فعالا كصوت رئيسي للمعارضة.
ويريد خصوم الأسد من العرب والغربيين ان يجتذب الائتلاف الجديد المساندة من طوائف الأقليات التي نفرها عن الانضمام الى صفوف المعارضة بروز السنة المنظمين تنظيما جيدا من الأخوان المسلمين. وهم يأملون أيضا كبح جماع المقاتلي الإسلاميين الذين يعتقد ان بعضهم مرتبطون بتنظيم القاعدة.
وقال مازن عدي المدافع السوري البارز عن حقوق الانسان الذي كان قد عمل مع الخطيب قبل الانتفاضة “الخطيب إسلامي تقدمي مفعم بالحيوية ويحظى بشعبية في دمشق وباقي سوريا.” واضاف قوله “إنه ليس جهاديا يحب إطلاق النار لأتفه سبب ويمكنه أن يلعب دورا في احتواء الجماعات المتطرفة”.
واجتمع الخطيب مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي قبل اجتماع لوزراء الخارجية العرب في القاهرة يوم الاثنين. ومن المقرر ان ينضم إليهم وزراء خارجية اوروبيون الثلاثاء.
وقال دبلوماسي عربي طلب ألا ينشر اسمه قبل اجتماع وزراء خارجية الجامعة العربية بالقاهرة يوم الاثنين ان اي اعتراف بائتلاف المعارضة الجديد سيتجنب على الأرجح وصفه بانه الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري لان بعض الدول العربية مازالت ترفض نبذ الأسد.
وقال المسؤول الذي طلب ألا ينشر اسمه “مازالت بعض الدول العربية مثل العراق ولبنان لا تساند الانتفاضة السورية مساندة كاملة”.
كان الخطيب- وهو في اوائل العقد السادس من العمر- قد سجن عدة مرات لانتقاده الأسد قبل ان يفر الى المنفى هذا العام. وقال نشطاء انه كان يدعو إلى التسامح مع الأقليات المسيحية والعلوية وغيرها من الأقليات.
وقال حسن حسن المعلق السوري الذي يقيم في الإمارات العربية المتحدة ان الخطيب وهو رجل دين مستقل سيكون ثقلا موازنا للنفوذ المتزايد للإخوان المسلمين.
وقال حسن “انه نشط منذ وقت طويل وكان يدعو إلى مناهضة فكرة الانتقام والتطرف. وهو يتحدث عن النحرر والحرية من أجل الجماهير. ولذا فإنه من المتصور أنه شخصية تحظى بالثقة والمصداقية”.
وحثت روسيا التي تعتبر معارضي الأسد أتباعا للغرب الائتلاف الجديد على التفاوض مع دمشق ورفض التدخل الخارجي.
وقال الكسندر لوكاشيفيتش المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية إن موسكو ستظل على اتصال مع الحكومة السورية و”القوى المعارضة بكل أطيافها” وتشجيعها على اتباع نهج بناء.
وفي بكين التي حالت مع موسكو دون قيام مجلس الامن الدولي بأي اجراء بشأن سوريا لم يرد هونغ لي المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية بشكل مباشر عندما سئل عما إذا كانت الصين تعترف بالائتلاف الجديد ودعا بدلا من ذلك كل الأطراف إلى بدء “عملية تحول سياسي يوجهها الشعب السوري”.
الجيش الاسرائيلي يوجه ‘ضربات مباشرة’ لأهداف في الجولان
مجلس التعاون الخليجي يعترف بالائتلاف السوري ممثلا شرعيا للشعب
القاهرة ـ بيروت ـ دمشق ـ وكالات: خطت المعارضة السورية الاثنين اول خطوة لها على طريق نيل الاعتراف الدولي بها مع اعلان دول مجلس التعاون الخليجي اعترافها بالائتلاف الوطني السوري الذي ولد في الدوحة ليل الاحد باعتباره’الممثل الشرعي للشعب السوري’، كما اعتبرت فيه الجامعة العربية الائتلاف ‘محاورا أساسيا بصفة مراقب’ في الجامعة، في الوقت الذي اعلن فيه الجيش الاسرائيلي انه وجه ‘ضربة مباشرة’ الى مصدر قذيفة هاون اطلقت من الجانب السوري من خط فك الاشتباك وسقطت في الجزء المحتل من هضبة الجولان، وذلك غداة اطلاقه ‘اعيرة تحذيرية’ على قذيفة مماثلة في اول قصف من نوعه منذ 1974.
وقال الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف بن راشد الزياني
في بيان ان ‘دول المجلس تعلن اعترافها بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية (….) باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري الشقيق’.
واضاف ان المجلس ‘يتطلع الى اعتراف الدول العربية ودول العالم والمجتمع الدولي بهذا الائتلاف الذي يضم معظم أطياف المعارضة السورية في الداخل والخارج وتقديم الدعم اللازم له’.
واكد البيان ان دول المجلس الست وهي السعودية والامارات والكويت والبحرين وقطر وسلطنة عمان ‘ستقدم الدعم والمؤازرة لهذا الكيان لتحقيق تطلعات وآمال الشعب السوري، متمنين ان يكون ذلك خطوة نحو انتقال سياسي سريع للسلطة، وان يوقف سفك دماء الأبرياء، ويصون وحدة الأراضي السورية’.
واضاف المجلس في بيانه انه يأمل ان تلي ذلك الدعوة الى ‘عقد مؤتمر وطني عام تمهيدا لبناء دولة يسودها القانون وتستوعب جميع ابنائها دون استثناء او تمييز ويرتضيها الشعب السوري’.
وبعد اجتماعات مطولة استغرقت اياما في الدوحة وبضغط دولي واضح، وقعت المعارضة السورية برعاية قطرية ليل الاحد الاثنين رسميا الاتفاق النهائي لتوحيد صفوفها تحت لواء كيان جديد هو ‘الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية’.
وتوجه رئيس الائتلاف الوطني احمد معاذ الخطيب الى مقر الجامعة العربية في القاهرة الاثنين لايداع اتفاق تأسيس الائتلاف لدى الجامعة سعيا وراء دعم عربي ودولي لهذا الائتلاف.
واجتمع مجلس الجامعة العربية الاثنين في القاهرة على المستوى الوزاري لاجراء مشاورات تتركز على الأزمة السورية، فيما عقد وزراء خارجية او ممثلون عن دول المجموعة المكلفة متابعة الملف السوري (قطر ومصر والجزائر والسودان وسلطنة عمان) اجتماعا شارك فيه المبعوث الدولي الخاص بسورية الاخضر الابراهيمي في مقر الجامعة في القاهرة للغرض نفسه.
ويرافق الرئيس الجديد لائتلاف المعارضة السورية رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني الى القاهرة.
وانتخب الخطيب، وهو داعية سني توافقي لا ينتمي الى اي حزب او تيار وقريب من المعارض البارز رياض سيف، رئيسا للائتلاف. بينما انتخب سيف، صاحب المبادرة التي اوحت بالائتلاف والمدعوم من واشنطن، نائبا اول للرئيس، وسهير الاتاسي، المعارضة المعروفة، نائبة ثانية.
وابقي على منصب نائب ثالث للرئيس شاغرا على ان يسند الى شخصية كردية في وقت لاحق.
وأعلنت الولايات المتحدة أنها ستدعم المعارضة السورية الموحدة.
وقال مساعد المتحدثة باسم وزارة الخارجية مارك تونر ‘نحن في عجلة من امرنا لدعم الائتلاف الوطني الذي يفتح الطريق أمام نهاية نظام الاسد الدموي وإلى مستقبل السلام والعدالة والديمقراطية الذي يستحقه الشعب السوري بأسره’.
وميدانيا قال الجيش الاسرائيلي في بيان ‘قبل قليل، سقطت قذيفة هاون في ارض خلاء بالقرب من قاعدة للجيش في وسط هضبة الجولان، وذلك في اطار النزاع الداخلي الدائر في سورية، من دون ان تسفر عن اضرار او اصابات’، مضيفا انه ‘ردا على ذلك، اطلق الجنود قذائف من الدبابات باتجاه مصدر النيران، مؤكدين تحقيق اصابات مباشرة’.
وبحسب مصادر عسكرية اسرائيلية فان ‘مدفعية سورية متنقلة اصيبت بشكل مباشر’ بالرد الاسرائيلي، من دون الادلاء بمزيد من التفاصيل.
وحذر الجيش الاسرائيلي في بيانه من انه سيرد ‘بشدة’ في حال اطلاق المزيد من النيران على المنطقة التي تحلتها اسرائيل من الهضبة.
واضاف ‘لن يتم التسامح مع النيران الآتية من سورية وسيتم الرد عليها بشدة’، مشيرا الى ان الدولة العبرية قدمت شكوى لدى قوى الامم المتحدة العاملة في المنطقة.
كما واصل الطيران السوري الاثنين غاراته على معاقل للمقاتلين المعارضين في مناطق مختلفة من البلاد، في وقت شهدت فيه دمشق مواجهات مسلحة بين القوات النظامية ومعارضين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
واوقعت اشتباكات وعمليات قصف في مناطق مختلفة من سورية، بينها حلب (شمال) وحمص (وسط)، 52 قتيلا الاثنين هم 24 مدنيا و15 عنصرا من قوات النظام و13 مقاتلا معارضا.
ومنذ صباح امس، تدور اشتباكات عنيفة في حي التضامن في جنوب العاصمة بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية التي اقتحمت الحي بعد استقدام دبابات وجنود، بحسب المرصد. وتستخدم القوات النظامية القصف المدفعي الذي طال مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين المجاور. وقتل في المعارك والقصف سبعة اشخاص.
وشهدت المنطقة نزوحا للاهالي.
أوامر لمقاتلات تركية بمهاجمة أي طائرة سورية تنتهك الحدود
أنقرة ـ يو بي آي: قالت وكالة ‘دوغان’ التركية للأنباء، إن طائرات مقاتلة تركية نفّذت طلعات جوية استطلاعية قرب الحدود التركية مع سورية، الإثنين، مع أوامر بمهاجمة أي طائرة سورية تنتهك الحدود.
وذكرت الوكالة أن طائرات ‘أف 16’ مسلّحة بذخيرة انطلقت من ديار بكر في مهمة طارئة للقيام بدورية فوق الحدود التركية مع سورية. وقالت إن الطيارين أعطوا أوامر بمهاجمة أي طائرة سورية تنتهك الحدود بين البلدين.
وكانت تركيا أعلنت امس إن مقاتلات سورية قصفت مناطق قريبة من الحدود التركية، حيث أدّت الشظايا إلى إصابة عدد من المواطنين داخل الأراضي التركية. ونقلت وكالة أنباء ‘الأناضول’ التركية عن رئيس بلدية جيلان بينار التابعة لولاية شانلي أورفا التركية الحدودية، إسماعيل أرسلان، قوله أنه سمع بنفسه أصوات انفجارات قوية، وهي ‘نتيجة لقصف طيران الجيش السوري مواقع داخل رأس العين’، نجم عنه تحطم زجاج العديد من مباني جيلان بينار.
وأضاف أن الشظايا الناجمة عن الانفجارات أصابت مبانٍ على الجانب التركي من الحدود، لافتاً إلى أن ‘عددا من المواطنين الأتراك أصيبوا جرّاء الشظايا وقطع الزجاج المتناثرة’. وأشار إلى وجود معلومات تفيد بمقتل 50 سورياً جراء هذا القصف.
وأفاد أرسلان بأن الطائرات السورية قامت بانتهاك الأجواء التركية بعد قصفها لمدينة رأس العين السورية. وقال إن البلدية تدعو المواطنين بشكل دائم إلى الابتعاد عن الخط الحدودي.
طهران تستعد لاستضافة مؤتمر حوار سوري
دمشق ـ كامل صقر علمت القدس العربي أن طهران تضع اللمسات الأخيرة لاستضافة مؤتمر حوار سوري ـ سوري سيجري على أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الأيام القريبة المقبلة.
المؤتمر الذي تنسق له في الداخل السوري السفارة الإيرانية بدمشق، دُعيت لحضوره والمشاركة في أعماله شخصيات سورية من مختلف الأطياف والمشارب السياسية والدينية أبرزها أكثر من 30 شخصية برلمانية من مختلف الأحزاب السياسية المكونة لمجلس الشعب السوري من ضمنها الأحزاب السياسية الجديدة التي تشكلت حديثاً بعد صدور قانون الأحزاب الجديد في البلاد. وكذلك سيشارك في المؤتمر أكثر من 70 شخصية سورية سياسية وغير سياسية من الداخل والخارج السوري بعضها شخصيات مستقلة وأخرى موالية وثالثة معارضة، وعلى الأغلب ستكون من بينها ممثلين عن هيئة التنسيق الوطنية المعارِضة، والتي ربما تنظر للمؤتمر ـ على الأقل حتى الآن ـ على أنه ورشة عمل حوارية أكثر منه مؤتمر حوار.
ومن المتوقع أن يُعقد المؤتمر في الثامن عشر من الشهر الحالي وسيناقش أبرز الحلول الممكنة لتجاوز الأزمة السورية المتصاعدة اشتعالاً، وتحت قاعدة رفض التدخل الخارجي والاستقواء بالخارج وذلك وفق ما قاله أحد المدعوين للمشاركة لصحيفة القدس العربي.
ويأتي هذا المؤتمر بعيد انتهاء أعمال مؤتمر الدوحة الذي عقدته معارضة الخارج وأسفر عن توحيد فصائلها تحت مسمى ‘الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية’.
وكان نائب وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان أعلن في وقت سابق أنه ‘سيجري قريبا حوار وطني بحضور اطراف الازمة السورية من المعارضة وممثلي السلطة في بلد بالمنطقة او على الارجح طهران’.
وفي ختام لقائه مع نظيره الروسي ميخائيل بوغدانوف لفت عبد اللهيان الى أن ‘بعض مجموعات المعارضة رفضت المشاركة في هذا الحوار’، مضيفا ان طهران ‘لا تزال تحاول اقناعها’.
وأكد حينها عبد اللهيان أن ‘طهران وموسكو تدعمان الشعب السوري والإصلاحات التي يقوم بها الرئيس بشار الاسد’.
ائتلاف المعارضة السورية يريد الحصول على اعتراف ومال وسلاح
دبي ـ ا ف ب: يتطلع الائتلاف السوري المعارض الجديد للحصول على الاعتراف والدعم المالي وحتى الاسلحة من المجتمع الدولي، الا انه يتعين عليه بحسب المحللين ان يثبت قدرته على السيطرة على الارض من اجل تسريع اسقاط نظام الرئيس بشار الاسد.
وقال مدير معهد بروكينغز في الدوحة سلمان شيخ ان ‘وحدة المعارضة تشكل بكل تأكيد خطوة مهمة… واذا اثبتت هذه الهيئة الجديدة مصداقيتها، ستقصر بالطبع من عمر النظام’.
ويتوجه احمد معاذ الخطيب الرئيس المنتخب ل’الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية’ الذي باتت تنضوي تحت لوائه غالبية اطياف المعارضة السورية بموجب اتفاق تم توقيعه مساء الاحد في الدوحة، الى الجامعة العربية في اطار تحرك قالت قطر انه ‘خطوة اولى’ نحو الاعتراف بالائتلاف ممثلا شرعيا وحيدا للسورييين. ورحبت الولايات المتحدة باتفاق توحيد المعارضة بعد ان انتقدت بشدة تشرذم المعارضات السورية وعجز المجلس الوطني السوري الذي كان يعد الكيان المعارض الرئيسي، عن تمثيل سائر اطياف المعارضة.
ورحبت فرنسا ايضا بقيام الائتلاف وقالت انها تتعهد بالعمل على الحصول على اعتراف دولي بهذا الكيان ‘كممثل شرعي لطموحات الشعب السوري’، فيما قالت بريطانيا انها ترى في الائتلاف جسما قادرا على ادارة المرحلة الانتقالية.
الا ان مكونات الائتلاف المعارض تطمح الى اكثر من ذلك.
وقال احمد معاذ الخطيب، وهو داعية معتدل، ان المعارضة بتوحدها قامت ‘بخطوة الى الامام وبات يتعين الان على المجتمع الدولي ان يفي بتعهداته’.
من جهته، قال نائب رئيس الائتلاف رياض سيف الذي قاد مبادرة توحيد المعارضة، ان هذه الاخيرة حصلت على وعود بالحصول على دعم مادي مشيرا الى انه يتوقع ‘تحرير شمال سوريا في الاسابيع القليلة المقبلة’.
وكان المجلس الوطني السوري يعاني من نقص حاد في التمويل، وهو انضم بتردد الى الائتلاف المعارض الجديد بعد ان خسر ثقة واشنطن.
واشتكى المجلس الوطني من تجفيف مصادر تمويله في الاشهر الاخيرة.
وقال رئيس المكتب المالي للمجلس الوطني السوري سمير نشار لوكالة فرانس برس ‘منذ منتصف شهر اذار (مارس) الماضي لم نتحصل الا على 40 مليون دولار بعد ان وعدونا في البداية ب150 مليون دولار شهريا’.
واضاف نشار ‘في منتصف اذار (مارس) وصلنا مبلغ خمسة ملايين دولار من دولة الامارات العربية المتحدة، ثم 15 مليون دولار على ثلاث دفعات من دولة قطر، واخيرا 20 مليونا و400 الف دولار من ليبيا بتاريخ 23 اب (اغسطس) الماضي’.
وحتى ولو لم تحصل المعارضة السورية على الاسلحة بشكل مباشر، بامكانها شراء الاسلحة اذا ما حصلت على اعتراف دولي، بحسب ما قال لقناة الجزيرة وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية خالد العطية الذي رعى اتفاق المعارضة في الدوحة.
وقال العطية ‘عندما يحصلون على شرعية دولية، يمكنهم ابرام العقود التي يريدونها للحصول على الاسلحة’.
من جانبها، قالت ريم علاف المحللة في معهد شاتهام هاوس اللندني ان ‘الائتلاف يطلب من المجتمع الدولي مساعدة السوريين على القتال والدفاع عن انفسهم، خصوصا ان النظام يستمر بالحصول على السلاح من حلفائه، وهو لا يطلب تدخلا خارجيا كما حصل في ليبيا’.
واعربت علاف عن ثقتها بان الائتلاف سينجح في توحيد المجالس العسكرية ومجموعات المسلحين المعارضين في سوريا تحت لوائه، كما سينجح على حد قولها في ‘تهميش العناصر الجهادية التي تم تضخيم حجمها’.
الا انها قالت انه ‘طالما يحتفظ النظام بتفوق جوي، فان شيئا لن يتغير’.
من جهته، ابدى المحلل في مركز كارنيغي في بيروت يزيد الصايغ مزيدا من التحفظ وقال ان ‘احد اكبر التحديات التي يواجهها الائتلاف الجديد هو فرض سلطته على المروحة الواسعة من المجموعات المسلحة التي تقاتل النظام والتي لا يسيطر عليها’.
واعتبر ان الائتلاف ‘يأمل بان ينجح في تحقيق ذلك عبر فرض نفسه كممر وحيد للمساعدات المالية وعبر الحصول على اسلحة محمولة متطورة مضادة للطيران (مثل قاذفات ستينغر) ومضادة للدروع’.
الا انه توقع بان تكون الدول الغربية مترددة في تقديم هذه الاسلحة ‘قبل ان يثبت الائتلاف بانه قادر على تشكيل قيادة موحدة وفاعلة’.
ويشكل هذا الهدف تحديا هائلا بحسب سلمان شيخ الذي يشير الى وجود عوائق في صلب تكوين هذا الائتلاف، خصوصا الحجم المعطى للمجلس الوطني السوري والمجموعات الكردية التي خصص لها منصب النائب الثالث لرئيس الائتلاف وما زالت تتحفظ على الانضمام.
إدارة فايسبوك تراقب نساء غير محجبات!
نشرت الناشطة السورية دانا بقدونس صورة لها دون حجاب في إطار دعمها لانتفاضة المرأة العربية وبعد أيام من نشر الصورة على شبكة التواصل الإجتماعي “فايسبوك”، حذفت إدارة الموقع المذكور الصورة دون تقديم أي تفسير لذلك.
رقية الكمالي: تظهر الناشطة السورية الشابة دانا بقدونس في صورتها التي نشرتها على حسابها في فايسبوك، وهي تمسك بجواز سفرها الذي تظهر فيه، وهي ترتدي الحجاب مع ورقة كتب عليه باللغتين العربية والإنجليزية: (أنا أدعم انتفاضة المرأة في العالم العربي لأني حرمت لمدة 20 سنة من ملامسة الهواء لجسدي وشعري)، وذلك في إطار حملة (انتفاضة المرأة في العالم العربي) في فايسبوك والتي تطلب من زوار الصفحة في موقع التواصل الاجتماعي من كتابة الجملة التالية: (أنا أدعم انتفاضة المرأة في العالم العربي) مع ذكر سبب التأييد وإرفاق صورة شخصية للمرسل.
انطلقت هذه الحملة، المستوحاة من الربيع العربي بقيادة يلدا يونس، وديالا حيدر، من لبنان، وفرح برقاوي من فلسطين، وسالي زوني من مصر، في الأول من اكتوبر الماضي لتشجيع المرأة العربية على نيل حقوقها ومساواتها بالرجل.
رغم أن الحملة شارك فيها المئات من النساء وعدد مذهل من الرجال الذين نشروا صورهم وتأييدهم لانتفاضة المرأة في تحد واضح للمحرمات الدينية والاجتماعية المنتشرة في العالم العربي، إلا أنه بمجرد نشر صورة الشابة السورية دانا بقدونس التي لاتحتوي على أي إساءة أو كلام جارح أزالت إدارة فايسبوك الصورة وحظرت حساب إحدى المشرفات على الصفحة (يلدا يونس) التي قامت بنشر صورة دانا، فقام مجموعة من الناشطين في فايسبوك بتبادل صورة دانا كرد فعل على هذه الإجراءات التعسفية لإدارة الموقع.
في 31 أكتوبر أعاد فايسبوك نشر صورة دانا من جديد، وبعد قيامه بذلك بساعات قليلة، قام أيضا بحظر حساب يلدا يونس مرة ثانية لمدة سبعة أيام، وبعد ذلك بيومين أرسل للمشرفات على الصفحة تحذيرات لانتهاكهن أنظمة الشبكة الاجتماعية لأنهن نشرن دعوة لدعم دانا بقدونس على موقع تويتر، وهذا المنشور الذي أغضب إدارة فايسبوك يقول: (ادعموا انتفاضة المرأة على حسابنا في تويتر وادعموا دانا في وسم # رياح دانا!).
مما يثير تساؤلات حول النوايا الحقيقية لسياسة فايسبوك وفيما إذا كانت الصورة- مثار الجدل- ليست إلا مجرد ذريعة لإسكات صوت انتفاضة المرأة العربية، من جهة أخرى قامت إدارة صفحة (انتفاضة المرأة في العالم العربي) بمراسلة إدارة فايسبوك لمعرفة أسباب الحظر والحصول على تفسير لذلك إلا أنها لم تتلق أية رد.
تقول يلدا يونس لصحيفة كووغيه انترناشونال الفرنسية: “كنا نعتقد أن إزالة الصورة كان مجرد خطأ إلا أن إدارة فايسبوك قامت بحظر حسابي في 28 أكتوبر حتى 5 نوفمبر الجاري بحجة نشر صورة دانا بقدونس التي لا أعرفها لكن ما يثير الريبة، هو أنهم أعادوا نشرها في 31 أكتوبر ثم تم حظر حسابي مرة اخرى في 7 نوفمبر لكن هذه المرة بحجة نشر دعوة لدعم دانا منذ أكثر من أسبوعين، وبعد ذلك أرسلوا لجميع المشرفات على الصفحة تهديدات بحظر صفحة (انتفاضة المرأة في العالم العربي) تماما بدون توضيح الأسباب رغم أن مئات الأشخاص نشروا صورة دانا والآلاف نشروا تعليقاتهم على الصورة في فايسبوك.
وتضيف: “لاشك بأن صورة دانا ليست بتلك الأهمية، لكنها استخدمت كمبرر لإغلاق الصفحة”.
http://www.elaph.com/Web/news/2012/11/773604.html
ائتلاف المعارضة السورية يريد الحصول على اعتراف دولي وسلاح
يسعى الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة إلى الحصول على الدعم المالي والأسلحة من المجتمع الدولي غداة اعتراف خليجي وعربي به. وأكد رئيس الائتلاف الجديد حصوله على ضمانات من دول أوروبية من أجل تسليح مقاتلي المعارضة.
دبي: يتطلع الائتلاف السوري المعارض الجديد للحصول على الاعتراف والدعم المالي وحتى الاسلحة من المجتمع الدولي، الا أنه يتعين عليه بحسب المحللين أن يثبت قدرته على السيطرة على الارض من اجل تسريع اسقاط نظام الرئيس بشار الاسد.
وكشف رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب الذي حضر اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب أمس عن حصول الائتلاف على “ضمانات من دول خليجية وأوروبية” من أجل تسليح مقاتلي المعارضة الذين يسعون لإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد. ونقلت قناة “سكاي نيوز عربية” عن الخطيب قوله أمس: “حصلنا على ضمانات من بعض الدول الخليجية والأوروبية، لكن الأمور تحتاج إلى بعض الإجراءات القانونية”.
واعترفت الجامعة العربية الاثنين بالائتلاف الوطني السوري باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري والمحاور الاساسي مع الجامعة العربية. و كانت دول مجلس التعاون الخليجي أول من اعترف بالائتلاف الوطني السوري “الممثل الشرعي للشعب السوري” في وقت مبكر الاثنين.
ودعا بيان مجلس وزراء الخارجية العرب تيارات المعارضة الى الانضمام الى الائتلاف الوطني حتى يكون جامعًا لكل اطياف الشعب السوري دون استثناء، وحث المنظمات الاقليمية والدولية على الاعتراف به ممثلاً شرعيًا لتطلعات الشعب السوري.
وقال مدير معهد بروكينغز في الدوحة سلمان شيخ إن “وحدة المعارضة تشكل بكل تأكيد خطوة مهمة… واذا اثبتت هذه الهيئة الجديدة مصداقيتها، ستقصر بالطبع من عمر النظام”.
ورحبت الولايات المتحدة باتفاق توحيد المعارضة بعد أن انتقدت بشدة تشرذم المعارضات السورية وعجز المجلس الوطني السوري الذي كان يعد الكيان المعارض الرئيسي، عن تمثيل سائر اطياف المعارضة.
