أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء، 19 كانون الثاني 2012

سورية توافق على زيادة المراقبين وترفض قوات عربية

القاهرة – محمد الشاذلي؛ لندن، دمشق، الرياض، نيويورك – «الحياة»، ا ف ب، رويترز

اعلنت الحكومة السورية امس استعدادها للموافقة على زيادة عدد المراقبين العرب من دون توسيع تفويضهم او السماح لهم بدخول مناطق عسكرية لا يشملها البوتوكول الموقع مع الجامعة، فيما ذكر رئيس غرفة بعثة المراقبين السفير عدنان الخضير أن الجامعة قررت إرسال عشرة مراقبين غداً الخميس من مصر والسعودية والصومال، تعويضاً عن عودة مراقبين من سورية إلى بلادهم لأسباب شخصية. وتنتهي يوم غد مهمة البعثة رسمياً، بحسب البروتوكول الذي حددها بشهر واحد. وقال الخضير إن وجود البعثة في سورية بعد يوم غد وإلى يوم 22 كانون الثاني (يناير) (موعد اجتماع مجلس الجامعة) سينظمه البروتوكول الموقع بين الجامعة وسورية.

وكانت السعودية نفت امس اغلاق سفارتها في دمشق. وقال مساعد وزير الخارجية الأمير خالد بن سعود لـ»الحياة» أنه «لا توجد نية خلال الفترة الحالية لإغلاق السفارة في العاصمة السورية. وما يتم الآن هو خفض أعداد الديبلوماسيين السعوديين العاملين في سورية».

ورغم عدم إرسال قطر التي ترأس الدورة الحالية لمجلس الوزراء العرب أي اقتراح يتضمن إرسال قوات عربية إلى سورية، كما سبق ان اقترح الامير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أن هذا الاقتراح سيكون على جدول اعمال الاجتماع المقبل للوزراء العرب المقرر يوم الاحد النقبل. فيما اعتبر وزير خارجية الامارات الشيخ عبدالله بن زايد ان هذا الاجتماع سيكون «في غاية الاهمية».

واستبقت سورية الاجتماع برفض استقبال قوات عربية على اراضيها، واعتبرت ان هذه الخطوة «تفتح الباب امام استدعاء للتدخل الخارجي في الشؤون السورية».

من جهة اخرى، أشارت مصادر في الجامعة إلى أن اللجنة الوزارية ستدرس السبت التقرير النهائي لرئيس بعثة المراقبين الفريق أول محمد أحمد الدابي، ثم ترفع توصياتها إلى الوزراء في اليوم التالي. وتوقعت المصادر أن يتضمن التقرير مدى التزام الحكومة السورية ببنود البروتوكول وأسباب انسحاب المراقبين الأربعة. وأكدت أن التوجه العام لدى الأمانة العامة للجامعة والأمين العام شخصياً هو استمرار عمل المراقبين في غياب بدائل أخرى والطلب من الحكومة السورية والمعارضة في الداخل والخارج العمل على إنجاح المهمة.

وقالت مصادر في الأمم المتحدة إن خبراء من مجلس حقوق الإنسان وصلوا الى القاهرة وهم مستعدون للبدء في تدريب بعثة المراقبين العرب، حالما يتضح مصير البعثة وما إذا كانت ستبقى في سورية أم لا، أو ما إذ كانت ستعزز بمراقبين جدد. وأوضحت المصادر أن الجامعة طلبت المساعدة رسمياً من مجلس حقوق الإنسان في جنيف «وبناء على طلبها استجابت الأمم المتحدة بشكل فوري». وعن سبب تقديم المساعدة الآن بعد نحو شهر على بداية بعثة المراقبين أعمالها في سورية، أوضحت المصادر أن «جامعة الدول العربية هي التي اختارت التوقيت وما كان على الأمم المتحدة إلا أن تستجيب بناء على التوقيت نفسه».

وفي هذا الصدد ذكرت مصادر في الجامعة العربية إن موعد بدء التدريب لم يحدد وأكدت أن المدربين لن يسافروا إلى سورية، وإنما سيتم التدريب سواء في القاهرة أو جنيف أو عاصمة أخرى، وأن كل هذه الأمور ستكون أكثر تحديداً إذا قرر وزراء الخارجية تمديد مهمة المراقبين شهوراً أخرى.

من جهة اخرى أكد الأمين العام للمنظمة العربية لحقوق الإنسان علاء شلبي أن إرسال قوات عربية إلى سورية غير قابل للتحقيق. وحول قرار العفو العام عن المعتقلين، قال شلبي إن هذا القرار تطور مهم إذا كان المفرج عنهم من المشاركين في الثورة والذين أبلغت عن اعتقالهم منظمات حقوق الإنسان السورية. وأوضح أن المراقبين لم يتمكنوا بعد من الإفراج عن 8 آلاف معتقل كما أعلنت السلطات. وأشار إلى أن المصادر متضاربة في شأن العدد الإجمالي للمعتقلين والذي يراوح بين 19 و 32 ألفاً. وشدد على أن على بعثة المراقبين أن تتحقق عما إذا كان المفرج عنهم من المعتقلين بسبب مشاركتهم في الاحتجاجات أو على ذمة مسائل متعلقة بسجناء الحق العام وغيرها.

وعلى الصعيد الميداني ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية ان 30 قتيلاً على الاقل سقطوا امس في انحاء مختلفة من سورية فيما بقيت حمص تعاني من حالة حصار شبه كامل. وقتل فيها سبعة مدنيين برصاص قوات الامن. واستمرت المواجهات في المدينة الجامعية في حلب لليوم الثالث على التوالي. وشنت قوات الامن هجوماً على المبنى الجامعي حيث سبق ان نظم الطلاب تظاهرات تطالب بسقوط النظام. وقامت هذه القوات بحملة اعتقالات في صفوف الطلاب سقط خلالها 17 جريحاً على الاقل، كما قامت بتخريب اماكن سكنهم ونهب ممتلكاتهم. كما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان ثمانية مواطنين على الاقل قتلوا اثر انفجار عبوة ناسفة بحافلة صغيرة على طريق ادلب – حلب.

وأعلنت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) سقوط ضابط وخمسة عناصر وجرح سبعة اخرين بـ قذائف صاروخية قالت ان «مجموعة إرهابية مسلحة» اطلقتها على حاجز لقوات الامن قرب صحنايا بريف دمشق.

وبالنسبة الى مشروع القرار الروسي المقدم الى مجلس الامن قلل ديبلوماسيون غربيون من أهمية المشروع الجديد. واعتبرت مصادر غربية أن البعثة الروسية استثنت تعديلات أساسية من الاقتراحات الغربية على نص مشروع القرار الروسي الأول، رغم أنها استخدمت بعضها في النص الجديد.

وقال ديبلوماسي غربي إن «ما أردنا أن نراه في مشروع القرار غير موجود في هذ النص الذي هو تجميع لبعض اقتراحات الدول الأعضاء في المجلس. لكنه لا يزال أقل من أن يعد نصاً يمكن أخذه في الاعتبار، لكننا سنرى كيف تسير المناقشات في شأنه».

وخففت التعديلات الروسية اللغة والفقرات المتعلقة بـ «مسؤولية الحكومة السورية عن حماية شعبها» واستبدلتها بـ «دعوة الحكومة السورية الى حماية شعبها». كما تضمن النص «مطالبة الحكومة السورية التقيد الكامل بالتزاماتها بموجب القانون الدولي»، ودعوة «المجموعات المسلحة في المعارضة السورية الى وقف العنف والتوقف عن استهداف مؤسسات الدولة».

علماء مسلمون سوريون يتفقون على موقف ضد النظام

القاهرة – محمد الشاذلي؛ الدوحة – محمد المكي احمد؛ دمشق، بيروت، نيقوسيا، نيويورك – «الحياة»، ا ف ب، رويترز

صرح مصدر ديبلوماسي في الجامعة العربية أن الأمانة العامة للجامعة لم تتلقّ اقتراحاً من قطر بإرسال قوات عربية إلى سورية، كما سبق ان دعا امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، في حديث الى محطة «سي بي اس» الاميركية. وقال المصدر لـ«الحياة» إنه ينتظر ان تطرح قطر هذ الفكرة على اجتماع اللجنة الوزارية العربية المعنية بالوضع في سورية، والمقرر بعد ظهر السبت المقبل في القاهرة. وأعرب المصدر عن اعتقاده باستحالة إرسال قوات عربية إلى سورية، وقال إن أي قوات ستذهب إلى سورية ستكون كأنها ذاهبة للانتحار، لأنها ستدخل في حرب شوارع.

وكان الامين العام للجامعة نبيل العربي كرر امس أن الظروف لا تسمح بتطبيق سيناريو ما حدث في كوسوفو أو ليبيا على الوضع في سورية، وقال ان العالم ينتظر نجاح المبادرة العربية لحل الازمة السورية. كما قال جبر الشوفي، عضو «المجلس الوطني» السوري، إن النظام في دمشق سيمنع أي قوة عربية من دخول سورية، وأكد أهمية المناطق الآمنة لحماية المدنيين.

من جهة اخرى ذكر عضو مكتب العلاقات الخارجية في «المجلس الوطني» محمد ياسين النجار ان المجلس يسعى مع «الجيش السوري الحر» الى تشكيل مجلس عسكري «لاستيعاب الضباط المنشقين عن النظام من الرتب العليا» وأكد ان التنسيق بين الجانبين يتم حاليا على مدار الساعة.

وأبلغ النجار «الحياة» أن الاجتماع الذي عقده العلماء المسلمون السوريون قبل يومين في اسطنبول يهدف الى توحيد الصف، واعتبره خطوة ايجابية لايجاد صيغة شبيهة بـ «صيغة الأزهر» في دعم ثورة الشعب نحو الديموقراطية والحرية.

وأوضح ان الاجتماع حضره الشيخ عصام العطار (من «الأخوان المسلمين»)، والشيخ علي الصابوني (رابطة علماء المسلمين) والشيخ عدنان العرعور (سلفي) والشيخ صدر الدين البيانوني («اخوان») والشيخ سرور زين العابدين (من التيار السلفي المعتدل).

في هذا الوقت اعلن امس كل من نواف البشير شيخ عشيرة البكارة السورية والنائب عماد غليون عضو مجلس الشعب عن حمص انضمامهما الى المعارضة. وصرح غليون، وهو اول نائب سوري يعلن انشقاقه، بان الكثيرين من اعضاء مجلس الشعب «مع دعم حراك الثورة الشعبية» لكنهم لا يستطيعون، اذ ان هناك قراراً بمنع سفر المسؤولين والنواب. فيما قال البشير انه عضو في «المجلس الوطني» وانه جاء الى تركيا من اجل تفعيل المعارضة والتنسيق مع الداخل.

في هذا الوقت دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، خلال زيارة لابوظبي، مجلس الامن الدولي الى التعاطي مع الوضع في سورية «بطريقة متماسكة وبتقدير لخطورة الموقف»، مؤكداً «ان عدد القتلى وصل إلى مرحلة غير مقبولة لا يمكن لنا معها ان نسمح باستمرار الوضع على هذا المنوال».

ووزعت روسيا أمس مشروع قرار جديد في شأن سورية في مجلس الأمن على أن يعقد المجلس بعد ظهر اليوم الثلثاء اجتماعاً على مستوى الخبراء لمناقشته. وقال الناطق باسم البعثة الالمانية ألكسندر أيبيرل إن «المندوب الألماني نائب السفير ميغل برغر طلب في جلسة أمس مناقشة الوضع في سورية والتعديلات المقترحة على نص مشروع القرار الروسي، فجاء الرد الروسي بأن مشروع قرار جديد طرح على المجلس منذ قليل وسيناقش غداً (اليوم) على مستوى الخبراء».

وقال أيبيرل: «نريد إجراء مشاورات جدية في شأن مشروع القرار وسنرى ماذا قدم الروس في مشروعهم الجديد». وأشار الى أن ألمانيا «تدعم فكرة أن يقدم الأمين العام لجامعة الدول العربية إحاطة الى مجلس الأمن حول مضمون تقرير بعثة المراقبين العرب».

ميدانياً ذكر ناشطون إن مواجهات امس ادت الى مقتل ما لا يقل عن 20 شخصاً معظمهم في حمص، بينهم طفلان وخمسة جنود منشقين قتلوا بينما كانوا يحاولون الفرار في ادلب، فيما نجح 15 من رفاقهم في الفرار. كما حصلت انشقاقات جديدة عن الجيش النظامي في دوما والزبداني والشيفونية في ريف دمشق.

وقالت «الهيئة العامة للثورة السورية» إن الجيش كان يقصف منذ صباح امس مدينة الزبداني، وتحدثت عن استهداف مسجد في المدينة التي يعتقد أن عناصر من «الجيش السوري الحر» منتشرون فيها أو حولها. وتزامن قصف الزبداني مع قصف مماثل على مضايا القريبة، ومع انفجارات وإطلاق نار كثيف في دوما بريف دمشق أيضاً. وأظهر فيديو وضع على مواقع المعارضة السورية منشقين عن الجيش السوري يقومون بدوريات في الزبداني.

وفي حلب التي لم تشهد الى الآن تظاهرات حاشدة ضد النظام قامت قوات الامن باقتحام حرم الجامعة ليل الاحد -الاثنين لاعتقال طلاب قاموا بتنظيم اعتصام ضد النظام.

وناشد أهالي حي بابا عمرو في حمص المجتمع الدولي التدخل بسرعة قبل هجوم مرتقب قالوا إن قوات الأمن تعد له. وأظهرت صور تم بثها على مواقع المعارضة على الانترنت تعرّض بيوت سكنية للقصف من قبل قوات والأمن في حيّ الإنشاءات.

منتجع الزبداني خارج سيطرة النظام السوري

معارض بارز إلى تركيا وانشقاق نائب عن حمص

اتخذت المعارضة السورية و”الجيش السوري الحر” خطوات في اتجاه تنسيق تحركاتهما ضد النظام السوري من طريق انشاء “مكتب ارتباط” بينهما. وترافق ذلك مع سيطرة المعارضة المسلحة على منتجع الزبداني القريب من الحدود اللبنانية. وأعلن النائب السوري عماد غليون انشقاقه عن النظام والتحاقه بالمعارضة، فيما انتقل رئيس عشيرة البكارة عضو الامانة العامة لـ”اعلان دمشق” المعارض نواف البشير من سوريا الى تركيا. وقبل ايام من انعقاد مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري لتقويم عمل بعثة المراقبين العرب في سوريا، كرر الامين العام للامم المتحدة بان كي-مون ان الوضع السوري “غير مقبول”. أما موسكو، فدعت واشنطن الى احترام سيادة سوريا.

 وأصدر المكتب الاعلامي لـ”المجلس الوطني السوري” المعارض بياناً جاء فيه: “انشأ كل من المكتب التنفيذي للمجلس الوطني وقيادة الجيش الحر خطاً ساخناً لمتابعة التطورات الداخلية ومتابعتها على المستويين الميداني والسياسي، إضافة إلى تكوين مكتب ارتباط دائم يتولى التنسيق المشترك”.

وأوضح أن “لقاءات ستتم قريباً يشارك فيها خبراء عسكريون تهدف الى وضع خطط وآليات تعزز قدرات الجيش الحر في مواجهة قوات النظام وتسعى إلى توفير الحماية للمناطق المدنية وخاصة التي يحاول النظام الدموي اقتحامها أو قصفها باستخدام الأسلحة المتوسطة والثقيلة”.

وبعد ساعات من الاعلان عن انشاء “مكتب الارتباط” مع “المجلس الوطني السوري”، دعا “الجيش السوري الحر” الذي يقوده العقيد رياض الاسعد الذي يتخذ تركيا قاعدة له، مجلس الامن الى اصدار قرار ضد النظام السوري تحت الفصل السابع الذي يتضمن استخدام القوة.

وكشف مستشار ابناء الجالية السورية في الخارج فهد المصري الذي يتخذ باريس مقراً له، ان أعلى الضباط المنشقين عن الجيش السوري رتبة حتى الآن العميد الركن مصطفى احمد الشيخ الذي انشق حديثا ولجأ الى تركيا، يستعد لاعلان انشاء “المجلس العسكري السوري الاعلى” الذي سيتولى التخطيط للعمليات العسكرية ضد النظام بالتنسيق مع “الجيش السوري الحر”.

البكارة الى تركيا

من جهة أخرى، أبلغ المعارض نواف البشير قناة “العربية” الفضائية السعودية التي تتخذ دبي مقراً لها انه “عضو في المجلس الوطني السوري وأتيت (الى تركيا) من اجل تفعيل المعارضة والتنسيق مع الداخل”. واشار الى انه اجبر على اللقاء الذي اجرته معه القناة الفضائية السورية  في وقت سابق “تحت التهديد والوعيد”.

انشقاق نائب

وفي لقاء منفصل مع “العربية”، اعلن النائب عن مدينة حمص عماد غليون دعمه للحراك الثوري في بلاده قائلاً: “لا أريد ان انتسب الى معارضة معينة بل أريد المعارضة التي تحقق مصالح الشعب السوري والتي توصل الشعب السوري الى حريته وكرامته وبناء مجتمع تعددي ديموقراطي”.

الوضع الميداني

ميدانياً، بات منتجع الزبداني الذي يقع عند التقاء الحدود السورية – اللبنانية في ايدي المعارضين. ويصور شريط فيديو التقطه هاو حياة المسلحين والسكان في بلدة يبلغ عدد سكانها 40 الف نسمة قبيل  هجوم شنته دبابات الجمعة مما اسفر عن اصابة 40 شخصاً، لكنه فشل اول الامر في استعادة السيطرة على البلدة.

وأفاد سكان انهم يواجهون هجمات ليلية من الجيش. وتظهر اللقطات ومضات اضواء مع أصوات انفجارات في حين تشق طلقات مضيئة حمراء ظلمة الليل.

وتشاهد في بعض المنازل فتحات في الجدران نتيجة القصف كما تحولت غرف الى انقاض وتحطمت نوافذ وتضررت سقوف.

الى ذلك، تحدث المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ لندن مقراً له عن مقتل خمسة مدنيين برصاص قوى الامن في حمص، فضلاً عن خمسة منشقين في محافظة ادلب.

وأكد ناشطون ان بعض المعتقلين افرج عنهم في اليومين الاخيرين وان بعضهم افرج عنه بكفالة عقب العفو العام الذي اصدره الرئيس بشار الاسد.

وفي المقابل، افادت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” ان “مجموعة ارهابية مسلحة اغتالت صباح اليوم (أمس) العميد محمد عبد الحميد العواد باطلاق النار عليه اثناء توجهه الى دوامه في احدى الوحدات العسكرية بالغوطة الشرقية (ريف دمشق) مما ادى الى استشهاده فورا واصابة سائقه بجروح”. واضافت ان “مجموعة ارهابية مسلحة” اغتالت أيضاً مهندسا في حمص “وذلك في اطار استهدافها للعقول والكوادر والفنيين في المؤسسات الوطنية”.

قوات عربية

وبعد ثلاثة ايام من اقتراح امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ارسال قوات عربية الى سوريا، صرح وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في ابو ظبي بان الاقتراح سيكون على جدول اعمال اجتماع مجلس الوزراء العرب في 22 كانون الثاني في القاهرة.

الى ذلك، قال وزير الخارجية الاماراتي الشيخ عبدالله بن زايد ال نهيان :”نحن في مرحلة مشاورات وتبادل رؤى والاستماع الى اقتراحات بما فيها اقتراح امير قطر. اعتقد ان اجتماع 22 سيكون في غاية الاهمية”.

وفي الدوحة، اجتمع رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني الذي تتولى بلاده رئاسة اللجنة الوزارية العربية المعنية بالوضع السوري، بوزير الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي عبد الله المنضوية بلاده في عضوية اللجنة التي ستجتمع السبت في القاهرة.

ومن المقرر ان يقدم رئيس بعثة المراقبة العربية الفريق أول الركن محمد احمد مصطفى الدابي تقريرا إلى اللجنة الوزارية  العربية الخميس عندما تنتهي مدة عمل المراقبين.

وقال رئيس غرفة عمليات بعثة المراقبين عدنان خضير ان المراقبين قد يبقون في سوريا حتى 22  كانون الثاني، في انتظار نتيجة اجتماع وزراء الخارجية العرب.

واعلنت الامم المتحدة انها ستبدأ تدريب المراقبين العرب في الايام المقبلة.

بان كي – مون

¶ في ابو ظبي، صرح بان كي – مون في مؤتمر صحافي على هامش قمة حول الطاقة بان “الوضع (في سوريا) بلغ نقطة غير مقبولة. آمل بصدق ان يتولى مجلس الامن معالجة (هذه الازمة) بطريقة جدية ومنسقة”. واضاف: “من المهم ان تكون للامم المتحدة كلمة وان تتحرك بشكل منسق”.

مشروع روسي جديد

¶ في نيويورك، أفاد  ديبلوماسيون ان روسيا وزعت على شركائها في مجلس الامن نسخة جديدة من مشروع القرار الذي اقترحته عن سوريا.

وأوضح ناطق الماني ان “الوفد الروسي قال انه وزع مشروع قرار جديد” من غير ان يكشف مضمونه. واضاف: “آن الاوان ليجري المجلس مفاوضات جدية” في شأن القمع في سوريا.

وأشار ديبلوماسي غربي آخر الى ان النص الروسي الجديد “يجمع التعديلات المقترحة من اعضاء المجلس” من دون احراز تقدم في الجوهر. ورأى “انها مناورة جديدة تسويفية”. وتساءل: “هل لدينا الان قاعدة عمل واضحة” لمفاوضات محتملة “في حال اظهار الروس حسن نية بدل محاولة كسب الوقت”. وسيناقش اعضاء المجلس مشروع القرار على مستوى الخبراء اليوم.

وفي موسكو، نقلت قناة “روسيا اليوم” عن وزارة الخارجية الروسية عقب لقاء نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف  ونظيره الأميركي وليم بيرنز، أن الطرفين “تبادلا وجهات النظر في آخر التطورات في سوريا وأكد الطرف الروسي ضرورة احترام سيادتها”.

كما أكدا ضرورة “المساهمة في التسوية السياسية السلمية للأزمة الداخلية فيها من السوريين أنفسهم من طريق وقف أعمال العنف بصرف النظر عن مصدره وإطلاق الحوار بين السلطات والمعارضة وفقا لمبادرة جامعة الدول العربية ومن دون شروط مسبقة”.

الجامعة تدرس الاقتراح القطري وموسكو توزع مشروعاً جديداً على مجلس الأمن

الأمم المتحدة تلتزم تدريب المراقبين العرب

أعلنت الامم المتحدة، امس، أنها ستبدأ خلال أيام تدريب مراقبين عرب قبل إرسالهم الى سوريا، وذلك بعد ساعات من دعوة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مجلس الأمن الدولي إلى التحرك «بطريقة متماسكة وبتقدير لخطورة الموقف» والتحدث «بصوت واحد» بشأن سوريا، معربا عن أمله في مواصلة المراقبين العرب مهمتهم في سوريا، فيما دعت موسكو واشنطن إلى احترام سيادة دمشق و«المساهمة في التسوية السياسية السلمية للأزمة الداخلية فيها من قبل السوريين أنفسهم». ووزعت روسيا في مجلس الأمن نسخة جديدة من مشروع القرار الذي اقترحته حول سوريا، من دون أي تغيير في الجوهر.

وأعلنت متحدثة باسم الامم المتحدة أن المنظمة الدولية ستباشر خلال أيام تدريب مراقبين عرب بناء على طلب الجامعة العربية لإرسالهم لاحقا الى سوريا. وأوضحت ان هذا القرار يأتي ردا على طلب رسمي تقدمت به الجامعة العربية على ان يبدأ التدريب في القاهرة بعد الاجتماع العربي الوزاري المقرر في القاهرة الاحد المقبل لمناقشة تطورات الوضع في سوريا وعمل المراقبين.

وأوضحت المتحدثة فانينا مايستراكي «سيتولى التدريب موظفون في المفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة». وقالت «بناء على طلب الجامعة العربية، وافقت المفوضية العليا على تدريب مراقبين وستتوجه لهذا الغرض إلى القاهرة». وأشارت إلى أن التدريب كان ينبغي أن يبدأ أسرع ولكنه تأجل بطلب من الجامعة العربية إلى ما بعد اجتماع اللجنة الوزارية في القاهرة. ولم تتمكن المتحدثة من توضيح عدد المراقبين الذين سيتم تدريبهم ولا عدد خبراء الأمم المتحدة المشاركين في التدريب.

في هذا الوقت، أعلن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، في أبو ظبي، أن اقتراح أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إرسال قوات عربية إلى سوريا سيكون على جدول أعمال اجتماع مجلس الوزراء العرب في 22 كانون الثاني في القاهرة.

وقال نظيره الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، ردا على سؤال بشأن اقتراح إرسال قوات عربية إلى سوريا، «نحن في مرحلة مشاورات وتبادل رؤى والاستماع إلى اقتراحات، بما فيها اقتراح أمير قطر. أعتقد أن اجتماع 22 الشهر سيكون بغاية الأهمية».

وكان مسؤول في الجامعة العربية قد قال إن الدوحة لم تتقدم بأي طلب رسمي إلى الجامعة العربية لبحث موضوع إرسال القوات. وحذر من أن الدولة العربية الوحيدة القادرة على إرسال قوات إلى سوريا هي مصر، بسبب ضخامة جيشها وعلاقتها التاريخية بسوريا، لكنه استبعد حصول مثل هذا الأمر.

ومن المقرر أن يقدم رئيس بعثة المراقبين الى سوريا محمد مصطفى الدابي تقريرا إلى لجنة في الجامعة العربية الخميس قبل الاجتماع الموسع لوزراء الخارجية العرب الأحد لبحث الخطوة التالية. وقال رئيس غرفة عمليات البعثة عدنان خضير إن المراقبين قد يبقون في سوريا حتى 22 كانون الثاني، في حين ينتظرون نتيجة اجتماع وزراء الخارجية العرب. وتنتهي بعثة المراقبين رسميا بعد غد الخميس.

وقال بان كي مون، خلال مؤتمر صحافي على هامش قمة حول الطاقة في أبو ظبي، «آمل أن يتناول مجلس الأمن الوضع في سوريا بطريقة متماسكة وبتقدير لخطورة الموقف»، مكررا دعوته المجلس للتحدث «بصوت واحد» بشأن سوريا.

وأضاف «لقد وصل عدد القتلى إلى مرحلة غير مقبولة لا يمكننا معها أن نسمح باستمرار الوضع على هذا المنوال… أقدر لجامعة الدول العربية تقديرا كبيرا إجراءها مناقشات مع الرئيس (بشار) الأسد. وآمل صادقا أن تستمر ويجب أن يكون لديها إحساس واضح بضرورة التحرك».

وأشاد بان كي مون بالجامعة العربية لإرسالها مراقبين إلى سوريا. وأضاف «آمل بصدق أن يتمكنوا من مواصلة» مهمتهم. وتابع «لقد دعوت الرئيس (بشار) الأسد باستمرار إلى وقف القتل والاستماع إلى شعبه». وقال «يتعين على المسؤولين أن يكونوا دائما على اتصال مع شعوبهم. عندما ينقطع مسؤول عن الواقع وعن شعبه، فإن مثل هذا الوضع يصبح محتوما».

موسكو

وأعلن دبلوماسيون، في نيويورك، أن روسيا وزعت على أعضاء مجلس الأمن نسخة جديدة من مشروع القرار الذي اقترحته حول سوريا. وهذا النص الذي يبدو انه لا يغير في جوهر الموقف الروسي، سيبحث على مستوى الخبراء اليوم.

وقال متحدث ألماني إن «الوفد الروسي قال انه وزع مشروع قرار جديداً». وأضاف «آن الأوان ليجري المجلس مفاوضات جدية حول القمع» في سوريا.

وأوضح دبلوماسي غربي أن النص الروسي الجديد «يجمع التعديلات المقترحة من قبل أعضاء المجلس» من دون إحراز تقدم في الجوهر. ورأى «أنها مناورة جديدة تسويفية». وتساءل «هل لدينا الآن قاعدة عمل واضحة لمفاوضات محتملة إذا أظهر الروس حسن نية بدلا من محاولة كسب الوقت».

وبعد أن استخدمت روسيا والصين الفيتو على مشروع قرار في مجلس الأمن حول سوريا في تشرين الأول الماضي، عرضت موسكو منتصف كانون الأول مشروع قرار يدين أعمال العنف من قبل الحكومة والمعارضة على حد سواء. لكن الدول الغربية اعتبرت انه غير كاف، وطالبت بقرار يهدد دمشق بعقوبات.

وذكر بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية أن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ونظيره الأميركي وليام بيرنز بحثا، في موسكو، التطورات في سوريا، حيث أكد الطرف الروسي «ضرورة احترام سيادة سوريا والمساهمة في التسوية السياسية السلمية للأزمة الداخلية فيها من قبل السوريين أنفسهم، عن طريق وقف أعمال العنف بغض النظر عن مصدره وإطلاق الحوار بين السلطات والمعارضة وفقا لمبادرة جامعة الدول العربية ومن دون شروط مسبقة».

كما التقى بيرنز وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. وذكرت وزارة الخارجية انه «تم خلال اللقاء بحث مسائل جدول الأعمال الثنائي، بالإضافة إلى القضايا الدولية الملحة، بما في ذلك الوضع في إيران وسوريا».

وقالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان آخر، إن «قرار العفو (الرئاسي السوري) الأخير يحمل للمرة الأولى طابعا واسعا. وتعتبر موسكو خطوة القيادة السورية هذه إيجابية ومهمة في سياق السير على طريق تنفيذ مبادرة الجامعة العربية وتسوية السوريين بأنفسهم الأزمة السورية الداخلية من دون أي تدخل خارجي».

فرنسا وبريطانيا

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال إن «إيران انتهكت مرات عدة الحظر المفروض عليها من خلال تزويدها سوريا بالسلاح، بحسب مجموعة خبراء تابعين للأمم المتحدة». وأضاف أن «شحنات الأسلحة غير قانونية وتثير صدمة شديدة لأنها تصب في مصلحة نظام اختار القمع الذي أشار إليه مجلس الأمن الدولي مرارا بأنه يرقى إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية». وتابع «إننا ندين هذه الانتهاكات وندعو إيران وسوريا إلى الالتزام التام بقرارات مجلس الأمن الدولي».

ولم يقدم نادال موقفا صريحا حول موقف باريس من احتمال نشر قوات عربية في سوريا. وقال «نواصل الدعم الكامل لانخراط الجامعة العربية والتزامها» في سوريا. وأضاف أن الاجتماع الوزاري المقبل للجامعة «سيشكل فرصة لبحث مختلف الخيارات المطروحة لوضع حد للأزمة السورية التي تمثل تهديدا لاستقرار سوريا وكل المنطقة».

وفي لندن، قال رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون، الذي التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إنه «يجب فرض عقوبات دولية على سوريا إذا لم توقف القمع»، معبرا «عن أمله ببناء دعم دولي للمعارضة السورية، وان يصدر مجلس الأمن قرارا يدين أعمال النظام ويفرض عقوبات دولية إذا فشل النظام في التخلي عن العنف».

المقداد و«الصليب الأحمر»

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد التقى في دمشق رئيسة قسم العمليات لمنطقة الشرق الأوسط في اللجنة الدولية للصليب الأحمر بياتريس روغو.

وأضافت «استعرض المقداد مع روغو الأوضاع الحالية في سوريا والإجراءات التي تتخذها الحكومة السورية وقوات حفظ النظام للمحافظة على أمن الوطن والمواطنين، كما أشار إلى ارتياحه للنشاطات التي يقوم بها الصليب الأحمر بالتعاون مع الجهات السورية والبرامج التي ينفذها في إطار مهامه الإنسانية بموجب القانون الدولي واستناداً إلى الاحترام الكامل لسيادة الدولة السورية وولاية اللجنة الدولية للصليب الأحمر وإجراءاتها بشكل محايد وغير متحيز».

ونقلت الوكالة عن روغو إعرابها عن «ارتياحها للتعاون القائم بين بعثة الصليب الأحمر بدمشق والسلطات السورية»، مؤكدة «رغبة منظمتها باستمرار هذا التعاون وتعزيزه في مختلف المجالات التي تهم الجانبين».

وعقدت القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية اجتماعا، برئاسة نائب رئيس الجبهة سليمان قداح، «استعرضت خلاله آخر التطورات السياسية والمحاولات المحمومة لاستهداف سوريا ولضرب الوحدة الوطنية وتمزيق نسيج المجتمع السوري».

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن «نائب الرئيس فاروق الشرع قدم عرضا سياسيا شاملا تناول فيه جملة من المسائل المطروحة على الساحة السياسية العربية والإقليمية والدولية، كما قدم رئيس الحكومة عادل سفر تقريرا اقتصاديا استعرض فيه الواقع الاقتصادي الراهن والجهود التي تبذل للتغلب على الصعوبات التي تواجهه».

وأكدت القيادة أن «الروح الوطنية العالية التي تجلت في شعبنا خلال هذه الأحداث، وتمسكه بوحدته الوطنية، واستعداده للدفاع عنها وعن عروبته، قادرة على حماية الوطن وتحصينه ضد كل ما يتعرض له».

انشقاق

إلى ذلك، أعلن رئيس عشيرة البكارة وعضو الأمانة العامة «لإعلان دمشق» نواف البشير انه لجأ إلى تركيا والتحق «بالمجلس الوطني» المعارض، فيما أعلن النائب في مجلس الشعب السوري عماد غليون، في القاهرة، دعمه للاحتجاجات.

وقال البشير، لقناة «العربية»، انه «عضو في المجلس الوطني السوري وأتيت (إلى تركيا) من أجل تفعيل المعارضة والتنسيق مع الداخل». وأكد إيمانه «بأن الثورة السورية هي طريقنا وان الشباب السوري في ساحات الوطن يقدم أغلى التضحيات من أجل غد أفضل، ومن أجل كرامة الشعب السوري ومن أجل إسقاط هذا النظام ولا نقول تنحيه».

وفي القاهرة، أعلن غليون، النائب عن حمص في مقابلة مع «العربية» أيضا، «دعمه للحراك الثوري» في سوريا. وقال «لا أريد أن أنتسب إلى معارضة معينة، بل أريد المعارضة التي تحقق مصالح الشعب السوري، والتي توصله إلى حريته وكرامته وبناء مجتمع تعددي ديموقراطي يحفظ حقوق جميع الأعراق والفئات وأطياف المجتمع السوري». وتابع «يعيش الشعب السوري أسوأ فترة. إن المواطنين في حمص محاصرون والوضع في المدينة مزر جدا».

إلى ذلك، أعلن «المجلس الوطني السوري» في بيان «إنشاء مكتب ارتباط مع قيادة الجيش السوري الحر». وقال «أنشأ كل من المكتب التنفيذي للمجلس الوطني وقيادة الجيش الحر خطا ساخنا لمتابعة التطورات الداخلية ومتابعتها على المستويين الميداني والسياسي، إضافة إلى تكوين مكتب ارتباط دائم يتولى التنسيق المشترك».

وأوضح البيان أن «لقاءات ستتم قريبا يشارك فيها خبراء عسكريون تهدف إلى وضع خطط وآليات تعزز من قدرات الجيش الحر في مواجهة قوات النظام وتسعى إلى توفير الحماية للمناطق المدنية، وخاصة التي يحاول النظام الدموي اقتحامها أو قصفها باستخدام الأسلحة المتوسطة والثقيلة».

ودعا «الجيش الحر»، في بيان، «مجلس الأمن إلى إصدار قرار ضد النظام السوري تحت الفصل السابع الذي يتضمن استخدام القوة».

كما يستعد العميد الركن «المنشق» مصطفى أحمد الشيخ، الذي لجأ إلى تركيا، للإعلان عن «إنشاء المجلس العسكري السوري الأعلى الذي سيتولى التخطيط للعمليات العسكرية ضد النظام بالتنسيق مع الجيش السوري الحر». وقال مستشار «أبناء الجالية السورية في الخارج» فهد المصري، من باريس، إن «المجلس العسكري الأعلى سيضم كبار الضباط وسيكون بمثابة هيئة تشريعية للعمل العسكري من حيث الدراسات والتخطيط وتنظيم عمليات الانشقاق والاتصال مع قياديين في الجيش لتحفيزهم على الانشقاق كفرق وليس فقط كأفراد والانقلاب على النظام».

من جهة أخرى، أعلن منظمو «قافلة الحرية» التي تحمل مساعدات إنسانية إلى سوريا أنهم سيحاولون دخول البلاد من تركيا في 15 آذار المقبل، المصادف الذكرى الأولى لانطلاق الاحتجاجات ضد النظام بعد فشل محاولة أولى الأسبوع الماضي.

ميدانياً

أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، «مقتل 6 مدنيين، وإصابة 9، في إطلاق نار في حمص». وأضاف «قتل خمسة منشقين خلال اشتباكات عنيفة مع الجيش دارت على الطريق بين بلدتي معراتة وارنبا في ريف ادلب».

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن «مجموعة إرهابية مسلحة اغتالت العميد محمد عبد الحميد العواد بإطلاق النار عليه أثناء توجهه إلى دوامه في إحدى الوحدات العسكرية بالغوطة الشرقية (ريف دمشق) ما أدى إلى استشهاده فورا وإصابة سائقه». وأضافت ان «مجموعة إرهابية مسلحة اغتالت مهندسا في حمص وذلك في إطار استهدافها العقول والكوادر والفنيين في المؤسسات الوطنية».

(«السفير»، سانا، ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا)

منتجع الزبداني يصبح معقلا للمعارضين والأسعد يطالب بتدخل دولي لوقف العنف

بيروت- (رويترز): حث رياض الأسعد قائد الجيش السوري الحر الذي يتألف من منشقين عن الجيش السوري الثلاثاء على حماية المدنيين قائلا إن بعثة المراقبين العرب لم تتمكن من الحد من القمع الذي يمارسه الرئيس بشار الأسد ضد المحتجين الذين يطالبون بإنهاء حكمه منذ عشرة أشهر.

كما ثبت أيضا عجز القوى الكبرى عن وقف العنف في سوريا الذي تقول الأمم المتحدة إنه أسفر عن سقوط خمسة آلاف قتيل بينما تقول دمشق إن قوات الأمن فقدت ألفي فرد بين صفوفها.

ودعا الأسعد المقيم في تركيا إلى تدخل دولي بدلا من بعثة المراقبين العرب التي لم يتبق على مهمتها سوى أيام.

وقال لرويترز في مكالمة هاتفية “فشلت لجنة المراقبين بمهمتهم ومع اننا نحترم ونقدر عمل العرب الأخوة.. هم غير قادرين على ضبط الأمور أو مقاومة النظام”.

وأضاف “لهذا نطلب منهم تحويل الملف للمجلس الأعلى الأمني (مجلس الأمن الدولي) ونطلب من المجتمع الدولي التدخل لأنهم أجدر بحماية السوريين خلال هذه المرحلة من الأخوة العرب”.

وتعهد الرئيس السوري بعد أن وعد بالإصلاح بمواصلة قمع “الإرهابيين” بقبضة من حديد لكن السوريين الذين يتحملون الرصاص والتعذيب مصرون أيضا فيما يبدو على إضافته إلى قائمة الزعماء العرب الذين أطيح بهم.

وحمل منشقون عن الجيش ومعارضون آخرون السلاح ضد قوات الأمن.

وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء إن “إرهابيين” أطلقوا صواريخ مما أسفر عن مقتل ضابط وخمسة أفراد آخرين من قوات الأمن عند نقطة تفتيش قرب دمشق وأصابوا سبعة آخرين بعد يوم من اغتيال مسلحين ضابطا برتبة عميد قرب العاصمة السورية.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ثمانية قتلوا عندما انفجرت قنبلة في حافلة صغيرة على الطريق بين حلب وإدلب.

وفي حمص قال نشطاء إن دبابات أطلقت النار في منطقة الخالدية بعد تجمع مناهض للأسد. وأظهرت لقطات وضعت على موقع يوتيوب حشدا يرقص ويرفع الأعلام السورية القديمة التي كانت تستخدم قبل وصول حزب البعث الى السلطة عام 1963 .

كما تحدث نشطاء عن قتال بين قوات معارضة وقوات حكومية حاولت الدخول إلى الخالدية وهو الحي الذي يضم أفراد قبائل من السنة.

وذكر نشطاء أن الدبابات كانت تطلق النار بشكل عشوائي على بلدة الزبداني التي يسيطر عليها المعارضون قرب الحدود اللبنانية والتي تتعرض لهجوم منذ يوم الجمعة. وأضافوا أن عددا من الجنود الذين حاولوا الانشقاق والانضمام إلى المعارضة قتلوا.

وتابعوا ان القوات السورية قتلت بالرصاص رجلا عند حاجز في ضاحية القطانة المضطربة بدمشق وقتل نشط بنيران قناصة في بلدة خان شيخون بشمال غرب البلاد.

ومن جهة أخرى، يطوف مسلحون ملثمون شوارع تكسوها مياه الامطار في بلدة الزبداني التي كانت منتجعا للاسترخاء وتحولت إلى مركز للانتفاضة ضد حكم الرئيس السوري.

وسيطر معارضو الأسد على الزبداني التي تقع على سفح تل على الحدود السورية اللبنانية ويقولون إنهم يقاتلون ضد قمع الحكومة لاحتجاجات خرجت منذ عشرة أشهر للمطالبة بإنهاء حكم عائلة الاسد الممتد منذ 42 عاما.

وتصور لقطات فيديو صورها هواة وحصلت عليها رويترز حياة المسلحين وسكان البلدة التي يعيش فيها 40 ألفا قبل ان تهاجم قوات تدعمها الدبابات الزبداني يوم الجمعة مما أسفر عن إصابة نحو 40 شخصا لكن الهجوم فشل في استعادة السيطرة على البلدة.

وقال معارض ملثم كان يعلق رشاشا نصف آلي على كتفه “لن نسمح لهم إن شاء الله بدخول هذه البلدة. لن يدخلوا إن شاء الله طالما بقينا على قيد الحياة”.

وأضاف بينما كان مقاتلون يصوبون أسلحتهم من فوق أسطح المنازل ويراقبون المنازل المنتشرة بين التلال التي يعلوها الجليد “كل يوم تخرج جنازة.. وكل يوم تطلق دباباتهم النار علينا”.

وتلقي حركة تمرد ناشئة تضم مسلحين ومنشقين عن الجيش يطلقون على أنفسهم اسم الجيش السوري الحر بظلالها على الاحتجاجات السورية التي كانت سلمية في أول المطاف.

ويقول سكان في الزبداني إنهم يتعرضون لهجمات في الليل من الجيش. وتظهر اللقطات ومضات ضوئية كما يمكن سماع أصوات انفجارات.

وكانت الزبداني منتجعا صيفيا يقصده سكان العاصمة هربا من الحر الشديد وطلبا لعطلة أسبوعية في أجواء ألطف بالبلدة الريفية الواقعة على بعد 30 كيلومترا فقط عن دمشق. ويقصد سائحون خليجيون أثرياء البلدة للاسترخاء في فيلاتهم في أيام العطلات.

فايننشال تايمز: أمير قطر تخلى عن الجامعة العربية بشأن سوريا ونقل تركيزه إلى وسائل أخرى

لندن- (يو بي اي): افادت صحيفة (فايننشال تايمز) الثلاثاء أن بعض المراقبين يعتقدون أن أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني تخلى عن الجامعة العربية بشأن سوريا، ونقل تركيزه إلى وسائل أخرى قد تشمل دعم “الجيش السوري الحر” الذي يقاتل قوات النظام.

وقالت الصحيفة إن مثل هذا التحرك سيكون تكراراً لاستراتيجية قطر في ليبيا، حيث قدمت الدوحة الدعم الدعم المالي والعسكري للمتمردين، لكن الرهان في سوريا هو أعلى بكثير، كما أن انتهاج الدوحة استراتيجية شاملة حولها هو أخطر بكثير أيضاً.

واضافت أن التصريحات الأخيرة لأمير قطر حول نشر قوات عربية في سوريا ربما قصد من ورائها اثارة الجدل حول التدخل العسكري، المستبعد حالياً بالغرب وضمن العالم العربي نفسه، على الرغم من معرفة الجميع بأنه يمكن أن يصبح حتمياً بنهاية المطاف.

واشارت الصحيفة إلى أن سياسة قطر حول سوريا كانت لها نتائج متباينة حتى الآن، وصحيح أن الدوحة ساعدت الجامعة العربية في التحرك نحو سياسة أكثر عدوانية حيال نظام الرئيس بشار الأسد، لكن هذه السياسة انتهت أيضاً بايفاد مراقبين عرب استغل النظام السوري مهمتهم، وتركت المسؤولين بالدوحة في حيرة مثل المعارضة السورية.

وقالت “بالنسبة إلى الدوحة نفسها، يمكن أن تشكل الضغوط من أجل اتخاذ اجراءات أكثر جرأة ضد دمشق خطراً على أمنها ما قد يدفع النظام السوري للإنتقام، ومن المحتمل أن تكون قطر على رأس قائمته للاهداف المطلوبة”.

واضافت الصحيفة “أن القطريين يدركون الأخطار لكنهم يميلون إلى الاعتقاد بأن الأزمة السورية قد وصلت إلى نقطة اللاعودة، وأن الرهان على نظام الرئيس الأسد يستحق كل هذا الجهد”.

ونسبت إلى ديفيد روبرتس من المعهد الملكي البريطاني للدراسات الأمنية والدفاعية فرع الدوحة قوله “إن حسابات المخاطر والمنافع بالنسبة لقطر ليست في غير محلها، فالقطريون سيخسرون إذا بقي الأسد في السلطة للسنوات العشر المقبلة، لكن العلاقات معه انتهت والمخاوف الأمنية من سوريا قائمة والتكاليف تم دفعها، فماذا سيخسر أمير قطر من محاولة أن يكون في الطليعة؟”.

واضاف روبرتس “قطر استثمرت أموالاً كبيرة في سوريا، وتريد أن تؤثر على بعض أنواع القرار”.

سوريا ترفض دعوة قطر إرسال قوات عربية وتعتبرها تمهيدا للتدخل الخارجي

دمشق- (أ ف ب): رفض مصدر رسمي سوري الثلاثاء الدعوات التي اطلقتها قطر بشأن إرسال قوات عربية إلى سوريا لوقف اعمال العنف في هذا البلد واعتبر ان ذلك يفتح الباب أمام التدخل الخارجي في الشؤون السورية.

ونقلت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين أن “سوريا تستغرب صدور تصريحات عن مسؤولين قطريين تدعو إلى إرسال قوات عربية اليها وتؤكد رفضها القاطع لمثل هذه الدعوات التي من شانها تأزيم الوضع واجهاض فرص العمل العربي وتفتح الباب لاستدعاء التدخل الخارجي في الشؤون السورية”.

وكان أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني اعرب السبت عن تأييده لإرسال قوات عربية إلى سوريا لوقف اعمال العنف في هذا البلد، في أول دعوة من هذا النوع تصدر عن قائد عربي.

وردا على سؤال لقناة (سي بي اس) عما اذا كان من الضروري إرسال قوات عربية الى سوريا، قال أمير قطر “لانهاء اعمال القتل (…) يجب ارسال عدد من الجنود إلى سوريا”.

واكد المصدر المسؤول “ان الشعب السوري الفخور بكرامته وسيادته يرفض جميع اشكال التدخل الخارجي في شؤونه وتحت أي مسمى كان وسيتصدى لأي محاولة للمساس بسيادة سوريا وسلامة أراضيها”.

ولفت المصدر في التصريح الذي بثته سانا إلى انه “سيكون من المؤسف ان تراق دماء عربية على الاراضي السورية لخدمة اجندات معروفة لاسيما بعد ان باتت المؤامرة على سوريا واضحة المعالم”.

واضاف المصدر “ان سوريا التي في الوقت الذي توفي به بالتزاماتها المتفق عليها بموجب خطة العمل العربية فانها تجدد الدعوة للدول العربية وجامعة الدول العربية للقيام من جانبها ببذل جهود ملموسة لوقف حملات التحريض والتجييش الاعلامي الهادفة الى تأجيج الوضع فى سوريا”.

كما دعا الجامعة إلى “المساعدة فى منع تسلل الارهابيين وتهريب الاسلحة إلى الاراضي السورية تحقيقا للامن والاستقرار الذي يمهد للحوار الوطني البناء الهادف لايجاد حل سياسي للازمة في سوريا”.

وقتل 400 شخص في سوريا منذ انتشار مراقبي الجامعة العربية المكلفين مراقبة تطبيق خطة عربية للخروج من الأزمة في 26 كانون الاول/ ديسمبر بحسب ما قال مسؤول في الامم المتحدة الثلاثاء.

كما اسفر القمع في سوريا عن مقتل 5400 شخص منذ اذار/ مارس بجسب الامم المتحدة.

ارباح خيالية.. وزيادة الطلب على ‘ار بي جي’.. ومضادات الدبابات

تجار الاسلحة في لبنان اكبر المستفيدين من الانتفاضة السورية

بان يدعو مجلس الأمن للإسراع في إنهاء الأزمة ووقف حمام الدم

لندن ـ ‘القدس العربي’: دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مجلس الأمن إلى العمل على إنهاء الأزمة في سورية بأسرع وقت ممكن.

ونقلت وكالة أنباء الإمارات عن بان قوله في مؤتمر صحافي عقد على هامش فعاليات الدورة الخامسة من القمة العالمية لطاقة المستقبل في أبو ظبي، رداً على سؤال عن دور الأمم المتحدة في الأحداث الحالية في سورية، أن ‘ما يحدث في سورية غير مقبول’.

وأضاف أنه طلب من الرئيس السوري بشار الأسد عدة مرات وقف مسلسل القتل بحق المدنيين كما طالبه بالاستماع إلى مطالب الشعب الشرعية.

ودعا المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى العمل على ‘إنهاء تلك الأزمة بالسرعة الممكنة لوقف حمام الدم’.

من جهته قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري الاثنين في ابو ظبي ان اقتراح امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ارسال قوات عربية الى سورية سيكون على جدول اعمال اجتماع مجلس الوزراء العرب في 22 كانون الثاني (يناير) في القاهرة.

وقال وزير خارجية الامارات الشيخ عبدالله بن زايد ال نهيان ردا على سؤال بشأن اقتراح ارسال قوات عربية الى سورية ‘نحن في مرحلة مشاورات وتبادل رؤى والاستماع الى اقتراحات بما فيها اقتراح سمو امير قطر. اعتقد ان اجتماع 22 سيكون بغاية الاهمية’.

واعرب امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني السبت عن تأييده لارسال قوات عربية الى سورية لوقف اعمال العنف في هذا البلد، في اول دعوة من هذا النوع تصدر عن قائد عربي.

واعلنت الجامعة العربية الاثنين ان اللجنة الوزارية المكلفة الملف السوري ستجتمع مساء السبت المقبل، وسيعقد اجتماع وزاري الاحد لبحث الوضع في سورية.

واعلن الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي السبت ان ‘مراجعة شاملة لعمل بعثة المراقبين’ العرب في سورية ستجري خلال اجتماع اللجنة الوزارية.

وقال تقرير بريطاني ان فشل المقاومة السلمية في ازاحة بشار الاسد عن الحكم وتردد المجتمع الدولي في اتخاذ موقف حازم وداعم للانتفاضة شجع الكثير من السوريين لتبني الخيار العسكري حيث يواجهون القوات الامنية السورية.

وتحاول السوق السوداء للأسلحة في لبنان الاستجابة للمطالب المتزايدة للذخائر والاسلحة لسورية، لدرجة انها صارت فوق طاقته لتلبية متطلبات الخيار العسكري.

وعلى الرغم من سيطرة النظام على حدود البلاد وعدم وجود سوق كبير للاسلحة في سورية فإن تجار الاسلحة اللبنانيين يتحدثون عن ارباح قياسية حققوها من تهريب الاسلحة للمقاومة السورية. ونقلت صحيفة ‘التايمز’ في تقرير لها امس عن تاجر سلاح قوله ان ‘الاسعار جنونية، وكل الاسلحة تذهب لسورية’. وقال ان سعر بندقية روسية الصنع من نوع اي كي ـ 47 قفز من 750 الى 1300 جنيه استرليني، اما البندقية التي كان يفضلها بن لادن والمعروفة باسم فان سعرها ارتفع من 1800 التى 3250 جنيه، اما المسدسات الاوتوماتيكية فقد ارتفع من 1300 الى الفي جنيه، اما الذين يريدون الحصول على اسلحة متطورة من مثل رشاشات اتوماتيكية روسية الصنع المعروفة باسم ‘دي اس اتش كي’ فقد وصل سعرها الى 3259 جنيه.

وتقول ان معظم الاسلحة المهربة لسورية هي من اجل الاستخدام الشخصي ولمواطنين خائفين من تصاعد عنف القوات الامنية ضدهم، لكن المهربين وتجار الاسلحة يتحدثون عن زيادة عالية في الطلب على ار بي جي ومضادات الدبابات. ويقول تاجر ان هناك ‘طلبا كبيرا على قاذفات الار بي جي وعلى القذائف اليدوية والذخائر، فقد وصل سعر الار بي جي الى 1300 جنيه بزيادة ثلاثة اضعاف عن السعر السابق وهو 325 جنيها. وعليه فإن الارتفاع المفاجىء على طلب قاذفات الار بي جي يشير الى مواجهات مستمرة بين المقاتلين وقوات الجيش السوري.

ونقلت عن حسن وهو جندي فر من الجيش السوري وانضم لقوات جيش سورية الحر، وهو من مدينة حمص حيث قال ان نقص الذخائر والاسلحة الثقيلة يعيق مواجهات المقاتلين مع قوات الجيش. وقال ان معظم الجنود فروا ببنادقهم وبدون اربي جي وذخائر وانه من الصعوبة مواجهة الجيش، فلا يمكن مواجهته ببندقية خالية من الرصاص. ونقل عن مقاتل اخر قوله ‘لا نريد مقاتلين فلدينا ما يكفي ولكن نريد اسلحة التي لو توفرت لانتهى الاسد سريعا’، واضاف ان جيش سورية الحر مستعد لتجنيد مدنيين ولكنه لن يكون قادرا على فعل هذا الا في حالة توفر السلاح. وقال ان المقاتلين لديهم خياران ام الانتظار حتى يقدم لهم المجتمع الدولي السلاح او ينتظرون حتى يسرقوا السلاح من الجيش.

وعلقت صحيفة ‘ديلي تلغراف’ في افتتاحية لها تحت عنوان ‘اصداء لصدام في سورية ‘ على العفو العام الذي اصدره بشار الاسد. وقالت ان الاخير مثل صدام يلف ويدور مع تزايد الضغط الدولي عليه، وقالت ان عفوه العام ضد ‘المجرمين’ ليس الا لعبة ولهذا كانت الخارجية الامريكية على صواب عندما نصحت السوريين بعدم تصديق حديث الاسد لان رئيسهم لا يمكن الثقة به وبشكل كامل.

وتحدثت عن خطابه الاسبوع الماضي الذي وعد فيه بضرب الارهابيين وما فعله هو من اجل ان يحدد عمل لجنة المراقبين العرب. وقالت ان الاسد خلال العشرة اشهر الماضية لم يغضب فقط جيرانه مثل تركيا بل والعالم العربي ويوم الاحد اضاف الامين العام للامم المتحدة صوته الى الشاجبين. وختمت بالقول ان حزب البعث في العراق انهار عام 2003 وطالما لم ينهر في سورية فالمنطقة ستظل تعيش حالة من عدم الاستقرار.

وفي تقرير اخر نقلت صحيفة ‘اندبندنت’ عن معارضين سوريين قولهم ان موقفهم الشاك بتصريحات الاسد مبررة. وقال احد اعضاء المجلس الوطني انه من المستبعد ان يعود الجنود الذين فروا من الجيش الى ثكناتهم بموجب هذا العفو. ودعا اخر الى ارسال قوات عسكرية عربية لسورية حالا او قوات حفظ سلام تابعة للامم المتحدة. واشارت الصحيفة الى مشاكل المعارضة السورية، ففي الوقت الذي دعت فيه جماعة الاخوان المسلمين الى تدخل دولي اصدرت الهئية العامة للجان التنسيقية بيانا رفضت فيه اي تدخل ، فيما نقلت ‘ديلي تلغراف’ عن العميد مصطفى احمد الشيخ وهو اكبر رتبة عسكرية تنشق عن الجيش قوله انه يقوم بمحادثات مع جيش سورية الحر لانشاء مجلس عسكري حيث سيكون المجلس واجهة للتدخل عربيا او دوليا.

زوجة الاسد وحمام الدم في سوريا

صحف عبرية

أنظر في الصورة. امرأة جميلة حسناء وأولاد ثلاثة في مظاهرة تأييد لبشار الاسد.

لا ينم وجه المرأة عن شيء وتنم وجوه الاولاد عن كل شيء: فهم خائفون ويريدون الخروج من هناك لكن لا مناص لهم يجب عليهم البقاء في هذه الاثناء.

يصيبنا الأسى لحظة لهؤلاء الاربعة ثم تقول لنفسك ان مصير ستة آلاف وأكثر من القتلى وجموع الجرحى ومئات آلاف المحاصرين أصعب من مصير أحفاد حافظ وأبناء بشار الذين يعيشون في قصر هو فقاعة ترف في دمشق، ويُخرجون الى الخارج للحظة ليبرهنوا للعالم على أن الوضع كالعادة.

من جهة اذا كان الاسد يرسل أبناءه وزوجته لمظاهرة مؤيدة له فهذا علامة على أنه ليس كل شيء خاسرا حتى الآن، وأنه لا يخشى على حياتهم حينما يُكشفون للشارع. لكن هذه علامة ايضا على أنه قد بلغ السيل الزبى وعلى أن طبيب العيون الذي دُعي الى خدمة العلم قبل 12 سنة لغير مصلحته قد بدأ يكشف عن أوراق لعبه الأخيرة.

جاءت أسمى ابنة السادسة والثلاثين الى القصر بعد ان أصبح زوجها رئيسا فجأة، بخمسة اشهر. كانت الزوجة الكاملة للطبيب الشاب الذي عاد من لندن وأحبها هناك. ومن المؤكد أنها تتذكر أيام السعادة الاولى، وفضول العالم وأمل ان يغير هذان الشابان المثقفان اللذان حلا محل المستبد الشيخ وزوجته أنيسة المكنونة، ان يغيرا سوريا آخر الامر ويُصرفا امورها على نحو أكثر حداثة. بنظام مستبد بالطبع لكنه أكثر استنارة وانفتاحا أشبه بالاردن من كوريا الشمالية. وكذلك الزيارات المشتركة للخارج والتأثر بحسنها وبالانجليزية الكاملة التي تتحدثها (وكيف لا؟)، والمقالات التي ترسم صورتها في الصحف وفوزها بلقب ‘السيدة الاولى’ من قبل مركز ابحاث المرأة العربية والجامعة العربية. اجل الجامعة العربية.

والآن وقد أصبحت تلك الايام تُرى مثل خيال أهوج، وهي تنظر في خوف الى مصير العائلات الحاكمة الاخرى في المنطقة منذ كان الربيع العربي، من المؤكد أنها تتذكر الايام التي سبقت زواجها المفاجئ من رئيس سوريا الجديد. لم تولد في دمشق بل في لندن ولم يسموها أسمى بل إيما، وكانت حياتها مريحة في عائلة سنية من أصل سوري. وقد سد والدها جراح القلب كل نقص لها، أما هي فدرست في مدرسة نصرانية وبعد ذلك في الجامعة وأنهت لقبها الاول في علوم الحاسوب وعملت في البنك الالماني في لندن وفي جي.بي مورغان في باريس ونيويورك.

ما الذي يخطر ببالها حينما تضطر الى جر أبنائها الى مظاهرة تأييد زوجها الذي يثير الاستهزاء، والذي ينظم لنفسه محاضرات في الجامعة، ويفسر الألاعيب التي تُعدها له بربارة وولترز التي اختارها باعتبارها مجرية اللقاءات الصحفية التي يفضلها، في حين يقتل جنوده في كل يوم عشرات السوريين ويزعم هو انه لا يأمرهم بفعل ذلك؟ كم كانت تدفع لتعود الى البنك الالماني لو ان طائرا من السماء جاء بسرعة فانقض على ميدان متظاهري التأييد وأخذها هي وأبناءها من هناك؟.

اسرائيل اليوم 16/1/2012

قلق إسرائيلي حول مصير الأسلحة السورية

أعربت إسرائيل عن قلقها إزاء «مخزون الأسلحة الكيميائية والبيولوجية في سوريا بعد سقوط النظام»، بالتزامن مع تأكيد نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف، اليوم، استعداد بلاده لمواصلة العمل على قرار دولي بشأن سوريا، «شرط أن يستثني الحل العسكري». وفي السياق، لفتت صحيفة «فايننشال تايمز» إلى اعتقاد بعض المراقبين أن دولة قطر ستكرر في سوريا السياسة التي انتهجتها في ليبيا، مرجحين أن يكون أمير البلاد قد نقل اهتمامه إلى مسائل أخرى، قد تشمل دعم «الجيش السوري الحر»، وذلك بالتزامن مع إعلان سوريا رفضها الإقتراح القطري بإرسال قوات عربية إليها.

أفاد ناشط حقوقي أن 11 شخصاً قتلو، اليوم، ثمانية منهم إثر انفجار عبوة بحافلة نقل مسافرين، و3 آخرين بنيران القوات السورية، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وفي المنطقة نفسها، أضاف المرصد «استشهد ناشط في مدينة خان شيخون اثر إصابته برصاص قناصة، عندما كان يقف امام أحد المتاجر».

وفي حمص، اكد المرصد أن ناقلات جند مدرعة جابت شارع القاهرة الواقع في المدينة، «وأطلقت النار على نحو عشوائي، مما ادى الى استشهاد مواطن واصابة تسعة آخرين في حي الخالدية»، وتابع: «كما استشهد مواطن على الأقل في حي البياضة اثر إطلاق النار والقصف».

سياسياً، أعلنت إسرائيل، اليوم، أنها قلقة جداً مما قد يؤول إليه «مخزون الأسلحة الكيميائية والبيولوجية في سوريا»، في حال انهيار نظام الرئيس بشار الأسد، الذي ترى أنه «قادم لا محالة».

وقال قائد فوج التخطيط في الجيش الإسرائيلي، الجنرال امير اشيل، إن «المخزون الهائل للأسلحة الكيميائية والبيولوجية، ومعظمها من شرق أوروبا، يثير قلقنا مباشرة»، موضحاً أن «السؤال هو متى (يسقط نظام الأسد) لا إذا (…) سقط»، ومضيفاً إنه «قلق كبير لأنني لا أعلم من سيسيطر على الأسلحة غداة ( سقوط الأسد)».

وتساءل أشيل «ما هو الجزء الذي سيُنقل الى حزب الله، والى الفصائل الفلسطينية؟».

إلى ذلك، رفض مصدر رسمي سوري، اليوم، الدعوات التي اطلقتها قطر بشان ارسال قوات عربية الى سوريا لوقف اعمال العنف في هذا البلد، معتبرةً ان ذلك «يفتح الباب امام التدخل الخارجي في الشؤون السورية».

ونقلت وكالة الانباء الرسمية السورية «سانا» عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين أن «سوريا تستغرب صدور تصريحات عن مسؤولين قطريين تدعو الى ارسال قوات عربية اليها وتؤكد رفضها القاطع لمثل هذه الدعوات التي من شانها تأزيم الوضع واجهاض فرص العمل العربي وتفتح الباب لاستدعاء التدخل الخارجي في الشؤون السورية».

واكد المصدر المسؤول ان «الشعب السوري الفخور بكرامته وسيادته يرفض جميع اشكال التدخل الخارجي في شؤونه وتحت اي مسمى كان وسيتصدى لاي محاولة للمساس بسيادة سوريا وسلامة اراضيها»، لافتاً إلى أنه «سيكون من المؤسف ان تراق دماء عربية على الاراضي السورية لخدمة اجندات معروفة لاسيما بعد ان باتت المؤامرة على سوريا واضحة المعالم».

واضاف المصدر ان «سوريا التي في الوقت الذي توفي به بالتزاماتها المتفق عليها بموجب خطة العمل العربية فانها تجدد الدعوة للدول العربية وجامعة الدول العربية للقيام من جانبها ببذل جهود ملموسة لوقف حملات التحريض والتجييش الاعلامي الهادفة الى تأجيج الوضع فى سوريا»، داعياً الجامعة إلى «المساعدة فى منع تسلل الارهابيين وتهريب الاسلحة الى الاراضي السورية تحقيقا للامن والاستقرار الذي يمهد للحوار الوطني البناء الهادف لايجاد حل سياسي للازمة في سوريا».

وكان امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني اعرب السبت الماضي عن تأييده لارسال قوات عربية الى سوريا لوقف اعمال العنف في هذا البلد، في اول دعوة من هذا النوع تصدر عن قائد عربي.

وردا على سؤال لقناة سي بي اس عما اذا كان من الضروري ارسال قوات عربية الى سوريا، قال امير قطر «لانهاء اعمال القتل (…) يجب ارسال عدد من الجنود الى سوريا».

في سياق متصل، أفادت صحيفة «فايننشال تايمز»، اليوم، أن بعض المراقبين يعتقدون أن أمير قطر، حمد بن خليفة آل ثاني، تخلى عن الجامعة العربية بشأن سوريا، ونقل تركيزه إلى وسائل أخرى، قد تشمل دعم «الجيش السوري الحر»، الذي يقاتل قوات النظام.

وقالت الصحيفة إن مثل هذا التحرك سيكون تكراراً لاستراتيجية قطر في ليبيا، حيث قدمت الدوحة الدعم الدعم المالي والعسكري إلى المتمردين، لكن الرهان في سوريا هو أعلى بكثير، كما أن انتهاج الدوحة استراتيجية شاملة بشأنها هو أخطر بكثير أيضاً.

وأضافت الصحيفة إن «التصريحات الأخيرة لأمير قطر بشأن نشر قوات عربية في سوريا ربما قصد من ورائها إثارة الجدل حول التدخل العسكري، المستبعد حالياً بالغرب وضمن العالم العربي نفسه، على الرغم من معرفة الجميع أنه يمكن أن يصبح حتمياً في نهاية المطاف»، مشيرةً إلى أن «سياسة قطر بشأن سوريا كانت لها نتائج متباينة حتى الآن، وصحيح أن الدوحة ساعدت الجامعة العربية على التحرك نحو سياسة أكثر عدوانية حيال نظام الرئيس بشار الأسد، لكن هذه السياسة انتهت أيضاً بإيفاد مراقبين عرب استغل النظام السوري مهمتهم، وتركت المسؤولين في الدوحة في حيرة مثل المعارضة السورية».

وذكرت الصحيفة أنه «بالنسبة إلى الدوحة نفسها، يمكن أن تمثل الضغوط من أجل اتخاذ اجراءات أكثر جرأة ضد دمشق خطراً على أمنها، ما قد يدفع النظام السوري إلى الانتقام، ومن المحتمل أن تكون قطر على رأس قائمته للأهداف المطلوبة»، مضيفةً إن «القطريين يدركون الأخطار، لكنهم يميلون إلى الاعتقاد بأن الأزمة السورية قد وصلت إلى نقطة اللاعودة، وأن الرهان على إسقاط نظام الرئيس الأسد يستحق كل هذا الجهد».

ونسبت الصحيفة إلى ديفيد روبرتس من المعهد الملكي البريطاني للدراسات الأمنية والدفاعية فرع الدوحة قوله إن «حسابات المخاطر والمنافع بالنسبة إلى قطر ليست في غير محلها، فالقطريون سيخسرون إذا بقي الأسد في السلطة للسنوات العشر المقبلة، لكن العلاقات معه انتهت، والمخاوف الأمنية من سوريا قائمة والتكاليف دُفعت، فماذا سيخسر أمير قطر من محاولة أن يكون في الطليعة؟»، إضافة إلى إشارته إلى أن «قطر استثمرت أموالاً كبيرة في سوريا، وتريد أن تؤثر في بعض أنواع القرار».

من جهة أخرى، أعرب نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف، اليوم، عن استعداد موسكو لمواصلة العمل مع الغرب على قرار من مجلس الأمن بشأن سوريا، شرط أن يستثني الحل العسكري، معرباً عن رفض بلاده إرسال قوات عسكرية دولية إلى هناك.

ونقلت وسائل إعلام روسية عن غاتيلوف قوله، خلال مؤتمر صحافي، إن «روسيا مستعدة لمواصلة الحوار مع الغرب بشأن مشروع قرار في مجلس الأمن بشأن سوريا»، لكنه شدد على ضرورة ألّا يتضمّن القرار «أي إشارة إلى إمكان حل الأزمة عسكرياً»، معبراً عن أسفه لمحاولة الدول الغربية خلال مناقشة القرار الروسي بشأن سوريا إدخال سلسلة من التعديلات والإضافات والاقتراحات «التي تشوه المضمون الإيجابي».

وأشار نائب الوزير إلى أن «نحن لا نستطيع أن نساند هذا الأسلوب، ونرى أن النص يجب أن يكون متوازناً وموجهاً إلى الطرفين، لأن القول إن السلطات السورية تتحمل مسؤولية كل شيء أمر غير صحيح»، مضيفاً: «هدف القرار يتمثل في دعوة جميع الأطراف المتنازعة في سوريا إلى وقف العنف فوراً، والجلوس إلى طاولة المباحثات».

ولفت غاتيلوف إلى أن الدول الغربية «حذفت» دعوة وقف العنف إلى الطرفين، وعدم جواز قرار حل النزاع بالقوة «الأمر الذي يدفعنا إلى التفكير في الطرق التي يبحث عنها الشركاء الغربيون لحل المعضلة»، مجدداً تأكيد تأييد روسيا لاستمرار عمل بعثة المراقبين العرب في سوريا، موضحاً: «نحن أيّدنا تأييداً تاماً نشاطها، ونرى أنها يجب أن تستمر في عملها في المستقبل»، ومضيفاً «طبعاً القرار سيعود إلى جامعة الدول العربية، لكن من وجهة نظرنا لا يجوز إضاعة هذه الفرصة السانحة، بوجود المراقبين العرب لبدء العملية السياسية، وإمكان جمع السلطة والمعارضة حول طاولة الحوار».

وأوضح الدبلوماسي الروسي أن موسكو تتوقع أن يكون نشاط المراقبين قد أدى دوراً إيجابياً من ناحية بدء الحوار السياسي في سوريا، مشيراً إلى أن «رفض المعارضة السورية بدء الحوار مع السلطات غير بنّاء، وغير صحيح البتّة»، ومضيفاً إنه «في حال وجود رغبة في التوصل إلى طريق للتسوية يجب إبداء إرادة طيبة، وإيجاد نقاط تماس، وإلّا فمن الصعب بدء الحوار».

وأكد غاتيلوف رفض روسيا إرسال قوات عسكرية دولية إلى سوريا، لأنه «لن يؤدي إلى نتائج إيجابية»، مضيفاً إنه «من جانبنا، نحن لن نؤيد قرار إرسال أي قوات.. وأنا أستبعد أن يُتخذ»، كما شكك في أن يكون لجامعة الدول العربية الحق في إرسال قوات حفظ سلام عربية إلى سوريا، قائلاً: «على حد علمي فإن الجامعة العربية لا تملك مثل هذه الصلاحيات. فهذه مهمة لا تدخل في بنود تفويضها».

من جهتها، اعتبرت فرنسا ان مشروع القرار الروسي الجديد في مجلس الامن حول سوريا «بعيد جدا عن الاستجابة لواقع الوضع» القائم في هذا البلد، بحبسب ما أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، اليوم.

(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، سانا)

في ظل تأكيد مراقبين على أن الدوحة ملتزمة بتغيير النظام في سوريا

قطر ليست خاسرة بأي حال من الأحوال في معارضتها للأسد

أشرف أبو جلالة

يرى مراقبون أن قطر ما زالت مصرة على تغيير النظام في سوريا وأن الدوحة لن تسمح أن تضيع فرصة وجود نظام بديل عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وستعمل كل ما بوسعها من أجل تحقيق هدفها الذي أعلنت عنه بشكل صريح.

يتفق عدد من مراقبي السياسة القطرية على أن الدوحة ملتزمة بتغيير النظام الحاكم في سوريا. ويقول هؤلاء المراقبين إنه حين تركز الدوحة في قضية ما، فإنها تكمل الطريق، مهما كان الثمن، ومهما كانت الأخطار. وهو ما جعلهم يشددون على ضرورة الانتباه للدعوة التي أطلقها أمير قطر فيما يتعلق بنشر قوات عربية في سوريا.

وفي هذا السياق، نقلت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية عن شخص مطلع على دوائر صنع القرار في الدوحة، قوله إن التعليقات التي سبق وأن أدلى بها أمير قطر لإحدى المحطات التلفزية الأميركية في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي وتم بثها قبل أيام، تؤكد على كامل التزام القطريين تجاه الانتفاضة السورية. وأضاف هذا الشخص :” ينصب تركيزهم على هذا الملف تماماً، ولن يسمحوا للفرصة بأن تفلت من أيديهم”.

لكن الصحيفة استبعدت من جانبها إمكانية إرسال قوات عربية إلى سوريا، لأن تلك الوضعية لن تكون النتيجة المرغوب فيها بأي حال من الأحوال، خاصة في ظل الصعوبات التي تواجهها جامعة الدول العربية مع بعثة المراقبين التي فشلت إلى حد بعيد في مهمتها. وأكدت أن إرسال قوات عسكرية عربية إلى هناك لن يحقق نتائج أفضل.

ويرى بعض المراقبين أن أمير قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، قد تخلى تماماً عن جامعة الدول العربية، ويقال إنه بدأ يحول تركيزه فيما يتعلق بالملف السوري إلى وسائل أخرى، منها ربما دعم جيش سوريا الحر، الذي يتألف من مجموعة من المنشقين العسكريين والذين أخذوا على عاتقهم مهمة خوض القتال ضد قوات النظام.

ورأت الصحيفة أن مثل هذه الخطوة ستكرر الإستراتيجية التي انتهجتها قطر في ليبيا، حيث ساندت الدوحة الثوار من خلال إمكاناتها المالية والدبلوماسية فضلاً عن إرسالها مستشارين عسكريين. وباستثناء ذلك، بطبيعة الحال، فإن الأخطار في سوريا أعلى بكثير، كما أن إستراتيجية قطر الشاملة أكثر خطورة. ولفتت الصحيفة في نفس السياق إلى أن تصريحات أمير قطر ربما قُصِد من ورائها فتح النقاش بشأن احتمالية التدخل العسكري، وهي الاحتمالية التي ترفض التفكير فيها الحكومات بالغرب وداخل العالم العربي نفسه، رغم علمها أنها قد تصبح حتمية في نهاية المطاف.

ثم مضت الصحيفة تتحدث عن الانقسام الحاصل في صفوف المعارضة السورية، وفشل اتفاق الوحدة الذي توسطت فيه جامعة الدول العربية مؤخراً بين فصيلي المعارضة الرئيسيين في البلاد. وأشارت الصحيفة بعدها إلى أنه ورغم نجاح الدوحة في دفع جامعة الدول العربية صوب تبني موقف أكثر صرامة مع الرئيس بشار الأسد، الذي كان يعد أحد أصدقائها في يوم من الأيام، إلا أن تلك السياسة قد انتهت أيضاً بإرسال مراقبين عرب تم استغلال مهمتهم من قبل النظام السوري، لتهيمن حالة من الحيرة على المسؤولين في الدوحة مثلما هو الحال على المعارضة السورية.

وأوضحت الصحيفة كذلك أنه وعلى عكس الأوضاع في ليبيا، لا يوجد أمل لمنح الضوء الأخضر للتدخل العسكري في سوريا من جانب مجلس الأمن. ولفتت بعدها كذلك إلى التداعيات الخطيرة التي تحملها الأزمة السورية في طياتها بالنسبة لبعض دول المنطقة، وحذرت الصحيفة في هذا الصدد من احتمالية أن يرد النظام في دمشق إذا ما ضغطت الدوحة من أجل اتخاذ إجراءات أكثر جرأة بشأن الملف السوري.

ورغم إدراك القطريين للأخطار، إلا أنهم يعتقدوا على ما يبدو أن الأزمة السورية قد وصلت نقطة اللاعودة وأن المقامرة ضد نظام الأسد تستحق كل هذا الجهد. وفي ختام حديثها، نقلت الصحيفة عن دافيد روبرتس، من معهد الخدمات المتحدة الملكي في الدوحة، قوله إن حسابات قطر للفوائد والأخطار ليست في غير محلها. وأضاف ” سيخسر القطريون إن ظل الأسد في الحكم طوال السنوات العشر المقبلة، لكن العلاقات منتهية بالفعل والمخاوف الأمنية من سوريا قائمة بالفعل كذلك. أي أن التكاليف قد تم دفعها بالفعل، لذا ما الذي سيخسره الأمير بمحاولته أن يكون في الطليعة ؟”

تشاؤم بريطاني حول تطور الموقف الروسي حول سوريا

أ. ف. ب.

لندن: قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الثلاثاء انه كان على مجلس الأمن الدولي أن يصدر قرارًا حول سوريا منذ زمن طويل، محمّلاً روسيا مسؤولية عرقلة إصدار قرار من هذا النوع.

وقال هيغ امام النواب “اعتقد انه كان على مجلس الامن الدولي ان يتخذ قرارا بشأن سوريا منذ زمن”، مضيفًا “عندما حاولنا في الرابع من تشرين الاول/اكتوبر، اصطدم قرارنا بفيتو روسي وصيني. لست متفائلاً ازاء تطور موقف روسيا في الوقت الحالي”. وتابع “لكننا سنواصل نقاشاتنا مع روسيا، واعتقد انه في حال توجّهت الجامعة مباشرة الى مجلس الامن سيساعد ذلك”.

تأتي تصريحات هيغ بعد رد فعل باريس، التي اعتبرت الثلاثاء ان مشروع القرار الروسي الجديد في مجلس الأمن حول سوريا “بعيد جدًا عن الاستجابة لواقع الوضع” القائم في هذا البلد، غداة توزيع موسكو في الامم المتحدة نسخة جديدة لمشروع قرار حول سوريا انتقده الغربيون. ويتوقع ان يبحث النص الجديد بعد ظهر الثلاثاء على مستوى الخبراء، الذين يمثلون اعضاء مجلس الأمن.

وذكر دبلوماسي في نيويورك ان النص الجديد “يجمع التعديلات المقترحة من قبل الاعضاء الاخرين في المجلس” من دون اي تقدم في الجوهر. ويرفض الغربيون ادانة النظام والمعارضة في سوريا معًا على اعمال العنف كما فعلت موسكو.

الجامعة العربية ترسل 10 مراقبين إضافيين إلى سوريا

وكالات

القاهرة: أعلن رئيس غرفة بعثة مراقبي الجامعة العربية إلى سوريا، السفير عدنان الخضير أن الجامعة قررت إرسال عشرة مراقبين بعد غد الخميس.

وقال الخضير في تصريحات للصحفيين اليوم “إن عدد المراقبين في سوريا أصبح الآن 155 مراقبا بعد عودة عشرة منهم إلى دولهم”،مبيناً أن رجوعهم لأسباب شخصية بحتة وليس لأي أسباب أخرى.

وأضاف أن المراقبين الجدد سيغطون النقص في عدد المراقبين، مؤكداً أن المراقبين باقون حتى انتهاء أعمال اجتماعات مجلس وزراء الخارجية العرب الذي سيلتئم بالقاهرة يوم الأحد المقبل، مشيرا إلى أن المجلس الوزاري هو صاحب القرار الأخير في تمديد عمل البعثة أو سحبها.

وأوضح أن وجود البعثة في سوريا بعد يوم 19 من الشهر الحالي حسب ما نص عليه البروتوكول إلى يوم 22 سينظمه بروتوكول بين الجامعة وسوريا.

وأكد عدنان الخضير أن البعثة تنتشر في عدد كبير من المناطق في سوريا هي حمص ودرعا وإدلب وحماه ودمشق وريف دمشق واللاذقية ودير الزور والقامشلي والسوداء وتدمر وبانياس والبوكمال والحسكة.

الدول العربية ستقرر في القاهرة كيفية التحرك بشأن سوريا

إلى ذلك اعلن وزير الخارجية المغربي سعد الدين عثماني الثلاثاء ان وزراء الخارجية العرب سيجتمعون في 22 كانون الثاني/يناير في القاهرة لبحث تقرير بعثة المراقبين الى سوريا، الذي سيحدد كيفية متابعة عمل الجامعة العربية.

واوضح عثماني في مقابلة مع فرانس برس “هناك اجتماع لوزراء الخارجية العرب في 22 (كانون الثاني/يناير) في القاهرة، سيقدم خلاله منسق وفد المراقبين العرب الى سوريا تقريرًا مفصلاً. وستقرر كل الدول العربية المجتمعة بشأن متابعة هذه المهمة والشكل الذي ستتخذه”.

هذا اللقاء لوزراء الخارجية العرب سيسبقه، في الليلة السابقة، اجتماع للجنة الوزارية العربية المكلفة الملف السوري، حيث قد تتم دراسة فكرة ارسال قوات عربية الى سوريا في محاولة لاحتواء العنف. واضاف وزير الخارجية المغربي الجديد “لا أحد يريد أن يستمر الشعب السوري في دفع ثمن ذلك من دمه (…)، لكن الأمر ليس سهلا”.

وقال “سنرى كيف سيعرض المنسق الامور. سيكون لكل دولة عربية، بما فيها المغرب، الذي يشارك بمراقبين اثنين، تقرير من ممثليه”. وكان امير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني اعرب عن تأييده هذه الفكرة لوقف العنف في سوريا، الذي اودى بحياة اكثر من خمسة الاف شخص في غضون عشرة اشهر، بحسب الامم المتحدة، لكن الاقتراح رفضته دمشق.

ويتواجد حوالى 160 مراقبًا عربيًا في سوريا منذ 26 كانون الاول/ديسمبر للسهر على تطبيق خطة خروج من الازمة في هذا البلد. لكن عددًا منهم اصيبوا بالرصاص، كما غادر اثنان مهامهما تعبيرًا عن احتجاجهما.

برغم وساطة غليون مع بارزاني لضمهم الى المجلس الانتقالي

أكراد سوريا يعلقون عضويتهم في المعارضة بحثا عن تقرير المصير

أسامة مهدي

علق اكراد سوريا مشاركتهم في أطر المعارضة السورية كافة، من اجل تشكيل كتلة كردية موحدة، تحدد تحالفاتها مستقبلا على قاعدة من يلبي “حق تقرير المصير” الذي يطالبون به، وذلك رغم وساطة طلبها برهان غليون من مسعود البرزاني لثني الأكراد عن قرارهم.

المجلس الوطني الكردي مجتمعا مع البارزاني

دمشق: على الرغم من وساطة طلبها رئيس المجلس الوطني الانتقالي السوري برهان غليون من رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني لاقناع قيادة المجلس الوطني الكردي المعارض في سوريا للاندماج مع “الانتقالي”، الا ان احزاب المجلس الكردي أعلنت تعليق عضويتها في جميع القوى المعارضة بهدف تشكيل كتلة كردية موحدة للتفاوض مع هذه القوى والإقتراب من الأكثر تجاوبا مع مطالب اكراد سوريا في الاعتراف بحقهم في تقرير المصير.

فقد قررت أحزاب المجلس الوطني الكردي في سوريا تعليق عضويتها في أطر المعارضة السورية كافة، حيث ينضم إلى هيئة التنسيق للتغيير الديمقراطي كل من حزب الإتحاد الديمقراطي وحزب اليسار الكردي والحزب الديمقراطي الكردي والحزب الديمقراطي الكردي السوري، فيما ينضم حزب آزادي وحزب يكتي إلى المجلس الوطني السوري.

كما ان هناك عدة أحزاب كردية تعمل ضمن هيئة “إعلان دمشق” وهي الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي والحزب الديمقراطي الكردي “البارتي” وحزب الوحدة الديمقراطي الكردي.

وقال عضو ألمجلس الوطني الكردي في سوريا شلال كدو ان المكتب التنفيذي للمجلس الوطني الكردي في سوريا في حال إنعقاد منذ يومين وقرر تعليق عضوية جميع أحزاب المجلس مع أطر المعارضة الوطنية السورية والمتمثلة في هيئة التنسيق للتغيير الديمقراطي والمجلس الوطني السوري وإعلان دمشق .

وأضاف أن هذا القرار يشمل المستقلين الاكراد والقريبين من الجلس الوطني الكردي ايضا، كما ابلغ مكتب اعلام الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني.

واشار كدو الى أنه تقرر ايضا توجيه نداء إلى المستقلين الاكراد الآخرين المنضويين في أطر المعارضة السورية للإنسحاب منها من اجل تشكيل كتلة كردية موحدة للتفاوض مع أطر المعارضة والإقتراب من التشكيل الأكثر قرباً من مطالب المؤتمر الوطني الكردي ولا سيما حق تقرير المصير الذي يطالب به الاكراد.

ويتركز حق تقرير المصير الذي يطالب به الاكراد في المنطقة على الحصول على حكم ذاتي ضمن الدول التي يعيشون فيها او اقامة دولة كردية مستقلة تضم الاكراد في العراق وسوريا وايران وتركيا بالرغم من المعارضة الشديدة لهذ الدول لمشروع الدولة الكردية.

وجاء اعلان تعليق عضوية المجلس الوطني الكردي في سوريا لعضويته في فصائل المعارضة السورية بعد ايام من كشف تقارير عن زيارة قام بها الى اقليم كردستان الاسبوع الماضي رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون حيث أجرى محادثات مع رئيس إلاقليم مسعود بارزاني ومع معارضين كرد سوريين تركزت حول دمج مختلف القوى الكردية المعارضة في المجلس الوطني للمعارضة الذي يعد المظلة الشرعية للمعارضة.

وكان بارزاني اكد خلال اجتماع عقده في مدينة صلاح الدين (360 كم شمال بغداد) مع وفد يمثل قيادة المجلس الوطني الكردي في سوريا وضم ممثلين عن 11 حزباَ وطرفاً سياسياً اضافةً إلى شخصيات مستقلة ضرورة اعتراف الدستور السوري الجديد الذي يجري العمل لإعداده حاليا بحقوق اكراد البلاد الذين دعاهم إلى الابتعاد عن اي صراع طائفي فيها وطالبهم بتشكيل وفد يمثلهم لإجراء مفاوضات مع جميع القوى الداخلية والخارجية المهتمة بالتطورات السورية الحالية.

وقال “ان على الاطراف الكردية في سوريا أن تتعامل بدقة بالغة مع الوضع الراهن لأن ما يهمنا هو الديمقراطية والاعتراف بحقوق الاكراد، ومن الضروري تثبيت هذه الحقوق في الدستور المستقبلي للبلاد وأن يقترب اكراد سوريا من الطرف الذي يحرص اكثر على منحهم حقوقهم”.

ورأى بارزاني إن هذا الاجتماع مهم بالنسبة لأكراد العراق وسوريا ويهدف إلى الاطلاع على اوضاع اكراد سوريا، حتى تتمكن سلطات إقليم كردستان من اتخاذ موقف منها ومن جملة الاوضاع التي تشهدها سوريا منذ اذار (مارس) الماضي.

وشدد على أن اقليم كردستان يدعم جهود الاحزاب السياسية الكردية في سوريا لتثبيت هذه الحقوق،”  داعيا اياها للمحافظة على” وحدة صفوفها ومواقفها من أوضاع بلادها”.

ومن جهتهم أعضاء الوفد عرضوا وجهات نظرهم حول التطورات السياسية في سوريا وانتفاضة شعبها وموقف اكراد سوريا منها ونتائج مفاوضاتهم مع القوى والأطراف المعارضة وحقوق الأكراد وإمكانية تضمينها في الدستور السوري الجديد.

يذكر ان الاكراد في سوريا يشكلون نسبة 6 بالمائة من مجموع السكان البالغ 23 مليون بحسب التقديرات الرسمية لعام 2010، ويطالب معظمهم بحكم ذاتي ضمن الأراضي السورية. وقد شهدت بلدات سورية تسكنها أغلبية كردية عام 2004 تظاهراتٍ دامية طالبت بتجنيس حوالى ربع مليون كردي انتزعت منهم الجنسية السورية او لم تمنح لهم حتى الان.

الا ان السلطات السورية بدأت باتخاذ إجراءات على هذا الصعيد بعد تفجر الإحتجاجات الأخيرة مطلع العام الحالي بهدف تحييد الأكراد، وإبعادهم عن ممارسة نشاطات ضد السلطات، لكن هذه المحاولات لم تحقق نجاحا يذكر حتى الآن.

ويرتبط إقليم كردستان العراق بعلاقات تجارية متشعبة مع سوريا، التي رفعت صادراتها التجارية في السنوات الأخيرة إلى أرقام كبيرة تقدرها مصادر حكومية بنحو مليار ونصف المليار دولار.

 وتشمل الصادرات الكثير من أنواع المواد الغذائية، حيث باتت كردستان تستورد الجزء الأعظم من احتياجاتها اليومية من تركيا وإيران وسوريا، إلى جانب العديد من المواد الكمالية، وتأتي معظم الصادرات السورية عبر معبر فيشخابور البري على الحدود المشتركة بين الإقليم ومدينة القامشلي الكردية المحاذية لتلك الحدود.

وكان العراق قد تحفّظ على قرار الجامعة العربية بفرض عقوبات على سوريا، وقال وكيل وزارة الخارجية العراقية لبيد عباوي “موقفنا اقتصادي بالاساس، هناك تبادل تجاري مع سوريا وحدود مشتركة معها، وهذا القرار على كل حال سيطال الشعب السوري اكثر من النظام”.

واعتبر أن “هذا القرار ستكون له تداعيات علينا كما على سوريا” مشيراً إلى “وجود نحو مئتي الف عراقي يعيشون في سوريا ويعملون فيها ويتسلمون رواتب وهناك مصالح مشتركة كثيرة”.

ويشترك العراق مع سوريا في حدود تمتد بطول 605 كليومترات، كما يرتبط البلدان بعلاقات اقتصادية كبيرة، وتشير ارقام رسمية عراقية وسورية إلى ان حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ العام الماضي ملياري دولار فيما يتوقع أن يصل نهاية العام الحالي إلى ثلاثة مليارات دولار.

علما ان سلطات اقليم كردستان اتهمت السلطات السورية في تشرين الاول (أكتوبر) الماضي باغتيال القيادي الكردي الناطق باسم تيار المستقبل الكردي في سوريا مشعل التمو واعتبرت ان اعتمادها سياسة الحديد والنار سيفاقم الوضع سوءًا، ويجر وراءه أزمات أعقد، ودعت إلى حصول اكراد سوريا على حقوقهم في نظام ديمقراطي بينما دعا متظاهرون سوريون اكراد في اربيل إلى غلق سفارة بلادهم في بغداد.

والجدير بالذكر ان المجلس الوطني الكردي في سوريا قد عقد اولى مؤتمراته في مدينة القامشلي في تشرين الاول (أكتوبر) الماضي بحضور 254 عضواً يمثلون عشرة احزاب رئيسية وعدداً من التنسيقيات الشبابية والشخصيات الوطنية الثقافية والاجتماعية والنسائية، وانبثقت عنه هيئة تنفيذية تضم 45 عضواً .

واتخذ المؤتمر جملة قرارات ابرزها ضرورة التواصل مع اطراف المعارضة السورية والاتفاق معها على برنامج عمل مشترك للمرحلة المقبلة و”العمل معاً من اجل تغيير النظام الدكتاتوري في سوريا وتفكيك مؤسساته السياسية والأمنية والفكرية ، وبناء نظام ديمقراطي تعددي لامركزي يضمن دستوريا الحقوق القومية للشعب الكردي في سوريا، ويفسح المجال أمامه ليقرر مصيره بنفسه ضمن إطار وحدة البلاد” كما قال بيان عن المؤتمر.

تنظيم القاعدة يبحث عن دور له في خضمّ الأزمة

الحرب الأهلية قد تحول سوريا إلى عراق آخر

لميس فرحات من بيروت

أثارت السلسلة الأخيرة من التفجيرات الانتحارية التي وقعت في العاصمة السورية دمشق تساؤلات عديدة حول ما إذا كانت القاعدة والجماعات التابعة لها قد استطاعت أن تتسلل إلى أحداث الثورة السورية التي دخلت شهرها العاشر ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

دمشق: تعززت التساؤلات التي أثيرت بشأن ضلوع تنظيم القاعدة بالتدخل في الشأن السوري في الآونة الأخيرة عقب التفجيرات الانتحارية التي استهدفت مكاتب أمنية في دمشق خلال الشهر الماضي، وأودت بحياة نحو 70 شخصاً، إضافة إلى إصرار النظام السوري على أن جماعات إرهابية مسلحة تقود التظاهرات المناهضة له والتي اندلعت في البلاد منذ شهر آذار/مارس من العام الماضي.

في هذا السياق، اشارت صحيفة الـ”كريستيان ساينس مونيتور” إلى أن بعض المحللين يرون ان هناك دلائل قليلة ترجّح سعي القاعدة أو الجماعات المتشددة التابعة لها للعب دور فعال في الثورة السورية، معتبرين أن انزلاق البلاد إلى حرب أهلية قد يفتح الطريق أمام القاعدة والجماعات التي تتبنى فكراً مشابهاً لها للتسلل وإشاعة عدم الاستقرار.

ويقول عماد سلامي، أستاذ مساعد للسياسات في الجامعة اللبنانية الأميركية في بيروت، إنه لم يلحظ أي دليل يشير إلى تحمل القاعدة مسؤولية أي من الأحداث التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط ضد هذه الأنظمة.

من جهته، يقول الداعية اللبناني عمر بكري فستق، إن زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن اتخذ قراراً بعدم المشاركة في الانتفاضات التي تجتاح شمال أفريقيا والشرق الأوسط قبل مقتله في غارة اميركية في شهر أيار/مايو من العام الماضي.

وأضاف “إذا دعا أهل السنة في سوريا القاعدة لمساعدتهم، فإن تنظيم القاعدة سيكون في كل مكان في سوريا. لكن التنظيم أجرى استطلاعاً بين أهل السنة في سوريا ووجد أنهم لا يريدون أن تتحول الثورة إلى انتفاضة عنيفة”.

على الرغم من ذلك، أعلن تنظيم القاعدة بوضوح دعمه للمعارضة السورية ضد نظام الأسد.

ويشار إلى أن الجزء الأكبر من المعارضين هم من الطائفة السنية، بينما يتألف العمود الفقري للنظام من الأقلية من الطائفة العلوية (نحو 12% من سكان سوريا).

تفاقم الاستقطاب والصراع الطائفي في سوريا، خصوصاً بعد أن وصف بعض السنة المحافظين الذين ينتمون إلى الطائفة العلوية بـ”المرتدين”.

في رسالة مصورة صدرت في تموز 2011، أشاد أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة الجديد، بالحركة المعارضة لنظام الأسد في سوريا، لكنه اعترف ضمناً بأن منظمته كانت غائبة عن المواجهة.

“الله وحده يعلم أنه إذا لم نكن في حرب مستعرة مع الصليبيين الجدد التي انخرطنا فيها…كنا لنكون بجانبكم يا اخواننا وندافع عنكم بنحورنا وصدورنا”، قال الظواهري.

وفيما تفاقمت اعمال العنف بشكل مطرد، دعا بعض المعلقين على المواقع الجهادية إلى الجهاد ضد نظام الأسد. في تشرين الثاني، دعا اسامة الشهابي، زعيم تنظيم فتح الاسلام في لبنان، إلى الكفاح المسلح في سوريا.

وأضاف الشهابي في مقال نشره موقع “شموخ الاسلام” الإلكتروني: “القمع الوحشي الذي يمارسه نظام الأسد ضد الشعب السوري يؤكد أن الوقت قد حان لتغيير الاتجاه واستخدام أسلحة حقيقية”.

وأضاف: “إن الثورة هي الجهاد، بل هي حرب، استعدوا للجهاد في سبيل الله، دققوا في نواياكم واحملوا السلاح، لأن حمل السلاح واجب والتزام”.

في هذا السياق، اعتبر أندرو تابلر، خبير في الشؤون السورية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، ان القاعدة تنطلق من مقولة “عدو عدوي هو صديقي”، لكنه يشير إلى أن “نظام الأسد خبير في استخدام مثل هذه الجماعات لتبرير قبضته الحديدية على السلطة وتحقيق أهدافه في الدول المجاورة، فالقاعدة واحدة من الأدوات الرئيسة التي تستخدمها سوريا في السياسة الخارجية”.

ويقول تابلر إن “نظام الاسد يتهم القاعدة بتنفيذ الانفجارات، فيما تتهم المعارضة السورية النظام بتنفيذ الهجمات الانتحارية. لكن الحقيقة أكثر تعقيداَ بكثير: فنظام الأسد يفقد أو يخفف سيطرته على هذه الجماعات، ولذلك تنفذ هجمات انتحارية في سوريا. النظام يعتمد سياسة الإنكار ويستغل هذه الهجمات لحشد الناس حول النظام “.

واعتبرت الـ”ساينس مونيتور” ان الحرب الأهلية في سوريا يمكن أن تفتح الباب لتنظيم القاعدة بغض النظر عن المسؤول عن تفجيرات دمشق، مشيرة إلى تحذير نبيل العربي، رئيس جامعة الدول العربية يوم الخميس، من أن سوريا قد تكون متجهة للحرب الأهلية.

“في اللحظة التي تندلع فيها حرب أهلية في سوريا، أعتقد أن تنظيم القاعدة سيكون الأول على خط الجبهة لأن هذه هي البيئة المثالية لتنظيم القاعدة”، كما يقول رجل الدين السلفي الشيخ بكري، مشيراً إلى أن سوريا سوف تصبح عراقاً آخر.

مقتل 16 مدنيًا بينهم 8 في انفجار عبوة شمال غرب سوريا

أ. ف. ب.

نيقوسيا: أفاد مركز حقوقي أن 16 شخصًا قتلوا الثلاثاء، هم ثمانية مدنيين، إثر انفجار عبوة بحافلة تقل مسافرين في شمال غرب البلاد، وثمانية آخرون بنيران القوات السورية وعناصر موالية لها.

ففي شمال غرب البلاد، ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان “ثمانية مواطنين على الاقل استشهدوا اثر انفجار عبوة ناسفة بحافلة صغيرة على طريق ادلب – حلب”. ولم يرد في بيان المرصد اي تفاصيل حول ملابسات الحادث او عن مرتكبيه.

وفي المنطقة نفسها، اضاف المرصد ان “ناشطًا استشهد في مدينة خان شيخون (ريف ادلب) اثر اصابته برصاص قناصة عندما كان يقف امام احد المتاجر”.

وفي حمص (وسط)، معقل الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد قتل سبعة مدنيين برصاص قوات الامن السورية. فقد اكد المصدر عينه ان ناقلات جند مدرعة جابت شارع القاهرة الواقع في قلب المدينة “واطلقت النار بشكل عشوائي، ما ادى الى استشهد مواطن واصابة تسعة اخرين في حي الخالدية”.

وتابع المرصد ان “مواطنًا على الاقل استشهد في حي البياضة اثر اطلاق النار والقصف، كما قتل مواطن، واصيب ثلاثة بجروح اثر اطلاق رصاص من حواجز امنية في حي كرم الزيتون، وقتلت سيدة برصاص قناصة في حي النازحين، وسقط شهيد في حي بابا عمرو برصاص قناصة”.

واضاف “كما استشهد مواطنان يتحدران من القصير (ريف حمص) برصاص الشبيحة في حمص”، مشيرًا الى “استشهاد سائق سيارة اجرة من حي بابا عمرو، كان قد اختطف قبل ايام من قبل الشبيحة، بحسب الأهالي”.

يأتي ذلك غداة اعلان الامم المتحدة ان المنظمة الدولية ستباشر خلال ايام تدريب مراقبين عرب بناء على طلب الجامعة العربية لإرسالهم لاحقًا الى سوريا. وسيتولى التدريب موظفون في المفوضية العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة.

واستمرت اعمال العنف في سوريا رغم تواجد المراقبين العرب منذ 26 كانون الاول/ديسمبر. وادى قمع الاحتجاجات الى مقتل 5400 شخص منذ اذار/مارس وفق الامم المتحدة.

السلطات السورية تفرج عن المعارض البارز نجاتي طيارة

إلى ذلك، أعلن ناشط حقوقي أن السلطات السورية أفرجت الثلاثاء عن المعارض البارز والناشط الحقوقي نجاتي طيارة المعتقل منذ 12 ايار/مايو المنصرم.

وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة عنه انه “علم من محامي الناشط الحقوقي نجاتي طيارة ان السلطات السورية افرجت عن طيارة قبل دقائق، وانه تحدث معه هاتفيًا ليتأكد من خبر الافراج عنه”.

وكان رئيس المركز السوري للدفاع عن معتقلي الرأي وحرية التعبير المحامي خليل معتوق ذكر لوكالة فرانس برس ان قوات الأمن “القت القبض على الناشط الحقوقي نجاتي طيارة في شارع خالد بن الوليد في مدينة حمص (وسط) في 12 ايار/مايو 2011”.

وذكر المرصد ان طيارة (66 عامًا) “اعتقل في مدينة حمص يوم 12 ايار/مايو اثر تصريحات ادلى بها الى وسائل الإعلام، وأحيل إلى القضاء بتهمة النيل من هيبة الدولة إلى أن أخلي سبيله في 31 اب/اغسطس، ليتم اعتقاله من على باب السجن من قبل المخابرات الجوية”.

وطيارة معتقل سياسي سابق ولعب دورًا بارزًا في الحركة المطالبة بالحريات السياسية المعروفة باسم “ربيع دمشق” التي سحقت عام 2001 بعد عام من تولي بشار الأسد الرئاسة خلفًا لوالده الراحل حافظ الأسد. وطالب المرصد، الذي هنأ طيارة بخروجه الى الحرية السلطات “بالافراج عن كل معتقلي الرأي والضمير في السجون والمعتقلات السورية”. وكان الرئيس السوري بشار الأسد أصدر الأحد عفوًا عامًا عن “الجرائم المرتكبة على خلفية الأحداث” التي تشهدها البلاد منذ اندلاعها حتى اليوم.

حقوقي سوري: النظام يمارس سياسة انتقامية من الناشطين

بهية مارديني

دمشق: اعتبر عبد الكريم الريحاوي رئيس الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الانسان في تصريح خاص لـ”ايلاف” أن ما قامت به أجهزة المخابرات السورية “بإعادتها إعتقال الناشط الحقوقي نجاتي طيارة للمرة الثانية يعكس بصورة واضحة عن سيطرة الأجهزة الأمنية على كافة مفاصل الحياة في سوريا.” ويثبت بمالا يدع مجالا للشك أن أجهزة الأمن تمارس سياسة إنتقامية تجاه الناشطين السياسيين والحقوقيين بمعزل عن السلطات القضائية التي تقوم بازدرائها من خلال عدم إحترام قراراتها.”

وأوضح ان هذاالأمر “يدفع بمعظم الناشطين إلى التخفي وتغيير أماكن وجودهم أو إلى الهروب خارج اليلاد خشية فيام الأجهزة الأمنية بتصفيتهم أو القيام بعمل عدائي ضدهم عبر ميليشياتهم (الشبيحة ) الذين باتوا يسيطرون على اليلاد بشكل كامل هذه الأيام ويقومون بفرض أتاوات وضرائب على المواطنين والتجار بهدف تمويل نشاطاتهم الاجرامية.”

وأشار الريحاوي الى علم الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان بسلوك السلطات السورية، حيث قالت الرابطة في بيان تلقت “ايلاف” نسخة منه ، أنه “قامت أجهزة المخابرات السورية وبطريقة أشبه بالخطف بإعتقاله مجددا من أمام بوابة السجن وإقتادته إلى فرع المخابرات العسكرية في حمص ، برفقة الناشط المفرج عنه رضوان القصاب.”

وبالنسبة لوفد المراقبين العرب قال الريحاوي لـ”ايلاف” أنه  “من المتوقع أن يكون تقريرهم النهائي لايرتقي إلى حجم الجرائم التي يرتكبها النظام بشكل يومي وذلك لاسباب عديدة أهمها  عدم حيادية رئيس البعثة المتهم بارتكابه جرائم ضد الإنسانية في دارفور وهو ايضا عضو قي حزب البعث في السودان ويتبع القيادة القومية للحزب في سوريا، ويمتلك سجلا مشينا خلال عمله كرئيس للاستخبارت العسكرية في السودان، الأمر الذي يدفعنا للشك بامكانية تعاطفه مع زملاءه السوريين في هذا المجال.”

واعتبر “أن هناك تضليلا إعتمدته السلطات السورية في إرشادها للبعثة التي 90 % من مراقبيها يفتقدون الخبرة اللازمة، ومعدل أعمارهم يتجاوز الستين عاما، بالاضافة الى إغراق البعثة بعدد كبير من المراقبين العراقيين التابعين لمكتب رئيس الوزراء المالكي، ما يشكل ضربة كبيرة لمصداقية ما قد يصدر عن هذه البعثة من تقارير.”

ودانت الرابطة السورية بأقوى العبارات هذا السلوك الذي ترى فيه محاولة جديدة لتضليل بعثة المراقبين العرب وللالتفاف على الوعود التي أطلقها النظام السوري وتعهد فيها بالافراج عن كافة المعتقلين والناشطين السوريين على خلفية نشاطهم السلمي في الحراك الثوري ، مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان المستمرة بطريقة منهجية ومتصاعدة منذ بدء الانتفاضة الشعبية في سوريا .

وكشقت في بيان، تلقت “ايلاف” نسخة منه، أن أجهزة الأمن المرافقة لبعثة المراقبين العرب في مدينة الرقة، قامت بإعتقال الناشط السوري مصطفى شيحان ( 32 ) عاما أثناء تحدثه لوفد المراقبين العرب واقتادته إلى جهة مجهولة .

ولم تفلح مناشدة الناشط السوري للمراقبين بالتدخل لحمايته من الاعتقال ، الذي تم تحت سمع وبصر أعضاء الوفد المراقب.

واذ دانت الرابطة هذا الاعتقال التعسفي الذي جرى خارج إطار القانون، فإنها حملت المسؤولية الكاملة لهذا الإعتقال لأفراد بعثة المراقبين العرب، الذين لم يحركوا ساكنا حيال هذا الاجراء .

كما تساءلت في هذا السياق عن جدوى وجود مراقبين تابعين للجامعة العربية في المناطق الساخنة في سوريا، إذا لم يضطلعوا بمسؤولياتهم بحماية المدنيين الذين يحاولون الوصول إليهم لتزويدهم بالمعلومات.

ورأت الرابطة في تقاعس أفراد البعثة عن حماية الناشط مصطفى شيحان “سببا آخر يضاف إلى تحفظاتنا السابقة على حيادية هذه البعثة ونزاهتها.”

وفي هذا الإطار، علمت ايلاف أن السلطات السورية اعتقلت محمد عدنان السالم مواليد 1983 من درعا بعد تواصله مع بعثة المراقبين العرب.

انشقاقات في سوريا.. وبان يدعو مجلس الأمن للتصدي

شيخ مشايخ قبيلة البكارة السورية يلجأ إلى تركيا * روسيا توزع مشروع قرار حول سوريا في مجلس الأمن

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: ليال أبو رحال لندن: «الشرق الأوسط»

في حين تتواصل عمليات قتل المحتجين في سوريا بواسطة قوات الأمن وتتوالى الانشقاقات في أوساط الجيش، عبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال مؤتمر صحافي في أبوظبي امس عن أسفه للأوضاع في سوريا، قائلا إنها وصلت إلى حد غير مقبول. وحث بان مجلس الأمن على التصدي للأمر والتصرف بطريقة أكثر «تنسيقا وجدية» لوقف إراقة الدماء في سوريا. وأضاف بان «من المهم أن تكون للأمم المتحدة كلمة». من جانبها، صعدت فرنسا من لهجتها أيضا، وكشفت مصادر فرنسية رسمية لـ«الشرق الأوسط» أن وزير الخارجية ألان جوبيه اتصل بالأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي وطالبه بأن تعمد الجامعة إلى تقديم أجوبة واضحة عن الأسئلة المطروحة عما حققته بعثة المراقبين العرب في سوريا. وقالت المصادر إن مهمة بعثة المراقبين «لا يمكن أن تبقى على ما هي عليه إلى الأبد». وأعلن دبلوماسيون أن روسيا وزعت أمس على شركائها في مجلس الأمن الدولي نسخة جديدة من مشروع القرار الذي اقترحته حول سوريا، وأنه سيتم بحثه اليوم. الى ذلك دعا الجيش السوري الحر، في بيان أمس مجلس الأمن إلى إصدار قرار ضد النظام السوري تحت الفصل السابع الذي يتضمن استخدام القوة.

وأعلنت مصادر المعارضة أن 14 شخصا قضوا أمس في أعمال عنف تزامنت مع أنباء بأن النظام السوري يضيق الخناق على مدينة الزبداني، مما أدى إلى نزوح بسبب القصف. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 5 جنود قتلوا حين حاولوا الانشقاق عن الجيش خلال اشتباك مع مسلحين في محافظة إدلب، وأضاف أن 15 جنديا تمكنوا من الانشقاق.

على صعيد ذي صلة, تمكن شيخ مشايخ قبيلة البكارة نواف البشير من مغادرة سوريا والوصول إلى إسطنبول في ظل ظروف وصفها «بالعصيبة». وقال الشيخ البشير الذي يعد من أبرز وجوه المعارضة السورية في الداخل، عبر حديث مع وسائل الإعلام، إنه سيعمل على «تفعيل المعارضة، والتنسيق مع الثوار داخل الوطن»، محملا النظام السوري مسؤولية أي مكروه يصيب أحد أفراد أسرته. كما أشار البشير إلى أنه أجبر على اللقاء الذي أجرته معه القناة الفضائية السورية «تحت التهديد والوعيد». وكان النائب في البرلمان السوري عماد غليون أعلن انشقاقه أول من أمس، معلنا دعمه للحراك الثوري في بلاده.

قتلى وتزايد انشقاقات الجيش في إدلب.. والنظام السوري يضيق الخناق على الزبداني

فيديو يظهر منشقين في الزبداني.. وعناصر الأمن يسألون أبناءها: «لديكم مدينة جميلة وبحبوحة مادية فما لكم والحرية؟»

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: ليال أبو رحال

رغم الضغوط الدولية والعربية، تواصل قوات الأمن السورية، استهداف المحتجين السوريين، وحسب مصادر المعارضة السورية فإن نحو 14 شخصا قضوا أمس في أعمال عنف لم تنحسر، على الرغم من خطة سلام عربية يتحقق من تنفيذها مراقبون أوفدتهم جامعة الدول العربية. وتتزامن هذه التطورات مع أنباء بأن النظام السوري يضيق الخناق على مدينة الزبداني، مما أدى إلى نزوح من القسم الغربي بسبب القصف.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من بريطانيا مقرا، إن إطلاق ميليشيات تابعة للأسد النار بشكل عشوائي، أسفر عن مقتل خمسة من بينهم امرأة، وإصابة تسعة في مدينة حمص المضطربة. وذكر أن خمسة جنود قتلوا حين حاولوا الانشقاق على الجيش السوري، خلال اشتباك مع مسلحين في محافظة إدلب الشمالية الغربية، وأضاف أن 15 جنديا تمكنوا من الانشقاق.

ومن المقرر أن يقدم رئيس بعثة المراقبين العرب تقريرا إلى لجنة بالجامعة العربية بعد غد الخميس، قبل اجتماع موسع لوزراء الخارجية العرب لبحث الخطوة التالية فيما يخص سوريا. واقترحت قطر التي تقود لجنة الجامعة العربية حول سوريا تدخل قوات عربية لوقف القتل، ومن المرجح أن تعارض الاقتراح عدة دول عربية، منها العراق ولبنان والجزائر.

وأظهر فيديو صوره هواة، وحصلت عليه «رويترز»، منشقين عن الجيش السوري يقومون بدوريات في بلدة الزبداني الحدودية، في منطقة تعتبر الآن معقلا للجيش السوري الحر. وظهر الجنود المنشقون ملثمين في اللقطات، وقالوا إنهم موجودون في البلدة لحمايتها. وتشهد الزبداني مظاهرات منتظمة تطالب بتنحي الرئيس السوري بشار الأسد. وأضاف الجنود المنشقون أن الجيش السوري هاجم بلدة مضايا المجاورة بالدبابات. ويضم الجيش السوري الحر منشقين عن الجيش السوري، وتشكل قبل عدة أشهر.

وشن منشقون عن الجيش سلسلة من الهجمات على أهداف أمنية وعسكرية، مما زاد فرص تحول الاحتجاجات على حكم الرئيس السوري بشار الأسد، التي كانت سلمية إلى حد كبير إلى حركة تمرد قد تدفع سوريا إلى شفا الحرب الأهلية. وأظهر الفيديو نقاط تفتيش متنقلة أقيمت في الزبداني، كما كتبت عبارات مناهضة للأسد على جدران المحلات.

وكانت قوات سورية تدعمها الدبابات هاجمت يوم الجمعة 13 يناير (كانون الثاني) بلدة بالقرب من الحدود مع لبنان في أول هجوم عسكري كبير، منذ أن جاء مراقبون عرب إلى سوريا الشهر الماضي، للتأكد من التزامها بخطة وضعتها الجامعة العربية، لوقف العنف. وتشهد الزبداني مظاهرات منتظمة تطالب بتنحي الرئيس السوري بشار الأسد. وأظهر الفيديو نقاط تفتيش متنقلة أقيمت في الزبداني، كما كتبت عبارات مناهضة للأسد على جدران المحلات.

وتعيش مدينة الزبداني (ريف دمشق)، وهي من أشهر مناطق الاصطياف السورية الجبلية، منذ يوم الجمعة الماضي، حصارا خانقا يفرضه النظام السوري عليها، لا سيما بعد أن استقدم تعزيزات إضافية، ناشرا قرابة 200 مدرعة تتولى قصف المدينة على أربعة محاور، من دون توقف.

وتعاني المدينة، التي خصصت المعارضة السورية مظاهرات يوم الأحد الماضي لنصرتها، من ظروف إنسانية صعبة، في ظل حركة نزوح، ومع انقطاع خدمات الكهرباء والهاتف والإنترنت، ومنع دخول المحروقات والمواد الغذائية إليها، في إطار حصار يهدف، وفق ناشطين سوريين، إلى معاقبة المدينة على خروجها اليومي في المظاهرات، منذ بداية التحركات الشعبية التي تشهدها سوريا منذ منتصف شهر مارس (آذار) الماضي.

وقال فارس محمد، عضو لجان التنسيق المحلية في الزبداني، لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن «القصف على المدينة لم يتوقف منذ يوم الجمعة الماضي، إلا لساعة ونصف الساعة يوم الأحد، أثناء دخول بعثة المراقبين العرب إلى المدينة». وأوضح أن «الكهرباء مقطوعة منذ أيام، وكذلك خطوط الهاتف والإنترنت والمحروقات التي يحتاجها الأهالي للتدفئة، مع تدني درجات الحرارة إلى حدودها القصوى، باعتبار أن الزبداني هي منطقة جبلية بامتياز، فضلا عن انقطاع الطحين والمواد الغذائية وصعوبة تنقل الطلاب الجامعيين».

وذكر أن «القصف تركز في اليوم الأول لحصار المدينة على سهل الزبداني تحديدا، لاعتقاد النظام السوري بأن منشقين عن الجيش النظامي لجأوا إلى المزارع المنتشرة بكثرة في البساتين»، موضحا أن «عصابات تابعة للنظام اقتحمت المزارع التي تحوي غرفا صغيرة وعبثت بمحتوياتها، كما تمت سرقة ما بداخلها من موتورات للمياه ومعدات يستخدمها المزارعون».

ويبدي ناشطون في الزبداني تخوفهم من نية النظام السوري «ارتكاب مجزرة في المدينة»، على غرار ما قام به في مدن سوريا عدة بعد إحكامه قبضته عليها. ولفت محمد، الذي يتولى ومجموعة من الناشطين نقل حقيقة ما يجري في المدينة، من خلال توثيق صور ووقائع ومقاطع فيديو تظهر «ارتكابات النظام»، إلى «أننا بتنا على يقين من أن الجيش سيرتكب مجزرة»، مشيرا إلى أن «عناصر من (الجيش الحر) موجودة في المدينة، ولكن لا يمكن لهم الرد على حصار المدينة، كما أن سلاحهم هو من النوع الروسي الخفيف».

ووفق الناشط السوري، فإن «حصار النظام المحكم على الزبداني مرده إلى أمور ثلاثة أساسية، أولها شعوره بأن المدينة لم تعد تحت سيطرته، مع مثابرة أهلها على الخروج اليومي للمشاركة في المظاهرات المطالبة بالحرية والكرامة، وثانيها: باعتبار المدينة تعد ممرا أساسيا لنقل السلاح من سوريا إلى حزب الله، أما السبب الثالث فهو وجود عناصر من (الجيش الحر) فيها».

تجدر الإشارة إلى أن مدينة الزبداني تبعد 47 كيلومترا عن مدينة دمشق، ويعيش فيها نحو 25 ألف سوري (95 في المائة منهم سنة و5 في المائة مسيحيون). وتشتهر المدينة بزراعة أجود أنواع التفاح، الذي يصدر من سوريا إلى أنحاء العالم، كما أنها تعد من أبرز مدن الاصطياف في سوريا.

شيخ مشايخ قبيلة البكارة السورية يلجأ إلى تركيا بعد رحلة اعتقال و«اضطهاد سياسي»

حمل النظام السوري مسؤولية «أي مكروه يصيب أحد أفراد أسرته» وسيعمل على «تفعيل المعارضة»

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: «الشرق الأوسط»

تمكن شيخ مشايخ قبيلة البكارة، نواف البشير، منذ 3 أيام، من مغادرة سوريا والوصول إلى إسطنبول في ظل ظروف وصفها بـ«العصيبة». وقال الشيخ، الذي يعتبر من أبرز وجوه المعارضة السورية في الداخل، عبر حديث مع وسائل الإعلام، إنه «سيعمل على تفعيل المعارضة، والتنسيق مع الثوار داخل الوطن»، محملا النظام السوري مسؤولية «أي مكروه، يصيب أحد أفراد أسرته». كما انتقد البشير، بشدة، مهمة المراقبين العرب، رافضا «التعامل مع السوريين باعتبارهم حقل تجارب».

وعن الوضع في مدينة دير الزور، التي يتحدر منها، أشار البشير إلى أن «ريف المدينة يتعرض لقصف عنيف من قِبل دبابات النظام السوري التي تجاوز عددها في تلك المناطق 80 دبابة».

البشير، الذي اعتقل في مطلع شهر أغسطس (آب) من العام الماضي؛ حيث قامت عناصر من المخابرات الجوية باختطافه من منطقة السبع بحرات في مدينة دمشق، يقول إن النظام السوري أجبره على الظهور على شاشة التلفزيون الرسمي، بعد شهرين من اعتقاله، لنفي خبر تصفيته من قبل النظام وموته تحت التعذيب؛ حيث جرت شائعة تصفيته آنذاك، عبر وسائل الإعلام. وتحدث البشير، في ظهوره أمس، عن تلك الحادثة، مؤكدا أن الدبابات كان تحاصر منزله: «هددوني بتهديم المنزل على رؤوس أطفالي وأسرتي ما لم أظهر على التلفزيون السوري وأقول ما قلته».

يمتاز المعارض السوري بأنه منح المناطق الشرقية لسوريا، وتحديدا مدن دير الزور والحسكة والرقة، موطئ قدم على خارطة المعارضة السورية. هذه المناطق التي سعى النظام السوري إلى تغييبها عن المشهد السوري العام، وجدت في الشيخ المعارض رمزا يعبر عن معارضتها لأسلوب النظام الحاكم وصلافته. الرجل الذي يعتبر من أبرز مؤسسي لقاء إعلان دمشق للتغيير الديمقراطي وجد نفسه سنة 1975 متسلما لزعامة المشيخة من والده الذي توفي في السنة نفسها، فصار البشير شيخ مشايخ عشائر البكارة التي يتجاوز عدد المنتمين إليها في سوريا وحدها المليون نسمة. ليعمل لاحقا في السياسة تحت شروط النظام الحاكم، فأصبح عضوا في قيادة حزب الوحدويين الاشتراكيين، المنضوي تحت ائتلاف الجبهة الوطنية التقدمية التي شكلها الرئيس الراحل حافظ الأسد في أوائل السبعينات. وبعد ترشحه لمنصب عضو مجلس الشعب ونجاحه في دورة 1990، سعى البشير إلى تلبية احتياجات أبناء منطقته وعموم مناطق محافظة دير الزور ضمن الإمكانات المتاحة.

الشيخ المولود سنة 1952 في قرية محيمدية في مدينة دير الزور، ترك حزب الوحدويين الاشتراكيين سنة 1993 إثر خلاف تنظيمي مع القيادة الحزبية، وترشح مرة أخرى بشكل مستقل إلى عضوية مجلس الشعب سنة 1998، لكن النظام السوري، الذي بدأ يلحظ بوادر معارضة على السلوك السياسي للشيخ، قام بتزوير الانتخابات؛ فلم ينجح على الرغم من حصوله في ذلك الوقت على أكثر من مليون صوت انتخابي. السيناريو نفسه تكرر في الدورة الانتخابية اللاحقة سنة 2003؛ حيث رسب الشيخ مرة جديدة بفعل ما وصفه بأنه تزوير مقصود.

تؤكد مصادر مقربة من الشيخ نواف أنه قد اعتكف عن العمل السياسي داخل مؤسسات النظام السوري بعد تجربته المريرة وأصبح على يقين من أن التعاون مع هذا النظام على بناء الوطن غير ممكن أبدا، ليتفرغ بعدها إلى معارضة نظام الحكم عبر المشاركة في تأسيس إعلان دمشق للتغيير الديمقراطي وتمثيل العشائر السورية في هذا الإعلان.

ومنذ بداية الانتفاضة في سوريا كان للشيخ البشير موقف واضح في الوقوف مع الشعب المنتفض والمطالبة برحيل النظام الحاكم، وقد ظهر الشيخ في أكثر من فيديو وهو يخطب في جموع المتظاهرين في مدينة دير الزور. كما كان له دور كبير من خلال الظهور المتكرر على شاشات الفضائيات وفضح ممارسات النظام السوري بحق المحتجين السلميين.

وتذكر المصادر المقربة من الشيخ نواف أنه قد دُعي بعد إعلانه لموقفه المساند للثورة السورية إلى لقاء بالرئيس السوري بشار الأسد في أوائل شهر مايو (أيار) من العام الماضي، إلا أن الأسد لم يقابل البشير وكلف بهذه المهمة الأمين القُطري المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي محمد سعيد بخيتان، الذي هدد البشير بأنهم مستعدون، كبعثيين، إلى قتل ثلث الشعب السوري، وهذا ما صرح به الشيخ نواف فيما بعد على شاشات الفضائيات، مؤكدا ثبات موقفه المتضامن مع الثورة السورية.

قائد القوات المصرية في حرب الكويت: إرسال قوات عربية لسوريا سيجلب مزيدا من العنف

قال لـ «الشرق الأوسط» إن الاقتراح غير مدروس ولا يمكن تنفيذه ومعظم الدول لن تجرؤ على اتخاذه

جريدة الشرق الاوسط

القاهرة: محمد عبده حسنين

وصف اللواء أركان حرب، محمد علي بلال، قائد القوات المصرية في حرب الخليج الثانية (عاصفة الصحراء)، عام 1990، الاقتراح القطري بإرسال قوات عربية إلى سوريا للمساعدة في وقف العنف هناك، بأنه «غير صائب وغير مدروس بالمرة»، وقال في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، إنه يعد توطئة للتدخل الأجنبي، وسيجلب المزيد من العنف، وستكون الخسائر كثيرة في جميع الصفوف، متسائلا: «هل ستذهب القوات لمساندة نظام بشار الأسد أم للوقوف بجانب الثوار»، وقال: «في كل الحالات ستعرض البلاد لحالة عنف وانقسام خطير».

وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، قد أكد، أول من أمس، أن الاجتماع الوزاري المقبل للجامعة العربية في 22 يناير (كانون الثاني)، سيناقش اقتراحا طرحته دولة قطر، بإرسال قوة حفظ سلام عربية إلى سوريا لوقف العنف هناك، المستمر على الرغم من وجود مراقبين عرب، كما دعا الأمين العام السابق للجامعة العربية، عمرو موسى، لدراسة الاقتراح القطري وقال: «الوضع لم يعد يحتمل»، لكن مصادر في الجامعة أقرت بصعوبة تبني مثل هذا الاقتراح.

وعلق اللواء أركان حرب، محمد علي بلال، الذي قاد القوات المصرية في تحرير الكويت، إبان الغزو العراق، على هذا المقترح، قائلا: «إنه غير صائب بالمرة وغير مدروس، ويعد توطئة لتدخل أجنبي دولي في سوريا»، وأوضح بلال أنه لا يمكن لقوات عربية أن تدخل في بلد عربي لحفظ النظام أو لتأمين السلطة في هذا البلد، دون أن تدخل في مشاحنات ونزاعات كبيرة؛ إما مع الثوار والناشطين، أو مع النظام السوري والجيش السوري نفسه في هذا البلد.

وأضاف: «وجود القوات العربية في سوريا سيضعها في سؤال محرج مفاده: هل هي ذاهبة لتأييد نظام بشار الأسد ضد الشعب السوري، أم ضد النظام وتناصر الثوار»، وتابع: «في كل الأحوال، سينتج عن ذلك أعمال عنف بين كل الأطراف، والخسائر والدماء ستكون كبيرة نتيجة التصادم».

وأوضح اللواء بلال، وهو مرشح محتمل في الانتخابات الرئاسية المصرية المقبلة، أن القوات التي يتم سيتم إرسالها في أي دولة تكون عادة للفصل بين قوات متنازعة على الحدود، أو لإحلال السلام داخل دولة ما، ولكن ذلك يكون عبر مساندة النظام، وليس للوقوف مع الثوار ضد النظام، مثل الحالة السورية.

وضرب بلال مثلا بحرب الخليج، وقال: «كانت مهمتها الفصل بين القوات، كما أن القوات الخليجية التي دخلت إلى البحرين منذ أشهر كانت مهمتها حفظ المنشآت هناك، وليس الفصل بين الأمن البحريني والمتظاهرين، وكلها حالات تختلف عن سوريا».

وأكد بلال أن القوات العربية من الممكن أن تتشكل بسهولة عبر قرار ومن السهل تكوينها، كما أن التكلفة المادية لذلك يمكن أن تغطى مهما كانت، لكن الصعوبة تكمن في قيادتها في مثل هذه الظروف، والتجربة الأميركية في الصومال وما حدث لها هناك خير دليل على ذلك. وتوقع بلال رفض معظم الدول العربية المشاركة في أي قوات يتم إرسالها إلى هناك، باستثناء دولة أو اثنتين، مثل قطر، وقال: «لن تخاطر أي دولة بإرسال قوات مسلحة لها في أي دولة عربية أخرى، لأن ذلك له حسابات سياسية معقدة»، موضحا: «إحساس صعب جدا أن يواجه جندي عربي شقيقه في دولة أخرى.. بالطبع سيكون في حالة نفسية معقدة».

وشدد بلال على أن مثل هذا القرار حال اتخاذه سيكون بادرة لتدخل دولي في سوريا، بحيث يصبح «قنطرة»، معتبرا أن الحل البديل هو الوصول بشتى الطرق السياسية، وليس العسكرية، إلى حوار وتوافق مع بين المعارضة والنظام هناك للبحث عن حلول عملية للأزمة.

«الجيش الحر» و«المجلس الوطني» يعلنان إنشاء «مكتب ارتباط بينهما»

نائب قائد الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط»: «العميد الشيخ في ضيافتنا من دون أن يعلن انضمامه إلى صفوفنا»

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: كارولين عاكوم

بعد الاتفاق الذي أعلن عنه الأسبوع الماضي بين المجلس الوطني السوري و«الجيش السوري الحر»، حول تفعيل آلية التنسيق بينهما، وتعزيزها «بما يحقق خدمة أمثل للثورة السورية»، أعلن أمس المكتب الإعلامي بالمجلس الوطني السوري، وبعد اللقاء الذي عقد بين الأخير وقيادة «الجيش الحر» عن تشكيل «مكتب ارتباط» دائم بينهما يتولى التنسيق المشترك. وسيكون هذا المكتب الذي سيتخذ من تركيا، حيث مركز «الجيش الحر»، مقرا له، بمثابة قناة اتصال مباشرة بينه وبين المجلس للوقوف بشكل دائم على التطورات والمستجدات، إضافة إلى تبادل الآراء والمعلومات ليكون الجميع على علم بكل ما يحصل على الأرض، بحسب العقيد مالك الكردي، نائب قائد الجيش الحر رياض الأسعد.

وأكد الكردي لـ«الشرق الأوسط» أن «المجلس الوطني تعهد بتقديم كل ما يلزم ولا سيما على صعيد الدعم المالي للجيش الحر، لتأمين متطلبات حياة عناصر الجيش اليومية من المأكل والمشرب والإقامة. لكن يبقى موضوع السلاح خارج هذا الدعم في الوقت الحالي، نظرا إلى ما يحتاجه من قرارات دولية». ورغم ذلك لم ينف الكردي طلب الجيش الحر من المجلس الوطني العمل من خلال تواصله الدولي على تسليح الجيش الحر.

وفيما يتعلق بقرار إعادة هيكلة وحدات الجيش الحر، لفت الكردي إلى أن الأمر يتعلق بترتيب الوحدات العسكرية على الأرض، واعتماد الأسلوب الحديث في تنظيم الجيوش العصرية، ليكون قادرا على استيعاب الأعداد الكبيرة التي تعلن عن انشقاقها يوميا، في ظل عدم وجود منطقة عازلة، وإعداده بالتالي ليكون نواة الجيش الوطني في المستقبل القريب.

ومن جهة أخرى، أكد الكردي أن ما نشر من معلومات في اليومين الأخيرين عن نية العميد المنشق مصطفى أحمد الشيخ إعلان المجلس العسكري الأعلى، غير صحيح، وقال: «العميد الشيخ أعلن انشقاقه عن الجيش وهو في ضيافة الجيش الحر من دون أن يعلن عن انضمامه إلى صفوفه، وقد تمت معه مناقشة توسيع المجلس العسكري الذي يرأسه العقيد رياض الأسعد، والذي كنا قد أعلنا عن إنشائه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، إضافة إلى مواضيع أخرى متعلقة بالجيش الحر. وعما إذا كان قد يتم تعيين الشيخ رئيسا بديلا عن الأسعد بصفته أعلى رتبة منه، أجاب الكردي «كل شيء ممكن، مع تأكيدنا على أن رياض الأسعد هو رمز الجيش الحر، لكن لغاية الآن لم يتم اتخاذ أي قرار وكل ما يتم تداوله هو أفكار، لا سيما أنه من المتوقع أن يتم الإعلان عن انشقاقات برتب عالية في وقت قريب».

وكان المكتب الإعلامي للمجلس الوطني السوري أصدر بيانا بعد الاجتماع الذي جمعه بقيادة الجيش الحر، أعلن فيه عن «خط ساخن لمتابعة التطورات الداخلية على المستويين الميداني والسياسي، إضافة إلى تشكيل مكتب ارتباط دائم يتولى التنسيق المشترك».

وأوضح البيان أن «لقاءات ستتعقد قريبا بين الطرفين يشارك فيها خبراء عسكريون تهدف إلى وضع خطط وآليات تعزز من قدرات الجيش الحر في مواجهة قوات النظام (السوري)، وتسعى إلى توفير الحماية للمناطق المدنية.

بان كي مون: من المهم أن يكون للأمم المتحدة كلمتها في الوضع السوري

طالب بأن يقوم مجلس الأمن بمعالجته بطريقة جدية ومنسقة لوقف إراقة الدماء

جريدة الشرق الاوسط

أبوظبي: محمد نصار

جدد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أمس، وصفه للوضع في سوريا بأنه «غير مقبول»، معتبرا أنه من المهم أن تكون للأمم المتحدة كلمة «داعيا الدول المنضوية في المنظمة الدولية لمعالجة الأزمة بطريقة جادة ومنسقة».

وقال الأمين العام للأمم المتحدة الذي وصل إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي مع الوفد المرافق له قادما من بيروت، إن الوضع في سوريا بلغ «حدا غير مقبول»، مضيفا «آمل بصدق أن يقوم مجلس الأمن بمعالجة ذلك بطريقة جدية ومنسقة لوقف إراقة الدماء في هذا البلد». معتبرا في حديثه للصحافيين على هامش مشاركته في القمة العالمية لطاقة المستقبل في أبوظبي، أنه «من المهم أن تكون للأمم المتحدة كلمة، وأن تتحرك بشكل منسق»، وتابع: «أعرف أن هناك بعض الخلافات في الرأي بين أعضاء مجلس الأمن، إلا أن عدد الضحايا بلغ حدا غير مقبول، ولا يمكننا أن نترك الوضع يتواصل على هذا النحو».

وكانت روسيا والصين استخدمتا حق النقض في مجلس الأمن في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي لمنع صدور قرار يدين النظام السوري. وفي منتصف ديسمبر (كانون الأول)، قدمت موسكو مشروع قرار إلى مجلس الأمن يدين العنف من جانبي النظام والمعارضة على حد سواء، الأمر الذي رفضته الدول الغربية.

وطلبت الولايات المتحدة من روسيا التخلي عن مشروع قرارها ودعم إصدار قرار أكثر حزما أعدته واشنطن بالتعاون مع دول أوروبية عدة. وأوقع القمع 5 آلاف قتيل على الأقل منذ منتصف مارس (آذار) الماضي.

وأضاف بان كي مون أيضا «لقد دعوت الرئيس (بشار) الأسد باستمرار إلى وقف القتل (…) والاستماع إلى شعبه». وقال الأمين العام: «يتعين على المسؤولين أن يكونوا دائما على اتصال مع شعوبهم. عندما ينقطع مسؤول عن الواقع وعن شعبه! فإن مثل هذا الوضع يصبح محتوما». وأشاد بان كي مون بالجامعة العربية لإرسالها مراقبين إلى سوريا. وقال: «آمل بصدق أن يتمكنوا من مواصلة» مهمتهم.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة، قد وصل إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي، للمشاركة في القمة العالمية لطاقة المستقبل، التي انطلقت أعمالها أمس، وتستمر حتى 19 يناير (كانون الثاني) الحالي، حيث من المقرر أن يطلق «السنة الدولية للطاقة المستدامة للجميع». بمشاركة مجموعة من قادة الدول والحكومات والوزراء والخبراء من مختلف أنحاء العالم.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة قد أعلن خلال افتتاح دورة العام الماضي من «القمة العالمية لطاقة المستقبل» أن الأمم المتحدة اختارت عام 2012 ليكون «السنة الدولية للطاقة المستدامة للجميع».

وتتضمن المبادرة التي تسعى إلى تحقيق 3 أهداف بحلول عام 2030 تتمثل في ضمان توفير الخدمات الحديثة للطاقة في كافة أنحاء العالم ومضاعفة معدل تحسين كفاءة الطاقة ومضاعفة حصة الطاقة المتجددة ضمن مزيج الطاقة العالمي. وتسعى المبادرة إلى تفعيل الالتزام الدولي وحشد تأييد الشركات والقطاع المالي والحكومات والمجتمع المدني وذلك استعدادا لانعقاد مؤتمر «ريو 20» حول التنمية المستدامة، فضلا عن تحفيز مشاركة القطاعين الحكومي والخاص لتحقيق أهداف المبادرة.

وتعد القمة العالمية لطاقة المستقبل التي تدخل الآن عامها الخامس، الملتقى السنوي العالمي الأبرز المتخصص بتشجيع تطوير حلول الطاقة المتجددة وتعزيز كفاءة الطاقة وإدارة النفايات وتحقيق التنمية المستدامة.

وتشهد القمة العالمية لطاقة المستقبل أكثر من 26 ألف مشارك بما في ذلك 3 آلاف موفد و650 شركة عارضة و20 جناحا وطنيا.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، قد غادر مع الوفد المرافق العاصمة اللبنانية بيروت متوجها إلى أبوظبي على متن طائرة خاصة، بعد زيارة إلى لبنان استمرت 3 أيام التقى خلالها كبار المسؤولين وتفقد قوات «اليونيفيل» في جنوب لبنان وشارك في مؤتمر «الإصلاح والانتقال إلى الديمقراطية».

300 مبدع وفنان سوري يعلنون «تجمع مبدعي سوريا من أجل الحرية»

هدفه شرعية جديدة لحرية الإبداع.. وعدم التساوم على حقوق الإنسان

جريدة الشرق الاوسط

أعلن أكثر من 300 مبدع وفنان سوري، في بيان صدر في باريس، أمس، عن «تجمع مبدعي سوريا من أجل الحرية». وندد بيان الفنانين والمبدعين بالنظام الأمني الحاكم في سوريا، وأعلنوا «الانحياز إلى شعب يبتدع حريته»، معتبرين أن المؤسسات الثقافية السورية الرسمية «فقدت كل شرعية أخلاقية ومهنية».

وجاء في البيان الذي نقلته وكالة الصحافة الفرنسية، أن «آلة السلطة التي انتهكت حق التعبير بالمنع والمراقبة، تمنع اليوم حق الحياة». وأضاف البيان أن «المدارس تحولت إلى معتقلات والمشافي إلى غرف تعذيب وفقدت المؤسسات الثقافية كل شرعية أخلاقية ومهنية».

ورأى الموقعون على البيان أن «فقدان هذه المؤسسات لشرعيتها يدفعنا لنبحث عن إنسانيتنا خارج هذه (الشرعية) الملطخة بدماء السوريين. نحن اليوم إذ ننتمي للحرية والإبداع ننحاز لشعب يبتدع حريته وننحاز لحريتنا وإنسانيتنا».

وشرح البيان وضع الفنان السوري نسبة إلى ما يجري، بالقول «لقد حاول بعضنا أو كلنا المقاومة بالفن وصون حق الرأي في ظروف تنكر حق الرأي وتحتكره وتشتريه وتبيع بعضه.. وقدر لنا جميعا المثول أمام عبيد المخابرات وخدمها وقد حاضروا بنا في الشعر والموسيقى والمسرح بوصفهم فقهاء».

وأشار البيان إلى أن «بعض الفنانين السوريين، وأمام هذا الواقع، التزموا الصمت وسكتوا، في حين خاض البعض معارك وهمية ضد زملائهم الذين هم في مثل وضعهم! وصمد البعض الآخر لينال تعاطف الأغلبية لكنه أصبح معزولا».

وتابع البيان واصفا حال المبدعين «لقد حوصرت مخيلة المبدعين السوريين لعقود طويلة في مؤسسات فاسدة ووزارات فاسدة ونقابات فاسدة اخترعت المخيلة الأمنية ومديريها وشبيحتها».

ووصف البيان ما يحدث في سوريا اليوم، بأنه «صراع بين مخيلتين: الأولى تضج بفن المظاهرات وحلولها الحركية البصرية وبالغناء والرقص والسخرية وتمجيد جمال الحياة والحرية»، بينما «ترقص المخيلة الأخرى على أجساد القتلى والمعتقلين وتقتل الحياة وتكره وتلعن الحرية».

وشدد البيان على أن «سوريا المستقبل هي سوريا الإنسان والحرية (…) ودولة ديمقراطية مدنية تعددية، أساسها تداول السلطة والمواطنة المتساوية أمام قانون عادل.. سوريا لا يختزلها حزب واحد أو أوتوستراد واحد باتجاه واحد وباسم واحد».

وختم البيان الذي وقع باسم «تجمع مبدعي سوريا من أجل الحرية» بالقول: «نحن تجمع فناني ومبدعي سوريا من أجل الحرية، نعلن اليوم بدء بحثنا عن شرعية جديدة تطلق حرية الإبداع وأسئلته وتصون استقلاله ولا تساوم على حقوق الإنسان».

ووقع البيان شخصيات تنتمي إلى ميادين الفن والإبداع المختلفة في سوريا، وعلى رأسها أسامة محمد ومحمد ملص وفارس الحلو وعلي فرزات وهالة عبد الله وهالة محمد ونضال الدبس، وغيرهم.

وزراء الخارجية الأوروبيون يدرسون فرض عقوبات إضافية على سوريا في اجتماعهم المقبل

مصادر فرنسية رسمية لـ «الشرق الأوسط»: لا يمكن أن تبقى بعثة المراقبين العرب إلى ما لا نهاية

جريدة الشرق الاوسط

باريس: ميشال أبونجم

قبل أربعة أيام من انعقاد اجتماع لجنة المتابعة العربية يليه اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة، دعت باريس إلى «تقويم واضح» لمهمة بعثة المراقبين العرب في سوريا وللنتائج التي حققتها.

وكشفت مصادر فرنسية رسمية لـ«الشرق الأوسط» عن أن وزير الخارجية، ألان جوبيه، اتصل بأمين عام الجامعة العربية، نبيل العربي، قبل أيام، وطالبه بأن تعمد الجامعة إلى تقديم أجوبة واضحة عن الأسئلة المطروحة عما حققته بعثة المراقبين العرب في سوريا، حيث بدأت مهمتها في 26 ديسمبر (كانون الأول) الماضي لجهة وقف العنف والقمع، وما تحقق حتى الآن من الخطة العربية. كذلك حث جوبيه العربي على العمل على تقوية البعثة العربية وتمكينها من الاستعانة بخبراء الأمم المتحدة. أما النقطة الثالثة التي عرضها الوزير الفرنسي فتتمثل في دعوة العربي إلى الذهاب إلى نيويورك وعرض محصلة النتائج على «.

وقالت المصادر الفرنسية إن مهمة بعثة المراقبين «لا يمكن أن تبقى على ما هي عليه إلى الأبد، فإما أن تقوى بعناصر أممية لتصبح فاعلة حقيقة على الأرض ليتوقف القتل والعنف، وإما يتعين استخلاص النتائج مما فعلته، وخصوصا مما لم تفعله، ويصار بالتالي إلى سحبها والتفتيش عن بديل منها».

وتعول باريس كثيرا على دور الجامعة العربية وعلى تقريرها وما يمكن أن يصدر عن اجتماعها. وفي إطار الوضع الحالي ميدانيا ودبلوماسيا، تعتبر فرنسا أن «موقفا واضحا من الجامعة هو الكفيل وحده، في الوقت الحاضر، بإحداث تغيير ما في مسار الأحداث، بما في ذلك التأثير على الموقف الروسي» المعارض، حتى الآن، لأي دور لمجلس الأمن في الموضوع السوري.

ووفق النظرة الفرنسية، فإنه «سيكون من الصعب على روسيا أن تستمر في المعارضة داخل مجلس الأمن، وأن تهدد باللجوء إلى حق النقض (الفيتو) إذا قالت الجامعة العربية إنها لم تعد قادرة على معالجة الملف السوري وحدها»، من غير أن يكون ذلك أبدا دعوة للتدخل العسكري.

وتبدي باريس قلقها من الوضع الإنساني في الكثير من المدن السورية، وهي ترى أنه يتعين على الجامعة العربية أولا وعلى مجلس الأمن الدولي ثانيا أن يأخذا بعين الاعتبار هذا الجانب من الوضع السوري. وسبق للوزير الفرنسي أن اقترح إقامة «ممرات آمنة» لإيصال المؤن والحاجيات الأساسية إلى المدنيين في المناطق التي تتعرض للحصار.

أما بخصوص ما اقترحه أمير قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، من إرسال جنود عرب إلى سوريا في مهمة حفظ السلام، فإن باريس، على ما يبدو، لا ترغب في الوقت الحاضر في اتخاذ موقف، وهي تترك للجامعة العربية أمر مناقشته واتخاذ الموقف المناسب، لكن المصادر الفرنسية قالت لـ«الشرق الأوسط» إن «الخيار العسكري في سوريا غير مطروح فرنسيا»، ورجحت أن يكون «الممكن» في الوقت الحاضر هو تطعيم بعثة المراقبة العربية بعناصر من الأمم المتحدة لزيادة حضورها وفاعليتها وصدقيتها. غير أن هذا الأمر يفترض موافقة مجلس الأمن الدولي، ما يعني العودة إلى مواقف موسكو ومدى استعدادها للسير في اقتراح تعرضه الجامعة العربية في حال خلصت إلى اعتبار أنها «عاجزة» عن إيجاد حلول للوضع السوري.

وأمس، نددت باريس بقيام إيران بإرسال أسلحة إلى سوريا. وقال الناطق المساعد باسم وزارة الخارجية، رومان نادال، إن لجنة من الخبراء المولجة متابعة ملف السلاح الإيراني رصدت وتأكدت من عدة حالات انتهكت فيها طهران القرارين 1747 و1929، اللذين يمنعانها من تصدير السلاح أو تلقي السلاح من الخارج. واعتبرت الخارجية، ردا على سؤال عن معلومات أميركية تؤكد أن طهران تقدم أسلحة لسوريا، أن شحنات الأسلحة «الإيرانية» «غير مشروعة وتصدمنا عميقا لأنها تفيد نظاما اختار طريق القمع»، وهو ما وصفته الأمم المتحدة «مرارا» بأنه «جرائم ضد الإنسانية». وأضاف نادال: «إننا ندين هذه الانتهاكات وندعو إيران وسوريا إلى احترام قرارات مجلس الأمن احتراما كاملا». وينتظر أن يكون الملف السوري على طاولة مباحثات وزراء الخارجية الأوروبيين خلال اجتماعهم المقبل في بروكسل إلى جانب الملف الإيراني. ومن المنتظر أن يقر الوزراء الأوروبيون سلتين من العقوبات، تتناول الأولى فرض حظر أوروبي على شراء النفط الإيراني، فيما الثانية تجمد ودائع البنك المركزي الإيراني في المصارف والمؤسسات المالية الأوروبية. وبحسب المصادر الفرنسية، فإن الوزراء الأوروبيين سيدرسون فرض عقوبات إضافية على سوريا تتناول مجموعة جديدة من الأشخاص والشركات السورية أو المتعاملة مع سوريا على غرار ما أقره الأوروبيون من عقوبات سابقة. وتعتبر المصادر الفرنسية أن العقوبات أخذت تعطي نتائج لا تظهر فقط على المستوى الاقتصادي، ولكن أيضا على مستوى دعائم النظام، حيث بدأ بعضها بالمبادرة إلى الاتصال مع جهات خارجية لجس النبض ومعرفة كيفية التعامل معه في حال ابتعدت عن النظام.

وتندرج العقوبات الجديدة في سياق الضغوط المستمرة التي يمارسها الأوروبيون، والغربيون بشكل عام، على سوريا، وهي تسير في خط متواز مع مساعي باريس لتقوية المعارضة السورية، وتحديدا المجلس الوطني الذي يرأسه برهان غليون، غير أن باريس التي سبق لها أن اعتبرت المجلس «محاورا شرعيا» لا يبدو أنها قررت القيام بالمزيد تجاهه، وتحديدا الاعتراف الرسمي به ممثلا للشعب السوري على غرار ما فعلته مع المجلس الوطني الليبي المؤقت، حيث كانت أول من اعترف به وسعى للترويج له. وقالت المصادر الفرنسية إن المجلس «لا يطلب منا الاعتراف به، وهو يفضل أن يقوي أولا مواقعه واتصالاته مع العالم العربي قبل طلب الاعتراف الرسمي به». ومعلوم أن ليبيا اعترفت به اعترافا كاملا، فيما تونس بقيت عند «نصف اعتراف». وتعرف باريس الصعوبات التي يعاني منها المجلس تنظيميا وسياسيا، غير أنها تحثه على الانفتاح على المسيحيين وعلى الأكراد والعلويين، وعلى بلورة برنامج سياسي جامع يمكن الاستناد إليه لطلب الاعتراف.

جمعيات لبنانية تشكل ائتلافا لمساعدة النازحين السوريين إلى البقاع

إحصاءات تؤكد أن عدد اللاجئين إلى لبنان تجاوز الـ8 آلاف

جريدة الشرق الاوسط

البقاع اللبناني: حسين درويش

دفع تزايد عدد النازحين السوريين في البقاع، ونتيجة الوضع الأمني غير المستقر في سوريا، الذي وصل إلى ثمانية آلاف نازح في لبنان، بينهم 180 أسرة في البقاع الغربي وراشيا، وأكثر من 100 أسرة يتوزعون على عرسال وبعلبك وبعض مناطق البقاع الشمالي، خمس جمعيات لبنانية إلى الاتفاق، فيما بينها، من أجل تفعيل العمل الإنساني والتنسيق بين هذه الجمعيات بهدف الإغاثة.

ويقول أحد أعضاء جمعية الائتلاف، ومندوب مشروع التراحم الإنساني الذي له باع طويل في العمل الإنساني، محمد عيتاني: «لقد أحصينا النازحين السوريين الموزعين في مختلف المناطق اللبنانية ثلاث مرات. ونؤكد من جانبنا أن العدد الإجمالي للنازحين السوريين على الأراضي اللبنانية، بلغ ثمانية آلاف شخص. وأي رقم آخر ينقص عن ذلك هو رقم غير دقيق، ونتيجة هذا الكم من اللاجئين، بتنا نواجه مشكلة مادية. فمنذ شهر مايو (أيار) الماضي وزعنا 800 مدفأة مازوت، و800 فراش، وعددا مماثلا من الأغطية المرفقة بحصص غذائية وتموينية في وادي خالد (شمال لبنان). كما وزعنا سجادا في المناطق الباردة لحماية الأطفال، بالإضافة لكميات قليلة من المازوت في المناطق العالية. لكن هذا التوزيع لم يشمل كل النازحين».

ويضيف: «قدمنا 3500 فرشة من الإسفنج و3000 حصة على مستوى لبنان»، ولفت إلى أن «القطاع الصحي تتولاه بعض الجمعيات على مستوى لبنان. فهناك جمعيات تقدم الأدوية للمستوصفات». وأضاف: «وفقا لاقتراح مفتي زحلة والبقاع، الشيخ خليل الميس، قررنا أن نشكل ائتلافا للتنسيق فيما بين عدد من الجمعيات للعمل تلافيا للازدواجية. وقد نجحنا منذ البداية مع بعض المنظمات والهيئات الإنسانية المحلية والخارجية في أمين الفرش والحرامات لمعظم اللاجئين. وقدمنا مساعدات مادية قدر المستطاع. ونعمل اليوم وفق ائتلاف، لأنه السبيل الوحيدة من أجل كرامة النازح».

وتابع عيتاني: «طرقنا كل الأبواب في الشمال، وقدمنا الأموال لكل نازح محتاج. وكان هذا التمويل من أهل الخير، ويعتبر جزءا بسيطا مما قدمه الشعب السوري للنازح اللبناني، في حرب تموز عام 2006، فنحن نعمل عمل إغاثي ولا علاقة لنا بالسياسة».

بدوره، قال رئيس تجمع شباب البقاع، الدكتور عبد الله طسي: «لقد شكلنا الائتلاف لمساعدة النازحين إلى البقاع، كما يحصل في وادي خالد في منطقة الشمال، عندما وجدنا أن الإغاثة غير موجودة في البقاع، ولنكون على أتم الاستعداد لأي طارئ يحصل في دمشق، وهذا يشكل ضغطا كبيرا على البقاع، وبذلك نكون مستعدين. فهناك عدد كبير من العائلات تخشى اقتراب أي لجنة أو جمعية منها، فهي لا تعطينا أي وثائق خشية إعادتها إلى سوريا، وهناك 280 عائلة تم إحصاؤها. وهذه العائلات وحدها التي قبلت إعطاءنا أوراقها الثوبتية. وهناك من يرفض تقديم أوراقه خوفا».

وأكد أن «هدف الائتلاف هو إنساني بحت ونسعى لتأمين المعالجة الطبية، إضافة إلى ما يتعلق بكرامة الإنسان، خصوصا أن المنظمات الدولية والإنسانية لا تعترف إلا بعدد المسجلين، وهناك نازحون لا يقرون بذلك، وعندما يعرفون أننا سنساعدهم البعض منهم يعطينا أوراقه والبعض الآخر يرفض. وهناك نازحون موجودون عند أقارب لهم في بلدات بر الياس وقب الياس وجديتا وعرسال، وكل الجمعيات الموجودة تعمل منذ حركة النزوح. لكننا اليوم سنعمل وفق ائتلاف كي لا تتضارب جهودنا. واليوم نعمل على جمع هذه الجهود من أجل التنسيق فيما بيننا».

وتحدث منسق عام صندوق الزكاة، الشيخ أيمن شرقية، فأكد أن «الهدف هو التنسيق بين الجمعيات ليتم الاتصال مع النازحين بشكل مباشر ومنسق على الأرض. وسنعمل على زيارة هؤلاء النازحين، وبعد التدقيق الميداني ستتم المساعدة الإنسانية لإغاثة هؤلاء».

أوباما يجدد المطالبة بتنحي الأسد.. ويندد بوجود “مستويات غير مقبولة من العنف” في سوريا

ندد الرئيس الأميركي باراك أوباما باستمرار وجود “مستويات غير مقبولة من العنف” في سوريا، وذلك خلال استقباله العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض، وقال أمام الصحافيين في ختام اللقاء مع العاهل الاردني: “نحن نواصل رؤية مستويات غير مقبولة من العنف داخل هذا البلد”.

وإذ أشاد أوباما بالعاهل الأردني، ذكّر بأنه “كان الزعيم العربي الاول الذي يدعو الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحي عن السلطة”. وقال: “أريد أن أشكره لأنه كان حازمًا في هذا الملف”. وختم الرئيس الأميركي قائلاً: “سنواصل مشاوراتنا الوثيقة مع الأردن لإيجاد نوع من الضغط الدولي يدفع النظام السوري الحالي الى التنحي، بما يسمح بقيام مرحلة انتقالية في سوريا وعملية أكثر ديموقراطية”.

(أ.ف.ب.)

“الخارجية الروسية”: سنعارض طرح إرسال قوات إلى سوريا في مجلس الأمن

أعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف رفض بلاده “إرسال قوات عربية إلى سوريا”، مشددًا على أنَّ موسكو “لن تؤيد إرسال أي قوات إلى سوريا وأنَّها ستعارض هذه المسألة في حال طرحها للبحث في مجلس الأمن الدولي”.

غاتيلوف، وخلال مؤتمر صحافي في موسكو، أعرب عن قناعته بأنَّه “لن يتم إتخاذ قرار كهذا” وعن شكوكه في أن تكون “جامعة الدول العربية تملك مثل هذا الحق لإرسال قوات إلى سوريا”، مضيفًا: “على حد علمي إنَّ الجامعة لا تملك مثل هذه الصلاحيات فهذه مهمة لا تدخل في بنود تفويضها”. وختم نائب وزير الخارجية الروسي مسيرًا إلى أنَّه ينظر “نظرة سلبية إلى مسألة توجيه قوات أجنبية إلى سوريا لأنَّ هذا الأمر لن يؤدي إلى أي شيء جيد وبالتأكيد لن يؤدي أبدًا إلى تسوية تلك القضايا القائمة في سوريا حاليًا”.

(وكالة “سانا”)

النائب السوري المنشق عماد غليون: حمص مدينة أشباح.. وعلى الغرب التدخل

الثلاثاء 17 كانون الثاني 2012

أكد النائب السوري عماد غليون، الذي أعلن قبل أيام انشقاقه عن النظام ليكون بذلك أرفع مسؤول مدني يقدم على خطوة مماثلة، أنَّ التقارير حول التصرفات الدموية لقوات بلاده “صحيحة”، مشيرًا في حديث لشبكة “CNN” الأميركية إلى أنَّ نظام الرئيس السوري بشار الأسد “خصص ميزانية طائلة لقمع المعارضة، رغم إنهيار الاقتصاد”، داعيًا “الدول الغربية إلى التدخل لإنهاء ما يجري”.

غليون، الذي تمكن من مغادرة سوريا إلى العاصمة المصرية القاهرة، قال: “ما يجري في مدينة حمص كارثة بكل المعاني، فقد باتت مدينة أشباح مليئة بالرعب وليس هناك من كلمات كافية لوصف الوضع”، موضحًا أنَّ “الوضع الإنساني في حمص بلغ مستويات خطيرة، فهناك فقدان كامل للخدمات الأساسية وللطعام وللمعدات الطبية، ولا يمكن للسكان التنقل من حي لآخر بسبب القناصة”.

وإذ شدد على أنَّ نظام الأسد “قرر إستخدام كل موارده المالية لسحق الانتفاضة”، أكد غليون أنَّ “لا ميزانية قائمة حالياً للدولة وإنما أموال مخصصة لخدمة القوى الأمنية ومجموعات الشبيحة”، مناشدًا “القوى الغربية التدخل لإنهاء الوضع القائم في سوريا”، وقال: “إنَّ على تلك القوى دعم المعارضة من خلال تقديم السلاح للقوات العسكرية المنشقة وفرض مناطق حظر جوي”، معتبراً أن تلك الأمور “كفيلة بإنهاء النظام”. وأضاف: “أقول لتلك القوى أن عليها العودة لقيمها الإنسانية وأدعوها لمساعدتنا على وقف القتل والوصول إلى مرحلة بناء نظامنا الديمقراطي”.

وإذ انتقد آداء بعثة المراقبة العربية إلى سوريا، قائلاً: “كنا نتوقع أن يسعوا لوقف آلة القتل، لكن يبدو أنهم أتوا في رحلة سياحية، بعضهم زار المحافظ وبعضهم الآخر مكث في فنادق الخمس نجوم بينما كنا نريد منهم لقاء النشطاء على الأرض وزيارة السجناء وعائلات الجرحى والشهداء، ولكنهم لم يفعلوا ذلك، ربما رغب بعضهم بهذا لكن الأمر لم يحصل”.

هذا واتهم غليون إيران بدعم النظام السوري “بكل قوتها” معتبراً أنها “تهدف من وراء ذلك لحماية نفسها ومصالحها،” ولكنه استطرد بالقول: “إن إيران تعلم أن النظام يضعف وهي تستخدمه كورقة تفاوض مع الغرب”، كما اتهم النائب السوري المنشق “حزب الله” في لبنان بـ”تقديم الدعم اللوجستي والبشري لدمشق”.

(موقع شبكة “CNN”)

مصادر سياسية: أفق الأزمة السورية غير واضح … ومخاوف من استدراج بلبلة أمنية بلبنان لتفعيل دور النظام السوري كإطفائي

موسكو عدّلت مشروع قرارها السوري… وخشية متفاقمة من ارتدادات “مفتوحة المخاطر” لبنانيًا

فيما يترقب ملف الأزمة السورية منعطفًا دقيقًا الأحد المقبل مع ما سيخرج به اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة والذي وصفه وزير الخارجية الإمارتي بأنه سيكون “اجتماعًا بالغ الأهمية”، بينما تقاطع كل من أمين عام جامعة الدول العربية ووزير الخارجية العراقي عند التأكيد على كونه سيبحث المقترح القطري بإرسال قوات عربية لإيقاف العنف الجاري في سوريا، برزت إعادة طرح روسيا مشروع قرارها حول سوريا بنسخة معدلة حافظت على عدم تضمينه أي تلويح بفرض عقوبات على النظام السوري، في مقابل الإكتفاء بـ”التنديد بانتهاكات حقوق الإنسان واستخدام القوة المفرطة ضد المحتجين السلميين ووسائل الإعلام في سوريا”، على أنّ نصّ القرار الروسي المطروح أبقى على المساواة في المسؤولية عن أعمال العنف الحاصل بين النظام والمتظاهرين المناهضين له من خلال مطالبته “كافة الأطراف السورية بوقف العنف”، في وقت دعا السلطات السورية إلى “الوفاء بالتزاماتها بشكل كامل وفق القوانين الدولية والسماح للإعلام الدولي بالعمل بحرية” في تغطية الأحداث الميدانية في سوريا وإلى “التعاون مع مفوضية حقوق الإنسان والإفراج عن كل المعتقلين والسماح للصليب الأحمر الدولي ومنظمات مستقلة بزيارة المعتقلات”، كما طالب الحكومة السورية “بتنفيذ بنود مبادرة جامعة الدول العربية والسماح بعمل المراقبين العرب وحماية بعثتهم وتقديم الحصانة للمتعاونين معها” في سوريا.

غير أنّ مصادر سياسية متابعة عن كثب لتطورات الوضع السوري أعربت لموقع “NOW Lebanon” عن اعتقادها بأنّ الرئيس السوري بشار الأسد “سدّ أفق أية تسوية سياسية ممكنة لحل الأزمة السورية، مستندًا في ذلك إلى الدور الذي تلعبه موسكو على صعيد عرقلة اتخاذ أية إجراءات دولية فعّالة تجبر النظام السوري على وقف العنف والقمع الممارس ضد المتظاهرين السوريين”، لافتًة في هذا المجال إلى أنّ “الأسد بدا واضحًا في إطلالته الأخيرة أنه يستقوي بالروس بمواجهة العرب والمجتمع الدولي على حد سواء، خصوصًا بعد وصول حاملة الطائرات الروسية إلى ميناء طرطوس”.

وإذ أشارت إلى أنّ “النظام السوري بات متكّلاً بشكل كامل على موسكو في قطع الطريق على اي احتمال للتدخل الخارجي في سوريا، وهو ما ترجمه الرئيس السوري بإطلاق تهديدات داخلية علنية لمعارضيه متوعدًا إياهم بالضرب بيد من حديد”، توقعت المصادر نفسها “أن يكون المشهد السوري متجهًا في ضوء تهديدات الأسد نحو مزيد من القمع والعنف، بما يجعل أفق الأزمة السورية غير واضح المعالم والمخاطر”، ومن هذا المنطلق نقلت المصادر “خشية دولية وإقليمية وعربية متصاعدة من ارتداد الواقع السوري سلبًا على الساحة اللبنانية، أمنيًا أو سياسيًا على أقل تقدير، خصوصًا بعد التحذير المبطن الذي وجهه أمين عام “حزب الله” من أن “لبنان هو الأكثر تأثرًا” بمجريات الأوضاع في سوريا”.

وردًا على سؤال، أكدت المصادر أنّ “أحدًا لا يملك من الآن تكهن ما يمكن أن يقدم عليه “حزب الله” في حال تأزم الوضع السوري بشكل لا يصب في صالحه”، وأوضحت في هذا السياق أنّ “الخطورة تكمن في أنّ كل الإحتمالات مفتوحة على صعيد ما قد يقدم عليه الحزب مستقبلاً لمساندة النظام السوري، من إشعال جبهة الجنوب بإيعاز إيراني، إلى استدراج مناطق لبنانية محورية لبلبلة أمنية هنا وهناك بهدف إعادة تعويم النظام في سوريا على المستوىين العربي والدولي عبر السعي إلى إعادة تفعيل دوره كـ”إطفائي” للأزمات المفتعلة على الساحة اللبنانية والتي لطالما شكلت إحدى ركائز قوة النظام السوري في استدراج العروض العربية والدولية لإحكام قبضته على لبنان كما سوريا”.

سوريا ترفض دعوة قطر ارسال قوات عربية وتعتبرها تمهيدا للتدخل الخارجي

دمشق – رفض مصدر رسمي سوري الثلاثاء الدعوات التي اطلقتها قطر بشان ارسال قوات عربية الى سوريا لوقف اعمال العنف في هذا البلد واعتبر ان ذلك يفتح الباب امام التدخل الخارجي في الشؤون السورية.

ونقلت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين أن “سوريا تستغرب صدور تصريحات عن مسؤولين قطريين تدعو الى ارسال قوات عربية اليها وتؤكد رفضها القاطع لمثل هذه الدعوات التي من شانها تأزيم الوضع واجهاض فرص العمل العربي وتفتح الباب لاستدعاء التدخل الخارجي في الشؤون السورية”.

وكان امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني اعرب السبت عن تأييده لارسال قوات عربية الى سوريا لوقف اعمال العنف في هذا البلد، في اول دعوة من هذا النوع تصدر عن قائد عربي.

وردا على سؤال لقناة سي بي اس عما اذا كان من الضروري ارسال قوات عربية الى سوريا، قال امير قطر “لانهاء اعمال القتل (…) يجب ارسال عدد من الجنود الى سوريا”.

واكد المصدر المسؤول “ان الشعب السوري الفخور بكرامته وسيادته يرفض جميع اشكال التدخل الخارجي في شؤونه وتحت اي مسمى كان وسيتصدى لاي محاولة للمساس بسيادة سوريا وسلامة اراضيها”.

ولفت المصدر في التصريح الذي بثته سانا الى انه “سيكون من المؤسف ان تراق دماء عربية على الاراضي السورية لخدمة اجندات معروفة لاسيما بعد ان باتت المؤامرة على سوريا واضحة المعالم”.

واضاف المصدر “ان سوريا التي في الوقت الذي توفي به بالتزاماتها المتفق عليها بموجب خطة العمل العربية فانها تجدد الدعوة للدول العربية وجامعة الدول العربية للقيام من جانبها ببذل جهود ملموسة لوقف حملات التحريض والتجييش الاعلامي الهادفة الى تأجيج الوضع فى سوريا”.

كما دعا الجامعة الى “المساعدة فى منع تسلل الارهابيين وتهريب الاسلحة الى الاراضي السورية تحقيقا للامن والاستقرار الذي يمهد للحوار الوطني البناء الهادف لايجاد حل سياسي للازمة في سوريا”.

وقتل 400 شخص في سوريا منذ انتشار مراقبي الجامعة العربية المكلفين مراقبة تطبيق خطة عربية للخروج من الازمة في 26 كانون الاول/ديسمبر بحسب ما قال مسؤول في الامم المتحدة الثلاثاء.

كما اسفر القمع في سوريا عن مقتل 5400 شخص منذ اذار/مارس بجسب الامم المتحدة.

سوريا ترفض دعوة قطر إرسال قوات عربية

اعتبرت أنها تفتح الباب أمام تدخل أجنبي

العربية.نت

رفض مصدر رسمي سوري، اليوم الثلاثاء، الدعوات التي أطلقتها قطر بشأن إرسال قوات عربية الى سوريا لوقف أعمال العنف، واعتبر أن ذلك يفتح الباب أمام التدخل الخارجي.

ونقلت وكالة الانباء الرسمية السورية “سانا” عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين أن “سوريا تستغرب صدور تصريحات عن مسؤولين قطريين تدعو الى إرسال قوات عربية إليها وتؤكد رفضها القاطع لمثل هذه الدعوات التي من شأنها تأزيم الوضع وإجهاض فرص العمل العربي وتفتح الباب لاستدعاء التدخل الخارجي في الشؤون السورية”.

اقتراح قطري

وكان أمير قطر قد اقترح السبت الماضي إرسال قوات عربية إلى سوريا لوقف ما سمّاه “إراقة الدماء”، حيث تعتبر تصريحات أمير قطر الأولى من نوعها التي يدلي بها زعيم عربي بهذا الخصوص. كما أن بعض الشخصيات المعارضة في هيئة التنسيق الوطنية كانت قد طالبت أخيراً بإرسال “قوات ردع عربية” إلى سوريا، في حال فشل مهمة المراقبين العرب.

مجرد فكرة

وكانت مصادر في الجامعة العربية قد ذكرت في وقت سابق إن “الأمانة العامة لم تتلق أي مقترحات من أي دولة عربية بإرسال قوات إلى سوريا لوضع حد لتدهور الأوضاع فيها”، مبينة أن الاقتراح كان “مجرد فكرة”.

ونقلت صحيفة “الراي” الكويتية عن مصادر بالجامعة العربية، لم تسمها، أن “إرسال قوات عربية مجرد فكرة من قطر التي رأى أميرها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أنها ربما تسهم في التوصل إلى حل للأزمة هناك”.

وذكرت المصادر أن بعض الآراء داخل أروقة الجامعة تجاوبت مع طرح أمير قطر، في حين اعتبرت دول أخرى أن إرسال قوات عربية إلى سوريا يحتاج إلى خطوات في مقدمها وقف كل أشكال العنف وإخلاء المدن السورية من جميع أشكال الوجود العسكري، تجنبا لحدوث أي صدامات ستكون عواقبها خطيرة.

وكان وزير الخارجية العراقي، هوشيار زيباري، أعلن في وقت سابق أمس، أن اقتراح أمير قطر بإرسال قوات عربية إلى سوريا سيكون على جدول أعمال اجتماع مجلس الوزراء العرب في 22 يناير/كانون الثاني في القاهرة.

من ناحية أخرى شددت المصادر القريبة من الجامعة العربية على ضرورة موافقة سوريا مهمة، حتى لو حظي قرار إرسال القوات بتوافق عربي.

ومن المنتظر أن تناقش اللجنة الوزارية العربية الخاصة في سوريا السبت المقبل، تقرير بعثة المراقبين العرب إلى سوريا الخاصة بالاطلاع على مدى التزام السلطات السورية في تطبيق الخطة العربية.

سورية ترفض دخول قوات عربية وتحذر من إراقة دماء عربية لو تم ذلك

دمشق- روما (17 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أعلنت سورية اليوم الثلاثاء “الرفض القاطع” لدخول أي قوات عربية إليها، وألمحت إلى أن دماء عربية ستراق “لخدمة أجندات معروفة لاسيما بعد أن باتت المؤامرة على سورية واضحة المعالم”

ونقلت وكالة الأنباء السورية عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية استغراب بلده صدور تصريحات عن مسؤولين قطريين تدعو إلى إرسال قوات عربية إليها، وأكّد على رفض سورية “القاطع” لمثل هذه الدعوات، ورأى أن من شأنها “تأزيم الوضع وإجهاض فرص العمل العربي، وتفتح الباب لاستدعاء التدخل الخارجي في الشؤون السورية”

ورأى المصدر أن الشعب السوري “يرفض جميع أشكال التدخل الخارجي في شؤونه وتحت أي مسمى كان”، وهدد بأنه “سيتصدى لأي محاولة للمساس بسيادة سورية وسلامة أراضيها”، لافتاً إلى أنه “سيكون من المؤسف أن تراق دماء عربية على الأراضي السورية لخدمة أجندات معروفة لاسيما بعد أن باتت المؤامرة على سورية واضحة المعالم” وفق المصدر الرسمي السوري

واعتبر المصدر أن “سورية توفي بالتزاماتها المتفق عليها بموجب خطة العمل العربية”، ودعا الجامعة العربية لـ “بذل جهود ملموسة لوقف حملات التحريض والتجييش الإعلامي” ضد سورية، و”المساعدة في منع تسلل الإرهابيين وتهريب الأسلحة” إلى الأراضي السورية تحقيقاً للأمن والاستقرار الذي يمهد للحوار الوطني البناء الهادف لإيجاد حل سياسي للأزمة” حسب المصدر.

وكان أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني اقترح الأحد الماضي في مقابلة تلفزيونية إرسال قوات عربية لوقف إراقة الدماء في سورية

الأمير حمد الذي ترأس بلاده لجنة الجامعة العربية بشأن سورية هو أول زعيم عربي يقترح هذا التحرك، ويأتي تصريحه قبل بضعة أيام من اجتماع في الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية لبحث تقرير لجنة المراقبة العربية، وسيقرر الوزراء العرب ما إذا كانوا سيواصلون المهمة أو ربما يحيلون الملف إلى مجلس الأمن

تصريحات أمير قطر ليست أولى التصريحات أو المواقف التي توحي ببدء تدويل الأزمة السورية التي أسفرت حتى الآن عن مقتل نحو 6500 وفق مراصد حقوقية سورية متخصصة، ومنها تأكيد وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أن بعثة المراقبين العرب في سورية “لا يمكن أن تستمر إلى أجل غير مسمى”، وإعلان نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية أنه لا يمكن استمرار عمل المراقبين في ظل استمرار القتل والعنف

لا ترى المعارضة السورية بالإجمال مانعاً من دخول قوات ردع عربية (قبعات خضر) إلى سورية، فيما تطالب قوى أخرى بتحويل الملف السوري إلى مجلس الأمن وإرسال قوات ردع دولية وليس عربية على

أوباما يقول إن العنف في سوريا بلغ مستويات ” غير مقبولة” ويطالب حكومة الأسد بالتنحي

قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما الثلاثاء إن أعمال العنف في سوريا وصلت إلى ” مستويات غير مقبولة” مجددا دعوته للرئيس السوري بشار الأسد وحكومته بالتنحي عن السلطة.

وأوضح أوباما بعد لقائه والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في البيت الأبيض قائلا ” لا نزال نري مستويات غير مقبولة من العنف في سوريا وسنواصل مشاورتنا عن كثب مع الأردن لزيادة الضغوط الدولية وتهيئة المناخ لتشجيع النظام السوري على التنحي عن السلطة”.

وأشاد اوباما بالعاهل الاردني مذكرا بأنه كان الزعيم العربي الاول الذي يدعو الرئيس السوري إلى التنحي عن السلطة.

وتأتي دعوة أوباما في الوقت الذي رفضت الحكومة السورية الاقتراح الذي تقدمت به قطر بإرسال قوات عربية إلى سوريا لوقف اعمال العنف واعتبرت أن الاقتراح يفتح الباب امام التدخل الخارجي في الشؤون السورية.

ونقلت وكالة الانباء الرسمية السورية سانا عن مسؤول في وزارة الخارجية أن “سوريا تستغرب صدور تصريحات عن مسؤولين قطريين تدعو الى ارسال قوات عربية اليها وتؤكد رفضها القاطع لمثل هذه الدعوات التي من شانها تأزيم الوضع واجهاض فرص العمل العربي وتفتح الباب لاستدعاء التدخل الخارجي في الشؤون السورية”.

وفي المقابل، قال مالك الكردي نائب قائد ما يسمى بـ”الجيش السوري الحر”، وهي مجموعة عسكرية تضم جنودا منشقين، إن نشر قوة عربية لن يكون فاعلا إلا إذا جرى تحت مظلة الأمم المتحدة.

وكان امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني قد أعرب السبت عن تأييده لارسال قوات عربية إلى سوريا لوقف اعمال العنف.

خطة السلام

ومن المقرر أن يعقد وزراء الخارجية العرب في الثاني والعشرين من الشهر الجاري اجتماعا لمناقشة الاقتراح القطري ومصير بعثة المراقبين العرب التي أرسلت الى سوريا الشهر الماضي للتحقق من التزام دمشق بخطة السلام العربية التي وافقت عليها في الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

وقال الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي السبت خلال زيارة لسلطنة عمان انه سيتم تقييم عمل مهمة المراقبين خلال اجتماع الأحد المقبل.

وتنص خطة السلام العربية على وقف اراقة الدماء وسحب الجيش من المدن والافراج عن محتجزين وإجراء حوار مع المعارضة.

تتواصل أعمال العنف رغم وجود بعثة المراقبين العرب في سوريا

في غضون ذلك، يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا ظهر الثلاثاء لبحث مشروع قرار معدل قدمته روسيا بشأن الأزمة في سوريا.

من جانبها اعتبرت وزارة الخارجية الفرنسية أن مشروع القرار الروسي الجديد في مجلس الأمن “بعيد جدا عن الاستجابة لواقع الوضع” القائم في سوريا.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن دبلوماسي في نيويورك قوله ” إن مشروع القرار الجديد مجرد تجميع للتعديلات التي اقترحها الأعضاء الآخرون للمجلس دون تقدم في الجوهر”.

وترفض دول الغرب رغبة موسكو في ان تضع النظام والمعارضة على قدم المساواة على صعيد ادانة العنف.

قتلى

ميدانيا، ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان، ومقره لندن، أن ثمانية أشخاص قتلوا اثر انفجار عبوة ناسفة بحافلة ركاب صغيرة على طريق ادلب – حلب.

وفي مدينة حمص أكد نشطاء سوريون أن ” ناقلات جند تابعة للجيش السوري جابت شارع القاهرة في المدينة وأطلقت النار بشكل عشوائي مما ادى إلى مقتل شخص واصابة تسعة اخرين في حي الخالدية”.

وتأتي الحصيلة الجديدة للقتلى غداة اعلان الامم المتحدة انها ستبدأ خلال ايام تدريب مراقبين عرب بناء على طلب الجامعة العربية لارسالهم لاحقا إلى سوريا.

وسيتولى التدريب موظفون في المفوضية العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة.

واستمرت أعمال العنف في سوريا رغم تواجد المراقبين العرب منذ 26 ديسمبر / كانون الأول.

وتقول الأمم المتحدة إن أعمال العنف أدت إلى مقتل 5400 شخص منذ اندلاع الاحتجاجات المناهضة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد في مارس / اذار الماضي.

المزيد من بي بي سيBBC © 2012

بحث ارسال قوات عربية الى سوريا والامم المتحدة تدرب المراقبين العرب

من المقرر ان يتناول اجتماع وزراء الخارجية العرب في الثاني والعشرين من الشهر الجاري اقتراح امير قطر ارسال قوات عربية الى سورية ومصير بعثة المراقبين العرب الى سوريا.

فقد اكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري ان الاجتماع سيتطرق الى الاقتراح القطري وهو ما اكده نظيره الاماراتي.

وصرح زيباري من ابو ظبي ان اقتراح امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ارسال قوات عربية الى سوريا “سيكون على جدول اعمال اجتماع مجلس الوزراء العرب” في 22 كانون الثاني/يناير في القاهرة.

كما قال وزير خارجية الامارات الشيخ عبدالله بن زايد ال نهيان ردا على سؤال بشأن اقتراح ارسال قوات عربية الى سوريا “نحن في مرحلة مشاورات وتبادل رؤى والاستماع الى اقتراحات بما فيها اقتراح سمو امير قطر، اعتقد ان اجتماع 22 سيكون بغاية الاهمية”.

كما سيبحث الاجتماع مستقبل بعثة المراقبة التي أرسلت الى سوريا الشهر الماضي للتحقق من التزام سوريا بخطة السلام العربية التي وافقت عليها في الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

وقال الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي السبت خلال زيارة لسلطنة عمان انه سيتم تقييم عمل مهمة المراقبين خلال اجتماع الاحد المقبل.

وتنص خطة السلام العربية على وقف اراقة الدماء وسحب الجيش من المدن والافراج عن محتجزين وإجراء حوار مع المعارضة.

تدريب

من جهة اخرى اعلنت الامم المتحدة عن البدء بتدريب المراقبين العرب الموفدين الى سوريا في العاصمة المصرية القاهرة بناء على طلب من الجامعة العربية.

وقالت المتحدثة باسم الامم المتحدة فانينا مايستراكي ان التدريب يبدأ بعد الاجتماع العربي الوزاري المقرر الاحد في العاصمة المصرية لمناقشة تطورات الوضع في سوريا وعمل المراقبين.

وسيتولى التدريب موظفون في المفوضية العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة وقال الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي السبت خلال زيارة لسلطنة عمان انه سيتم تقييم عمل مهمة المراقبين خلال اجتماع مجلس الجامعة القادم.

وينتهي البرتوكول الموقع بين سوريا والجامعة العربية والخاص بايفاد المراقبين العرب في التاسع عشر من الشهر الحالي ويمكن تجديده بموافقة الطرفين.

خط ساخن

من جهة اخرى اعلن المكتب الاعلامي للمجلس الوطني السوري في بيان له عن انشاء “كل من المكتب التنفيذي للمجلس الوطني وقيادة الجيش الحر خطا ساخنا لمتابعة التطورات الداخلية ومتابعتها على المستويين الميداني والسياسي، إضافة إلى تشكيل مكتب ارتباط دائم يتولى التنسيق المشترك”.

وأوضح البيان أن “لقاءات ستتم قريبا يشارك فيها خبراء عسكريون تهدف الى وضع خطط وآليات تعزز من قدرات الجيش الحر في مواجهة قوات النظام وتسعى إلى توفير الحماية للمناطق المدنية وخاصة التي يحاول النظام الدموي اقتحامها أو قصفها باستخدام الأسلحة المتوسطة والثقيلة”.

وكان قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الاسعد اعلن في وقت سابق من هذا الشهر ان عدد المنشقين عن الجيش النظامي بات يناهز الاربعين الفا ومعظمهم موجودون داخل الاراضي السورية.

سيقرِّر مجلس الجامعة خلال اجتماع الأحد ما إذا كان سينهي بعثة المراقبين في سوريا أم سيمدِّدها

ودعا الامين العام للامم المتحدة مجلس الامن الى التصرف بسرعة وجدية ازاء الاوضاع في سوريا الى وصلت الى درجة “غير مقبولة وقال “ارجو من اعضاء مجلس الامن التصدي لهذا الملف بشكل منسق وجدي وتجاوز خلافاتهم”.

من جهة اخرى اعلن دبلوماسيون في الامم المتحدة ان روسيا وزعت الاثنين على شركائها في مجلس الامن الدولي نسخة جديدة من مشروع القرار الذي اقترحته حول سوريا.

وهذا النص الذي يبدو انه لا يغير في جوهر الموقف الروسي سيبحث بعد ظهر الثلاثاء على مستوى الخبراء.

وقال متحدث الماني ان “الوفد الروسي قال انه وزع مشروع قرار جديد” من دون كشف مضمونه. واضاف “آن الاوان ليجري المجلس مفاوضات جدية” حول القمع في سوريا.

واوضح دبلوماسي غربي اخر لفرانس برس ان النص الروسي الجديد “يجمع التعديلات المقترحة من قبل اعضاء المجلس” دون احراز تقدم في الجوهر ورأى “انها مناورة جديدة تسويفية”.

وبعد ان استخدمت روسيا والصين الفيتو على مشروع قرار في الامم المتحدة حول سوريا في تشرين الاول/اكتوبر عرضت موسكو في منتصف كانون الاول/ديسمبر مشروع قرار يدين اعمال العنف من قبل الحكومة والمعارضة على حد سواء لكن الدول الغربية اعتبرت انه غير مقبول.

استمرار العنف

ميدانيا قالت المعارضة السورية إن 11 شخصا قُتلوا الاثنين على أيدي قوات الأمن والعناصر الموالية للنظام، بينما أفادت مصادر الحكومة بمقتل ثمانية أشخاص، أحدهم ضابط رفيع برتبة عميد، واختطاف آخر برتبة رائد على أيدي “مجموعات إرهابية مسلَّحة”.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقرُّه العاصمة البريطانية لندن، إن عناصر تابعة للنظام السوري “أطلقوا النار بشكل عشوائي في مدينة حمص الواقعة وسط البلاد، ممَّا أسفر عن مقتل خمسة أشخاص، بينهم امرأة، وإصابة تسعة آخرين بجروح.

وذكر المرصد أيضا أن خمسة جنود قُتلوا خلال اشتباك مع مسلحين في محافظة إدلب الواقعة شمال غربي البلاد، وذلك عندما حاولوا الانشقاق عن الجيش، مشيرا إلى أن 15 جنديا تمكنوا من الانشقاق.

مقتل عميد

من جانبها، قالت الوكالة العربية السورية الرسمية للأنباء (سانا) إن “مجموعة إرهابية مسلحة” قتلت بالرصاص العميد محمد عبد الحميد العواد، وأصابت سائقه بجروح، حيث استُهدف الضابط في منطقة الغوطة بالقرب من العاصمة دمشق أثناء توجهه إلى عمله.

وأضافت الوكالة أن مسلَّحين قتلوا أيضا المهندس حيدر عباس اسماعيل العامل في السكك الحديدية، وذلك بإطلاق النار عليه أمام منزله الكائن في حي الشماس بمدينة حمص.

وأضافت أن مسلحين اختطفوا أيضا الرائد محمد شمس الدين حسن، مدير ناحية أرمناز في إدلب، وذلك بعد أن اعترضوا السيارة الخاصة التي كان يستقلها أثناء توجُّهه إلى مقرِّ عمله من بلدته نبُّل الواقعة في ريف حلب.

فقد تحدَّثت التقارير عن مقتل المئات، من مدنيين وعسكريين، منذ وصول المراقبين إلى البلاد التي تشهد انتفاضة ضد نظام الرئيس بشار الأسد منذ الخامس عشر من شهر مارس/آذار الماضي.

المزيد من بي بي سيBBC © 2012

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى