أحداث الثلاثاء، 23 نيسان 2013
الإبراهيمي يتحدث عن 40 ألف مقاتل أجنبي في سورية
لندن، دمشق، نيويورك، بيروت، إسطنبول -»الحياة»، أ ف ب، رويترز
قرر الاتحاد الأوروبي امس رفع الحظر على استيراد النفط من المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في شمال سورية وشمال شرقها، في صيغة شبيهة لـ»النفط مقابل الغذاء» في العراق خلال عقد التسعينات الماضي. في وقت، جددت موسكو تحذيرها الاتحاد الأوروبي من رفع حظر السلاح، وتأكيد إيران أن «افضل خيار» هو استمرار الرئيس بشار الأسد في منصبه حتى صيف 2014. وتحدث المبعوث المشترك الأخضر الإبراهيمي الذي اعتذر للشعب السوري، عن وجود 40 ألف مقاتل اجنبي في سورية.
واختتم وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اجتماعهم أمس بالاتفاق على رفع حظر تصدير النفط السوري من المناطق التي تسيطر عليها المعارضة من أجل المساعدة في تخفيف معاناة المدنيين، بعد فرضه منذ العام 2011. وقال وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيلي «أن القرار يهدف إلى تمكين المعارضة من الحصول على موارد مالية ستستخدم لتغطية الحاجات الأساسية للسكان المدنيين». وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ لدى وصوله لحضور اجتماع لوكمسبورغ «من الضروري أن نبعث رسالة بأننا مستعدون للمساعدة بطرق أخرى بكل السبل الممكنة بما فيها السبل التي تضيف إلى التمويل» للمعارضة.
وقالت مصادر مطلعة لـ»الحياة» إن اكثر من 70 من آبار النفط السورية تقع تحت سيطرة مقاتلي المعارضة وقوات «الاتحاد الديموقراطي الكردي» الذي بدأ يبتعد أخيراً عن النظام. كما تقع بعض الحقول تحت سيطرة «جبهة النصرة» في شمال شرقي البلاد، علماً أن إجمالي إنتاج سورية انخفض في السنوات الأخيرة من 470 إلى 330 ألف برميل يومياً.
وقال سفير عربي لـ»الحياة» عن القرار الأوروبي «إذا استمرت الحرب في سورية فإن قرار الاتحاد سيقود إلى صيغة شبيهة بقرار النفط مقابل الغذاء الذي طُبق في العراق على مدى 23 عاماً».
ويأتي هذا القرار قبل نحو شهر من مناقشات ستتناول موضوع الحظر الأوروبي على تصدير السلاح إلى سورية. وقالت مصادر ديبلوماسية غربية لـ»الحياة» إن إحدى الصيغ المطروحة لتجاوز الانقسام بين كل من بريطانيا وفرنسا الداعمتين لرفع الحظر من جهة وألمانيا والسويد المعارضتين له هو اتخاذ قرار جماعي برفع سلة العقوبات كاملة التي فرضت منذ سنتين، بحيث يكون لكل دولة قرار سيادي بتصدير سلاح للمعارضة. وأشارت المصادر إلى أن خبراء قانونيين يعكفون على إيجاد صيغ قانونية تعرض على حكومات بلادهم.
غير أن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قال في مؤتمر صحافي عقب محادثات مع نظيره الغينيي في موسكو إن الحظر الأوروبي لم يكن ضرورياً من البداية لأن مثل هذه الإمدادات محظورة بموجب القانون الدولي، وإنه إذا رفع الحظر «فإن الالتزامات الدولية لدول الاتحاد الأوروبي التي تحرم إمدادات الأسلحة والذخيرة للجهات غير الحكومية لن تتحقق»، علماً أن لافروف سيلتقي وزراء أوروبيين ونظيره الأميركي جون كيري على هامش اجتماع لحلف شمال الأطلسي (ناتو) وروسيا في بروكسل اليوم.
وقال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي في مؤتمر صحافي في دمشق إن «افضل خيار» هو استمرار الأسد في منصبه حتى صيف 2014، بحيث تجرى بعدها «انتخابات حرة ليقول الشعب السوري كلمته في تقرير مصير الأسد».
إلى ذلك، كلف «الائتلاف الوطني السوري» الذي بدأ يبحث عن رئيس، رئيس «المجلس الوطني» جورج صبرا مهمات رئاسة «الائتلاف» خلفاً لمعاذ الخطيب الذي جدد تقديم استقالته بعد اجتماع «أصدقاء سورية» في إسطنبول مساء أول امس، ذلك بموجب النظام الداخلي ونص على انه «يتمتع نواب الرئيس بصلاحيات الرئيس في حال غيابه أو خلوّ منصبه».
وقالت مصادر المعارضة إن الهيئة السياسية لـ»الائتلاف» ستجتمع بحضور أعضائها الـ11 في إسطنبول الجمعة والسبت المقبلين، علماً أن ولاية رئيس «الائتلاف» تنتهي في 10 أيار (مايو) المقبل، مع توقع حصول اجتماع الهيئة العامة قبل ذلك في القاهرة، للبحث في قضايا عدة بينها العلاقة مع الحكومة الموقتة. وأشارت المصادر إلى بروز دور الأمين العام لـ»الائتلاف» مصطفى صباغ الذي كان منافساً للخطيب، إذ بدأ (صباغ) بتوجيه دعوات لحضور الاجتماعات المقبلة.
وشن رئيس»المجلس الوطني» السابق برهان غليون هجوماً لاذعاً على طريقة استقالة الخطيب، قائلاً إنه «أضعف المعارضة والثورة» وتصرف كأنه «موظف» لدى الحلفاء.
ميدانياً، دارت فجر امس اشتباكات بين «الجيش الحر» والجيش النظامي في محيط مطار منغ الذي تحاصره المعارضة منذ فترة طويلة. وقالت مصادر المعارضة إن مقاتليها تمكنوا من اقتحام كتيبة العلقمية التي تحميه وقتلوا رئيسها وسيطروا على مخزن ذخائر ومعدات عسكرية. ولفتت مصادر إلى أن اشتباكات حصلت امس بين «الجيش الحر» ووحدات الحماية الشعبية التابعة لـ «الاتحاد الديموقراطي الكردي» من جهة وقوات النظام وموالين لها من الشيعة من بلدتي نبل والزهراء في ريف حلب.
وفي نيويورك علمت «الحياة» أن الممثل الخاص المشترك إلى سورية الأخضر الإبراهيمي قدم أمام مجلس الأمن اعتذاراً إلى الشعب السوري «لأنني فعلت القليل جداً لهم خلال الأشهر الثمانية الماضية». وخاطب الإبراهيمي المجلس في الجلسة المغلقة الجمعة الماضي معبراً عن «الأسف العميق لأن جهودي لم تثمر سوى القليل جداً» لأن «جهود وقف العنف وتحقيق السلم لم تنجح حتى الآن».
وحمّل الإبراهيمي كل الأطراف داخل سورية وفي جامعة الدول العربية ومجلس الأمن مسؤولية عدم العمل على التوصل إلى عملية سياسية تؤدي إلى حل سلمي مشيراً إلى أن قرار جامعة الدول العربية الأخير في الدوحة «يعني أن مسار جنيف أهمل وأن عقد حوار أو مفاوضات أمر غير ممكن أو ضروري».
وقال الإبراهيمي لمجلس الأمن إن «مقاتلين أجانب من عرب وغربيين يقاتلون إلى جانب كل من المعارضة والنظام في سورية» مشيراً إلى أن «مصادر موثوقاً بها قريبة من النظام السوري أبلغتني قبل ٤ شهور أن عدد المقاتلين الأجانب (في صفوف المعارضة) كان بضع مئات وأن عديد مقاتلي جبهة النصرة يصل إلى قرابة ٥ آلاف» أما اليوم، أضاف الإبراهيمي «فقد أبلغني مصدر آخر أن المقاتلين الأجانب وصلوا إلى نحو ٤٠ ألفاً».وتحدث الإبراهيمي عن «مقاتلين أجانب يقاتلون إلى جانب الحكومة في سورية، وهو ما أكده الأمين العام لحزب الله ومتحدثون رسميون في إيران» مشيراً إلى تقديرات بأن «لحزب الله آلاف المقاتلين في سورية إضافة إلى مستشارين يساعدون النظام في إدارة ميليشيا أسمها جيش الشعب تعمل لدعم أو التعويض عن عصابات الشبيحة».
وانتقد الإبراهيمي تحول النقاش في سورية ليتركز على نشاط «جبهة النصرة وتنظيم القاعدة» آملاً بأن «لا تغطي الشجرة الغابة» مشدداً على أن «الطريق لاستيعاب المتشددين وخفض تأثيرهم هو العمل بجد على إنهاء النزاع».
وقال إن «النظام غير مستعد للإصغاء كما أن المعارضة غير موحدة حول قيادة متجانسة وبرنامج سياسي بناء، ومع ازدياد التدخل الإقليمي والدولي في سورية فإن المزيد من التصعيد أمر لا يمكن تجنبه». وأضاف أن «مطلب المعارضة بتنحي الأسد مشروع تماماً لكن تحقيق هذه الأهداف يتطلب عملية سياسية» مؤكداً
ضرورة «تطوير مبادرة معاذ الخطيب بدلاً من تجاهلها».
وعقد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس لقاءين ثلاثيين حول سورية أحدهما مع رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، وآخر مع العربي والإبراهيمي.
معارك عنيفة في القصير بين المعارضة والجيش السوري وحزب الله
بيروت – أ ف ب
تدور اشتباكات عنيفة في منطقة القصير السورية الحدودية مع لبنان، بين القوات النظامية ومقاتلين من حزب الله اللبناني، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
من جهته، أفاد مصدر عسكري سوري أن “الجيش النظامي يتقدم في ريف مدينة القصير، التي تسيطر عليها المعارضة”، مؤكداً أن “استعادتها مسألة أيام لا أكثر”.
وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن إن “القوات النظامية تقود المعركة على الجبهتين الشمالية والشرقية في منطقة القصير، في حين يخوضها حزب الله على الجبهتين الجنوبية والغربية”، القريبتين من الحدود.
من جهته، قال المصدر العسكري إن الجيش النظامي “يواصل تقدمه في ريف القصير حيث تمت السيطرة على معظم البلدات المحيطة بالمدينة، التي يعتبر موضوع السيطرة عليها مسألة أيام لا أكثر”.
وأضاف إن “الهدف من العملية في الدرجة الأولى هو منع دخول المجموعات الإرهابية المتطرفة إلى حمص والمناطق المحيطة”، مشيراً إلى أن “الهدف الأبعد هو تطهير هذه المناطق من الإرهابيين لضمان عودة الأهالي”.
وبحسب عبد الرحمن، فإن “استعادة مدينة القصير أصعب من السيطرة على البلدات المحيطة بها، بسبب المقاومة الضروس للمقاتلين الذين يتمتعون بمعنويات مرتفعة”. وأضاف إنهم “مستعدون للموت في الدفاع عنها، ولا يمكن للقوات النظامية استعادتها إلا في حال دمرتها بالكامل”.
وبحسب المرصد والمعارضة السورية، “تعتمد القوات النظامية في معركة القصير على مقاتلين من النخبة في حزب الله”، في حين يؤكد الحزب أن “عناصره الموجودين في سورية هم من اللبنانيين الشيعة المقيمين في قرى حدودية داخل الأراضي السورية يقطنها لبنانيون، ويقومون بالدفاع عن النفس ضد هجمات المقاتلين”.
إسرائيل تخوض «النقاش السوري» على وقع رفع قدراتها العسكرية الهجومية
القدس المحتلة – آمال شحادة
كعادتهم في كل مناسبة عندما يعتلون المنابر لمخاطبة جمهورهم، يستغل القادة الإسرائيليون، من عسكريين وأمنيين وسياسيين، الحضور الواسع ليصعدوا حملة الترويج لقدراتهم في الحفاظ على أمن الإسرائيليين والدولة العبرية ومواجهة «أخطر السيناريوات المتوقعة»…. لكن هذه المرة وفي «عيد الاستقلال» (الذكرى السنوية الـ 65 لقيام إسرائيل)، بلغ استعراض العضلات ذروته: «قدرة الجيش الإسرائيلي على ضرب إيران بمفرده»، «ضربات قاسية تجاه لبنان وسورية»، «حرب على غزة أشرس وأقوى من العملية العسكرية الأخيرة «عمود السحاب»، «لن نقبل بانتفاضة ثالثة»…. تصريحات صدحت في هذا اليوم الاحتفالي إلى حد لم يتحمله الكثيرون ممن يمكن تسميتهم بـ «العاقلين»، وأولئك الذين يدركون جيداً أخطار لهجة التهديد والوعيد. فهناك من وصفها بـ «الأوهام التي قد تغرق إسرائيل» ومنهم من رأى أنها تنطلق من ضعف ومن حقيقة أن إسرائيل غير قادرة على قراءة واضحة وصحيحة للتطورات التي قد تشهدها المنطقة في مقابل عدم قدرتها على ضرب إيران وحدها.
وكــــان الوصف الأجرأ والأوضح لهذه اللغة للباحثة في المعهد الإسرائيلي للديموقراطية، تمار هيــــرمان، التي وصفت خلال مناقشة هذه التصريحات، التي أطلقها رئيس الحكومة، بنيامين نتانياهو ووزير دفاعه، وموشيه يعالون، ورئيس أركان الجيش، بيني غانتس، بـ «زئير أسد شائخ في فصل الشتاء».
وقــالت: «المنظمات القوية وذات الدعم الجماهــــيري الواسع والمتماسك، مثل الأسود الكبيرة في ذروة قوتها، لا تحتاج إلى الاستعراضات. تكفــــي همهمة صوت أو زئير قصير في أحيان بعيدة لتذكــــير من نسي ولو للحظة من هو رب البيت الحقيقي. وعلى سبيل النقيض، فإن من تضعف مكانتهم مثل الأسود الشائخة أو الحكام الذين تبدو كراسيهم مترنحة، يشعرون بالحاجة إلى إطلاق صوت أعلى للإبقاء على صورة القوة والحضور. فضعف اللاعبين السياسيين يترافق غير مرة باستعراضات وخطابات ملتهبة، تجعل بعض المشاهدين بل وأحياناً اللاعبين أنفسهم يصدقون بأن هذه هي قوة حقيقية».
هذا الوصف جاء مطابقاً لتصريحات غانتس الذي راح يهدد ويتوعد بأن جيشه قادر بمفرده على ضرب إيران وبمواجهة حرب على مختلف الجبهات وهدد لبنان وسورية وغزة…. فلم تمر ثماني وأربعون ساعة على هذه التهديدات حتى سقطت الصواريخ على إيلات، من دون أن تنجح أبسط القدرات الدفاعية في صد هذا الهجوم ومواجهته. صفارة الإنذار لم تطلق في جميع المناطق أما منظومة «القبة الحديدية»، التي نصبت في إيلات خصيصاً في أعقاب وصول معلومات عن قرب إطلاق صواريخ، فلم تعمل، علماً أن أحد الصواريخ سقط في منطقة مأهولة.
أسبوع بأكمله عاشت إسرائيل أجواء استعراض العضلات بمرافقة الاحتفالات بإقامة «الدولة العبرية»، ولم تهدأ حتى بعد سقوط الصواريخ على إيلات إلى أن اتضح أن وزير الدفاع الأميركي، تشاك هيغل، يحمل في زيارته إلى إسرائيل رزمة أسلحة جديدة من شأنها أن تطيل أكثر، الذراع الطويلة لإسرائيل في الدفاع عن نفسها، لتنتقل «حفلة الاستعراضات»، إلى تحليلات وتخمينات حول أهداف الولايات المتحدة من صفقة الأسلحة وموقف هيجل، من الملفين الإيراني والسوري، وهو المعروف بمواقفه المخالفة للمواقف والرغبات الإسرائيلية في هذه الملفين.
زيادة المساعدة العسكرية
قبل أن يوقع هيغل على صفقة الأسلحة مع نظيره موشيه يعالون، كان واضحاً للقيادة الإسرائيلية أن الولايات المتحدة لن تتراجع عن موقفها حيال أهمية الاستمرار في المسار الديبلوماسي تجاه إيران، على رغم أن أول تصريح أطلقه هيغل، فور هبوط طائرته في تل أبيب، أن صفقة الأسلحة مع إسرائيل رسالة واضحة لطهران أن الخيار العسكري لمنع قنبلة نووية، لم يسقط. وهذا الموقف تعرفه إسرائيل ولم يجدد فيه هيغل شيئاً، لكنه في الوقت نفسه أوضح للإسرائيليين أن بلاده التي تؤكد استمرار دعمها الأمني لإسرائيل وجعلها الأكثر تفوقاً في المنطقة لن تسمح بالموقف الذي ألمح إليه غانتس، عندما أعلن أن جيشه قادر على ضرب إيران بمفرده. وغانتس يدرك أن قرار ضربة كهذه، لا يمكن بلاده أن تتخذه كما لا يمكن جيشه أن ينفذه وحده. وإذا كان غانتس يعتمد في حديثه على هدية هيغل لسلاح جوه فإن الأسلحة التي ستقدمها الولايات المتحدة لن تصل قبل عامين كما لن يكون بمقدور إسرائيل أن تتصرف بحرية مطلقة فيها. والحقيقة التي يدركها غانتس ولم يعلنها هيغل أن هذه الهدية جاءت لإسكات إسرائيل على صفقات الأسلحة التي ستعقدها الولايات المتحدة مع دول في المنطقة (السعودية والإمارات)، التي سبق أن ضغطت إسرائيل لمنعها، خشية إخلال في توازن القوى.
صفقة الأسلحة التي وقعها هيغل ويعالون تشمل وسائل قتالية حديثة جداً لا تملكها دول أخرى حليفة للولايات المتحدة. ولكن لا علاقة لها باحتمال توجيه ضربة قريبة لإيران. فطائرات V-22، المعروفة باسم «صقر السمك» وطلبت إسرائيل أن تتزود بست منها هي أيضاً مروحيات قادرة على أن تقلع وأن تهبط في شكل عمودي، من إنتاج بوينغ، وستحسن الطائرة قدرات سلاح الجو على العمل من خلال وحدات الكوماندوس في مسافات بعيدة. ولكن إذا تقرر إنتاج عدة طائرات كهذه لإسرائيل، فإنها لن تصل إلى البلاد إلا بعد عامين، على الأقل، أي بعد فترة من نهاية السنة الحالية، سنة الحسم في الملف الإيراني، الذي سبق وأعلن عنه قياديون عسكريون في إسرائيل. كذلك الأمر بالنسبة لطائرات تزويد بالوقود من طراز KC-135، التي ستساعد سلاح الجو الإسرائيلي في عملياته في مسافات بعيدة، فهذه أيضاً ستصل بعد أكثر من سنتين لأنه لم يباشر بعد في إنتاجها.
وأما الجانب الذي تريد الولايات المتحدة من خلاله تخفيف معارضة إسرائيل على صفقة الأسلحة مع دول في المنطقة فهو يشمل أسلحة لصد منظومات الدفاع الجوي المتطورة التي باعتها روسيا لسورية وجهاز رادار متطور لطائرات أف 16 وأف 15.
وفي هذا الجانب يذكر المطلعون على الأهداف الأميركية من هذه الصفقة بما سبق وقاله القائد السابق لسلاح الجو الأميركي وقائد قوات حلف الشمال الأطلسي، فيليب بريدلاف إن واحداً من تحدياته المركزية سيكون الاستمرار المحتمل للربيع العربي الذي قد يؤثر في عمق إسرائيل الاستراتيجي المتقلص». وأضاف: «إسرائيل قلقة من طموحات إيران الذرية ومن تقديرات أمنية تتعلق بالسلاح الكيماوي والصاروخي الذي تملكه سورية، وانخفاض تأثير الجيش في مصر وتضعضع الاستقرار في سيناء نتيجة ذلك ومن قوة حزب الله، ولهذا، يؤكد بريدلاف أنه في وزارة الدفاع الأميركية يطمحون إلى أن يضمنوا لإسرائيل التصميم الأميركي على كفالة أمنها». وكفالة الأمن هذه أمام الوعود الأميركية بتفسير الإسرائيليين زيادة الدعم والمساعدة العسكرية وتقليل حرية استخدامها.
الملف الايراني
بقدر أهمية الملف النووي الإيراني في أبحاث هيغل، احتل الملف السوري أيضاً أهمية، في ظل الحديث عن تقديم دول أسلحة لـ «المعارضة المعتدلة»، كما يطلقون عليها. وهو جانب بات يحتل أهمية في أجندة الإسرائيليين ويشكل أهمية كبرى في التنسيق الأميركي – الإسرائيلي. ففي إسرائيل، وبحسب موقف نتانياهو وقياديين عسكريين وأمنيين، فان نقل هذه الأسلحة يشكل خطراً على أمن إسرائيل وحدودها بادعاء الخوف من انتقال الأسلحة إلى أيد معادية واستغلالها ضد أهداف إسرائيلية، لكن هناك من يرى عكس ذلك بل يحذر من هذا الموقف الإسرائيلي وأبعاده ويرى أن نقل هذه الأسلحة هو الطريق الوحيد لكسر التعادل العسكري وبالتالي التعجيل في إنهاء الأزمة السورية، مع التأكيد على أن استمرار القتال لا يخدم المصلحة الإسرائيلية.
شلومو بروم، الذي سبق وشغل منصب رئيس وحدة التنظيم الاستراتيجي في الجيش ويعمل اليوم باحثاً كبيراً في معهد أبحاث الأمن القومي، كان من أولئك الذين يخالفون هذا الموقف وفي الوقت نفسه يحذرون من تدخل إسرائيلي في سورية ويقول صراحة: «إن إسرائيل لا تملك قدرة حقيقية للتأثير على ما يجري داخل سورية. ويوجد خطر في أن يؤدي تدخلها إلى نتائج معاكسة لما ترغب فيه. وقد تنشأ أوضاع تجبر إسرائيل على التدخل، كالهجوم الذي أعلن أنه استهدف قافلة لنقل منظومات سلاح مخلة للتوازن، إلى حزب الله في لبنان، وحوادث متكررة من إطلاق النار، غير مقصود، نحو الجولان المحتل في مقابل فقدان النظام والسيطرة على مناطق في الجولان» . ويشير بروم إلى أن هذا التهديد بدأ ينعكس على أرض الواقع بين عناصر الأمم المتحدة، المشرفة على اتفاقية حماية الحدود والفصل بين إسرائيل وسورية. فبعض هذه الوحدات يغادر منذ الآن، والقوة قد تنهار تماماً. ويمكن لإسرائيل أن تجد نفسها في واقع مختلف تماماً عن ذاك الذي اعتادت عليه منذ 1974، وهضبة الجولان قد تصبح قاعدة للهجمات من جهات جهادية وفلسطينية متطرفة، يقول بروم.
أبعاد استمرار القتال في سورية
وحذر الباحث الإسرائيلي من أبعاد استمرار القتال في سورية ومخاطره على المصلحة الإسرائيلية داعياً قيادة بلاده إلى دعم خطوات من شأنها وضع حد للأزمة السورية، وفي مقدمها دعم جهات خارجية ورفع الحظر عن تزويد العناصر المعتدلة بالأسلحة. وبحسب بروم فإن «البدائل لتحطيم التعادل حسب مستوى التصعيد هي إزالة الحظر الغربي على توريد السلاح للثوار، وإقامة مناطق حظر طيران على الجيش السوري وتدخل جوي في مساعدة الثوار»، ويقول: «سطحياً يبدو أن إزالة الحظر على إرسال السلاح هي الإمكانية الأقل إشكالية من بين الإمكانيات المتوقعة، وذلك على رغم الحجج المضادة كسقوط السلاح في أيدي جهات إسلامية متطرفة، لأنه لا توجد قدرة جيدة على التمييز بين الجماعات المختلفة من الثوار والسيطرة على الهدف النهائي للسلاح. هذه الحجة، بحسب بروم، ليست قوية، أولاً، لأنه في الواقع الحالي يتمتع الثوار الإسلاميون من توريد للسلاح من دول الخليج وبالذات لا يوجد للجهات الأخرى مصادر تموين منتظم للسلاح. ثانيا، لأنه مع الوقت تتراكم معلومات أفضل عن المجموعات المختلفة ومع جهد استخباري مناسب يمكن الوصول إلى صورة أفضل.
أما الذريعة الثانية أي أن «رفع الحظر سيعطي روسيا، إيران وربما أيضاً دول أخرى ذريعة لزيادة إرساليات السلاح إلى نظام الأسد، وهكذا ستتم المساهمة في تصعيد القتال»، فيرى بروم «أن هذه الدول لن تكون بحاجة إلى ذرائع أخرى لتوريد السلاح للنظام السوري، ومعقول أكثر بأن توريد السلاح النوعي مثل السلاح المضاد للدبابات والمضاد للطائرات، مما يضر في مجالات تفوق قوات النظام، كفيل بأن يغير في شكل جوهري علاقات القوى الحالية».
مجزرة ريف دمشق ضحاياها بالمئات وصبرا رئيساً للائتلاف
كيري ولافروف يلتقيان اليوم للبحث في الأزمة السورية
(و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)
كلفت المعارضة السورية نائب رئيس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” جورج صبرا تولي رئاسة الائتلاف موقتاً بعد استقالة احمد معاذ الخطيب بسبب ما يقول انه تقاعس المجتمع الدولي عن مساعدة الشعب السوري في مواجهة نظام الرئيس بشار الاسد. وقرر الاتحاد الاوروبي السماح، ضمن شروط، بتصدير النفط الخام المنتج في سوريا وتصدير معدات في قطاعي النفط والغاز، الى السماح باستثمارات في هذين المجالين، وذلك بغرض مساعدة المعارضة التي تسيطر على قسم من الحقول النفطية. ص11 وانتقدت موسكو القرار الاوروبي وحذرت من قرار تسعى دول اعضاء في الاتحاد الى اتخاذه بتسليح المعارضة السورية. ومع احتدام المعارك على الارض، يلتقي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الاميركي جون كيري لاجراء محادثات في موضوع سوريا في بروكسيل اليوم.
وقالت المنظمة السورية لحقوق “سواسية” في بيان ان عدد الذين قتلهم الجيش النظامي في بلدة جديدة الفضل بريف دمشق يبلغ نحو 500 شخص. واوضحت إن قوات الجيش التي دخلت البلدة شملت قوات الحرس الجمهوري ولواءي المدفعية 100 و153 واللواء 555 التي عرفت في السابق باسم سرايا الدفاع. وأضافت أن وحدات من “ميليشيا طائفية” يدعمها اعضاء من مخابرات القوات الجوية وهي واحدة من افرع الشرطة السرية، رافقت وحدات الجيش. وأشارت الى ان كثيرين من الضحايا من المدنيين وقد استهدفوا لأن الضاحية كانت حاضنة للمقاومة المسلحة واظهرت تضامنا مع لاجئين في بلدات متاخمة شهدت ايضا عمليات قتل جماعي.
وصرح الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني بان الولايات المتحدة “تشعر بالصدمة حيال المعلومات الرهيبة عن مقتل مئات السوريين في نهاية الاسبوع في احدى ضواحي دمشق… وتدين هذه المجزرة بقوة”.
ومع محاولة الجيش السوري النظامي تضييق الخناق على مدينة القصير في محافظة حمص، رأى الرئيس الموقت للائتلاف جورج صبرا ان مشاركة “حزب الله” في المعارك في محافظة حمص يعتبر بمثابة “اعلان حرب” على الشعب السوري، داعياً الحكومة اللبنانية الى ان “تعي خطورة ذلك على حياة السوريين وعلى العلاقة بين الشعبين والدولتين مستقبلا”.
محادثات اميركية – روسية
وفي موسكو، نقلت قناة “روسيا اليوم” عن لافروف إنه سيلتقي كيري اليوم في بروكسيل ويبحث معه في الوضع في سوريا. وأكد أن تخفيف الاتحاد الأوروبي العقوبات من أجل تزويد المعارضة السورية السلاح مخالف للقانون الدولي.
وتعليقاً على قرار الاتحاد الاوروبي تخفيفا جزئيا لحظر استيراد النفط من سوريا، قال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ان “هذا الامر يقود الوضع الى مازق اكبر ولا يساهم في حل سياسي للمشاكل التي تراكمت منذ وقت طويل. لهذا السبب، نعتقد انه قرار سيأتي بنتائج معاكسة… نعتبر ان هذه الخطوات الاحادية الجانب تتنافى ومبادئ القانون الدولي”.
الجامعة العربية
وفي القاهرة، أعربت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في بيان عن تأييدها الكامل للنداء الصادر عن رئاسات وكالات الأمم المتحدة الإنسانية في 15 نيسان الجاري في شأن ضرورة وسرعة إيجاد حل سياسي لإنقاذ الشعب السوري من الظروف البالغة التعقيد والسوء التي يعيش فيها ولتجنيب المنطقة بأسرها مخاطر عدم الاستقرار والفوضى.
خطف المطرانين يازجي وإبرهيم في حلب
ردّ شيشاني على خلفية حادث بوسطن؟
في حادث بالغ الخطورة عُدَّ سابقة في الازمة السورية التي تجاوزت السنتين، خطف أمس متروبوليت حلب والاسكندرون وتوابعهما للروم الارثوذكس بولس يازجي، شقيق بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر يازجي، ومتروبوليت حلب للسريان الارثوذكس يوحنا ابرهيم، على مقربة من مدينة حلب.
ووسط غموض كثيف أحاط بحادث الخطف الذي تضاربت المعلومات عن ملابساته، علمت “النهار” ان البطريركية الارثوذكسية تبلغت أن المطران يازجي كان عائدا من الجانب التركي لأبرشيته في سيارة المطران ابرهيم الذي ذهب خصيصا لاصطحابه وكان شماس الاخير يقود السيارة، ولدى وصولهم الى منطقة قريبة من مدينة حلب اعترضتهم مجموعة مسلحة وأنزلتهم من السيارة، وأقدم أفرادها على قتل السائق وخطفوا المطرانين الى جهة مجهولة.
واذ آثرت البطريركية عدم اصدار أي بيان في انتظار اكتمال المعطيات والمعلومات عن مصير المطرانين، أفادت المعلومات المتوافرة لدى “النهار” ان المطرانين لم يتعرضا لأذى، وأن البطريركية ستصدر بيانا اليوم عن الحادث.
ولعل العامل اللافت في هذا السياق تمثل في معلومات برزت مساء عن احتمال ان يكون المسلحون الذين خطفوا المطرانين وقتلوا السائق من الجنسية الشيشانية. إذ علمت “النهار” ان اتصالا جرى مساء أمس بمطران السريان الارثوذكس في حلب تبلغ عبره المعنيون ان ثمة معلومات أولية تشير الى ان الجهة الخاطفة هي مجموعة مسلحة شيشانية، وجرى تلميح الى احتمال ربط هذا الحادث بتفجيري بوسطن في الولايات المتحدة التي قتل فيها شيشاني وأوقف شقيقه جريحا.
وفي السياق عينه أوردت وكالة “يونايتدبرس انترناشونال” نقلا عن “مصدر مطلع” في حلب طلب عدم ذكر اسمه ان المجموعة المسلحة بريف حلب الغربي في الطريق الموصل الى انطاكية والتي تخضع للمسلحين من كتيبة نور الدين زنكي. ونقلت عن مصدر مختص بتركيبة الجماعات المسلحة ان كتيبة نور الدين زنكي تضم جنسيات أجنبية منها الشيشانية وتعمل في ريف حلب الغربي.
مشهد جديد؟
مازن السيّد
تحوّلات في العمق تشهدها بنية المعارضة السياسية وارتباطاتها الدولية والإقليمية، لا تشكلّ استقالة معاذ الخطيب منها سوى القليل الطافي فوق سطح الماء. وفيما تتجلى هذه التبدلات الآن في السياق السياسي والدبلوماسي، إلا أنها قد انطلقت حقيقةً مع تبوء السعودية موقع الصدارة في قيادة رفع مستوى تسليح المعارضة السورية، وبشكل خاص في الجبهة الجنوبية التي تحمل مفاتيح أكثر الملفات حساسيةً في الإطار السوري، من الحدود مع اسرائيل إلى الامتداد الأمني والعسكري داخل الأردن، إضافةً إلى الطريق الواصلة بدمشق.
تقول مصادر مطّلعة على الحراك الداخلي للجسد السياسي المشرذم للمعارضة السورية، إنّ الأميركيين مارسوا ضغوطاً كبيرة في الآونة الأخيرة، وخاصة في مؤتمر اسطنبول ل”الاصدقاء” -حيث اختارت واشنطن بالاتفاق مع روسيا وبحجة “الالتزام باتفاق جنيف” أن تمارس دوراً غير مسبوق من حيث الانخراط والتأثير- باتجاه العودة خطوة إلى الوراء في سياق الحكومة الانتقالية المعارضة التي لم نرَ منها حقيقةً سوى رئيسها غسان هيتو الذي تبرأ من دعمه القطريون والسعوديون و”الإخوان” من اللحظة الأولى، وكأنه أسقط من السماء.
والخطوة إلى الوراء تعني عملياً إلغاء هذه الحكومة من أساسها، في عملية قد تبدأ على الأرجح بحجب الثقة بشكل مباشر أو غير مباشر عن هيتو الموصوف بأميركيته منفىً وعلاقات. ويبدو أنّ السعودية التي قدمت سيولةً ضخمةً في الآونة الأخيرة ل”الجيش الحر” والمجالس العسكرية، قد تمكنت من “إقناع” جماعة “الإخوان المسلمين” السورية بالوقوف وراء خيار التخلّص من هيتو.
ويثير البعض تساؤلات حول ما إذا كان ذلك يندرج في تخفيف التأثير القطري داخل الإطار السوري، مقابل رفع مستوى السيطرة السعودية على حيثيات الخريطة الميدانية والسياسية. وتحمل القراءة المتأنية لدور البلدين وعلاقاتهما في الآونة الأخيرة، إشارات إلى أنّ التحولات الأخيرة لا تتعدى كونها تعديلاً في توزيع الأدوار بينهما، إلا أن بعض المصادر ترى في ذلك توجهاً أميركياً واسرائيلياً نحو التركيز على الرافعة السعودية، خصوصاً في ظلّ مواقف الدوائر المقربة من قطر والتي اتخذت موقفاً قد يوصف ب”المهادن” ازاء التنظيمات الإسلامية المسلحة في سوريا، وهي تنظيمات لا تخيف المدنيين والعلمانيين وما يسمى ب”الأقليات” فحسب، بل تهدد أيضاً مصالح اسرائيل التي تفضل على حدودها مجالس عسكرية تحوز على رتبة “معتدل” من واشنطن، وقد تتولى في المستقبل دور التخلّص من المجموعات الإسلامية أو بشكل عام تلك التي تحمل نزعات راديكالية في نظرتها للولايات المتحدة والكيان الصهيوني.
وفي هذا المشهد تأتي دعوة “الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين” برئاسة يوسف القرضاوي، جبهة النصرة إلى العودة ل”دائرة الجيش الحر” حفاظا على وحدة “الثورة” السورية، مؤشراً إلى أنّ دائرة التأثير القطري تقف الآن في موقع بينيّ لا يندرج تماماً ضمن التوجه الأميركي-السعودي الجديد، ولا يعاديه طبعاً.
وشدد الاتحاد على “مخاطر بيعة جبهة النصرة التي اعلنتها لتنظيم القاعدة”، معتبرا انه “من المعلوم ان من مألات هذه البيعة مخاطر داخلية وخارجية، وآثارا خطيرة على الثورة، حيث أدت إلى تمزيق وحدة صف المجاهدين”.
لكن أسئلة كثيرةً تبقى بدون إجابة في هذا المشهد المرتسم حديثاً، أبرزها يأتي بالتزامن مع موافقة الاتحاد الاوروبي على شراء النفط السوري من المعارضة، فإذا كان التوجه نحو التخلص من الحكومة الانتقالية، من سيكون الطرف السوري الذي يدير عملية التصدير وجني الأرباح؟ لا يمكن القول إن المهمة هذه ستوكل إلى “الائتلاف” الذي لا يتمتع فعلياً بأي وجود على الأرض، بل ربما ستمنح هذه العائدات إلى المجالس العسكرية الحاصلة على الغطاء الأميركي-السعودي، بما سيؤدي حتمياً إلى اصطدامها بأطراف فاعلة أخرى على الأرض على نموذج ما بدأ فعلاً في مناطق دير الزور الغنية بالنفط.
سؤال آخر لا يقلّ اهمية: إذا كانت السعودية بالتعاون مع الأردن والولايات المتحدة قد توّلت القطاع الجنوبي في سوريا من الناحية الميدانية، فلماذا توقفت حملة “التحرير” التي شنتها كتائب المعارضة في درعا وتمكنت من إقامة “منطقة عازلة” بعمق ملموس؟
خطف مطرانين في حلب ودعوات لبنانية للقتال
لافروف يراهن على «سلمية» كيري
خرجت مؤشرات طائفية ومذهبية إضافية من النزاع السوري الدموي، وطالت شراراتها لبنان، ما دفع الأمم المتحدة الى التحذير من انتشار الخطر الى خارج سوريا. فمن قتل الشماس وخطف المطرانين في حلب، الى أصوات الاستنفار التي أطلقت من صيدا وطرابلس، وصولا الى تصعيد إطلاق الاتهامات ضد «حزب الله»، وأنباء الهجمات الواسعة للجيش السوري في معركة القصير وريفها، اكتسبت الأزمة السورية بعداً مثيراً للقلق، يخالف أجواء التفاهم السياسي الذي أوحى به وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف عندما قال قبل ساعات من لقائه نظيره الأميركي جون كيري، ان الأخير يميل إلى إيجاد حل سياسي للأزمة، وانهما سيحاولان اليوم ترجمة ذلك إلى محادثات بين الحكومة السورية والمعارضة.
وفي اعتداء من شأنه تعزيز قلق المسيحيين في سوريا، أفادت معلومات من دير سيدة البلمند بأن «مسلحين أقدموا على خطف متروبوليت حلب للروم الأرثوذكس المطران بولس اليازجي ومتروبوليت السريان الأرثوذكس يوحنا إبراهيم». وأكدت وكالة الأنباء السورية (سانا) خطف المطرانين.
وعلمت «السفير» أن «المطرانين كانا في سيارة واحدة يقودها سائق المطران اليازجي، وهو شماس، وان المسلحين رموه من السيارة ما أدى إلى مقتله». وذكرت قناة «الميادين» أن «اليازجي وإبراهيم موجودان في منطقة كفر داعل في قبضة مجموعة من المقاتلين الشيشان». والمطران يازجي هو شقيق بطريرك إنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي، الذي تولى منصبه في شباط الماضي.
وتبادلت السلطات السورية والمعارضة الاتهامات بارتكاب مجزرة في جديدة الفضل، ذات الغالبية المسيحية والدرزية، في ريف دمشق، حيث سقط «مئات القتلى» بحسب المعارضين. (تفاصيل 14)
وفي لوكسمبورغ، «شرعن» وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي عملية «تقسيم نفط سوريا»، عبر رفع العقوبات عن المناطق التي يعتبرونها «محررة»، فيما عادت عملية رفع حظر الأسلحة إلى الأضواء، مع سحب ألمانيا «الفيتو» عليه، على طريقة: من يريد لا يمكننا منعه. وأعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، لـ«السفير»، إن العربات المصفحة والسترات الواقية من الرصاص أصبحت تشحن رسمياً للمعارضة المسلحة. (تفاصيل صفحة 14)
وأعلن لافروف، في مؤتمر صحافي مع نظيره الغيني فرانسوا لوسيني في موسكو، أنه سيبحث مع كيري، على هامش اجتماع مجلس روسيا – حلف شمال الأطلسي في بروكسل اليوم، الوضع في سوريا، مشيراً إلى أن كيري يميل إلى إيجاد حل سياسي للنزاع الدائر في سوريا. وقال «أعوّل على أن يتعزز هذا التفهم. للأسف، هناك عدد غير قليل من الراغبين في زعزعة هذا التوجه، لكني عندما تحدثت هاتفياً إلى جون كـــيري، لاحظـــت ما يؤكد عزمه الذي ظهر خلال اتصالاتنا السابقة، إلى إيجاد حل سياسي في أسرع وقت، والبحث عن سبل تحويل هذا الوضع إلى إطار للمحادثات بين الحكومة والمعارضة».
وأعلن لافروف أنه اتفق مع كيري على مناقشة «ما تستطيع روسيا والولايات المتحدة عمله لحث الذين ما زالوا يقاومون عملية السلام في سوريا على تغيير موقفهم نحو تنفيذ ما اتفقت عليه مجموعة العمل حول سوريا خلال اجتماعها في الصيف الماضي في جنيف».
وذكرت وكالة «مهر» الإيرانية أن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي ونظيره المصري أحمد كامل عمرو اتفقا، خلال اتصال هاتفي بينهما، «على عقد اجتماع للدول الأعضاء في مبادرة الرئيس المصري محمد مرسي (إيران، مصر، تركيا والسعودية) بشأن الأزمة السورية في المستقبل القريب على مستوى وزراء الخارجية».
صبرا و«حزب الله»
ولم يكد رئيس «المجلس الوطني السوري» المعارض جورج صبرا يعيّن رئيساً بالإنابة لـ«الائتلاف الوطني السوري» بديلا لأحمد معاذ الخطيب، حتى شن هجوماً على «حزب الله» بحجة مشاركته في معارك القصير وريفها.
وقال صبرا، في مؤتمر صحافي في اسطنبول، إن «ما يجري في حمص هو إعلان حرب على الشعب السوري، ويجب على الجامعة العربية أن تتعامل معه على هذا الأساس»، داعياً الحكومة اللبنانية إلى أن «تعي خطورة ذلك على حياة السوريين وعلى العلاقة بين الشعبين والدولتين مستقبلا».
وأضاف «على الحكومة اللبنانية أن تتعامل بالجدية اللازمة مع احتلال الأراضي السورية وإرهاب السوريين وقتلهم»، آملا أن «يرفع الشعب اللبناني الشقيق صوته عالياً لرفض قتل أحرار سوريا وإرهابهم».
وسيطر الهدوء الحذر أمس على منطقة الهرمل والقرى اللبنانية المحاذية للحدود السوريّة. فسقطت قذائف معدودة، كادت واحدة منها تتسبب بمجزرة في مدرسة للأيتام، إذ سقطت بالقرب منها. وسقط عدد من القذائف عند ضفة مجرى النهر الكبير مقابل بلدة الدبابية في عكار. وشهد أمس سقوط «قذائف» من نوع آخر. فقد وصل إلى هواتف عدد من المواطنين رسائل نصيّة تحذر من الاقتراب من أماكن ستقصفها، وموقّعة باسم «جبهة النصرة».
وسط ذلك، دعت مجموعة من رجال الدين إلى «التعبئة العامة لنصرة اللبنانيين السنة الذين يتعرضون للاعتداء في مناطق القصير وريفها».
واستنكر بيان صادر عن المكتب الإعلامي لإمام مسجد التقوى في طرابلس الشيخ سالم الرافعي «السكوت عن التدخل السافر والمباشر لحزب الله في الاعتداء على المظلومين من اللبنانيين والسوريين في القصير، وتخلي الدولة عن واجباتها ومسؤولياتها في الدفاع عن مواطنيها». كذلك أصدر إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ أحمد الأسير، فتوى «للشبان اللبنانيين المقيمين في لبنان وخارجه، للقتال دفاعاً عن بلدة القصير في سوريا». وأعلن «تأسيس كتائب المقاومة». ودعا «كل من يرى أنه مهدد من حزب الله إلى تشكيل خلايا سرية ليكون جاهزاً للدفاع عن نفسه».
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة مارتن نيسيركي إن «الأمين العام بان كي مون يشعر بقلق عميق إزاء التوتر الشديد الذي شهدته منطقة الحدود اللبنانية»، مضيفاً أن «لديه بواعث قلق شديد بشأن خطورة وامتداد أعمال العنف إلى خارج سوريا».
وأشار نيسيركي إلى اجتماع عقده بان كي مون مع رئيس الحكومة وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي بشأن الأزمة السورية. وكانت الجامعة العربية قد أعلنت عن انه سيتم عقد اجتماع بين بان كي مون والعربي والمبعوث الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي لبحث مهمته. ولم يوضح نيسيركي لماذا لم يشارك الإبراهيمي في اللقاء.
وكرر بان كي مون، بعد اللقاء، دعوته إلى وقف توريد الأسلحة إلى طرفي النزاع في سوريا، محذراً من تداعيات امتداد الصراع الى بقية الدول في المنطقة. وقال «لا بديل سوى الحل السياسي لإنهاء الصراع في سوريا، وبالتالي أصبحت الحاجة ملحة للحوار بين الطرفين».
ورفض العربي ما طرحه بان كي مون، معتبراً أنه إذا كان النظام السوري «يتلقى أسلحة من بعض الأطراف» فينبغي أن يتسلح المعارضون أيضاً لإيجاد «نوع من التوازن». وأكد العربي أن الإبراهيمي لا يزال حتى الآن يمارس مهمته باسم الأمم المتحدة والجامعة العربية، وقال: «ندعم جميعاً فكرة مهمة مشتركة بين المنظمتين لأنهما تسعيان إلى الهدف نفسه».
ثم عقد بان كي مون والعربي والإبراهيمي اجتماعا. وذكر بيان للأمم المتحدة أنه تم بحث «سبل مساعدة طرفي النزاع في سوريا على إطلاق عملية سياسية».
(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز)
الرافعي والأسير يعلنان التعبئة
هدوء حذر في البقاع الشمالي
علي جعفر
سيطر الهدوء الحذر، أمس، على مدينة الهرمل والقرى اللبنانية الحدودية: القصر، سهلات الماء، حوش السيد علي في قضاء الهرمل، بعد توقف الاعتداءات الصاروخية العشوائية التي أطلقتها مجموعات المعارضة المسلحة السورية، من «جيش سوري حر» و«جبهة النصرة» و«لواء الفاروق»، من مراكزها في «تل دوسر» و«منطقة الضبعة» و«النهرية» في ريف القصير.
وكاد القصف الصاروخي العشوائي على قرى بلدات الهرمل، أن يتسبب بكارثة إنسانية لولا تدخل العناية الإلهية، إذ سقط أحد الصواريخ بالقرب من «مدرسة المبرات الخيرية» (قسم الأيتام) في مدينة الهرمل، وكاد أن يسفر عن سقوط عشرات الضحايا من التلامذة البالغ عددهم 450. هذه الأزمة الأمنية – السياسية تجدّدت أمس بعد التهديدات التي وصلت إلى عدد من أهالي الهرمل، عبر رسائل نصية هاتفية تحمل توقيع «بيان صادر عن جبهة النصرة»، وتحذر من «الاقتراب من الأماكن المنوي قصفها بالصواريخ في مدينة الهرمل، وهي: مستشفيات العاصي، البتول والحكومي، ساحة الدورة الرئيسية، سرايا الهرمل الحكومي، مسجد الإمام علي، مدارس المبرات، المركز التربوي وبناية فياض علو، من أجل تدمير المراكز التابعة لـ«حزب الله»، وفق البيان المذكور.
وفي معلومات خاصة عُلم أنّ مناطق النهرية، أبو حوري، أم الدمامل والموح، وكلّها ضمن الأراضي السورية، غربي مدينة القصير، حيث نصبت بعض منصات إطلاق الصواريخ، قد سيطر عليها الجيش السوري واللجان الشعبية، ما انعكس إيجاباً على القرى الحدودية اللبنانية، إذ لم يسجّل سقوط أي صاروخ في المنطقة طيلة يوم أمس. وتبقى منطقتا تل دوسر والضبعة، شرق مدينة القصير السورية، تشكّلان تهديداً صاروخياً حقيقياً.
وتحسباً لأي طارئ، أو تطور أمني قد يحصل، استمرت المدارس الرسمية والخاصة، وبعض الإدارات الرسمية بالإقفال، ولا تزال حركة المواطنين شبه مشلولة، إذ التزمت غالبيتهم المنازل. وفي إطار ردود الفعل على الانتهاكات اليومية للسيادة اللبنانية، عقدت الأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية في الهرمل اجتماعاً في مكتب «حزب البعث العربي الاشتراكي» طالب الدولة أن تأخذ دورها في حماية مواطنيها».
وسأل المجتمعون: «إن نأيتم بأنفسكم عما يحصل في سوريا هل تمارسون السياسة نفسها اتجاه حماية المدنيين في الهرمل؟».
من جهة ثانية دفع النازحون السوريون فاتورة الاعتداءات المتكررة على منطقة الهرمل. فقد انتقل، أخيراً، من الهرمل نحو 90 في المئة، غادر قسم إلى مناطق لبنانية أخرى، فيما انتقل قسم آخر إلى سوريا، بالرغم من خطورة الوضع فيها.
نصرة القصير
ومساءً، دعا كل من إمام مسجد التقوى في طرابلس الشيخ سالم الرافعي وإمام مسجد بلال بن رباح الشيخ احمد الأسير، إلى نصرة القصير. فأعلن الأول «التعبئة العامة لنصرة اللبنانيين السنة الذين يتعرضون للاعتداء في مناطق القصير وريفها».
وقال، في بيان صادر من مكتبه الإعلامي، ان «اجتماعاً ضم مجموعة من الأخوة من المناطق اللبنانية كلها» قرر «إعلان التعبئة العامة لنصرة اللبنانيين السنة الذين يتعرضون للاعتداء في مناطق القصير وريفها، عبر تقديم الدعم بأشكاله كافة للحفاظ عليهم وتثبيت وجودهم وصمودهم، ولا سيما بعد تخلي الدولة عن واجباتها ومسؤولياتها في الدفاع عن مواطنيها».
ووجه البيان رسالة إلى الرؤساء الثلاثة: «إنكم بسكوتكم عن التدخل السافر والمباشر لحزب الله في الاعتداء على المظلومين من اللبنانيين والسوريين في القصير إنما تشرعون أبواب لبنان لفتنة طائفية تهدد السلم الأهلي والعيش المشترك».
وأفتى الأسير، «للشبان اللبنانيين المقيمين في لبنان وخارجه، للقتال دفاعا عن بلدة القصير في سوريا». وأعلن «تأسيس كتائب المقاومة الحرة انطلاقا من مدينة صيدا».
ودعا، في مؤتمر صحافي عقده أمام أنصاره أمس، «كل من يرى أنه مهدد من حزب الله إلى تشكيل خلايا من خمسة أشخاص بكل سرية ليكون جاهزاً للدفاع عن نفسه».
اللواء إدريس يخطط لإنشاء جيش أكثر اعتدالاً من ‘جبهة النصرة’ وقوة لحماية حقول النفط
لندن- (يو بي اي): أعلن رئيس هيئة الأركان في “الجيش السوري الحر”، اللواء سليم إدريس، أنه يخطط لإنشاء جيش أكثر اعتدالاً وقوة من “جبهة النصرة” ليكون بديلاً عن الحركة المسلّحة المتهمة بالارتباط بتنظيم القاعدة بعد تزايد نفوذها، وقوة لحماية حقوق النفط الخاضعة لسيطرة الجماعات المتطرّفة.
وقال العميد إدريس (55 عاماً) في مقابلة مع صحيفة (فايننشال تايمز) الثلاثاء، إنه “يريد تجميع قوة قوامها 30 ألف عنصر من المنشقين عن الجيش السوري لتأمين حقول النفط وصوامع الحبوب ومخزونات القطن فضلاً عن نقاط العبور على الحدود التركية والعراقية”، لاعتقاده بأن الآخرين “سينظرون إلى هذه القوة على أنها قوة مركزية لحماية الموارد الوطنية وليس مجرد مجموعة معينة لبيع النفط”.
وأقرّ بأن “احتياجاتنا كبيرة جداً وما هو متوفر لدينا قليل جداً”، وأنه لا يسيطر على القوات على الأرض، وأن الهيئة التي يرأسها “ليست هيئة عسكرية كاملة لكون الكثير من أعضائها مدنيين”.
وكان الاتحاد الاوروبي وافق على شراء النفط من المعارضة السورية، وقرّر في اجتماعه الأخير على مستوى وزراء الخارجية رفع الحظر الذي يفرضه على النفط السوري بشكل جزئي لمساعدة المعارضة التي تسيطر على جزء من الحقول النفطية.
وأضاف اللواء إدريس أن الجيش المعتدل الذي يريد تأسيسه “سيكلف ما يتراوح بين 35 و40 مليون دولار في الشهر لدفع راتب شهري مقداره 100 دولار لكل مقاتل ينضم إلى القيادة العليا، لأن المقاتلين يذهبون إلى حيث يوجد المال والسلاح.. وإذا توفرت لديه الوسائل سينضم الجميع إلى قيادته في غضون شهر أو شهرين”.
وقال إدريس، الذي انشق عن الجيش السوري في أيار/مايو الماضي، إنه أبلغ وزراء خارجية الدول الأجنبية الذين اجتمعوا في اسطنبول السبت الماضي في إطار مجموعة “أصدقاء سوريا” بأنه “قادر على بناء قيادة عسكرية أكثر مصداقية وسيطرة، وكسر الجمود القاتل في الصراع الدائر منذ أكثر من عامين مع قوات نظام (الرئيس السوري) بشار الأسد، إذا ما تم اتخاذ العديد من التدابير، بما في ذلك رفع الحظر المفروض على الأسلحة من قبل الاتحاد الأوروبي لتمكين المتمردين من شراء الأسلحة بشكل قانوني، وإنشاء منطقة حظر الطيران”.
وطالب بتزويد الجيش السوري الحر “بأسلحة أكبر وبصورة منتظمة، لا سيما الصواريخ المضادة للدبابات والطائرات التي تُطلق من الكتف”.
وتساءل رئيس هيئة الأركان في الجيش السوري الحر “ما الفائدة من توفير الأدوية لإنقاذ جندي جريح واحد إذا كان سلاح الجو للنظام قادراً على ضرب وقتل 40 شخصاً في غارة واحدة؟”.
وقال اللواء إدريس إن النظام السوري “يستخدم صواريخ سكود وسلاح الجو لقصف المناطق المدنية بمساعدة من إيران وروسيا، بينما موارد المعارضة مقيّدة بشدة، وحتى أن شحنات الأسلحة التي تحصل عليها من دول خليجية، وغالبيتها خفيفة، غير كافية وتشكل واحداً من عشرة من المتطلبات العسكرية”.
واعتبر أن الرئيس الأسد “لن يتنحى ويوافق على الانتقال السياسي من دون دفعة هائلة، وسيقبل التفاوض فقط عندما يشعر بأنه سيفقد السلطة بالقوة”.
الاستخبارات الإسرائيلية تتهم الأسد باستخدام سلاح كيميائي ضد المعارضة
تل أبيب (يو بي اي) أعلن رئيس دائرة الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية العميد إيتي برون الثلاثاء إن نظام الرئيس السوري بشار الأسد استخدم سلاحا كيميائيا، يرجح أنه غاز (سارين)، ضد المعارضة المسلحة.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن برون قوله خلال مؤتمر معهد أبحاث الأمن القومي في جامعة تل أبيب، إنه “وفقا لمعلوماتنا فإن الأسد استخدم مواد قتالية كيميائية مميتة في عدة حالات ضد المتمردين، وعلى ما يبدو بغاز من نوع سارين” مشيرا إلى أن “احتمال انتقال سلاح كهذا إلى جهات راديكالية مقلق جدا”.
وأضاف برون أن “استخدام السلاح النووي تم في 19 آذار/ مارس الماضي وفي أحداث أخرى تم خلالها استخدام مواد غير مميتة”، و”شاهدنا مؤشرات على ذلك مثل خروج زبد من الفم وتصاغر بؤبؤ العين التي تدل على استخدام مواد قتالية كيميائية”.
وتابع برون أن ثمة احتمال لتقسيم سوريا إلى دويلات أو كانتونات وقال إنه “يوجد احتمال متزايد لنشوء كانتونات” لكنه شدد على أن “ثمة احتمالا أقل لنشوء حكم بديل” للنظام السوري الحالي.
وتطرق برون إلى حجم السلاح الكيميائي في سوريا وقال “يوجد في سوريا ترسانة كبيرة تزيد عن ألف طن من السلاح الكيميائي وآلاف القذائف الجوية والرؤوس الحربية التي يمكن شحنها بأسلحة غير تقليدية”.
واعتبر برون أن “النظام السوري يستخدم السلاح الكيميائي لكن العالم يميل إلى عدم التدخل ويستخدم اختيارات متشددة في البحث عن أدلة، وهذه تطورات مثيرة للقلق ومجرد استخدام السلاح النووي من دون وجود رد فعل مناسب هو أمر مقلق وهذا يؤشر إلى أن استخدام السلاح الكيميائي شرعي”.
وفي ما يتعلق بحزب الله قال برون إن “هذه المنظمة موجودة في حالة توتر وتخاف من أن يستغل أحد ما الوضع ويمس بها، حتى من داخل لبنان”.
وقال الضابط الكبير في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أن الغارة الإسرائيلية ضد قافلة سيارات في الأراضي السورية في كانون الثاني/ يناير الماضي استهدفت صواريخ “اس ايه-17″ الروسية المضادة للطائرات وأنه كان سيتم نقلها إلى أيدي حزب الله.
وفي ما يتعلق بالوضع العام في الشرق الأوسط، رأى برون أن “قوة المعسكر السني في المنطقة قد تزايدت” وأن “هذه ليست فترة جيدة بالنسبة لإيران، والمحور الراديكالي برئاسة إيران يحارب من أجل بقائه، وفي المقابل هناك ارتفاع في الوزن الديني في عملية صناعة القرار في الدول التي جرت فيها ثورات، وهذه رؤية معارضة لوجود دولة إسرائيل ولن تتغير”.
وأضاف “لكن حتى الآن ما زال حيّز الإخوان المسلمين يظهر براغماتية على ضوء التغيرات، وصعود المعسكر السني يضع تحديا أمام فكرة المقاومة ضد إسرائيل بصيغتها السابقة، وشبان الثورة في ميدان التحرير (في مصر) لم يترجموا إنجازاتهم إلى كنز سياسي، وهذه الجماهير تطالب بالتغيير الآن”.
وفي ما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني قال برون إن “إيران ترزح تحت ضغوط غير مسبوقة لكنها تسعى إلى الحصول على سلاح نووي، وإيران تتقدم في موضوع تخصيب اليورانيوم لكن ليس في مجالات أخرى من البرنامج”.
وأضاف أنه “في العام 2012 شاهدنا وجود فجوة بين ما فعله الإيرانيون في إطار البرنامج النووي وبين ما كان بإمكانهم فعله، لكن السيناريو الذي بموجبه إيران ستتوصل إلى اتفاق كبير مع المجتمع الدولي خلال العام الحالي، وتتنازل في إطاره عن السلاح النووي، هو أمر غير معقول، ومن الجهة الأخرى فإن السيناريو الذي بموجبه ستحدث انطلاقة في البرنامج النووي خلال العام الحالي، معقول بشكل أقل”.
مصدر أردني يؤكد اجتماعات سرية بين نتنياهو والملك عبد الله الثاني للتنسيق
تقرير: الاردن يقبل فتح اجوائه لاسرائيل لضرب سورية
تل ابيب: قدرتنا على مواجهة التحولات في العالم العربي تعتمد على التعاون مع عمان
الناصرة ـ ‘القدس العربي’ من زهير أندراوس: اثارت انباء تفيد بأن الاردن وافق على السماح لإسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية ضد سورية عبر أراضيه قلق الخبراء والمراقبين الذين اعتبروا القرار ينطوي على مخاطرة من قبل العاهل الأردني.
وقالت صحيفة ‘لو فيغارو’ الفرنسية الاثنين إن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني قرر فتح المجال الجوي لبلاده أمام طائرات سلاح الجو الإسرائيلي.
وأوضحت الصحيفة أنها علمت من مصادر عسكرية غربية في الشرق الأوسط أن الملك عبد الله قرر فتح المجال الجوي لسلاح الجو الإسرائيلي في ‘إيماءة قوية واستثنائية’، مشيرة إلى أن القرار ‘المعروف لعدد قليل من أجهزة الاستخبارات الغربية’ تم اتخاذه خلال زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للأردن الشهر الماضي.
وأضافت الصحيفة أنه تم فتح ممرين جويين للطائرات الإسرائيلية، أحدهما من جنوب الأردن من صحراء النقب، والآخر شمال عمان، ما يتيح للطائرات التي تنطلق من قاعدة قرب تل أبيب وصولا سريعا إلى سورية. وأشارت الصحيفة إلى أن فتح المحور الأردني يتيح لإسرائيل إمكانية الابتعاد عن سماء جنوب لبنان، حيث يخشى الإسرائيليون ردا من حركة حزب الله.
واهتمت صحيفة ‘يديعوت احرونوت’ بالخبر امس ونقلته عن ‘لو فيغارو’، وفي التفاصيل كتبت ان دبلوماسياً غربيا ملماً في التطورات في منطقة الشرق الأوسط أبلغ الصحيفة، دون أن يذكر اسمه، أن الخطوة الأردنية هي بادرة حسن نية ممتازة للغاية وغير مسبوقة. وأوضح المصدر أن الطائرات الإسرائيلية بدون طيار تقوم بأعمال التجسس وجمع المعلومات في ساعات الليل، وبالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الطائرات مزودة بالأسلحة وبإمكانها توجيه ضربة عسكرية لأي مكان في سورية، على حد قوله.
وتابعت الصحيفة قائلةً إن المملكة الأردنية اتخذت منذ اندلاع الأزمة في بلاد الشام موقفاً حذرا للغاية، ولكن الملك عبد الله الثاني، الذي أجرى مباحثات مع الرئيس السوري، د. بشار الأسد، غير موقفه الآن، وبات على استعداد للسماح لإسرائيل بتوجيه الضربة العسكرية لسورية، على حد تعبير الدبلوماسي الغربي.
ولفتت الصحيفة إلى أن فتح الأجواء الأردنية سيُسهل على إسرائيل المهمة، إذ أن المقاتلات لن تضطر إلى المرور بالقرب من السواحل اللبنانية، خشية تعرضها لصواريخ مضادة للطائرات من قبل حزب الله.
وقالت الصحيفة العبرية أيضا إن مصدرا أردنيا رفيع المستوى كشف للصحيفة الإسرائيلية يوم الأحد النقاب عن أنه في الأشهر الأخيرة جرت عدة لقاءات سرية بين رئيس الوزراء الإسرائيلي والعاهل الأردني بهدف تنسيق مواقف البلدين من سورية، وخلال اللقاءات السرية، أضاف المصدر الأردني قائلاً للصحيفة العبرية، طلب نتنياهو من الملك عبد الله الثاني منحه الضوء الأخضر لمهاجمة الأسلحة الكيميائية السورية من الجو، ولكن الناطقين الرسميين في المملكة رفضوا تأكيد أو نفي حصول إسرائيل على موافقة أردنية، ولكنهم مع ذلك أكدوا على أن الديوان الملكي الأردني والأجهزة الأمنية في المملكة قلقون جداً من إمكانية انتقال الأسلحة الكيميائية السورية إلى أراضي المملكة الهاشمية، على حد تعبيرهم.
في السياق ذاته، قالت صحيفة ‘هآرتس′ العبرية، نقلاً عن مصادر سياسية وصفتها بأنها رفيعة المستوى في تل أبيب، إن لقاءات نتيناهو مع العاهل الأردني، بحثت دور المملكة في تشكيل قوة سورية تتولى منع انطلاق عمليات ضد إسرائيل من الجولان العربي السوري المحتل، لافتةً إلى وجود مباحثات أردنية إسرائيلية أمريكية لبحث دور الأردن في إقناع مجموعة من الثوار السوريين للتمركز في الهضبة المحتلة لمنع استهداف إسرائيل، أما الإذاعة الرسمية الإسرائيلية باللغة العبرية فقد نقلت عن نتنياهو قوله في جلسات مغلقة إن قدرة إسرائيل على مواجهة التحولات في العالم العربي تعتمد على التعاون مع الأردن، على حد تعبيره.
ومن جهة اخرى قال وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه يعالون في مؤتمر صحافي مع نظيره الامريكي تشاك هيغل ان اسرائيل لن تسمح بوقوع ‘اسلحة متطورة’ في ايدي ‘حزب الله او عناصر مارقة اخرى’.
واضاف ‘عندما تجاوزوا الخط الاحمر تحركنا’، في اشارة الى الغارة التي نفذت في 30 كانون الثاني (يناير) الماضي قرب دمشق.
وقال مسؤولون امريكيون في حينه ان القصف استهدف صواريخ ارض جو كان يتم نقلها الى حزب الله، في حين قالت دمشق ان مركزا عسكريا للبحث العلمي هو الذي تعرض للقصف.
عائلات مقاتلين تونسيين في سوريا تطالب السلطات بوقف هجرة الجهاد
تونس- (ا ف ب): طالبت منظمة غير حكومية اسستها عائلات شبان تونسيين سافروا الى سوريا لقتال القوات النظامية هناك، السلطات التونسية بـ”وقف نزيف” هجرة التونسيين الى سوريا تحت مسمى (الجهاد) ضد نظام بشار الأسد والكشف عن “العصابات” التي “تغرر” بأبنائهم.
وقال المحامي باديس الكوباكجي رئيس (جمعية اغاثة التونسيين بالخارج) لوكالة فرانس برس إن الآلاف من التونسيين “المغرر بهم” يقاتلون اليوم إلى جانب المعارضة في سوريا، داعيا السلطات الى “وقف نزيف هجرة التونسيين الى سوريا تحت مسمى (الجهاد) و”الكشف عن العصابات المتسترة بالدين التي تغرر بشباب تونس″.
واضاف ان جمعيات خيرية تأسس اغلبها بعد الثورة التي اطاحت مطلع 2011 بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، هي التي تتولى انتداب “جهاديين” تونسيين وارسالهم الى سوريا.
واوضح ان هذه الجمعيات “تتلقى تمويلات ضخمة من دول في منطقة البترودولار (الخليج العربي) للقيام بالانتدابات في كامل تونس″ وانها “تغير مقراتها باستمرار حتى لا ينكشف امرها”.
وتابع ان “امنيين” عملوا مع نظام الرئيس المخلوع “سهلوا سفر تونسيين الى سوريا”.
ولاحظ ان اعمار التونسيين الذين يقاتلون اليوم في سوريا تتراوح بين 20 و35 عاما وان من بينهم فتيات سافرن من اجل “جهاد النكاح”. وقال “اغلبهم حديثو العهد بالتدين وخضعوا لعمليات غسيل دماغ في المساجد من قبل دعاة مأجورين”.
ولفت إلى أن “من بين هؤلاء مهندسون في تخصصات دقيقة يحتاجها الاقتصاد مثل المعلوماتية والاتصالات والالكترونيك، ما يمثل خسارة كبيرة للبلاد التي انفقت اموالا طائلة لتكوينهم”.
وقال “نهيب بالسلطات التونسية ان تتحمل مسؤوليتها التاريخية إزاء عملية التلاعب بعقول شباب تونس “.
واضاف ان التونسيين يدخلون سوريا عبر تركيا التي يسافرون اليها في رحلات جوية تنطلق من تونس او ليبيا.
وقال إن من يسافرون عبر ليبيا يستعملون جوازات سفر ليبية مزورة وانهم يتلقون تدريبات على استعمال السلاح في ليبيا.
وحذر من ان الخط الجوي الجديد الذي فتحته شركة الطيران الحكومية الشهر الجاري مع العاصمة البوركينية “واغادوغو” يمكن ان يستغله “جهاديون” للسفر الى مالي.
ونبه إلى ان “الجهاد اصبح عقيدة في كثير من الاحياء الشعبية الفقيرة في تونس جراء تأثير خطب دعاة وأئمة مساجد متطرفين يتم استقدام بعضهم من الخليج، ومئات الالاف من الكتب الدينية الوهابية القادمة مجانا من الخليج”.
وقال ان “جهات في دول الخليج ترسل الينا مجانا الكتب والملابس الوهابية (البرقع والجلابيب..) لتغيير نمط المجتمع التونسي، كما يبعثون الدعاة لغسل أدمغة شبابنا قبل ارسالهم الى الموت في سوريا”.
وتابع “سنتوجه الى القضاء الدولي لتتبع هذه العصابات التي تتاجر بالبشر”.
وطالب الدولة بفتح “مراكز لمعالجة الجهاديين العائدين من سوريا واعادة ادماجهم في المجتمع″.
الشيخ نبيل قاووق: مشاركة حزب الله في القتال في سورية ‘واجب وطني’
بيروت ـ ا ف ب: قال مسؤول في حزب الله الشيعي اللبناني الحليف لنظام الرئيس السوري بشار الاسد، ان مشاركة الحزب في القتال داخل الاراضي السورية هي ‘واجب وطني’ للدفاع عن لبنانيين يقطنون قرى سورية.
وسأل نائب رئيس المجلس التنفيذي للحزب الشيخ نبيل قاووق ‘عما إذا كان المطلوب منا أن نترك أهلنا في القرى الحدودية (داخل سورية) عرضة للقتل والخطف والذبح والتهجير، وهل المطلوب أن يبقى هؤلاء اللبنانيون رهائن وأن يتركوا وشأنهم’، وذلك بحسب تصريحات نقلتها الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية.
اضاف ان ‘ما يقوم به حزب الله ازاء هذه القضية هو واجب وطني وأخلاقي في حماية اللبنانيين في القرى الحدودية’، وذلك في تصريح ادلى به خلال احياء الحزب في بلدة ميفدون الجنوبية، ذكرى اسبوع احد عناصره الذي قتل في سورية، ونقلته الوكالة امس.
وهناك خمس قرى على الحدود داخل الاراضي السورية يقطنها لبنانيون شيعة، اضافة الى ثماني قرى اخرى ذات غالبية شيعية.
واعتبر قاووق ان ‘شهداء حزب الله هم شهداء كل الوطن لانهم كانوا يدافعون عن اهلهم اللبنانيين’، داعيا المعارضة اللبنانية المناهضة لدمشق (قوى 14 آذار) الى ‘الكف عن الاساءة لهؤلاء الشهداء الذي هم شهداء كل الوطن، والكف عن الرهان على المتغيرات في سورية لتغيير معادلات سياسية في الداخل’.
وينقسم لبنان بين مؤيدين للنظام السوري ومعارضين له، وشهد سلسلة احداث امنية على خلفية النزاع السوري ادت الى سقوط قتلى وجرحى.
والاثنين، قال الرئيس الموقت للائتلاف الوطني السوري المعارض جورج صبرة ان ‘ما يجري في حمص هو اعلان حرب على الشعب السوري، ويجب على الجامعة العربية ان تتعامل معه على هذا الاساس′، داعيا الحكومة اللبنانية الى ان ‘تعي خطورة ذلك على حياة السوريين وعلى العلاقة بين الشعبين والدولتين مستقبلا’، وذلك في مؤتمر صحافي عقده في اسطنبول.
رجلا دين لبنانيان سنيان يدعوان الى “الجهاد” في سورية ردا على مشاركة حزب الله
بيروت ـ (ا ف ب) – دعا رجلا دين سنيان لبنانيان الى “الجهاد” في سوريا للدفاع عن سكان منطقة القصير في محافظة حمص السورية، وذلك ردا على مشاركة حزب الله اللبناني الشيعي في المعارك الى جانب قوات نظام الرئيس بشار الاسد.
وقال الشيخ السلفي السني احمد الاسير خلال لقاء مع انصاره في مدينة صيدا (جنوب) “نعلن عن تأسيس +كتائب المقاومة الحرة+ بدءا من صيدا”، على وقع تصفيق مناصريه وهتافات “الله اكبر”.
وتابع باصدار فتوى شرعية توجب “على كل مسلم من داخل لبنان ومن خارج لبنان (…) ان يدخل الى سوريا للدفاع عن اهلها ومساجدها ومقاماتها الدينية لا سيما في القصير وفي حمص”، مضيفا انها “وجوب شرعي على كل مستطيع″.
وتابع “اول من هو معني بهذه الفتوى اهل المناطق الحدودية، وكلنا معنيون بهذه الفتوى، لا سيما من يمتلك خبرة عسكرية”.
واشار الاسير المعروف بمواقفه المعارضة بشدة لحزب الله، الى “اننا لمسنا ان حزب ايران (في اشارة الى حزب الله الحليف لطهران) يتدخل دائما عسكريا، والآن بدا واضحا للجميع خطورة تدخل (الامين العام للحزب) حسن نصرالله وشبيحته داخل سوريا”، مشيرا الى ان هؤلاء “اتخذوا قرارا للدخول الى تلك المناطق وذبح الناس المستضعفين هناك”.
ويخوض مقاتلون من قوات النخبة في حزب الله معارك ضارية مؤخرا الى جانب القوات النظامية في منطقة القصير، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان والمعارضة السورية.
ويعد الحزب الشيعي وايران من ابرز حلفاء الرئيس الاسد المنتمي الى الاقلية العلوية، في حين يشكل السنة غالبية سكان سوريا الغارقة في نزاع دام منذ عامين.
وتوجه الاسير بالدعوة الى السنة “ليشكلوا في لبنان مجموعات سرية من خمسة اشخاص، ويشتروا سلاحا ويتدربوا بالمستطاع حتى يكونوا في اهبة الاستعداد في حال قرر حسن نصرالله الاعتداء عليهم او على غيرهم”.
وفي شمال لبنان، وجه الشيخ السني السلفي سالم الرفاعي دعوة مماثلة للقتال في سوريا. وقال “كما ان حزب الله يرسل مقاتلين للدفاع عن مناطق شيعية (…) فنحن ايضا سنرسل الدعم لاخوتنا السنة في القصير من رجال وسلاح”.
اضاف “نطلب من جميع الشباب السنة الجهوزية التامة لانه ان شاء الله سيتم ارسال اول دفعة من الشباب والسلاح لواجبهم الجهادي في القصير والدفاع عن المناطق السنية”.
وفتح الرافعي مساء الاثنين “باب التطوع″ للراغبين في القتال في سوريا.
ويعتمد لبنان المنقسم بين موالين للنظام السوري ومعارضين له، سياسة “النأي بالنفس″ رسميا عن النزاع في سوريا المجاورة.
غانتس: الحرب المقبلة ضد لبنان لن تدوم أكثر من شهر
تل أبيب- (يو بي اي): استهجن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بيني غانتس دعم روسيا لسوريا وموقفها من إيران وحزب الله وقال إن مدة حروب إسرائيل المقبلة ستكون أقصر من الماضي وأن حربا مقبلة ضد لبنان لن تدوم أكثر من شهر.
ونقلت صحيفة (يديعوت أحرونوت) الثلاثاء عن غانتس قوله في المؤتمر السنوي لمعهد أبحاث الأمن القومي في جامعة تل أبيب الاثنين، إن إيران وحزب الله ضالعان بشكل بالغ في الحفاظ على محور إيران – سوريا – حزب الله وعلى نظام الرئيس السوري بشار الأسد أو بالاستعداد لليوم الذي يلي سقوط النظام السوري، وأنه “بشكل غريب يوجد دعم روسي غير قليل لنظام الأسد”.
وأضاف غانتس أن الجيش الإسرائيلي يستعد لاحتمال تقسيم سوريا وأن تقوم دولة “علويستان” أي دولة علوية في “الزاوية الشمالية الغربية من الدولة” وأن هناك احتمال لقيام دولة “أفغانيخان” في سوريا وذلك في إشارة إلى سيطرة جهات جهادية على قسم من الأراضي السورية.
وقال غانتس “نحن لا ننتظر وصول هذا المستقبل ونستعد لذلك منذ أكثر من عام”.
وأضاف أن “الوضع ليس مملا هنا، وليس هناك يوما لا يحتمل أن يتحول من يوم هادئ إلى حرب بحجم واسع، وعلينا أن نستعد لحروب يتم حسمها خلال وقت قصير قدر الإمكان، ويسرني أنه في (العملية العسكرية ضد غزة) ‘عمود السحاب’ تراجعت مدة الحرب من 20 يوما إلى ثمانية أيام”،
وكانت الحرب على غزة في نهاية العام 2008 قد استمرت أكثر من 20 يوما.
وأضاف غانتس″لا نية لدي بالعودة لأكثر من شهر في لبنان”، فيما دامت حرب لبنان الثانية في صيف العام 2006، 33 يوما.
وتابع غانتس أنه مرت 40 عاما منذ حرب العام 1973 معتبرا أن “السنوات الهادئة والمستقرة أخذت تختفي، وانعدام الاستقرار يتصاعد، ونحن نستعد لمستقبل كهذا بصورة عملانية في هضبة الجولان، سواء في مجال جمع المعلومات أو (بناء) العائق أو تفعيل القوة العسكرية، وثمة احتمال لفقدان الاستقرار على طول الحدود”.
وأشار غانتس إلى أن إيران هي القضية الأساسية بالنسبة لاستعدادات الجيش الإسرائيلي على ضوء استمرارها في تطوير برنامج نووي ووصفها بـ(التهديد الإيراني).
وأضاف أن “إيران مستمرة بحرفية بالغة في استغلال الحوار الجاري معها (من جانب الدول العظمى) وبتنفيذ أعمال قرصنة إستراتيجية في الطريق نحو اقترابها من الحصول على قدرة نووية عسكرية”.
وقال غانتس “إلى جانب هذا يوجد تأثيرات غير صغيرة نابعة من جهود فرض العقوبات على إيران وعزلها دوليا والضغوط التي ربما ستؤدي إلى تغيرها، فإيران تسعى إلى هيمنة إقليمية وستكون هناك تبعات في كل مكان تدخل إليه”.
وخلص غانتس إلى أن “واقعا تكون فيه إيران نووية هو واقع خطير للغاية وسيكون له تأثير دراماتيكي، ولا ينبغي التنازل أمامها ولا عن عملياتها الإرهابية في أماكن أخرى في العالم”.
استهجن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بيني غانتس دعم روسيا لسوريا وموقفها من إيران وحزب الله وقال إن مدة حروب إسرائيل المقبلة ستكون أقصر من الماضي وأن حربا مقبلة ضد لبنان لن تدوم أكثر من شهر.
ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” اليوم الثلاثاء عن غانتس قوله في المؤتمر السنوي لمعهد أبحاث الأمن القومي في جامعة تل أبيب أمس، إن إيران وحزب الله ضالعان بشكل بالغ في الحفاظ على محور إيران – سوريا – حزب الله وعلى نظام الرئيس السوري بشار الأسد أو بالاستعداد لليوم الذي يلي سقوط النظام السوري، وأنه “بشكل غريب يوجد دعم روسي غير قليل لنظام الأسد”.
وأضاف غانتس أن الجيش الإسرائيلي يستعد لاحتمال تقسيم سوريا وأن تقوم دولة “علويستان” أي دولة علوية في “الزاوية الشمالية الغربية من الدولة” وأن هناك احتمال لقيام دولة “أفغانيخان” في سوريا وذلك في إشارة إلى سيطرة جهات جهادية على قسم من الأراضي السورية.
وقال غانتس “نحن لا ننتظر وصول هذا المستقبل ونستعد لذلك منذ أكثر من عام”.
وأضاف أن “الوضع ليس مملا هنا، وليس هناك يوما لا يحتمل أن يتحول من يوم هادئ إلى حرب بحجم واسع، وعلينا أن نستعد لحروب يتم حسمها خلال وقت قصير قدر الإمكان، ويسرني أنه في (العملية العسكرية ضد غزة) ‘عمود السحاب’ تراجعت مدة الحرب من 20 يوما إلى 8 أيام”،
وكان العدوان على غزة في نهاية العام 2008 قد استمرت أكثر من 20 يوما.
وأضاف غانتس″لا نية لدي بالعودة لأكثر من شهر في لبنان”، فيما دامت حرب لبنان الثانية في صيف العام 2006، 33 يوما.
وتابع غانتس أنه مرت 40 عاما منذ حرب العام 1973 معتبرا أن “السنوات الهادئة والمستقرة أخذت تختفي، وانعدام الاستقرار يتصاعد، ونحن نستعد لمستقبل كهذا بصورة عملانية في هضبة الجولان، سواء في مجال جمع المعلومات أو (بناء) العائق أو تفعيل القوة العسكرية، وثمة احتمال لفقدان الاستقرار على طول الحدود”.
وأشار غانتس إلى أن إيران هي القضية الأساسية بالنسبة لاستعدادات الجيش الإسرائيلي على ضوء استمرارها في تطوير برنامج نووي ووصفها ب”التهديد الإيراني”.
وأضاف أن “إيران مستمرة بحرفية بالغة في استغلال الحوار الجاري معها (من جانب الدول العظمى) وبتنفيذ أعمال قرصنة إستراتيجية في الطريق نحو اقترابها من الحصول على قدرة نووية عسكرية”.
وقال غانتس “إلى جانب هذا يوجد تأثيرات غير صغيرة نابعة من جهود فرض العقوبات على إيران وعزلها دوليا والضغوط التي ربما ستؤدي إلى تغيرها، فإيران تسعى إلى هيمنة إقليمية وستكون هناك تبعات في كل مكان تدخل إليه”.
وخلص غانتس إلى أن “واقعا تكون فيه إيران نووية هو واقع خطير للغاية وسيكون له تأثير دراماتيكي، ولا ينبغي التنازل أمامها ولا عن عملياتها الإرهابية في أماكن أخرى في العالم”.
معركة الجهاد العالمي في سورية
صحف عبرية
التقديرات المتنوعة التي نشرت في السنوات الاخيرة عن طبيعة وموعد وصول حكم سلالة الاسد الى منتهاها والواقع الذي سيسود في سوريا في اليوم التالي تتواصل، ومن شبه المؤكد انها لن تنتهي الى أن يتم حسم ما في هذه الدولة الممزقة. وبالتوازي، يتواصل ايضا تردد الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، بشأن السياسة الصحيحة والناجعة في نوع وطابع نقل المساعدة التي تمنح لمحافل المعارضة السورية، والتي تضم ايضا محافل اسلامية صلتها الدينية تتراوح بين التيار المتماثل مع الاخوان المسلمين وبين التيار السلفي الجهادي الذي تنتمي اليه محافل الجهاد العالمي.
وكانت اطلقت في الاسبوع الاخير عدة تصريحات على لسان محافل الجهاد العالمي في سوريا وفي خارجها يمكن الفهم منها ليس فقط الرؤيا المشتركة بينها بالنسبة لجعل سوريا في عصر ما بعد الاسد جزءا من الخلافة الاسلامية التي يتطلعون الى اقامتها بل وايضا الخلافات القائمة في أوساطهم حول طريقة ادارة الصراع لتحرير سوريا وسلوكهم تجاه السكان المحليين.
تعبير عن الرؤيا المشتركة يمكن أن نجده في تصريحات د. ايمن الظواهري، الزعيم الحالي لمنظمة القاعدة المركزية، والذي نشر في 7 نيسان 2013 دعوة للمقاتلين المتماثلين مع منظمته العمل على اقامة دولة اسلامية شرعية في سوريا. وفي حديثه شدد الظواهري على أهمية الدور الخاص للقاعدة في العراق في هذا الجهد والامكانية التي لاحت للمقاتلين لاستغلال هذه الفرصة التاريخية لاستعادة المجد واقامة الخلافة الاسلامية في قلب الهلال العربي. وبعد يومين من تصريحات الظواهري، نشر أبو بكر البغدادي، زعيم منظمة ‘الدولة الاسلامية في العراق’ المنظمة العليا لمحافل الجهاد العالمي في العراق، وابرزها منظمة القاعدة في العراق بيانا عن توسيع الخلافة الاسلامية في العراق الى منطقة الشام أيضا (سوريا)، وأعلن عن الوحدة بين المنظمة العراقية وبين جبهة النصرة. في علاقات المنظمتين حتى الان، كانت المنظمة في العراق مسؤولة عن نقل المجندين الجدد الذين تطوعوا للمشاركة في المعركة في سوريا ووصلوا من اماكن مختلفة في العالم وعن نقل وسائل القتال الى سوريا عبر العراق بل ووضع سياسة العمليات لجبهة النصرة. وفي حديثه ادعى البغدادي بان منظمته لم تنشر حتى الان هذه العلاقات سواء لاسباب امنية أم لرغبتها في ان يتمكن سكان سوريا من التعرف على جبهة النصرة بصفتها منظمة مستقلة تقاتل من أجل الشعب السوري، دون أن يتأثروا بالتشويهات الفكرية التي تخلقها عن قصد وسائل الاعلام الدولية، حول كل ما يتعلق بالقاعدة.
وفي غداة نشر تصريحات البغدادي، نشر بيان باسم ابو محمد الجولاني، زعيم جبهة النصرة، تنكر فيه للاعلان الذي جاء من العراق عن توحيد القوات بين القاعدة في العراق وبين منظمته. ورغم أنه أوضح بانه هو ومنظمته يواصلان الفخار بعلم الدولة الاسلامية للعراق، قضى بان ليس في نيتهما ان يتبناه كعلمهما واضاف بان أمر التوحيد علم به هو ورجاله من وسائل الاعلام فقط وهم لا يشاركون فيه. من الجهة الاخرى عاد الجولاني وأعلن عن تجديد بيعته هو ومنظمته لايمن الظواهري، ولكنه اضاف بان هذه البيعة لن تؤثر على السلوك السياسي للمنظمة في سوريا.
ويبين فحص تصريحات منظمات الجهاد العالمي في الايام الاخيرة بوضوح التوتر القائم بين الميلين. فمن جهة، رغبة زعيم جبهة النصرة، العاملة في سوريا، في التمسك بالتطلع الفكري لشركائه الايديولوجيين، وذلك في ضوء ضرورة الحفاظ على قنوات الدعم والمساعدة من جانب شركائه في طريق الجهاد العالمي في العراق وفي قيادة القاعدة المركزية. اما من الجهة الاخرى، فرغبته في الحفاظ على استقلاله العملي واستقلال منظمته وعلى ضرورة الحفاظ على قنوات التعاون مع مراكز القوى الاخرى العاملة في سوريا ومع السكان المدنيين المحليين. كما أن تصريحاته تأتي لتبديد المخاوف القائمة في الدول الغربية، الداعمة للمعارضة السورية، من امكانية أن يصل الدعم المالي والعسكري الذي ينقل الى سوريا الى محافل الجهاد العالمي ويستخدم في المستقبل من مقاتلي القاعدة للعمل ضد مصالحها.
وتجدر الاشارة الى أن السلوك الحذر لزعيم جبهة النصرة يقوم على اساس الدروس التي استخلصت من التجربة المريرة للقاعدة في العراق، والتي درج رجالها على أن يفرضوا بالقوة أنماط حياتهم على السكان المحللين، فاثاروا ضدهم رؤساء العشائر المحليين الذين تعاونوا في النهاية مع الجيش الامريكي في القتال ضدهم.
وينسجم الامر ايضا مع تعليمات بن لادن لشركائه في الحجاز، مثلما وجد هذا تعبيره في رسائله التي وضعت اليد عليها في منزله في أبوتباد، والتي دعا فيها الى مراعاة السكان المحليين والامتناع عن الاغتراب عنهم. ووجد تشوش العلاقة بين المنظمات الجهادية السلفية والقاعدة تعبيره في شطب كلمة القاعدة من اسمهم، مثلما فعلت منظمات جبهة النصرة وغيرها، التي تعمل مع القاعدة على جدول أعمال مشترك في دول الشرق الاوسط، المغرب والخليج.
ورغم الخلاف اللفظي الجاري هذه الايام في الخطاب الداخلي في أوساط المنظمات السلفية الجهادية العاملة معا على حسم المعركة في سوريا، والذي يكشف النقاب عن صدوع وخلافات تكتيكية في أوساط من يعرضون مرات عديدة في وسائل الاعلام العالمية ككتلة موحدة منسجمة، لا ينبغي الوقوع في الخطأ بالنسبة للاهداف المشتركة. فمعظمهم إن لم يكونوا جميعا يرون في المعركة في سوريا فرصة لان يقام فيها نظام اسلامي ينتهج الشريعة الاسلامية أو السيطرة على أجزاء منها وجعلها قاعدة انطلاق لمعركة جهاد اقليمية.
يمكن التقدير بان تواجد المقاتلين الشباب من قوميات مختلفة، بمن فيهم عشرات المتطوعين من الدول الغربية لا يبشر بالخير بالنسبة لامكانية الارهاب المتبلور في سوريا منذ اشهر عديدة. فتجمع الشباب المسلمين الذين وصلوا من أرجاء العالم في منطقة معينة، وتأهلوا للقتال، وجمعوا تجربة قتالية ويعملون من أجل هدف اسلامي مشترك، سبق أن حصل في الماضي في افغانستان وفي العراق، وأدى الى خلق مخزون من الكوادر الجديدة من المقاتلين الذين يمكن ارسالهم لاحقا الى اعمال جهادية في أرجاء العالم. بالنسبة للظواهري، الذي يبحث عن بلورة طريق القاعدة وشركائها في الجهاد العالمي وتوجيه عملهم تحت قيادته، فان هذه بشرى هامة وواضح أنه لا ينوي تفويتها.
وفي ضوء ذلك، يمكن التقدير بان امتناع الدول الغربية، بما فيها اسرائيل، عن التدخل في ما يجري في نطاقها حتى الان، سينتهي اذا ما وعندما يلوح وضع فيه تصبح سوريا دولة شريعة بروح السلفية الجهادية.
في مثل هذه الحالة لا يتوقع فقط مقاومة نشطة من جانب مجموعات مختلفة في سوريا تتعاون مع كل من يقاتل ضد الاسد بل وايضا تدخل عسكري خارجي يمنع هذه الدولة المركزية والهامة في الشرق الاوسط من أن تتحول الى مركز تآمري في المنطقة بل واكثر من ذلك.
يورام شفايتسر وغال توران
نظرة عليا 22/4/2013
في الاردن السوريون مصدر حنق دائم.. متهمون بالاستيلاء على الوظائف وزيادة اعباء الميزانية
زيادة معدلات الاختطاف في سورية الدوافع اجرامية وهدفها الاثراء السريع
لندن ـ ‘القدس العربي’: قال جيرمي بوين مراسل ‘بي بي سي’ الموجود الآن في دمشق، انه توقف في رحلة بين العاصمة وحلب على خمسين نقطة تفتيش نصفها تابع للحكومة والاخر للمعارضة، واشار الى الكيفية التي تغيرت فيها معالم سورية ودمشق بالتحديد في العامين الاخيرين حيث تندلع حرب اهلية ادت الى مقتل 70 الفا او اكثر، وتشريد الملايين.
ونقل عن طبيب في المستشفى العسكري كان يجاهد للبحث عن الكلمات المناسبة قوله ‘هذه ليست حياتنا، هذه ليست بلادنا، حيث قال انه كان يدعو اصدقاءه من بريطانيا لقضاء عطلهم في سورية، هذا لم يعد قائما، فالسوريون انفسهم لم يعودوا بمأمن في بلادهم، فهم ان لم يقتلوا بالغارات، تدمر بيوتهم او يشردون من بيوتهم ووطنهم.
وفي ظل غياب الامن والقانون تنتشر العصابات التي تستفيد من الفراغ كي تمارس نشاطاتها الاجرامية، وليس غريبا ان تزداد حالات الاختطاف في سورية وبمعدلات تثير القلق. وقد كان الاختطاف في بداية الانتفاضة مدفوعا بدوافع طائفية حيث اتهم طرفي النزاع بممارسته لكن الاشهر الاخيرة شهدت زيادة في النشاطات الاجرامية وعصابات المجرمين الباحثين عن ثراء سريع، واصبح الخطف للفدية تجارة مربحة.
ونقل عن رامي عبدالرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الانسان في بريطانيا ان الناس باتوا يختطفون من اجل الحصول على المال مقابل الافراج عنهم. ولم يكن الاختطاف معروفا في سورية قبل الانتفاضة وسجلت اول حالات اختطاف في صيف عام 2011 قام بها ناشطون يدعمون المعارضة واخرون يدعمون النظام، وكانت العمليات هي رد على عمليات قام بها الطرف الاخر ولاجباره على الافراج عمن اختطف من جماعتهم. وفي الوقت الذي يصعب فيه تقدير حالات الاختطاف لان الكثير ممن كانوا ضحاياه يرفضون الحديث عن معاناتهم الا ان نشاطات الاختطاف تطورت مع تطورت الحرب حيث انتقل النشاط من المناطق الريفية الى المدن. وعادة ما يستهدف الخاطفون رجال الاعمال واصحاب الحرف العالية مثل الاطباء. ويقول ناشطون ان الرهينة في بعض الاحيان تعرضت للقتل مع ان الفدية وصلت للخاطفين. وفي الكثير من الحالات لا يمكن السيطرة على الوضع، وكان الرئيس السوري بشار الاسد قد اصدر قرارا باعدام من يقوم بخطف شخص وتعذيبه وانتهاكه جنسيا او قتله، لكن القرار لن يترك اثرا على الاوضاع المتردية في البلاد.
الاثراء السريع
ونقلت صحيفة ‘واشنطن بوست’ في تقرير لها عن نديم خوري، مدير مكتب ‘هيومان رايتس ووتش’ في بيروت قوله ان عمليات الاختطاف عادة ما تحصل في المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة او بدعم تكتيكي من جماعات الشبيحة المؤيدة للحكومة. ويقول التقرير ان الحكومة والمعارضة متهمتان بعمليات اختطاف، وفي مناطق المعارضة فالاختطاف يتم من اجل الحصول على مال لشراء الاسلحة حسب منظمات حقوق الانسان. ونقل التقرير قصة رجل كان خارجا من بيت صديقه في دمشق، منتصف شهر شباط (فبراير) عندما اوقفته جماعة ووضعته في سيارة حيث اعتقد ان الامن من اعتقله، لكنه وضع في مكان معزول لايام، وطلب منه الخاطفون معلومات عن والده، فعندما قال لهم انه مات غضبوا وظلوا يطلبون معلومات عن عمله، وعندها عرف انهم وراء المال، وخلال اختطافه حلقوا شعره وضغطوا عليه كي يكشف عمن يدعم في الحرب. ومن خلال نقاشاتهم عرفهم انهم من جماعات النظام، وبعد اسبوعين لم يأكل فيها سوى اربع وجبات اطلق سراحه حيث دفع شقيقه الفدية (10 الاف دولار). ويقول انه يريد مغادرة سورية لكنه خائف، خاصة ان هذه العصابات لا يمكن معاقبتها لانها مدعومة من النظام. وفي قصة اخرى تحدثت سيدة عن عملية اختطاف والدها صاحب محل المجوهرات في دمشق، وكيف طلب الخاطفون ذهبا بقيمة 57 الف دولار، واتصلوا بها، حيث ذهبت لعمها للمساعدة، وفي تفاصيل القصة اصبحت متهمة نفسها بالتخطيط لقتل والدها، ومع ان والدها تركه الخاطفون بعد الفدية الا ان علاقتها مع عائلتها انقطعت وقررت ترك دمشق الى الشمال للفرار من سورية ومن ذكريات ما حدث.
السوريون مشكلة
وفي تقرير اخر تحدثت الصحيفة عن معاناة السوريين في الاردن حيث اشارت الى حنق الاردنيين على تدفق اللاجئين لبلادهم واشارت الى حالات تحرش وشعارات تكتب على البيوت التي يسكن فيها السوريون. ورصد التقرير المزاج العام في الاردن حيث تحول الضيوف الى مصدر للحنق والاستفزاز، ونقلت عن لاجىء في مدينة المفرق قوله ‘استقبلونا اولا كضيوف واخوة’ ولكنهم ‘الآن يتعاملون معنا كلعنة’. وفر منذ الازمة اكثر من نصف مليون سوري، حيث باتوا يشكلون نسبة خمس عدد السكان في الاردن. وفي الوقت الذي يقيم قسم منهم في مخيم الزعتري الا ان غالبية المهاجرين يقيمون في المدن حيث اصبحوا مصدر حنق ويشكلون ازمة كبيرة لم تشهدها البلاد منذ عقود. ويتوقع المسؤولون الاردنيون ان تصل تكاليف دعم واستقبال اللاجئين السوريين الى مليار دولار، حيث يتم الحديث عن اثر استمرار الهجرة من ناحية اقتصادية ذلك ان اللاجئين ينافسون الاردنيين في الاعمال. وبحسب المجلس الاقتصادي والاجتماعي فان كل لاجىء سوري يعبر الحدود يكلف الاردن 3 الاف دولار سنويا، فيما تقول وزارة الصحة انها انفقت نصف ميزانيتها على تقديم الخدمات للسوريين، وتحتاج 350 مليون دولار كميزانية طارئة، وبحسب احصائيات وزارة العمل فهناك 160 سوريا يعملون بطريقة غير شرعية حيث يقبلون العمل باجور قليلة في المخابز وورشات تصليح السيارات.
السوريون حرمونا من طعامنا
ونقلت عن مواطن من المفرق قال انه انتقل لعمان، العاصمة بعدما خسر عمله بسبب السوريين ‘تدخل مخبزا وتجد سوريا، وتذهب الى مصنع وهناك سوريون’، واضاف ‘لم يعد هناك مكان للاردنيين في الاردن’. ويفرق خبراء في الاردن بين موجة المهاجرين العراقيين والسوريين فالذين هربوا من العراق جلبوا معهم اموالا للاستثمار وخلقوا فرص عمل وبالمقابل فالسوريون يأتون ليأخذوا فرص العمل. ويشكو السوريون من سوء معاملة ارباب العمل لهم، حيث يطلب منهم العمل لوقت طويل يمتد احيانا لـ 18 ساعة وباجر هو ثلث ما يأخذه الاردني. وقال سوري هرب من درعا يعمل في مدينة الزرقاء ‘في الاردن ينظر اليه اقل من عبد’. ويبدو ان السوريين تحولوا بحسب مسؤول في جمعية لمساعدتهم الى ‘الشماعة التي تعلق عليها كل مشاكل البلد’.
ويشير التقرير الى ارتفاع اسعار اجور البيوت بنسبة 300 بالمئة، حيث تتجمع عائلات سورية معا لدفع الاجر، وتعيش معا في بيوت مزدحمة. وهناك شعور بين الكثير من سكان المدن خاصة الشمالية الذين اتهموا السوريين بأخذ بيوتهم ومعيشتهم وقالوا انه لم تتخذ الحكومة اجراءات فسيقومون هم بالتصرف منفردين.
استقالة وتسليح
في الوقت الحالي اكد الشيخ احمد معاذ الخطيب يوم الاحد استقالته كرئيس للاتئلاف الوطني لقوى المعارضة السورية، وهي الاستقالة التي اعلنها الشهر الماضي، وان قراره الآن اصبح نهائيا وذلك للاحتجاج على غياب الموقف الدولي الفاعل تجاه الازمة السورية. وجاء الاعلان بعد يوم من اجتماع مجموعة دول اصدقاء سورية في اسطنبول – تركيا واعلان وزير الخارجية الامريكية جون كيري عن مضاعفة واشنطن مساعداتها غير القتالية للمعارضة، حيث سيتم توزيع المساعدات بقيمة 250 مليون دولار من قبل المجلس العسكري الاعلى في الجيش الحر برئاسة العقيد سليم ادريس.
وقالت صحيفة ‘الغارديان’ ان قرار الخطيب سيكون بمثابة ضربة للمعارضة السورية التي تعاني من التشرذم والتنافس بين العلمانيين والاسلاميين خاصة جناح الاخوان المسلمين. ولم يكن اجتماع اسطنبول قد حقق تطلعات المعارضة التي أملت بقرارات تساعد على وقف الغارات الجوية على مواقع المعارضة وانشاء منطقة آمنة. ونقلت الصحيفة عن مصادر في المعارضة قولها ان السعودية التي كثفت من مساعداتها العسكرية للمعارضة عبر الاردن لم تكن راضية عن قرارات الاجتماع.
ويرى الناشطون السوريون ان حصولهم على صواريخ مضادة للطائرات يمكن ان يقلب قواعد اللعبة لصالحهم، لكن النظام السوري كان قادرا على استغلال المخاوف الغربية من جبهة النصرة خاصة بعد اعلانها البيعة لتنظيم القاعدة الاسبوع الماضي. وتقود بريطانيا وفرنسا الجهود من اجل رفع الحظر عن تصدير السلاح للمعارضة السورية، حيث شددت من موقفها في اجتماع الاتحاد الاوروبي يوم امس في بروكسل، في وقت خففت فيه المانيا من لهجتها، وتمت مناقشة الحظر الذي ينتهي في الشهر المقبل.
وترغب بريطانيا بتوسيع مدى المساعدات للمعارضة مع انها لا تفكر كما تقول صحيفة ‘ديلي تلغراف’ بارسال اسلحة للمعارضة ‘بعد’، وكان وزير الخارجية الالماني غيدو فيسترفيلي قد قال ان بلاده قد توافق على رفع الحظر ان دفعت دولة او دولتان باتجاهه وان لا خطر من وقوعه في يد الجماعات الخطأ مشيرا الى انه ‘سيحترم’ القرار.
دعونا من سورية
وعلقت صحيفة ‘الفايننشال تايمز′ على الموقف البريطاني في مقال كتبه ماكس هيستينغ تحدث فيه عن الرغبة الغربية لتقديم الدعم العسكري للمعارضة السورية. واشار الى ما قاله ويليام هيغ، وزير الخارجية للبرلمان البريطاني عن وجود ادلة عن استخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي. وتحدث عن رغبة هيغ بشحن الاسلحة للمعارضة مع نهاية الحظر على التصدير. ويضيف الى ان الكثير من القصص المرعبة تخرج من سورية، وان قلة من المراقبين من تشك في ان ايام الاسد في السلطة باتت معدودة وان المعارضة تسيطر على مناطق واسعة ولكن النظام يحتكر الاسلحة الثقيلة ويسيطر على الجو ويتلقى دعما من روسيا وايران ويمكنه مواصلة القتل لوقت اطول.
ويضيف ان ديفيد كاميرون رئيس الحكومة يعتقد ان هناك ‘واجبا اخلاقيا’ على بريطانيا كي تكون في المقدمة لدعم وتدريب المقاتلين مثلما فعلت في ليبيا. ويقول ان الوزراء يعبرون عن قلق وقلة صبر من التدخل العسكري والامني وهذا راجع الى طبيعة المعارضة المنقسمة، ومن حقيقة ان اكثر الجماعات الملتزمة بقتال الاسد هي اسلامية، وفي حالة انتصارهم فلن يخدموا المصالح الغربية او يتعاونوا معها.
ويشير الكاتب الى عامل العراق وافغانستان الذي جعل الكثيرين في الغرب يخافون من التدخل العسكري، لكن الحكومة قد تقول ان كل التدخلات ليست مثل العراق’ لقد عارضتم انتم والجنود الذهاب لليبيا وانظروا كيف نجحت’ اي العملية وليست في بناء نظام ديمقراطي.
وتحدث الكاتب عن الدعم الصيني والروسي لنظام الاسد، وعن موقف موسكو تحديدا الذي ينبع موقفها من لعبة محصلتها صفر وتتعارض فيها مصالح الولايات المتحدة وحلفائها مع مصالح روسيا، ففلاديمير بوتين، يخشى من الاسلاميين ويدعم العلمانيين.
تحذير
وعن سورية يحذر الدبلوماسيون الروس الغرب بقولهم كونوا حذرين حول من ترغبون بانتصاره، ويناقش بالقول ان لا فصيل اقوى من الاسد. ولكن دعاة التدخل يشيرون الى عجز الغرب ووقوفه مكتوف الايدي امام ايران وروسيا وهي تساعد النظام على ارتكاب جرائمه، ويرون ان احسن طريقة للتأثير على الحكم في سورية ومنع الاسلاميين من السيطرة عليه هي دعم المعارضة بالسلاح.
ويطرح الكاتب سؤالا في النهاية لماذا نحن؟ لماذا يجب على فرنسا وبريطانيا ان تقود الجهود لتحقيق التغيير في سورية؟ مشيرا الى ان واشنطن مترددة وخائفة من انهيار سورية واثره على المنطقة، الاكراد، والعراق وتركيا واضطراب غير محسوب في كل المنطقة، كما ان اوباما يخشى من تأثير المواجهة في سورية على التوصل لتسوية دبلوماسية حول الملف النووي مع ايران.
مقاتلات كرديات على خطوط الجبهة في سورية
حلب ـ (ا ف ب) – تبرز القائدة انجيزيك في صفوف المعارضة السورية المسلحة التي يهيمن عليها الرجال بشكل شبه كامل، حيث تقود مجموعة من المقاتلين الاكراد الاكبر منها قامة وتصدر اليهم الاوامر حاسرة الراس.
وتقود هذه المرأة الهزيلة عشرات المقاتلين الاكراد في حي الشيخ مقصود الواقع تحت سيطرة مقاتلي المعارضة في شمال حلب عاصمة سورية الاقتصادية التي تشهد مواجهات عنيفة منذ تسعة اشهر.
وتقول انجيزيك (28 عاما) “يستطيع النساء استخدام البنادق الالية ورشاشات كلاشنيكوف وحتى الدبابات تماما كالرجال”.
وصرحت لفرانس برس في شارع مقفر في حي الشيخ مقصود وسط المباني المدمرة جراء الانفجارات او التي اخترقها الرصاص ان “النساء جزء لا يتجزأ من ثورتنا”.
وتضم الكتيبة التي تقودها انجيزيك 20% من النساء وهي تابعة للجان حماية الشعب الكردي، الذراع المسلحة لحزب الاتحاد الديمقراطي الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني (المتمردون الاكراد في تركيا).
وفي حي الشيخ مقصود تحالفت اللجان مؤخرا مع مقاتلي المعارضة في معركتهم ضد نظام بشار الاسد.
وخلافا للعربيات، للكرديات خبرة طويلة في القتال. وعرفت مقاتلات حزب العمال الكردستاني شهرة عالمية في تسعينات القرن الماضي خصوصا من خلال تنفيذ العمليات الانتحارية.
وتؤكد انجيزيك ان مقاتلي حزب الاتحاد الديموقراطي اكانوا من الرجال ام النساء يتلقون التدريب الصارم نفسه ويتوجهون معا الى الجبهة ويتقاسمون الاعباء.
وتقول ممتاز (18 عاما) ان التحاقها بصفوف مقاتلي المعارضة قبل عام كان “تجربة ذات طابع متحرر”.
وهي المقاتلة الوحيدة بين اشقائها وشقيقاتها، وانجزت ذلك بين ليلة وضحاها. وتحولت هذه الطالبة الى مقاتلة عندما التحقت بمعسكر تدريب تابع للاتحاد الديموقراطي في مدينتها افرين المعقل الكردي في شمال حلب.
وتقول الشابة “حمل السلاح كان قرارا شخصيا”.
ووراء ممتاز، يجلس رجال ونساء يدخنون ويتحدثون ويتناولون الطعام معا. وان التقى الرجال والنساء على خطوط الجبهة واثناء الاستراحات، لكنهم يعيشون منفصلين وتحظر اقامة علاقات بينهم.
لكن وجود مقاتلات في المجتمع السوري المحافظ يثير الدهشة وحتى الرفض.
ويقول احد مقاتلي المعارضة “لا اعتبرهن نساء بل رجالا. المرأة الحقيقية اكثر انوثة”. ويؤكد رفضه لوجود نساء على الجبهة “لان ذلك قد يشتت انتباه الرجال”.
وتؤيد نور الحق في مدرستها التي يدعمها لواء التوحيد وهو من ابرز الوية حلب ويقاتل زوجها في صفوفه، هذا الرأي.
وتقول “لا سبب لان تحمل المرأة السلاح هناك عدد كبير من الرجال يحمل السلاح”.
وشاركت السوريات بغض النظر عن اصولهن او طبقتهن الاجتماعية في الثورة لكن بطريقتهن فهن يتظاهرن او ينقلن الطعام او الذخائر للمقاتلين.
وتؤكد انجيزيك ورفاقها في السلاح ان هذه الحجج تنم عن “عقلية متخلفة”.
وتقول لقمان ابو سالم وهي مقاتلة في ال41 من العمر “لن يصبح هذا البلد حرا الا بعد تحرر النساء” موضحة ان رفيقاتها لا يرفضن تلقي اوامر من امرأة.
وتعتبر انجيزيك ان تصاعد المجموعات الاسلامية المتشددة قد يشكل تهديدا لحقوق النساء. وهي تتخوف خصوصا من جبهة النصرة التي اعلنت ولاءها لتنظيم القاعدة.
وتقول “لا نريد التعاون مع الذين يرفضون حقوق المرأة”.
وتضيف “كحركة لا يمكننا قبول هذا الامر وكامرأة لا يمكنني القبول به ايضا”.
حمص على أبواب المعارك الأخيرة
كل شيء هُنا يوحي بالموت. الجدران المهدمة… والأسْود الذي يصبغ المنازل جرّاء المعارك المستمرة. في أحياء حمص المنكوبة، حكايات لسوريين خسروا مأواهم وذكرياتهم، ولا مستقبل يجمعهم في المكان. وحيث تنتشر التوقعات عن اقتراب نهاية المعارك بالنصر للنظام، تتوعد المعارضة بالمزيد من القتال، ما يوحي بأيام عصيبة من عمر الصراع في المدينة الكئيبة
مرح ماشي
حمص | لا أثر لذكريات الزمن الماضي في حمص، حيث لأهلها الظرفاء حكايات لدى جميع أبناء الأرض السورية. لا محطّة يتوقف المرء عندها للتزود بحلويات «أبو اللبن» الشهيرة التي يعرف السوريون طعمها جيداً. لا يلفت النظر حولك إلا آثار الدمار المبالغ به. وسيتوقف الزائر طويلاً أمام وحشية التخريب الذي مرت به المدينة ولا تزال تعاني منه، بالإضافة إلى ابتكارات يرويها شهود من قلب الأحداث الماضية عن طرق فنية للقتل بدم بارد… والذي مارسه أبناء المدينة بعضهم تجاه بعض.
في بداية حيّ الخالدية الشهير، حيث جرت أقسى المعارك بين الجيش السوري ومقاتلي المعارضة، لا بد من البدء بالجولة سيراً على الأقدام. سيدلّك أحد أفراد الجيش السوري أو عناصر الدفاع الوطني على الجزء المكشوف من الشارع أمام رصاص القناص، وسيقول: «عند تلك الأشجار سقط صاروخ يدوي الصنع، وقتل طفلاً. حاوِلوا المشي بمحاذاة الجدران خشية الانكشاف أمام القناص». للدخول إلى الحيّ لا بدّ من الركض هرباً من الموت المتوقع مع كل خطوة. إلى الأمام قليلاً وحيث يتمترس حُب الحياة بالمباني التي هجرها أصحابها، قد ترى امرأة عجنتها السنوات تبيع علب التبغ لعناصر الجيش، إثر رفضها الخروج من منزلها. فتقول: «ليس بمقدور الجميع الخروج من منازلهم. بقيتُ وبعض الجيران هُنا محاولين مغالبة الظروف الصعبة كي لا نُهجّر من بيوتنا». وبكل ودّ تتعاطى المرأة مع الأسئلة الصحافية المتطفلة. وتستمر أخطار الجولة في التنقل بين «حارات» الحي، التي قسّمها الجيش السوري إلى كُتل مرقّمة، وراح يسيطر عليها تباعاً، وصولاً إلى الكتلة العاشرة التي تشهد أطرافها احتدام الاشتباكات بالقرب من جامع خالد بن الوليد، حيث يتمركز مسلّحو المعارضة. رجل وامرأة يحاولان العبور نحو وادي السايح عبر المنطقة، هو مشهد لافت في المكان الكئيب، يقفان داخل أحد المنازل المهجورة بانتظار جندي في الجيش ليأتي ويساعدهما في تفادي رصاص القناص على أحد المفارق الفرعية.
هواجس المقاتلين
المتاريس التي بناها عناصر الجيش بين المباني هي عبارة عن أكوام من الركام والبراميل وبعض الستائر والأقمشة التي تموّه عبور أي شخص خلفها، فتصعّب العملية على من يصوّب تجاه الموقع. ويعتمد الدخول إلى عمق مناطق الاشتباكات على المرور من خلال فجوات فُتحت في جميع جدران الطبقات الأرضية التي نالت حصتها من الدمار. هُنا، الملابس تتناثر على أرضيات البيوت. الصوَر لأصحاب البيوت الغائبين قد تظهر لك بين منزل وآخر. صورٌ شخصية لتلاميذ يرتدون لباسهم المدرسي داخل حقائب مرميّة بين أقدام السائرين. لن تستطيع أن تتفادى دوس ذكريات الآخرين وأحلامهم، وسيلاحقك حينئذٍ قليل من الذنب تجاه هؤلاء. ولن تمنع نفسك من السؤال عن مصائرهم: أتُراهم قتلوا تحت ركام منازلهم؟ أم نزحوا إلى أماكن أُخرى ناجين بما بقي من حاجياتهم، ومن بقي منهم على قيد الحياة؟ الاستمرار في السير بين ممرات «الكتلة العاشرة» سيتطلب مزيداً من مصارعة الخطر، فالهرب من القنص يفرض مشي القرفصاء داخل خندق ضيق مسقوف بأغطية معدنية، حفره الجيش خصيصاً لتحصين المرور داخل الكتلة التي تمت السيطرة عليها حديثاً. محاولة استكشاف ماهية المعركة التي تدور قريباً جداً من الخندق تحتاج الصعود إلى أحد المباني، حيث يتمركز بضعة رجال من جيش الدفاع الوطني الرديف للجيش السوري، والمشكّل حديثاً في البلاد. أحدهم يتخذ موضعه حاملاً سلاحه، ويرصد المبنى المقابل. الرجل الخمسيني، الذي يغطي الشيب شعره بالكامل، يقول بثقة: «إنهم هُنا. أمتار قليلة تفصلنا عن بعضنا. أحياناً نتبادل الصراخ في ما بيننا». لا أحاديث معيّنة بين عناصر الطرفين المتقاتلين، فمرات يتبادلون الشتائم، ومرّات أُخرى يبدأ عناصر الجيش بابتداع أحاديث بغرض التسلية وتضييع الوقت حتى يحل الظلام لتنفيذ إحدى العمليات. وهُنا قد يفتتح أحد الجنود حديثه مع أعدائه، بسؤاله عن الطريقة التي عليه اتباعها إن أراد الانشقاق. بسخرية يقول الجندي الشاب القادم من إحدى قرى ريف دمشق: «سيصلنا الرد بلهجة غير سورية». الرجل الخمسيني يبدو أكثر الجنود ودّاً وأقلهم تحفّظاً؛ إذ لا مانع لديه من الحديث والتقاط صورة له أمام سلاحه، بشرط ألا يظهر وجهه. من تلبيسة قدم مع أولاده الأربعة للتطوع في الجيش الوطني، بعد تهجيره منها بسبب اختلاف طائفته. يعترف بالأمر رغم استحالة استجابة العسكريين للحديث بالشؤون الطائفية، ولا سيما في ظل وجود عناصر من جميع المناطق والطوائف السورية يستمعون إلى الحديث كاملاً. من الصعب على الجنود التمييز بين من يعطي للآخر أسباب البقاء: الجيش السوري أم الرئيس بشار الأسد؟ إلا أنهم يدينون بالولاء المطلق للرئيس ومستمرون في «القتال حتى النفس الأخير».
آخر خطوط النار
كمائن عديدة تُنصَب لعناصر الجيش في الخالدية؛ إذ يسمعون في الفترة الأخيرة أصوات استجداءات من نساء وأطفال يصرخون طالبين منهم إنقاذهم، فيبدأ الأكثر خبرة بتحذير الجنود اليافعين من الاستجابات لمثل هذه الأصوات التي غالباً ما تصدر من نهايات مجهولة لأنفاق مكتشفة حديثاً حفرها مقاتلو المعارضة الذين سيطروا على الحي طوال أشهر سابقة. يقول أحد المقاتلين الخبراء في القتال: «من أين سيأتي الأطفال والنساء إلى هذه المنطقة المهجورة التي تنتشر فيها اشتباكات عنيفة؟ إنها خدع مكشوفة. وأحياناً تصدر الأصوات من مبانٍ قريبة لم يتم تأمين محيطها بنحو كامل». الوصول إلى نهاية الكتلة العاشرة سيحيلك على عسكريين اختصاصيين يديرون العمليات قرب جامع خالد بن الوليد. وهُنا ستصطدم بموانع كثيرة تجعلك تتوقف عند هذا الحد من التقدم، ويُطلب إليك أن تقدّم بطاقتك الشخصية والصحافية وورقة المهمّة التي أدت إلى وجودك في المكان. الحلّ الأسلم هو العودة أدراجاً واجتياز ذات النقاط الخطرة التي عُبرت منذ ساعات، إنما سيبدو الطريق أطول وأصعب بكثير، إذ إن حماسة العودة لا تشبه بأي حال الحماسة في الذهاب.
في طريق العودة أيضاً، لا بد من طلب المساعدة من أحد عناصر الجيش، وخلال السير تتواصل الأسئلة والإجابات العسكرية المقتضبة: «بعض المناطق التي اقتحمناها كانت تتمتع بالكهرباء والماء، فيما تقطع المياه في كثير من مناطق حمص، وربما في مناطق تعيش فيها عائلاتنا». لا يمكن الاستنتاج إن كان كلام الجندي هو معلومات يقولها للصحافة أو مجرّد تذمّر وتساؤل عن أسباب التعاطي الإيجابي مع سكان مناطق خرجت عن سيطرة الدولة. الكثير من الركض أمامك لتخرج من حي الخالدية، وستسمع طوال الطريق أخباراً عن إحكام السيطرة على الكتلة العاشرة، وعن تحصن مسلحي المعارضة ضمن مثلث ضيق رأسه جامع خالد.
بابا عمرو وعودة النساء
للدخول إلى حيّ بابا عمرو الشهير لا بد من استئذان الحواجز التي قلّما تتجاوب مع الفضول الصحافي، وحتى الاستئذان لا يعني البقاء دون رقابة أمنية على تحركاتك تحت ذرائع تتعلق بـ«حمايتك». أمام أحد المباني تقف امرأة منقبة تمسك بيد طفلتها، يقف إلى جانبها طفلان آخران. تجيب عن السؤال: «جئت أتفقد منزلي». وتسخر من سؤال آخر عن حال منزلها الآن بالإشارة إلى شقة في الطبقة الثانية، وابتسامة هازئة تلوح وراء النقاب. تتحدث الشقة نيابة عن صاحبتها، حيث تبدو الفجوة الهائلة المُحدثة في الجدار أبلغ من أي تعبير، ولا سيما في وجود ما بقي من الأثاث متدلياً إلى أسفل. ترفض المرأة الاستجابة لطلبنا الدخول معها إلى المنزل، تمسك بيد طفلتها وتدخل مع طفليها الآخرَين، وتغلق الباب متذمرة من الإلحاح. أحد السلالم الحجرية المتهالكة يفتح الشهية على أخذ صورة تذكارية في مشهد صادم للمتفرجين. هذه الصورة قد تكون كافية ليلتف حولك عناصر من القوى الأمنية يسألونك عن سبب وجودك في المكان. يقول أحد السكان: «لم يعد يسمح بدخول الجميع إلى الحي بعد عملية الالتفاف الأخيرة على الجيش في بابا عمرو، والتي كبدت الجيش خسائر واضحة. سُمِح فقط للنساء والأطفال بالدخول». الموجودون في الحي من المدنيين قلّة، بينهم رجال. أحدهم يغطي وجهه في وجود الكاميرا رافضاً الحديث. وآخر يركب دراجته ويبتسم للكاميرا بودّ.
الزهراء… والقاتل الماهر
في حيّ الزهراء، المؤيد للنظام، يتابع القنّاص التسبب برحلات الموت اليومية لسكان الحي. جدار جديد بناه أهالي الحي في الساحة الرئيسية بهدف تخفيف أعداد الضحايا الذين تجاوز عددهم 420 شخصاً. يتموضع القناص على أحد مباني حمص القديمة، وينشط في الساعة السابعة صباحاً مع خروج الموظفين إلى أعمالهم. يتسلّى في لعبة الموت لمدّة ساعة، ثم يأخذ قسطاً من الراحة، تاركاً لأهالي الحيّ إسعاف مستهدفي اليوم، وإنهاء بعض أعمالهم. ويعود فيستأنف نشاطه ظهراً مع عودة طلاب المدارس إلى منازلهم. وقبل مغيب الشمس ينشط الرصاص ساعة إضافية، مودّعاً يومه وقد روى عطشه للدماء بقتلى جدد. لا يمكن وضع حد للقاتل الماهر؛ إذ إن أفضل الطرق لتصفية قناص هي الدهم المباشر، بعدما تبيّن أخيراً وجود احتمال آخر لاستهدافه بالقذائف، حيث يمكن أن يستفيد من الردم الناتج من سقوط القذيفة ليعيد تموضعه بطريقة أكثر منعة وتحصّناً.
الخروج من الزهراء باتجاه وادي الذهب، يفتح باب التساؤلات عن سقوط قلعة حمص بيد المعارضة المسلحة منذ أكثر من شهر. اختراق القلعة بدأ من باب التركمان، واشتعلت الاشتباكات على سطحها بين الطرفين. نصف ساعة فقط استولى خلالها مقاتلو «جبهة النصرة» على القلعة التي كانت مركزاً لقوات الجيش السوري، والتي تكشف بموقعها الاستراتيجي جميع مناطق حمص المؤيدة والمعارضة، وتتوسط حمص القديمة مسرح المعارك الدائرة الآن.
وفي حمص، حيث تتمثّل النكبة السورية بأقسى ملامحها، تلوح حكاية حي كرم الشامي الذي احتضن الحراك السلمي ضد النظام، واستمرت باحتضان اللاجئين من المناطق الساخنة كبابا عمرو وحمص القديمة.
«كرم الشامي»… السلمي
تبدو حكاية حيّ كرم الشامي من المفارقات الغريبة في المشهد السوري؛ فالحيّ يتميز بطبيعة سكانية معارضة للنظام، وترفع شعار المطالبة بالعدالة في تظاهرات أيام الجمعة في زمان سلمية الثورة، إلى أن توقف بالتزامن مع بدء العمليات العسكرية في المناطق المجاورة من حمص القديمة وباب السباع. رفض أهالي الحيّ منذ اللحظات الأولى حمل السلاح، إذ وجدوا أن حمل السلاح لا يخدم موقفهم السياسي.
موقف لطالما حلم جميع السوريين باعتناقه من قبل الأطراف المتصارعة. ورغم احتضانهم العوائل النازحة الهاربة من ساحات المواجهة في المناطق الأُخرى، إلا أنهم لم ينجروا لكل محاولات توريط منطقتهم في الصراع الدائر، معتبرين أنهم بهذا حموا منطقتهم من الدمار وحافظوا على بيوتهم من أن تكون عرضة لنيران الجيش فيما لو احتضنوا مسلحي المعارضة. يقف حاجز الجيش السوري في الحيّ بلا أية مشاكل، يبتسم أحد الأهالي قائلاً: «كُنا الأبعد نظراً خلال الثورة السورية».
الامارات تقدم 70 بالمئة من المساعدات والسعودية تغيث اللاجئين والكويت تدعم المنظمات الدولية
لوانا خوري
يقدم الخليجيون كل ما يحتاج إليه السوريون من مساعدات، فالغوث الإماراتي يصل إلى الداخل السوري رغم الخطر، والسعودية تغيث اللاجئين في لبنان والأردن وتأويهم، بينما يوظف الكويتيون نحو 300 مليون دولار لدعم المنظمات الدولية التي تقدم المساعدات في سوريا.
بيروت: تستمر دول الخليج العربي في تقديم المعونات العينية والإغاثية للاجئين السوريين في لبنان والأردن، فقد أعلنت الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سوريا قبل يومين أن قيمة المساعدات والمشاريع التي نفذت والتي تنوي تنفيذها لدعم اللاجئين السوريين في لبنان بلغت نحو 12 مليون دولار.
كما أعلن علي عواض العسيري، السفير السعودي في لبنان، تحمل الحملة الوطنية السعودية تكاليف تعليم ثلاثة آلاف طالب سوري في لبنان، بالتعاون مع مؤسسة الحريري، تلبية لتوجيهات الملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز، الذي يحرص على ألا يبقى أي طالب بعيدًا عن مقاعد الدراسة، مهما كانت ظروفه.
وقال العسيري إن الحملة الوطنية السعودية وزعت نحو 30 ألف حصة غذائية، ونحو 100 ألف بطانية، على اللاجئين السوريين في لبنان، ودفعت بدلات ايجار ألف شقة سكنية يسكنها سوريون، ودعمت المراكز الطبية بمستلزمات تقنية وأدوية، وأنشأت مركزًا طبيًا خاصًا لتقديم الخدمات العلاجية اللازمة للنازحين.
كرافانات في الزعتري
وفي الأردن، وزعت الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء السوريين في الأردن في الأسبوع الماضي محتويات 41 شاحنة، محملة بمختلف المواد الغذائية والتموينية والبطانيات والملابس والمياه، ضمن حملة الجسر الإغاثي.
وقال سعد السويد، مدير مكتب الحملة في الأردن، إن توزيع المساعدات شمل اللاجئين السورين في جميع مناطق الاردن، وإن الحملة تزود مخيم الزعتري بنحو 40 وحدة سكنية متحركة أو كارفان يوميًا، ضمن البرنامج الذي تنفذه لتوفير السكن المناسب للاجئين، من خلال تزويد المخيم بالكرفانات اللازمة.
ولفت السويد إلى أن عملية تزويد المخيم بالكرافانات ستستمر شهرين، بواقع 200 كارفان أسبوعيًا، حتى نفاذ العدد المطلوب، تواصلًا مع جهود الاغاثة السعودية، وإسهامًا في التخفيف من معاناة السوريين داخل الزعتري، لتحسين ظروفهم المعيشية وتلبية حاجتهم الماسة للسكن المناسب.
وبين السويد أن الحملة قدمت للاجئين السوريين في الأردن 300 مليون ريال سعودي منذ نحو تسعة اشهر، بعدما أمدتهم بجميع المساعدات الايوائية والغذائية.
إلى داخل سوريا
وليس السعوديون وحدهم المقبلون على دعم السوريين، فقد نقلت صحيقة البيان الاماراتية عن مصادر إغاثية تأكيدها أن الامارات قدمت 70 بالمئة من إجمالي قيمة المساعدات الإنسانية المقدمة من دول الخليج إلى الشعب السوري، وإن المساعدات الإماراتية لا تستدف اللاجئين خارج سوريا فحسب، بل تصل إلى الشعب السوري داخل سوريا نفسها.
ويذكر أن الإمارات قدمت 300 مليون دولار لدعم الوضع الانساني في سوريا خلال المؤتمر الدولي للمانحين الذي انعقد في الكويت في كانون الثاني (يناير) الماضي.
وقالت المصادر نفسها إن هذه المساعدات ترسل إلى الداخل السوري عبر الطريق الأردني، بالتعاون والتنسيق مع منظمتي الهلال الأحمر في الأردن وسوريا، كاشفةً أن الشحنات الاغاثية تجد صعوبات كبيرة في اجتياز حواجز الجيش السوري النظامي، إذ يوقفها ولا يسمح بمرورها إلا بعد اقتطاع 25 إلى 30 بالمئة من حمولتها لصالح الجنود.
الوقود هو الأصعب
وأخبرت هذه المصادر البيان أن المشكلة الأعظم في توصيل المساعدات تكمن في عبور حواجز المرتزقة، الذين يكنون للشاحنات ويفجرونها لمنع إمداد أي منطقة بالمواد الغذائية.
وأفادت المصادر أن الطحين والوقود والمضادات الحيوية والضمادات هي أكثر ما يحتاجه السوريون في الداخل السوري، إذ يعانون من نقصها الحاد، وأن المساعدات المرسلة إلى المناطق السورية المنكوبة تضم غذاءً ووقودًا للتدفئة ودواءً، وأن وقود التدفئة من أصعب المواد التي يمكن إدخالها.
ونقلت البيان بعضًا من مشاهدات المنظمات الانسانية في سوريا، كأطفال لم يذوقوا طعامًا منذ يومين أو أكثر، وأطفال ونساء استهدفهم الارهاب من طرفي النزاع، لافتةً إلى أن حلب وحمص ودرعا هي المدن الأكثر تضررًا من الناحية الانسانية.
أموال كويتية
من ناحيتها، نقلت التقارير الصحفية توظيف الكويت، في 18 نيسان (أبريل) الجاري، مبلغ 275 مليون دولار، لتقديم المساعدة الإنسانية لسكان سوريا، من خلال المنظمات الدولية العاملة تحت رعاية الأمم المتحدة.
وذُكر من بين المنظمات التي تلقت الأموال الكويتية 9 وكالات أممية، من ضمنها إدارة المفوض السامي لشؤون اللاجئين، التي تسلمت 110 ملايين دولار، وصندوق يونيسيف الذي حصل على 53 مليون دولار، وبرنامج الغذاء العالمي الذي نال 40 مليون دولار، ومنظمة الصليب الأحمر الدولي التي نالت 25 مليون دولار.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/4/807534.html
المعارضة السورية تبحث عن قائد جديد بعد تأكيد الخطيب استقالته
أ. ف. ب.
يرى مراقبون أن الدعم الغربي للمعارضة السورية لا يقارن بذاك الذي يلقاه نظام الرئيس بشار الاسد من حلفائه الذين قاموا بكل ما يمكن لضمان بقائه على قيد الحياة.
بيروت: تجد المعارضة السورية نفسها مضطرة للبحث عن قائد جديد يواجه مهمة شبه مستحيلة لاخماد خلافاتها الداخلية والتباينات بين داعميها لا سيما المملكة العربية السعودية وقطر، في حين يحقق نظام الرئيس بشار الاسد تقدمًا ميدانيًا.
وكان رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية احمد معاذ الخطيب اكد للمرة الثانية خلال شهر استقالته من منصبه، ردًا على عدم تحرك المجتمع الدولي إزاء الازمة السورية المستمرة منذ عامين وأدت الى مقتل اكثر من 70 الف شخص.
وكتب الخطيب على صفحته الخاصة على موقع “فايسبوك” للتواصل الاجتماعي: “عندما يكون الطائر في القفص يبقى حبيسًا عاجزًا، والبارحة خرجت من القفص الذهبي الخادع الذي كنت فيه… ومع أبناء سوريا ولا شيء آخر سأتابع الطريق إلى الحرية”.
والاثنين، كلف رئيس المجلس الوطني السوري المعارض جورج صبرة بمهام رئيس موقت للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، غداة تأكيد الخطيب استقالته التي تقدم بها في آذار/مارس الماضي، بحسب بيان للمجلس.
ورغم الدعم الذي تقدمه دول غربية عدة للمعارضة، وآخرها الولايات المتحدة التي اعلنت مضاعفة مساعداتها “غير القاتلة” خلال مؤتمر “اصدقاء الشعب السوري” الذي عقد السبت في اسطنبول، يبدي المعارضون امتعاضهم من عدم تزويدهم بالسلاح لمواجهة القوة النارية الضخمة للقوات النظامية.
وبعد خمسة اشهر على انتخابه رئيسًا للائتلاف الذي ابصر النور في الدوحة في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، بات الخطيب “مقتنعاً بغياب الالتزام الجدي من المجتمع الدولي رغم كل الوعود”، بحسب ما يقول لوكالة فرانس برس استاذ العلاقات الدولية في جامعة باريس-سود خطار ابو دياب.
ويشير ابو دياب الى أن الدعم الغربي للمعارضة “لا يقارن بذاك الذي يلقاه نظام الرئيس السوري بشار الاسد من حلفائه الذين قاموا بكل ما يمكن لضمان بقائه على قيد الحياة”.
ويحظى النظام السوري بدعم اساسي من موسكو التي ما زالت مزوده الرئيسي بالاسلحة، وينال دعمًا اقتصاديًا مهمًا من طهران، في حين أن حزب الله اللبناني يقود المعارك في منطقة القصير الحدودية مع لبنان، بحسب المعارضة السورية والمرصد السوري لحقوق الانسان، ما يتيح للنظام تحقيق تقدم في هذه المنطقة المحورية.
مستفيدًا من هذا الدعم والتقدم الميداني الذي يحققه على الارض، هاجم الرئيس الاسد المعارضة في الفترة الاخيرة، مشككًا في “وطنيتها” ومقللاً من حجم التأييد الشعبي لها.
ويشير ابو دياب الى أن امتعاض الخطيب ناجم خصوصًا عن التباينات بين اطياف المعارضة السورية نفسها، ما يمنعها من الظهور في موقف موحد ضد النظام.
ويقول: “بات (الخطيب) مقتنعًا بغياب دينامية وسط المعارضة تساعده” في مهمته.
من جهته، يعتبر الخبير في معهد كارنيغي للشرق الاوسط يزيد صايغ أن “المعارضة لم تنجز استراتيجية سياسية لاسقاط النظام، وفي الوقت نفسه لم تضمن ادارة فاعلة للمناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، توفر لها الخدمات الاساسية والامن”.
وانتخب الائتلاف المعارض في آذار/مارس الماضي غسان هيتو رئيسًا لحكومة انتقالية للمعارضة مهمتها ادارة “المناطق المحررة” لا سيما في شمال سوريا وشرقها، لكنها لم تبصر النور بعد.
وشكل انتخاب هيتو لرئاسة الحكومة، مدفوعًا من جماعة الاخوان المسلمين النافذة في الائتلاف باتجاهها، احد الاسباب الرئيسية التي حدت بالخطيب الى اعلان استقالته في 24 آذار/مارس.
ويقول ابو دياب إن الاخير “كان يخشى ازدواجية في الادوار”..
ويقول توما بييريه الاستاذ في جامعة ادنبره في اسكتلندا، إن “كل مسار لاعادة بناء المعارضة يتطلب حكمًا مصالحة بين المملكة العربية السعودية وقطر”.
ويضيف: “حصول هذه المصالحة ليس مضمونًا، لكن في حال تم ذلك، سنتجه الى كيان اكثر واقعية، لا يعدو خلف الوعود الغربية الوهمية، بل يتصرف من منطلق ما يمكن الحصول عليه”.
لكن في انتظار هذه المصالحة، يرى المحللون أن تقوية اواصر العلاقة بين المعارضة السياسية والمقاتلين المعارضين هي السبيل الوحيد لاعطاء دفع اضافي للمعارضين الموجودين في الخارج.
ويقول بييريه: “الاهم هو أن يتمكن الائتلاف من بناء علاقة قوية مع الجيش السوري الحر” الذي يشكل مظلة لغالبية المقاتلين المعارضين. ويعتبر أن “مستقبل الائتلاف هو أن يصبح، الى حد كبير، الممثل السياسي للجيش السوري الحر”.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/4/807457.html
«المجلس الوطني السوري» يتهم حزب الله باحتلال قرى بريف حمص.. وقتل مدنيين
استمرار الاشتباكات الميدانية في القصير وجوارها وأنباء عن وصول عناصر من «النصرة»
بيروت: ليال أبو رحال
اتهم «المجلس الوطني السوري» حزب الله اللبناني، أمس، باحتلال قرى سورية في ريف حمص، وبقتل المدنيين وبمنعهم بالإرهاب من التعبير عن توقهم للحرية والكرامة الإنسانية. ودعا «الحكومة اللبنانية إلى أن تتعامل بالجدية اللازمة مع هذا الموضوع»، وأعرب «المجلس الوطني» في بيان له، أمس، عن أمله في أن «يرفع الشعب اللبناني الشقيق صوته عاليا لرفض قتل وإرهاب أحرار سوريا على يد لبنانيين مرتبطين بأجندات دول وأنظمة شمولية لا تولي مصالح الشعب اللبناني أي اعتبار».
وشدد المجلس، الذي يأتي بيانه غداة إصدار «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» بيانا مماثلا، أول من أمس، على أن «ما يجري في ريف دمشق جرائم ضد الإنسانية، وتحديدا جرائم إبادة بكل ما لهذه الكلمة من معنى». ووصف ما يجري على أنه «إعلان حرب على الشعب السوري، ويجب على الجامعة العربية أن تتعامل معه على هذا الأساس، وعلى الرئيس اللبناني والحكومة اللبنانية أن تعي مدى خطورته على حياة السوريين وعلى حاضر ومستقبل لبنان».
وكان الائتلاف قد طالب حزب الله بأن «يسحب قواته من الأراضي السورية على الفور»، محذرا من أن تدخلاته «ستجرّ المنطقة إلى صراع مفتوح على احتمالات كلها مدمرة»، ودعا الحكومة اللبنانية إلى أن «تنظر بمنتهى الجدية إلى الوضع، وأن تتخذ قبل فوات الأوان كل ما يلزم من إجراءات لوقف الاعتداءات التي يمارسها حزب الله، عبر انخراطه السافر ووقوفه إلى جانب نظام الأسد في حربه على الشعب السوري».
وفي موازاة دعوة الائتلاف المعارض كتائب «الجيش الحر» في ريف حمص الغربي «نظرا لحساسية الوضع القائم على الحدود بين لبنان وسوريا إلى ضبط النفس واحترام الحدود السيادية للبنان»، شن نائب الرئيس السوري الأسبق عبد الحليم خدام هجوما عنيفا على الرئيس اللبناني ميشال سليمان. وتوجه إليه بالقول: «إن تصريحكم حول سيادة لبنان والتهديد باللجوء إلى مجلس الأمن إذا تكررت عمليات من قبل الجيش الحر ضد بعض القرى اللبنانية يثير التساؤل والاستغراب»، منتقدا إياه لـ«تجاهلكم مشاركة حزب الله، السفاح بشار الأسد بالجرائم التي يرتكبها النظام القاتل فوق الأراضي السورية». وتمنى خدام على سليمان أن «يلجأ إلى مجلس الأمن الذي سيؤكد معظم أعضائه أن الحكومة اللبنانية فاقدة قدرتها على إدارة لبنان، بسبب تحكم حزب الله المدعوم من إيران ومن نظام القتل في سوريا».
وميدانيا، أكدت شبكات المعارضة السورية، أمس، استمرار الاشتباكات في ريف حمص، وتحديدا في مدينة القصير والقرى المجاورة لها مع عناصر من حزب الله. وذكرت شبكة «شام» الإخبارية المعارضة أن «عناصر من حزب الله هاجموا أمس قرى في ريف القصير»، بينما أوردت «لجان التنسيق المحلية» في سوريا أسماء عدد من القتلى قالت إنهم سقطوا «جراء اشتباكهم مع قوات حزب الله في القصير». كما أفادت بأن «الجيش الحر» تمكن من «استعادة السيطرة على قريتي الموج وأبو جوري، بالتزامن مع استمرار الاشتباكات العنيفة مع قوات حزب الله».
وقالت مصادر ميدانية في «الجيش الحر» لـ«الشرق الأوسط» إن عناصره «تقاتل ببسالة من أجل صد هجوم حزب الله في ريف حمص»، وأشارت إلى وصول قرابة 350 عنصرا من جبهة النصرة في اليومين الأخيرين إلى القصير، حيث يتحصنون في أنحائها، ويستعدون لصد أي هجوم محتمل على المدينة».
في المقلب اللبناني، تتواصل الأنباء عن تشييع حزب الله لعدد من عناصره الذين سقطوا في ريف حمص، وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر لبنانية في جنوب لبنان أن الحزب شيع، عند الواحدة من ظهر أمس، من أمام مستشفى الرسول الأعظم في الضاحية الجنوبية لبيروت، أحد عناصره، وقال إنه «قضى أثناء قيامه بواجبه الجهادي». وتلقى الأنباء عن مشاركة حزب الله في القتال الدائر في القصير ردود فعل سياسية منتقدة في لبنان؛ إذ قال النائب في كتلة المستقبل زياد القادري إن «وقوف حزب الله إلى جانب النظام السوري وانخراطه العسكري مع هذا الأخير في مواجهة الشعب السوري، أدخلا لبنان في الحرب السورية، مما يناقض حرص الحزب المستجد على تنفيس الاحتقان السياسي والطائفي في لبنان، وهذا يدل على ازدواجية في التعاطي لم تعد مقبولة».
الائتلاف يكلف صبرا بصلاحيات الخطيب لحين انتخاب رئيس
في خطوة اعتبرت قطعا للطريق على تراجعه عن استقالته
جورج صبرا
لندن: «الشرق الأوسط» القاهرة: أدهم سيف الدين
في خطوة تبدو قطعا للطريق على تراجعه عن استقالته، كلفت اللجنة الرئاسية للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية جورج صبرا نائب رئيس الائتلاف، رئيسا مؤقتا للائتلاف خلفا للرئيس المستقيل معاذ الخطيب إلى حين إجراء انتخابات الهيئة العامة للائتلاف. وأكد ذلك لـ«الشرق الأوسط» حيث سيمارس صبرا صلاحيات الرئيس إلى حين انتخاب بديل له دون أن يحدد فترة زمنية لذلك. وكان الخطيب قد جدد استقالته أول من أمس في ختام اجتماع لأصدقاء سوريا في مدينة إسطنبول التركية، بعد مرور نحو 5 أشهر على انتخابه رئيسا للائتلاف بعد تشكيله في العاصمة القطرية الدوحة، في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. ولم تكن استقالته أول من أمس استقالة له إذ كان قد قدمها أول مرة في 24 مارس (آذار)، بسبب ما سماه بتجاوز «الخطوط الحمراء»، في صفحته الشخصية على موقع «فيس بوك». وقال عمار العطية، مساعد خالد الصالح مدير المكتب الإعلامي في الائتلاف الوطني، «الشرق الأوسط» قبل إعلان تكليف صبرا بمهام الرئيس، إن «معاذ الخطيب جدد استقالته، بتقديم طلبه إلى الهيئة السياسية للائتلاف السوري، ليصبح ممثل المجلس المحلي لمحافظة دمشق في الائتلاف، بدلا من منصب الرئاسة، برغبة شخصية منه». ونوه الائتلاف، على صفحته الرسمية، على موقع «فيس بوك» للتواصل الاجتماعي أن الخطيب «سيستمر في تمثيله للمجلس المحلي بدمشق ضمن مؤسسات الائتلاف في حال قبول استقالته». وكان يفترض أن تبحث الأمانة العامة للائتلاف الوطني استقالة الخطيب حسب العطية، في الاجتماع القادم المزمع عقده خلال عشرة أيام. وقدم الخطيب استقالته للمرة الأولى، بالتزامن مع اجتماع وزراء الخارجية العرب في الدوحة، عشية القمة العربية، الذي كان بحث شغل الائتلاف الوطني مقعد سوريا في اجتماعات الجامعة العربية. غير أن قيادات الائتلاف أعلنت رفضها لاستقالة الخطيب، ودعته إلى العودة إلى عمله رئيسا للائتلاف.
وقال جبر الشوفي مدير مكتب المجلس الوطني في القاهرة لـ«الشرق الأوسط»، إن «شعور الخطيب بخيبة الأمل من مجموعة دول أصدقاء الشعب السوري واجتماعها الأخير قبل أمس، الذي لم يقدم أي خطوة إيجابية وجديدة لدعم الثورة والشعب السوري، هي سبب إلحاح الخطيب على استقالته».
وعن التردد والتخوف الذي يمارسه المجتمع الدولي بعدم دعم المعارضة السورية بشكل واضح وصريح، قال الشوفي، إن «أصدقاء الشعب السوري لم يقدموا شيئا واضحا سوى الوعود، لأنهم يعيشون في تناقضاتهم الداخلية في ظل تضارب مصالحهم القومية والاقتصادية، لذلك هم يفتقرون إلى إجماع حول دعم ومساندة الثورة السورية».
ووصف الشوفي اجتماعات أصدقاء الشعب السوري بأنها «روتينية»، إذ تعاد فيها الأحاديث والوعود دون جدوى، قائلا: إنها «لم تقدم أي خطوة إيجابية، ولم تلب تطلعات وآمال الثورة الشعبية، لا على صعيد الدعم الحقيقي السياسي ولا العسكري والإغاثي لوقف حمام الدم في سوريا».
ومن جانبه اعتبر لؤي الصافي عضو الائتلاف الوطني السوري، نتائج اجتماع إسطنبول، أول من أمس بتركيا بأنها «أدنى من التوقعات بكثير، وكانت الطموحات أكبر بكثير، والمساعدات التي قدمت، لم تشمل أسلحة من شأنها أن تقلب الموازين العسكرية على الأرض». وأشار الصافي إلى أن ما طرح في الاجتماع هو: «حل سياسي على أساس اتفاق جنيف يونيو (حزيران) الماضي، وهي التي لا تصب بالضرورة في خانة الشعب السوري، وإنما هي تغليب للمصالح القومية للدول الكبرى، على حساب الدم السوري». وقال، إن «مطالب الثورة السورية واضحة تكمن في دعم عسكري من القطع النوعية، وتأمين غطاء جوي في شمال وجنوب البلاد، ودعم إغاثي يرقى لمستوى الاحتياجات».
مجزرة «جديدة الفضل» تهز السوريين والمجلس الوطني يتهم النظام بذبح أبناء الجولان
الحر يكشف عن استخدام النظام قذائف هاون مدمرة لأول مرة
بيروت: نذير رضا
حذر الجيش السوري الحر أمس، من مجزرة جديدة يرتكبها النظام السوري في الغوطة الشرقية، غداة أضخم مجزرة وقعت بتاريخ الثورة السورية في «جديدة الفضل» المحاذية لجديدة عرطوز في ريف دمشق، ذهب ضحيتها أكثر من 450 قتيلا، بحسب لجان التنسيق المحلية، ما دفع المجلس الوطني السوري للإعلان أن «نظام الممانعة يذبح أبناء الجولان»، في إشارة إلى قتلى المجزرة الذين نزح معظمهم من الجولان السوري المحتل عام 1967.
وأعلن المجلس الوطني، أن «مئات الجثث المقطعة بالسكاكين أو المحروقة أو المصابة بالرصاص عن قرب، تم اكتشافها في بيوت ومزارع بلدة جديدة عرطوز وجديدة الفضل، في ما يشبه أشد أفلام الرعب الخيالية جموحا وبعدا عن الواقع». وأشار المجلس في بيان إلى أن «القتلى من أبناء الجولان السوري المحتل، نزحوا إليها منذ الاحتلال الإسرائيلي، وعاشوا فيها عاما بانتظار العودة، وبانتظار أن يقوم قائد الممانعة المزعومة بواجب تحرير الأرض السورية المحتلة، فجاءهم بالموت ذبحا بالسكاكين، بالمعنى للحقيقي لا المجازي للكلمة».
ودعا المجلس الوطني «العالم الحر» والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية للتحرك «حالا لمواجهة هذه الجرائم البشعة».
وبحسب لجان التنسيق المحلية وناشطين من المدينة، فإن معظم القتلى هم نساء وأطفال أعدموا ميدانيا ذبحا بالسكاكين، بينهم مائة شخص على الأقل تم اعتقالهم منذ أيام وتم العثور عليهم صباح الاثنين بعد أن تم إعدامهم ميدانيا بالقرب من الفوج 100، حيث وجهت لجان التنسيق المحلية نداء استغاثة إلى جميع المنظمات الحقوقية للدخول إلى منطقة جديدة الفضل لإجلاء ما تبقى من المدنيين.
وأثارت هذه المجزرة موجة من ردود الأفعال المستنكرة لارتكابها، في حين أعلن النظام السوري أن قواته «قضت على عدد من الإرهابيين فيها». وأكد القائد الميداني في الجبهة الجنوبية النقيب علاء الباشا لـ«الشرق الأوسط» أن المنطقة «كانت خالية تماما من الجيش السوري الحر»، مشيرا إلى أن الشبيحة «دخلوا إليها ليلا، واستباحوا المنازل من دون مقاومة». وأضاف: «بدأ الفوجان 100 و153 مدفعية بالقصف المدفعي العنيف على المنطقة قبل اقتحامها، وحين دخل العناصر، نفذوا إعدامات ميدانية بحق السكان»، نافيا في
الوقت نفسه أن يكون عناصر الجيش الحر يقيمون في المنطقة، مشددا على أن «وجودنا هو في المعضمية وداريا وأطراف عرطوز».
وأكد الباشا: أن «معلومات من غرفة العمليات في القصر الجمهوري وصلتنا أن القوات النظامية تتحضر لدخول داريا، لكننا لم نتمكن من إبلاغ جميع السكان بسبب كثافتهم، كما أن القصف العنيف حال دون خروج المئات منهم»، مشيرا إلى أن النظام السوري، «أراد من هذه العملية تأديب كل من حمل السلاح في دمشق». وأضاف: «بدأوا في الغوطة الغربية لتوجيه رسالة شديدة اللهجة للغوطة الشرقية.. ولو كان عناصر الحر موجودون هناك، لما استطاعوا الدخول إلى المنطقة».
وحذر الجيش السوري الحر، غداة هذه المجزرة، من مجزرة جديدة يحضر لها في منطقة الغوطة الشرقية ومن ضمنها مناطق جوبر، زملكا والمعضمية. وقال الباشا: «إننا نحذر من استباحة الغوطة الشرقية التي تعتبر عصب دمشق، وارتكاب المجازر فيها»، مؤكدا لـ«الشرق الأوسط» أن «المنطقة دفعت القوات النظامية إلى أطرافها بتعزيزات عسكرية، وسط قصف عنيف تتعرض له منذ أربعة أيام، بهدف اقتحامها».
وقال الباشا، إن الغوطتين الشرقية والغربية «تعرضتا أمس لحملة عسكرية كبيرة»، حيث «دفعت القوات النظامية بأرتال من مدرعاتها إلى المنطقة في محاولة لدخول العتيبة، قبل أن يتصدى لها مقاتلو الجيش السوري الحر». وأشار إلى أن القوات النظامية «حشدت عربات ثقيلة في بساتين داريا في محاولة لاقتحام المدينة»، مؤكدا أن القوات النظامية «تواصل قصف الغوطتين وداريا بالمدفعية الثقيلة والطائرات الحربية وقذائف الهاون».
وكشف الباشا أن الجيش السوري «يستخدم قذائف هاون من عيار 240 ملم لأول مرة في تاريخه.
الاتحاد الأوروبي يفتح الطريق أمام شراء النفط من المعارضة السورية
على أمل توفير دعم مالي للمقاتلين
لندن: «الشرق الأوسط»
في خطوة متوقعة، قرر الاتحاد الأوروبي في اجتماع لوزراء خارجيته عقد في لوكسمبورغ أمس، تخفيف العقوبات على سوريا. وبذلك يمهد الطريق أمام شراء النفط الخام من المعارضة على أمل توفير دعم مالي للمقاتلين الذين يسعون للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد. وسيسمح القرار للمستوردين الأوروبيين بشراء النفط من سوريا إذا أجاز تكتل يضم جماعات معارضة مختلفة هذا.
وقالت مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون المساعدات الإنسانية كريستالينا جورجييفا لوكالة رويترز على هامش الاجتماع «أي شيء يمكن أن يسهم في إتاحة مزيد من الموارد للمتضررين من الأزمة.. هو موضع ترحيب بالطبع».
وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ للصحافيين لدى وصوله لحضور اجتماع «من الضروري لنا أن نبعث برسالة بأننا مستعدون للمساعدة بطرق أخرى.. بكل السبل الممكنة بما فيها السبل التي تضيف إلى التمويل الخاص بالمعارضة».
وكان الإنتاج النفطي السوري، قد تراجع عمليا إلى الثلث جراء العقوبات الغربية والنزاع الذي يعصف بسوريا منذ سنتين. فمن حوالي 400 ألف برميل يوميا مطلع 2011 (أي المرتبة العالمية الثلاثين)، تراجع الإنتاج إلى 130 ألف برميل يوميا في مارس (آذار)، كما يفيد آخر تقديرات الوكالة الدولية للطاقة، أي بالكاد ما يفوق 0,1% من الإجمالي العالمي.
والصادرات النفطية التي كانت تشكل أكثر من ثلث التجارة الخارجية السورية، تقترب من الصفر. ويفيد تقرير أوردته الصحافة الرسمية مطلع أبريل (نيسان) أن الصادرات السورية (بما فيها النفط) قد تراجعت إلى 185 مليون دولار في 2012، في مقابل 7,2 مليار دولار في 2011 وأكثر من 11 مليارا في 2010.
ويتركز القسم الأكبر من حقول النفط في سوريا حول دير الزور في شرق البلاد، قرب الحدود العراقية. وفي هذه المنطقة تتمركز الشركات الأجنبية التي أوقفت عملياتها («شل» و«توتال» خصوصا)، وفيها أيضا أجود أنواع النفط.
وبات بعض من هذه الحقول في أيدي المتمردين، وهذا مرد فكرة الاتحاد الأوروبي لرفع عقوباته التي اتخذها في خريف 2011، وهي تمنع خصوصا على الشركات الأوروبية شراء النفط الخام السوري وتزويد الصناعة السورية بالمعدات اللازمة.
ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية، إن القسم الأكبر من حقول نفط دير الزور والحسكة (شمال شرق) بات عمليا في أيدي المقاتلين ولا سيما جبهة النصرة، أما النظام فما زال يحتفظ بحقل العمر.
لكن إمكانات التصدير تبدو ضعيفة. فالشبكة السورية لأنابيب النفط موجهة بالكامل نحو البحر المتوسط. لذلك يقول الخبراء إن من الضروري نقله بشاحنات التهريب إلى تركيا أو العراق.
ويبقى الاستهلاك المحلي الذي تؤمنه «مصفاة» تقليدية لإنتاج النفط. واعتبر مصدر صناعي أن «الكمية تكفي على الأرجح لاستخدامه كما هو، ليس في كل الآليات، إنما على الأرجح في بعض الآليات العسكرية».
وفي أقصى الشمال الشرقي، ثمة بعض الآبار الأخرى (السويداء وكراتشوك) التي تستثمرها شركة النفط السورية، في منطقة تسيطر عليها الأقلية الكردية.
وقبل اندلاع الاحتجاجات في سوريا، كانت صادرات النفط السوري 143 ألف برميل يوميا، يرسل القسم الأكبر منها إلى أوروبا، كما تقول الوكالة الدولية للطاقة، مع استهلاك محلي يتأرجح بين 200 إلى 250 ألف برميل يوميا.
إلى ذلك حذرت روسيا الاتحاد الأوروبي أمس من رفع حظر الأسلحة المفروض على سوريا الذي يمنع مقاتلي المعارضة من الحصول على إمدادات الأسلحة رغم ضغط بريطانيا وفرنسا. وقال هيغ أول من أمس إن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، الذين رفضوا الشهر الماضي اقتراحا فرنسيا بريطانيا لتخفيف الحظر، سيناقشون المسألة مجددا خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
وعارضت روسيا، التي تقول إنها مستمرة في تنفيذ عقود أسلحة مع سوريا لكنها لم تعد تورد الأسلحة التي قد تستخدم في الصراع، بقوة أي إمدادات أسلحة لمعارضي الرئيس بشار الأسد.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن الحظر لم يكن ضروريا من البداية لأن مثل هذه الإمدادات محظورة بموجب القانون الدولي. وأضاف خلال مؤتمر صحافي عقب محادثات مع نظيره الغيني أنه إذا رفع الحظر «فإن الالتزامات الدولية لدول الاتحاد الأوروبي والتي تحرم إمدادات الأسلحة والذخيرة للجهات غير الحكومية لن تتحقق».
إسرائيل: نظام الأسد استخدم السلاح الكيميائي
قتال بالقصير واتهامات للخارج بخطف المطرانيْن
قال ناشطون سوريون إن ما لا يقل عن 18 عنصرا من حزب الله اللبناني قتلوا في المعارك الدائرة في ريف حمص على أيدي مسلحي المعارضة التي اتهمت أيادي خارجية في خطف مطرانيْن بحلب. وفي سياق آخر، أكدت إسرائيل أن النظام السوري استخدم سلاحا كيميائيا.
وأفادت لجان التنسيق المحلية بأن حزب الله يشن حملة هي الأعنف على القصير وقراها في ريف حمص، كما يسيطر مقاتلوه داخل الحدود السورية على قرى الرضوانية والبرهانية, وأبو حوري, وسقرجة, وعين التنور, والنهرية والموح.
وأفاد ناشطون بأن الاشتباكات بين مسلحي حزب الله ومقاتلي المعارضة السورية مستمرة على أشدها في تلك المناطق، وهو ما اعتبره الشيخ سالم الرافعي في لبنان تدخلا “سافرا” من قبل حزب الله في “الاعتداء على المظلومين” في القصير.
تشكيل جيش
وفي تطور آخر، أعلن رئيس هيئة الأركان في الجيش السوري الحر سليم إدريس أنه يخطط لإنشاء جيش “أكثر اعتدالا” وقوة من جبهة النصرة ليكون بديلا عن الحركة المسلحة المتهمة بارتباطها بـتنظيم القاعدة، وقوة لحماية حقوق النفط الخاضعة لسيطرة الجماعات “المتطرفة”.
وقال إدريس في مقابلة مع صحيفة بريطانية إنه يريد تجميع قوة قوامها ثلاثون ألف عنصر من المنشقين عن الجيش السوري لتأمين حقوق النفط وصوامع الحبوب ومخزونات القطن، فضلا عن نقاط العبور على الحدود التركية والعراقية.
وجاء ذلك اعتقادا منه بأن الآخرين سينظرون إلى هذه القوة على أنها قوة مركزية لحماية الموارد الوطنية وليس مجرد مجموعة معينة لبيع النفط.
أياد خارجية
وتعليقا على خطف المطرانيْن في حلب أمس الاثنين، اتهم الرئيس المستقيل لـالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد معاذ الخطيب ما سماها أيادي خارجية في عملية الخطف، وقال إن هدفها إشعال فتنة من نوع جديد.
وقال الخطيب على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك “يتبادلون الاتهامات حول من خطف المطرانيْن الحلبيين، وسوريا خطف فيها آلاف الأبناء والبنات وليس أي أحد أغلى من الآخر، كلهم في قلوبنا وأرواحنا”.
وأضاف أن الخاطف قد يكون جهازا استخباراتيا خارجيا يريد إشعال النار، مشيرا إلى أن ثمة العشرات من الأجهزة الغربية التي “تأكل وتنام في بيوت بعض أبنائنا السوريين”.
وكانت وسائل إعلام رسمية قالت إنه تم أمس الاثنين اختطاف المطرانين يوحنا إبراهيم وبولس يازجي في حلب، “أثناء قيامهما بعمليات إنسانية في قرية كفر داعل بريف حلب”.
وقال عضو السريان في التحالف الوطني السوري المعارض عبد الأحد اسطيفو إن الرجلين خطفا على الطريق المؤدية إلى حلب من معبر باب الهوى الذي تسيطر عليه المعارضة والواقع على الحدود مع تركيا.
سلاح كيميائي
وفي سياق القتال بين المعارضة والنظام، أعلن رئيس دائرة الأبحاث في شعبة المخابرات العسكرية الإسرائيلية العميد إيتي برون اليوم الثلاثاء أن نظام بشار الأسد استخدم سلاحا كيميائيا يرجح أنه غاز سارين، ضد المعارضة المسلحة.
وقال برون -وفق وسائل إعلام محلية- في مؤتمر معهد أبحاث الأمن القومي بجامعة تل أبيب، إن الأسد استخدم مواد قتالية كيميائية مميتة في عدة حالات ضد “المتمردين”.
وأضاف برون أن استخدام السلاح النووي تم في 19 مارس/آذار الماضي، وفي أحداث أخرى تم استخدام مواد غير مميتة، مستندا بذلك على خروج زبد من الفم وتصاغر بؤبؤ العين كمؤشرين على استخدام أسلحة قتالية كيميائية.
صبرة: تدخل حزب الله بريف حمص “إعلان حرب“
دعوة أممية لوقف تسليح السوريين
دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى وقف توريد الأسلحة إلى أي طرف في سوريا، وأعرب عن قلقه “العميق” إزاء الوضع المتدهور والتأثير الإقليمي المتنامي للأزمة، قائلاً إن زيادة الأسلحة لا تعني إلا المزيد من الوفيات والدمار.
وأشار بان -خلال لقائه الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني- إلى أن الأزمة الإنسانية في سوريا “مروعة”، حيث إن ثلث السكان الآن في حاجة إلى مساعدة عاجلة، مجدداً التأكيد بقوة على ندائه الدول المانحة لتقديم الدعم الكامل لجهود الأمم المتحدة الإنسانية.
وفي السياق نفسه، اعتبر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني أن الدعم القطري للمعارضة السورية هدفه “تحقيق التوازن”، وصولا إلى وقف حمام الدم السوري.
وقال -في مقابلة مع محطة دويتشه فيله الألمانية- إن قرار دعم المعارضة السورية سيادي، وإن القمة العربية الأخيرة المنعقدة في الدوحة والجامعة العربية أقرت مبدأ تسليح المعارضة.
تخفيف العقوبات
وفي غضون ذلك، وافق الاتحاد الأوروبي أمس الاثنين على تخفيف العقوبات على سوريا التي فرضها فيما يتعلق بالصادرات والواردات النفطية بالنسبة للأجزاء الخاضعة لسيطرة المعارضة.
ويشمل قرار تخفيف العقوبات “إجراءات حظر استيراد النفط، والحظر المفروض على المعدات والتكنولوجيا الأساسية للقطاعات الرئيسية لصناعة النفط والغاز الطبيعي في سوريا، وحظر الاستثمار في قطاع النفط السوري”.
وذكر وزراء الخارجية المجتمعون -في ختام اجتماعهم بلوكسمبورغ- أن هذه الخطوة تهدف لمواجهة المخاوف الإنسانية، واستعادة الحياة الطبيعية، وتقديم الخدمات الأساسية، وإعادة الإعمار، واستعادة النشاط الاقتصادي.
وتدعو بريطانيا وفرنسا الاتحاد إلى رفع حظر الأسلحة بشكل جزئي لدعم قوات المعارضة التي تواجه نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ “العالم لا يفعل ما فيه الكفاية..، لقد فشل العالم حتى الآن في تحمل مسؤولياته إزاء الشعب السوري..، أعتقد أنه يجب أن يفعل الاتحاد الأوروبي المزيد لدعم المعارضة”.
إعلان حرب
وعلى صعيد المعارضة، كـُلف رئيس المجلس الوطني السوري المعارض جورج صبرة مؤقتا بمهام رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة لحين انتخاب رئيس جديد، وذلك غداة تأكيد أحمد معاذ الخطيب استقالته التي تقدم بها في مارس/آذار الماضي.
وفي مؤتمر صحفي عقده بإسطنبول عقب تكليفه بمهام المنصب الجديد، دعا صبرة (66 عاما) المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لمواجهة “الجرائم البشعة” التي يرتكبها نظام الأسد ضد الشعب السوري.
كما دعا صبرة اللبنانيين إلى “رفض قتل أحرار سوريا”، ووصف ما يجري في ريف حمص من تدخل مقاتلين تابعين لحزب الله في القتال الدائر هناك بأنه “إعلان حرب” على الشعب السوري، وينبغي للجامعة العربية التعامل معه على هذا الأساس.
هيئة الثورة: “الحر” يقتل 18 عنصراً من حزب الله في القصير
نائب لبناني يتهم حزب الله بفتح باب الفتنة وإمام مسجد بطرابلس يعلن “التعبئة العامة”
دبي – قناة العربية –
ارتفعت وتيرة المعارك في القصير حيث أعلن الجيش الحر استعادته قرى في الريف كان حزب الله اللبناني دخلها أو كما تصفها المعارضة السورية باحتلال حزب الله، وهي الخطوة التي قال ائتلاف المعارضة إنها بمثابة “إعلان حرب”. وأعلنت هيئة الثورة أن الجيش الحر قتل 18 عنصراً من حزب الله في المعارك التي جرت في القصير.
وكان الجيش الحر أعلن استعادته قرية ابو حوري وقرية الموح بعد سقوطهما في يد حزب الله. كما تمكن الجيش الحر من عرقلة تقدم حزب الله, الذي كان سيطر على نحو ثماني بلدات ونصب صواريخ على مشارف القصير تمهيداً لاقتحامها.
وكان رئيس الائتلاف الوطني السوري المؤقت جورج صبرة طالب الحكومة اللبنانية بالتصدي لتدخل حزب الله فيما يجري في سوريا. وقال صبرة إن ما يجري في القصير هو بمثابة حرب على الشعب السوري.
من جانبه، قال النائب اللبناني أحمد فتفت في مقابلة مع قناة “العربية” إن حزب الله بمساندته للنظام السوري من خلال تدخله المباشر في سوريا وإرسال مقاتلين يقاتلون ضد الثورة السورية يكون قد افتتح باب الفتنة السنية الشيعية في لبنان.
وقد تحدثت وسائل إعلام لبنانية عن سقوط قذائف على منطقة عكار من الجانب السوري وفي لبنان.
وعلى خلفية معارك القصير، أعلن إمام مسجد التقوى في طرابلس الشيخ سالم الرافعي التعبئة العامة لنصرة اللبنانيين السنة الذين يتعرضون للاعتداء في القصير السورية، مشيراً إلى أن هناك “مئات العائلات اللبنانية في تلكلخ وغيرها تطلب الاستغاثة وتنشد من يدافع عنها”.
واتهم الرافعي, الدولة اللبنانية بالتخلي عن واجباتها في حماية مواطنيها وتأجيج الفتنة الطائفية بسكوتها عن تدخل حزب الله في القصير.
وقد تلى خطاب الرافعي إعلان الشيخ أحمد الأسير عن تشكيل فصائل المقاومة الحرة انطلاقاً من صيدا.
كما دعا الأسير كل من يستطيع التوجه إلى سوريا لمساعدة المظلومين في القصير وحمص. ووجه رسالة إلى كل اللبنانيين الخائفين من اعتداءات حزب الله للتسلح ضمن مجموعات سريّة مؤلفة من خمسة أشخاص للدفاع عن أنفسهم. يأتي ذلك بالتزامن مع دعوات لقائد إحدى المجموعات المقاتلة في التبانة لشباب منطقته للنزول إلى مسجد التقوى.
ميدانياً، وثقت لجان التنسيق المحلية سقوط 127 قتيلاً في مختلف المحافظات السورية أكثر من نصفهم قضوا في دمشق وريفها. حيث تم تسجيل أكثر من 238 نقطة قصف وسط اشتباكات عنيفة حقق الجيش الحر بعض التقدم خلالها لا سيما على جبهة القصير.
وقد أفشل الجيش الحر محاولة اقتحام لبلدة العبادة وأجبر أكثر من ثلاث عشرة دبابة على الانسحاب من محيطها بعد تدميره آليتين.
هذا وشهدت القطيفة في ريف دمشق إطلاق قوات النظام لصاروخي سكود باتجاه الشمال السوري سقط احدهما في قرية الهورة في ريف المنصورة التابعة لمدينة الطبقة في الرقة.
أما في ادلب، فالقصف بالهاون وراجمات الصواريخ استهدف معرة النعمان وكفرعويد ومعرة مصرين في الريف، وطال قرى جبل الزاوية.
الجيش الإسرائيلي: الأسد يستخدم الكيماوي وربما غاز الأعصاب
الجنرال برون شرح أن خروج رغوة من أفواه الضحايا من علامات التعرض لغاز قاتل
القدس – رويترز –
قال كبير محللي المخابرات في الجيش الإسرائيلي الثلاثاء 23 أبريل/نيسان إن قوات الحكومة السورية استخدمت أسلحة كيماوية وقد يكون من ضمنها غاز الأعصاب في قتالها ضد الجيش الحر.
واعتبر الجنرال ايتاي برون خلال مؤتمر أمني أن صور الضحايا تظهر خروج رغوة من أفواههم وانكماش بؤبؤة العين وهي علامات على استخدام غاز قاتل.
وقال برون في تصريحات بثتها إذاعة الجيش الإسرائيلي: “حسب ما عرفناه فقد كان هناك استخدام للأسلحة الكيماوية. أي أسلحة كيماوية؟ ربما السارين”.
وفي سياق متصل، قال تشاك هاجل وزير الدفاع الأمريكي الذي يزور إسرائيل إن وكالات المخابرات الأميركية مازالت تحقق ما إذا كانت أسلحة كيماوية قد استخدمت في سوريا.
وأضاف هاجل أمس الاثنين: “نحن الولايات المتحدة إلى جانب إسرائيل لدينا خيارات لكل الطوارئ. وبالتأكيد استخدام الحكومة السورية للأسلحة الكيماوية سيكون تغييرا لقواعد اللعبة حيث إنه يتجاوز الخط الأحمر”.
عقبات تصدير المعارضة للنفط السوري
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
يتوقع خبراء في صناعة النفط ألا تتمكن المعارضة السورية من بدء تصدير النفط من المناطق التي تسيطر عليها إلا بعد أسابيع، وذلك إثر قرار دول الاتحاد الأوروبي تخفيف القيود على سوريا للسماح باستيراد النفط السوري من المعارضة.
يذكر أن أغلب حقول النفط السورية توجد في محافظات الشمال الشرقي التي تكاد تكون خارج سيطرة الحكومة السورية وتسيطر عليها قوات المعارضة.
وكانت الشركات الأجنبية العاملة في سوريا، وهي توتال الفرنسية وشل الهولندية وسي إن بي سي الصينية بالإضافة إلى شركة غلف ساندز، أوقفت أعمالها منذ أن وصل القتال إلى مناطق عملها.
وظلت عمليات الإنتاج مستمرة لفترة حيث تولت ميليشيات كردية في عدة مناطقة حماية أعمال النفط وإدارتها إلى أن بدأ الصراع بين الجماعات المسلحة المختلفة وخشي العاملون على أنفسهم أو لم يعودوا يجدون من يدير المنشآت ويعطيهم رواتبهم.
لهذه الأسباب سيحتاج استعادة العمل والإنتاج لأسابيع إلى أن تتمكن المعارضة من إعادة العمل في تلك المنشآت، أو الاتفاق مع العاملين المحليين على العودة للعمل وضمان سلامتهم والاتفاق مع الشركات على الإنتاج والتصدير.
ويقول خبراء الصناعة إن تركيا ستكون الباب الرئيسي للتصدير، على غرار ما كانت تفعل منطقة كردستان العراق إبان حصار العراق بنقل النفط إلى تركيا بالشاحنات.
تراجع الإنتاج
جاء القرار الأوروبي بهدف توفير عائدات للمعارضة السورية من تصدير النفط لمساعدتها في تغطية كلفة الاحتياجات الإنسانية للمناطق الخاضعة لسيطرتها.
إلا أن هناك شكوكا في تحقيق تلك العائدات، فحسب إحصاءات وكالة الطاقة الأميركية تراجع إنتاج النفط السوري بشدة (بنسبة 60 بالمائة) العام الماضي مقابل العام السابق. وفي أكتوبر 2012 لم يزد إنتاج سوريا على 150 ألف برميل يوميا.
وفي العام السابق على بداية الصراع في سوريا حين كان الإنتاج حول 300 ألف برميل يوميا وصلت عائدات البلاد من تصدير النفط إلى نحو ثلاثة مليارات دولار.
ورغم أن أي نسبة من هذا المبلغ كافية لتوفير دعم مادي للمعارضة السورية، إلا أن إدارة تلك الأموال ـ في حال تذليل كل العقبات أمام الإنتاج والتصدير ـ تعد مشكلة أخرى، حسب رأي مراقبين غربيين للشأن السوري.
إذ لا يملك الائتلاف الوطني السوري، وهو مظلة تضم فصائل المعارضة وأبرزها المجلس الوطني الذي يوصف بقربه من الإخوان المسلمين، هياكل إدارية على الأرض تضمن استفادة السكان من تلك العائدات.
اشتباكات عنيفة للسيطرة على القصير بحمص
قصف داخل الأراضي اللبنانية يوقع أضرارا مادية
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
تدور في سوريا اشتباكات عنيفة في منطقة القصير الحدودية مع لبنان بين القوات الحكومية ومقاتلين من حزب الله اللبناني من جهة والمعارضة السورية المسلحة من جهة أخرى في معركة تهدف للسيطرة على تلك المنطقة الاستراتيجية.
وأكد مصدر عسكري سوري أن الجيش النظامي يتقدم في ريف مدينة القصير التي تسيطر عليها المعارضة وأن استعادتها “مسألة أيام لا أكثر”، حسب وكالة فرانس برس.
وتقود القوات الحكومية المعركة على الجبهتين الشمالية والشرقية في منطقة القصير، في حين يخوضها حزب الله على الجبهتين الجنوبية والغربية القريبتين من الحدود، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأضاف المصدر العسكري أن “الهدف من العملية في الدرجة الأولى هو منع دخول المجموعات الإرهابية المتطرفة إلى حمص والمناطق المحيطة” في إشارة إلى مقاتلي المعارضة الذين يسميهم الإعلام الحكومي “إرهابيين”.
وعملية استعادة مدينة القصير من “أصعب العمليات بسبب المقاومة الضروس للمقاتلين الذين يتمتعون بمعنويات مرتفعة، وهم مستعدون للموت في الدفاع عنها، ولا يمكن القوات النظامية استعادتها إلا في حال دمرتها بالكامل”، كما حدث في حي بابا عمرو في حمص القديمة، حسب المرصد.
وتعتمد القوات الحكومية في معركة القصير على مقاتلين من النخبة في حزب الله، كما تقول مصادر المعارضة، في حين يؤكد الحزب أن عناصره الموجودين في سوريا هم من “اللبنانيين الشيعة” المقيمين في قرى حدودية داخل الأراضي السورية ويدافعون عن أنفسهم ضد مقاتلي المعارضة.
وكان أحد قادة الحزب قال أمس الاثنين إن الدفاع عن هذه القرى هو “واجب وطني”.
“الحر” يستهدف منطقة الهرمل اللبنانية
مدانيا، استهدف الجيش الحر الثلاثاء منطقة الهرمل اللبنانية بصاروخين مصدرهما منطقة القصير الحدودية في ريف حمص، وذلك عشية تهديد المعارضة السورية لحزب الله من مغبة التدخل في سوريا، حسب مراسل سكاي نيوز عربية.
وكان جورج صبرة، المكلف بمهام رئيس الائتلاف السوري المعارض لحين اختيار رئيس له بعد استقالة معاذ الخطيب، اتهم حزب الله اللبناني بقتل أبناء الشعب السوري واحتلال عدد من القرى مشيرا إلى أن عناصر الحزب عبروا الحدود إلى قرى ومدن في الداخل.
كما طالب صبرة “أهلنا من شيعة لبنان بأن يمنعوا أبناءهم من قتل السوريين” واعتبر أن ما يجري في منطقة القصير بحمص “إعلان حرب من حزب الله على الشعب السوري”.
الأسير و”كتائب المقاومة الحرة”
ويأتي ذلك بالتزامن مع دعوة إمام مسجد بلال بن رباح في صيدا، الشيخ أحمد الأسير، إلى تشكيل مجموعات مسلحة وصفها ” بكتائب المقاومة الحرة” للدفاع عن النفس في حال قرر حزب الله بدء القتال في لبنان على غرار القتال الذي يقوم به في سوريا.
ودعا الأسير كل مسلم في لبنان وخارجه إلى التوجه إلى القصير للدفاع عن أهلها، في إشارة إلى تدخل حزب الله في الأراضي السورية للقتال إلى جانب القوات الحكومية ضد مسلحي المعارضة.
اتصال يجمع صبرة والسنيورة
وعلى الصعيد السياسي، بحث رئيس الائتلاف الوطني السوري جورج صبرة ورئيس كتلة المستقبل البرلمانية فؤاد السنيورة، الثلاثاء، في اتصال هاتفي الأوضاع عند الحدود الشمالية للبنان، حسب مراسل سكاي نيوز عربية.
وأبلغ صبرة السنيورة إدانته لما وصفه بتورط حزب الله في القتال داخل سوريا، الأمر الذي رفضه الأخير كما أدان أعمال القصف التي تستهدف الأراضي والبلدات اللبنانية في الشمال والبقاع من الجانب السوري سواء كان ذلك من المعارضة أو الحكومة.
ويعد هذا الاتصال الأول من نوعه بين المعارضة السورية وطرف لبناني منذ تصاعد حدة الوضع في شمالي شرقي لبنان.
راسموسن: لايمكن تجاهل الوضع في سوريا
بروكسل (23 نيسان/أبريل) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) أندرس فوغ راسموسن، إلى عدم تجاهل الوضع المتأزم في سوريا
وأشار راسموسن في تصريحات على هامش اجتماعات وزراء خارجية الدول الأعضاء الحلف الثلاثاء، إلى ضرورة توخي الحذر تجاه المخاطر التي يمثلها الصراع في سوريا، “هناك مخاطر حقيقية من اتساع رقعته مع ما يمثله ذلك من تهديد للأمن والإستقرار في المنطقة”، حسب قوله
وأضاف أن ناتو سبق وساعد تركيا، بوصفها عضو فيه، عبر نشره صواريخ باتريوت على الحدود، مشدداً على ضرورة أن يكون المجتمع الدولي واضحاً في تعامله مع النظام السوري، فـ”ما يجري هناك يعتبر مأساة حقيقية بالنسبة للبلاد والشعب وكذلك للمنطقة”، حسب تعبيره
أوضح أن وزراء خارجية دول الحلف سيتطرقون للوضع السوري في إطار معاينتهم للتطورات والإضطرابات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مشيراً أن الأمر ستتم إثارته أيضاً خلال الحوار مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، المتواجد اليوم في بروكسل لحضور اجتماع مجلس ناتو – روسيا
وأعرب راسموسن عن تفاؤله بإمكانية تقدم الحوار بين ناتو وموسكو على عدة خطوط، خاصة لجهة التعاون في الملف الأفغاني
وتحدث الأمين العام للحلف عن المواضيع التي سيتم التطرق إليها خلال الاجتماع اليوم، فأشار إلى الاستفزازات الكورية الشمالية، “علينا إرسال رسالة تحذير قوية وموحدة للقادة في هذا البلد”، مشدداً على “ضرورة حفظ الاستقرار في شبه الجزيرة الكورية” وفق كلامه
ورداً على سؤال بشأن الحوار الثلاثي بين أفغانستان وباكستان والولايات المتحدة الأمريكية، عبر راسموسن عن ترحيب الحلف بهذا الأمر، مؤكداً على أنه يقدر إيجابياً أي جهد يرمي إلى تحريك العملية السياسية في أفغانستان، وقال إن الأمر لن يتم بدون إلتزام قوي وحقيقي من قبل دول الجوار، خاصة باكستان
إلى ذلك، نفى مصدر مطلع في حلف شمال الأطلسي، أي تغير لموقف الحلف تجاه سوريا، “ولكن عندما نتحدث عن رسالة دولية موحدة، فالهدف هو دعم المعارضة المعتدلة، والعمل على تسريع الانتقال السياسي، وهو أمر لم يكلل بالنجاح حتى الآن”، على حد قوله
الخطيب ينتقد قرار أوروبا السماح بشراء النفط من المعارضة السورية
روما (23 نيسان/أبريل) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
انتقد الرئيس المستقيل لائتلاف قوى المعارضة والثورة في سورية معاذ الخطيب، القرار الأوربي بتخفيف الحظر المفروض على قطاع النفط في سورية بحيث يُتاح المجال لشراء النفط من المعارضة السورية لمساعدتها، وتساءل عن الجهات التي ستستفيد من بيع النفط واعتبرها أنها تشارك في نهب ثروات سورية
ووفق مصادر أوربية فإن دول الاتحاد ستسمح بشراء النفط من المعارضة السورية وبيع المعدات النفطية لها والاستثمار في قطاع النفط داخل المناطق التي تسيطر عليها هذه المعارضة
وتساءل الخطيب في تعليق نشره على صفحته في موقع التواصل (فيسبوك) الثلاثاء “هل يتعامل الاتحاد الأوربي مع عصابات؟”، وأضاف “كيف يمكن للثروات الوطنية أن تُباع من قِبل طرف معروف إلى طرف مجهول”، وطرح سؤلاً مُقلقاً وصعباً بالنسبة للسوريين “من هي الجهة السياسية أو التنفيذية التي ستوقع على صك بيع النفط السوري وتُشارك في نهب ثروات سورية” على حد وصفه
وساهمت العقوبات الأوربية والأمريكية المفروضة على قطاع النفط السوري في شل عمليات البيع والشراء والإنتاج والتصدير، فيما أدّت الحرب التي قادها النظام ضد المطالبين بإسقاطه إلى تدهور ما تبقى من هذا القطاع بشكل كبير، فتنامت سيطرة المعارضة السورية على حقول النفط، وخاصة في الشمال الشرقي من سورية حيث توجد أهم الحقول النفطية، فيما استمرت القوات النظامية تتحكم في مصافي التكرير وفي موانئ التصدير الأساسية
خلال الأشهر الأخيرة، سيطرت المعارضة المسلحة (الجيش السوري الحر والأكراد وكتائب إسلامية معتدلة مسلحة وجبهة النصرة وعشائر) على معظم آبار النفط والغاز المنتشرة في محافظات دير الزور والرقة والحسكة (شمال وشرق سورية) وأكّدت مصادر في المعارضة السورية أن 70% من إجمالي آبار النفط والغاز باتت تحت سيطرة الثوار
ويقول سكان وناشطون إن الفوضى تعمّ القطاع النفطي في المناطق التي خرجت عن سيطرة النظام، فخلال المعارك قصف الطيران السوري والمدفعية بعض آبار النفط لحرمان المعارضة منها، واتهمت الحكومة الكتائب المسلحة بإضرام النار بآباره بسبب خلافات على تقاسم النفط المسروق، فيما أعطبت بعض الكتائب المسلحة الآبار والمعدات كرد فعل انتقامي من النظام، وبالمحصلة سال مئات الآلاف من براميل النفط على الأراضي الزراعية وفي الصحراء متسببة بكارثة بيئية، وفر الموظفون والعمال، ونشطت عصابات سرقة النفط للحصول عليه مقابل أسعار بخسة
وتخشى قوى سياسية سورية معارضة أن تؤدي الخطوة الأوربية إلى خلق فوضى وخلافات جديدة بين السوريين، ويتساءل مراقبون أي معارضة تلك التي ستستفيد من بيع النفط السوري، فائتلاف قوى المعارضة والثورة السورية يمثّل السوريين بنظر الغرب لكنه ليس ممثلاً وحيداً، فهل سيتم بيع النفط لصالحه، أم لصالح الجيش السوري الحر الذي يسيطر على آبار نفطية ويحميها، وهل ستحصل قوى وتيارات سورية معارضة أخرى على نصيبها، مع غموض موقف المعارضة الكردية والمعارضة الإسلامية المتشددة، خاصة وأن النفط سيمر إلى تركيا عبر مناطق تسيطر عليها، وكلها أسئلة أجوبتها في غاية التعقيد
الأب دالّوليو: الغرب تخلى عن الثورة السورية
روما (22 نيسان/أبريل) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء
قال مؤسس رهبنة دير مار موسى الأب باولو دالّوليو إن “الوضع السوري يصاب بالغنغرينا أمام جمود الغرب الذي تخلى عن الثورة” في البلاد
الكاهن اليسوعي الإيطالي الذي عاش ثلاثين عاما في سوريا قبل أن يطرد في حزيران/يونيو العام الماضي من قبل نظام دمشق لقربه من المعارضة، هاجم في تصريحات لوكالة (آكي) الايطالية للأنباء الاثنين وبصراحة “المجتمع الدولي”، مستنكرا “تقاعسه أمام المذابح”، وأردف “إن شبكة الإسلاموفوبيا تتحرك ضد السوريين الذين يدعون إلى التحرر من نظام سادي” وفق تأكيده
وذكّر الأب دالّوليو برحلته في شباط/فبراير الماضي إلى المناطق الشمالية من سوريا، المحررة من قبل الثوار، مشيرا إلى أنها “كانت رحلة خطرة خاطرت فيها بحياتي وحياة كل السوريين الذين يعيشون تحت القنابل التي يلقيها عليهم نظام مدعوم من قبل الولايات المتحدة وروسيا وتصمت أمامه أوروبا”، حيث كانت المناطق التي زارها في رحلته، وذكرها في كتابه الجديد “الغضب والنور”، تتعرض لهجمات مضادة وقتال، وحيث يحاول الناس العيش على الرغم من كل شيء” على حد وصفه
ولفت الكاهن الايطالي إلى أن “الوضع في سوريا يقترب من نظرية بعض المحافظين الأمريكيين الجدد، والتي ترى أن الحرب بين السنة والشيعة تُعدُّ الخيار الاستراتيجي الأفضل بالنسبة للولايات المتحدة وإسرائيل”، وأن “الأفضل من ذلك ألا يتمكن أحد من الفوز، كما حدث في النزاع الثمانينيات بين إيران والعراق”، وأردف أن “الغرب يسوده هذا المنطق الذي يشل كل الخيارات، وهو يتصرف على هذا النحو في الواقع”، ورأى أن “فوز السنّة غير مرغوب من ناحية التوازن الإقليمي”، لكن “الأمر كذلك بالنسبة للشيعة أيضا”، فـ”مع الطاقة النووية يمكن قيام قوة جديدة كبرى”، في إشارة إلى إيران
وقال مؤسس رهبنة دير مار موسى إن “الكرة الآن في أيدي إيران وروسيا، وهما بلدان يشاركان بشكل مباشر من الناحية العسكرية في المنطقة”، معربا عن “الإعتقاد بأن هناك حاجة الى اقامة اتفاق (مع طهران) حول الطاقة النووية لحل الأزمة في سوريا” حسب رأيه
ولم يدخر الراهب اليسوعي هجماته ضد الرأي العام والشعب الإيطالي، قائلا “إنه لا يفعل أي شيء، ويصب جلّ اهتمامه على الأمور الأخرى كالاقتصاد وعالم العمل”، محذرا من أن “سوريا ستصبح في النهاية هوّة من وجهتي النظر السياسية والإنسانية في منطقة شرق المتوسط”، والتي “لن تخلق عملا بالنسبة للايطاليين بل مزيدا من التعاسة، وأنا أقول بألم” على حد تعبيره
وأعرب رجل الدين عن الاعتقاد بأن “الكنيسة في سوريا أيضا تمتلك ذنبا في ظل هذا الوضع”، مؤكدا أنها “لا تزال صامتة دون إعطاء أي جواب وتواصل ثقتها بالنظام، وفي حالة سقوطه ستلجأ إلى الهجرة”، وإختتم بالقول إن “الجميع يحاول التفاوض مع بشار الأسد، لكن الأمر يشبه طلب التفاوض مع هتلر” على حد تعبيره
كيري: على حلف الاطلسي بحث كيفية مواجهة خطر استخدام أسلحة كيماوية في سوريا
بروكسل (رويترز) – قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم الثلاثاء إن حلف شمال الأطلسي بحاجة لبحث دوره في الازمة السورية بما في ذلك كيفية التحرك للتصدي لخطر استخدام أسلحة كيماوية.
وقال كيري في بيان معد لاجتماع وزراء خارجية حلف الأطلسي في بروكسل “نحن بحاجة لمواصلة بحث دور حلف شمال الأطلسي فيما يتعلق بالأزمة السورية” مضيفا ان الخطط التي وضعها الحلف بالفعل مناسبة.
وقال “علينا أيضا أن ندرس بشكل دقيق وجماعي كيفية إعداد حلف الأطلسي للتحرك لحماية أعضائه من أي خطر سوري بما في ذلك خطر استخدام أسلحة كيماوية.”
وقال حلف الاطلسي الذي يضم 28 دولة مرارا انه لا ينوي التدخل عسكريا في الحرب الاهلية السورية. لكنه ارسل صواريخ باتريوت الى تركيا عضو الحلف للدفاع عنها في حالة تعرضها لهجوم صاروخي من سوريا.
وفي وقت سابق يوم الثلاثاء قال كبير محللي المخابرات في الجيش الإسرائيلي إن قوات الحكومة السورية استخدمت أسلحة كيماوية ربما غاز اعصاب في قتالها ضد مقاتلي المعارضة الذين يشنون انتفاضة منذ عامين ضد حكم الرئيس بشار الأسد.
وأدلى البريجادير جنرال ايتاي برون بتصريحاته في مؤتمر امني في تل أبيب بعد يوم من تصريح وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل خلال زيارة لإسرائيل بأن وكالات المخابرات الأمريكية ما زالت تقيم ما إذا كان مثل هذه الأسلحة استخدمت.
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما وصف استخدام الأسلحة الكيماوية بأنها “خط أحمر” بالنسبة للولايات المتحدة سيقابل باجراء أمريكي لم يحدده.
(إعداد أميرة فهمي للنشرة العربية – تحرير أحمد صبحي خليفة)