ورحبت فرنسا ايضًا بقيام الائتلاف وقالت إنها تتعهد بالعمل على الحصول على اعتراف دولي بهذا الكيان “كممثل شرعي لطموحات الشعب السوري”، فيما قالت بريطانيا إنها ترى في الائتلاف جسمًا قادرًا على ادارة المرحلة الانتقالية.
الا أن مكونات الائتلاف المعارض تطمح الى اكثر من ذلك. وقال احمد معاذ الخطيب، وهو داعية معتدل، إن المعارضة بتوحدها قامت “بخطوة الى الامام وبات يتعين الآن على المجتمع الدولي أن يفي بتعهداته”.
من جهته، قال نائب رئيس الائتلاف رياض سيف الذي قاد مبادرة توحيد المعارضة، إن هذه الاخيرة حصلت على وعود بالحصول على دعم مادي مشيرًا الى انه يتوقع “تحرير شمال سوريا في الاسابيع القليلة المقبلة”.
وكان المجلس الوطني السوري يعاني من نقص حاد في التمويل، وهو انضم بتردد الى الائتلاف المعارض الجديد بعد أن خسر ثقة واشنطن. واشتكى المجلس الوطني من تجفيف مصادر تمويله في الاشهر الاخيرة.
وقال رئيس المكتب المالي للمجلس الوطني السوري سمير نشار “منذ منتصف شهر اذار (مارس) الماضي لم نتحصل الا على 40 مليون دولار بعد أن وعدونا في البداية بـ150 مليون دولار شهريًا”.
واضاف نشار “في منتصف اذار (مارس) وصلنا مبلغ خمسة ملايين دولار من دولة الامارات العربية المتحدة، ثم 15 مليون دولار على ثلاث دفعات من دولة قطر، واخيرًا 20 مليونًا و400 الف دولار من ليبيا بتاريخ 23 اب (اغسطس) الماضي”.
وحتى ولو لم تحصل المعارضة السورية على الاسلحة بشكل مباشر، بامكانها شراء الاسلحة اذا ما حصلت على اعتراف دولي، بحسب ما قال لقناة الجزيرة وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية خالد العطية الذي رعى اتفاق المعارضة في الدوحة. وقال العطية “عندما يحصلون على شرعية دولية، يمكنهم ابرام العقود التي يريدونها للحصول على الاسلحة”.
من جانبها، قالت ريم علاف المحللة في معهد شاتهام هاوس اللندني إن “الائتلاف يطلب من المجتمع الدولي مساعدة السوريين على القتال والدفاع عن انفسهم، خصوصًا أن النظام يستمر بالحصول على السلاح من حلفائه، وهو لا يطلب تدخلاً خارجيًا كما حصل في ليبيا”.
واعربت علاف عن ثقتها بأن الائتلاف سينجح في توحيد المجالس العسكرية ومجموعات المسلحين المعارضين في سوريا تحت لوائه، كما سينجح على حد قولها في “تهميش العناصر الجهادية التي تم تضخيم حجمها”. الا انها قالت إنه “طالما يحتفظ النظام بتفوق جوي، فإن شيئًا لن يتغيّر”.
من جهته، ابدى المحلل في مركز كارنيغي في بيروت يزيد الصايغ المزيد من التحفظ وقال إن “احد اكبر التحديات التي يواجهها الائتلاف الجديد هو فرض سلطته على المروحة الواسعة من المجموعات المسلحة التي تقاتل النظام والتي لا يسيطر عليها”.
واعتبر أن الائتلاف “يأمل بأن ينجح في تحقيق ذلك عبر فرض نفسه كممر وحيد للمساعدات المالية وعبر الحصول على اسلحة محمولة متطورة مضادة للطيران (مثل قاذفات ستينغر) ومضادة للدروع”. الا أنه توقع بأن تكون الدول الغربية مترددة في تقديم هذه الاسلحة “قبل أن يثبت الائتلاف بأنه قادر على تشكيل قيادة موحدة وفاعلة”.
ويشكل هذا الهدف تحديًا هائلاً بحسب سلمان شيخ الذي يشير الى وجود عوائق في صلب تكوين هذا الائتلاف، خصوصًا الحجم المعطى للمجلس الوطني السوري والمجموعات الكردية التي خصص لها منصب النائب الثالث لرئيس الائتلاف وما زالت تتحفظ على الانضمام.
http://www.elaph.com/Web/news/2012/11/773663.html
إسرائيل تطلق قذيفتين أخريين «مباشرة» على موقع تابع لقوات النظام السوري
الناطق باسم الجيش: سنرد على كل إطلاق بشكل مضاعف.. وبان كي مون يعرب عن قلقه ويدعو لضبط النفس
تل أبيب: نظير مجلي لندن: «الشرق الأوسط»
أطلقت القوات الإسرائيلية، أمس، قذيفتين باتجاه بطارية مدفعية تابعة لجيش النظام السوري، على مقربة من خط وقف إطلاق النار في هضبة الجولان السورية المحتلة.. بينما أبدى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قلقه من التصعيد في الجولان، داعيا الطرفين السوري والإسرائيلي إلى ضبط النفس.
وقال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إنه اضطر إلى إطلاق القذيفتين لأن السوريين أطلقوا صاروخا سقط بالقرب من موقع عسكري له، وأضاف: «لقد أوضحنا (أول من) أمس أن الجيش الإسرائيلي لن يعد مستعدا للسكوت إزاء إطلاق قذائف أو صواريخ؛ أو حتى رصاص باتجاه قواته. وهذا ما سنفعله الآن وفي المستقبل.. سنرد على كل إطلاق بشكل مضاعف». وأكد الناطق أن القذيفتين الإسرائيليتين أصابتا هدفهما، وأعطبتا مدفعيتين من طراز «دي – 30» مرابطتين على بعد 6 كيلومترات من القوات الإسرائيلية.
وحذر الجيش الإسرائيلي في بيان له أمس من أنه سيرد «بشدة» في حال إطلاق المزيد من النيران على المنطقة التي تحتلها إسرائيل من الجولان، وأضاف: «لن يتم التسامح مع النيران الآتية من سوريا وسيتم الرد عليها بشدة»، مشيرا إلى أن تل أبيب قدمت شكوى لدى قوى الأمم المتحدة العاملة في المنطقة.
وفي وقت مبكر أمس قال موشي يعلون، وزير الشؤون الاستراتيجية، لراديو الجيش، إنه لا يعتقد أن الأسد يريد الدخول في حرب مع إسرائيل، وأضاف أن هذا آخر شيء يريده الرئيس السوري في الوقت الذي يكافح فيه للاحتفاظ بقبضته على السلطة. وأكد بحسب «رويترز»: «في تقديري لا يوجد شك تقريبا في أنه ليس من مصلحته فتح جبهة جديدة»، مضيفا: أنه «(الأسد) يدرك هذا.. هو واع. استجاب للرسائل التي نقلت إليه عبر قنوات مختلفة، وليس عن طريقنا فحسب، فيما يتعلق بالأسلحة الكيماوية والقتال على الحدود».
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك هدد «برد فعل أقسى» ضد سوريا في حال تكرر إطلاق النار من الجانب السوري. وجاء في بيان لباراك إن «سوريا تشهد حربا أهلية وحشية منذ أكثر من عام، وصدرت أوامر للجيش الإسرائيلي بمنع امتداد المعارك.. وأي قصف جديد من سوريا على إسرائيل سيؤدي إلى رد فعل أقسى يكبد سوريا ثمنا أكبر».
وكان المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مارتين نيسيركي أشار مساء الأحد إلى أن الأمين العام «قلق للغاية من إمكانية التصعيد»، وأضاف أن بان «يدعو إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس» ويحث الجانبين على الالتزام باتفاق عام 1974. وأوضح بان أنه يتوجب على سوريا وإسرائيل وقف «إطلاق الأعيرة النارية مهما كانت» عبر خط وقف إطلاق النار، معربا عن «قلقه» من المعلومات التي تتحدث عن مناوشات بين قوات الرئيس بشار الأسد ومتمردي المعارضة السورية في منطقة الجولان المنزوعة السلاح، حسب المتحدث. وقالت الأمم المتحدة إن أحدا من المدنيين أو طاقم الأمم المتحدة لم يصب خلال هذه الاشتباكات.
وإسرائيل وسوريا في حال حرب رسميا، لكنهما لم تتواجها منذ عام 1974. وعلى الرغم من احتلال إسرائيل جزءا من الجولان السوري وضمها إليه، في خطوة لم تنل اعتراف المجتمع الدولي، لم تسجل بين الدولتين مواجهات ذات شأن منذ التوقيع على اتفاق فك الاشتباك بينهما عام 1974.
راسموسن: الناتو مستعد للدفاع عن أنقرة.. ونأمل أن يكون ذلك رادعا
الصليب الأحمر يوجه نداء لمساعدة اللاجئين
لندن: «الشرق الأوسط»
بينما تقصف الطائرات الحربية السورية بلدة رأس العين الحدودية القريبة من تركيا أمس، مما دفع عشرات المدنيين إلى تركيا طلبا للسلامة، قال الأمين العام لحلف الأطلسي (الناتو) أندرس فوغ راسموسن إن الحلف مستعد لمساعدة تركيا، العضو في الحلف، «إذا لزم الأمر»، مع امتداد النزاع المستمر في سوريا منذ 20 شهرا إلى الأراضي التركية.
وصرح راسموسن للصحافيين في براغ: «تستطيع تركيا أن تعتمد على تضامن الحلف معها، ولدينا مزيد من الخطط للدفاع عن تركيا، حليفتنا، وحمايتها إذا لزم الأمر»، وتابع أن «الحلف كمنظمة سيفعل ما يلزم لحماية حليفتنا تركيا والدفاع عنها. لدينا كل الخطط جاهزة للتأكد من إمكانية الدفاع عن تركيا ونأمل أن يكون ذلك رادعا أيضا حتى لا تتعرض تركيا لهجمات».
وأضاف راسموسن أن حلف الناتو لم يتلق بعد طلبا من تركيا لنشر صواريخ «باتريوت» الأميركية الصنع المضادة للطائرات، وقال: «ولكن وبالتأكيد فإنه إذا تم تقديم مثل هذا الطلب، فإن مجلس الحلف سيدرسه».
وصرحت أنقرة الأسبوع الماضي أنها تجري محادثات مع الحلف حول نشر صواريخ «باتريوت»، إلا أنها لم تتقدم رسميا بطلب نشرها.
والأسبوع الماضي، دارت معارك شرسة بين القوات السورية والمعارضين السوريين المسلحين، وكانت دامية أحيانا في محيط مدينة على الحدود التركية السورية. وقد فر آلاف السوريين إلى تركيا التي عززت دفاعها على طول هذه الحدود غير المستقرة.
وقال الرئيس التركي عبد الله غل الأسبوع الماضي إن تركيا تحتفظ بحق الدفاع عن نفسها من أي تهديد من سوريا، إلا أنه أكد أن بلاده لن تبدأ أي حرب. وترد القوات التركية باستمرار على أية قذائف سورية تسقط على أراضيها منذ مقتل خمسة مدنيين بقذيفة سورية في 3 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
إلى ذلك، وجه الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر أمس نداء عاجلا لجمع 2.32 مليون فرنك سويسري (8.26 مليون يورو) لمساعدة نحو 170 ألف لاجئ سوري في تركيا. وقال رئيس قسم الكوارث وإدارة الأزمات في الاتحاد، سايمون اكليشال في مؤتمر صحافي: «دعوتنا من أجل ستة أشهر».
وأوضح المسؤول الإنساني إن هذه الأموال ستتيح للهلال الأحمر التركي تعزيز مساعداته الإنسانية مع الزيادة المستمرة في أعداد النازحين واقتراب الشتاء. وأضاف، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية، إن المساعدة ستوزع على نحو مائة ألف شخص يقيمون حاليا في مخيمات إضافة إلى 20 ألف آخرين متجمعين على الحدود بين سوريا وتركيا. وقال إن «الحدود بين سوريا وتركيا مفتوحة بما يكفي، لتمكين السوريين النازحين في الجانب السوري من الحدود من الحضور إلى تركيا للحصول على المساعدة والعودة بعدها إلى سوريا».
من جهة أخرى ستتيح الأموال التي يتم جمعها للمنظمة الإنسانية تكوين مخزون من الخيام والأغطية والأفرشة وغيرها من المساعدات بكميات كافية لمساعدة حتى 50 ألف شخص إضافي إذا ما استمر تدفق النازحين. وتحملت تركيا عبئا ثقيلا منذ بدء أعمال العنف في سوريا. ورفعت آخر موجة هجرة إليها عدد اللاجئين السوريين المسجلين إلى أكثر من 120 ألفا، وفقا لمفوضية الأمم المتحدة العليا للاجئين.
الجيش السوري الحر يتهم تل أبيب بمساعدة النظام
العميد الشيخ لـ«الشرق الأوسط»: تحريك جبهة الجولان محاولة من إسرائيل لتوتير الحدود بغية المحافظة على حليفها الأسد
بيروت: كارولين عاكوم
في وقت أعلن فيه الجيش الإسرائيلي، أنه وجه «ضربة مباشرة» إلى مصدر قذيفة هاون، أطلقت أمس من الجانب السوري من خط فك الاشتباك وسقطت في الجزء المحتل من هضبة الجولان، اتهم الجيش السوري الحر إسرائيل بمساعدة قوات النظام، معتبرا أن أي تحرك تجاه سوريا سيعتبر عملا يعرقل مسار الثورة وسيتم التصرف معه على هذا الأساس. وأكد الجيش الحر في بيان له أن إسرائيل أطلقت صاروخا على المنطقة التي تقع تحت السيادة السورية من الجولان المحتل لفك الحصار عن قوات النظام السوري، لافتا إلى أن قواته حاصرت مجموعة من قوات النظام السوري في تلك المنطقة، وطالبتها بالاستسلام وأثناء ذلك استهدفت النيران الإسرائيلية، الجيش الحر بقذيفة لفك الحصار عنهم.
واعتبر العميد مصطفى الشيخ، قائد المجلس العسكري في الجيش الحر، أن إسرائيل تساعد النظام السوري وحلفاءه وفق مبدأ الشراكة بين الطرفين معتبرا أنها لن تجد حارسا وفيا على حدودها كالرئيس الأسد ووالده من قبله. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «هذا الاتفاق بدا واضحا من خلال سماح إسرائيل للقوات السورية بالدخول إلى المناطق التي تخضع لسيطرة الأمم المتحدة في الجولان من دون أي اعتراض، وليست القذائف التي تطلقها لتحريك جبهة الجولان إلا محاولة منها لتوتير الحدود بغية المحافظة على حليفها الأسد».
وفي حين لفت الشيخ إلى أن الجيش الحر ليس بصدد الدخول في مواجهة مع إسرائيل، تمنى على المجتمع الدولي أن يتخذ الإجراءات اللازمة كي لا ينتقل الصراع في سوريا إلى صراع إقليمي.
المعروف أن إسرائيل كانت قد أطلقت صاروخا من طراز «تموز» باتجاه قوات النظام السوري أول من أمس، ولم ترد إسرائيل رسميا على اتهامات الجيش الحر، وحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت»، فإن مسؤولا عسكريا قال لها إن هذا الاتهام سخيف ويدل على ضحالة معلومات.
رئيس الائتلاف السوري المعارض يؤكد وجود «ضمانات» من دول خليجية وأوروبية لتسليح المعارضة
رمضان عضو الائتلاف لـ«الشرق الأوسط»: لا توجد أي التزامات بمساعدات عسكرية ملموسة حتى الآن
بيروت: ليال أبو رحال
كشف رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب عن حصول الائتلاف الجديد على «ضمانات من دول خليجية وأوروبية» من أجل تسليح مقاتلي المعارضة الذين يسعون لإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد. ونقلت قناة «سكاي نيوز عربية» عن الخطيب قوله أمس: «حصلنا على ضمانات من بعض الدول الخليجية والأوروبية، لكن الأمور تحتاج إلى بعض الإجراءات القانونية».
وينص النظام الأساسي للائتلاف في بنده الرابع على «العمل على توحيد ودعم المجالس العسكرية، وكافة التشكيلات والكتائب، وكافة الكيانات العسكرية الثورية السورية، وإنشاء قيادة عسكرية عليا تنضوي تحتها كافة الكيانات المشار إليها»، على أن «يحدد قرار إنشاء القيادة العسكرية العليا تشكيلها واختصاصاتها وتنظيم سير عملها».
وفي حين كشفت مصادر قيادية في المعارضة السورية لـ«الشرق الأوسط» أن «ضمانات تم الحصول عليها بشأن تسليح المعارضة السورية تحديدا من دولتي قطر وتركيا مقابل موافقة قوى المعارضة على الانضمام إلى ائتلاف موحد»، رفض عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري وعضو الائتلاف أحمد رمضان الخوض في التفاصيل بشأن وجود ضمانات بتسليح «الجيش الحر». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لا توجد حتى الآن أي التزامات ملموسة من قبل الدول لتسليح المعارضة»، مشيرا إلى أن «أسلحة دخلت إلى سوريا أخيرا، بينها أسلحة نوعية مضادة للدروع والطائرات قدمت من المجلس الوطني وليس من الدول الصديقة أو الداعمة».
ولم ينف رمضان «وجود وعود كثيرة قدمت للمعارضة السورية في الدوحة بشأن الإغاثة وتقديم المساعدات العسكرية للكتائب المقاتلة والجيش السوري الحر»، موضحا في الوقت عينه أنه «لا يمكننا أن نقول إن هذه الوعود تحولت لواقع فعلي؛ إذ إننا لم نبحث في الجوانب العملية لهذه المساعدات، التي نتمنى أن تترجم سريعا لأننا؛ سوريين ومعارضة سورية، لم نعد نتعامل مع الوعود وطلبنا أن نرى حقائق فعلية».
ولفت رمضان إلى «أننا أوضحنا لممثلي الدول خلال الأيام القليلة الماضية، وبينها دولة عربية وأوروبية إلى جانب تركيا، أهمية الحصول على ضمانات لتنفيذ وعود قدموها لنا مقابل دخول المجلس الوطني إلى الائتلاف»، معتبرا «أننا في مرحلة اختبار لنوايا ووعود المجتمع الدولي في ما يتعلق بتطبيق ما تقدم به للقوى السورية المعارضة في الفترة السابقة ولمعرفة مدى جديته في تطبيق التزاماته».
وفي سياق متصل، كشف رمضان عن اجتماع عقد أمس مع دبلوماسيين أميركيين من وزارة الخارجية الأميركية بحضور السفير الأميركي في دمشق روبرت فورد، تحدثوا فيه عن جدية على المستوى الدولي لبحث سبل تقديم المساعدات الإغاثية، مشيرا إلى «اجتماع ستعقده الدول الصديقة للشعب السوري في لندن نهاية الأسبوع الحالي من أجل إقرار مجموعة مشاريع سيقدمها الائتلاف والمجلس الوطني، إضافة اجتماع ثان ترعاه لندن في طوكيو بعد أسبوعين، وستتخلله مطالبة من المعارضة السورية بتشديد العقوبات على شخصيات وهيئات تابعة للنظام؛ تحديدا المسؤولين الأمنيين.
وكانت وكالة الصحافة الفرنسية نقلت عن نائب رئيس الائتلاف رياض سيف، الذي قاد مبادرة توحيد المعارضة، أن المعارضة حصلت على وعود بالحصول على دعم مادي، مشيرا إلى أنه يتوقع «تحرير شمال سوريا في الأسابيع القليلة المقبلة».
واشتكى المجلس الوطني من تجفيف مصادر تمويله في الأشهر الأخيرة، وقال رئيس المكتب المالي للمجلس الوطني السوري سمير نشار للوكالة ذاتها: «منذ منتصف شهر مارس (آذار) الماضي لم نتحصل إلا على 40 مليون دولار، بعد أن وعدونا في البداية بـ150 مليون دولار شهريا».
ونقلت الوكالة عن وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية خالد العطية، الذي رعى اتفاق المعارضة في الدوحة، أنه «حتى ولو لم تحصل المعارضة السورية على الأسلحة بشكل مباشر، بإمكانها شراء الأسلحة إذا ما حصلت على اعتراف دولي»، متابعا: «عندما يحصلون على شرعية دولية، يمكنهم إبرام العقود التي يريدونها للحصول على الأسلحة».
ترحيب وإشادة موسعة بائتلاف المعارضة السورية الجديد
قطر تدعو لاعتراف دولي.. وفرنسا تتعهد بالدعم.. وروسيا تربط تأييدها ببدء الحوار مع الحكومة
لندن: «الشرق الأوسط» موسكو: سامي عمارة
بينما تستعد المعارضة السورية التي أعلنت فجر أمس عن اتفاق نهائي لتشكيل ائتلاف موحد بهدف إسقاط النظام السوري، بعد مخاض «عسير» شهد عددا من الضغوط الدولية، توالت ردود الفعل الدولية المرحبة بالاتفاق.. والتي تراوحت بين دعوة قطر على الفور للاعتراف بـ«الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» كـ«ممثل شرعي وحيد للشعب السوري»، وبين الترحيب الحذر من موسكو بتوحيد المعارضة السورية «أملا في بدء الحوار مع الحكومة السورية».
وبينما توجه الرئيس الجديد للائتلاف الشيخ أحمد معاذ الخطيب، بصحبة رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني إلى القاهرة كـ«خطوة أولى» نحو اعتراف دولي بالائتلاف الجديد. قال الشيخ حمد بن جاسم، الذي رعت بلاده الاتفاق، للصحافيين فجر أمس عقب التوقيع إن بلاده «ستعمل من الآن فصاعدا لأجل حصول الائتلاف الجديد على اعتراف كامل من كل الأطراف كممثل شرعي وحيد للشعب السوري»، وأضاف أن قطر ستقود المحادثات في الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي ومع الولايات المتحدة والحلفاء الأوروبيين كي ينال الائتلاف مثل هذا الاعتراف.
من جانبه، قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إن «المعارضة لم تعد مقسمة وأنها بحاجة للدعم الكامل».. مشيرا إلى أن «أصدقاء سوريا يجب أن يدعموا هذا الاتفاق.. لم يعد هناك عذر»، وتابع: «كنتم تقولون في السابق، بأن المعارضة منقسمة وغير متحدة، ولا يمكننا أن نقدم لها المساعدة، وها هي اتحدت، وهي جديرة بالمساعدة من الأمم المتحدة وجميع الأطراف».
كما أكد أوغلو أن «تركيا حكومة وشعبا ستقف بجانب الشعب السوري، بغض النظر عما يجري»، ووجه رسالة شكر عميقة إلى الشعب السوري الذي قدم التضحيات، ورفض الاستسلام، قائلا: «اليوم هو يومكم، ومن حقكم أن تفرحوا، وها هم ممثلوكم يتفقون على خارطة طريق، وهم أخذوا شرعيتهم منكم».
وبدورها، أعلنت الولايات المتحدة أنها ستقدم دعمها للمعارضة السورية الموحدة، وقال مساعد المتحدثة باسم وزارة الخارجية مارك تونر في بيان: «نحن على عجلة من أمرنا لدعم الائتلاف الوطني الذي يفتح الطريق أمام نهاية نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد الدموي، وإلى مستقبل السلام والعدالة والديمقراطية الذي يستحقه الشعب السوري بأسره».
وهنأت واشنطن فصائل المعارضة على هذا الاتفاق وشكرت قطر على دعمها. وأضاف المتحدث: «سوف نعمل مع الائتلاف الوطني كي تأتي مساعداتنا الإنسانية والسلمية متجاوبة مع حاجات الشعب السوري».
كما أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن «هذا الاتفاق يشكل خطوة مهمة في عملية توحيد المعارضة السورية التي لا بد منها»، مضيفا: أن «فرنسا تقدم دعما كاملا لهذه العملية كي يتمكن هذا الائتلاف من تشكيل بديل يحظى بصدقية لنظام بشار الأسد». وأكد أن «فرنسا التي تعترف بحق الشعب السوري في الدفاع عن نفسه ضد اعتداءات النظام الإجرامي في دمشق، تأمل أن يتمكن هذا الائتلاف من إثبات نفسه بحصوله على الدعم الأوسع الممكن من قبل السوريين ومن قبل الأسرة الدولية». وأوضح فابيوس أن فرنسا ستعمل من أجل اعتراف دولي بـ«الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية كممثل شرعي لتطلعات الشعب السوري»، طبقا للتعهد الذي قطعه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في أغسطس (آب) الماضي.. معربا عن ارتياحه «لكون المجلس الوطني السوري، الذي يترأسه جورج صبرة، قد انضم إلى الائتلاف»، آمل أن «يتمكن من أن يلعب فيه كامل دوره».
من جانبها، أشادت بريطانيا بقرار فصائل المعارضة السورية تشكيل ائتلاف قوي معتبرة أن تشكيله خطوة حاسمة لإنشاء هيكلية قادرة على تأمين مرحلة انتقالية سياسية في سوريا. وقال وزير الخارجية ويليام هيغ في بيان: إنه «خطوة مهمة في تشكيل معارضة واسعة وتمثيلية تعكس كل تنوع الشعب السوري»، وأضاف: «نطلب من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الالتزام مع كل فصائل المجتمع السوري بالإعداد لمرحلة انتقالية سياسية سوريا بحاجة ماسة إليها».
وبينما يتوجه هيغ غدا الثلاثاء إلى القاهرة للمشاركة في اجتماع بين الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية، سيبحث خلاله خصوصا الدعم الذي سيقدم للمعارضة السورية، وتستضيف بريطانيا الجمعة لقاء للمانحين وممثلين عن «الائتلاف الوطني».. دعا هيغ «الائتلاف الوطني» إلى تشكيل إدارة تكون قادرة على العمل مع الأسرة الدولية «بشكل نستطيع معه تقديم المزيد من المساعدات غير الحربية».
كما رحب وزير الخارجية الألماني جيدو فسترفيلي بالائتلاف، وقال أمس في برلين: «أتمنى أن تنشأ مع الائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة والثورة بدائل سياسية حقيقية لنظام بشار الأسد».. موضحا أن وزراء خارجية الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي سيتشاورون حول كيفية دعم الائتلاف الجديد بأقصى درجة من الفعالية، وقال: «يتعين علينا أن نعمل سويا بكامل قوتنا على تخفيف معاناة المواطنين في سوريا وإيجاد حل سلمي للنزاع».
وبدوره أشاد أندرس فو راسموسن، أمين عام حلف شمال الأطلسي، في اجتماع في براج أمس بالاتفاق، وبنبذ المعارضة خلافاتها، وقال: «المعارضة المنقسمة تشكل مشكلة بالطبع، لذلك نحتاج لمعارضة أكثر توحدا». وتابع: «ما حدث في الدوحة خلال مطلع الأسبوع كان على الأقل خطوة واحدة كبيرة إلى الأمام.. وننتظر لنرى ما إذا كانت هذه المعارضة الأكثر توحدا قوية بما فيه الكفاية».
وفي غضون ذلك، أعربت موسكو الرسمية عن ترحيبها بتوحيد فصائل المعارضة السورية، لكنها ربطت بين ذلك الترحيب وما قالت إنه بهدف البدء في الحوار مع الحكومة. وقال غينادي غاتيلوف، نائب وزير الخارجية الروسي، في صفحته على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي أمس: إن «توحيد المعارضة السورية قد يكون مفيدا في حال دخولها في حوار سياسي مع الحكومة، بموجب بيان جنيف».
ومن جانبه قال ألكسندر لوكاشيفيتش، المتحدث الرسمي باسم الخارجية الروسية إن «موسكو تتابع باهتمام الجهود التي تبذل من أجل توحيد المعارضة السورية». وأضاف: «إن موسكو ترى مهمتها الأولية في العمل من أجل وقف أعمال العنف وإنقاذ أرواح الناس وإطلاق العملية السياسية الانتقالية في سوريا. نحن ننطلق من أنه يتعين على كل من يفكر في تحديث سوريا ديمقراطيا مع احترام سيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها، العمل بموجب ما تتضمنه قرارات مجلس الأمن الدولي والبيان الختامي للقاء جنيف».
وأشار لوكاشيفيتش إلى ضرورة تسوية النزاع من جانب السوريين أنفسهم ودون أي تدخل عسكري خارجي، وعن طريق الحوار والتفاوض، ضمن إطار الاتفاق الشامل المثبت في البيان الختامي للقاء «مجموعة العمل» في جنيف.
معاذ وصبرا في اجتماعات سوريا بالجامعة العربية
مشروع عربي يرحب باتفاق الدوحة
القاهرة: سوسن أبو حسين وصلاح جمعة
رحب مجلس جامعة الدول العربية في مشروع قراره حول تطورات الأوضاع في سوريا بالاتفاق الذي توصلت إليه أطياف المعارضة السورية أمس في الدوحة، برعاية أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة، وتشكيل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، وقدم الشكر لدولة قطر لجهودها المقدرة لإنجاز هذا الاتفاق.
ودعا مجلس وزراء الخارجية العرب في مشروعه، باقي تيارات المعارضة للانضمام إلى هذا الائتلاف، وحث المنظمات الإقليمية والدولية على الاعتراف به، ممثلا شرعيا لتطلعات الشعب السوري، وتوثيق التواصل مع هذا التنظيم السوري الجامع باعتباره ممثلا شرعيا ومحاورا أساسيا مع جامعة الدول العربية بصفة مراقب، ودعا مجلس الجامعة إلى تقديم الدعم السياسي والمادي لهذا الكيان الجامع للمعارضة السورية.
وأكد المجلس في مشروع قراره على ضرورة مواصلة الجهود من أجل تحقيق التوافق في مجلس الأمن، ودعوة مجلس الأمن إلى إصدار قرار بالوقف الفوري لإطلاق النار بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، حتى يكون ملزما لجميع الأطراف السورية، والطلب إلى رئيس اللجنة الوزارية المعنية بالوضع في سوريا والأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي الذهاب إلى مجلس الأمن لطرح الموقف الحالي في سوريا، والمطالبة بتحرك عاجل للمجلس في هذا الشأن.
وشارك وفد من المعارضة السورية في جانب من اجتماعات اللجنة الوزارية المعنية بالأزمة السورية التي يترأسها حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، وذلك بناء على دعوة من اللجنة خلال اجتماعها مساء اليوم بمقر الجامعة العربية وقال مصدر مسؤول بالجامعة العربية إن رئيس المجلس الوطني السوري المعارض المنتخب جورج صبرا، ألقى كلمة أمام اجتماع اللجنة تناول فيها رؤية المعارضة السورية حول المرحلة المقبلة، إلا أن المصدر قال إن هذه المشاركة لا تعني الاعتراف الرسمي بهذا الائتلاف حتى يتم اتخاذ قرار رسمي من قبل مجلس الجامعة بكامل هيئته، وهو الأمر الذي يتم التشاور بشأنه، خاصة في ظل وجود تباينات في وجهات النظر بين الدول العربية.
وكان ارتباك غير معهود ساد في الاجتماعات الوزارية الخاصة بسوريا وفلسطين أمس وصل إلى درجة إلغاء الاجتماع الخاص بهما ثم انعقاد الاجتماع الخاص بسوريا، وأرجع مصدر مسؤول في الجامعة الأسباب لـ«إجراءات فنية». وبعد الحديث عن انعقاد الاجتماع الوزاري العربي الكامل في تمام الساعة الخامسة بتوقيت القاهرة أمس، التقى في نفس التوقيت الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي مع المبعوث الأممي العربي المشترك الأخضر الإبراهيمي، ورئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جبر آل ثاني، وأحمد معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني للمعارضة والقوى الثورية السورية واستغرق اللقاء نحو نصف ساعة.
وسادت حالة من التساؤل حول الشرعية التي يشارك على أساسها الخطيب في اجتماعات الجامعة خاصة أن مسألة الاعتراف لم تقر بعد. ثم تقرر أيضا انعقاد اللجنة الوزارية المعنية بسوريا برئاسة الشيخ حمد في إحدى القاعات الجانبية بمقر الجامعة، ولكن معظم الوفود قررت المشاركة في هذا الاجتماع مما استدعى لأن تعقد جلسة مغلقة بشأن سوريا برئاسة الشيخ حمد.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن مسألة الاعتراف مطروحة على الاجتماع، ولكن اعتماد القرار حسب المصادر متروك لكل دولة عربية بينما أوضح مصدر مطلع أن دول مجلس التعاون الخليجي سوف تصدر بيانا لتوضيح موقفها بشأن الاعتراف، وإن كان التوجه هو دعم المعارضة السورية والاهتمام بوقف إطلاق النار وتقديم الإغاثة والعون للسوريين العالقين على حدود الجوار مع سوريا.
وكان مصدر مسؤول في الجامعة قد قال صباح أمس إنه تقرر إلغاء اجتماع اللجنة الوزارية المعنية بسوريا واجتماع لجنة مبادرة السلام العربية لبحث قضية فلسطين، وأنه تم ترحيل جميع القضايا للعرض على اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي انعقد في وقت لاحق من يوم أمس، مشيرا إلى أن الإلغاء يرجع لـ«إجراءات فنية».
وأضاف المصدر أنه تم إلغاء الاجتماع الذي كان مقررا عقده للجنة الوزارية العربية المعنية بسوريا برئاسة الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير خارجية دولة قطر. وقال إن إلغاء الاجتماع يعود لأسباب فنية إجرائية خاصة أن موضوع سوريا هو موضوع أساسي على جدول أعمال الاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب الذي بدأ أعماله أمس.
وأوضح المصدر أن هذا القرار تم اتخاذه في ساعة مبكرة من صباح أمس بناء على مشاورات بين الوزراء والأمين العام للجامعة؛ حيث سيتم عرض القضية السورية على مجلس الجامعة بكامل هيئته لبحث آخر التطورات والمستجدات مع جميع الدول العربية وليتخذ القرارات والتوصيات المناسبة من قبل مجلس الجامعة العربية.
وكان الدكتور العربي عقد اجتماعا ظهر أمس مع المبعوث الأممي والعربي المشترك لسوريا الأخضر الإبراهيمي، لبحث آخر تطورات الأوضاع على الساحة السورية والرؤية المستقبلية لمحاولة حل الأزمة. وبعد نحو ساعة من الاجتماع المغلق انضم إلى الاجتماع وزير خارجية لبنان عدنان منصور والذي ترأس بلاده مجلس الجامعة. وجاء الاجتماع قبل ساعات من اجتماع مجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية العرب والذي قام ببحث موسع للأزمة السورية.
وأعلن المصدر أيضا إلغاء اجتماع للجنة مبادرة السلام العربية بمقر الجامعة، والذي كان مقررا لبحث التحرك الفلسطيني في الأمم المتحدة للحصول على صفة الدولة غير العضو في المنظمة الدولية، والاكتفاء بمناقشة هذا الموضع كبند رئيسي على أجندة الاجتماع غير العادي لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب برئاسة لبنان. وأضاف المصدر أنه تم الاتفاق على إلغاء الاجتماع الذي سيقتصر على عدد من الدول لتتم مناقشة الموضوع بين كل الدول العربية. وأردف المصدر قائلا: «هذا هو الأفضل».
مجلس التعاون الخليجي يعلن اعترافه بالائتلاف الوطني ممثلا شرعيا للشعب السوري
لندن: الشرق الأوسط
قال الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني إن «دول المجلس تُعلن اعترافها بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، الذي تأسس بموجب الاتفاق الذي تم التوقيع عليه في مدينة الدوحة، بتاريخ الحادي عشر من نوفمبر 2012م، بوصفه الممثل الشرعي للشعب السوري الشقيق».
وأضاف، في بيان صدر أمس نقلته وكالة الأنباء السعودية (واس)، أن «دول المجلس ستقدم الدعم والمؤازرة لهذا الكيان، لتحقيق تطلعات وآمال الشعب السوري، متمنين أن يكون ذلك خطوة نحو انتقال سياسي سريع للسلطة، وأن يوقف سفك دماء الأبرياء، ويصون وحدة الأراضي السورية، ويدعو إلى عقد مؤتمر وطني عام، تمهيداً لبناء دولة يسودها القانون وتستوعب جميع أبنائها دون استثناء أو تمييز، ويرتضيها الشعب السوري».
وجاء في البيان: «يتطلع مجلس التعاون إلى اعتراف الدول العربية ودول العالم والمجتمع الدولي بهذا الائتلاف، الذي يضـم معظم أطياف المعارضة السورية في الداخل والخارج وتقديم الدعم اللازم له، مثمنين عالياً لدولة قطر، بقيادة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وحكومته الرشيدة، كل ما بذلوه من جهود حثيثة أثمرت، بحمد الله، عن التوصل لهذه النتائج المُباركة، داعين الله عز وجل أن يحفظ الشعب السوري الشقيق».
قصف بطيران حربي يوقع 35 قتيلا بالحسكة.. وانشقاق 30 جنديا في «التضامن» بدمشق
اشتباكات عنيفة بدرعا وحلب وحمص.. وإسقاط مروحية في دير الزور
بيروت: ليال أبو رحال
شهدت مناطق سورية عدة قصفا عنيفا أدى إلى مقتل ما يزيد على 85 قتيلا، في محصلة أولية أعلنتها لجان التنسيق المحلية في سوريا مساء أمس؛ خمسة وثلاثون منهم على الأقل قضوا نتيجة قصف بطيران حربي استهدف بلدة رأس العين في محافظة الحسكة، شمال سوريا قرب الحدود مع تركيا، وفق ما أعلنه ناشطون معارضون. وقال أحدهم لـ«الشرق الأوسط» إن «البلدة تعرضت أمس للقصف، لليوم الثاني على التوالي، من طائرات حربية، وذلك انتقاما من كتائب الجيش السوري الحر التي تمكنت من فرض سيطرتها على البلدة منذ أيام».
ونقلت تقارير إخبارية عن شهود عيان قولهم إن سيارات إسعاف تركية نقلت جرحى سوريين من البلدة عبر الحدود إلى تركيا وتحديدا في بلدة جيلان بينار التركية، فيما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن «غارتين من طائرات حربية مساء على حي المحطة في رأس العين، بعد تعرضه لقصف صباحي»، مشيرا إلى أن «مقاتلين من وحدات (حماية الشعب الكردي) التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي المعارض سيطروا على حاجز لقوات الأمن على طريق عامودا – القامشلي». وذكر المرصد أن «مقاتلين من وحدات (حماية الشعب الكردي) سيطروا على بلدة المالكية الواقعة في أقصى شمال شرقي سوريا، بعد أن أجبر من تبقى من عناصر الأمن وعناصر المراكز الحكومية على الانسحاب خارج البلدة»، لافتا إلى محاصرة «حاجز للقوات النظامية يضم نحو 75 عنصرا منذ ثلاثة أيام». وفي العاصمة دمشق، هزت سلسلة انفجارات طريق مطار العاصمة الدولي، فيما أشارت لجان التنسيق المحلية إلى «انشقاق ثلاثين مجند عن جيش النظام وانضمامهم إلى الجيش الحر في حي التضامن الدمشقي»، بالتزامن مع «اندلاع اشتباكات بين الجيشين النظامي والحر في شارع فلسطين وسط دمشق». وأشار مجلس قيادة الثورة في دمشق إلى أن «قذائف عدة سقطت على حي جوبر السكني، مما أدى إلى إصابة عدد من المدنيين».
وفي حين أفاد ناشطون عن «سماع إطلاق نار في أحياء مركزية في دمشق كالعباسيين وشارع بغداد، واستهدف قصف ضواحي دمشق»، بث ناشطون صورا من الغوطة الشرقية بريف دمشق تظهر سيطرة «الجيش الحر» على كتيبة دفاع جوي في المنطقة. وقال المرصد السوري إن «سبعة مواطنين على الأقل قتلوا جراء القصف الذي تعرضت له مدينتي سقبا وحرستا»، فيما «تجدد القصف على بلدتي المعضمية وزملكا، وتعرضت بلدات ومدن حرستا وعربين والشيفونية ويلدا للقصف من قبل القوات النظامية مما أدى لسقوط جرحى». كما دارت اشتباكات بين القوات النظامية و«الجيش الحر» في بلدة عربين. وفي درعا، تعرضت مدينة الحراك لقصف عنيف، وتساقطت عشرات القذائف بالتزامن مع اشتباكات عنيفة بين «الجيش الحر» وقوات النظام، وفق لجان التنسيق. وفي بلدة تل شهاب، أكد عناصر من «الجيش الحر» سيطرتهم على مخفر للشرطة وأسر عدد من القوات الأمنية في ظل استمرار القصف على البلدة على وقع اشتباكات عنيفة بين الطرفين.
وفي اللاذقية، تعرضت منطقة جبل الأكراد لقصف مدفعي وصاروخي. وقال الناشط في اتحاد تنسيقيات الثورة السورية عمار الحسن لـ«الشرق الأوسط» إن «إطلاق رصاص عشوائيا استهدف الحفة من قبل كتائب الأسد المتمركزة على حاجز أمن الدولة بالقرب من السراي». وفي جامعة «تشرين»، التي بات معارضون يطلقون عليها اسم جامعة «الحرية»، سجل انتشار أمني داخل حرم الجامعة، بالتزامن مع وضع سواتر ترابية على مداخلها. وذكر الحسن أن «تفتيشا دقيقا نفذته قوات الأمن للطلاب الداخلين إلى المبنى». وفي منطقة الرمل الجنوبي، نفذت القوات النظامية حملة اعتقالات ودهم طالت منازل عدة، فيما رصدت حركة كثيفة لسيارات الإسعاف صباح أمس في مدينة اللاذقية إلى المستشفيات، حيث نقلت إليها، وفق الحسن، عناصر من الأمن والشبيحة.
وفي حمص، أكدت لجان التنسيق المحلية تعرض قرية جوسية لقصف مدفعي عنيف من الحواجز المحيطة بالقرية مع إطلاق نار كثيف من الحاجز الموجود عند مدخل القرية الشمالي، بالتزامن مع استمرار القصف العنيف بالشيلكا والدبابات على حي دير بعلبة في حمص ووقوع اشتباكات عنيفة في شارع الستين، وسط محاولات لاقتحام الحي، تصدى لها عناصر «الجيش الحر».
وفي محافظة دير الزور، شرقي البلاد، قال ناشطون إن عناصر من «الجيش الحر» أسقطوا مروحية فوق مطار الحمدان في البوكمال، فيما شهدت منطقة الميادين اشتباكات عنيفة بين الجيشين «السوري» و«الحر».
أما في حلب، فقد أفادت لجان التنسيق عن قصف «الطيران الحربي منطقة الليرمون»، في حين ذكر المرصد السوري أن «اشتباكات دارت بين القوات النظامية و(الجيش الحر) على أطراف حي بستان القصر في محاولة لاقتحام الحي من قبل القوات النظامية». كما تجدد القصف على حي الزهراء الذي يشهد اشتباكات بين القوات النظامية و«الجيش الحر» في محيط فرع المخابرات الجوية. وفي ريف حلب، دارت اشتباكات في محيط الفوج «46» في ريف حلب الغربي، في حين سقطت قذائف عدة على بلدة كفرحمرة.
الجيش الحر: وجود مقرات السفارات والبعثات في المربعات الأمنية يضعها في دائرة الخطر
فهد المصري لـ«الشرق الأوسط»: سنستخدم أسلحة نوعية للمرة الأولى.. والأيام المقبلة ستكون فاصلة
بيروت: كارولين عاكوم
نفى فهد المصري، مسؤول الإعلام المركزي في القيادة المشتركة للجيش الحر، أن تكون دعوة المجلس العسكري السوري في الجيش الحر جميع السفراء العرب والأجانب وكل البعثات الدبلوماسية والهيئات والمنظمات الدولية العاملة في دمشق إلى مغادرة سوريا خلال 72 ساعة تهديدا لها؛ بل الهدف منها هو المحافظة على سلامتهم، مؤكدا لـ«الشرق الأوسط» أن هذه البعثات لم ولن تكون مستهدفة من قبل الجيش الحر الذي سيحميهم كما يحمي المواطنين السوريين، لكن الوضع خطير للغاية، ووجود مقراتها في مربعات أمنية إلى جانب مقرات ومراكز تابعة لقيادات أمنية سيجعلها في دائرة الخطر، مشيرا إلى أن هذه المناطق ستكون ساحات لمعارك استراتيجية محددة الأهداف للجيش الحر.
وعن سبب تحديد 72 ساعة موعدا أخيرا لمغادرتهم، لفت المصري إلى أن «الأيام والأسابيع المقبلة ستكون محطة فاصلة في تاريخ الجيش الحر وسيستخدم خلالها أسلحة نوعية للمرة الأولى، ولن يكون النظام قادرا على إرسال طائراته لقصف المدن والبلدات السورية»، رافضا الإعلان عن تفاصيل أكثر حول نوع الأسلحة ومصدرها.
وفي حين أكد المصري أن الأيام القليلة المقبلة ستكون محطة أخيرة وفاصلة، لافتا إلى أنه يتم الاستعداد لمعركة دمشق، كشف أن هناك خطة شاملة يتم الإعداد لها لفرض العصيان المدني في كل المناطق السورية بما فيها العاصمة دمشق، وذلك من خلال سد المعابر وإقفال المحلات والأسواق باستثناء المستشفيات والمراكز الطبية التي تعمل على معالجة المصابين.
وكان المجلس العسكري السوري قد نصح في بيان له ليل أمس، كل حكومات دول العالم ووزرائها وممثليها وجميع المبعوثين إلى عدم زيارة سوريا أو التواصل مع أفراد النظام؛ لأن ذلك يعتبر مشاركة في قتل الشعب السوري، كما دعا كل الشركات العربية والأجنبية إلى إيقاف عملها فورا وتسفير جميع العاملين الأجانب خلال 72 ساعة.
ووجه المجلس نداء إلى جميع المستثمرين ورجال الأعمال العرب والأجانب والمغتربين السوريين الذين يمتلكون مشاريع اقتصادية واستثمارية في سوريا ولهم ارتباطات مالية مع النظام إلى وقف نشاطهم فورا.
واعتبر المجلس أن كل مخالف لما جاء في البيان يعتبر شريكا كاملا في سفك دم الشعب السوري ونهب ثرواته وتدمير آماله في الحرية والديمقراطية.
عائلة الصحافي الأميركي المخطوف في سوريا تطالب من بيروت بالإفراج عن ابنها
مصدر في الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط»: نعمل على تشكيل لواء خاص لحماية الصحافيين وتسهيل عملهم في سوريا
بيروت: كارولين عاكوم
اختارت عائلة الصحافي الأميركي أوستن تاين (31 عاما)، الذي فقد في سوريا في منتصف أغسطس (آب) الماضي، بيروت لتوجيه رسالة منها إلى خاطفي ابنهم، مؤكدة أنها مستعدة لتقديم كل ما هو مطلوب للإفراج عنه.
وفي مؤتمر صحافي عقدته العائلة في نادي الصحافة ببيروت، طالبت الخاطفين بـ«معاملة أوستن معاملة حسنة وإبقائه بأمان»، لافتة إلى أن «آخر اتصال بابنها الذي يعمل في صحيفة (واشنطن بوست) وصحف أميركية أخرى، كان في 13 أغسطس 2012»، وفي ما بعد اتصلت بشكل مباشر وغير مباشر بأشخاص في الحكومة السورية لكنهم أكدوا أنه لا معلومات لديهم عنه.
وأعلنت أنه «ليس هناك أي إشارات توضح هوية الجهة الخاطفة أو التي تحتجز أوستن، وما يهمنا اليوم هو الاتصال به أو بأي شخص قادر على مساعدتنا»، مشيرة إلى أنه لا علم لديها بمطالب الخاطفين، وهي مستعدة لتقديم كل ما هو مطلوب لإعادته إلى بلاده.
وأكدت العائلة أنه «كان هناك دعم ملائم ومناسب من الولايات المتحدة الأميركية للحصول على معلومات عن ابننا وأتينا إلى هذه المنطقة لنكون حاضرين في حال توفر أي معلومات»، وهي باقية في لبنان لمدة أسبوع قابلة للتمديد إذا ظهرت إشارات إيجابية.
وفي حين نفت مصادر قيادية في الجيش السوري الحر لـ«الشرق الأوسط» علمها بأي معلومات حول مصير أوستن، أكدت أن الجيش الحر بصدد العمل على تشكيل لواء خاص تحت اسم «لواء الحرية»، وستحمل كل كتيبة منه اسم أحد الصحافيين الذين قتلوا في سوريا، تكريما لهم. وأشار المصدر إلى أن هذا اللواء سيتولى مهمة حماية الصحافيين الذين سيدخلون إلى سوريا في المرحلة المقبلة خلال تنقلهم والقيام بعملهم، كما سيكون هناك مركز إعلامي تابع له يؤمن تنقل هؤلاء والترجمة التي يحتاجون إليها وكل الأمور اللوجستية.
مع العلم أنه في الأسبوع الأول من شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي كان قد ظهر أوستن، في شريط فيديو مدته 47 ثانية بدا فيه وهو معصوب العينين وتقتاده مجموعة رجال ملثمين يرتدون عباءات بيضاء في طريق وعر، يرددون عبارات «لا إله إلا الله.. الله أكبر» ليعود أوستن بعد ذلك ويقول «بسم الله الرحمن الرحيم».
واعتبرت حينها المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند أنه لا يمكن التأكد حول ما إذا كان الشاب الذي ظهر في الفيديو هو أوستن أم لا، أو أن المشهد صحيح أم مفبرك، معتبرة أن «هناك أسبابا كثيرة تجعل الحكومة السورية تتهرب من المسؤولية، لكن بحسب معلوماتنا هو موجود لدى الحكومة السورية».
دعت المنظمات والجهات الدولية للاعتراف به
الجامعة ترحب بالائتلاف السوري المعارض
رحبت الجامعة العربية بتشكيل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، ودعت المنظمات والجهات الدولية للاعتراف به ممثلا شرعيا لتطلعات الشعب السوري، بدوره أكد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني أن قرار الجامعة يتضمن الاعتراف بالائتلاف السوري ممثلا للشعب السوري ومحاورا مع الجامعة.
وقال الشيخ حمد -رئيس اللجنة العربية المعنية بسوريا- إن الائتلاف سيدخل في حوار مع الجامعة العربية قبل الانضمام لها، وهذا ما حدث في السابق مع المجلس الوطني الليبي.
من جانبه أكد رئيس المجلس الوطني السوري جورج صبرة أن قرار الجامعة لبى جزءا بسيطا من طموحات المعارضة.
وشرح في لقاء مع الجزيرة أن الالتباس الحاصل في قرار الجامعة بين الترحيب والاعتراف مرده إلى التباينات بين الدول العربية التي توصلت في نهاية إلى تسوية تمثلت في هذا البيان.
وأمل صبرة أن تشارك المعارضة في اجتماعات الجامعة مستقبلا لأن النظام لم يعد يمثل الشعب، ويحكم البلاد ولا يملك ما يقدمه في المستقبل لأبنائه، مضيفا أن الحصول على قرار من مجلس الأمن تحت البند السابع أمر صعب في ضوء الوضع الحالي.
وختم بدعوة روسيا والصين إلى تغيير موقفيهما والوقوف إلى جانب الشعب السوري والتخلي عن نظام في طريقه إلى “الأفول”.
اعتراف ودعم
ودان وزراء الخارجية العرب في بيان استمرار القتل والجرائم التي ترتكبها السلطات السورية ومن يوصفون بالشبيحة ضد المدنيين.
وشدد البيان -الذي تحفظت عليه الجزائر والعراق فيما امتنع لبنان عن التصويت عليه- على ضرورة مواصلة الجهود من أجل تحقيق التوافق في مجلس الأمن، ودعوة مجلس الأمن لإصدار قرار بالوقف الفوري لإطلاق النار بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، حتى يكون ملزما لجميع الأطراف السورية.
ودعا البيان سائر تيارات المعارضة للانضمام إلى الائتلاف الوطني حتى يكون جامعا لكل أطياف الشعب السوري دون استثناء، وحث المنظمات الإقليمية والدولية على الاعتراف به ممثلا شرعيا لتطلعات الشعب السوري، مطالبا بتقديم الدعم السياسي والمادي للائتلاف الوطني السوري لأنه الكيان الجامع للمعارضة السورية.
كما حث بيان المجلس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية إلى الدخول في حوار مكثف معه لإيجاد حل سلمي لنقل السلطة وفقا لقرارات مجلس الجامعة، مؤكدا الدعم الكامل لمهمة الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي.
ومن المقرر أن يلتئم اليوم اجتماع عربي أوروبي في خطوة أخرى على سبيل الاعتراف الدولي بالكيان السوري الجديد الذي أعلنت ولادته أول أمس بالدوحة بعد مفاوضات شاقة استمرت أربعة أيام.
اعتراف خليجي
وتلقت المعارضة السورية دعما إضافيا أمس باعتراف دول مجلس التعاون الخليجي بأنها “الممثل الشرعي للشعب السوري”.
وأعربت دول مجلس التعاون عن الأمل في أن يكون ذلك خطوة نحو انتقال سياسي سريع للسلطة، وأن يوقف سفك دماء الأبرياء ويصون وحدة الأراضي السورية.
كما وعدت واشنطن وباريس ولندن بدعم الائتلاف الجديد. وأعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس لفرانس برس أنه سيلتقي اليوم في القاهرة مسؤولي الائتلاف، ملمحا إلى أن فرنسا قد تعترف به في ختام اللقاء.
من جهته، قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إن توحيد المعارضة السورية في الدوحة أسقط حجج الأسرة الدولية بأنها لا تدري من تحاور، وناشدها تعزيز العلاقات مع الائتلاف السوري المعارض الذي تشكّل أمس في الدوحة.
أما روسيا -حليفة دمشق- دعت المعارضة الموحدة إلى إعطاء أولوية للحوار مع نظام الرئيس بشار الأسد، وهو خيار سبق أن رفضه المعارضون الذين يعتبرون رحيل الأسد شرطا مسبقا.
الدمار والحوار
من جهته انتقد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله رفض الائتلاف السوري الجديد المعارض الحوار مع النظام، معتبرا أن تشكيلته ومواقفه “تأتي تنفيذا لرغبات أميركية”، معربا عن أسفه لأنه فضل “الدمار” على “الحوار والحل السياسي”.
واعتبر مدير مركز بروكينغز الدوحة سلمان شيخ أنه إذا أثبت الائتلاف المعارض الجديد مصداقيته فذلك سيقصر بالطبع من عمر النظام، حسب وصفه.
من جهته، شدد المحلل في مركز كارنيغي للشرق الأوسط يزيد صايغ على أنه بعد جمع المعارضة السياسية بات على الائتلاف “فرض سلطته على التشكيلة الواسعة من الفصائل العسكرية التي تقاتل النظام والتي لا يسيطر عليها”.
109 قتلى بسوريا وإصابة ستة أتراك
ذكر ناشطون سوريون أن 109 أشخاص قتلوا أمس الاثنين بنيران قوات النظام في أنحاء متفرقة من سوريا، في حين أصابت شظايا قذائف الطائرات السورية ستة مواطنين أتراك في بلدة جيلان بينار التركية المحاذية لمدينة رأس العين السورية.
فقد قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 109 أشخاص قتلوا أمس الاثنين بنيران قوات النظام معظمهم في دمشق وريفها وفي الحسكة. وقال ناشطون إن قوات النظام جددت قصفها المدفعي العنيف على مدينة الرستن في حمص.
وفي محافظة القنيطرة جنوب غرب البلاد، قتل ثلاثة مسلحين على الأقل -بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان- في “اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية في قرية بئر عجم الواقعة ضمن منطقة وقف إطلاق النار في الجولان”.
وفي شمال غرب البلاد، نفذت طائرات حربية غارات جوية على مدينة معرة النعمان التي يسيطر عليها الثوار، وتسعى القوات النظامية إلى استعادتها، بحسب المرصد. وشملت الغارات مناطق أخرى في ريف إدلب.
اشتباكات وإسقاط طائرة
وأفاد المرصد بوقوع اشتباكات عنيفة في محيط معرة النعمان في بلدة حارم التي يسيطر الثوار على بعض الأحياء فيها، وتسيطر القوات النظامية على أخرى.
وفي محافظة الرقة شمال شرق البلاد، نفذت طائرات حربية غارات جوية على بلدة دبسي عفنان بهدف “فك الحصار عن مبنى البلدية المحاصر منذ ثلاثة أيام”، بحسب ما ذكره المرصد.
وفي محافظة دير الزور شرق البلاد، أفاد المرصد بتعرض منطقة الجمعيات في مدينة البوكمال الحدودية مع العراق الاثنين لقصف بالطائرات الحربية التابعة القوات النظامية.
وفي وقت سابق، أفاد ناشطون بأن الجيش الحر أسقط طائرة مروحية في البوكمال في دير الزور.
وقد سقطت المروحية في منطقة حاوي الغبرة قرب مطار الحمدان العسكري. وأعلن الجيش السوري الحر أن اثنين من طاقم الطائرة قتلا فور سقوطها وأُسر ثلاثة آخرون كانوا على متنها.
إصابة أتراك
في هذه الأثناء، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن طائرات حربية ومروحيات تابعة للنظام السوري نفذت غارات عدة على بلدة رأس العين بمحافظة الحسكة الحدودية مع تركيا التي تعرضت للقصف المدفعي أيضا، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.
وقالت لجان التنسيق المحلية إن 16 شخصا قتلوا في الغارات الجوية، بينما قدر المرصد السوري لحقوق الإنسان عدد القتلى بنحو 12.
وذكرت وكالة أنباء الأناضول التركية أن غارة صباحية تسببت في إصابة ستة مواطنين في الجانب التركي بجروح.
وقصفت إحدى الطائرات النفاثة السورية منطقة على بعد أمتار من السياج الحدودي الذي يفصل بين رأس العين وبلدة جيلان بينار التركية، وتصاعدت أعمدة كثيفة من الدخان الأسود.
وفي عيادة طبية في جيلان بينار عالج أطباء طفلا صغيرا تغطيه الدماء، واحتشد سكان قلقون من جيلان بينار خارج مقهى لمشاهدة القصف.
كما قصفت طائرات هليكوبتر أهدافا قرب بلدة رأس العين التي سيطر عليها الجيش الحر يوم الخميس الماضي. وتسبب القصف في دفع عشرات المدنيين للفرار إلى تركيا إيثارا للسلامة، وذلك في واحدة من أكبر عمليات نزوح اللاجئين منذ بدء الصراع السوري قبل نحو 20 شهرا.
معاذ الخطيب.. إماما للمعارضة السورية
“لا إيمان من دون تضحية، ونرفض مناهج الجبن والهروب, ومهما تكن ضريبة الحرية فادحة فإن ضريبة الذل أفدح بكثير”.. هذه إحدى كلمات الإمام السابق للجامع الأموي بدمشق معاذ الخطيب، الذي أصبح إماما للمعارضة السورية بانتخابه رئيسا للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية.
ومعاذ الخطيب اسم ارتبط بالمعارضة السورية منذ انطلاق الاحتجاجات ضد حكم الرئيس بشار الأسد، حيث اعتقلته السلطات السورية مرات عدة على خلفية مشاركته في المظاهرات المناوئة للنظام.
كانت خطبه من منبر الجامع الأموي في دمشق وفي مجالس العزاء رسائل احتجاج على سياسة النظام، وجلبت له متاعب مع أجهزة الأمن السورية التي دأبت على استدعائه للتحقيق معه مرات عديدة في عامي 2011 و2012.
– ولد في العام 1960 في دمشق، والده الشيخ محمد أبو الفرج خطيب دمشق وأحد وجوه العلم فيها. له أخوان وأخت، ومتزوج ولديه أربعة أبناء.
– درس الجيوفيزياء التطبيقية، وعمل مهندساً قرابة ستة أعوام في شركة الفرات للنفط. كما درس العلاقات الدولية والدبلوماسية. وانتسب إلى الجمعية الجيولوجية السورية والجمعية السورية للعلوم النفسية.
– تولى رئاسة جمعية التمدن الإسلامي، ولا يزال يشغل منصب الرئيس الفخري للجمعية.
– درَّس مواد شرعية عدة في معهد المحدّث الشيخ بدر الدين الحسني، وهو أستاذ مادتي الدعوة الإسلامية والخطابة في معهد التهذيب والتعليم للعلوم الشرعية بدمشق. وأقام العديد من الدورات الدعوية والعلمية، وحاضر وخطب في نيجيريا والبوسنة وإنجلترا والولايات المتحدة الأميركية وهولندا وتركيا وغيرها.
الخطيب متوسطا نائبيه رياض سيف وسهير الأتاسي في مؤتمر المعارضة بالدوحة
منهجه وآراؤه
وعلى قدر خطبه النارية المنتقدة للحكم السوري، عرف عن الداعية معاذ الخطيب مواقفه المعتدلة، ويحسب من دعاة التعدد الطائفي والعقائدي في سوريا، حيث ألقى خطبه الداعمة للاحتجاجات وإلى جانبه رموز من الطائفتين العلوية والمسيحية.
وفور انتخابه رئيسا للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، قال الخطيب إن عمل الائتلاف سينتهي فور سقوط النظام، مشيرا إلى أن الائتلاف لم ولن يتعهد أمام أي جهة بأية أمور “تخون دماء الشعب الثائر”.
وكان الخطيب دائم المطالبة بالحريات العامة في كل بلاد المسلمين، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وإلغاء قوانين الطوارئ والأحكام العرفية والاعتقال التعسفي، وإلغاء سيطرة الحزب الواحد، ومحاربة الرشوة والفساد السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وإيقاف نهب الأموال، وتذكير الناس بحقوقهم ومنها الرعاية الاجتماعية، ويرى أن كل ذلك من صميم الإسلام، وتجاوزه هو زراية بالدين واستغباء للناس وتلاعب بهم.
ومن أقواله التي باتت شعارات للمعارضة “لا نرضى الفتنة وحمل السلاح في الأمة الواحدة مهما يكن السبب، وننبذ الطائفية والعصبية وضيق الأفق. كما نرفض تحجيم الإسلام وفق أهواء العوام أو الحكام”.
وقال أيضا “السياسة وسيلة لا غاية، وعمل الأنبياء هو الهداية، ونفضل أن يصل الإيمان إلى أصحاب الكراسي، على أن يصل أصحاب الإيمان إلى الكراسي”.
وعن العلماء والحرية، قال “لا يمكن للعالِم أن يعطي الحرية لأحد، قبل أن يكون هو حراً وناجياً من الأسْر والوصاية والاحتواء”.
قال عنه خالد الزيني، عضو المجلس الوطني السوري المنضوي ضمن الائتلاف الجديد، “الشيخ الخطيب وجهٌ توافقي معتدل يحظى بدعم شعبي حقيقي على الأرض”.
36 قتيلا وغارات جديدة على رأس العين
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
أفاد ناشطون بتعرض مناطق سورية عدة، الثلاثاء، لقصف من الطيران والمدفعية التابعة للجيش النظامي السوري في ظل استمرار الاشتباكات بين مقاتلي المعارضة والقوى النظامية، ما أسفر عن مقتل 36 شخصا.
كما تجددت الاشتباكات بين الجانبين في مناطق عدة بالقرب من الحدود الإسرائيلية، وقالت مراسلة “سكاي نيوز” في الجولان المحتل إن اشتباكات عنيفة اندلعت في قرية بير عجم التابعة لمحافظة القنيطرة.
ويأتي استمرار أعمال العنف في سوريا غداة اعتراف الجامعة العربية بالائتلاف الوطني السوري ممثلا شرعيا للمعارضة السورية، داعية إلى دعمه سياسيا وماديا.
في مدينة رأس العين في الحسكة على الحدود مع تركيا، واصل الطيران الحربي الحكومي قصفه للمدينة، في وقت اندلعت اشتباكات عنيفة بالرشاشات بين طرفي النزاع، وذلك في محاولة من الجيش السوري لاستعادة السيطرة على بلدتي رأس العين و تل تمر اللتين سيطر عليهما مقاتلو المعارضة الخميس الماضي.
في غضون ذلك، قالت لجان التنسيق المحلية في وقت سابق إن أصوات انفجارات ترددت فجرا في العاصمة دمشق، حيث شهد حي المزة على 3 انفجارات “ضخمة”.
كما استمر القصف العنيف على الأحياء الجنوبية الشرقية من العاصمة ومنها حي التضامن، في خارطة استهداف شملت الريف أيضا بما فيه داريا وبلدات الغوطة الشرقية.
وفي حماة ،تحدثت اللجان عن قصف على بلدة كرناز، بينما شهدت تلكلخ في حمص اشتباكات عنيفة بين الطرفين على وقع محاولات الجيش السوري اقتحام البلدة.
وفي الرقة، أكد الجيش الحر سقوط عشرات من عناصر الجيش السوري بين قتيل وجريح في كمين نصبه لهم عناصره، كما أفاد بوقوع انفجار ضخم وسط المدينة.
وتعرض حي بستان الباشا في حلب لقصف مدفعي، وتجددت الاشتباكات في محيط مبنى المخابرات الجوية بحي الليرمون.
فرنسا: الاعتراف بالائتلاف السوري مؤجل
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قال وزير الدفاع الفرنسي إنه من السابق لأوانه الاعتراف بالائتلاف السوري المعارض الذي تشكل حديثا، داعيا إلى بذل مزيد من الجهد لتوحيد الفصائل المسلحة تحت مظلته.
وكانت فرنسا أوضحت في وقت سابق أنها ستعترف بحكومة مؤقتة تضم جميع طوائف المجتمع، ولكنها استبعدت تسليح مقاتلي المعارضة خشية أن تصل الأسلحة لأيدي “متشددين”.
وقال وزير الدفاع جان ايف لو دريان للصحفيين في باريس: “ما جرى في الدوحة خطوة للأمام نعتبرها مهمة ولكنها غير كافية لتقود إلى المسار الصحيح”.
وأوضح أن الوحدة السياسية مهمة ولكن ينبغي أن يصاحبها توحيد جميع الجماعات المسلحة.
الجامعة: الائتلاف ممثل للمعارضة السورية
سمير عمر- القاهرة – سكاي نيوز عربية
اعترفت جامعة العربية الاثنين بالائتلاف الوطني السوري باعتباره ممثلا شرعيا للمعارضة وحاملا لتطلعات الشعب السوري والمحاور الأساسي مع الجامعة.
وأشار بيان لمجلس وزراء الخارجية العرب إلى ضرورة انضمام سائر تيارات المعارضة إلي الائتلاف الوطني حتى يكون جامعا لكل أطياف الشعب السوري دون استثناء، وحث المنظمات الإقليمية والدولية على الاعتراف به ممثلا شرعيا لتطلعات الشعب السوري.
كما دعا مجلس الجامعة إلى تقديم الدعم السياسي والمادي لهذا الكيان الجامع للمعارضة السورية، معربا عن تقديم الشكر لدولة قطر لجهودها المقدرة لإنجاز اتفاق الدوحة.
وأفاد مراسلنا بالقاهرة بأن مجلس جامعة الدول العربية أكد في قراره على ضرورة مواصلة الجهود من أجل تحقيق التوافق في مجلس الأمن، ودعوة مجلس الأمن إلى إصدار قرار بالوقف الفوري لإطلاق النار بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، حتى يكون ملزما لجميع الأطراف السورية .
وطلب المجلس من رئيس اللجنة الوزارية المعنية بالوضع في سوريا والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي الذهاب إلى مجلس الأمن لطرح الموقف الحالي في سوريا، والمطالبة بتحرك عاجل للمجلس في هذا الشأن.
وأكد المجلس دعمه الكامل لمهمة الأخضر الإبراهيمي المبعوث الدولي والعربي الخاص بسوريا، ودعوة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية إلى الدخول في حوار مكثف معه لإيجاد حل سلمي لنقل السلطة وفقا لقرارات مجلس الجامعة، وبيان جنيف في 30 يونيو الماضي وذلك وفقا لجدول زمني يعتمده مجلس الأمن لنقل السلطة.
كما قرر المجلس إبقاء دورته في حالة انعقاد دائم لمتابعة تطورات الوضع في سوريا.
وقد سجلت الجزائر تحفظها على ما ورد في القرار بشأن الاعتراف بالائتلاف الوطني ممثلا شرعيا لتطلعات الشعب السوري، كما تحفظ وفد الجزائر على الفقرة الخاصة بإصدار قرار من مجلس الأمن بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، مؤكدا أن هذا لا ينسجم مع مهمة الإبراهيمي لإيجاد حل سياسي وسلمي للأزمة السورية.
كما أبدى العراق تحفظه على ما ورد في القرار بشأن دعوة مجلس الأمن لإصدار قرار بالوقف الفوري لإطلاق النار بموجب الفصل السابع.
وأضاف مراسلنا أن العراق طلب تعديل الفقرة لتصبح “دعوة مجلس الأمن لتحمل مسؤولياته لوقف العنف لأن الدعوة لأحكام الفصل لسابع تشرع للتدخل العسكري في وقت نحتاج لأي جهد لحل سلمي للأزمة ودعم مهمة الابراهيمي”.. بينما أعلن لبنان أنه ينأى بنفسه عن التدخل في الشأن السوري.
وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري لـ”سكاي نيوز عربية” إن بلاده والسودان والجزائر تحفظوا على بيان وزراء الخارجية العرب، لأنه لايجوز، من جهة، دعم الجهود السلمية والسياسية من خلال دعم الإبراهيمي، في حين يتم نسف هذه الجهود بأسلوب أخر.
وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري
وشارك رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد معاذ الخطيب ورئيس المجلس الوطني جورج صبرا في اجتماعات اللجنة المعنية بسوريا في القاهرة بمشاركة رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم و المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي بالإضافة إلى وزراء الخارجية العرب.
وكان مجلس التعاون لدول الخليج العربية أعلن اعتراف الدول الخليجية بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية كممثل شرعي للشعب السوري.
وقال الأمين العام للمجلس، عبداللطيف الزياني، إن الدول الخليجية ستقدم الدعم والمؤازرة للائتلاف لتحقيق تطلعات وآمال الشعب السوري، متمنية أن يكون ذلك خطوة نحو انتقال سياسي سريع للسلطة، وأن يوقف سفك دماء الأبرياء، ويصون وحدة الأراضي السورية”.
وكان عدد من الدول الغربية، على رأسها الولايات المتحدة، أعلنت دعمها للاتفاق الذي توصلت إليه قوى المعارضة السورية في العاصمة القطرية الدوحة الأحد بتشكيل ائتلاف أوسع وموحد.
وأضاف الزياني أنه يأمل أن يلي تشكيل هذا الائتلاف الدعوة إلى “عقد مؤتمر وطني عام تمهيدا لبناء دولة يسودها القانون وتستوعب جميع ابنائها دون استثناء أو تمييز ويرتضيها الشعب السوري”.
ويتطلع مجلس التعاون إلى اعتراف المجتمع الدولي بهذا الائتلاف، الذي يضـم معظم أطياف المعارضة السورية في الداخل والخارج وتقديم الدعم اللازم له، حسب ما أفاد الزياني في بيان.
جدير بالذكر أن بعد اجتماعات مطولة استغرقت أياما في الدوحة، وقعت المعارضة السورية برعاية قطرية ليل الأحد الاثنين رسميا الاتفاق النهائي لتوحيد صفوفها تحت لواء كيان جديد هو “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية”.
وانتخب أحمد معاذ الخطيب رئيسا للائتلاف، فيما تم انتخاب المعارض البارز رياض سيف نائبا أول للرئيس، وسهير الأتاسي نائبا ثانيا، ومصطفى الصباغ أمينا عاما للائتلاف.
واعترفت دولُ مجلس التعاون الخليجي بالائتلافِ الوطني السوري المعارض ممثلا شرعياً للشعب السوري. وأوضحت دول المجلس أنها ستقدم كلَ الدعم لهذا الائتلاف حتى يتمكن من تحقيق طموحات السوريين، على حد قولها.
الجامعة العربية تدعو لوقف فوري ملزم لاطلاق النار في سوريا
دعا مجلس جامعة الدول العربية في ختام اجتماعه الاثنين في العاصمة المصرية القاهرة إلى إصدار قرار بالوقف الفوري لاطلاق النار في سوريا بموجب الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة، حتى يكون ملزما لجميع الأطراف السورية، مؤكدا ضرورة مواصلة الجهود من أجل تحقيق التوافق فى مجلس الأمن حول هذه القضية.
وطلب المجلس من رئيس اللجنة الوزارية المعنية بالوضع فى سوريا والامين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي التوجه إلى مجلس الامن لطرح الموقف الحالي فى سوريا، والمطالبة بتحرك عاجل للمجلس فى هذا الشأن.
كما أكد المجلس دعمه الكامل لمهمة الأخضر الابراهيمي المبعوث الاممي العربي الخاص بسوريا ودعوة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية إلى الدخول في حوار مكثف معه لايجاد حل سلمي لنقل السلطة.
لكن الجزائر والعراق تحفظا على فقرات في الوثيقة الصادرة من الاجتماع، بحسب مسؤول في الجامعة.
وأضاف المسؤول بأن الجزائر طلبت متسعا من الوقت قبل ان تبدأ الجامعة العربية الحوار مع ائتلاف المعارضة، مشيرة الى أن الائتلاف الجديد لا يمثل كل فصائل المعارضة.
العراق ابدى تحفظه على عدد من فقرات البيان
كما تحفظت الجزائر على الفقرة الخاصة بإصدار قرار من مجلس الأمن بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، مؤكدة أن هذا لا ينسجم مع مهمة الابراهيمي لايجاد حل سياسي وسلمي للأزمة السورية.
كما أبدى العراق تحفظه على ما ورد في القرار بشأن دعوة مجلس الأمن لإصدار قرار بالوقف الفوري لاطلاق النار بموجب الفصل السابع.
وطلب العراق تعديل الفقرة لتصبح “دعوة مجلس الامن لتحمل مسئولياته لوقف العنف لأن الدعوة لاحكام الفصل لسابع تشرع للتدخل العسكري في وقت نحتاج لأي جهد لحل سلمي للأزمة ودعم مهمة الابراهيمي”.
وقال البيان الختامي إن لبنان رفض المشاركة في قرار الجامعة بسبب وضعه وعلاقته الحساسة مع سوريا.
ترحيب متحفظ بالائتلاف السوري المعارض
ترحيب بائتلاف المعارضة
من جهة أخرى رحبت مجلس الجامعة بتشكيل الائتلاف الوطني السوري المعارض لكنها لم تصل إلى حد الاعتراف به اعترافا كاملا بصفته ممثلا الشعب السوري.
ودعا مجلس وزراء الخارجية العرب باقى تيارات المعارضة للانضمام إلى هذا الاتئلاف الوطني حتى يكون جامعا لكل اطياف الشعب السوري دون استثناء أو تفرقة.
وحث الوزراء العرب المنظمات الاقليمية والدولية على الاعتراف به، ممثلا شرعيا لتطلعات الشعب السوري، وتوثيق التواصل مع هذا الائتلاف السوري للمعارضة باعتباره الممثل الشرعي والمحاور الأساسي مع جامعة الدول العربية.
كما دعا مجلس الجامعة إلى تقديم الدعم السياسي والمادي لهذا الكيان الجامع للمعارضة السورية.
إلا أنه ومع استمرار بعض الدول العربية في رفض التخلي بشكل كامل عن النظام السوري، عجز اجتماع وزراء الخارجية عن أن يعلن بوضوح ان الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة هو الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري.
وقال رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم وهو يتلو بيانا نهائيا صدر في وقت متأخر الاثنين “يرحب المجلس الوزاري للجامعة العربية بالاتفاق الذي توصلت إليه فصائل المعارضة السورية ويدعو احزاب المعارضة الأخرى إلى الانضمام إلى هذا الائتلاف”.
BBC © 2012
فرنسا تقول ان من السابق لأوانه الاعتراف بالائتلاف السوري المعارض
باريس (رويترز) – قال وزير الدفاع الفرنسي يوم الثلاثاء ان من السابق لاوانه الاعتراف بالائتلاف السوري المعارض الذي تشكل حديثا ودعا لبذل مزيد من الجهد لتوحيد الفصائل المسلحة تحت مظلته.
وشكل قادة المعارضة السورية في المنفي ائتلافا في العاصمة القطرية الدوحة يوم الاحد ويسعى الائتلاف لنيل اعترف دولي كحكومة مستقبلية.
وذكرت باريس وهي من اشد منتقدي الرئيس السوري بشار الأسد أنها ستعترف بحكومة مؤقتة تضم جميع طوائف المجتمع.
ولكنها استبعدت تسليح مقاتلي المعارضة خشية ان تصل الاسلحة لأيدي إسلاميين متشددين.
وقال وزير الدفاع جان ايف لو دريان للصحفيين في باريس “ما جرى في الدوحة خطوة للامام. نعتبرها مهمة ولكنها غير كافية لتقود إلى المسار الصحيح.”
وتابع ان الوحدة السياسية مهمة ولكن ينبغي ان يصاحبها توحيد جميع الجماعات المسلحة.
(إعداد هالة قنديل للنشرة العربية – تحرير علا شوقي)
شاهد: مقاتلة سورية تقصف رأس العين قرب الحدود التركية
جيلان بينار (تركيا) (رويترز) – قصفت طائرة حربية سورية بلدة رأس العين لليوم الثاني يوم الثلاثاء على بعد أمتار من الحدود التركية مما أدى إلى تصاعد أعمدة كثيفة من الدخان ودفع السكان على الجانب التركي من الحدود إلى البحث عن مكان آمن.
وتحاول القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد استعادة السيطرة على رأس العين التي سقطت في أيدي مقاتلي المعارضة يوم الخميس. وتسبب الهجوم في أكبر نزوح للاجئين منذ بدء الصراع السوري في مارس آذار من العام الماضي.
وقال شاهد من رويترز إن مقاتلين أطلقوا في الهواء نيران مدافع آلية موضوعة على سيارات نقل في الوقت الذي حلقت فيه الطائرة على ارتفاع منخفض فوق رأس العين وأسقطت ثلاث قنابل قبل العودة لتوجيه ضربة ثانية في جزء آخر من البلدة.
ولا ترغب تركيا في استدراجها للصراع لكن قرب هذه الغارات من حدودها يمثل اختبارا لتعهدها السابق بالدفاع عن نفسها من انتهاك حدودها أو أي امتداد للعنف من سوريا.
وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أمس الاثنين إن بلاده أبلغت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي بالغارات على رأس العين التي لا يفصلها عن بلدة جيلان بينار التركية سوى سياج من الأسلاك الشائكة.
وأطلقت تركيا النار مرارا ردا على النيران وقذائف المورتر التي تصل إلى حدودها مع سوريا الممتدة 900 كيلومتر وهي تجري محادثات مع أعضاء حلف الاطلسي بشأن احتمال نشر صواريخ باتريوت أرض جو.
وتقول أنقرة إن هذه ستكون خطوة دفاعية لكن من الممكن ان تكون أيضا تمهيدا لفرض منطقة لحظر الطيران في سوريا للحد من قدرة القوات الجوية السورية على الضرب. والقوى الغربية عازفة حتى الآن عن اتخاذ مثل هذه الخطوة.
وفي الأسبوع الماضي فر نحو تسعة آلاف سوري خلال 24 ساعة أثناء زحف المقاتلين على شمال شرق سوريا ليتجاوز بهذا عدد اللاجئين السوريين المسجلين في مخيمات بتركيا 120 ألفا. وهناك عشرات الآلاف من اللاجئين غير المسجلين يعيشون في منازل بتركيا.
من جوناثان بيرتش
(إعداد دينا عفيفي للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)