أحداث الثلاثاء، 16 تموز 2013
النظام يتقدم في القابون مستخدماً «دروعا بشرية»
لندن، بيروت، باريس – «الحياة»، رويترز ، أ ف ب
تقدمت قوات النظام السوري مدعومة بالدبابات والقصف الصاروخي والمدفعي في حي القابون في الطرف الشمالي لدمشق، فيما فتح مقاتلو «الجيش السوري الحر» جبهة جديدة في شمال غربي البلاد عندما سيطروا امس على حاجز للقوات النظامية في ريف ادلب، حيث يسعى الجيش النظامي الى اعادة فتح خط الإمداد العسكري بين الساحل والداخل.
في موازاة ذلك، قال البيت الابيض ان الادارة الاميركية على اتصال يومي مع المعارضة السورية في شأن الكيفية التي يمكن ان تسد بها الولايات المتحدة حاجاتها. وقال الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني: «نجري مشاورات منتظمة مع الكونغرس في شأن مسائل تتعلق بمساعدة سوريا». واضاف ان الرئيس باراك اوباما يعتقد بان «مساعداتنا المجددة لسوريا مهمة للمساعدة في دعم قدرة المعارضة».
وقال قائد ميداني للمعارضة إن القوات السورية دخلت حي القابون الذي تسيطر عليه المعارضة امس تدعمها الدبابات وتحت ستار كثيف من القصف في جهودها لابعاد مقاتلي المعارضة عن العاصمة وتعزيز المكاسب التي حققتها القوات الحكومية في أماكن اخرى من البلاد.
واوضحت مصادر في المعارضة ان القوات الموالية للرئيس بشار الأسد دخلت حي القابون بعد إخضاعه لقصف مركز. وتعرض حيان مجاوران تسيطر عليهما المعارضة لقصف متواصل في الاسابيع الاخيرة لشل حركة المقاتلين.
وقال ديبلوماسيون ومصادر امنية إن الأسد يبدو عازما على تأمين العاصمة من مقاتلي المعارضة الذين يمثلون تهديدا لقواته المتحصنة في مواقع بوسط المدينة. واوضح نشطاء ان قوات الحرس الجمهوري احتجزت مئات الاشخاص في أماكن عامة في حي القابون لمنع مقاتلي المعارضة من قصف القوات الحكومية وهي تخترق دفاعات المعارضة وتدخل الحي.
واشار قائد ميداني في المعارضة الى ان وحدات الحرس الجمهوري اجتاحت المنطقة الصناعية وحاصرت القابون بدبابات من طراز «تي-72»، في حين قصفت وحدات الجيش المتمركزة في منطقة مرتفعة في وسط العاصمة القابون بالصواريخ والمدفعية.
وكان «الائتلاف الوطني السوري» المعارض وجه «نداءً عاجلاً» إلى الأمم المتحدة ومنظماتها وجامعة الدول العربية للإسراع في نجدة المدنيين وحمايتهم في أحياء دمشق المحاصرة وفتح «ممرات إنسانية عاجلة لإنقاذ الأطفال والنساء والشيوخ وإسعاف الجرحى والمصابين في حي القابون في الطرف الشمالي لدمشق حيث يحتجز النظام رهائن من المدنيين العزل في أحد مساجد الحي، في وقت وردت تقارير متقاطعة تقول إنه استخدم بعضهم كدروع بشرية».
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن القوات النظامية استمرت في قصف مناطق في حي برزة بقذائف الهاون والمدفعية والدبابات مع شن طائرة حربية غارة على الحي، في وقت استهدفت الكتائب المقاتلة مدرسة الشرطة في القابون، بصاروخ محلي الصنع. وبث ناشطون شريط فيديو يظهر مئات العائلات تحاول الخروج من القابون الذي شهد استمرار القصف وحشد الدبابات والآليات في محيطه تمهيداً لاقتحامه بالتوازي مع توسيع نطاق العمليات في حي برزة البلد المجاور.
وسقطت قذيفة، أطلقتها القوات النظامية على حي الوعر في حمص وسط البلاد، والذي يطبق عليه قناصة القوات النظامية المتمركزون في مباني الكلية الحربية والمشفى العسكري وبنك الدم.
وفي شمال غربي البلاد، دارت امس اشتباكات عنيفة في محيط «معسكر القرميد» والحواجز المحيطة به على طريق أريحا – سراقب في ريف ادلب، في محاولة من المعارضة للسيطرة على المعسكر، رافقها قصف عنيف على المنطقة بصواريخ غراد وقذائف الهاون والدبابات. وقال «المرصد» ان مقاتلي الكتائب المقاتلة سيطروا على حاجز عسكري في بلدة معربليت قرب المعسكر وأعطبوا دبابة وألحقوا خسائر بشرية بالقوات النظامية.
ويعتبر «معسكر معمل القرميد» من المراكز الأساسية لقوات النظام في شمال غربي البلاد. وكانت هذه القوات حاولت اعادة فتح الطريق الدولية بين اللاذقية غرباً وحلب وإدلب شمالاً، حيث دارت اشتباكات في بلدة بسنقول امتدت امس الى الأحراش المحيطة بالبلدة. وأفاد «المرصد» ان قوات النظام «سيطرت على المناطق الجنوبية الغربية في حرش بلدة بسنقول المطلة على طريق اللاذقية – اريحا الدولي بعد اشتباكات عنيفة مع الكتائب المقاتلة».
في غضون ذلك، قال رئيس اركان «الجيش الحر» اللواء سليم ادريس في بيان نشره على صفحته على «فايسبوك» امس إن «الحرب طويلة وشاقة» مع النظام السوري، وإن «الوضع الميداني صعب ونتعرض لضغوط ميدانية شديدة من قبل قوات النظام في دمشق وأريافها»، لافتاً إلى أن «الأسلحة النوعية» التي دخلت كميات منها إلى سورية «سُلمت الى القوى واستُخدمت في ميادين القتال وأعطت نتائج رائعة. لكن الكمية التي وصلت لم تكن كافية للتوزيع على كل الجبهات» القتالية في البلاد.
وأفادت صحيفة «دايلي تلغراف» امس، أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون تخلى عن تسليح مقاتلي المعارضة السورية بعد تحذيرات من قادة عسكريين من التورط في حرب شاملة في سورية. وقالت الصحيفة إن القادة العسكريين البريطانيين أبلغوا كاميرون بأن إرسال أسلحة صغيرة وصواريخ إلى قوات المعارضة السورية لن يحدث فارقاً، بعد أن تحول الزخم إلى جانب نظام الرئيس بشار الأسد. ونقلت عن مسؤولين بريطانيين اعتقادهم بأن الأمر قد يستغرق 18 شهراً لإقناع الأسد بالجلوس إلى طاولة المفاوضات، مع أنه يمكن أن يستغرق وقتاً أطول بعد التقدم الذي أحرزته قوات الحكومة السورية.
وفي باريس، قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في مؤتمر صحافي مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ان من الضروري «بذل كل ما امكن لعقد مؤتمر جنيف-2، وإيجاد حل سياسي للأزمة». وأضاف انه لا بد من ممارسة اقصى الضغط على الرئيس السوري لإقناعه بالقبول بالمؤتمر والتوصل الى مخرج وإقناع المعارضة بالتوحد والتماسك وأقصاء المتطرفين الإسلاميين.
هيغ: سنزوّد مقاتلي المعارضة السوريين بمعدات حماية من الكيماوي
لندن – رويترز
تنوي بريطانيا تقديم معدات حماية من الأسلحة الكيماوية والبيولوجية إلى مقاتلي المعارضة السوريين، على “وجه عاجل” قائلة إن هذه المعدات ستتيح لهم على الأرجح، النجاة من هجوم بغاز السارين.
وقال وزير الخارجية وليام هيغ، في بيان مكتوب إلى البرلمان، إن “بريطانيا سوف تقدم 5000 قناع غاز وكبسولات، للوقاية من غازات الأعصاب ووسائل رصد الأسلحة الكيماوية، إلى الائتلاف الوطني السوري في الثالث من آب/أغسطس أو بعد ذلك”.
وأضاف إن “هناك أدلة على هجمات باستخدام الأسلحة الكيماوية في سورية، بما في ذلك السارين، ونعتقد أن نظام الأسد يسمح ويأمر باستخدام الأسلحة الكيماوية”.
إدريس: كاميرون خان المعارضة السورية
لندن – يو بي آي
اتهم رئيس أركان الجيش السوري الحر اللواء سليم إدريس، رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، بـ”خيانة” المعارضة السورية بعد تخليه عن خطط تسليحها بأسلحة نوعية.
وحذّر إدريس، في مقابلة مع صحيفة “ديلي تلغراف”، من أن قرار كاميرون “سيترك جيشه عرضة للقتل من قبل قوات النظام السوري، ويمهّد الطريق أمام تنظيم القاعدة للسيطرة على صفوف المتمردين”. وقال إن “الوعود الغربية أصبحت طرفة الآن، ولم تتح لي الفرصة لسؤال كاميرون شخصياً ما إذا كان سيتركنا لوحدنا لكي نُقتل، وأنا أشكره جزيلاً بالنيابة عن جميع السوريين”.
وتساءل عما “ينتظره أصدقاؤنا في الغرب؟ وهل ينتظرون قيام إيران وحزب الله بقتل الشعب السوري بأكمله؟”.
وأضاف إدريس إن “رفض الغرب تسليح العناصر الأكثر اعتدالاً في التمرد، سيسلّم سورية الثورة إلى الجماعات المتطرفة، التي تملك أصلاً مداخل أفضل للأسلحة، ولن يكون هناك جيش سوري حر لتسليحه لأن الجماعات الإسلامية ستسيطر على كل شيء، وهذا لن يكون في مصلحة بريطانيا”.
وقد أتت تصريحات إدريس بعد 24 ساعة على كشف الصحيفة أن “كاميرون تخلى عن تسليح المتمردين السوريين، بعد أن حذّره قادة الجيش من أن الخطوة يمكن أن تورّط قواتهم في حرب شاملة”.
وكتبت الصحيفة أن “القادة العسكريين البريطانيين أبلغوا كاميرون أن ارسال أسلحة صغيرة وقذائف صاروخية لقوات المعارضة السورية، لن يحدث فارقاً بعد أن تحول الزخم إلى جانب نظام الرئيس بشار الأسد، وستقوم بريطانيا بدلاً من ذلك بوضع خطط للمساعدة في تدريب العناصر المعتدلة من قوات المعارضة السورية، وتقديم المشورة لها، ومواصلة تزويدها بمعدات غير فتاكة، مثل الدروع ومعدات الاتصالات”.
«الجيش الحر»: حربنا مع النظام طويلة والوضع الميداني صعب
لندن – «الحياة»
قال رئيس اركان «الجيش الحر» اللواء سليم ادريس إن «الحرب طويلة وشاقة» مع النظام السوري، وإن «الوضع الميداني صعب ونتعرض لضغوط ميدانية شديدة من قبل قوات النظام في دمشق وأريافها»، لافتاً إلى أن «الأسلحة النوعية» التي دخلت كميات منها إلى سورية «سلّمت للقوى واستُخدمت في ميادين القتال وأعطت نتائج رائعة. لكن الكمية التي وصلت لم تكن كافية للتوزيع على جميع الجبهات» القتالية في البلاد.
وقال اللواء ادريس في بيان على صفحة هيئة الأركان في «الجيش الحر» على «فايسبوك» أمس، إن القيادة «تعمل بكل ما لديها من إمكانات وفي شكل متواصل لتأمين الأسلحة والذخائر والدعم المالي والطبي والإغاثي للمقاتلين، لكن الواقع والظروف التي نعمل فيها صعبة للغاية، وما يصل إلينا من دعم بمختلف أشكاله أقل بكثير مما نحتاجه في الجبهات»، مشيراً إلى أن الأسلحة والمواد الإغاثية والأموال «توزع فور ورودها على الجبهات والمجالس والقوى»، وإن مسؤولية نقل الإمداد وإيصاله إلى الجبهات المختلفة «تقع على عاتق قيادات الجبهات التي تقوم بتوزيع الأسلحة والذخائر على القوى المشاركة في العمليات وفق خطط قيادات الجبهات».
وأوضح أن «الاسلحة النوعية» التي دخلت كميات منها إلى سورية «سلّمت إلى القوى واستخدمت في ميادين القتال وأعطت نتائج رائعة. لكن الكمية التي وصلت لم تكن كافية للتوزيع على جميع الجبهات، ونستمر في بذل كل الجهود للحصول على دفعات جديدة وكميات كبيرة تغطي جبهات المعارك. ونرجو من الجميع أن يتفهم صعوبة ظروف عملنا، وأننا لأسباب تخص طبيعة العمل، لا نستطيع أن نقول أكثر من ذلك». كما دعا المراسلين الصحافيين الميدانيين إلى «تحري الصدق والموضوعية في تقاريرهم». وتابع: «حربنا مع النظام طويلة وشاقة وليست على (موقعي) فايسبوك وسكايب الإلكترونيين»، مشيراً إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي «مخترَقة وفيها عملاء للنظام بين صفوف الثوار». وقال إن «الوضع الميداني صعب ونتعرض لضغوط ميدانية شديدة من قبل قوات النظام في دمشق وأريافها وفي حمص وأريافها، وأنتم تعلمون أن النظام المجرم تلقى دعماً غير محدود من روسيا وإيران وقاتل معه مجرمو «حزب الله» ومرتزقة متطرفون من العراق وإيران وباكستان وأفغانستان».
إلى ذلك، أفادت صحيفة «دايلي تلغراف» امس، أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون تخلى عن تسليح مقاتلي المعارضة السورية بعد تحذيرات من قادة عسكريين من التورط في حرب شاملة في سورية. وقالت الصحيفة إن القادة العسكريين البريطانيين أبلغوا كاميرون بأن إرسال أسلحة صغيرة وصواريخ إلى قوات المعارضة السورية لن يحدث فارقاً، بعد أن تحول الزخم إلى جانب نظام الرئيس بشار الأسد.
وأضافت أن هناك قلقاً متزايداً أيضاً من احتمال أن تنتهي الأسلحة البريطانية المرسلة في أيدي المتطرفين بدلاً من المعارضة المعتدلة، ما سيشكل تهديداً على المدى الطويل للأمن البريطاني. كما أن التدخل العسكري، مثل إقامة منطقة حظر جوي، يمكن أن يُقحم بريطانيا في نزاع لأشهر عدة بسبب قوة الدفاعات الجوية للنظام السوري.
وكتبت «دايلي تلغراف» أن كاميرون غيّر موقفه بناءً على مشورة القادة العسكريين في مجلس الأمن القومي بعدما أثاروا المخاوف من قوة الجيش السوري، فيما أكد مصدر مقرّب من مكتب رئاسة الحكومة البريطانية أن كاميرون «لا يخطط لتسليح المتمردين السوريين». لكنها أشارت إلى أن القوات البريطانية ستقوم بدلاً من ذلك بوضع خطط للمساعدة في تدريب العناصر المعتدلة من قوات المعارضة السورية وتقديم المشورة لها.
واتفقت «دايلي تلغراف» مع صحيفة «تايمز» في نقلهما عن مصادر بريطانية أن مسؤولين بريطانيين يعتقدون أن الأمر قد يستغرق 18 شهراً لإقناع الرئيس الأسد بالجلوس إلى طاولة المفاوضات، مع أنه يمكن أن يستغرق وقتاً أطول بعد التقدم الذي أحرزته قوات الحكومة السورية.
وكان مجلس العموم البريطاني صوّت الخميس الماضي على إجراء يمنحه حق الاعتراض على أي قرار تتخذه حكومة كاميرون لتسليح المعارضة السورية، وصوّت لصالح هذا الإجراء 114 نائباً في حين عارضه نائب واحد.
زعيم «سلفي جهادي» أردني لـ«الحياة»: القتال سيحتدم مع العلمانيين في سورية
عمان – تامر الصمادي
توقع زعيم التيار «السلفي الجهادي» في جنوب الأردن محمد الشلبي المعروف بـ «أبو سياف»، ارتفاع وتيرة المواجهة في سورية بين المقاتلين الإسلاميين والعلمانيين، واحتدامها بعد إطاحة الرئيس بشار الأسد، في وقت أعلن متشددون باكستانيون أن حركة «طالبان – باكستان» أقامت معسكرات ودفعت بمئات المقاتلين إلى سورية للقتال ضد النظام، في استراتيجية تهدف إلى ترسيخ الصلات مع القيادة المركزية لتنظيم «القاعدة».
وقال «أبو سياف»، الذي يدعم علناً تدفق المقاتلين الإسلاميين إلى سورية، في تصريحات إلى «الحياة» عبر الهاتف أمس، إن «الاشتباكات المسلحة التي وقعت أخيراً بيننا وبين مقاتلين علمانيين يتبعون الجيش السوري الحر، شر لا بد منه، لاختلاف الطريقة والمنهاج». واتهم بعض كتائب «الجيش الحر» بافتعال الاشتباكات، قائلاً: «هم الذين يبدأون القتال. لقد استُهدف مقاتلونا غير مرة على ايدي عملاء يتبعون هذا الجيش، ولديهم علاقات مع النظام في دمشق». وأضاف: «ثمة اختلاف كبير بين المقاتلين الإسلاميين والعلمانيين من حيث الرؤية والهدف. الجيش الحر على سبيل المثال يريد فرض النظام الديموقراطي العلماني، وليست لديه أي مشكلة في أن يرهن مواقفه لإملاءات غربية حالَ سقوط النظام، فيما جبهة النصرة والتنظيمات السلفية الأخرى المقاتلة، تهدف إلى تطبيق شرع الله، الأمر الذي سيؤدي إلى وقوع صدام حتمي». وزاد: «لقد عبرنا سورية من أجل تحكيم شريعة الله سبحانه وتعالى. وعدم الاحتكام إلى القرآن الكريم يبقي الحال على ما هو عليه إذا سقط النظام المستبد، ما يعني أن دماءنا التي بذلت طيلة العامين الماضيين ستذهب سدى».
وأضاف «ابو سياف»: «كثيرون يتبعون الجيش الحر كانوا مع النظام، وكثيرون منهم يرفضون حتى الآن التخلص من لوثات حكم البعث ويصرحون بعلمانيته. هناك كتائب في هذا الجيش ترفض بشدة تطبيق نظام الحكم الإسلامي».
وكان مقاتلون يتبعون تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» قتلوا الخميس الماضي قائد كتيبة في الجيش الحر في منطقة اللاذقية غرب سورية، على ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وتكررت مثل هذه الحوادث خلال الفترة الأخيرة، في مؤشر إلى تصاعد التوتر بين المجموعات المقاتلة تحت لواء «الحر» والمجموعات الإسلامية المتشددة، المؤلفة في غالبها من مقاتلين أجانب.
وقال «أبو سياف»، الذي أمضى 10 سنوات في السجن لادانته بنشاطات مرتبطة بـ «السلفيين الجهاديين»، بما في ذلك اتهامه بالتآمر لمهاجمة قوات أميركية داخل الأردن، أنه في حال إطاحة الأسد، سيطلب الجيش الحر أو بعض كتائبه من الجماعات الإسلامية إلقاء سلاحها، وهنا «سيتطور الصدام وتقع خسائر كبيرة».
من جهة ثانية، قال «أبو سياف» إن السلطات الأردنية «تحاول منع الإسلاميين من عبور الحدود، للانضمام إلى القتال الدائر في سورية، ما جعلهم يتدفقون إلى هناك عبر تركيا».
ويؤكد مسؤولون أردنيون إن الجيش وقوات الأمن «يبذلان جهداً كبيراً للسيطرة على الحدود الأردنية-السورية»، التي تمتد لمسافة 370 كيلومتراً.
ووفق «أبو سياف»، فإن نحو 200 مقاتل أردني يتبعون التنظيم السلفي دخلوا سورية الشهر الماضي عبر الأراضي التركية، ليتجاوز عدد الأردنيين المقاتلين في صفوف المعارضين الإسلاميين 700 شخص.
وفي بيشاور (رويترز)، قال قيادي في حركة «طالبان» إن الحركة قررت الانضمام إلى جانب «إخوانها المجاهدين» في الصراع السوري. وأضاف: «عندما يحتاج إخواننا المساعدة نرسل مئات المقاتلين»، مضيفاً أن «طالبان» ستصدر قريباً تسجيلات فيديو لما قال إنه «انتصاراتها» في سورية.
وقال قيادي آخر في الحركة الباكستانية المتشددة إن قرار إرسال مقاتلين إلى سورية جاء بناء على طلب من «الأصدقاء العرب». وتابع: «بما أن إخواننا العرب جاؤوا إلى هنا للمساعدة، فإننا ملزمون بمساعدتهم كل في بلده… وهذا ما نفعله في سورية». وأضاف: «أقمنا معسكراتنا في سورية. بعض رجالنا يخرجون ثم يعودون بعد أن يمضوا وقتاً في القتال هناك».
بيرنز يستبعد السيناريو السوري في مصر الجيش يستعد لعملية ضد المتشدّدين في سيناء
(و ص ف، رويترز، أ ب، أ ش أ)
سعى مساعد وزير الخارجية الاميركي وليم بيرنز في القاهرة أمس الى تبديد قلق فريقي النزاع في مصر من الموقف الاميركي المربك من عزل الرئيس محمد مرسي، رافضاً الاتهامات لبلاده بأنها تدعم فريقاً ضد آخر في هذا البلد المنقسم، مؤكدا أن واشنطن “لا تملي أي شيء على المصريين”. ودعا المصريين الى الحوار وانهاء العنف وبدء عملية سياسية تشمل الجميع من دون إقصاء.
وطمأن الفريق أول بيرنز في مؤتمر صحافي عقب لقائه الرئيس الموقت المستشار عدلي منصور ووزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء حازم الببلاوي، الى أن مصر غير معرضة لخطر السيناريو السوري حيث ادت الثورة والقمع الى نزاع عسكري أودى بأكثر من 100 الف شخص.
وأفادت وزارة الخارجية الأميركية أن بيرنز سيجتمع مع “منظمات المجتمع المدني” ومسؤولين حكوميين، لكن حزب النور السلفي وحركة “تمرد” التي قادت الاحتجاجات على مرسي قالا إنهما رفضا الدعوة للاجتماع معه.
وأبلغ مؤسس “تمرد” محمود بدر “رويترز”: “أولا عليهم أن يعترفوا بالنظام الجديد”… “ثانيا لا بد أن يعتذروا عن تأييدهم لحزب الإخوان المسلمين والارهابيين”.
وقال حزب النور الذي كان حليفاً لـ” الإخوان” ووافق على تدخل الجيش، إنه رفض الدعوة الى الاجتماع مع بيرنز بسبب التدخل الاميركي غير المبرر في شؤون مصر. وأفاد حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لـ”الإخوان”، أنه لم يتم ترتيب اجتماع مع بيرنز.
في غضون ذلك، نظم مناصرو “الاخوان” تظاهرات جديدة في ساحات عدة بالقاهرة في ما سموه “مليونية الصمود”، استكمالا لحملتهم الداعية الى اعادة مرسي الى منصبه. وروى شهود عيان أن الشرطة أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع ليلاً بعدما حصلت اشتباكات بين مؤيدين لمرسي وسائقي سيارات في ميدان بوسط القاهرة. وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط “أ ش أ” المصرية إن قوات الشرطة اطلقت قنابل الغاز على مسيرة لانصار مرسي من فوق جسر 6 اكتوبر أعلى ميدان رمسيس “ونجحت في تفريقهم”. لكن شاهداً قال إن الشرطة واصلت إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع بشكل متقطع على مئات من مؤيدي مرسي الذين رشقوها بالحجار. وهذه المواجهة العنيفة الاولى يشارك فيها مؤيدون لمرسي منذ أسبوع.
سياسياً، يتوقع أن يعلن رئيس الوزراء اليوم أو غدا تشكلية حكومته التي يتوقع أن تضم السفير السابق لدى الولايات المتحدة نبيل فهمي وزيراً الخارجية، وأحمد جلال الخبير الاقتصادي الذي تلقى تعليمه في الولايات المتحدة وزيرا للمال ، وأشرف العربي وزيرا للتخطيط. ونقلت صحيفة “المصري اليوم” عن مصادر مطلعة ان السيسي رشّح لمنصب النائب الاول لرئيس الوزراء.
من جهة أخرى، أفاد مصدر عسكري رفيع المستوى أن الجيش المصري يعتزم القيام بعملية في سيناء حيث تضاعفت اعمال العنف منذ عزل مرسي. وخلال الاسبوعين الماضيين، سجلت اعتداءات شبه يومية على قوات من الشرطة والجيش في شبه جزيرة سيناء اوقعت عدداً من القتلى، كما قتل اثنان من المصريين المسيحيين.وأمس سقط ثلاثة عمال في هجوم كان يستهدف آلية للشرطة.
النظام يتقدّم في القابون ويقصف إدلب خطط واشنطن لتسليح المعارضة محدودة
16 تموز 2013
قالت المعارضة السورية إن القوات النظامية تتقدم في حي جوبر عند الطرف الشمالي الشرقي لدمشق، بينما قال ناشطون إن 29 شخصاً قتلوا في قصف صاروخي وجوي الاحد لقرى في محافظة ادلب بشمال غرب سوريا، هو الاعنف للمنطقة منذ اشهر. ووقت تواجه خطط الغرب لتزويد المعارضة السورية السلاح صعوبات، قالت واشنطن انها تجري مشاورات يومية مع المعارضة في شأن سبل تقديم الدعم لها. ونفى وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو انباء بثتها قناة “روسيا اليوم” عن استخدام اسرائيل قاعدة تركية منطلقاً لشن غارة على مستودع لصواريخ ارض – بحر من طراز “ياخونت” روسية الصنع في مدينة اللاذقية في 5 تموز الجاري. ص10
وصرح الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني: “نجري مشاورات منتظمة مع الكونغرس في شأن مسائل تتعلق بمساعدة سوريا”. واضاف ان الرئيس باراك اوباما يعتقد ان “مساعداتنا المجددة لسوريا مهمة للمساعدة في دعم قدرة المعارضة”.
ونشرت صحيفة “النيويورك تايمس” أن مسؤولين أميركيين وآخرين من الشرق الأوسط أكدوا أن خطط الولايات المتحدة لتزويد المعارضة السورية الأسلحة والذخائر باتت محدودة أكثر مما صورتها وسائل الإعلام.
ونقلت عن هؤلاء المسؤولين أن خطط الإدارة الأميركية لاستخدام وكالة الاستخبارات المركزية “سي آي إي” لتدريب المعارضين السوريين وتسليحهم سراً قد يستغرق تنفيذها أشهراً كي تجني ثمارها على أرض المعركة. وأعرب الكثير منهم عن اعتقادهم أن المساعدات الأميركية في هذا المجال قد لا تدعم صفوف المعارضة السورية على نحو كاف لإقناع الرئيس بشار الأسد بالذهاب الى طاولة المفاوضات.
وأوضحت الصحيفة أن خطط واشنطن تقضي بأن تمد “السي آي إي” شريحة صغيرة من المعارضين السوريين بكمية محدودة من الأسلحة، فيما لم يتضح بعد الرقم المحدد لذلك – فضلا عن أن برامج التدريب، المقرر تفعيلها في الأردن وتركيا، لم تبدأ بعد لأسباب تعود جزئيا إلى اعتراضات في الكونغرس الأميركي.
وفي لندن، نشرت صحيفة “الدايلي تلغراف” البريطانية أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون تخلى عن خطط لتسليح المعارضين في سوريا بعد تحذير شحصيات كبيرة في الجيش من أن هذا يمكن أن يورط القوات البريطانية في حرب شاملة.
وقالت إن شخصيات عسكرية كبيرة حذرت كاميرون من أنه في ظل ميل الكفة في الحرب لمصلحة نظام الرئيس السوري بشار الأسد، يستبعد أن يصنع ارسال أسلحة وصواريخ صغيرة فارقاً. وأضافت أن ثمة مخاوف متنامية من أن إمكان انتهاء أسلحة ترسل إلى سوريا في أيدي متطرفين وليس الثوار المعتدلين يمثل تهديداً محتملاً طويل الأمد للأمن البريطاني.
على صعيد آخر، اعلن المجلس العسكري الأعلى لـ”الجيش السوري الحر” انه يريد ان تحقق محكمة إسلامية في مقتل احد كبار قادته الميدانيين كمال حمامي المعروف ايضا بأبو بصير اللادقاني على ايدي مقاتلين اسلاميين اجانب الاسبوع الماضي. وقالت مصادر في المعارضة المسلحة ان ابو أيمن البغدادي المشتبه فيه الرئيسي متوار عن الانظار وليست ثمة دلائل على ان تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام” المرتبط بـ”القاعدة” في سوريا والذي ينتمي اليه سيسلمه الى المحكمة في مدينة حلب الشمالية.
الجيش يهاجم 6 قرى في إدلب .. وكاميرون يتخلى عن التسليح
أوباما «يطمئن» المعارضة السورية: سندعمكم
حاولت الإدارة الأميركية، أمس، أن تطمئن المعارضة السورية إلى أنها لم تتخلّ عنها، وذلك بعدما استطاعت تخطي تحفظات نواب في الكونغرس عرقلوا عملية تسليح المعارضين خوفاً من وصول الأسلحة الى «المتشددين»، فيما كشفت صحيفة «التلغراف» البريطانية أن رئيس الحكومة ديفيد كاميرون تخلى، تحت ضغط من القيادات العسكرية، عن خططه لتسليح جماعات المعارضة.
أما ميدانياً، فقد شنت القوات السورية أعنف هجوم منذ أشهر على ست بلدات في ريف ادلب. وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيانات، «قتل 29 شخصاً في قصف صاروخي وجوي على قرى في ريف محافظة ادلب، في أعنف قصف يستهدف المنطقة منذ أشهر»، مشيرا إلى أن القصف والغارات استهدفت قرى المغارة وابلين وبسامس وكفرنبل، والبارة وكفرحايا. وتقع هذه القرى في منطقة جبل الزاوية الواقعة بين محافظة حماه ومدينة ادلب. وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن الجيش «أعاد الأمن والاستقرار إلى بلدتي بقليد وسنقرة في ريف إدلب».
وفي دمشق، واصلت القوات السورية عملياتها في حي القابون، الذي كانت قد اقتحمت أجزاء كبيرة منه. وذكرت «سانا» أن «24 شخصا أصيبوا جراء سقوط قذيفة هاون على مركز خدمات حي القابون». وأفاد «المرصد» عن «مقتل 10 من عناصر الشرطة وثلاثة مدنيين في تفجير سيارة أمام قسم الشرطة في بلدة دير عطية» في ريف دمشق.
وبعد أيام من كشف مصادر أميركية أن الكونغرس الأميركي يعرقل خطة الرئيس باراك أوباما لتسليح المعارضة السورية، بسبب مخاوف النواب من وقوع الأسلحة في أيدي متشددين، أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني أن الإدارة الأميركية على اتصال يومي مع المعارضة السورية بشأن الكيفية التي يمكن أن تسد بها الولايات المتحدة احتياجاتها.
وقال «نجري مشاورات منتظمة مع الكونغرس بشأن مسائل تتعلق بمساعدة سوريا»، مضيفا أن أوباما يعتقد أن «مساعداتنا المجددة لسوريا مهمة للمساعدة في دعم قدرة المعارضة» من دون أن يتطرق إلى موضوع الأسلحة.
وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى في الادارة الاميركية لوكالة «رويترز» إنه تم إحراز بعض التقدم في محاولاتها التغلب على اعتراض الكونغرس على خطتها لتسليح المعارضين، لكن لا يزال هناك بعض القضايا التي لم يتم التوصل إلى حل لها.
وكان أحد النواب قد أعلن أنه يريد الاطلاع على تفاصيل عملية تدريب مسلحين في الأردن، والذي تم خلاله صرف حوالي 27 مليون دولار لتدريب 800 شخص، وهو يريد ايضا الحصول على معلومات أكثر عن برنامج مماثل يتم التحضير له في تركيا قبل بدء العمل به.
وذكرت صحيفة «تلغراف» البريطانية أن «القيادات العسكرية أكدت لكاميرون أنه في الوقت الذي تتمتع به القوات الحكومية السورية بالزخم حاليا، فإنه من غير المرجح أن يؤدي إرسال أسلحة خفيفة وصواريخ (إلى المعارضة السورية) إلى تغير الوضع الميداني».
وأضافت «هناك مخاوف متزايدة من أن وقوع الأسلحة بأيدي المتشددين، وليس بأيدي المقاتلين المعتدلين، قد يشكل خطرا طويل الأمد على الأمن البريطاني. والأهم أن التدخل العسكري المباشر، مثل فرض منطقة حظر جوي فوق سوريا، قد يجر بريطانيا إلى نزاع قد يمتد لأشهر بسبب منظومات الدفاع الجوي القوية لدى النظام السوري». ونقلت عن مصدر مقرب من مكتب رئيس الوزراء قوله إن «كاميرون تخلى عن خططه السابقة بهذا الشأن».
إلى ذلك، قال العضو في «الائتلاف الوطني السوري» المعارض ميشال كيلو، في مقابلة مع وكالة «رويترز» في باريس، إن «الائتلاف» يريد أن يشكل «مجلسا تنفيذيا» من 10 أشخاص لإعادة تنظيم المجموعات المسلحة لتصبح «جيشاً، مع تمويل وتسليح مناسبين». وأشار إلى أن الأشخاص سيعملون «كوزراء داخل سوريا وفي المناطق الحدودية» في إشارة مبطنة إلى تخلي «الائتلاف» عن فكرة تشكيل «حكومة مؤقتة».
وأشار كيلو إلى أن «الائتلاف يعمل على إنشاء مصرف أو وزارة مالية من أجل الحصول على أموال من السوريين في الخارج بطريقة منظمة، كما أنه قد يضع موازنة من الأموال التي سيتم الحصول عليها من النشاطات الاقتصادية في المناطق التي يسيطر المسلحون عليها، مثل آبار النفط أو توزيع المياه»، متوقعا أن «تضخ بين 5 و7 مليارات دولار سنويا».
(«السفير»، «سانا»، ا ف ب، ا ب، رويترز)
الأسرة السوريّة بين الحرب والطلاق !
علاء حلبي
تتردد سهام خلال حديثها عن أسباب طلاقها، فتارة تحمّل “ظروف المعيشة وفقدان زوجها لعمله” السبب، وطوراً ترى أن الحرب التي تعيشها سوريا “جعلت الطلاق يبدو بسيطاً أمام الكوارث الإنسانية”.
تشرح سهام قائلة “هذه الحرب دمّرت الكثير من الضوابط الاجتماعية التي كانت تلزم الزوج بالتفكير مراراً قبل أن يقدم على خطوة كالطلاق”، مشيرة إلى أنه قبل هذه الأحداث كان زوجها “على الأقل، يحسب حساباً لأهله، وأهلها، اليوم لم يعد لهذه الضوابط الأُسرية أية قيمة”.
قد تبدو مشكلة سهام بسيطة في وطن مقطّع الاوصال أرهقته الحرب، إلا أنه وبنظرة أوسع يمكن ملاحظة أن المشكلة تخطّت كونها حالة ظرفية لتفتك الأزمة بعمود الوطن، الأسرة.
تُفيد إحصاءات المحاكم الشرعية في وزارة العدل السورية أن “حالات الطلاق في سوريا تضاعفت بنسبة 45 في المئة العام الماضي، في حين انخفض معدل الزواج بنسبة 40 في المئة”.
وتقدّر مصادر حكومية عدد حالات الطلاق بنحو 350 حالة يومياً، نصفها تقريباً في محافظتي حلب ودمشق. إلا أن هذه الإحصاءات لا تشمل المناطق التي يسيطر المسلحون عليها، والتي يغيب فيها دور المحاكم الشرعية الحكومية، حيث استعاض عنها المسلّحون بمحاكم “شرعية” تتبع كل منها لجماعة تعمل بشكل منفصل عن الأخرى.
وكشف مصدر في “محاكم حلب الشرعية”، لـ”السفير”، أن “حلب وحدها تشهد يومياً نحو 75 حالة طلاق مسجلة”، مقدرا عدد حالات الطلاق الإجمالي في المحافظة بنحو 130 حالة، حيث تخضع معظم مناطق الريف الحلبي، ونصف مدينة حلب تقريباً لسيطرة المسلحين.
وأضاف أن “معظم المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة تشهد حالات طلاق عرفية، غير مسجلة لدى الدوائر الرسمية، فيما بعض الحالات جرى تسجيلها لدى هيئات غير رسمية أنشأتها المعارضة”، لافتاً إلى أن “ارتفاع معدّل حالات الطلاق مقارنة بعام 2011، حيث كانت تسجل في محافظة حلب نحو 70 إلى 80 حالة طلاق يومياً، علماً أن نسبة كبيرة من سكان حلب نزحت إلى مناطق أكثر أماناً داخل سوريا، أو لجأت إلى دول مجاورة”.
ولا يختلف الوضع كثيراً في دمشق، حيث أكد المحامي العام الأول أحمد البكري أن نسبة الطلاق ارتفعت في المدينة بنسبة 100 في المئة، مشيراً إلى أن “حالات الطلاق ارتفعت في محافظتي دمشق وريفها خلال العام الحالي إلى نسب قياسية وصلت الى 100 في المئة، وهو ما يعادل 100 حالة في اليوم الواحد”.
وتابع “هذه النسبة تشكل ارتفاعاً خطيراً وغير مسبوق مقارنة بالأعوام الماضية”، معتبراً أن “الكثير من الأزواج أصبحوا عاطلين عن العمل، ما يدفع الزوجة إلى طلب الطلاق نتيجة عدم توفير احتياجات الحياة المعيشية الضرورية”، مستدركاً بأن هناك حالات طلاق كثيرة ترجع إلى أسباب اجتماعية منها “عدم وجود الكفاءة الزوجية بين الزوجين”.
من جهتها، تشكك رئيسة الهيئة السورية لشؤون الأسرة إنصاف حمد بمعدلات الطلاق في سوريا، وتقول “هناك التباس في فهم دلالة الرقم الإحصائي في ما يخص معدل أو نسبة الطلاق. فمعدل الطلاق هو نسبة واقعات الطلاق المسجلة إلى حالات الزواج المسجلة”، مشددة على أن “معدّل الطلاق يتأثر إحصائياً بعدة عوامل، منها انخفاض معدل الزواج وتراجع معدل تسجيل حالات الزواج بالمقارنة مع تسجيل حالات الطلاق”.
وتشرح حمد “في ظل الأزمات تحدث العديد من حالات الزواج الشرعية، لكن غير المسجلة قانونياً، في حين أن تسجيل حالات الطلاق يكون أقل مكتومية بسبب الحقوق والواجبات المرتبطة بها”.
وتربط رئيسة الهيئة السورية لشؤون الأسرة بين ارتفاع عدد حالات الطلاق في دمشق وبين حالات النزوح الداخلية التي شهدتها سوريا نتيجة الأحداث. وتوضح “في ظل النزوح المستمر بين المناطق السورية، وصل حجم الهجرة الداخلية إلى نسبة 70 في المئة في 4 محافظات أساسية هي السويداء واللاذقية وطرطوس ودمشق، وكان لدمشق النصيب الأكبر منها، لا سيما أن سكان ريف دمشق اتجهوا بنسبة كبيرة إليها فضلاً عن سكان درعا وحمص”، معتبرة أنه “لا يجوز أن تنسب حالات الطلاق إلى السكان فقط، بل أيضاً إلى النازحين كما المقيمين فيها بشكل مؤقت”.
وعلى الرغم من تشكيكها في أرقام، تبدو للوهلة الأولى شبه خيالية، تؤكد حمد أن “السهم الأول للأزمة كان موجهاً إلى سويداء المجتمع السوري، وهي الأسرة”. وتقول “بفعل التماسك التاريخي للأسرة السورية فانها جهدت في امتصاص الضربات الواحدة تلو الأخرى، وابتكرت لنفسها وسائل حماية ذاتية عديدة، أو استثمرت ما لديها من عوامل قوة مثل: أسرة صغيرة، تعليم عالي، مدخرات مناسبة، مستوى معيشي متوسط فما فوق، مشاركة مجتمعية بأطر المجتمع الحديث غير التقليدي..الخ، لكن ذلك لم يفلح في حالات عديدة، لاسيما لدى الأسر غير المحصنة ذاتياً أو الفاقدة لعوامل القوة الذاتية”.
وترى حمد أن “الأزمة تجلّت لدى الأسر غير المحصنة بأشكال مختلفة، منها التفكك الأسري والطلاق وتشرد الأبناء وتدهور المستوى المعيشي والعنف والزواج المبكر وتعدد الزوجات”، لافتة إلى أن “معدل الزواج ارتفع في الفئات العمرية دون العشرين سنة، إلى جانب ارتفاع نسبة العزوبية في الفئات العمرية الأعلى، بعد أن كان وصل سن الزواج قبل الأزمة إلى مستويات إيجابية بحدود 25 إلى 26 سنة للأنثى و30 إلى 31 سنة للذكر”.
وتعرب حمد عن خشيتها من “عودة موضوع تعدد الزوجات، لأسباب تبررها المجتمعات التقليدية، والأخطر أنها مبررة من قبل نساء هذه المجتمعات”، رابطة الموضوع بتزويج الفتيات في سن مبكرة لرجال أكبر سناً، لافتة إلى أن “هذا الاستغلال البشع وغير الإنساني بررته فتاوى عديدة، أبرزها جهاد السترة”.
وعلى الرغم من الصورة القاتمة التي رسمتها الحرب لمستقبل المجتمع السوري، ترى رئيسة الهيئة السورية لشؤون الأسرة “بعض التغير الإيجابي في مراسم الزواج عبر الابتعاد عن الحفلات الضخمة”، مشددة على أن في ذلك “اتفاقا ضمنيا بين السوريين على مشاركة بعضهم البعض لأحزانه وهمومه، والتي انتشرت على مساحة الوطن السوري”.
أما سهام فتجلس في منزل أهلها، تنتظر وثيقة الطلاق التي يبدو أنها لن تحصل عليها في وقت قريب بسبب “صعوبة الوصول إلى المحكمة الشرعية”. تزورها بعض الجارات يومياً، يخبرنها قصصاً عن حالات مشابهة علّها تبلسم جرحها. وتقول سهام “منذ طلاقي، سمعت عن عشرات حالات الطلاق، وعن حالة زواج لطفلة في الـ17 من عمرها”، مضيفة “اصطحبتها والدتها لشيخ الحارة بعد وفاة والدها وطلبت منه أن يجد لها عريساً يسترها ويحمل عنها عبء إطعامها، حيث تمكن الشيخ من إيجاد عريس لها. سمعت أنه متزوج ولديه أطفال”.
بريطانيا تزود مقاتلي المعارضة السوريين بمعدات للحماية من الأسلحة الكيماوية
لندن- (رويترز): تقدم بريطانيا لمقاتلي المعارضة السوريين معدات لحماية انفسهم من الاسلحة الكيماوية والبيولوجية “على وجه عاجل” قائلة إن هذه المعدات ستتيح لهم على الأرجح النجاة من هجوم بغاز السارين.
وفي بيان مكتوب إلى البرلمان الثلاثا قال وزير الخارجية وليام هيغ إن بريطانيا سوف تقدم خمسة آلاف قناع غاز وكبسولات للوقاية من غازات الأعصاب ووسائل رصد الأسلحة الكيماوية إلى الائتلاف الوطني السوري في الثالث من أغسطس آب أو بعد ذلك.
ومضى يقول “هناك ادلة على هجمات باستخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا بما في ذلك السارين… نعتقد أن نظام الأسد يسمح ويأمر باستخدام الأسلحة الكيماوية”.
وقالت بريطانيا مرارا إنها تعتقد أن قوات موالية للرئيس بشار الأسد استخدمت اسلحة كيماوية على نطاق محدود وهو ما تنفيه الحكومة السورية.
شبيحة الأسد يقتلون أفراد فريق للمصالحة الوطنية في حمص
بيروت- (رويترز): قال سكان سوريون الثلاثاء إن مسلحين موالين للرئيس السوري بشار الأسد قتلوا بالرصاص ستة وسطاء على الأقل أوفدوا لمحاولة مصالحة الفصائل المتناحرة في محافظة حمص.
والمفاوضون أعضاء بلجنة المصالحة الوطنية التي شكلتها الحكومة لتشجيع المحادثات الرامية لإنهاء الصراع المستمر منذ عامين والذي أسفر عن سقوط أكثر من مئة ألف قتيل حتى الآن.
ويبرز الهجوم الذي وقع مساء الاثنين في قرية الحجر الأبيض التحديات المتزايدة التي تواجه الوساطة بين البلدات التي تسيطر عليها المعارضة وتلك التي تسيطر عليها ميليشيات الشبيحة الموالية للأسد.
وتسبب قتال دار في الآونة الاخيرة بريف حمص -وهو جزء من ممر استراتيجي بين العاصمة دمشق ومعاقل الأسد على ساحل البحر المتوسط- في توتر العلاقات بين الطوائف المختلفة وربما أشعل صراعا طائفيا في المنطقة.
ويضم ريف حمص بغرب محافظة حمص مزيجا قابلا للاشتعال من بلدات تسكنها أغلبية سنية وأخرى تسكنها أقليات تدعم الأسد.
وكثيرا ما يتحدث المسيحيون والعلويون عن مخاوف من تصاعد سطوة جماعات سنية متشددة بين المعارضة.
وتقوم قوات الأسد مدعومة بشبيحة مسيحيين وعلويين بحملة في المنطقة. ويتصدى الآن مقاتلو المعارضة من السنة للهجوم بقوة للاحتفاظ بسيطرتهم على هذه المنطقة الحيوية.
وكان المفاوضون الستة يحاولون ترتيب محادثات بين بلدة الزارة السنية وبلدة القميرة العلوية اللتين وقعت بينهما اشتباكات لعدة أيام في الأسبوع الماضي.
وقال أحد السكان لرويترز “نصب الشبيحة العلويون كمينا للرجال وهم من السنة عندما وصلوا إلى بلدة مجاورة لبدء المحادثات. اشتبهوا في ان الفريق يعمل سرا مع الثوار لأن القميرة تعرضت لهجوم مفاجيء في الأسبوع الماضي وقتل الكثير من الجنود”.
وأضاف أن أغلب السكان يعتقدون ان الفريق قتل بموافقة ضمنية من مسؤولي الإدارة المحلية رغم انهم من وفد لجنة المصالحة الوطنية التي شكلتها الحكومة.
وأظهر فيديو نشره المرصد السوري لحقوق الإنسان على الانترنت صفا من الجثث داخل حقائب بلاستيكية سوداء وتعلوها آثار الرصاص ومغطاة بالورود.
وكان ريف حمص هادئا نسبيا وملاذا للفارين من القتال في المدن والبلدات الأكبر.
ويقول سكان إن المصالحة بين الطوائف المختلفة تزداد صعوبة حتى في المناطق الريفية النائية التي كان أهلها يتفاوضون عادة على وقف إطلاق النار بين السكان وقوات الأسد ومقاتلي المعارضة.
رئيس أركان الجيش السوري الحر يتهم كاميرون بخيانة المعارضة السورية
لندن- (يو بي اي): اتهم رئيس أركان الجيش السوري الحر، اللواء سليم إدريس رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، بخيانة المعارضة السورية بعد تخليه عن خطط تسليحها بأسلحة نوعية.
وحذّر من أن قرار كاميرون “سيترك جيشه عرضة للقتل من قبل قوات النظام السوري، ويمهّد الطريق أمام تنظيم القاعدة للسيطرة على صفوف المتمردين”.
وقال ادريس في مقابلة مع صحيفة (ديلي تلغراف) نشرت الثلاثاء “إن الوعود الغربية اصبحت طرفة الآن، ولم تتح لي الفرصة لسؤال كاميرون شخصياً ما إذا كان سيتركنا لوحدنا لكي نُقتل، وأنا أشكره شكراً جزيلاً بالنيابة عن جميع السوريين”.
وتساءل “ما الذي ينتظره أصدقاؤنا في الغرب؟ وهل ينتظرون قيام ايران وحزب الله بقتل الشعب السوري بأكمله”.
وأضاف ادريس “أن رفض الغرب تسليح العناصر الأكثر اعتدالاً في التمرد سيسلّم سوريا الثورة إلى الجماعات المتطرفة التي تملك أصلاً مداخل أفضل للأسلحة، ولن يكون هناك جيش سوري حر لتسليحه لأن الجماعات الاسلامية ستسيطر على كل شيء، وهذا لن يكون في مصلحة بريطانيا”.
وتأتي تصريحات ادريس بعد 24 ساعة على كشف الصحيفة نفسها عن أن كاميرون، تخلى عن تسليح من وصفتهم بالمتمردين السوريين، بعد أن حذّره قادة الجيش من أن الخطوة يمكن أن تورّط قواتهم في حرب شاملة.
وقالت الصحيفة إن القادة العسكريين البريطانيين ابلغوا كاميرون بأن ارسال أسلحة صغيرة وقذائف صاروخية لقوات المعارضة السورية لن يحدث فارقاً بعد أن تحول الزخم إلى جانب نظام الرئيس بشار الأسد، وستقوم بريطانيا بدلاً من ذلك بوضع خطط للمساعدة في تدريب العناصر المعتدلة من قوات المعارضة السورية وتقديم المشورة لها ومواصلة تزويدها بمعدات غير فتاكة، مثل الدروع ومعدات الاتصالات.
وكان ادريس (55 عاماً)، الذي انشق عن الجيش السوري في أيار/ مايو 2012 وتولى رئاسة المجلس العسكري الأعلى في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، حذّر من فشل ما وصفها بالثورة ضد نظام الرئيس بشار الأسد ما لم يتم تزويد مقاتليه بالأسلحة من قبل بريطانيا ودول غربية أخرى.
داوود أوغلو ينفي استخدام إسرائيل قاعدة تركية لشن غارة على سورية
عشرات القتلى في قصف عنيف على محافظة ادلب وامريكا على اتصال يومي مع المعارضة بشأن سد احتياجاتها
دمشق ـ بيروت ـ القاهرة ـ واشنطن ـ وكالات: شهدت محافظة حلب تصعيدا امس حيث قتل 29 شخصا في قصف صاروخي وجوي الاحد على قرى في المحافظة ، في اعنف قصف على المنطقة منذ اشهر، فيما تستمر العملية العسكرية التي تقوم بها القوات النظامية في بعض احياء دمشق، جاء ذلك بينما قال البيت الابيض ان الادارة الامريكية على اتصال يومي مع المعارضة السورية بشأن الكيفية التي يمكن ان تسد بها الولايات المتحدة احتياجاتها.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني ‘نجري مشاورات منتظمة مع الكونغرس بشأن مسائل تتعلق بمساعدة سورية’.
واضاف ان الرئيس باراك اوباما يعتقد ان ‘مساعداتنا المجددة لسورية مهمة للمساعدة في دعم قدرة المعارضة’.
ومن انقرة نفى وزير الخارجية التركية أحمد داوود أوغلو الإثنين أن تكون إسرائيل استخدمت قاعدة تركية لشن غارة جوية على مستودعات صواريخ بمدينة اللاذقية الساحلية السورية مؤخراً.
ونقلت وكالة أنباء الأناضول التركية عن داوود أوغلو قوله في مقابلة مع شبكة ‘ان تي في’ إن المعلومات عن غارة جوية إسرائيلية نفذت ضد سورية من قاعدة تركية ‘عارية عن الصحة تماما، ومن يصدق هذا الخبر ويقوم بنشره فإنه موهوم’.
وأضاف أن تركيا لن تشارك إسرائيل في أي عملية عسكرية.
وكانت قناة ‘روسيا اليوم’ الروسية نقلت الإثنين عن مصدر وصفته بالخاص أن الغارة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مؤخرا مستودعات صواريخ بمدينة اللاذقية الساحلية السورية نفّذت من قاعدة تركية.
وكان مسؤولون أميركيون قالوا يوم الجمعة الماضي إن الانفجار الغامض الذي وقع في مدينة اللاذقية الساحلية في الخامس من تموز (يوليو) هو نتيجة غارة جوية إسرائيلية استهدفت مرابض صواريخ متطورة مضادة للسفن.
ووجه مسؤولون إسرائيليون انتقادات شديدة ضد جهات في وزارة الدفاع الأمريكية بعد تسريبها معلومات عن أن الجيش الإسرائيلي قصف مستودع صواريخ ‘ياخونت’ الروسية في مدينة اللاذقية، وقال المسؤولون الإسرائيليون إن من شأن هذه التسريبات أن تقوض الاستقرار في المنطقة.
يشار الى ان إسرائيل سبق ونفذت غارات في الأشهر الماضية في سوريا لمنع نقل أسلحة متطورة إلى حزب الله اللبناني.
وفي اسرائيل، رفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الاحد تأكيد او نفي معلومات تناقلتها وسائل اعلام غربية مفادها ان سلسلة الانفجارات التي سجلت في الخامس من تموز (يوليو) قرب مدينة اللاذقية الساحلية السورية ناجمة عن ضربات جوية اسرائيلية.
وقال نتنياهو ‘ما ان يحصل شيء في الشرق الاوسط حتى يتهمون اسرائيل. لست معتادا على قول ما نقوم او ما لا نقوم به. يمكنني ان اقول لكم ان سياستي تقضي بمنع نقل الاسلحة الخطيرة الى حزب الله (اللبناني) ومجموعات ارهابية اخرى’.
ميدانيا ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان ’29 شخصا قتلوا بينهم ثماني نساء وستة اطفال في قصف صاروخي وجوي على قرى وبلدات في ريف ادلب مساء امس، في اعنف قصف على المنطقة منذ اشهر’.
واضاف ان 13 شخصا قتلوا في بلدة المغارة، وثلاثة في ابلين، واربعة في بسامس، وثلاثة في كفرنبل، وستة في البارة.
وتقع هذه القرى في منطقة جبل الزاوية الواقعة بين محافظة حماة (وسط) ومدينة ادلب. ويسيطر مقاتلو المعارضة على معظم ريف ادلب. واتهمت الهيئة العامة للثورة السورية النظام بارتكاب ‘مجازر’ في هذه القرى.
ووزعت الهيئة اشرطة فيديو عن آثار القصف على المغارة بدت فيه امرأة تجلس ارضا وهي تنتحب، بينما يحاول رجل مساعدتها على الوقوف وهو يبكي ايضا بأعلى صوته، وذلك على مقربة من دمار وركام وحشد من الناس. وبينما كان عدد من الشبان يملأون اوعية بالماء لرشها على الارجح على حريق مندلع، كان آخرون يحاولون ازالة حجارة بحثا عن ناجين.
وقال المصور في الشريط ‘هذا هو افطار المسلمين في جبل الزاوية. الشهداء بالعشرات’.
سيناريوهات للتعديل الحكومي… والاقتصاد إلى الصدارة
يتناقل في سوريا تسريبات عن تعديلات حكومية قريبة، ويذهب البعض إلى حدّ الحديث عن تغيير كامل للحكومة، في حين يبقى الوضع الاقتصادي المتردي الموضوع الأول الذي تدور في فلكه جميع أحاديث السوريين بما فيها هذه التسريبات
عماد طحان
دمشق | نشرت خلال اليومين الماضيين، مجموعة من المواقع الإلكترونية السورية مثل «داماس بوست» و«دام برس» و«المجهر» وغيرها، خبراً عن تسريبات حول تغيير حكومي جديد جاء فيه حسب صياغة موقع «سوريا بلدي»: «تغييرٌ حكوميٌ جديد سيعلن عنه خلال الأيام القليلة القادمة، وترجح مصادر خاصة أن يترأس الحكومة الجديدة عماد خميس وزير الكهرباء الحالي، كما ترجح أن يتم تعيين فيصل المقداد وزيراً للخارجية». وأما بالنسبة لوليد المعلم، فيتابع الموقع: «من المحتمل أن يتم تعيينه نائباً للرئيس الأسد خلفاً لفاروق الشرع الذي من المحتمل أن يتم تعيينه مستشاراً سياسياً». في حين توقعت مصادر أخرى أن يتم تعيين وائل الحلقي أيضاً نائباً للرئيس الأسد. وقالت المصادر إنّه من المحتمل أن يتم تغيير الفريق الاقتصادي كاملاً، فيما يرجح احتفاظ وزراء الدفاع والداخلية والتربية والتعليم العالي بحقائبهم.
وكما جرت العادة في سوريا، فإن جزءاً هاماً من التسريبات التي يتم تظهيرها في مواقع الكترونية بعينها، ليست إلا خبراً «بفلوس» سيغدو بعد أيام خبراً مجانياً. ويراد من هذه العملية كما بات واضحاً للمراقبين، تهيئة الأجواء لمرور التغييرات أو القرارات المقبلة بأقل التكاليف عبر حشد أكبر تأييد ممكن لها. وحول مسألة التغيير الحكومي تحديداً، فإن العادة جرت أيضاً على أن يلحق كل مؤتمر لحزب البعث بتعديل أو بتغيير وزاري، الأمر الذي يعزز من احتمال التغيير الذي تتحدث عنه التسريبات.
ويشير بعض المحللين السوريين إلى أنّ من الممكن أن تقرأ، ضمن السياق نفسه، الندوة الاقتصادية التي نظمها «التكتل الوطني الديموقراطي» ولقيت تغطية إعلامية رسمية وشبه رسمية استثنائية، يوم الأحد الماضي في فندق «دامل روز» في دمشق، لمناقشة السياسات الاقتصادية الحكومية. إذ صبّ المجتمعون، وهم مجموعة من الأحزاب المتشكلة والمرخصة حديثاً، جام غضبهم على الحكومة مطالبين بإقالة «الفريق الاقتصادي» وتحديداً النائب الاقتصادي قدري جميل.
وعن مدى صحة التسريبات، سألت «الأخبار» وزير المصالحة الوطنية، علي حيدر، عن علمه بإمكانية حدوث تغيير حكومي قريب فأجاب: «لا يوجد لدينا معلومات عن تغيير أو تعديل قريب، ولكن بغض النظر عن هذا فإن رؤيتنا في الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير حول مسألة الحكومة، تقول بأنّ الحكومة الحالية أو اللاحقة يجب أن تكون حكومة حرب بكل ما يستلزمه ذلك من صلاحيات وبرامج على المستويات: الاقتصادي والسياسي والعسكري، وبشكل خاص على المستوى الاقتصادي، لأن انجازات الجيش العربي السوري إذ أفشلت الأعداء في تحقيق ما يريدون من البوابتين العسكرية والسياسية، فإنهم الآن يعملون على الالتفاف لتحقيق الأهداف نفسها ولكن عبر البوابة الاقتصادية، ومن هنا فإن أية حكومة سورية في هذا الظرف يجب أن تكون حكومة حرب ويجب لاقتصادها أن يكون اقتصاد حرب». وعن توقعاته حول بقاء وزيري «الجبهة الشعبية» (حيدر وقدري جميل) في الحكومة المقبلة، أجاب: «وجودنا في الحكومة أو عدمه، يحدده برنامج الحكومة. فنحن حين دخلنا الحكومة دخلنا على أساس توافق سياسي محدد وعلى أساس برنامج محدد، وأية تغييرات قادمة في مواقعنا ستخضع للنقاش على أساس الصلاحيات والبرنامج».
ما يتفق عليه معظم المتابعين، أن التغيير/ التعديل المتوقع، هو محاولة لامتصاص موجة الغضب الشعبي العارم من أداء الحكومة الاقتصادي. لكنّ ما ستوضحه الأيام والأسابيع القليلة المقبلة، هو في أي اتجاه سيجري هذا التغيير. فقد بات من المعروف أن تيارين أساسيين يتصارعان داخل الحكومة الحالية، الأول هو التيار الانفتاحي الليبرالي الذي يستكمل عملياً ما قام به عبد الله الدردري بين عامي 2005 و2010، والذي يظهر أديب ميالة، حاكم مصرف سورية المركزي، واجهةً له، في مقابل تيارٍ ثانٍ يدعو للعودة إلى إجراءات الثمانينيات الاقتصادية التي تستند إلى دور اقتصادي مركزي وقوي للدولة، يؤمن ضمانات اجتماعية واسعة ويضرب بقسوة جميع عمليات المضاربة المالية، والذي يبرز الوزير قدري جميل ممثلاً له.
ولعل الاستناد إلى المستوى الحالي لقوة كل من هذين التيارين داخل النظام، المستوى الذي يمكن تلمسه من خلال قرارات الحكومة المتتالية رفع أسعار المحروقات، والتي تنتمي بطبيعتها إلى المدرسة الليبرالية، والتي يوكّل جميل حزبه «الإرادة الشعبية» ليعبّر عن رفضه لها من خلال البيانات وجريدة الحزب، في حين يلتزم هو بتنفيذها تحت ما يسميه «الانضباط الحكومي». لعل الاستناد إلى هذا المستوى الذي يبدو فيه تيار جميل «حلقةً أضعف»، يجعل من احتمال عدم استمراره في حكومة قادمة أمراً محتملاً. في المقابل فإن النظام السوري سيعاني حرجاً كبيراً أمام «الحلفاء» في حال إقدامه على خطوة من هذا النوع، ذلك أن إبعاد جميل عن الحكومة والذي سيرافقه غالباً إبعاد أو رفض علي حيدر الاشتراك بحكومة لا تضم حليفه، سيعطي انطباعاً بأن النظام السوري لا يريد حلاً سياسياً للأزمة ولا يريد مشاركة السلطة حتى مع «المعارضة الوطنية»، الأمر الذي قد يثير حفيظة الروس لما سينجم عنه من عرقلة إضافية للمفاوضات التي يجرونها مع واشنطن التي ستستفيد بدورها من تصرف من هذا النوع استفادة عظمى في تصليب مواقفها الرافضة في الجوهر للحلول السياسية.
من جهة أخرى، فإن استمرار الوضع الاقتصادي بالتدهور، بالتزامن مع استمرار السياسات النقدية والاقتصادية نفسها، سيؤدي إلى مزيد من الأزمات، الأمر الذي ستزداد صعوبته على النظام في حال عدم وجود شماعة «قدري جميل» التي تعلق عليها حالياً جميع المصائب الاقتصادية.
ورغم أنّ العديد من السوريين لا يعلقون آمالاً كبيرة على التعديلات أو التغييرات الحكومية المتوقعة، إلا أن ما يدعو للتفاؤل حسب رأي بعض المتابعين، هو أنّ القضية الاقتصادية ــ الاجتماعية أصبحت مدخلاً أساسياً لآراء وأمزجة السوريين السياسية. الأمر الذي سيلعب، حسب رأيهم، دوراً هاماً في إعادة ترتيب القوى السورية بعيداً عن الانقسامات الثانوية الطائفية والمذهبية، وحتى السياسية الحالية بين معارض وموال، ليأخذ اصطفاف القوى طابعاً أكثر اجتماعية، وبالتالي أكثر جذرية.
تشكيل مجلس تنفيذي لإعادة تنظيم فصائل الجيش الحر في جيش جديد منظم
قال ميشيل كيلو عضو الائتلاف الوطني السوري المعارض يوم الاثنين إن الائتلاف يرغب في إنشاء مجلس تنفيذي من عشرة أعضاء لإعادة تنظيم فصائل المعارضة المختلفة في جيش منظم يتمتع بالتمويل اللائق والأسلحة المناسبة.
وأكد كيلو في مقابلة أجريت معه في باريس أن الائتلاف يسعى إلى انتخاب المجلس التنفيذي خلال انعقاد جمعيته العمومية الشهر القادم. وأضاف أن أعضاءه سيعملون كأنهم وزراء وسيتمركزون داخل مناطق خاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة في سوريا وفي مناطق حدودية.
وقال كيلو “سيكون هناك جهاز بيروقراطي مرتبط بمصالح السوريين ومستقل عن الرئيس وقيادة الائتلاف .
وتوقع كيلو ان تستمر الحرب في سوريا لفترة طويلة بعد انضمام أطراف أجنبية الى ما أصبح مسرحا لصراع طائفي واسع في المنطقة بين السنة والشيعة والذي زاد تعقيداً بسبب التنافس المتنامي بين روسيا والولايات المتحدة.
قيادي في الجيش الحر: مخطط لـ«القاعدة» لإنشاء دولتها شمالا.. و«ساعة الصفر» أول أيام العيد
«الحر» أكثر كثيرا لكنه أقل تنظيما.. وسيواجه المشروع بـ«الحوار»
بيروت: «الشرق الأوسط»
أكد قيادي في «الجيش السوري الحر» لـ«الشرق الأوسط» حتمية المواجهة مع تنظيم «القاعدة» في سوريا معلنا عن وجود معلومات موثوقة لدى «الحر» عن مشروع لـ«القاعدة» ممثلة بدولة العراق والشام الإسلامية لإنشاء دولة في الشمال السوري عبر السيطرة على كل المنافذ الحدودية مع تركيا من الشرق والشمال والقضاء على الجيش السوري الحر في المنطقة، مشيرا إلى أن «نقطة الصفر لتنفيذ الدولة هجومها على مواقع الحر ستكون في أول أيام عيد الفطر» وأن معبري «باب الهوا وحارم سيكونان الهدفين الأساسيين، الأول للإمساك بمصادر السلاح والذخيرة، والثاني للإمساك بالمال من خلال تهريب النفط الخام».
وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه: «بحسب ما علمنا من عناصر اخترقنا بها الدولة الإسلامية فإن تنفيذ هذا المخطط بدأ منذ نحو أسبوع مع ذبح القائد في (الحر) فادي القش وأخيه وصولا إلى اللاذقاني، وسيستمر لشهر أو شهر ونصف وصولا إلى أول أيام العيد». وأوضح أن السيطرة على معبر باب الهوا «يعني سيطرة الدولة الإسلامية السلاح لأنه الممر الذي تسيطر عليه كتائب الأركان وتدخل منه السلاح للمجالس العسكرية»، مشيرا في المقابل إلى أن «معبر حارم الحدودي يعني السيطرة على المال، لأنه سيمكن القاعدة من تهريب النفط الخام بشكل نظامي وبيعه إلى تركيا». ورأى أن «السيطرة على المال والسلاح بشكل مباشر يعني أن الدولة الإسلامية ستكون قادرة على خلق دورة اقتصادية وإنشاء كتائب مسلحة من دون الاعتماد على أي مساعدات وهذا سيعني إنشاء دولتهم شمالا».
وأوضح أن «تنفيذ هذه الخطة بدأ منذ أسبوع مع ذبح القائد فادي القش وأخيه في بلدة الدانا، بعد خداعه واستدراجه إلى اجتماع لعقد هدنة واتفاق، واستمر المخطط مع اغتيال عضو مجلس القيادة العليا كمال حمامي المعروف بـ(أبو بصير اللاذقاني) وسيستكمل بسلسلة اغتيالات علنية بحق ضباط وشخصيات هامة في الجيش السوري الحر»، مشيرا إلى أنه يجري تنفيذ ذلك «بحجة تكفير الجيش الحر عبر اتهامه بالتعامل مع الغرب وعدم مد جماعات الدولة الإسلامية بالأسلحة».
وشرح أنه بعيدا عن كل الشائعات فإن «أبو بصير اللاذقاني اغتيل على أحد حواجز (الدولة)، حيث إنه بمجرد أن توقف موكبه تقدم أمير الدولة هناك وأطلق رصاصة على رأسه فأرداه ثم أطلق النار على باقي عناصر الموكب وأبلغهم بنقل تهديد بأن: «هذا مصير المتعاملين».
ولفت المصدر القيادي أنه «سيجري حصر استهداف الكتائب التابعة للأركان وليس الإسلامية منها حتى تلك لو كانت منضوية في المجالس العسكرية»، مضيفا أن «حركة أحرار الشام ولوائي الإسلام والتوحيد تراقب ولا تتدخل في ما يجري». وشرح أن «الخطة بدأت بالسيطرة على قرية الدانا الحدودية التي يسيطر عليها بعد قتل القش، الأمير أبو أسامة التونسي الذي لا يتعدى الـ20 سنة من عمره وهو من أمر بقتل القش».
وأضاف أن «المخطط يشمل الانتشار باتجاه معبر باب الهوا ثم باتجاه حارم وصولا إلى دركوش»، كاشفا أن «أول أيام العيد سيكون ساعة الصفر ويشمل هجوما شاملا على باب الهوى وباب السلامة». وأشار إلى أنه بعد الدانا شمالا «سيطرت الدولة على جرابلس ومعبرها الحدودي شرقا وأعلنوها إمارة إسلامية، حيث منعوا التدخين في الشوارع وفرضوا الحجاب كما يحاولون أن يتزوجوا البنات السوريات بالقوة بصفتهم مجاهدين أجانب أتوا لنصرة سوريا»، مضيفا أن «منبج هي الوجهة التالية».
وشرح كيفية قضم البلدات وصولا إلى معبر باب الهوا، فلفت إلى أنه «تقع على يمينه (باب الهوا) أطمة وشماله حارم ودركوش، وبعد سيطرتهم على الدانا يفصلهم عن باب الهوا سرمدا التي تبعد نحو كيلومتر واحد أو أكثر بقليل عن باب الهوا». وأوضح كذلك أنه «بعد جرابلس هناك معبر باب السلامة الذي يسيطر عليه لواءا التوحيد وعاصفة الشمال وبالتالي السيطرة عليه قوية أما باب الهوا فهو الأضعف». وشدد على أن «السيطرة على منفذ حارم الحدودي يعني أنه سيكون منفذا لتهريب المازوت والنفط الخام وهو يبعد عن سرمدا نحو 30 كيلومترا».
وأكد المصدر القيادي في الجيش الحر أن «الحر بعدما كشف هذه الخطة تم تعميمها على نطاق ضيق وموثوق وهو سيسعى لعدم بدء أي هجوم أو فتح أي جبهة من شأنها إضعاف الثوار في مواجهة النظام». ولفت إلى أن ما يقوم به الجيش الحر حاليا هو «نشر كتائب وحواجز في البلدات التي ستكون مستهدفة بحسب المخطط مثل سرمدا وتدعيم انتشارنا فيها بحيث لا تكون لقمة سائغة بيد الدولة الإسلامية».
وأكد أنه على الرغم من أن «أعداد مقاتلي الدولة قليلة مقارنة بالجيش الحر لكن مشكلة الحر في عدم توحد كتائبه بشكل فاعل، بحيث إن المجلس العسكري مثلا لا يملك حق أمر كتيبة ما بالتحرك لمساندة كتيبة أخرى تتعرض للهجوم فكل كتيبة ترابض حيث تنتشر».
وشدد المصدر القيادي في الحر على أنه «سنسعى إلى الجلوس والتحاور مع الدولة الإسلامية إن وجدنا آذانا صاغية وذلك لكي نتجنب حمامات دم ومعارك تنعكس سلبا على مواجهة النظام»، لكنه أضاف: «مهما فعلنا. بالتأكيد ستكون هناك حرب بيننا وبينهم».
وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يبحثون الاثنين موضوع تسليح المعارضة السورية وسط فتور فرنسي وبريطاني
مصادر دبلوماسية أوروبية: باريس ولندن ستقومان بكل ما هو ممكن دون اجتياز عتبة التسليح المباشر
باريس: ميشال أبو نجم
يعود ملف تسليح المعارضة السورية إلى بروكسل يوم الاثنين المقبل بمناسبة انعقاد اجتماع وزراء الخارجية الأوروبيين فيما تتضاءل الآمال بأن تخطو الدولتان المعنيتان أكثر من غيرهما بهذا الملف «فرنسا وبريطانيا» خطوة ملموسة بهذا الاتجاه.
وقالت مصادر دبلوماسية أوروبية لـ«الشرق الأوسط»، إن «موعد الأول من أغسطس (آب) المقبل، وهو الموعد الذي كان يفترض به أن يكون بداية وصول السلاح الأوروبي إلى المعارضين»، «لن يغير شيئا بالنسبة لما هو الحال اليوم» في موضع التسليح ما سيشكل خيبة أمل كبيرة للمعارضة السورية. وبحسب هذه المصادر، فإن باريس ولندن «لن تقوما بتقديم السلاح الذي تطلبه المعارضة» وتحديدا الصواريخ المضادة للدروع وأنظمة الدفاع الجوي المحمولة وهي التي طلبها اللواء سليم إدريس، رئيس أركان الجيش السوري خلال زيارته لباريس ولندن وخلال الاجتماعات المتلاحقة التي عقدت في إسطنبول والدوحة بحضور مسؤولين عسكريين غربيين رفيعي المستوى.
ويشكل الموقف الجديد تراجعا حقيقيا قياسا لما صدر عن العاصمتين الأوروبيتين خلال الأشهر الأربعة الأخيرة. وجدير بالذكر أن الفرنسيين والبريطانيين ألحوا على شركائهم في الاتحاد الأوروبي نهاية شهر مايو (أيار) الماضي رفع حظر إيصال السلاح إلى المعارضة السورية رغم معارضة وتردد الكثير من العواصم الأوروبية وعلى رأسها برلين. ورغم أن الحظر لم يعد موجودا منذ شهرين، فإن السلاح الأوروبي لم ينقل إلى المعارضة السورية بسبب حجتين: الأولى، وقوعه في «الأيدي الخطأ» والمقصود بها هنا جبهة النصرة وأخواتها من التيارات الإسلامية الجهادية والثانية تفتت وتشظي الكتائب التي يتكون منها الجيش السوري الحر رغم اعتماد الأوروبيين اللواء سليم إدريس القناة المفضلة لمرور المساعدات العسكرية أيا يكن نوعها «معدات عسكرية غير قاتلة مثل أنظمة اتصال مشفرة، معدات الوقاية، المساعدات الأخرى..».
بيد أن المصادر الأوروبية التي تحدثت إليها «الشرق الأوسط» ضمت إلى حججها سببين إضافيين: الأول، اعتبار أن ثمة دولا «تقوم بالواجب» بمعنى أنها تقوم بتزويد المعارضة بالسلاح الذي تريده في إشارة مباشرة إلى بلدان خليجية وفي إطار «متفق عليه» مثلما تؤكد هذه المصادر. ويعني هذا القول أن مجموعة أصدقاء الشعب السوري المصغرة التي تضم 11 بلدا اعتمدت سياسة «توزيع الأدوار» بحيث يعود للأوروبيين دور تأهيل وتدريب كتائب الجيش السوري الحر على استخدام السلاح الجديد الذي يصله عبر تركيا والأردن. فضلا عن ذلك، تغلق البلدان الأوروبية عينيها عن مصدر السلاح وكيفية وصوله إلى المعارضة. وتشير معلومات متطابقة إلى دور أميركي نشط في «تنسيق الجهود» لشراء السلاح وإيصاله إلى أيدي المعارضة.
أما السبب الثاني فيكمن في تراجع الدعم السياسي الداخلي في باريس ولندن لسياسة تسليح المعارضة السورية. ولعل الدليل الأقوى على ذلك أن مجلس العموم البريطاني صوت بأغلبية ساحقة الخميس الماضي على قرار يمنحه حق الاعتراض على أي قانون يتيح تسليح المعارضة السورية. ورغم أن شيئا من هذا النوع لم يحصل في البرلمان الفرنسي، فإن حماس المرحلة الأولى قد تراجع كثيرا. وجدير بالذكر أن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند كان أول طالب وبقوة برفع الحظر وهدد بتصرف فردي وأحادي إذا رفض الأوروبيون السير في هذا الاتجاه.
وقالت المصادر الدبلوماسية، إن «باريس ولندن ستقومان بكل ما هو ممكن ولكن دون اجتياز عتبة التسليح المباشر». ويعني هذا الكلام أن العاصمتين ستعززان جهود مساعدة المعارضة في التأهيل والتدريب والتخطيط والحصول على المعلومات فضلا عن المساعدات الطبية والإنسانية. أما من الناحية السياسية، فترى أن الجهود في الوقت الحاضر «معطلة» لأنهما تعتبران ألا فائدة من البحث في عقد مؤتمر «جنيف 2» طالما لم تنجح المعارضة في إعادة التوازن إلى ساحة المعركة. والحال ألا أحد اليوم يستطيع أن يقدر الوقت الذي تحتاجه المعارضة للعودة إلى الإمساك بزمام المبادرة ميدانيا فيما لو افترضنا أن السلاح الحديث سيتدفق على المعارضة.
ورغم ذلك، تشير مصادر فرنسية إلى أن بدء وصول مضادات الدروع أخذ يغير من شكل المعركة بين قوات النظام والمعارضة. ومن الأمثلة التي ساقتها أن المعارضة كانت تضطر سابقا إلى مهاجمة دبابات النظام من طراز «تي 72»، بسبب ضعف قاذفاتها، من مسافة 300 متر ليكون سلاحها فعالا. بيد أن السلاح الجديد المضاد للدروع الذي وصل أخيرا يمكنها من مهاجمة هذه الدبابات مزدوجة التدريع وأفضل ما يمتلكه النظام من مسافة 1000 متر وبفعالية أكبر.
واتهمت هذه المصادر النظام بأنه يطبق «خطة غروزني» في المدن السورية ومنها حمص على سبيل المثال وتقوم على دك وتدمير بفعل القصف المدفعي والصاروخي والجوي المكثف. ومدينة غروزني عاصمة جمهورية الشيشان التي دمرتها القوات الروسية في حربها على الانفصاليين الشيشانيين بداية 2000.
من ناحية أخرى، اعتبرت المصادر الغربية أن ثمة «تهديدا حقيقيا» في المنطقة في حال أقدمت روسيا، وفق ما تكرر إعلانه، على تزويد سوريا بأنظمة صاروخية متقدمة من طراز «إس 300». ونقلت هذه المصادر عن مسؤولين إسرائيليين قولهم، إن تطورا من هذا النوع يعني «تغييرا في قواعد اللعبة» الضمنية القائمة بين سوريا وإسرائيل وفتح الأبواب أمام تطورات وصفتها بـ«الخطيرة» في الأزمة السورية أولا وكذلك في منطقة الشرق الأوسط.
المعارضة السورية تختار رئيسا جديدا لـ«الحكومة المؤقتة» بعد رمضان
أبرز المرشحين أحمد طعمة الخضر ورياض حجاب
تتجه المعارضة السورية إلى تكليف رئيس جديد لتشكيل حكومة مؤقتة تتولى إدارة شؤون «المناطق المحررة»، خلفا لغسان هيتو الذي أعلن استقالته في منتصف مارس (آذار) الماضي. وكشفت مصادر في «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» لـ«الشرق الأوسط» أن «اسم رئيس الحكومة الجديد سيعلن خلال الاجتماع المقبل للهيئة العامة للائتلاف بعد شهر رمضان المبارك»، مشيرة إلى أن «المنافسة تنحصر بين المعارض أحمد طعمة الخضر، المقيم في الداخل السوري، وبين رئيس الوزراء المنشق رياض حجاب».
ويقول عضو الائتلاف المعارض، أحمد رمضان لـ«الشرق الأوسط» إن «تكليف رئيس جديد للحكومة المؤقتة يعتبر أولوية بالنسبة للمعارضة، لا سيما بعد انتخاب قيادة جديدة للائتلاف»، لافتا إلى أن «رئيس الحكومة المنتخب سيعرض تشكيلته التي تضم وزراء لمختلف القطاعات الخدماتية والسياسية والثقافية على الهيئة العامة ليصار إلى اعتمادها والبدء بالعمل فورا».
ويشدد رمضان على أن «أولوية الحكومة الجديدة متابعة الأوضاع في الداخل السوري بدءا من دعم كتائب الجيش السوري الحر وصولا إلى تزويد المناطق (المحررة) بكافة الاحتياجات اللوجستية والخدماتية».
وتوقع عضو الائتلاف المعارض «إعلان اسم رئيس الحكومة المكلف خلال ثلاثة أسابيع»، معتبرا أن «المرشح الأقوى لشغل هذا المنصب هو المعارض السياسي المستقل أحمد طعمة الخضر». وأكد أن «الأخير يحظى بإجماع كبير من مختلف الكتل الممثلة في الائتلاف سواء الديمقراطيين أو الإسلاميين».
ويعيش طعمة في الداخل السوري بمدينة دير الزور وهو طبيب أسنان وخطيب مسجد سابق، أمضى في سجون النظام مدة عامين بعد مشاركته في تأسيس ما يعرف بـ«إعلان دمشق» المعارض. ومع انطلاق الانتفاضة الشعبية لعب طعمة دورا كبيرا في العمل الإغاثي، كما ترأس مجلس السلم الأهلي في محافظة دير الزور.
وبحسب رمضان فإن «اختيار شخصية مستقلة سيساهم في تشكيل الحكومة واختيار أعضائها من دون عراقيل تذكر»، مؤكدا أن «أحمد طعمة لن يسقط في الأخطاء الكثيرة التي سقط فيها غسان هيتو المحسوب على تيار معين، حيث تعامل وفق آليات غير صحيحة لتشكيل حكومة تمثل مختلف شرائح المعارضة السورية». وكان غسان هيتو، رئيس الحكومة المؤقتة السابق قد فشل في تشكيل حكومة تتولى إدارة شؤون «المناطق المحررة»، معلنا اعتذاره عن متابعة مهامه بعد نحو ثلاثة أشهر على تسميته: «حرصا على وحدة المعارضة»، بحسب ما جاء في بيان أصدره إثر استقالته.
في المقابل، ينفي رئيس المكتب السياسي للتيار الوطني السوري وعضو الائتلاف المعارض، عماد الدين رشيد لـ«الشرق الأوسط» أن «يكون أحمد طعمة الخضر مرشح يحظى بإجماع من قبل تكتلات الائتلاف». وإذ يؤكد أن «للخضر كفاءة كبيرة وحسا وطنيا عاليا»، لكنه يشير إلى أن «خبرته في المجال الإداري معدومة، ما يجعلنا نميل أكثر إلى مرشح تكنوقراط لديه خبرة سابقة في مجال العمل الحكومي مثل رئيس الحكومة المنشق رياض حجاب».
ويجزم الرشيد أن «كتلته إضافة إلى المجالس المحلية وأعضاء الحراك الشعبي وكتلة أمين عام الائتلاف السابق مصطفى الصباغ، ستدعم ترشيح حجاب، لأنه فضلا عن خبرته في شؤون الإدارة، سيريح في حال تشكيله الحكومة المؤقتة، الموالين للنظام السوري باعتباره كان سابقا من مسؤولي النظام».
سيارة مفخخة في ريف دمشق.. واستمرار الضغط على حي القابون
وسائل إعلام رسمية سورية: اكتشاف مصنع للمواد الكيميائية بحي جوبر
بيروت: «الشرق الأوسط»
كثفت القوات السورية النظامية أمس قصفها على أحياء دمشق الجنوبية، مستكملة حملتها العنيفة على حي القابون بدمشق، وسط اشتباكات مع مقاتلي المعارضة الذين يتحصنون فيه. وتزامنت الاشتباكات مع تفجير سيارة مفخخة في قرية دير عطية بريف العاصمة، أدى إلى مقتل 13 شخصا، بينهم 10 رجال شرطة، فيما أعلنت وسائل إعلام رسمية اكتشاف «مصنع كيماوي» تابع للمعارضة بدمشق.
وأفادت شبكة «شام» المعارضة بـ«قيام القوات النظامية بحشد عدد كبير من الآليات والجنود، ومحاولة اقتحام حي القابون الذي يربط الغوطة الشرقية بوسط العاصمة». كما أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن معارك عنيفة جرت بين القوات النظامية وألوية الجيش الحر الموجودة في القابون». وأضاف المرصد أن «مئات العائلات لا تزال محاصرة في الحي الذي تعرض لقصف بصواريخ أرض أرض ومدافع الهاون، مما تسبب في مقتل عشرين شخصا وإصابة العشرات»، وفقا للجان التنسيق.
بدوره، وجه «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية»، في بيان أمس، نداء عاجلا إلى هيئة الأمم المتحدة ومنظماتها وجامعة الدول العربية، للإسراع في «نجدة المدنيين وحمايتهم في أحياء دمشق الشرقية، وفتح ممرات إنسانية عاجلة لإنقاذ الأطفال والنساء والشيوخ وإسعاف الجرحى والمصابين في حي القابون بدمشق». وأشار بيان الائتلاف إلى «احتجاز النظام رهائن من المدنيين العزل في أحد مساجد الحي، فيما ترد تقارير متقاطعة تقول بأنه استخدم بعضهم كدروع بشرية».
ورأى رئيس اللجنة القانونية في الائتلاف المعارض هيثم المالح، لـ«الشرق الأوسط»، أن «المجتمع الدولي منقسم على نفسه حيال الوضع السوري، وهناك دول كبرى تدعم النظام، لكن ذلك لا يمنعنا من العمل الدبلوماسي من أجل إنقاذ الشعب السوري». وأشار إلى أن «المقاتلين في القابون يواجهون الآلة العسكرية للنظام السوري في ظل نقص شديد بالذخيرة»، آملا «صمودهم لأطول وقت ممكن».
وكان الائتلاف قد ذكر في وقت سابق أن 200 مدني محاصرون في مسجد بحي القابون، وحذر من أن الآلاف في القابون يمكن أن «يذبحوا» على يد الجيش النظامي.
وتشير مصادر المعارضة إلى أن الحملة على القابون بلغت أشدها في الأيام الثلاثة الماضية، حيث حاصرت القوات النظامية الحي بعد الاستيلاء على المنطقة الصناعية (مدخله).
وانفجرت أمس سيارة مفخخة في قرية دير عطية في ريف دمشق، مما أدى إلى مقتل 13 شخصا، منهم 10 من عناصر الشرطة. وقال المرصد السوري إن «الانفجار وقع أثناء الليل قرب مقر الشرطة»، في حين ذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا» أن انتحاريا فجر سيارة محملة بالمتفجرات في منطقة سكنية بالبلدة.
من جهة أخرى، قالت وكالة «سانا» إن القوات النظامية عثرت على مصنع لتصنيع وتخزين المواد الكيماوية في حي جوبر شرق دمشق. وبثت قناة «الإخبارية» السورية صورا قالت إنها لمواد كيماوية سامة تم العثور عليها في مصنع كتب على جدرانه «دولة العراق والشام الإسلامية»، إضافة إلى كميات من الكلور. وأشارت إلى العثور داخل المصنع على أسلحة حربية وقذائف هاون مفرغة لوضع المواد الكيماوية في داخلها.
ويتبادل كل من المعارضة السورية والنظام الاتهامات بشأن استخدام مواد كيماوية سامة خلال المعارك العسكرية بين الطرفين. وفي حين تتهم المعارضة القوات النظامية بقصف ريف دمشق وحمص وحلب بمواد كيماوية، يتهمها النظام باستخدام هذه المواد في خان العسل بحلب.
مستشفى في شمال لبنان يطرد 30 جريحا سوريا ويقفل أبوابه
مصادر طبية سورية: تعاقدنا معه على أساس «الإيواء مقابل الدعم»
بيروت: ليال أبو رحال
طردت إدارة مستشفى علم الدين في منطقة المنية، شمال لبنان، أمس 30 جريحا سوريا كانوا يعالجون فيه جراء إصابتهم في أعمال العنف المستمرة في سوريا، قبل أن تقفل أبوابه بوجه الجرحى والموظفين العاملين فيه على حد سواء. وفيما رجح أحد العاملين في المستشفى أن يكون الخلاف مرتبطا بـ«أسباب مالية»، قالت مصادر طبية سورية مطلعة على عمل المستشفى لـ«الشرق الأوسط» أمس إن «عملية الإقفال جاءت بعد خلافات بين الشركاء المالكين، مما دفع أحدهم بالتوجه إلى غرف المستشفى وطرد الجرحى منه من دون تزويدهم بأي أوراق أو تقارير طبية تظهر أوضاعهم الصحية».
وكشفت المصادر الطبية ذاتها أن «المستشفى الخاص يفتقر إلى تجهيزات ومعدات طبية كثيرة، خصوصا الصحية وهو كان شبه متوقف عن العمل في فترة سابقة، وعمد أصحابه من أجل إعادة تجديده إلى مقايضة معارضين سوريين بين الإيواء والدعم»، على حد تعبيرها.
وأشارت إلى أن «المستشفى يضم جرحى وفدوا من منطقة القصير إثر الاشتباكات الأخيرة فيها خلال شهر مايو (أيار) الماضي»، موضحة أن «أحد المعارضين الموجودين في شمال لبنان ويدعى أبو رائد هو من أبرم الاتفاق مع أصحاب المستشفى».
وقال مدير مكتب شؤون اللاجئين السوريين في لبنان خالد المصطفى إن التعاقد مع المستشفى كان «لقاء 20 دولارا أميركيا يوميا عن كل سرير»، وبلغ «الحساب الشهري 19 ألفا و500 دولار أميركي، ونحن ملتزمون بدفع الأموال المتوجبة علينا كل شهر». وأضاف أن المكتب «قام بتأمين أدوية بقيمة 20 ألف دولار ومعدات بقيمة 14 ألفا للمستشفى».
وأكد المصطفى، وفق ما نقلته عنه وكالة الصحافة الفرنسية، أن إدارة المستشفى و«نتيجة خلافات داخلية بين الشركاء، طردت ثلاثين جريحا أصيبوا في مدينة القصير في سوريا، من دون السماح لهم بالحصول على أمتعتهم وأغراضهم الشخصية، أو حتى الصور الشعاعية العائدة لهم». وقال إن المصابين أخرجوا «بالإهانات والقوة»، مشيرا إلى أن نحو 80 في المائة منهم «كانوا يضعون أجهزة لتثبيت العظام جراء خطورة إصابتهم»، وقد جرى «نزع هذه الأجهزة وإخراجهم من دون مراعاة وضعهم الصحي».
وقال المصطفى إن الجرحى، وبينهم صائمون، انتظروا على قارعة الطريق قرابة ساعتين قبل أن تتولى سيارات إسعاف تابعة للصليب الأحمر اللبناني نقلهم إلى مستشفى الزهراء في طرابلس، كبرى مدن شمال لبنان.
وشملت عملية الطرد موظفين لبنانيين وممرضين سوريين، قبل إقفال المستشفى، المؤلف من طبقتين ويضم نحو 40 سريرا، بشكل نهائي. وفيما رفضت إدارة المستشفى التعليق أو التفسير، أفاد أحد العاملين، من دون الكشف عن اسمه، أن «الطرد يعود إلى تأخير في دفع الأموال وتحول المستشفى إلى ما يشبه مركزا للاجئين الهاربين من النزاع المستمر في سوريا». وأكد أن المستشفى «كان محجوزا بالكامل للسوريين، وغير قادر على تلبية الحالات الطارئة لأبناء المنطقة من اللبنانيين».
تجدر الإشارة إلى أنه بحسب التقرير الأخير لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، الصادر يوم الجمعة الماضي، بلغ مجموع النازحين السوريين الذين يتلقون المساعدة من المفوضية وشركائها أكثر من 604 آلاف شخص (نحو 87 ألفا منهم في انتظار التسجيل). ويتوزع 35% من النازحين في شمال لبنان، يليه البقاع بنسبة 34%.
قوات الأسد ترتكب مجزرة جديدة في إدلب و”الحر” يقصف مواقع للنظام في حمص
الغارات تتواصل على القابون والثوار يستهدفون مدرسة الشرطة
استهدف الثوار السوريون أمس مدرسة الشرطة في حي القابون، بصاروخ محلي الصنع، في حين نفذ الطيران الحربي غارة على مناطق في حي برزة، وسط قصف من القوات النظامية على مناطق في حي برزة، مما أدى لسقوط جرحى وتضرر في بعض المنازل، كذلك سقطت قذيفة هاون مجهولة المصدر، على مبنى الخدمات الفنية بمساكن برزة، وأنباء عن سقوط ما لا يقل عن عشرين جريحاً.
وشهد حي القابون معارك عنيفة الأحد، وقتل 18 شخصاً خلالها، بحسب المرصد، هم 15 مقاتلاً معارضاً وثلاثة مدنيين كانوا يحاولون نقل الجرحى.
ووجه “الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية” نداءً عاجلاً إلى هيئة الأمم المتحدة ومنظماتها وجامعة الدول العربية، بالإسراع لنجدة المدنيين وحمايتهم في أحياء دمشق الشرقية، وفتح ممرات إنسانية عاجلة لإنقاذ الأطفال والنساء والشيوخ وإسعاف الجرحى والمصابين في حي القابون بدمشق، حيث يحتجز النظام رهائن من المدنيين العزل في أحد مساجد الحي، فيما ترد تقارير متقاطعة تقول بأنه استخدم بعضهم كدروع بشرية.
وقال الائتلاف في بيان: “قام النظام السوري باستخدام كافة الوسائل المتاحة أمامه، وبتوجيهات مباشرة إلى جنوده وبشكل مقصود وممنهج، مكرساً بذلك كل موارد الدولة ومؤسساتها خلال سنتين وأربعة أشهر؛ بأعمال لا تخالف القانون الدولي الإنساني فحسب، بل وتمثّل جرائم حرب موصوفة ضد الإنسانية، وهذا ما يقتضي ملاحقة الجناة وإلحاق العقوبة بهم إبان ما تقترفه أيديهم من جرائم بحق الشعب السوري”.
دمشق
وواصلت قوات النظام في قصفها مناطق بحي برزة، بقذائف الهاون والمدفعية والدبابات، ما أدى لتصاعد أعمدة الدخان.
وأفاد المرصد بمقتل “ما لا يقل عن عشرة من عناصر الشرطة وثلاثة مدنيين إثر تفجير سيارة مففخة أمام قسم الشرطة في بلدة دير عطية, في ريف دمشق أمس”.
وتواصلت العمليات العسكرية على وتيرتها التصعيدية من معارك وقصف في عدد من مناطق ريف دمشق منذ أسابيع.
ودارت اشتباكات عنيفة فجر أمس بين قوات النظام ومقاتلي الكتائب المقاتلة في محيط معمل تاميكو وحاجز النور في بلدة المليحة, فيما وردت معلومات عن مقتل ما لا يقل عن 10 من عناصر قسم الشرطة في دير عطية إثر تفجير سيارة مفخخة أمام قسم الشرطة في المدينة الاحد كما استشهد في التفجير ثلاثة مدنيين على الاقل بينهم طفل.
وتعرضت مناطق في بلدة عدرا لقصف من قوات النظام، كما تعرّض محيط ساحة الحرية بمدينة داريا، لقصف ما أدى لأضرار في ممتلكات المواطنين، وتصاعد لأعمدة الدخان، كما قصفت طائرة حربية مناطق في بلدة السبينة. وتعرضت مناطق في مدينة زملكا، من جهة المتحلق الجنوبي، وبلدة حوش عرب لقصف من القوات النظامية، ولا أنباء عن خسائر بشرية حتى الآن، كما استشهد مواطن من مدينة الزبداني تحت التعذيب بعد اعتقاله على يد القوات النظامية.
حمص
وفي محافظة حمص تعرضت مناطق في مدينة الرستن لقصف من قوات النظام، كذلك تعرض حي الوعر لإطلاق نار من قبل القناصة التابعين للقوات النظامية، والمتمركزين على مباني الكلية الحربية والمشفى العسكري وبنك الدم في مدينة حمص.
وفي المقابل، استهدفت الكتائب المقاتلة بعدد من قذائف الهاون، كتيبة المدرعات في الريف الشمالي بالقرب من الغاصبية، كما هاجم مقاتلون من الكتائب المقاتلة قرية فلة التي يقطنها مواطنون من الطائفة العلوية ولا معلومات عن الخسائر البشرية وقصفت القوات النظامية بلدة الدار الكبيرة في ريف حمص.
حلب
وتجددت أمس الاشتباكات بين الكتائب المقاتلة وقوات النظام في حي الأشرفية في حلب، في إثر محاولات للكتائب المقاتلة التقدم في الحي، بينما سمع دوي انفجارين هزّا حيي الموكامبو وبني زيد والأحياء المجاورة لهما.
ونفّذ الطيران الحربي غارات على مناطق في بلدة العيس ومزرعة الأبقار ومطار الجراح العسكري، الذي تسيطر عليه الكتائب المقاتلة في الريف الشرقي. وفتح الطيران الحربي نيران رشاشاته الثقيلة على مناطق في بلدة دير حافر بريف حلب ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية
إدلب
في محافظة إدلب ارتكبت قوات النظام مجزرة جديدة أمس عندما قصفت حافلة كانت تقل مدنيين من الموظفين المتوجهين إلى إدلب، عند مركز الحبوب في معرة النعمان، بحسب نشطاء من المنطقة، مما أدى لاستشهاد أربعة مدنيين من بلدة حاس، وإصابة آخرين بجراح.
وتعرضت مناطق في قرية عين لازوز بجبل الزاوية، لقصف من قوات النظام، كما نفذ الطيران الحربي غارة على مناطق في بلدات جبل الزاوية، ما أدى لتصاعد أعمدة الدخان. وسيطرت قوات النظام على مناطق الجنوبية الغربية في حرش بلدة بسنقول المطلة على طريق اللاذقية ـ أريحا الدولي بعد اشتباكات عنيفة مع الكتائب المقاتلة في المنطقة.
درعا
وتعرضت مناطق في مخيم مدينة درعا لقصف من قوات النظام، كما تعرضت مناطق في بلدة سحم الجولان بالريف الغربي للقصف.
وقصفت قوات النظام فجر أمس بلدة دير البخت في ريف درعا في حين تعرض حي طريق السد في درعا المحطة صباح أمس لقصف مما أدى لسقوط جرحى وتضرر في بعض المنازل
دير الزور
وفي دير الزور دارت اشتباكات في حي الرصافة بين الكتائب المقاتلة وقوات النظام، في حين استهدف الثوار دبابة، بعد استهدافها لحي المطار القديم، وفي ريف دير الزور تتعرّض مطحنة القمح في قرية المراط لقصف من القوات النظامية، وأنباء عن سقوط عدد من الجرحى.
ونفّذ الطيران الحربي، غارة على أطراف مدينة البوكمال بريف دير الزور.
الحسكة
ونفذ الطيران الحربي صباح أمس، غارة على مناطق قرب سد الحسكة الجنوبي، ما أدى لأضرار مادية في محيط السد، ولم ترد أنباء عن خسائر بشرية.
اللاذقية
وتعرضت بلدات القساطل ومرج الزاوية والكارورة في ريف اللاذقية لقصف من قبل قوات النظام ما أدى لسقوط عدد من الجرحى.
“الحر” يستولي على حواجز بدرعا وإدلب
سيطر على قرية بالقنيطرة
سيطر الجيش السوري الحر اليوم الثلاثاء على قرية بالقنيطرة وعلى حواجز داخل مدينة نوى بدرعا, واشتبك في الوقت نفسه مع القوات النظامية على جبهات عدة في ريف دمشق وإدلب.
وقالت شبكة شام إن كتائب من الجيش الحر استطاعت تحرير قرية القحطانية القريبة من المعبر بين القنيطرة والجولان المحتل بعد اشتباكات عنيفة. وأضافت أن القوات النظامية بدأت تحشد الآليات والجنود لاستعادة القرية بعدما قصفتها بالمدافع, بينما ذكرت لجان التنسيق أن ثلاث دبابات أُعطبت خلال القتال.
من جهته, أعلن الجيش الإسرائيلي أن قذائف هاون سقطت في الجولان المحتل, مرجحا أن تكون سقطت بشكل غير متعمد جراء المعارك التي جرت اليوم في القنيطرة.
وفي محافظة درعا، التي تقع أيضا في جنوب سوريا, استولى مقاتلو الجيش الحر اليوم على حاجزي حوي والشبيبة, واستولوا منهما على مدرعات ودبابات ودمروا أخرى حسب شبكة شام ولجان التنسيق المحلية.
وقالت لجان التنسيق إن المدينة تشهد حربا حقيقية, وإن الجيش الحر حاصر جل الحواجز والمراكز الأمنية, وتحدثت عن مقتل وجرح العشرات من الجنود النظاميين. وأضافت أن القوات النظامية ردت بغارات وقصف مدفعي, مشيرة إلى سقوط مائة قذيفة مما تسبب في مقتل ثلاثة أشخاص واحتراق عدد من المباني.
جبهات مفتوحة
وتجدد القتال على جبهات أخرى خاصة في إدلب حيث تمكن الجيش الحر من السيطرة على حاجز الجوني القريب من معسكر القرميد الذي يسعى مقاتلو المعارضة منذ شهور للسيطرة عليه. وقالت شبكة شام إن الطيران الحربي شن غارات في محيط المعسكر في محاولة لفك الحصار عنه.
من جهتها, قالت لجان التنسيق إن الجيش الحر سيطر على حاجز “معربليت” بإدلب. وفي إدلب أيضا, عاودت القوات النظامية اليوم قصف قرى وبلدات جبل الزاوية وذلك بعد يوم واحد من مقتل عشرات المدنيين.
وشمل القتال والقصف مناطق عدة في حلب بينها حي صلاح الدين وبلدة السفيرة حيث أصيب طفل بجروح خطيرة جراء قذائف. وفي دمشق, تابعت القوات النظامية اليوم قصفها العنيف على حي القابون الذي تسعى لاستعادته, وسط أنباء عن استخدامها مدنيين في الحي دروعا بشرية.
وشمل القصف أحياء أخرى بدمشق بما فيها مخيم اليرموك, كما استهدف القصف مجددا بلدات الغوطة الشرقية, وأوقع قتيلين وجرحى في معضمية الشام. وفي داريا, تجدد القتال اليوم على أكثر من محور في المدينة المحاصرة منذ شهور طويلة.
وأغار الطيران الحربي السوري اليوم على بلدات في محافظتي الحسكة والرقة, بينما تجدد القصف والاشتباكات في دير الزور. كما تعرضت قرى في سهل الغاب بحماة واللاذقية للقصف, في حين انتشرت قوات نظامية بكثافة في أحياء داخل حماة المدينة, ونفذت حملة اعتقالات وفقا للجان التنسيق.
وفي حمص, سجلت اشتباكات عنيفة اليوم في محيط حي الخالدية, وهو أحد الأحياء المحاصرة التي تسعى القوات النظامية لاستعادتها, بالتزامن مع قصف مدفعي عنيف على الحي.
قتل وسطاء
وفي حمص كذلك, قتل مسلحون موالون لنظام الرئيس السوري بشار الأسد وسطاء كانوا يحاولون وقف المواجهات بين قرى في ريف المحافظة.
وقال سكان إن أفراد مليشيا علوية من قرية القميرة نصبوا كمينا لستة مفاوضين أعضاء في لجنة للمصالحة, وقتلوهم بالرصاص في قرية مجاورة. والوسطاء القتلى كانوا يحاولون عقد مصالحة بين قرية القميرة العلوية والزارة السنية.
الائتلاف السوري يسعى لبناء جيش منظم
أعلن الائتلاف الوطني السوري المعارض أنه يسعى إلى جمع الفصائل المسلحة ضمن جيش موحد يسهل تمويله وتسليحه.
وقال عضو الائتلاف ميشال كيلو أمس في مقابلة أجريت معه في باريس إنه يتعين إعادة تنظيم الجيش الحر وهيكلته بقيادة حقيقية وانضباط, وأشار إلى رغبة الائتلاف في إنشاء مجلس تنفيذي من عشرة أعضاء يتولى إعادة التنظيم.
وأضاف أنه يجب إدماج الضباط السابقين الموجودين حاليا في الأردن وتركيا في الجيش الذي يعتزم الائتلاف الوطني بناءه. وتواجه كتائب الجيش الحر انتقادات في بعض المناطق التي تنتشر فيها بعدم انضباط بعض أفرادها وفشلها في تشكيل قوة موحدة تكون قادرة على مواجهة القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد.
وفي المقابل, هناك فصائل مقاتلة إسلامية مثل كتائب أحرار الشام توصف بأنها الأكثر تنظيما وانضباطا, وهي في الغالب تعارض التنظيم تحت سلطة الائتلاف السوري المعارض.
وقال كيلو إن الائتلاف سيسعى إلى انتخاب المجلس التنفيذي المؤلف من عشرة أعضاء, الذي سيشرف على إعادة تنظيم الفصائل المسلحة, خلال اجتماع يعقد الشهر القادم.
وأضاف أن هذا المجلس سيكون بمثابة جهاز لخدمة السوريين في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة, وتحدث عن نية الائتلاف إنشاء جهاز مالي للاستفادة من الأموال التي تحول من السوريين في الخارج, أو التي يمكن تحصيلها من الأنشطة الاقتصادية في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام.
التسليح
ويشكل تسليح فصائل الجيش الحر المسألة الأكثر إلحاحا بالنسبة إلى الائتلاف الذي انتخب قبل أسابيع أحمد الجربا رئيسا جديدا له.
وقالت مصادر من الجيش الحر إنه بدأ يتلقى في الأيام الماضية أسلحة نوعية, خاصة منها المضادة للدروع. ولا تزال الدول الغربية تحجم عن إمداد المعارضة بالسلاح خشية أن تقع في أيدي فصائل توصف بالمتشددة.
وقال مسؤول أميركي أمس إن إدارة الرئيس باراك أوباما أحرزت تقدما باتجاه التغلب على المعارضة التي يبديها عدد من نواب الكونغرس لتسليح المعارضة السورية.
وأضاف أن أعضاء لجنة المخابرات في مجلس الشيوخ الذين كانوا معترضين على فكرة التسليح وافقوا مبدئيا على مضي إدارة أوباما في خطة التسليح المفترضة, لكنهم طالبوا بإطلاعهم على تنفيذ العملية السرية.
ويمكن أن تتعطل خطط تزويد الجيش الحر بالأسلحة في ظل التوترات القائمة بينه وبين ما تسمى الدولة الإسلامية في العراق والشام المحسوبة على تنظيم القاعدة. وسجلت اشتباكات بين الطرفين في الأيام القليلة الماضية عقب مقتل قائدي كتيبتين في الجيش الحر برصاص مسلحين يعتقد أنهم منتمون لذلك التنظيم.
وقال المجلس العسكري الأعلى للجيش الحر أمس إنه يريد أن تحقق المحكمة الشرعية في حلب في حادثتي الاغتيال, مطالبا بتسليم القتلة للمحكمة. وأضاف أن المجلس قرر حظر نقاط التفتيش على الطرق الرئيسية, ومنع وجود مسلحين ملثمين في تلك النقاط.
النظام السوري يوطّن عائلات شيعية في “جبل الدروز“
منذ زيارة الأسير السابق في سجون إسرائيل سمير القنطار، إلى مدينة السويداء السورية المعروفة بغالبيتها الدرزية، ومحاولته إقناع رجال الدين الدروز بالدفع بأبناء المحافظة للقتال إلى جانب عناصر “حزب الله” في درعا بوجه الثوار السوريين، والرفض الذي قابله به رجال الدين، إنتقل القائمون على تفعيل عمل النشاط الإيراني في سوريا إلى مسار آخر، وباتوا على قناعة بأنه لا بد من تغيير قواعد اللعبة في هذه المحافظة.
بدأ الإيرانيون محاولات تغلغلهم في السويداء عبر مغازلة الدروز، والضرب على الوتر المذهبي، وإشعارهم بأنهم الضمانة لمنع أي “اعتداء” من الجانب السنّي عليهم، لكنّ غالبية دروز السويداء أكدوا أن الخوف ليس من السنّة بقدر ما هو “خوف من وجود غير المرغوب بهم”. ولاحقاً كشف عدد من أبناء محافظة السويداء عن قلّة قليلة من متلبّسي صفة رجال الدين الدروز حاولوا فرض الفكر الإيراني في المدينة، وقد تمّ رفضهم اجتماعياً ودينياً. ثم حاول الإيرانيون مجدداً فرض معادلتهم بشكل غير مباشر عبر إعطاء عدد من المقاتلين الإيرانيين والتابعين لـ”حزب الله” هويّات سورية مزوّرة تحمل أسماء أبناء السويداء ومعلوماتهم الشخصية، لكن الحيلة سرعان ما كُشِفت من قبل “الجيش السوري الحر” في درعا، حيث تم إلقاء القبض على الكثير من هؤلاء العناصر، ومعهم هذه الهويات التي تم عرضها على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.
إلا أن الإيرانيين وعلى ما يبدو لا زالوا على سعيهم في فرض معادلتهم على الساحة الجنوبية من سوريا “ولو بالقوة”، فقد وصلت معلومات تم التأكد منها عن وجود مئات المقاتلين الإيرانيين في الملعب البلدي للمدينة، حيث يأخذون منه نقطة تجمّع وانطلاق لهم في عملياتهم العسكرية ضد “الجيش الحر” في درعا، مع انتشار مكثّف للقنّاصة على أسطح المباني التي تقع حوله، وبالتالي جعل المدينة وكأنّها “حليفة” لهم في حربهم ضد “الجيش الحر”، والعمل عبر ذلك على الدفع نحو اقتتال طائفي بين المحافظتين.
الأخطر ما تم كشفه مؤخراً، وتحديداً حول المدعو “نزيه جربوع”، وهو من أبناء مدينة السويداء وأحد الأدوات المهمّة بيد الإيرانيين، إذ يتكفل عبر مجموعة مدعومة من عناصر الأمن بفرض “سياسة البطش بكل من يحاول الوقوف بوجه المخطط الإيراني، حتى ولو كانوا رجال الدين أنفسهم”، الذين يحاولون بدورهم منعه من دون إراقة للدماء، إلا أنهم يصدَمون في كل مرة بتصرفاته وتصرفات رجاله الذين تحوّلوا إلى عصابة مسلّحة تحمل الفكر الإيراني وتحاول تطبيقه.
“سعود السعيد”، هو أحد قادة قبائل البدو في مدينة السويداء، يُعرَف بعداوته التاريخية لأبناء طائفة الموحدين الدروز في المدينة، وكانت محاولة اعتدائه عليهم السبب في انطلاق شرارة الثورة في السويداء عام 2000 ضد نظام الحكم السوري، والتي واجهها النظام آنذاك بإدخال الدبابات إليها والتهديد بقصفها. الشخص نفسه يحاول اليوم إنشاء “مجلس عسكري ثوري” من البدو يدّعي عبره أنه ضد النظام، لكنه في الخفاء يعمل على عقد اجتماعات سرية مع رئيس فرع الأمن العسكري بمدينة السويداء ومع المدعو “نزيه جربوع”، ومع عدد من رجالات النظام الإيراني لتنفيذ مشروع مشترك مازال مجهولاً لدى الناشطين في المدينة.
ولعلّ بوادر هذا المشروع بدأت تتوضح عبر ما تم تسريبه لناشطين معارضين لنظام الأسد في محافظة السويداء عن محاولات توطين عدد من العائلات الشيعية اللبنانية التابعة لحزب الله وعدد من العائلات الشيعية السورية التي تم تهجيرها من مناطق سيطر عليها “الجيش الحر” في مناطق مختلفة في سوريا، في مدينة السويداء ضمن سياسة تشويه ديمغرافي في المحافظة لجعلها أشبه بقاعدة إيرانية في المنطقة الجنوبية من سوريا.
انفجار بالبقاع يستهدف موكباً لحزب الله متجهاً إلى سوريا
الجيش اللبناني أغلق الطريق الدولي بين بيروت ودمشق بعد وقوع الانفجار
بيروت – قناة العربية
انفجرت عبوة ناسفة، الثلاثاء، في البقاع اللبناني على الطريق الدولي الذي يربط بيروت بدمشق. واستهدفت العبوة سيارة رباعية الدفع تابعة لحزب الله كانت تقل وفداً من الحزب إلى سوريا، ما أسفر عن مقتل شخص وجرح ثلاثة آخرين، حسب ما أكدته مصادر لبنانية لقناة “العربية”. ومن جهته أكد مصدر طبي أن لا قتلى في التفجير، متحدثاً عن وصول جريحين فقط.
وأوضح مصدر أمني لوكالة “فرانس برس” أن “عبوة مزروعة إلى جانب الطريق انفجرت لدى مرور موكب لحزب الله عند مفترق بلدة مجدل عنجر، ما تسبب بإصابة سيارة وجرح شخصين داخلها”، مشيراً إلى أن الموكب تابع سيره.
ومن جهته أكد مصدر أمني لوكالة “رويترز” أن وابلاً من النيران أصاب قافلة صغيرة مؤلفة من سيارتين فور وقوع الانفجار.
وذكر شاهد عيان لـ”فرانس برس” أن سيارة جيب أخرى توقفت فور وقوع الانفجار قرب السيارة المستهدفة ونقل ركابها الأشخاص الذين بداخلها وبينهم جرحى إلى سيارتهم، قبيل أن تنطلق هذه الأخيرة مسرعة.
ومن جهتها ذكرت وكالة الأنباء الرسمية أنه تم نقل جريجين إلى أحد مستشفيات المنطقة. وأكدت وكالة أن التحقيقات الأولية أظهرت أن رقم اللوحة التي كانت تحملها السيارة المستهدفة يعود لسيارة أخرى من نوع آخر.
وتحدثت مصادر عن إغلاق الجيش اللبناني للطريق الدولي بين بيروت ودمشق إثر الانفجار. وأشار مصور وكالة “فرانس برس” الى أن الجيش طوّق المنطقة وتم منع الاقتراب من مكان الانفجار، مشيراً الى أن الحادث وقع على المسرب المتجه صوب الحدود.
يُذكر أن حادثاً مماثلاً وقع في 28 يونيو/حزيران عندما انفجرت عبوتان على الطريق العام في مدينة زحلة استهدفتا “موكباً أمنياً”، قالت وسائل الإعلام إنه لحزب الله.
كما انفجرت عبوة ناسفة في العاشر من يونيو في منطقة تعنايل في البقاع في موكب آخر قيل إنه لحزب الله أيضاً تابع طريقه نحو الحدود السورية.
الائتلاف السوري يسعى لإنشاء مجلس تنفيذي من 10 أعضاء
بهدف إعادة تنظيم فصائله في جيش منظم يتمتع بالتمويل اللائق والأسلحة المناسبة
دبي – قناة العربية
قال ميشيل كيلو عضو الائتلاف الوطني السوري المعارض إن الائتلاف يسعى لإنشاء مجلس تنفيذي من 10 أعضاء خلال انعقاد جمعيته العمومية الشهر القادم لإعادة تنظيم فصائله في جيش منظم يتمتع بالتمويل اللائق والأسلحة المناسبة.
وقال كيلو إن أعضاء المجلس سيعملون كأنهم وزراء وسيتمركزون داخل مناطق خاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة في سوريا ومناطق حدودية.
ودعا كيلو لإدماج الضباط السابقين بالجيش السوري والذين يجلسون بلا عمل في الأردن وتركيا في الهيكل الجديد.
وقال كيلو إن الحرب ستمتد طويلا بعد أن شارك فيها حزب الله وأصبحت الآن حربا إقليمية.
اليونسكو تأسف للدمار الذي حل بالتراث الثقافي في سوريا
إيرينا بوكوفا تطالب كافة الأطراف بالتوقف فوراً عن أعمال التدمير
العربية.نت
أعربت إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لليونسكو، عن بالغ تأثرها إزاء الأنباء التي أفادت بالدمار الذي حلّ بالتراث الثقافي في سوريا، ولا سيما بعد نشر مقالات صحافية وصور تبين الأضرار التي أصابت حصن الفرسان، الذي يُعد موقعاً من مواقع التراث العالمي السوري.
ووفقاً لبيان صحافي صادر عن مديرة اليونسكو، يُعتبر الحصنان اللذان يضمهما هذا الموقع من الأمثلة الاستثنائية للعمارة المحصنة في هذه المنطقة التي تطورت أثناء الحملات الصليبية في الفترة بين القرنين الحادي عشر والثالث عشر.
ووجهت إيرينا بوكوفا نداءً إلى مرتكبي هذه الممارسات، تدعوهم فيه إلى الكف فوراً عن أعمال التدمير، وحثت كافة الأطراف المشاركة في النزاع الدائر هناك على اتخاذ ما يلزم من تدابير لضمان صون هذا الموقع المندرج ضمن مواقع التراث العالمي وسائر الممتلكات الثقافية لهذا البلد.
وكانت “لجنة التراث العالمي” قد قررت خلال دورتها الأخيرة المنعقدة في كمبوديا وضع ستة مواقع للتراث العالمي في سوريا على قائمة التراث العالمي المعرض للخطر، وهو ما يبين القلق الذي يستشعره المجتمع الدولي إزاء التهديدات التي يتعرض لها التراث في هذا البلد الذي يشهد في الوقت الراهن حرباً أهلية.
وأطلق أعضاء لجنة التراث العالمي “نداءً إلى كافة الأطراف المشاركة في الأحداث الجارية في سوريا للكف عن أية أفعال من شأنها إلحاق أضرار إضافية بالتراث الثقافي لهذا البلد، واحترام ما التزمت به وفقاً للقانون الدولي، مع اتخاذ كل ما يمكن من تدابير لحماية هذا التراث”.
وكررت إيرينا بوكوفا نداءها إلى جميع الأطراف المعنية، مُطالبة بأن يحترموا التزاماتهم القانونية وفقاً لاتفاقية لاهاي للعام 1954 الخاصة بحماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلح، والتي وقعت عليها سوريا. وتُلزم هذه الاتفاقية الأطراف السامية المتعاقدة بالكف عن ارتكاب أية أعمال عدائية ضد الممتلكات الثقافية.
ووفقاً لما أعربت عنه المديرة العامة في وقت سابق، فإن اليونسكو على أهبة الاستعداد للتعاون مع جميع الأطراف المعنية وبذل قصارى جهدها لحماية الآثار الثقافية السورية إذا سمحت الأوضاع الأمنية للبلاد بذلك.
فنانون سوريون على قوائم سوداء حكومية
دمشق – سكاي نيوز عربية
منعت السلطات السورية الكثير من الفنانين السورين من الظهور على الشاشات السورية، بسبب مواقفهم السياسية الداعمة للانتفاضة التي تشهدها البلاد منذ أكثر من عامين ضد الرئيس السوري بشار الأسد.
وتضمنت القائمة التي أصدرتها السلطات السورية نجوما كبارا أبرزهم: جمال سليمان، عبد الحكيم قطيفان، مازن الناطور، فارس الحلو، مي سكاف، كنده علوش، إذا سيمنع ظهور هؤلاء النجوم وغيرهم، في أي عمل درامي يعرض على الشاشات السورية.
ونقلت مصادر في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون السوري، أن قوائم عدة تم إعدادها قبل بداية شهر رمضان، منها قوائم سوداء وأخرى رمادية وثالثة يتم التشاور بشأن من وردت أسماؤهم فيها.
وتتضمن هذه القوائم تتضمن أسماء فنانين سورين معروفين شاركوا في أعمال درامية سورية تم إنتاجها خارج سوريا، بغية منع ظهورهم على الشاشات السورية، ومقاطعة أي عمل درامي شاركوا فيه.
فضلا عن الفنانين، فإن القوائم تتضمن أسماء فنيين يشرفون على الإنتاج الدرامي، وليس لهم أي ظهور على الشاشة، إلا أن المسؤولين في هيئة الإذاعة والتلفزيون يصفون هؤلاء الفنيين بأنهم “معارضون ضمنيون”.
وفي حين ترى حرم بعض الفنانين من العمل والدخول إلى سوريا بسبب مواقفهم السياسية تجاه الحرب في سوريا، إلا أن هناك آخرين “تم فرضهم” على جميع شركات الإنتاج العاملة في الدراما، بسبب مواقفهم المؤيدة للرئيس السوري بشار الأسد. ومن بين هؤلاء الفنانة سلاف فواخرجي، التي قالت في تصريح لها “ما في قوة تسقط الرئيس بشار الأسد”.
تجدر الإشارة إلى أن بعض الفنانين السورين دفع ثمن مواقفه السياسية غربة عن بلده، وملاحقة أهله، فضلا عن آخرين تم اعتقالهم، فيما قتل آخرون على أيدي السلطة والمعارضة.
معارك للسيطرة على طريق المطار بدمشق
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
تستمر الاشتباكات بين الجيشين السوري والحر على طريق مطار دمشق الدولي في محاولة للأخير السيطرة على الطريق الاستراتيجي الذي يصل العاصمة بالمطار الدولي، وفقا لما قاله ناشطون.
وأضاف الناشطون أن الجيش الحكومي شن قصفا على مخيم اليرموك جنوبي العاصمة دمشق، بالتزامن مع إعلان الحر سيطرته على إحدى القرى بمحافظة القنيطرة جنوبي البلاد.
كما شهد حي القدم اشتباكات عنيفة بين الجيشين السوري والحر، وفي ريف العاصمة قصفت القوات الحكومية بلدة السحل، وبلدة خان الشيح.
ووقعت اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة على الجبهة الشرقية من مدينة داريا بريف دمشق بالتزامن مع قصف مدفعي استهدف طريق المعامل ومحيط الفرن الآلي، كما قصف الطيران الحربي أطراف مدينة يبرود بمنطقة القلمون.
وفي ريف إدلب أعلن “الجيش الحر” سيطرته حاجز الجوني قرب معسكر القرميد، كما أعلن عن اغتنام كامل العتاد والأسلحة،في حين أفاد مراسل سكاي نيوز عربية بوقوع قصف عنيف على منازل المدنيين في بلدة البارة في جبل الزاوية بريف المدينة.
كما أعلنت المعارضة “تحرير” قرية القحطانية في محافظة القنيطرة بعد أن كانت قاعدة للقوات الحكومية لحماية المعبر لقربها من المدينة.
وفي ريف درعا تمكن الجيش الحر، وفقا لنشطاء، من تحرير حاجز “حوي” التابع للقوات الحكومية ودمر دبابة و اغتنم عربة”بي أم بي” في مدينة نوى في ظل استمرار الاشتباكات العنيفة وبالتزامن مع القصف العنيف على المنطقة.
واستمرت الاشتباكات العنيفة في حمص بين الجيش الحر والقوات النظامية المدعومة بعناصر من حزب الله على أطراف حي الخالدية بالتزامن مع قصف عنيف تشهده المنطقة.
من جانب آخر، قال شهود عيان إن مسلحين موالين للرئيس السوري بشار الأسد قتلوا بالرصاص ستة وسطاء على الأقل أوفدوا لمحاولة مصالحة الفصائل المتناحرة في محافظة حمص.
والمفاوضون أعضاء بلجنة المصالحة الوطنية التي شكلتها الحكومة لتشجيع المحادثات الرامية لإنهاء الصراع المستمر منذ عامين والذي أسفر عن سقوط أكثر من مئة ألف قتيل حتى الآن.
ويبرز الهجوم الذي وقع مساء أمس الاثنين في قرية الحجر الأبيض التحديات المتزايدة التي تواجه الوساطة بين البلدات التي تسيطرعليها المعارضة وتلك التي تسيطر عليها ميليشيات موالية للأسد.
معدات بريطانية للحماية من الكيماوي
وفي سياق متصل، أعلنت بريطانيا أنها ستقدم لمقاتلي المعارضةالسوريين معدات لحماية انفسهم من الاسلحة الكيماوية والبيولوجية”على وجه عاجل” قائلة إن هذه المعدات ستتيح لهم على الأرجح النجاة من هجوم بغاز السارين.
وفي بيان مكتوب إلى البرلمان، الثلاثاء، قال وزير الخارجيةوليام هيغ إن بريطانيا سوف تقدم خمسة آلاف قناع غاز وكبسولات للوقاية من غازات الأعصاب ووسائل رصد الأسلحة الكيماوية إلىا لائتلاف الوطني السوري في الثالث من أغسطس أو بعد ذلك.
ومضى يقول “هناك أدلة على هجمات باستخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا بما في ذلك السارين… نعتقد أن نظام الأسد يسمح ويأمرباستخدام الأسلحة الكيماوية.”
وقالت بريطانيا مرارا إنها تعتقد أن قوات موالية للرئيس بشارالأسد استخدمت أسلحة كيماوية على نطاق محدود وهو ما تنفيه الحكومة السورية.
سورية: الحركات التكفيرية تلقى رفضاً شاملاً رغم بعض المؤيدين
روما (16 تموز/يوليو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
ينقسم السوريون ميدانياً بين مؤيد لـ”جبهة النصرة”، التي تعتبرها الولايات المتحدة “منظمة إرهابية” لارتباطها بتنظيم القاعدة وبين رافض لها ومطالب بإخراجها من سورية
وينظر كل فريق لهذا اللاعب الذي أخذ موطئ قدم في سورية وأصبح رئيسياً فيها من وجهة نظر مختلفة عن الفريق الآخر، فمنهم من يعتبرها “أسطورة في الشجاعة لا مطامع إيديولوجية لها”، ومنهم من يعتبرها “تكفيرية متشددة تشكل خطراً على الثورة” وكانت السبب الرئيسي في حرفها عن مسارها وتحولها لحرب لا طائل منها
ورغم أن أكثرية معارضي النظام والشرائح الشعبية ترفض تواجد هذه الجبهة في سورية، كما ترفض وبشدة وجود أجانب يقاتلون إلى جانب النظام، إلا أن هذا الخلاف البنيوي أصبح مثار جدل وسجال ، وانتقل إلى الإعلام والكتابة والفن والشارع ومواقع التواصل الاجتماعي والحياة اليومية
وفي مواقع التواصل الاجتماعي أشار ع. الطيباني إلى أن أربعة مقاتلين من الجبهة بقوا يتناوبون على حماية سيارة شاحنة مليئة بالطحين لستة أيام ريثما يتم إصلاحها دون أن يمسوها حتى يضمنوا وصولها للمساكين، وقال “هؤلاء لم يكونوا متآمرين مع النظام، وهؤلاء لم يكونوا أعداء للإنسانية، هؤلاء هم جبهة النصرة”، بينما كتب م. ملازي “إن أخطاء جبهة النصرة لا تُعد، إنها أخطاء فادحة تستحق النشر والمحاربة والتعميم”، أما ط. السمان فكتب للأسف هؤلاء قاع البرميل السوري الذي سنقضي سنيناً طويلة في تنظيفه”
ظاهرة تواجد “جبهة النصرة” وتوأمها “دولة العراق والشام الإسلامية” شغلت المجتمع السوري كما شغلت المجتمع الدولي، وأصبح الحديث عنها يشمل كل القوى العسكرية ـ الإسلامية التي تعمل في إطار فكر ورؤية ما صار يعرف بالتنظيمات الإسلامية الجهادية والتي تضم تنظيم القاعدة والألوية والكتائب ذات الأسماء المتعددة والأحزاب الإسلامية التي تأخذ هذا النهج دون غيرها، خاصة وأنها جميعها وجدت في سورية ساحة مفتوحة لتحقيق تطلعاتها
يؤكد السوريون أن الجبهة ومن لف حولها “لا صلة لها بالثورة السورية وشعاراتها وأهدافها”، وأن “الثورة انطلقت من أجل إقامة نظام ديمقراطي تعددي حر تعلو فيه مفاهيم المواطنة والحرية والعدالة الاجتماعية، ولا تقاطع بين هذه الأهداف وأهداف النصرة”
الناشط السياسي السوري المعارض فواز تللو، أعرب عن قاعته بمحدودية تأثير هؤلاء الجهاديين في سورية، وقال لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “هذه المجموعات لن تجد لها بيئة حاضنة في سورية بسبب الجذور التاريخية الثقافية التي يقوم عليها المجتمع السوري والتي لا وجود فيها لمفاهيم التطرف الديني والطائفي لدى الأكثرية، مما سمح بتنوع واستمرار الأقليات الطائفية والقومية مع احتفاظها بخصوصيتها”
خلال الأشهر الأخيرة تمكنت المجموعات الجهادية من السيطرة على عدد من المناطق التي حررها الجيش السوري الحر من أيدي النظام، وحاولت لفرض قوانينهما وإدارتهما، لكن مساعيهما تواجه بالعموم برفض شعبي سوري، وكلما تعززت قوتها العسكرية كلما بذلت جهدها لقمع الحريات في مناطق نفوذها
ويرى غالبية السوريين المعارضين للنظام أن هذه المجموعات المتطرفة تريد السلطة لا الديمقراطية، وخرجت تظاهرات واحتجاجات في العديد من المدن السورية ضد تواجد هاتين المجموعتين وتصرفاتهما، وكتب أحدهم بخط كبير على الجدار في مدينة الرقة التي تسيطر عليها النصرة “عودوا إلى أفغانستان لقد دمرتم الثورة”
من جهتها، اعتبرت لجان التنسيق المحلية التي تضم ناشطين من كل التيارات أن ممارسات وتجاوزات عناصر (دولة الشام والعراق الإسلامية) “تصب في مصلحة النظام”، وألمحت إلى أن هذه المجموعة تعمل مع النظام السوري وقالت إنه “يوظفها النظام في تخويف السوريين ودول العالم من الثورة”، وشددت على أن “الشعب الذي انتفض ضد الظلم لأجل حريته وكرامته لن يقبل بتكرار الاستبداد تحت مسميات جديدة”
المعارض وليد البني، عضو ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية طرح الكثير من إشارات الاستفهام، وقال “هل نحن مقبلون على صدام بين الجيش الحر والتنظيمات القاعدية المتواجدة في سورية، ثم هل نَمَت هذه التنظيمات وأسست ما يشبه الإمارات في غفلة عن استخبارات الدول الشقيقة والصديقة، ألم يكن من الممكن الحد من قوتها فور بدايتها بوقف النظام القاتل عند حده، أم أن هناك رغبة بتقويتها واستقدام المزيد من المقاتلين تحضيراً لمعركة طويلة الأمد بينهم وبين الأذرع الإيرانية في المنطقة، لقد أصبحت سورية المدمرة ساحة للصراع الدولي وسيكون أهلها وقوداً لهذا الصراع”
تقول قوى بالمعارضة السورية إن “فشل النظام في قمع الثورة دفعه لأن يسهّل دخول تنظيم القاعدة إلى سورية لإقناع العالم بأنه يحارب الإرهاب ليكون لديه المبرر لقتل المتظاهرين من دون مساءلة، ولتتوفر لديه الحجة لمنع الغرب والدول العربية من تقديم السلاح للمعارضة السورية”، لكن استمرار الحرب وذهاب النظام إلى أقصى حد فيها، يهدد بتحويل سورية إلى “وجهة سياحية” للمجاهدين في العالم، ويمكن أن يحوّل سورية إلى أفغانستان أو صومال شرق أوسطي