أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء، 17 تموز 2012


النظام يستخدم المدرعات في معارك دمشق

موسكو – رائد جبر؛ دمشق، بيروت، جدة، نيويورك – «الحياة»، ا ف ب، رويترز

للمرة الاولى منذ بدء الاضطربات في سورية قبل 16 شهراً، تمركزت امس آليات مصفحة وناقلات جند في حي الميدان في العاصمة السورية، والذي شهد معارك كر وفر بين القوات النظامية و»الجيش السوري الحر»، اضافة الى احياء كفرسوسة والتضامن استخدمت فيها الاسلحة الخفيفة والمتوسطة واسفرت المواجهات عن اغلاق طريق مطار دمشق الدولي لبعض الوقت.

ودان مجلس الوزراء السعودي في الجلسة التي عقدها امس في جدة برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز «استمرار أعمال العنف والمجازر الوحشية… ومنها المجزرة المروّعة في بلدة التريمسة». ووصف المجلس هذه المجازر بـ»الأعمال الإرهابية والوحشية التي تحتّم على المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات حاسمة لحماية أبناء الشعب السوري».

وتلقى الملك عبدالله امس رسالة من الرئيس باراك أوباما نقلها مستشار الأمن الوطني الأميركي توم دونيلون.

وكان القصف في دمشق ارتفعت حدته بعد الظهر، مستهدفا احياء اخرى يتواجد فيها «الجيش الحر»، شهدت اشتباكات لا سابق لها منذ اول من امس. وبدت الشوارع خالية، وتحولت مسرحاً لانتشار المدرعات والآليات العسكرية وللعمليات الحربية والعناصر الأمنية المدججة بالسلاح، واستخدام قذائف «الأر بي جي».

وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان ما حصل في دمشق في اليومين الماضيين يمثل نقلة نوعية في المعارك. ففي السابق كانت قوات الامن تنتشر لقمع التظاهرات. اما اليوم، فهناك جنود يشاركون في القتال. واعتبر المرصد ان الاشتباكات في دمشق تشكل «تهديدا واضحا للنظام. وحين لا تستطيع القوات النظامية السيطرة وترسل الاليات المصفحة، فهذا يدل على ضعف النظام، وعلى حضور قوي للثوار في دمشق».

واوضح المرصد ان المقاتلين الذين يواجهون قوات النظام «هم من ابناء المنطقة وليسوا وافدين اليها وبالتالي هم محميون من الاهالي». وقال سكان إن عربات مدرعة انتشرت في حي الميدان واتخذ قناصة مواقعهم فوق سطوح. وسمع دوي عنيف للرشاشات، في لقطات فيديو حمّلها نشطاء في المنطقة على الانترنت.

وفيما يعقد المبعوث الدولي- العربي المشترك كوفي انان اجتماعات حاسمة في موسكو اليوم مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف، اكد الاخير استعداد بلاده لاستخدام حق النقض (الفيتو) لتعطيل صدور قرار غربي في مجلس الأمن حول سورية يستند إلى الفصل السابع. واتهم الغرب بـ «ابتزاز روسيا» من خلال التهديد برفض مشروع القرار الروسي القاضي بتمديد مهمة المراقبين الدوليين في حال اصرت موسكو على موقفها الحالي.

ولمح إلى حل وسط تقبل به موسكو من خلال «التمديد الفني» لعمل المراقبين من دون تضمين القرار ديباجة سياسية. وقال أن موقف روسيا ينطلق «ليس دفاعا عن النظام السوري لأننا لسنا منحازين لطرف من طرفي النزاع».

واعرب وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ، خلال زيارة للعاصمة الليبية، عن الامل بان تساعد زيارة انان لموسكو على تغيير الموقف الروسي من الازمة السورية.

وفي نيويورك، علم أن بعثة الأمم المتحدة للمراقبة في سورية (أنسميس) تعد تقريراً حول مشاهداتها في قرية التريمسة لتقديمه الى الأمانة العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن، «وهو ما استخدمته روسيا سبباً لتأخير تبني مجلس الأمن مشروع بيان يدين أعمال العنف والقصف المدفعي واستخدام المروحيات والدبابات في البلدة»، وفق ما قال ديبلوماسيون.

وتوجهت الأنظار نحو موسكو مترقبة حصيلة اجتماع اليوم بين أنان وبوتين. واعتبرت أوساط مجلس الأمن أن «البحث وصل الى مرحلة حرجة لأنه يتناول الخلاف العميق حول الخطوة التالية في شأن سورية». وقال ديبلوماسيون غربيون إن على أنان أن «يوضح للروس ضرورة فرض تبعات على عدم التقيد بخطته وقرارات مجلس الأمن، وهو تحديداً ما ينص عليه مشروع القرار الغربي المطروح على التفاوض في مجلس الأمن».

وقالت المصادر إن «مراوحة المناقشات تطاول كل الجهود الدولية المتعلقة بسورية ومن ضمنها مهمة أنان، وليس مستقبل بعثة المراقبين وحسب، وهذه هي الرسالة التي سيوصلها أنان الى موسكو».

وأظهر اجتماعان لمجلس الأمن أمس، على مستوى الخبراء ثم السفراء، استمرار الانقسام الروسي – الغربي حول مشروع قرار ينص على تجديد ولاية بعثة المراقبين. وقال ديبلوماسيون إن «العد التنازلي يتسارع ولم يتبقّ لبعثة المراقبين سوى ثلاثة أيام قبل أن يصبح وجودها في سورية غير قانوني». وينتهي تفويض مجلس الأمن لـ «أنسميس» الجمعة.

وعن رفض السلطات السورية منح تأشيرات دخول لعاملين إنسانيين الى سورية، قال ديبلوماسي في مجلس الأمن إن «الوصول الإنساني غير المعوق هو جزء أساسي من خطة النقاط الست، ورفض النظام السوري منح تأشيرات الدخول لعاملين إنسانيين هو مثال آخر من قائمة طويلة حول فشل النظام في تطبيق خطة أنان».

ولاحظت اوساط ديبلوماسية ان إعلان اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس أن سورية دخلت مرحلة الحرب الأهلية، يدخل الأزمة السورية في مرحلة جديدة، اذ «تصبح مفاعيل القانون الإنساني الدولي سارية على سورية عملاً باتفاقية جنيف». لكنها قالت «ان إحالة الوضع في سورية على المحكمة الجنائية الدولية يبقى قراراً يعود الى مجلس الأمن وحده، طالما أن سورية ليست عضواً في المعاهدة الناظمة لعمل المحكمة». وقال ديبلوماسيون إن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تمهلت في إعلان النزاع في سورية حرباً أهلية حتى الآن «في محاولة للإبقاء على علاقة مستقرة مع الحكومة السورية لإيصال المساعدات الى المناطق المنكوبة، لكن النزاع الآن انتشر على كل الأراضي السورية وتحول أزمة إنسانية».

على صعيد آخر، اعتبر السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري أن تقرير الأمين العام بان كي مون عن تطبيق القرار 1701 استند الى معلومات مختلقة. وقال الجعفري، في رسالة الى بان ورئاسة مجلس الأمن، إن «لا أساس من الصحة» لما تضمنه التقرير في شأن «توغلات قوات الأمن السورية وعمليات الاختطاف» التي تقوم بها في لبنان. وأضاف أن «الأمر لا يتعدى محاولات قوات إنفاذ القانون السورية منع تهريب أسلحة ومتفجرات من لبنان الى سورية بدعم قوى سياسية لبنانية لإيصالها الى المجموعات الإرهابية المسلحة الممولة من الخارج».

أحياء باتت خارج سيطرة النظام

“نقلة نوعية” في معارك دمشق

    و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ

دخلت الازمة السورية في الساعات الاخيرة منعطفا حاسماً في المعارك مع امتداد المواجهات الواسعة الى العاصمة التي تشهد بعض احيائها منذ الاحد اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية و”الجيش السوري الحر”، هي الاولى بهذه الحدة منذ بدء الاحداث قبل 17 شهرا. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له “انها نقلة نوعية في المعارك”، معتبرا ان الاشتباكات في دمشق تحمل “تهديدا واضحا للنظام وبما انها تتواصل لساعات وايام فهذا يعني ان الثوار اصبحوا داخل العاصمة”. واضاف: “انها المرة الاولى تكون فيها آليات مصفحة وناقلات جند في حي الميدان” القريب جداً من وسط العاصمة. وخلص الى انه “حين لا تستطيع القوات النظامية السيطرة وترسل الاليات المصفحة، فهذا يدل على ضعف النظام، وعلى حضور قوي للثوار في دمشق”.

وجاء في بيان للمرصد صدر في وقت متقدم امس ان “الاشتباكات مستمرة في منطقة ابو حبل والزاهرة القديمة في حي الميدان الذي استشهد فيه ثلاثة مواطنين احدهم مقاتل من الكتائب الثائرة”. وتحدث عن استمرار الاشتباكات في حي التضامن جنوب العاصمة، حث قتل شخص اثر اصابته باطلاق رصاص في شارع دعبول، كما قتل شاب في حي نهر عيشة   برصاص قناص.

وتمددت الاشتباكات مساء لتصل الى حي العسالي وشارع خالد بن الوليد واحياء جوبر والقابون وبرزة. وكانت شملت خلال الساعات الاخيرة حي كفرسوسة غرب العاصمة.

وصرح الناطق باسم “المجلس العسكري للجيش الحر” في محافظة دمشق احمد الخطيب بان “حيي الميدان والتضامن خرجا عن سيطرة القوات النظامية”، وان “الجيش يقصف هذين الحيين من الخارج”. واوضح ان المنطقتين تتألفان من ازقة ضيقة، ويصعب تالياً على الجيش دخولهما. واكد ان النظام “بات في موقع دفاعي”.

وقال ناشط من حي التضامن قدم نفسه باسم جاكوب حسين: “انها بداية النهاية”، مضيفاً ان “النظام حاول ان يضع حدا للثورة في دمشق عبر الهجوم على حي التضامن، ولكن عوض ذلك، امتدت المعارك الى احياء عدة في العاصمة”. وأفاد ان الهجوم على الحي “كان عنيفا جدا”، وان منزله اصيب بقذيفتين وان عائلته فرت الى مخيم اليرموك المجاور.

واظهر شريط فيديو بثه ناشطون على شبكة الانترنت الطريق العام المؤدي الى درعا في نهر عيشة بدمشق وقد تناثرت فيه الحجار. كما ظهرت سيارة متفحمة، وثلاث آليات مصفحة وجنودا.

وظهرت في شريط آخر ساحة حرب حقيقية مع آثار حجار على الطريق نفسه الذي رفع في وسطه في احدى النقاط “علم الثورة”.

وأمس، وصل المبعوث الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي انان الى موسكو لاجراء محادثات مع الرئيس فلاديمير بوتين اليوم في شأن اعطاء دفع لخطة السلام ذات النقاط الست.

واجرى انان بعيد وصوله محادثات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي رأى في وقت سابق ان الاسد “لن يرحل ليس لاننا ندعمه بل بكل بساطة لان قسما كبيرا من الشعب السوري يدعمه”. ص 11.

وفي نيويورك، قال ديبلوماسيون ان روسيا تعرقل منذ الجمعة الماضي مشروع بيان لمجلس الامن يندد استخدام القوات السورية اسلحة ثقيلة في قرية التريمسة بريف حماه التي يتهم ناشطون القوات السورية النظامية بانها ارتكبت فيها مجزرة الخميس راح ضحيتها اكثر من 150 شخصاً.

ويؤكد مشروع البيان ان استخدام الجيش السوري للمدفعية والمصفحات والمروحيات يشكل “انتهاكا لالتزامات وتعهدات” دمشق لتطبيق خطة انان واحترام قرارات الامم المتحدة والقوانين الدولية.

وقال ديبلوماسي ان  موسكو ترى ان ما جرى في التريمسة “ليس واضحا”، وقبل ان تتخذ موقفا من مشروع البيان تطالب بأن يقدم قائد بعثة المراقبة الدولية الميجر جنرال روبرت مود الى المجلس خلاصة ما لاحظه مراقبو الامم المتحدة في المكان.

وصرح الناطق باسم الامم المتحدة مارتن نيسيركي بأن البعثة الدولية “لا تزال تحاول تقصي الحقائق… لمعرفة ما جرى بدقة” في التريمسة. “من الواضح تماما ان امرا مريعا حدث هناك وان اسلحة ثقيلة استخدمت”.

وفي واشنطن، شدد الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية باتريك فينتريل على وجود “ادلة أولية واضحة على ان النظام استخدم اسلحة ثقيلة لقتل مدنيين، لقتل سكان في هذه القرية”.

أول مؤتمر لـ«إخوان» سوريا منذ 30 عاماً:تنشيط الجيل الشاب.. وتوفير الدعم للثورة

بدأ «الاخوان المسلمون» السوريون أمس، اجتماعا في اسطنبول يستمر يومين، ويبحثون خلاله سبل تعزيز جماعتهم ودعم المعارضة السورية، حسبما افاد احد قادة الجماعة.وقال ممثل «الاخوان المسلمين» في «المجلس الوطني السوري» عمر مشوح، «انه اول لقاء للجماعة بعد اكثر من ثلاثين سنة»، وفرار العديد من عناصرها خارج سوريا بعد تمرد تم اخماده بشكل عنيف في العام 1982.وقال مشوح «هناك مسألتان رئيسيتان (على جدول الاعمال): مسألة داخليـة تعنـي مجمـوعتنا، وهي كيفية تنشيط الشبان والنساء في تنظيمنا، والاخرى كيفية جمع المزيد من الدعم للثورة»، مقدرا عدد المشاركين بنحو 150.وقال المراقب العام لـ«الاخوان المسلمين» في سوريا محمد رياض الشقفة خلال جلسة افتتاح المؤتمر ان الجماعة لا تزال متجذرة في سوريا داعيا الاسـرة الدولية الى الاستجابة لصـوت الشعب السوري.وقال في تصريح نقلته وكالة الاناضول للانباء «ابقينا على وجودنا في سوريا في المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية على الرغم من سنوات طويلة من الضغوط التي مارسها النظام». وتابع قائلا «لن نقبل باي خطة في سوريا لا تشمل الشعب».وشارك في الاجتماع أعضاء بارزون تاريخيا في قيادة «الإخوان» في سوريا مثل عبد العزيز البيانوني. كما حضر رئيس «المجلس الوطني السوري» عبد الباسط سيدا، إضافة إلى العضو البارز في المجلس جورج صبرا. (أ ف ب)

تطورات مهمة في الأزمة السورية تضيّق أفق الحل:توصيف «الحرب الأهلية» والانشقاقات… ودمشق

ثلاثة تطورات برزت على صعيد الأزمة السورية في الاسبوعين الأخيرين. التطور الأبرز بينها يتمثل في تأكيد الصليب الأحمر في تصريحات متلاحقة على مدى يومين بأن المعارك في سوريا باتت «حربا أهلية» وفقا للتوصيف القانوني، والذي يأتي في سياق حصول انشقاقات مهمة في النظام على الأقل معنويا، كما يحصل مع تعقد الوضع الأمني وانتقال المعارك إلى أطراف العاصمة، وإن كان ذلك بمبادرة من السلطة لا من المعارضة المسلحة.وبدءا من تصريحات الصليب الأحمر، تتموضع الأزمة السورية في زاوية قانونية حساسة من ناحية التوصيف، خصوصا أن معلومات «السفير» تشير إلى أن قرارا اتخذ بإطلاق هذا التوصيف بعد تأجيله لأسابيع بسبب تعقيدات الوضع الدولي وحساسيات مجلس الأمن.وسبق لكل من السلطة في سوريا والمعارضة أن انتقدتا بشدة توصيف مساعد الأمين العام لعمليات حفظ النظام في الأمم المتحدة هيرفيه لادسو والتي أعطى فيها توصيفا مشابها. وقالت حينها مصادر رفيعة المستوى لـ«السفير» إن وراء تصريحات لادسو «روائح كريهة» ، حتى أنها أرسلت حينها رسائل «تنبيه» للمبعوث العربي الدولي المشترك إلى سوريا كوفي أنان.إلا أن تصريحات المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر الكسيس هيب لوكالة «فرانس برس» أمس، لم تترك مجالا للمراوغة، بعد استشارات قانونية وسياسية جرت في اليومين الأخيرين، على مستوى دولي.وبحسب هيب فإن هذا الامر ليس جديدا. وقال «ابلغنا سابقا الاطراف وفي نيسان الماضي قلنا ان وضع نزاع مسلح غير دولي ينطبق على ثلاث مناطق محددة، لكن الان وفي كل مرة تحصل فيها اعمال حربية يمكننا رؤية ظروف يمكن ان تحدد على انها نزاع مسلح غير دولي» وهي التسمية الدبلوماسية للاشارة الى حرب اهلية.واضاف المتحدث في جنيف انه في هذا الاطار «يأخذ القانون الدولي الانساني اولوية في كل مرة تحصل فيها اعمال حربية». ويقول خبراء قانونيون إن هذا التوصيف بإطلاقه من الجهة الوحيدة المخولة قانونيا بإعلانه يترك مجالا واسعا لدخول بنود القانون الدولي الانساني إلى الأزمة السورية من نوافذ عديدة وبشكل أكثر تركيزا. ويعني هذا من وجهة نظر الصليب الأحمر أن ثمة طرفين داخل البلاد في سوريا يتقاتلان، الأمر الذي يرتب مسؤولية قانونية على الطرفين دون استثناء باعتبارهما «اطرافا متنازعة» تنطبق عليها قواعد احترام القانون الانساني الدولي بما يعنيه ذلك من تأمين حماية المدنيين وكل الفئات غير المشاركة، الأمر الذي يعني أن المنظمة تستطيع أن تبني خطتها انطلاقا من هذا التوصيف وتطبيق خطتها بموجب القانون الدولي. أما التطور الثاني فيتمثل في الانشقاقات التي تمت تسميتها إعلاميا بانشقاقات الصف الأول، سواء كان الحديث عن العميد مناف طلاس أو اللواء عدنان سلو والسفير نواف الفارس. وبالرغم من أن القيمة العسكرية على المستوى الميداني قد لا تكون بحجم التأثير المعنوي للانشقاقات المذكورة إلا أنها تفتح بابا لتطعيم المعارضة السورية برموز من النظام على اطلاع جيد على استراتيجيته في الأزمة، وذات خلفية اجتماعية في سوريا، وذلك باعتبار أن الغرب ولا سيما الولايات المتحدة الأميركية بات مقتنعا بأنه لا يستطيع الاعتماد على المعارضة السورية الحالية بكافة أطيافها السياسية. وهو ما يفسر إعلان سلو ترؤس القيادة العسكرية ضد النظام، فيما تنتظر الأوساط السياسية في سوريا وخارجها موقفا علنيا من طلاس، في أي اتجاه كان. والتطور الثالث المهم يتمثل في اقتراب الاشتباك للعاصمة عبر حشر أطرافها في دائرة الصراع، وهو أمر لم يكن بعيد الاحتمال، لأن تقارير كثيرة كما شهادات مواطنين كانت تتحدث عن حصول امتداد للوجود المسلح إلى تلك الأحياء، والتي كانت منذ بداية الأزمة تمثل مشهدا من مشاهد الحراك التظاهري. وكان واضحا أمس، كما في الاسبوعين الأخيرين أيضا أن السلطة بجهاتها الأمنية والعسكرية هي من بدأ المداهمات في إطار استمرارها في عملية حسم عسكري وامني واسعة تمتد في أطراف البلاد مجتمعة. هذا ينفي حصول تطور في موازين القوى لمصلحة المعارضة، لكنه ايضا يؤكد تعقيد الظروف الأمنية وامكانية تحول أحياء مختلفة في المدينة الى ساحات مواجهة، بينها ما هو مؤهل ومعروف كقدسيا مثلا وبينها ما هو مجهول بعد. كل هذا والواقع السياسي على حاله، بانتظار مخرج أو تفاهم جديد يرسخ اتفاق جنيف أو يلغيه، في الوقت الذي يتنازع الروس والصينيون من جهة والغرب من جهة أخرى التنازلات حول مشروع قرار تجديد عمل البعثة الدولية إلى سوريا في كواليس مجلس الأمن.ومعروف أن عقدة الحل بالنسبة للطرفين تتمثل في مصير القيادة السورية التي يرغب الغرب في إخراجها من سياق أي حل. وتعليقا على هذا قال مصدر دبلوماسي في دمشق لـ«السفير» إن الروس لا زالوا واضحين في هذه النقطة وشرحوها بالذات لمن زارهم من المعارضة السورية مؤخرا. ويوضح المصدر الموقف الروسي بالقول «إن أي إقصاء لرمز من رموز القيادة السورية لن يكون شرطا مسبقا للحل أو الحوار. وإنما هذا الأمر إن جرى فسيجري في إطار حوار يجريه السوريون بين بعضهم البعض، وايا كانت نتائجه فإن موسكو لن تعترض أو تسجل تحفظا».

الاضطرابات مستمرة في أحياء دمشق .. وصالحي يجدّد عرض تسهيل الحوار

روسـيا تتحدّى الغـرب: مقاربـة مجلـس الأمـن خطيرة

بدا أمس أن الصراع الدولي على سوريا قد احتدم بشكل استثنائي عندما عبّرت روسيا عن تشدد واضح في موقفها تجاه الازمة السورية القائم على: التمسك الحازم ببقاء الرئيس السوري بشار الأسد، والتمسك باتفاق جنيف من دون التأويل الغربي، رفض أي مساومة حول قرار دولي يدين سوريا ويشمل الفصل السابع مقابل التمديد لفريق المراقبين، والتعامل مع المعارضة السورية على أنها أداة «ضغط» غربي على دمشق وموسكو.

أما ميدانيا، فوصلت الاضطرابات الأمنية في العاصمة دمشق إلى مستوى غير مسبوق، وشملت مناطق عديدة كنهر عيشة ودوار باب مصلى، ونفذت القوات الأمنية انتشارا كثيفا في العاصمة شمل تسيير مدرعات في بعض الاحياء، فيما قال مصدر ديبلوماسي اوروبي معني بالملف السوري إن الاتحاد «يعمل على عقوبات جديدة لكننا لا ندري حتى الان علام ستشتمل». وتابع مصدر اوروبي آخر بالقول «إننا نتناقش في لائحة باسماء اشخاص وكيانات وعقوبات اقتصادية».

ودفع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التحدي للغرب الى مستوى جديد عندما عقد مؤتمرا صحافيا قبل استقباله للمبعوث الدولي والعربي كوفي أنان، أكد فيه أن موقف روسيا لن يتراجع أمام محاولات عزلها في مجلس الأمن، بل ستتشدد في مواجهتها.

وقال لافروف «سنصوت ضد قرار مجلس الأمن بشأن سوريا إذا لم يستند إلى اتفاقيات جنيف». وأوضح لافروف «نحن صغنا وضعا مناسبا، على الرغم من أن شركاءنا في جنيف لم يؤيدوه، لكننا واثقون من عقلانيته وادخلنا هذا الوضع في مشروع قرار مجلس الامن الذي وزعته روسيا مؤخرا في نيويورك والهادف الى تطبيق اتفاقية جنيف بشكل كامل والذي يتضمن ايضا تمديد عمل بعثة المراقبين في سوريا لمدة ثلاثة اشهر».

وأوضح الوزير الروسي أن بلاده «ادخلت على مشروع قرارها في مجلس الأمن حول سوريا فكرة منح المراقبين الفرصة للقيام بالتنسيق بين الحكومة والمعارضة بوضع خطة محددة لوقف النار وسحب القوات من جميع المناطق السكنية».

ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» الروسية عن لافروف قوله إن «موسكو لا تستطيع أن تتجاوب مع مطلب الغرب بضرورة إقناع بشار الأسد بترك منصبه كرئيس للجمهورية السورية». ووصف لافروف خلال حديثه للصحافيين ثانية في أعقاب اجتماعه مع أنان في موسكو، هذا المطلب بأنه «غير واقعي»، مشيرا إلى أن بشار الأسد لن يترك منصبه «لأنه يقف وراءه قسم كبير من سكان البلاد وليس لأننا نحميه».

وأكد لافروف أن روسيا «لم تتمكن من إقناع المعارضة السورية بالتخلي عن مطلب تنحية الأسد»، مشيرا إلى أنه «تكوّن لديه الانطباع بأن هناك من يحث المعارضة السورية على الضغط على روسيا». ووصف لافروف موقف من يحث المعارضة السورية على ذلك بأنه «موقف غير نزيه لن يحقق أي نتيجة».

وقال لافروف إن «الحل الوحيد للأزمة السورية هو الحل الذي يطالب الحكومة والمعارضة بوقف إطلاق النار في آن واحد وإخراج قوات الحكومة والمعارضة من جميع المدن والبلدات». وأضاف أن روسيا «ترى ضرورة تكليف مراقبي الأمم المتحدة بوضع خطة إخراج قوات الحكومة والمعارضة من كل من المدن السورية».

وقال لافروف قبل لقائه أنان: «يؤسفنا ان نشهد عناصر ابتزاز». واضاف لافروف «لقد قيل لنا اذا لم توافقوا على قرار يستند الى الفصل السابع من شرعة الامم المتحدة (والذي ينص على امكان فرض عقوبات) فاننا سنرفض تجديد تفويض المراقبين». وتابع لافروف قائلا «نعتبر ان هذه المقاربة غير مثمرة اطلاقا وخطيرة لأنه من غير المقبول استخدام المراقبين كورقة مقايضة». وأكد لافروف «نحن سنتوصل الى تمديد المهمة، مع امكانية تعديل تفويضها مع الاستناد بشكل اكبر على العنصر السياسي».

واجرى وزير الخارجية الروسي مكالمة هاتفية مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون. وقد جاء في بيان الخارجية الروسية بهذا الصدد أن « الطرفين تبادلا الآراء حول الوضع الراهن في سوريا، بما في ذلك في سياق مناقشة مجلس الأمن الدولي مسألة تمديد تفويض بعثة الامم المتحدة للمراقبة في البلاد».

وورد في البيان أن «لافروف أكد ضرورة تركيز جهود كافة الاطراف المعنية على وقف العنف مهما كان مصدره، واطلاق العملية السياسية السورية العامة، والعمل بنشاط من أجل ذلك مع السلطات والمعارضة على حد سواء، وفقا لما ورد في اتفاقات جنيف».

وفي بيان أصدره قبل اللقاء المرتقب اليوم بين أنان والرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف، شدد الكرملين على أن «خطة الموفد الدولي والعربي إلى سوريا هي الأرضية الوحيدة لحل القضايا السورية الداخلية»، مشيراً إلى أن «روسيا تؤيد تمديد مجلس الأمن الدولي لفترة عمل بعثة الأمم المتحدة للمراقبة في سوريا. كما لا نستبعد توسيع العنصر السياسي للمهمات الماثلة أمام البعثة، والتي نرى من الضروري في إطارها تكليف المراقبين الدوليين بتنسيق خطة محددة مع كافة الأطراف السورية لوقفها إطلاق النار بشكل متزامن، وانسحاب القوات الحكومية وفصائل المقاتلين من كل مدينة وكل بلدة تجري فيها مواجهات مسلحة».

وفي الجزائر، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس «نعتقد أنه إذا حان وقت استبدال نظام بشار الأسد وهو أمر مرغوب، ينبغي احترام جميع الطوائف، بما فيها الطائفة العلوية مع التشديد على ذلك». وأضاف «ينبغي ألا تسود طائفة على سائر الطوائف. يجب التوصل إلى انتقال يسمح باحترام وحدة أراضي البلاد ويمنح مكانة منصفة ومعترفا بها لجميع الطوائف».

الموقف الايراني

من جانب آخر، أشار وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي الى أن بلاده «كان لديها منذ فترة اتصالات مع مجموعات من المعارضة» لم يسمها. ونقلت عنه وكالة الأنباء الإيرانية «مهر» تأكيده على استعداد طهران لتسهيل الحوار بين المعارضة والحكومة السورية.

وأوضح صالحي في مؤتمر صحافي عقب اجتماع للجنة إقتصادية مشتركة بين إيران وتركمانستان، أن «الرئيس السوري بشار الأسد عيّن مؤخرا وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية علي حيدر وإحدى الجهات لإجراء حوار مع المعارضة، ونحن بدورنا أعلنا الاستعداد لتسهيل الحوار»، متابعا «نسعى إلى تهيئة أرضية للحوار في سوريا».

ورأى صالحي أن «على دول المنطقة والمحبة للسلام في المنطقة أيضا التعاون في ما بينها من أجل الخروج من الأزمة»، التي وصفها بـ«المفتعلة» في سوريا و«التحرك بشكل أفضل في هذا الاتجاه».

في المقابل، رفض رئيس «المجلس الوطني السوري» عبد الباسط سيدا عرض ايران باستضافة محادثات للوساطة بشأن الأزمة في سوريا. واتهم سيدا من اسطنبول حيث عقدت جماعة «الإخوان المسلمين» في سوريا مؤتمرها الاول منذ 30 عاما، ايران بانحيازها لنظام الرئيس بشار الاسد قائلاً:« لا بأس بوساطة أي دولة، لكن فيما يتعلق بايران فإنها انحازت لطرف في الصراع».

كما عبّر سيدا عن تشاؤمه ازاء روسيا، وقال سيدا إنه «على الرغم من أن شهر رمضان سيبدأ بعد بضعة أيام الا انني لا اتوقع أن تنخفض أعمال العنف فأنا لا أعتقد ان هذا النظام يحترم رمضان او أي شهر آخر».

تطورات ميدانية

إلى ذلك، تمركزت آليات مصفّحة وناقلات جند سورية في حي الميدان في دمشق وذلك للمرة الاولى منذ بدء الاضطرابات في سوريا قبل 16 شهرا، حسبما افاد «المرصد السوري لحقوق الانسان». وقال مدير المرصد «في السابق، كانت قوات الامن تنتشر لقمع التظاهرات. اليوم، هناك جنود يشاركون في القتال».

ويأتي ذلك وسط استمرار الاشتباكات منذ الصباح في حي الميدان بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين، بحسب المرصد، و«تستخدم فيها الاسلحة الرشاشة الخفيفة والمتوسطة». وقال ناشطون إن اشتباكات سجلت في حي جوبر في شرق العاصمة.

وأكد ناشطون مساء أمس، أن كافة طرق ريف دمشق مقطوعة، وأشاروا إلى حرق حاويات نفايات وإطارات في دوار باب مصلى، كما شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من منطقة نهر عيشة.

(«السفير»، أ ف ب،

رويترز، أ ب)

اضرام النار في القنصلية السورية بكازاخستان

الماتي- (ا ف ب): تعرضت القنصلية السورية في الماتي كبرى مدن كازاخستان لاضرار جسيمة نتيجة حريق يقول العاملون فيها بانه مفتعل ومرتبط بالنزاع الذي تشهده سوريا، وذلك حسبما أوردت قناة تلفزيونية الثلاثاء.

واوردت قناة (كاي تي كاي) التلفزيونية الخاصة أن “الطابقين الثاني والثالث في البعثة الدبلوماسية الوحيدة لهذا البلد (سوريا) في كازاخستان دمرا”.

وتابع التلفزيون ان “الطابق الثالث دمر بالكامل ولم يبق شيئ” مشيرا ان هذا الطابق الذي كان يضم مكتب القنصل الفخري احترق مع كل الوثائق والارشيف.

وذكر التلفزيون ان “اعضاء القنصلية يعتقدون ان مهاجمين القوا زجاجات حارقة على المبنى” وهم واثقون من ان الامر مفتعل وعلى علاقة بالوضع في سوريا حيث اوقعت اعمال العنف اكثر من 17 الف قتيل معظمهم من المدنيين بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

ولم يصدر تعليق على الفور من الشرطة المحلية.

السفير السوري المنشق نواف فارس: الاسد قد يستخدم اسلحة كيميائية

لندن- (ا ف ب): حذر السفير السوري السابق في العراق الذي اعلن انشقاقه عن النظام السوري نواف فارس في حديث لقناة (بي بي سي) البريطانية الاثنين من امكان استخدام الرئيس السوري بشار الاسد اسلحة كيميائية ضد قوات المعارضة المسلحة.

واضاف فارس الذي اعلن انشقاقه في 11 تموز/ يوليو ان ايام الاسد في الحكم باتت معدودة الا ان الرئيس السوري بشار الاسد مستعد “لاستئصال الشعب السوري باكمله” للبقاء في السلطة.

وتابع “انا مقتنع بانه في حال تعرض نظام الاسد لهجوم من الشعب — سيستخدم هكذا اسلحة”.

وتملك سوريا مخزونا كبيرا من الاسلحة الكيميائية التي تثير قلق الدول المجاورة.

مقاتلو المعارضة السورية يعلنون اطلاق عملية واسعة النطاق في مختلف انحاء سوريا

بيروت- (ا ف ب): اعلن مقاتلو المعارضة السورية المسلحة مساء الاثنين البدء بعملية واسعة النطاق اطلقوا عليها اسم (بركان دمشق وزلزال سورية ـ نصرة لحمص والميدان)، في وقت اندلعت مواجهات عنيفة في احياء عدة من العاصمة.

وفي بيان نشر مساء الاثنين، اعلنت “القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل ومكتب التنسيق والارتباط وكافة المجالس العسكرية في المدن والمحافظات والكتائب والسرايا التابعة لها” عن بدء العملية عند الساعة الثامنة مساء (17,00 ت غ) في كل المدن والمحافظات السورية وذلك “ردا على المجازر والجرائم الوحشية” لنظام الرئيس بشار الاسد.

وأعلن الجيش السوري الحر “الهجوم على كافة المراكز والاقسام والفروع الامنية في المدن والمحافظات والدخول في اشتباكات ضارية معها ودعوتها للاستسلام او القضاء عليها”.

كما دعا البيان الى “محاصرة كل الحواجز الامنية والعسكرية والشبيحة (الميليشيات المؤيدة للنظام) المنتشرة في سورية والدخول معها في اشتباكات ضارية للقضاء عليها”.

كذلك دعا الجيش السوري الحر الى “قطع كل الطرقات الدولية والرئيسية من حلب (شمال) الى درعا (جنوب) ومن دير الزور (شرق) الى اللاذقية (غرب) وشل حركة المواصلات ومنع وصول الامدادات”.

كما جددت دعوتها الى “تأمين انشقاق الضباط والجنود والمدنيين الراغبين بالانضمام للثورة ممن لم تتلطخ اياديهم بدماء الشعب السوري” و”العمل على تحرير الأسرى و المعتقلين لدى الأجهزة الأمنية”.

واعلن الجيش السوري الحر التعامل مع العناصر والضباط من حزب الله اللبناني والحرس الثوري الايراني والميليشيات العراقية و”المنظمات الفلسطينية الموالية للعصابة الأسدية كأهداف مشروعة يجب القضاء عليها اينما وجدت على التراب السوري”.

واضاف البيان “يعتبر بركان دمشق وزلزال سورية الخطوة الاستراتيجية الاولى على صعيد التكتيك لادخال البلاد في حالة العصيان المدني الكامل والشامل والذي سيطبق على كامل التراب الوطني ويدخل حيز التنفيذ فور صدور البلاغ العسكري الأول”.

رستم غزالة ينفي انشقاقه.. والصليب الاحمر يعلن ان سورية في حالة حرب اهلية

عربات مدرعة وحرب شوارع في أحياء بدمشق

موسكو: الاسد يحظى بدعم شعبه ولن يرحل

دمشق ـ ‘القدس العربي’ ـ من كامل صقر: بيروت ـ جنيف ـ وكالات: تجددت الاشتباكات بين القوات الحكومية والجيش السوري الحر لليوم الثاني على التوالي في بعض احياء دمشق الاثنين متخذة طابعا هو الاعنف منذ بدء الاضطرابات في سورية قبل 16 شهرا، في وقت اكد فيه وزير الخارجية الروسي فلاديمير لافروف ان الرئيس بشار الاسد لن يرحل لانه يحظى بدعم شعبه.

واعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر الاثنين ان اعمال العنف في سورية باتت تنطبق عليها تسمية الحرب الاهلية. وقالت ‘في كل مرة، تحصل فيها اعمال عدائية، يمكن تبين ظروف ينطبق عليها تحديد النزاع المسلح غير الدولي’، وهي تسمية دبلوماسية للاشارة الى حرب اهلية.

وشهد يوم امس منعطفا في المعارك العسكرية في سورية مع امتداد المواجهات الواسعة الى العاصمة التي تشهد بعض احيائها منذ الاحد اشتباكات عنيفة وحرب شوارع بين القوات النظامية والجيش الحر، هي الاولى بهذه الحدة منذ بدء الاحداث قبل 16 شهرا.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ‘انها نقلة نوعية في المعارك’، معتبرا ان الاشتباكات في دمشق تحمل ‘تهديدا واضحا للنظام وبما انها تتواصل لساعات وايام فهذا يعني ان الثوار اصبحوا داخل العاصمة’.

واضاف ‘انها المرة الاولى التي تتواجد فيها آليات مصفحة وناقلات جند في حي الميدان’ القريب جدا من وسط العاصمة.

مساء الأحد طوقت القوات السورية حي التضامن، حيث معقل المعارضة المسلحة جنوب دمشق، لتبدأ صباح الاثنين اقتحاماً مركّزاً للحي المذكور من عدة محاور إلى حي التضامن معززة بآليات عسكرية. ولم يوافق اي من سائقي سيارات الاجرة الاثنين على التوجه الى حي الميدان العريق في دمشق، الذي يؤمه الدمشقيون، خصوصا في هذه الفترة من السنة المشرفة على شهر رمضان للتزود بحلوياته ومأكولاته الشهية.

واكد سائق ان ‘عناصر من الجيش والامن تنتشر باعداد كبيرة ولا يجب الذهاب الى هناك الا في حالة الضرورة القصوى’، رافضا المجازفة.

وقال اخر ان الدخول الى حي الميدان ‘محفوف بالمخاطر، فهناك تفجيرات واطلاق نار’.

وقال سائق الاجرة نزيه الذي وافق على ان يقل صحافية في وكالة فرانس برس الى منطقة باب مصلى المجاورة لحي الميدان ‘النيران والدماء في كل مكان’.

وقالت مصادر لـ’القدس العربي’ ان مسلحي ‘الجيش الحر’ يعتمدون تكتيكاً يقوم على الانقسام لمجموعات مقاتلة صغيرة جداً لا يتجاوز عدد أفرادها ثلاثة أو أربعة مسلحين على أن تنتشر تلك المجموعات في مختلف شوارع وأزقة حي التضامن، كما أفادت ذات المصادر بأن القوات السورية لم تلقَ مقاومة تذكر وأنها فرضت سيطرتها على حي التضامن بشكل شبه كامل، لاسيما بعد أن اقتحمت شارع ‘دعبول’ المعقل الرئيسي لمناهضي النظام هناك.

وغير بعيد عن التضامن انتقلت رقعة المواجهات المسلحة إلى حي الميدان الدمشقي الذي انطلقت منه الشرارة الأولى للاحتجاجات الشعبية المناهضة للنظام السوري بعد أن جمع مسلحو ‘الجيش الحر’ صفوفهم في منطقة ‘سوق أبو حبل’ وما حولها داخل حي الميدان، لتبدأ اشتباكات استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة بشكل متقطع في الساعات الأولى من صباح الاثنين، لتبلغ الاشتباكات ذروتها ظهراً.

كما شهدت منطقتا الزاهرة والقدم اشتباكات مماثلة وشوهدت أرتال للقوات السورية في المنطقتين، كما شوهدت سيارات بيك أب تابعة لمقاتلي الجيش الحر.

وفي ذات الاتجاه شهدت مناطق نهر عيشة والقدم والسبينة ومخيم اليرموك وشارع الثلاثين بالحجر الأسود توترات واشتباكات متقطعة.

وكانت الهيئة العامة للثورة السورية ذكرت في وقت سابق ان ‘حشودا أمنية وعسكرية اتجهت بعيد السادسة صباحا الى حي الميدان في دمشق عبر طريق المتحلق الجنوبي’، وتضم شاحنات عسكرية مليئة بالجنود و’ثلاثة مدافع مسحوبة مع العربات ومغطاة بشادر أبيض’.

وتشرف الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الاسد، شقيق الرئيس السوري، بشكل اساسي على امن العاصمة ومحيطها.

وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان ان قوات الامن اغلقت جميع الطرق المؤدية من الغوطة الشرقية في ريف دمشق الى العاصمة.

ووصف المجلس الوطني السوري المعارض معارك دمشق وحمص في وسط البلاد بانها ‘معارك المصير’. وحمل ‘الجامعة العربية ومجلس الامن النتائج الكارثية المترتبة على ما يجري هذه الساعات’ في هاتين المدينتين.

في انحاء البلاد الاخرى، قتل اربعة مقاتلين معارضين في اشتباكات فجر الاثنين مع القوات النظامية السورية في مدينة جرابلس في محافظة حلب (شمال). كما قتل شاب برصاص قناص في مدينة دير الزور (شرق).

واوقعت اعمال العنف في سورية الاحد 105 قتلى هم 48 مدنيا و41 جنديا و16 مقاتلا معارضا وجنودا منشقين.

وفي موسكو، اكد وزير الخارجية سيرغي لافروف قبل محادثات مقررة مع كوفي عنان بان الاسد ‘لن يرحل ليس لاننا ندعمه بل بكل بساطة لان قسما كبيرا من الشعب السوري يدعمه’.

واتهم لافروف الدول الغربية بممارسة ‘ابتزاز’ على روسيا لحملها على تأييد عقوبات في مجلس الامن الدولي ضد النظام السوري.

وتوجه مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى سورية كوفي عنان الاثنين الى موسكو، بينما يزور الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الصين، في تحركين يهدفان الى حث هاتين الدولتين على دعم ضغط اقوى على بشار الاسد من اجل وقف العنف في سورية.

وطلب المغرب الاثنين من السفير السوري المعتمد لديه مغادرة المملكة بـ’اعتباره شخصا غير مرغوب فيه’.

واكدت وزارة الخارجية والتعاون المغربية ان ‘الوضع في سورية لا يمكن ان يستمر على ما هو عليه’. وردت دمشق بدورها بطرد السفير المغربي.

إلى ذلك نفى اللواء رستم غزالة رئيس فرع المنطقة في شعبة الاستخبارات العسكرية انشقاقه عن النظام، ونفى سفر عائلته خارج البلاد إلى تركيا، وذلك في اتصال هاتفي مع قناة الدنيا بعد أن تحدثت المعارضة السورية عن انشقاقه وهروب عائلته إلى تركيا.

طهران تُبلغ دمشق أنها ستتكفل بإعادة بناء قناة ‘الإخبارية’

دمشق ـ ‘القدس العربي’ ـ من كامل صقر: قالت مصادر إعلامية سورية نقلاً عن مصدر موثوق ان الحكومة الإيرانية أبلغت السلطات السورية تعهدها بإعادة بناء قناة ‘الإخبارية’ السورية، التي جرى تدميرها بالكامل بعملية إرهابية فجر يوم الأربعاء 27 حزيران (يونيو) 2012.

وحسب تلك المصادر فإن طهران ستتكفل بإعادة بناء قناة ‘الإخبارية’ السورية على مستوى البناء والتجهيزات الفنية كاملة.

وعلى الأغلب سيكون الموقع الجديد لقناة ‘الإخبارية’ على طريق مطار دمشق الدولي بالقرب من مدينة المعارض، ويُعتبر هذا الموقع هو الأنسب من الناحية اللوجستية والأمنية.

وتبث قناة ‘الإخبارية’ حالياً بعد تعرضها للتدمير من مقر التلفزيون الرسمي في ساحة الأمويين.

واستهدف المهاجمون مبنى ‘الاخبارية السورية’ في بلدة دروشا بريف دمشق بعدة عبوات ناسفة، أدى انفجارها إلى استشهاد سبعة أشخاص من العاملين في القناة بينهم ثلاثة إعلاميين هم ‘سامي أبو أمين، زيد كحل ومحمد شمّة’، وأدى إلى تدمير غرفة الأخبار بالكامل، وانقطاع بث القناة لفترة قصيرة.

وذكر التلفزيون السوري أن مسلحين اقتحموا مبنى القناة وزرعوا فيه عدة عبوات ناسفة، وقاموا بتخريب محتوياته، واختطفوا سبعة من العاملين في القناة.

وكان فريق قناة ‘الأخبارية’ تعرض لهجوم مسلح في منطقة الحفة في اليوم 11 من الشهر الجاري، أدى إلى إصابة اثنين من الفريق بجروح.

ثماني علامات على ان الاسد قد انتهى

صحف عبرية

تشير الاجهزة الاستخبارية التي تجمع ‘علامات شاهدة’ على سقوط بشار الاسد، في المدة الاخيرة الى عدد من العلامات الشاهدة على ان نهايته قريبة. والحديث عن علامات تتصل بالجيش والجهاز العام وحلفائه في الداخل والخارج ايضا.

ان عشرين ضابطا برتبة عميد ومئة عقيد يوجدون اليوم في تركيا بعد ان انشقوا عن الجيش السوري. وليس هذا تقريرا للمعارضة بل هو معطى أدلاه وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو في مقابلة مع التلفاز الروسي، وتتحدث التقديرات في الغرب عن نحو من عشرين ألفا من العسكريين المنشقين.

لكن الضعف الذي يزداد عمقا واتساعا في ثقة الجيش بالسلطة لا تعبر عنه الأعداد فقط بل تعبر عنه رُتب التاركين الرفيعة، ولا يقل عن ذلك أهمية انشقاق رموز كالجنرال مناف طلاس الذي ليس هو صديق طفولة بشار ولا إبنا لعائلة سنية رائدة، بل هو ايضا ضابط في الحرس الرئاسي وهو من أشد القوات ولاء للرئيس. وهناك ايضا مثال مهم آخر هو انشقاق الطيار العقيد حسن حمادة مع طائرته الى الاردن في الشهر الماضي.

ليس الحديث الى الآن عن كتلة حرجة تسحب البساط من تحت قدمي الاسد، لكن اتجاه الانشقاق يزداد زخما بيقين.

يضاف انشقاق النخب عن الجهاز العام الى الانشقاق العسكري، والرمز الواضح لهذه الظاهرة هو سفير سورية في العراق، نواف الفارس، لكن خبراء الاستخبارات يلاحظون ايضا ‘انشقاقا رماديا’: فالموظفون ومنهم موظفون كبار لا يأتون الى العمل ببساطة.

ان صورة قتال الاسد للمتمردين تشهد على ضائقة شديدة، فالنيران الكثيفة التي يستعملها الجيش على المدنيين جعلت المظاهرات الجماعية تختفي من الشوارع وتحول النضال الشعبي الى حرب الجيش لقوات عصابات الجيش الحر. وقد صاغ محاربو العصابات لأنفسهم خطة تسمى ‘ساعة الصفر’، وفي مركزها سلسلة عمليات موجهة على أهداف السلطة. ولا شك في ان نجاحات المتمردين تمس بالروح المعنوية للعسكريين الذين أصبح الكبار فيهم هدفا دائما للاغتيال.

لم تتغير صورة القتال فقط بل مناطق القتال ايضا. وقد تخلى الجيش عن مدن الأرياف ويحصر عنايته في حماية كنوز السلطة، أعني دمشق وحلب وحمص مع أريافها، وهي النواة المدنية الكبيرة حيث يتركز نصف سكان الدولة، وحدود لبنان وجبل الدروز ومواقع استراتيجية عسكرية.

كان للنظام طول نفس ما بقي الهدوء في هذه المناطق، وتتغير الحال في الاسابيع الاخيرة فقد أخذ الجيش السوري يطلق النار الى داخل لبنان وهذه شهادة على أنه فقد السيطرة على ما يمر من لبنان؛ وحدثت هبة في جامعة حلب وتلاحظ علامات عدم هدوء في الشوارع؛ وفي دمشق يطلق الجيش النار لأول مرة الى داخل الضواحي.

التقارير عن ان الجيش السوري نقل مواد قتالية كيماوية من مكان تخزينها الدائم الى مكان آخر شهادة على ان النظام يشعر بأنه يفقد قدراته أو انه ينوي استعمال هذه الاسلحة على المتمردين. وهذه اشارات تشهد في الحالتين على ضعف النظام.

ان التدريبات العسكرية التي تمت في المدة الاخيرة هي في الأساس شهادة على الضعف، وهي بمثابة طاووس ينشر ريشه ليخيف النمر الذي يوشك ان يفترسه.

هناك علامة شاهدة خارجية لكنها لا تقل جوهرية وهي السلوك الروسي، فالروس يستعدون لاجلاء ناسهم عن سوريا في كل لحظة، وتنتظر في ميناء طرطوس سفينة مع قوات خاصة. في 1973 حينما أجلى الروس ناسهم عن سوريا كانت تلك علامة على حرب قريبة وهي اليوم علامة على انهيار قريب.

لا يعلم أحد متى سيحدث هذا، لكن اذا كان يوجد شيء علمنا الربيع العربي إياه فهو ان ذلك يحدث بمرة واحدة وفي يوم واحد كما حدث في مصر وليبيا وتونس.

اليكس فيشمان

يديعوت 16/7/2012

المغرب يطرد سفير سورية ويامره بالمغادرة ودمشق ترد بان السفير المغربي شخص غير مرغوب به

الرباط ـ دمشق ـ رويترز ـ ا ف ب: أمر المغرب السفير السوري الاثنين بمغادرة المملكة ودعا الى التحول الديمقراطي في سورية فيما ردت دمشق بإعلان أن السفير المغربي شخص غير مرغوب به.

جاء طرد السفير السوري بعد انشقاق سفير سورية في العراق الأسبوع الماضي. وفر قبل هذا باسبوع عميد بارز كان مقربا من الرئيس السوري بشار الأسد وهي تطورات قال مسؤولون غربيون إنها تظهر أن الأسد بدأ يفقد سيطرته على زمام السلطة مع استمرار المعارضة المسلحة ضده.

وفي وقت سابق الاثنين سرت شائعات بان السفير السوري في الرباط نبيه اسماعيل انشق أيضا وانحاز للمعارضة السورية. ونفى مسؤول في السفارة السورية هذه الأنباء ولم يتجاوز تعقيبه هذا.

ولم تشرح وزارة الخارجية المغربية على الفور توقيت او سبب قرار طرد اسماعيل لكنها قالت في بيان إن الوضع في سورية ‘لا يمكن أن يستمر على ما هو عليه’.

وأضافت أن المغرب يتطلع ‘إلى تحرك فاعل وحازم من أجل تحقيق انتقال سياسي نحو وضع ديمقراطي يضمن وحدة سورية واستقرارها وسلامتها الإقليمية ويحقق تطلعات الشعب السوري الشقيق نحو الكرامة والحرية والتنمية’.

ولم يتسن الاتصال بالسفير اسماعيل او نائبه انور محمد للتعليق لكن الحكومة السورية سارعت بالرد بإعلان أن السفير المغربي محمد الإخصاصي شخص غير مرغوب فيه ايضا.

واستدعى المغرب الإخصاصي في نوفمبر تشرين الثاني عام 2011 وكان قرار اليوم هو الأحدث في سلسلة عمليات لطرد دبلوماسيين زادت من العزلة الدولية للاسد فيما يكتسب مقاتلو المعارضة قوة.

وقال علي انوزلا رئيس تحرير موقع لكم الاخباري المستقل على الانترنت إن الرباط ربما سعت الى تفادي الحرج الدبلوماسي من خلال طرد السفير السوري قبل الاجتماع القادم لمجموعة اصدقاء سورية المقرر أن يستضيفه المغرب قريبا.

وأضاف أن قرار الطرد جاء متأخرا جدا.

وفي ايار (مايو) طردت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وكندا والمانيا وإيطاليا واسبانيا واستراليا وبلغاريا وسويسرا الدبلوماسيين السوريين ردا على مذبحة قتل فيها 108 أشخاص في الحولة في مايو ايار. واتخذت اليابان الخطوة ذاتها.

كما طردت تونس وليبيا الدبلوماسيين السوريين في شباط (فبراير).

وشهد المغرب مظاهرات تطالب بالديمقراطية العام الماضي للمطالبة بملكية دستورية والحد من الفساد والفقر.

وتوقفت الاحتجاجات بالمغرب بعد أن طرح الملك محمد السادس ميثاقا للإصلاحات الديمقراطية وسمح لإسلاميين معتدلين بتولي الحكومة للمرة الأولى.

رئيس الوزراء الاردني: الحوار لم يعد الحل للازمة في سورية

براغ ـ ا ف ب: اعلن رئيس الوزراء الاردني فايز الطراونة الاثنين في براغ ان الحوار لم يعد الحل للازمة في سورية وعلى مجلس الامن الدولي التدخل. وقال بعد لقاء مع نظيره التشيكي بيتر نيكاس ‘من المستحيل اليوم تسوية الازمة في سورية عبر الحوار’. واضاف ‘لكن لا نزال نتحدث عن حل سياسي — علينا اولا وقف اراقة الدماء ثم ايجاد تسوية بين المعارضة والنظام السوري’ معربا عن الامل في تدخل مجلس الامن الدولي الذي تعرقل روسيا والصين جهوده.

وقال الطراونة وهو ايضا وزير الدفاع ‘علينا ممارسة ضغوط كبيرة على الحكومة السورية’. ويستقبل الاردن حتى الان على اراضيه 135 الف لاجىء من سورية حيث قتل اكثر من 17 الف شخص معظمهم من المدنيين بينهم نساء واطفال في قمع حركة الاحتجاج ضد نظام بشار الاسد التي انطلقت في اذار (مارس) 2010 بحسب منظمات للدفاع عن حقوق الانسان.

كما اوضح رئيس الوزراء الاردني ان الوضع الانساني صعب في بلاده خصوصا مع قطع كبير للمياه. وقال ‘لكننا نقوم بواجباتنا الانسانية حيال اخواننا’.

لافروف: نرفض الربط بين تمديد مهمة المراقبين في سورية واللجوء للبند السابع

قال ‘الاسد لن يرحل وموسكو لن تسمح بتمرير قرار في مجلس الأمن لا يعتمد على إتفاقية جنيف’

موسكو ـ يو بي آي: أعلن وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، الإثنين، رفض بلاده القاطع للربط بين مسألة تمديد مهمة المراقبين الدوليين في سورية واستخدام القوة ضد البلاد، لافتاً إلى تعرّض موسكو للإبتزاز في هذا السياق.

ونقلت وسائل إعلام روسية عن لافروف قوله في مؤتمر صحافي في موسكو ‘للأسف الشديد نرى عوامل إبتزاز.. يقولون لنا في حال لم تعطوا موافقة على تمرير قرار (مجلس الأمن بحق سورية) تحت البند السابع فنحن سنرفض تمديد مهمة المراقبين في هذا البلد’.

وأضاف لافروف ‘نحن نعتبر أنه نهج غير بنّاء وخطير، لأن إستخدام المراقبين بمثابة ‘عملة تبديل’ أمر غير مقبول’، معتبراً أن المراقبين جاؤوا لتقييم ما يجري بشكل موضوعي وعليهم أن يحققوا بالحوادث.

وقال ‘نحن سنتوصّل إلى تمديد المهمة (للمراقبين الدوليين)، مع إمكانية تعديل تفويضها مع الإستناد بشكل أكبر على العنصر السياسي’.

وأعرب لافروف عن أمله في ألاّ تقاطع البلدان الغربية مشروع القرار الروسي في مجلس الأمن، الذي وزعته روسيا مؤخراً في نيويورك والهادف إلى تطبيق إتفاقيات جنيف بشكل كامل والذي يتضمن أيضاً تمديد عمل بعثة المراقبين في سورية لمدة 3أشهر، الأمر الذي سيؤدي إلى وقف عمل المراقبين.

وقال ‘إذا كان شركاؤنا ينوون مهما كلف الأمر مقاطعة قرارنا فإن بعثة المراقبين الأممين لن تحصل على تفويض وستكون مضطرة لمغادرة سورية. وهذا سيكون أمراً محزناً’، معرباً عن أمله في ألا يكون لدى الدول الغربية نية خلق ظروف لإنهاء هذه البعثة.

وأكد لافروف أن روسيا مستعدة للموافقة على التمديد التقني لبعثة المراقبين في سورية، موضحاً أن هذا أمر ممكن عبر إتخاذ قرار ‘لن يتضمن تقييمات جوهرية ولن يتضمن جزءاً إيضاحيا ولن يعيد إنتاج مطالب توفرت في القرارات السابقة’.

وأضاف ‘توجد صيغة في مجلس الأمن تعرف بالتمديد التقني. وهو قرار يمكن أن يتضمن بنداً واحداً: يقررون تمديد تفويض بعثة المراقبين في سورية المتواجد في قرار ما مع الإيضاحات التي يطرحها الأمين العام (للأمم المتحدة بان كي مون) في تقريره.. ونحن جاهزون لهذا الخيار’.

وقال لافروف، إن الرئيس السوري بشار الأسد لن يتخلى عن منصبه بسبب تمتعه بدعم شعبي كبير، ودعا إلى وقف إطلاق النار متزامن بين الحكومة والمعارضة السورية، مشيراً الى أن بلاده لن تسمح بتمرير قرار في مجلس الأمن لا يعتمد على إتفاقية جنيف.

وقال إنه ‘ينبغي دفع أطراف النزاع (في سورية) إلى بدء المفاوضات لتحديد مستقبل العملية السورية’، داعياً لوقف إطلاق النار ‘بشكل متزامن’ بين الحكومة والمعارضة في سورية، معلناً إستعداد بلاده لاستضافة المفاوضات بين الطرفين في موسكو.

وأضاف أن ‘الأسد لن يرحل ولن يتخلى عن منصبه، ليس لأننا نقف معه بل لأنه يحظى بدعم كبير من الشعب السوري’، ولفت إلى أن الوضع في سورية يزداد تأزماً بطابعه الطائفي، وأضاف ‘إن أوضاع المسيحيين تشغلنا’.

وقال إن الجيش السوري يواجه عنفاً من قبل جماعات عالية التسليح، داعياً ‘الأسد والمعارضة الى سحب المعدات القتالية’.

وشدّد الوزير الروسي على أن موسكو لا تدعم الأسد بل خطة مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سورية كوفي عنان، قائلاً ‘لا ندعم بشار الأسد وإنما ما اتفقنا عليه في خطة عنان’.

وقال إنه لا بد من الضغط على كل أطراف النزاع وليس فقط على الحكومة السورية.

وأشار إلى أن روسيا ستوافق على أي قرار يتخذه الشعب السوري بشأن مستقبل القيادة السورية، وأضاف ‘نعترض على أي توجه لإسقاط الدولة السورية، وموسكو لا تقف الى جانب أي من طرفي الصراع في سورية’.

وقال إن البعض يعمل على تحريف ما تم الإتفاق عليه في مؤتمر جنيف وخاصة ما يتعلق بتنحي الأسد والبند السابع، وأضاف أنه بعد الإنتهاء من صياغة بيان إجتماع جنيف عمدت الأطراف الدولية إلى تحريف معانيه.

وأشار إلى إصرار موسكو على مواصلة وتمديد عمل المراقبين الدوليين في سورية والبحث عن سبل المصالحة ‘بعيداً عن التهديد الخارجي’.

وقال إنه ‘يجب إدراج المقترحات الروسية ضمن أي قرار مرتقب في مجلس الأمن’، مضيفاً ‘سنستمر بدعم مهمة عنان في سورية وموقفنا واضح وصريح’.

ولفت إلى أنه من الخطأ تحميل روسيا والصين مسؤولية تعثر حل الأزمة السورية.

وذكر أن إنشقاق عدد من الجنرالات السورية وبعض ممثلي النظام السوري لا يؤثر في موقف روسيا من تسوية الوضع في البلاد.

وتطرّق إلى ما سُمي ‘مجزرة التريمسة’ في حماة، قائلاً إن ‘مجموعات من الجيش الحر هاجمت مفرزة للجيش السوري وانسحبت إلى التريمسة قبل العملية العسكرية’.

وأعلن أن موسكو تؤيد إستمرار التحقيقات في ملابسات مقتل المدنيين في التريمسة.

وعبّر لافروف عن القلق بشأن ‘ما سُمى القوة الثالثة’ مثل القاعدة، مضيفاً ‘هذا يشكل خطراً على المنطقة برمتها’.

وقال ‘لا يمكن أن ننظر للأزمة السورية بشكل منفصل عما يجري في المنطقة كلها’. وأضاف أن ‘القاعدة عدو لنا وللسعودية وباقي دول الخليج’.

وقال لافروف إن بلاده لا تحاول التدخل في الشؤون الداخلية للسعودية، عندما تعبّر عن قلقها حول حقوق الإنسان في هذا البلد.

وأضاف ‘أعتقد أن لهجة بيان الخارجية الروسية كانت هادئة وصيغته صحيحة ولا يشير الى التدخل في الشؤون الداخلية، وخاصة بالشؤون الداخلية للمملكة’.

واعترف الوزير الروسي بوجود وجهات نظر مختلفة بين روسيا والسعودية بشأن بعض المسائل وعلى سبيل المثال حول سورية وقال ‘ولكن هذا ليس عذراً لتصوير كل شيء بلهجة سلبية’، مشيراً إلى أنه إستناداً الى المتبع دولياً، لا يعتبر التعبير عن القلق حول مسألة حقوق الإنسان، تدخلاً في الشؤون الداخلية.

وكان قسطنطين دولغوف، المكلف بحقوق الإنسان والديمقراطية في وزارة الخارجية الروسية، قال إن موسكو تأمل بأن تتخذ السلطات في المملكة الإجراءات اللازمة لاستقرار الأوضاع في المناطق الشرقية للبلاد، وألا تسمح بوقوع مصادمات على أساس طائفي.

وانتقدت السعودية هذا التصريح واعتبرته ‘عدائياً’ و’تدخلاً سافراً’ في شؤونها.

دمشق في مرمى النيران

محمد صالح

دمشق | حتى أول من أمس، كانت دمشق في منأى عن العمليات العسكرية، ما جعل الحياة فيها مستمرة بشكل طبيعي، ثمّ اختلفت الأوضاع وسمع أزيز الرصاص في قلب العاصمة. جاءت البداية من قلب المخيمات الفلسطينية التي شهدت تشييعاً لضحايا سقطوا، لتندلع إثر ذلك اشتباكات بين قوات الأمن ومسلحين في المخيم، ردّت عليها القوات النظامية، في اليوم التالي، بقصف المخيم ومعه حيّ التضامن، بقذائف ثقيلة سمعها القاطنون في العديد من المناطق في قلب العاصمة، وهو ما سبّب حالة هلع شديدة لدى أهالي التضامن الذين نزحوا بأعداد هائلة.

وامتدت معها الاشتباكات إلى مناطق كفرسوسة والميدان، كما اقتحمت العناصر الأمنية حيّ قبر عاتكة، ويغمد. في المقابل، عمد عدد من المتظاهرين إلى قطع الطريق التي تربط دمشق بدرعا ومنها إلى الأردن، فيما سمع إطلاق نار، للمرة الأولى، في المدينة القديمة، ما دفع التجار في الوسط التجاري إلى إغلاق محالهم، وهو ما تكرر في حيّ المهاجرين البعيد عن مناطق المعارك، والقريب نوعاً ما من القصر الرئاسي، فيما استمرت، حتى أمس، الاشتباكات في منطقتي الميدان وكفرسوسة، إضافة إلى حيّ نهر عيشة، واستمرّ معها نزوح الأهالي.

وتتعدد روايات الأهالي بشأن ما جرى، في وقت بدأت تتسرب فيه معلومات من ناشطين عن معركة كبرى سيقوم بها المنشقون عن الجيش، وهي ما بات يعرف بساعة الصفر، من دون أن يحدد لها موعد صريح، حتى الآن. هكذا يقول علي، أحد سكان حيّ التضامن الذي غادر منزله بصعوبة. ويشير إلى أن عدداً من النشطاء قد أبلغوا الأهالي ضرورة المغادرة، استعداداً لمعركة صعبة يقوم بها النظام ضد منشقين ومسلحين من «الجيش الحر». وتطوّر الأمر إلى سماع أصوات انفجارات هزّت الحيّ، قبل أن يتمكن العديد منهم من الهرب باتجاه مخيم اليرموك، وأحياء مجاورة أكثر أمناً.

يستبعد الأستاذ الثلاثيني أن تتطوّر المعركة، فبحسب قوله لم يشهد حي التضامن أي إشكالات أمنية تذكر، ويقيم فيه موالون ومعارضون للنظام من دون حدوث أي اضطرابات. ونفى ما قيل عن الإعداد لمجزرة قد ترتكب بحق من بقي من الأهالي، معتبراً أن «هذا ليس سوى فرقعة إعلامية». في المقابل، يشرح محمد، ابن حي الميدان، الوضع في منطقته، معتبراً أنها المرة الأولى التي يشهد فيها هذا الحي الدمشقي معارك بهذا الحجم، وخاصة أنه ذو طبيعة هندسية صعبة للغاية؛ ففي جهة منه تقع أبنية وشوارع عريضة تصله بمنطقة الزاهرة التي تقود بدورها إلى مناطق المخيمات الفلسطينية، وفي جهة أخرى لا يزال يحتفظ جزء آخر منه بطبيعة العمران الدمشقي التقليدي، والأزقة الضيقة ذات المداخل المتعددة، وهي التي تصله من طرف آخر بمنطقة باب مصلى، ومنها إلى حي الشاغور والمدينة القديمة، وهذا ما يمثّل عقبة أمام قوات الأمن بحكم التعقيد الشديد لحارات شديدة الصغر. ويروي الشاب «أن معارك عنيفة وضربات متبادلة بين الأمن ومسلحين للجيش الحر يظهرون للمرة الأولى، فيما اعتلى عشرات القناصة أسطح المباني تمهيداً لمعارك شرسة بين الطرفين، والتزم معظم الأهالي بيوتهم، وأغلقت كافة المحال التجارية». ويلفت الشاب إلى أن بعض الأهالي، ممن يقطنون في منطقة نهر عيشة القريبة من طريق دمشق _ درعا، شاهدوا أعداداً من الدبابات والسيارات المصفحة تعبر نحو دمشق، متوقعاً اشتداد الوضع الأمني مع اقتراب شهر رمضان.

إلى ذلك، أشار بعض الأهالي إلى حدوث محاولات مستمرة لقطع الطريق إلى درعا، في محاولة لعرقلة وصول الإمدادات العسكرية. بدوره، رأى ناشط من منطقة كفرسوسة أن هذه العمليات العسكرية ليست جديدة على كفرسوسة التي تقسم إلى قسمين، الأول يدعى تنظيم كفرسوسة وهو مقر لوزارة الداخلية، والسفارة المصرية، ومقر الاستخبارات العسكرية وأمن المنطقة حيث تعرضا لتفجير ضخم في كانون الأول الماضي، ما حولها إلى مركز أمني شديد التحصين، تقابله سلسلة من الأبنية ذات التنظيم العمراني المتطور والمجمعات التجارية التي تقع خلفها الأحياء القديمة في كفرسوسة التي تتصل بمناطق زراعية وحارات ضيقة تقود إلى حي الميدان من جهة، وإلى مداخل منطقة داريا وريف دمشق من جهة أخرى. ومن المعروف أن كفرسوسة قد شهدت تظاهرات حاشدة وصلت في بعض الأحيان إلى تطويقها بمسلحين من «الجيش الحر». ويشير الشاب إلى قصف متواصل تشهده البساتين وأزقة المنطقة الضيقة منذ يوم الخميس الماضي، مع اقتحام لقوات الأمن بين الحين والآخر، ومداهمات واعتقالات طاولت عشرات الناشطين الميدانيين، واستمرت الضربات والقذائف بالأسلحة المتوسطة حتى يوم أمس، فيما بقي الجزء الأمني المعروف باسم تنظيم كفرسوسة آمناً.

من ناحيته، يخشى عمر، ابن مخيم فلسطين، من تكرار تجارب بابا عمرو ودوما والزبداني في دمشق، حيث يحاصر المسلحون حتى تنفد ذخيرتهم أو تستخدم معهم الأسلحة الثقيلة، فيتكرر مشهد الانسحاب التكتيكي، وتتحول الأحياء الدمشقية إلى أكوام من الدمار والخراب. ولفت إلى أنّ الأسلحة المستخدمة هي أسلحة خفيفة، «ويبدو من الواضح، من خلال ما يصل من أنباء، أن هذه الاشتباكات هي بلا أي تخطيط عسكري أو دراسة لطبيعة الأرض، مقابل ترجيح كفة الحماسة الزائدة التي لن تسقط نظاماً يتميّز بجيش متماسك وقدرة على استخدام أسلحة ضخمة في مواجهة مسلحين أقصى ما لديهم البنادق والرشاشات». ويلفت إلى أن «احتمال هجوم ساعة الصفر هو احتمال ضعيف، رغم أن ما يصل من أنباء يشير إلى أنها لا تعدو كونها حرباً نفسية، لكنها تثير الذعر وقد تؤدي إلى أزمات خطيرة، وخصوصاً أن كافة المحاولات التي قام بها المعارضون لإضافة العاصمة إلى ركب المدن الثائرة قد باءت بالفشل، وبالتالي فإن التعويل على ثورة دمشقية يقوم بها الأهالي ضد النظام هو أمر غير صائب، والاعتماد عليه في مشروع ساعة الصفر سيزيد الوضع سوءاً».

النجوم السوريون والثَّورة: بين حرب الشَّائعات ومحاربتها

صدور الشَّائعات حول الفنانين وحياتهم وعلاقاتهم المهنيَّة والشَّخصيَّة ليس بالأمر الجديد، فكيف تعاطى النجوم السوريون معها في ظلِّ الأحداث الَّتي يشهدها بلدهم.

الرياض: لا يعد تأليف الشائعات وتداولها حول النجوم أمرًا جديدًا، منذ بداية عصر النجم في المسرح البريطاني قبل قرون بدأ الجمهور بتأليف شائعات طالت أعمال هؤلاء الفنية وعلاقاتهم في ما بينهم وعلاقاتهم الشخصية والعاطفية وأنباء زيجاتهم ووفاتهم، بل وحتى شؤون الملبس والمأكل المتعلقة بهم.

بعد اندلاع الاحتجاجات في سوريا، تركزت الشائعات أكثر ما تركزت على مواقف هؤلاء السياسية ومناصرتهم لهذا الطرف أو ذاك، ومع أن الكثير من الفنانين أطلوا عبر قنوات إعلامية متعددة ليعلنوا تأييدهم أحد الطرفين، إلا أن صمت قسم لا بأس به منهم فتح الباب أمام إطلاق شائعات تتناول مواقف غير حقيقية.

ولم تقتصر الشائعات على الفنانين الصامتين، بل امتدت لتطال مواقف فنانين معروفين بتأييدهم لأحد الطرفين، وذلك عبر فبركة تصريحات أو اقتباس أقوال منسوبة لهذا النجم أو ذاك من دون أن يكون قد صرح بها أساساً.

موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” كان ميدانًا بارزًا للشائعات هو الآخر، سواء بتناقل تصريحات وهمية، أو عبر إنشاء حسابات شخصية بأسماء فنانين معروفين ومن ثم إغراقها بمواقف وتعليقات وآراء لا أساس لها من الصحة.

أول الفنانين السوريين الذين تعرضوا لهذا الموقف كان جمال سليمان، بعد زيارة قام بها الى العاصمة القطرية الدوحة بعد أسابيع فقط على اندلاع الاحتجاجات، حينها نسبت صفحات مؤيدة للنظام السوري لسليمان شكره لقناة الجزيرة القطرية على موقفها، لكن سرعان ما نفى الفنان السوري ذلك بشكل قاطع، متهمًا مطلقيها بمحاولة الإساءة له والتسبب بأذيته انتقامًا من مشاركته في مهرجان الدوحة السينمائي.

مطلع العام الحالي، راجت شائعة عن الفنان الشاب باسل خياط، مفادها أنه قرر اعتزال الفن كنوع من الاحتجاج على ما تشهد بلاده من أحداث، بعد الشائعة بأيام، نفى خياط عبر مكتبه الصحفي صحة ما راج، وقال إنه يتواجد في الإمارات العربية المتحدة ويتنقل بين دبي وأبوظبي لاستكمال دراسته في أكاديمية للإخراج السينمائي هناك، وأكد في حينها أنه يعكف على قراءة نصين لمسلسلين تلفزيونيين لم يوافق بعد على لعب بطولتهما.

وأشار المكتب الصحافي لخياط إلى أنّ شائعة الاعتزال انتشرت بعدما اعتذر عن عدم المشاركة في بطولة عملين في الدراما السورية بسبب تنقله الدائم بين دمشق وأبوظبي، وهما “بنات العيلة” للمخرجة رشا شربتجي، و”المفتاح” لهشام شربتجي.

الفنانة الشابة تاج حيدر، كان لها أيضًا نصيب من الشائعات، إذ نُسبت إليها أقوال تناهض فيها النظام السوري ورئيسه بشار الأسد، سارعت الفنانة الشابة إلى نفي ذلك، والتأكيد أنها لا تملك أي حساب على موقعي “فيسبوك” أو “تويتر”، وأعربت عن انزعاجها، معتبرة أن ذلك “يندرج ضمن الشائعات التي تُقحم الفنانين السوريين في مواقف سياسية معينة”.

آخر من طاولتهم الشائعات، كانت الفنانة سوزان نجم الدين، التي نُسب إليها تصريح اتهمت فيه أهالي منطقة الحولة بذبح أطفالهم في محاولة منهم للصق التهمة بالنظام السوري من أجل تشويه سمعته عالميًا، نجم الدين نفت في حوار صحفي ذلك، وقالت إن من روج الشائعة “يريد استهدافي واستهداف تاريخي ووطنيتي، أكاد لا أصدق أن هناك أشخاصًا ينسبون إلى شخص معروف في بلده أنه يقول بأن عائلات تقتل أولادها بهدف اتهام النظام بقتلهم، كلامهم فارغ، لكنه في جانب من الجوانب مؤثر، وأنا لن أكتفي لاحقًا بالنفي، لكن الظروف الحالية لا تسمح بأكثر من ذلك”.

وأضافت الفنانة السورية: “أكثر ما آلمني شائعتان، تحدثت الأولى عن هروب عائلتي إلى الولايات المتحدة الأميركية بسبب الأحداث الجارية في سوريا، بينما الحقيقة هي أن عائلتي ومن الأساس تقيم سنوياً لفترة في أميركا، وذلك لإقامة عائلة زوجي هناك، أما الثانية والتي آلمتني كثيراً، فقد كانت الحديث عن طلاقي من زوجي على خلفية الموقف السياسي لكل منا، فاتهمت بأنني عارضت زوجي لأنه مؤيد للنظام وبهذا وضعوني في خانة المعارضة، بينما الحقيقة هي أنني وزوجي لسنا مؤيدين ولسنا معارضين، بل إننا مع البلد ومع سوريا ونعدّها خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه أو المساس به”.

وبينما تتزايد الشائعات في هذا الخصوص، يلوم النقاد الفنانين على ذلك، لأنهم بصمتهم وتجنبهم اتخاذ المواقف والتزامهم “الحياد” يسمحون لكل من هب ودب بترويج ما ليس له أساس من الصحة.

                      معركة دمشق مستمرة.. ومطالبات باللجوء إلى مجلس الأمن

بيروت: كارولين عاكوم ويوسف دياب وليال أبو رحال دمشق – لندن: «الشرق الأوسط» * موسكو: سامي عمارة

اشتعلت المعارك والمواجهات جنوب العاصمة السورية دمشق أمس ولليوم الثاني على التوالي في وقت تصاعدت فيه المطالبات بتحويل الملف السوري الى مجلس الامن.

وشهدت شوارع العاصمة استنفارا أمنيا كثيفا واشتباكات بين عناصر الجيش السوري الحر وقوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد في الأحياء القريبة من القصر الرئاسي، وبالتحديد في حي التضامن ونهر عيشة والزاهرة، وامتدت إلى حي الميدان، الذي جرى اقتحامه للمرة الأولى بالمدرعات. كما شهد حي العسالي وشارع خالد بن الوليد وأحياء جوبر وبرزة والقابون، وحي كفرسوسة، اشتباكات استخدمت فيها قوات الجيش النظامي الأسلحة المتوسطة والثقيلة في قصف أحياء عدة من دمشق بكثافة عالية وشوهدت اعمدة الدخان تتصاعد. ووجهت نداءات عبر المساجد إلى سكان العاصمة للتزود بالمواد الغذائية والطبية.

وتحدث ناشطون عن أن الجيش السوري الحر «أدخل في الأيام الأخيرة الآلاف من مقاتليه إلى وسط دمشق لخوض المعركة الحاسمة مع النظام».

ووسط تدهور سريع في الأوضاع بدمشق، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها باتت تعتبر المعارك في سوريا حربا أهلية.

وبينما تتواصل موجة الانشقاقات في صفوف القوات الأمنية السورية عن النظام السوري، تضاربت التقارير حول انشقاق اللواء رستم غزالي، مدير المخابرات السورية.

وتبادلت المغرب وسورية طرد السفراء, بينما تضاربت التقارير حول انشقاق السفير السوري في الرباط.

من جهتها، أدانت السعودية أمس، استمرار أعمال العنف والمجازر في سوريا، وطالبت المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات حاسمة لحماية السوريين.

وبدوره طالب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أمس إلى ضرورة اللجوء للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة لإصدار قرار من مجلس الأمن الدولي.

«معركة دمشق الكبرى» تنطلق من جنوب العاصمة.. والجيش الحر يخوض حرب شوارع

استنفار أمني كامل وقوات الأمن والشبيحة بكامل عتادهم في الشوارع * نداءات للسكان للتزود بالمواد الغذائية والطبية

دمشق – لندن: «الشرق الأوسط» بيروت: يوسف دياب

أمضت دمشق ليل الأحد/ الاثنين على وقع الاشتباكات العنيفة التي انطلقت من مخيم اليرموك الفلسطيني يوم الجمعة وامتدت نحو أحياء جنوب شرقي العاصمة: التضامن ونهر عيشة والزاهرة لتصل أمس إلى حي الميدان، الذي جرى اقتحامه للمرة الأولى بالمدرعات. وشاهد الدمشقيون أمس أعمدة الدخان تتصاعد في سماء مدينتهم بينما أسفرت الاشتباكات عن قطع الطريق الرئيسي السريع الذي يربط العاصمة بمطار دمشق الدولي، جنوب العاصمة. وأكد الناشطون وقوع ضحايا خلال تلك الاشتباكات إلا أنهم لم يتحدثوا عن رقم محدد. وبينما بث الناشطون لقطات فيديو لمسلحين ملثمين في حي التضامن بدا واضحا في الخلفية مبنى القصر الرئاسي من بعيد.

ولفت حالة من الهلع سكان المدينة، التي ظنوا حتى وقت قريب أنها ستكون بمأمن من قصف النظام، الذي بدأ خلال الأيام الثلاثة الأخيرة يكرر السيناريو ذاته الذي نفذه في باقي المدن والمناطق السورية، من حيث القصف المركز و الاقتحام ونشر القوات والقناصة في الشوارع.

ولأول مرة تجري حالات نزوح داخل العاصمة، حيث نزحت العائلات من حيي التضامن والميدان يومي الأحد وأمس الاثنين إلى مخيم اليرموك الذي قام الناشطون الفلسطينيون فيه بفتح عدة مدارس ومساجد وتجهيزها لاستقبال العائلات النازحة، وتأمين مستلزمات الإسعافات الأولية للجرحى، بعد مناشدات عدة أطلقها ناشطون في الأحياء الساخنة لتأمين أدوية والتبرع بالدم للمصابين.

وتعد أحياء التضامن ونهر عيشة والحجر الأسود والقزاز وسيدي مقداد امتدادا لحي الميدان العريق وحي الزاهرة، وتحيط بجنوبه الشرقي الذي هو جنوب شرقي العاصمة بحزام من العشوائيات ذات الكثافة السكانية العالية من أبناء الطبقة الوسطى وما دون وتشكل امتدادا متصلا مع بلدات الغوطة الشرقية ببيلا يلدا عقربا سبينه، والتي تعد بمجملها مناطق مناهضة للنظام حيث ينتشر هناك الجيش السوري الحر وغالبيتها تعرضت لعمليات عسكرية شرسة من قبل قوات النظام وما تزال ترزح تحت الحصار مع بلدات الغوطة الغربية المحيطة بدمشق من جهة الغرب.

ويعد وصول الجيش الحر إلى أحياء جنوب شرقي العاصمة بداية لما أطلق عليه المناهضون للنظام «معركة دمشق الكبرى» والأيام الثلاثة الماضية سجلت أول وأعنف اشتباكات تجري في العاصمة حيث استخدمت قوات الجيش النظامي الأسلحة المتوسطة والثقيلة في قصف أحياء عدة من دمشق بكثافة عالية، وقالت السلطات إنها تلاحق «مجموعة إرهابية» في حي التضامن. وهذه المجموعة المسلحة اتجهت إلى حيي نهر عيشة والحجر الأسود ليل أول من أمس، لتصل إلى منطقة أبو حبل في حي الميدان.

وقال ناشطون في حي الميدان لـ«الشرق الأوسط» إن الثوار في حي نهر عيشة قاموا بقطع الطريق الدولي دمشق – درعا بالإطارات المشتعلة ردا على محاولة اقتحام قوات النظام لحي الميدان. وبث ناشطون فيديو يظهر قيام مجموعة من الشباب يضرمون النار على أاتوستراد دمشق – درعا، وتصاعد دخان أسود كثيف عطل حركة المرور وأدى إلى ازدحام كبير.

وكانت قوات النظام قد حاولت اقتحام حي الميدان صباح أمس، فتصدى لها مجموعة من مقاتلي الجيش الحر وتمكنوا من إعطاب مدرعتين وإحراق سيارة أمن والاستيلاء على باص للشبيحة، ما اضطر قوات النظام إلى التراجع والتمركز عند مبنى جريدة «تشرين» قريبا من كورنيش الميدان.

وبحسب ناشطين أعطت القوات النظامية مهلة للجيش الحر كي ينسحب من حي الميدان وإلا فسيتم قصف الحي، وترافق ذلك مع نزوح أهالي حارة الجورة ذات الأغلبية الموالية، في حين وجهت نداءات للمدنيين لأخذ التدابير اللازمة في حال تم قصف الحي بالمدفعيات الثقيلة، أو النزوح من مناطق الاشتباكات.

وجرت الاشتباكات خلال اليومين الماضيين في أحياء التضامن وكفر سوسة ونهر عيشة وسيدي مقداد والقزاز. ولم تتمكن قوات الأمن والجيش النظامي من السيطرة على هذه الأحياء.

وبث ناشطون مقاطع فيديو تظهر اشتباكات بين كتائب الجيش الحر مع قوات النظام، وبدت الاشتباكات كحرب شوارع، في التضامن ونهر عيشة والميدان، كما تم بث جانب من الاشتباكات على قنوات البث المباشر على الإنترنت وأيضا «الجزيرة مباشر».

وقالت مصادر في المعارضة لـ«الشرق الأوسط» إن هذه «المعركة يتم التحضير لها منذ أكثر من شهر» وهو ما اعتبره الشارع المناهض للنظام «بداية النهاية للنظام» باعتبار أن «دمشق كانت منها البداية بخروج أولى المظاهرات لإسقاط النظام وفيها ستكون النهاية بمعركة التحرير».

وقال الناشط عامر الدمشقي لـ«الشرق الأوسط» إن «الاشتباكات استمرت طوال يوم أمس في حيي الميدان ونهر عيشة، مع وصول تعزيزات عسكرية جديدة تتضمن عشرات المدرعات، حيث تم إغلاق مداخل الحيين وصولا إلى مدخل العاصمة الجنوبي، وفرض حصار على مداخل الحيين ومنع الدخول والخروج وإسعاف الجرحى، كما تم نشر كثيف للقناصة والتي راحت تطلق النار على أي شي يتحرك وحتى استهداف المدنيين بالمنازل» وأضاف عامر الدمشقي أن «قتيلين على الأقل سقطا برصاص قناصة مع إصابة العشرات بجراح بينها حالات خطيرة» ولفت عامر إلى أن أهالي حي الميدان تلقوا «تهديدا من أحد قيادات الفرقة الرابعة» بأنه إذا لم يكفوا عن مناهضتهم للنظام فإن «الحي سيسوى بالأرض» وأضاف «هناك مخاوف من قصف الحي بعد أن تم نصب مدافع هاون على مداخل الحي ولوحظ إجلاء لأهالي حي الجورة الموالين للنظام».

ووجهت نداءات إلى سكان العاصمة للتزود بالمواد الغذائية والطبية استعدادا لما أطلق عليه الناشطون «معركة دمشق الكبرى». وشهدت شوارع العاصمة وجودا أمنيا استثنائيا في حالة استنفار، حيث لم يخل شارع لا سيما وسط العاصمة، من قوات أمن وشبيحة بالعتاد الكامل، مع تمركز لسيارات أمنية مجهزة بأجهزة اتصال عند كل ناصية، أو تقاطع، كما شهدت معظم الشوارع اضطرابات مرورية خانقة، جراء قطع الكثير من الشوارع، وبحسب ناشطين كان هناك «شوارع حيوية خالية تماما من السيارات، وأخرى تغص بازدحام قاتل وبعد العاشرة مساء تبدو غالبية أحياء المدينة وكأنها في حالة حظر تجول» كما لوحظ إقبال سكان العاصمة على شراء المواد الغذائية والأدوية يوم أمس وسط حالة من القلق والاضطراب.

في «الجبل الوسطاني» بإدلب.. منشقون يخوضون معارك كر وفر مع جيش النظام

زعيمهم: الدبابات تحاصرنا.. ونحن مستعدون للموت

الجبل الوسطاني (سوريا) لندن: «الشرق الأوسط»

في الجبل الوسطاني بمحافظة إدلب شمال سوريا تخوض مجموعة من 15 شابا، غالبيتهم من الجنود المنشقين يطلقون على أنفسهم اسم «جنود النبي محمد»، معارك كر وفر مع الجيش السوري النظامي. ويواجه هؤلاء المقاتلون السلاح الثقيل للجيش السوري بأسلحة رشاشة بسيطة في هذه الجبال التي تحيط بمدينة جسر الشغور (256 كلم شمال دمشق).

ويقول أبو سعيد الملتحي، زعيم هذه المجموعة الصغيرة: «مضى شهر ودبابات النظام تحاصرنا في الجبل الوسطاني وإذا كان لا بد من الموت فنحن جاهزون إن شاء الله». وتنقل وكالة الصحافة الفرنسية عن شاب آخر، يطلق على نفسه اسم أبو سطيف، قوله: «إن الوضع معقد في محافظة إدلب، أحيانا الجيش هو الذي يسيطر وأحيانا أخرى الجيش السوري الحر، أما هنا في الجبل الوسطاني فنحن نسيطر على غالبية المنطقة».

أبو سطيف كان عنصرا في الجيش النظامي قبل أن ينشق قبل خمسة أشهر فقط. ويقول: «شقيقي الأصغر كان يشارك في المظاهرات ضد النظام ولما جاء الجنود إلى المنزل لاعتقاله لم يجدوه فقتلوا شقيقي الأكبر». وبعض هؤلاء الشبان ملتحون والبعض الآخر يغطي الوشم أذرعهم وهم يؤكدون بصوت واحد استعدادهم للقتال «حتى الاستشهاد». وقد لا يكون الموت بعيدا فالدبابات تحاصر مناطق تواجدهم والقصف يزداد عنفا يوما بعد يوم. وقال أبو سعيد (36 عاما) رئيس المجموعة «بإمكاننا تحمل المدفعية إلا أننا لا نستطيع مواجهة الدبابات برشاشاتنا»، موضحا أنه انضم إلى الثورة منذ بداياتها أي في مارس (آذار) 2011. ويرتدي أبو سعيد عباءة بيضاء ويحمل إضافة إلى رشاشه الكلاشنيكوف مسدسا على خصره. ويقول: إنه لا يخشى الصيام في شهر رمضان رغم الحر مؤكدا أن «الشهر الفضيل سيزيدنا قوة».

في يونيو (حزيران) 2011 تلقى أبو سعيد أربع رصاصات في جسده خلال مشاركته في مظاهرة مناهضة للنظام. وهو يجر اليوم يدا مشلولة وقطعة حديدية في ساقه. وقبل خمسة أيام نجا بأعجوبة من الموت بعد أن وقع في كمين نصبه الجنود له. وقال وهو يضحك «أصيبت سيارتي بـ25 رصاصة من دون أن أصاب ولا حتى بخدش. قد يكون السبب لأنني نحيل».

وما أن يدخل أبو سعيد قرية مجاورة يتحلق حوله سكانها وهم يحاولون الاستفادة منه لحل بعض المشاكل. بعضهم يريد إخلاء جريح وآخرون يشتكون من نقض المواد الغذائية ومياه الشفة والكهرباء والبنزين. وداخل المنزل الذي يتمركز فيه المقاتلون تصدح موسيقى فلسطينية تمجد الذين سقطوا في مواجهة إسرائيل. وتحاول المجموعة فرض الانضباط على عناصرها على طريقتها. وتم تقييد أحد العناصر وأوقف جانبا لأنه «تسبب بمشاكل» حسب رفاقه.

ويعتاش هؤلاء المقاتلون بما يؤمنونه من طعام لدى السكان. ويقول أبو سعيد «الأدوية تصلنا من تركيا، السلاح نصادره من الجنود الذين نأسرهم… والذين نطلق سراحهم بعد ذلك»، قال جملته الأخيرة بلهجة ساخرة تؤكد أنهم كانوا يفعلون العكس.

الجيش الحر يغير تكتيكاته وينقل المعارك إلى دمشق

أدخل الآلاف من مقاتليه للعاصمة

بيروت: يوسف دياب

أظهرت المعارك العنيفة التي تشهدها أحياء ومناطق دمشق، نجاح الجيش السوري الحر والثوار في نقل معركتهم من الأطراف، إلى قلب العاصمة حيث معقل النظام السوري، وتحديدا إلى الأحياء القريبة جدا من القصر الجمهوري، والتي تشهد معارك ضارية في محاولة منهم للسيطرة على العاصمة والمؤسسات الحكومية لما لذلك من رمزية في حسم هذه المعركة.

ولفت ناشطون إلى أن الجيش السوري الحر «أدخل في الأيام الأخيرة الآلاف من مقاتليه إلى وسط دمشق لخوض المعركة الحاسمة مع النظام». وتحدث هؤلاء عن «حرب عصابات حقيقية تدور في أحياء دمشق وعلى مدار الساعة». وشدد هؤلاء الناشطون على أن «المبادرة لم تعد بيد الجيش والقوات النظامية إنما بيد الجيش الحر الذين باتوا يطاردون كتائب (الرئيس السوري بشار) الأسد في كل شارع وحي في دمشق».

وفي هذا الإطار أكد العميد فايز عمرو أحد رموز «القيادة العسكرية المشتركة للثورة السورية»، أن «معركة دمشق هي بداية النهاية في هذه المواجهة مع النظام». وشدد عمرو في حديث لـ«الشرق الأوسط»، على أن «الأيام القادمة ستحمل أخبارا طيبة للشعب السوري ولكل الأحرار في هذا العالم». معتبرا أن «معركة دمشق هي معركة كسر عظم هذا النظام، وهي لم تبدأ من الآن في الشام، إنما بدأت مع خطة الثوار بضرب العاصمة الاقتصادية للنظام وهي مدينة حلب، والآن تستكمل فصولها الأخيرة في دمشق».

وقال «إن المعارك التي تجري اليوم في دمشق مخطط لها من قبل الثوار منذ زمن، وكنا ننتظر الموقف الروسي النهائي وموقف (المبعوث العربي والأممي) كوفي أنان، وهذه المعركة بدأت كرد مباشر على الموقف الروسي الذي يقول إن بشار الأسد لن يتنحّى وعلى موقف أنان المخزي، ومواقف بعض العرب، ولا سيما بعد مؤتمر جنيف الذي أعاد الحل إلى المربع الأول والحديث عن حلّ سياسي».

وأضاف عمرو «اسألوا أصغر مجنّد في الجيش السوري، سيقول إن هذا النظام لا يعرف إلا الحلّ الأمني». مشيرا إلى أن «معركة دمشق خففت الضغط عن المدن الأخرى وخصوصا حمص التي تتعرض لإبادة جماعية». لافتا إلى أن «الجيش النظامي يستخدم المدفعية الثقيلة التي لا تستخدم عادة إلا مع العدو على جبهات بعيدة لضرب العاصمة، وهي المرّة الأولى في تاريخ العالم التي يقصف فيها نظام عاصمته بالأسلحة الثقيلة».

سوريا تعاني من أزمة خانقة في المحروقات.. والسلطات ترفع سعر المازوت

خسارة قطاع النفط بلغت أكثر من 4 مليارات دولار نتيجة العقوبات

دمشق – لندن: «الشرق الأوسط»

أصدرت الحكومة السورية قرارا يقضي برفع سعر لتر المازوت بنسبة 15 في المائة، بحسب ما ذكرته الصحف الصادرة أمس، وذلك في زيادة هي الثانية على هذه المادة الحيوية خلال شهرين.

وأصدرت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك أول من أمس القرار الذي نشرته الصحف الرسمية أمس ويقضي بتعديل سعر صفيحة المازوت (20 لترا) من 400 ليرة (ستة دولارات) إلى 460 ليرة (سبعة دولارات). وهذه هي الزيادة الثانية خلال شهرين.

ودعت الوزارة «إلى العمل على إجراء التعديلات اللازمة على تعريفات أجور النقل المعتمدة». وكانت الدولة رفعت في مايو (أيار) سعر لتر المازوت بنسبة 33,3 في المائة.

وأشارت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) إلى أن الحكومة السورية «تدعم مادة المازوت سنويا بقيمة 250 مليار ليرة (3,85 مليار دولار)، بينما يقدر استهلاك سوريا من مادة المازوت بـ7,5 مليار لتر سنويا». وقامت الحكومة أوائل العام الحالي بزيادة سعر أسطوانة الغاز بنحو 60 في المائة ليصل إلى 400 ليرة سورية (ستة دولارات أميركية)، وليعادل سعر الأسطوانة في السوق الموازية في حينه، وذلك بهدف قطع الطريق أمام محتكري هذه المادة.

وتشكو البلاد من أزمة خانقة في المحروقات، لا سيما في مادتي المازوت والغاز المنزلي الذي تضاعف سعره أكثر من عشر مرات في السوق السوداء منذ بدء الاضطرابات في سوريا قبل أكثر 16 شهرا، بسبب صعوبة العثور عليه بالسعر الرسمي المحدد من السلطات المعنية.

ويقول المحلل الاقتصادي نبيل السمان لوكالة الصحافة الفرنسية إن زيادة سعر المازوت الذي لم يرتفع سعره عالميا «لن يسهم في حل الأزمة، والأجدى البحث عن حلول أكثر نجاعة» لتوفير هذه المادة وضمان توزيعها على المواطنين. وأردف أن ارتفاع سعر المازوت ستكون «له عواقب وخيمة» على القطاعات الأخرى كالزراعة والنقل والصناعة، و«سيؤدي إلى مزيد من التضخم» الذي تعاني منه سوريا.

وكانت الحكومة طلبت من لجان المحروقات في المدن السورية «تزويد المنشآت الصناعية التي تستخدم المازوت مباشرة من فروع المحروقات بكامل حصتها وذلك لاستمرار عمل هذه المنشآت والمحافظة على إنتاجها وعمالتها»، حسبما ذكرت صحيفة «الثورة» الحكومية الخميس.

وبلغت الخسارة في قطاع النفط السوري أكثر من أربعة مليارات دولار نتيجة العقوبات الأوروبية والأميركية التي تحظر تصدير واستيراد النفط والمشتقات البترولية.

بغداد: سنلاحق السفير السوري المنشق لتورطه في دماء عراقيين

مستشار للمالكي: سنعمل على كل الاتجاهات لاستعادة حقوقنا

بغداد – لندن: «الشرق الأوسط»

أعلن العراق أمس أنه سيلاحق السفير السوري السابق لديه، الذي أعلن انشقاقه عن النظام، لاعترافه بالمشاركة في تسهيل عمليات انتقال وحدات جهادية من سوريا إلى العراق.

وقال علي الموسوي، مستشار رئيس الوزراء نوري المالكي، لوكالة الصحافة الفرنسية: «سنلاحق السفير المنشق نواف الفارس بكل الوسائل المحتملة، لأن التستر على تسهيل عملية دخول الإرهابيين جريمة».

وأعلن الفارس في مقابلة نشرتها «صنداي تلغراف» البريطانية أنه ساعد نظام بلاده حينما تولى منصب محافظ لمنطقة دير الزور، على إرسال ما وصفها «وحدات جهادية» إلى العراق لتنفيذ هجمات مسلحة، خلال السنوات التي أعقبت الإطاحة بنظام صدام حسين عام 2003.وقال الموسوي: «سنعمل بكل الاتجاهات القضائية والسياسية من أجل أن نستعيد حقوقنا بوصفنا مواطنيين ودولة تعرضت لإرهاب من السفير المنشق، وكل من ساهم ويثبت أنه دعم العمليات الإرهابية ضد أبناء الشعب العراقي».

وردا على سؤال عن اتهامات تشير إلى تأثر موقف بغداد بضغوط إيرانية، قال: «اعترضنا على تصرفات سوريا واشتكينا عليها في مجلس الأمن، ودعوناها إلى التدخل لمنع تسهيل عبور الإرهابيين من سوريا إلى العراق»، وأوضح أن «اعتراضنا كان في الوقت الذي كان النظام بنفس هويته السياسية وحليفا لإيران».

وأكد الموسوي أن «تصرفنا تجاه الدول الأخرى لا تحكمه ردود الفعل وسياسة الانتقام، لكن نتصرف مع سوريا ومع غيرها بطريقة مسؤولة وبما تقتضيه مصالحنا».

وقطعت العلاقات الدبلوماسية بين العراق ودمشق بعد موجة تفجيرات دامية استهدفت وزارتي الخارجية والمالية في أغسطس (آب) 2009، بعد أن تقدمت بغداد بشكوى في مجلس الأمن ضد دمشق لإيوائها المخططين لها، وسحب البلدان سفيريهما ولم تعد العلاقات إلا بعد مرور نحو عام.

وحول الأوضاع في سوريا، قال الموسوي إن «الحل الأمثل للقضية السورية يأتي من خلال الحل السياسي السلمي وليس العنف والقوة والقتال»، وأشار إلى أن «موقفنا من القضية السورية لا يعني أننا غيرنا رأينا في مسألة الدعم الذي تلقته المجموعات الإرهابية من سوريا في ذلك الوقت».

وكان السفير نواف الفارس أعلن انشقاقه عن نظام الرئيس بشار الأسد وانضمامه إلى «صفوف الثورة»، داعيا العسكريين خصوصا إلى أن يحذوا حذوه، بحسب شريط فيديو بثته قناة «الجزيرة» الفضائية مساء الأربعاء الماضي.

جوبيه ينتقد «الموقف الإجرامي» لروسيا والمعارضة السورية تصف لافروف بـ«الوزير الفاشل»

رئيس الوزراء الأردني: الحوار لم يعد الحل للأزمة في سوريا.. وعلى مجلس الأمن التدخل

بيروت: يوسف دياب

بينما أثار تصريح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي أدلى به أمس، وأعلن فيه أن الرئيس السوري بشار الأسد «لن يرحل ولن يتخلى عن منصبه لأنه يحظى بدعم كبير من الشعب السوري»، سخط المعارضة السورية التي وصفت لافروف بأنه «وزير فاشل ولا يجيد قراءة التطورات التي تحصل في سوريا»، أدان وزير الخارجية الفرنسي السابق آلان جوبيه «الموقف الإجرامي» لروسيا التي ما زالت تدعم نظام الأسد، في وقت أعلن فيه رئيس الوزراء الأردني فايز الطراونة في براغ أن الحوار لم يعد الحل للأزمة في سوريا وعلى مجلس الأمن الدولي التدخل.

واعتبر عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري أحمد رمضان، أن «السياسة الروسية في سوريا هي سياسة فاشلة، يقودها وزير فاشل لا يجيد قراءة الواقع، ولم يتعلّم مما حصل في الدول دول عربية مثل تونس ومصر وليبيا واليمن والآن سوريا».

وأكد رمضان في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «ما يجري على أرض الواقع في سوريا هو خلاف ما يقوله لافروف، فالمواجهات تجري الآن في قلب دمشق وعلى مقربة من مقر بشار الأسد، وكرة اللهب تدنو منه، كما أن الانشقاقات بدأت تصيب الدائرة الأولى في النظام». وقال «خلال الأسبوع الماضي انشق 94 ضابطا.. اثنان منهم برتبة لواء واثنان آخران برتبة عميد، والباقون عقداء، وهذا دليل على أن درجة انهيار النظام السوري تتسارع، وكلام لافروف عن بقاء الأسد لا يخدم روسيا ومصالحها في المنطقة». أضاف «إذا أراد لافروف أن يطبق خطة أنان عليه أن يسأل حلفاءه في النظام السوري لماذا قوّضوا الخطة ببنودها الستة؟، ولماذا لم يوقفوا القتل ولم يسحبوا الجيش من المناطق السكنية؟، ولماذا لجأوا إلى استعمال المدفعية والطيران الحربي في قصف المدنيين؟». وشدد رمضان على أن «مطالب وزير خارجية روسيا بعيدة عن المنطق وليس فيها ما يغيّر شيئا من الواقع على الأرض».

أما المعارض السوري هيثم المالح فأوضح أن «موقف لافروف ليس مفاجئا، لأن الروس هم ورثة الستالينية، خصوصا بعدما تحوّلت روسيا من دولة شوفينية إلى دولة مافيوية». واعتبر المالح في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «من يحكم روسيا هي عصابة مافيوية أمثال لافروف وغيره، وموقف حكامها يتصف بالغباء وعدم الخبرة في السياسة الخارجية منذ زمن بعيد، بدليل أن الروس وقفوا إلى جانب الصرب في الحرب التي شنّت على المسلمين في البوسنة والهرسك، ومع (الزعيم الليبي الراحل معمّر) القذافي ضدّ الشعب الليبي والآن يقف مع بشار الأسد في حربه على الشعب السوري». وقال «هذه سياسة خرقاء وجاهلة لما يحصل في المنطقة، وهؤلاء (الروس) سيخرجون من سوريا ومن المنطقة بسبب هذه السياسة الخرقاء، لأنهم يقومون بنفس الأدوار السابقة ويطبقون نفس الرؤية، من أجل مبارزة الولايات المتحدة الأميركية وإن على دماء الشعب السوري». وردا على سؤال عمّا إذا كان لا يتوافق مع ما قاله لافروف بأن الأسد يحظى بتأييد كبير من الشعب السوري، أجاب المالح «بشار الأسد يحظى بتأييد الفاسدين في السلطة والشبيحة فقط، حتى إن الطائفة العلوية ليست كلّها معه، ويجب أن يعلم الروس أن بشار الأسد لم يعد له نصيب في السلطة».

وبدوره، انتقد جوبيه «الموقف الإجرامي» لروسيا التي ما زالت تدعم الأسد، وصرح لإذاعة «فرانس إنتر» أن «روسيا متعنتة وترفض أي تدخل للأمم المتحدة في سوريا. يجب التنديد بهذا الموقف الإجرامي.. أعتقد أن هذه الكلمة ليست قوية كفاية»، حسبما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال رئيس بلدية بوردو «يجب وقف مهمة كوفي أنان الفاشلة والضغط في مجلس الأمن الدولي لتبني قرار تحت الفصل السابع يسمح باستخدام القوة لإخضاع هذا النظام المجرم».

وتابع «الحظر على الأسلحة غير متوازن بما أننا نعلم أن النظام السوري يتلقى أسلحة على الأرجح من روسيا في حين أن الجيش السوري الحر لا يحصل على أسلحة. يجب تصحيح هذا الخلل. يجب أن تطرح في الأمم المتحدة بوضوح مسألة الحظر على الأسلحة».

وقال جوبيه «لن يبقى بشار الأسد في السلطة. أصبح هذا الأمر مستحيلا. إنه مجرم وسيلاحق وهذا ما أتمناه أمام محكمة الجزاء الدولية. نقوم بجمع عناصر لهذه الغاية».

وبدوره، قال رئيس الوزراء الأردني أمس بعد لقاء مع نظيره التشيكي بيتر نيكاس «من المستحيل اليوم تسوية الأزمة في سوريا عبر الحوار»، وأضاف «لكن لا نزال نتحدث عن حل سياسي – علينا أولا وقف إراقة الدماء ثم إيجاد تسوية بين المعارضة والنظام السوري» معربا عن الأمل في تدخل مجلس الأمن الدولي الذي تعرقل روسيا والصين جهوده.

وقال الطراونة وهو أيضا وزير الدفاع «علينا ممارسة ضغوط كبيرة على الحكومة السورية».

ويستقبل الأردن حتى الآن على أراضيه 135 ألف لاجئ من سوريا حيث قتل أكثر من 17 ألف شخص معظمهم من المدنيين بينهم نساء وأطفال في قمع حركة الاحتجاج ضد نظام بشار الأسد التي انطلقت في مارس (آذار) 2010 بحسب منظمات للدفاع عن حقوق الإنسان.

كما أوضح رئيس الوزراء الأردني أن الوضع الإنساني صعب في بلاده خصوصا مع قطع كبير للمياه. وقال «لكننا نقوم بواجباتنا الإنسانية حيال إخواننا».

أما وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ فقد دعا خلال وجوده في العاصمة الليبية طرابلس أمس إلى ضرورة اللجوء للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة لإصدار قرار من مجلس الأمن الدولي وأنه يجب أن يفوض القرار بتنفيذ خطة السلام التي وضعها أنان.

«إخوان سوريا» يعقدون مؤتمرهم العام الأول في اسطنبول ويبحثون سبل دعم الثورة وتوضيح صورتهم

الدروبي لـ «الشرق الأوسط»: نعمل تحت ضوء الشمس بعدما عملنا لسنوات وراء الكواليس

بيروت: ليال أبو رحال

بدأت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا أمس مؤتمرا عاما في مدينة اسطنبول التركية، هو الأول منذ أكثر من 30 عاما، بمشاركة قرابة 150 شخصية من قيادات سابقة وحالية وممثلين عن مراكز الإخوان في مختلف أصقاع الأرض لبحث «قضايا استراتيجية» تتعلق بسوريا عموما و«التحديات» التي تواجه الجماعة خصوصا.

وذكرت الجماعة، وهي الهيئة الأكثر تمثيلا في المعارضة السورية وفي المجلس الوطني السوري، في بيان صحافي، أن انعقاد المؤتمر الذي يختتم اليوم جاء «انطلاقا من شعار (الإخوان المسلمون، مسيرة مستمرة) ودعما لثورة شعبنا المباركة»، ويأتي «تطبيقا عمليا لمنهج الجماعة في الدعوة والحركة، وتطلعا إلى نهضة شاملة في وطننا سوريا بعد سقوط النظام الأسدي الظالم وتأكيدا على المشاركة الفاعلة التي تنشدها الجماعة في دعمها لثورة الحرية والكرامة».

وقال الناطق الرسمي باسم إخوان سوريا وعضو المجلس الوطني السوري ملهم الدروبي لـ«الشرق الأوسط» إن المؤتمر «يعقد للمرة الأولى في تاريخ الجماعة على أرض واحدة»، ملخصا أولوياته بـ«دعم الثورة السورية وبحث تحديات مرحلة ما بعد سقوط الأسد وكيفية العمل لإزالة سوء الفهم القائم دوليا حول فكر الجماعة ومشروعها، عدا عن التأكيد على أهمية دور الشباب ومشاركة المرأة في سوريا عموما والجماعة خصوصا».

وشدد على أن رمزية المؤتمر تتلخص بـ«الانفتاح على العالم والآخر والعمل تحت ضوء الشمس بعدما عملنا لسنوات وراء الكواليس، كما أن رمزيته في التواصل بين الأجيال داخل الجماعة والتأكيد على أن مسيرة هذه الجماعة النهضوية المعتدلة مستمرة، وهي تريد الخير لسوريا ولمواطنيها الذين يجب أن يتساووا في الحقوق والواجبات من دون تمييز على أساس الدين أو العرق أو الانتماء».

وخلال الجلسة الافتتاحية، أكد المراقب العام للإخوان المسلمين في سوريا محمد رياض الشقفة أن «الجماعة لا تزال متجذرة في سوريا»، ودعا «الأسرة الدولية إلى الاستجابة لصوت الشعب السوري».

ونقلت وكالة الأناضول التركية للأنباء قوله: «أبقينا على وجودنا في سوريا في المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية رغم سنوات طويلة من الضغوط التي مارسها النظام»، مشددا على «أننا لن نقبل بأي خطة في سوريا لا تشمل الشعب».

وفي سياق متصل، قال الدروبي لـ«الشرق الأوسط» إن «الجماعة تتواصل في الفترة الأخيرة مع المجتمع الدولي وخصوصا العواصم الكبرى من أجل توضيح رؤيتها لسوريا المستقبل والدولة المدنية الديمقراطية الحرة التي نود بناءها، عدا عن نظرتنا للمرحلة الانتقالية سواء لناحية تطبيق العدالة الانتقالية وتشكيل الدستور وإجراء الانتخابات وضمان عدم حصول فوضى أمنية»، مؤكدا «إننا نلقى ارتياحا وتجاوبا إيجابيا». وتابع: «أقول إن التخوف بدأ يهتز ولم يزل تماما ولا يزال أمامنا عمل كبير للقيام به لإثبات أننا جماعة معتدلة ووسطية».

من ناحيته، قال ممثل الإخوان المسلمين في المجلس الوطني السوري «إنه أول لقاء للجماعة بعد أكثر من ثلاثين سنة وفرار العديد من عناصرها خارج سوريا بعد تمرد تم قمعه بشكل عنيف عام 1982»، لافتا إلى أن «هناك مسألتين رئيسيتين (على جدول الأعمال): مسألة داخلية تعني مجموعتنا وهي كيفية تنشيط الشبان والنساء في تنظيمنا والأخرى كيفية جمع المزيد من الدعم للثورة».

تجدر الإشارة إلى أن المؤتمر يأتي ضمن مجموعة لقاءات واجتماعات تعقدها الجماعة، وقد شارك في جلسة الافتتاح، بحسب وكالة الأناضول، رئيس المجلس الوطني السوري الدكتور عبد الباسط سيدا. كما شارك مراقبون عامون سابقون لجماعة الإخوان المسلمين منهم عصام العطار وصدر الدين البيانوني.

تصريحات لافروف «صادمة» ومتناقضة أحيانا

القاهرة: مي مجدي *

اعتاد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إثارة الجدل بتصريحاته ومواقفه الصادمة أحيانا، والمتناقضة في كثير من الأحيان، تجاه عدد من القضايا الدولية التي تسببت في عدد من الأزمات لبلاده. وفيما يلي رصد لأبرز تصريحاته التي لاقت كثيرا من الانتقادات عام 2012 الجاري:

* 10 مارس (آذار): لافروف يتجاهل مصافحة وزير الخارجية القطري، حمد بن جاسم، عقب اجتماع بجامعة الدول العربية حول الأزمة السورية، ويكتفي بتوجيه الشكر بالاسم للدكتور نبيل العربي ووزراء الخارجية العرب بصفة عامة، وهو ما أثار انتباه الحضور واستياءهم.

* 21 مارس: لافروف يقول: «إذا انهار النظام السوري الحالي فإن بعض البلدان في المنطقة يرغبون في إقامة حكم السنة في سوريا». واعتبر سياسيون أن هذا التصريح يعمل على تأجيج الطائفية في المنطقة.

* 13 يونيو (حزيران): لافروف يتهم الولايات المتحدة بأنها «تقوم بتسليح المعارضة السورية»، في حين أن بلاده «تزود دمشق بأنظمة دفاع جوي بموجب صفقة لا تنتهك القانون الدولي إطلاقا».

* 5 يوليو (تموز): وصف لافروف طلب المستشارة الألمانية ميركل إيواء روسيا للأسد بـ«المزحة»، حيث أكد أن الدعوات الصادرة عن العواصم الغربية إلى روسيا لتوفير «ملجأ آمن» للرئيس السوري بشار الأسد تدل على سوء فهم لمواقف روسيا من الأزمة.

* وحدة أبحاث «الشرق الأوسط»

108 قتلى و”بركان دمشق” متواصل

                      قال الجيش السوري الحر إنه يشن حاليا هجوما شاملا على العاصمة دمشق تحت اسم “بركان دمشق وزلازل سوريا” حيث تتواصل معارك عنيفة في عدد من أحياء المدينة وصفت بأنها حرب شوارع، وفي غضون ذلك قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن 108 أشخاص، معظمهم في حمص وحماة ودمشق وريفها،  قتلوا برصاص قوات الأمن أمس الاثنين.

وأصدر الجيش السوري الحر بيانا مساء أمس الاثنين قال فيه إنه أطلق عملية سماها “بركان دمشق وزلازل سوريا” حيث يخوض حاليا اشتباكات مع قوات النظام في عدة أحياء من دمشق تعد الأعنف بين الطرفين منذ بدء الثورة السورية في مارس/آذار من العام الماضي.

وتواصلت الاشتباكات بدمشق وقالت الهيئة العامة للثورة إن قتيلين سقطا في حي الميدان بنيران الجيش النظامي أمس بعد أن سيطرت مدرعاته على الطرق الرئيسية في الحي الذي يضم مناطق شعبية وأخرى حديثة، بينما أعاد الجيش الحر انتشاره في الأزقة وتبادل الطرفان إطلاق النار.

وقال ناشطون إن القناصة انتشروا في مبنى صحيفة تشرين الحكومية ومآذن بعض مساجد حي الميدان الذي تقطنه أغلبية دمشقية سنية ويشرف على مداخل مركز دمشق ومناطقها الحيوية، كما ذكرت كتائب الصحابة -التابعة للجيش الحر- في بيان أنها تمكنت من ضرب عدة حافلات لقوى الأمن قرب طريق المتحلق الجنوبي بالميدان، وهو أحد الطرق الرئيسية في العاصمة.

وتتواصل الاشتباكات في نهر عيشة والتضامن ودف الشوك والزاهرة والقابون والعسالي بدمشق, كما يؤكد ناشطون أن انفجارات عنيفة هزت حي مخيم اليرموك ذي الأغلبية الفلسطينية.

وبث ناشطون صورا تظهر خروج متظاهرين في عدة أحياء بالعاصمة مثل المزة والمجتهد وباب سريجة وقبر عاتكة وجوبر ووسط العاصمة أمام القصر العدلي، ورددوا شعارات تضامنية مع حيي الميدان ونهر عيشة، وطالبوا بوقف الحملة العسكرية ودخول المراقبين الدوليين إلى الحيين.

قصف وانشقاق

وفي الأثناء، بث ناشطون تسجيلا يظهر فيه ضابط سوري -قالوا إنه المساعد أول في إدارة المخابرات العامة ياسين غزالة- وهو يعلن انشقاقه عن النظام بعد فراره إلى الأردن، وهو صهر رئيس فرع الأمن العسكري في دمشق وريفها اللواء رستم غزالة الذي سبق التحقيق معه في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.

وفي الوقت نفسه نفى رستم غزالة ما ذكرته بعض وسائل الإعلام عن انشقاقه ووصول بعض أفراد عائلته إلى مخيم للاجئين السوريين في الأردن.

وفي ريف دمشق انتشرت قوات الأمن والشبيحة على مشارف قرية الذيابية إثر انشقاق عدد من الجنود، كما حاصرت قوات الحكومة منذ الصباح مدينة قطنا وسط تحليق كثيف للطيران المروحي، ثم بدأت بالقصف من المروحيات والدبابات على منطقتي الحلالة وزيريا، وذلك وفقا لشبكة شام الإخبارية.

وأضافت الشبكة أن خمسة ناشطين أعدموا ميدانيا بالرصاص بالمجمع الطبي -الذي أصبح ثكنة عسكرية- في مدينة حماة، في حين تتواصل الاشتباكات قرب دوار حرش الصابونية وحيي العليليات والفراية.

وقالت الشبكة إن قوات النظام واصلت أمس الاثنين قصف مدينة الرستن وقرية البويضة في حمص، كما يستهدف القصف أحياء مدينة دير الزور ومدينتي إعزاز وتل رفعت في حلب ومناطق عدة في ريف حماة، وحيي الأربعين والبحار في درعا، وقرى الرامي وكفرحايا ومرعيان وسرجة والمغارة في جبل الزاوية بإدلب.

وفي اتصال هاتفي لقناة الجزيرة، قال العقيد مالك الكردي نائب قائد الجيش الحر إن النظام حاول جر البلاد إلى حرب طائفية لكنه لم ينجح إلا في قرى محدودة، وأضاف أن الجيش الحر يلجأ إلى توعية الشعب بضرورة الوحدة الوطنية، مؤكدا أن الثورة تشمل الشعب السوري كله بدليل اتساعها لتشمل كافة الطوائف والقوميات.

وأضاف أن كفة الميزان الشعبي تميل حاليا لصالح الجيش الحر رغم ميلان كفة التسلح لصالح النظام، مشيرا إلى أن قوات النظام تفقد في كل مواجهة الكثير من السلاح والعناصر سواء بالقتال أو الانشقاق.

وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع تصريح الناطق باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر ألكسيس هيب بأن الوضع في سوريا يمكن وصفه بأنه “نزاع مسلح غير دولي” وهي التسمية الدبلوماسية للحرب الأهلية.

نزوح وإغاثة

على صعيد آخر، ذكرت وكالة أنباء الأناضول التركية أمس أن ضابطا سوريا برتبة رائد ورقيبين إضافة إلى 196 سوريا عبروا الحدود إلى تركيا عبر منطقة ريحانلي في إقليم هاتاي (الإسكندرونة) التابع لتركيا، حيث نقل الضباط وعائلاتهم إلى مخيم أبايدين ونقل الآخرون إلى بلدة سيلانبينار.

وأوضحت مديرية إدارة الكوارث والطوارئ التركية أن تركيا تستضيف الآن 38914 لاجئا سوريا، حيث يتوزعون في محافظات هي هاتاي وشانلي أورفا وغازي عنتاب وكيليس.

وفي سياق متصل، قال المسؤول الإغاثي بالأمم المتحدة جون جينغ إن سوريا ترفض منح تأشيرات لعمال الإغاثة الغربيين، وإن المنظمة الدولية تحاول التغلب على هذه الاعتراضات لتوسيع نطاق عملياتها الإنسانية.

وأضاف بعد محادثات مغلقة في جنيف حضرها المبعوث السوري فيصل خباز حموي أن المسؤولين الأمميين يتناولون قضية التأشيرات “بشكل يومي” مع السلطات السورية التي يفترض أن تلتزم باتفاق تم التوصل إليه أوائل يونيو/حزيران لتوسيع عملية الإغاثة.

معارك دمشق.. العاصفة قرب بيت الأسد

                                            يرى المختصون في الشؤون الإستراتيجية أن المعارك التي امتدت إلى عدة أحياء من العاصمة السورية دمشق، قد تشكل منعطفاً في الثورة السورية التي اندلعت منذ مارس/آذار 2011, خاصة بعد إعلان اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي “أن سوريا باتت تشهد حرباً أهلية”.

 وقالت صحيفة “الوطن” المقربة من النظام السوري اليوم الاثنين إن “الأجهزة الأمنية دأبت -بالتعاون مع وحدات الجيش- على ضرب مجموعات إرهابية سعت للتمركز والتحصن في عدد من الأحياء الملاصقة لمدينة دمشق، مثل التضامن والحجر الأسود ودف الشوك ونهر عيشة والقدم وكفر سوسة، استعداداً لما سموها بمعركة دمشق الكبرى”.

وعن هذه التطورات يقول أستاذ العلاقات الدولية في جامعة باريس خطّار أبو دياب إن غالبية سكان مدينة دمشق من الطائفة السنية، فحي الميدان مثلا دخل في الحراك الشعبي منذ انطلاقه, وقد تمكن الجيش السوري الحر وعناصر المقاومة من التمركز في هذا الحي وفي حي التضامن ذي العشوائيات الكثيرة، مما يعني هزيمة جديدة للنظام حسب أبو دياب الذي يرى أنه مهما كانت وتيرة القمع فلم يعد بإمكان النظام السيطرة على مجمل الأراضي السورية.

ويرى أبو دياب أن وصول المعارك إلى أحياء دمشق لا يمثل نقطة تحول جوهرية، بل منعطفا في التعامل مع الأزمة، مضيفا أن عدم قدرة النظام على سحق المعارضة في ريف دمشق خلق توتراً داخل العاصمة, “ولكن هذا لا يعني أن النظام لا يملك احتياطات من الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري وكتائب الشبيحة القادرة على حماية العاصمة”, مشيرا في المقابل إلى أن امتداد الشرارة من حي إلى حي سيجعل مهمة النظام صعبة.

ويتابع أن تزايد الانشقاقات داخل القوات النظامية السورية يعني أن أبناء المدن المنكوبة في الجيش أخذوا يتضامنون مع أهلهم، وإذا توسعت هذه الظاهرة فإن الأمور ستكون أصعب على النظام, وهو ما يعني أن “نوعاً من العد العكسي قد بدأ، لكن هذا العد العكسي بالنسبة للنظام يمكن أن يستغرق عدة أسابيع وربما بضعة أشهر”.

وعن المسؤولية الجنائية وإمكانية إحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية، يرى أستاذ العلاقات الدولية أنه يمكن في مرحلة لاحقة توجيه اتهامات إلى أحد أطراف الصراع إذا حصل إجماع دولي, مشيرا إلى تقارير محايدة تحمّل النظام ما نسبته 90% من الجرائم المرتكبة، لكن هناك بعض الفئات المعارضة أيضاً ترتكب مثل هذه الجرائم حسب قوله.

ويختم أبو دياب بأن المجتمع الدولي ما زال أسير الفيتو الروسي الصيني المزدوج، وأسير تردد الغرب وعدم رغبة الولايات المتحدة في القيام بعمل ملموس. ويعتبر أن الأمر يخضع لأجندات خاصة وللغة المصالح، مشيرا إلى أن سوريا أصبحت تشكل ساحة للعبة أمم إقليمية ودولية، تختلط فيها العناصر الجيوسياسية بالاستقطاب الطائفي بالتوازنات الإقليمية، وهو ما يزيد من صعوبة المعالجة باعتبار أن التغيير في سوريا سيؤثر في كل الشرق الأوسط ومنطقة الخليج.

هل بدأ الحسم من بوابة دمشق؟

                                            دفعت المعارك التي شهدتها دمشق خلال الساعات القليلة الماضية والتي وُصفت بأنها الأعنف منذ بداية الثورة السورية قبل 16 شهرا، بالحديث عن قرب حسم الأزمة. وباقتراب المعارك من مراكز صنع القرار، تترسخ قناعة المعارضة بأن سقوط نظام الرئيس بشار الأسد يمر حتما عبر السيطرة على مفاصل العاصمة السورية.

ونقلت التقارير الواردة من دمشق تأكيدات بأن الجيش السوري الحر بسط سيطرته على مناطق عديدة من العاصمة، وتحدثت عن تواصل سماع دوي الانفجارات وتصاعد أعمدة الدخان نتيجة الاشتباكات العنيفة التي بدأت مساء أمس الأحد، وترافقت تلك التقارير مع أنباء عن السيطرة على مبنى المخابرات السورية وإغلاق مطار دمشق.

وفي خطوة تؤشر على تركيز المعارضة على استهداف العاصمة، طالب الجيش السوري الحر الثوار السوريين بالنزول إلى شوارع العاصمة لمنع وصول الإمدادات إلى قوات الأسد.

وحذر المجلس الوطني السوري المجتمع الدولي “المتردد والعاجز” من “النتائج الكارثية” لما وصفها بمعارك “المصير” التي تشهدها العاصمة دمشق ومدينة حمص، مؤكدا أن نظام الأسد حوّل العاصمة إلى “ساحة حرب يشنها على الأحياء الثائرة”.

أسباب الثورة

وجاءت التطورات الأخيرة لتؤكد أن تحصن النظام بالعاصمة دمشق وبسط سيطرته على مناطقها من أجل عزلها عن مناطق التوتر، قد تبوء بالفشل مع اندلاع الاشتباكات، ذلك أن هذه الاشتباكات قد تشكل فرصة للأغلبية الصامتة في دمشق للخروج إلى الشارع والتعبير عن رفضها لممارسات النظام.

ووفقا لما نقلته صحيفة واشنطن بوست الأميركية، بدأت الثورة اجتياح دمشق على نحو يقوض المزاعم السابقة بشأن قبضة الرئيس الأسد على السلطة. وقالت الصحيفة إن العاصمة السورية “حبلى” بمشاعر الغضب والاستياء، مما ينذر بانفجار وشيك للأوضاع.

وتجسدت تلك المشاعر في الشعارات المناهضة للنظام التي احتلت الجدران في معظم أحياء العاصمة، كما كيّف المواطنون طرق الاحتجاجات للإفلات من القبضة الأمنية الحديدية التي تطوق أحياء دمشق، فلجؤوا إلى ما أسموها “المظاهرات الطيارة”، وهي عبارة عن تجمعات سريعة وصغيرة تلتئم فجأة وتتفرق عبر معظم أحياء العاصمة.

وعادة ما يلجأ منظمو تلك المظاهرات إلى التنسيق بين الأحياء، فيتم الاتفاق على موعد لتشتيت انتباه الأمن وفرق الشبيحة، ولا تنطلق المظاهرات في وقت واحد وإنما يفصل بينها بعض الوقت بشكل لو تمت مهاجمة واحدة بدأت الأخرى، ليضطر رجال النظام إلى اختصار عملية القمع والانتقال إلى مكان المظاهرة الأخرى.

تدفق اللاجئين

واعتبرت الصحيفة أن تدفق أمواج من اللاجئين على العاصمة بحثاً عن ملاذ من القتال الدائر في مناطق أخرى من البلاد، ساهم في تحول موقف المترددين حيال الثورة السورية، فوفقا لإحصائيات مجلس الأمن نزح 500 ألف داخل سوريا بسبب الظروف الأمنية الصعبة في مناطقهم.

جاء بعض من هؤلاء النازحين إلى دمشق وهم محملون بقصص حية عن معاناتهم في المدن والمناطق المختلفة، والصور التي نقلوها إلى مواطني دمشق انعكست بحالة تضامن معهم وأججت من غضب الدمشقيين.

ومما يجعل من التطورات المتلاحقة في دمشق ذات تأثير كبير على مسار الثورة السورية، تمركز العديد من المراكز الحيوية للنظام السوري داخل العاصمة وغير بعيد عن بعض مناطق التوتر التي ينشط فيها المعارضون.

فحي كفر سوسة الذي يتوسط دمشق ويعد صلة وصل بين أكثر الأماكن حيوية في العاصمة، شهد اشتباكات بين الجيش النظامي والجيش الحر في وقت سابق، بينما خرجت مظاهرات كبيرة في حي المزة الذي يعد من الأحياء الأمنية بامتياز، فإلى جانب قربه من القصر الجمهوري، تنتشر به فروع مقار المخابرات الجوية وفروع المخابرات العسكرية التي يتم فيها سجن وتعذيب العناصر العسكرية التي ترفض الانصياع لقرار إطلاق النار على المتظاهرين.

وفضلا عن ذلك فإن تزايد موجة الانشقاقات واستقطابها لقيادات، وتزايد القدرات القتالية للجيش السوري الحر بفضل استفادته من دعم عدة دول وانضمام آلاف المنشقين من الجنود إليه، سيدفعان نحو سرعة حسم الأزمة السورية، وقد تكون دمشق بوابته الرئيسية.

الثوار السوريون يصنّعون أسلحتهم، نظرا لندرة المساعدات والتمويل

قالت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية في تقرير لها من الحدود التركية السورية، إن الثوار السوريين بدؤوا بالاستعانة بالإنترنت لتصنيع ما يقدرون عليه من الأسلحة، بعدما ارتفعت أسعار السلاح ارتفاعا صاروخيا في الفترة الأخيرة.

وزار مراسل الصحيفة إحدى ورش صناعة السلاح، حيث عرض أحد العاملين مدفع هاون تم تصنيعه من أنبوب حديدي وبعض قطع المعادن، وقال العامل “نبحث في الإنترنت على ما نريد تصنيعه بواسطة محرك البحث غوغل”.

ويسرد التقرير الأوضاع الصعبة التي يقاسيها الثوار السوريون، حيث ينقل العامل الأسلحة التي يصنعها إلى منزله المستأجر الذي يسكن فيه مع زوجته وأطفاله الخمسة، إضافة إلى صبيين التحقا بصفوف الثوار مؤخرا.

وعلى بعد أميال من المنزل، زار المراسل عبد الكافي أبو زيد (32 عاما) المسجى مشلولا على فراش من المطاط المنفوخ نتيجة إصابته برصاصة استقرت قرب العمود الفقري.

وقال أبو زيد ذو الوجه الشاحب كالشبح وهو مستسلم لقدره “لقد نسيَنا العالم”.

وأوضح التقرير أن منطقة مقاطعة هاتاي التركية الحدودية أصبحت قاعدة لوجستية للثوار والمعارضين السوريين، حيث يوجد فيها سوق للأسلحة ومركز استشفاء. لكن التقرير أشار إلى وجود مجموعات إسلامية لا تتفق مع الفصائل المعارضة الأخرى إلا فيما يخص ضرورة الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لكنها تختلف مع الجميع في باقي التفاصيل.

الثوار السوريون لا يحملون السلاح في المنطقة التركية، إلا أن هناك مخابئ محددة في المنطقة التي تكسوها غابات شجر الصنوبر والزيتون والرمان. وقد أصبحت هذه المنطقة أيضا قبلة لكل من ينشق من العسكريين السوريين.

وينقسم تواجد اللاجئين السوريين بوجه عام إلى قسمين: قسم في مخيمات منظمة ولكنها بسيطة التجهيز، وقسم في منازل مستأجرة حيث يرقد الجرحى على مراتب على الأرض، بينما ينكب الآخرون على الإنترنت ومحاورات بواسطة سكايب مع رفاقهم في الداخل السوري.

وينسب التقرير إلى ثوار سوريين امتعاضهم من صعوبة الحصول على التمويل والسلاح، كما أجمعوا على أن أفضل المجموعات تسليحا وتجهيزا هي تلك المرتبطة بالجماعات الإسلامية، إلا أنهم أعربوا عن أسفهم لذلك التحول حيث “لا تمثل المجموعات الإسلامية إلا أقلية صغيرة جدا في أوساط المعارضة والثوار”.

واتهم أحد المتحدثين الذين عرفتهم الصحيفة باسم أبو علي لأسباب أمنية، الجماعات الإسلامية باستغلال الدين للحصول على التمويل من دول الخليج، وقال “إنهم يتظاهرون فقط من أجل الحصول على المال من دول الخليج.. إنهم يختبئون وراء راية الدين”.

أما المجلس الوطني السوري فقد اعترف باستلامه 15 مليون دولار معظمها من السعودية وقطر أكثر دولتين تناصران علنا الثوار السوريين. وأوضح المتحدث باسم المجلس محمد السرميني أن المجلس استخدم الأموال لدفع رواتب أعضاء الجيش السوري الحر في حلب.

من جهة أخرى، أوضحت جماعة الإخوان المسلمين السورية أنها قدمت هي الأخرى دعما “محدودا” لبعض جماعات المعارضة، وأشار المتحدث باسم الجماعة من لندن زهير سالم أن تلك المساعدات “لم تصرف على أساس الانتماء السياسي”، وأنها أتت من تبرعات من أفراد وجهات خاصة وليس حكومات.

لكن التقرير ينسب إلى مقاتل في إحدى الفصائل الإسلامية وتدعى “الدرع الثوري، أنه ورفاقه المائة يستلمون منذ ثلاثة أشهر رواتب تبلغ 120 دولارا للفرد تدفعها جماعة الإخوان، وأعرب عن اعتقاده بأن الأموال تأتي من حكومات خليجية.

وقال المقاتل الذي قدمه التقرير باسم أبو ياسين “نحن كتيبة إسلامية، لذلك نحصل على الدعم”.

ونسب التقرير إلى “محللين” اعتقادهم بأن التمويل الذي يحصل عليه الإسلاميون سيعطيهم الأفضلية في الحصول على الحكم في حالة خروج الأسد من السلطة. كما يرجح المحللون أن سبب إحجام الولايات المتحدة عن تنفيذ رغبتها في دعم الثوار والمعارضة، هو جهلها بماهياتهم وخوفها من أن تساعد مساعداتها جهات مجهولة بالنسبة لها في الوصول إلى الحكم.

وأعرب التقرير عن اعتقاده بوجود عملاء لجهاز المخابرات المركزية الأميركية يجولون المناطق الحدودية حيث يستقر الثوار السوريون، ليقيموا أيّ الفصائل ستكون الأكثر قبولا لدافع الضرائب الأميركي.

ويتحدث المراسل إلى ثائر سوري كان مقيما في الولايات المتحدة ويعمل في تجارة المعدات الثقيلة وترك عمله ليلتحق بصفوف الثوار. يقول محمود شيخ الزور (52 عاما) إن “الوضع ضبابي للغاية”، وأوضح أنه اتصل بعدة جهات في تركيا والولايات المتحدة ومن بينها النائب الجمهوري جون ماكين الذي يؤيد بشدة، من أجل تسليح الثوار السوريين، لكن لا يوجد هناك أي وعد حقيقي.

ووصف التقرير الحرب في سوريا بأنها “حرب أغنياء”، وأن الفقير لن يستطيع خوضها، حيث يبلغ سعر القنابل المستخدمة في الأسلحة الخفيفة أكثر من ألف دولار. ويتذكر شيخ الزور إحدى المواجهات حيث أخفقت 15 قذيفة أر.بي.جي مقاومة للدبابات في تدمير دبابة روسية من طراز تي-72، وقال: في تلك اللحظات فقط، أهدرت 15 ألف دولار.

غير أن الصحيفة أشارت كذلك إلى نجاح كبير تحققه الأسلحة والذخائر التي يصنعها الناشطون في منازلهم، وشبهتها بالنجاح الكبير الذي كانت المقاومة العراقية تحققه في استهداف الآليات الأميركية بواسطة قنابل تزرع على جانب الطريق مصنوعة محليا.

المصدر:لوس أنجلوس تايمز

دوما السورية.. ومعركة تحدي الموت

 الجزيرة نت-خاص

تحاول مدينة دوما في ريف دمشق التقاط أنفاسها، والخروج من تحت أنقاض خلفها القصف والعمليات الأمنية والعسكرية التي تشنها القوات النظامية بشكل متكرر، وأدت إلى مقتل العشرات وفقدان مثلهم، وجرح المئات من أبناء المدينة، ناهيك عن الخسائر الكبيرة في البنى التحتية والأبنية.

وخلال جولة للجزيرة نت في المدينة، رصدت بعض السكان يقومون بتنظيف الشوارع وإزالة الأنقاض، وآخرين يقومون بتفقد منازلهم وإحكام إقفالها ومعاينة الركام في الشارع، فالقصف على هذه المدينة لم يترك شيئا إلا واستهدفه، بداية من أسواق المدينة وساحاتها ووصولا إلى جامع أبو الرهج.

كما دمر القصف عددا كبيرا من المتاجر والباقي تعرض للتخريب والحرق والنهب، أحد السكان قال للجزيرة نت إن الجنود جاؤوا بسيارة شحن كبيرة وسرقوا محتويات وكالة للأدوات الكهربائية، بينما تحدث آخرون عن حالات نهب ممنهجة، وبعد كل حالة نهب وتدمير يترك المهاجمون بصمتهم على المتاجر والجدران قائلة “من هنا مر جنود الأسد”.

كما استهدف القصف عشرات السيارات التي تحول أغلبها إلى هياكل محترقة مرمية على جوانب الطرقات، لكي تزيد معاناة سكان المدينة التي هجروها.

ورغم هذه الحالة المأساوية، فإنه ما زال هناك أناس يتحدون الموت بفتح بقالتهم وبيع بضاعتهم لمن بقي من السكان.

وتنبعث في كل شارع وحي رائحة الموت بسبب تجمع الجثث التي بقيت أياما عدة في بعض الأقبية والبيوت قبل أن يتم العثور عليها، كما تـُشمّ رائحة كريهة نتيجة لتكدس القمامة في الشوارع.

والزائر لدوما لا بد من أن تلفته “لوحات” من الثقوب الكثيرة التي تركها الرصاص على الجدران والأبواب، في مؤشر على كثافة النيران وضراوة المعارك بين الجيشين النظامي والحر، التي لم يسلم منها حتى سياج المقبرة.

أيام القصف

وبدأت البلدية العمل لإعادة التيار الكهربائي إلى المدينة -الذي طال انقطاعه- ونصب أعمدة وخطوط كهرباء جديدة مكان الأعمدة التي دمرت، كما أن الهلال الأحمر يقوم بتوزيع معونة غذائية مرة كل أسبوع على الذين بقوا في المدينة.

ويروي أحد الناشطين الإعلاميين الذين كانوا موجودين في دوما خلال فترة القصف، كيف حاول هو وزملاؤه البقاء في مناطق قريبة من نقاط الجيش الحر للاحتماء بهم، وأشار إلى أن القناصة كانوا يستهدفون أي حركة في الشارع.

وأضاف أنه أصيب وقام عناصر من الجيش الحر بإسعافه ونقله إلى أحد المستشفيات التي كانت مكتظة بالجرحى، وتعاني من نقص في الكوادر والمواد الطبية، فتولى طلاب في كلية الطب علاج المرضى إلى جانب بعض المسعفين الميدانيين.

وأشار إلى أن كل من كان في وعيه وقادرا على الوقوف كان يغادر المستشفى لأن هناك إصابات أشد خطورة، ولها الأولوية في البقاء لترشيد المواد الطبية.

وتابع أن طائرات استطلاع وأخرى حربية ومروحيات كانت تقصف المدينة، وأن القوات على الأرض قامت بهدم جدران في بعض البيوت للوصول من خلالها إلى نقاط وجود الجيش الحر.

وأمام عدم التكافؤ في العدد والعتاد، انسحب الجيش الحر من المدينة مطلع الشهر الجاري ليقتحم الأمن المدينة، وينتقم من العائلات التي لم تغادرها، وقاموا بتنفيذ إعدامات ميدانية ذهب ضحيتها العشرات، بحسب الناشط الإعلامي.

وختم الناشط بأن العائلات لم تتوقع حجم العنف الذي حدث، وبعضها لم تكن تصلها المعلومات بسبب انقطاع الاتصالات، وقام الجيش الحر بإجلاء البعض معه، لكن آخرين لم يجدوا سبيلا للمغادرة “فلقوا مصيرا محتوما”.

السوريون بين حمل السلاح وحفر القبور

                                            عند ساعات الفجر الأولى من أمس السبت يستيقظ سكان بلدة أطمة بإدلب (قريبة من الحدود التركية) على أصوات مكبرات الصوت المنبثقة من المسجد “يا شعب، هناك مجموعة من الثوار تحاصرها قوات النظام، على الذين يملكون قطعة سلاح أن يهبوا لمساعدتهم!”.

فور صدور النداء تصعد النساء مع الأطفال إلى أسطح المنازل ويحدقن بقلق في اتجاه تلة من الرمل والصخور تكسوها بعض النباتات الهزيلة وتنطلق من خلفها رشقات من الأسلحة الرشاشة وبعض الانفجارات وسط هدير مروحيات الجيش.

يلبي شبان النداء ويتجهون إلى المنطقة حاملين بنادق آلية على دراجات نارية.

ويوضح شادي (24 عاما) أنه لم يسبق أن تعرضت أطمة لهجوم منذ بدء الثورة في مارس/آذار2011، وهو يخشى كالجميع أن تعود المروحيات وتقصف البلدة البالغ عدد سكانها ثمانية آلاف نسمة.

تعود مكبرات الصوت للمناداة من جديد “إلى الذين لا يملكون سلاحا، التوجه إلى المدفن لحفر قبور والاستعداد لدفن الشهداء”.

وبعد فترة يرد أخيرا ملخص مشؤوم للوضع “يجب حفر المزيد من القبور، إلى الذين لا يملكون سلاحا، نرجو منكم المساعدة في حفر القبور، الشهداء كثيرون، نرجو منكم أيضا الحضور إلى المستشفى للتبرع بالدم!”.

انقسام الأكراد

ويقول الراوية، أن 25 مقاتلا من الجيش السوري الحر هاجموا بالأسلحة الخفيفة خلال الليل وللمرة الثالثة خلال عدة أسابيع مركز تفتيش للقوات الحكومية يقع على مسافة بضعة كيلومترات من أطمة، بين قريتي الديوان وتل السلور ذات الأغلبية الكردية.

غير أن العملية لم تجر بالشكل المنشود فقتل عشرة من المعارضين المسلحين وأصيب 15 آخرون بجروح، أي سقطت المجموعة كاملة بين قتيل وجريح.

وروى مقاتل يطلق على نفسه لقب أبو مجاهد “هاجمنا مركز التفتيش قرابة الفجر وبعد ساعتين سيطرنا عليه وقتلنا ثمانية جنود فيما فر 15 آخرون، لكن بعد ربع ساعة قدم الأكراد من تل السلور (قرية كردية مؤيدة للنظام السوري).

وأوضح الشاب الذي يرتدي ثيابا مرقطة وقد خرج سليما من المعارك أنه بواسطة هذا المركز “كان الجيش السوري يعيق الحركة التجارية، وكانوا يوقفون الجميع. حذرناهم مرارا لكنهم تمادوا في الأذية” مضيفا “لم يكن لدينا خيار”.

وقال عدد من رفاقه إن فئة من الأكراد الذين “يسلحهم نظام” الرئيس بشار الأسد كانوا أكثر عددا من مقاتلي الجيش السوري الحر الذين شنوا الهجوم.

وأضافوا أنه دون الدعم الذي قدم من أطمة ومن قرى مجاورة أخرى في المنطقة ومساعدة فئة من الأكراد من بلدة الديوان (مؤيدة للثورة) على إجلاء القتلى والجرحى تحت قذائف المروحيات، لما كان أحد خرج من الاشتباك.

حفر القبور

ويقول مقاتل مضمد الذراع إن كل هذا -في نهاية المطاف- “كان بلا فائدة”، مضيفا أنه صباحا “انكفأ الأكراد إلى تل السلور وانسحبنا من مركز التفتيش بسبب المروحيات”.

وتجمع سكان البلدة بالمئات قبيل الظهر لدفن موتاهم في مقبرة أطمة وهم يهتفون “لا إله إلا الله والشهيد حبيب الله”، ثم اصطف المشيعون في القيظ وسط درجة حرارة تصل إلى أربعين درجة مئوية في الظل للصلاة على الموتى.

وخلال التشييع ينحني رجل وفتى فوق جثة شاب تكسو الجروح والدماء وجهه وهما يقبلانه وينتحبان، ليتبين لاحقا أنهما والد المقاتل وابنه. ثم يوارى “أبو عبدو” الثرى فيما يواصل رجال آخرون العمل لحفر تسعة قبور أخرى.

ويقول مصطفى (19 عاما) وهو طالب سابق في الاقتصاد انضم إلى صفوف الجيش السوري الحر غير أنه لم يتمكن من العثور على سلاح ” شعبنا يقتل، يجب أن ندافع عن أنفسنا. بشار يعتبرنا قطعانا للذبح، لكننا بشر”.

المصدر:الفرنسية

شهادات لتلفزيون سوريا عن الأمن في دمشق وسط القصف

التلفزيون الرسمي لم ينتبه إلى أن صوت الرصاص غطى على حديث الناس

العربية.نت

أظهرت مقاطع بثها التلفزيون السوري الرسمي شهادات لمواطنين من حي الميدان في وسط العاصمة دمشق، يتحدثون لمراسل التلفزيون عن الأمن والهدوء في الحي، لكن أصوات القصف والرصاص كانت تصم الآذان، للحد الذي غطت فيه على

صوت المراسل وضيوفه.

وبدت ملامح الخوف والاضطراب على مراسل التلفزيون، بينما كان لافتا خلفه رجال مسلحون يجوبون المكان، وهذا هو حال السكان في أحياء عديدة من العاصمة دمشق منذ يومين على الأقل، حيث شهدت مواجهات عسكرية شديدة بين قوات النظام السوري والجيش السوري الحر.

وأطلق الجيش السوري الحر عملية “بركان وزلازل دمشق” منذ يومين على الأقل، والتي تعد برأي مراقبين أعنف عملية يقودها الجيش السوري الحر منذ اندلاع الثورة قبل 17 شهرا.

“بركان دمشق” يهز عرش الأسد وحرب الشوارع متواصلة

التلفزيون الرسمي بث شهادات لمواطنين يتحدثون عن الأمن تحت “القصف”

العربية.نت

تعيش العاصمة السورية دمشق منذ يومين على الأقل مواجهات عسكرية شديدة بين قوات النظام والجيش السوري الحر، حيث أطلق هذا الأخير عملية واسعة النطاق تحت اسم “بركان دمشق وزلزال سوريا ـ نصرة لحمص والميدان”.

وبث التلفزيون السوري الرسمي من حي الميدان شهادات لمواطنين يتحدثون عن الأمن في العاصمة، بينما كانت أصوات الرصاص تخترق الآذان، وهو دليل قوي على وصول حرب الإطاحة بنظام الأسد إلى العاصمة.

وتواصلت الاشتباكات بدمشق، وقالت الهيئة العامة للثورة إن قتيلين سقطا على الأقل في حي الميدان أمس بعد أن سيطرت مدرعات الجيش النظامي على الطرق الرئيسية في الحي، بينما أعاد الجيش الحر انتشاره في الأزقة وتبادل الطرفان إطلاق النار.

وكانت “القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل ومكتب التنسيق والارتباط وكافة المجالس العسكرية في المدن والمحافظات والكتائب والسرايا التابعة لها” قد أعلنت في بيان نشر مساء الاثنين، عن بدء العملية عند الساعة الثامنة مساء (17,00 ت غ) في كل المدن والمحافظات السورية، وذلك “رداً على المجازر والجرائم الوحشية” لنظام الرئيس بشار الأسد.

وأكد الجيش السوري الحر “الهجوم على كافة المراكز والأقسام والفروع الأمنية في المدن والمحافظات والدخول في اشتباكات ضارية معها ودعوتها للاستسلام أو القضاء عليها”، داعياً إلى “محاصرة كل الحواجز الأمنية والعسكرية والشبيحة المنتشرة في سوريا والدخول معها في اشتباكات ضارية للقضاء عليها”.

كما دعا الجيش السوري الحر إلى “قطع كل الطرقات الدولية والرئيسية من حلب (شمالا) إلى درعا (جنوبا) ومن دير الزور (شرق) إلى اللاذقية (غرب) وشل حركة المواصلات ومنع وصول الإمدادات”، مجدداً الدعوة إلى “تأمين انشقاق الضباط والجنود والمدنيين الراغبين بالانضمام إلى الثورة ممن لم تتلطخ أياديهم بدماء الشعب السوري” و”العمل على تحرير الأسرى والمعتقلين لدى الأجهزة الأمنية”.

وأعلن الجيش السوري الحر التعامل مع العناصر والضباط من “حزب الله” والحرس الثوري الإيراني والميليشيات العراقية و”المنظمات الفلسطينية الموالية للعصابة الأسدية كأهداف مشروعة يجب القضاء عليها أينما وجدت على التراب السوري”.

وأضاف: “يُعتبر بركان دمشق وزلزال سوريا الخطوة الاستراتيجية الأولى على صعيد التكتيك لإدخال البلاد في حالة العصيان المدني الكامل والشامل والذي سيطبق على كامل التراب الوطني ويدخل حيز التنفيذ فور صدور البلاغ العسكري الأول”.

ميدانيا، قال سكان إن عربات مدرعة انتشرت في حي الميدان بجنوب دمشق واتخذ قناصة مواقعهم فوق الأسطح. وسمع دوي عنيف للرشاشات في لقطات فيديو حملها نشطاء في المنطقة على الانترنت. وقال أحد سكان حي الميدان “دخلت قوات الأمن الحي وهناك حرب حقيقية تدور الآن”.

وقال ناشط لرويترز، طلب عدم ذكر اسمه، إن السكان يتأهبون لمزيد من المصاعب في العاصمة بعدما قمع الجيش جيوبا للمعارضة في ضواح خارج دمشق مثل ضاحية دوما.

وأضاف “يوجد آلاف المقاتلين في بعض من هذه الضواحي. قتل بعضهم لكن فر الكثيرون ويتجهون إلى العاصمة نفسها”.

وقال نشطاء إن محتجين غاضبين أغلقوا الطريق السريع الدولي المؤدي إلى الأردن تضامنا مع سكان حيي الميدان والزاهرة مع تواصل الاشتباكات فيهما.

وقال ناشط يدعى سمير الشامي عبر سكايب “يتصاعد الدخان من المنطقة. يغلق الناس هذا الطريق بالحجارة ويحرقون الإطارات على أمل تخفيف الضغط على الميدان”.

مقتل صحافيين عراقيين بالرصاص والطعنات قرب دمشق

أجهزة الاستخبارات السورية والشرطة نقلت الجثتين مع التقارير الطبية إلى مستشفى حدودي

العربية.نت

أفادت مصادر أمنية عراقية أن عراقيين اثنين، عرّفت عنهما السلطات العراقية على أنهما صحافيان، قتلا بالرصاص وبطعنات سكاكين في إحدى ضواحي العاصمة السورية دمشق السبت الفائت، وتم نقل جثتيهما إلى العراق أمس الاثنين.

وقال اللواء عبد الباسط الحلو من معبر الوليد العراقي على الحدود مع سوريا: “إن علي جبور الكعبي وفلاح طه قتلا بالرصاص وبطعنات سكين في جرمانا بضاحية دمشق. وتم نقل جثمانيهما عبر معبر الوليد إلى العراق”.

وأوضح الحلو لوكالة “فرانس برس” أن الرجلين كانا يحملان بطاقتي عضوية في نقابة الصحافيين العراقيين، إلا أنه لم يكشف عن وسيلة الإعلام التي يعملان لحسابها.

وأضاف الحلو أن أجهزة الاستخبارات السورية والشرطة نقلت الجثتين مع التقارير الطبية العائدة لهما إلى مستشفى الوليد الحدودي الاثنين.

غليون: الشبيحة تستهدف النساء بعد انسحاب الجيش الحر

انشقاق غزالة فيما لو كان صحيحاً يمثل ضربة مؤلمة للنظام

العربية.نت

أكد برهان غليون، عضو المجلس الوطني السوري، أن المعارك التي تدور رحاها في ميادين العاصمة دمشق في الوقت الراهن بين أفراد الجيش الحر وقوات الأسد ستكون مريرة وقاسية لأن النظام سيدفع بكل قوته للقتال باستماتة.

وعن رؤيته فيما يتعلق بحصار عناصر الجيش الحر في الميدان وحيّ التضامن، قال غليون في حديثه لقناة “العربية”، أعتقد أن المقاتلين فكّروا ملياً في مثل هذه الإشكاليات، وسيضعون كل جهدهم لخوض غمار معركة دمشق حتى الرمق الأخير.

وطالب غليون السوريين بالخروج في تظاهرات أمام السفارة الروسية، التي تعمل حكومة بلادها على تعزيز موقف الأسد على المستوى الدولي والإقليمي.

وأبدى غليون اعتراضه على الدعوات التي تناشد الجيش الحر من الانسحاب أحياء العاصمة دمشق، معللاً رفضه بأن ذلك يرجح كافة الاسد في بسط سيطرته على تلك المناطق وسيسعى للانتقام من المدنيين، ومما يساعده ايضاً على إخماد الثورة.

وأضاف أن شبيحة النظام يقمون بممارسة أعمال القتل والذبح ضد النساء والأطفال في المناطق التي يخليها المقاتلون السوريون.

لم نتأكد من انشقاق غزالة

وحول مصداقية انشقاق رستم غزالة، رئيس جهاز المخابرات العسكرية، عن الاسد رغم أنه من الدائرة المغلقة المقربة له، قال لم يتسنّ التأكد من صحة هذا الخبر ولكن لا أستبعده، وكلما تقترب المعارك من مشارف القصر الجمهوري زادت الانشقاقات، وأوضح أن انشقاقه سيمثل ضربة مؤلمة في ظهر النظام، ما يوحي بأنه بات يتهاوى ويتفكك، وأن حوالى 60% من الاراضي السورية خارجة عن سيطرة النظام.

وفي ختام حديثه لـ”العربية” حضّ غليون كافة السوريين على الانضواء تحت غطاء تيار وطني واحد، يضم بين دفتيه كافة أطياف القوى السياسية من ديمقراطيين وليبراليين وإسلاميين معتدليين، مشدداً في الوقت ذاته على أن سوريا تحتاج الى حياة سياسية جديدة.

اشتباكات بدمشق و”الحر” يسيطر بتلبيسة

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

تواصل القصف والاشتباكات العنيفة في أحياء الميدان والتضامن في العاصمة السورية دمشق، واستهدفت القوات الحكومية حي القابون بالمروحيات، في حين سيطر المقاتلون المعارضون على مدينة تلبيسة في ريف حمص، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأفاد المتحدث باسم تنسيقيات الثورة السورية سمير الشامي بأن انفجارا ضخما هز حي الميدان في العاصمة السورية، وارتفعت سحب كبيرة من الدخان غطت الحي وترى من أغلب أحياء دمشق، وأضاف أن الدبابات قصفت من جهة كورنيش الميدان باتجاه حي القاعة.

وتجددت اشتباكات مقاتلي الجيش السوري الحر والنظامي في حي الصناعة بدمشق، وتواردت أنباء عن انفجار في حي التضامن، وأفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان بسقوط 30 مدنيا في مدن سورية عدة.

وقال الناشط بسام الشامي إن الاشتباكات في حي الميدان أسفرت عن مقتل ثمانية مسلحين على الأقل واحتراق عدد من السيارات، أثناء دخول طوابير من العربات المدرعة إلى الطرق الرئيسية في المدينة.

وقال الشامي إن “القوات استهدفت حي الميدان تحديدا لدوره البارز في الثورة السورية”.

وأفاد نشطاء أيضا بأن مقاتلي المعارضة استهدفوا “الفرع الأمني 211 المعروف باسم فرع الإشارة التابع للمخابرات العسكرية بقذائف الآر بي جي”، فيما سُمع دوي انفجارات متتالية وإطلاق نار كثيف في الحي.

وشهد حي القابون في العاصمة قصفا من مروحيات عسكرية، بينما أفاد نشطاء بأن مروحيات أخرى نشرت ما وصفوه بمادة حمراء ذات رائحة كريهة في سماء حي المعضمية بريف دمشق.

ونقلت عدسات الكاميرا مشاهد لقصف عنيف بأسلحة خفيفة وقذائف مدفعية في الحي الاثنين، بينما كانت نداءات تتعالى من مساجد الحي تطلب النصرة للجيش السوري الحر.

وقال ناشطون إن معارك اندلعت في حيين آخرين هما والزاهرة والتضامن وإن قوات الأمن تواصل محاولات السيطرة علىهما، بينما قال التليفزيون السوري الرسمي إن قوات الأمن تطارد مجموعة إرهابية في حي التضامن.

وكانت دمشق شهدت الأحد أعنف معارك منذ اندلاع الأزمة السورية في مارس 2011.

وفي وقت مبكر من صباح الاثنين شوهدت طوابير من العربات المدرعة في الطريق الرئيسي المؤدي إلى حي التضامن الذي شهد تجدد الاشتباكات بعد يوم من اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر والجيش النظامي، اتسمت بأنها الأعنف منذ بداية الانتفاضة الشعبية في سوريا في مارس 2011.

وأعلن مقاتلو المعارضة السورية المسلحة الاثنين البدء بعملية واسعة النطاق أطلقوا عليها اسم “بركان دمشق وزلزال سورية ـ نصرة لحمص والميدان”، في وقت اندلعت مواجهات عنيفة في أحياء عدة من العاصمة.

ودعا الجيش السوري الحر مقاتليه في بيان إلى “الهجوم على كافة المراكز والأقسام والفروع الأمنية في المدن والمحافظات والدخول في اشتباكات ضارية معها ودعوتها للاستسلام أو القضاء عليها”.

كما دعا البيان إلى “محاصرة كل الحواجز الأمنية والعسكرية والشبيحة (الميليشيات المؤيدة للنظام) المنتشرة في سورية والدخول معها في اشتباكات ضارية للقضاء عليها”.

كذلك دعا الجيش السوري الحر إلى “قطع كل الطرقات الدولية والرئيسية من  حلب (شمال) إلى درعا (جنوب) ومن دير الزور (شرق) إلى اللاذقية (غرب) وشل حركة المواصلات ومنع وصول الإمدادات”.

كما جددت دعوتها إلى “تأمين انشقاق الضباط والجنود والمدنيين الراغبين بالانضمام للثورة ممن لم تتلطخ أياديهم بدماء الشعب السوري” و”العمل على تحرير الأسرى و المعتقلين لدى الأجهزة الأمنية”.

96 قتيلا في سوريا

من ناحية ثانية، قالت لجان التنسيق المحلية إن 96 شخصاً قتلوا منذ فجر الاثنين، ، بينهم 10 أطفال.

وكان المجلس الوطني السوري المعارض حذر مساء الأحد المجتمع الدولي “المتردد والعاجز” من “النتائج الكارثية” لـ”معارك المصير” التي تشهدها العاصمة دمشق ومدينة حمص، مؤكداً أن نظام الرئيس بشار الأسد حول العاصمة إلى “ساحة حرب يشنها على الأحياء الثائرة”.

وقال المجلس في بيان تلاه جورج صبرة المتحدث الرسمي باسمه من إسطنبول إن المجلس “يضع المجتمع الدولي المتردد والعاجز أمام مسؤولياته، فحماية أرواح السوريين أهم من أي معاهدات واتفاقات”.

وأكد صبرة أنه “في الأسبوع الأخير وحده انشق 62 ضابطا من مختلف الرتب”، مشدداً على أن “عنف النظام انقلب عليه، وها هي الثورة تتسع وتنتشر وتضيق الخناق عليه في المناطق التي حسب فيها أنه بمأمن عن غضب الشعب”

سيدا: نظام الأسد يعيش أيامه الأخيرة

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قال رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبدالباسط سيدا إن العمليات الأخيرة في دمشق تؤكد أن “النظام السوري” بات يعيش في مرحلته الأخيرة، وأن سيطرته على العاصمة في تراجع.

وأكد سيدا في مقابلة حصرية لـ”سكاي نيوز عربية” أن مناطق واسعة في دمشق تخضع الآن لسيطرة الجيش الحر.

ووصف رئيس المجلس الانتقالي الانشقاقات الأخيرة في الجيش النظامي بأنها “رصيد للثورة السورية”.

وقال سيدا إن المؤسسة العسكرية بدأت تفقد سيطرتها على نفسها، مرجحا تزايد عمليات الانشقاق وسط صفوف الجيش السوري النظامي في الفترة المقبلة.

واتهم سيدا نظام الرئيس السوري بشار الأسد بأنه يدفع البلاد نحو الحرب الأهلية باستخدامه لما يعرف بالشبيحة والجيش النظامي ضد السوريين لضرب السوريين بعضهم ببعض.

من ناحية ثانية، قال سيدا، إن المعارضة ملتزمة بالدولة المدنية. مضيفا أن سوريا المستقبل لن تكون فيها امتيازات أو استثناءات.

كما انتقد سيدا إن تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قائلا “إنها دليل آخرعلى موقف موسكو الرافض لاتخاذ أي قرار دولي يدين النظام السوري”.

ودعا كلا من روسيا وإيران إلى التوقف عن دعم ما سماه نظام الاستبداد. وطالب البلدين باحترام تطلعات الشعب السوري، على حد تعبيره

أميركا تخشى نزاعا إقليميا بسبب سوريا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أعلنت وزارة الخارجية الأميركية الاثنين خشيتها من أن يمتد النزاع السوري لمناطق أخرى في إقليم الشرق الأوسط، في حين اعتبر البنتاغون أن سوريا تمثل “أولوية لأمن الولايات المتحدة”.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية باتريك فنتريل للصحفيين: “إننا نخشى السيناريو الأسوأ: أن يتحول ذلك إلى نزاع يمتد بشكل كبير إلى خارج الحدود ويتجاوز حدود التقاتل الطائفي. نحن قلقون جدا”.

وفي الوقت عينه، أعلن المتحدث باسم البنتاغون أن البحرية الأميركية ستقوم بتسريع نشر حاملة طائرات والقطع المرافقة لها في الشرق الأوسط لمواجهة التوترات الإقليمية خصوصا في إيران وسوريا.

وأوضح ليتل أنه “ليس سرا لأحد أن الولايات المتحدة، شركاؤنا وحلفاؤنا في المنطقة يواجهون تحديات كبيرة متعددة المصادر. سوريا هي بالطبع أولى الأولويات بالنسبة لأمن الولايات المتحدة”.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية من جانبه أن الوضع السوري “أمر مهم جدا بالنسبة إلينا”.

وتوسعت دائرة الاشتباكات في دمشق مساء الاثنين بين الجيش النظامي والجيش السوري الحر لتشمل جزءا كبيرا من أحياء العاصمة، في تطور اعتبره المرصد السوري لحقوق الإنسان “نقلة نوعية في المعارك”، بينما تواصل روسيا منع صدور بيان عن مجلس الأمن يندد باستخدام القوات السورية للأسلحة الثقيلة في قصف بلدة التريمسة الخميس الماضي.

اشتباكات عنيفة في العاصمة مع اقتراب “معركة دمشق

دمشق، سوريا (CNN) — قال نشطاء المعارضة السورية إن اشتباكات عنيفة اندلعت في العاصمة السورية، الثلاثاء، لليوم الثالث على التوالي، في وقت يستعد فيه المقاتلون لمواجهة كبرى في المدينة الأهم.

وقال عبد الحميد زكريا وهو عقيد في الجيش السوري انشق وانضم إلى الجيش السوري الحر إن “معركة دمشق قادمة.”

وقالت لجان التنسيق المحلية المعارضة إن عدة مناطق في دمشق شهدت قتالا عنيفا صباح يوم الثلاثاء، مشيرة إلى أن قذائف الهاون انهمرت على حي التضامن بينما هزت انفجارات قوية مناطق أخرى.

ولكن لم تقتصر أعمال العنف على عاصمة النظام السوري المنيعة، إذ قالت اللجان إن الطائرات الحربية ضربت جنوب مدينة الحراك، وسقط اثنين من الصواريخ على المدينة.

ووسط الفوضى المتزايدة، سيلتقي مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الخاص كوفي عنان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو يوم الثلاثاء.

وقد استخدمت روسيا والصين، التي لديها صفقات تجارية مع سوريا، حق الفيتو في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمنع بعض القرارات الأصعب ضد النظام السوري.

ومع انتشار العنف في جميع أنحاء سوريا، أعلن الصليب الأحمر أن الصراع هو في جوهره “حرب أهلية” في جميع أنحاء البلاد.

ويوم الاثنين، قالت لجان التنسيق المحلية إن ما لا يقل عن 97 شخصا قتلوا، في حين انتشرت المذابح في أنحاء البلاد، وضمت الوفيات 30 حالة في مدينة حماة، و21 في حمص، و13 في حلب و11 في دمشق، وثمانية في درعا، وسبعة في دير الزور، وأربعة في ضواحي دمشق وثلاثة في إدلب.

يشار إلى أنه لا يمكن لشبكة CNN التأكد من تفاصيل أعمال العنف التي يبلغ عنها في سوريا، بسبب القيود التي تفرضها الحكومة على دخول الصحفيين الدوليين.

تعثر التجارة بين تركيا وسوريا يلقي بظلاله على الخليج

اسطنبول، تركيا (CNN)– انخفض حجم التبادل التجاري بين تركيا وسوريا بمعدلات كبيرة، هبطت من 823 مليون دولار خلال الربع الأول من العام 2011 إلى أقل من 250 مليون دولار خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام 2012، كنتيجة للثورة السورية التي أثرت أيضا على خطوط التجارة بين تركيا والخليج.

وقال رئيس الشركة التركية يتيكاد للشحن، تورغوت ايركيسكين في تصريح لـ CNN ” تعتبر سوريا بوابة تركيا إلى الخليج، حيث نلاحظ أن تأزم الأوضاع في سوريا أدى إلى  توقف النشاط التجاري بشكل شبه كامل.”

وأضاف ايركيسكين “نلاحظ أن أرقام الصادرات التركية إلى الخليج تراجعت بشكل عام وفي بعض البلدان تشير الأرقام إلى تراجع نسبته 10 في المائة، وأخرى 25 و30 في المائة.”

ودفعت هذه الأزمة المصدرين الأتراك إلى البحث عن طرق بديلة للوصول إلى الخليج، حيث تسافر الشاحنات جنوبا عبر البحر الأبيض المتوسط محمولة على عبارات إلى مصر والسفر جنوبا إلى البحر الأحمر ليتم تحميلها على عبارات متجهة إلى السعودية، ومنها إلى باقي الدول الخليجية.

وتشير الأرقام إلى أن الطريق الجديد للتجارة التركية مع الخليج أكثر كلفة ويتطلب مدة زمنية أطول بالإضافة إلى إمكانيته المحدودة لحمل هذه الحجم الكبير للبضائع التي كان يتم تصديراها في السابق.

ويذكر أنه وقبل اندلاع الثورة السورية كانت سوريا وتركيا تعتبران مثالا لقصص النجاح الاقتصادية بالنسبة للشرق الأوسط، إلا أن أرقام التبادل التجاري الضخمة بين البلدين خلال العقد الماضي، أصبحت جزءا من الماضي.

الامم المتحدة: المدنيون بسوريا هدف للعنف الجنسي

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — دعت الأمم المتحدة إلى وقف معاناة المدنيين في سوريا، قائلة إنهم الآن “هدف لأعمال العنف الجنسي،” من قبل القوات الحكومية، والمليشيا الموالية لها “الشبيحة.”

وقال القائم بأعمال الممثل الخاص للأمين العام المعني بالعنف الجنسي، فيجاي نامبيار، إنه مع ازدياد حدة الأزمة السورية، فإن “الشعب السوري مازال يعاني بشكل كبير،” مضيفا أن “المدنيين العالقين في حلقة مفرغة من أعمال العنف، هم أيضا هدف لأعمال العنف الجنسي.”

وأكد نامبيار أن الأطراف التابعة للحكومة تتحمل المسؤولية الرئيسية عن حماية المدنيين من مثل هذه “الأعمال الإجرامية،” ودعا السلطات السورية إلى “الوفاء بالتزاماتها، كما حث مجلس الأمن، الذي يتشاور حاليا بشأن قرار جديد يتعلق بسوريا، على ألا ينسى ضحايا العنف الجنسي في البلاد.”

وأشار مسؤول الأمم المتحدة، في بيان، إلى أن “التقارير الأخيرة عن العنف الجنسي ضد النساء والأطفال والرجال من قبل قوات الحكومة ومن يوصفون بالشبيحة تثير القلق.”

وقال إن “اللجنة الدولية المستقلة للتحقيق في سوريا، ذكرت أن حوادث الاغتصاب، بما في ذلك الاغتصاب الجماعي، والاعتداء الجنسي قد حدثت في الغالب خلال عمليات تفتيش المنازل مع دخول القوات الحكومية البلدات والقرى وخلال الاستجواب في الاعتقال.”

وأضاف أن منظمة هيومن رايتس ووتش أيضا قد أشارت إلى أعمال مشينة من الاغتصاب والضرب وسوء المعاملة الشديد.

وأوضح نامبيار أن “المناخ السائد في سوريا قد مكن الجناة من ارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، بما في ذلك العنف الجنسي، مع الإفلات من العقاب.”

وأكد أن “الملاحقة القضائية تعد بالغة الأهمية لمنع هذه الانتهاكات، وشدد على أن جمع الأدلة التي تؤيد الملاحقة مستقبلا يعد هاما لضمان المساءلة، مشيرا إلى أن هذه الجرائم لابد في النهاية أن تخضع للتحقيق الكامل والمستقل.”

وحث نامبيار مجلس الأمن على “استخدام جميع الوسائل المتاحة لديه، بما في ذلك احتمال الإحالة إلى المحكمة الجنائية الدولية، مشددا على ضرورة أن يبعث المجلس برسالة قوية لمرتكبي العنف الجنسي، مفادها أنهم سيحاسبون عن هذه الجرائم.”

وأشار البيان إلى أن الولاية الجديدة لبعثة الأمم المتحدة للإشراف في سوريا يجب أن تشمل خبراء في العنف الجنسي، والمبني على أساس نوع الجنس، لضمان الرصد المنتظم عن هذه الجرائم والإبلاغ عنها، كما دعا البيان كافة الأطراف إلى الوقف الفوري لكافة أشكال العنف، بما في ذلك العنف الجنسي، والالتزام بالحوار السياسي بهدف التوصل إلى تسوية سلمية.

صحف العالم: الأسد يستخدم الأسلحة الكيماوية بحمص

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– ركزت أغلب الصحف العالمية في إصداراتها، الثلاثاء، على الأحداث المتسارعة التي تلف الأزمة السورية، ففي الوقت الذي ركزت فيه بعض الصحف على الأنباء الواردة عن استخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية لضرب مدينة حمص، تناولت صحف أخرى التطورات الميدانية للثوار على جبهات القتال التي وصلت إلى مناطق حساسة في العاصمة دمشق.

ديلي تيليغراف

ركزت الصحيفة البريطانية في عناوينها الرئيسية على الملف السوري وتصريحات السفير السوري السابق في العراق، نواف الفارس، بأن النظام السوري لن يتردد باستخدام الأسلحة الكيماوية في حال حوصر من جميع الجهات.

ونقل المقال على لسان الفارس الذي يعتبر أعلى شخصية رسمية انشقت عن النظام السوري قوله “هناك أنباء غير مؤكدة حول قيام النظام السوري باستخدام الأسلحة الكيماوية في هجمات على مدينة حمص.”

وألقت الصحيفة الضوء على تأكيدات الفارس بقوله “من المعروف لدى جميع السوريين، أن الرئيس بشار الأسد لن يتخلى عن السلطة بطريقة سلمية ومن خلال الوسائل السياسية، ولن يتم التخلص منه إلا بالقوة.”

واشنطن بوست

تناولت الصحيفة الأمريكية في إصداراتها الثلاثاء الملف السوري، وحملة القتل التي تعتبر الأشد والأعنف في العاصمة السورية دمشق منذ 16 شهرا، في الوقت الذي تواجه فيه روسيا ضغوطا دولية كبيرة للموافقة على قرارات صارمة من قبل الأمم المتحدة على الحكومة السورية.

وألقت الصحيفة الضوء على حادثة طرد المغرب للسفير السوري في تصعيد جديد للضغوطات الدبلوماسية على النظام السوري، في الوقت الذي لاقت هذه الخطوة ردا مشابها من الجانب السوري الذي تزداد عزلته يوما بعد يوم.

غارديان

ركزت الصحيفة البريطانية في عناوينها الرئيسية على المرحلة الجديدة في الثورة السورية بعد وصول القتال إلى قلب العاصمة دمشق، وبالقرب من عدد من المراكز الحيوية والخاضعة للحراسة المشددة.

وبينت الصحيفة أنه ووفق لشهود عيان تم إغلاق الطريق المؤدي إلى مطار دمشق الدولي أحد أكثر الطرق حيوية ولمدة ساعة وذلك لأول مرة منذ اندلاع الثورة السورية في آذار/ مارس 2011، في إشارة إلى مدى تطور الأحداث على الأرض السورية.

ناشطون: اشتباكات متقطعة في أحياء بدمشق واستئناف قصف بعضها

روما (17 تموز/يوليو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قال ناشطون سوريون إن القوات العسكرية والأمنية الحكومية استأنفت صباح اليوم قصف بعض أحياء العاصمة دمشق، حيث قصفت دبابات حي الميدان وبلدة المعضمية، في الوقت الذي تغطي سماء المنطقة سحب من الدخان وتُرى من أغلب أحياء دمشق

وقال شهود عيان لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إن القوات الأمنية والعسكرية منعت اليوم (الثلاثاء) أهالي القرى والبلدات المحيطة بدمشق من دخول العاصمة، كما منعت أهالي درعا من التوجه إلى دمشق، وقامت الحواجز بعزل ريف العاصمة عن المدينة

كما أشار آخرون من منطقة برزة في دمشق إلى أن الاشتباكات العنيفة استمرت طوال الليل دون أن يستطيعوا تحديد الجهات المشتبكة أو سبب إطلاق النار من الرشاشات الخفيفة والمتوسطة بين الأحياء السكنية

وعاش سكان العاصمة السورية ليلة مضطربة، واستمر سماع أصوات الانفجارات والقصف طوال الليل وحتى ساعات الفجر الأولى، وقال الناشطون إنها ناتجة عن قصف لحيي القابون والميدان

وتشهد دمشق بين الوقت والآخر تحليق للطائرات المروحية فوق المزة وكفرسوسة والميدان ونهر عيشة وغيرها من المناطق

وأعادت السلطات السورية افتتاح طريق مطار دمشق الدولي بعد أن أغلقته لساعات الاثنين، كما أن حركة الطيران المدني في المطار طبيعية، وعادت حركة المرور طبيعية في الطريق الدولي المؤدي إلى الأردن بعد أن أغلقه المحتجون لساعات ظهر أمس أيضاً

وقال سكان في أبو رمانة أنهم سمعوا ظهر اليوم رشقات إطلاق نار في المنطقة التي تعتبر من أرقى مناطق دمشق وفيها مؤسسات حكومية ومنازل ومكاتب عدد كبير من المسؤولين السوريين. كما قال ناشطون إن رشقات رصاص سُمِعت في ساحة العباسيين في دمشق أيضاً

وتحدث مواطنون من بلدة سبينة وبلدة الديابية عن “كتائب ثورية مقاتلة اشتبكت مع عناصر في مخافر البلدتين واحتلتها واستولت على أسلحة منها وأسرت العناصر” المتواجدين فيها

إلى ذلك أعلنت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر المناهض للنظام وكتائب وسرايا تابعة لها عن بدء عملية “بركان دمشق” في كافة المناطق السورية، وتوعّدوا أن بـ “زلزلة” أركان النظام وأجهزته الأمنية والعسكرية

تيرسي: من الضروري صدور قرار سريع حول سورية استنادا الى الفصل السابع

روما (17 تموز/يوليو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

اعتبر رئيس الدبلوماسية الايطالية جوليو تيرسي أن “من الضروري صدور قرار سريع استنادا الى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة” حول سورية

وقال تيرسي في تصريحات بعد لقائه بوزير خارجية السلطة الفلسطينية رياض المالكي ”الإشارة إلى الفصل السابع مهم لأنه يفرض الالزام على المجتمع الدولي بأكمله، وخاصة على النظام (السوري) كي يسحب الأسلحة الثقيلة من المدن، ومن ثم وقف هذه القصف العشوائي الرهيب، الذي يتذرع بأنه نتيجة الاضطرار الى مهاجمة الارهابيين” و “لكن لم يشهد العالم في أي وقت مضى عملية مكافحة إرهاب بهذا الاسلوب الصارخ الذي يعاقب قطاعات كبيرة من السكان مع إرادة قمع المعارضة السياسية، وهذا غير مقبول على الإطلاق” على حد قوله

وأبدى وزير الخارجية الايطالي حذراً من التفاؤل إزاء المفاوضات الدولية المتعلقة بالتطورات في سورية، وأضاف ”ليس هناك بالتأكيد ما يدعنا نشعر بتفاؤل كبير إزاء نتيجة المفاوضات بين القوى الدولية حول الازمة السورية” حسب تعبيره

وشدد بالقول “ولكن أعتقد أن تصاعد العنف سوف يجعل الجميع يدرك، وبخاصة الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن التي عليها مسؤولية خاصة بضمان السلام والأمن، بأن هذه هي بالفعل آخر لحظة من أجل التوصل إلى تسوية” على حد قوله

الاشتباكات مستمرة بأحياء في دمشق والأهالي يناشدون المراقبين الأممين بحمايتهم

روما (16 تموز/يوليو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

مع استمرار الاشتباكات بين القوات العسكرية السورية وكتائب ثورية مسلحة، ناشد أهالي أحياء في العاصمة السورية دمشق بعثة المراقبين التابعة للأمم المتحدة للدخول إلى أحيائهم لتأمين إخلاء الأطفال والنساء من هذه الأحياء التي تتعرض لنيران أسلحة خفيفة ومتوسطة لليوم الثاني على التوالي، وشددوا على ضرورة تأمين مواد طبية وغذائية ضرورية للآلاف من السكان المهجّرين عن منازلهم

ومازالت الاشتباكات مستمرة لليوم التالي على التوالي في عدة أحياء بدمشق بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة، كحي الميدان والزاهرة والعسالي والتضامن ونهر عيشة وكفرسوسة والقنوات وغيرها، بعضها اشتباكات عنيفة تستخدم فيها الرشاشات الثقيلة والقنابل، وسقط في حي الميدان وحده خمسة قتلى على الأقل من السكان

واستمر سكان دمشق يسمعون صوت إطلاق نار كثيف في أنحاء مختلفة من المدينة، وبعض الانفجارات الشديدة، وأغلقت القوات العسكرية والأمنية السورية عدة شوارع رئيسية في دمشق، وقال ناشطون إن القوات الأمنية نشرت قناصين في مختلف أنحاء هذه الأحياء، وشاهد سكان دمشق دبابات وآليات ثقيلة تنتشر في شوارع رئيسية في مناطق متعددة

من جهتها استبعدت الناطقة باسم بعثة المراقبين الأممية سوسن غوشة أن تُلبّي البعثة مناشدة السكان في بعض أحياء دمشق إلا في حالة توقف القتال تماماً بين الطرفين، وأشارت إلى أن مهمة البعثة مراقبة التهدئة وتسجيل الاختراقات وليس التدخل لوقف القتال، ونوّهت بالمساعدات التي قدّمتها البعثة في مرات سابقة في بعض المناطق المتوترة

ووصف ناشطون الاشتباكات التي تشهدها دمشق بأنها “الأعنف في العاصمة”، وأشاروا إلى القوات النظامية والأمنية “تكبّدت خسائر كبيرة في صفوفها”، واتهموا القوات الأمنية “بإحراق محال تجارية في حي التضامن وسلب محتوياتها”، على حد وصفهم

وأفاد سكان أحياء مخيم اليرموك ومخيم فلسطين ومناطق أخرى بأن “موجة نزوح ضخمة شهدتها هذه المناطق المجاورة منذ الأحد، وغادر آلاف من السكان بيوتهم”، فيما أقام المئات من الأسر في مدارس ومساجد في أنحاء المدينة

وقال ناشطون “إن القوات الأمنية أخلت حياً في الميدان يقطن فيه موالين للنظام، ما دفع الأهالي للخوف من ترتيبات تعدّها القوات الأمنية والعسكرية لاقتحام الحي أو تدميره”

وهذه هي المرة الأولى التي ينتقل فيها القتال إلى وسط العاصمة السورية، في ظل تأكيدات من السكان على استحالة السيطرة على الوضع نظراً لأن غالبية المناطق التي تشهد هذه الاشتباكات هي مناطق شعبية وفيها اكتظاظ سكاني كبير جداً وغالبية الكتائب الثورية المسلحة تعرف المنطقة وأحيائها المتفرعة أكثر بكثير من الجيش والقوات الأمنية الذي تم إحضاره إلى المنطقة

المخرج السوري أسامة محمد: النظام “خصم” للثقافة والحرية والإنسان

باريس (16 تموز/يوليو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

رأى المخرج السينمائي السوري أسامة محمد أن قرار فصله من المؤسسة العامة للسينما في سورية “تأكيدا على اجتياح المرتزقة لفضاء الثقافة” في بلاده

وتعقيباً على اتخاذ المؤسسة العامة للسينما قراراً بفصله مع آخرين من المؤسسة، وتقديم استقالته من قبل معرفته بالخبر بساعات، قال المخرج السينمائي البارز أسامة محمد “بما أني كنت لأيام خلت على ملاك المؤسسة العامة للسينما في سورية، وبناءً على ما سبق وبنينا من أسس لأخلاق المهنة لا تنفصم عن احترام حقوق الإنسان، أعلنت عن استقالتي، ولم أقصد الاستقالة المعنوية بل الفعلية”. وأضاف لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “رأيت أن التضامن هو فعل عملي وليس أدبي فقط، فالموقف العملي يرتفع بالفحوى الأدبية إلى مرتبة مستقبلية، ورأيت أن موقعي، بدءاً من أنني وبحكم الزمن الغادر صرت من جيل أكبر عمراً، رأيت أن هذا يجعلني أبدأ بنفسي، رسالتي العملية للسلطة المعتدية على السينما والقانون وزملاء المهنة”، حسب تعبيره

وأوضح محمد صاحب فيلم (نجوم النهار) و(صندوق الدنيا) “في دقائق سريعة تلت إعلاني الاستقالة، أفصح أحد الزملاء بأن قرار فصل مخرجين من المؤسسة العامة للسينما يبدأ بي، الحديث اليوم عن نهاية هذه الصفحة من حياتي السينمائية التي لم أُقِم خلالها اعتباراً للسلطة السينمائية ولا للسياسية، وبدأتها منذ بدئها (أن حريتي هي أنا) وحاولتها في كل لقطة، لم أكن موارباً مع نفسي ولم أجد في النظام الحاكم يوماً إلا خصماً للثقافة والحرية والإنسان” في البلاد

وتابع السينمائي السوري الذي يعيش مؤقتاً في المنفى “نهاية الحقبة هذه هو فصلي بقرار رسمي من مؤسسة السينما، لا أرى الأمر بعيداً عن اجتياح مرتزقة لفضاء الثقافة واحتلاله وطرد أهله”، على حد تعبيره.

وكانت المؤسسة العامة للسينما قد قررت أيضا فصل المخرجين السينمائيين نضال الدبس ونضال حسن. وبررت فصلهم بتغيّبهم عن العمل لأكثر من خمسة عشر يوماً، فيما أعلن السينمائيون أن القوانين الناظمة لعملهم لا تفرض عليهم دواماً يومياً وإنما حجم عمل سنوي، وأن قرار الفصل هو سياسي لوقوفهم إلى جانب الثورة

وحول لك قال محمد “مرّ كثير من الدم والقتل والاعتقال والإرهاب، ولم يكن أهل درعا منذ قلعت أظافر أبنائهم إلا أهلي في عميق الحقيقة، ولا أهل حمص القديمة اليوم، ما يحصل معي يحفظ بعض إنسانيتي، هو انتهاك لقوانين.. ولكن رب ضارة نافعة للروح” حسب تعبيره

وكان المخرج أسامة محمد (59 سنة) قد ألقى كلمة في ندوة على هامش مهرجان (كان) السينمائي عام 2011 بعد أشهر من انطلاق الانتفاضة في سورية اتهم فيها السلطة بـ”المسؤولية عن قتل المدنيين”، وأعلن تأييده لمطالب الشارع السوري بالكرامة والحرية والديمقراطية، وطرح رؤيته حول حرية الفنان في الإبداع وحرية الكلمة وحال السينما في زمن الدكتاتورية

وكان قبلها قد أصدر مجموعة من السينمائيين السوريين واحداً من أبكر البيانات المناصرة للثورة، وتعرّوا لحملة تخوين من زملاء لهم ومن بعض وسائل الإعلام المقربة من السلطات السورية، ومن ضمنهم المخرج أسامة محمد

ولمحمد أفلام منها “نجوم النهار” و”صندوق الدنيا” التي حازت على جوائز عالمية عديدة، وغادر سورية بعد اشتداد الوضع، وهو مؤيد للثورة حاله كحال العديد من المخرجين السوريين، بينهم المخرجون هيثم حقي، محمد ملص، نبيل المالح، هالة العبد الله، واحة الراهب عروة نيربية وشادي أبو الفخر وآخرون

القتال في سوريا يقترب من العاصمة

بيروت (رويترز) – اندلعت اشتباكات بين معارضين سوريين وقوات الحكومة في دمشق يوم الثلاثاء لليوم الثالث على التوالي وهي أعنف اشتباكات تشهدها العاصمة السورية منذ بدء الانتفاضة على حكم الرئيس السوري بشار الأسد قبل 17 شهرا.

وقال نشطاء ان قوات الامن والعربات المدرعة طوقت مناطق التمرد مثل حي الميدان بجنوب دمشق لكنها لم تتمكن من اقتلاع مقاتلي المعارضة.

وجاء اتساع نطاق القتال في العاصمة بينما يبدأ كوفي عنان مبعوث السلام الخاص للامم المتحدة زيارة تستمر يومين لموسكو لتعزيز خطة السلام في سوريا. ويلتقي عنان يوم الثلاثاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لكن موسكو تبدو رافضة لدعوات غربية بزيادة الضغط على الأسد.

وأظهر شريط فيديو حمله نشطو المعارضة رجالا يرتدون الجينز يختبئون وراء أجولة رملية في الازقة ويطلقون مقذوفات صاروخية ورشاشات وسط سحب من الاتربة ودوي النيران. وأحرق مقاتلو المعارضة اطارات السيارات وسدوا بعض الشوارع لتخفيف الضغط على المقاتلين. وتصاعدت أعمدة من الدخان فوق العاصمة السورية.

وذكر نشطون ان المدفعية ونيران الصواريخ ضربت منطقة التضامن المعارضة على مشارف العاصمة السورية.

وذكر سكان في حي الميدان انهم شاهدوا قناصة يتخذون مواقعهم فوق الأسطح.

وقال أحد السكان قرب حي الميدان “القوات في كل مكان أسمع صفارات عربات الاسعاف. أشعر انها حرب حقيقية في دمشق.”

ولم تقل حكومة دمشق الكثير عن وصول الاضطرابات الى العاصمة. وقال التلفزيون السوري يوم الاثنين ان قوات الامن تلاحق “جماعات ارهابية” فرت الى بعض أحياء دمشق.

وقال مقاتل لرويترز ان مقاتلي المعارضة يواصلون القتال لانهم لا يستطيعون الانسحاب الى مناطق آمنة بعد بضع ساعات من القتال كما كانوا يفعلون في توغلات سابقة في العاصمة السورية لانهم محاصرون من جانب قوات الحكومة.

وقال مشيرا الى مقاتلي المعارضة “انهم يريدون الرحيل. لو استطاعوا ان يرحلوا لرحلوا. لكن كل المنطقة محاصرة.”

وقال نشطو المعارضة ان اندلاع اشتباكات قرب مقر الحكومة يظهر ان مقاتلي المعارضة بدأوا ينحرون في سلطة الدولة في العاصمة التي كانت تعتبر معقل الاسد الحصين الذي لا يمكن اختراقه.

وقال عماد معاذ وهو نشط من دمشق “حين تصوب سلاحك الى قلب دمشق الى الميدان فقد خسرت المدينة. مقاتلو المعارضة في الشارع يتمتعون بتأييد الاسر في أنحاء دمشق.”

ونشر نشطون لقطات فيديو لعربات مدرعة وجنود بالزي العسكري وهم ينتشرون على طريق عمان السريع الذي يربط بين دمشق والعاصمة الاردنية عمان ويفتحون الطرق المؤدية الى الطريق الدولي. وكان محتجون قد سدوا مدخل الطريق باشعال النار في اطارات السيارات لتخفيف الضغط عن المقاتلين في حي الميدان.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان القتال امتد الى مناطق اخرى في العاصمة خلال الليل. وذكر ان طائرات الهليكوبتر حلقت في الاجواء بينما كانت بعض المناطق تتعرض للقصف.

وقال الناشط يعقوب حسين وهو من حي التضامن المحاصر ان وحدات المعارضة تفرقت في أنحاء العاصمة لتفادي مصير ما حدث لاقرانهم في حي بابا عمرو في مدينة حمص بوسط سوريا حين طوقته قوات الامن في مارس آذار ثم دمرته.

وقال عبر موقع سكايب “لقد تعلموا من بابا عمرو الا يجعلوا قواتهم مركزة في مكان واحد لقد سحقوا بوحشية. ولذلك ينتشر المقاتلون. ستلحظ تنقل القتال من مكان لاخر.”

ومع تواصل الاشتباكات في العاصمة استمر قصف مناطق المعارضة في شتى انحاء البلاد. وقال المرصد السوري الذي يتخذ من بريطانيا مقرا وله شبكة من النشطين في انحاء سوريا ان أكثر من 150 قتلوا يوم الاثنين.

ويصعب التحقق من روايات النشطاء بشأن ما يحدث في سوريا لان الحكومة تفرض قيودا على عمل مؤسسات الاعلام الدولية.

ومع تنامي العنف في سوريا يريد الغرب من روسيا ان توقف دعمها للاسد.

لكن ليس من المتوقع ان تحقق محادثات بوتين وعنان اي انفراج بعد ان أدلى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بتصريحات يوم الاثنين لم تكشف عن أي تغيير في موقف بلاده من الصراع في سوريا قبل المحادثات مع عنان.

وقال لافروف يوم الاثنين إن الجهود الغربية الرامية لاصدار قرار من مجلس الأمن الدولي لتمديد مهمة المراقبة التابعة للأمم المتحدة في سوريا يتضمن التهديد بفرض عقوبات تنطوي على “قدر من الابتزاز”.

ويريد الغرب من موسكو الا تستمر في تأييدها للاسد بعد ان استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) في مجلس الامن التابع للامم المتحدة لمنع اي قرار ضد الرئيس السوري. لكن قبل محادثات عنان في موسكو أدلى وزير الخارجية الروسي بتصريحات لم تكشف عن اي تغير في موقف بلاده بل دعا الى دعم نص مشروع قرار قدمته موسكو لا يتضمن اي عقوبات على سوريا.

وقال لافروف “إذا قرر شركاؤنا تعطيل قرارنا بأي شكل ستصبح مهمة الامم المتحدة بلا تفويض وسيكون عليها ان تغادر سوريا. وسيكون هذا مؤسفا.”

وعلقت مهمة الامم المتحدة للمراقبة وهي بعثة صغيرة غير مسلحة نظرا لتصاعد العنف في سوريا ويقول نشطاء ان أكثر من 17 الفا قتلوا هناك.

وعبرت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية خلال حديث مع هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) أثناء جولتها في الشرق الاوسط عن املها في ان تفتح موسكو الطريق امام عملية انتقال للسلطة على غرار ما حدث في اليمن لتفادي حرب اهلية.

وقالت كلينتون “المجتمع الدولي كان أكثر من مستعد لممارسة كل الضغوط على الاسد.

“وللاسف لم نتمكن من ذلك…ويرجع ذلك جزئيا الى ان الروس واضحون جدا: انهم لا يريدون افساح اي مجال لاستخدام القوة.”

وصرحت كلينتون بانها تحدثت مع عنان قبل سفره الى موسكو واستطردت “آمل ان يتمكن من اقناع الروس بأن هناك طريقا للمضي قدما عليهم ان يقروه.”

وذكر نشطاء ان سبعة أشخاص على الاقل قتلوا في معارك امس الاثنين بدمشق لكنهم قالوا انه يصعب معرفة حجم الخسائر في الارواح نتيجة لصعوبة التحرك في المناطق التي تشهد أعمال عنف.

وقال نشط طلب عدم ذكر اسمه إن السكان يتأهبون لمزيد من المصاعب في العاصمة بعدما قمع الجيش جيوبا للمعارضة في ضواح خارج دمشق مثل ضاحية دوما.

وتصاعد العنف في سوريا وتحولت الاحتجاجات التي بدأت سلمية إلى تمرد مسلح وقتال للرد على القمع العنيف من جانب قوات الأسد.

وتصنف اللجنة الدولية للصليب الأحمر الصراع في سوريا الان على أنه حرب أهلية.

من مريم قرعوني واريكا سولومون

(إعداد أميرة فهمي للنشرة العربية – تحرير أحمد صبحي خليفة)

مجلس الامن يصوت الاربعاء على مشروع قرار بشأن سوريا

الامم المتحدة (رويترز) – يصوت مجلس الامن الدولي يوم الاربعاء على مشروع قرار يدعمه الغرب يهدد السلطات السورية بفرض عقوبات عليها اذا لم تكف عن استخدام الاسلحة الثقيلة في البلدات على الرغم من اعلان روسيا انها ستعرقل هذه الخطوة.

وقال مارك ليال جرانت سفير بريطانيا لدى الامم المتحدة للصحفيين يوم الاثنين بعد جولة اخرى من المحادثات ان “روسيا والصين أبديتا اعتراضهما على الفصل السابع ولكن عند مواجهتهما لم تستطيعا تقديم اي اسباب مقنعة لسبب ذلك.

“بوضوح اننا سعداء لاجراء مزيد من المفاوضات. من المقرر ان يجري تصويتا بعد ظهر الاربعاء.”

ويقول مشروع القرار المدعوم من الغرب ان سوريا ستواجه عقوبات اذا لم تكف عن استخدام الاسلحة الثقيلة وتسحب قواتها من البلدات والمدن في غضون عشرة ايام من تبني القرار.

وقال سيرجي لافروف وزير خارجية روسيا في موسكو يوم الاثنين ان روسيا ستعرقل مشروع القرار بسبب التهديد بفرض عقوبات.

واستخدمت روسيا والصين من قبل حق النقض (الفيتو) ضد مشروعات قرارات استهدفت الضغط على الرئيس السوري بشار الاسد.

وطرحت روسيا ايضا مشروع قرار بتمديد عمل بعثة الامم المتحدة 90 يوما ولكن مشروعها لم يتضمن تهديدا بفرض عقوبات. ولم يتضح على الفور متى تعتزم روسيا طرح مشروع قرارها للتصويت.

وقال لافروف “إذا قرر شركاؤنا اعاقة قرارنا بغض النظر عن طبيعته فلن تحصل بعثة الامم المتحدة على أي تفويض وسيتعين عليها مغادرة سوريا. سيكون هذا شيئا مؤسفا.”

ويتعين على مجلس الامن ان يقرر مصير بعثة الامم المتحدة قبل انتهاء تفويضها يوم الجمعة.

وعندما سئلت سوازن رايس سفيرة الولايات المتحدة في الامم المتحدة عما اذا كانت واشنطن ستعرق مشروع القرار الروسي قالت انها لا تعتقد ان مشروع القرار الروسي يحظى بدعم كاف في المقام الاول من اجل اجازته.

وقالت رايس عن مشروع القرار الذي يدعمه الغرب “نعتقد ان من المهم جدا بعد مرور نحو 18 شهرا على هذا الصراع وموت اكثر من 100 شخص في المتوسط يوميا ان يفعل مجلس الامن شيئا مختلفا لتغيير الالية على الارض.

“الوضع الراهن يؤدي الى حرب اهلية واسعة مع وجود احتمال حقيقي لامتدادها في المنطقة.”

وقال سفير الصين في الامم المتجحدة لي باودونج ان بكين تعتقد ان من المهم اظهار التأييد لخطة عنان للسلام ولكن هذا يحتاج لوجود”صوت موحد من مجلس الامن الدولي.

“لدينا مشكلات مع عناصر الفصل السابع ولكن نعتقد انه يجب على اعضاء المجلس مواصلة المشاورات لحل الخلافات.”

(إعداد أحمد صبحي خليفة للنشرة العربية)

مدينة يبرود تضرب نموذجًا لنجاح الثورة في سوريا… سلميًا

القاهرة:ايلاف

على عكس ما يحدث في مدن ومناطق عديدة في جميع أنحاء سوريا، حظيت مدينة يبرود (الواقعة في جنوب غرب البلاد) بوضعية مختلفة، نظراً لارتقاء علم الثورة عالياً هناك، في الوقت الذي ينزل فيه الآلاف كل أسبوع للشوارع من أجل التظاهر بشكل سلمي.

وهو الأمر الذي اهتمت بإبرازه اليوم صحيفة واشنطن بوست الأميركية، بإشارتها إلى حرية الحركة والتعبير التي يتمتع بها الثوار هناك، دون أن يلجأوا إلى حمل السلاح.

وأعقبت بتأكيدها أن حكومة الرئيس بشار الأسد فقدت سيطرتها على تلك المدينة، وأنه على عكس حمص وحماة وأماكن أخرى لا تحصى أطلقت بها قوات الأسد هجمات عنيفة لإحكام قبضتها في ظل الانتفاضة المستمرة منذ 16 شهراً، تبدو يبرود راضخة لإرادة الثوار، ويبدو أن الثورة قد انتصرت هناك في الوقت الراهن على أقل تقدير.

ورغم الجهود التي ما زال يقوم بها الجيش لفرض سيطرته على يبرود، إلا أنه لم يفلح في ذلك. وقال ناشط مناهض للحكومة يدعى أبو محمد بعد رفضه الكشف عن باقي اسمه ” تواجدوا هنا لبضعة أيام قليلة، لكنهم غادروا بعد ذلك. ولم تنشب هنا معركة كبرى”.

وتابعت الصحيفة بلفتها إلى أن يبرود باتت أشبه بواحة من الهدوء وسط صراع أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر رسمياً يوم أمس الأحد أنه تحول إلى حرب أهلية، تسببت بمقتل ما لا يقل عن 14 ألف شخص. وأضافت الصحيفة أن يبرود أضحت مكاناً يتحدث عن الحدود التي يتمتع بها الأسد إزاء الانتفاضة الشعبية التي تطالبه بالرحيل، وكذلك عن الآمال التي تحدو الناشطين الذين يعتقدون أن الانتفاضة قادرة على تحقيق أهدافها دون جرّ البلاد على نحو أعمق نحو مزيد من الصراع.

وأشارت الصحيفة كذلك إلى أن مزارع يبرود الشاعرية وحياتها المدنية الصاخبة تتناقض تماماً مع جزء كبير من باقي مدن ومناطق البلاد، حيث تحولت الحرب لواقع يومي.

ونوهت أيضاً بأن الوضع مختلف في يبرود، لأنها وعلى عكس باقي المدن التي تخضع لسيطرة الثوار، لا توجد هناك قوات موالية للأسد تحاول أن تداهم المدينة وتطرد المقاتلين المناوئين للنظام وتذهب إلى أبواب المنازل وتحاول الانتقام من المعارضين.

وقال قائد ثوري محلي وهو ملازم منشق عن الجيش السوري: “الأمر هنا بسيط. إذ إن الجيش يخوض الحرب في حمص ودمشق. وليس بمقدورهم خوض الحرب أيضاً في يبرود. كما أن الثوار لا يريدون اندلاع معركة هنا كذلك، وهم يسعون لتجنب ذلك”.

وعزا الناشط أبو محمد حالة الهدوء التي تعيشها يبرود إلى النهج الأكثر تحفظاً الذي يتم التعامل من خلاله مع الثورة مقارنةً بذلك النهج الذي تسير عليه مدن سورية أخرى.

وتابع حديثه بالقول: “لقد اقتحموا العديد من المنازل، ومنزل والدي، وقاموا بسرقة وتكسير الأشياء. ونحن لم نرد من جانبنا بعنف. فنحن لا نريد جلب الحرب إلى هنا”. وحين ألقي القبض قبل شهرين على ناشط بارز من المدينة، ردّ الجيش السوري الحر بخطف نجل أحد الجنرالات وتفاوض الطرفان بعدها لإجراء عملية تبادل.

ولفتت واشنطن بوست في هذا الإطار إلى أن قوات الجيش السوري الحر لا تحمل سلاحا صراحةً في يبرود، وأنه لا يوجد إلا في نقاط التفتيش التابعة للثوار حول المدينة. وقال هنا أبو محمد ” لا نريد إحباط أو تخويف الناس في المدينة. فالحياة هنا عادية”.

وبعدها مضت الصحيفة تشير إلى تيسير أحوال كثيرين في المدينة، التي تعتبر من أكثر المدن السورية ثراءً، وحيث تنتشر السيارات ماركة بورش ومرسيدس في شوارعها، وحيث يقوم كثير من المواطنين هناك بالسفر لدمشق إما للدراسة أو للعمل. وأنه ونتيجة لهذا السبب، يلتزم الناشطون وأفراد جيش الثوار بالحيطة والحذر.

كما لفتت الصحيفة إلى أن جزءًا من هدوء المدينة ربما يعود لطبيعتها الجغرافية، حيث توجد في وادٍ ضيق، وتحول التلال المرتفعة المحيطة دون استعانة الحكومة بعمليات إطلاق النار بشكل مباشر من الدبابات أو المدافع التي تلجأ اليها عادةً لقمع الثوار. كما أن المدينة تخدم كمركز لعلاج المقاتلين الذين يصابون في مدينة حمص القريبة، وتمر من خلالها الذخيرة وباقي المواد التي تأتي من لبنان حتى تصل دمشق.

وختمت الصحيفة بقولها إن الطريقة التي تتعامل من خلالها الحكومة مع الوضع في يبرود ربما كانت أيضاً نتيجة حسابات سياسية دقيقة. وقال أحد سكان المدينة من المسيحيين ويدعى جوستين ” النظام يريدنا أن نخاف من المسلمين، لكني لا أخاف أشقائي”. بينما عبّر أبو محمد عن تمنياته ألا تأتي قوات الأسد للمدينة عما قريب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى