أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء، 13 كانون الأول 2011


سورية تنقسم بين الإضراب والإنتخاب

نيويورك – راغدة درغام

دمشق، بيروت – «الحياة»، رويترز، ا ب – صورتان ظهرتا في سورية امس. الحكومة دعت الناس الى المشاركة بكثافة في انتخابات بلدية، قال عنها رئيس الحكومة عادل سفر انها تهدف الى «انقاذ البلد من المؤامرة التي يتعرض لها». والاضراب العام الذي دعت اليه المعارضة استمر لليوم الثاني، في ما اطلق عليه «اضراب الكرامة»، وشمل معظم المؤسسات التجارية والمصانع والمدارس، في الوقت الذي اتسعت المواجهات بين قوات الجيش والمنشقين عنه.

وقال نشطاء إن قوات الأمن حاولت كسر الاضراب بالقوة والتهديدات. واعتبرت المعارضة ان الانتخابات البلدية هي تنازل لا معنى له ولا يرقى الى ما تدعو اليه من مطالبة الرئيس بشار الاسد بالتنحي عن السلطة. ومن شأن الاضراب العام الذي سيكون على مراحل تصعيدية بدأت منذ اول من امس الاحد، ان يؤدي الى زيادة الضغط الاقتصادي على النظام بينما هو يقاوم العقوبات ومحاولات عزله دولياً. واعلنت المعارضة ان الاضراب سيستمر حتى يقوم النظام بسحب الجيش من المدن ويطلق المعتقلين الذين تقدر المعارضة اعدادهم بالآلاف.

وفي حمص، التي باتت تعتبر معقل الانتفاضة ضد النظام، قال احد السكان ان الافران والصيدليات وبعض محلات البقالة كانت مفتوحة امس، فيما اغلقت المدارس ومعظم المحلات التجارية. وكان الوضع مشابهاً في محافظة درعا في الجنوب وكذلك في محافظة ادلب قرب الحدود التركية.

وقالت لجان التنسيق المحلية ان قوات الامن عمدت امس واول من امس الى اجبار اصحاب المحلات على فتح محلاتهم في درعا. فيما قال سكان في العاصمة دمشق ان الحياة كانت طبيعية يومي الاحد والاثنين، وفتحت المدارس والمحلات ابوابها كالمعتاد.

وقال شخص في دمشق يعمل مهندساً ان المسؤولين في المدرسة التي تذهب اليها ابنته طلبوا منها ان تذهب الى المدرسة بلباس عادي وليس بزي المدرسة. وقال انه يبدو ان السلطة تريد تصوير الطلاب في المدرسة التي تحولت الى مركز اقتراع ليبدو ان المشاركة في التصويت كانت كثيفة.

وعلى الصعيد الميداني، قالت الهيئة العامة للثورة السورية ان الاشتباكات استمرت امس في ادلب ودرعا وسقط عشرون شخصاً قتلى وعدد آخر من الجرحى. وفي حمص قتل اربعة اشخاص على يد قوات الامن كما قتل 3 مدنيين واصيب سبعة بجروح في ادلب وشهدت الاحياء السنية في حمص اضراباً عاماً وقامت مدفعية الجيش باطلاق نيرانها على هذه الاحياء. كما وقعت اشتباكات في داعل في الجنوب بعد محاولة قوى الامن فك الاضراب بالقوة. كما حاولت اجبار الناس على التوجه الى صناديق الاقتراع في ادلب.

واكد مسؤولون في «المجلس الوطني» السوري ان المشاركة الواسعة في العصيان المدني تقطع الطريق على المواجهة المسلحة التي يمكن ان تؤدي الى حرب اهلية وتخدم النظام. وقالت ريما فليحان، العضو في المجلس: «العصيان المدني سيؤدي الى سقوط المزيد من الضحايا لكنه يبقى اقل كلفة من الثورة المسلحة التي سعمل النظام على جر البلد اليها كما حصل في ليبيا».

وفي نيويورك، توقعت مصادر مطلعة ان تطرح نافي بيلاي المفوضة العليا لحقوق الإنسان، امام جلسة مغلقة لمجلس الأمن «معلومات ذات صدقية» حول قيام السلطات السورية بانتهاكات «ممنهجة» لحقوق الانسان، وان تطلب احالتها على المحكمة الجنائية الدولية للتحقق من ارتكابها «جرائم ضد الانسانية». وبين الاتهامات قيام السلطات السورية»بتعذيب ممنهج بما في ذلك للأطفال» و»استخدام المستشفيات كمراكز للاعتقال والتعذيب»، وارتفاع عدد الضحايا الى 4 آلاف شخص و١٤ ألف معتقل.

وتأتي إحاطة المفوضة العليا لمجلس الأمن في إطار سلسلة خطوات وإجراءات لزيادة الضغوط على سورية في الأمم المتحدة. ومن المتوقع أن تصوت الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد أسبوع على قرار اللجنة الثالثة المختصة بحقوق الإنسان، والذي دان الانتهاكات السورية لحقوق الإنسان. وقالت المصادر إن جامعة الدول العربية ماضية في تحضير الملفات التي تمكنها من «إعلان فشل جهودها بما يسحب من روسيا والصين مسبقاً أي اتهامات بأن الجامعة العربية استعجلت إعلان الفشل».

وكان مقرراً لبيلاي أن تجري مشاورات مع أعضاء مجلس الأمن قبل الجلسة، ومنها اجتماع مغلق مع وزير الخارجية الألماني غيدو وسترفيليه.

وعبرت المدعية العامة الجديدة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودة عن «القلق العميق حيال ما يجري في سورية». وقالت في مؤتمر صحافي في نيويورك إن المحكمة تعمل فقط بموجب تكليف من مجلس الأمن بالنسبة الى سورية «باعتبارها دولة غير عضو في اتفاق روما» الأساسي الناظم لعمل المحكمة الجنائية الدولية.

ذدمشق و«حزب الله» يرفضان اتهام فرنسا وجنبلاط يرى «رسالة من الجيران»

بيروت، دمشق – «الحياة»

بقي الجنوب اللبناني أمس في دائرة الاهتمام والقلق، بحكم إطلاق صاروخ «كاتيوشا» من عيار 107 ملم من إحدى المناطق الواقعة في نطاق عمليات القوات الدولية (يونيفيل) لكنه لم يتجاوز الحدود نحو شمال إسرائيل فسقط في بلدة حولا اللبنانية الحدودية مخلفاً جريحة، بعد 3 أيام على استهداف جنود من الكتيبة الفرنسية الذي اعتبره وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أن «سورية بلا شك وراءه».

وإذ سبب إطلاق الصاروخ ليل أول من أمس، من منطقة وادي القيسية في خراج بلدة خربة سلم في قضاء مرجعيون الذي تقع فيه بلدة حولا حيث سقط، استنفاراً سياسياً وعسكرياً إسرائيلياً، نظراً الى أنه يذكر بأيام إطلاق الصواريخ في شكل عشوائي وفوضوي في أوائل الثمانينات، فإن توالي الأحداث الأمنية في الجنوب، لا سيما أنه سبق أن أطلقت 3 صواريخ سقطت شمال إسرائيل في 29 تشرين الثاني (نوفمبر) صعّد السجال السياسي حول هذه التطورات.

وفي وقت لم يعثر الجيش اللبناني كما العادة على منصة لإطلاق الصاروخ، نفت دمشق أمس «أي علاقة» لها بتفجير العبوة الناسفة التي تعرضت لها الوحدة الفرنسية في قوات «يونيفيل» الجمعة الماضي.

وقال الناطق باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي، في بيان: «تعقيباً على تصريح وزير خارجية فرنسا آلان جوبيه يوم (أول من) أمس بخصوص اتهام سورية بالوقوف وراء تفجير العبوة الناسفة التي تعرضت لها قوات يونيفيل في جنوب لبنان من دون امتلاكه الدليل على حد تعبيره، تنفي وزارة الخارجية نفياً قاطعاً وجود أي علاقة لسورية بهذا العمل المدان».

وأضاف مقدسي أن وزارة الخارجية «تؤكد في الوقت نفسه أن مثل هذه التصريحات الصادرة عن وزير خارجية فرنسا وآخرين تفتقد الى أي أدلة وتندرج في إطار الاتهامات الفرنسية المسبقة التي تفبرك وتزيف الحقائق حول سورية. ويبدو أن وزير خارجية فرنسا بات يمارس نظرية المؤامرة التي يتهم بها الآخرين».

وبينما كان جوبيه قال في تصريحه، أول من أمس، إن دمشق تستخدم «حزب الله» في هذا النوع من الهجمات، مشيراً الى أن لا أدلة لديه، رد الحزب، في بيان، جاء فيه أن جوبيه «وجه اتهامات واضحة لسورية وحزب الله وأقر بنفسه أنه لا يملك الدليل على اتهاماته». وأضاف: «إن حزب الله يستغرب هذا التصرف المستهجن، والذي لا يليق بوزير خارجية دولة مهمة مثل فرنسا، ويدعوه الى تصحيح موقفه والانتباه الى خطورة هذا النوع من الاتهامات التي تشكّل ظلماً كبيراً، والتي نرفضها جملة وتفصيلاً».

وكان لافتاً إعلان رئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية وليد جنبلاط في كلمة ألقاها أول من أمس، ووزعت أمس: «وصلتنا بالأمس رسالة الصواريخ وهي خطيرة. قد تكون رسالة من الجيران الى فرنسا على الأراضي اللبنانية على حساب الاستقرار اللبناني». وشكك جنبلاط على طريقته بتسريبات عن أن تنظيمات إسلامية قد تكون وراء إطلاق الصواريخ أو استهداف «يونيفيل»، فقال: «عندما تسأل أجهزة المخابرات يقولون لك القاعدة. القاعدة عنوان مطاط… ولكنها ليست القاعدة. هناك من يريد محلياً وإقليمياً وعربياً ودولياً أن يخرج القوات الدولية من لبنان كي نعود الى المواجهة وربما الى حرب جديدة». وتمنى على قيادة المقاومة «أن تدرك خطورة الوضع وتؤكد أن المصلحة اللبنانية فوق كل شيء». وحذّر جنبلاط من أن «يهرب الإسرائيليون الى حرب مع الذين يريدون حرباً وما يسمى بمحور الممانعة من أجل الحفاظ على أنظمتهم». لكنه قال إن «التحول الذي قمت به بعد عام 2008 لست نادماً عليه».

وكان قائد «يونيفيل» اللواء ألبرتو أسارتا قال تعليقاً على إطلاق الصاروخ إنه «على رغم جهودنا لا تزال هناك أسلحة وعناصر مسلحة عدائية مستعدة لاستخدام هذه الأسلحة داخل منطقة عملياتنا».

العربي: الوزراء العرب رفضوا شروط دمشق

سوريا: انتخابات بلدية تثبت الإصلاحات المعارضة تمضي بالإضراب حتى العصيان المدني

نظمت السلطات السورية، أمس، أول انتخابات بلدية منذ اندلاع الاحتجاجات في البلاد في آذار الماضي، مؤكدة أن تنظيمها يؤكد تصميمها على إجراء إصلاحات سياسية، داعية إلى «التكاتف لإنقاذ البلد من المخططات التآمرية التي ترسم له».

في المقابل ، أعلن أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي أن الوزراء العرب يرفضون الشروط السورية لتوقيع بروتوكول المراقبين، مكررا دعوته دمشق إلى التوقيع عليه، موضحا أن الدول العربية متمسكة بحل عربي للازمة السورية، وابدى شكوكا في قدرة العراق على حل الازمة التي قال ان الكثيرين من الزعماء يتوسطون فيها.

ودعي أكثر من 14 مليون ناخب سوري للمشاركة في الانتخابات البلدية، حيث يتنافس أكثر من 42 ألف مرشح على 17 ألف مقعد. وجرى الاقتراع بموجب القانون الانتخابي الجديد الصادر مؤخرا من اجل تعزيز مبدأ اللامركزية. وستجرى الانتخابات النيابية في شباط المقبل.

ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن رئيس اللجنة العليا للانتخابات المستشار خلف العزاوي قوله إن الانتخابات «تجري بيسر وارتياح وإقبال وفق الشروط والمواصفات القانونية».

وقال وزير الإعلام السوري عدنان محمود «هذه الانتخابات جرت في توقيتها المحدد وفق البرنامج الزمني الذي وضع لعملية الإصلاح الشامل وتنفيذ القوانين والقرارات المرتبطة بها. وهذا يؤكد تصميم القيادة السورية والشعب السوري على المضي قدما في عملية الإصلاح وانجازها على الأرض وفق برامجها الزمنية المحددة».

وأضاف «إن توقيت الانتخابات جاء في ظل ظروف وأحداث راهن فيها البعض على قطع الطريق على هذه الانتخابات من خلال الأعمال الإرهابية للمجموعات المسلحة وترويع المواطنين، وكان رهانهم خاسرا ومخيبا لآمالهم بفضل إرادة الشعب وعزمه على المشاركة ودعم عملية الإصلاح بما يحقق طموحاته وتطلعه لمستقبل سوريا المشرق».

وقال رئيس الوزراء عادل سفر إن «هذه الانتخابات تتم من دون قوائم لإتاحة الفرصة أمام جميع المواطنين وتحقيق مشاركة واسعة». وأشار إلى «الآلية الجديدة لهذه الانتخابات في ظل قانون الإدارة المحلية الجديد الذي عزز مبدأ اللامركزية وأعطى المواطنين حرية أكبر في ممارسة دور فاعل في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية على مستوى محافظاتهم». وأضاف أن «سوريا تمر بمرحلة عصيبة، ويجب علينا جميعا أن نتكاتف لإنقاذ البلد من المخططات التآمرية التي ترسم له».

وقال رئيس مجلس الشعب (البرلمان) محمود الأبرش، خلال إدلائه بصوته مع نواب في دمشق، إن «الانتخابات محطة أساسية في مسيرة الإصلاح والديموقراطية التي يتطلع إليها جميع المواطنين، وخطوة إضافية في مسيرة التطوير ولها أهمية بالغة»، مشيرا إلى أن «المشاركة الشعبية أساسية لكي يثبت المواطن حقه في إدارته المحلية وأن يكون صوته مسموعا من أجل الوصول إلى ما يطمح إليه».

وفي مكاتب الاقتراع في الدويلعه وكفرسوسه ازداد عدد الناخبين قبل الظهر بحسب مسؤولين. وقالت زينة (35 عاما) لدى خروجها من احد مراكز الاقتراع في دمشق «أدليت بصوتي لأننا نريد المساهمة في الإصلاحات من خلال انتخاب أفضل المرشحين». وقال احمد، وهو سائق سيارة أجرة، «على الجميع المشاركة في التصويت للرد على الذين يدعون إلى الإضراب» في إشارة إلى دعوة المعارضة إلى «إضراب عام في سياق حملة عصيان مدني».

وذكرت «سانا» انه «وفي محاولة منها للتأثير على سير الانتخابات المحلية وإشاعة التوتر استهدفت مجموعة إرهابية مسلحة قوات حفظ النظام في منطقة سحم الجولان بمحافظة درعا ما أسفر عن استشهاد ثلاثة عناصر». وقال مصدر مسؤول للوكالة إن «الجهات المختصة في المحافظة تدخلت واشتبكت مع المجموعة الإرهابية وقتلت أربعة من الإرهابيين وجرحت آخرين».

المعارضة تنتقد الانتخابات

وأعرب معارض طلب عدم كشف هويته عن «استغرابه لتنظيم انتخابات في هذه الظروف. المدن المشاركة في حركة الاحتجاج لا علاقة لها بهذه الانتخابات». وقال إن الاقتراع يجري «في المناطق التي لم تشارك في الحركة الاحتجاجية ضد النظام، أي حلب وبعض أحياء دمشق ومدينتي السويداء والقنيطرة وطرطوس وبعض أحياء اللاذقية وبانياس».

وقال نشطاء معارضون إن قوات الأمن تجبر الناس على الذهاب إلى الانتخابات في محافظة ادلب. ووردت تقارير عن انفجارات وإطلاق نيران مدافع رشاشة في جبل الزاوية في ادلب.

وفي دمشق قال محام إن «ابنته طلب منها الذهاب إلى المدرسة التي استخدمت كمركز اقتراع. وطلب منها ارتداء ملابس عادية وليس بالزي المدرسي». وأضاف «يبدو أنهم يريدون تصوير الطلاب على أنهم ناخبون لأن الإقبال ضعيف جدا».

وقال المعارض أيمن ثامر إن «الإقبال الحقيقي على التصويت في الانتخابات لا يتجاوز عشرة في المئة لأنه ينظر إلى هذه الانتخابات على أنها مزورة كغيرها من الانتخابات الأخرى في سوريا». وأضاف «الناس توجهوا إلى مراكز الاقتراع في الأحياء الموالية للنظام».

وقال المعارضون على صفحتهم «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011»، على موقع «فيسبوك» على الانترنت، «بالأمس كان الاستعداد، ومن اليوم حتى يوم الأربعاء سنبدأ أولى خطواتنا نحو الحرية. سيبدأ اليوم إضراب طلاب المدارس، وسيبقى مستمرا حتى نهاية الإضراب ودخول العصيان المدني ..من اليوم وحتى يوم الأربعاء نريد أن نحول المدارس لحجارة فارغة .. فهي لم تعد مكانا للتعليم، بل مكانا للكذب ومكانا للاعتقال.. سنبذل كل جهدنا اليوم وغدا وحتى نهاية الإضراب بعدم إرسال أبنائنا إلى المدارس».

وقالت «سانا» إن الإضراب باء بالفشل. ونشرت تقريرا من ثماني صفحات يضم صورا لمتاجر وأسواق مزدحمة. وأضافت أن الأسواق في المحافظات السورية شهدت حركة طبيعية أمس الأول رغم التحريض من جانب المجموعات «الإرهابية» المرتبطة بالخارج لوقف النشاط الاقتصادي والاجتماعي.

العربي

وقال العربي، في تصريح لصحيفة «الأنباء» الكويتية، إن «وزراء الخارجية العرب سيجتمعون خلال أيام لمناقشة الرد السوري المشروط على توقيع بروتوكول إرسال مراقبين إلى سوريا». وأضاف «حتى الآن لم يوافق أحد من الوزراء العرب على الشروط السورية»، مشيرا إلى أن «مشاوراته مع الوزراء العرب بهذا الخصوص لا يتحدث فيها، لأن الأمر سيناقش خلال الاجتماع الوزاري» في القاهرة السبت المقبل.

وعن الوساطة العراقية التي أعلنت خلال زيارته لبغداد بين سوريا والجامعة العربية، أكد العربي أن العراق لم يحل الأزمة، كاشفا عن «مساع يقوم بها رؤساء دول ورؤساء حكومات يتصلون بسوريا، ويتوسطون لحل الأزمة». وقال «لا أستطيع أن أقول إن دولة ستحل الأزمة السورية».

وعن مضمون رسالته إلى النظام السوري التي أرسلها بعد رد دمشق المشروط على توقيع بروتوكول المراقبين، قال العربي «رسالتي ببساطة هي: رسالتكم التي فيها شروط جديدة يجب أن تعرض على المجلس الوزاري ولم أستطع البت فيها». وأضاف «كما أرجو (وزير الخارجية السوري وليد) المعلم وأدعوه للتوقيع، لأنه مرتين يرسل جوابين احدهما فيه تفويض نائب الوزير للتوقيع، والثاني أنهم مستعدون للتوقيع، وفي كل مرة شروط جديدة». وأضاف «ارجوه أن يخلص من الموضوع». وتابع « لدى21 دولة اهتمام شديد بالقضية، ولا يقبلون ما يحدث في سوريا، وفي الوقت نفسه يرغبون أن يبقى الحل في البيت العربي».

وأشار العربي، الذي بحث مع أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح «الأوضاع في جميع دول المنطقة العربية، وما يحدث فيها من ربيع»، إلى انه «في حال وافقت سوريا ووقعت، سيكون فيها، خلال 24 ساعة، مراقبون من كل الدول العربية ليشاهدوا بأنفسهم، ويكونوا ضمانة لتوفير الحماية للشعب». ورفض التعليق على مقابلة الرئيس السوري بشار الأسد مؤخرا.

إلى ذلك، قال رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الحالية ناصر بن عبد العزيز النصر، لوكالة الانباء القطرية (قنا)، إن «الجمعية تسلمت قبل أيام تقريرا من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا» والذي يتهم السلطات «بارتكاب جرائم ضد الانسانية». وعن الجهود التي تبذل حاليا وما إذا كانت ستقود في نهاية المطاف إلى تدويل الحل في سوريا، أشار النصر إلى وجود عدد كبير من الآراء في هذا الصدد، مؤكدا أن «القرار في النهاية هو قرار الدول الأعضاء بالأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية كالجامعة العربية». وأوضح أن «الجامعة العربية تسير باتجاه إيجاد حل إيجابي سلمي للوضع يحمي كرامة الشعب السوري ويضمن حمل الحكومة السورية على اتخاذ الإجراءات المناسبة لتهدئة الوضع، ثم الإصلاح ومعاقبة كل الذين تسببوا في ارتكاب الجرائم هناك».

إلى ذلك، أعرب مجلس الوزراء السعودي، بعد اجتماع برئاسة الملك عبد الله في الرياض، عن «أمله في أن تخرج اجتماعات وزراء الخارجية العرب واللجنة الوزارية المعنية بالأزمة السورية المقرر عقدها في القاهرة (السبت المقبل) بنتائج تحقن إراقة الدماء في سوريا وتعيد الأمن والاستقرار لهذا البلد العربي الشقيق».

إيران

واعتبر السفير الإيراني السابق لدى سوريا احمد موسوي أن «الدعم الشعبي للرئيس السوري بشار الأسد قد أحبط المؤامرات الغربية والعربية ضد سوريا حتى الآن». ووصف «دور سوريا في الجبهة الأمامية للمقاومة في المنطقة بأنه يحظى بالأهمية». وقال إن «الغرب يسعى عبر استخدام أدوات الضغط والعقوبات السياسية والاقتصادية وبدعم من الجامعة العربية، إلى إضعاف حكومة بشار الأسد والإطاحة بالنظام السوري».

وتابع «إذا تمكنت الحكومة السورية من تخطي الضغوط الاقتصادية، بما فيها العقوبات المفروضة علي البنك المركزي واعتماد خطوات ايجابية سريعة في مجال الإصلاحات السياسية والاقتــصادية، فليس بإمكان الدول الغربية بل حتى الجامعة العربية اتخاذ أي خطوة ضد سوريا».

وتابع إن «جريمة سوريا، التي تقف إلى جانب حزب الله في لبنان والفلسطينيين في مواجهة الكيان الصهيوني، هي أنها كبلد عربي وإسلامي تحول إلى جانب إيران دون تحقيق ذلك المشروع المشبوه».

وتساءل موسوي «لماذا لم تتخذ الجامعة العربية موقفا من قضايا فلسطين والبحرين وحرب الـ33 يوما؟»، معتبرا ان «الحراك في تونس ومصر واليمن والبحرين حراك شعبي مئة في المئة في حين أن الأمر في سوريا ليس كذلك، وان دور بعض الدول العربية والغربية والدول المجاورة لسوريا في الأحداث الأخيرة مشهود تماما».

ميدانيا

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان، «تدور اشتباكات بين الجيش النظامي ومجموعات منشقة في منطقتي ادلب ودرعا». وتابع «أجبرت السلطات السورية عشرات المواطنين على الذهاب إلى مراكز الانتخاب للمشاركة في الانتخابات المحلية في محافظة ادلب».

واضاف «قتل 14 مدنيا في حمص وادلب وحماه». ونقل عن «عسكري منشق انه نتيجة الاشتباكات بين قوات حفظ النظام ومجموعات منشقة على مداخل مدينة داعل سقط أربعة من قوات حفظ النظام وجرح خمسة».

وأكد المرصد أن «أصوات الانفجارات وإطلاق النار من رشاشات ثقيلة لا تزال تسمع في بلدات ابديتا وابلين بجبل الزاوية في محافظة ادلب حيث تدور اشتباكات عنيفة بين الجيش النظامي السوري ومجموعات منشقة».

من جهة ثانية، اعتبرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، أن قرار الاتحاد الأوروبي بإدراج اثنتين من وسائل الإعلام السورية في القائمة السوداء «قرار غير منطقي ويدل على استخدام أوروبا المعايير المزدوجة، بحيث يرافق الانتقاد الشديد لغياب الحريات الديموقراطية التجاهل الواضح لمظاهر انفتاح دمشق وكذلك المحاولات الرامية إلى إغلاق وسائل إعلام سورية». وأشار إلى أن «الاتحاد الأوروبي يغض النظر عن تحقيق تقدم في مجال جهود السوريين الرامية إلى منح المراسلين الأجانب تراخيص عمل، بالرغم من أن تغطيتهم الإعلامية للأحداث كثيرا ما تتسم بالتحيز».

وقالت شركة «غلف ساندز بتروليوم» إنها وشركة «سينوكيم» الصينية التي تسيطر عليها الدولة أوقفتا عملياتهما النفطية في سوريا بعد عقوبات الاتحاد الأوروبي. وقال متحدث باسم «غلف ساندز» إنه بالرغم من أن الصين عارضت العقوبات ضد سوريا فإن «سينوكيم» ملزمة بعقوبات الاتحاد الأوروبي، لأنها اشترت حصتها في الحقول السورية عن طريق الاستحواذ على شركة «اميرالد انرجي» المدرجة في لندن والتي مازالت تملــك هذه الأصول من خلالها.

(«السفير»، سانا، ارنا، ا ف ب،

ا ب، رويترز، ا ش ا)

ازدياد المخاوف من انزلاق سورية نحو الحرب الأهلية ومفوضية اللاجئين تستعد لتدفق سوريين على الأردن

عمان ـ نيقوسيا ـ دمشق ‘القدس العربي’ ـ وكالات: مع استمرار أعمال العنف في سورية يستعد مكتب المفوضية العليا للأمم المتحدة للاجئين في الأردن لتدفق محتمل للسوريين بأعداد كبيرة عبر الحدود طلبا للجوء.

جاء ذلك فيما دعا رئيس الوزراء السوري عادل سفر المواطنين إلى التصويت في الانتخابات المحلية الاثنين لانقاذ البلاد من ‘المخططات التآمرية’، لكن النشطاء الذين يكافحون للاطاحة بالرئيس بشار الأسد رفضوا الانتخابات قائلين إنها ليست في محلها في وقت يشهد اضطرابات عنيفة.

ومع بدء التصويت اشتبكت قوات الأمن مع منشقين عن الجيش مؤيدين للمعارضة في معارك بدأت تفوق حملة الاحتجاجات السلمية بالشوارع التي أطلقت الانتفاضة ضد الأسد قبل نحو تسعة اشهر مما اثار مخاوف من انزلاق سورية نحو الحرب الأهلية.

وشهد الاثنين ايضا ثاني أيام ‘إضراب الكرامة’ الذي حظي بدعم واسع في معاقل الاحتجاجات في أنحاء البلاد والذي قال نشطاء إن قوات الأمن حاولت كسره بالقوة والتهديدات.

ولم يتضح حجم الاقبال على الانتخابات في مدن مثل حمص وحماة وادلب ودرعا حيث منع الخوف كثيرا من السكان من الخروج من بيوتهم في الأيام الماضية.

ووردت تقارير عن مقتل اربعة اشخاص امس على يد قوات الأمن في محافظة حمص حيث تقول الحكومة إنها تقاتل ‘عصابات إرهابية مسلحة’ يتم التحكم فيها من الخارج. وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) إن الجيش قتل متمردا وأصاب آخرين واعتقل زعيما.

وقتل شخص واحد وأصيب سبعة في ادلب عندما فتحت قوات الأمن النار عليهم. وقال سكان إن دبابات فتحت نيرانها على أحياء تسكنها أغلبية سنية في حمص حيث تماسك الإضراب وقاطع الناس الانتخابات إلى حد كبير. وقتلت شظية صبيا عمره 14 عاما.

وقال نشطاء معارضون إن قوات الأمن تجبر الناس على الذهاب إلى الانتخابات في محافظة ادلب. ووردت تقارير عن انفجارات وإطلاق نيران مدافع رشاشة في جبل الزاوية في ادلب.

وأبلغت المفوضية العليا للأمم المتحدة للاجئين في الأردن عن تزايد أعداد اللاجئين السوريين الوافدين إلى الأردن هربا من حملة القمع التي تنفذها السلطات السورية ضد المعارضين للنظام.

وذكر عرفات جمال ممثل المفوضية في الأردن أن المفوضية استعدت لتدفق أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين.

وقال ‘منذ مارس (آذار) وفي نحو الشهرين الماضيين.. زادت الحركة بعض الشيء. وفي الوقت الحالي يوجد 1500 سوري مسجلين لدينا. ليس هذا العدد الإجمالي في المملكة. هناك ما يقدر بعدة آلاف لكن العدد الرسمي لا يتوفر لدينا. لكن الحركة مستمرة بالتأكيد ونأمل أن يتحقق الأفضل ونحن نستعد لأسوأ الاحتمالات’.

وأوضح أن المفوضية تعمل بالتنسيق مع الدول المانحة لتفادي حدوث أزمة إنسانية على حدود الأردن الشمالية مع سورية.

وقال ‘نعمل بالتعاون مع حكومة وشعب الأردن لضمان يقاء الحدود مفتوحة وألا يمثل الوافدون عبئا على المؤسسات والمجتمع في الأردن. هذا هو ما نفعله بصفة أساسية. لدينا وقت كاف لنستعد ونحظى بمساندة مانحينا لنستعد لهم. نحن نحاول أن نفعل ذلك بالنسبة للوقت الحاضر.. التعامل مع الأعداد الموجودة عندنا الآن.. لكن أيضا أن نكون مستعدين إذا حدث تدفق كبير’.

معظم اللاجئين السوريين في الأردن من أهالي درعا مهد الاحتجاجات المناهضة للرئيس السوري بشار الأسد والتي تشترك في حدود طويلة مع الأردن. ويقول العاملون في المفوضية إن لاجئين آخرين جاءوا من حمص إما لوجود أقارب لهم في الأردن أو بدلا من الخروج إلى لبنان حيث يشكو اللاجئون السوريون هناك من أنهم ليسوا آمنين من السلطات السورية.

ويقول اللاجئون إن الوضع في درعا وغيرها من المدن السورية اصبح بالغ الصعوبة.

وقال لاجىء سوري في عمان ‘كل فترة يأتوا كبسات (مداهمات) على الدور.. يبحثوا عنا. أنا مصاب بظهري. وإذا لم يجدوني يعتقلوا أخي وإن لم يجدوا أخي (يهددونا). فمرة صوبوا الكلشن (البندقية) على هذه الفتاة بصدرها بحثا عني فهربنا إلى الأردن لا نعرف أن نختبئ بالليل أو النهار ولا نعرف أن نمكث في منازلنا’.

السفير فورد لم يتصل بعد وشوفالييه ينوي لقاء قيادييها

أطراف إيرانية رسمية تدعو هيئة التنسيق المعارضة في سورية لزيارة طهران

دمشق ـ ‘القدس العربي’ ـ من كامل صقر: كشف قيادي بارز في هيئة التنسيق الوطنية المعارضة في سورية أن الهيئة تلقت مؤخراً اتصالاً من السفارة الإيرانية بدمشق يتضمن توجيه الدعوة من جهات إيرانية قال القيادي المعارض انها ‘رفيعة’ للهيئة لزيارة العاصمة الإيرانية طهران واللقاء

بمسؤولين إيرانيين هناك.

القيادي المعارض في هيئة التنسيق قال لـ ‘القدس العربي’ ان الهيئة المعارِضة

تستوضح حالياً حول برنامج الزيارة أو الدعوة ومع مَن ستكون اللقاءات، مبيناً أن

الهيئة منفتحة على كل الدول الإقليمية والدولية بما فيها إيران من منطلق المصالح

المتبادلة، رافضاً الكشف عن الجهة التي وجهت الدعوة إذا كانت من مؤسسة الرئاسة

الإيرانية أم من وزارة الخارجية.

وتعتبر ايران أكثر حلفاء سورية قرباً ودعماً لدمشق عبر مواقف سياسية ومساندة اقتصادية تجلت مؤخراً بفتوى للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي بشراء كل الصادرات السورية أياً كان نوعها وبالعملة الصعبة (الدولار).

القيادي ذاته قال أيضاً ان الهيئة لم تتلقَ أية اتصالات من السفير الأمريكي بدمشق روبرت فورد بعد عودته إلى سورية منذ عدة أيام، لكن لقاء قريباً سيجمع قياديين من الهيئة بالسفير الألماني والسفير النرويجي رولف ويلي هانسن كل على حدة، وفق قول القيادي الذي كشف أيضاً أن الهيئة أُبلغت مؤخراً أن السفير الفرنسي إيريك شوفالييه سيتصل بها لتحديد موعد يجمعه بقياديين معارضين في الهيئة.

وكشف القيادي المعارض أيضاً أن لقاء جرى مؤخراً في منزل السفير البريطاني بدمشق سايمون كوليس جمع كوليس بكل من حسن عبد العظيم ومنذر خدام ومحمد العمار، استمزج فيه السفير البريطاني موقف هيئة التنسيق من مسألة فرض منطقة حظر جوي فوق الأراضي السورية، أو مسألة إقامة منطقة عازلة في سورية، وحسب القيادي المعارض فإن ضيوف السفير البريطاني أبدوا رفضهم لهكذا خطوات كونها ستنتهي بتدخل عسكري، فيما شددوا على تأييدهم لأية وسائل تحمي المدنيين عبر الأدوات الحقوقية والقانونية.

ملك البحرين: سوريا تدرب شخصيات بالمعارضة البحرينية

لندن- (رويترز): قال ملك البحرين في مقابلة نشرت الثلاثاء إن سوريا تدرب شخصيات بالمعارضة البحرينية ونفى حدوث انتهاكات منهجية للحقوق اثناء قمع الدولة للاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية هذا العام.

وتأتي المقابلة التي اجرتها صحيفة (ديلي تليغراف) البريطانية مع الملك حمد بن عيسى ال خليفة بعد يوم من اجتماعه مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي حثه على المضي قدما في المصالحة الوطنية والتحاور مع المعارضة البحرينية.

وقال الملك “لدينا ادلة على ان عددا من البحرينيين الذين يعارضون حكومتنا يجري تدريبهم في سوريا… رأيت الملفات واخطرنا السلطات السورية لكنها تنفي اي مشاركة”. ولم يذكر مزيدا من التفاصيل.

وزار الملك حمد لندن الاثنين بعد اسابيع من توصل تحقيق مستقل الى ادلة على انتهاكات حقوقية منهجية بالبحرين والى أن الحكام السنة استخدموا قوة مفرطة لقمع المحتجين والمعتقلين.

ويسيطر العلويون المنبثقون عن الشيعة على سوريا بقيادة الرئيس بشار الاسد. وسوريا حليفة لايران الشيعية التي تحملها البحرين منذ وقت طويل المسؤولية عن اثارة الاضطراب بين الاغلبية الشيعية في البلاد.

ويخرج شيعة البحرين في مظاهرات من حين لآخر احتجاجا على ما يرونه تمييزا في الوظائف والخدمات والتمثيل السياسي وهي تهم تنفيها الحكومة.

وقال الملك حمد “ليست سياسة وزارة الداخلية ان تذهب وتقتل الناس على الطرقات. رجال الشرطة والجنود الذين شاركوا في القتل لم يعلموا بالجانب الانضباطي للأمور”. واضاف انه ستتم محاسبة المخطئين.

وغير الملك الشهر الماضي رئيس جهاز أمن الدولة في اطار تغييرات اخرى بعد اعلان نتائج تحقيق اللجنة البحرينية المستقلة التي رأسها حقوقيون دوليون.

حرب أهلية تعربد في سورية

تسفي بارئيل

الحرب الاهلية في سورية بدأت منذ الان. عندما يعمل ‘الجيش السوري الحر’ الذي يجمع نحو 15 الف هارب، بشكل مبادر اليه ضد الجيش الرسمي السوري، حين أصاب يوم الخميس الماضي دبابة وثلاث حاملات جنود مدرعة وأحرقها، عندما يزرع نشطاؤه عبوات جانبية في طريق قوافل الجيش ويقنصها لا يكون شك بان الاحتجاج السوري ينتقل من مرحلة المقاومة غير السلمية الى المرحلة المسلحة.

برهان غليون، زعيم ‘المجلس الوطني السوري’ المنظمة المركزية ولكن غير الوحيدة للمعارضة السورية أعرب في نهاية الاسبوع عن الامل في الا تتدهور سورية الى حرب أهلية. واضاف: ‘لكن أخشى أننا لن نتمكن من منع ذلك’. وأمس سجلت المعركة الاشد منذ بداية الاحتجاج، عندما قاتل مئات الفارين ضد الموالين للاسد في جنوب الدولة، على مسافة نحو 40 كم عن الحدود مع الاردن.

الاضراب العام الذي أعلن عنه المجلس في معظم المدن الكبرى تم أمس بنجاح، ولكنه جبى ايضا ضحايا عديدة اخرى. 23 شخصا على الاقل قتلوا، محلات عديدة أحرقت، والمئات اصيبوا في اعمال القمع العنيفة التي قامت بها قوات الامن. وهكذا ارتفع عدد القتلى الى نحو 4 الاف شخص منذ بدء الاضطرابات قبل نحو تسعة اشهر.

‘الجيش السوري الحر’ الذي يترأسه العقيد رياض الاسعد، رجل سلاح الجو السوري السابق، ليس فقط الهيئة المعارضة الاكثر تنظيما، بل هو ايضا من يملي الان جدول اعمال المعارضة. بينما المعارضة المدنية، المنقسمة على الاقل بين ثلاث هيئات اساسية، غير قادرة على ان تطرح خطة عمل موحدة وتواصل تجنيد الدعم الدولي للضغط على سورية، تحتاج أيضا الى مساعدة ‘الجيش الحر’ لحماية المتظاهرين.

ولكن للجيش الحر جدول أعمال خاص به وهو ليس دفاعيا فقط. استراتيجيته الجديدة هي خلق تصعيد حيال الجيش السوري الرسمي، بحيث يرتفع عدد القتلى الى مستوى لن تكون فيه الدول الغربية والدول العربية أي ذريعة لعدم التدخل في سورية.

ويعمل الجيش السوري الحر منذ الان كجيش نظامي، موزع على كتائب وسرايا تحمل أسماء عسكرية، فيما ان كل قوة مهمة مكلفة بمدينة اخرى يرأسها قائد. تقارير على مواقع المعارضة على الانترنت تروي عن تهريبات بحجم كبير للسلاح ومواد التخريب من تركيا التي تمنح الجيش الحر مجال عمل في اراضيها، بل وحسب بعض التقارير تدربه.

قوة جيش الفارين محدودة. فليست لديه دبابات وأساس سلاحه هو بنادق كلاشينكوف ومدافع ثقيلة. وهو لا يمكنه أن يتحدى عسكريا الجيش السوري، ولكن بوسعه ان يدير حرب عصابات طويلة ويلحق خسائر. وينضم الى هذا الجيش الان متطوعون كثيرون من دول عربية اخرى، وكذا مواطنون سوريون لا خلفية عسكرية لديهم ممن لم يعودوا يؤمنون بالمقاومة غير العنيفة.

المقاومة العنيفة تستمد الدعم ايضا من تسويف الجامعة العربية التي لا تنجح في أن تفرض على الاسد قبول مراقبين عرب، فما بالك وقف القمع العنيف. العقوبات التي فرضتها الجامعة العربية على سورية تجعل حياة المواطنين البسطاء أصعب، بينما الجيش السوري ونخب السلطة يواصلون تلقي المساعدات من ايران ومن العراق.

العقوبات العربية تأتي ضمن أمور اخرى لتكون بديلا عن نقل ‘المشكلة السورية’ الى الامم المتحدة. للجامعة العربية والدول الغربية ايضا واضح أن التوجه الى الامم المتحدة بطلب لفرض منطقة حظر جوي في سورية (لغة نظيفة للتدخل العسكري) سيصطدم بفيتو روسي وصيني، ويحمل التدخل الدولي الى طريق مسدود.

قناة متجاوزة للامم المتحدة يمكن ان توجد في تركيا. فتركيا والسعودية اطلقتا في الاسبوع الماضي تهديدات صريحة على سورية، عندما أوضح وزير الخارجية التركي أحمد داوداوغلو بان تركيا لن تقف جانبا اذا ما تحولت سورية الى خطر أمني، بينما السعودية أوضحت على لسان تركي الفيصل وزير المخابرات السابق ورجل شديد النفوذ في النظام السعودية بان ‘الاسد لن يغادر الا بالقوة’.

السؤال هو هل ومتى ستترجم تركيا تهديدها الى فعل. الحدود بين الدولتين ليست مغلقة فقط في وجه البضائع، حيث أن مئات الشاحنات التركية تنتظر منذ ثلاثة ايام العبور الى سورية ومنها الى دول اخرى، بل هي حدود ساخنة ايضا. حسب تقارير لمواطنين أتراك، فمنذ بعضة أيام تجري على طول الحدود، في الجانب السوري، معارك هدفها مواطنين سوريين يسعون الى الفرار الى تركيا.

تركيا هي أغلب الظن المفتاح الحيوي لعملية عسكرية ضد سورية، وذلك لانها كعضو في الناتو يمكنها ان تطلب من زملائها في المنظمة العمل معها ضد نظام الاسد. امين عام الناتو، آندرس بو رسماسن، قال الاسبوع الماضي لامير اورن من ‘هآرتس’ ان الناتو لا يعتزم التدخل في سورية، ولكن مصادر في تركيا لا تستبعد ان ترفع تركيا طلبا كهذا الى الناتو اذا ما اشتعلت الحدود. وتشعر تركيا بالضغط من سورية ليس فقط على الحدود بل وايضا في المدن الكبرى التي اندلعت فيها في نهاية الاسبوع مظاهرات لسوريين منفيين ومواطنين أتراك ضد نظام الاسد. وهكذا ازداد التخوف من ان يتحول الموضوع التركي الى موضوع تركي داخلي، يستوجب ردا عمليا وليس فقط تهديدات. بينما تسير الدول العربية والغربية على رُسلها، وحيث أن فرضية العمل هي أن الاسد لن يسقط الا بالقوة، يتطور الجيش السوري الحر ليكون العنصر الاكثر اهمية في الصراع ضد النظام. ومع أن تركيا تحاول اخضاع هذا الجيش لتعليمات المجلس الوطني السوري، الا انه من المشكوك فيه ان تمنع هذه الخطوات تطلعه لتصعيد المعركة لاجتذاب التدخل الاجنبي ولاحقا ليكون القوة التي تأخذ الحكم في أيديها.

الحرب الاهلية تجد تعبيرها ليس فقط في المعركة في الشوارع. فالمزيد من التقارير تصف اعمالا عدائية بين مواطنين علويين وسنة، مؤيدي النظام الذين يتعرضون للشتائم والضرب من جانب جيرانهم، ومواطنين علويين ذوي قدرات اقتصادية يفرون الى دول الخليج خوفا على حياتهم عندما يسقط الاسد. هذا الواقع معروف من عهد الحرب الاهلية في لبنان وفترة تصفية الحسابات التي جرت في العراق بعد اسقاط صدام حسين. اما الان فهو في سورية ايضا.

هآرتس 12/12/2011

بروفيسور اسرائيلي: انهيار النظام في سورية سيؤدي لصعود نظام إسلامي سني ضعيف ودمشق اضعف

زهير أندراوس

الناصرة ـ ‘القدس العربي’ من زهير أندراوس: ما زال الجدل في الدولة العبرية حول مصير الرئيس السوري، بشار الأسد، يُسيطر على الدراسات والتحليلات التي تصدر تقريبًا بشكلٍ يومي، بحيث بات الانقسام سيد الموقف، وربما يدخل هذا الانقسام في إطار الحرب النفسية التي تخوضها تل أبيب ضد دمشق في محاولة لخلط الأوراق، فعلى سبيل الذكر لا الحصر، رأى المحلل للشؤون العسكرية في صحيفة ‘هآرتس’ العبرية أن الأسد، يأخذ في فقدان سيطرته على الدولة، التي تغرق بالتدريج في الفوضى، إلا أن موعد نفاد مفعول النظام ليس معروفًا، ولكنه أشار إلى أن وزير الأمن الإسرائيلي، إيهود باراك، قال إن مصير الأسد بات محسوما متوقعا للأسد أشهرا قليلة، في أبعد الأحوال سنة في المنصب، وأكد باراك أن نظام بشار الأسد لن يصمد في وجه حركة الاحتجاجات الداخلية، ولا سيما بعدما فقد دعم الولايات المتحدة وأوروبا وتركيا، لافتًا إلى أن سقوط نظام الأسد يمثل ضربة قاسية لمحور إيران وحزب الله وحماس.

وبرأيه، فإن سقوط الأسد سيجلب البركة للمنطقة، على حد قوله، زاعمًا أن الأسد وحكومته سيضطرون للاستقالة خلال الأسابيع القليلة القادمة.

باراك الذي تحدث خلال المؤتمر الدولي للسياسات المنعقد في فيينا، قال إن الأيام الأخيرة تشهد معارك بين الموالين للأسد والمتمردين الأمر الذي يعكس مدى التدهور الذي وصلت إليه عائلة الأسد، على حد قوله. وأضاف باراك، إنه من غير المعلوم ماذا سيكون بعد سقوط نظام الأسد ولكن في كل الأحوال فإن سقوطه سيشكل ضربة لمحور إيران حزب الله.

أما لجهة الهواجس المسوقة في إسرائيل حيال اليوم الذي يلي سقوط الأسد، فلفت باراك إلى أن الوضع في سورية على خلاف الوضع المصري، إذ هناك إمكانات ضئيلة في أن يسيطر الإخوان المسلمون على السلطة. أما رئيس الموساد السابق مائير دغان، فقد قال في محاضرة بكلية نتانيا إن الأسد نجح خلال الفترة القصيرة الماضية، من خلال بعض الإجراءات والعمليات العسكرية في تحسين الأوضاع الأمنية، ومحاولة إحكام السيطرة على زمام الأمور في دولته، على حد تعبيره، لافتًا إلى أن سقوط الأسد يصب في مصلحة الدولة العبرية.

من ناحيته أشار المحلل العسكري في موقع صحيفة (يديعوت أحرونوت) على الإنترنت، رون بن يشاي، فقال إن معظم التنظيمات والشخصيات في المعارضة السورية وزعماء الإخوان المسلمين هم خارج سورية، صحيح أنهم يخوضون معركتهم الافتراضية بنجاح، ويحصلون على التعاطف مع حركة الاحتجاج، ويضعفون شرعية نظام عائلة الأسد على الصعيدين الوطني والدولي، لكنهم ضعفاء على الصعيد التنظيمي، وغير قادرين على تقديم زعامة وحكم بديل من الحكم القائم، ولهذا السبب لم تظهر في أي مكان في سورية كتلة حاسمة من الجماهير المندفعة القادرة على التغلب على عنف النظام مثلما حدث في مصر وفي تونس وفي جزء من ليبيا. وحصر بن يشاي، الأسباب التي تدفعه للتأكيد على صلابة وقوة نظام الأسد في مواجهة الاضطرابات التي تشهدها سورية، في سببين، الأول: التصميم الكبير الذي تظهره عائلة الأسد وقيادة حزب البعث في مساعيهما للتمسك بالسلطة، وعدم تورعهما عن استخدام أية وسيلة للمحافظة عليها. أما السبب الثاني: قدرة النظام السوري على الحفاظ على ولاء الجيش والأجهزة الأمنية والطائفة العلوية وطبقة رجال الأعمال، والتي ساعدت النظام السوري على تحقيق أهدافه.

في سياق متصل، حددت ورقة بحث، أعدها البروفيسور الإسرائيلي إيال زيسر، حملت عنوان (الانتفاضة السورية، التأثيرات على إسرائيل)، مقاربة تأثيرات الحدث السوري على إسرائيل، من خلال خمس فرضيات، يمكن الإشارة إليها على النحو الآتي: الأولى تؤكد على أنه برزت في مختلف أطراف سورية قوى اجتماعية جديدة تنخرط حاليًا في صراع من أجل الصعود إلى السلطة والسيطرة على المركز، مشيرا إلى أن منطقة المركز تؤيد وتدعم النظام، وبالمقابل لذلك فقد انقلبت الأطراف على المركز وأنه قد حدث بفعل تأثير العوامل السوسيولوجية الاقتصادية.

أما الثانية فتقول إن الحركات الإسلامية في منطقة الشرق الأوسط خلال الأعوام الماضية بقيت أكثر تأييدًا للنظام في لدمشق، ولكن مؤخرًا، وعندما اندلعت الفعاليات الاحتجاجية السياسية السورية، فقد تخلت هذه الحركات الإسلامية عن تأييد دمشق، ومن أبرز الأمثلة التي تدل على ذلك، موقف الزعيم الديني الإسلامي السني الدكتور يوسف القرضاوي الأخير إزاء دمشق.

أما الثالثة، فتتعلق بالعلاقات بين تركيا وسورية، فقد ارتبطت تركيا خلال السنوات الماضية بعلاقات تعاون وثيقة مع النظام في سورية، الأمر الذي حول رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى الحليف الرئيسي لدمشق في المنطقة، ولكن، وبسبب توجهات أردوغان الإسلامية السنية، فقد بات في الآونة الأخيرة أكثر اهتمامًا بتفضيل الوقوف إلى جانب المعارضة السنية السورية، وبالذات حركات الإخوان المسلمين السورية مفضلاً بذلك الوقوف إلى جانب دمشق.

ويرى البروفيسور زيسر في الفرضية الرابعة أن انهيار نظام البعث سوف يؤدي إلى صعود نظام إسلامي سني ضعيف، بما سوف يؤدي إلى استبدال دمشق القوية بدمشق الضعيفة.

وبرغم ذلك، فمن المتوقع أنْ تواجه إسرائيل بعض عمليات العنف الإرهابية المتقطعة في مناطق الحدود، ومع ذلك، فإن خيار انهيار دمشق الحالية هو الأفضل لإسرائيل طالما أنه يؤدي إلى استبدال دمشق القوية بـدمشق الضعيفة، على حد وصفه.

أما الفرضية الخامسة والأخيرة تقول إن صعود المعارضة السنية الإسلامية السورية إلى سدة الحكم سوف يؤدي إلى استبدال دمشق الحالية بدمشق أخرى أكثر اهتماما باعتماد السياسات الخارجية التي تكون من جهة معارضة لإيران وحزب الله اللبناني، وفي نفس الوقت من الجهة الأخرى تكون حليفة لواشنطن والبلدان الغربية الأوروبية، وهو الأفضل لإسرائيل. علاوة على ذلك، فقد تطرقت ورقة البروفيسور زيسر في استنتاجاتها الختامية لجهة عقد مقارنة بين فعاليات ونتائج الحدث المصري، وفعاليات ونتائج الحدث السوري، وفي هذا الخصوص أشار إلى النقاط الآتية: في مصر كان نظام الرئيس حسني مبارك داعما للمصالح الإسرائيلية، وبالتالي فقد كانت إسرائيل وواشنطن أكثر حرصاً على دعم استمراره. في سورية، النظام الحالي هو الخصم الرئيسي لإسرائيل، والعقبة الرئيسية أمام صعود قوة إسرائيل كطرف مهيمن على الشرق الأوسط، وبالتالي فإن إسرائيل وواشنطن سوف يظلون أكثر حرصاً على دعم عدم استمراره.

الغارديان’: مهربو السجائر انتهزوا الفرصة لتهريب الاسلحة للمقاومة السورية

مجلس قيادة الداخل: معارضة الخارج لا وزن لها.. والنوم مع الكلاشينكوف احسن مع الزوجة

لندن ـ ‘القدس العربي’: دعوة المعارضة الوطنية في سورية للاضراب وحرق المركبات العسكرية التابعة للجيش السوري في درعا، تطوران يظهران المدى الذي وصلت اليه الثورة في سورية، حيث ينظر اليهما على انهما اشارة لبداية فقدان الرئيس السوري بشار الاسد سيطرته على السلطة. وتظهر التقارير الواردة من داخل سورية ان جيش سورية الحر ـ يزيد عدد افراده عبر تزايد عملية الهروب من الجيش السوري، كما استهداف منشآت الدولة في الشهر الماضي واستمرار المواجهات التي يتحدث عنها الجيش السوري مع ‘الارهابيين’ مع ‘قوات حفظ النظام’ دليل على الازمة التي يعاني منها النظام، فيما يخشى ان تتحول المواجهات الى حرب اهلية بدأت ملامحها تظهر في مدينة حمص، المدينة التي ذاقت مرارة القمع من النظام وتحولت الى مركز للمواجهة فيما انقسم سكانها بحسب الهوية الطائفية.

ولان المقاتلين داخل سورية بحاجة للسلاح والعتاد، فان عددا من التقارير تحدثت عن مسارات متعددة للسلاح القادم الى سورية، من لبنان او عبر الحدود التركية فيما ذهبت بعض التقارير للاقتراح ان بعضها يأتي عبر الحدود مع سورية من السعودية، فيما يؤكد المقاتلون ان معظم اسلحتهم تأتي من الجيش النظامي.

وفي تقرير لمراسل صحيفة ‘الغارديان’ البريطانية فان تتبع خط المهربين الذين كانوا يهربون في السابق الدخان من تركيا واصبحوا يهربون الاسلحة. وشاهد غيث عبد الاحد عملية تهريب شحنة من تركيا حيث نقلت مسدسات ورصاص وانواع مختلفة من القذائف.

وتنقل الشحنات بعد تفريغها من الحافلات على الحمير والبغال حيث تمر بطريق وعر. ويقوم المهربون بمحاولة تجنب نقاط المراقبة على الحدود، مشيرا الى انهم يلعبون لعبة القط والفأر.

ويصف المراسل وصول المهربين الى قرية قريبة حيث كان بانتظارهم رجل بشاحنة ينتظر نقل الشحنة. وقال انه بعد ثمانية اشهر من القمع الذي مارسها النظام على المتظاهرين فان البلاد يبدو انها تسير نحو الحرب الاهلية. واضاف ان كثيرا من المحتجين ممن شاهدوا افرادا من عائلاتهم واصدقاء يقتلون ويعتقلون ويختفون في المعتقلات بدأوا يبحثون عن طرق للقتال والرد على النظام.

ويقول ان المهربين الذين شعروا ان امامهم فرصة للاستفادة من الوضع اسرعوا اليها، حيث تدخل الاسلحة من لبنان في الجنوب ومن تركيا والعراق في الشمال. ونقل عن احد المهربين قوله انهم كانوا في الماضي يهربون السجائر من لبنان، ولكنهم توقفوا عن تهريبه ولا يتعاملون الا مع تهريب ‘الاسلحة فقط’. ويقومون بنقل ثلاث شحنات في اليوم.

ويقول المراسل انه بعد تأمين عملية التهريب ذهب الى بلدة بنيشة في محافظة ادلب، لمقابلة محي وابو سليم في منطقة ادلب، حيث قال ان مهمة ابو سليم هي تأمين اسلحة وذخائر بعد نفادها. ويقول ابو سليم انه ما دعاه لاخذ المهمة على عاتقه نفاد ذخيرته بعد ان جاء الجيش الى بلدته بنيشة حيث وقف يراقب’الكلاب’ اي الجنود وعندها قرر ان يسلح كل ابناء قريته. ويقوم الان بالتجول في القرى والصحراء ليقابل المهربين ويبحث عن اسلحة قديمة، واستطاع بجهوده زيادة عدد الكلاشينكوفات حيث قال ان اخر مرة هاجم فيها الجيش لم يكن هناك سوى 300 اما الان فقد بلغ عددها 600. وينقل عبدالاحد قصص المواطنين في البلدة الذين باعوا حلي زوجاتهم وسياراتهم وحتى اثاث بيوتهم كي يحصلوا على السلاح حيث يقولون ان النوم مع الكلاشينكوف افضل من النوم مع زوجاتهم. ويواصل الصحافي قوله انه رافق ابو سليم ومحيي لمقابلة اعضاء مجلس قيادة الثورة في قرية بعيد حيث مروا في طريقهم على قائد من المقاتلين السابقين في العراق.

مجلس قيادة الثورة

ووصف مركز مجلس القيادة بانه بيت يختبئ فيه 50 مقاتلا توزعوا على عدة غرف كانوا يصلون ويأكلون ويتحدثون عن التعذيب اثناء عهد والد بشار حافظ الاسد فيما احكم غلق النوافذ وتغطيتها بالقماش واغطية الفراش وما الى ذلك. ويقول ان المقاتلين المعارضين للنظام اليوم هم خليط ابناء العشائر والمزارعين وابناء المدن، اسلاميون ووطنيون ، كهول وشباب. ونقل عن قائد منهم واسمه عمر قوله انهم بدأوا الثورة لانهم يريدون حياة افضل ومعاملة كالبشر. مضيفا انه عومل طوال حياته كمواطن من الدرجة العاشرة فيما سيطر الاسد وعائلته على البلاد. فيما وصف عضو اخر الثورة الحالية بانه ثورة الشباب الذين يقودونها، وهم الجيل الذي لم يشاهد فظائع الثمانينات من القرن الماضي. وعمن يقود الثورة معارضة الداخل ام الخارج، قال القيادي ان الثورة السورية ليس لديها قاعدة مثل بنغازي – في اشارة للثورة الليبية – فالمعارضة في الخارج التي يقودها المجلس الوطني السوري لا وزن لها في الداخل، وابناء الداخل هم يقودون الثورة لكن مشكلتهم انهم خائفون ولا يستطيعون الحديث علانية.

واشار الى مخاوف الثوار قائلا انهم رجال من مناطق مختلفة لا يثق بهم ولا يثقون به خشية ان يكون بينهم مخبر للنظام، ولهذا يأخذون جانب الحذر دائما. ويقول انه لا يعول على انشقاق كبير في الجيش السوري لان معظم قادته من العلويين ولكن في حالة وجود منطقة آمنة فان هناك امكانية لهروب الكثيرين من الجيش. وشاهد عبد الاحد عملية بيع اسلحة من مهربين من قبيلة شمر التي تمتد من سورية الى شمال العراق حيث اشتروها من مهربين عراقيين. وقال المهربان انه لم يعد بامكانهما الحصول على اسلحة من الموصل لانهم افرغوها من السلاح اي لم يعد بامكان المهربين هناك تأمينها.

ليس من واجبنا التخلص من الاسد

وفي مقال للمحرر السياسي في مجلة ‘نيوستيسمان’ البريطانية في ‘الغارديان’، مهدي حسن جاء فيه ان من علامات سقوط اي ديكتاتور كما اظهر الربيع ان تحديه لشعبه يتحول الى خداع النفس، مشيرا الى مقابلة الاسد الاسبوع الماضي مع شبكة اي بي سي الامريكية. وانكار الذات جاء عندما قال الاسد ان القوات المسلحة ليست قواته بل قوات الحكومة وهو لا يعطي الاوامر. ويضيف الكاتب ان تصريحاته تعني انه يريد المواصلة، حيث قيل انه رفض عروضا للتنحي والاقامة في دولة خليجية او اخرى، ويقول الكاتب ان الاسد وجيشه حتى الان اظهرا قوة وتصميما، وعليه من الباكر الحديث عن نهايته. ويذكر الكاتب انه بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري عام 2005 افترض الكثيرون في الغرب ان الاسد الرئيس المرفه والمتعلم في الغرب قد انتهى وثبت خطأ تحليلاتهم حيث خرج من الازمة قويا ويدلي بارائه في قضايا المنطقة الساخنة.

ويربط الكاتب معادلة سورية بالصراع الدولي حيث تريد كل من امريكا واسرائيل رحيله كي يتم عزل سورية عن ايران وتوجيه ضربة قوية لطهران، فيما تقوم روسيا بحمايته من اجل حماية مصالحها، وحماية مصالحها الداخلية خاصة في المناطق المتقلبة في داغستان وتركمانستان. فيما ترغب دول الخليج بدعم الغالبية السنية ضد حكم الاقلية العلوية ـ الشيعية.

ويشير الكاتب الى ما قاله الخبير في الشأن السوري فلينت ليفريت انه ليس من الواضح ان النظام يترنح، فيما لم يحدد احد سيناريو واضحا تقوم فيه ‘المعارضة’ بالسيطرة على البلاد. ويقول الكاتب ان ليفريت محق بوضع المعارضة بين قوسين لان المعارضة السورية هي معارضات واعضاؤها ليسوا بقادرين على الاتفاق على اهداف وتكتيكات.

ويرى ان اهم نقطة للتوتر هي العلاقة بين معارضة الداخل والخارج، فالاولى تقول انها هي التي تتلقى الرصاص فيما يكتفي من في الخارج بالتظاهر. بل ان المجلس الوطني السوري نفسه يعاني من انقسامات في داخله بين الاخوان المسلمين من جهة والعلمانيين والاكراد الذين يرفضون فرض طابع عربي على الدولة. كما ان المجلس مختلف من جهة الاسلوب مع جيش سورية الحر الذي بدأ بعمليات ضد قوات النظام وهو ما يحاول المجلس تحاشيه خوفا من الحرب الاهلية. ويضاف الى ذلك البعد الطائفي للنزاع.

وفي غياب موقف دولي وموحد في الامم المتحدة واستبعاد عمل عسكري من قبل الناتو وموقف غامض من اوروبا فان الامر يعود الى السوريين بكل اطيافهم العمل على انجاح الثورة لان الحقيقة المرة هي انه ‘ليست مهمتنا التخلص من الاسد’ يقول الكاتب.

العربي: لم يوافق أحد من وزراء الخارجية العرب على الشروط السورية

الكويت ـ يو بي آي: اعلن امين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي ان احدا من وزراء الخارجية العرب لم يوافق حتى الآن على شروط دمشق للتوقيع على المبادرة العربية لحل الأزمة السورية.

وقال العربي في حديث نشرته صحيفة ‘الأنباء’ الكويتية الإثنين انه ‘حتى الآن لم يوافق أحد من الوزراء العرب على الشروط السورية’، مشيرا الى انه لا يتحدث عن مشاوراته حول هذا الشأن مع الوزراء العرب ‘لأن الأمر سيناقش خلال الاجتماع الوزاري العربي’ في نهاية الاسبوع الحالي.

وردا على سؤال عن الوساطة العراقية التي أعلنت خلال زيارته لبغداد بين سورية والجامعة العربية قال العربي ‘ان العراق لم يحل الأزمة’.

واضاف ‘هناك مساع يقوم بها رؤساء دول ورؤساء حكومات يتصلون بسورية، ويتوسطون لحل الأزمة’، لكنه لم يشر الى تلك الدول وقال ‘لا أستطيع ان أقول ان دولة ستحل الأزمة السورية’. وعن مضمون رسالته الى النظام السوري التي أرسلها بعد الرد السوري المشروط على توقيع بروتوكول المراقبين اجاب ‘رسالتي ببساطة هي رسالتكم التي فيها شروط جديدة يجب ان تعرض على المجلس الوزاري ولم أستطع البت فيها’.

واضاف ‘أرجو من وزير خارجية سورية (وليد) المعلم وأدعوه للتوقيع’.. لأنه أرسل في المرة الأولى جوابا فيه تفويض لنائب الوزير بالتوقيع، وفي المرة الثانية اعرب عن الإستعداد للتوقيع، و’في كل مرة شروط جديدة.. أرجوه ان يخلص من الموضوع’.

وقال ’21 دولة عندها اهتمام شديد بالقضية ولا يقبلون ما يحدث في سورية، وفي الوقت نفسه يرغبون ان يبقى الحل في البيت العربي’.

وأشار الى انه في حال وافقت سورية ووقعت خلال 24 ساعة فإنه ‘سيكون فيها مراقبين من كل الدول العربية ليشاهدوا بأنفسهم ويكونون ضمانا لتوفير الحماية للشعب’.

الأردن: تحركات ومؤتمرات ضد التدخل الأجنبي في سوريا

محمد السمهوري

عمّان | الوقوف الى جانب سوريا يأخذ أشكالاً عديدة في العاصمة الأردنية عمان. الشارع منقسم على نفسه تجاه الأحداث، وما يترتب عليها عربياً ودولياً، فهناك من هو مع إسقاط النظام السياسي السوري، ومن يتخوف من مؤامرة تستهدف وحدتها وسلمها الاجتماعي تحت شعارات وذرائع مختلفة.

وبين من يقف أمام السفارة السورية في عمان مطالباً بطرد سفيرها، ومن يطالب بالدفاع عما تمثله، تتحرك العاصمة الأردنية على إيقاع سريع، ويتوسع الشرخ الذي يمثله انعكاس الأحداث وظلالها على الشارع الأردني.

الأردنيّون لا يعدّون وقوفهم الى جانب سوريا غريباً، بل امتداداً لدعمهم للقضايا العربية في أزماتها وثوراتها الحالية، لكنّ الواقفين الى جانب سوريا ونظامها السياسي يتخوفون من تكرار الحالة العراقية بعد الاحتلال الأميركي فيها، الأمر الذي دفع العديد من الأحزاب اليسارية والقومية وعشائر وشخصيات وطنية وشعبية في الآونة الأخيرة إلى التحرك للتعبير عن دعمهم.

ففي مدينة الكرك (جنوب) طالبت شخصيات ووجهاء وفعاليات حزبية الحكومة بعدم التدخل في الشأن السوري، مذيلة طلبها بتوقيع 300 شخصية من نواب سابقين ونقابيين وحزبيين ومثقفين ورؤساء بلديات، إضافةً إلى تجار وفعاليات شعبية وأهلية، وقدمته الى الجهات الرسمية.

المذكرة التي وُقّعت هي نتيجة اجتماع دعا إليه حزب البعث العربي التقدمي، حيث أشار الموقعون إلى أن «أبناء محافظة الكرك يطالبون الحكومه الأردنية بعدم الانصياع والرضوخ للضغوط الخارجية لإقحام الأردن في الشأن السوري».

الرفض الذي عبّر عنه المشاركون في هذا الاجتماع جاء للتعبير عن مخاوفهم من «مشاركة رسمية أردنية، وتحت أي ذريعة او عنوان بما في ذلك بناء المخيمات للاجئين مفترضين، أو إقامة مناطق عازلة ضمن سياسة محاصرة سوريا التي تنفذها أطراف دولية».

صورة العراق ما بعد الاحتلال الأميركي، وما عاناه الشعب العراقي، حاضران في أذهان الأردنيين، فقد أكد الموقعون ضرورة الوقوف في وجه المؤامرات الغربية والصهيونية التي تحاك ضد الأمة العربية، محذرين من الانخداع بشعارات الحرية المزيفة، التي يروجها الأميركان وحلفاؤهم الأوروبيون، وهي نفسها تلك التي احتلوا العراق بموجبها.

إلا أن الأحداث وتبعاتها في سوريا لم تتوقف عند اجتماع مدينة الكرك، بل سارع تجمع (شباب أردنيون ضد التدخل الأجنبي في سوريا والوطن العربي) الى الدعوة لعقد المؤتمر الأول لمناهضة التبعية والتدخل الأجنبي في الوطن العربي، يوم الجمعة المقبل. وسيخصص الاجتماع للدفاع عن سوريا، وذلك بمشاركة شخصيات سياسية وأكاديمية سوف تتناول تحليل الموضوع والتدخلات وتداعياتها على الأردن والوطن العربي.

وسوف يناقش المؤتمر أربع أوراق عمل: «الهوية القومية والمخاطر التي تستهدفها، يقدمها د. إبراهيم ناجي علوش، وأثر العقوبات الاقتصادية الموجهة إلى سوريا سلباً في الاقتصاد الأردني، يقدمها د. أحمد السعدي، وأهداف المؤامرة على سوريا، يقدمها د. جورج حدادين، والجامعة العربية في وضعها الراهن، يقدمها د. هشام الغصيب».

وكان التجمع، الذي أعلن إنشاؤه في 25 من الشهر الماضي، قد أكد في بيانه التأسيسي رفضه «انخراط الأردن في أية مؤامرات ضد سوريا، أو ضد أي قطر عربي آخر، وأعلنوا بوضوح شديد بطلان معاهدة وادي عربة وكل المعاهدات والاتفاقيات المذلة في المجالات كافة»، كما دعا إلى إعادة الاعتبار للمشروع القومي النهضوي العربي، والتأكيد على نهج المقاومة سبيلاً وحيداً لتحرير الأمة من الاستعمار والتبعية، فضلاً عن نشر وتكريس الوعي العربي الجامع، الرافض للتبعية، والهادف إلى الارتقاء بالأمة في إطار مشروع نهضوي عربي.

وأكد التجمع على ضرورة التصدي لكل أشكال التبعية، داعياً إلى الحفاظ على القيم المجتمعية العربية والإسلامية في وجه مخططات تشويه الوعي العربي وتغريب المفاهيم، كمقدمة لإنهاء الحضارة العربية الإسلامية.

الأمم المتحدة ترصد مقتل 5000 سوري منذ بداية الثورة

منذ بدء الاحتجاجات الشعبية في منتصف آذار الماضي، تسارعت التطورات الأمنية من انفجار فجر اليوم الثلاثاء، بأنبوب غاز، الى إحباط حرس الحدود السوريين محاولة تسلل «مجموعة إرهابية» آتية من الحدود مع تركيا. بدورها، أكدت الأردن عبر لسان المتحدث الرسمي باسم حكومتها أن بلاده ترفض بشدة أي تدخل عسكري أجنبي في سوريا، في الوقت الذي أعلنت فيه الأمم المتحدة أنها أبلغت مجلس الأمن الدولي بأن عدد القتلى تجاوز الـ 5000.

وقد توالت ردود السوريين على توقيت الانتخابات المحلية، إذ قال وزير الإعلام السوري عدنان محمود إن «هذه الانتخابات جرت في توقيتها المحدد وفق البرنامج الزمني الذي وضع لعملية الإصلاح الشامل وتنفيذ القوانين والقرارات المرتبطة بها»، بينما نقلت وكالات الأنباء عن معارضين استغرابهم لتنظيم انتخابات في هذه الظروف، فالمدن المشاركة في حركة الاحتجاج لا علاقة لها بهذه الانتخابات». وقال أحد هؤلاء إن الاقتراع يجري «في المناطق التي لم تشارك في الحركة الاحتجاجية ضد النظام»، ودعت المعارضة إلى تصعيد الإضراب والعزوف عن إرسال الأطفال إلى المدارس.

بدوره، أكد راكان المجالي، وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام والاتصال في تصريحات صحافية أن بلاده ترفض بشدة أي تدخل عسكري أجنبي في سوريا، وقال المجالي، وهو أيضاً المتحدث الرسمي باسم الحكومة لصحيفة «الغد»، إن «الموقف الأردني ثابت حيال هذا الموضوع»، مشيراً الى أن «الأردن يرفض أي تدخل أجنبي عسكري في الشأن السوري».

كذلك أكد الوزير رفض بلاده أن تكون منطلقاً لأي تدخل عسكري محتمل في سوريا. ونفى المجالي نفياً قاطعاً انتشار قوات عسكرية من حلف الناتو والجيش الأميركي، قرب قرى في محافظة المفرق، بمحاذاة الحدود السورية، خلال اليومين الماضيين، وقال إنه «لا وجود لأي قوات أو أي وجود بالمعنى العسكري في المفرق».

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن حرس الحدود السوريين أحبطوا محاولة تسلل لـ«مجموعة إرهابية» آتية من الحدود مع تركيا وقتلوا عنصرين منها. وأوضحت الوكالة أن المجموعة المؤلفة من 15 مسلحاً أتت من الحدود التركية في قرية عين البيضا بمحافظة إدلب. ووقع انفجار فجر اليوم، بأنبوب غاز في منطقة حمص، وذكرت وكالة سانا أن مجموعة «إرهابية مسلحة» فجرت أنبوب غاز قرب مدينة الرستن في حمص من دون وقوع ضحايا، موضحة أن السلطات ستقوم بإصلاح الأنبوب. من جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان نقلاً عن ناشط في المكان «لا علاقة للثوار أو المنشقين بتفجير الخط (الغاز) بين بلدة تلبيسة ومدينة الرستن»، وهو رابع حادث يستهدف البنى التحتية لنقل النفط والغاز منذ آذار الماضي.

على صعيد آخر، صرّحت نافي بيلاي، المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة أنها أبلغت مجلس الأمن الدولي بأن عدد قتلى الحملة على المحتجين التي مضى عليها تسعة أشهر في سوريا تجاوز الآن 5000، وكان عدد القتلى الذي ذكرته بيلاي قبل عشرة أيام فقط أكثر من 4000. وقالت بيلاي للصحافيين بعدما قدمت إفادة للمجلس في جلسة مغلقة عن الوضع في سوريا، الذي وصفته بأنه «لا يطاق»، «اليوم أخبرت بأن الرقم تجاوز الـ 5000»، ويتضمن الرقم مدنيين وجنوداً منشقّين ومن تمّ إعدامهم لرفضهم إطلاق النار على المدنيين، لكنه لا يشمل أعضاء من الجيش وأجهزة الأمن الأخرى قتلوا بأيدي قوى المعارضة.

(رويترز، ا ف ب، سانا)

7 قتلى من الأمن السوري في هجوم لمنشقين و11 قتيلا في إدلب

أ. ف. ب.

نيويورك: افاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن مقتل سبعة من عناصر قوات الامن السورية الثلاثاء في هجوم شنه منشقون في محافظة ادلب، في بيان تلقته وكالة فرانس برس.

وجاء في البيان “قتل سبعة من عناصر الامن قبل قليل اثر هجوم نفذه منشقون على موكب امني كان يسير على طريق ادلب باب الهوى” مشيرا الى ان الهجوم تم “ردا” على سقوط 11 قتيلا في وقت سابق الثلاثاء في المحافظة الواقعة على مسافة 320 كلم شمال غرب دمشق.

وكان المرصد اعلن مقتل 11 شخصا واصابة العشرات بجروح “اثر اطلاق رصاص من قبل قوات الامن والشبيحة فجر اليوم (الثلاثاء) في قريتي معرة مصرين وكفريحمول” في محافظة ادلب ، بدون اعطاء اي تفاصيل اخرى.

وجاء في البيان “استشهد 11 مواطنا واصيب العشرات بجروح اثر اطلاق رصاص من قبل قوات الامن والشبيحة فجر اليوم في قريتي معرة مصرين وكفريحمول” في محافظة ادلب (320 كلم شمال غرب دمشق)، بدون اعطاء اي تفاصيل اخرى.

وفي المحافظة نفسها ذكرت وكالة الانباء السورية (سانا) اليوم الثلاثاء ان حرس الحدود السوريين احبطوا محاولة تسلل ل”مجموعة ارهابية” آتية من الحدود مع تركيا وقتلوا عنصرين منها في قرية عين البيضا بمحافظة ادلب.

ونفت تركيا السماح بهجمات انطلاقا من اراضيها.

وقال دبلوماسي تركي الثلاثاء لوكالة فرانس برس “ان تركيا لا تسمح مطلقا باي هجوم على بلدان اخرى او مجاورة انطلاقا من اراضيها”

وتستقبل تركيا حوالى 7500 سوري هربوا خوفا من قمع التظاهرات المناهضة للحكومة في بلادهم.

كما تستقبل ايضا منشقين عن الجيش السوري بينهم العقيد رياض الاسعد قائد الجيش السوري الحر الذي ينفذ منذ اسابيع هجمات على القوات النظامية والميليشيات الموالية للنظام.

وفي السابع من كانون الاول/ديسمبر فرضت تركيا عقوبات جديدة على سوريا بعد مجموعة اولى من التدابير اتخذتها بحقها في 30 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.

القمع في سوريا يخلف أكثر من 5 آلاف قتيل

أعلنت المفوضة العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة نافي بيلاي في حصيلة جديدة الاثنين سقوط “اكثر من خمسة الاف قتيل” جراء اعمال القمع في سوريا، حاملة في مجلس الامن على عدم تحرك الاسرة الدولية حيال الازمة في هذا البلد.

وقالت بيلاي خلال مؤتمر صحافي في ختام اجتماع لمجلس الامن “اليوم ابلغت بان عدد (القتلى) تخطى خمسة الاف”.

وذكرت بيلاي بحسب دبلوماسيين حضروا اجتماع مجلس الامن ان لدى الامم المتحدة معلومات تفيد عن مقتل اكثر من مئتي شخص منذ الثاني من كانون الاول/ديسمبر بايدي القوات السورية.

وكانت اخر حصيلة للامم المتحدة تفيد عن مقتل اكثر من اربعة الاف شخص بايدي القوات السورية منذ بدء الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الاسد في اذار/مارس الماضي.

وشكك الرئيس السوري بشار الاسد الاسبوع الماضي بمصداقية الامم المتحدة ردا على سؤال حول الحصيلة في مقابلة اجرتها معه قناة تلفزيونية اميركية.

وتحدثت بيلاي امام مجلس الامن استجابة لطلب من فرنسا وبريطانيا والمانيا.

واخفق مجلس الامن حتى الان في التوافق على قرار يدين القمع في سوريا بسبب اعتراض روسيا والصين، العضوين الدائمين في المجلس اللذين سبق ان استخدما حق النقض (الفيتو) ضد قرار مماثل في الرابع من تشرين الاول/اكتوبر. ولم تظهر روسيا حليفة النظام السوري منذ ذلك الحين اي بوادر تشير الى تليين موقفها.

واكدت بيلاي بحسب الدبلوماسيين ان “معلومات ذات مصداقية جمعها موظفو (المفوضية) تثبت ميلا الى استخدام التعذيب بشكل منهجي وواسع خلال جلسات الاستجواب”.

واكدت بيلاي نقلا عن مصادر جديرة بالثقة ان اكثر من 300 قاصر قتلوا بايدي القوات السورية، 56 منهم خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر وحده وانه يجري استخدام المدارس كمراكز اعتقال.

وقالت بيلاي ان “قتل اطفال بضربهم او اطلاق النار عليهم خلال التظاهرات” بات من الممارسات “الشائعة” مثل “التعذيب وسوء المعاملة”.

وحذرت من ان “تقاعس الاسرة الدولية سيجعل السلطات السورية تتجرأ اكثر وسيضمن افلات مرتكبي (هذه المجازر) من العقاب”.

وفي ختام كلمة نافي بيلاي، اعرب السفير الروسي لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين عن “قلقه”. وقال “اننا متحدون جميعا في التعبير عن قلقنا البالغ ازاء التطورات الماساوية التي جرت في سوريا في الاشهر الاخيرة وفي رغبتنا في ان يتوقف كل ذلك”.

غير انه اكد ان موقف روسيا لم يتبدل وقال “ما طالبت به روسيا هو الحوار. للاسف رأينا بعض الاعضاء الاساسيين في الاسرة الدولية ومجلس الامن يبدلون موقفهم ويتجهون الى خيار +تغيير النظام+ (في سوريا)، ما يصرف الاهتمام عن الحوار داخل سوريا وبين الجامعة العربية وسوريا” محذرا من ان “هذا في غاية الخطورة”.

وفي المقابل، انتقد السفير الفرنسي لدى الامم المتحدة جيرار آرو بحدة تقاعس مجلس الامن معتبرا انه “يتحمل مسؤولية معنوية عما يحصل اليوم في سوريا”.

وقال ان “فرنسا تعتبر مع غيرها من اعضاء مجلس الامن ان صمت المجلس فضيحة”.

من جهته قال السفير البريطاني لدى الامم المتحدة مارك ليال غرانت “نعتقد الان ان على المجلس ان يتحرك” فيما اعلن السفير الالماني في المنظمة الدولية بيتر فيتيغ انه “من غير المقبول ان يحكم على المجلس بالبقاء صامتا”.

وكان وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي اعرب في وقت سابق عن “صدمته” لما سمعه عن الاوضاع في سوريا.

اما روزماري ديكارلو مساعدة سفيرة الولايات المتحدة لدى المنظمة الدولية فقالت “نعتبر ان لزوم مجلس الامن الصمت خلال الاشهر الاخيرة هو امر غير معقول”.

انفجار في انبوب غاز في منطقة حمص

وقع انفجار ليل الاثنين الثلاثاء بانبوب غاز في منطقة حمص بوسط سوريا كما اعلنت وكالة الانباء السورية (سانا) والمرصد السوري لحقوق الانسان.

وذكرت سانا ان مجموعة “ارهابية مسلحة” فجرت انبوب غاز قرب مدينة الرستن في حمص بدون وقوع ضحايا، موضحة ان السلطات ستقوم باصلاح الانبوب.

من جهته افاد المرصد السوري لحقوق الانسان نقلا عن ناشط في المكان “ان لا علاقة للثوار او المنشقين بتفجير الخط (الغاز) بين بلدة تلبيسة ومدينة الرستن”.

ذوهو رابع حادث يستهدف البنى التحتية لنقل النفط والغاز منذ اذار/مارس الماضي.

ففي الثامن من كانون الاول/ديسمبر وقع انفجار في انبوب نفط غرب حمص. واتهمت وكالة الانباء السورية “مجموعة ارهابية مسلحة” بالقيام ب”عملية تخريب” فيما اتهمت لجان التنسيق المحلية القوات المسلحة السورية “بقصف انبوب النفط بدبابة”.

حرس الحدود يقتل عنصرين من “مجموعة ارهابية” آتية من تركيا

ذكرت وكالة الانباء السورية (سانا) الثلاثاء ان حرس الحدود السوريين احبطوا محاولة تسلل ل”مجموعة ارهابية” آتية من الحدود مع تركيا وقتلوا عنصرين منها.

واوضحت الوكالة ان حرس الحدود احبطوا محاولة تسلل ل”مجموعة ارهابية” آتية من الحدود التركية في قرية عين البيضا بمحافظة ادلب (شمال غرب).

وقالت سانا ان حرس الحدود قتلوا عنصرين من افراد المجموعة “الارهابية” المؤلفة من 15 مسلحا.

وكانت السلطات السورية اعلنت في السادس من كانون الاول/ديسمبر عن محاولة تسلل مماثلة لمسلحين الى الاراضي السورية من تركيا.

وغداة ذلك اعلنت تركيا انها لا تسمح باي هجوم على بلدان اخرى انطلاقا من اراضيها.

وتستقبل تركيا حوالى 7500 سوري هربوا خوفا من قمع التظاهرات المناهضة للحكومة في بلادهم.

كما تستقبل ايضا منشقين عن الجيش السوري بينهم العقيد رياض الاسعد قائد الجيش السوري الحر الذي ينفذ منذ اسابيع هجمات على القوات النظامية والميليشيات الموالية للنظام.

وفي السابع من كانون الاول/ديسمبر فرضت تركيا عقوبات جديدة على سوريا بعد مجموعة اولى من التدابير اتخذتها بحقها في 30 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.

لافروف: الاتهامات الغربية لروسيا بشأن سوريا “لااخلاقية”

قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الثلاثاء انه امر “لااخلاقي” ان يتهم الغرب روسيا بعرقلة قرار في مجلس الامن الدولي حول القمع في سوريا معتبرا ان الغربيين يرفضون الضغط على “المتطرفين” السوريين.

وقال لافروف في تصريحات نقلها التلفزيون الروسي “ان اولئك الذين يرفضون ممارسة الضغط على الجانب المتطرف والمسلح في المعارضة (في سوريا) هم انفسهم الذين يتهموننا بعرقلة عمل مجلس الامن الدولي. اعتبر ان هذا الموقف لااخلاقي”.

وكرر لافروف الموقف الروسي بشأن الملف السوري لافتا الى ان على مجلس الامن الا ينتقد فقط نظام بشار الاسد.

واضاف “ان شركاءنا (…) لا يريدون ادانة اعمال العنف التي تقوم بها المجموعات المسلحةالمتطرفة ضد السلطات الشرعية” في سوريا.

وراى الوزير الروسي ان هدف هؤلاء المعارضين هو “التسبب بكارثة انسانية دفعا لتدخل اجنبي في النزاع”.

واعتبر ايضا قرار الولايات المتحدة ودول اوروبية فرض عقوبات على دمشق “سيئا” لان “عواقبه سلبية على الشعب”.

وتعتبر فرنسا ان مجلس الامن “يتحمل مسؤولية معنوية عما يحصل اليوم في سوريا” وان “صمته فضيحة”. اما المانيا فترى من جهتها انه “من الضروري على دول مجلس الامن المترددة حتى الان ان تغير موقفها”.

وقد اعلنت المفوضة العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة نافي بيلاي في حصيلة جديدة الاثنين سقوط “اكثر من خمسة الاف قتيل” جراء اعمال القمع في سوريا منذ اذار/مارس الماضي.

ولم يتوصل مجلس الامن الى اتفاق على قرار يدين القمع في سوريا. وفي الرابع من تشرين الاول/اكتوبر الماضي استخدمت روسيا والصين الفيتو لمنع صدور مشروع قانون في هذا المنحى.

سوريا: 20 قتيلا.. والسعودية تدعو اللجنة العربية لحقن الدماء

اشتباكات بين المنشقين والجيش في إدلب ودرعا > المالكي بعد لقاء أوباما: نخشى من حرب طائفية تمتد من سوريا إلى المنطقة

جريدة الشرق الاوسط

لندن – بيروت: «الشرق الأوسط» واشنطن: محمد علي صالح

استمرت عمليات قتل المدنيين في سوريا، إذ قال ناشطون إن 20 شخصا على الأقل قتلوا أمس برصاص القوات السورية, في وقت استمرت فيه الاشتباكات العنيفة بين منشقين والجيش النظامي في محافظة إدلب ودرعا. وقال المرصد السوري إن اشتباكات وقعت أمس بين القوات الموالية للرئيس بشار الأسد استخدمت الأسلحة الثقيلة مستهدفة المنازل. من جهته دعا مجلس الوزراء السعودي في الرياض أمس، اللجنة العربية المختصة بالاوضاع السورية، الى الخروج بنتائج تحقن دماء السوريين.

الى ذلك قال رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، بعد لقائه الرئيس الأميركي باراك أوباما، في البيت الأبيض، أمس، إنه ليس ضد تطلعات الشعب السوري أو أي شعب آخر «لكن ليس من حقي أن أطلب من رئيسٍ التنحي، ولا نريد أن نعطي أنفسنا هذا الحق»، مضيفا: «العراق بلد على حدود مع سوريا، وأنا تهمني مصلحة العراق». وأضاف، محذرا من نشوب حرب طائفية، أن «العراق يدرك مخاطر حدوث حرب طائفية في سوريا ستكون مثل كرة ثلج في المنطقة وستتحول إلى أزمة تصعب السيطرة عليها».

شركات كندية وبريطانية وصينية توقف عملياتها النفطية في سوريا

رئيس «صنكور» الكندية: الوضع مقلق

جريدة الشرق الاوسط

واشنطن: محمد علي صالح

أعلنت شركة «صنكور» الكندية تجميد استثمارات تزيد على مليار دولار في مشروع «البا» للغاز الطبيعي والنفط في حمص. وقالت صحيفة «كالغري هيرالد» التي تصدر في كالغري، حيث رئاسة الشركة، إن قرار الشركة جاء بعد قرارات من شركات أوروبية، مثل «توتال» الفرنسية و«شل» الهولندية، بالانسحاب من سوريا، أو تجميد استثماراتها هناك.

وبحسب تقارير صحيفة، تعمل شركة «صنكور»، أكبر الشركات الأجنبية في حمص، في مشروع مشترك مع شركة النفط العامة في سوريا، وكان المشروع المشترك قدم مساعدات مالية إلى حكومة الرئيس السوري، بشار الأسد.

وقال ريك جورج، رئيس «صنكور» في بيان: «الوضع الحالي في سوريا يدعو لكثير من القلق. ونحن ظللنا نرصد التطورات عن كثب شديد خلال الأشهر الماضية. وأيضا، نحن دائما مستعدون للامتثال للعقوبات الدولية التي تفرض على سوريا»، وأشار إلى أنه امتثل للعقوبات الأوروبية لأن فرع الشركة في هولندا هو الذي يشرف على مصنع حمص.

وأضاف أن الشركة تعمل لتنفيذ خطة لسحب موظفيها غير السوريين «في أمان»، وأيضا الاحتفاظ بالموظفين السوري، وتحديد كيفية دعمهم «خلال هذا الوقت الصعب للغاية في بلدهم».

وبحسب معلومات الشركة، فقد ضخت نحو 200 مليون دولار في السيولة النقدية في سوريا خلال الأشهر التسعة الأولى من هذا العام. وهذا فقط نحو ثلاثة في المائة من إجمالي استثمارات الشركة في سوريا. وتنتج مصانع الشركة نحو 80 مليون قدم مكعب من الغاز وألف برميل من النفط يوميا.

وكان جون بيرد، وزير خارجية كندا، قال إن شركة «صنكور» ينبغي أن يسمح لها بالعمل في سوريا، على الرغم من العقوبات، «لأنها توظف سوريين وتوفر الكهرباء للسكان المحليين»، وكانت حكومة كندا فرضت عقوبات على سوريا في أكتوبر (تشرين الأول). ولم تتشدد مع «صنكور» للالتزام بذلك.

لكن، في وقت لاحق، قالت الشركة إنها أبلغت الوزير بأنها قررت تجميد نشاطاتها في سوريا. وقالت صحيفة «كالغري هيرالد» إن مصانع الشركة في ليبيا عادت للعمل، بعد أن توقفت لشهور بسبب الثورة هناك، ولهذا، تتوقع الشركة ألا تتأثر كثيرا بتجميد مصنع حمص.

إلى ذلك، قالت شركة «جلف ساندز بتروليوم» المدرجة في لندن، إنها وشركة «سينوكيم» الصينية التي تسيطر عليها الدولة، أوقفتا عملياتهما النفطية في سوريا بعد عقوبات الاتحاد الأوروبي التي فرضت بسبب حملة قمع الانتفاضة التي قامت ضد الأسد. وقال متحدث باسم «جلف ساندز» أمس، إنه، على الرغم من أن الصين عارضت العقوبات ضد سوريا، فإن «سينوكيم» ملتزمة بعقوبات الاتحاد الأوروبي لأنها اشترت حصتها في الحقول السورية عن طريق الاستحواذ على شركة «أميرالد إنرجي» المدرجة في لندن، التي ما زالت تملك هذه الأصول من خلالها.

وقالت الشركة في بيان إن المؤسسة العامة للنفط السورية التي تسيطر عليها الدولة ستواصل إنتاج النفط من الحقول في الامتياز رقم 26. وقال محللون إن تطوير الامتياز سيؤجل، وهو ما سيؤخر تدفقات نقدية متوقعة من هذه العملية. والحقول السورية هي الأصول الوحيدة لدى «جلف ساندز» التي تحقق تدفقات نقدية عدا بعض الأصول الصغيرة في الولايات المتحدة تسعى الشركة حاليا لبيعها، لكن متحدثا قال إن الشركة لديها 120 مليون دولار في ميزانيتها العمومية، وليس عليها ديون. وقالت الشركة إنها ستحافظ على وجودها في سوريا.

استمرار «إضراب الكرامة» في معظم المدن السورية وانتقاله إلى حلب

الششكلي لـ «الشرق الأوسط» : الإضراب سيزيد الخناق الشعبي على نظام الأسد

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: صهيب أيوب

استمر الإضراب في المدن السورية أمس الذي دعت إليه اللجان التنسيقية المحلية تحت عنوان «إضراب الكرامة»، رغم كل التشديدات الأمنية والاعتقالات التي تقوم بها قوات الأمن السورية لتضييق الخناق على السكان المنتفضين بـ«وجه آلة القتل»، حسب أحد الناشطين. وقد امتد الإضراب أمس إلى داخل مدينة حلب التي «تعاني شللا في حياتها الاقتصادية بسبب إغلاق الحدود التركية – السورية وتراجع الإنتاج الصناعي فيها بعد اعتمادها على السوق التركية» وفق أحد الناشطين الميدانيين. وقال الناشط في اتصال مع «الشرق الأوسط» إن «التجار في حلب ملوا من تفاقم الأزمة وتأثيرها على أوضاعهم التجارية بعد أن صار النظام يضيق كل منافذه معاندا، حيث لم يعد بمقدور هؤلاء التجار تحمل المزيد من الخسائر التي لحقت بمصانعهم ومراكزهم التجارية فالتحقوا بركب الانتفاضة منذ أسبوع وشارك السكان والتجار بالإضراب حيث أغلقت المحال رغم كل محاولات النظام بحث التجار على الامتناع عن المشاركة».

وقد وثقت «لجان التنسق المحلية» بتقرير لها حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، 147 نقطة للإضراب في يوم أحد «إضراب الكرامة»، والذي شاركت فيه 12 محافظة بدرجات متفاوتة، علما بأن هذه النقاط هي ما تم توثيقه بالفيديوهات فقط، والتي استطاع أهالي المناطق إرسالها رغم انقطاع الإنترنت عن الكثير من البلدات والمدن.

وطالب الناشطون على موقع «فيس بوك» كل الأحرار في كل مكان أن يبدأوا مباشرة بتغيير صورة البروفايل الشخصية وتوحيدها طبقا لصورة «إضراب الكرامة: كلنا مضربون حتى إسقاط السفاح»، فهذا يعتبر من أهم علامات الوحدة بين الثوار على الـ«فيس بوك» أولا وعلى الأرض ثانيا (بحسبهم)، مشيرين إلى ضرورة «الالتزام بذلك حتى وإن كانت جنسيتكم غير سورية، يمكنكم المشاركة والتضامن معنا على الأقل بتغيير الصورة، هدفنا هو تكثيف الحملة الميدانية والإعلامية للثورة من أجل تحريك الفئات الصامتة في الشعب وأيضا لإرهاق النظام واستنزافه عسكريا واقتصاديا وصولا إلى عيد الحرية».

وأكد ناشطون لـ«الشرق الأوسط» أن «الخطة ستشمل إضرابا عاما في كل القطاعات وفي كل المدن، إضافة إلى إضراب طلاب المدارس الثانوية والابتدائية في هذين اليومين، وفي المرحلة الثانية سينتقل الناس إلى إغلاق الهواتف النقالة مدة 4 ساعات يوميا، ومن ثم بدء إغلاق شوارع ومداخل الحارات بشكل جزئي، إضافة إلى بدء الذهاب للوظيفة مع التوقف عن العمل وتأخيره، وفي المرحلة الثانية التي ستمتد مع مطلع الأيام الأخيرة من هذا الشهر سيبدأ إضراب المحلات التجارية بشكل كامل، أما المرحلة الثالثة فسيبدأ إضراب الجامعات، أما المرحلة الرابعة فسيبدأ إضراب النقل مع إغلاق الطرق في المدن وإلى الأرياف، أما المرحلة الخامسة في أواخر الشهر الحالي فسيبدأ موظفو الدولة بالإضراب، أما المرحلة الأخيرة التي ستكون بداية العصيان المدني فستكون ببدء إغلاق الطرق الدولية».

ويوضح أديب الششكلي أحد أعضاء المجلس الوطني السوري في اتصال مع «الشرق الأوسط» أن «الناس أذهلونا بالتزامهم بالإضراب، حيث لم نكن نتوقع هذا الغضب الكبير من قبل مدن سورية محددة بوجه هذا النظام»، مشيرا إلى أن «نجاح هذا الإضراب سيشكل اندفاعة مختلفة لمسيرة الانتفاضة حيث سيكون متوقعا أن يزيد هذا الإضراب الخناق على نظام الأسد وسيعرقله قريبا»، مؤكدا أن «الإضراب دعت إليه كل الأطراف ليشمل حتى مقاطعة الانتخابات (الهزلية) التي يقوم بها نظام الأسد البائد»، موضحا أن هذا الإضراب هو توطئة لسلسلة خطوات سيقوم الناشطون بتنسيقها إضافة إلى جهود مشتركة يقوم بها المجلس الوطني السوري مع الجيش السوري الحر من أجل الضغط سياسيا وأمنيا على هذا النظام إلى حين إسقاطه. مؤكدا أن «الناس مصممون على عدم العودة إلى الوراء واستنفاد كل الطرق حتى يتم التخلص من هذا النظام»، مشيرا إلى أن السكان جهزوا لهذا الإضراب من خلال تأمين مؤونة وخبز لشهرين لاحقين حتى يتمكنوا من الصمود.

مقتل 18 شخصا في سوريا.. اشتباكات شرسة في إدلب ومسلحون يعتدون على شاحنة تركية

المفوضية العليا للاجئين في الأردن تستعد لتدفق كبير للاجئين السوريين

جريدة الشرق الاوسط

قتل 18 شخصا على الأقل في سوريا، أمس، برصاص القوات السورية، بحسب لجان التنسيق المحلية، بينهم 4 نساء وطفلان. وقالت اللجان إن 12 قتيلا سقطوا في حمص، بينما سقط قتيلان في إدلب، وقتيل واحد في دوما بريف دمشق.

وجاء ذلك في وقت استمرت فيه الاشتباكات العنيفة بين منشقين والجيش النظامي في محافظة إدلب، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القوات الموالية للرئيس بشار الأسد استخدمت الأسلحة الثقيلة مستهدفة المنازل الخاصة خلال الاشتباكات التي بدأت في ساعة مبكرة من صباح أمس. وفي محافظة درعا بجنوب سوريا، هاجمت مجموعة من المنشقين عن الجيش حافلة تقل قوات أمن حكومية، أمس، مما أدى إلى إصابة العديد، وفقا للمرصد السوري.

إلى ذلك، أطلق مسلحون مجهولون النار على شاحنة تركية في سوريا، أمس، لدى اقترابها من الحدود مع تركيا. وأصابت بضع طلقات الشاحنة لكن سائقها تمكن من عبور الحدود إلى تركيا سالما. وقالت وكالة دوجان للأنباء (دي إتش إيه)، إن 12 رصاصة أصابت الشاحنة، وكانت آثار الرصاص واضحة في لقطات صورتها الوكالة. وقال سائق الشاحنة، صالح يالدريم، إن نحو 100 شخص يرتدون الملابس المدنية قطعوا الطريق وحاولوا وقف الشاحنة على مسافة 15 كيلومترا من الحدود.

وأضاف السائق أنه تمكن من الفرار لكن المهاجمين فتحوا النار على الشاحنة من بنادق ومسدسات.

وتابع: «أثناء اقترابنا من معبر جيلويقوزو في سوريا قطعوا الطريق على مسافة 15 كيلومترا من الحدود، لوحوا لنا بأيديهم لإجبارنا على التوقف. وعندما أبطأنا فتحوا الطريق فحاولنا الهرب. تمكنا من ذلك لكنهم أطلقوا النار». وردا على سؤال عن عدد المهاجمين الذين قطعوا الطريق على الشاحنة قال إنهم «100 شخص على الأقل». وقالت الوكالة إن الشاحنة كانت عائدة إلى تركيا بعد أن نقلت أكياسا فارغة للسعودية.

وفي الشهر الماضي هاجم مسلحون مجهولون حافلة تقل حجاجا أتراكا في طريق عودتهم إلى تركيا وأصيب اثنان بجروح في الهجوم.

ومع استمرار أعمال العنف في سوريا يستعد مكتب المفوضية العليا للأمم المتحدة للاجئين في الأردن لتدفق محتمل للسوريين بأعداد كبيرة عبر الحدود طلبا للجوء. وأبلغت المفوضية العليا للأمم المتحدة للاجئين في الأردن عن تزايد أعداد اللاجئين السوريين الوافدين إلى الأردن هربا من حملة القمع التي تنفذها السلطات السورية ضد المعارضين للنظام. وذكر عرفات جمال، ممثل المفوضية في الأردن، إن المفوضية استعدت لتدفق أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين.

وقال: «منذ مارس (آذار) وفي نحو الشهرين الماضيين.. زادت الحركة بعض الشيء. وفي الوقت الحالي يوجد 1500 سوري مسجلين لدينا. ليس هذا العدد الإجمالي في المملكة. هناك ما يقدر بعدة آلاف لكن العدد الرسمي لا يتوفر لدينا. لكن الحركة مستمرة بالتأكيد ونأمل أن يتحقق الأفضل، ونحن نستعد لأسوأ الاحتمالات». وأوضح أن المفوضية تعمل بالتنسيق مع الدول المانحة لتفادي حدوث أزمة إنسانية على حدود الأردن الشمالية مع سوريا. وقال: «نعمل بالتعاون مع حكومة وشعب الأردن لضمان بقاء الحدود مفتوحة وأن لا يمثل الوافدون عبئا على المؤسسات والمجتمع في الأردن. هذا هو ما نفعله بصفة أساسية. لدينا وقت كاف لنستعد ونحظى بمساندة مانحينا لنستعد لهم. نحن نحاول أن نفعل ذلك بالنسبة للوقت الحاضر.. التعامل مع الأعداد الموجودة عندنا الآن.. لكن أيضا أن نكون مستعدين إذا حدث تدفق كبير».

ومعظم اللاجئين السوريين في الأردن من أهالي درعا مهد الاحتجاجات المناهضة للأسد التي تشترك في حدود طويلة مع الأردن. ويقول العاملون في المفوضية إن لاجئين آخرين جاءوا من حمص إما لوجود أقارب لهم في الأردن أو بدلا من الخروج إلى لبنان حيث يشكو اللاجئون السوريون هناك من أنهم ليسوا آمنين من السلطات السورية. ويقول اللاجئون إن الوضع في درعا وغيرها من المدن السورية أصبح بالغ الصعوبة. وقال لاجئ سوري في عمان: «كل فترة يأتون كبسات على الدور.. يبحثون عنا. أنا مصاب بظهري. وإذا ما وجدوني اعتقلوا أخي وإن لم يجدوا أخي هددونا. فمرة صوبوا (الكلاشن) (البندقية) على هذه الفتاة بصدرها بحثا عني فهربنا إلى الأردن لا نعرف أين نختبئ بالليل أو النهار ولا نستطيع أن نمكث في منازلنا».

«الجيش الحر» يتحدث عن انشقاقات واشتباكات عنيفة على الحدود اللبنانية

أحد ضباطه لـ «الشرق الأوسط»: عناصرنا موزعة على كل الحدود

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: كارولين عاكوم

بعد الاشتباكات الأخيرة التي وقعت في منطقة «بصرى الحرير» في درعا بين الجيش النظامي السوري والمنشقين عنه، بات واضحا أن الحدود السورية على جبهاتها الثلاث؛ التركية والأردنية واللبنانية تشكل أرضا خصبة لإمكانية اندلاع أي معارك بين الطرفين في أي لحظة. وهذا ما يؤكده أحد الضباط المنشقين لـ«الشرق الأوسط» ويقول: «عناصرنا موزعة على كل الحدود، ونحن دائما في حالة استنفار، وبالتالي لا يمكننا القول إن حدودا أخطر بالنسبة إلينا من حدود أخرى.. فالممرات كلها في يد القوات الأمنية التي قد لا تتوانى عن استخدام سلاح الطيران في أي وقت».

وآخر هذه المعارك كانت تلك التي وقعت، بحسب الضابط، في بلدة القصير، على الحدود اللبنانية، أول من أمس، عندما رفض أحد الضباط برتبة عميد ركن تنفيذ الأوامر بقصف المدنيين في البلدة بالمدفعية، فتمت تصفيته أمام أعين العسكريين، الأمر الذي أدى إلى إعلان أكثر من 30 منهم انشقاقهم، ووقعت اشتباكات ضارية بين الوحدات الخاصة والأمن العسكري، مضيفا: «لكننا لم نتدخل إلى حين انتهاء الاشتباك، وانضم بعد ذلك 22 من العسكريين إلى صفوف الجيش الحر الذي دمر أمس في منطقة القصير ناقلتي جند».

وفي ما يتعلق بالاشتباكات التي وقعت على الحدود الجنوبية، أكد الضابط أن «هذه الاشتباكات اندلعت بعدما سجل انشقاق عدد كبير من عناصر الجيش النظامي الموجود في منطقة بصرى الحرير في درعا، الأمر الذي دفع القطاعات إلى التحرك بنحو 6 آليات عسكرية وطوقتهم فوقع الاشتباك بين الطرفين وأسفر عن تدمير 3 دبابات ووقع عدد من القتلى والجرحى». ويلفت الضابط إلى أن «هذه الاشتباكات قد توقفت مساء الأحد بعدما فك الطوق وأبعدت الدبابات على مسافة أكثر من 500 متر، ولا نزال بالتالي في حالة استنفار».

ويشير الضابط إلى أن «منطقة بصرى الحرير تبقى عصية على الاقتحام من قبل كتائب الأسد نظرا لطبيعة أرضها، وهي آمنة بالنسبة إلينا إذا ما واجهناهم بقوة السلاح الدفاعي الخفيف والمتوسط».

أما في ما يتعلق بالوضع على الحدود التركية في الفترة الأخيرة، فيقول الضابط: «سبق لكتائب الأسد أن هاجمت تجمعات (الجيش السوري الحر) في منطقة بديتا، لكنهم لمسوا عدم قدرتهم على المواجهة فعادوا وتراجعوا، والوضع اليوم لا يزال على حاله». وعن المعلومات التي أشيعت مؤخرا عن تهديد النظام المنشقين بتسليم أنفسهم أو سيعمد إلى اجتياح حمص، أكد الضابط أن «هذه المعلومات ليست جديدة، فالتهديدات نفسها لا تزال منذ 9 أشهر، وكيف لهم أن يهددوا باجتياح حمص مرة ثانية وهي محاصرة والجيش الأسدي في مناطقها منذ أكثر من 7 أشهر».

النظام السوري ينظم انتخابات محلية على وقع حصار المدن وقصف المدنيين

ميرزا لـ «الشرق الأوسط»: تندرج في إطار عملية التزييف الكبرى.. والنظام أجبر البعض على المشاركة فيها

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: بولا أسطيح

على وقع قصف المدنيين، ومحاصرة المدن والأحياء، وإرهاب السكان، نظمت السلطات السورية أمس انتخابات بلدية، استعملتها للترويج لـ«البرنامج الإصلاحي» الذي «يقوده» الرئيس بشار الأسد، الذي ينفذ حملة عسكرية شرسة في البلاد لقمع الانتفاضة التي قامت ضد حكمه قبل 9 أشهر، وأسقطت حتى الآن ما يزيد على 4 آلاف قتيل.

وقاطعت قوى المعارضة السورية انتخابات المجالس المحلية التي أعدّها نظام الرئيس السوري بشار الأسد باعتبار أنّها تندرج في إطار «عملية التزييف الكبرى وعملية الدعاية لشراء المزيد من الوقت».

وكانت الهيئات الثورية المحلية أعلنت في وقت سابق مقاطعة هذه الانتخابات، بينما لم يجد المجلس الوطني السوري داعيا لتعميم بيان رسمي في هذا الشأن «لوعي الشعب السوري بكل مكوناته لحقيقتها ونتائجها المعروفة مسبقا». وقال عضو الأمانة العامة للمجلس وائل ميرزا، لـ«الشرق الأوسط»: «لم نصدر أي شيء رسمي في هذا الإطار، كوننا نعلم تماما أن السوريين وبانتماءاتهم كافة يدركون تماما أن هذه الانتخابات كالتي سبقتها خلال الـ20 سنة الماضية، محسومة النتائج مسبقا، وتندرج في إطار عملية التزييف الكبرى وعملية الدعاية لشراء المزيد من الوقت».

وأشار ميرزا إلى أن «الاهتمام البارز الذي يوليه إعلام النظام بهذه الانتخابات التي لم يكن يتم التطرق إليها في ما مضى، يندرج في إطار سعي النظام لإظهار أنه يستجيب لمطالبنا بينما الحقيقة أن أفعاله هذه جزء لا يتجزأ من عملية التزييف الكبرى»، وأضاف: «القانون الذي تجري على أساسه هذه الانتخابات ككل القوانين التي أقرها النظام قائلا إنها قوانين إصلاحية، هي مفرغة من مضمونها، ونحن لن نجاري النظام بلعبة التفاصيل والنظر بالبنود لأن العملية ككل عملية ذر رماد بالعيون».

وأعرب ميرزا عن «أسفي للمشاهد المؤلمة التي بثّها التلفزيون السوري والتي تظهر عددا من المواطنين متجهمي الوجوه يتوجهون مكرهين إلى مراكز الاقتراع، بينما شعب تونس ومصر يصطفّ بالطوابير وبحرية كاملة للقيام بواجبه الديمقراطي بالمشاركة في الانتخابات».

وعلى مواقع المعارضة السورية على شبكة الإنترنت، تهافت الناشطون لإعلان مقاطعتهم التامة للانتخابات، وهم كتبوا على صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011»: «لا تنسوا.. أحد أكبر مظاهر الإضراب مقاطعة مهزلة الانتخابات.. يقولون إن هناك انتخابات للمجالس المحلية.. لم نسمع بهذا، فنحن مشغولون بتشييع شهدائنا، وإغلاق محلاتنا، وثورتنا للحرية».

وأفاد «اتحاد تنسيقيات الثورة السورية» أن أهالي مدينة اللاذقية «نزعوا صور المرشحين للانتخابات، التي ملأت الشوارع، وقد عمد بعض من توجهوا مرغمين إلى مراكز الاقتراع لشطب الورقة الانتخابية كاملة قبل وضعها في الصندوق». وفي منطقة عامودا في محافظة الحسكة خرج العشرات بمظاهرة لإعلان مقاطعتهم للانتخابات والتزامهم بإضراب الكرامة، رافعين اللافتات المنددة بنظام الأسد والداعية للالتزام بالإضراب.

باراك يتوقع سقوط الأسد قريبا.. ومسؤول إسرائيلي يطالب بتدخل خارجي

جندي إسرائيلي يضبط على الحدود أثناء محاولته العبور نحو دمشق

جريدة الشرق الاوسط

تل أبيب: نظير مجلي

أثارت تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك التي قال فيها إن سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد سيتم في الأسابيع القليلة المقبلة، انتقادات واسعة في إسرائيل. وقال زميله، وزير الدولة يوسي بيلد، إن سقوط الأسد غير مضمون ما دامت لا توجد مساندة خارجية للمعارضة مثل تلك التي توفرت للمعارضة الليبية.

وقال بيلد للإذاعة الإسرائيلية الرسمية، إن الأسد يستغل غياب التدخل الأجنبي لقمع المعارضة السورية بشراسة، مثلما فعل حلفاؤه في إيران، وهذا بحد ذاته يضعف المعارضة ويهدد بفشلها.

وكان باراك قال إن سقوط الأسد سيجلب البركة للمنطقة، وإن الأسد وحكومته سيضطران للاستقالة خلال الأسابيع القليلة المقبلة. وأضاف باراك، الذي تحدث أول من أمس، خلال المؤتمر الدولي للسياسات المنعقد في فيينا، أن الأيام الأخيرة تشهد معارك بين الموالين للأسد والمتمردين؛ الأمر الذي يعكس مدى التدهور الذي وصلت إليه عائلة الأسد، على حد قوله. وتابع أنه من غير المعلوم ما سيكون عليه الوضع في سوريا بعد سقوط نظام الأسد، ولكن «في كل الأحوال، فإن سقوطه سيشكل ضربة لمحور إيران – حزب الله».

من جهة ثانية، توجه نائب وزير النقب والجليل في الحكومة الإسرائيلية، أيوب قرا، إلى رئيس حكومته بنيامين نتنياهو، طالبا أن تنضم إسرائيل إلى الدول الغربية؛ وفي مقدمتها فرنسا، التي تقدم مساعدات إنسانية للشعب في سوريا. وأشار قرا إلى أن نتنياهو أكد وجوب دراسة هذه الفكرة بإمعان.

وكان قرا، قد أعلن قبل ثلاثة أشهر أنه يقيم علاقات مع طرفي الصراع في سوريا؛ الأسد من جهة، والمعارضة من جهة ثانية، وحاول في الماضي التوسط بينهما. وأمس قال، إنه يجب عدم تجاهل تصريحات أقطاب المعارضة السورية الذين قالوا إن سوريا ستقطع علاقتها مع إيران بعد سقوط نظام بشار الأسد، وستعمل على استعادة هضبة الجولان عبر المفاوضات فقط، ودعا إلى إظهار موقف إسرائيلي مؤثر لصالح هذا التوجه.

وكانت الشرطة الإسرائيلية قد كشفت عن اعتقال جندي إسرائيلي مسرح في الخامسة والعشرين من العمر، بتهمة محاولة دخول سوريا. وفي التحقيق معه، تبين أنه خدم في وحدة قتالية في سلاح المدرعات، وأنه قرر أن يعبر الحدود إلى سوريا لمساندة شعبها ضد القمع. وقال إنه لم يحتمل الوقوف مكتوف اليدين وهو يشاهد صور القتلى والجرحى السوريين، فأبلغ ذويه أنه يريد مناصرة الشعب السوري، وتوجه إلى هضبة الجولان السورية المحتلة لغرض اجتياز الحدود.

وقد أعلنت الشرطة أنها أحالت الشاب إلى اختصاصي نفسي لفحص مدى قدراته العقلية وما إذا كان بحاجة إلى علاج نفسي.

أنقرة تتحوط لأمن رياض الأسعد مخافة اغتياله من قبل الاستخبارات السورية

منشقّون عن الجيش السوري يعيدون تنظيم صفوفهم في تركيا

رفض أيهم كردي أن يفتح النار على المحتجين العزل فأصبح عدوا للحكومة السورية. كان كردي نقيبا بجيش الرئيس السوري بشار الأسد يبلغ من العمر 30 عاما وقد ترك موقعه في حزيران (يونيو) وفر مع عائلته الى تركيا المجاورة.

إنه الآن عضو في “الجيش السوري الحر”، وهو مجموعة فضفاضة من المنشقين الذين يقاتلون لإطاحة الأسد. لجأ آخرون من “الجيش السوري الحر” لتركيا ايضا وبينهم اكبر قائد للمجموعة ومن هناك يتواصلون وينسقون العمليات مع الوحدات المنشقة داخل سوريا.

وقال كردي “رحلت بسبب مذابح المدنيين في سوريا. النظام يقتل ما يصل الى 30 شخصا يوميا في حمص ويرسل الدبابات الى الشوارع.” وأصبحت حمص مركزا للاحتجاجات ضد الأسد.

تحدث كردي الى “رويترز” وهو يحتسي القهوة في منزل أحد المهاجرين السوريين بمدينة أنطاكيا جنوب تركيا، وقال إن “الجيش السوري الحر” يحتاج الى المزيد من الأسلحة والمعدات وإن التدخل الأجنبي ربما يكون لازما حتى لا تنزلق سوريا الى حرب أهلية او صراع طويل.

وتابع قائلا “اذا لم يحدث تدخل خارجي ولم يتدخل المجتمع الدولي لمساعدة سوريا فمن غير المرجح أن يتغير الموقف ويمكن أن يستمر النظام لفترة طويلة.”

وقال كردي “اذا فشلت الدول العربية في وقف حمام الدم فإنه سيكون من الواجب على اوروبا والولايات المتحدة التدخل عسكريا. نفضل الحل الديبلوماسي لكن اذا فشل هذا فستكون هناك حاجة الى التدخل العسكري. قد يكون في صورة فرض حظر جوي او إقامة منطقة عازلة.”

وعلى غرار معظم افراد الجيش السوري، ينتمي كردي للطائفة السنية لكن القيادة في أيدي ضباط من الأقلية العلوية التي ينتمي لها الأسد. ويهيمن العلويون على أجهزة الأمن ويشكلون النخبة الحاكمة في البلاد التي يغلب على سكانها السنة.

وقال كردي إن المزيد من الوحدات متوسطة ومنخفضة المستوى تنشق وتنضم للجيش السوري الحر الذي يقول منشقون إن عدد أفراده وصل الى نحو عشرة آلاف فرد. أضاف “في الأشهر الأولى من الانتفاضة كانت هناك انشقاقات أقل لكن العدد زاد زيادة كبيرة” في الآونة الأخيرة وقال “منذ خمسة ايام بقاعدة عسكرية في درعا دس 20 جنديا منوما للحراس ثم سرقوا كل الأسلحة وفروا.” وقال إنه يخشى أن يكون الأسد يستعد لشن حملة واسعة النطاق على حمص وحماة او بلدتي اللاذقية وطرطوس الساحليتين بناء على تحركات قامت بها الدبابات والقوات الحكومية في الآونة الأخيرة.

ومضى كردي يقول إن هذا لن يؤدي الا الى تعزيز المعارضة في شتى أنحاء سوريا. وتقول الأمم المتحدة إن اكثر من أربعة آلاف شخص قتلوا منذ بدء الاحتجاجات في آذار (مارس) والتي استلهمت انتفاضات الربيع العربي التي أطاحت بالحكام الشموليين لتونس ومصر وليبيا.

وقال كردي “اذا دخلوا لسحق حمص فسيكون هذا خطأ كبيرا. سيؤدي الى رد فعل على مستوى البلاد. هناك شائعات بأن النظام يبعد العلويين عن حمص استعدادا لحملة كبيرة.”

ورسم منشق آخر يعيش في واحد من ستة مخيمات للاجئين أقامتها تركيا لاستضافة اكثر من ثمانية آلاف لاجئ سوري، صورة تنم عن انخفاض الروح المعنوية بين جنود الجيش الذين يجبرون على أن يطيعوا أوامر قادتهم والا يتعرضون للعقاب.

وقال احمد الذي فر في آب (اغسطس) وهو من حماة “أمرونا بالانتشار في درعا وفتح النار على من يثيرون مشاكل. لكن حين وصلنا الى هناك كانوا يحتجون وحسب ولم يحملوا اي أسلحة.” أضاف “يشعر كثيرون بإحساسي نفسه. اذا كنت في الجيش فإنك تفعل ما يطلب منك وتنفذ الأوامر بإطلاق الرصاص والقتل. الكثير من الجنود لا يريدون أن يفعلوا هذا لكن اذا فروا يخافون على أسرهم. لو تركت الجيش يمكن أن يأخذوا والدتك او والدك الى السجن.”

ووفرت تركيا ملاذا آمنا للجيش السوري الحر علاوة على دعوات رئيس وزرائها رجب طيب اردوغان الصريحة للأسد ليتنحى ما ألحق ضررا بالغا بالعلاقات التي كانت وثيقة بين أنقرة ودمشق. وتقول دمشق إن الجنود المنشقين خونة يخدمون أعداء سوريا.

ويقيم اكبر قائد للمجموعة العقيد رياض الأسعد مع ما بين 60 و 70 ضابطا في مخيم للاجئين في ابايدين على بعد نحو 16 كيلومترا من أنطاكيا بالقرب من الحدود السورية.

وتراقب تركيا عن كثب تحركات العقيد الأسعد. ولا يسمح له باستقبال زائرين الا بتصريح من الحكومة التركية. وتم تحذير فريق رويترز من وضع سيارتهم قرب المكان الذي يقيم فيه.

من الخارج يوفر المخيم المحاط بسياج ومواقع عسكرية تركية أجواء اكثر هدوءا من سوريا التي تقاسي من أعمال العنف.

ويقع في سهل يضم حقول القطن وبساتين الزيتون تحيطه الجبال التي يكسو الجليد قممها. وترعى الأبقار والأغنام على مقربة. ولا يسمح بالأسلحة داخل المخيم. ويرتدي المنشقون ملابس مدنية ويعيشون مع اسرهم.

وقال مصدر ديبلوماسي تركي “نأخذ احتياطات من أجل أمن الأسعد. لا يسمح حتى بأداة فتح المظاريف في المخيم. اذا حدث اي شيء له فإننا سنواجه اتهامات بأن تركيا سمحت باغتياله. الاستخبارات السورية تحاول تحقيق هذا الهدف.”

ويقول المنشقون إنهم يريدون تفادي نشوب حرب أهلية في سوريا وإن هدفهم الرئيسي هو اعتراض قوافل عسكرية ومهاجمة تجمعات قوات الأمن والمخابرات المشاركة في الحملة والدفاع عن المدنيين في مواجهة القمع.

وقال كردي “كانت هناك بضع عمليات ضد مباني جهاز الاستخبارات لأنها الأدوات التي يستخدمها النظام لقتل المدنيين. تضم هذه المراكز ميليشيات الشبيحة لكن محور التركيز الآن هو قطع خطوط إمداد القوافل. لا نطلق الرصاص على الدبابات التي لا تفتح النار على المدنيين. حاول النظام من البداية إشعال حرب أهلية طائفية. لكننا نريد تفاديها. نطلب من العلويين التخلي عن النظام حتى لا يدفعوا هم الثمن في نهاية المطاف.”

ويقول كردي الذي يعيش مع زوجته وابنائه الثلاثة إنه يقضي معظم الوقت في مقر إقامته بأنطاكيا وهي مدينة حدودية تجاوزت فيها الروابط العائلية والثقافية الحدود السياسية وحيث تسمع اللغة العربية بقدر ما تسمع التركية في الشوارع.

وقال كردي إنه لن يعود الى سوريا إلا بعد رحيل الأسد والا سيقتل. أضاف “نحن على استعداد لدفع ثمن نهاية الأسد مهما كان.”

(رويترز)

قطر تعتبر أن ردّ دمشق ينسف البروتوكول وألمانيا تحض مجلس الأمن على التحرك

الأمم المتحدة: الوضع لا يحتمل والضحايا أكثر من 5000

في حصيلة جديدة أعلنتها المفوضة العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة نافي بيلاي امس، ان “اكثر” من خمسة آلاف شخص سقطوا “على الارجح” من جراء عمليات القمع والقتل التي تمارسها القوات الأمنية والعسكرية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد ضد المحتجين الذين لم يتوقفوا عن المطالبة بإسقاطه منذ آذار (مارس) الفائت.

واعتبرت بيلاي في حديثها أمام مجلس الامن عن التطورات في سوريا بناء على طلب كل من بريطانيا وفرنسا التي حملت المجلس “مسؤولية معنوية” لما يحدث وألمانيا التي حضته على التحرك، أن الوضع هناك “لا يحتمل”.

وكان لافتاً قبل الاجتماع العاجل لوزراء خارجية الدول العربية السبت المقبل يسبقه اجتماع للجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية برئاسة قطر، نفي وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري خالد بن محمد العطية أمس أن تكون دمشق وافقت على المبادرة العربية، معتبراً أن الرد الذي أرسلته سوريا ينسف البروتوكول العربي الذي تطالبها الجامعة بتوقيعه.وأمس نظمت السلطات السورية التي تواجه منذ تسعة اشهر احتجاجات شعبية تتعرض لقمع دام، انتخابات بلدية برغم المقاطعة الواسعة لها، قال معارضون إنها مزورة.

ففي الأمم المتحدة قالت المفوضة العليا لحقوق الانسان نافي بيلاي امام مجلس الامن أمس، انه مع احتساب القتلى الذين سقطوا نهاية الاسبوع الفائت، “فإن تقديري ان العدد الكامل للاشخاص الذين قتلوا منذ بداية التظاهرات بات اليوم أكثر من خمسة آلاف. ان هذا الوضع لا يحتمل”. واضافت بيلاي ان اكثر من 14 الفا آخرين اعتقلوا فيما فر 12 الفاً و400 شخص من سوريا منذ بدء الاضطرابات في اذار (مارس) الفائت.

وقال وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي في تصريح أمس بعد لقاء بيلاي “اعتقد انه بات من الضروري لدول مجلس الامن التي لا تزال مترددة ان تغير رأيها. انا مصدوم بالفعل لما اسمعه عن الفظاعات التي ترتكب في سوريا”.

وأكد السفير الفرنسي في الامم المتحدة جيرار ارو أمس ان مجلس الامن الدولي “يتحمل مسؤولية معنوية عما يحصل في سوريا”. وقال ان “فرنسا واعضاء اخرين في مجلس الامن يعتبرون ان صمت المجلس يشكل فضيحة”.

وأعرب مجلس الوزراء السعودي الذي انعقد برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الرياض أمس، عن تمنياته بأن تخرج اجتماعات وزراء الخارجية العرب واللجنة الوزارية المعنية بالأزمة السورية المقرر عقدها في القاهرة السبت المقبل، بنتائج تحقن إراقة الدماء في سوريا وتعيد الأمن والاستقرار لهذا البلد العربي الشقيق.

وفي الدوحة اشار وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري خالد بن محمد العطية الى ان جزءا كبيرا من الرد السوري على المبادرة العربية قد يغير من مضمون البروتوكول الملحق بالمبادرة.

وقال في تصريح للصحافيين أمس على هامش اعمال منتدى الامم المتحدة لتحالف الحضارات المنعقد في الدوحة ان “الموافقة السورية على المبادرة العربية لم تأت، والرد السوري الذي جاء من قبل (وزير الخارجية السوري) السيد وليد المعلم الى الجامعة العربية يحتاج الى اجتماع وزراء خارجية الدول العربية للنظر فيه لأن جزءاً كبيراً منه قد يغير من مضمون البروتوكول الملحق بالمبادرة”. واشار الى انه من الصعب ادخال التعديلات التي طلبها الجانب السوري لأنه قد تغير مضمون البروتوكول الملحق بالمبادرة”.

وتمنى العطية على الحكومة السورية ان توقع البروتوكول ليتسنى للجميع العمل الجاد لانقاذ سوريا وحماية شعبها والحفاظ على وحدتها وتجنيبها اي تدخل اجنبي، واوضح ان “المطلوب بالدرجة الاولى هو حقن الدماء في سوريا”. وقال “المسألة جدا بسيطة لو ان الحكومة السورية استجابت الى نداء الدول العربية وتم وقف القتل وسحب المظاهر العسكرية واطلاق المعتقلين”.

واكد ان “الكرة الآن في ملعب الحكومة السورية وان الرئيس بشار الاسد يستطيع ان ينقذ سوريا الان بالتوقيع على البروتوكول وبالتالي حقن دماء السوريين واعطاء نوع من الثقة لدى السوريين لبدء حوار جاد للانتقال السلمي السلس الذي يحمي سوريا ويحفظ حدودها”.

ونبّه على ان “مسألة ترك الرئيس بشار الاسد للسلطة من عدمه امر متروك للشعب السوري”، غير انه اشار الى ان “الاصلاحات التي تمت لا تكفي والشعب السوري يريد اصلاحات حقيقية يراها على ارض الواقع”.

وكان الامين عام لجامعة الدول العربية نبيل العربي قال في حديث نشرته صحيفة “الأنباء” الكويتية أمس، ان احداً من وزراء الخارجية العرب لم يوافق حتى الآن على شروط دمشق للتوقيع على المبادرة العربية لحل الأزمة السورية.

وسيكون الملف السوري مدار بحث بين وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ الذي غادر أمس الى واشنطن تلبية لدعوة وجهتها اليه، مع نظيرته الاميركية هيلاري كلينتون.

واكد مصدر ديبلوماسي غربي يعمل في لندن لـ”المستقبل” ان “الوضع في سوريا سيكون احد محاور اللقاء الرئيسية، اضافة الى الملف النووي الإيراني والازمة الديبلوماسية بين لندن وطهران”.

وفي سوريا لبّت المدن السورية “إضراب الكرامة” الذي بدأ أول من أمس، فأغلق السوريون متاجرهم وبقي طلاب المدارس في المنازل في عدة أنحاء من البلاد، ما يظهر تجاوباً شعبياً مع دعوات المعارضة الى تحرك تصاعدي وصولاً إلى العصيان المدني، فيما واصلت قوات النظام بموازاة تنظيم اقتراع شكلي أمس في انتخابات المجالس البلدية، قمع المتظاهرين وتخريب المتاجر المضربة والاعتداء على طلبة الجامعات والمدارس.

ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن أحد سكان مدينة حمص المحاصرة التي تتعرض لحملة قمع عسكرية وأمنية منذ شهرين، أن الإضراب في المدينة كان شاملاً ولم تفتح أبوابها سوى “المخابز والصيدليات ومحلات بيع الخضار”.

وأكدت صفحة “لجان التنسيق المحلية على “فيسبوك” ان “الاضراب شامل في جميع الكليات حيث لم يتجاوز عدد الطلاب في الجامعات اليوم 10 بالمئة بالاضافة إلى الشبيحة والأمن المنتشرين بكثافة داخل الحرم الجامعي في حمص”. وأشارت إلى تظاهرة شهدها حي باب السباع.

وتواصل الاضراب العام امس في منطقة درعا (جنوب) مهد حركة الاحتجاجات. وقالت صفحة “لجان التنسيق المحلية” انه في درعا البلدة “قام جيش النظام بتحطيم وتخريب محلات يوسف الحمو للتجارة والمنتشرة في البلدة انتقاماً من مشاركتها بالإضراب مخلفاً أضراراً تقدر بالملايين”.

ونظمت تظاهرة حاشدة في مدينة الحراك في درعا، وفي بصرى الشام سجل إطلاق نار كثيف على المتظاهرين عند ساحة البلدية.

وفي حماه عمدت قوات الأمن بحماية الجيش الى تحطّيم أقفال المحلات المضربة في شارع 15 آذار واقتحمت المحال وخربتها في حي الصابونية.

وفي دمشق داهمت قوات الأمن الثانوية الشرعية في حي الميدان واعتدت على الطلاب والمدرسين بالضرب وحطمت أثاث المدرسة قبل ان تشّن حملة اعتقالات عشوائية في صفوف الطلاب والأساتذة.

أما في ريف دمشق، فكان الإضراب في دوما في اليوم الثاني لإضراب الكرامة شاملا. وسجل اطلاق نار بكثافة على المشيعين عند جامع حسيبة وعند المقبرة وسقوط العديد من الجرحى.

ولم تحد حلب عن السياق العام، وكان إضراب للمحال في شارع اسكندرون. وفي مدينة الباب اعتقلت قوات الأمن أكثر من 35 شخصاً خلال يومي إضراب الكرامة، وشاركت المدينة في الإضراب بشكل كامل حيث أضربت المحال التجارية والمدارس وخرجت أكثر من ست تظاهرات فيها، كما سجلت تظاهرة في مدينة مارع.

وشاركت إدلب كذلك بكثافة في اليوم الثاني من الإضراب، خصوصا في سرمين والهبيط وكرسعة، فيما نظمت تظاهرة حاشدة في الفطيرة.

وفيما أكد رئيس اللجنة العليا للانتخابات المستشار خلف العزاوي ان الانتخابات البلدية التي أجرتها السلطات السورية أمس “تجري بيسر وارتياح واقبال وفق الشروط والمواصفات القانونية” على ما نقلت عنه وكالة “سانا” السورية الرسمية، اعرب معارض طلب عدم كشف اسمه عن “استغرابه لتنظيم انتخابات في هذه الظروف. المدن المشاركة في حركة الاحتجاج لا علاقة لها بهذه الانتخابات”.

وقال ان الاقتراع يجري “في المناطق التي لم تشارك في الحركة الاحتجاجية ضد النظام” اي حلب وبعض احياء دمشق ومدينتي السويداء والقنيطرة (جنوب) وطرطوس (شمال غرب) وبعض احياء اللاذقية وبانياس.

وقال الناشط المناهض للنظام والمراقب المخضرم للانتخابات، أيمن ثامر، إن الاقبال الحقيقي على التصويت في الانتخابات لا يتجاوز عشرة في المئة لأنها “انتخابات مزورة” كغيرها من الانتخابات الأخرى في سوريا.

واضاف “الناس توجهوا إلى مراكز الاقتراع في الأحياء الموالية للنظام”.

وأعلنت لجان التنسيق المحلية في صفحتها على الفايسبوك أمس، سقوط واحد وعشرين شهيدا برصاص الجيش وقوات الأمن التابعة للنظام بينهم اربع سيدات وثلاثة اطفال، ثلاثة عشر شهيدا في حمص، ثلاثة شهداء في كل من حماه وريف دمشق (كناكر، دوما) وشهيدان في ادلب.

(أ ب، أ ف ب، يو بي أي، ا ش ا، “المستقبل”)

انتخابات محلية واشتباكات وقتلى في سوريا

أدخلت الانتخابات المحلية السورية، التي فتحت صناديق الاقتراع فيها، صباح أمس، عنصراً جديداً على المشهد السوري، إضافة إلى الاشتباكات التي اندلعت شمالي وجنوبي البلاد، بين قوات الجيش السوري ومجموعات مسلحة قالت أوساط المعارضة إنهم “منشقون” عن الجيش، حاصدة المزيد من القتلى، وسط تصاعد مطالبات ناشطين بتصعيد إضراب عام دعوا إليه قبل أيام .

وتضاربت التقارير بشأن إقبال الناخبين على التصويت، إذ قالت وسائل الإعلام الرسمية إن الناخبين تدفقوا إلى مراكز الاقتراع، ونقلت عن مسؤولين أن نسبة الإقبال تجاوزت 30% بحلول منتصف النهار . بينما قال الناشط عمر الحمصي في حمص (وسط) إن مراكز الاقتراع خالية من الناخبين في المحافظة، باستثناء بضعة أشخاص وصفهم بأنهم “عبيد” النظام .

ميدانياً، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن اشتباكات وقعت بين القوات السورية و”منشقين” في إدلب (شمال غرب)، وأن شخصاً قتل وأصيب 5 بإطلاق نار خلال حملات مداهمة . وفي درعا (جنوب)، هاجمت مجموعة من “المنشقين” حافلة تقل قوات أمن، ما أدى إلى إصابة العديد وفقاً للمرصد . بينما أعلنت وكالة الأنباء الرسمية “سانا” أن 3 عناصر أمن استهدفتهم مجموعة مسلحة قتلوا في سحم الجولان، وقالت إن الأمن اشتبك مع المجموعة وقتل 4 . وفي حمص (وسط)، اشتبكت القوات السورية مع مجموعة مسلحة وتمكنت من قتل عدد من أفرادها واعتقال زعيمها .

وقال ناشطون معارضون على صفحتهم على موقع “فيس بوك” “بالأمس كان الاستعداد، ومن اليوم حتى يوم الأربعاء سنبدأ أولى خطواتنا نحو الحرية، سيبدأ إضراب طلاب المدارس، وسيبقى مستمراً حتى نهاية الإضراب ودخول العصيان المدني، سنبذل كل جهدنا اليوم وغداً وحتى نهاية الإضراب بعدم إرسال أبنائنا إلى المدارس” .

جنبلاط قطع مع دمشق بعد مقتل عشرات من شبان الدروز في صفوف “الشبّيحة“!

مروان طاهر

قطع رئيس جبهة النضال الوطني وليد جنبلاط شعرة معاوية مع النظام السوري، وأعلن يوم أمس أن الصواريخ التي تطلق من جنوب لبنان في إتجاه إسرائيل رسالة من دولة مجاورة للبنان، بعد أن كان أعلن في لقاء مغلق قبل يوم من موقفه الاسبوعي في جريدة “الانباء” الناطقة بلسان الحزب التقدمي الإشتراكي، أن سوريا مسؤولة عن زعزعة الإستقرار في جنوب لبنان وإطلاق الصواريخ على إسرائيل.

وتشير المعلومات الى ان النظام السوري يقاتل المتظاهرين بما يعرف بـ”الشبيحة”، وهم في غالبيتهم من الدروز والعلويين والمسيحيين، وأن هذا الامر يقلق جنبلاط، بعد أن بلغه ان أكثر من مئة شاب درزي يقاتلون في صفوف الشبيحة قتلوا الى الآن و لم تسلم جثث العديد منهم الى ذويهم بعد.

وئام وهّاب “مورّد” شبّيحة

وتضيف المعلومات ان النظام السوري، الذي يستغل تبعية كل من وئام وهاب وطلال ارسلان له، عمد الى دعمهما بالسلاح والمال لتجنيد الدروز في صفوف شبيحة النظام، وان وهاب لديه في منطقة “جرمانا” السورية ميلشيا خاصة به، تمول وتدرب وتسلح من قبل النظام البعثي وتقاتل الى جانب شبيحة الاسد في طول سوريا وعرضها.

وتشير المعلومات ان النظام السوري، وبعد ان أعلن جنبلاط عن موقفه المؤيد للإصلاحات في سوريا وللمبادرة العربية لحل الأزمة السورية، قرر قطع العلاقات معه، وبدأ العمل على تعزيز ودعم ترسانة إرسلان ووهاب كلا على حدة، وان الرئيس السوي بشار الاسد إستقبل طلال إرسلان مرتين خلال خمسة أشهر في رسائل واضحة لجنبلاط.

بيلاي : أكثر من خمسة الاف قتيل جراء القمع في سوريا

– اعلنت المفوضة العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة نافي بيلاي في حصيلة جديدة الاثنين سقوط “اكثر من خمسة الاف قتيل” جراء اعمال القمع في سوريا، حاملة في مجلس الامن على عدم تحرك الاسرة الدولية حيال الازمة في هذا البلد.

وقالت بيلاي خلال مؤتمر صحافي في ختام اجتماع لمجلس الامن “اليوم ابلغت بان عدد (القتلى) تخطى خمسة الاف”.

وذكرت بيلاي بحسب دبلوماسيين حضروا اجتماع مجلس الامن ان لدى الامم المتحدة معلومات تفيد عن مقتل اكثر من مئتي شخص منذ الثاني من كانون الاول/ديسمبر بايدي القوات السورية.

وكانت اخر حصيلة للامم المتحدة تفيد عن مقتل اكثر من اربعة الاف شخص بايدي القوات السورية منذ بدء الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الاسد في اذار/مارس الماضي.

وشكك الرئيس السوري بشار الاسد الاسبوع الماضي بمصداقية الامم المتحدة ردا على سؤال حول الحصيلة في مقابلة اجرتها معه قناة تلفزيونية اميركية.

وتحدثت بيلاي امام مجلس الامن استجابة لطلب من فرنسا وبريطانيا والمانيا.

واخفق مجلس الامن حتى الان في التوافق على قرار يدين القمع في سوريا بسبب اعتراض روسيا والصين، العضوين الدائمين في المجلس اللذين سبق ان استخدما حق النقض (الفيتو) ضد قرار مماثل في الرابع من تشرين الاول/اكتوبر. ولم تظهر روسيا حليفة النظام السوري منذ ذلك الحين اي بوادر تشير الى تليين موقفها.

واكدت بيلاي بحسب الدبلوماسيين ان “معلومات ذات مصداقية جمعها موظفو (المفوضية) تثبت ميلا الى استخدام التعذيب بشكل منهجي وواسع خلال جلسات الاستجواب”.

واكدت بيلاي نقلا عن مصادر جديرة بالثقة ان اكثر من 300 قاصر قتلوا بايدي القوات السورية، 56 منهم خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر وحده وانه يجري استخدام المدارس كمراكز اعتقال.

وقالت بيلاي ان “قتل اطفال بضربهم او اطلاق النار عليهم خلال التظاهرات” بات من الممارسات “الشائعة” مثل “التعذيب وسوء المعاملة”.

وحذرت من ان “تقاعس الاسرة الدولية سيجعل السلطات السورية تتجرأ اكثر وسيضمن افلات مرتكبي (هذه المجازر) من العقاب”.

وفي ختام كلمة نافي بيلاي، اعرب السفير الروسي لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين عن “قلقه”. وقال “اننا متحدون جميعا في التعبير عن قلقنا البالغ ازاء التطورات الماساوية التي جرت في سوريا في الاشهر الاخيرة وفي رغبتنا في ان يتوقف كل ذلك”.

غير انه اكد ان موقف روسيا لم يتبدل وقال “ما طالبت به روسيا هو الحوار. للاسف رأينا بعض الاعضاء الاساسيين في الاسرة الدولية ومجلس الامن يبدلون موقفهم ويتجهون الى خيار +تغيير النظام+ (في سوريا)، ما يصرف الاهتمام عن الحوار داخل سوريا وبين الجامعة العربية وسوريا” محذرا من ان “هذا في غاية الخطورة”.

وفي المقابل، انتقد السفير الفرنسي لدى الامم المتحدة جيرار آرو بحدة تقاعس مجلس الامن معتبرا انه “يتحمل مسؤولية معنوية عما يحصل اليوم في سوريا”.

وقال ان “فرنسا تعتبر مع غيرها من اعضاء مجلس الامن ان صمت المجلس فضيحة”.

من جهته قال السفير البريطاني لدى الامم المتحدة مارك ليال غرانت “نعتقد الان ان على المجلس ان يتحرك” فيما اعلن السفير الالماني في المنظمة الدولية بيتر فيتيغ انه “من غير المقبول ان يحكم على المجلس بالبقاء صامتا”.

وكان وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي اعرب في وقت سابق عن “صدمته” لما سمعه عن الاوضاع في سوريا.

اما روزماري ديكارلو مساعدة سفيرة الولايات المتحدة لدى المنظمة الدولية فقالت “نعتبر ان لزوم مجلس الامن الصمت خلال الاشهر الاخيرة هو امر غير معقول”.

فرنسا : صمت مجلس الأمن عما يجري في سوريا من جرائم فضيحة دولية

دمشق – نظمت السلطات السورية التي تواجه منذ تسعة اشهر احتجاجات شعبية تتعرض لقمع دام، انتخابات بلدية الاثنين في البلاد حيث قتل “على الارجح اكثر من خمسة الاف شخص” جراء قمع التظاهرات وفق حصيلة جديدة للامم المتحدة.

وقالت المفوضة العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة نافي بيلاي امام مجلس الامن الاثنين انه مع احتساب القتلى الذين سقطوا في نهاية الاسبوع الفائت، “فان تقديري ان العدد الكامل للاشخاص الذين قتلوا منذ بداية التظاهرات بات اليوم يناهز خمسة الاف. ان هذا الوضع غير مقبول”.

واضافت بيلاي ان اكثر من 14 الفا اخرين اعتقلوا فيما فر 12 الفا و400 شخص من سوريا منذ بدء الاضطرابات في اذار/مارس الفائت.

واكد السفير الفرنسي في الامم المتحدة جيرار ارو الاثنين ان مجلس الامن الدولي “يتحمل مسؤولية معنوية عما يحصل اليوم في سوريا

وقال ارو ان “فرنسا واعضاء اخرين في مجلس الامن يعتبرون ان صمت المجلس يشكل فضيحة دولية “.

واضاف “انه امر شائن الا يتمكن المجلس من التحرك لممارسة ضغط على السلطات السورية بسبب معارضة بعض اعضائه ولامبالاة البعض الاخر”، في اشارة الى اخفاق المجلس في اصدار قرار يدين النظام السوري.

من جهته، صرح السفير البريطاني لدى الامم المتحدة مارك ليال غرانت “نعتقد الان ان على المجلس ان يتحرك”.

بدوره، قال السفير الالماني في المنظمة الدولية بيتر فيتيغ “من غير المقبول ان يدان المجلس على بقائه صامتا”.

واوضحت روزماري ديكارلو مساعدة سفيرة الولايات المتحدة لدى المنظمة الدولية ان ما عرضته بيلاي “اثار توترا كبيرا”، واضافت “نعتبر ان التزام مجلس الامن الصمت خلال الاشهر الاخيرة هو امر غير معقول”.

واخفق مجلس الامن حتى الان في التوافق على قرار يدين القمع في سوريا بسبب اعتراض روسيا والصين، العضوين الدائمين في المجلس اللذين سبق ان استخدما حق النقض (الفيتو) ضد قرار مماثل في الرابع من تشرين الاول/اكتوبر.

وتواصلت اعمال القمع الاثنين، وتحدث المرصد السوري لحقوق الانسان عن مقتل 16 مدنيا في مناطق سورية مختلفة، لافتا الى مقتل اربعة من قوات حفظ النظام في محافظة درعا بجنوب سوريا في اشتباكات بين هذه القوات ومنشقين.

واورد المرصد ان “مواطنا استشهد في حي الخالدية برصاص قناصة ليرتفع الى تسعة عدد الشهداء المدنيين في محافظة حمص الذين انضموا اليوم الى قافلة شهداء الثورة السورية بينهم ستة في مدينة حمص ثلاثة منهم قتلوا برصاص وشظايا قنابل الامن واستشهد ثلاثة اخرون بعد اختناقهم بالغاز في منزلهم وتاخر اسعافهم بسبب الحواجز واطلاق الرصاص”.

ولفت المرصد الى “استشهاد ثلاثة اشخاص من تيرمعلة بينهم سيدة اثر اطلاق رصاص على سيارتهم من حاجز امني”.

كذلك، “استشهدت سيدة من الحولة متاثرة بجروح اصيبت بها قبل ايام” بحسب المصدر نفسه.

وفي محافظة ادلب، “استشهد اربعة مواطنين واصيب سبعة اخرون بجروح ثلاثة منهم بحالة خطرة اثر اصابتهم برصاص القوات على الطريق بين قرية الهبيط وبلدة كفرنبودة” وفق المرصد.

وفي محافظة حماة، قال المرصد ان “ثلاثة مواطنين استشهدوا اثر اطلاق رصاص من قبل القوات النظامية السورية”.

ونقل المرصد عن عسكري منشق انه “نتيجة الاشتباكات بين قوات حفظ النظام ومجموعات منشقة الاثنين على مداخل مدينة داعل سقط اربعة من قوات حفظ النظام وجرح خمسة اخرون”.

ونقل عن ناشط اخر في مدينة داعل ان “ثمانية مدنيين اصيبوا بجروح اثر اطلاق رصاص من القوات النظامية السورية”.

واكد المرصد ان “اصوات الانفجارات واطلاق النار من رشاشات ثقيلة لا تزال تسمع في بلدات ابديتا وابلين بجبل الزاوية في محافظة ادلب منذ صباح اليوم حيث تدور اشتباكات عنيفة بين الجيش النظامي السوري ومجموعات منشقة”.

من جهة اخرى، اورد المرصد انه “تم تفجير خط غاز يمر بقرية الزعفرانة الواقعة بين بلدة تلبيسة ومدينة الرستن في محافظة حمص، واكد ناشط من المنطقة ان لا علاقة للثوار او المنشقين بتفجير الخط”.

وقال ايضا ان “مجموعة من المسلحين من حي موال للنظام (الشبيحة) في حمص لا تزال تختطف منذ عصر السبت 17 عاملا كانوا في حافلة عند دوار تدمر، والعمال هم من احياء الوعر والانشاءات وكرم الشامي وبابا عمرو والشماس الثائرة على النظام”.

من جانبها، دانت فرنسا “بقوة الاغتيال المشين” الذي نفذته قوى الامن السورية السبت للطبيب ابراهيم نائل عثمان الذي كان يعالج “من دون تمييز”، على ما اعلنت الخارجية الفرنسية الاثنين.

وصرح مساعد المتحدث باسم الخارجية رومان نادال “نال رجل السلام الطبيب ابراهيم نائل عثمان عبر شجاعته وعمله في اطار تنسيقية اطباء دمشق اعترافا واحتراما كاملين لا سيما نتيجة التزامه المتواصل معالجة الجرحى من دون اي تمييز”.

وقال نادال “مع اثارة هذه الجريمة امتعاضا حادا ومشاعر قوية في سوريا تكرر فرنسا تأكيد تصميمها على الوقوف الى جانب الشعب السوري في مواجهة القمع الصارم الذي يتعرض له منذ اكثر من تسعة اشهر”.

وكان السوريون توجهوا الى صناديق الاقتراع الاثنين لانتخاب ممثليهم في البلديات. وهو اول اقتراع ينظم منذ بدء حركة الاحتجاج على نظام الرئيس بشار الاسد في 15 اذار/مارس الماضي.

ودعي اكثر من 14 مليون ناخب للمشاركة في هذا الاقتراع. وفتحت مراكز التصويت عند الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي (السادسة بتوقيت غرينتش) ويفترض ان تغلق في الساعة 22,00 (20,00 ت غ). ويتنافس اكثر من 42 الف مرشح على 17 الف مقعد.

واكد رئيس اللجنة العليا للانتخابات المستشار خلف العزاوي ان الانتخابات “تجري بيسر وارتياح واقبال وفق الشروط والمواصفات القانونية” على ما نقلت عنه وكالة سانا.

وفي مكاتب الاقتراع في الدويلعه وكفر سوسه ازداد عدد الناخبين بعد الظهر بحسب مسؤولين.

وقالت زينة (35 عاما) لدى خروجها من احد مراكز الاقتراع في دمشق “ادليت بصوتي لاننا نريد المساهمة في الاصلاحات من خلال انتخاب افضل المرشحين”.

وقال احمد وهو سائق سيارة اجرة “على الجميع المشاركة في التصويت للرد على الذين يدعون الى الاضراب”.

وكان يشير الى الناشطين المطالبين بالديموقراطية الذين ينظمون التظاهرات المعارضة للنظام ودعوا الى اضراب عام الاحد في سياق حملة عصيان مدني.

وتواصل الاضراب العام الاثنين في منطقة درعا (جنوب) مهد حركة الاحتجاجات فيما نفذ بشكل واسع نسبيا في دوما قرب دمشق.

وقال الناشطون المعارضون على صفحتهم على موقع فيسبوك “الثورة السورية ضد بشار الاسد 2011” “بالأمس كان الاستعداد ..ومن اليوم حتى يوم الأربعاء سنبدأ أولى خطواتنا نحو الحرية … سيبدأ اليوم إضراب طلاب المدارس .. وسيبقى مستمرا حتى نهاية الإضراب ودخول العصيان المدني ..من اليوم وحتى يوم الأربعاء نريد أن نحول المدارس لحجارة فارغة .. فهي لم تعد مكانا للتعليم، بل مكانا للكذب ومكانا للاعتقال..سنبذل كل جهدنا اليوم وغدا وحتى نهاية الإضراب بعدم إرسال أبنائنا إلى المدارس”.

وتجري الانتخابات البلدية بموجب القانون الانتخابي الجديد الصادر مؤخرا من اجل تعزيز مبدأ اللامركزية بحسب السلطات.

وقال وزير الاعلام السوري عدنان محمود لوكالة فرانس برس “هذه الانتخابات جرت في توقيتها المحدد وفق البرنامج الزمني الذي وضع لعملية الاصلاح الشامل وتنفيذ القوانين والقرارات المرتبطة بها. وهذا يؤكد تصميم القيادة السورية والشعب السوري على المضي قدما في عملية الاصلاح وانجازها على الارض وفق برامجها الزمنية المحددة”.

وتابع “ان توقيت الانتخابات جاء في ظل ظروف وأحداث راهن فيها البعض على قطع الطريق على هذه الانتخابات (..) من خلال الاعمال الارهابية للمجموعات المسلحة وترويع المواطنين” مضيفا “وكان رهانهم خاسرا ومخيبا لآمالهم بفضل ارادة الشعب وعزمه على المشاركة ودعم عملية الاصلاح بما يحقق طموحاته وتطلعه لمستقبل سوريا المشرق”، على حد قوله.

واعرب معارض طلب عدم كشف هويته عن “استغرابه لتنظيم انتخابات في هذه الظروف. المدن المشاركة في حركة الاحتجاج لا علاقة لها بهذه الانتخابات”.

وقال ان الاقتراع يجري “في المناطق التي لم تشارك في الحركة الاحتجاجية ضد النظام” اي حلب وبعض احياء دمشق ومدينتي السويداء والقنيطرة (جنوب) وطرطوس (شمال غرب) وبعض احياء اللاذقية وبانياس.

وانطلقت حركة الاحتجاج مطالبة باصلاحات ديموقراطية لكنها باتت لاحقا تطالب برحيل الاسد ازاء تصميم النظام على قمعها بالقوة.

وكان الاسد وعد مرارا باجراء اصلاحات تهدف الى انهاء هيمنة حزب البعث واصدر في الرابع من اب/اغسطس مرسوما يجيز التعددية الحزبية لكن قوات الامن والجيش واصلت في الوقت نفسه حملة قمع التظاهرات ما ادى الى سقوط اكثر من اربعة الاف قتيل منذ اذار/مارس بحسب الامم المتحدة.

على صعيد آخر نفت سوريا الاثنين “نفيا قاطعا” اي علاقة لها بالاعتداء الذي استهدف الجمعة في جنوب لبنان دورية فرنسية تابعة لقوات اليونيفيل الدولية.

وقال جهاد مقدسي المتحدث الرسمي باسم الخارجية السورية في بيان “تنفي وزارة الخارجية نفيا قاطعا وجود اية علاقة لسوريا بهذا العمل المدان” منتقدا تصريحات وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه الاحد التي “تفتقد الى اية ادلة” والتي قال فيها ان سوريا تقف “على الارجح” وراء الاعتداء.

ا ف ب

“تركيا تنفي أنَّها أجازت شنّ هجمات على سوريا إنطلاقاً من أراضيها

نقلت وكالة “فرانس برس” عن دبلوماسي تركي قوله “إنَّه من غير الوارد أن تجيز تركيا شنّ هجمات على دول مجاورة إنطلاقاً من أراضيها”، بعد معلومات سوريّة عن عمليات تسلل جديدة إنطلاقاً من الحدود بين البلدين. وأضاف المصدر طالباً عدم كشف إسمه أنَّ “تركيا لا تجيز أبداً أي هجوم على دول أخرى مجاورة إنطلاقاً من أراضيها”.

وأكَّد أنَّ “عدد اللاجئين السوريين الذين فرّوا من النزاع في سوريا ولجأوا إلى مخيمات في محافظة هاتاي التركية (جنوب عند الحدود مع سوريا) إرتفع إلى 8525 مع وصول مئات الأشخاص في الأسابيع الماضية”.

(أ.ف.ب.)‏

أكثر من 5000 قتيل” سوري.. ودمشق و”حزب الله” يردان على وزير خارجية فرنسا مؤكدين عدم علاقتهما بالإعتداء على يونيفل

الأسد “شطب” جنبلاط.. وتطويق ذيول الإعتداء على “فان حاصبيا” باعتذار وفد كفركلا للبيّاضة

مع إحاطة المفوّضة العليا لحقوق الانسان في الأمم المتحدة نافي بيلاي، مجلس الأمن الدولي بأنّ حصيلة ضحايا قمع التظاهرات في سوريا بلغت “أكثر من خمسة آلاف قتيل”.. عبّر الرئيس الأميركي باراك أوباما عن “الغضب والحنق من طريقة تعامل النظام السوري مع شعبه”، مشددًا إثر استقباله رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي على أنّ الرئيس السوري بشار “الأسد فقد فرصة الإصلاح، وصدقيته تلاشت”.

في المقابل، وفي حين نفى كل من النظام السوري و”حزب الله” أي علاقة لهما بالاعتداء الذي استهدف الجمعة الماضية دورية للقوات الفرنسية العاملة في إطار “يونيفيل” جنوبيّ لبنان، منتقدين تصريح وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه في هذا الموضوع.. تفاعلت في طليعة الأحداث عودة الصواريخ اللقيطة إلى الساحة الجنوبية مع صاروخ الكاتيوشا الذي أطلق ليل الأحد الإثنين من خراج بلدة “مجدل سلم” وسقط على منزل مأهول مصيبًا بشظاياه المواطنة نصيرة عباس في بلدة “حولا”، إذ أعرب القائد العام لقوات “يونيفيل” الجنرال ألبيرتو أسارتا عن قلقه “الشديد إزاء التصعيد الأخير في الحوادث التي تنطوي على خروق أمنية خطيرة في جنوب لبنان”، وأضاف أسارتا في تأكيد أممي هو الأول من نوعه منذ حرب تموز 2006: “على الرغم من كل جهودنا لا تزال هناك أسلحة ولا يزال هناك عناصر مسلحون عدائيون مستعدون لإستخدام هذه الأسلحة داخل منطقة عملياتنا” جنوبي الليطاني بموجب القرار الدولي 1701.

أما على المستوى السياسي، فقد استقطب رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” النائب وليد جنبلاط آلة الرصد السياسي والإعلامي مع بلوغ تصعيده المتدرج بوجه النظام السوري نقطة مفصلية تجلت بتحميل هذا النظام المسؤولية عن الصواريخ التي أطلقت مؤخرًا في جنوب لبنان قائلاً: “وصلتنا بالأمس رسالة الصواريخ وهذه رسالة خطيرة. قد تكون رسالة من الجيران إلى فرنسا على الأراضي اللبنانية وعلى حساب الاستقرار اللبناني”، ووجه جنبلاط في سياق تطرقه للثورة السورية “التحية إلى الشعب العربي السوري البطل الجبار، في درعا والصنمين وحمص”، متوجهًا في المقابل إلى “المتخاذلين والمتواطئين” مع النظام السوري وأجهزته العسكرية والأمنية بعبارة: “يا حيف”، وهي عبارة معلومة دلالاتها ومعانيها في أوساط “جبل العرب” في سوريا، سيما وأنها أتت معطوفة على الدعوة الصريحة التي كان قد وجّهها جنبلاط إلى دروز سوريا في ذكرى ميلاد كمال جنبلاط طالبًا منهم “عدم الإنخراط في أعمال قتل وقمع إخوانهم في حمص ودرعا وغيرها” من المناطق المنتفضة على النظام السوري، وهو ما فُهم حينها بمثابة دعوة جنبلاطية إلى دروز سوريا لعدم إمثال المجندين منهم للأوامر العسكرية القاضية بقمع المتظاهرين السلميين السوريين، ربطًا بإشارته إلى أنّ النظام السوري “يستفيد من المجندين لإرسالهم إلى مناطق التظاهرات لتنفيذ أعمال قتل وقمع” بحق معارضي النظام، مع تشديده في هذا المجال على وجوب التمييز “بين الجيش العربي السوري وشبيحة النظام الذين يسيئون لهذا الجيش”.

وبالعودة إلى كلمة جنبلاط خلال حفل تكريم قدامى “الحزب التقدمي الإشتراكي”، فقد إستذكر “الفترة الذهبية” التي قال إنها “كانت ربما أجمل فترة بين عامي 2005 و 2008 عندما وقف الشعب اللبناني ومشى في درب الحرية”، وقال: “طبعاً كان درباً دامياً من رفيق الحريري ومن قبله محاولة اغتيال مروان حمادة واغتيال جورج حاوي وسواهم، لكن وقف الشعب اللبناني، إنما نظامنا السياسي والدول المتصارعة على الأرض حتمت علينا تسوية أيار 2008″، ونبّه جنبلاط في الوقت الراهن إلى أنّ “هناك من يريد محلياً واقليمياُ وعربياً ودولياً أن يُخرج القوات الدولية (يونيفل) من لبنان كي نعود إلى المواجهة وربما الى حرب جديدة”، متمنيًا “على قيادة المقاومة (حزب الله) أن تدرك خطورة الوضع وأن تؤكد على المصلحة اللبنانية فوق كل شيء”، وأردف جنبلاط في هذا السياق قائلاً: “عام 2006 قاتلت المقاومة قتالاً شديداً في مواجهة العدوان الاسرائيلي، هذه المرة، كما قال الأستاذ غسان تويني “لا نريد حروب الآخرين على أرضنا”، كفانا حروب الآخرين على أرض لبنان”… وخلص جنبلاط في توصيفه الأوضاع الراهنة بالمنطقة إلى تجديد التذكير بنبوءة والده قائلاً: “وكأنه عندما رفض آنذاك كمال جنبلاط عرض حافظ الآسد وقال له: “لن أدخل في السجن الكبير”، كأنه تنبأ أن جدران هذا السجن ستبدأ بالانهيار، وبدأت بالانهيار والحمد لله، وستنهار كل السجون”.

وفي المقابل، إكتفت مرجعية سياسية مقرّبة من النظام السوري تعليقًا على تصاريح جنبلاط الأخيرة بالقول لـ”NOW Lebanon”: “جنبلاط “شُطب” من أجندة سوريا، والخط كان قد وضع منذ مدة “خارج السمع” بوجه موفده غازي العريضي”.

في غضون ذلك، لفتت حادثة ميدانية خطرة خصوصًا إذا ما تم تجييرها لحساب الإمتعاض من تصريحات جنبلاط الأخيرة، وهي الحادثة التي تعرض لها مساء الإثنين “فان” كان يقل عددًا من المشايخ الدروز إلى حاصبيا وعند بلوغه طريق “تل النحاس” إعترض طريقه عدد من أبناء بلدة “كفركلا” الجنوبية كانوا متجمهرين في المكان احتجاجًا على مقتل أحد أبناء البلدة برصاصة طائشة خلال مطاردة شرطي بلدي في محلة “الشويفات” أحد أفراد عصابة سرقة منذ حوالى الأسبوع.

وفي التفاصيل أفادت مصادر معنيّة موقع “NOW Lebanon” أنّ المحتجين أوقفوا “فان” حاصبيا وانهالوا بالضرب على كل من الشيخ “ج. س.” من بلدة “عين قنيا”، والشيخ “غ.ف.” من بلدة “إبل السقي”، قبل أن ينفضوا عنهما ويتركوا الفان يواصل طريقه باتجاه حاصبيا، وعلى أثر هذا الإعتداء عُقد لقاء عند كبير مشايخ طائفة الموحدين في حاصبيا رئيس خلوات البياضة الشيخ فندي الشجاع، وفي ضوء ما تبلغه خلال اللقاء أجرى الشجاع إتصالين بالنائبين أكرم شهيب وعلي فياض وأطلعهما على الاعتداء الذي طال الشيخين “ج.س.” و”غ.ف.”، وبعد سلسلة اتصالات قيادية بين الجانبين تقرر تطويق ذيول الحادث عبر زيارة يقوم بها وفد من بلدة كفركلا إلى حاصبيا حيث سيقدم الوفد بمعية رئيس خلوات البياضة إعتذارًا عن الإعتداء الذي تعرض له الشيخان الدرزيان على أيدي عدد من أبناء البلدة.

قتلى بثالث أيام الإضراب بسوريا

أفاد ناشطون سوريون بأن 29 شخصا قتلوا في اليوم الثالث لإضراب الكرامة وسط تأكيد السلطة أنها أحبطت تسللا من أراض تركية لمجموعة مسلحة، وهو ما نفته أنقرة.

وأكدت مصادر حقوقية سورية مقتل 11 مدنيا وسبعة من عناصر الأمن في هجومين منفصلين بمحافظة إدلب شمالي غربي البلاد.

وقال بيان للمرصد السوري لحقوق الإنسان -ومقره لندن- إن 11 شخصا قتلوا وأصيب 26 آخرون في هجوم شنته قوات الأمن والشبيحة فجر اليوم على قريتي معرة مصرين وكفر يحمول في محافظة إدلب (320 كيلومترا شمال غرب دمشق). ولم تتأكد هذه المعلومات من مصدر مستقل.

وفي تطور لاحق أكد المرصد أن سبعة من عناصر الأمن قتلوا إثر هجوم نفذه منشقون على موكب أمني كان يسير على طريق إدلب باب الهوى مشيرا إلى أن الهجوم تم ردا على سقوط المدنيين الـ11 في معرة مصرين ويحمول بذات المحافظة المحاذية للحدود التركية.

وفي الرستن بمحافظة حمص أفاد ناشطون بأن انفجارات قوية هزت صباح اليوم وسط المدينة في ظل انقطاع تام للتيار الكهربائي. وكان انفجار قد وقع بخط أنابيب للغاز قرب الرستن وسط البلاد وشوهدت النيران تتصاعد من الموقع, في ثاني انفجار تحدثت عنه تقارير في خط أنابيب للطاقة بحمص خلال أسبوع.

ورغم أن الناشطين أكدوا أنه لا علاقة للثوار أو المنشقين بالانفجار فإن الجيش والأمن السوري شنوا حملة عنف مدعومين بالطائرات على المنطقة.

وفي خربة غزالة بمحافظة درعا أفاد ناشطون بأن انفجارين هزا وسط البلدة بالتزامن مع إطلاق نار كثيف.

وكانت وكالة الأنباء السورية قد أعلنت من جهة أخرى أن قوات حرس الحدود بالمحافظة أحبطت أمس محاولة تسلل “مجموعة إرهابية مسلحة” إلى داخل الأراضي السورية عبر موقع قرية عين البيضا التابعة لناحية بداما في إدلب.

وأضافت أن “قوات حرس الحدود اشتبكت مع مجموعة إرهابية مسلحة مكونة من نحو 15 مسلحا ومنعتها من الدخول للأراضي السورية وقتلت اثنين من عناصرها وأصابت باقي أفرادها”.

غير أن تركيا نفت بلسان أحد دبلوماسييها هذه الأنباء. وقال الدبلوماسي لوكالة الصحافة الفرنسية إن بلاده “لا تسمح مطلقا بأي هجوم على بلدان أخرى أو مجاورة انطلاقا من أراضيها”.

اغتيال عميد

من جهة أخرى نقلت وكالة (سانا) عن مصدر أمني أمس قوله إن عصابات مسلحة اغتالت العميد الركن غانم ابراهيم الحسن بإطلاق النار عليه بالقرب من مدينة سراقب بريف إدلب.

وذكر المصدر أن العميد الحسن يخدم في أكاديمية الأسد للهندسة العسكرية بصفة مدرس وأنه اغتيل أثناء قدومه من مكان عمله في حلب إلى دمشق.

يأتي ذلك بينما يدخل “إضراب الكرامة” يومه الثالث ضمن سلسلة من الخطوات التصعيدية التي ترمي إلى ممارسة المزيد من الضغوط على النظام السوري.

يشار إلى أن المرحلة الأولى من “إضراب الكرامة” تهدف لإقفال الحارات الفرعية، والتوقف عن تسيير العمل في المراكز الوظيفية، وإغلاق الهاتف الجوال.

وتتضمن المرحلة الثانية البدء في إضراب المحال التجارية.أما المرحلة الثالثة، فتشمل الهيئات التعليمية عبر إضراب الجامعات. ويسعى ناشطو الثورة إلى شل قطاع النقل وإغلاق الطرق بين المدن في المرحلة الرابعة.

وتستهدف المرحلة الخامسة القطاع العام عبر إضراب موظفي الدولة، في حين ستبدأ خطوة إغلاق الطرق الدولية في المرحلة السادسة الأخيرة.

معلومات بيلاي

في هذه الأثناء قالت المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة نافي بيلاي أمس إنها أبلغت مجلس الأمن الدولي أن عدد قتلى الحملة على المحتجين التي مضى عليها تسعة أشهر في سوريا تجاوز الآن خمسة آلاف.

ويتضمن العدد مدنيين وجنودا منشقين ومن تم إعدامهم لرفضهم إطلاق النار على المدنيين لكنه لا يشمل أعضاء من الجيش وأجهزة الأمن الأخرى قتلوا بأيدي قوى المعارضة.

تشكيك بإسقاط النظام السوري

استبعدت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور جدوى الإضراب العام والاشتباكات المسلحة في إسقاط النظام السوري، وسط اعتقاد بسيطرة الجناح المتطرف في النظام على صنع القرار.

وقالت الصحيفة إن الاشتباكات التي جرت في الآونة الأخيرة بسوريا تدل على أن الاحتجاجات التي تطالب بإسقاط نظام بشار الأسد منذ تسعة أشهر، تحولت إلى صراع مسلح.

غير أنها تشكك في جدوى تلك الاشتباكات والإضراب العام الذي يهدف إلى ممارسة مزيد من الضغط من أجل التعجيل في إسقاط النظام.

وتنقل الصحيفة عن محللين قولهم إن النظام والمعارضة يتشددان في مواقفهما إلى حد يصعب معه إنهاء العنف عن طريق التفاوض.

وكان رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون قال لصحيفة ألمانية أمس إن المعارضة لم تعد مستعدة للتفاوض مع “القتلة”، مضيفا أن الجهات التي يمكن التفاوض معها هي السلطات العسكرية والمدنية التي “لا تمثل النظام، بل المؤسسات”.

الجناح المتشدد

وتشير الصحيفة إلى أن عملية اتخاذ القرار داخل القيادة العليا في النظام باتت مبهمة، ومع ذلك فإن النظام يميل إلى حل الأزمة بالقوة.

وتنقل عن مصدر دبلوماسي رفيع المستوى في بيروت، قوله إن “المتشددين أصبحوا هم المسؤولون الآن” في العاصمة السورية.

ويقول المصدر إنه من الواضح أن السياسة في دمشق الآن تنطوي على عدم إظهار أي ضعف أو ميل إلى التنازل، والانطلاق من أن استخدام القوة يجلب الاحترام.

من جانبه يقول مسؤول فلسطيني ينتمي لتيار يحظى بدعم سوريا، إن تنافسا ظهر بين الأسد وشقيقه الأصغر ماهر الذي يترأس الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة التي لعبت دورا في ملاحقة نشطاء المعارضة.

ويضيف المسؤول الفلسطيني أن الوضع بينهما غدا صعبا، مرجحا قدرة النظام السوري على التغلب على الأزمة في النهاية.

طلال الأطرش/يو إس أي توداي

انشقاقات

غير أن الصحيفة تقول إن التقارير المتزايدة التي تتحدث عن الاشتباكات المسلحة، تشير إلى أن الانشقاق مستمر في صفوف الجنود للانضمام إلى وحدات تعمل بشكل مستقل أو تحت راية الجيش السوري الحر.

وتحدثت صحيفة يو إس أي توداي عن دعوات لمنشقين سوريين ودبلوماسيين غربيين لشن حرب على القوات السورية التي قتلت أكثر من خمسة آلاف حتى الآن، حسب تقارير أممية.

وتنقل الصحيفة عن رياض الأسعد –وهو عقيد انشق عن القوة الجوية السورية وانضم إلى الجيش السوري الحر- قوله إن “أوان الاحتجاجات السلمية قد ولى”.

غير أن الجيش الحر يجد صعوبة في شراء الأسلحة لأسباب تتعلق بالأسعار الباهظة والعثور عليها، حسب (أبو علي) الذي يقيم حاليا عند الحدود التركية.

ويرى طلال الأطرش -الذي ساهم في تأليف كتاب “عندما تستيقظ سوريا”- أن النظام السوري لن يواجه أي تحد عسكري حقيقي دون مساعدة غربية، ولا سيما أن الجيش السوري الذي يصل قوامه إلى 435 ألفا، أنفق العام الماضي ثلاثة مليارات دولار لشراء أسلحة روسية.

                      كريستيان ساينس مونيتور+يو.أس.أي توداي

بيلاي: أكثر من 5000 قتيل بسوريا

 أعلنت مفوضة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة نافي بيلاي أن حصيلة ضحايا قمع المظاهرات المناهضة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد ارتفعت إلى أكثر من خمسة آلاف قتيل من بينهم 300 طفل.

وقالت بيلاي للصحفيين بعد أن قدمت إفادة أمام مجلس الأمن الدولي عن الوضع في سوريا بناء على طلب فرنسا وبريطانيا وألمانيا، إنها أخبرت أعضاء المجلس أن هذا العدد من القتلى يشمل أولئك الذين سقطوا في نهاية الأسبوع الماضي.

وتتضمن الحصيلة الجديدة مدنيين وجنودا منشقين ومن تم إعدامهم لرفضهم إطلاق النار على المدنيين، لكنها لا تشمل أعضاء من الجيش وأجهزة الأمن الأخرى قتلوا بأيدي قوى المعارضة.

وأوضحت بيلاي أن الأنباء تفيد بأن أكثر من 14 ألف شخص اعتقلوا، وأن 12 ألفا على الأقل طلبوا اللجوء في بلدان مجاورة، وأن عشرات الآلاف أصبحوا من المهجرين داخليا، وتحدثت عن أنباء مثيرة للقلق عن تحركات ضد مدينة حمص.

وقالت بيلاي في ملاحظات إفادتها إن روايات مستقلة جديرة بالتصديق ومدعمة تظهر أن هذه الانتهاكات وقعت في إطار حملة واسعة وممنهجة على المدنيين، مشيرة إلى أنها أبلغت مجلس الأمن أن معلوماتها تستند إلى إفادات أدلى بها أكثر من 230 شاهدا.

واعتبرت أن أفعال النظام السوري قد ترقى لجرائم ضد الإنسانية، ودعت مجلس الأمن لإحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية.

ولدى الأمم المتحدة معلومات عن أن أكثر من مائتي شخص قتلوا منذ الثاني من الشهر الجاري بأيدي قوات الأمن السورية.

وكانت آخر حصيلة قدمتها الأمم المتحدة تحدثت عن أكثر من أربعة آلاف قتيل. وسئل الأسد الأسبوع الفائت عن هذه الحصيلة فشكك في صدقيتها.

مؤامرة كبيرة

وتعليقا على إفادة بيلاي، قال السفير السوري بشار جعفري للصحفيين في نيويورك إنه ما كان ينبغي قط أن يسمح لها بالتحدث أمام مجلس الأمن، معتبرا أن الجلسة كانت جزءا من مؤامرة كبيرة تحاك ضد سوريا من البداية.

واتهم بيلاي بأنها غير موضوعية وغير منصفة وغير صادقة في التقرير الذي قدمته، ورأى أنها تجاوزت تفويضها وسمحت لنفسها بأن تستغله لتضليل الرأي العام.

وأبلغ مبعوثون غربيون في مجلس الأمن الصحفيين أنهم شعروا بالصدمة والذهول مما سمعوا. ويشعر المبعوثون بخيبة الأمل بسبب عرقلة روسيا والصين اتخاذ المجلس إجراء بشأن سوريا.

وقال السفير البريطاني مارك ليال غرانت بعد الجلسة، التي تم الترتيب لعقدها على الرغم من معارضة روسيا والصين والبرازيل، إنها أشد الإفادات ترويعا التي سمعت في مجلس الأمن خلال العامين الأخيرين.

وقال السفير الروسي فيتالي تشوركين إنه أيضا يشعر بقلق من التطورات المفجعة في سوريا، لكن التدخل الخارجي قد يؤدي إلى حرب أهلية وسقوط عدد من القتلى أكبر كثيرا من ذلك.

وفشل مجلس الأمن حتى الآن في التوافق على قرار يدين القمع في سوريا بسبب اعتراض روسيا والصين، العضوين الدائمين في المجلس اللتين سبق أن استخدمتا حق النقض (الفيتو) ضد قرار مماثل في الرابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

21 قتيلا وانتخابات محلية في سوريا

ارتفع عدد ضحايا المواجهات في سوريا خلال الساعات الـ24 الماضية إلى 21 قتيلا -معظمهم في حمص وإدلب- سقطوا برصاص الأمن, وذلك بينما أجرت السلطات انتخابات محلية شهدت إقبالا محدودا، ووصفتها قوى المعارضة بأنها مزورة.

وقال ناشطون إن مناطق في جبل الزاوية تعرضت لقصف وإطلاق نار كثيف على المنازل، كما وقعت اشتباكات وصفتها وكالة رويترز بأنها الأكثر ضراوة منذ اندلاع الثورة بين الجيش السوري ومنشقين عنه في جبل الزاوية وبصرى الحرير وأزرع قرب درعا.

وبحسب ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره لندن، فإن القوات الموالية للرئيس بشار الأسد بإدلب استخدمت الأسلحة الثقيلة مستهدفة المنازل الخاصة، خلال الاشتباكات التي بدأت في ساعة مبكرة من صباح أمس الاثنين.

وفي درعا هاجمت مجموعة من المنشقين عن الجيش حافلة تقل قوات أمن حكومية أمس الاثنين، مما أدى إلى إصابة عدد منهم، وفقا للمرصد.

إضراب الكرامة

يأتي ذلك بينما يدخل “إضراب الكرامة” يومه الثالث ضمن سلسلة من الخطوات التصعيدية التي ترمي إلى ممارسة المزيد من الضغوط على النظام السوري.

وأوضحت الهيئة العامة للثورة أن ما أسمتها “كتائب الأسد” اقتحمت كلا من داعل وكفر شمس وسحم الجولان وطيبة الإمام والكرك الشرقي وجاسم وخربة غزالة وأبطع واليادودة في محافظة درعا، لكسر الإضراب واعتقال كل من يساهم في فعالياته.

وأشارت إلى أن السلطات لجأت إلى إقامة عشرات الحواجز بحمص لمنع أهاليها من التجمع في الساحات الكبرى واعتقال الناشطين، إضافة إلى اقتحام الأحياء السكنية التي تخرج فيها المظاهرات.

يشار إلى أن المرحلة الأولى من “إضراب الكرامة” تهدف لإقفال الحارات الفرعية، والتوقف عن تسيير العمل في المراكز الوظيفية، وإغلاق الهاتف الجوال. وتتضمن المرحلة الثانية البدء في إضراب المحال التجارية.

أما المرحلة الثالثة، فتشمل الهيئات التعليمية عبر إضراب الجامعات. ويسعى ناشطو الثورة إلى شل قطاع النقل وإغلاق الطرق بين المدن في المرحلة الرابعة.

وتستهدف المرحلة الخامسة القطاع العام عبر إضراب موظفي الدولة، في حين ستبدأ خطوة إغلاق الطرق الدولية في المرحلة السادسة والأخيرة.

من جهة ثانية, قال شاهد عيان لرويترز إن انفجارا وقع في خط أنابيب للغاز قرب بلدة الرستن في محافظة حمص بوسط سوريا، وشوهدت النيران تتصاعد من الموقع, في ثاني انفجار تحدثت عنه تقارير في خط أنابيب للطاقة بحمص خلال أسبوع.

انتخابات محلية

في هذه الأثناء, ألقت المواجهات بظلالها على الانتخابات المحلية التي وصفها الرئيس بشار الأسد بأنها خطوة نحو إرساء إصلاحات سياسية. وأغلقت مراكز الاقتراع مساء أمس الاثنين, وقالت السلطات السورية إن يوم التصويت اتسم بالهدوء.

وبينما ووصف وزير الإعلام عدنان محمود يوم الانتخابات بأنه” شفاف” ويعكس “وحدة السوريين الذين يؤمنون بمستقبل بلادهم”, قال ناشطون إن مظاهر الانتخابات انعدمت تقريباً في مدن درعا وحمص وحماة وإدلب ومناطق واسعة من ريف دمشق وريف حلب بعد دعوات لمقاطعة الانتخابات.  كما لم تشهد مدينة دير الزور -حسب الناشطين- إقبالا على مراكز الاقتراع.

وعرضت تقارير تلفزيونية صفوفا طويلة للناخبين أمام مراكز الاقتراع, ونقل تقرير عن مسؤولين حكوميين قولهم إن نسبة إقبال الناخبين تجاوزت 30% بحلول منتصف النهار.

وقال الشيخ أنس عيروط -وهو عالم دين لعب دورا بارزا في الاحتجاجات  المناوئة للرئيس السوري وعضو في “المجلس الوطني السوري” المعارض، لوكالة الأنباء الألمانية عبر الهاتف من تركيا- إن هذه ليست انتخابات حقيقية، بل هي انتخابات زائفة، وذكر أن المواطنين يجبرون على الإدلاء بأصواتهم.

خمسة آلاف قتيل

من ناحية أخرى وعلى الصعيد الدولي, أبلغت المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة نافي بيلاي مجلس الأمن الدولي بأن عدد القتلى في سوريا يتجاوز الآن خمسة آلاف.

وكان مجلس الأمن قد بدأ مساء الاثنين جلسة مغلقة لسماع تقرير من نافي بيلاي حول أوضاع حقوق الإنسان في سوريا بناء على طلب فرنسي, وسط تحفظات من روسيا والصين.

كما تعهدت المدعية العامة الجديدة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا بالعمل على الحد من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية. وعبرت -في مؤتمر صحفي عقدته عقب انتخابها خلفا للويس مورينو أوكامبو الذي تنتهي ولايته في بداية العام المقبل- عن قلقها من تدهور أوضاع حقوق الإنسان في سوريا، لكنها قالت إن المحكمة لا تستطيع التحرك بهذا الشأن دون إحالة من الأمم المتحدة.

الأمم المتحدة: مقتل 5000 شخص في سوريا منذ بدء الثورة

دمشق تعتبر نقاش ملفِها تمهيدا لتدخل عسكري

العربية.نت

أعلنت الأمم المتحدة أن عدد قتلى الحملة الأمنية التي تشنها السلطات السورية ضد المعارضين منذ بدء الاحتجاجات تجاوز الـ 5000 قتيل، بينما اعتبرت فرنسا أن مجلس الأمن الدولي “يتحمل مسؤولية معنوية عما يحصل اليوم في سوريا”. وفي المقابل رأى مندوب سوريا في الأمم المتحدة بشار الجعفري، أن المباحثات التي جرت في مجلس الأمن حول الملف الإنساني السوري تمهيدا لتدخل عسكري انساني حسب توصيفه.

وقدمت نافي بيلاي مفوضة لجنةِ حقوق الانسان في الأممِ المتحدة تقريرا مفصلا بشأن سوريا للدول الاعضاء في مجلس الأمن، وذلك في جلسة مغلقة تم تخصيصُها للملف السوري.

وجاء في تقرير بيلاي أن عدد القتلى في سوريا قارب الخمسة آلاف منذ بداية الثورة في مارس الماضي، وأن هناك أدلة تشير الى احتمال وقوع جرائم ضد الانسانية ارتكبها النظامُ السوري.

ويشير التقرير، الذي نشرته وكالة “رويترز”، إلى أن قوات الامن أعطيت أوامر بإطلاق النار على المتظاهرين والجنازات دون تحذير وبشكل مباشر، مضيفا أن القناصة استهدفوا المتظاهرين والجرحى ومن حاول اسعافَهم على السواء وسيارات الاسعاف أيضا.

وأشار التقرير إلى أن الأمن السوري حول المستشفيات الى معتقلاتٍ ومراكز للتعذيب، وأنه قام بالتحقيق مع الاطباء الذين أسعفوا الجرحى وقام بتعذيب بعضهم الآخر.

وجددت بيلاي طلبها من مجلس الامن تحويل ملف سوريا الى محكمة الجنايات الدولية واصفة الوضعَ في سوريا بأنه ما عاد يحتمل.

ويأتي الإعلان عن هذه الحصيلة الجديدة بعد مرور تسعة أشهر على المظاهرات المطالبة بتنحي الرئيس بشار الأسد والتي شملت مختلف أنحاء سورية.

هذا فيما اعتبرت فرنسا أن مجلس الأمن يتحمل مسؤولية معنوية عن عملياتِ القتل التي تحدث في سوريا، وأكد السفير الفرنسي في الامم المتحدة جيرار ارو أن مجلس الامن الدولي “يتحمل مسؤولية معنوية عما يحصل اليوم في سوريا”.

و للمرة الثانية منذ اندلاع الثورة السورية استمع أعضاء مجلس الامن لتقرير رئيسة المفوضية السامية لحقوق الانسان عن الوضع الانساني في سوريا، وبين التقريرين تضاعف عدد القتلى بشكل صدم مفوضة حقوق الإنسان.

روسيا تتهم الغرب باتخاذ موقف “لا أخلاقي” من سوريا

اتهم وزير الخارجية الروسي الغرب باتخاذ موقف “لا أخلاقي” ضد سوريا، مطالبا الدول الغربية بإدانة العنف الذي تتسبب فيه المعارضة كما القوى الامنية.

وقال سيرغي لافروف إن جماعات المعارضة تحاول التسبب في “كارثة انسانية” من اجل جلب التدخل والمساعدة الاجنبية.

وجاءت تعليقات وزير الخارجية الروسي بعد أن دعت مفوضة حقوق الانسان في الامم المتحدة نافي بيلاي مجلس الامن إلى احلة النظام السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية بسبب قمعه الانتفاضة السورية المتواصلة منذ 9 اشهر.

وقالت بيلاي إن 5 الاف شخص قد قتلوا حتى الان فيها.

وكانت روسيا والصين مارستا حق النقض (الفيتو) ضد قرار من مجلس الامن يدين سوريا، قدمت مسودته فرنسا وبريطانيا وحظي بدعم من الدول الغربية الاخرى.

ودافع لافروف الثلاثاء عن نص مسودة بديلة تقدمت بها روسيا والصين تحث طرفي الصراع في سورية الى نبذ استخدام العنف.

ووصف لافروف بـ “اللاخلاقي” موقف “اولئك الذين يرفضون ممارسة الضغط على الجزء المسلح والمتطرف من المعارضة، وفي الوقت نفسه يتهموننا بعرقلة عمل مجلس الامن”.

واضاف لافروف أن قوات المعارضة في حمص قد هاجمت مستشفيات ومدارس.

واكمل : ” بالنسبة لي، فأن الهدف واضح وهو التسبب في كارثة انسانية تصبح حجة لطلب التدخل الخارجي في النزاع”.

واتهمت روسيا الدول الغربية باستخدام الامم المتحدة في محاولة لتغيير النظام في سوريا.

“جرائم ضد الانسانية”

يأتي ذلك في وقت تكثفت فيه الاشتباكات بين القوى الامنية السورية ومنشقين عن الجيش السوري في شمال البلاد.

وقال ناشطون سوريون الثلاثاء إن المنشقين عن الجيش قتلوا سبعة جنود في كمين في منطقة ادلب.

وافاد المركز السوري لحقوق الانسان ومركزه لندن لبي بي سي ان الهجوم جاء انتقاما لمقتل 11 مدنيا على أيدي القوات الحكومية في وقت مبكر الثلاثاء.

وفي نيويورك، أبلغت مفوضة حقوق الانسان في الامم المتحدة نافي بيلاي جلسة مغلقة لمجلس الأمن ان 300 طفل كانوا من بين القتلى منذ بدء الانتفاضة السورية في مارس/آذار.

واضافت ان 14 الف شخص يعتقد انهم قد اعتقلوا وان 12 الف قد فروا إلى الدول المجاورة.

وقالت بيلاي الاثنين: “بالاستناد الى الأدلة وإلى الطبيعة المنهجية لعمليات القتل واسعة النطاق، والاعتقالات واعمال التعذيب، اشعر ان تلك الافعال هي جرائم ضد الانسانية واوصي بأنه تنبغي احالتها إلى المحكمة الجنائية الدولية”.

وقالت ان التقديرات تشير إلى هناك أكثر من 5 الاف من القتلى ولا يشمل هذا الرقم قتلى القوات الامنية. وقالت الحكومة السورية إن أكثر من 1000 من الشرطة وقوات الجيش قد قتلوا في الاحداث.

وقال السفير السوري في الامم المتحدة بشار الجعفري إن بيلاي “سمحت أن يساء استخدامها في تضليل الرأي العام بتقديم معلومات استندت الى مزاعم جمعت من 233 منشقا”.

ومن الصعب تأكيد حصيلة الضحايا في سورية لعدم وجود اي مراقبين مستقلين على الارض ولم يسمح للصحفيين العالميين الدخول الى البلاد.

المزيد من بي بي سيBBC © 2011

الأمم المتحدة تدعو إلى إحالة الوضع في سورية إلى المحكمة الجنائية

قالت المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة نافي بيلاي إن عدد ضحايا العنف في سورية تخطي 5 آلاف شخص وأوصت في الوقت ذاته بإحالة السلطات السورية إلى المحكمة الجنائية الدولية نظرا لما قالت إنها أعمال قمع مارستها السلطات بحق المحتجين المناوئين للنظام.

وأوضحت بيلاي في جلسة مغلقة لمجلس الأمن أن أكثر من 14 الف شخص اعتقلوا إضافة إلى 12 ألف آخرين طلبوا اللجوء في بلدان مجاورة ووصفت الوضع في سورية بأنه ” لايطاق”.

وفي المقابل رفضت سورية على لسان سفيرها لدى الأمم المتحدة هذه التقارير ووصفت بيلاي بأنها “غير موضوعية وغير صادقة”.

وكانت اخر حصيلة للامم المتحدة تفيد بمقتل اكثر من اربعة الاف شخص بايدي القوات السورية منذ بدء الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الاسد في مارس / الماضي.

وأوضحت بيلاي أن معلوماتها تستند إلى معلومات ادلى بها اكثر من 230 شاهدا وقالت إن عدد القتلى لا يتضمن القتلى بين صفوف أجهزة الأمن السورية.

وتقول الحكومة السورية إن أكثر من ألف عنصر من رجال الشرطة والجيش قتلوا بأيدي مسلحين.

“غير موضوعية”

وأكدت بيلاي أن افعال الحكومة السورية قد تشكل جرائم في حق البشرية مجددة نداءاها بضرورة أن يحيل مجلس الأمن القضية السورية إلى المحكمة الجنائية الدولية.

وقالت بيلاي : “تظهر روايات مستقلة جديرة بالتصديق ومدعمة ان هذه الانتهاكات وقعت في اطار حملة واسعة وممنهجة على المدنيين”.

وفي المقابل، قال السفير السوري بشار جعفري لدى الأمم المتحدة “إنه ما كان ينبغي قط أن يسمح لبيلاي بالتحدث أمام مجلس الامن” ووصف الجلسة بأنها “جزءا من مؤامرة كبيرة تحاك ضد سورية من البداية”.

واتهم السفير السوري بيلاي بأنها “غير موضوعية وغير منصفة وغير صادقة في التقرير الذي قدمته”.

وأضاف “أنها تجاوزت تفويضها وسمحت لنفسها بأن تستغل لتضليل الرأي العام”.

وعقب الإعلان عن الحصيلة الجديدة للقتلى، أعرب السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة عن اعتقاده بأن مجلس الأمن “مسؤول أخلاقيا” عن هؤلاء القتلى وذلك بسبب فشله في إدانة الحكومة السورية.

وانتقد السفير جيرارد ارود ما سماه “فضيحة” صمت المجلس تجاه الحملة الأمنية التي تشنها السلطات السورية.

انتخابات

أجريت الانتخابات المحلية على الرغم من تواصل الاحتجاجات واعمال العنف

وعلى الرغم من تواصل أعمال العنف تم إجراء الانتخابات المحلية التي قالت السلطات السورية إنها ستكون أكثر ديمقراطية من تلك التي اجريت العام الماضي في الوقت الذي دعت فيه المعارضة إلى مقاطعتها وبدء إضراب عام.

وذكرت وكالة الأنباء السورية سانا إن الناخبين تدفقوا على صناديق الاقتراع ولكن لا يوجد أي أثر للعملية الانتخابية في المدن التي تشهد معارضة شديدة لنظام الحكم وفقا مراسل بي بي سي في تركيا المجاورة لسورية جوناثان هيد.

وأضاف المراسل أن بعض المدن السورية شهدت الانتخابات المحلية التي تعد جزءا من عملية الاصلاح السياسي البطيئة التي وعدت بها حكومة الرئيس الأسد منذ عدة أشهر.

ذوأوضح أن الرواية الحكومية تتحدث عن اقبال عدد كبير من المواطنين على صناديق الاقتراع ولكن الصورة تختلف تماما في مدن وبلدات المعارضين للنظام السوري التى لا تزال تشهد معارك بين القوات الحكومية والمعارضين لها.

وأفاد ناشطون سوريون بأن أعمال العنف الاثنين أسفرت عن مقتل 20 شخصا على الأقل.

وقالت لجنة التنسيق المحلية المعارضة إن معظم القتلى سقطوا في ادلب وحمص وحماة وضواحي دمشق كما ترددت أنباء بوقوع معارك عنيفة في محافظة درعا.

المزيد من بي بي سيBBC © 2011

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى