أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء، 16 نيسان 2013

الجيش النظامي يصعّد في حمص وإدلب

برلين – اسكندر الديك

لندن، بيروت، عمان – «الحياة»، رويترز، أ ف ب – بدأت قوات النظام السوري بمؤازرة مقاتلين موالين لها تصعيد عملياتها العسكرية لفرض «سيطرة كاملة» على ريف حمص في وسط سورية وكذلك «التقدم» في ريف إدلب في شمال غربي البلاد، بعد فك الحصار عن موقعين عسكريين رئيسيين هناك، في حين نفت جماعة «الإخوان المسلمين» في سورية امس اتهامات بأنها تسعى إلى فرض إرادتها على الأطراف الآخرين في المعارضة.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن الاشتباكات بين عناصر الكتائب المقاتلة وبين القوات النظامية ومسلحين من «اللجان الشعبية» التابعة لها تجددت عند منتصف ليل الأحد – الاثنين في منطقة تل النبي مندو في ريف مدينة القصير في حمص، مشيراً إلى أن القوات النظامية «تحاول السيطرة عليه في شكل كامل»، وشن الطيران الحربي غارات على قرى القصير وأطرافها.

وتزامن ذلك، مع دعوة مجموعة من الشخصيات بينها منظمو «مؤتمر العلويين» الأخير في القاهرة ورئيس «الائتلاف الوطني السوري» معاذ الخطيب، إلى التركيز على السيطرة على مدينة حمص، لقطع الطريق على مشاريع لتقسيم البلاد، ودانوا تدخل إيران في شؤون سورية ودفعها إلى «إقامة كيان طائفي» في غربها.

وواصلت الطائرات الحربية امس قصف أطراف دمشق بما في ذلك مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين وحي القابون، بالتزامن مع اشتباكات في حي جوبر في البوابة الشرقية لدمشق وفي داريا في الطرف الجنوبي للعاصمة. وأعلن «الائتلاف» أن قصف قوات النظام الذي طاول امس مناطق من درعا في جنوب سورية إلى دير الزور في شمال شرقي البلاد، أدى إلى مقتل 30 طفلاً. كما دارت اشتباكات عنيفة بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في حيي الشيخ سعيد والعامرية. وتقع المنطقة الأولى بالقرب من مطار النيرب العسكري والمطار الدولي.

وبث معارضون شريط فيديو تضمن إعلان قائد ميداني في مخيم خان الشيح جنوب دمشق «تأمين انشقاق 400 عسكري» يعملون في القنيطرة قرب خط فك الاشتباك بين سورية وإسرائيل.

وفي غرب حلب، استمرت الاشتباكات بين مقاتلي الطرفين في بلدتي حيش وكفرباسين في محاولة من القوات النظامية لاقتحام البلدتين وتأمين طريق الإمدادات إلى معسكري وادي الضيف والحامدية قرب معرة النعمان في ريف إدلب تأميناً كاملاً، وترددت أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين وسط تحليق كثيف للطيران المروحي والحربي في سماء المنطقة.

وفيما واصل جيش النظام التقدم باتجاه معرة النعمان، بدأت قوات المعارضة تستعد لاستعادة ما فقدته خلال الأيام القليلة المقبلة، وزار قائد «كتائب وألوية شهداء سورية» جمال معروف المقاتلين في محيط مقر الحامدية، لحضهم على الاستمرار في القتال، وأصدر»تجمع كتائب وألوية شهداء سورية» و «ألوية أحفاد الرسول» و «ألوية أحرار الزاوية» و «لواء 15 آذار» بياناً دعا إلى «استمرار معركة البنيان المرصوص»، وحض المقاتلين على «تلبية نداء الجهاد» والاستمرار في المعركة لـ «إسقاط النظام».

وفي برلين، اكد وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيلله والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي امس مواصلة دعم المعارضة السورية وخصوصاً «الائتلاف الوطني» ممثلاً شرعياً للشعب السوري. ونددا في مؤتمر صحافي بالتنظيمات المتطرفة مثل «جبهة النصرة» التي أعلنت أخيراً مبايعتها تنظيم «القاعدة»، وشددا على تأييد القوى السورية المعتدلة ونبذ التطرف.

وفي حين قال العربي إن الجبهة «تنظيم متطرف إلى حد كبير»، وأنه يأمل «بأن يتمكن الائتلاف من التغلب على هذه العقبة»، شدد فيسترفيلله على «رفض العمل مع قوى متطرفة»، قال «لا ننسى أن الأسد ونظامه من هذه القوى».

وجدد العربي وفيسترفيلله التأكيد على ضرورة البحث عن حل سياسي للأزمة السورية، وتوافقا على أن العمل على وقف إطلاق النار «يمكن أن يشكل مدخلاً للوصول إلى الحل المنشود ووقف القتل والدمار المستمرين».

وقال العربي إنه سيشارك الأسبوع المقبل في اجتماع ثلاثي يضمه والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والمبعوث الدولي العربي الأخضر الإبراهيمي لـ «البحث في وسائل معالجة الأزمة السورية الخطرة جداً على الدول العربية بسبب أثرها وتداعياتها على كامل المنطقة العربية».

إلى ذلك، قال مسؤول مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين في الأردن آندرو هاربر خلال تفقده مخيماً إماراتياً للاجئين السوريين في منطقة مريجيب الفهود: «نحن قلقون للغاية مما يحدث في جنوب سورية، خصوصاً في درعا (قرب الحدود الأردنية) من قصف جوي ومدفعي على مناطق مأهولة بالسكان المدنيين»، وأكد أن «ذلك يدفع بمزيد من السكان للجوء إلى الأردن، خصوصاً مع ما نسمعه حول نقص في الغذاء والكهرباء والرعاية الصحية. للأسف، سنرى المزيد من اللاجئين يعبرون إلى الأردن».

وكان لافتاً أن مدير عمليات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية جون غينغ زار امس حي صلاح الدين في حلب الذي يخضع لسيطرة المعارضة، ورافقه في الزيارة رئيس المجلس العسكري العقيد عبد الجبار العكيدي ومسؤولون من الهلال الأحمر السوري.

أسواق حلب تتعرض للخراب وتجارها يجهلون مصائر محالهم

عبد الحاج

بينما يكتب الشعب السوري تاريخاً جديداً، تعاني آثاره التاريخية من محو قد يكون متعمداً. خسائر الثورة تعدت فقدان أكثر من 100 ألف شهيد، وتخريب منابع الاقتصاد، ووصلت إلى الآثار التاريخية والحضارية التي تعد شاهدة على حضارات متعاقبة رومانية وبيزنطية وإغريقية وغيرها.

مدينة حلب كان لها النصيب الأكبر من هذا الدمار الذي طاول أسواق المدينة التي تعتبر عصبها الاقتصادي، واستبدلت الحركة اليومية طوال ساعات النهار وحتى الليل بمناظر الحرائق والسحب السوداء، وتعتبر أسواق حلب من أجمل أسواق مدن الشرق العربي والإسلامي لما تمتاز به من طابع عمراني جميل إذ تتوافر نوافذ النور والهواء فتؤمّن جواً معتدلاً يحمي من حر الصيف ويقي من أمطار الشتاء وبرده.

تعود أصول أسواق حلب إلى القرن التاسع عشر قبل الميلاد، إلى عهد «ياريم ليم» ملك حلب، حيث أقيمت المحال التجارية على طرفي الشارع المستقيم الممتد بين باب أنطاكية ومعبد القلعة، حيث كان يأتي الحجاج آنذاك إلى حلب لزيارة مقام «حدد». ويرتقي بناء هذه الأسواق الموجودة اليوم إلى نور الدين زنكي، ثم توسعت في العهد الأيوبي، ثم في العهدين المملوكي والعثماني. وكدليل على أهمية حلب وأسواقها التجارية قبل فتح قناة السويس قول أحد الرحالة: «إن ما كان يباع في أسواق القاهرة خلال شهر كامل يباع في أسواق حلب في يوم واحد». وقد امتدت الفعاليات التجارية والصناعية المهنية واليدوية في أسواق «المدينة» لتغطي 16 هكتاراً من مساحة حلب. أما طول السوق بتفرعاته فيبلغ أكثر من ثمانية كيلومترات، ويزيد عدد محال الأسواق القديمة عن 1550 حانوتاً تؤلف 39 سوقاً تعد من أطول الأسواق المسقوفة في العالم، فطول هذه الأسواق على الجانبين يبلغ 15 كيلومتراً ومساحتها 16 هكتاراً. وقد كانت سقوف الأسواق من الحصر والقصب وعندما احترقت عام 1868 أمر الوالي ببنائها مع نوافذ سقفية، وسمّيت غالبيتها نسبة إلى المنتج الذي تبيعه، كالحبال والعباءات والعطارة، في حين اكتسب بعضها اسم مسقط زوارها فعرفت باسم سوق اسطنبول أو عمان أو الشام وغيرها، وعدد كبير من الخانات والقيساريات.

محمد واحد من 30 تاجراً فقدوا محالهم في سوق القطن «الذي احترق بالكامل على ما علم من جيران له في اسواق اخرى»، مع عدم امكانية وصول سيارات الإطفاء بعد اندلاع الحرائق. ويؤكد عبدالله ر. ان النيران «لم تصل إلى السوق التي احترقت قبل حوالى 150 عاماً، لكننا لا نستطيع الوصول إلى محلنا للتأكد من حالته بسبب الاشتباكات». وباءت بالفشل محاولته الدخول عبر مدخل تسيطر عليه القوات النظامية وآخر خاضع للمقاتلين المعارضين.

وتحظى المحال بقيمة معنوية رمزية تفوق احياناً قيمتها المادية، لا سيما ان «لكبار التجار والصناعيين الحلبيين مكاتب رمزية في تلك الاسواق باعتبار ان معاملهم ومستودعاتهم صارت في مناطق بعيدة» وفق السيد، لكن يبقى الضرر المعنوي بالغاً. ويضيف: «على رغم ان بعض هذه المحال لا تزيد مساحته عن عشرة أمتار مربعة، فقد يصل سعره الى مئات الآلاف من الدولارات الأميركية، وبالنسبة الى صغار التجار فتعد مصدر دخلهم (…) أما سكان المدينة فتربطهم بها ذكريات وشجون لا يمكن تعويضها.

وقال احمد ج. صاحب سبعة محال ورثها عن جده في حلب ان اكثر ما يقلقه ليس قيمة البضائع الموجودة في المحل، بل احتمال «احتراق ذكريات طفولتي، (وهي) لن تعوض بثمن».

الجامع الأموي

الجامع الذي بني في العصر الأموي وأعاد ترميمه نور الدين زنكي الذي حكم حلب في القرن السادس الهجري أكبر وأعرق جامع في المدينة. ويطلق عليه أيضاً اسم جامع زكريا، بسبب وجود مقام نبي الله زكريا عليه السلام – ومكتبته الأثرية التاريخية. أعلن الجيش الحر تحريره قبل نحو شهر، مع بدء معركة تحرير قلعة حلب التي يتحصن فيها جنود النظام، استكمالاً للسيطرة على حلب القديمة. تصدّت لهم قوات النظام، فاشتعلت النار في قسم كبير من المسجد العريق. وقال الناطق الرسمي باسم الثورة السورية في حلب محمد س. إن «جيش النظام حرق المسجد الأموي الكبير في حلب بعد حرق السوق الأثري».

وأكد صفوان عكاش، عضو هيئة التنسيق الوطنية المعارضة، في تصريح من دمشق، أن ما حدث في الجامع الأموي الكبير من اشتباكات وقصف، والدمار الذي لحق بالجامع، عمل «لا يمت إلى الإنسانية بصلة، ويرتقي إلى مستوى الجريمة التي يجب أن يحاسب عليها كل من أقدم على هذا العمل المدان»، مشيراً إلى أن دور العبادة يجب أن تبقى بعيدة من مسارح العمليات العسكرية، ويجب عدم التنافس للسيطرة عليها.

قلق دولي

في السياق ذاته أعربت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «يونسكو» عن قلقها الشديد على مصير المعالم التاريخية في سورية. لذلك بدأت تدق ناقوس الخطر، وقالت ايرينا بوكوفا المدير العام للمنظمة: «تثير قلقنا بصورة خاصة الأنباء الواردة عن المعارك العنيفة التي تجري في مدينة حلب، المدون قسمها القديم ضمن قائمة التراث العالمي، ووجهت مديرة اليونسكو إلى الأطراف المتحاربة في سورية نداء طالبتهم فيه بمراعاة الالتزامات الدولية في مجال الثقافة والمحافظة على التراث الحضاري للبلاد».

ولفتت «بوكوفا» الى «أن سورية هي إحدى الدول الأعضاء في اتفـاقيـة لاهاي لعام 1954 بشـأن حـماية الممـتـلكات الثقـافية في حال النزاع المسلـح، وهي ملزمة بالتالي ببذل قصارى جهدها لصون هذا التراث من ويلات الحرب». وفي مؤتمر عـقدته المـنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة «إيسـيسـكو» في الـقاهرة، قال عـبدالعزيز سالم، ممثل المنظمة: «نسعى للعمل على صوغ برنامج عملي للتدخل السريع لإنقاذ التراث المعرّض للأخطار في حلب، سواء بالترميم والصيانة أو بالتوثيق والجرد للمعالم الأثرية التي تعرضت للتدمير».

وأشار إلى أن: «مثل هذه اللقاءات تعمل على تجنيد الرأي العام العربي والإسلامي والدولي للتدخل السريع لإيقاف الاعتداءات على معالم التراث الحضاري والإسلامي والمساجد الأثرية فيه».

مسؤول سوري: نحن الآن أقرب من أي وقت إلى الحل السياسي

موسكو – يو بي أي

اشار نائب رئيس الوزراء السوري قدري جميل إلى أن سورية اليوم أقرب إلى الحل السياسي من أي وقت مضى.

وقال جميل في حديث لقناة “روسيا اليوم”، “نحن الآن أقرب من أي وقت إلى الحل السياسي”.

وجدد القول إنه لا مخرج من الأزمة السورية إلاّ من خلال الحوار، مشدداً على ضرورة أن تعمل المعارضة الداخلية والخارجية من أجل بدء الحوار مع وجود ممثلين عن النظام.

لكن جميل شدّد على أن “جبهة النصرة” هي خارج نطاق الحل السياسي، داعياً السوريين إلى التوحّد من أجل إخراج “هذه الظاهرة” من الأراضي السورية.

وأكد أن ائتلاف “قوى التغيير السلمي” أو معارضة الداخل، يجري اتصالات غير رسمية مع المعارضة في الخارج وحتى مع بعض المسلحين في الداخل، مشيراً إلى أن بعض أطراف معارضة الخارج أصبحت مقتنعة بضرورة الحوار.

ورأى جميل أنه إذا تم توفير مستوى كاف من الثقة والضمانات فمن الممكن أن يذهب مسلحون لا يريدون أن يكونوا حلفاء مع “جبهة النصرة” إلى الحوار.

وأشار إلى أن لبريطانيا وفرنسا دور سلبي في تسليح المعارضة، مضيفاً في الوقت ذاته أن الموقف الأوروبي بشكل عام تطوّر ليقبل الآن الحل السياسي.

وقال جميل إن الغرب يحاول فرض مبدأ “أحادية المعارضة”، لكن ذلك أمر مرفوض.

وأكّد أن الوضع الاقتصادي في سورية صعب لكن دمشق لها أصدقاء في العالم يرفضون الحصار، مشيراً إلى أن “العالم ليس الغرب فقط” وأن هناك دول “مجموعة بريكس” التي تدعم سورية.

ويزور جميل روسيا حالياً ضمن وفد المعارضة السورية الداخلية، الذي يضم أيضاً وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية علي حيدر.

هيتو والخطيب يرفضان العلاقة مع “القاعدة

تقدّم الجيش في إدلب لا يشكّل حسماً

    و ص ف، رويترز، أ ب، ي ب أ، أ ش أ

اعتبر ناشطون سوريون ان التقدم الذي أحرزه الجيش النظامي في محافظة ادلب لا يحقق له تفوقاً حاسماً على المعارضة في هذه المنطقة، بينما تجددت الغارات الجوية على دمشق وريفها.

وقال مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له: “سمح كسر الحصار الاحد للجيش بقيادة ست شاحنات محملة بالاسلحة إلى قاعدتي وادي ضيف والحامدية”. وأضاف أنه على رغم  المكاسب التي حققها الجيش، فإن كلا الجانبين لم يحقق تفوقا واضحا. وأعلن أن أكثر من 50 مقاتلا قتلوا أو فقدوا في المعركة. واشار الى ان تقدم الجيش ليس نجاحاً حاسماً بعد، لكنه قد يفتح مجدداً جبهات قتال في الشمال كان التفوق فيها حليفاً للمعارضة. و”سنرى الان ما سيحدث، لكن إذا استطاع مقاتلو المعارضة دفع النظام إلى الوراء فإنهم سيتفادون بذلك انتكاسة كبيرة. وإذا تمكن النظام من ابقاء  هذه الثغرة فيمكنه استعادة السيطرة على الطريق بأكمله وستكون لهذا تداعيات استراتيجية كبيرة”.

واتهم ناشطون في معرة النعمان التي تتعرض لغارات جوية يومية بسبب الحصار مقاتلي المعارضة بأنهم السبب في الهزيمة التي لحقت بهم لأنهم استنزفوا قواهم في المنطقة.

من جهة اخرى، انتقدت اثنتان من ابرز شخصيات المعارضة السورية “جبهة النصرة” بعد ايام من اعلان الجماعة الاسلامية المتشددة ولاءها لزعيم تنظيم “القاعدة” ايمن الظواهري.

 وانتقد رئيس الحكومة الانتقالية للمعارضة غسان هيتو متحدثا بعد اجتماع لجمع المساعدات في اسطنبول ما وصفه بانه افكار غريبة في اشارة الى تفسير الجماعة المتطرف للاسلام. وقال ان المعارضة لا تحتاج الى مقاتلين اجانب. واضاف انهم لا يحتاجون الى مقاتلين من الخارج او “فكر دخيل”.

وقال رئيس الائتلاف السوري المستقيل احمد معاذ الخطيب انه وجه رسائل كثيرة الى “جبهة النصرة” لقطع علاقاتها بـ”القاعدة”، وانه يرفض العلاقة مع “القاعدة”.

 أما المراقب العام لجماعة “الاخوان المسلمين” رياض الشقفة، فصرح في مؤتمر صحافي في اسطنبول، بان الولايات المتحدة أخطأت في ادراج “جبهة النصرة” على لائحة المنظمات الارهابية.

ونفى الشقفة ان تكون الجماعة سعت الى فرض هيتو رئيساً موقتاً للمعارضة كما اتهمها بعض اطراف المعارضة السورية.

أوباما وبوتين

 وفي غياب المبادرات السياسية لحل الازمة السورية، برز تطور لافت امس تمثل في اعلان موسكو ان الرئيس فلاديمير بوتين الذي تلقى رسالة من الرئيس الاميركي باراك اوباما بواسطة مستشاره للامن القومي طوم دانيلون، سيلتقي الرئيس الاميركي على هامش قمة مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى في ايرلندا الشمالية في حزيران وعلى هامش قمة مجموعة العشرين التي تستضيفها روسيا في ايلول، وذلك للبحث في القضايا التي تثير توتراً في العلاقات بين البلدين ومنها العقوبات الاميركية الاخيرة على موسكو بسبب قضية ماتيينسكي، الى الدرع الصاروخية وكوريا الشمالية وسوريا.

جحيم القصر

عمر حرقوص

حرب حقيقية على حدود لبنان الشرقية. قصف، معارك، جبهات تتوسّع. نيران تصل إلى الداخل اللبناني. جنون على الجانبين. الضحايا كُثر، وتبعات التطور العسكري لن تتوقف في القصر اللبنانية أو القصير السورية. الروايات على الجانبين متشابهة. كلٌّ يتبنى وجهة نظر تراعي موقفه، أمّا الحقيقة، فهي واضحة، دماء رخيصة، لا حدود لرخصها. والواقع يشي بحدث واحد: هنا الجحيم الحدودي.

 الجديد ما شهدته منطقة الهرمل البقاعية، حيث قام عناصر “الجيش السوري الحر” بقصف قرى وبلدات لبنانية في منطقة الهرمل بعد اشتداد المعارك داخل منطقة القصير بين الجيش السوري النظامي ومعه عناصر من “حزب الله” في مواجهة مجموعات “الحر” في جولة جديدة من المعارك لإعادة السيطرة على عدد من المواقع الاستراتيجية في المنطقة والتي سقطت قبل فترة بيد الثوار السوريين.

 سقط شابان، وجُرح عدد آخر جراء سقوط صواريخ من نوع ١٠٧ كاتيوشا، مصدرها مواقع المعارضة السورية من منطقة القصير، على بلدة حوش السيد علي الحدودية.

 هذا التطور الميداني استدعى تحرك رئيس الجمهورية ميشال سليمان حيث عُقد اجتماع أمني في قصر بعبدا، بحضور رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والقادة الأمنيين للبحث في الخروق السورية التي أدت الأحد الماضي إلى سقوط قتيلين وجرح آخرين. تم استعراض الاعتداءات على الحدود حيث علم أن وزارة الخارجية ستقوم بالاتصالات اللازمة لعدم تكرار الاعتداءات السورية، والجيش باشر اجراءاته على الحدود التي تكفل حماية الاراضي اللبنانية والمواطنين. بعد حوالي السنة ونصف السنة من الاعتداءات، التي ذهب ضحيتها العشرات. حصل التحرّك، أخيراً. في الهرمل أولاً، ماذا عن عكار والحدود الشمالية؟ مصدر عسكري يؤكد أن الجيش اتخذ قراره لحماية كل الحدود!.

المجتمعون في بعبدا، قرروا أخيراً، وبعد اعتداء الحر، تكليف وزير الدفاع فايز غصن “إجراء تحديد دقيق لحجم الخروقات السورية التي حصلت في الأسابيع الماضية بكافة المناطق اللبنانية الحدودية، وتحرك وزارة الخارجية بإتجاه الجامعة العربية أو الحكومة السورية في ما خص الخروقات السورية على الحدود”.

 إعلامي في منطقة القصير السورية ويدعى أبو يونس الوادي، أفاد “المدن” أن المعركة في المنطقة اتخذت منحى جديداً قبل عشرين يوماً “حين احتل عناصر من الجيش الحر تل النبي مندو الاستراتيجي، حيث حرروه من يد الجيش النظامي”، ويعتبر هذا التل النقطة الأعلى في منطقة القصير ويشرف على عدة مناطق تحت سيطرة الجيش السوري و”حزب الله”، وتحديداً المطار العسكري والقرى التي يسيطر عليها التي يقطنها لبنانيين موالين لـ”الحزب”.

 وأضاف “أبو يونس” أن الجيش السوري وعناصر “الحزب” جرّبوا خلال الساعات الـ ٤٨ الماضية القيام بهجمات ضخمة لاسترداد التل، في معركة شاركت بها راجمات الصواريخ من مواقع “الحزب” في الهرمل، حيث وقعت “عمليات كر وفر” سقط فيها العشرات من “الحر” بين قتيل وجريح، “لكنها لم تؤد إلى إخراج الحر” من هذا التل.

 من جهته، أكد مصدر مطلع على أجواء “حزب الله” في الهرمل أن المعارضين السوريين قاموا منذ احتلالهم “تل النبي مندو” بقصف القرى السورية التي يسكنها لبنانيون شيعة من دون أن يتوقفوا خلال الأيام العشرة الأخيرة، ما أجبر الأهالي على مساعدة الجيش السوري لإعادة سيطرته على التل.

 ولكن قبل تطور الأحداث العسكرية، وبدء القصف على القرى اللبنانية، كانت المفاوضات تتقدم سريعاً باتجاه وضع خطوط عامة لحل يجنب المنطقة الحدودية دماءً إضافية. حيث عمل عدد من أبناء الهرمل على خط الوساطة بين العشائر اللبنانية و”الجيش الحر”، هذه الوساطة التي نجحت في كسر جمود الاتصالات لفترة، توقفت بعد اشتعال المعارك، حيث كان أبناء العشائر طالبوا بتحييد البلدات السورية التي يقطنها لبنانيون من القصف والمعارك الحاصلة، هذا الطلب لم يرفضه “المجلس العسكري” في الجيش الحر في القصير، ولكن أرفقه بطلب إبقاء “عناصر الحزب” على الحياد و”عدم المشاركة في معارك النظام”. ولكن الذي حصل أن معركة “تل النبي مندو” أخرجت التفاوض من الساحة وأبقت على القصف المتبادل.

 أحد أبناء القرى الحدودية في الهرمل قال إن القذائف والصواريخ الآتية من الداخل السوري تخطت هذه المرة المناطق التي كانت تصل إليها في السابق. الصواريخ كانت تسقط في الأراضي الزراعية لبلدة “حوش السيد علي”، بالقرب من مواقع تابعة لـ”حزب الله”، ولكنها يوم الأحد تخطت هذه المناطق ووصلت إلى داخل البلدة، وتلاها قصف أبعد من ذلك أي إلى بلدة القصر التي تعتبر بعيدة عن قدرات “الحر”.

 وعن هذا الاستهداف لمناطق مأهولة قال “أبو يونس” إن “المفاوضين من أبناء العشائر تبلغوا في السابق ضرورة عدم مشاركة لبنانيين في معارك داخل سوريا، وكذلك ايقاف القصف من الأراضي اللبنانية باتجاه القصير، لأن ذلك سيجرّنا إلى الرد على مواقع القصف وغيرها” مؤكداً أن “القصف استهدف مناطق عسكرية”.

 في هذا الوقت تستمر المعارك العنيفة في بلدة جوسيه الحدودية السورية المحاذية لـ”مشاريع القاع” اللبنانية، حيث احتل عناصر “الحر” “حاجز الـ ١٤” التابع للجيش السوري في البلدة قبل أيام، ما أشعل معارك عنيفة لم تتوقف، يحاول فيها الجيش النظامي إعادة السيطرة على “الحاجز”، لفتح الطريق إلى “معبر جوسيه” الحدودي مع لبنان.

 إذن، الحدود اللبنانية السورية من جهة الهرمل في حرب فتحت ولن تغلق إلا بقدرة قادر، سيسقط شبان المنطقة من جانبيها اللبناني والسوري صرعى الجولات. جديدها موقف الجيش اللبناني “الرد على مصادر الاعتداء بالشكل المناسب”، وهذا ما يعتبر في حال حصوله مرحلة جديدة أولها واضح ونهايتها سوداء.

حلب الصابرة على استباحتها: أنباء عن تجارة أعضاء بشرية!

صهيب عنجريني

بينما كان التلفزيون السوري الرسمي يبث حديثاً هاتفيّاً مع رئيس الوزراء وائل الحلقي يؤكد عبره أن «الخدمات في حلب مقبولة»، كانَ سكّان المدينة منشغلون بتقصي أخبار عودة التيار الكهربائي جزئيّاً إلى مدينتهم، بعد انقطاعٍ كامل دام 10 أيام، ووضع المدينة مجدداً في مهبّ أزمة إنسانية من جرّاء توقف مضخات مياه الشرب وتوقف مولدات الكهرباء في المستشفيات – المتبقيّة داخل الخدمة ــ بسبب نفاد الوقود.

لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تجد العاصمة الاقتصادية نفسها في وضع كهذا منذ دارت رحى الحرب فيها قبل ثمانية أشهر، ويبدو أنها لن تكون الأخيرة، وسط استمرار الكر والفر في المعارك الميدانية بين الجيش السوري والمسلحين من دون تغير فعلي في خريطة السيطرة. ثمة فقط تبادل للمربعات على رقعة الشطرنج الحلبية، ينتقل معه الموت والدمار من حي إلى آخر.

الشيخ مقصود: مشهد جديد في دراما الرعب

يتذكر الحلبيون جيداً كيف وجدوا أنفسهم في أحد أيام آب الماضي وسط أتون الحرب من دون مقدمات. ولم يستطع أحد حتى اليوم تقديم حلًّ شاف للغز عسكرة حلب.

الحكاية ذاتها تكررت مع حي الشيخ مقصود، الذي تناسبه تسمية «حلب الصغرى» من حيث المقدمات والنتائج. فالحي تحول خلال أشهر الأزمة في حلب إلى ملاذ «آمن» لكثير من أبناء الأحياء الساخنة، وسط اطمئنان الجميع إلى أن قبضة السلطات، وذراعها «اللجان الشعبية»، لن تترك الحي الاستراتيجي يخرج عن سيطرتها، وأن مسلّحي «حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي، كفيلون بحراسة شهور عسلهم مع السلطات السورية.

لكنّ الرياح جرت عكس المُشتهى، وتكرر اللغز: «كيف دخل المسلحون؟».. وكما عند كل منعطف عُلّق السؤال على شمَّاعة الخيانة والتواطؤ. المستجدات التي تلت دخول مسلحي المعارضة، وعلى رأسهم «جبهة النصرة»، كانت مفرطة الدّموية، وإمام جامع الحسن الذي قُتل ونُكِّل بجثمانه بطريقة همجية ــ وصلت وفق مصادر من أبناء الحي حدَّ قطع رأسه وتعليقها على مئذنة الحي ــ لم يكن الضحية الوحيدة في هذا السياق.

المشهد تكرر مع عدد من «شبّيحة الشيخ مقصود»، وهي التهمة الجاهزة دائماً، وحكمها «هدر الدم». ثمة أيضاً أنباء غير مؤكدة عن حدوث حالات اغتصاب لفتيات ونسوة من العائلات المؤيدة للسلطات أمام أعين ذويهن. «سمعنا عن ذلك لكني لا أستطيع تأكيده.. فالشيخ مقصود «منطقة كبيرة» يقول مجد، أحد أبناء الحي لـ«السفير»، مضيفاً «الشّيء المؤّكد أن الحي بات عرضة لكل شيء، وجميع الأطراف تتشارك المسؤولية عن هذا. المؤيّدون يشعرون أن السلطة خذلتهم حين لم تحمهم جيداً، والمعارضون يرون أن دخول المسلحين إلى الحي استجلب لهم القصف والموت والدّمار».

تجار الأعضاء البشرية

حطُوا رحالهم في حلب

مع تسارع الأحداث في الشيخ مقصود تكررت الأنباء التي تتحدث عن قيام مجموعات من المسلحين بالمسارعة إلى «إسعاف» عدد من الجرحى، قبل أن يتضح أن ما يبدو في ظاهره إسعافاً هو في حقيقة الأمر سرقة أعضاء بشرية، تمهيداً لنقلها عبر الحدود التركيّة، وفق منظومة عمل مافياوية. يؤكّد مجد حدوث واقعة واحدة على الأقل من هذا القبيل. ويقول «نعم، لقد حصل هذا الامر. أحد أبناء جيراننا أصيب وقام مسلحون بإسعافه، لكن أهله عثروا على جثته بعد يومين خاليةَ الأحشاء».

هذه الحالة ليست الأولى من نوعها، كما يؤكد فائز الذي بقي حتى وقت قريب مقيماً في حي بستان القصر الخاضع لسيطرة مسلّحي «جبهة النصرة». ويقول فائز لـ«السفير»، «حال حدوث انفجار لأي سبب من الأسباب، تسارع مجموعة من الأشخاص إلى موقع الانفجار، بحجة إسعاف الجرحى وانتشال الجثث. بعض الجرحى أعيدوا إلى ذويهم بعد فترة من الزمن، أعرف واحداً من هؤلاء، تستطيع القول إنه صديقي، وقد أخبر الجميع بقصته، وملخصها اكتشافه بعد شهرٍ من إصابته وإسعافه أنه بات بكلية واحدة».

أقاويل كثيرة تخرج إلى العلن مؤخراً في هذا السياق، بصورة تذكر بقصص تفكيك المعامل وبيعها في تركيا. تلك القصص التي صنفت لفترة طويلة تحت خانة «الأنباء غير المؤكدة» قبل أن تغدو ملفاً أمام القضاء الدولي، وتصبح الحكومة التركية من بين المتهمين فيه. «الأنباء غير المؤكدة» تتحدث هذه المرة عن بيع جثث الضحايا لقاء مبلغ 10 آلاف ليرة سورية للجثة، و100 ألف ليرة للجريح الحي.

حلب تغني: وصفولي الصبر

في خضم هذه المعمعة الدموية، أدلى رئيس الوزراء وائل الحلقي بدلوه عبر التلفزيون السوري الرسمي، مؤكداً أن «الحكومة لن تدّخر جهداً في تأمين الخدمات الأساسية لمدينة حلب»، واصفاً، وهو نقيب الأطباء الأسبق، «روشتة» الصبر، مؤكداً أن «محافظة حلب ستبقى كما كانت دائماً عبر التاريخ رمزاً للصمود، وستنكسر فوق أرضها وعلى أسوار قلعتها كل المؤامرات التي تحاك ضدها وضد سوريا، وكلنا ثقة بأن صمود وصبر أهلنا في حلب، والتفافهم حول قيادتهم وجيشهم المنيع، سيحقق النصر القريب».

لم أشاهد البرنامج، فالتلفاز لا يشاهد على ضوء الشموع، يقول أحد الصحافيين الحلبيين لـ«السفير»، طالباً عدم ذكر اسمه. ثم يضيفُ ضاحكاً بمرارة «كما أكدت أم كلثوم أن الصبر كلام وخيال في الحب، أؤكد للدكتور الحلقي أنه أيضاً كلام وخيال في الحرب».

الاشتباكات السورية لم تهدأ

سُلّط الضوء مجدداً على الدور الاردني الملتبس في الأزمة السورية، حيث كشفت صحيفة «الغارديان» البريطانية، أمس، أن المملكة وافقت على فتح حدودها مع سوريا لإمداد المعارضين بالسلاح السعودي، بالتزامن مع تسلّم عمان أكثر من مليار دولار من الرياض.

وفي الوقت الذي تتواصل فيه المعارك على معظم الجبهات، وخصوصاً القصير وريف ادلب، بين القوات السورية والمسلحين، أجبر الانقسام الحاصل داخل «الائتلاف الوطني السوري» المعارض والانتقادات التي وجهها معارضون لجماعة الإخوان المسلمين، المراقب العام للجماعة محمد رياض الشقفة على عقد مؤتمر صحافي نفى خلاله «محاولة سيطرة الإخوان على المعارضة».

ولمناسبة عيد الجلاء، تبث قناة «الإخبارية» السورية مقابلة مع الرئيس السوري بشار الأسد غدا الأربعاء، سيتطرق فيها إلى الأوضاع السياسية والتطورات الميدانية. وذكرت وكالة «إيتار تاس» الروسية أن نائب رئيس الوزراء السوري قدري جميل ووزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية علي حيدر، اللذين يمثلان «الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير» المعارضة، بحثا مع مسؤولين في وزارة الخارجية الروسية، في موسكو، سبل تسوية الأزمة السورية، مشيرة إلى أن وزير الخارجية سيرغي لافروف قد يلتقيهما اليوم.

وذكرت «الغارديان» أن الأردن وافق على فتح حدوده لإمداد المعارضة السورية بالسلاح الوارد من السعودية، وذلك في خطوة تزامنت مع تسلّم عمان أكثر من مليار دولار من الرياض.

ولفتت الصحيفة، في تقرير لإيان بلاك، إلى أن «هذا الأمر يمثل تغيراً وتحولاً كبيراً في استراتيجية الأردن تجاه الأزمة المتفاقمة في سوريا»، معتبرة أن حملة تسليح المعارضة تهدف إلى إلحاق الهزيمة بتنظيم «القاعدة» أكثر من كونها محاولة لإسقاط الأسد.

وأضافت «حتى هذا العام، كان الملك الأردني عبد الله الثاني مترددا بشأن اتخاذ قرار مباشر في الأزمة السورية، وقد وافق على إيصال المساعدات إلى اللاجئين والمنشقين، لكنه لم يكن يرغب في أن يكون في الخط الأمامي للمعركة».

وكشفت «الغارديان» عن «إرسال أسلحة خفيفة ومتوسطة إلى المعارضة مؤخراً عبر الحدود مع الأردن، عن طريق الاستخبارات المركزية (الأميركية) التي تدير برنامج تدريب داخل الأردن منذ أوائل العام 2012، كما وصلت بعض هذه الأسلحة من كرواتيا خلال العام الماضي على متن طائرات تابعة لسلاح الجو الأردني».

وجاء تقرير «الغارديان» مناقضاً إلى حدّ ما لتصريحات رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور الذي نفى «نفياً قاطعاً وجود تدريب عسكري أو سواه، من أي جهة مدنية كانت أم عسكرية، لأي سوري على الأراضي الأردنية، كما نفى وجود مراكز تدريب للجيوش الأجنبية على الأراضي الأردنية»، مكرراً ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة السورية.

وأعرب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، أمام مجلس العموم، عن «قلق متزايد إزاء احتمال أن تكون أسلحة كيميائية قد استخدمت في سوريا. لا بد من النظر في هذه الادعاءات عاجلاً». وأوضح ان لندن لم تتخذ أي قرار بعد حول تسليح المعارضة، وأن لندن وباريس ستواصلان العمل لرفع حظر الاتحاد الأوروبي على نقل السلاح الى سوريا. وقال «اذا كان علينا أن نصل الى هذه المرحلة فعلينا أن نكون واثقين قدر الإمكان، ليس فقط بأننا لا ننتهك الشرعية الدولية، بل ايضا بأن هذه الأسلحة لن يستخدمها أشخاص غير الذين أرسلت اليهم».

وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيانات، أن «الطيران السوري شن غارات على مناطق يسيطر المسلحون عليها في ريف دمشق وحلب وحمص والرقة»، فيما ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن القوات السورية «كبّدت الإرهابيين خسائر كبيرة في جوبر ومزارع مسرابا وحرستا» في ريف دمشق. وأضافت «استهدف إرهابيون بنيران أسلحتهم إحدى حافلات نقل الركاب عند المدخل الشمالي لدمشق، ما أدى إلى استشهاد 3 أشخاص وإصابة عدد من المواطنين».

وقال معارضون إن القوات السورية أرسلت تعزيزات عسكرية إلى بلدة القصير الحدودية بريف حمص، حيث تتواصل الاشتباكات الضارية مع المسلحين.

وأشار «المرصد» إلى أن «المعارك متواصلة في بلدتي حيش وكفربيسين في ريف ادلب في محاولة من القوات السورية لاقتحام البلدتين وتأمين طريق الإمدادات إلى معسكري وادي الضيف والحامدية تأميناً كاملاً».

وذكرت الوكالة السورية «في ريف اللاذقية نفذت وحدات من جيشنا عمليات نوعية ضد تجمعات وأوكار إرهابيي جبهة النصرة في بعض المواقع دمّرت خلالها عدداً من آلياتهم وأدوات إرهابهم». وقال مصدر مسؤول للوكالة «فجرت مجموعة إرهابية سيارة أمام كنيسة اللاتين في دير الزور ما أدى إلى إلحاق أضرار كبيرة فيها».

الشقفة

ونفى الشقفة، في مؤتمر صحافي في اسطنبول، ان تكون جماعة الإخوان المسلمين تحاول فرض إرادتها على الأعضاء الآخرين في «الائتلاف».

ويظهر المؤتمر الصحافي النادر للشقفة الخلافات القوية بين أعضاء «الائتلاف» واتهام بعضهم لجماعة الإخوان بالهيمنة على المعارضة الخارجية. وعلق 12 عضواً في «الائتلاف»، بينهم كمال اللبواني، عضويتهم احتجاجاً على انتخاب غسان هيتو «رئيساً للحكومة المؤقتة»، واتهموا «الإخوان» بفرضه. كما أعلن رئيس «الائتلاف» أحمد معاذ الخطيب استقالته احتجاجاً.

وقال الشقفة «هدفنا ليس تمزيق المعارضة بل توحيدها»، معتبراً أن الاتهامات ضد الجماعة تهدف إلى «تفتت قوى المعارضة، وكلها أكاذيب وتلفيقات ينشرها النظام» السوري.

واستنكر الأخبار التي تحدثت عن أن هيتو مرشح «الإخوان» المسلمين أو محسوب عليهم. وقال «لم يكن غسان هيتو مرشحنا. لم نكن نعرفه أصلا، وعندما طرح تعرفنا عليه، وعندما وجدنا أن الغالبية تريده كنا من الغالبية».

كما نفى الشقفة ان تكون جماعة الإخوان المسلمين تستعد لاستلام الحكم بعد سقوط النظام السوري. وقال «كل هذه أكاذيب، وبيانات لتشويه سمعة الإخوان المسلمين. نحن لا نسعى إلى أي مكاسب ولا نسعى إلى السلطة. ننتظر سقوط النظام حتى يستطيع الناس ممارسة دورهم في اختيار قادتهم».

(«السفير»، «سانا»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

سلام يمضي إلى «حكومة الأوادم»

لبنان يقترب من رقم المليوني نازح سوري

قرر تمام سلام المضي بما أسماها، أمس، «حكومة الأوادم»، مقسماً بأنه لن يدخل في بازار مقايضة سياسية لا مع «8 آذار» ولا مع «14 آذار»، وتعهد بتقديم تشكيلته في أسرع وقت ممكن.

ونقل زوار سلام عنه قوله: «أمامي متسع من الوقت، فاصبروا علي قليلا، فإذا كتب للتشكيلة النجاح، فسأكمل مهمتي، واذا حصل العكس، فإنني لن أدخل في مساومات بل سأقدم اعتذاري».

وعلم أن النائب وليد جنبلاط، أبلغ الرئيس المكلف عدم سيره بأي حكومة مخالفة لإرادة «الثنائي الشيعي»، كما نقل اليه إصرار رئيس الجمهورية ميشال سليمان على أن تكون أي حكومة جديدة محصنة بأوسع توافق سياسي ممكن يكفل نجاح مهمتها.

في هذه الأثناء، تضع اللجنة الفرعية النيابية نفسها، اعتبارا من اليوم، أمام محاولة اقتناص فرصة التوصل الى مساحة سياسية مشتركة انطلاقاً من مشروع الرئيس نبيه بري المختلط الأكثري والنسبي، في ظل تقديرات بأن ظروف التوافق الانتخابي لم تنضج، وبالتالي، سيكون أمام اللجنة أن تبدأ بإعداد العدة لاحتمالات التمديد النيابي.

ووسط حالة المراوحة الحكومية والانتخابية، تمددت نار الأزمة السورية الى عمق الحدود اللبنانية الشرقية، واستهدفت القذائف العشوائية الحاقدة لليوم الثاني على التوالي قرى لبنانية بقاعية آهلة بالسكان، الأمر الذي استوجب استنفاراً من الحكومة اللبنانية، فيما دانت وزارة الخارجية الأميركية ما سمّتها «الاعتداءات التي تستهدف الأراضي اللبنانية من الجانب السوري من أي جهة أتت».

وبينما كانت منطقة الهرمل، وفي أجواء من الحذر، تشيع، أمس، شهيدين مدنيين سقطا جراء اعتداءات مجموعات سورية مسلحة على بلدتي القصر وسهلات الماء البقاعيتين، انعقد اجتماع أمني قضائي في القصر الجمهوري في بعبدا انتهى الى تأكيد دور وزارة الخارجية في توثيق وإعداد مذكرة حول الاعتداءات لرفعها الى جامعة الدول العربية وطلب مساعدتها لبنان ومؤازرته، مع التشديد على اتخاذ الجيش والأجهزة الأمنية إجراءات على الحدود «تكفل حماية المواطنين والأراضي اللبنانية».

وتم التشديد في اجتماع بعبدا «على أن سلامة أي مواطن أو قرية لبنانية هي مسؤولية الدولة لبنانية وأن أي اعتداء أو قصف من أي جهة أتى هو أمر مرفوض، وبالتالي فإن وزارة الخارجية ستقوم بكل الإجراءات والاتصالات اللازمة لضمان تحميل كل الأطراف مسؤوليتها وعدم تكرار هذه الاعتداءات».

وتزامنت اعتداءات المجموعات المسلحة على القرى الحدودية في منطقة الهرمل، مع تعاظم المواجهات بين الجيش السوري النظامي وتلك المجموعات، في الجانب الآخر من الحدود، بما يبقي جرح القرى اللبنانية المحاذية لتلك المنطقة مفتوحاً ما استمرت عمليات الكر والفر بين الجيش النظامي والمسلحين في المقلب السوري من الحدود.

واذا كانت سمة بيان الخارجية الأميركية هي تجهيل الفاعل وعدم تسميته برغم تبني «الجيش الحر» و«جبهة النصرة» القصف على منطقة الهرمل، وتلويحهما بتصعيد القصف في الساعات المقبلة، فإن علامات استفهام ترسم حول الموقف الرسمي اللبناني الصادر عن اجتماع بعبدا، والذي اعتمد التعمية ذاتها، فيما تقارير الجيش اللبناني واضحة وتسمّي الأشياء بأسمائها.

على أن المفارقة الغريبة التي تبدّت في بيان بعبدا، هي توجه الدولة اللبنانية الى الجامعة العربية لتحصيل الحق اللبناني، وهذا يطرح السؤال التالي: هل الجامعة تتمتع بصفة الحكم أم الطرف في الأزمة السورية، وهل ستحيل الكتاب اللبناني الى حكومة غسان هيتو ومعاذ الخطيب أم الى حكومة النظام السوري؟

واذا كان الضغط الأمني على الحدود الشرقية يبقيها في دائرة الحرب السورية، فإن ملف النازحين السوريين بات يشكل كرة نار متدحرجة بتداعياته على كل الخريطة اللبنانية.

ولعل الأخطر في هذا السياق ما كشفته مراجع رسمية من أن عدد النازحين لامس رقم المليون ومئتي الف نازح، فيما تخوفت المراجع نفسها من أن يبلغ العدد حدود المليوني نازح، على عتبة العام 2014.

وقد ناقش اجتماع بعبدا، أمس، الخطوات الإغاثية والأمنية التي تقوم بها الوزارات اللبنانية المتعددة بالتعاون مع المنظمات الدولية مع تركيز خاص على جهد الخلية الأمنية التي شكلت في وزارة الداخلية لضمان عدم حصول أي اعتداءات أو حوادث أمنية من النازحين أو ضدهم.

كما تم استعراض عدد من الخيارات المستقبلية التي تحتاج الى توافق لبناني حولها، فضلا عن تكليف وزير الخارجية الشروع في التحضيرات لدعوة مجلس الامن الدولي لعقد جلسة تخصص لموضوع النازحين السوريين والفلسطينيين الى لبنان.

الأسد يصدر عفوا يشمل حاملي السلاح والمنشقين عن الجيش ضمن شروط

دمشق- (ا ف ب): اصدر الرئيس السوري بشار الأسد الثلاثاء قانون عفو يشمل الفارين من الجيش في حال تسليم انفسهم ضمن مهلة محددة ومقتني السلاح في حال تسليم سلاحهم.

واوضحت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان الاسد اصدر “المرسوم التشريعي رقم 23 القاضي بمنح عفو عام عن الجرائم” المرتكبة قبل تاريخ اليوم الثلاثاء.

ويتضمن العفو استثناءات وشروطا.

وينص المرسوم على “العفو عن كامل العقوبة” للجرائم المتعلقة بالدعاية الني ترمي في زمن الحرب الى “اضعاف الشعور القومي او إيقاظ النعرات العنصرية او المذهبية”، ونقل “انباء يعرف انها كاذبة او مبالغ فيها من شأنها أن توهن نفسية الأمة”.

كما يشمل “كل فعل يقترف بقصد إثارة عصيان مسلح ضد السلطات القائمة”، بحسب نص قانون العقوبات المشار اليه في المرسوم.

في المقابل، نص المرسوم الرئاسي على “العفو عن ربع العقوبة في الجرائم” المتعلقة بـ”المؤامرة التي يقصد منها ارتكاب عمل او اعمال ارهاب” والتي قد تصل عقوبتها الى السجن لمدة عشرين سنة، وتلك المتعلقة بانشاء جمعية “بقصد تغيير كيان الدولة الاقتصادي او الاجتماعي”.

ويشمل العفو كامل العقوبة في حال “العلم” ب”جرائم ارهابية” والسكوت عنها او الانضمام الى “منظمة ارهابية”، بينما يحسم ربع العقوبة في حال “التآمر” لارتكاب مثل هذه الجرائم التي تشمل “ايجاد حالة من الذعر بين الناس… الاخلال بالامن والاضرار بالبنى التحتية… استخدام الاسلحة والذخائر… وتمويل الارهاب”.

ويستثنى المرتكبون فعليا من العفو.

ويشمل العفو الكامل كل من حاز سلاحا او ذخيرة على ان “يبادر الى تسليم السلاح الى السلطات المختصة خلال 30 يوما من تاريخ صدور هذا المرسوم التشريعي”.

ويستفيد من العفو الرئاسي بشكل كامل “مرتكبو جرائم الفرار الداخلي” او “الخارجي”، اي العسكريين الفارين داخل البلاد او خارجها، شرط ان “يسلموا أنفسهم خلال 30 يوما بالنسبة للفرار الداخلي و90 يوما بالنسبة للفرار الخارجي”.

ويستثنى العسكريون الذين ارتكبوا عصيانا ضد مسؤوليهم او “أخذوا الأسلحة من دون اذن وعملوا خلافا لأوامر رؤسائهم… او اقدموا على العنف مع استعمال السلاح”.

ويمنح العفو الرئاسي بحسب المرسوم الى مرتكبي جرائم التهريب شرط تسديد غرامات وتسوية اوضاع، وتستثنى “جرائم تهريب الأسلحة والمخدرات”.

ويشمل العفو الكامل ايضا جرائم تتعلق بالدعارة والجنح ومخالفات البناء.

وينص المرسوم ايضا على ان “تستبدل عقوبة الاعدام بعقوبة الاشغال الشاقة المؤبدة وعقوبة الاشغال المؤبدة بعقوبة الاشغال الشاقة المؤقتة لمدة 20 عاما”، بالنسبة الى جرائم الجنايات.

ويشير إلى ان العفو “لا يؤثر على دعوى الحق الشخصي وتبقى هذه الدعوى من اختصاص المحكمة الواضعة يدها على دعوى الحق العام”.

وكان الاسد اصدر مراسيم عفو عدة منذ بدء الازمة في منتصف آذار/ مارس 2011، اخرها في تشرين الاول/اكتوبر 2012، استثنى منه “جرائم الارهاب”.

واصدر عفوا في كانون الثاني/يناير 2012 عن “الجرائم المرتكبة على خلفية الاحداث” حتى تاريخ اصدار المرسوم.

مقاتلو المعارضة يدفعون قوات الأسد بعيدا عن طريق سريع حيوي في شمال سوريا

بيروت- (رويترز): قال نشطاء من المعارضة السورية إن مقاتلي المعارضة صدوا تقدما لقوات الحكومة قرب طريق سريع استراتيجي في شمال سوريا الثلاثاء في معارك شرسة من المتوقع أن تسفر عن اصابات بالغة على الجانبين.

ويصارع الجانبان من أجل السيطرة على طريق سريع يعد الطريق الرئيسي المؤدي إلى حلب أكبر المدن السورية بعد أن كسرت قوات الرئيس بشار الأسد حصارا لمقاتلي المعارضة دام ستة شهور لقاعدتين قرب الطريق.

ويسعى مقاتلو المعارضة إلى استعادة الحصار على القاعدتين المتمركزتين خارج بلدة معرة النعمان في محافظة إدلب لأن تقدم الحكومة قد يخل بميزان القوى في قلب الشمال الواقع تحت سيطرة المعارضة.

ولا يسيطر أي من الجانبين تماما الآن على الطريق السريع.

وإذا تمكن الجيش من السيطرة على الشريان الرئيسي إلى حلب فقد يعزز ذلك من خطوط امداده الهشة ويضرب بشكل أكبر مقاتلي المعارضة الذين رغم مكاسبهم ما زالوا عرضة لهجمات جوية يومية على بلدات تقع تحت سيطرتهم.

وحافظ مقاتلو المعارضة على عملية الحصار رغم التكاليف الفادحة في الأرواح والسلاح للابقاء على حصار الجيش في قاعدتي وادي الضيف والحامدية.

وعجزوا عن اقتحام القاعدتين وانتقدهم البعض في المعارضة لتقليصهم من قواتهم جراء الاقتتال فيما بينهم ونشر الكثير من الوحدات في بلدات أخرى.

وذكرت وسائل اعلام إن قوات الحكومة تمكنت يوم الأحد من كسر حصار مقاتلي المعارضة.

إلا أن نشطاء على صفحة للمعارضة على فيسبوك قالوا إن مقاتلي المعارضة تمكنوا من طرد قوات الأسد من قرية التح اليوم لتعود القوات إلى بلدة بابولين جنوبا.

وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا لرويترز هاتفيا “تمكن مقاتلو المعارضة من التقدم في هجومهم المضاد. ستكون هناك خسائر فادحة من قتلى ومصابين ولكن لا يمكن أن نقدم أرقاما محددة بعد”.

وأضاف أنه لم تتضح بعد الجهة التي تحقق انتصارات في الاشتباكات خلال الشهور المنصرمة.

وبعد مرور عامين على الانتفاضة ضد الأسد تقاتل قوات الحكومة من أجل الابقاء على السيطرة على المدن. وسيطر مقاتلو المعارضة على العديد من المناطق الريفية والبلدات.

وتقدم مقاتلو المعارضة في شمال سوريا قرب تركيا ومحافظة درعا الجنوبية قرب الأردن.

إلا أن قوات الحكومة أبعدت مقاتلي المعارضة عن وسط دمشق واحتفظت بأكثر من نصف حمص ثالث أكبر المدن السورية.

وبدأت الانتفاضة السورية كحركة احتجاجية ضد أربعة عقود من حكم عائلة الأسد وتحولت بعد ذلك إلى صراع أسفر عن سقوط 70 ألف قتيل على الأقل.

وأرغمت هجمات مقاتلي المعارضة الجيش على التخلي عن عدد من القواعد في شمال سوريا ومعظم الطرق المحيطة بحلب وإدلب.

ولم يحقق الجيش بعد فوزا حاسما في المنطقة ولكن تقدمه الأخير وجه ضربة لمقاتلي المعارضة. وأحصى عبد الرحمن أكثر من 50 شخصا من صفوف مقاتلي المعارضة بين قتلى أو مفقودين في معركة يوم الأحد.

واتهم نشطاء في معرة النعمان التي عانت من غارات جوية يومية ونيران مدفعية بسبب الحصار مقاتلي المعارضة بالتسبب في هذا الاخفاق لعدم حلهم التوترات المتزايدة بين جماعة الإسلاميين ووحدات المقاتلين الأكثر اعتدالا من الناحية السياسية ولكن الأقل فاعلية من الناحية العسكرية.

وقال عبد الرحمن أن الكثير من الوحدات القتالية الرئيسية التي كانت متمركزة في المنطقة من قبل انتقلت إلى بلدات الرقة وراس العين والحسكة في شمال شرق البلاد والتي سيطر عليها مقاتلو المعارضة تحت قيادة كتائب إسلامية.

ومع تحرك وحدات مقاتلي المعارضة صوب ساحات معارك حققوا فيها نجاحا يتقدم الجيش صوب مناطق حقق فيها مكاسب حول حلب وإدلب ودمشق.

رئيس الأركان الإسرائيلي: مستعدون لاحتمال نشوب حرب مع سورية في أي لحظة

تل أبيب- (د ب أ): قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال بيني جانتس إن قواته مستعدة لاحتمال نشوب حرب مع سورية في أي لحظة.

وقال في تصريحات للإذاعة الإسرائيلية: “الجيش على استعداد لاحتمال نشوب حرب مع سورية في أي لحظة”، إلا أنه استبعد هذا الاحتمال في الوقت القريب. وأضاف أنه “بسبب التغييرات الإقليمية تواجه إسرائيل لأول مرة منذ عقود طويلة واقعا جديدا حيث قد تضطر إلى مواجهة معركة متعددة الجبهات”.

وحذر من أن “استمرار الخروقات لتفاهمات وقف إطلاق النار مع قطاع غزة قد يؤدي إلى القيام بعملية عسكرية جديدة في القطاع قد تكون أوسع من عملية عامود السحاب”. وقال إن “مصر تبذل في الأسابيع الأخيرة جهودا إيجابية لإعادة الاستقرار إلى المنطقة إلا أن المسؤولية ملقاة في نهاية الأمر على قيادة حماس في غزة”.

واستبعد جانتس نشوب انتفاضة ثالثة في الضفة الغربية، غير أنه توقع أن تكون التحديات المستقبلية في الضفة مختلفة عما واجهته إسرائيل في الماضي. وقال إنه بأمل “أن يستنكر قادة المستوطنين عمليات تدفيع الثمن لأنها تمس بسمعة إسرائيل والمستوطنين أنفسهم”.

وأكد أن الجيش قادر على ضرب المنشآت النووية في إيران بمفرده إذا اتخذ قرارا بهذا الشأن، وأكد “بشكل لا يقبل التأويل أن لدى الجيش القدرات العسكرية وعندما سيتخذ القرار فإنه يستطيع أن ينفذه”.

بريطانيا ستزود المعارضة السورية بعربات مصفحة ودروع واقية من الرصاص

لندن- (يو بي اي): اعلن وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، أن بلاده ستزود المعارضة السورية بعربات مدرعة ودروع واقية من الرصاص، ودعا إلى فتح تحقيق عاجل حول استخدام أسلحة كيميائية في سوريا ومحاسبة الجناة.

وابلغ هيغ، مجلس العموم (البرلمان)، حسب صحيفة (ديلي ميل)، الصادرة الثلاثاء، أن بريطانيا “ستمنح المعارضة السورية 34 عربة، بما في ذلك خمس عربات مصفحة رباعية الدفع، و20 مجموعة من الدروع الواقية من الرصاص”.

وقال إن بريطانيا ستسعى إلى “انهاء الحظر الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي على الأسلحة إلى سوريا خلال الاجتماع الذي سيعقده وزراء خارجية دوله الشهر المقبل، من أجل اتاحة المجال أمام تزويد المتمردين في سوريا بالأسلحة”.

واضاف وزير الخارجية البريطاني أنه “سيمارس ضغوطاً أيضاً على نظرائه الأجانب خلال الاجتماع الذي ستعقده مجموعة أصدقاء الشعب السوري بمدينة اسطنبول التركية السبت المقبل”.

وفيما اشار إلى أن حكومة بلاده “لم تتخذ أي قرار نهائي بشأن تسليح المتمردين السوريين”، شدد على أن الجماعات المعتدلة في المعارضة السورية “تفتقر إلى الأسلحة التي يحصل عليها النظام ومتطرفو تنظيم القاعدة بسهولة”.

وقال هيغ إن بريطانيا “تشعر بقلق متزايد من وجود أدلة على استخدام أسلحة كيميائية في سوريا ولا يمكن أن تكون سياستنا ساكنة في مواجهة هذه الكارثة المتنامية، ويجب أن يواجه استخدام هذه الأسلحة في سوريا برد دولي جدي”.

ودعا إلى “فتح تحقيق عاجل حول استخدام أسلحة كيميائية في سوريا، ومحاسبة الجناة”.

ونسبت الصحيفة إلى مصادر في الحكومة البريطانية، قولها إن المملكة المتحدة وفرنسا “تريدان رفع حظر الأسلحة إلى سوريا من قبل الاتحاد الأوروبي للمساعدة في اقناع روسيا بوقف تسليح نظام الرئيس بشار الأسد”.

باحث: العداء لايران وحزب الله مشترك بين المعارضة واسرائيل وتعاون تكتيكي يمنع الحزام الامني ويوقف الجهاديين بالجولان

لندن ـ “القدس العربي”: اعداد ابراهيم درويش: اتهم فيصل مقداد، نائب وزير الخارجية السورية فرنسا وبريطانيا بدعم القاعدة بطريقة مباشرة وغير مباشرة. وفي لقائه مع صحيفة “الغارديان” هاجم من اسماهم العرب  “الاغبياء” ممن يدعمون المعارضة ويتحركون نيابة عن الغرب.

وفتح مقداد النار من كل الجهات حيث اتهم اسرائيل بالتدخل في سورية، وقال ان عملاء للموساد الاسرائيلي قتلوا في درعا التي قالت المعارضة انها سيطرت على اجزاء كبيرة منها.

وكرر مقداد حديثه عن “المؤامرة الكبرى على سورية لاجبارها على تغيير مواقفها من الصراع العربي ـ الاسرائيلي، وتغيير مواقفها تجاه القضايا العربية، ولانشاء حكومة تخدم مصالح الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا”.

واكد مقداد ان حكومته لا تشك في ان المعارضة هي التي قامت باستخدام السلاح الكيماوي في خان العسل قرب حلب، قائلا ان حكومته لن توافق الا على تحقيق “حقيقي” من الامم المتحدة وليس تكرارا لما حدث في العراق، مؤكدا انه المعارضة “تريد التغطية على ما حدث في حلب باختراع موضوع وهمي”.

وتحدث مقداد عن التناقض البريطاني والفرنسي حيث قال ان “سورية يتدفق اليها المقاتلون من اوروبا للقتال الى جانب القاعدة، ويريدونهم القدوم هنا كي يقتلوا، ولكن عندما يبدأون بالعودة الى بلادهم يغيرون تفكيرهم، فهم يتسامحون مع القتل في سورية ويبالغون فيما تقوم الحكومة بعمله، ولكنهم لن يستطيعوا الدفاع عن موقفهم للابد” وذلك في تعليقه على مبايعة جبهة النصرة لتنظيم القاعدة. ووبخ مقداد بريطانيا التي تقول انها ترسل معدات غير قتالية الى المعارضة قائلا “اذا اردت السفر من هنا الى بلدتي درعا وقام بعض عملائهم (المعارضة) بالاتصال بهم عن سفري مستخدمين انظمة الاتصالات هذه، فانني سأقتل”، “وحتى لو لم تكن اسلحة فهي ادوات في الحرب”.

 وعبر مقداد عن امله في ان لا يعمق الاردن دوره في سورية من خلال السماح للاسلحة الممولة سعوديا بالمرور عبر اراضيه حيث قال ان “نفس القوى التي تقتل  الشعب السوري البريء موجودة في الاردن”،  واضاف “لدينا عرب اغبياء ينفذون ما يخططه  الاخرون للمنطقة، ولكن المؤامرة بدأت من الغرب” واكد مقداد ان  الحديث عن معركة قريبة في دمشق مجرد دعاية وان العاصمة  ليست مهددة بل محمية.

وعن الاسد قال انه ان تنحى فلن يبق هناك سورية “وان تنحى الان قبل ان نتفق على خطة سياسية فيما بيننا فتزول سورية عن الخارطة”. وتأتي تصريحات مقداد في ضوء بعض الانجازات التي حققها الجيش السوري في منطقة ادلب حيث استطاع فك الحصار عن قاعدتين محاصرتين من قبل المعارضة في وادي الضيف والحميدية فيما ينظر اليه على انه قد يفتح الباب امام الجيش لاستعادة مناطق في ادلب، كل هذا وسط انباء عن امكانية تقديم الاخضر الابراهيمي، المبعوث الدولي استقالته وذلك عندما يقدم تقريره لمجلس الامن، وان صح هذا فسيجد الرئيس باراك اوباما الذي يتعرض لضغوط للتدخل نفسه امام منعطف لاتخاذ قرار بشأن التدخل بقوة والقيادة من المقعد الامامي وليس الخلفي، ويرى مسؤولون امريكيون ان سنة 2013 ستكون عام سورية.

تفكير اوباما

وتعتقد صحيفة “كريستيان ساينس مونيتور” ان من يراقب الرئيس اوباما وينتظر منه اتخاذ خطوة قد يفهم انه يقف متفرجا على القتل في سورية، مشيرة الى ان شهر اذار (مارس) الماضي كان الاكثر دموية، والى ان عدد القتلى وصل الى 70 الف او اكثر، واصبح خمس الشعب السوري مشردا، كل هذا يستدعي تدخلا عسكريا. ومع ذلك فالنظر لاوباما بهذه الطريقة خطأ كما تقول الصحيفة، فهو يعمل بشكل مستمر مع قادة الدول  الحليفة والكونغرس ويواصل اطلاع الشعب الامريكي على الاوضاع كي يتحقق ان كانوا مستعدين لاتخاذ فعل ضد النظام السوري الشرس. وتقول ان هذا ليس فعل شخص يريد “القيادة من الخلف”.

كما ان الرئيس شاهد في حياته الكثير من الحروب التي اخطأت هدفها بسبب غياب التخطيط. وعليه فقبل التخطيط لمواجهة الافعال الشريرة للنظام الحالي وجرائمه ضد المدنيين يجب على الناس وليس الرئيس وحده فهم ما هو الخير الذي سيجلبه التدخل، ومن هنا يجب ان تكون الدوافع واضحة من اجل البحث عن الوسائل وتحشيد الناس.

وقالت الصحيفة ان البيت الابيض انتظر من الاعضاء الكبار في الكونغرس ومجلس الشيوخ اقتراح مشاريع للتدخل. وعليه فسيقوم الرئيس اوباما خلال الايام المقبلة بلقاءات منفصلة مع قادة اربع دول لها علاقة بالازمة السورية وهي: الامارات العربية المتحدة وقطر والاردن وتركيا، مشيرة الى ما المح اليه مسؤولون في البيت الابيض من ان عام 2013  سيكون عام التركيز على سورية. فالاجتماعات مع مسؤولي هذه الدول تهدف الى ايجاد هدف مشترك  حول مستقبل سورية، قائلة ان النزاع في سورية لا يمثل صراعا بين القوى التي تدعم الديكتاتورية وتلك التي تريد الحرية والديمقراطية بل نزاعا اقليميا بين السنة والشيعة، مما يعني ان الولايات المتحدة لا يمكنها قيادة الطريق لحل صراع في داخل الاسلام.

وتشير الصحيفة الى ما قالته اليزابيث جونز، مساعدة وزير الخارجية الاسبوع الماضي ان “ما بدأ كمطلب سلمي للكرامة والحرية، تحول الى اكبر الصراعات المدمرة في القرن الحادي والعشرين”.

وتختم بالقول الى انه على الرغم من عدم تأكد واشنطن مما يجب فعله، هناك الكثير من الاقتراحات التي تتراوح من اقامة منطقة عازلة الى تسليح المعارضة. ومع ان امريكا واضحة في دعمها للمعارضة التي ترغب ببناء سورية مستقرة وديمقراطية، فيجب ان تتأكد من ان لا تصل اسلحتها الى الجماعات الجهادية.

والمشكلة في وضع امريكا انه  كلما ترددت في فعل شيء كلما زادت مخاطر انهيار نظام الاسد ووقوع اسلحته في ايدي الارهابيين. وفي الوقت الذي تقول فيه ان الخير سينتصر في سورية لكن قبل ذلك على الناس فهم ما يريدون فعله وكيفية تحقيقه، وهو ما يقوم اوباما بعمله الآن.

صفقة مع اسرائيل

ولا بد من الاشارة انه ودائما ما يتم استحضار اسرائيل في النقاشات الامريكية حول سورية، فكلما طال امد الحرب زادت فرص دخول اسرائيل على حلبة الصراع الداخلي، اما باقامة منطقة عازلة لمنع العناصر الجهادية الحاضرة في الجولان من تهديدها او بالاستيلاء على الاسلحة الكيماوية التي يملكها النظام وتدميرها. فاسرائيل ردت على اطلاق النار من الاراضي السورية بالمثل في اكثر من مرة كان اخرها يوم الجمعة الماضية، كما انها عالجت جرحى سوريين في مستشفياتها اصيبوا اثناء مواجهات داخل سورية. وفي 30 كانون الثاني (يناير) الماضي قامت الطائرات الاسرائيلية بضرب قافلة قالت انها كانت محملة باسلحة متقدمة في طريقها من سورية لحزب الله اللبناني.

ومع توتر الوضع في الجولان وسحب الجيش السوري 20 الف من جنوده لتحصين دمشق التي تتعرض لهجمات المعارضة هناك امكانية لسيناريو تقوم فيه اسرائيل باقامة حزام امني على غرار ما فعلت في جنوب لبنان في نهاية السبعينات من القرن الماضي واتبعته  بالاجتياح الكامل في العملية التي اسمتها “سلامة الجليل” عام 1982، هذا مرهون بالطبع بوضع الوحدات الدولية العاملة في المنطقة  منذ عام 1974 والتي تتعرض مهامها للتهديد، بشكل استدعى عددا من الدول المشاركة مثل اليابان وكرواتيا سحب قواتها، فيما لم تقرر النمسا وهي الاكثر مشاركة في الوحدات انهاء مهامها بعد.

ومن اجل منع اسرائيل بالتوغل في الاراضي السورية اقترح ديفيد بولوك الباحث في معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى  على الولايات المتحدة التوسط بصفقة بين اسرائيل والعناصر المعتدلة في المعارضة السورية. وقال في مقاله الذي نشرته صحيفة “نيويورك تايمز″ يوم الاثنين انه على الرغم من عدم وجود ارضية مشتركة بين الطرفين الا انهما يشتركان بعدو مهم المتمثل بايران وحزب الله اللبناني، الداعمان للرئيس بشار الاسد. ويقول بولوك ان تلاقي المصالح بين اسرائيل والمعارضة يعطي واشنطن فرصة لعقد صفقة  تقوم على امتناع اسرائيل من تسليح وكلاء لها في داخل سورية كي يقوموا بحماية حدودها وبالمقابل تقوم المعارضة بمنع الجهاديين من جبهة النصرة او اية جماعةاخرى وحزب الله من الاقتراب للحدود الاسرائيلية.

ويعتقد الكاتب ان هذه الصفقة ستظهر حسن النية من طرف المعارضة وتفتح الباب امام الدعم الغربي وتقنع اسرائيل بعدم خلق حلفاء لها داخل سورية. واشار الكاتب الى الضغوط التي يعاني منها الجيش السوري الذي يقاتل على اكثر من جبهة حيث ادى انسحابه من الجولان الى دخول جبهة النصرة التي ملأت الفراغ، ولفت الانتباه الى الزيارة المهمة التي قام بها وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه يعلون للجولان مما ادى الى انتشار شائعات عن ان اسرائيل تخطط لانشاء جيش من ابناء الطائفة الدرزية.

وعلى الرغم من المبالغة في الشائعات الا ان احدا لا يشك في رغبة اسرائيل باقامة  اتصالات لها داخل الحدود السورية. ويحذر الكاتب من ان اية محاولة اسرائيل لاقامة منطقة او حزام امني سترتد سلبا على اسرائيل وستكون مبررا لحزب الله والجماعات المتطرفة للدخول في الحرب، اي تكرار ما حدث في لبنان.

وكان من نتائج هذه ولادة حزب الله كحركة مقاومة لتحرير الجنوب والذي ظل على الرغم من الانسحاب الاسرائيلي عام 2000 يمثل تهديدا حتى الآن حسبما يقول الكاتب. ويضيف انه خلال 18 شهرا قضاها وزميل له في المنطقة واجرى فيها مقابلات مكثفة مع مئات من السوريين، المسلحين وغير المسلحين ومن الناشطين والمعارضة واظهرت الدراسة المسحية التي اجراها لصالح شركة “بيتشر بولز″ عداء مستحكما  لحزب الله وايران. ويعني هذا العداء ان المعارضة السورية ستعمل على ابعاد مقاتلي حزب الله عن الاراضي التابعة لها وهذا امر سيؤدي لسرور اسرائيل.

 فوائد التعاون

ويكتب بولوك قائلا بمقابل عدم انشاء قوات وكيلة لاسرائيل داخل سورية فقد توافق الجمعيات الخيرية الامريكية والجمعيات اليهودية العالمية على زيادة جهوده الانسانية والتي تقوم بها الان للمدنيين السوريين ولكن على قاعدة مصغرة حيث يتم  ادارة عمليات الدعم بطريقة هادئة ودون اثارة الانتباه خوفا من اثارة ردود افعال عنيفة.

مضيفا انه يمكن ان يتم تزويد المعارضة بمضاد حيوي ضد الاسلحة الكيماوية “اتروبين” اضافة الى المساعدات الغذائية والدوائية. ويكتب بولوك قائلا ان الدعم هذا سيقف امام الادعاءات ونظريات المؤامرة التي تقول ان اسرائيل واللوبي اليهودي الامريكي يعملان بسرية  كي يبقى الاسد في الحكم.

ويختم بالقول ان اي ترتيب يبعد المعارضة عن الجهاديين يمنع التدخل الاسرائيلي المباشر في سورية ويؤدي لتركيز الجهود على الاسد يجب ان يحظى بترحيب قادة المعارضة. كما انه سيؤدي لتحقيق اهداف عدة في وقت واحد وبدون التدخل الامريكي المباشر وهما العمل على استقرار جبهة متزعزعة، ومنع انتشار الحرب السورية لكل المنطقة، وتعزيز عمليات الدعم الانساني وفتح الباب امام مستقبل احسن فيما بعد الاسد.   ويظل اقتراح بولوك صورة عن النقاشات الامريكية حول سورية، ففي الوقت الذي رفض فيه باراك اوباما العام الماضي خطة تقدم بها اربعة من اركان ادارته ثلاثة منهم اصبحوا خارج القرار، هيلاري كلينتون، وليون بانيتا وهيلاري كلينتون الا انه وافق على زيادة الدعم غير القتالي والانساني للمعارضة، واشارت “واشنطن بوست” الى الجهود “السرية” التي تقوم بها  “يو اس ايد” في حلب من توفير الدعم الطعام والغطاء للمشردين السوريين، في محاولة  لمواجهة تسيد جبهة النصرة للساحة في الشمال. ويظل الدعم هذا غير  مقنع لا للمعارضة ولا للسوريين العاديين ولا حتى للجمهوريين الذين يطالبون الرئيس بخطوات عملية وتسليح للمعارضة

ثمن تجاهل سورية

وعلى العموم حذر كاتب اخر وهو والي ناصر في “نيويورك تايمز″ الادارة من الثمن الذي ستدفعه لتجاهلها سورية. ويرى ان رفض الادارة الامريكية حتى الان التدخل في سورية نابع من ان الازمة تمثل تحد لسياسة اوباما الخارجية التي تعمل على  تخفيف بصمات امريكا على الشرق الاوسط، والتقليل من اهمية المنطقة على السياسة العالمية. وعليه فان التدخل في سورية يعني تراجعا عن هذه السياسة. واشار الباحث الكاتب وهو باحث في جامعة هوبكنز انه منذ ولاية اوباما الاولى  ظلت الادارة تتعامل مع الاحداث المتجددة في المنطقة بطريقة تفاعلية اي مراقبة الاوضاع ثم الرد عليها. وقد ادى هذا الى اضاعة الكثير من الفرص امام واشنطن للتأثير على مسار الاحداث.

وقال ان جنرالات بورما حظيوا بزيارة اوباما لاستعدادهم  للاصلاح والتغير ولم تحظ ولا دولة عربية من دول الربيع بزيارة منه. وعليه فالرئيس يتعامل مع الازمة السورية كازمة انسانية  بدون النظر الى اثارها التراجيدية على الولايات المتحدة، مشيرا الى ما تحدث به لمجلة “نيوريببلك” بداية هذا العام. بل وعندما زار الرئيس المنطقة قرر التركيز على التسوية السلمية بين اسرائيل والعرب بدلا من الحديث عن سورية التي ليست على رأس اجندة  جون كيري، وزير الخارجية بل  اسرائيل وفلسطين. ومع ان مأساة الفلسطينيين مسألة حاضرة الا ان مستقبل المنطقة يعتمد على ما يحدث في سورية، وباختيار الادارة العملية السلمية لا يؤكد اهتمام الادارة بالمنطقة بل عزمها على تجاوزها.

ويقول ناصر ان واشنطن اضاعت وقتا ثمينا  بعدم استخدام قوتها الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية للتأثير على الاحداث في سورية وهذا ادى الى  توسع الازمة وصعود العناصر الراديكالية ووضع جيران وحلفاء امريكا في المنطقة امام مخاطر كبيرة. ومع انه ليس من حق الولايات المتحدة  تقرير مصير المنطقة لك عليها ان تكون واضحة حول ما تريده هناك ويجب ان لا تخجل من دفع الاحداث بطريقة تصب في صالحها خاصة ان المنطقة تواجه مرحلة من الخيارات وعليه فان المراقبة والانتظار امام هذه الاحداث يعتبر امرا خطيرا. ويقول ناصر ان القتل سيصل ذروته  في نهاية هذا العام مع توقعات بوصول عدد اللاجئين الى 3 ملايين، وهذا في حد ذاته مأساة انسانية لكن ستكون له عواقب استراتيجية خطيرة. لان لامبالاة امريكا في وجه الدمار يؤدي الى زيادة المشاعر المعادية لامريكا، يضاف الى ان تدفق اللاجئين باعداد كبيرة سيكون عامل عدم استقرار ومركز  لتفريخ التطرف، خاصة ان جيران سورية ليست مهيأة للتعامل مع كارثة انسانية على قاعدة واسعة.

ويقول انه كلما طال امد الدمار كلما صعب علينا الحفاظ على وحدة سورية، حيث ستترك الحرب مستنقعا في قلب المنطقة، دولة فاشلة في حرب مع نفسها، ومركزا تعشعش فيه الاصولية والتطرف. ويرى انه في حالة السماح لتوسع الازمة السورية واستمرارها فانه لن تضع السنة والشيعة امام بعضهم البعض بل ستغير شكل المنطقة.

ويضيف ان امريكا تعتقد انه لا مصلحة لها في سورية ولكن في الحقيقة لها مصلحة في كل شيء يتعلق بالازمة. فمن لبنان والعراق الى الخليج وحتى الباكستان يندلع العنف الطائفي ويظهر للعلن. وقال انه حان الوقت كي تقود امريكا الجهود الدولية لمساعدة اللاجئين.

وعلى امريكا ان لا تختبيء وراء الفيتو الروسي، بل عليها ان القيام بجهود دبلوماسية لانشاء منطقة عازلة يبقى فيها الللاجئون ويحظر الطيران فوقها وان تأخذ القيادة من قطر والسعودية في تسليح المعارضة وتنظيمها، كما ويجب ان تقيم صلات مع الجيش السوري الحر لحرمان الجماعات المتطرفة من الفرصة لسيادة  المقاومة المسلحة. فالازمة في سورية اصبحت معضلة لا يمكن حلها بسهولة، وان اراد اوباما حقيقة الابتعاد عن الشرق الاوسط فعليه اولا ان يبدأ بوقف نزيف الدم في سورية.

الائتلاف المعارض يطالب لبنان بمنع حزب الله من شن عمليات داخل سوريا

بيروت- (ا ف ب): دعا الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة الثلاثاء الحكومة اللبنانية إلى منع حزب الله حليف دمشق من تنفيذ عمليات داخل سوريا، مطالبا مقاتلي المعارضة السورية بـ”ضبط النفس″ وعدم استهداف مناطق لبنانية.

ويأتي هذا الموقف بعد قصف مقاتلين معارضين في منطقة القصير وسط سوريا، معاقل للحزب الشيعي في منطقة الهرمل في شرق لبنان، ما أدى الى مقتل شخصين الأحد.

وقال مقاتلون معارضون ان الخطوة اتت ردا على قتال الحزب الى جانب النظام السوري.

ودعا الائتلاف “الحكومة اللبنانية إلى ضبط حدودها والإيقاف العاجل، بكل الوسائل الممكنة، لجميع العمليات العسكرية المنسوبة لحزب الله في المواقع القريبة من الحدود السورية”، وذلك في بيان اصدره اليوم.

واضاف “آن الأوان للحكومة اللبنانية التي اتخذت سياسية النأي بالنفس، إلى التوقف عن غض النظر عن السياسات التعسفية التي يمارسها حزب الله في تدخله بالشؤون السورية”.

كما دعا الجيش اللبناني الذي حذر من الرد على مصادر النيران، الى “ضبط النفس والتزام الحكمة في التصرف”.

واعتمدت حكومة تصريف الاعمال اللبنانية التي يحظى حزب الله وحلفاؤه بالاكثرية فيها، سياسة “النأي بالنفس″ حيال النزاع السوري المستمر منذ عامين، وسط انقسام حاد بين مؤيدين لنظام الرئيس بشار الاسد ومعارضين له.

وتفيد تقارير امنية عن عمليات تهريب سلاح ومسلحين عبر المناطق الحدودية الللبنانية ذات الغالبية السنية في الشمال والشرق، الى المعارضة السورية.

في المقابل، تفيد تقارير اخرى ان حزب الله يرسل مقاتلين إلى سوريا لدعم القوات النظامية، لا سيما في القصير بمحافظة حمص (وسط) الواقعة مقابل الهرمل.

واتهم الائتلاف الحزب بقصف قرى سورية والسيطرة على بعضها، ما “قد يدفع بعض كتائب الجيش الحر إلى الرد على ذلك العدوان المتكرر”.

ودعا “كتائب الجيش الحر في ريف حمص الغربي الى ضبط النفس واحترام الحدود السيادية للبنان”، محذرا من ان اندلاع مواجهات بين الطرفين “يعرض سكان المناطق الحدود الى مخاطر كبيرة يمكن تجنبها بتحكيم صوت العقل ووقف الخروقات والعدوان”.

وكان قياديان ميدانيان في منطقة القصير ابلغا فرانس برس الاثنين ان المجموعات المقاتلة المعارضة قصفت الهرمل الاحد، ردا على قصف من حزب الله.

ورفض لبنان اثر اجتماع وزاري امني الاثنين، القصف الذي يطاول اراضيه من طرفي النزاع السوري، مقررا اعداد مذكرة لرفعها الى جامعة الدول العربية.

وتعرضت مناطق لبنانية حدودية لقصف من القوات النظامية في اوقات سابقة. كما قصف النظام السوري بالطيران ثلاث مرات اطراف بلدة عرسال (شرق) ذات الغالبية السنية.

صفقة سعودية اردنية: تسليح المعارضة السورية للتصدي لجبهة النصرة

غارات على حي القابون في دمشق.. وصاروخ على قرية القصر اللبنانية

عمان ـ دمشق ـ بيروت ـ ‘القدس العربي’: يتهيأ الأردن لمرحلة مختلفة من التعاطي مع الموضوع السوري عبر النقاط الحيوية في الحدود الممتدة مع سورية، اذ كشف رئيس الحكومة عبدالله النسور عن أن بلاده بصدد اللجوء لمجلس الأمن الدولي، في اشارة الى طلب مساعدة المجتمع الدولي في تحمل أعباء اللاجئين السوريين، فيما تتحدث تقارير ومصادر متطابقة عن صفقة مع السعودية لتمرير اسلحة الى جنوب سورية عبر الاردن باشراف المخابرات الامريكية.

وفيما نفى النسور علنا وجود أي معسكرات لتدريب المعارضين السوريين في بلاده اكدت صحيفة ‘الغارديان’ استعداد الاردن لنقل مساعدات واسلحة بمال سعودي الى داخل منطقة درعا، بهدف التصدي لتنظيمي ‘النصرة’ و’القاعدة’ وليس بهدف مساندة المعارضة السورية المسلحة.

ترجمة مجمل هذه الأقوال والأفعال توحي بوضوح بأن الاردن سيبدأ قريبا خطوة البحث عن غطاء دولي لعمليات لوجستية وأمنية محتملة داخل الاراضي السورية.

ويقول دبلوماسيون غربيون وعرب في العاصمة عمان ان الحكومة الاردنية تتعامل مع صعود ‘القاعدة’ في الثورة السورية كتهديد وجودي عليها، كما يخشى المسؤولون الامنيون من انتصار الاسلاميين في سورية لتعزيز دور الاخوان المسلمين وموقعهم في الاردن.

وقالت الصحيفة الاثنين إن هذا التطور يمثل تغيراً كبيراً في موقف الأردن من سياسة محاولة احتواء التهديد الناجم عن انتشار الحرب في سورية عبر حدوده إلى العمل بنشاط لوضع حد لها قبل أن يغوص فيها، وجعله يبرز الآن كقناة لنقل الأسلحة في الشهرين الماضيين، مع توجه السعودية وبعض دول الخليج العربية وبريطانيا والولايات المتحدة لزيادة دعم بعض جماعات المعارضة السورية، في محاولة لوقف تزايد نفوذ الجماعات الجهادية المرتبطة بتنظيم ‘القاعدة’ بين أوساطها. وأضافت أن مصادر في المعارضة السورية وأخرى غربية أكدت أن حسابات الملك الأردني تقوم على أن التعجيل بحل الأزمة في سورية سيوفّر فرصة أفضل لإقامة نظام معتدل في دمشق.

وكشفت أن ‘أسلحة خفيفة ومتوسطة وأموالاً جرى إرسالها مؤخراً عبر الحدود الأردنية إلى المتمردين في سورية، بعد فحصها من قبل وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية (سي آي إيه)، التي تدير برنامج تدريب داخل الأردن منذ أوائل 2012، وكانت كرواتيا مصدر بعض هذه الأسلحة ونقلها من هناك الى سلاح الجو الأردني’.

ميدانيا نفذت طائرة حربية سورية غارة الاثنين على حي القابون في شمال دمشق، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون، في وقت افاد المرصد ايضا بمقتل ستة اشخاص في قصف جوي ومدفعي على مدينة دوما في ريف العاصمة، وتزامن ذلك مع حشد عدد كبير من جنود النظام على محيط داريا معززين بالدبابات والآليات العسكرية.

من جهة اخرى سقط صاروخ من الجانب السوري، الاثنين، في أطراف قرية القصر شمال شرق لبنان.

وقالت مصادر أمنية لبنانية إن صاروخاً سقط من الجانب السوري في أطراف قرية القصر الواقعة في منطقة الهرمل في وادي البقاع شرق لبنان، المحاذية للحدود اللبنانية السورية. ويأتي إطلاق الصاروخ الذي لم يحدث إصابات، بعد أن أدّى سقوط صواريخ الأحد على البلدة نفسها وعلى قرية حوش السيّد علي القريبة منها الى سقوط قتيلين و9 جرحى.

ورفض لبنان الاعتداءات على اراضيه، سواء اتت من النظام السوري او المقاتلين المعارضين له، وقرر اعداد مذكرة لرفعها الى جامعة الدول العربية بشأن تكرار سقوط قذائف على مناطقه الحدودية، وذلك اثر اجتماع وزاري امني عقد الاثنين.

ومن جهته’قالت هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي في سورية الاثنين، ان اي تحقيق في مزاعم هجمات بأسلحة كيماوية في سورية لا ينبغي ان يشمل تحقيقا في مخازن الاسلحة السورية.

وقال صفوان عكاش عضو هيئة التنسيق الوطني ان اي تحقيق في استخدام الاسلحة الكيماوية يجريه اي طرف يتعين ان يضع في الاعتبار كل المزاعم، لكن يتعين الا يشمل هذا اي تحقيق في مخزونات الاسلحة السورية ‘لاننا لا نريد ان نجر بلدنا الى ما حصل في العراق’. وطالب رجاء الناصر وهو عضو اخر في الجماعة المعارضة بوقف اي امدادات اسلحة الى البلاد خشية ان تصل الى ايدي المتشددين الاسلاميين.

الاردن ودرعا: منطقة عازلة أم توغل؟ السعودية مهتمة وبشار الأسد قد ‘لا يمانع′ وهدف الجميع جبهة النصرة وتنظيم القاعدة ومشوار الغطاء الدولي يبدأ قريبا

بسام البدارين

عمان ـ ‘القدس العربي استماع أعضاء لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأردني لآراء فنية ومهنية تتحدث عن صعوبة إقامة منطقة عازلة شمالي البلاد يؤشر ضمنيا الى أن احتمالات أخرى متاحة لعمان في اطار هذا السيناريو.

وفقا لعضو اللجنة النائب محمد هديب فقد تم الإصغاء لمسؤولين ميدانيين تحدثوا عن عدم وجود مساحة فاصلة جغرافيا بالقدر الكافي الذي يسمح بمنطقة عازلة وفقا للمواصفات الدولية المتعارف عليها خلال النزاعات.

يعني ذلك عمليا ان سيناريو المنطقة العازلة مع سورية بالمعنى الفني من الصعب انجازه فقد أتت هذه الرسالة واضحة لاعضاء لجنة الشؤون الخارجية عندما اصطحبهم وزير الخارجية ناصر جودة بناء على طلبهم لتفقد المناطق الحدودية بين الأردن وسورية.

هديب أبلغ ‘القدس العربي’ بأن الهدف من الزيارة كان الاطلاع على حجم وطبيعة الخدمات الانسانية التي تقدمها السلطات الاردنية وحرس الحدود وهي تستضيف أعدادا كبيرة جدا من اللاجئين السوريين.

في الأثناء عرض الوزير جودة وجهة نظر حكومته الرسمية في مسألة التعاطي مع ملف اللاجئين.

بعد ذلك بساعات قليلة عرض رئيس الوزراء الدكتور عبد الله النسور بيانه الوزاري على البرلمان لنيل الثقة بحكومته.

بدا واضحا ان حصة كبيرة من البيان الوزاري خصصها النسور لموضوع اللاجئين السوريين ولتأثيرات الأزمة السورية على الواقع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي الأردني.

الايحاء بأن الأردن يتهيأ عمليا لمرحلة مختلفة من التعاطي مع الموضوع السوري وتحديدا عبر النقاط الحيوية في الحدود الواسعة مع سورية برز عندما كشف النسور عن أن بلاده بصدد اللجوء لمجلس الأمن الدولي مما يعني تلقائيا طلب مساعدة المجتمع الدولي في تحمل أعباء اللاجئين السوريين.

وفيما نفى النسور علنا وجود أي معسكرات لتدريب المعارضين السوريين في بلاده كانت صحيفة ‘الغارديان’ تنشر تقريرها المفصل عن استعداد الاردن لنقل مساعدات بمال سعودي الى داخل منطقة درعا بهدف التصدي لتنظيم النصرة والقاعدة وليس بهدف مساندة المعارضة السورية المسلحة.

ترجمة مجمل هذه الأقوال والأفعال توحي بوضوح بأن الاردن سيبدأ قريبا خطوة البحث عن غطاء دولي لعمليات لوجستية وأمنية محتملة داخل الاراضي السورية.

عنصر الجذب الرئيسي الذي سيدعمه المجتمع الدولي وفقا لتقديرات الوزير جودة سيتمثل أو قد يتمثل في النصوص الدولية القانوينة التي تتيح للدول الأعضاء في المجتمع الدولي اتخاذ تدابير أمنية مناسبة لحماية أمنها الوطني في مناطق النزاع الحدودي التي لا تسيطر عليها دولة جارة.

عمليا يقول الخبراء إن الجيش النظامي السوري لا يسيطر في الواقع على جنوب سورية وان السيطرة في الميدان لمقاتلي الجيش الحر ولتنظيم النصرة الذي يشكل هاجسا أمنيا للاردنيين بعد الاعلان رسميا عن وجود أكثر من 500 مقاتل أردني في صفوف النصرة كما كشف القيادي في التيار السلفي الجهادي الشيخ محمود الشلبي أبو سياف. محامي التنظيمات الجهادية في الاردن موسى العبد اللات قال لـ’القدس العربي’ إن الأوضاع على الحدود الشمالية ملتبسة ومرتبكة محذرا من الاسترسال في أي معركة أو سيناريو أمريكي لاستهداف الجهاديين في سورية، ملمحا الى أن المجازفات قد تكون مكلفة في هذا الاتجاه.

رغم ذلك تبدي السعودية تحديدا اهتماما بالتصدي الاحتياطي لنفوذ تنظيم القاعدة سواء جنوب سورية او شمالي الاردن وهو اهتمام قد يدفع الرياض لتوفير الغطاء المالي فعلا لأي استراتيجية أمنية أردنية جديدة تحت عنوان التصدي لنفوذ النصرة والقاعدة في مناطق الاشتباك الحدودي بين سورية والأردن.

وفي الافق يسود الاعتقاد بأن نظام الرئيس بشار الاسد ‘لا يمانع′ من الناحية العملية إقامة مناطق آمنة بنفوذ أردني اذا كان الهدف هو الاشتباك مع مجموعات النصرة التي تصفها دمشق بالارهاب خصوصا ان أولويات معركة الجيش السوري النظامي مرحليا لا تتعلق بجنوب سورية إنما بالساحل ودمشق وحدود لبنان قبل المناطق الاخرى حيث خسر الجيش السوري بالمعنى العسكري محافظة درعا وبقي مسيطرا على الطريق الدولي بين عمان ودمشق فقط.

هذا الوضع المعقد قد يدفع الحكومة الأردنية لاستراتيجية جديدة في التعامل مع جنوب سورية قوامها لعبة مزدوجة توفر الغطاء الدولي تحت عنوان مساعدة أمواج اللاجئين وتمكين عمان من استضافتهم وبنفس الوقت إنتاج بنية دولية واقليمية وعربية تساند خطة أمنية لمواجهة جبهة النصرة وتنظيم القاعدة في منطقة جنوب سورية.

الذريعة التي ستسخدم في المحافل الدولية ستكون الدفاع عن اللاجئين وتوفير الكرامة لهم والحفاظ على الأمن القومي الأردني بنفس الوقت.

انجاز ذلك يتطلب حسم الخلاف وفقا لمعايير القانون الدولي بين مفهومي المنطقة العازلة أو التوغل الامني الذي يحظى بشرعية دولية.

البوصلة الأردنية بدأت تتجه نحو هذه المساحة المعقدة، الامر الذي يبرر عمليا ما أعلنه عبد الله النسور تحت قبة البرلمان ومهد له وزير الخارجية ناصر جودة بالزيارة الليلية الميدانية التي رافق فيها ممثلي الشعب الأردني لحدود درعا.

واشنطن تمول عملية سرية للمساعدات الغذائية في حلب و60 بالمئة من اموال الدعم الخارجي نهبت

ابراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’: قالت صحيفة ‘الغارديان’ ان الاردن وافق على فتح حدوده واخذ دور قيادي في عملية لتسليح المعارضة السورية، في تطور قالت انه يتزامن مع تحويل السعودية مليار دولار كمساعدات له.

وتقول الصحيفة ان هذا التطور يعبر عن تحول في الموقف الاردني، الذي كان يحاول احتواء اثار الحرب الاهلية السورية ومنعها من الانتشار داخل حدوده، الى لعب دور فاعل لانهاء الحرب قبل ان تصل اليها.

وقالت الصحيفة ان الدور الاردني كممر للسلاح الذي تم شراؤه بالمال السعودي برز في الشهرين الماضيين، في الوقت الذي اشارت فيه تقارير الى زيادة الدعم الخليجي والامريكي والبريطاني للمعارضة من اجل وقف تقدم القاعدة والجماعات المتطرفة من السيطرة على الثورة. ونقلت عن مسؤولين قولهم ان الدافع وراء تعزيز الدور الاردني هو هزيمة القاعدة وليس الاطاحة بنظام الرئيس بشار الاسد، مشيرين الى انهم لا يستبعدون عمليات انتقامية من جارهم ‘المحشور في الزاوية’.

تهديد القاعدة

ويقول دبلوماسيون غربيون وعرب في العاصمة عمان ان الحكومة الاردنية تتعامل مع صعود القاعدة في الثورة السورية كتهديد وجودي عليها، كما يخشى المسؤولون الامنيون من انتصار الاسلاميين في سورية لتعزيز دور الاخوان المسلمين وموقعهم في الاردن. وظل الملك عبد الله الثاني حتى وقت قريب مترددا في لعب دور مباشر في الازمة السورية، ففي الوقت الذي فتح فيه حدود بلاده لتدفق اللاجئين والمنشقين عن النظام الا انه رفض السماح باستخدام الحدود كمعابر لنقل السلاح او لعب دور في انهاء حكم آل الاسد في سورية. ويعتقد مسؤول غربي ان الحسابات الجديدة للملك تقوم على انه كلما امكن انهاء الازمة بسرعة وسمح للعناصر المعتدلة بهزيمة الاسد كلما كانت هناك فرص امام هذه العناصر لتولي زمام الامور في البلاد.

وقال دبلوماسي غربي ان ما يجري الآن هو ‘سباق بينهم (القاعدة) والمعارضة النظامية للوصول الى دمشق’، مضيفا انه ‘ليس من مصلحة احد انتصار القاعدة’.

وكانت المعارضة السورية قد عبرت عن قلقها من اعلان جبهة النصرة بيعتها لتنظيم القاعدة بعد بيان ابو بكر البغدادي، زعيم دولة العراق الاسلامية عن دمج الجماعتين.

لا خوف من المخابرات

وتقول الصحيفة ان اسلحة خفيفة ومتوسطة تم ارسالها في الفترة الاخيرة عبر الاردن للمقاتلين السوريين وباشراف من المخابرات الامريكية التي بدأت معسكرا لتدريب المقاتلين السوريين منذ بداية العام الماضي، وتم نقل بعض الاسلحة من كرواتيا وعبر الطيران الاردني.

وفي الوقت الذي لم توضع فيه شروط على المساعدة السعودية للاردن الا انها الاولى منذ عام، ونقل عن وزير الصناعة الاردني حاتم الحلواني، قوله في مؤتمر عقد في قطر لمساعدة المعارضة السورية ان المبلغ يصل الى 1.25 مليار دولار امريكي.

وفي عام 2011 حصل الاردن على مبلغ 1.4 مليار دولار من السعودية لكن في عام 2012 لم يحصل على اي من المبلغ المتوقع وحصل في بداية العام الحالي على مبلغ 200 مليون دولار فقط. ومع زيادة تدفق اللاجئين السوريين الذين وصل عددهم الى 470 الف لاجئ، وتفاقم المصاعب الاقتصادية طالب عدد من النواب الاردنيين باغلاق الحدود مع سورية. وكان ناطق باسم الحكومة الاردنية قد قال الاسبوع الماضي ان الاردن ليس جزءا من الازمة السورية، وانه مع الحل السياسي، لكن مسؤولا في المعارضة قال ان الاردنيين ‘عبروا عن استعداد لنقل الدعم ولكنهم قالوا ‘لا تضعونا على الجبهة’، حيث كانوا خائفين من اجهزة الاسد الامنية لكنها الآن ‘ضعيفة ويشعرون بالجرأة للعب دور فاعل’.

انجازات مثيرة ولكن

وحقق المقاتلون السوريون في الاسابيع الماضية انجازات في الجنوب، خاصة في درعا ومنطقة حوران، حيث اغلق الاردن معبر القنيطرة الحيوي لمرتفعات الجولان. وكان عدد من الدول المشاركة في الوحدة الدولية قد سحبت قواتها من المنطقة العازلة بين سورية واسرائيل، وفي حالة قرار النمسا سحب قواتها التي تشكل ثلث القوة فستحدث فجوة، ونقل عن وزير الخارجية النمساوي مايكل سبندليغر قوله ان فيينا قد تسحب قواتها حالة قيام الاتحاد الاوروبي برفع حظر السلاح للمعارضة.

وقد يدفع انسحاب القوات النمساوية اسرائيل التي تراقب الوضع وتتعامل بحذر مع اعادة نشر اكثر من 20 الف جندي الى اجتياز الحدود الدولية وانشاء منطقة عازلة. وقال دبلوماسي غربي ان انجازات المعارضة في الجنوب، على الرغم من اهميتها على الورق الا انها قد تبطئ من تقدم المعارضة للعاصمة تماما كما حدث مع الشمال، حيث قال انهم ‘تعجلوا بدخول حلب العام الماضي مما ادى الى حالة من الجمود ولست متأكدا ان كانت الحدود الجنوبية ستغير من المعادلة في الوقت القريب’. وما دام الاردن يخشى من تهديد القاعدة الوجودي فبريطانيا بدأت في الشمال مشروعا لمواجهة النصرة.

نهب وسلب

وفي تقرير لصحيفة ‘ديلي تلغراف’ قالت ان الحكومة البريطانية دخلت مباشرة الى سورية لدعم وحدة تنسيق الدعم الانساني التي اعلنت عنها المعارضة كي تقوم بتوزيع المساعدات في المناطق التي خرجت عن سيطرة الحكومة السورية بالكامل. والدافع هو محاولة التصدي لنشاطات وتأثير الجهاديين واظهار انهم ليسوا الجهة الوحيدة القادرة على ادارة المناطق الواقعة تحت سيطرتهم. ولمواجهة المشاكل التي عانت منها عملية الدعم، خاصة ان نسبة 60 بالمئة من الدعم الخارجي تمت سرقته او نهبه من جماعات المقاتلين، فيما تم بيع المساعدات في حالات اخرى لشراء الاسلحة، اضافة لمواجهة الاوبئة والامراض التي اندلعت خاصة في حلب من مثل التيفوئيد والكوليرا والملاريا.

ويقول التقرير ان الحكومة البريطانية تضع ثقلها خلف الوحدة حيث قدمت الحكومة البريطانية ودربت 90 من موظفيها للاشراف على وتنسيق عمليات الاغاثة، كما دفعت الحكومة اموالا لفتح مكاتب وشراء اجهزة اتصالات. ونقل عن منسق وحدة الدعم الانساني انور بنود قوله: ‘البريطانيون يقدمون لنا كل ما نريده’.

وظلت الجماعات المسلحة تعتمد على المنظمات المحلية في الحصول على المساعدات بسبب حظر تركيا للمنظمات غير الحكومية استخدام اراضيها، وهو ما ادى الى ‘استخدام الجماعات المسلحة المساعدات لاثراء نفسها وليس لمساعدة الناس′ حسب مسؤول تركي. وفي الوقت الذي تم فيه انشاء الوحدة للرد على هذه الاوضاع الا ان البعض يقول انها تفتقد الخبرة والكفاءة.

ورد مسؤول تنفيذي في اللجنة بالقول انهم كانوا موجودين على الحدود يراقبون ما يحدث ويعملون بصمت، مشيرا انه ‘حان الوقت للاعلان عن انفسنا’. وتعتبر الوحدة نفسها الآن القناة التي يجب ان يعبر من خلالها كل الدعم وانها ‘النظام’ حسب بنود. ويعترف دبلوماسيون ان الدعم الدولي له دوافع سياسية، ويقدره مسؤول بـ 790 مليون يورو، وقال دبلوماسي انه في حالة ربط السكان الدعم بالتحالف الوطني فانه سيؤدي الى كسب عقولهم وقلوبهم مما يعطيه الشرعية كبديل عن نظام الاسد. ويعترف الكثير من الداعمين الغربيين ان العقبة الكبرى امام هذه الجهود هي صعود جبهة النصرة كحركة جهادية واجتماعية، ففي الوقت الذي لا يدعم فيه السكان ايديولوجيتها الا انهم يخشون من تردي حياتهم واوضاعهم المعيشية بدونها. فبعد عام بدون خدمات حكومية تعاني المدن من انتشار اكوام النفايات وانقطاع التيار الكهربائي ونقص دائم في مياه الشرب الصحية. ونقل عن مسؤول في الوحدة ان النظام قد ينتصر في حلب ليس عسكريا ولكن بسبب انتشار الكوليرا.

ونقل عن متحدث باسم وزارة التنمية والدعم الدولي البريطاني قوله ان الحكومة البريطانية تعمل على زيادة كفاءة وحدة تنسيق المساعدات وكفاءتها بالتعاون مع الامم المتحدة وبقية منظمات الاغاثة من خلال تحديد احتياجات السوريين وتنسيق ادخال الدعم والتبرعات الدولية’.

واشنطن تساعد

وليست بريطانيا وحدها فالادارة الامريكية تمول عملية سرية لاطعام حلب، حيث يعيش عمال اغاثة غربيون بشكل خفي في مجتمع قروي ويتنقلون في سيارات غير معلمة متجاهلين القصف ومخاطر الاختطاف لتوزيع الغذاء على السوريين وكله من امريكا. وقالت صحيفة ‘واشنطن بوست’ ان العملية سرية لدرجة لا يعرف عنها اي سوري، والسبب هو المخاوف من استهداف من يقدمون ويتسلمون المساعدات من الجيش السوري. ولهذا السبب هناك شعور بالغضب في شمال سورية على تردد الولايات المتحدة بتقديم الدعم ونقلت عن مواطن قوله ان’امريكا لم تقدم لنا اي شيء’. فيما اثنى الرجل واسمه محمد فؤاد على جبهة النصرة التي تقدم الطحين للمواطنين.

واضاف انه على امريكا فعل شيء ان كانت تعتبر نفسها صديقة للشعب السوري. وقالت الصحيفة انها تلقت دعوة من الهيئة القائمة على الجهود لمشاهدة ما تقوم به بشرط ان لا تكشف اسم المنظمة ولا هوية او جنسية العاملين معها، مشيرة الى ان سرية العملية تقدم صورة عن معضلة ادارة باراك اوباما التي تحاول البحث عن طرق لتعزيز الدعم للمعارضة.

وقدمت الادارة حتى الان 385 مليون دولار بحسب مسؤولي يو اس ايد. مشيرة الى ان منظمات الامم المتحدة في دمشق تجد صعوبات في ايصال المواد الغذائية لمناطق المعارضة بسبب القيود المفروضة من الحكومة على تحركاتها. ونقلت عن مسؤول امريكي له علاقة بالعملية قوله: ‘يقول السوريون لا نحصل على اي مساعدة ، وهذا يثير احباطنا’. ويقول السوريون العارفون بالجهود الامريكية في حلب ان المساعدات تركت اثرها، فالطحين الذي توفره يوزع على 210 آلاف شخص كل يوم، كما ان الوجبات الغذائية تساعد 400 الف سوري وينام 168 الفا منهم تحت بطانيات قدمتها الحكومة الامريكية. وتقدم امريكا دعما لـ144 مستشفى ميدانيا، وتتبرع بنسبة 90 بالمئة من المواد الطبية التي تصل الى مناطق المقاتلين. وامريكا ليست وحدها التي تقدم الدعم في هذه المناطق فتركيا تظل من اكثر الدول التي تتبرع بالدعم اضافة الى منظمة اطباء بلا حدود. ولكن المعارضة تقول ان واشنطن تحتل موقع القيادة في تقديم الدعم الانساني. وعلى الرغم من كل هذا فحتى المشاركون من السوريين في العملية يقولون ان الغذاء مهم لكن ما يريدونه من الولايات المتحدة هو منطقة آمنة لوقف غارات الجيش اكثر من حاجتهم للطعام والدواء، ونقل عن ابو عمر قوله ‘نعم، امريكا تساعدنا، لكننا نلومها لكونها قوة عظمى، ونعاني من غارات وقصف يومي ولم تفعل لنا شيئا’. ولاحظ التقرير ان جبهة النصرة تحظى بشعبية ووصفوا بالناس الطيبين.

مسؤول بريطاني سابق

وفي محاولة المعارضة السورية ايصال صوتها في الامم المتحدة والدوائر الامريكية قررت الاستعانة بخدمات دبلوماسي بريطاني استقال عام 2004 من وزارة الخارجية احتجاجا على خلفية حرب العراق. وسيقوم كارني كروس، الذي عمل في فريق بريطانيا بمجلس الامن بتقديم النصح والاستشارة الى المعارضة لايصال صوتها للعالم، خاصة انها لم تستطع بعد على الرغم من الاعتراف الدولي بها الحصول على الدعم العسكري والدبلوماسي الذي تريده، وتطمح بالحصول على مقعد سورية في الامم المتحدة بعد ان منحت الجامعة العربية المقعد لها في مؤتمر القمة الشهر الماضي الذي انعقد في الدوحة. ومن خلال مجموعته الاستشارية ‘اندبندنت دبلومات’ ( الدبلوماسيون المستقلون) سيقدم النصح للجماعة التي يقول انها تقع ضمن اطار اهتماماته، فـ’الدبلوماسيون المستقلون’ كما يقول روس ‘تعمل مع الدول والجماعات السياسية المهمشة والمستبعدة من النقاشات السياسية لاي سبب كان. وتقوم فلسفتنا على اهمية ضم الممثلين الشرعيين للشعب للنقاشات السياسية هذه، وعليه فالائتلاف (السوري) يقع ضمن هذا التعريف’، حسبما نقلت عنه صحيفة ‘اندبندنت’ التي قالت ان الائتلالف الوطني السوري يعاني من انقسامات في ظل مخاوف من اختطاف جماعات متطرفة مثل جبهة النصرة للثورة السورية. وعمل روس في السابق مع جمهورية ارض الصومال التي لا تحظى باي اعتراف دولي، وكذا مع الصحراء الغربية في المغرب وكوسوفو كما انه تعاون مع جماعات ‘احتلوا وول ستريت’ في نيويورك.

واكد روس ان عمله مع المعارضة السورية سيتركز على تقديم النصح حول الكيفية التي تسمع فيها صوتها في الولايات المتحدة خاصة الامم المتحدة، ونيويورك حيث مقر مجموعته ‘سيكون التركيز على الامم المتحدة والنقاش المتواصل فيها بشأن سورية’، مضيفا: ‘من الواضح شعور المعارضة بالاحباط حول الدبلوماسية الدولية فيما يتعلق بسورية’. ودعا روس في الاونة الاخيرة الدول الغربية للبحث عن طرق جديدة غير عسكرية للتدخل في سورية، مثل فرض العقوبات واعتراض شبكات الانترنت التابعة للنظام، والتشويش على خطوط الامداد للجيش.

ويؤكد روس اليوم ان هذه هي اراؤه الشخصية ولن يقدم نصائح للمعارضة تتعلق بالشؤون الداخلية، حيث اكد ان ما يهم ‘هو صوتهم وليس صوتي’. وكان روس قد استقال من وزارة الخارجية بعد ان قدم شهادة سرية للجنة بتلر التي حققت في حرب العراق. وقال في شهادته ان بريطانيا والولايات المتحدة لم تنظرا الى اسلحة العراق على انها تهديد مناقضا الرواية الرسمية.

اخاف من فقداني الاحساس

لم يعد اهل دمشق بعيدون عن الحرب، فكما يقول ايان بلاك مراسل ‘الغارديان’ ان اصوات القصف وصرير الدبابات واطلاق الصواريخ، التي تسمع ‘طوال النهار والليل’ تصم اذانهم. ويقول بلاك ان ‘قوس الاهداف’ الذي تضربه الحكومة يمتد ما بين دوما والقابون شمال العاصمة، الى داريا في الجنوب. وفي ظل هذه الحرب الدائرة حول العاصمة تعود سكانها عليها وبحسب جورج الذي يعمل في مجال تكنولوجيا المعلومات ‘في الحقيقة فانك تتعود عليها بعد فترة’ اي الاصوات، لكن لا احد في دمشق يعرف ‘ما الذي يقصفونه’، وهذا يتضح بعد ذلك في اشرطة الفيديو التي توضع على الانترنت والتي يرفقها صوت ‘الله اكبر’.

وفي ظل هذا الجو فالحكومة تحاول تأكيد نوع من العادية، وينقل عن ضابط قوله ‘ كما ترى كل شيء عادي هنا ولكننا نقوم باستهداف الارهابيين والمتطرفين’. ونقل عن مسؤول يتعرض طريقه للبيت في داريا للقصف ‘لو كنت خائفا لاغلقت باب بيتي على نفسي، علي ان اعمل، انا لست خائفا، ان لم ادافع عن بلدي فمن يفعل؟’، هذا كلام مسؤول في الحكومة فيه لهجة تحد ولكن الاحاديث الخاصة والهامسة مع المواطنين تجدهم اقل تحديا، فزينة الطالبة تخشى ان تفقد الاحساس تجاه الالم والمعاناة وحتى المخاطر ونقل عنها قولها ‘في البداية، اي العام الماضي عندما بدأت الانفجارات اصبحت اعاني من الكوابيس′ اما الان ‘فانا اشعر بهدوء’ على الرغم من القصف واصوات القنابل. ويقول بلاك ان الخطر بدأ يقترب حتى للمناطق التي كانت تعتبر آمنة مثل ‘ساحة السبع بحرات’ التي انفجرت فيها سيارة مفخخة يوم الاثنين الماضي، وهذا الانفجار ليس الاسوأ الذي تعاني منه العاصمة ففي شهر شباط (فبراير) قتل 80 شخصا في انفجار قرب مركز لحزب البعث في المزرعة، حيث لا تزال اثاره واضحة.

تطورات جديدة

ويضيف بلاك ان الاسابيع الماضية شهدت تطورا جديدا وهو سهولة استهداف المعارضة للعاصمة بقنابل الهاون من المناطق الواقعة تحت سيطرتها. ويشير الى ان الحكومة قامت بتعزيز الحراسات الامنية على العاصمة بعد التفجير المدمر الذي قتل كبار اركان نظام بشار الاسد في تموز (يوليو) العام الماضي، حيث تم وضع الكتل الاسمنتية المدهونة بلون العلم السوري امام مؤسسات الدولة، ونقل بلاك عن دبلوماسي غربي في العاصمة قوله ان النظام استطاع اقامة ‘دائرة صلبة حول دمشق’ ويضيف لسبب من الاسباب بدأت الدائرة تتعرض للخروق مما جلب واقع الحرب لاهل العاصمة وجعل من التحرك حول العاصمة امرا صعبا ويأكل الوقت لان الحواجز ونقاط التفتيش تؤدي الى ازدحام الحركة المرورية، وفقط من لديهم بطاقات امنية يستطيعون تجنب الزحمة واستخدام الطرق السريعة. ووصف بلاك كيف قضى اكثر من ساعة ونصف الساعة عند حاجز قرب ساحة الامويين، ويحذر الكثير من السوريين الزوار من ان سائقي سيارات الاجرة هم مخابرات ينقلون اي حديث للاجهزة الامنية ولهذا ينصحون بالحديث عن الجو والياسمين الذي تنتشر روائحه على خلفية الوضع القاتم. وفي النهاية يقول انه من الصعب تجاوز السؤال الذي يدور في ذهن كل شخص هل ستكون هناك معركة في دمشق التي تعتبر من اقدم المدن في العالم، مثل التي دمرت حلب. ويقول ان هناك اجزاء من العاصمة تبدو مثل ساحة حرب، ففنادقها فارغة مع ان بعض الغرف تستخدمها منظمات دولية تقوم بعمليات الاغاثة. ويقول ان رأيا يقول ان معركة دمشق قادمة ولكن ليس بعد، والبعض يقول انها ستبدأ بعد ان يعزز المقاتلون وضعهم في جنوب البلاد، فيما يقول اخرون ان نصرا حاسما لاي طرف غير ممكن ويأملون بحل سياسي يفرض من الخارج، وبالمحصلة فهناك قلة من الناس في دمشق تعتقد ان الوضع سيتحسن.

الصور والبشاعة

ومثلما كتب بلاك من دمشق يكتب روبرت فيسك لصحيفته ‘الاندبندنت’ حيث يعلق على صور على الانترنت تتحدث عن ذبح ‘طائفي’ لسبعة من جنود وجنرالات في سلاح الجو السوري اسقطت المعارضة طائرتهم في معرة النعمان. والقصة كما وردت في الموقع انهم كانوا في طريقهم من اللاذقية الى قرى في معرة النعمان لتوزيع المساعدات على السكان ووحدة للجيش عندما تحطت الطائرة ونجوا منها لكنهم وقعوا في ايدي ‘جماعات الجيش الحر الارهابية’ التي ذبحتهم ذبح النعاج وصورت شخصا يحمل رأس احدهم. ويصف فيسك المشهد بالبشاعة وانه سمع عنها من صديق له وشاهد الصور في وزارة الاعلام حيث كان في زيارة لعمران الزعبي، وزير الاعلام الذي علق على الصور ‘لا استطيع تأكيد هذا وعلي السؤال اولا’، ولم يعلق على الموضوع كما يقول فيسك. ويتساءل فيسك قائلا ان هذه الصورة لا تمثل تحديا للانسانية بل للصحافة. ‘انا هنا في دمشق عندما يقوم موقع على الانترنت، وبشكل واضح متعاطف مع النظام بتقديم ‘ادلة’ عن جرائم الحرب وينشر قائمة بالارهاب واسماء سبعة من ‘شهداء’ القوات الجوية الذين عانوا الرعب والالم في صورة’. ويصف فيسك اثر الصورة على موظفين في الوزارة حيث لم يستطع الكثير منهم النظر اليها، فيما قامت سيدة بالخروج من الغرفة حتى لا تتقيأ. ويعلق فيسك على النبرة الطائفية التي قدم فيها الموضوع. ويبدو انه جاء من لبنان، حيث الموقع والعاملون فيه. ويقول الموقع ان ‘القتلة فعلوا ما فعل جيش معاوية برأس الحسين’ في اشارة لكربلاء والحسين بن علي، في تلميح الى ان جنود الجيش عوملوا بنفس الطريقة التي عومل بها حفيد الرسول في كربلاء في عام 680 للميلاد. ومن هنا فالموقع يريد ان يؤكد ان القتلة هم سنة والضحايا هم من العلويين. ويقول فيسك انه لا يوجد هناك اية ادلة عن دين الجنود الاموات ان كانوا قتلوا. ويتساءل لماذا يقوم الجيش الحر الذي يقدم نفسه على انه جماعة علمانية بارتكاب فعل كهذا؟ مشيرا الى ان الجماعات الاسلامية المتشددة في العراق كانت مستعدة لاستخدام الفيديو والقتل واظهار حتى الضحية وهي تتألم، كما ان سلاح الجو السوري والنظام نفسه قاما باعمال بربرية، حيث قام بقصف التجمعات المدنية في انحاء سورية المختلفة. ويتساءل في النهاية ان كان هذا العمل الشنيع قد حدث، مجيبا ‘يا للاسف، في الحرب فوتو شوب والانترنت حولنا كلنا الى اشرار’ في اشارة الى التقنيات المتوفرة على الانترنت التي تعطي الفرصة لاي مستخدم لاستخراج واخراج ما يريد.

عمّان تطلب «حلّاً دوليّاً» للاجئين

«الإخوان» يردّون على من «لا وزن لهم على الأرض»: لا نهيمن على المعارضة

تريد عمان تدويل مسألة أزمة اللاجئين على أراضيها. هذه الدولة باقتصادها الهشّ تقول إنها لم تعد تحتمل تداعيات الأزمة السورية. نقل مسألة اللاجئين إلى مجلس الأمن قد يعني طلب «مناطق معزولة» جنوب سوريا، ولهذا الطلب تداعياته في الأمن والسياسة، وسيكون له وقع أكبر على مصير الأردن وسوريا

الأردن ينوي نقل قضية اللاجئين السوريين على أراضيه إلى مجلس الأمن. قرار قد يشكّل مفترقاً خطيراً في وقائع الأزمة السورية وتداعياتها إذا ما قرّر مثلاً إقامة منطقة عازلة لللاجئين جنوب الأراضي السورية. من ناحية أخرى، ردّ «إخوان» سوريا، للمرة الأولى، على «الافتراءات» حول سيطرتهم على المعارضة السورية واستئثارهم بالقرارات.

فقد أعلن رئيس الوزراء الأردني، عبدالله النسور، أنّ بلاده قرّرت التوجه إلى مجلس الأمن الدولي لعرض التداعيات الجسيمة لقضية اللاجئين السوريين التي وصلت إلى «مرحلة التهديد للأمن الوطني الأردني». وقال النسور، في البيان الوزاري لحكومته، «لنضع العالم أمام مسؤولياته الأمنية والانسانية، ونبلور توجّهاً دولياً واضحاً للتعامل مع أزمة اللاجئين السوريين». وأوضح أن «التبعات التي يتحملها الأردن جراء استمرار المأساة التي تمر بها سوريا الشقيقة لعظيمة وملحة، وتتمثل في بعض من جوانبها بالمخاطر المتشعبة والكبيرة جراء استمرار تدفق مئات الآلاف من اللاجئين السوريين وبأعداد متزايدة على الأردن».

وتابع النسور أن «ما يزيد الأمر خطورة، التوقعات التي تشير إلى أن الأزمة في سوريا مرشحة للاستمرار». وأكد أنّ «الدولة الأردنية بكافة مؤسساتها على أعلى درجات الجاهزية للتعامل مع أي تدهور للاوضاع في سوريا. فنحن مستعدون لكافة الاحتمالات، ومتهيئون لاتخاذ كافة الخطوات والإجراءات للحفاظ على أمننا ومصالحنا».

في موازاة ذلك، عقدت جماعة «الإخوان المسلمين» مؤتمراً صحافياً في إسطنبول، بحضور المراقب العام للجماعة محمد رياض الشقفة. المؤتمر جاء وفق الأخير لنفي حملة التشويه التي بدأت أخيراً تلحق بسمعة «الإخوان» الأذى. وبحسب الشقفة، تم عقد المؤتمر بعد تردد الجماعة التي لم تكن تريد الرد على افتراءات جهات «لا وزن لها على الأرض»، إلا أنهم ارتأوا بعد ذلك ضرورة نفي هيمنتهم على المعارضة السورية أو على «الحكومة الموقتة»، خشية أن تؤثر الشائعات مع طول الوقت وكثرة الهجوم على معنويات الشعب والمعارضة، أو أن تدفع البعض إلى التساؤل عن سبب سكوت الإخوان.

ولذلك نفت «الجماعة» أن تكون لها هيمنة على «المجلس الوطني»، مبينةً أن نسبة الإخوان فيه لا تتجاوز 10%. وفيما يخص الأقاويل التي تتحدث عن السيطرة على الائتلاف، أكد المراقب العام أن نسبة الإخوان فيه أقل من 10%. وتابع المراقب العام «نسعى إلى وجود رؤية مشتركة بين الثوار والمعارضة، ولا نريد أي مكسب من المكاسب. لسنا طلاب سلطة، وننتظر رحيل النظام ليمارس الشعب حقوقه ويختار دولته».

في سياق آخر، تعهّد وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، بـ«تقديم المسؤولين عن الجرائم التي لا تُحتمل، في سوريا، إلى العدالة»، محمّلاً النظام السوري «مسؤولية الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان في سوريا». ولمناسبة إصدار وزارته تقريرها السنوي عن أوضاع حقوق الإنسان لعام 2012، قال: «لا شيء يدل على أن هناك حاجة ملحة لرد إنساني دولي حاسم أكثر من الكارثة المروعة التي تتكشف في سوريا اليوم».

كذلك رأى أن «المساعدات ضرورة قصوى انطلاقاً من التزام بريطانيا بدعم القوى الديمقراطية والمعتدلة الحقيقية في سوريا كونها في حاجة ماسة للدعم»، محذراً من أن «التقاعس في تقديم مثل هذا الدعم يُخاطر في التخلي عن الشعب السوري وتركه تحت تأثير التطرف السام أو طغيان الرئيس السوري بشار الأسد».

إلى ذلك، كشفت صحيفة «ذي اندبندنت» البريطانية أنّ «الائتلاف» السوري المعارض وظّف دبلوماسياً بريطانياً سابقاً كمستشار، لمساعدته على إسماع صوته إلى المجتمع الدولي. وقالت الصحيفة إنّ كارني روس، الذي استقال من منصبه الدبلوماسي بعد حرب العراق، أكد أنّ «المجموعة الاستشارية التي أسسها تلقت طلباً لمساعدة الائتلاف». وأضافت أنّ «الدبلوماسي البريطاني السابق مثّل بلاده في مجلس الأمن الدولي كخبير في شؤون الشرق الأوسط قبل استقالته»، ونسبت إلى روس قوله إن دوره الجديد «يتمثل في تقديم المشورة للائتلاف حول سبل إسماع صوته في الولايات المتحدة، وبشكل خاص في الأمم المتحدة بنيويورك»، حيث مقر مكتبه.

(الأخبار، أ ف ب، رويترز)

وصل وفد من «الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير» إلى موسكو، يرأسه نائب رئيس الوزراء السوري قدري جميل ووزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية علي حيدر، وعقد لقاءً في وزارة الخارجية الروسية تركّز حول سبل تسوية الأزمة السورية. ولم تستبعد الوكالة أن يستقبل وزير الخارجية سيرغي لافروف الوفد اليوم.

(الأخبار)

حزب الله يقتحم “تل قادش” ويدفن أربعة عناصر قتلوا في سوريا

وكالات

أكد سكان في منطقة البقاع أن حزب الله نقل خلال الأيام الماضية جثامين عناصر له قتلوا في سوريا إلى لبنان، فيما قال مجلس الوطني المعارض أن الحزب اقتحم موقع “تل قادش” الاستراتيجي بعد معارك مع الجيش الحر وسيطر عليه.

بيروت: أكد المجلس الوطني السوري المعارض سيطرة حزب الله على موقع “تل قادش” الاستراتيجي بعد معارك قاسية مع قوات الجيش الحر.

وقال عضو الأمانة العامة للمجلس، مؤيد غزلان لسي أن أن:  “المعلومات التي لدينا أن قوات حزب الله دخلت في ساعات الفجر إلى تل قادش بعد يوم من نجاح الجيش الحر باستعادة السيطرة عليه، ومصدر القصف الذي استهدف معاقل الجيش الحر هو بلدة القصر اللبنانية، وأدت المعارك إلى استشهاد 40 عنصراً من الجيش الحر الذي ترك الموقع لمشاة حزب الله”.

وتابع غزلان بالقول: “المنطقة ستبقى منطقة نزاع طالما استمر تدخل حزب الله في الشأن السوري، وإذا ما ردّ الجيش الحر على مصادر القصف في القصر فلا يمكن لومه، وهذا ما كان يجدر بالحكومة اللبنانية أن تتنبه إليه قبل استنكار القصف على البلدة، نحض الحكومة اللبنانية على دعوة حزب الله للانسحاب الفوري من سوريا وإلا فإن لغة السلاح ستظل قائمة”.

إلى ذلك، أكد قياديان ميدانيان معارضان في منطقة القصير لوكالة الأنباء الفرنسية أن المجموعات السورية المقاتلة المعارضة قصفت بالفعل منطقة الهرمل اللبنانية الاحد لكن نفيا أن يكون تم قصف بلدة القصر يوم الاثنين. وقال قائد مجموعة في فرقة الفاروق المستقلة قدم نفسه باسم ابو عدي: “سنحارب حتى الموت من اجل كرامتنا”، مضيفًا “ردينا على مواقع حزب الله التي تقصفنا، وسنواصل الرد”.

وتابع: “نحن لا نحارب النظام في هذه المناطق، بل نحارب حزب الله”، مضيفًا “نحن في موقع الدفاع عن ارضنا، وسنرد بشراسة. المدنيون عندهم ليسوا أفضل من المدنيين عندنا. وللصبر حدود”. وأشار الى “تصعيد لجأ اليه حزب الله في الايام الاخيرة” في منطقة القصير المواجهة للهرمل والحدودية مع لبنان.

وقال القيادي ابو احمد من فرقة الفاروق المستقلة الناشطة ان اي قصف باتجاه لبنان لم يحصل اليوم، داعيا “السلطات اللبنانية الى اتخاذ تدابير عملية لوقف عمليات حزب الله، قبل ان نبدأ بالرد مجددا”.

في المقابل، لوّح حزب الله بالتصعيد، عبر تحذيره من أنه “عندما تتلكأ الدولة، فنحن سنحمي أنفسنا بأنفسنا”. وذكرت وكالة “أسوشييتد برس” أن مسلحين مدعومين من حزب الله يسيّرون دوريات على جانبي الحدود بين سوريا ولبنان. ونقلت عن مسلحين في بلدة القصر قولهم إن مهمتهم تتمثل في “حماية الشيعة الذين باتت بيوتهم وقراهم عرضة لهجمات مسلحي المعارضة السورية”.

في هذا الوقت، افاد سكان في منطقة البقاع (شرق) أن حزب الله نقل خلال الايام الماضية جثامين عناصر له قتلوا في سوريا الى لبنان. وقال احد سكان بلدة الخريبة رافضًا كشف اسمه: “تم امس دفن احد شهداء حزب الله في البلدة”، وأن جثامين رفاق له نقلت الى الجنوب.

وفي الجنوب، اكد مصدر امني محلي دفن اربعة عناصر لحزب الله قتلوا في سوريا خلال اسبوع. واوضح اقرباء لأحد القتلى أن العناصر الخمسة سقطوا في معركة في القصير في الثامن من نيسان (ابريل) قتل فيها تسعة عناصر من الحزب. وكان مصدر قريب من الحزب افاد في حينه عن مقتل عنصرين اثنين.

يذكر أنّ لبنان رفض الاعتداءات على أراضيه سواء أتت من النظام السوري أو المقاتلين المعارضين له، وقرر إعداد مذكرة لرفعها الى جامعة الدول العربية بشأن تكرار سقوط قذائف على مناطقه الحدودية، وذلك اثر اجتماع وزاري امني عقد الاثنين.

واتى الاجتماع في القصر الجمهوري غداة مقتل شخصين في سقوط قذائف على قرى شيعية تعد معقلاً لحزب الله، حليف دمشق، في البقاع (شرق)، مصدرها مواقع مسلحي المعارضة في الجانب السوري، بحسب تقارير أمنية.

كما شهدت مناطق ذات غالبية سنية متعاطفة مع المعارضة السورية في شمال لبنان وشرقه خلال الاشهر والاسابيع الماضية، غارات من الطيران الحربي السوري وسقوط قذائف مصدرها الجيش السوري.

وقال وزير الشؤون الاجتماعية وائل ابو فاعور بعد الاجتماع إن “سلامة أي مواطن أو قرية لبنانية هي مسؤولية الدولة اللبنانية، وأن أي اعتداء أو قصف من أي جهة أتى هو أمر مرفوض”.

وأضاف أنّ “الاعتداءات أو الخروقات تحصل من أكثر من طرف، مرة من قبل جيش النظام، ومرة من قبل أطراف أخرى، وسواء أتى الخرق من الجيش النظامي أو من أي جهة أخرى فهو مرفوض وغير مقبول”.

وقال إن وزارة الخارجية “ستقوم بكل الاجراءات والإتصالات اللازمة لضمان تحميل كل الاطراف مسؤوليتها وعدم تكرار هذه الاعتداءات”، وأن التوجيهات المعطاة اليها تقضي بتوثيق الخروق “واعداد مذكرة ترفع الى جامعة الدول العربية” للاحتجاج “على اي اعتداء يمكن أن يحصل من قبل أي طرف”.

وترأس الاجتماع رئيس الجمهورية ميشال سليمان، وشارك فيه رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ووزراء، اضافة الى قائد الجيش. وقال ابو فاعور إن القوى الامنية باشرت اجراءات على الحدود، وأن لدى الجيش “الجهوزية والقرار السياسي والشجاعة لحماية المواطنين اللبنانيين من أي اعتداء”، من دون أن يوضح ما اذا كان سيتم الرد على مصادر النار.

وتفيد تقارير أمنية عن عمليات تهريب سلاح ومسلحين عبر المناطق الحدودية اللبنانية السنية، الى المعارضة السورية. في المقابل، تفيد تقارير أخرى أن حزب الله الشيعي يرسل مقاتلين الى سوريا لدعم القوات النظامية، لا سيما في القصير بمحافظة حمص (وسط) الواقعة مقابل الهرمل.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/4/806015.html

اللاجئون السوريون يروون رحلة النزوح إلى الأردن

«الشرق الأوسط» على الحدود الأردنية السورية

الحدود الأردنية السورية: ماجد الأمير

تعابير الخوف بل الرعب ظاهرة على وجوه مئات اللاجئين السوريين ومعظمهم من الأطفال والشيوخ والنساء والشباب الفارين من القصف والموت والدمار، الذين يتدفقون مع قليل من أمتعتهم، دون انقطاع هربا من الموت والدمار، إلى مركز شهاب على الحدود مع الأردن الذي أقامته لهذا الغرض القوات المسلحة الأردنية على بعد عشرات الأمتار من الحدود.

لا يمكث هؤلاء اللاجئون في هذا المركز أكثر من بضع ساعات يستريحون خلالها من أعباء السفر، بعدها ينقلهم الجيش إلى مخيم الزعتري.

«الشرق الأوسط» رافقت وزير الخارجية الأردني ناصر جودة وأعضاء لجنة الشؤون العربية والدولية في مجلس النواب في جولة على المناطق الحدودية بين الأردن وسوريا لتسجيل رحلة اللجوء والكيفية التي يستقبلهم بها الجيش الأردني.

شيخ تجاوز العقد السابع من العمر من بلدة داعل في درعا تحدث لـ«الشرق الأوسط» عن رحلته وكيفية وصوله قبل ساعة واحدة من وصول المسؤولين إلى المركز، وقال: «مشينا على الأقدام مسافة طويلة وساعدنا الجيش الحر في الوصول إلى الحدود». وأضاف: «لقد قصف جيش بشار الأسد منزلنا ودمر بلدتنا ولم يبق لنا مكان نسكن فيه لذلك قررنا القدوم إلى الأردن من أجل الحفاظ على حياتنا». ويتابع الشيخ بعد قصف منزلنا وتدمير الكثير من بلدتنا قررنا اللجوء إلى الأردن لنبدأ رحلة اللجوء التي كانت بدايتها بالسيارة لمدة قصيرة قبل أن نصل إلى الجيش الحر ليساعدنا في الوصول إلى منطقة قريبة من الحدود مع الأردن ولنقطع المسافة المتبقية سيرا ونعبر الحدود لنجد القوات المسلحة الأردنية في استقبالنا.

وقال لاجئ آخر من بلدة بطاح في درعا وهو يطالب بالإسراع في نقله إلى مخيم الزعتري لأنهم «كابدوا طيلة الساعات الماضية حتى وصلوا إلى الأراضي الأردنية «لقد تركنا سوريا لأن جيش النظام يرتكب مجازر بحق المدنيين السوريين».

وصرخ لاجئ آخر وهو في داخل خيمة كبيرة مليئة بالأطفال والنساء والشيوخ «لقد دمروا منازلنا وقتلوا أطفالنا.. لذلك قدمنا إلى هنا ونشكر الأردن على رعايته لنا كما نشكر الجيش الأردني الذي ساعدنا للوصول إلى الأراضي الأردنية».

وأخبر «الشرق الأوسط» فتى لم يتجاوز عمره الـ14 سنة بأن جيش الأسد يستخدم المدنيين والأطفال دروعا بشرية في مناطق درعا. وقال «لقد حجزوني مع عدد من الأطفال وأجبرونا أن نسير أمام الدبابات والجنود لنكون دروعا بشرية حتى لا يقصفهم الجيش الحر». وأضاف: «إن بلدنا أصبحت خالية وهجرها الناس لأن الجيش النظامي دمر كل شيء فيها».

الحاجة أم الخير من منطقة طفس في محافظة درعا التي تجاوز عمرها السبعين عاما قابلتنا بالبكاء على سوريا وعلى بلدتها ومنزلها الذي دمره جيش الأسد كما تقول.

وسارت الحاجة أم الخير على قدميها مسافة طويلة لتصل إلى الحدود. وتقول: إن الجيش الحر هو من ساعدها وعائلتها للوصول إلى الحدود الأردنية وإنها تركت بلدتها خوفا من الحرب والموت الذي أصبح يلاحقهم هناك في الوطن.

وقال اللاجئ فضيل العبد من بلدة داعل إنه كغيره من اللاجئين، خرج من سوريا بمساعدة الجيش الحر وإنه مكث قرب الحدود ثمانية أيام حتى سنحت الفرصة لكي يصل إلى الجانب الأردني. وأشار إلى أنه يلتحق بزوجته وأبنائه في مخيم الزعتري منذ ما يقارب الشهرين.

وقال شاب في الثلاثين من عمره وطفل رضيع بين يديه، إنه وصل إلى الحدود للتو بعد ساعات طويلة من السير على الأقدام. وأضاف وهو يشير إلى طفله أنه ترك سوريا لكي يحمي طفله من القصف، مستطردا أن طفله كان قد أصيب جراء قصف جيش الأسد لمنزله لذلك قرر الهروب إلى الأردن.

وبرر ربيع مهيدات من بصرى الشام لجوءه بالحديث عن مجزرة ارتكبها جيش الأسد في منطقته وأنه فر من البلدة والجثث تملأ الشوارع.

ويروي قائد حرس الحدود الأردنية العميد حسين الزيود كيفية دخول اللاجئين السوريين الأراضي الأردنية والخدمات التي تقدمها القوات المسلحة الأردنية قبل نقلهم إلى مراكز استقبال في منطقة تل شهاب ثم إلى الزعتري. ويقول: إن الأرض وعرة ما يضطر اللاجئون إلى السير على الأقدام ما بين 10 – 15 كيلومترا للوصول إلى الحدود الأردنية. ويضيف الزيود الذي أخذنا في جولة على المناطق الحدودية: «إننا نستقبل يوميا ما يقارب 2000 لاجئ، ونضطر إلى استخدام سيارات لاند كروزر من أجل نقل اللاجئين من المناطق الوعرة». ويخبرنا الزيود وسط دوي الانفجارات داخل الأراضي السورية: «إننا باستمرار نجهز أنفسنا لاستقبال اللاجئين عقب وجبات القصف».

من اللافت أن الجيش الحر رابض قرب الحدود الأردنية وهو ينظم خروج اللاجئين إلى الأردن.

ويشير الزيود إلى أنهم كثيرا ما يستقبلون جرحى من الأطفال والنساء والشيوخ ويجرى لهم الإسعاف الأولي قبل نقلهم إلى المستشفيات بشكل سريع. وزير الخارجية ناصر جودة الذي كان يرافق نوابا وصحافيين في جولة ليلية على الحدود ثمن الجهود التي تبذلها القوات الأردنية في تأمين استقبال اللاجئين، وحرص على الاطمئنان على اللاجئين الذين وصلوا للتو، مؤكدا أن الأردن سيوفر لهم الأمان وسيقدم كل الإمكانيات المتاحة لتسهيل إقامتهم لحين عودتهم إلى سوريا. وقال جودة «ستبقى حدودنا مفتوحة أمام اللاجئين السوريين»، مشيرا إلى أهمية أن يوفر المجتمع الدولي والدول المانحة الإمكانيات والمساعدات المالية والعينية من أجل توفير الاحتياجات الضرورية للاجئين لأن الأردن من دون دعم المجتمع الدولي لا يستطيع تأمين احتياجات اللاجئين لأن أعداد اللاجئين تجاوزت قدرات الأردن.

وأشار إلى أن اللاجئين السوريين يريدون الأمان وأن معظمهم من الأطفال والشيوخ والنساء وأن «واجبنا في الأردن هو مساعدتهم وتأمين احتياجاتهم الأساسية» موضحا أن العالم يدرك تماما حجم العبء الذي يتحمله الأردن في استقبال هذه الأعداد التي تأتي يوميا بالآلاف هروبا من واقع مؤلم وعنف ودمار وقتل مستمر طالبين الملاذ الآمن. والأردن يتحمل هذا العبء نيابة عن العالم حيث دخل إلى الأردن أكثر من 485 ألف مواطن سوري منذ مارس (آذار) 2011 ويوفر لهم الأردن كل ما يحتاجونه من رعاية طبية، خاصة أن بينهم جرحى وبينهم أطفال وكبار سن.

وقال: إن الأردن يتحمل عبء اقتصادي واجتماعي كبير بسبب هذه الأعداد «وناشدنا العالم وما زلنا نناشد العالم ونقول بأن الأردن يتحمل ما يفوق طاقته وعلى العالم أن يشارك لا بل أن يكون مبادرا إلى دعم ومساندة ومساعدة الأردن في تحمل هذا العبء الإنساني». وأضاف: «إننا في نهاية المطاف ما نريده هو حل سياسي يضمن عودة أبناء الشعب السوري العريق إلى بيوتهم ولكن في هذه اللحظات الصعبة بالنسبة لهم هم موجودون على أرض أردنية يستقبلهم الأردن ويوفر لهم كل ما يحتاجونه ولكن العالم يجب أن يدرك الآن بأن الوضع أصبح خطيرا جدا من حيث الأثر والعبء الذي يتحمله الأردن».

هيغ يعد بملاحقة المسؤولين عن الجرائم في سوريا

قال إن العالم فشل في معالجة الأزمة

لندن: مينا العريبي

قال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ إن بريطانيا والمنظومة الدولية لا تسعيان فقط للتعامل بفعالية مع المحن الإنسانية في العالم بل نكافح من أجل القضاء عليها في المستقبل. تأتي تعليقات هيغ بمناسبة إطلاق تقرير حقوق الإنسان لعام 2012.

واعتبر هيغ أن المأساة الحالية فصولها في سوريا، هي أكبر دليل على الحاجة لرد إنساني دولي حازم. وقال إن أكثر من 100 سوري يقتل يوميا بينما وصل عدد الضحايا (على مدى العامين الماضيين) إلى نحو 70 ألفا، وثمة أدلة على انتهاكات (لحقوق الإنسان) تتمثل بمجازر وتعذيب وإعدامات ميدانية وعمليات اغتصاب منظمة تمارسها قوات النظام وميليشياته.

وأضاف هيغ «إن هذه جرائم يرتكبها النظام بحق شعبه، ويجب ألا يكون هناك أدنى شك في أن القائمين (على هذه المجازر) سيمثلون أمام القضاء». واستطرد قائلا: «وحتى نجمع الأدلة الكافية للوصول إلى ملاحقات قضائية ناجحة، دربت المملكة المتحدة أكثر من 300 ناشط سوري وصحافي من أجل توثيق هذه الانتهاكات».

وتابع هيغ القول: «لقد ساهمنا منذ بدء الأزمة بـ140 مليون جنيه إسترليني في المساعدات الإنسانية، على شكل طعام ومياه صالحة للشرب ومعونات طبية وبطانيات وملاجئ لعشرات الآلاف من اللاجئين. وندعم أيضا جهود الائتلاف الوطني السوري لتوصيل هذه المساعدات».

وفي خطاب منفصل عصر أمس، عبر هيغ عن حيرته من التعامل مع الملف السوري، معتبر أن العالم فشل في معالجة الأزمة السورية وبشكل أساسي بسبب «الانقسام في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة». وتحدث هيغ عن 3 أولويات في التعامل مع الأزمة السورية، أولها المساعدات الإنسانية، ثم الجهود الدبلوماسية مع الروس للتوصل إلى «طريق دبلوماسي إلى الأمام». ولفت إلى أن هناك «تقاسما مشتركا في المصالح والمخاوف» مع الروس حول سوريا، ولكن نقطة الخلاف هي حول آلية التوصل إلى الانتقال السياسي في البلاد. أما النقطة الثالثة فهي «مواصلة زيادة الدعم الفعال للمعارضة السورية لإعطاء النظام السوري إشارة بأن عليهم أن يقبلوا حلا سياسيا».

وشدد هيغ على أن الدعم للمعارضة ليس هدفه التوصل إلى حل عسكري، بل هدفه إقناع النظام السوري بجدية الوضع وضرورة بدئه حوارا جديا للتوصل إلى انتقال سياسي في البلاد. وأضاف: «نريد إعطاء إشارات أقوى للنظام السوري بأنه من الممكن أن تتغير سياستنا»، في إشارة غير مباشرة إلى الحل العسكري.

ولفت هيغ في ندوة اقامتها مجلة «بروسبيكت» البريطانية أمس إلى أن هناك 1.3 مليون لاجئ سوري في الدول المجاورة، 400 ألف منهم في الأردن، «وذلك يشابه وصول 8 أو 9 ملايين لاجئ إلى المملكة المتحدة». ولفت إلى أن هناك حملة لجمع 1.5 مليار دولار لمعالجة الأزمة الإنسانية في سوريا، ولكن فقط 34 في المائة من تلك الأموال رصدت من المانحين.

معارضون يحذرون من تقسيم سوريا

طالبوا بجعل «تحرير حمص من أولويات الثورة»

بيروت: ليال أبو رحال

طالب العشرات من المثقفين السوريين من الشخصيات الوطنية، وبعضهم متحدر من الطائفة العلوية، اعتبار «تحرير حمص من أهم أولويات الثورة، نظرا لموقعها الذي يربط بين الساحل السوري و«حزب الله» اللبناني ويؤهلها لقطع الطريق على تشكيل دويلة «أسدية». ودعوا إلى «رفض التدخل الإيراني بقوة، وإدانة الصامتين عنه، سواء على المستوى الوطني أو العربي أو الدولي، وخصوصا الدول التي تهيمن على مجلس الأمن والأمم المتحدة».

وحمل المعارضون السوريون، في بيان صادر عنهم بعنوان: «دفاعا عن حمص وحماية لسوريا من التقسيم»، أنفسهم والسوريين «مسؤولية حماية البلاد وتجنيبها مخطط التقسيم»، مطالبين «الائتلاف الوطني» و«الجيش السوري الحر» ضمنا وأساسا، بتركيز الجهود على حماية حمص، وقد وضعَها قدرها في موقع الوصل بين إيران والبحر المتوسط.

وعرّف البيان الموقعين عليه بأنهم «من مكونات المجتمع السوري، مختلفون في الرؤى والآراء، لكن توحدنا هموم بلدنا وتملي علينا هذه اللحظة التي تهدد سوريا بالتقسيم أن نرفع صوتنا». ومن عداد الموقعين عليه رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الشيخ معاذ أحمد الخطيب، وسفير «الائتلاف» في فرنسا منذر ماخوس، والممثلة مي سكاف، وعضو المجلس الوطني لؤي صافي، والشاعر فرج بيرقدار وآخرون.

وانتقد المعارضون السوريون «كشف النظام الإيراني وأتباعه، في كل من العراق ولبنان، عن تطور يتمثل بالإعلان عن الوجود العسكري على الأرض السورية، تحت عنوان الدفاع عن العتبات المقدسة»، مشددين على أن «المقامات الشيعية في سوريا هي من نسيج التراث السوري وتحت حماية السوريين. كانت كذلك طوال تاريخ وجودها وقبل أن يجد فيها نظام طهران ورقة سياسية للاعتداء على السيادة الوطنية».

وقال الباحث اللبناني والخبير في العلاقات الدولية الدكتور سامي نادر لـ«الشرق الأوسط» إنه «من الواضح بروز عناصر عدة في الفترة الأخيرة تذهب باتجاه تعزيز فرضية مخطط التقسيم على الصعيد النظري»، موضحا في الوقت عينه أن «الكلام عن التقسيم شيء وإمكانية وجود كيانين سوريين شيء آخر».

وأضاف نادر أن من العناصر المؤشرة على التقسيم «انخراط المحور الإيراني لهذه الدرجة في المعارك داخل سوريا، سواء في معارك الشام أم في حمص، رغم إدراكه سلفا أنه لم يعد ممكنا استعادة سوريا بالكامل ولا بقاء النظام على ما كان عليه قبل بدء الأزمة». ويرى أن «المضي بدعم الأسد عسكريا يعني أن ثمة هدفا آخر، يتمثل بالخطة ويؤكدها الاستبسال في معركة حمص عسكريا، كون حمص البوابة للبقاع اللبناني، أي أنها تربط العمق الشيعي بالعمق العلوي».

ورأى الموقعون على البيان أن «التركيز على إسقاط حمص، قلب الثورة، يأتي ليفضح بجلاء حقيقة مخطط نظام ولاية الفقيه، عبر تمسكهم بمعبر على البحر المتوسط»، مذكرين بأن «إيران هي البادئ بالتدخل في شؤوننا، وتدير اليوم حرب الطاغية على شعبنا، وتدرب ميليشيات طائفية تحت عنوان قوات الدفاع الوطني، بقصد إشعال حرب أهلية بيننا. وإطلاق الصراع السني الشيعي من أراضينا، ليشمل لبنان والعراق وكل المنطقة». وحذروا من «صفقات سياسية» تحت عنوان «ضمان حقوق الأقليات كالعلويين والدروز والمسيحيين والأكراد» لتثبيت «وكيلهم» (الرئيس السوري) بشار الأسد.

ويبدي نادر تخوفه من «التضخيم الإعلامي» الحاصل حول ظاهرة «جبهة النصرة» في سوريا بما يعزز نظرية التقسيم، انطلاقا من محاولة تظهيرها على أنها تشكل عائقا أمام تسليح الثوار السوريين وحسم النتيجة سريعا. ويقول: «ما يتم تداوله اليوم يتمحور حول وجوب عدم تسليح الثوار السوريين، بحجة أن السلاح قد يصل إلى أيدي جبهة النصرة»، لافتا إلى أن «الأخيرة تعطي اليوم لونا مذهبيا فاقعا لسوريا ما بعد سقوط الأسد، والتضخيم الإعلامي يعزز هذا التوجه لدى الرأي العام، وربما يكون الهدف من ذلك التمهيد للقبول بسوريتين وهذا أمر مقلق جدا».

وكان المعارضون السوريون قد أشاروا في بيانهم إلى أن «جمهورا عريضا من الطائفة العلوية، يعارض قيام كانتون طائفي، يقسم البلاد، ويفتح لحروب تمتد قرونا»، مشددين على أن «ضمان حقوق كل السوريين لا يكون إلا بإسقاط نظام الأسد الديكتاتوري الفاشي القاتل وبناء نظام مدني ديمقراطي».

ويخلص نادر إلى التأكيد على أنه «بغض النظر عن نتيجة الصراع في سوريا، فإن شكل سوريا الجديد لن يكون كما كان سابقا».

أوباما يقول إن سوريا تمر في “منعطف دقيق” وواشنطن تحدّث خططاً لتدخل عسكري

                                            خطت الولايات المتحدة قليلاً نحو تغيير موقفها في سوريا عبر السماح بإعطاء مساعدات “غير قاتلة” مباشرة للمعارضة، أعلن عنها الرئيس الأميركي باراك أوباما ليل الخميس ـ الجمعة بقيمة عشرة ملايين دولار فيما كشفت مصادر عسكرية أميركية مطلعة أن الولايات المتحدة تعمل على تحديث خططها العسكرية لتشمل تدخلاً مباشراً في سوريا يشمل توجيه ضربات عسكرية، فيما طالب رئيس الحكومة الانتقالية التي شكلها “الائتلاف الوطني للمعارضة والثورة السورية” غسان هيتو، بتسليح “الجيش السوري الحر”.

يأتي التحرك الأميركي هذا مترافقاً مع تأكيد ديبلوماسيين في الأمم المتحدة عن “أدلة صلبة” لاستعمال أسلحة كيميائية في سوريا، وإبداء مفوضية اللاجئين التابعة للمنظمة الدولية خشيتها على سلامة العدد المتزايد من اللاجئين العائدين إلى بلادهم.

أوباما

ورأى الرئيس الأميركي باراك أوباما أن الحالة الإنسانية في سوريا تزداد تدهوراً، مؤكداً أن الوضع في ذاك البلد بلغ منعطفاً دقيقاً.

وقال أوباما إثر لقائه أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض إن البحث بينهما تناول مجموعة واسعة من القضايا أولها سوريا حيث من الواضح أن الوضع الإنساني يزداد سوءاً.

وأشار إلى أنه والأمين العام يتشاركان الرأي بأن الوضع في سوريا وصل إلى منعطف دقيق، معتبراً أنه “من المهم بالنسبة إلينا أن نتوصل إلى انتقال سياسي يحترم حقوق جميع السوريين، وإلى حين تحقيق ذلك من المهم بالنسبة إلينا أن نحاول التخلص من بعض المجازر التي تستهدف المدنيين وغير المقاتلين”.

وقال أوباما “سوف نضع استراتيجية حول كيفية عمل الأمم المتحدة مع الولايات المتحدة، التي تعتبر المانح الأكبر للمساعدات الإنسانية في سوريا والداعم القوي للعناصر المعتدلة في المعارضة السورية، للتوصل إن لم يكن إلى حل كامل للأزمة السورية، أقله إلى تحسن بالنسبة للشعب السوري ووضع أسس عملية انتقالية تُعد ضرورية”.

أما بان فقال “إن الوضع في سوريا يثير القلق البالغ ويتطلب قيادة قوية من جميع زعماء العالم”، مشيراً إلى أنه طلب من “الرئيس أوباما إظهار وممارسة قيادته القوية في العمل مع الشركاء الرئيسيين في مجلس الأمن الدولي” بشأن سوريا. وأضاف “بصفتي أميناً عاماً للأمم المتحدة فإنني أعمل عن كثب مع الممثل الخاص المشترك الأخضر الإبراهيمي وسأواصل فعل ذلك”، معرباً عن أسفه “لأن الأزمة السورية دخلت عامها الثالث في ظل غياب حل سياسي”.

كما أبدى بان “أسفه لأن الحكومة السورية رفضت عرضه بالالتزام في تحقيق بشأن استخدام أسلحة كيميائية”، معرباً عن أمله في أن تسمح لفريق التحقيق في القيام بعمله بطلب منها.

وأمر أوباما، بتقديم 10 ملايين دولار كمساعدات طبية وغذائية للائتلاف الوطني السوري المعارض، والمجلس العسكري الأعلى، المشرف على الجيش السوري الحر.

وأصدر أوباما مذكرة داخلية إلى وزيري الخارجية والدفاع، بتقديم المبلغ هذا على شكل مساعدات غير قاتلة وخدمات، من مخزون وموارد أي وكالة في الحكومة الأميركية لتأمين مواد غذائية وإمدادات طبية للائتلاف السوري المعارض والمجلس العسكري الأعلى للمعارضة السورية، لتوزيعها على من هم بحاجة اليها.

وأوضح في المذكرة أن هذه المساعدة مهمة للمصالح القومية للولايات المتحدة، مشيراً إلى أن هناك حالة طارئة تتطلب تقديم المساعدة بشكل فوري.

وكان وزير الخارجية، جون كيري، أعلن عن هذه المساعدة في ختام اجتماع أصدقاء سوريا في روما في 28 شباط الماضي، تضاف إلى 117 مليون دولار سابقة قدمت إلى الإئتلاف المعارض.

خطط لتدخل عسكري

في غضون ذلك، كشفت مصادر عسكرية مطلعة أن الولايات المتحدة تعمل على تحديث خططها العسكرية لتشمل تدخلاً مباشراً في سوريا يشمل توجيه ضربات عسكرية.

وقالت المصادر لشبكة “سي إن إن” الأميركية إن ضباط القيادة الأميركية الوسطى وقيادة الأركان المشتركة في وزارة الدفاع (البنتاغون)، عملوا بضغط من النواب الديموقراطيين والجمهوريين على تحديث خطط عسكرية تتضمن تدخلاً مباشراً في سوريا، تتنوّع أشكاله بين توفير المساعدات الإنسانية وتوجيه الضربات العسكرية المباشرة.

وقالت المصادر إن الملامح الأولية للخطة التي تتضمن أدواراً واسعة للقوات الأميركية قد تظهر خلال الأسبوع المقبل، مع الشهادة المرتقبة لوزير الدفاع تشاك هاغل، ورئيس الأركان الجنرال مارتن ديمبسي، أمام الكونغرس، مع التشديد على أن الخيارات المطروحة تأتي في إطار تحديث الخطط العسكرية، وأنها لا تدل بالتالي على أن البيت الأبيض على وشك توجيه أوامر بتنفيذها.

وعلق مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، طلب عدم كشف اسمه، قائلاً “إن الفريق الأمني في البيت الأبيض على علم بالخطط الجديدة”، ولكنه شدد على أنها “لا تختلف كثيراً عن تلك التي سبق للرئاسة الأميركية أن درستها”، مضيفاً “نقول منذ فترة طويلة إننا ندرس كل الخيارات الممكنة من أجل إنهاء العنف وتسريع الانتقال السياسي في سوريا”.

وبحسب المصادر، فإن “بين الخيارات المطروحة استخدام صواريخ كروز لضرب القدرات الجوية السورية، وكذلك استخدام الطائرات العسكرية الضخمة لنقل مساعدات إنسانية، وصولاً إلى إقامة منطقة عازلة داخل سوريا، ولكنها كلها خيارات قد تعترضها تحديات كبيرة عند التطبيق”.

وكانت “سي إن إن” قد كشفت قبل أيام أن المساعدات “غير القاتلة” إلى المعارضة التي أعلن عنها أوباما أول من أمس، يعتقد أن بينها سترات واقية ومناظير ليليّة، ولكنها تبقى أقل بكثير مما يطالب به عدد من النواب الأميركيين الذين كانوا قد دعوا الرئيس باراك أوباما إلى التفكير في خيارات عسكرية محدودة لا تتضمن إرسال جنود إلى سوريا.

نزاع طائفي

أميركياً أيضاً، قال مدير المخابرات جيمس كلابر إن ما وصفه بالعنف الطائفي قد يستمر فى سوريا حتى بعد سقوط نظام بشار الأسد بسبب تعمق الانقسامات حتى بين جماعات المعارضة المسلحة.

ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية أمس عن كلابر قوله خلال جلسة استماع للجنة المخابرات أمام مجلس النواب أول من امس إن “السيناريو الأكثر احتمالاً الذي نراه، حتى بعد سقوط الأسد، يكمن في المزيد من التشرذم والتشقق سواء على المستوى الطائفي أو الجغرافي، وذلك سوف يستمر لمدة تراوح ما بين عام وعام ونصف”، مضيفاً أن”هناك جماعات متطرفة داخل صفوف المعارضة لا تزال قوية بصورة أبعد من عددهم الفعلي وتحظى بوجود فعلي في 13 محافظة من بين 14 محافظة سورية”.

وذكرت الصحيفة أنه طلب من كلابر تحديد ما إذا كانت الولايات المتحدة والحلفاء قادرين في تأمين ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية في حال سقوط الأسد، لكنه تحاشى الإجابة وقال إنه ليس متاكداً وإن الإجراءات ستكون مستقلة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الإدارة الأميركية جددت مخاوفها من أن هذه الأسلحة الكيميائية قد تقع في يد عناصر متطرفة بينما قال مسؤولون آخرون إن الخطط الراهنة لا تشمل عملية إقحام القوات الأميركية في تأمين مخازن الأسلحة الكميائية.

غسان هيتو

ودعا رئيس الحكومة الانتقالية غسان هيتو الغرب إلى تسليح “الجيش السوري الحر” بأسلحة مضادة للدبابات والطائرات، وقال إنه يستعد للانتقال من مدينة دالاس الأميركية، حيث يقيم، إلى دمشق في غضون أشهر.

وقال هيتو، الذي انتخبه الائتلاف الوطني الشهر الماضي رئيساً لحكومته المؤقتة، في مقابلة مع صحيفة “التايمز” أمس إنه لا يطالب بريطانيا وشركاءها في منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) التدخل عسكرياً في سوريا، ولا يدعو إلى نشر جنود بريطانيا على أراضيها.

وكان هيتو ضمن وفد الائتلاف السوري المعارض الذي دعاه وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، إلى لندن خلال اجتماع وزراء خارجية مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى يومي العاشر والحادي عشر من نيسان الجاري.

وقال هيتو “نحن لا نطالب حتى بقيام طيارين بريطانيين بالتحليق فوق سوريا، لكننا نريد تزويد الجيش السوري الحر بأسلحة نوعية، بما في ذلك الصواريخ القادرة على إسقاط الطائرات المقاتلة التي تستمر في قصف المدنيين، متسائلاً كم سننتظر ونحن نرى شعبنا يُذبح يوماً بعد يوم؟”.

وطمأن هيتو المجتمع الدولي بأن الأسلحة التي تذهب لقيادة الأركان المشتركة التابعة للائتلاف “لن تقع في الأيدي الخاطئة”، مشيراً إلى أن الجدل يدور الآن حول تزويد المعارضة السورية بالأسلحة.

وأكد أن حكومته المؤقتة، التي تضم 11 وزيراً، ستنتقل إلى المناطق المحررة في شمال سوريا مطلع أيار المقبل بعد أن يصادق عليها الائتلاف السوري في نهاية الشهر الحالي، وستقوم بالمطالبة بالأصول المجمدة لنظام الأسد، إذا ما تمكنت من تقديم نفسها على أنها حكومة بديلة قابلة للحياة.

واضاف أن حكومته المؤقتة “ستكون إدارة تكنوقراطية وستتولى مسؤولية توزيع المساعدات الإنسانية، وتوفير الخدمات الصحية، والتعليم.. وستقوم بإعادة تأهيل الأجهزة الأمنية للنظام وجعلها تحترم القانون والنظام”.

واقترح هيتو بأن سوريا في ظل حكومته المؤقتة لن تغوص في أتون حرب طائفية على غرار العراق ولبنان، كما أنها لا تؤمن بأيديولوجية تنظيم القاعدة وكذلك الشعب السوري.

وقال إنه سيقوم بزيارة سريعة للمناطق المحررة في شمال سوريا خلال عطلة نهاية الأسبوع الحالي، وإن ابنه موجود داخل سوريا في مهمة إغاثية.

وأشارت الصحيفة الى أن هيتو، البالغ من العمر 50 عاماً، كان حتى الخريف الماضي عضواً في مجلس إدارة مدرسة إسلامية بمدينة تكساس الأميركية، حيث كان يعمل في مجال الاتصالات، ومتزوج من معلمة أميركية اعتنقت الإسلام.

الأسلحة الكيميائية

في شأن السلاح الكيميائي، أعلن ديبلوماسيون في الأمم المتحدة أول من أمس أن الدول الغربية لديها “أدلة صلبة” على أن أسلحة كيميائية قد استعملت مرة على الأقل في النزاع السوري.

وقال ديبلوماسي غربي “لدينا أدلة صلبة” على استعمال أسلحة كيميائية. وأضاف هذا المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن هويته “توجد عدة أمثلة حيث نحن متأكدون تماماً من أن قنابل كيميائية قد استعملت بشكل متقطع”.

وأكد ديبلوماسي آخر في مجلس الأمن الدولي أن أدلة “مقنعة تماماً” قد أرسلت الى الأمين العام للأمم المتحدة لدعم الاتهامات ضد نظام بشار الأسد.

وينتظر فريق من خبراء الأمم المتحدة في قبرص الضوء الأخضر للتوجه إلى سوريا للتحقيق في مزاعم بوقوع هجمات بأسلحة كيماوية لكن الجدل الديبلوماسي بشأن سلطات الفريق وكيفية تأمين أفراده يعرقل المهمة.

ويتضمن الفريق الذي يضم 15 محققاً محللين كيميائيين لديهم القدرة على جمع وفحص العينات المشتبه بها وخبراء من منظمة الصحة العالمية لفحص الآثار الصحية الناجمة عن التعرض للسموم.

وطلبت سوريا فريقاً للتحقيق في ما تقول إنه هجوم سام شنته المعارضة في مدينة حلب الشمالية الشهر الماضي. لكن دمشق رفضت مطالب المعارضة بإرسال المفتشين إلى مواقع أخرى تقول المعارضة المسلحة إن القوات الحكومية استخدمت فيها الأسلحة الكيماوية.

وانقسمت الدول الأعضاء في مجلس الأمن حول هذا الشأن حيث تدعم روسيا موقف الحكومة السورية وتدعم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا طلب المعارضة.

وستكون هذه المهمة بمثابة اختبار للمهارات الديبلوماسية لقائدها العالم السويدي اكي سلستروم الذي ساعد في تفكيك برنامج الأسلحة الكيماوية والبيولوجية العراقي في التسعينات.

وقال رولف ايكيوس مدير سلستروم السابق في العراق لوكالة “رويترز”، “إنه كفء وأمين وهذا أمر في غاية الأهمية… وهو أيضاً ليس سياسياً ولا ديبلوماسياً بل عالماً. ولديه خبرة اكتسبها من العمل في العراق في ظروف صعبة لذا فهو يعرف كيف يواجه المعارك الصعبة”.

لكن نشر فريق من المراقبين على خطوط المواجهة في حرب أهلية سيكون أمراً غير مسبوق وينطوي على خطورة بالغة.

وقال روبرت كيلي، الأميركي الذي رأس فريق التفتيش التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية في العراق، “أي غربي يتطوع للمشاركة في فريق كهذا يجب أن يعتبرها مهمة انتحارية. الأرض ليست مستقرة بالمرة”. وأضاف “بالتأكيد لم أكن لأتطوع لهذه المهمة على مثل هذا الأساس الضعيف من الأقوال والشائعات (…) فرصة النجاح الفني ضئيلة ويمكن استخدامها دعائياً من أي جانب لأي سبب”.

وتحديد الملوم في الهجمات الكيماوية المحتملة ليس من اختصاص فريق “سلستروم” وإنما هو معني فقط بالتحقق مما إذا كانت أسلحة كيماوية قد استخدمت في الصراع المستمر منذ عامين والذي أسفر عن مقتل نحو 70 ألف شخص.

وتوفر منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ومقرها لاهاي العلماء والمعدات للمهمة التي ينتمي أغلب أعضائها إلى الدول الاسكندنافية وأميركا اللاتينية وآسيا. ولن يكون أي من أعضاء الفريق من دولة من الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن تفادياً لأي انطباع يمكن أن يعتبر انحيازاً.

وتقول دول غربية إنها تعتقد أن سوريا تمتلك مخزوناً من الأسلحة الكيماوية وإن استخدام هذه الأسلحة سيكون “خطاً أحمر” يمكن أن يبرر التدخل العسكري الأجنبي. ولم تؤكد سوريا علناً امتلاكها أسلحة كيماوية لكنها تقول إنها لن تستخدم هذا النوع من الأسلحة أبداً في صراع داخلي.

وتقول دمشق أيضاً إنها تخشى أن يقوم المفتشون بنفس الدور الذي لعبوه في العراق حيث استغلت الولايات المتحدة شكوكهم في أن الرئيس العراقي حينها صدام حسين يخفي أسلحة محظورة في تبرير غزوها للعراق عام 2003.

وإذا تم نشر الفريق فمن المقرر أن يتوجه ومعه أجهزة لكشف الكيماويات إلى المواقع التي يزعم أن أسلحة كيماوية استخدمت فيها. وسوف تغلق المنطقة كما يتم إغلاق مواقع الجريمة بينما يجري تسجيل الأدلة بالتصوير الفوتوغرافي والفيديو.

كما يمكن أن يفحص الخبراء التربة والهواء والماء وربما عينات من بول ضحايا مزعومين أو من حيوانات نافقة في معمل متنقل بسيط قبل حفظها وإرسالها إلى مقر منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي وإلى معملين آخرين.

وقال مسؤولون في بلدة دوما القريبة من دمشق، وهي من المناطق التي لا ترغب الحكومة في أن يدخلها فريق التفتيش، إنهم يحتفظون في مشرحة بست جثث يُقال إنها لضحايا أسلحة كيماوية.

وجاء في رسالة وجهها قائد بارز للمعارضة نيابة عن قيادات محلية في البلدة أن القتلى سقطوا في قريتي عدرا وعتيبة. وقالت الرسالة إن 32 شخصا آخر يعانون من أعراض مرضية وعرضوا الخضوع للفحص.

وقال ايكيوس “سيكون الموقف خادعاً بالنسبة لسلستروم مع مقاومة الحكومة لدخول فريقه. لو كنت مكانه لسعيت لتفويض أوسع من الأمم المتحدة. لكن عليهم أولاً أن يبدأوا بتحقيق واحد ثم يتوسعوا من هذه النقطة. بغير هذا لن يذهبوا مطلقاً”.

وقال هانز بليكس الذي رأس فريق التفتيش بالعراق قبل الغزو خلفاً لإيكيوس إن سوريا تمثل تحدياً أكبر من العراق لعدم وجود ضغط دولي سواء على الحكومة أو على المعارضة علاوة على العمل في منطقة حرب.

واعتبر أن المهمة يجب ألا تبدأ من دون السماح بالتحقيق في المزاعم من الجانبين. وقال: “لا أعتقد أن الأمم المتحدة يمكن أن ترضى بإلقاء نظرة على ما تقول الحكومة إن المعارضة فعلته (وحسب). يجب عليها أن تكون عادلة”. وبينما تشكل السياسة الآن العقبة الرئيسية ما زالت مسائل الإمداد والإدارة والأمن من الأمور الرئيسية التي يجب حلها. ومن بين الأمور المعلقة كيفية الحفاظ على سلامة فريق التفتيش أثناء العبور بين المناطق التي تسيطر عليها الحكومة وتلك التي تسيطر عليها المعارضة.

وقال ايكيوس إن هذا الأمر سيجعل المهمة أصعب من العمل في العراق قبل الغزو. وأضاف “كان يمكنني أن أطلب دخول أي مكان في أي وقت بتفويض الأمم المتحدة. لكن سيكون على سلستروم أن يقول “أريد الذهاب إلى هناك” ويمكنهم أن يردوا ببساطة “ليس بمقدورنا أن نوفر لك الأمن” فينتهي الأمر”.

ميدانيات

ميدانياً، قال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” إن الثوار اشتبكوا مع القوات السورية في مدينة القامشلي الحدودية شرق البلاد أمس لينهوا بذلك هدنة فعلية في المنطقة ذات الأغلبية المسيحية والكردية.

وذكر المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقراً له إن القامشلي الواقعة على الحدود مع تركيا وبالقرب من العراق ظلت هادئة طوال الانتفاضة المناوئة للرئيس بشار الأسد والتي دخلت عامها الثالث بفضل اتفاق الأكراد المحليين مع المعارضين على تجنب خوض الاشتباكات داخل حدود المدينة.

وأظهر مقطع مصور نشر على “الإنترنت” أمس بعض الشاحنات والعشرات من مقاتلي المعارضة وهم يعدون لهجوم على مطار القامشلي والدخان يتصاعد من أرض المطار.

وأشار المرصد إلى أن المدينة التي يقطنها نحو 200 ألف نسمة تؤوي الآلاف من السوريين الفارين من مناطق أخرى بالبلاد. ويترقب سكان المدينة الآن رد فعل الأسد ليروا ما إذا كان سيرد على هجمات المعارضين باستخدام الطائرات الحربية مثلما فعل في مدن أخرى.

وقال المرصد إن هذا الهجوم تم بمشاركة مقاتلي الجيش السوري الحر وجبهة النصرة الإسلامية المتشددة الذين اشتبكوا في الماضي مع مسيحيين وأكراد حاولت المعارضة إقناعهم بالتخلي عن الأسد.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن المرصد ليس متأكداً من سبب هجوم اليوم مشيراً إلى احتمال انهيار الاتفاق. وأضاف أن الحكومة والميليشيات الكردية تسيطر على مناطق شتى من القامشلي.

وفي كانون الثاني الماضي خاض المتمردون الأكراد معارك مع مقاتلي المعارضة استمرت أسابيع بعد انسحاب قوات الأسد من رأس العين وهي نقطة حدودية شمالية مع تركيا ما تسبب في إحراج المعارضة التي قالت إنها تمثل جميع السوريين.

وميدانياً أيضاً سقط عدد من القتلى والجرحى عصر أمس في قصف من قوات النظام على حي جوبر في شرق دمشق، في وقت سجل قصف أيضاً على أحياء أخرى في جنوب وغرب العاصمة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال المرصد في بيان “استشهد سبعة رجال على الأقل إثر القصف من القوات النظامية الذي استهدفهم في منطقة البيادر بحي جوبر. كما سقطت قذائف هاون عدة على حيي برزة والحجر الأسود”.

كما أفيد أمس عن قصف وغارات جوية ومعارك عنيفة في عدد من المناطق في ريف دمشق حيث قتل أيضاً أربعة أشخاص نتيجة قصف على بلدة النبك.

في مدينة حلب (شمال)، قال المرصد إن مقاتلي المعارضة قصفوا ثكنة المهلب التابعة للقوات النظامية ما تسبب بـ”خسائر بشرية في صفوف القوات النظامية وتدمير مبنى بجانب الثكنة”، بحسب المرصد الذي أشار الى مقتل ثمانية أشخاص بينهم ستة مقاتلين معارضين في اشتباكات في مناطق أخرى من المدينة.

أزمة اللاجئين

في جنيف، قالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أمس إن أعداداً متزايدة من اللاجئين السوريين يختارون العودة الى بلادهم من الأردن حيث يبلغ عدد العائدين الى البلد المضطرب يومياً 300 لاجئ، معربة عن قلقها العميق بشأن سلامتهم.

وقالت المفوضية التابعة للأمم المتحدة إنها سجلت زيادة خلال الأيام العشرة الماضية في أعداد السوريين العائدين من الأردن الى سوريا رغم تأكيدها أن أعداداً أكبر من السوريين يعبرون الحدود باتجاه الأردن.

وقالت المتحدثة باسم المفوضية ميليسا فلمينغ إن اللاجئين يختارون العودة الى سوريا لعدد من الأسباب من بينها الأنباء عن تحسن الأمن في عدد من القرى الحدودية وكذلك لحماية ممتلكاتهم.

وصرحت للصحافيين في جنيف أن العديد من اللاجئين يريدون كذلك الانضمام الى أفراد من عائلاتهم أو إحضار أقارب تركوهم خلفهم معهم الى الإردن.

وأضافت أن ما معدله 300 شخص قرروا خلال الأسبوع والنصف الماضيين مغادرة الأردن والعودة الى القرى القريبة من محافظة درعا السورية. وأوضحت أن “جزءاً كبيراً من مناطق هذه المحافظة لا تزال ساحة معركة، وتخشى المفوضية على سلامة العائدين الذين تشكل العائلات الغالبية العظمى منهم”.

وأضافت أن المفوضية “قلقة للغاية من أن يكون اللاجئون يعودون الى مناطق تعاني من نقص في الغذاء والوقود والكهرباء ولا توجد فيها غير خدمات محدودة”، مؤكدة أن الوضع الأمني لا يزال “متفجراً”.

وقبل أسبوع ذكرت الحكومة الأردنية أن نحو 35 ألف لاجئ سوري قرروا العودة الى سوريا منذ اندلاع النزاع في ذلك البلد في آذار/مارس 2011.

وأكدت فليمنغ الجمعة على أن أعداداً أكبر من الناس لا تزال تفر من العنف المتصاعد في سوريا، حيث أن نحو 2000 شخص يعبرون الحدود من سوريا الى الأردن يومياً.

وقالت إن “العدد الإجمالي للاجئين السوريين الذي عادوا طوعاً أقل من 1% من إجمالي عدد من يصلون” الى الأردن. ويقول الأردن إنه يستضيف حالياً نحو 500 ألف لاجئ سوري على أراضيه، وتتوقع الأمم المتحدة أن يصل عدد اللاجئين في الأردن الى 1,2 مليون سوري بنهاية العام الحالي. وفي الإجمال فإن نحو 1,3 مليون سوري فروا من بلادهم الى الدول المجاورة منذ بداية النزاع الذي أسفر حتى الآن عن مقتل أكثر من 70 ألف شخص، بحسب الأمم المتحدة.

انفجار ومعارك بدمشق والأسد يصدر عفوا

                                            انفجرت عبوة ناسفة بحي البرامكة بقلب العاصمة السورية مخلفة عددا من الجرحى، وفق اتحاد تنسيقيات الثورة، في وقت وقعت اشتباكات بين قوات النظام والجيش الحر وسط قصف عنيف في أحياء عدة بالعاصمة السورية.

 وبينما وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان سقوط 11 قتيلا اليوم معظمهم بدمشق وريفها، أصدر الرئيس السوري بشار الأسد مرسوما يقضي بمنح عفو عام عن الجرائم المرتكبة قبل تاريخ اليوم، وذلك قبيل احتفال البلاد بعيد الجلاء.

وقالت شبكة شام إن انفجار دمشق وقع قرب فرن للخبز في شارع الفحامة الواقع في حي البرامكة وسط العاصمة دمشق، يأتي ذلك بالتزامن مع قصف عنيف بالمدفعية يتعرض له حي جوبر وأحياء دمشق الجنوبية، وفق المصدر نفسه. وتحدث ناشطون عن اشتباكات عنيفة قرب فرع المخابرات الجوية في القدم جنوبي دمشق.

كما قصفت قوات النظام خلال الليل وصباح اليوم مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق في وقت جرت اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام على مداخله. كما أفاد ناشطون بأن قتلى وجرحى سقطوا أمس في غارات شنتها طائرات النظام على حي القابون الدمشقي.

وفي ريف دمشق تعرضت مدن ببيلا والمليحة ومعضمية الشام وزملكا وداريا لقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ وسط معارك عنيفة في مدينة داريا ومحيط مجمع تاميكو بالمليحة، وفق شبكة شام والهيئة العامة للثورة السورية. وقالت لجان التنسيق المحلية إن انهيار منزل في ببيلا جراء القصف أدى إلى مقتل عائلة كاملة.

وفي حلب شمالي البلاد أفاد اتحاد تنسيقيات الثورة بوقوع اشتباكات فجر اليوم بين الجيش الحر وقوات النظام في محيط مطار حلب.

أما في حمص وسط البلاد فقالت الهيئة العامة للثورة إن القصف العنيف بالمدفعية وراجمات الصواريخ على مدينة الرستن بريف المحافظة أوقع العديد من الجرحى.

قصف واشتباكات

وجنوبا في درعا تعرضت مدينة بصرى الشام وبلدتا خربة غزالة ومعربة إلى قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ وسط اشتباكات عنيفة في مدينة بصرى الشام، بحسب شبكة شام.

في غضون ذلك قالت المصادر نفسها إن اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام تدور في محيط مطار دير الزور العسكري بالتزامن مع قصف عنيف تتعرض له أحياء بالمدينة وبلدتا المريعية وموحسن بريف المحافظة، كما وقعت معارك في الفرقة 17 بالرقة وسط قصف من الطيران الحربي.

وفي إدلب وثقت الهيئة العامة للثورة سقوط قتيلين من الجيش الحر في الاشتباكات مع قوات النظام على حاجز صهيان في معرة النعمان.

وجاء هذا التطور بعد ساعات من قصف طائرات القوات النظامية السورية قرى على الحدود السورية مع تركيا، واستهدف بلدة سرمدا ومعبر باب الهوى خاصة. وأفاد ناشطون سوريون بأن عائلات سورية هربت باتجاه الحدود السورية مع تركيا.

يأتي ذلك بعدما قالت وسائل إعلام حكومية ومصادر من المعارضة أمس إن القوات النظامية كسرت حصارا كان مفروضا على القاعدتين العسكريتين بوادي الضيف والحميدية بإدلب.

عفو رئاسي

على صعيد متصل أصدر الرئيس السوري بشار الأسد اليوم الثلاثاء مرسوما يقضي بمنح عفو عام عن الجرائم المرتكبة قبل تاريخ اليوم، وذلك قبيل احتفال البلاد بعيد الجلاء.

وينص المرسوم -وفق وكالة الأنباء الرسمية (سانا)- على أن “تستبدل عقوبة الإعدام بعقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة وعقوبة الأشغال المؤبدة بعقوبة الأشغال الشاقة المؤقتة لمدة 20 عاما”. وتستثنى من أحكام المرسوم “جرائم تهريب الأسلحة والمخدرات”.

كما ينص المرسوم على “العفو عن كامل العقوبة لمرتكبي جرائم الفرار الداخلي”، مستثنيا من سلم نفسه الفرار خلال 30 يوما بالنسبة الداخلي و90 يوما بالنسبة للفرار الخارجي.

ويقضي المرسوم “بالعفو عن ربع العقوبة لمن انضم من السوريين إلى منظمة إرهابية”.

وكان الأسد أصدر مراسيم عدة تقضي بمنح العفو منذ اندلاع الثورة السورية منتصف مارس/آذار 2011 كان آخرها في أكتوبر/تشرين الأول 2012 مستثنيا منه “جرائم الإرهاب المنصوص عليها في قانون الإرهاب”.

الخطيب يدعو النصرة لفك ارتباطها بالقاعدة

بريطانيا تزود معارضة سوريا بتجهيزات حربية

                                            قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن بلاده ستزود المعارضة المسلحة في سوريا بعربات مدرعة، ودروع واقية من الرصاص، وعلى صعيد آخر، حذر فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري من غياب سوريا عن الخريطة في حال تنحي الأسد.

ووفقا لصحيفة ديلي ميل البريطانية، أبلغ هيغ مجلس العموم (البرلمان) أن بريطانيا ستمنح المعارضة السورية 34 عربة -بما في ذلك خمس عربات مصفحة رباعية الدفع- وعشرين مجموعة من الدروع الواقية من الرصاص.

وقال إن بريطانيا ستسعى إلى إنهاء الحظر الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي على إرسال الأسلحة إلى سوريا، خلال الاجتماع الذي سيعقده وزراء خارجية دوله الشهر المقبل. وأكد أنه سيمارس ضغوطاً أيضاً على نظرائه الأجانب خلال الاجتماع الذي ستعقده مجموعة أصدقاء الشعب السوري بمدينة إسطنبول التركية السبت المقبل.

وبينما أشار هيغ إلى أن حكومة بلاده لم تتخذ أي قرار نهائي بشأن تسليح المعارضين السوريين، إلا أنه اعتبر أن “الجماعات المعتدلة” في المعارضة السورية تفتقر إلى الأسلحة التي يحصل عليها النظام و”متطرفو” تنظيم القاعدة بسهولة.

وقال هيغ إن بريطانيا تشعر بقلق متزايد من وجود أدلة على استخدام أسلحة كيميائية في سوريا، وطالب بأن يواجَه استخدام هذه الأسلحة برد دولي جدي، ودعا إلى فتح تحقيق عاجل حول استخدام تلك الأسلحة في سوريا، ومحاسبة الجناة.

المقداد يحذر

في المقابل حذّر فيصل المقداد -نائب وزير الخارجية السوري- من أن سوريا ستغيب عن الخريطة إذا تنحى الرئيس بشار الأسد الآن، واتهم بريطانيا وفرنسا بدعم تنظيم القاعدة بشكل مباشر أو غير مباشر لتصعيد الحرب في بلاده.

وقال المقداد -في مقابلة مع صحيفة الغارديان نشرتها الثلاثاء- إن الرئيس الأسد لن يتنحى “ولن تكون هناك سوريا إذا فعل.. وستغيب عن الخريطة إذا غادر الآن قبل أن نوافق على خطة سياسية بين جميع السوريين”.

ووصف بريطانيا وفرنسا بالمستعمرين الجدد جراء تقديمهما الدعم السياسي والعسكري لمسلحي المعارضة، كما هاجم تركيا ومن وصفهم بـ”الأغبياء العرب”، لقيامهم بـ”خدمة المصالح الغربية”.

واتهم المقداد إسرائيل بالتدخل في الصراع الدائر في البلاد، مشيراً إلى أن عملاء لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) قُتلوا في محافظة درعا القريبة من الحدود الأردنية.

واعتبر أن هناك مؤامرة كبيرة ضد سوريا لإجبارها على تغيير سياساتها تجاه الصراع العربي الإسرائيلي، وتغيير مواقفها من القضايا العربية، وإقامة حكومة تخدم مصالح الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا.

وفي سياق متصل، قالت قناة الإخبارية السورية إنها ستبث لقاء مع الرئيس بشار الأسد مساء غد الأربعاء.

وكان الأسد حذر في آخر ظهور إعلامي له -في مقابلة مع قناة “أولوصال” وصحيفة “إيدنليك” التركيتين- من “تأثير الدومينو” في حال تقسيم بلاده أو سقوط نظامه. وتحدث عن عدم استقرار في دول الجوار يستمر “لسنوات وربما لعقود طويلة”.

فك الارتباط

من جهة أخرى دعا رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد معاذ الخطيب جبهة النصرة إلى فك ارتباطها بتنظيم القاعدة، وجدد التأكيد على رفض قوى الثورة في سوريا صراحة لفكر تنظيم القاعدة.

وفي كلمة له أمس أمام مؤتمر “الإسلام والعدالة الانتقالية في سوريا” المنعقد في مدينة إسطنبول التركية وجه الخطيب ما وصفها بـ”نصائح لله” إلى جبهة النصرة، مشيرا إلى أن “الشباب المجاهدين” في الجبهة يتعرضون إلى “كيد عظيم”، لذلك فإن عليكم أن “تفكوا ارتباطاتكم مع هذا التنظيم (القاعدة) وارتباطاته من أولها إلى آخرها”.

كما طالب جبهة النصرة بتغيير اسمها “مهما كان الأمر ثقيلا” وأن تكون للجبهة قيادات واضحة ومرجعيات ترتبط بمرجعيات سورية معروفة، على حد تعبيره.

ومن نصائح الخطيب لجبهة النصرة أن يكون هدفها “إعانة الناس على الحق” وعدم الدخول في جزئيات ليس وقتها والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وعدم إدخال البلاد في “متاهات”.

من جانبه قال عامر أبو سلامة مسؤول العلاقات الخارجية في جماعة الإخوان المسلمين في سوريا إن جبهة النصرة هي ضمن الجماعات المقاتلة في الثورة السورية ولا أحد ينكر وجودها على الأرض. وأضاف أبو سلامة في مؤتمر صحفي عقدته الجماعة بمدينة إسطنبول أن الثورة السورية تضم جميع مكونات الشعب السوري وليست حكرا على جهة بعينها.

الائتلاف السوري يطلب منع تدخل حزب الله

                                            دعا الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية اليوم الثلاثاء الحكومة اللبنانية إلى منع حزب الله حليف دمشق من تنفيذ عمليات داخل سوريا، وطالب مقاتلي المعارضة السورية بـ”ضبط النفس” وعدم استهداف مناطق لبنانية.

ودعا الائتلاف “الحكومة اللبنانية إلى ضبط حدودها والإيقاف العاجل، بكل الوسائل الممكنة، لجميع العمليات العسكرية المنسوبة لحزب الله في المواقع القريبة من الحدود السورية”، وذلك في بيان أصدره اليوم.

وأضاف البيان أنه “آن الأوان للحكومة اللبنانية التي اتخذت سياسة النأي بالنفس، بالتوقف عن غض النظر عن السياسات التعسفية التي يمارسها حزب الله في تدخله في الشؤون السورية”.

كما دعا الجيش اللبناني الذي حذر من الرد على مصادر النيران، إلى “ضبط النفس والتزام الحكمة في التصرف”.

يشار إلى أن لبنان يتبنى سياسة “النأي بالنفس” عن الأزمة السورية، نظرا لتعقد المشهد السياسي اللبناني، وخشية امتداد الأزمة إليه.

واتهم الائتلاف حزب الله بقصف قرى سورية والسيطرة على بعضها، مما “قد يدفع بعض كتائب الجيش الحر إلى الرد على ذلك العدوان المتكرر”.

ودعا البيان “كتائب الجيش الحر في ريف حمص الغربي إلى ضبط النفس واحترام الحدود السيادية للبنان”، محذرا من أن اندلاع مواجهات بين الطرفين “يعرض سكان مناطق الحدود لمخاطر كبيرة يمكن تجنبها بتحكيم صوت العقل ووقف الخروقات والعدوان”.

اشتباكات

وكانت اشتباكات قد اندلعت بين كتائب المعارضة السورية المسلحة التابعة للجيش الحر وعناصر من حزب الله اللبناني في مدينة القصير بريف حمص، قرب الحدود السورية اللبنانية.

وقال ناشطون سوريون إن قتلى وجرحى من حزب الله سقطوا في منطقة تل قادش, أثناء الاشتباكات المستمرة لليوم الثاني على التوالي، بعد سيطرة الحزب على عدة قرى داخل الأراضي السورية.

وبهذه المناسبة رفض لبنان الاعتداءات على أراضيه “سواء أتت من النظام السوري أو المقاتلين المعارضين له”، وقرر رفع مذكرة إلى جامعة الدول العربية بشأن تكرار سقوط قذائف على مناطقه الحدودية.

وقد عقد اجتماع وزاري أمني في القصر الجمهوري بلبنان غداة مقتل شخصين في سقوط قذائف على قرى تعد معقلا لحزب الله في البقاع، مصدرها مواقع لمسلحي المعارضة في الجانب السوري، حسب تقارير أمنية.

وقال وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني في حكومة تصريف الأعمال وائل أبو فاعور إن “أي اعتداء من أي طرف، سواء من الجيش السوري أو أطراف أخرى مرفوض وغير مقبول”.

من ناحية أخرى, أبلغ الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان -ديريك بلامبلي- المسؤول عن العلاقات الدولية في حزب الله -عمار الموسوي- قلق المنظمة الدولية لما يجري على الحدود اللبنانية السورية.

وقال بلامبلي -في بيان له بعد اجتماعه بالموسوي- إنه بحث معه الحوادث الأخيرة على الحدود بين سوريا ولبنان, وأوضح تأكيد الأمم المتحدة على أهمية احترام سلامة أراضي لبنان وسيادته، وضرورة أن يحترم الكل سياسة النأي بالنفس عما يجري في سوريا.

من جهته، قال حزب الله -في بيان- إن الموسوي ندد أمام بلامبلي بما وصفه بالاعتداء السافر الذي نفذه مسلحون من داخل الأراضي السورية على بلدة القصر اللبنانية.

دعوة أممية لإنقاذ السوريين من كارثة

طالب مديرو منظمات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة زعماء العالم بسرعة التحرك لكسر الجمود الدبلوماسي الذي يحيط بسوريا للحيلولة دون وصول الأزمة إلى نقطة تحول خطيرة.

وأصدر مسؤولو خمس وكالات إنسانية أممية معنية بالوضع في سوريا بيانا مشتركا أمس دعوا فيه إلى “إنقاذ الشعب السوري والمنطقة من الكارثة”، وقالوا في بيانهم الصادر أمس الاثنين “بسبب انعدام الأمن وقيود أخرى مفروضة في سوريا، إضافة إلى عوائق مالية، فإننا قد نضطر وربما بعد بضعة أسابيع إلى تعليق جزء من مساعدتنا الإنسانية”.

وأضاف البيان “نحن رؤساء هيئات في الأمم المتحدة مكلفة معالجة الكلفة الإنسانية للمأساة، ندعو القادة السياسيين المعنيين إلى تحمل مسؤولياتهم حيال الشعب السوري، نطلب منهم استخدام نفوذهم السياسي لفرض حل سياسي لهذه الأزمة الرهيبة”.

وذكر البيان أنه على مدى عامين أسفر النزاع في سوريا عن أكثر من 70 ألف قتيل وأجبر أكثر من خمسة ملايين شخص على مغادرة منازلهم بينهم أكثر من مليون لاجئ.

وتابع أنه بعد كل ذلك يبدو أن الحكومات والفرقاء القادرين على وضع حد للعنف والمجازر في سوريا لم يدركوا حتى الآن تماما الطابع الملح للوضع.

وناشد البيان جميع الضالعين في هذا النزاع العنيف وإلى جميع الحكومات القادرة على التأثير فيهم، تعبئة جهودهم وممارسة نفوذهم لإنقاذ الشعب السوري وإنقاذ المنطقة من الكارثة.

ووقع البيان مسؤولة مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري آموس، والمدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي أرتاران كوزان، والمفوض الأعلى للاجئين في الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، والمدير التنفيذي لصندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أنطوني ليك، والمديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية مارغريت شان.

اجتماع أممي

ويأتي هذا النداء قبل أن يدلي جوتيريز وآموس بإفادتيهما أمام اجتماع  مجلس الأمن بعد غد الخميس، بخصوص الوضع الإنساني في سوريا، بعد أن أعلنت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي أنها ستوقف المساعدات الغذائية لنحو 400 ألف لاجئ سوري في لبنان الشهر القادم ما لم تحصل على تمويل عاجل جديد.

وقال المدير التنفيذي ليونيسيف أنتوني ليك وأحد الموقعين على النداء إن “تردد المجتمع الدولي قد يفضي إلى كارثة”، وأضاف ليك على هامش مؤتمر في دبلن “يجب على المجتمع الدولي إيجاد حل سياسي لهذا الصراع قبل أن تتسع المجزرة البشرية متحولة من أزمة إلى كارثة، وهو ما تؤول إليه الأمور بالفعل”.

 وأضاف ليك -وهو مستشار سابق للأمن القومي الأميركي- في مقابلة مع وكالة رويترز “لا يوجد تمويل كاف ولا اهتمام كاف ولا إرادة سياسية كافية، وعدم إحراز تقدم في العمل على إيجاد حل للحرب الأهلية هو أكبر مشكلة تواجه جهود الإغاثة الإنسانية، لكن أزمة التمويل لها أثر كبير أيضا”.

وأوضح أن “الاحتياجات تفوق التمويل”، مضيفا أن وكالته التي لها 60 موظفا يعملون بدوام كامل في سوريا قد تجد صعوبة بالاستمرار في تقديم خدماتها في الشهور القادمة.

 وقال ليك “خلافا لأزمات أخرى لم يترجم الاهتمام الاعلامي بالصراع في سوريا إلى تبرعات كبيرة”، مشيرا إلى أن ذلك يعود في جانب منه إلى تركيز الإعلام على السياسة لا على المعاناة الإنسانية، “وهناك أيضا ما يسمى بكلل المانحين، ورأينا هذا في صراعات وأزمات من قبل بعد فترة يرى الناس نفس العنوان يتكرر ثم يعتادونه”.

مقتل قائد عسكري بحزب الله و20 من مقاتليه في القصير بسوريا

الجيش الحر استهدف قوات النظام المتمركزة في ملعب العباسيين ومطار المزّة العسكري

دبي – قناة العربية –

أعلن اتحاد تنسيقيات الثورة السورية مقتل قائد عسكري من حزب الله وعشرين عنصراً آخرين في مواجهات مع الثوار في مدينة القصير في ريف حمص.

أما في دمشق فأعلنت شبكة شام الإخبارية أن الجيش الحر استهدف قوات النظام المتمركزة في ملعب العباسيين وثكنة كمال مشارقة ومطار المزّة العسكري وفرع المخابرات الجوية ومجمع ثمانية آذار.

كما دارت اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام في حي جوبر وفي مخيم اليرموك الذي تعرض لقصف مدفعي.

ومن جانبها، وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل ستة وستين شخصا بنيران قوات النظام الاثنين، فيما أعلن المجلس المحلي في حي برزة أن دبابات جيش النظام قصفت الجامع الكبير في الحي ودمرت جزءاً منه.

وفي دوما في ريف دمشق قال ناشطون إن طائرات النظام ارتكبت مجزرة بعدما قصفت تجمعات سكنية في المدينة.

اعتصام أمام لواء إسلامي لضربهم ناشطاً سورياً في الرقة

أمير الحركة اعتبره تصرفاً فردياً ووعد الناشطين بمحاسبة المسؤولين عن الاعتداء

العربية.نت –

قامت مجموعة من شباب الحراك السلمي من كافة التيارات الفكرية والسياسية السورية باعتصام صامت أمام أحد مقرّات حركة أحرار الشام الإسلامية رداً على اعتداء أحد عناصر الحركة على المهندس عمار الحمد الناشط السياسي.

وفي مقطع فيديو بثه ناشطون على الإنترنت، قال أحد المعتصمين: “نحن معتصمون للمطالبة بحماية المدنيين، نطالب كل الجهات بحماية المدنيين وعدم إيذائهم”.

وباءت محاولات كثيرة للتفاوض مع المعتصمين لفكّ اعتصامهم بالفشل، حيث أصرّ المعتصمون على مقابلة أمير الحركة بشكل مباشر.

ووعد الأمير الذي جاء ليلبي طلب شباب المعتصمين بعدم تكرار مثل هذه التصرفات ومحاسبة المسؤولين عنها.

وفي نهاية مقطع الفيديو توجّه أحد النشطاء برسالة قال فيها: “أتوجه بالشكر الجزيل إلى نائب أمين عام الحركة الأمير أبوحيدرة الذي استقبل المعتصمين ومطالبهم بصدر رحب ووعدهم ألا تتكرر هذه الحادثة مرة أخرى، واصفاً إياها بالتصرف الفردي الذي لا يُعبر عن أهداف حركة أحرار الشام التي هي بالأساس إسقاط النظام والحفاظ على سلامة المدنيين.

سوريا.. المعارضة تستخف بـ “عفو” الأسد

المعارضة تقلل من عفو الأسد وتعتبره غير كافي

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أصدر الرئيس السوري بشار الأسد الثلاثاء مرسوما يقضي بمنح عفو عام عن الجرائم المرتكبة قبل تاريخ اليوم (الثلاثاء) وذلك عشية احتفال البلاد بعيد الجلاء، في الوقت الذي اعتبر معارضون أن العفو يمثل لفتة لا معنى لها لأنه لم يتطرق إلى المعتقلين السياسيين.

وقال رئيس الائتلاف الوطني السوري المستقيل معاذ الخطيب إن “تخفيف الأحكام  تلك ستعد لفتة إيجابية إذا تم الإفراج عن النساء والأطفال المعتقلين خلال الأيام المقبلة”.

وقال على صفحته بموقع فيسبوك إنه يريد “عفوا عن الجرائم والإفراج عن كل الأبرياء المعتقلين الذين يزيد عددهم عن 160 ألف شخص بينهم النساء والأطفال” معتبرا أنه إن حدث ذلك فإن هذا سكون بمثابة “إحدى علامات حل سوري”.

من جهته، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إنه العفو ليس كافيا لأنه لم يشمل السجناء السياسيين.

وأضاف: “كثيرون سيتساءلون ما الفائدة منه إذا كان اعتقال الناشطين السياسيين مستمرا يوميا”، حسب ما ذكرت وكالة أنباء رويترز.

وأوضح أنه “أكيد من وجود عشرات آلاف المعتقلين”، لافتا إلى أن “أشد ما يقلقه هو توقف الحكومة عن الحديث عن السجناء السياسيين”.

وتحتفل سوريا بعيد الجلاء في ذكرى رحيل آخر جندي فرنسي عن سوريا وانتهاء الاحتلال الفرنسي وإعلان الاستقلال الكامل في 17 أبريل 1946 .

وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” قالت إن الأسد “أصدر المرسوم التشريعي رقم 23 القاضي بمنح عفو عام عن الجرائم المرتكبة قبل تاريخ 16 أبريل 2013”.

وينص المرسوم أيضا على أن “تستبدل عقوبة الإعدام بعقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة وعقوبة الأشغال المؤبدة بعقوبة الأشغال الشاقة المؤقتة لمدة 20 عاما”.

ويستثنى من أحكام المرسوم “جرائم تهريب الأسلحة والمخدرات”.

وينص المرسوم “العفو عن كامل العقوبة لمرتكبي جرائم الفرار الداخلي”، مستثنيا من سلم نفسه خلال 30 يوما بالنسبة للفرار الداخلي و90 يوما بالنسبة للفرار الخارجي.

ويقضي المرسوم “بالعفو عن ربع العقوبة لمن انضم من السوريين إلى منظمة إرهابية”.

وكان الأسد أصدر في يناير 2012 مرسوما بمنح عفو عام عن الجرائم المرتكبة على خلفية الأحداث التي وقعت من تاريخ 15 مارس 2011 وحتى 15 يناير 2012.

وكان هذا العفو السابق يشمل جرائم حمل وحيازة الأسلحة والذخائر من قبل المواطنين السوريين بدون ترخيص والعقوبات المنصوص عليها في قانون التظاهر السلمي، بالإضافة إلى جرائم الفرار الداخلي والخارجي

المنصوص عليها في قانون العقوبات العسكرية.

وكان المرسوم السابق حدد سقفا زمنيا، إذ أوضح أنه “لن يستفيد المتوارون بأحكام هذا العفو العام إلا إذا سلموا أنفسهم خلال مدة أقصاها 31 يناير 2012”.

وأدى النزاع المسلح المستمر منذ أكثر من عامين في سوريا إلى مقتل أكثر من 70 ألف شخص، حسب الأمم المتحدة.

الأسد في لقاء تلفزيوني الأربعاء

ومن جهة أخرى، تبث قناة الإخبارية السورية لقاء مع الأسد مساء الأربعاء، حسبما أوردت صفحة القناة على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.

وذكرت القناة أنها “أجرت حوارا حصريا مع السيد الرئيس بشار الأسد، رئيس الجمهورية العربية السورية، وسيتم بث الحوار يوم الأربعاء الموافق 17 أبريل الساعة التاسعة والنصف مساء (18,30 تغ)”.

ونشرت الصفحة على موقعها صورة للأسد يجلس في مكتب مع اثنين من الصحفيين.

وكان الرئيس السوري حذر في آخر ظهور إعلامي له في مقابلة مع قناة “أولوصال” وصحيفة “إيدنليك” التركيتين من “تأثير الدومينو” في حال “تقسيم” سوريا أو سقوطها، محذرا من عدم استقرار في دول الجوار يستمر “لسنوات وربما لعقود طويلة”.

حلب.. حذف “البعث” من المناهج التعليمية

إسحاق مختار – ريف حلب – سكاي نيوز عربية

حذفت السلطات المحلية في بعض المناطق السورية التي تسيطر عليها المعارضة، كل ما يتعلق بحزب البعث الحاكم في سوريا، من المناهج التعليمية، لتتماشى تلك المناهج مع رؤية المعارضة.

وقال المشرف على قطاع التعليم بالمجلس المحلي في ريف حلب عبد الرحمن نصيف لـ”سكاي نيوز عربية”: “حذفنا كل ما يتعلق بالنظام السابق وفكر حزب البعث من جميع المواد إضافة إلى إلغاء مادة القومية”.

وتقول الأرقام الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إن واحدة من كل خمس مدارس تعرضت للتدمير، بينما انخفض معدل حضور التلاميذ بنسبة 6%.

من جهته، قال أحد المعلمين في حلب، ويدعى عز الدين: “لم نعد نشعر بالأمان لأن الأوضاع صعبة للغاية. هذا يؤدي إلى تشرد الأطفال وتسربهم عن التعليم”.

ولا تقتصر حاجة النظام التعليمي على تعديل المناهج، فنقص الكوادر التعليمية يشكل عائقا كبيرا، ما دفع مؤسسات تعليمية إلى الاعتماد بشكل كبير على معلمين متطوعين يفتقد معظمهم إلى الخبرة والتجربة داخل الفصول.

وأوضح شاكر عبد الخالد، الذي تطوع لتعليم الأطفال أن “المتطوعين يشكلون نسبة ثلثي الكوادر التعليمية للمدارس في المناطق المحررة”.

وتسبب النزاع المسلح الذي اندلع في سوريا منذ أكثر من عامين، في مقتل أكثر من 70 ألف شخص، بينهم 15 ألف طفل على الأقل، حسب تقديرات منظمات إنسانية دولية.

بلجيكا: قاصران إلى سورية وعمليات تفتيش وتحقيقات لتفكيك شبكات للتجنيد

بروكسل (16 نيسان/أبريل) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

توجه تلميذان بلجيكيان إلى سورية عن طريق تركيا قبل عدة أيام، فيما يبدو إنه استمرار لظاهرة تجنيد الشباب وإرسالهم للقتال في هذا البلد

وفي هذا الإطار، أعلن ميشيل دو هيرد، مسؤول التعليم في إحدى بلديات العاصمة بروكسل، أن إدارة المدرسة وأسرتي التلميذين (16 عاماً)، قد أكدوا له الأمر، حيث “توجه التلميذان المذكوران إلى تركيا في الرابع من نيسان/ابريل الجاري، أي خلال عطلة عيد الفصح، بدون أن يخبرا أحدا من أفراد الأسرة أو الأصدقاء، ولم يعرف عنهما أي شيء بعد هذا التاريخ”، حسب قوله

واستند دو هيرد في كلامه على معلومات حصل عليها من أسرتي التلميذين وإدارة المدرسة، وقال “نشعر جميعاً بالدهشة، لأن التلميذين المذكورين لم يبديا في السابق أي إهتمام بالمسألة السورية، وكانا يتابعان دراستهما بدون مشاكل تذكر”، حسب تعبيره

وأوضح هيرد أنه يمتلك معلومات تفيد أن شقيق أحدهما الأكبر كان ذهب في وقت سابق إلى سورية، معرباً عن اعتقاده أن الأمر شكل دافعاً أساسياً لهما

وأضاف منوها بأن الأمر يشكل مصدر “قلق” ومشكلة “حقيقية” للجميع، كما “أنه يطرح عدة أسئلة”، حيث “لا ندري كيف إستطاع قاصران الخروج من الأراضي البلجيكية باتجاه تركيا بدون إذن من الأهل، فلدينا مشكلة حقيقية في أمن المطار في بروكسل”، على حد قوله

وفي سياق متصل، قامت الشرطة الفيدرالية اليوم بعمليات تفتيش واسعة النطاق طالت حوالي 46 منزلاً في عدة مناطق من العاصمة بروكسل وكذلك مدينتي فيلفورد وأنفرس (شمال) سعياً للكشف عن شبكات متورطة في تجنيد الشباب وإرسالهم إلى سورية

وأكد عمدة مدينة أنفرس بارت دو ويفير، أن عمليات التفتيش اسفرت عن اعتقال العديد من الأشخاص في مدينته وخضوع عشرات آخرين للتحقيق.

وقال دويفير “إن هذه العملية تأتي في إطار تحقيقات جارية حالياً لكشف حقيقة الشبكات الاسلامية المتطرفة المتورطة بارسال الشباب البلجيكيين إلى سورية”

إلى ذلك، أكدت الشرطة الفيدرالية أنها أعادت اعتقال فؤاد بلقاسم، المسؤول عن الخلية المتطرفة المسماة “شريعة من أجل بلجيكا”، تم تفكيكها مؤخراً، والتي يشك بتورطها في عمليات تجنيد الشباب وإرسالهم إلى سورية

وتداولت وسائل الإعلام أنباء عن وجود شاب بلجيكي يبلغ من العمر 19 أو 20 عاماً يخضع للعلاج في أحد المستشفيات حالياً إثر إصابته عندما كان يقاتل في سورية، إلا أن النيابة العامة لم تؤكد أو تنف هذه المعلومات

وتثير ظاهرة ذهاب الشباب البلجيكيين، سواء من أصول عربية أو غير ذلك، قلقاً عميقاً وجدلاً حاداً في مختلف الأوساط في البلاد

هيئة النسيق المعارضة السورية تدعو الأخضر الإبراهيمي لعدم الاستقالة

روما (16 نيسان/أبريل) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

دعت قوى معارضة في الداخل المبعوث العربي والدولي لسورية الأخضر الإبراهيمي إلى عدم تقديم استقالته وشددت على أنها ستؤدي إلى آثار سلبية على الحل السياسي التفاوضي، وناشدت كافة الأطراف إلى وقف توريد السلاح إلى جميع الأطراف وخروج المقاتلين غير السوريين الذين يقاتلون مع النظام ومع المعارضة

ودعا المكتب التنفيذي لهيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي المعارضة الإبراهيمي لعدم تقديم استقالته “لأن هذه الاستقالة ستصب في خانة توسيع مدى العنف والفوضى، وستؤثر سلباً على الحل السياسي التفاوضي”، وشدد على ضرورة تعزيز مهمته ودوره من قبل الأمم المتحدة والجامعة العربية

وأعلن المكتب التنفيذي للهيئة عقب اجتماعه بدمشق أن سورية “باتت اليوم في وضع مأساوي على المستويات الأمنية والاجتماعية والاقتصادية، وهو وضع يتطلب من جميع القوى اتخاذ مواقف شجاعة من أجل إنقاذ البلاد وتحقيق التغيير الديمقراطي الجذري بأقل التكاليف والحفاظ على وحدة الكيان والمجتمع”، وشدد على أن أولى هذه المواقف الإعلان عن “وقف عمليات القتل والتدمير”، و”وقف توريد السلاح إلى جميع الأطراف دون استثناء، وخروج المقاتلين غير السوريين ممن يدعمون النظام أو المعارضة للخروج من سورية”. كما دعا إلى “حل المليشيات غير المنضبطة” التابعة للنظام السوري التي رأى أنها “تدمّر وحدة المجتمع وتفتح المجال لعمليات إجرامية باتت عنواناً لتلك الميلشيات”.

ودعت الهيئة النظام ومؤسساته الأمنية إلى الكف عن السياسات الأمنية ومنع السفر والاعتقال التعسفي على الحواجز، وإلى التوقف عن سياسة تسريح الموظفين تعسفياً، والحفاظ على ما تبقى من البنية الصناعية بعد عمليات القصف والنهب التي تعرضت لها، كما دعت مجلس الأمن والدول الخارجية إلى الكف عن سياسة الحصار وفرض العقوبات الاقتصادية التي رأت أنها “تطال المواطنين لا رجالات النظام”

وأخيراً، نوّهت الهيئة بضرورة استعادة النضال السلمي وإنهاء الحل الأمني العسكري من أجل انجاز عملية سياسية تفاوضية جادة على أرضية بيان جنيف

أنور البني لـ آكي: العفو الرئاسي لا يشمل معتقلي الثورة ومجرد دعاية إعلامية

روما (16 نيسان/أبريل) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أكّد رئيس مركز حقوقي سوري أن العفو الذي أصدره الرئيس السوري بشار الأسد الثلاثاء لا يشمل المعتقلين السياسيين أو المعتقلين الناشطين الإغاثيين والإعلاميين والسياسيين، ورأى أن هذا العفو ما هو إلا “دعاية إعلامية” يحاول النظام الإيحاء من خلالها بأنه يتجه لتحسين أوضاع حقوق الإنسان في البلاد

وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد أصدر اليوم عفواً عاماً عن الجرائم المرتكبة قبل صدوره، وهو يشمل الجرائم والجنح، وقال وزير العدل السوري إن هذا العفو يأتي “في إطار التسامح الاجتماعي واللحمة الوطنية ومتطلبات العيش المشترك” في إيحاء بأن هذا العفو يطال ناشطين وسياسيين

ونفى المحامي أنور البني، رئيس المركز السوري للأبحاث والدراسات القانونية، في تصريح لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن يكون هذا العفو قد شمل ناشطين، وقال “لم يشمل هذا العفو الجرائم المنصوص عليها في قانون الإرهاب، وهو القانون الذي يُحاكم على أساسه أغلبية معتقلي الثورة المحالين إلى محكمة الإرهاب، وبالتالي لن يستفاد منه أياً منهم إلا بشكل جزئي جداً” حسب تأكيده

ويعتبر هذا العفو على الجرائم والجنايات هو الرابع منذ انطلاق الثورة قبل نحو عامين، لكن جميع مراسيم العفو تلك لم تشمل السياسيين أو الناشطين السلميين.

وفي هذا السياق أكّد البني أن “العفو هذا كما سابقيه لم يشمل إلا المجرمين وليس النشطاء، ولم يبق أي مجرم في السجون السورية إلا وخرج بهذه الإعفاءات مهما كان عقوبته حتى لو كان محكوماً بالإعدام، فالمحكوم بالإعدام حصل على أربعة إعفاءات متتالية أدّت بالنتيجة إلى إطلاق سراحه” وفق قوله.

وأضاف “لا معنى حقيقي لهذا العفو بالنسبة للمعارضة، فهو لم يشمل الناشطين ولا السياسيين ولا نشطاء الإغاثة ولا حتى من يحاكم لحمله منشوراً أو لكتابته على الفيسبوك”، وتابع “إنه عملياً يشمل مرتكبي الجرائم من النظام وقواته الأمنية والجيش”

ورأى الناشط الحقوقي البارز أن هذا العفو “هو فقط للدعاية الإعلامية من قبل النظام”، وأضاف “إن النظام يحاول أن يوحي للرأي العام بأنه يتجه لحلحلة الأوضاع سياسياً، لكنه عملياً لا يفعل شيئاً، ولا يوجد أي مؤشرات على نيّة النظام القيام بأي حلحلة سياسية من أي نوع أو أي مستوى” حسب وصفه

وتشكك المعارضة السورية عموماً بمصداقية السلطة في تطبيق أي عفو، وتشير إلى احتمال تلفيق تهم لمن يشملها العفو للمعتقلين، كما تذكّر بوجود أماكن احتجاز خارج إطار القانون وبعيدة عن أعين المراقبين

ولا يعرف أحد عدد المعتقلين في سورية منذ بدء الانتفاضة، وتقدّر بعض أوساط المعارضة عددهم بنحو ستين ألف معتقل فيما تؤكد قوى الحراك الثوري على أنهم قاربوا الـ 200 ألف معتقل

أسباب دعم الأسد وبقائه في السلطة رغم المجازر!

إليكم الأسباب التي تدفعني لمطالبة الحكومات الغربية بدعم نظام بشار الأسد المستبد الخبيث: لا تشكّل القوى الشريرة خطرا كبيراً علينا عندما تتقاتل في ما بينها، فتبقيها (1) الحرب مركّزة على المسائل المحلية و(2) تمنع أيّاً منها من تحقيق الانتصار (لتشكّل بعد ذلك خطراً أكبر). لذلك على القوى الغربية دفع الأعداء إلى حالة من الجمود، مساعدةً الجانب الخاسر لتطيل بذلك الحرب.

Daniel Pipes  : الجريدةالكويتية 9998357017[1]

قر المحللون أن “قدرات النظام السوري تتضاءل بسرعة”، وأنه يواصل تراجعه تدريجيّا، ما يزيد احتمال تحقيق الثوار التقدّم والإسلاميين النصر، ردا على ذلك، قررت تبديل توصياتي السياسية من حيادية إلى ما يجعلني، كناشط في مجال حقوق الإنسان وخصم لآل الأسد منذ عقود، أتريث قبل أن أكتب: على الحكومات الغربية دعم نظام بشار الأسد المستبد الخبيث.

إليكم الأسباب التي تدفعني إلى طرح هذا الاقتراح بتردد: لا تشكّل القوى الشريرة خطرا كبيراً علينا عندما تتقاتل في ما بينها، فتبقيها (1) الحرب مركّزة على المسائل المحلية و(2) تمنع أيّاً منها من تحقيق الانتصار (لتشكّل بعد ذلك خطراً أكبر). لذلك على القوى الغربية دفع الأعداء إلى حالة من الجمود، مساعدةً الجانب الخاسر لتطيل بذلك الحرب.

لا تُعتبر هذه السياسة الأولى من نوعها، فخلال معظم الحرب العالمية الثانية، خاضت ألمانيا النازية صراعاً ضد روسيا السوفياتية، ولا شك أن إبقاء الجنود الألمان مشغولين على الجبهة الشرقية كان عنصراً أساسيّاً في انتصار الحلفاء؛ لذلك دعم فرانكلن د. روزفلت جوزيف ستالين بتأمين الإمدادات لجنوده وتنسيق جهود الحرب معه، وقد أصابت هذه السياسة المقززة أخلاقيّاً إنما الضرورية استراتيجيّاً النجاح، ومن المؤكد أن ستالين كان وحشاً أسوأ من الأسد.

على نحو مماثل، أدت الحرب العراقية-الإيرانية بين عامَي 1980 و1988 إلى وضع مماثل، فبعد منتصف عام 1982، حين هاجمت قوات آية الله الخميني جيش صدام حسين، بدأت الحكومات الغربية بدعم العراق، صحيح أن النظام العراقي هو مَن بدأ الحرب وكان أشد عنفاً، لكن النظام الإيراني بدا أشد خطورة وعدائية من الناحية العقائدية.

أسفرت هذه الاستراتيجية عن نتيجة إيجابية، فأعاق الصراع الطرفَين، وحال دون خروج أي منهما منتصراً، ووفق كلمات هنري كيسنجر الشهيرة، “من المؤسف أن من غير الممكن أن يخسرا كلاهما”. من هذا المنطلق، أؤيد دعم الولايات المتحدة للطرف الخاسر، بغض النظر عمن يكون، تماماً كما يذكر هذا التحليل في شهر مايو عام 1987: “في عام 1980، عندما هدد العراق إيران كانت مصالحنا تقتضي، ولو جزئيّاً، دعم إيران، لكن العراق تحوّل إلى الدفاع منذ صيف عام 1982. لذلك تقف الولايات المتحدة بثبات إلى جانبه اليوم، أما في المستقبل، إن عاد العراق إلى موقع الهجوم، علماً أن هذا التغيير مستبعد مع أنه ليس مستحيلاً، فمن الضروري أن تبدّل الولايات المتحدة موقفها مجدداً وتدرس إمكان تقديم الدعم لإيران”.

وإذا طبقنا هذا التحليل عينه على سورية اليوم، نلاحظ أوجه شبه كثيرة: يؤدي الأسد دور صدام حسين (الحاكم البعثي المستبد الظالم الذي بدأ أعمال العنف)، ويشبه الثوار إيران (الضحية الأولى التي بدأت تزداد قوة بمرور الوقت وتشكّل خطراً إسلاميّاً متنامياً). وفي كلتا الحالتين، يهدد القتال المتواصل المنطقة المجاورة، في حين يرتكب الطرفان جرائم حرب ويهددان المصالح الغربية.

لا شك أن بقاء الأسد في السلطة يعود بالفائدة على طهران، النظام الأشد خطورة في المنطقة، لكن انتصار الثوار سيعزز نفوذ الحكومة التركية، التي تزداد تمرداً، فيما يمكّن المجاهدين ويستبدل حكومة الأسد بإسلاميين غاضبين منتصرين، لكن استمرار الصراع الداخلي يشكّل خطراً أقل على المصالح الغربية، مقارنة بالسماح للإسلاميين بالإمساك بزمام السلطة، فثمة احتمالات أسوأ من أن يتصادم الإسلاميون السنة والشيعة، فيقاتل مجاهدو “حماس” مجاهدي حزب الله، والعكس؛ لذلك من الأفضل ألا يفوز أي من الطرفين.

تحاول إدارة أوباما اتباع سياسة ناعمة وطموحة جدّاً، فتسعى في وقت واحد إلى مدّ الثوار سرّاً بأسحلة مدمرة وبمساعدات قيمتها 114 مليون دولار وتستعد على الأرجح إلى توجيه ضربات للثوار الأشرار بطائرات من دون طيار، وهي فكرة جيدة، إلا أن توجيه قوات الثوار بالتحكم بها عن بعد لن ينجح، وسينتهي المطاف بالمساعدة إلى أيدي الإسلاميين، فضلاً عن أن الضربات الجوية ستقتل أيضاً حلفاءنا؛ لذلك من الأفضل أن نقر بحدود قدراتنا ونسعى وراء الممكن: دعم الطرف الذي بدأ يخسر.

في الوقت عينه، يجب أن يلتزم الغربيون بقيمهم وينهوا الحرب ضد المدنيين، ضد ملايين الأبرياء الذين يعانون ويلات الحرب الأهلية بدون سبب. فعلى الحكومات الغربية التوصل إلى آليات ترغم من خلالها الأطراف المتحاربة على الالتزام بقواعد الحرب، خصوصاً تلك التي تميّز بين المقاتلين وغير المقاتلين. وقد يشمل ذلك الضغط على مزودي الثوار (تركيا، المملكة العربية السعودية، وقطر) وداعمَي الحكومة السورية (روسيا والصين) بهدف جعل المساعدة مشروطة بالالتزام بقواعد الحرب، وقد يشكل أيضاً استخدام الغرب القوة لمعاقبة منتهكي هذه القواعد من كلا الطرفين، وهكذا يكون الغرب قد التزم بمسؤوليته تقديم الحماية.

وفي اليوم السعيد الذي يضعف نظام الأسد وطهران من جهة والثوار وأنقرة من جهة أخرى أحدهما الآخر، يستطيع الغرب دعم العناصر غير البعثية وغير الإسلامية في سورية، مساعداً إياها على تقديم بديل معتدل لأصوات اليوم البائسة والسير نحو مستقبل أفضل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى