أحداث الثلاثاء، 27 أذار 2012
أنان تلقّى رداً سورياً رسمياً على خطته
أنقرة تقترب من قرار بانشاء المنطقة العازلة
(و ص ف، رويترز، أ ب، ي ب أ، أ ش أ)
تلقى المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي أنان رداً سورياً رسمياً على خطته لحل الأزمة، فيما يستعد للتوجه من روسيا الى الصين سعياً الى دعم بيجينغ للنقاط الست التي اقترحها لايجاد حل سياسي في سوريا بعدما كان حصل على دعم الرئيسين الاميركي باراك أوباما والروسي دميتري ميدفيديف اللذين التقيا أمس على هامش قمة نووية في سيول. أما أنقرة التي ستستضيف الأحد “المؤتمر الدولي لاصدقاء الشعب السوري” الذي دعت اليه المعارضة، فانها بدت اقرب الى احتمال إقامة منطقة عازلة داخل الأراضي السورية لاستيعاب الاعداد المتزايدة من النازحين السوريين الفارين من المعارك الدائرة في محافظة أدلب على الحدود مع تركيا. وتصل وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الجمعة الى الرياض في زيارة للسعودية تبحث خلالها في الشأن السوري قبل ان تشارك في مؤتمر المعارضة السورية في اسطنبول.
أنان
وأفاد الناطق باسم أنان، أحمد فوزي، في بيان بجنيف أن “الحكومة السورية ردت رسمياً على خطة المبعوث الخاص المشترك الى سوريا المكونة من ست نقاط، كما أيدها مجلس الأمن. يدرس أنان الرد وسيرد عليه قريباً جداً”.
وبعد ثلاثة أيام من المحادثات في موسكو التقى خلالها ميدفيديف ووزير الخارجية سيرغي لافروف رأى أنان أن على السوريين ان يقرروا ما اذا كان على الأسد ترك الحكم. وقال: “ان القرار في استقالة الأسد يعود الى السوريين… من المهم في هذا الوقت العمل على ان يجلس جميع السوريين الى طاولة المفاوضات”.
ولم يشأ تحديد جدول زمني لعملية التسوية قائلاً: “في رأيي انه ليس منطقيا السعي الى تحديد مهل يتفق خلالها أطراف النزاع”. وأوضح أنه “من النقاشات التي أجريناها مع السلطات السورية، لم نستثن احتمال ارسال قوة مراقبة تابعة للأمم المتحدة للتأكد من ان الاطراف يحترمون الالتزامات التي سيتعهدونها”.
المنطقة العازلة
وبعدما كان المسؤولون الاتراك مترددين حيال فكرة اقامة منطقة عازلة داخل الاراضي السورية، أفاد مسؤول تركي طلب عدم ذكر اسمه ان تدفقا للنازحين السوريين يمكن ان يضطر تركيا بدعم دولي الى انشاء منطقة عازلة على الاراضي السورية، من اجل ضمان أمن حدودها الجنوبية وراحة النازحين المدنيين من العنف. لكنه أضاف لان “هذا مجرد خيار. لم يتقرر شيء بعد”، من غير ان يفصح عن عدد النازحين الذين لا يعود في وسع تركيا تحمل تدفقهم على أراضيها، علما بأن هناك 17 الف نازح حاليا في مخيمات على الحدود مع سوريا.
وكانت تركيا أقدمت على اقامة منطقة عازلة داخل العراق لاستيعاب مئات الآلاف من النازحين الاكراد الذين تدفقوا من العراق خلال حرب 1991.
ولمح المسؤول التركي الى احتمال “تدفق هائل للنازحين على غرار ما واجهناه في حرب الخليج”، أو في حال حصول تصعيد في ارتكاب المجازر في سوريا “بالمئات يوميا”. وقال: “لا أحد يعرف ماذا سيحدث في حال الوصول الى مثل هذا الاحتمال”. وأكد ان “عدم الاستقرار في سوريا يؤثر علينا مباشرة”.
وأمس، أقفلت أنقرة سفارتها في دمشق. وقال مسؤول تركي إن اقفال السفارة في سوريا رسالة ديبلوماسية الى حكومة الاسد التي تجاهلت كل مناشدات أنقرة حتى الآن. وأعلن أن عشرة ضباط برتبة لواء و19 برتبة عقيد وعشرات الضباط من رتب أدنى انشقوا عن الجيش السوري ولجأوا الى تركيا، لكن بعضهم لا يعمل مع “الجيش السوري الحر”.
كلينتون
¶ في واشنطن، أعلنت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية ان كلينتون ستزور الرياض الجمعة والسبت لاجراء محادثات تتناول خصوصا الجهود الرامية الى وضع حد لحمام الدم في سوريا”، على ان تنتقل السبت الى تركيا للمشاركة في مؤتمر المعارضة السورية.
منع السفر
في غضون ذلك، أعادت السلطات السورية العمل بقرار كان معمولا به سابقا يمنع بموجبه السوريون الذكور الذين تراوح أعمارهم بين 18 و42 سنة من السفر الى خارج البلاد، إلا بعد الحصول على موافقة شعبة التجنيد التي يتبعون لها.
الإخوان تطرح تصورها لبناء سوريا مدنية: دولة تنبذ الإرهاب وتكون عامل استقرار إقليمياً
ضرورة إقامة أفضل العلاقات مع لبنان
أعلنت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، أمس الأول، وثيقة «عهد وميثاق» التي حددت فيها الأطر العريضة لمفهومها لسوريا ما بعد «سقوط» النظام، داعية إلى بناء «دولة مدنية حديثة ديموقراطية تعددية تداولية».
وتلا المراقب العام للإخوان المسلمين في سوريا محمد رياض الشقفة، في مؤتمر صحافي في اسطنبول، الوثيقة التي حملت عنوان «عهد وميثاق من جماعة الإخوان المسلمين في سوريا» تتضمن «رؤية وطنية وقواسم مشتركة تتبناها جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، وتتقدم بها أساساً لعقد اجتماعي جديد يؤسس لعلاقة وطنية معاصرة وآمنة بين مكونات المجتمع السوري».
ودعت الوثيقة إلى أن تكون «سوريا المستقبل دولة مدنية حديثة ديموقراطية تعددية تداولية ذات نظام حكم جمهوري ـ نيابي يختار فيها الشعب من يمثله ومن يحكمه عبر صناديق الاقتراع في انتخابات حرة نزيهة شفافة». وطالبت بقيام «دولة مواطنة ومساواة يتساوى فيها المواطنون جميعاً على اختلاف أعراقهم وأديانهم ومذاهبهم واتجاهاتهم، تقوم على مبدأ المواطنة، ويحق لأي مواطن فيها الوصول إلى أعلى المناصب».
كما دعت الوثيقة إلى قيام «دولة تلتزم بحقوق الإنسان كما أقرتها الشرائع السماوية والمواثيق الدولية من الكرامة والمساواة وحرية التفكير والتعبير لا يُضام فيها مواطن في عقيدته ولا في عبادته».
وكان لبنان الدولة الوحيدة غير سوريا التي أشارت إليها الوثيقة بالاسم وذلك في الفقرة المتعلقة بقيام «دولة تنبذ الإرهاب». وقالت الوثيقة إن «الإخوان» يريدون «دولة تنــبذ الإرهاب وتحاربه وتحترم الاتفاقيات الدولية، وتكون عامل امن واستقرار في محيطها الإقليمي والدولي، وتقيم أفضل العلاقات الندية مع أشقائها وفي مقدمتهم الجار لبنان الذي عانى شعبه، كما عانى الشعب السوري، من ويلات نظام الفساد والاستبداد».
ودعت الوثيقة إلى بناء «دولة العدالة وسيادة القانون التي لا مكان فيها للأحقاد، ولا مجال فيها لثأر أو انتقام، حتى من أولئك الذين تلوثت أيديهم بدماء الشعب من أي فئة كانوا، لأن من حقهم الحصول على محاكمات عادلة».
(ا ف ب)
موسكو وبكين تدعمان مهمة المبعوث الدولي … وكلينتون في الرياض الجمعة
أنان يتلقى رد دمشق: لا يمكن للأزمة أن تستمر طويلاً
شدد مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان، الذي تلقى ردا جديدا من السلطات السورية على النقاط الست التي قدمها لها، امس، على ان السوريين هم الذين عليهم ان يقرروا ما اذا كان على الرئيس بشار الاسد ترك الحكم، مؤكدا انه من غير العملي طرح جداول وحدود زمنية لإنهاء الازمة «في الوقت الذي لم يتم فيه الحصول على موافقة الأطراف».
وكان انان قد تلقى دعما من موسكو وبكين لمهمته، فيما حذر الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف من ان خطة المبعوث الدولي والعربي الى سوريا تشكل الفرصة الاخيرة لتجنب «حرب أهلية» في هذا البلد، فيما أعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما ورئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان تقديم «مساعدات غير فتاكة» للمعارضة السورية.
في هذا الوقت، طلب مجلس الشعب السوري من الاسد تأجيل الانتخابات التشريعية المقررة في السابع من ايار المقبل. وقالت وكالة الانباء السورية (سانا) «التمس المجلس من رئيس الجمهورية النظر في تأجيل الانتخابات التشريعية الى موعد لاحق ليتسنى ترسيخ الاصلاحات الشاملة». وأضافت ان ذلك يسمح «بانتظار مقررات الحوار الوطني الشامل وتمكين الاحزاب المرخصة (…) من القيام بدورها الوطني من أجل انتخابات ديموقراطية وفقا للدستور الجديد». وتنتهي غدا فترة تقديم طلبات الترشيح الى الانتخابات.
وقال المتحدث باسم المبعوث الدولي والعربي احمد فوزي، في جنيف، ان «الحكومة السورية ردت رسميا على الخطة المؤلفة من ست نقاط التي وضعها انان، وكما وافق عليها مجلس الامن». وأضاف ان «انان يدرس الرد وسيجيب عليه قريبا جدا».
وكان انان قد أعلن في 14 آذار الحالي انه تلقى ردا اوليا من السلطات السورية على خطته، التي تدعو الى وقف جميع أشكال العنف من جميع الاطراف تحت إشراف الامم المتحدة وتقديم مساعدات إنسانية الى السكان وإطلاق سراح المحتجزين.
وقال انان، في موسكو قبيل انتقاله الى بكين، ان «القرار يرجع الى السوريين في استقالة الاسد» في الوقت الذي يطالب فيه الغرب بإلحاح برحيل الرئيس السوري. وأضاف «من المهم في هذا الوقت العمل على ان يجلس جميع السوريين حول طاولة المفاوضات».
ورفض انان تحديد جدول زمني لعملية التسوية في سوريا. وقال إن الأزمة في سوريا «لا يمكن أن تستمر لأجل غير مسمى»، لكنه أضاف «من غير العملي طرح جداول وحدود زمنية في الوقت الذي لم يتم فيه الحصول على موافقة الأطراف». وتابع «لا يمكن السماح باستمرار هذا لأجل غير مسمى، ومثلما قلت للأطراف على الأرض، لا يمكنهم مقاومة رياح التغيير».
وقال انان «لقد طالبنا الحكومة السورية بالقيام بالخطوة الاولى، كبادرة حسن نية تجاه شعبها، والموافقة على وقف الاعمال العدائية»، مضيفا انه في إطار عملية السلام فإنه يمكن إرسال بعثة مراقبين من الامم المتحدة الى سوريا «للتأكد من احترام جميع الاطراف للتعهدات التي ستتخذها».
وأضاف ان «موسكو أبدت استعدادها للعمل معي. وأعوّل في الحصول على الدعم نفسه من بكين». ودعا السعودية وقطر الى دعم مهمته في سوريا. وقال «في الشرق الاوسط هناك كثير من النزاعات التي تمس حياة الناس، ويجب احترام القانون الدولي لدى تسوية هذ النزاعات»، مضيفا «أتوقع أن يدعم المجتمع الدولي بأسره عملية السلام» في سوريا.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي ان «الصين تقدر وتؤيد جهود الوساطة التي يقوم بها انان، وتأمل أن تسمح زيارته بإجراء مناقشات معمقة حول التوصل الى حل سياسي للمسألة السورية». وأعلن ان الصين تأمل «حلا عادلا وسلميا وملائما» للأزمة.
وكان ميدفيديف قد اعتبر، بعد اجتماعه مع انان في موسكو أول امس، ان خطة انان هي «الفرصة الاخيرة لتجنب حرب أهلية أطول وأشد دموية. نأمل بشدة ان يتوج عملكم بنتيجة إيجابية. ومن ثم نزودك بكامل دعمنا على كل المستويات وبمختلف السبل في المجالات التي يمكن للروس بالطبع تقديم المساندة فيها».
وقال انان في بداية محادثاته مع ميدفيديف، في مطار بموسكو، «أمام سوريا فرصة اليوم للعمل معي ومع عملية الوساطة هذه لوضع نهاية للصراع والقتال وإتاحة الوصول لمن هم بحاجة الى مساعدة إنسانية، علاوة على بدء عملية سياسية تؤدي الى تسوية سلمية». وأعلن انه يتوقع ان تؤدي روسيا «دورا نشطا» في التأكد من ان الطرفين يلتزمان بنقاط خطة السلام التي نالت دعما من مجلس الامن الدولي.
وقبل لقائه ميدفيديف، اجتمع انان مع لافروف الذي اتفق معه، بحسب مسؤولين روس، على الحاجة لبذل «جهود إضافية» من قبل قوى دولية واقليمية من أجل حل الازمة.
ونقلت وكالة «انترفاكس» عن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف قوله ان «الطرفين شددا على اهمية العمل مع الحكومة والمعارضة على حد سواء».
وشددت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، على اهمية «عدم التدخل» في الشؤون الداخلية السورية. وقالت «أوضح لافروف ان على المجتمع الدولي في هذه المرحلة تعزيز تعاونه مع مهمة انان وهذا يفترض عدم التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا واعتبار انه من غير المقبول تقديم دعم لأحد طرفي النزاع».
واعتبر المستشار الدبلوماسي الرئيسي للكرملين سيرغي بريكودكو، السبت الماضي، انه من المتعذر وقف النزاع «من دون وقف الامدادات بالاسلحة للمعارضة من الخارج».
أوباما وميدفيديف وأردوغان
وفي العاصمة الكورية الجنوبية سيول، تطرق الرئيس الاميركي باراك اوباما، بعد اجتماع مع ميدفيديف، الى الخلافات المستمرة بين البلدين حول سوريا، لكنه أعلن ان البلدين أصبحا متفقين على «دعم جهود انان بهدف وقف حمام الدم في سوريا»، معتبرا ان الهدف النهائي هو قيام سلطة «مشروعة» في دمشق.
وقال ميدفيديف إنه يدعم مهمة انان لوقف القتال في سوريا. وأضاف «انا والرئيس الأميركي نؤكد أن (مهمة انان) وسيلة جيدة للتوصل الى نقطة أولية على الأقل للتسوية وفتح الطريق للاتصال بين فصائل المجتمع المختلفة في سوريا».
وكان اوباما قد اتفق مع اردوغان، أول امس، على ان اجتماع «أصدقاء سوريا» الذي سيعقد في اسطنبول في الاول من نيسان المقبل، يجب ان يسعى الى تزويد المعارضة «بالمساعدات غير العسكرية والامدادات الطبية» للمعارضة. وكررا دعوتهما الى «عملية انتقالية نحو حكومة شرعية» في سوريا. (تفاصيل صفحة 13)
وأعلن مصدر في وزارة الخارجية الاميركية ان وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ستزور الرياض الجمعة والسبت لإجراء مباحثات تتناول خاصة الجهود الرامية الى «وضع حد لحمام الدم في سوريا». وقال ان كلينتون ستجري محادثات في الرياض مع الملك عبد الله ووزير الخارجية سعود الفيصل الذي ستبحث معه قضايا اقليمية وكذلك التعاون بين البلدين في المجال الامني و«الجهود التي تبذلها الاسرة الدولية لوضع حد لحمام الدم في سوريا».
وأوضح المصدر ان كلينتون ستتوجه السبت الى تركيا للمشاركة في المؤتمر الثاني لـ«أصدقاء سوريا» الذي سيعقد في اسطنبول في الاول من نيسان المقبل.
وأكد وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور لوكالة «رويترز» ان لبنان سينأى بنفسه عن أي قرار يضر بسوريا ويمس باستقرارها ووحدتها في اجتماع القمة العربية المقرر عقده في بغداد الخميس المقبل. ورحب بمبادرة انان، موضحا ان سوريا رحبت ايضا بتلك المبادرة «ولكن على الأطراف الأخرى أن تتعاون. على المعارضة الآن أن ترحب ولكن مع الأسف يبدو ان هناك خلافات داخل صفوف المعارضة السورية حيال مبادرة انان».
ميدانيات
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان، في بيان امس، «تواصلت العمليات العسكرية، التي تخللتها اقتحامات نفذتها قوات النظام واعتقالات وعمليات قصف ومواجهات مع منشقين، أدت الى سقوط 32 قتيلا، هم 19 مدنيا و11 جنديا نظاميا ومنشقان، في مدينة حمص وريفها وريف دمشق والزبداني وادلب».
وأفاد المرصد عن «اشتباكات بين الجيش ومجموعات منشقة في بلدة دركوش القريبة من الحدود السورية التركية تسببت بإصابة 6 عناصر من القوات النظامية». وذكرت «سانا» ان «السلطات أحبطت محاولة تسلل مجموعة إرهابية مسلحة من تركيا الى ريف ادلب، وقتلت في محيط بلدة دركوش عددا من عناصرها فيما لاذ الآخرون بالفرار نحو الاراضي التركية».
وكان المرصد قد أشار في بيان أول امس الى «قتل 30 شخصا، بينهم ثمانية منشقين وأربعة عناصر من القوات النظامية السورية في أعمال عنف واشتباكات في حمص وريف دمشق وادلب ودرعا ومدينة اعزاز بمحافظة حلب». وكان المرصد قد أعلن السبت الماضي «مقتل 24 شخصا».
وذكرت «سانا» ان «مجموعة إرهابية مسلحة استهدفت خطا لنقل مادة الغاز من حقول الجبسة الى حمص عبر تفجيره بعبوة عند منطقة بئر الجوف».
(«السفير»، سانا، ا ف ب،
ا ب، رويترز)
عملية توغل قصيرة للقوات السورية داخل الاراضي اللبنانية
بيروت- الأمم المتحدة- (ا ف ب)- (رويترز): توغلت قوات نظامية سورية الثلاثاء في منطقة مشاريع القاع اللبنانية (شرق) في وقت كانت اشتباكات عنيفة تجري في الجانب السوري من الحدود، بحسب ما افاد مسؤول محلي وكالة فرانس برس.
وقال المسؤول رافضا الكشف عن هويته إن “جنودا سوريين توغلوا داخل الاراضي اللبنانية ودخلوا منزلا قريبا جدا من الحدود كان اصيب قبل وقت قصير بثلاث قذائف مصدرها الجانب السوري وقاموا بعملية تخريب فيه”.
وجاء ذلك في وقت افاد المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان عن “اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية السورية ومجموعة مسلحة منشقة على الحدود السورية اللبنانية في منطقة مشاريع القاع تستخدم خلالها القوات النظامية الرشاشات الثقيلة”.
وأوضح المسؤول أن سكان المنزل كانوا هربوا منه بعد اقتراب اصوات الانفجارات واطلاق النار ووصول الرصاص الى الاراضي اللبنانية.
وقال احمد امون (30 عاما) المقيم في منطقة مشاريع القاع ان “جنودا سوريين مدعومين بآلية دخلوا حوالى كيلومتر واحد داخل الاراضي اللبنانية، واستهدفوا منازل عدة تعود للبنانيين بالتكسير والتخريب”.
واشار امون الذي يملك مشروعا زراعيا في المنطقة إلى أن قذائف مصدرها الجانب السوري كانت اصابت منازل عدة في وقت سابق ومشاريع زراعية في المنطقة “ما دفع الناس في المنطقة الى الهرب من منازلهم”.
وقال مختار بلدة القاع منصور سعد لوكالة فرانس برس ان “القوات السورية كانت تلاحق فارين من الاراضي السورية نحو لبنان، وقد اطلقت النيران باتجاههم”، مشيرا الى ان هؤلاء كانوا على دراجات نارية وكانوا يمرون قرب منزل لبناني اصيب في اطلاق النار.
واشار إلى أن الحدود متداخلة جدا في المنطقة ولا يمكن الجزم بدخول القوات السورية الاراضي اللبنانية. الا انه قال ان “رصاصا كثيفا طال الاراضي اللبنانية نتيجة الاشتباكات في المنطقة الحدودية السورية”.
ونفى الجيش اللبناني ردا على سؤال لوكالة فرانس برس، وقوع أي حوادث داخل لبنان.
وتنتشر معابر ترابية عديدة غير شرعية في منطقة القاع الواقعة على الحدود السورية اللبنانية المتداخلة جدا.
وقد شهدت المنطقة منذ بدء الاضطرابات في سوريا في منتصف آذار/ مارس 2011 عمليات توغل عدة كانت غالبا نتيجة ملاحقة اشخاص هاربين الى الاراضي اللبنانية.
كما يصل الى القاع بشكل شبه يومي العديد من الجرحى المصابين في الحوادث السورية لتلقي العلاج في لبنان.
ومن جهة أخرى، قالت محققة ضمن فريق من ثلاثة محققين في لجنة تابعة للأمم المتحدة توثق جرائم ضد الإنسانية ترتكب في سوريا بما في ذلك الإعدام والتعذيب إنها استقالت احتجاجا على رفض الحكومة السورية السماح لهم بدخول البلاد.
وقالت التركية ياكين ارتوك لرويترز إنها شعرت إنه ليس هناك جدوى من الاستمرار في اللجنة التي قرر تمديد تفويضها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة يوم الجمعة حتى دورة سبتمبر ايلول.
وقالت ارتكوك في مكالمة هاتفية مع رويترز “لا يمكن للجنة القيام بعمل شامل والتحقيق في مناطق (بعينها) بسبب عدم السماح بالدخول.. لذلك قررت عدم الاستمرار”.
وأوضحت أن استقالتها ليست انتقادا لعمل اللجنة التي قالت إنها بذلت كل ما في وسعها في ظل الظروف الراهنة للوقوف على حقيقة جرائم ارتكبتها الحكومة السورية على مدى العام الماضي.
ومضت تقول “كان السماح بدخولنا سيمكننا من إثراء أساليب عملنا والتوصل إلى طرق جديدة… هناك مجالات مثل الاحتجاز… لا يمكننا الحديث عنها إلا من خلال أقوال شهود عيان. لكن هناك حاجة عاجلة لزيارة مراقبين لمراكز الاحتجاز تلك”.
وتتهم جماعات لحقوق الإنسان حكومة الرئيس السوري بشار الأسد بتعذيب المحتجزين.
وناشد قرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة فريق المحققين “إجراء مسح وتحديث هذا المسح لممارسات الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان منذ مارس 2011 بما في ذلك تقييم أرقام الضحايا.”
وتقول الأمم المتحدة إن اكثر من ثمانية آلاف شخص قتلوا خلال الانتفاضة المناهضة للأسد والمستمرة منذ عام.
وقال فريق التحقيق بقيادة البرازيلي باولو بينيرو في تقرير الشهر الماضي إن القوات السورية قتلت بالرصاص نساء وأطفال عزل وقصفت مناطق سكنية وعذبت المحتجين الجرحى في مشتفيات بناء على أوامر من “أعلى المستويات” من الجيش ومسؤولي الحكومة.
بشار الأسد في حي بابا عمرو وسوريا قبلت خطة أنان
دمشق- جنيف- (أ ف ب)- (رويترز): ذكر التلفزيون السوري الرسمي الثلاثاء أن الرئيس السوري بشار الأسد يزور حي بابا عمرو في حمص (وسط) الذي شهد أحداثا دامية تسببت بسقوط مئات القتلى.
وقال التلفزيون إن الرئيس السوري “تفقد منطقة بابا عمرو بحمص”، مشيرا إلى انه سيوافي المشاهدين “بصور جولة الرئيس حال ورودها”.
كما ذكر التلفزيون أن الرئيس تفقد خلال جولته “احوال حماة الديار”، وهي التسمية التي تطلق في سوريا على الجيش.
وكان الجيش السوري سيطر على حي بابا عمرو بعد اسابيع من تعرضه لحملة قصف متواصل ونزوح غالبية سكانه وانسحاب الجيش السوري الحر منه.
وفي 22 شباط/ فبراير، قتلت الصحافية الامريكية ماري كولفن التي كانت تعمل في صحيفة (صانداي تايمز) البريطانية، والمصور الفرنسي ريمي اوشليك الذي كان يعمل في وكالة (اي بي 3)، في قصف طال منزلا حوله ناشطون الى مركز اعلامي في بابا عمرو.
كما جرحت في القصف الصحافية الفرنسية اديت بوفييه والمصور الفرنسي بول كونروي اللذين تمكنا مع صحافيين اجنبيين آخرين من الخروج بمساعدة منشقين، من الحي والتسلل الى لبنان قبل وقت قصير من دخول القوات النظامية الحي.
وفاوض الصليب الاحمر الدولي على مدى ايام طويلة قبل ان يسمح لبعثة من الهلال الاحمر السوري رافقتها مسؤولة العمليات الانسانية في الامم المتحدة فاليري آموس، بدخول الحي وحمل المساعدات الى السكان.
ولا تزال بعض الاحياء في مدينة حمص، لا سيما في حمص القديمة، تتعرض لقصف، او تشهد اشتباكات بين قوات النظام ومنشقين.
ومن جهة أخرى، قال كوفي عنان مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الخاص إلى سوريا الثلاثاء في بيان أعلنه في بكين المتحدث باسمه إن سوريا قبلت خطة سلام مؤلفة من ست نقاط اقترحها عنان ودعمها مجلس الأمن.
وقال البيان إن عنان يعتبر الموافقة “خطوة أولية مهمة يمكن أن تؤدي إلى انهاء العنف واراقة الدماء وتقديم المساعدة إلى المحتاجين وخلق بيئة تؤدي إلى حوار سياسي يحقق طموحات الشعب السوري المشروعة.”
لكن البيان أضاف أن تنفيذ الخطة سيكون عنصرا أساسيا وأن عنان سيعمل مع كل الأطراف على كل المستويات لضمان تنفيذها.
انسحاب هيثم المالح من مؤتمر المعارضة السورية باسطنبول ومقاطعة ميشيل كيلو وهيثم مناع
اسطنبول (تركيا) ـ (ا ف ب) – اجتمع مئات المعارضين السوريين الثلاثاء في اسطنبول لاتخاذ موقف موحد حول مستقبل سوريا قبل مؤتمر “اصدقاء سوريا” المقرر الاحد المقبل في هذه المدينة، بحسب مراسل لوكالة فرانس برس.
وسبق الاجتماع المغلق لقاءات غير رسمية الاحد والاثنين في اسطنبول بين مختلف فصائل المعارضة ومن بينهم المجلس الوطني السوري ابرز وجوه هذه المعارضة.
والمشاركون في اجتماع المعارضة هذا الذين يبلغ عددهم 400 شخص حسب المنظمين، مدعوون الى الاعلان عن موقفهم من مسودة بيان نهائي قدمه المجلس الوطني السوري، يدعو الى اقامة دولة قانون واجراء “انتخابات حرة” في سوريا.
وقال البيان ان “سوريا الجديدة ستكون جمهورية ديموقراطية ترتكز على الحياة الدستورية وسيادة اقلانون الذي يجعل المواطنين متساوون ايا تكن انتماءاتهم الدينية والوطنية واثلقافية”.
واضاف ان الدستوري السوري الجديد “يؤكد على عدم التمييز بين مختلف مكونات المجتمع السوري” من طوائف دينية او قومية، بينما تثير اعمال العنف في سوريا مخاوف من حرب اهلية.
وفي خطاب في افتتاح الاجتماع دعا رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون الاسرة الدولية الى دعم متمردي الجيش السوري الحر عبر تسليمه اسلحة ودفع رواتب لاعضائه، كما ذكر مصدر في الاجتماع طلب عدم كشف هويته.
وسبقت اجتماع اسطنبول الاحد والاثنين لقاءات غير رسمية بين فصائل المعارضة.
وقبل بدء الاجتماع، صرح احمد كامل من المكتب الاعلامي للمجلس الوطني السوري لوكالة فرانس برس انه من المفترض ان يعلن المشاركون “التزاما رسميا” حول مستقبل سوريا سيكون الديموقراطية وتعدد الاحزاب واحترام كل الاقليات واقامة مجتمع “مدني” اي علماني.
وتمثلت قطر التي تتولى الرئاسة الدورية للجامعة العربية وتركيا التي تستضيف الاجتماع من خلال دبلوماسيين رفيعي المستوى في المنتدى الذي شارك فيه قرابة 400 ناشط، بحسب المنظمين.
لكن اجتماع اسطنبول لا يلقى اجماعا. فهيئة التنسيق الوطني للتغيير والديموقراطية التي تضم احزابا قومية عربية وكردية واشتراكية ومجموعة صغيرة بزعامة ميشيل كيلو، لا تشارك في المنتدى.
ومنذ بداية الاجتماع، بدأت الخلافات وانسحب الناشط للدفاع عن حقوق الانسان هيثم المالح من الاجتماع معتبرا ان المجلس الوطني السوري لا يحترم مكونات المعارضة الاخرى.
وقال مصدر داخل الاجتماع لفرانس برس ان “المالح انسحب لان المجلس الوطني السوري يجب ان يكون احد مكونات المعارضة ولا يسعى الى تمثيل كل المعارضة”.
ويهدف الاجتماع ايضا الى تعزيز موقف المعارضة قبل انعقاد المؤتمر الثاني “لاصدقاء سوريا” في اسطنبول.
وكان المؤتمر الاول ضم في اواخر شباط/فبراير ممثلين عن قرابة ستين دولة عربية وغربية من دون مشاركة روسيا والصين.
واشار مصدر تركيا الى ان روسيا والصين دعتيا الى المؤتمر الاحد لكنهما لن تشاركا فيه.
مدفيديف: فكرة رحيل الأسد تنم عن قصر نظر ولا تؤدي إلى حل الأزمة
موسكو- (ا ف ب): صرح الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف الثلاثاء ان فكرة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد تنم عن “قصر نظر” ولا تؤدي إلى حل الأزمة السورية.
وقال مدفيديف على هامش قمة سيول للمراسلين الروس “الاعتقاد بأن رحيل الأسد يعني حل كل المشاكل هو موقف ينم عن قصر نظر وكل العالم يدرك انه في تلك الحالة فسيستمر النزاع على الارجح” على ما نقلت وكالة ايتار تاس.
وتابع ان “الشعب السوري وليس القادة المحترمون لدول اخرى، هم من يتخذ القرارات حول مصير سوريا”.
وحثت دول الغرب مرارا روسيا حليفة سوريا والعضو الدائم في مجلس الامن وتتمتع بحق النقض على استخدام تاثيرها على نظام الاسد لاقناعه بوقف قمعه الدامي للمحتجين.
وسبق أن اوقفت روسيا مشروعي قرار في مجلس الامن الدولي لادانة قمع النظام، لكنها ايدت في الاسبوع الفائت بيانا رئاسيا للمجلس بصياغة غربية دعا الاسد والمعارضة الى وقف اعمال العنف والعمل من اجل عملية انتقالية ديموقراطية في البلاد.
واشارت واشنطن ان موقف موسكو في الملف السوري قد يكون تطور في الاشهر الاخيرة لكن الكرملين يؤكد انه ما زال على حاله.
غير ان عددا من المحللين اشار إلى بروز مؤشرات متزايدة حول بدء روسيا فقدان صبرها مع الاسد بالرغم من مصالحها الاقتصادية والسياسية في المنطقة.
الجامعة العربية وتركيا تطالبان المعارضة بتوحيد صفوفها
عنان: السوريون هم من يقرر تنحي الرئيس ام لا
مجلس الشعب يلتمس من الاسد تأجيل الانتخابات
موسكو ـ اسطنبول ـ وكالات: اعتبر مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى سورية كوفي عنان الاثنين في موسكو ان السوريين هم الذين عليهم ان يقرروا ما اذا كان على الاسد ترك الحكم، جاء ذلك في الوقت الذي قالت فيه مصادر بالمعارضة السورية ان جامعة الدول العربية وتركيا تضغطان على المعارضة لتوحيد صفوفها قبل اجتماع لوزراء خارجية دول غربية وعربية في اسطنبول الاسبوع المقبل لدعم الثورة ضد الرئيس بشار الأسد.
وقال عنان اثر زيارة الى روسيا ‘القرار يرجع الى السوريين في استقالة الاسد’ في الوقت الذي يطالب فيه الغرب بالحاح برحيل الرئيس السوري.
واضاف عنان ‘من المهم في هذا الوقت العمل على ان يجلس جميع السوريين الى طاولة المفاوضات’ كما نقلت عنه وكالات الانباء الروسية. ورفض عنان تحديد جدول زمني لعملية التسوية في سورية.
وقال ‘في رأيي ليس من المنطقي السعي الى تحديد مهل تتفق خلالها اطراف النزاع’.
وكان عنان التقى الاحد في موسكو الرئيس ديمتري مدفيديف ووزير الخارجية سيرغي لافروف لبحث مدى استعداد روسيا للضغط على دمشق لوقف اعمال العنف.
واعتبر مدفيديف الاحد ان اقتراحات كوفي عنان بشأن سورية تشكل ‘الفرصة الاخيرة’ لتفادي نشوب ‘حرب اهلية طويلة’ ووعده بتقديم ‘كل مساعدة’ ممكنة.
ويتوجه عنان في اطار جولته الى بكين الثلاثاء والاربعاء.
وقال عنان ان ‘موسكو ابدت استعدادها للعمل معي. واعول في الحصول على نفس الدعم من بكين’.
وقال احمد فوزي المتحدث باسم عنان ان ‘الحكومة السورية ردت رسميا على الخطة المؤلفة من ست نقاط التي وضعها الموفد الخاص المشترك لسورية كوفي عنان، وكما وافق عليها مجلس الامن’.
واضاف المتحدث ان ‘عنان يدرس الرد وسيجيب عليه قريبا جدا’. ويتوجه عنان الثلاثاء والاربعاء الى بكين.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية التركية للصحافيين الاثنين قبل اجتماع مجموعة أصدقاء سورية في اسطنبول ‘وجهنا رسالة حازمة وقوية بأنه يتعين عليهم أن يضموا كل المجموعات التي تمثل جميع أطياف المجتمع السوري’.
وأكد المتحدث أن تركيا وقطر، اللتين تنظمان على نحو مشترك الاجتماع الذي سيعقد في أول نيسان (أبريل) المقبل، وجهتا الدعوة لكل المجموعات السورية المعروفة ولكنهما حذرتا من أنه ما زال هناك عمل يتعين القيام به لتأسيس’معارضة’موحدة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد’.
وأضاف المتحدث: ‘هذه عملية تعلم. لم تكن هناك أي حركة سياسية معارضة في سورية على مدار الثمانين عاما الماضية.. لا يمكننا أن نتوقع منهم”أن يتعلموا في يوم واحد، هذا الأمر يستغرق وقتا’.
وذكرت وكالة أنباء ‘الأناضول’ التركية الرسمية أن’تركيا أغلقت الاثنين سفارتها في العاصمة السورية دمشق. ومازالت القنصلية التركية في حلب مفتوحة. ورحبت المعارضة بالخطوة.
ومن جهة أخرى، وفي سياق التعليق على محادثات بشأن إقامة منطقة عازلة محتملة أو منطقة إنسانية على الحدود السورية التركية، أكد المتحدث أنه ليس هناك أي قرار ملموس حتى الآن.
من جهة اخرى افادت وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان مجلس الشعب السوري ‘التمس’ الاثنين من الرئيس بشار الاسد تأجيل الانتخابات التشريعية التي كانت مقررة في 7 ايار (مايو) الى موعد لاحق.
وذكرت الوكالة ‘التمس المجلس في جلسته اليوم (امس) من السيد رئيس الجمهورية النظر في تأجيل الانتخابات التشريعية الى موعد لاحق ليتسنى ترسيخ الاصلاحات الشاملة’.
ميدانيا، تواصلت العمليات العسكرية للقوات النظامية السورية والاشتباكات مع المنشقين في انحاء مختلفة من البلاد الاثنين ما أسفر عن سقوط 16 قتيلا بينهم 13 مدنيا، وثلاثة جنود نظاميين وفقا للمرصد.
الجيش السوري يستخدم السكان كدروع بشرية والمحققون يستمتعون بتعذيب المعتقلين على الاسرة الحديدية المكهربة
الدعم السوري لمهمة عنان فعل ‘مسرحي’ لشراء الوقت للاسد
لندن ـ ‘القدس العربي’: لا يعرف ان كان الدعم الروسي ‘الكامل’ لمهمة عنان سيغير من الوضع على الارض في ظل رفض المعارضة لبنودها، وفي ظل مواصلة الجيش السوري عملياته في مناطق التوتر الساخنة وفي المناطق التي استعادها من سيطرة المقاتلين في حمص وحماة وادلب. فبعد عام من المأساة السورية لا يلوح اي حل في الافق بسبب التعقيدات المحلية والدولية التي اعطت الاسد مساحة للمناورة ومواصلة البقاء في السلطة. ومع ذلك فان التطور المهم هو الاتفاق الامريكي ـ التركي على دعم المقاومة المسلحة باسلحة غير قاتلة.
وقد تتطور هذه المساعدات كما حدث في ليبيا الى توفير اجهزة وارسال خبراء يعملون على الارض من مناطق الحدود مع سورية لتوفير الخبرة والمساعدات للمقاتلين السوريين الذين قال تقرير الاسبوع الماضي قد نفدت خزينتهم من الذخائر والرصاص ويعانون من تشتت قيادي على الرغم من اعلان جيش سورية الحر بقيادة العقيد رياض الاسعد عن توحيد قيادة المقاومة السورية ضد الاسد.
وكانت المقاومة في الاشهر الاولى قد اقتربت من توفير الظروف لانهيار النظام عندما عززت سيطرتها على مناطق في حمص وحماة وادلب ولكن استعادة النظام لها وعدم توفير الدعم الدولي لهم ادى الى خسارتهم لمناطقهم، وجاءت العقوبات يوم الجمعة على عائلة الاسد وزوجته لتشير الى ان الحلول الاوروبية للازمة قد نفدت ولم يعد لدى دول الاتحاد الاوروبي ما تقدمه في محاولاتها اسقاط النظام عبر الحلول الدبلوماسية.
ومن هنا يقل المحللون من فرص نجاح المهمة الدولية التي يقوم بها عنان ومن اهمية الدعم الروسي على الرغم من تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير ميدفيدف بانها ‘الفرصة الاخيرة’ لحل الازمة. وعلق الباحث ايميل هوكايم من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن على الموقف الروسي بانه ‘مسرحي’ يحاول شراء وقت للنظام السوري، وقال ان ‘ الروس وان لم يتدخلوا بشكل مباشر الا انهم فعلوا كل الاشياء لدعم الاسد’.
دروع بشرية
وفي هذا الوقت يقوم الجيش السوري بعمليات واسعة وقالت تقارير انه استخدم في اخرها سكان قرية كدروع بشرية. ونقلت صحيفة ‘اندبندنت’ عن ناشط اسمه غالب من قرية، الجندية من قرى مدينة ادلب، حيث قال انه راقب من مكبره الدبابات السورية وهي تتقدم كي تعيد السيطرة على قرية كان يسيطر عليها الجيش الحر.
ووصف كيف انه شاهد 20 رجلا وامرأة واطفالا تبلغ اعمارهم سبعة اعوام، يسيرون على الشارع ووراءهم كان يمشي جنود مصوبين اسلحتهم، وحيث كانت تلحق بهم دبابات وعربات نقل عسكرية. واخبر غالب الصحيفة قائلا ‘لقد استخدموا الاهالي كجدار’ مضيفا ان ‘هناك بضعة بيوت تحيط بالقرية، حيث قامت القوات النظامية باخراج الرجال والنساء والاطفال وامروهم بالسير في مقدمة القافلة العسكرية التي كانت تتحرك باتجاه القرية. وتضيف شهادة غالب الى شهادات قدمتها منظمة ‘هيومن رايتس ووتش’ التي تحدثت عن اسلوب يستخدمه الجيش من اجل اعادة السيطرة على المدن الثائرة. فقد اخبر احمد احد سكان قرية كفرنبل، المنظمة انه اجبر على السير امام مصفحة لنقل الجنود كان افرادها يفتشون على المقاتلين، واضاف انه كان يمشي معه 8 اطفال، و’كان الجنود يوجهون لنا الشتائم طوال الوقت’.
ولان النظام لا يسمح للصحافيين الاجانب بدخول المناطق الثائرة او تغطية الاحداث من العاصمة فانه من الصعب التأكد من روايات ناشط او ناشطين، لكن اشرطة فيديو، ظهرت على ‘يوتيوب’ تشير الى ان الجيش يستخدم هذا الاسلوب. وعلق احد الباحثين الذي ساعد في اعداد تقرير هيومان رايتس ووتش على الممارسات بانها تعتبر ‘خرقا واضحا للقانون الدولي’.
السرير الحديدي
واضافة الى استخدام الاهالي كدروع بشرية فقد تحدث ناشطون عن ممارسات المحققين في سجن ادلب التي اجبر الجيش السوري، افراد الجيش الحر على الانسحاب منها قبل اسبوعين. ومن الاساليب الفظيعة التي يستخدمها المحققون مع المعتقلين، اسلوب التعذيب على ‘السرير الحديدي’ ويقوم كما وصفه عامل في شركة تلفونات اسمه شادي على ربط المعتقل بأحزمة مثبتة على كل طرف من اطرافه لربط المعتقل من كل اطرافه وشريط جلدي اخر لتثبيت الرأس، ويعرض السجين الممدد على وجهه لتيار كهربائي يسري في كل انحاء جسده، ذلك ان السرير مربوط بمولد كهربائي، ويقول شادي ان كل جلسة تستمر لمدة تتراوح ما بين ثلاث الى اربع ساعات. وتحدث شادي لصحيفة ‘تايمز’ انه تمنى لو قتله المحققون كما قتلوا والده بدلا من تعريضه لهذا الاسلوب من التعذيب.
ويضيف ان المحقق يأمر مساعده بتشغيل المولد وصعق السجين في كل مرة لا تعجبه اجابته. ويتحدث عن الالم الذي لا يمكن تحمله حيث تستمر الصعقة احيانا نصف دقيقة. واضاف شادي الذي استطاع الفرار الى تركيا انه كان يشعر بان عينيه ستخرجان من محجريهما، وانه كان يشعر وكأن السرير سينقلب رأسا على عقب. وفي مرة كان الاسلوب يستخدم، هذا كان المحققون يضحكون حيث كانوا يستمتعون باستخدامه. وتقول الصحيفة ان شهادة شادي الذي قضى 46 يوما في سجن شمال ادلب هي واحدة من عدد من الشهادات التي جمعتها من ناجين من التعذيب هربوا الى تركيا وتلقي ضوءا على التعذيب المنظم القائم على اساليب مفرطة يهدف لاحداث اكبر قدر من الالم للمعتقلين واهانتهم. ويصف المعتقلون السابقون نظام تعذيب ممأسس في سجون المخابرات يقوم به محققون تابعون لكل الاجهزة الامنية من الاستخبارات العسكرية الى مديرية المخابرات العامة التي يترأسها عبدالفتاح قدسية. ويقول ناجون ان بعض السجناء يتم لي ظهورهم للخلف، وبعضهم تعرضوا لقرص على وجوههم باستخدام زردية، وكل من التقت بهم الصحيفة مروا بتجربة ‘الشبح’ من ايديهم ولساعات والتي كانت ترافق بضرب بجلد بالعصي والانابيب البلاستيكية.
وقدم الشهود وصفا مفصلا للمعتقلين الذين ماتوا في الزنازين بسبب التعذيب المفرط. ونقلت عن معتقل سابق اسمه ماجد في دائرة المخابرات العسكرية وصفه للزنازين المزدحمة وموت محمد الحسن الذي مات بعد ان ادخل المحققون في مؤخرته انبوب ضغط هواء. ويقول ماجد ان محمد اشتكى اليه من التعذيب مرتين وفي المرة الثالثة احضروه فاقدا للوعي، حيث مات بعدها. ويضيف ماهر علوش وهو سجين اخر، ان التعذيب كان روتينيا ومستمرا ليلا ونهارا، حيث قال ‘كنا نسمع الصراخ مدة 20 ساعة ونحن ننتظر في زنازين مكتظة دورنا’، ويقول انه كان يوجد في الزنزانة الواحدة ما بين 300 ـ 400 سجين، ولم يقل ما هو حجم الزنزانة التي تتسع لهذا العدد الكبير. وعندما كان يأتي الدور على واحد منهم كان يطلب منه ان يواجه الجدار حيث توضع على وجهه عصابة ويقيد من يديه ورجليه ويجر الى غرفة التعذيب، ويقوم الجلادون بتعليقه من يديه المقيدتين من السقف وبعدها تبدأ حفلة التعذيب. كل هذه القصص والتعذيب مستمر في السجون على الرغم من موافقة النظام السوري على خطة عنان التي تقضي بالافراج عن المعتقلين السياسيين، وانهاء المظاهر المسلحة من الشوارع والبدء باصلاحات سياسية وحوار مع المعارضة.
وجاء الدعم الروسي ليعجل من المحاولات لكن النظام المعروف بتراجعه عن وعوده قد لا يتوقف عن عملياته، التعذيب والقصف. وكانت امنستي انترناشونال قد دعت الجمعة الى محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات والتعذيب المنظم والتي تصل الى جرائم حرب، وحتى الان لم تتلق المنظمة الدولية ردا من الامم المتحدة التي رفضت حتى الآن تحويل ملف التعذيب في سورية لمحكمة جرائم الحرب الدولية.
وتشير الصحيفة الى ان التعذيب في سجون سورية لا يهدف الى الحصول على المعلومات اكثر مما يهدف الى كسر ارادة المعتقلين ومعاقبتهم واهانتهم والاسوأ من كل هذا ان المحققين يستمتعون به.
نفت الوكالة الوطنية للأنباء المعلومات، التي بدأ تداولها منذ صباح اليوم، عن «توغل للقوات السورية في منطقة مشاريع القاع واشتباكها مع معارضين سوريين»، مؤكدةً أن فوج الحدود البرية، التابع للجيش اللبناني، ينفذ انتشاراً واسعاً على طول الحدود مع سوريا.
وأشار مندوب الوكالة في منطقة القاع إلى إصابة مواطن لبناني برصاص طائش من الجهة السورية من الحدود، نتيجة الاشتباكات التي تدور في الجانب السوري.
وفي وقت سابق من اليوم، أفاد مسؤول محلي عن توغل قوات نظامية سورية في منطقة مشاريع القاع بينما كانت اشتباكات عنيفة تجري في الجانب السوري من الحدود، موضحاً أن «جنوداً سوريين توغلوا داخل الأراضي اللبنانية ودخلوا منزلاً قريباً جداً من الحدود كان قد أُصيب قبل وقت قصير بثلاث قذائف مصدرها الجانب السوري».
وجاء ذلك بعدما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان عن «اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية السورية ومجموعة مسلحة منشقة على الحدود السورية اللبنانية في منطقة مشاريع القاع تستخدم خلالها القوات النظامية الرشاشات الثقيلة».
(أ ف ب، يو بي آي، وطنية)
دمشق لأنان: لا تسوية مع خطوط تماس
سعى الموفد الدولي _ العربي كوفي أنان، في تحرّكه غداة صدور البيان الرئاسي عن مجلس الأمن، إلى أوسع تأييد لخطته لحلّ الأزمة السورية. الجميع من حوله مؤيدون لها. بعد سوريا، قطر وتركيا وروسيا والصين. يؤيدها النظام ويرى فيها، خلافاً للآخرين، مكسبين وعقبتين
نقولا ناصيف
أرضى البيان الرئاسي لمجلس الأمن النظام السوري ولم يُرضِ المجلس الوطني الذي تحفّظ عنه، وعدّه فرصة إضافية للرئيس بشّار الأسد. رحّبت دمشق بالبيان وبآلية التسوية التي تعد بها مبادرة الموفد الدولي _ العربي إلى سوريا كوفي أنان، بعدما حظي بدعم المجتمع الدولي. والذين تسنّى لهم، في عطلة نهاية الأسبوع، الاجتماع بمسؤولين سوريين كبار لمسوا حدود الترحيب بالبيان الرئاسي، وكذلك مقدار التنسيق بين دمشق وموسكو حيال مضمونه، وضرورة المساعدة على إنجاح تلك الآلية. إلا أن مقاربة القيادة السورية مبادرة أنان تتخطى تأييد مبادئها العامة، كي تنظر بحذر إلى الآلية والإجراءات المحيطة بتطبيقها.
وهو مغزى الاعتقاد بأن الشياطين هم الذين يقيمون في تفاصيل غامضة عندما يحين أوان وقف النار، ثم طاولة الحوار الوطني.
وتدرج دمشق موقفها من مبادرة أنان، قبل استكماله تحرّكه لدى روسيا والصين ومباشرة تطبيق خطته، في معطيات تعكس إجابتها المباشرة عنها، كالآتي:
1 _ لا تمر مبادرة أنان إلا من خلال «الدولة السورية» التي تمثّل عموداً فقرياً لتطبيق بنود التسوية، بدءاً بوقف النار وفرض الهدوء، مروراً بوصول المساعدات الإنسانية، وانتهاءً بطاولة الحوار السياسي. من دون موافقة النظام على آلية تطبيق هذه البنود، ومن دون مراعاة مقتضيات ما يصفه النظام بقواعد السيادة، لن يُكتب لأي منها الحياة.
يذهب النظام إلى أبعد من ذلك _ وهو يؤكد موافقته على التسوية وينتظر اقتراحات آليتها _ بتأكيده أن الحوار السياسي لمستقبل سوريا يجري في كنف «الدولة السورية».
2 _ تنظر دمشق بكثير من الارتياح والثقة إلى تجاوز البيان الرئاسي ما ألحّت عليه الجامعة العربية وفرنسا والولايات المتحدة وتركيا، وهو تنحّي الرئيس السوري وتأمين انتقال فوري للسلطة كي تعقد التسوية بمعزل عنه. وينطوي هذا الارتياح على فتح أبواب الحوار مجدّداً مع النظام والتسليم بمرجعيته. بيد أن القيادة السورية، تبعاً لما يُعبّر عنه المسؤولون أمام زوّارهم، لم ينظروا مرة إلى هذا الطلب على أنه هاجس أو مبعث قلق، ولم يتوهّموا بأن في وسع أي فريق داخلي أو خارجي، في ظلّ الظروف الدولية، إرغام الأسد على الاعتزال.
يصحّ ذلك على المعارضة السورية، كما على المواقف الغزيرة لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ونظيرها الفرنسي آلان جوبيه والمبادرة الثانية للجامعة العربية في 22 كانون الثاني، وفي مواقف المسؤولين القطريين والسعوديين والأتراك. لم تعلّق مرة على أي من تصريحات هؤلاء، ولا اعتبرت نفسها معنية بالدخول في جدل معهم حيال تنحّي الأسد. وتعتقد _ في معرض دفاعها عن وجهة نظرها _ بأن الدستور الجديد يرعى آلية انتقال السلطة أو تداولها. تدرك أيضاً ما أضحى حجّة صلبة لموسكو، وهو أن مسّ رأس النظام يؤول إلى الفوضى في البلاد.
في نظر النظام، يمثّل الرئيس وحدة الجيش وتماسكه ووحدة الدولة. واقترن الموقف السوري بآخر روسي وصيني مشابه، هو رفض أي تدخّل عسكري خارجي لفرض التنحّي على الأسد، أو إسقاطه بالقوة، أو تسليح المعارضة حتى.
في حصيلة متدرّجة للمواقف الدولية منذ سقط التصويت على قرار مجلس الأمن في 4 شباط، صُرف النظر عن تهديد الأسد لحمله على التنحّي، وإن لا يزال بعض العرب والغرب يتحدّث عن أيام معدودة للنظام وليس للأسد فحسب. وذهب الجميع إلى تسوية سياسية في ظلّه. ثبّت ذلك اجتماع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بالوزراء العرب أعضاء اللجنة المكلفة الملف السوري في 10 آذار، ثم تعيين أنان، ثم الآلية التي اقترحها ووافق عليها مجلس الأمن الأربعاء الفائت.
3 _ تعتقد دمشق بأن المكسب الفعلي الذي حصلت عليه من البيان الرئاسي هو اعترافه بالعنف المزدوج الذي يرافق الأزمة السورية، وتخطّي الفكرة التي تسلّح بها العرب والغرب حتى زيارة لافروف للقاهرة، وهي أن العنف أحادي وعشوائي ويمارسه النظام فقط. أما المسلحون الآخرون فيترجّح الموقف منهم بين إنكار وجودهم وتبرير تسلّحهم دفاعاً عن النفس. إلا أن البيان الرئاسي أقرّ بوجود فريق آخر يمارس العنف، وبحصول مواجهة بين طرفين مسلحين عندما ناشدهما وقف القتل. ومع أن البيان لا يتحدّث عن هوية الفريق الآخر المسلّح، الموزّع على سلفيين وإخوان مسلمين ومنشقين، إلا أن اعترافه بوجودهم ضَاعَفَ مضي النظام في حسم عسكري ضدهم في حمص وإدلب ودير الزور لإلغاء المناطق العازلة أو شبه العازلة.
وتدين دمشق بدعم وجهة نظرها لروسيا والصين، فدفعا مجلس الأمن في وجهة معاكسة لخطة الجامعة العربية التي أصرّت، بلا تردّد، على عنف أحادي، وتجاهلت تقرير رئيس فريق المراقبين العرب محمد أحمد مصطفى الدابي، ثم ألغت مهمة الفريق نهائياً بالتزامن مع مبادرة 22 كانون الثاني بدعوة الأسد إلى التنحّي والانتقال بملف سوريا من الجامعة إلى مجلس الأمن. سرعان ما تقاطع حذر واشنطن مع وجهة النظر الروسية بتحفظهما عن تسليح المعارضة، وخشية الأميركيين من اختراق تنظيم «القاعدة» المعارضة السورية، والخوف من انتقال تسليحها إلى التنظيم الإرهابي.
4 _ ترى دمشق أن أنان مدرك تماماً أن أكثر من صعوبة تحوط مهمته لإحلال تسوية سياسية، أبرزها اثنتان: إحداهما من فوق تتصل بطاولة الحوار السياسي، وأخرى من تحت تتصل بوقف العنف في الشارع.
تكمن العقبة الأولى في تحديد الطرف المقابل للنظام إلى طاولة الحوار في ظلّ تعدّد أفرقاء المعارضة في الداخل والخارج، وفي ظلّ فريق آخر من المعارضة هم المسلحون تمثلهم التنظيمات السلفية والجيش السوري الحرّ والإخوان المسلمون (المنخرطون في المجلس الوطني)، فضلاً عن تباعد بين الجيش السوري الحرّ والمجلس الوطني حمل كلاً منهما على إطلاق بنية عسكرية كالمكتب العسكري للمجلس الوطني والمجلس العسكري للجيش السوري الحرّ الموزّع بدوره بين العقيد رياض الأسعد والعميد مصطفى الشيخ.
بذلك لا يسع الحوار السياسي استثناء المعارضة المسلحة غير الممثلة في المجلس الوطني، ومن دون أن تفصح هذه بعد عن مرجعيتها، ولا يعرف أنان، حتى الآن على الأقل، مَن يحاور فيها. على نحو كهذا، يمسي الحوار الداخلي بين طرف معلوم هو النظام، وآخر غامض نصفه سرّي والنصف الآخر يتباين بعضه مع البعض الآخر.
أما العقبة الأخرى، فتتمثل بدورها في الإجراءات الميدانية لوقف النار وسحب المسلحين والجيش وإيصال المساعدات الإنسانية إلى السكان. وبحسب القيادة السورية، تكمن هذه العقبة في الآلية التي سيقرّرها أنان ومعاونوه لوضع ترتيبات وقف النار ونشر مراقبين دوليين وسحب المسلحين.
بيد أن موقف دمشق لا يكتفي بالتفرّج على طريقة إخراج أنان الإجراءات الميدانية وسبل تفاوضه مع المسلحين لوقف النار والانسحاب، بل يتركز خصوصاً على مسألة بالغة الدقة تضعها القيادة السورية في رأس سلم إعادة الحياة الطبيعية إلى البلاد، وهي رفضها تثبيت خطوط التماس في المدن والقرى بين الجيش السوري والمسلحين، أو بينه وبين المنشقين، ونشر مراقبين دوليين عند خطوط تماس تكرّس وجود أمر واقع يسبق الجلوس إلى الطاولة.
أبلغت دمشق إلى المعنيين المباشرين بالتسوية أنها لن توافق على إجراءات تستعيد خطوط التماس التي خبرتها الحرب اللبنانية عندما كرّست مواقع الطرفين المتنازعين وجهاً لوجه، وفتحت الباب على حرب أهلية.
أبلغت إليهم أيضاً:
وقف النار لا يعني رسم خطوط تماس داخل سوريا، بل اختفاء المسلحين تماماً من الطرق، وكذلك أسلحتهم وكل نشاط مسلح غير شرعي، وإعادة وصل المناطق بعضها ببعض من أجل تبرير انسحاب الجيش إلى ثكنه.
ليست مهمة المراقبين الدوليين مراقبة وقف النار وعودة الهدوء والسهر على خطوط التماس، ولا الفصل بين طرفي النزاع، بل أن يكونوا شهوداً على استعادة الحياة الطبيعية في البلاد، واحترام الأطراف جميعاً هذا البند الرئيسي في مبادرة أنان.
تشيكيا تقدم مساعدة للاجئين السوريين بقيمة 120 ألف يورو
أ. ف. ب.
براغ: أعلنت وزارة الخارجية التشيكية الثلاثاء عن تقديم مساعدة بقيمة 120 الف يورو للاجئين السوريين ضحايا اعمال العنف.
وقالت الوزارة في بيان “سترسل هذه المساعدة للاشخاص الذين يفرون من سوريا هربا من اعمال العنف الى دول مجاورة خصوصا الاردن وتركيا ولبنان”.
وستتم العملية في اطار خطة للمساعدة الانسانية اعلنتها مؤخرا المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة بحسب الوزارة التشيكية. وترمي خطة المفوضية الى دعم حوالى 100 الف لاجىء سوري خلال الاشهر الستة المقبلة. وبحسب حصيلة جديدة نشرتها الامم المتحدة الثلاثاء، قتل اكثر من تسعة الاف شخص منذ اندلاع حركة الاحتجاج ضد نظام الرئيس بشار الاسد في اذار/مارس 2011.
الغرب يتلقى بحذر إعلان دمشق موافقتها على خطة انان
أ. ف. ب.
نيويورك: تلقت الدول الغربية في مجلس الامن الثلاثاء بشيء من الحذر اعلان السلطات السورية موافقتها على خطة الموفد الاممي والعربي كوفي انان لحل الازمة في سوريا.
وقال السفير الالماني لدى الامم المتحدة بيتر فيتيغ في تصريح صحافي “قد تكون خطوة اولى في الطريق الصحيح، الا ان الحذر واجب”، مضيفا “لقد واجهت سوريا في السابق مشاكل على صعيد المصداقية”.
وذكر السفير الالماني ان مجلس الامن اصدر بيانا الاسبوع الماضي دعا فيه سوريا الى وضع حد لاعمال العنف واستخدام الاسلحة الثقيلة. واضاف “لم نر شيئا من هذا على الارض”، معتبرا ان الاجراءات التي سيتخذها المسؤولون السوريون ستشكل “اختبارا حاسما” لنواياهم.
من جهته، قال السفير الفرنسي جيرار ارو ساخرا “لا نعرف الطعام اذا كان جيدا الا بعد ان نتذوقه”، مضيفا انه ينتظر الخطوات التي ستقوم بها السلطات السورية لاتخاذ موقف.
وقال السفير المغربي محمد لوليشكي انه لا يريد ان يكون “مشككا”، الا انه يبقى حذرا ازاء الخطوة السورية. واضاف “اكتفي بما قاله انان. لقد تلقى جوابا ايجابيا وآمل ان يكون ذلك بداية دينامية جديدة تحمل اخبارا طيبة الى مجلس الامن”.
وبعد ساعات على اعلان كوفي انان موافقة السلطات السورية على خطته، اعلن الموفد الاميركي الخاص الى الشرق الاوسط روبير سري ان عدد القتلى في سوريا زاد عن تسعة الاف خلال سنة ونيف.
بدورها، وصفت الولايات المتحدة الثلاثاء موافقة السلطات السورية على خطة الموفد الدولي والعربي كوفي انان لتسوية الازمة في سوريا ب”الخطوة المهمة”.
الا ان المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند اوضحت انه يبقى من الضروري الانتظار لنرى “الافعال” التي ستقوم بها السلطات السورية للحكم على رغبتها الفعلية بتطبيق خطة انان.
الرئيس السوري يتفقد حي بابا عمرو في حمص
أ. ف. ب.
دمشق: ذكر التلفزيون السوري الرسمي الثلاثاء ان الرئيس السوري بشار الأسد يزور حي بابا عمرو في حمص (وسط) الذي شهد أحداثًا دامية تسببت بسقوط مئات القتلى. وقال التلفزيون إن الرئيس السوري “تفقد منطقة بابا عمرو بحمص”، مشيرا الى انه سيوافي المشاهدين “بصور جولة الرئيس حال ورودها”.
كما ذكر التلفزيون ان الرئيس تفقد خلال جولته “احوال حماة الديار”، وهي التسمية التي تطلق في سوريا على الجيش. وكان الجيش السوري سيطر على حي بابا عمرو بعد اسابيع من تعرضه لحملة قصف متواصل ونزوح غالبية سكانه وانسحاب الجيش السوري الحر منه.
وفي 22 شباط/فبراير، قتلت الصحافية الاميركية ماري كولفن التي كانت تعمل في صحيفة “صانداي تايمز” البريطانية، والمصور الفرنسي ريمي اوشليك الذي كان يعمل في وكالة “اي بي 3″، في قصف طال منزلا حوله ناشطون الى مركز اعلامي في بابا عمرو.
كما جرحت في القصف الصحافية الفرنسية اديت بوفييه والمصور الفرنسي بول كونروي اللذين تمكنا مع صحافيين اجنبيين آخرين من الخروج بمساعدة منشقين، من الحي والتسلل الى لبنان قبل وقت قصير من دخول القوات النظامية الحي.
وفاوض الصليب الاحمر الدولي على مدى ايام طويلة قبل ان يسمح لبعثة من الهلال الاحمر السوري رافقتها مسؤولة العمليات الانسانية في الامم المتحدة فاليري آموس، بدخول الحي وحمل المساعدات الى السكان. ولا تزال بعض الاحياء في مدينة حمص، لا سيما في حمص القديمة، تتعرض لقصف، او تشهد اشتباكات بين قوات النظام ومنشقين.
من جانبه، اعتبر الرئيس الروسي ديميتري مدفيديف الثلاثاء ان فكرة رحيل الرئيس السوري “قصيرة النظر” ولا تؤدي الى حل الازمة السورية. وقال مدفيديف في سيول لوكالات الانباء الروسية “الاعتقاد بان رحيل الاسد يعني حل كل المشاكل هو موقف قصير النظر، كل العالم يدرك انه في تلك الحالة يمكن ان يستمر النزاع”.
إلى ذلك وعلى الصعيد الدبلوماسي، أعلن متحدث باسم مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا الثلاثاء ان الحكومة السوية وافقت على خطة كوفي انان، موضحا ان انان اعتبر ذلك “مرحلة اولية مهمة” لوضع حد لاعمال العنف.
وقال المتحدث احمد فوزي في تصريح خطي ان “الحكومة السورية كتبت لانان لتبلغه موافقتها على خطته المؤلفة من ست نقاط والتي وافق عليها مجلس الامن الدولي”. واضاف ان “انان كتب الى الرئيس الاسد ليدعوه الى ان تطبق الحكومة السورية الى تنفيذ تعهداتها فورا”.
وتابع ان انان يعتبر قرار دمشق “مرحلة اولية مهمة يمكن ان توقف العنف واراقة الدماء”. كما ستسمح بمعالجة “معاناة” الناس و”توجد مناخا ملائما لحوار سياسي يلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري”.
وأكد موفد الامم المتحدة والجامعة العربية لسوريا خلال لقاء مع رئيس الوزراء الصيني وين جياباو الثلاثاء في بكين انه “يحتاج الى مساعدة” الصين لتسوية الأزمة في سوريا. وقال انان “لا استطيع القيام بهذا العمل بمفردي، احتاج الى مساعدة ودعم، ومساندة ونصائح دول مثل دولتكم لذلك انا موجود هنا”.
من جهته قال رئيس الوزراء الصيني ان بيان الامم المتحدة الذي يدعو الى انهاء العنف ووافقت عليه موسكو وبكين يعكس “المستوى العالي للقلق والتوافق المهم الذي توصلت اليه الاسرة الدولية بشأن المسألة السورية”.
وقد دعت الصين الثلاثاء “جميع الاطراف في سوريا” الى المشاركة في جهود الوساطة التي يقوم بها انان الذي وصل الى بكين بعد ان حصل على دعم موسكو حول خطته بشان سوريا.
وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي في لقاء صحافي “نامل ان يتمكن جميع الاطراف في سوريا من المشاركة في جهود الوساطة التي يقوم بها انان من اجل توفير الشروط لتسوية سياسية للوضع في سوريا”.
وتنص خطة انان خصوصا على وقف العنف من قبل كل الاطراف وايصال المساعدات الانسانية والافراج عن كل الاشخاص المعتقلين تعسفيا. وكانت الصين وروسيا تعرضتا لانتقادات دولية شديدة اثر عرقلتهما مشروعي قرار في مجلس الامن الدولي يدينان القمع في سوريا.
وفي تصريحه الصحافي المعتاد الثلاثاء قال هونغ ان الصين “ترغب في العمل مع المجموعة الدولية للعب دور بناء وفاعل من اجل تسوية سلمية ومناسبة للمسالة السورية”.
فصائل المعارضة تعمل على بناء جبهة موحدة ضد نظام الأسد
الوطني السوري يواجه خطر التهميش والتفكك تحت وطأة انقساماته
عبدالاله مجيد من لندن
تستمر فصائل المعارضة السورية المنضوية تحت لواء المجلس الوطني السوري بالقيام بمحاولات لبناء جبهة موحدة في مواجهة نظام الرئيس بشار الأسد، وذلك من خلال اجتماع يستمر على مدى يومين في اسطنبول. إلا أن مظاهر التفكك لا تزال هي الطاغية على المجلس حتى الآن.
لندن: بدأت فصائل المعارضة السورية المنضوية تحت لواء المجلس الوطني السوري يوم الاثنين اجتماعاً في اسطنبول يستمر يومين، في محاولة لبناء جبهة موحدة والاتفاق على استراتيجية مشتركة ضد نظام الرئيس بشار الأسد وتحشيد الدعم الدولي قبل مؤتمر “اصدقاء سوريا”، المقرر عقده في مطلع الشهر القادم.
6ويأتي الاجتماع في وقت هزت المجلس الوطني السوري انشقاقات وصراعات داخلية سلَّمت زمام المبادرة الى المجموعات المسلحة والمجالس الثورية في الداخل.
وتمتد خطوط الانقسام بين معارضة الخارج، والناشطين الذين يواجهون آلة النظام القمعية في الداخل، وبين الليبراليين العلمانيين والاسلاميين، تعبيراً عن تركيبة المجتمع السوري بتنوع مكوناته المذهبية والقومية في موزائيك متشابك الى حد ما.
ونقلت صحيفة كريستيان ساينس مونتر عن الباحث اندرو تابلر الذي اصدر كتاباً جديداً عن سوريا في عهد بشار الأسد “أن المعارضة السورية عموماً، بسبب طبيعة البلد المتنوعة طائفياً، لا تميل الى الالتحام بسهولة كما في بلدان أخرى هويتها اكثر تجانساً”.
ويرى مراقبون أن المعارضة السورية الموحدة لا يمكن أن تتوقع التزاماً غربياً بقضيتها بمستوى التزامه تجاه الثوار الليبيين الذين كانوا حسني التمويل والتجهيز نظراً للتعقيدات المرتبطة بالتدخل الخارجي في سوريا.
ولكن توحيد المعارضة، سيكون له تأثير في الداخل بتشجيع قطاع واسع من السوريين الذين لا يؤيدون نظام الأسد لكنهم يخشون أن يكون البديل اسوأ منه. وبتقديم برنامج سياسي واضح يتضمن تعهداً بضمان الحريات وحماية الأقليات، يمكن للمعارضة الموحدة أن تسهم في تغيير ميزان القوى في الداخل لغير صالح النظام.
ونقلت صحيفة كريستيان ساينس مونتر عن اسامة منجد، مستشار الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري، “أن الأغلبية الصامتة سوف تتشجع عندما يلوح لها أمل بمستقبل أفضل وترى مبادرات ملموسة ستعيد بناء سوريا وتقيم دولة مدنية ديموقراطية يُعامل فيها الجميع بكرامة ويتمتعون بحياة حرة مزدهرة”. ودعا منجد الى العمل على الوصول الى هذا القطاع الواسع من السوريين لنيل تأييدهم، “حتى إذا ارادوا البقاء في بيوتهم”.
ويجمع المجلس الوطني السوري الذي أُنشئ في آب (اغسطس) 2011 غالبية فصائل المعارضة التقليدية وتنظيمات جديدة ظهرت في أعقاب الانتفاضة.
وسعى المجلس الذي يقوده معارضون مخضرمون يقيمون في الخارج، الى تعبئة تأييد الغرب وأسهم في اقناع الأمم المتحدة والاتحاد الاوروبي بفرض عقوبات على نظام الأسد. ولكن زخمه تعثر منذ ذلك الوقت وسط تفاقم العنف في سوريا والتجاذبات الداخلية والتردد الدولي بشأن التدخل. وأتاح هذا الوضع للجيش السوري الحر أن يزداد نفوذاً على حساب المعارضة السياسية، بحسب كريستيان ساينس مونتر، لافتة الى أن المجلس الوطني السوري حاول التنسيق مع الجيش السوري الحر من خلال تشكيل مجلس عسكري ولكن المعارضة المسلحة لم تبدِ حتى الآن رغبة تُذكر للتعامل مع المجلس.
ويتهم الكثير من الناشطين المعارضين في الداخل المجلس الوطني السوري بالانقطاع عن الواقع على الأرض، وبأنه اطار لا اسنان له في مواجهة القوة الغاشمة للنظام السوري الذي يريد سحق الانتفاضة.
وقال الناشط احمد الذي يقيم مختفياً في شمال لبنان إن المجلس الوطني السوري “مضيعة للوقت، فهم ينتقلون من عاصمة الى عاصمة، متماحكين في ما بينهم وليست لديهم مصداقية نهائياً داخل سوريا”. واضاف في حديث لمراسل كريستيان ساينس مونتر في لبنان “نحن الذين ندير الثورة ولن نسمح للمجلس الوطني السوري بتنحيتنا جانباً وأخذ السلطة بعد رحيل الأسد”.
ويردد احمد شكاوى ناشطين آخرين من غياب الشفافية داخل المجلس الوطني السوري وخاصة ما يتعلق باستخدام الموارد المالية للمجلس.
في غضون ذلك، اعلنت خمس مجموعات معارضة إقامة ائتلاف جديد يعمل بصورة مستقلة عن المجلس الوطني السوري. ويضم التحالف الجديد الحركة الوطنية للتغيير ذات التوجه الليبرالي والحركة من أجل الوطن (اسلامية)، وكتلة التحرير والبناء والكتلة الوطنية التركمانية والحركة من أجل حياة جديدة (كردية).
وقال زعيم الحركة من أجل الوطن امام الدين الرشيد: “إننا ننظر الى المجلس الوطني السوري على أنه اطار موقت سيختفي بمرور الوقت، في حين ان ائتلافنا كيان أطول امداً سيكون موجوداً بعد التحرير”.
وكان تشكيل ائتلاف جديد للمعارضة السورية أحدث ضربة توجهت الى موقع المجلس الوطني السوري وسمعته، بعد استقالة ثلاث شخصيات معروفة من المجلس بينها هيثم المالح، عضو المكتب التنفيذي، وهو مناضل قديم أمضى سنوات في سجون النظام السوري، والمحامي كامل اللبواني الذي أُفرج عنه في كانون الأول (ديسمبر) بعد أن أمضى سبع سنوات وراء القضبان في سوريا.
واتهم اللبواني اسلاميين “منظَّمين تنظيماً حسناً وممولين اساساً من الخارج” بخطف المجلس الوطني السوري. وكتب اللبواني على موقع “منتدى فكرة” الالكتروني، أن الاسلاميين “شلوا الوجه الليبرالي للمجلس الوطني السوري واخرجوه من المعادلة”.
واقترن تطور الانتفاضة السورية من احتجاجات سلمية الى حركة مسلحة بصعود التيار الاسلامي، كما يتبدى في الأسماء التي اختارتها مجموعات مسلحة لنفسها والبيانات الزاخرة بالخطابية الاسلامية. ومن بين الفصائل التي انضمت مؤخراً الى الجيش السوري الحر كتيبة “الله اكبر” التي اعلنت الجهاد ضد النظام السوري.
واندلعت اشتباكات ذات بعد طائفي بين مقاتلين من المعارضة السنية في الغالب وأفراد من الأقلية العلوية. كما أعرب تنظيم القاعدة عن دعمه للثوار السوريين وأعلنت جماعة لم يُسمع عنها من قبل اسمها جبهة النصرة مسؤوليتها عن تفجيرات دمشق في 17 آذار (مارس) التي اوقعت 27 قتيلاً.
واصاب هذا المنحى الاسلامي المتطرف في توجه المعارضة السورية شخصيات علمانية معارضة بخيبة أمل، وأثار قلق الغرب، الأمر الذي دفع الاسلاميين السوريين في صفوف المعارضة الى التسابق في ما بينهم على طمأنة المتوجسين. وقال المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين، وعضو المجلس الوطني السوري محمد رياض الشقفة إن النظام يحاول أن يوحي بأن جماعة الاخوان المسلمين تحاول السيطرة على سوريا بمفردها مؤكداً أن الجماعة تريد سوريا ديموقراطية ولا تريد السيطرة على البلد بمفردها.
ولدى فصائل المعارضة السورية الآن فرصة لحل خلافاتها في اسطنبول وتشكيل جبهة موحدة قبل مؤتمر اصدقاء سوريا المقرر عقده في 2 نيسان (ابريل) في المدينة نفسها.
واتفقت الولايات المتحدة وتركيا، على اغتنام مناسبة المؤتمر من أجل نيل تأييد المشاركين لتقديم مساعدات غير فتاكة الى المعارضة مثل الامدادات الطبية ومعدات الاتصال. كما سيجدد المؤتمر دعمه لخطة السلام ذات النقاط الخمس التي كُلف المبعوث الدولي كوفي انان بمحاولة تنفيذها. وحذر الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف من أن خطة انان تمثل الفرصة الأخيرة لتفادي انزلاق سوريا الى حرب اهلية.
ولكن فصائل المعارضة السورية تواجه خطر تهميشها في مؤتمر اصدقاء سوريا إذا لم تتمكن من التوصل الى اتفاق خلال الأيام القليلة المقبلة، الأمر الذي يبدو مستبعداً إزاء الخلافات المستحكمة داخلها، بحسب صحيفة كريستيان ساينس مونتر. وفي هذا الشأن، قال الباحث اندرو تابلر إن مؤتمر اصدقاء سوريا “فرصة امام المجلس الوطني السوري لتأكيد حضوره. وحتى الآن لا أرى ذلك بل أرى تفكك المجلس الى اطراف مختلفة”.
سوريا ترد على أنان.. وتركيا تغلق سفارتها وتدعو المعارضة للوحدة
أوباما وميدفيديف مع قيام حكومة شرعية في سوريا * مقتل مسؤول استخباراتي رفيع.. والجيش الحر يتبنى * «إخوان الغرب»: لم نفاجأ بوثيقة «إخوان سوريا»
إسطنبول: ثائر عباس واشنطن: هبة القدسي لندن: محمد الشافعي
بيروت: كارولين عاكوم وبولا أسطيح أعلنت وزارة الخارجية التركية أمس إغلاق سفارة بلادها في العاصمة السورية دمشق (مؤقتا)، وسحب سفيرها من هناك، في خطوة تصعيدية جديدة, فيما دعت أنقرة أطياف المعارضة السورية المجتمعة على أراضيها, إلى التوحد والتوجه إلى مؤتمر أصدقاء سوريا الذي تستضيفه بخطة عمل مشتركة. وتجيء هذه الخطوة فيما قال أحمد فوزي المتحدث باسم مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان «إن الحكومة السورية أجابت رسميا على المقترحات التي قدمها أنان في خطته التي تحتوي على 6 نقاط وساندها مجلس الأمن الدولي».
وخلال لقاء الرئيسين الأميركي باراك أوباما ونظيره الروسي ديمتري ميدفيديف على هامش قمة الأمن النووي في سيول أمس، اتفق الطرفان على دعم خطة أنان وانبثاق حكومة «مشروعة» في البلاد.
وفي سياق ذي صلة، لقي بيان الإخوان المسلمين في سوريا، الذي صدر في إسطنبول أول من أمس، ترحيبا دوليا واسعا، وخاصة بعد أن تعهد إخوان سوريا فيه بإقامة دولة ديمقراطية مدنية تعددية بعد رحيل الرئيس السوري بشار الأسد واحترام حقوق الإنسان والحريات.
ميدانيا، أكد ضابط قيادي في «الجيش السوري الحر» لـ«الشرق الأوسط» أن مجموعة متخصصة في عمليات الاغتيال في دمشق استهدفت في كمين ليل أول من أمس رئيس فرع الاستخبارات الجوية في مطار دمشق العقيد إياد مندو، مشيرا إلى أن المجموعة ترصدت العقيد لحظة خروجه من المطار واغتالته في منطقة الغزلانية.
الى ذلك شهدت مدينة الزبداني حالة استنفار أمني فيما تعرضت 5 أحياء في حمص للقصف.
حمص تحت النار.. وقصف عنيف على الحدود التركية وريف حماه
تبادل لإطلاق النار بين أفراد وحدة عسكرية في الزبداني
بيروت: بولا أسطيح لندن: «الشرق الأوسط»
لليوم السابع على التوالي، تعرضت مختلف أحياء مدينة حمص لقصف عنيف قضى على ما تبقى من أبنيتها، بالتزامن مع حديث الناشطين عن محاولة قوات النظام اقتحام حي الخالدية.. فيما شهدت مدينة الزبداني تبادلا لإطلاق الرصاص بإحدى الوحدات العسكرية النظامية. وشهدت مدينة الزبداني حالة استنفار أمني وتأهب كامل لدى جميع الحواجز المنتشرة في المدينة، ترافق مع تحرك دبابات وناقلات جند وسط إطلاق نار كثيف وعشوائي، وذلك بعد ليلة شهدت إطلاق نار وتصعيد غير مسبوق من الحواجز العسكرية بعد وصول خبر انشقاق ضابط و3 عناصر.
وقال ناشطون في الزبداني إن العميد علي جمول قائد العمليات العسكرية الميدانية في منطقة مضايا، أصدر أمرا بإعدام جندي بالميدان في الزبداني لرفضه إطلاق النار على منازل المدنيين.. فقام أحد الجنود بالرد على قتل رفيقه، بتوجيه النار إلى العميد و3 من مرافقيه وقتلهم على الفور.
من جهتها، أفادت الهيئة العامة للثورة في سوريا أن أكثر من 60 شخصا قتلوا يوم أمس برصاص القوات الموالية للنظام أغلبهم في حمص وإدلب، في وقت تعرضت بلدات كفر زيتا وكرناز وقلعة المضيق بريف حماه وبلدة إعزاز بريف حلب للقصف المدفعي أيضا. وتحدث ناشطون عن حملة اقتحامات وعمليات دهم واعتقالات شنتها قوات الأمن في بلدات في إدلب ودرعا ودير الزور وحي القابون في العاصمة دمشق.
وبث ناشطون على الإنترنت صورا تظهر تعرض حي الخالدية بمدينة حمص منذ صباح يوم أمس لقصف عنيف لليوم السابع على التوالي، حيث أشار نشطاء إلى إطلاق نار وقصف عشوائي على المنازل عند مدخل الحي على طريق حماه، وقالت لجان التنسيق المحلية إن قوات النظام تحاول اقتحام الحي المكتظ بالسكان.
كما أشار ناشطون إلى أن القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد قصفت كذلك أحياء حمص القديمة (باب هود وباب الدريب والصفصافة) والحميدية بقذائف الهاون والصواريخ، كما قالوا: إنه تم استهداف كنيسة السيدة أم الزنار بحي بستان الديوان بقذيفة هاون للمرة الثانية من قبل جيش النظام، متحدثين عن تجدد القصف على مدينة القصير بمحافظة حمص دون معرفة حجم الخسائر البشرية والأضرار التي خلفها. ومن حماه، أفاد عضو المكتب الإعلامي لمجلس قيادة الثورة أبو غازي أن القوات النظامية اقتحمت قرابة الساعة 9:30 بالتوقيت المحلي من صباح يوم أمس بلدة كفر زيتا التي تبعد نحو 40 كيلومترا عن مدينة حماه. وأضاف أبو غازي في اتصال عبر «سكايب» أن القوات النظامية «اعتقلت عددا من الناشطين والأطباء وداهمت بيوتا لناشطين وأحرقتها، في ظل تقطيع أوصال البلدة بالحواجز العسكرية وانتشار القناصة في الأماكن المرتفعة المطلة على المدينة».
وذكر مجلس قيادة الثورة في حماه في وقت سابق، أن «بعض أحياء مدينة حماه شهدت تطويقا كاملا واقتحامات من كتائب الأسد الذين قاموا بتفتيش البيوت بيتا بيتا بحثا عن الناشطين»، مشيرا إلى أنه «رغم هذا الحصار»، خرج سكان المدينة «في مظاهرات مسائية ليل الأحد الاثنين في الكثير من أحياء حماه» بينها طريق حلب وباب قبلي وجنوب الملعب.
وأفادت لجان التنسيق المحلية أن قوات النظام مستمرة بحملة مداهمات وتقطيع أوصال بلدة كفر زيتا بالحواجز وعزلها عن محيطها وإحراق من وصفتهم بالشبيحة عدة منازل ودراجات نارية مع اعتلاء القناصة أبنية الأماكن المرتفعة. كما تعرضت بلدات كرناز وقلعة المضيق لقصف شديد وفق الهيئة العامة للثورة ونشطاء. وشهدت بلدة كرناز بريف حماه، وفق نفس المصدر، اقتحام عدد كبير من دبابات وآليات جيش النظام وسط إطلاق نار كثيف وبدء عملية حرق ونهب وتخريب للمنازل إضافة لحملة مداهمات واعتقالات في حيي جنوب الملعب والصابونية بمدينة حماه. وفيما تحدث ناشطون من حلب عن ظروف معيشية صعبة جدا في قلعة المضيق والقرى المجاورة في ظل «معاناة الناس الأمرين لتأمين قوتهم وقوت عيالهم ولو بأبسط ما يمكن»، نتيجة القصف، أشاروا إلى «حالة نزوح هربا من قذائف الدبابات والمدفعية والصواريخ» لا سيما إلى قرى سهل الغاب المجاورة.
وفي ريف حلب، واصلت قوات النظام قصف بلدة إعزاز القريبة من الحدود التركية السورية، وتحدث ناشطون عن أن هذه القوات اقتحمت بلدة الشاتورية في جسر الشغور بمحافظة إدلب المجاورة وشنت حملة دهم واعتقالات، وذكرت لجان التنسيق أن قوات الأمن تشن حملة دهم واعتقالات بالحي الغربي من مدينة كفرنبل بنفس المحافظة وسط إطلاق نار كثيف، وأشارت اللجان إلى أن الجيش اقتحم كذلك قرية الشاتوية (في إدلب) وشن حملة اعتقالات واسعة، فيما دارت اشتباكات بينه وبين «الجيش الحر» في بلدة دركوش تلاها قصف عنيف على بساتين البلدة وحرق الكثير من المنازل. وأفاد المكتب الإعلامي لمجلس قيادة الثورة في إدلب أن قوات النظام واصلت إطلاق النار والمداهمات والاعتقالات في مدينة سراقب التي دخلتها قبل 3 أيام. كما وزع المكتب أشرطة فيديو لآثار قصف طال مدينة أريحا في إدلب، حيث ظهرت الفجوات الواسعة في المباني وآثار الرصاص الفارغ في المنازل وحطام الحجارة والزجاج في الشوارع. وفي شرق سوريا أفادت لجان التنسيق المحلية عن شن قوات النظام حملة دهم واعتقالات في بلدة القورية بدير الزور، إضافة إلى عمليات مشابهة لاقتحام بالدبابات في البوكمال والجرذي وأبو حردوب بنفس المحافظة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن حملة المداهمات في مدينة القورية (دير الزور) أسفرت بالأمس عن اعتقال 16 شخصا بينهم فتيان. كما أفاد المرصد بأن قوات عسكرية تضم ناقلات جند مدرعة اقتحمت قرية الجرذي فجر يوم أمس.
وأشارت الهيئة العامة للثورة السورية إلى شن قوات الأمن حملة مداهمات واعتقالات في حي القابون بالعاصمة دمشق وبلدة كفر ناسج وخربة غزال في درعا جنوبا. وقال المرصد إن القوات النظامية نفذت حملة مداهمات واعتقالات في قرى كفر ناسج وعقربا والطيحة، في درعا. وفي محافظة الحسكة (شمال شرقي)، عثر ليل الأحد الاثنين على جثمان الشاب خلف محمد قطنة في مدينة الدرباسية، وذلك بعد ساعات من خطفه على أيدي مسلحين مجهولين من قرية الطوباوية، بحسب المرصد السوري. يذكر أن قطنة هو ابن شقيقة القيادي الكردي المعارض مشعل تمو الذي اغتيل في أكتوبر (تشرين الأول).
وكان ليل الأحد الاثنين شهد مظاهرات واسعة عمت مختلف أنحاء سوريا. وفي بلدة معرة مصرين التي دخلتها قوات النظام قبل أيام ثم خرجت منها، سارت مظاهرة مسائية تحت عنوان «معرة مصرين لن تركع إلا لله».
وبدا أحدهم في شريط فيديو وهو ينشد أغنية «أبدا والله لن نركع… يا بشار ألا فلتسمع… يا جيش الحر سلام من شعب قرر أن يرفع علم الوطن بكل شموخ». كما سارت مظاهرة ليلا في بلدة حاس في إدلب.
كذلك سارت مظاهرات في بعض أحياء مدينة حلب وفي قريتي الابزمو وبزاعة في المحافظة. وذكرت لجان التنسيق أن مظاهرة سارت مساء الأحد في حيي جورة الشريباتي وجنوب الملعب في دمشق تطالبان «بدعم الجيش الحر وإسقاط العصابة الحاكمة ورموزها».
في هذا الوقت، أعلن الناشط الحقوقي السوري المحامي ميشال شماس أن السلطات القضائية أفرجت عن ناشطين سوريين بعد اعتقالهما لمدة 53 يوما. وقال شماس إنه «تم الأحد إطلاق سراح كل من الناشطة بهراء حجازي وزميلها أنس عبد السلام بعد توقيف استمر 53 يوما لدى الأجهزة الأمنية». وأضاف شماس أن «3 من رفيقات ابنته يارا اللاتي اعتقلن معها في السابع من هذا الشهر تمت إحالتهن اليوم إلى القضاء». وأعرب عن الأمل بأن يتم إطلاق سراح ابنته ورفاقها الباقين أو «إحالتهم إلى القضاء في أقرب وقت ممكن».
ضابط منشق يروي لـ «الشرق الأوسط» تفاصيل العملية النوعية ضد مركز عسكري قرب الحدود التركية
دمشق أعلنت «إحباطها» محاولة تسلل لـ«مجموعة إرهابية»
بيروت: يوسف دياب
في الوقت الذي أعلنت فيه السلطات السورية إحباطها «محاولة تسلل مجموعة إرهابية مسلحة من جهة الأراضي التركية إلى إدلب»، نفى الجيش السوري الحر وجود مجموعات إرهابية، مؤكدا أن «العمليات التي تحصل داخل الأراضي السورية تنفذها عناصره المكلفة بحماية المدنيين وصد هجمات الجيش النظامي».
وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أمس إن «الجهات المختصة أحبطت محاولة تسلل مجموعة إرهابية مسلحة من الأراضي التركية إلى الأراضي السورية، ما بين بلدة دركوش مقابل قرية الغزالة الحدودية ومدينة سلقين (ريف إدلب)».
وأضافت الوكالة: «أسفر الاشتباك عن مقتل عدد من الإرهابيين وإصابة آخرين، بينما لاذ باقي أفراد المجموعة الإرهابية بالفرار إلى داخل الأراضي التركية»، مشيرة إلى أن «طواقم طبية من الجانب التركي قامت بنقل القتلى والمصابين من المجموعة الإرهابية إلى الأراضي التركية وتقديم الإسعافات الطبية لهم». ونقلت الوكالة عن مصدر مطلع بمحافظة إدلب، لم تسمه، أن «الجهات المختصة صادرت ما بحوزة الإرهابيين من أسلحة متنوعة، شملت بنادق، وقناصات، وقواذف (آر بي جي)، وبنادق (بمبكشن)، وأجهزة اتصال حديثة، ومتفجرات، وصواعق، ودروعا، تركوها خلال فرارهم».
لكن المقدم المظلي المنشق خالد يوسف الحمود كشف عن أنه نفذ على رأس قوة من الجيش الحر عملية داخل الأراضي السورية «أدت إلى إزالة مركز عسكري بكامله وأسر كل عناصره». وقال الحمود لـ«الشرق الأوسط»: «قمت أمس (أول من أمس) على رأس مجموعة من جنودنا (المنشقين) بعملية نوعية استهدفت نقطة عسكرية لجيش (الرئيس السوري بشار) الأسد في منطقة بداما، التي تبعد تسعة كيلومترات عن الحدود التركية، فهاجمنا مركزا للقوات الخاصة يقع تحت جسر (سكة القطار)، ردا على عمليات قوات الأسد في جبل الزاوية».
وأضاف الحمود: «لقد سيطرنا على المركز وأزلناه بالكامل، وأسرنا كل جنوده وعددهم 17 بينهم الملازم أول عبد الرحمن التركي، الذي قتله الجيش النظامي عندما كان يطاردنا ويطلق علينا النار، ما أدى إلى إصابته بطلق في كليته والتسبب بوفاته»، مؤكدا «إدخال الجنود الأسرى إلى الأراضي التركية ووضعهم تحت المراقبة لمدة شهر في مخيم أنطونوز، بعدما أعلنوا رغبتهم بالانضمام إلى صفوف الجيش الحر»، مشيرا إلى أنه «بعد أسرنا هؤلاء الجنود سلكنا طريق حلب – اللاذقية، ومن هناك دخلنا إلى تركيا».
وتابع الحمود: «لقد غنمنا من هذه العملية 10 آلاف طلقة روسية، خمسة آلاف طلقة رشاش، قاذفتي (آر بي جي)، 20 بندقية روسية، رشاشين (بي كي سي)، 20 قنبلة هجومية، خمس قنابل دفاعية، جهازين للرؤية الليلية من نوع (دي دال)، جهازا للرؤية الليلية من نوع (غوغل)، منظارا للرؤية النهارية، مسدسا حربيا مع مخزن عائد له، 80 مخزنا لبندقية روسية، 17 درعا واقيا من الرصاص».
وردا على سؤال عما إذا كانت السلطات التركية بدأت تسمح لهم بالانطلاق من أراضيها لشن عمليات في الداخل السوري، قال: «هذه العملية لم يكن منطلقها الأراضي التركية، نحن دخلنا الأراضي السورية في مهمة إمدادية لمقاتلينا في الداخل، ومن هناك خططنا للعملية وقمنا بضرب المركز وأزلناه نهائيا».
المتحدث باسم أنان: الحكومة السورية أجابت رسميا عن المقترحات.. وندرس الرد عليها
الصين أعلنت دعمها جهود المبعوث الدولي للمساعدة في حل الأزمة
واشنطن: هبة القدسي لندن: «الشرق الأوسط»
في تطور لافت، أعلن أحمد فوزي، المتحدث باسم مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، كوفي أنان، أن الحكومة السورية أجابت رسميا عن المقترحات التي قدمها أنان في خطته، التي تحتوي على 6 نقاط، وساندها مجلس الأمن الدولي. وأضاف فوزي: «إن كوفي أنان يعكف على دراسة الرد السوري وسيقوم بالرد عليه قريبا»، ولم يوضح فوزي فحوى الرد السوري على المقترحات وآلية تنفيذ النقاط الست، التي تتضمن وقف القتال وسحب الآلية العسكرية السورية من المناطق السكنية، والإفراج عن المعتقلين، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية، مشيرا إلى أنه سيتم الإعلان عنه في الوقت المناسب.
يأتي ذلك في الوقت الذي يتوجه فيه أنان إلى الصين، بعد مفاوضات مع روسيا، لتأييد مهمته في إنهاء القتال في سوريا. وقال فوزي: «إن أنان أجرى مباحثات صريحة وشاملة في موسكو، وأعرب خلالها عن امتنانه لدعم روسيا الثابت لجهود الوساطة التي يقوم بها من أجل التوصل إلى حل سريع وسلمي للصراع الدموي».
وقبيل سفره، قال أنان أمس إن الأزمة في سوريا «لا يمكن أن تستمر لأجل غير مسمى»، لكنه لم يحدد مهلة نهائية لحلها. وأضاف في تصريحات للصحافيين في موسكو: «من غير العملي طرح جداول وحدود زمنية، في الوقت الذي لم يتم فيه الحصول على موافقة الأطراف».
وقال: «لا يمكن السماح باستمرار هذا لأجل غير مسمى، ومثلما قلت للأطراف على الأرض.. لا يمكنهم مقاومة رياح التغيير»، كما نقل عنه قوله أيضا إن «القرار يرجع إلى السوريين في استقالة الأسد»، في الوقت الذي يطالب فيه الغرب بإلحاح برحيل الرئيس السوري. وأضاف أنان: «من المهم في هذا الوقت العمل على أن يجلس جميع السوريين إلى طاولة المفاوضات»، كما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية.
من جهتها، أعلنت الصين، أمس، أنها تدعم جهود المبعوث الدولي كوفي أنان للمساعدة على حل الأزمة السورية، عشية وصوله إليها. وقال هونغ لي المتحدث باسم الخارجية الصينية إن «الصين تقدر وتؤيد جهود الوساطة التي يقوم بها أنان، وتأمل في أن تسمح زيارته بإجراء مناقشات معمقة حول التوصل إلى حل سياسي للمسألة السورية»، كما صرح في مؤتمر صحافي بأن الصين تأمل في «حل عادل وسلمي وملائم» للأزمة، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.
وفي غضون ذلك، استبعد المعارض السوري، رضوان زيادة، عضو المجلس الوطني السوري، أن يستمع الرئيس بشار الأسد لمقترحات أنان، معتبرا أن الهدف الأساسي من مهمة أنان هو جذب الجانبين الروسي والصيني إلى الإجماع الدولي ضد الأسد.
وأوضح زيادة أن المعارضة السورية ستشارك في مؤتمر أصدقاء سوريا بإسطنبول للمطالبة بالتحرك بشكل سريع لإنشاء مناطق آمنة، والمطالبة باستخدام القوة العسكرية والقيام بضربات عسكرية تستهدف أهدافا محددة.
ومن جهة اخرى، أعلنت واشنطن ان وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ستزور السعودية يوم الجمعة المقبل لبحث التطورات في سوريا.
ضابط منشق يتهم تركيا بالتضييق على الجيش الحر واعتقال ضباطه
الواوي لـ«الشرق الأوسط»: يقفلون الحدود في وجوهنا.. ولا يتحركون ضد اختراق أجوائهم
أنطاكيا (جنوب تركيا): «الشرق الأوسط»
كان سكان مخيم «كيلتس» من النازحين السوريين يتفرجون بوضوح على الطائرات الحربية السورية التي تقصف مواقع داخل بلادهم التي نزحوا منها، وتعلو أصواتهم بغضب في كل مرة يعتقدون فيها أن هذا الطيران يخترق الحدود التركية خلال هذه العمليات، بينما كانت التصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان خلال لقائه الرئيس الأميركي باراك أوباما برفض التدخل الخارجي مضافة إلى إجراءات يقول منشقون سوريون إن فيها تضييقا عليهم، في زيادة منسوب الغضب على «التخاذل التركي» كما يقول أمين سر «المجلس العسكري» للجيش الحر، النقيب عمار الواوي.
الواوي، الذي تحدث لـ«الشرق الأوسط» بصفته الشخصية – كما قال – حمَّل الولايات المتحدة، التي اتهمها بأنها تحجم عن التدخل بطلب من إسرائيل، وتركيا مسؤولية المذابح التي تُرتكب بحق المدنيين السوريين في كل أنحاء سوريا.
وقال الواوي: «إن الحكومة التركية لم تقدم شيئا للشعب السوري، حتى الآن، سوى المساعدات الإنسانية، كأننا شعب لاجئ فقط، وتمنع المساعدات العسكرية»، مشيرا في المقابل إلى ضغوط تركية على الجيش الحر وإلى اعتقالات لبعض ضباطه بينهم الملازم أول محمد بازيكو، الموقوف منذ أكثر من شهر لاجتيازه الحدود التركية آتيا من سوريا ومعه مسدسه الحربي هربا من القصف الذي استهدف وحدته، متهما المترجم، الذي رافق القوة التركية، بأنه عميل للاستخبارات السورية، وبأنه توعد عائلة الملازم بإرجاعه إلى «ماهر الأسد لإعدامه ورفاقه» من دون أن تحرك السلطات التركية ساكنا.
وعلى الرغم من ان السلطات التركية تقول ان حوالى 16 الف لاجئ سوري عبر حدودها منذ اندلاع الازمة السورية، قال الواوي أن تركيا تغلق حدودها بشكل كامل. واضاف أنها لا تحرك ساكنا على الرغم من اختراق الطيران الحربي للنظام السوري الأجواء التركية أول من أمس أكثر من مرة خلال قصفه بلدة عزاز، موضحا أن «هذه ليست المرة الأولى؛ إذ سبق للطيران السوري أن اخترقها في وقت سابق من دون أن تتحرك السلطات التركية التي فقدت عددا من أبنائها في سوريا ولديها صحافيان معتقلان لدى النظام».
«الجيش الحر» يتبنى قتل رئيس فرع الاستخبارات الجوية في مطار دمشق
ضابط قيادي لـ«الشرق الأوسط»: العملية نفذتها «مجموعات الاغتيال».. وسنستهدف كل متورط بالقتل
بيروت: كارولين عاكوم
أكد ضابط قيادي في «الجيش السوري الحر» لـ«الشرق الأوسط» أن مجموعة متخصصة في عمليات الاغتيال في دمشق استهدفت في كمين ليل أول من أمس رئيس فرع الاستخبارات الجوية في مطار دمشق العقيد إياد مندو، مشيرا إلى أن المجموعة ترصدت العقيد لحظة خروجه من المطار واغتالته في منطقة الغزلانية.. في حين لم يصدر النظام السوري أو الوكالة الرسمية للأنباء «سانا» أي تأكيد أو نفي للعملية.
وتأتي هذه العملية، بحسب الضابط، ضمن العمليات التي ستنفذها «مجموعات الاغتيال النائمة»، المنتشرة في معظم المناطق السورية والتي يفوق عددها الـ50 مجموعة، ولفت الضابط إلى أن العقيد مندو هو من الضباط الذين تلوثت أيديهم بدماء السوريين، وهو الذي أعطى الأوامر لإطلاق النار على أهالي قرية العبادة التي تقع على بعد 25 كيلومترا شرق دمشق، وقتل حينها أكثر من 11 مدنيا و38 جريحا، بعد أسابيع قليلة على بدء الثورة السورية.
كما أكد الضابط، الذي طلب عدم تعريفه، أن عمليات الاغتيال هذه، والتي سبق لها أن استهدفت ضباطا في الجيش النظامي، ستستهدف في المرحلة المقبلة كل من تلوثت يداه بدماء السوريين، مدنيا كان أم عسكريا. ووجه رسالة مباشرة لضباط النظام – وخاصة المتورطين منهم بالقتل – قائلا: «نرسل تهديدا بالقتل لكل إنسان متورط بقتل أي مواطن سوري، إلى حين يسقط النظام لتتم حينها محاكمتهم، أما إذا أعلنوا انشقاقهم وانتسبوا إلى الجيش الحر، فعندها سيكون مرحبا بهم، وسنعمل معا ضمن خطة واحدة».
وفي حين أشار الضابط إلى أن بعض عمليات الاغتيال التي نفذت قبل ذلك، اعتمد الجيش الحر خلالها على العبوات الناسفة لتنفيذها، قال: «لا نزال نجد صعوبة في تأمين الأسلحة النوعية الخاصة بتنفيذ عمليات الاغتيال، وأهمها، مسدسات وقناصات ذات كواتم صوت».. وشدد على أن «العمليات التي تستهدف ضباطا، يستثنى منها إلى حد كبير الجنود والعناصر المنضويين تحت إمرته، على اعتبار أنهم كانوا مضطرين لتنفيذ الأوامر».. موضحا أنه «في معظم العمليات التي تستهدف الضباط، ينضم بعدها العناصر (التابعة له) إلى الجيش الحر. وأبرز عمليات الاغتيالات التي استهدفت ضباطا من النظام هي تلك التي قتلت الضابط القيادي العميد عدنان ديب، قائد فوج الـ41. وكانت هناك محاولة اغتيال استهدفت العقيد محمود صبحة، قائد كتيبة قوات خاصة والعقيد أزدشير درويش، وكلهم لهم اليد الطولى في عمليات القتل والقمع التي تستهدف المتظاهرين والمدنيين».
وأشار الضابط إلى أنه من المعروف أن فروع الأمن على أنواعها، ولا سيما منها الأمن العسكري، هي التي يقع على عاتقها عمليات القتل المباشر.. كما أوضح الضابط أن الجيش الحر يقوم ليس فقط باستهداف الضباط، بهدف قتلهم، إنما أيضا بهدف مبادلتهم مع معتقلين من الجيش الحر أو المعارضة، كما حصل منذ نحو 25 يوما، حين تم اعتقال العقيد محمد حالك جمعة ومساعديه في الحرس الجمهوري، وقد عمد الجيش الحر إلى مبادلتهم مع نساء كانت قوات النظام قد اعتقلتهن.
تركيا والنرويج تنضمان إلى الدول التي أغلقت سفاراتها في دمشق
نظرا لتدهور الأوضاع الأمنية
لندن: «الشرق الأوسط»
التحقت تركيا والنرويج بالدول التي قامت بإغلاق سفاراتها في دمشق، وأعلنت وزارة الخارجية التركية، أمس (الاثنين)، إغلاق سفارة بلادها في العاصمة السورية دمشق (مؤقتا)، وسحب سفيرها من هناك. وتبعتها النرويج وأغلقت سفاراتها في دمشق «نظرا لتدهور الوضع الأمني في سوريا».
ونقلت وكالة أنباء «الأناضول» التركية عن مصادر دبلوماسية تركية قولها إن «تركيا أغلقت سفارتها في دمشق، وسحبت سفيرها عمر أونهون والطاقم الدبلوماسي التركي، ومن المتوقع وصولهم إلى أنقرة قريبا»، في وقت قال فيه مصدر دبلوماسي تركي إن «القنصلية التركية في مدينة حلب ستظل مفتوحة».
وكانت السفارة التركية قد علقت أعمالها في دمشق، أول من أمس (الأحد)، بينما قالت مصادر إعلامية نقلا عن كبير مستشاري الرئيس التركي، عبد الله غل، أرشاد هرمزلو: «إن القرار كان قد اتخذ في وقت سابق»، واعتبر مراقبون أتراك أن هذه الخطوة التركية «رسالة سياسية قوية». وفي الأسبوع الماضي، طلبت وزارة الخارجية التركية من كل المواطنين الأتراك في سوريا العودة إلى الوطن بأسرع وقت ممكن، قائلة إنها تعتزم إغلاق القسم القنصلي لسفارتها في دمشق، وهو ما فعلته بالفعل.
ويأتي إغلاق تركيا لسفارتها وسحب سفيرها من سوريا بعد أيام من قيام عدة دول عربية وغربية بإغلاق سفاراتها في دمشق، من تلك الدول: دول مجلس التعاون الخليجي الذي يضم كلا من البحرين وقطر والكويت والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان والمملكة العربية السعودية، إلى جانب دول أخرى مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وكندا وسويسرا وإسبانيا وفنلندا.
وقامت السفارة التركية بسحب كل الدبلوماسيين والعاملين فيها بسبب تدهور الأوضاع الأمنية في سوريا. مع الإشارة إلى أن الحكومة التركية مؤخرا قامت بتطبيق عقوبات اقتصادية على سوريا شملت تجميد أصول الحكومة السورية، وفرض حظر سفر على مسؤولين رفيعي المستوى، ووقف التعامل مع المصرف المركزي السوري وغيرها من الإجراءات، بعد أن اتهمت أنقرة السلطات في دمشق بـ«قمع» المتظاهرين.. وردت الحكومة السورية على هذه العقوبات بحزمة إجراءات ضد تركيا.
كما أعلنت النرويج، أمس، إغلاق سفارتها في دمشق نظرا لتدهور الوضع الأمني في سوريا. وقال وزير الخارجية النرويجي، يوناس غار ستيوري، في بيان له، إن «الاتصالات السياسية والحصول على المعلومات حول تطور الوضع في سوريا ستتم من خلال السفارة الدنماركية في دمشق». كما نصحت الخارجية النرويجية مواطنيها بالامتناع عن السفر إلى سوريا. كما أوصت من يوجد في سوريا بمغادرتها بأسرع ما يمكن.
اعتقال الناشط الرئيسي وراء إجلاء الصحافيين الأجانب من سوريا
مصادر محلية في إدلب تؤكد مصرع صحافيين على يد الشبيحة
لندن: «الشرق الأوسط»
أعلنت منظمة «أفاز» الدولية لحقوق الإنسان، أمس، عن اعتقال السلطات السورية الناشط السوري، جاسم خالد دياب، الذي أسهم بدور بارز في إجلاء عدد من الصحافيين الأجانب الذين أصيبوا أثناء قصف حي بابا عمرو في حمص في فبراير (شباط) الماضي، وبينما أعلنت مصادر من المعارضة السورية، أمس، عن مصرع صحافيين بريطانيين من أصل جزائري بالقرب من مدينة إدلب على يد «شبيحة النظام».
وأوضحت «أفاز»، أمس، أن السلطات السورية اعتقلت الناشط جاسم خالد دياب يوم السبت الماضي، وذلك في كمين تم نصبه خارج قرية نزارية، القريبة من مدينة القصير بمحافظة حمص، على الحدود مع لبنان.
وأشارت «أفاز» إلى دور دياب (35 عاما) «الفعال في تأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى المدن والبلدات المحاصرة عبر سوريا خلال الأشهر الماضية، كما عمل بلا كلل لتأمين إجلاء الجرحى الذين أصيبوا من قبل حملة النظام الوحشي ضد المواطنين السوريين المطالبين بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية».
وقالت إن دياب أنقذ حياة عشرات الجرحى عبر إجلائهم من الحدود إلى لبنان، حتى يتمكنوا من الحصول على الرعاية الطبية المناسبة. كما لعب دورا رئيسيا في تهريب الصحافيين الأجانب الذين أصيبوا أثناء قصف على بابا عمرو في حمص في فبراير (شباط) الماضي، موضحة أنه ألقي القبض على دياب بينما كان يحاول إجلاء مصاب عبر الحدود، وذلك في كمين نصبته القوات السورية، إلا أن أصدقاء دياب تمكنوا من الفرار ومعاونة المصاب على الهروب إلى منطقة آمنة.
وقال المتحدث باسم «أفاز» في العالم العربي، وسام طريف: «جاسم دياب يجسد الشجاعة التي أظهرها الشعب السوري، الذي يعاني في صراع مرير ودموي ضد نظام همجي قاتل.. جاسم أنقذ أرواح العشرات من المرضى بإجلائهم عبر الحدود، بحيث أمكنهم الحصول على العلاج الطبي. كما أسهم في إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدن المحاصرة.. وكان يقاتل من أجل مستقبل أكثر إشراقا».
وأضاف طريف: «إن (أفاز) تعتقد أن النظام الدموي السوري لن يتردد في الانتقام من جاسم دياب، بسبب الدور الذي لعبه في الثورة السورية.. وفي هذا الوقت يواجه الناشط الشجاع أسوأ أنواع التعذيب المستخدمة بشكل منتظم في سجون النظام ومراكز الاحتجاز، وقد يؤدي ذلك التعذيب إلى وفاته. ونحن نحمل النظام السوري المسؤولية الكاملة عن سلامته، ونطالب بالإفراج الفوري عنه، مع جميع الناشطين والمتظاهرين الذين اعتقلوا خلال هذا العام».
من جهة أخرى، أشارت مصادر إخبارية تابعة للمعارضة، أمس، إلى مصرع صحافيين بريطانيين من أصل جزائري بالقرب من بلدة دركوش بمحافظة إدلب، وذكرت المصادر أن عناصر أمنية تابعة للنظام السوري قتلت الصحافيين، أثناء محاولتهما دخول البلدة لتغطية حملة تشنها قوات الأسد على السكان هناك.
وأفادت المصادر بأن عناصر من الشبيحة قاموا بقتل الصحافيين، وذلك عقب تسللهما من الحدود التركية، مؤكدة أنه تم تشويه وجهي الصحافيين.. لكن المصادر لم توضح الجهة التي يعمل بها الصحافيان أو أي معلومات إضافية.
سوريا تشدد قيود المغادرة على الرجال في سن الخدمة العسكرية
السلطات اللبنانية تنفي علمها بالموضوع وشركات السفريات تؤكده
بيروت: بولا أسطيح
أكدت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» في نقطة المصنع الحدودية بين لبنان وسوريا، أن المسؤولين السوريين أصدروا منذ يوم السبت الماضي تعليمات تستلزم من الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و42 عاما، الحصول على إذن من إدارتي التجنيد والهجرة قبل السفر.
وفي حين نفى كل من وزير الداخلية اللبناني مروان شربل ووزير النقل والأشغال غازي العريضي، لـ«الشرق الأوسط»، علمهما بالموضوع، أكد الناشط السوري من مدينة القصير أنس الرحمة صحة ما يتم تداوله في هذا الإطار، مشيرا إلى أن «هذه الإجراءات لا تؤثر على الناشطين ولا على حركة النزوح إلى لبنان، باعتبار أن معظم اللاجئين يدخلون عبر ممرات غير شرعية».
وقال الرحمة لـ«الشرق الأوسط»: «لا أثر للقرار علينا ووجوده كعدم وجوده تماما، ونعتقد أن النظام أصدر قرارا مماثلا للتضييق على جماعته ومنع مؤيديه من السفر إلى الخارج بعدما ازدادت نسبة مغادرتهم كثيرا في الفترة الماضية».
بدوره، قال ناشط آخر فضل عدم ذكر اسمه، إن «القرار لم يؤثر أبدا على النازحين الذين يدخلون بمعدل نحو 500 شخص يوميا إلى لبنان، سواء كان شمالا من خلال المعابر في عكار أو بقاعا عبر منطقة عرسال»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «أعداد النازحين السوريين أصبحت كبيرة جدا، والقيمون على بلدة عرسال بدأوا يطالبون بتأمين خيم للعائلات».
وكانت أكثر من وكالة للسفريات عبر البر أكدت لـ«الشرق الأوسط» القرار السوري بتشديد قيود المغادرة على الرجال في سن الخدمة العسكرية، موضحة أن القرار كان له تأثير بسيط على الحركة من سوريا إلى لبنان.
وكان مسؤولون سوريون ولبنانيون في نقطة المصنع الحدودية بين لبنان وسوريا قالوا لـ«رويترز» إن عدد المغادرين من سوريا انخفض بنسبة 60 في المائة منذ تطبيق الإجراءات.
يذكر أن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والهيئة العليا للإغاثة في شمال لبنان، وفي التقرير الأسبوعي الذي يصدرونه، أفادوا يوم الجمعة الماضي بأن نحو 8 آلاف شخص نزحوا من سوريا إلى لبنان منذ اندلاع الأزمة في مارس (آذار) الماضي، علما بأن بعثات التقييم التابعة للمفوضية وشركائها تفيد بوجود أكثر من 5 آلاف شخص في منطقة البقاع، معظمهم يقيمون لدى عائلات مضيفة في البقاع الغربي، مشيرين أيضا إلى وجود أكثر من 1200 شخص في البقاع الشمالي، يتوزعون على مناطق عرسال ومشاريع القاع والسهل. إلى ذلك يؤكد ناشطون حقوقيون على الأرض أن الأرقام تفوق بكثير الأرقام الرسمية، مقدرين أن عدد السوريين الموجودين في لبنان يتخطى الـ20 ألفا.
ترحيب موسع ببيان «إخوان سوريا» وتعهدهم بالتزام الديمقراطية بعد الأسد
إخوان الدول العربية فضلوا عدم التعليق.. و«الإخوان الدولي»: لم نفاجأ بالوثيقة
واشنطن: هبة القدسي لندن: محمد الشافعي بيروت: كارولين عاكوم عمان: محمد الدعمه
لقي بيان الإخوان المسلمين في سوريا، الذي صدر أول من أمس في اسطنبول، ترحيبا دوليا واسعا، وخاصة بعد أن تعهد إخوان سوريا فيه بإقامة دولة ديمقراطية مدنية تعددية بعد رحيل الأسد واحترام حقوق الإنسان والحريات وإقرار دستور مدني يحمي حقوق الأفراد والجماعات.. وبينما قال مسؤول التنظيم العالمي للإخوان في الغرب إنه لم يفاجأ بالوثيقة، فضلت أغلب القوى الإخوانية المحلية عدم التعليق.
ورحبت واشنطن بالبيان، وأشار مصدر مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «احترام جماعة الإخوان المسلمون لهذه المبادئ والقيم، والتزام أطياف المعارضة السورية بتحقيق الديمقراطية أمر جيد، ويشجع على مواصلة العمل مع المعارضة والمجلس الوطني السوري وغيره من الجماعات، حتى يتمكنوا من توحيد رؤيتهم لمستقبل سوريا، وطمأنة الأقليات في البلاد وضمان المساواة وحقوق الإنسان والحريات السياسية والدينية».
وأكد المصدر على أهمية التحضير لاجتماع أصدقاء سوريا الذي يعقد في اسطنبول في الأول من أبريل (نيسان) المقبل، وضرورة التشاور مع كافة أطياف المعارضة والتنسيق مع الشركاء الإقليميين.
كما رحب المعارض السوري رضوان زيادة، عضو المجلس الوطني السوري، ببيان الإخوان المسلمين بإقامة دولة ديمقراطية مدنية، مؤكدا أنه يعد خطوة في الاتجاه الصحيح وإبعاد الشكوك عن اتجاه الإسلاميين في سوريا لإقامة الدولة الإسلامية أو رغبة الإخوان في الانتقام إذا وصلوا للسلطة.
وقال زيادة إن «التزام الإخوان بالمصالحة ترك انطباعا إيجابيا لدى المسؤولين في واشنطن، وسمعنا انطباعات إيجابية عن البيان باتجاه دعم برنامج كامل للمرحلة الانتقالية في سوريا، على اعتبار أن التزام الإخوان بمبادئ الديمقراطية – وهم فصيل منطوٍ داخل المجلس الوطني السوري – يعبر عن كل مبادئ المعارضة السورية التي تتوحد لوضع تصورات كاملة لإدارة المرحلة الانتقالية، والتأكيد على فكرة المصالحة ومشاركة كل السوريين في العملية الانتقالية بهدف الوصول إلى دولة مدنية».
من جهته، قال الشيخ إبراهيم منير مسؤول التنظيم العالمي للإخوان في الغرب إنه لم يفاجأ بوثيقة إخوان سوريا.. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «نحن على اتصال دائم مع المهندس رياض الشقفة، المرشد العام لإخوان سوريا، ونائبه الشيخ علي صدر الدين البيانوني.. ونهنئهما بصدور تلك الوثيقة التي تؤكد على مدنية الدولة». وأوضح منير أن الوثيقة جاءت من قبل في رؤية جماعة إخوان سوريا أصدرتها عام 2004، ووافق عليها مجلس شورى الإخوان، واعتبر أن الوثيقة «خطوة تاريخية» من قبل «إخوان سوريا» تتقدم بها الجماعة وهي ملتزمة بها نصا وروحا، ووصفها بأنها: «عهد يصون الحقوق، وميثاق يبدد المخاوف، ويبعث على الطمأنينة والثقة والرضا».
إلا أنه اعتبر أن الوثيقة أيضا رد على تلميحات وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الذي أصدر موقفا لافتا قبل أيام، اتهم فيه عددا من الدول بالمنطقة «بممارسة ضغوط من أجل إقامة نظام حكم سني في سوريا» في حال سقوط النظام الحالي، مما سبب موجة من ردود الفعل السياسية الرافضة لهذه التصريحات بالمنطقة. مشيرا إلى أن قوى سياسية أخرى لا تريد أن يكون للإسلاميين موضع قدم في النظام المقبل في سوريا بعد بشار الأسد.
وأكد منير أن إخوان الغرب حذروا من التدخلات في سوريا، وقال: «وجهنا رسائل إلى كل القوى، بما فيها إيران، ندعوهم إلى التوقف عن التدخل في الشؤون السورية»، وأوضح قناعته أن «الوثيقة ستجد استجابة حقا من جميع فئات الشعب السوري».
وقال إن ما يحدث الآن على الساحة يتشابه مع القوى السياسية التي استفادت من الأنظمة الشمولية في مصر ونعمت بخيراتها، والآن تريد إقصاء الآخر، مثل الليبراليين والعلمانيين، دون التزام بمبادئ هذه الشعارات التي تعطي للناس حق تقرير مصيرها. وأكد منير أن المسالة في سوريا ليست طائفية، ولكن تفاقم العنف يحدث بسبب ديكتاتورية النظام، مشددا على أن «إخوان الغرب لا ينظرون إلى ما يحدث في سوريا على أساس أنه صراع طائفي، وإنما ثورة لاسترداد حقوق الشعب المسلوبة».
وفي لبنان، لاقت الوثيقة ردود فعل مرحبّة وارتياحا تجاه ما تضمنت من «تطمينات» للمجتمع الداخلي والخارجي ولا سيّما للطوائف الأخرى، ورؤيتها للوصول إلى «دولة مدنية تعدّدية». وهو ما أكّده سجعان قزي، نائب رئيس حزب الكتائب اللبنانية، قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «ننظر بارتياح إلى وثيقة الإخوان المسلمين، ولا سيّما الشق المتعلّق بقضايا حقوق الإنسان والتعددية والمساواة والديمقراطية والدستور والدولة المدنية».
واعتبر قزي أنّ «هذا البيان هو بمثابة إعلان نيات بعدما تزايدت المخاوف من وصول الإسلاميين والأصوليين إلى الحكم، كما يأتي توقيت إعلانه بعد الجريمة التي وقعت في فرنسا واستهدفت يهودا، وبعد موقف الإسلاميين في مصر من الأقباط ووفاة البابا شنودة. وعلى الصعيد السوري، أتت بعد عاملين متعلقين بالوضع السورين وهما بروز المكوّن العسكري المتمثّل بالجيش السوري الحر، ليختصر الحالة الثورية لمقاومة النظام وعشية انعقاد مؤتمر أصدقاء سوريا الثاني في اسطنبول».
وأضاف «في كلّ الأحوال، أعتقد أنّ الموقف الذي أعلن عنه في الوثيقة، يستحق الثناء والدراسة، لكن كلماته تحتاج إلى مضمون دستوري متكامل، وننتظر بالتالي التطورات وترجمة لهذا البيان اليوم قبل الغد». كذلك، أعلنت الدائرة الإعلامية في «القوات اللبنانية» أنّها «قرأت بعينٍ إيجابية هادئة وثيقة جماعة الإخوان المسلمين في سوريا والذي أكدت فيه الجماعة التزامها بـ(دولة ديمقراطية تعددية وفق النظام الحديث ونظام جمهوري على أساس انتخابات نزيهة حرة، ودولة مواطنة ومساواة بين المواطنين على اختلاف مذاهبهم ويتساوى فيها الرجال والنساء، ودولة تلتزم باحترام حقوق الإنسان كما أقرّتها الشرائع السماوية والمواثيق الدولية)»، مبدية ترحيبها بهذا «العهد والميثاق»، وبالأخص فيما يتعلق بلبنان، على أمل أن تكون العبرة في التنفيذ.
من جهتها، رحبت الرابطة السريانية بما جاء في وثيقة الإخوان المسلمين في سوريا واعتبرته أول بيان يلفت إلى قبول التنوع والتعددية ويقر بانتخابات، وبتداول سلطة وبالمساواة بين الأديان. وأضافت أن «أهم ما يجول في خاطر كل مسيحي مشرقي هو التزام الأحزاب الإسلامية بأقوالها وتنفيذها. إن هذه الخطوة بداية وعي لحقوق كل مواطن وكل مجموعة، في تمثيل صحيح وفي مواطنة تامة بعيدا عن مبدأ الذمية والدونية أو المنة ومنطق الأقليات».
وأكدت الرابطة أن التيارات الإسلامية بأسرها مطالبة بحوارات هادئة عقلانية مع مسيحيي الشرق لإزالة الهواجس والقلق والمساهمة مع كل القوى في بناء أوطان لها نكهة احترام الإنسان وحقوقه.
بدوره، تطرّق رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط خلال مشاركته في إسطنبول في مؤتمر للاشتراكيّة الدوليّة ناقش الثورات العربية والتطورات في المنطقة، إلى وثيقة الإخوان المسلمين، واعتبر أنّ الخطاب الأخير لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا يؤكد على الاعتدال والتنوع والتعددية والتعايش والمساواة، وسأل «مثال مصر وتونس أيضا يؤكد على هذا التوجه، فلماذا الخوف أو التخويف من التيارات الإسلامية؟ لافتا إلى أنّ لكلام الجماعة المتسم بالإيجابية والانفتاح كل الثناء والتقدير والتشجيع».
من جهة أخرى، قال الناطق الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين في الأردن جميل أبو بكر إن الإخوان السوريين لم يطلعوا جماعة إخوان الأردن على تفاصيل الوثيقة التاريخية التي صدرت أول من أمس في اسطنبول.
وأضاف أبو بكر «إننا لم نجتمع كي نناقش هذه الوثيقة»، موضحا أن الجماعة ستلتقي وفدا من جماعة الإخوان المسلمين السوريين للاطلاع ومناقشة حيثيات هذه الوثيقة. وقال «إننا جماعة الإخوان المسلمين في الأردن نلتقي بين فترة وأخرى مع إخواننا السوريين، ولكن لا يوجد خط ساخن بين الجماعتين، وإنما نلتقي على فترات متقطعة».
وحول رأي الجماعة في هذه الوثيقة، قال أبو بكر: «حتى الآن لم تناقش الجماعة بنود هذه الوثيقة»، موضحا أن «جماعة الإخوان المسلمين السورية تعيش واقعا معينا، وهي الأقدر على تقدير الأمور وما يتناسب معها ومع طبيعة مجتمعها داخل سوريا».
إلى ذلك، رفض عدد من قيادات الإخوان المسلمين في مصر التعليق على الوثيقة دون إبداء أسباب، كما رفضت بعض القوى التركية الإسلامية التعليق بدورها، مستشعرة حساسية في الأمر.
المعارضة السورية بدأت اجتماعات «التوحيد» في إسطنبول وتوقع اليوم وثيقة «العهد والميثاق»
الإحباط يسيطر على أجواء المجتمعين نتيجة «تباطؤ» المجتمع الدولي في التدخل العسكري
إسطنبول: ثائر عباس
بدأ مؤتمر المعارضة السورية المنعقد تحت عنوان «توحيد الصفوف»، أعماله في الجزء الآسيوي من العاصمة التركية بعشاء رسمي أقامه «المجلس الوطني»، الذي يسعى إلى ضم أكبر قدر ممكن من المعارضين السوريين إليه، قبل نحو أسبوع على انعقاد مؤتمر أصدقاء سوريا الثاني في إسطنبول الأحد المقبل.. فيما طرحت وثيقة الإخوان المسلمين نفسها على الساحة، وقد استوحى منها المجلس الوطني معظم بنود وثيقته لجهة الإصرار على «الدولة المدنية التعددية التداولية».
ويسيطر على الاجتماع هاجسان، الأول يتعلق بمدى قبول بعض الأطراف بالتوقيع على «وثيقة» سيعرضها المجلس، قبل الوصول إلى حل لمشكلته التنظيمية. والثاني يتعلق بالإحباط الذي يسيطر على قوى المعارضة السورية نتيجة تباطؤ المجتمع الدولي في التحرك وإصراره على عدم التدخل العسكري في وقت بلغ فيه العنف من قبل النظام مستويات جنونية. وقال عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني عبد الرحمن الحاج، لـ«الشرق الأوسط»: «إن المعارضين يتساءلون عما إذا كان التوقيع على الوثيقة سيفيد في إقناع هذه الدول»، موضحا أن النقاش الأساسي أمس كان عنوانه «الفائدة من التوحيد»، ومنبها إلى أن الإحباط قد يكون سببا في عدم توقيع البعض لهذه الوثيقة.
وقال مصدر تركي رسمي لـ«الشرق الأوسط» إن أنقرة «تشجع» المعارضين السوريين على التوحد والتوجه إلى مؤتمر أصدقاء سوريا بخطاب واحد وخطة عمل مشتركة، مؤكدا أن بلاده ترى في وحدة المعارضة مدخلا إجباريا لحل الأزمة السورية، إذ لا يجوز الاستمرار في هذه الحال فيما القتل يزداد في سوريا ونزف الدم لا يقف. وشدد المصدر على أن أنقرة «ستسعى إلى حض المجتمع الدولي على تحمل مسؤولياته في الأزمة السورية والخروج بنتائج عملية تساهم في حل الأزمة»، مؤكدا أنها لن تقبل بفشل المؤتمر الذي تستضيفه لأصدقاء سوريا؛ لأن المجتمع الدولي في سباق مع الزمن في هذه الأزمة. وأوضح المصدر أن أنقرة تبذل كل ما لديها من جهود لحض المعارضين على توحيد وتنسيق جهودهم، مشيرا إلى أن ما تسرب عن التحضيرات لمؤتمر المعارضة «مشجع».
وعلى الرغم من أن المؤتمر لم ينطلق رسميا، فإن الاتصالات الجانبية كانت مكثفة جدا بهدف الخروج بتوافق حول وثيقة «العهد والميثاق»، التي سيطرحها المجلس على المشاركين في المؤتمر، والتي لم تتضمن في نسختها الأولية أي ذكر للتدخل العسكري الخارجي.. غير أن أعضاء في الأمانة العامة للمجلس قالوا لـ«الشرق الأوسط» إن غياب هيئة التنسيق الوطنية المعارضة والمنشقين عنها عن المؤتمر سيجعل من طرح فكرة «التدخل العسكري» أكثر سهولة.
وخصص اليوم الأول من المؤتمر لاستقبال الوفود التي وصل معظمها بخلاف «هيئة التنسيق» والمعارضين عارف دليلة (رئيس المنبر الديمقراطي المنشق عن هيئة التنسيق) وفايز سارة وميشال كيلو، فيما لم يكن هيثم المالح قد وصل إسطنبول حتى مساء أمس.
وبرر بيان «هيئة التنسيق الوطنية» الغياب عن المؤتمر بوجود «كثير من التجاوزات التنظيمية والسياسية»، وعدّد بين التجاوزات «مشاركة تركيا وقطر في توجيه الدعوات»، معتبرا إياها «محاولة للقفز فوق دور جامعة الدول العربية ومصادرته لصالح شراكة متفردة ولافتة للانتباه بين قطر وتركيا».
كما أشار البيان إلى أن «الدعوة لم توجه إلى معارضة الداخل وقواها المنظمة الرئيسية والشخصيات الوطنية، واقتصرت الدعوات على عدد من الأفراد الذين اختارتهم الجهة الداعية بنفسها، متجاهلة حق أحزابهم وتياراتهم ومجموعاتهم وتحالفاتهم التي ينتمون إليها في اختيار من يمثلها إذا قررت المشاركة». واعترض بيان هيئة التنسيق على ما اعتبره «مسعى لوصاية سياسية على المعارضة السورية وحشرها مع رؤى ومصالح الجهات الداعية»، داعيا إلى «تحضير متقن ومتأن للمؤتمر، بعد إنضاج عوامل التوحيد والانسجام الفعلي بين القوى الأساسية على الأقل».
وفي المقابل أوضح عضو المكتب الإعلامي في «المجلس الوطني السوري»، محمد السرميني، أن اجتماعات مؤتمر المعارضة السورية ستنطلق من العاشرة صباحا وحتى السابعة مساء، وتختتم بمؤتمر صحافي، مشيرا إلى أن الهدف من هذا المؤتمر هو «توحيد رؤى المعارضة، ووضع الخطوط العريضة للعهد الوطني الذي يتكلم عن دولة مدنية يتساوى فيها المواطنون بغض النظر عن انتمائهم الديني والعرقي». وقال سرميني لـ«الشرق الأوسط» إن الاجتماعات الجانبية تظهر وجود «رغبة صادقة لدى أطراف المعارضة في الخروج برؤية موحدة تكون بديلا قادرا على بناء سوريا المستقبل»، مشيرا إلى أن المؤتمر سوف يشدد على الخروج برؤية سياسية مشتركة لسوريا المستقبل، وتقدم تصورا لسوريا الديمقراطية المتعددة، موضحا أن التركيز سيكون على أن يخرج مؤتمر أصدقاء سوريا برؤية عملية وخطوات لتحقيق مطالب الشعب السوري، ومنها التدخل العسكري.
وأكد عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني، عبد الرحمن الحاج، لـ«الشرق الأوسط»، أن «إعادة هيكلة المجلس الوطني ليست مطروحة الآن، بل المطروح إصلاح المجلس من أجل استيعاب قوى أخرى لم تنضم إليه، وإعادة قوى أخرى انسحبت منه، وضم قوى جديدة نشأت في سوريا وخارجها خلال عام من الثورة».
وإذ اعترف الحاج بوجود «إشكالية» لدى بعض قوى المعارضة في العلاقة مع المجلس الوطني، رأى في المقابل وجود توافق بين كل المعارضين مع الرؤية التي يطرحها المجلس للخروج من الأزمة. آملا ألا تنعكس هذه الإشكالية على قرار هذه المجموعات توقيع الوثيقة التي تتضمن شقين، الأول حول نظرة المعارضة لكيفية الخروج من الأزمة الحالية، والثاني تصور لسوريا المستقبل.
وأشار إلى مشكلة أخرى تتعلق بالإحباط الذي يسيطر على قوى المعارضة السورية نتيجة تباطؤ المجتمع الدولي في التحرك، وإصراره على عدم التدخل العسكري، في وقت بلغ فيه العنف من قبل النظام مستويات جنونية. وقال إن المعارضين يتساءلون عما إذا كان التوقيع على الوثيقة سيفيد في إقناع هذه الدول، موضحا أن النقاش الأساسي أمس كان عنوانه «الفائدة من التوحيد»، منبها إلى أن الإحباط قد يكون سببا في عدم توقيع البعض على هذه الوثيقة.
العقوبات العربية والدولية تحاصر النظام السوري.. وتمنع الأسد من حضور القمة العربية
شملت المسؤولين السياسيين والأمنيين وشركات النفط والغاز والإنتاج
بيروت: يوسف دياب
لم يسبق للنظام السوري المتربّع على عرش الحكم منذ أكثر من أربعة عقود، أن بلغ المأزق الأمني والسياسي والاقتصادي والدبلوماسي الذي هو فيه الآن. وإذا كانت براعة هذا النظام في إدارة الصراع مع دول العالم، لا سيما دول القرار منها، مكّنته من تجنيب رأسه مقصلة الإطاحة به كما حصل لصدام حسين في العراق أو لحكم طالبان في أفغانستان، فإنه أصبح أمام وضع لا فكاك منه بسبب العقوبات.
واستطاعت ثورة الشعب السوري التي أشعلها بضعة أطفال في درعا، وامتدت بسرعة هائلة في كلّ أرجاء سوريا، أن تزعزع كيان هذا النظام في الداخل وتضعه في عزلة عربية وعالمية غير مسبوقة، وتلقي به أمام حفنة عقوبات عربية وإقليمية ودولية لم يكن يتوقعها في يوم من الأيام، خصوصا أن هذه العقوبات التي تدرجت من نصائح الأشقاء والأصدقاء إلى التحذير والتنبيه مرورا بحظر السفر على ضباط وقادة أمنيين مسؤولين عن أعمال القمع، ومن ثمّ العقوبات الاقتصادية التي طالت المصارف وشركات النفط والغاز والصناعة، وصلت إلى رأس الهرم وتحديدا الرئيس بشار الأسد، الذي بات ممنوعا عليه حضور القمّة العربية المقررة في بغداد أواخر الشهر الحالي، وفق ما أعلن نائب الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي.
يوما بعد يوم، ومع ارتفاع منسوب الدم المتدفق في شوارع المدن والبلدات السورية، راحت النقمة العربية والعالمية تتراكم ضدّ نظام الأسد وأجهزته الأمنية والعسكرية، خصوصا بعدما فسّر هذه التحركات الشعبية المحقة على أنها مؤامرة كونية دبّرها العالم كلّه، باستثناء روسيا والصين وبضع دول أخرى مثل فنزويلا وكوبا ونيكاراغوا ولبنان وإيران.
لم يستطع العالم أن يقف مكتوف اليدين أمام سيل الدماء ومشاهد قتل الأطفال وعمليات التعذيب حتى الموت وتحويل المؤسسات التربوية ودور السينما والنوادي الرياضية إلى معتقلات، وهذا ما أحدث تحولا في الموقف العالمي، إذ سارع الاتحاد الأوروبي مطلع شهر مايو (أيار) الماضي إلى فرض عقوبات على عدد من المسؤولين السوريين، من بينهم ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري، وابن خاله رجل الأعمال رامي مخلوف، ورئيس المخابرات علي مملوك، ووزير الداخلية محمد إبراهيم الشعار (الذي حمّله الاتحاد الأوروبي مسؤولية قمع المتظاهرين)، وعاطف نجيب المسؤول السابق عن الأمن السياسي، وحافظ مخلوف الذي يدير وحدة في المخابرات العامة ومسؤول المباحث العامة في دمشق والمقرب جدا من الأسد. وقضت العقوبات بتجميد الأرصدة المالية لهؤلاء المسؤولين، وحظرت دخولهم دول الاتحاد الأوروبي.
ومع تنامي عمليات القتل والاعتقالات واستخدام القوة العسكرية المفرطة في قمع الاحتجاجات، أصدر الاتحاد الأوروبي في شهر أغسطس (آب) الماضي لائحة اتهام جديدة شملت أسماء بارزة في الحلقة الضيقة من النظام السوري مثل: رئيس الأمن السياسي في سوريا محمود ديب زيتون، ورئيس الأمن السياسي في بانياس أمجد العباس، ورئيس قسم المخابرات العسكرية عبد الفتاح قدسية، ورئيس قسم المخابرات في سلاح الجو جميل حسن، ورئيس قسم المخابرات العسكرية في محافظة دمشق رستم غزالة، وفواز ومنذر الأسد. ثمّ تدرجت العقوبات الأوروبية على 12 مرحلة لتشمل الرئيس بشار الأسد ووزير خارجيته وليد المعلم، الذي قرر في أحد مؤتمراته الصحافية محو قارة أوروبا عن خريطة العالم، ثم تطورت هذه العقوبات الأوروبية لتشمل النفط السوري وحظر سفر الطيران والأسلحة والبنك المركزي السوري والمصارف والمؤسسات المالية.
وبمعزل عن التزامها بمقتضيات عقوبات الاتحاد الأوروبي، فرضت سويسرا عقوبات بشكل أحادي ضدّ سوريا في مطلع مايو الماضي، شملت 54 شخصية سورية وجمدت أموالها، أتبعتها في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بتجميد 50 مليون فرنك سويسري، أي ما يعادل 53 مليون دولار، عائدة لمسؤولين سوريين.. وذلك في إطار عقوباتها على السلطات السورية، ثم ألحقت بها أسماء 18 شخصية جديدة على لائحة السوريين الذين يحظر عليهم السفر إليها، وفرضت عقوبات على البنك التجاري.
وما لبثت أن وسّعت هذه العقوبات في السابع من فبراير (شباط) الماضي لتستهدف 75 مسؤولا سوريا و27 شركة ومؤسسة، وأكدت الأمانة العامة السويسرية للاقتصاد أن «القائمة ضمت وزير المالية محمد الجليلاتي ووزير الاقتصاد محمد نضال الشعار وشخصيات من قيادة الجيش وأفرع أجهزة المخابرات، باعتبارهم متورطين في ارتكاب أعمال عنف ضد المدنيين. كما ضمّت ست مؤسسات تعمل في مجال النفط هي ابلا بتروليوم، ودجلة، ودير الزور، والفرات، وجنرال بتروليوم، والسورية للنفط».
وبحسب الأمانة السويسرية للاقتصاد، فإن «خمسة بنوك هي السوري اللبناني التجاري، والتعاوني الزراعي، والادخار، والائتمان الشعبي، والصناعي، إلى جانب شركات متخصصة في الإلكترونيات والصناعات الهندسية، إضافة إلى مركز الدراسات والأبحاث السوري، لصلته الوثيقة بالجيش السوري، فضلا عن صحيفة (الوطن) السورية وتلفزيون الشام لتورطهما في تضليل الرأي العام والحث على العنف ضد المتظاهرين».
بالطبع لم تقتصر هذه الإجراءات العقابية على أوروبا، بل ترافقت مع عقوبات فرضتها أيضا الإدارة الأميركية على سوريا طاولت قطاعي النفط والغاز، وهدفت من ورائها واشنطن إلى تعميق العزلة المالية لنظام الأسد وإعاقة قدرته على تمويل حملة العنف ضد الشعب السوري، وشمل الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس الأميركي باراك أوباما في شهر أغسطس من العام الماضي: تجميد كافة أرصدة الحكومة السورية الموجودة في الولايات المتحدة، ومنع المواطنين الأميركيين من القيام باستثمارات جديدة في سوريا أو في تصدير الخدمات إليها، وحظر التصدير أو إعادة التصدير أو البيع أو التوريد بشكل مباشر أو غير مباشر، وعلى أي مواطن أميركي في أي مكان، منع أي مواطن أميركي أينما كان من التعامل بالقطاع النفطي في سوريا بما في ذلك شراء أو بيع ونقل أو تبادل أو سمسرة أو التصديق أو تمويل أو تسهيل أو ضمان كل ما يتعلق بالنفط أو المنتجات النفطية السورية المصدر.
وأتبعت هذه العقوبات المشددة بلائحة سوداء وضعتها واشنطن في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وضمّت شركات سورية، منها: المؤسسة العامة للنفط المملوكة للدولة التي تهيمن على صناعة النفط والغاز والمسؤولة عن التنقيب والاستثمار، وتطوير أنشطة التنقيب عن النفط والغاز في الحقول السورية، والشركة السورية للنفط المسؤولة عن منابع النفط وتطويرها، والشركة السورية للنفط والمواصلات والتي تدير خط الأنابيب الداخلي والمسؤولة عن نقل النفط والمنتجات النفطية، والتي تدير ثلاثة مرافئ يتم تصدير واستيراد النفط عبرها؛ وهي بانياس وطرطوس واللاذقية، وشركة الغاز السورية المسؤولة عن تجهيز ونقل وتسويق الغاز الطبيعي في سوريا، وشركة سيترول المسؤولة عن بيع خام النفط السوري للمشترين الأجانب.
وتبع ذلك إدراج واشنطن أسماء ثلاثة من مسؤولي النظام السوري ضمن القائمة السوداء للعقوبات الأميركية وهم وزير الخارجية وليد المعلم، ومستشارة الرئيس الأسد بثينة شعبان، والسفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي. وأخيرا وليس آخرا أدرجت وزارة الخزانة الأميركية، الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون السوري على القائمة السوداء للعقوبات المفروضة على سوريا، بعدما اتهمتها بأنها تعمل كذراع للنظام السوري في تغطية وتشريع عنفه ومساعدته في دعم عمليات القمع التي تتهم واشنطن النظام في دمشق بتنفيذها.
أما العقوبات التي فرضها مجلس وزراء الخارجية العرب على النظام السوري، فكان لها وقعها القوي عربيا وعالميا، فبعد المناشدات العربية لهذا النظام بوقف العنف والإصغاء لمطالب الشعب، وبعد إخفاق المبعوثين في إقناع دمشق بوضع حدّ للحل الأمني، وعلى أثر فشل المراقبين العرب في إيقاف آلة القتل، فرض مجلس الجامعة العربية عقوبات شملت قيادات في النظام والاستخبارات ورجال الأعمال باعتبارهم مسؤولين عن أعمال العنف وتمويلها، وهم: وزير الدفاع العماد داود عبد الله راجحة، ووزير الداخلية محمد إبراهيم الشعار، ومدير الاستخبارات العسكرية عبد الفتاح قدسية، ونائب رئيس هيئة الأركان للشؤون الأمنية وصهر الرئيس بشار الأسد اللواء آصف شوكت، ورئيس جهاز الاستخبارات العسكرية في دمشق اللواء رستم غزالي، والعميد ماهر حافظ الأسد شقيق الرئيس بشار الأسد وقائد الفرقة العسكرية الرابعة، ومدير قسم الاستخبارات الجوية اللواء جميل حسن، ورئيس قسم الاستخبارات العسكرية في دير الزور اللواء جمعة جمعة، ورئيس وحدة الاستخبارات العامة في دمشق العقيد حافظ مخلوف، والمدير السابق للأمن السياسي في درعا اللواء عاطف نجيب، ورئيس الأمن الرئاسي ذو الهمة شاليش، ومحافظ درعا السابق فيصل أحمد كلثوم، ورجل الأعمال (ابن خال الرئيس الأسد) رامي مخلوف والمسؤولون في أجهزة الأمن السورية منذر جميل الأسد، وفواز جميل الأسد، وأيمن جابر ومحمد جابر. ووضعت الجامعة هذه الشخصيات السورية على قائمة الممنوعين من السفر إلى الدول العربية. كذلك فرضت عقوبات اقتصادية تمثلت بوقف التعامل مع البنك المركزي السوري، ووقف رحلات الطيران العربي من وإلى دمشق ووقف شحن البضائع والمواد الأولية إلى سوريا، واستثني من هذه العقوبات مجموعة من السلع مثل الحبوب ومشتقاتها والأدوية والمستلزمات الطبية والغاز والكهرباء.
ولم تكن عقوبات الجارة تركيا أقل وطأة على سوريا، إذ إن لامبالاة النظام السوري للنداءات المطالبة بوقف آلة القتل، دفعت بأنقرة إلى فرض حزمة عقوبات سياسية واقتصادية على دمشق، التي أضاعت كل الفرص، وبعد أن أدار نظام الأسد ظهره للمبادرة العربية لحلّ الأزمة، سارعت الحكومة التركية إلى إعلان عقوباتها التي شملت تعليق عمل مجلس التعاون الاستراتيجي الأعلى بين تركيا وسوريا حتى يتولى السلطة في سوريا حكم مسالم مع شعبه، وتجميد أصول الحكومة السورية في تركيا وفرض حظر سفر على مسؤولين رفيعي المستوى في الحكومة السورية ومنع مرور كافة الأسلحة والتجهيزات العسكرية من دولة ثالثة إلى سوريا عبر تركيا وتجميد التعامل مع المصرف المركزي السوري. كما قررت تركيا أيضا تعليق اتفاق للتعاون مع سوريا، في حين استثنت من العقوبات تزويد سوريا بالكهرباء لأنها من احتياجات الشعب.
أما آخر العقوبات الغربية فجاءت من الحكومة الكندية التي أعلنت في 31 يناير (كانون الثاني) الماضي عقوبات ضد سوريا، تناولت أربعة مصارف وثلاث شركات نفطية بالإضافة إلى 22 شخصا معظمهم أعضاء في الجهاز الأمني. وطالت هذه العقوبات المصرف الصناعي وبنك التسليف الشعبي والمصرف الزراعي التعاوني ومصرف التوفير، وكلها مصارف حكومية، وشركة دير الزور للنفط وشركة ايبلا للنفط وشركة دجلة للنفط.
وقد جمدت أرصدتها في كندا بالإضافة إلى أرصدة 22 شخصا منعوا أيضا من الدخول إلى كندا ومن بينهم قادة كبار في الأجهزة الأمنية. وهذه كانت الخامسة من سلسلة العقوبات التي تبنتها كندا منذ مايو الماضي. واللائحة الجديدة شبيهة بشكل كبير باللائحة التي أعلنها الاتحاد الأوروبي، وطالت الإجراءات الكندية حتى الآن 108 أشخاص و38 مؤسسة حكومية.
وإثر نشر لائحة هذه العقوبات، قال وزير الخارجية الكندي جون بايرد: «نريد أن نتأكد من تطبيق كل الإجراءات لعزل هذا النظام الذي ندينه، ويجب أن يعلم الأسد وكل الذين يدعمونه أن الأمم التي تتطلع إلى السلام في العالم أجمع سوف تعمل معا لإنهاء نظامه القمعي». معلنا دعم الحكومة الكندية الحازمة «للجهود التي تبذلها الجامعة العربية من أجل انتقال سلمي للسلطة، وحث مجلس الأمن على دعمها».
ولم تقف أستراليا على الحياد أيضا، إذ أعلنت الحكومة الأسترالية دعمها تشكيل ائتلاف دولي لفرض المزيد من الضغوط على الرئيس بشار الأسد لحثه على التخلي عن السلطة. ووضعت 75 مسؤولا و27 مؤسسة على لائحة العقوبات، التي تنص على تجميد أصول الأفراد والشركات وفرض حظر سفر على المسؤولين، ثم أضافت إليها 34 مسؤولا و13 مؤسسة في سوريا، وأعلن وزير الخارجية الأسترالي كيفن رود أن حكومته «تدعم الجهود الدولية التي تدعو الأسد إلى التنحي وترك السلطة».
يوميات عائلات دمشقية
الثورة قلبت حياتهم اليومية 180 درجة
بيروت – لندن: «الشرق الأوسط»
نظرت «هالة» إلى هاتفها الجوال عندما وصلت إليها رسالة نصية من دار سينما تتضمن قائمة بأسماء الأفلام الجديدة، قرأتها وحذفتها على عجل، لتتابع كلامها مع صديقتها، دون حتى أن تخبرهن بمضمون الرسالة، كما جرت العادة مع صديقاتها اللائي يشاركنها الاهتمامات ذاتها.. مسرح، سينما، حفلات.
هالة طالبة جامعية من أشهر عدة فقدت اهتمامها بجديد الأفلام والمسرح وحفلات الموسيقى، تغير نمط حياتها اليومي؛ فمن حيث لا تدري وجدت نفسها «ناشطة في الثورة» مهمومة بأخبار المظاهرات والاعتقالات.. «مع أول مشاركة لي بالمظاهرات مع زملائي تحولت إلى شخص آخر» تقول هالة.
اعتقلت لأيام معدودة خلال نشاط طلابي، لكنها تجربة غيرت مسار حياتها «الإحساس بالحرية الممزوج بالقلق والخوف من الملاحقات يصبغ أيامي»، لكنها متفائلة بما يجري في البلاد وتعتبره «شيئا عظيما جدا»، والأعظم من ذلك «مشاركتنا في صنعه».
* الأمر لا يبدو بهذه المثالية بالنسبة لديما الموظفة والأم لولدين، التي تقدم نفسها كشخص محايد، وترى أن غالبية السوريين فقدوا الإحساس الطبيعي بالحياة، هي مثلا يحكمها قلق دائم على أسرتها (ولدين 19 و14 عاما وزوج). منذ بدأت تتقطع أوصال المدينة بالحواجز فرضت على ولديها العودة مبكرا إلى المنزل.
الابن الأكبر في السنة الأولى بالجامعة ألغى اشتراكه بالنادي الرياضي، وكان يرتاده مساء بعد الانتهاء من الدراسة، كما ألغى اللقاءات المسائية مع رفاقه بعد الساعة التاسعة. الابن الأصغر قلل عدد الساعات التي يقضيها مع رفاقه في مقاهي «النت» مساء وقلص فترة التنزه مساء، وبات الولدان ملزمين بالعودة مبكرا وتمضية وقت الفراغ أمام شاشة التلفزيون أو السهر افتراضيا مع الأصدقاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لساعات طويلة، إذا كان ذلك متاحا، بوجود التيار الكهربائي.
ديما الموظفة لم يعد لديها ما يكفي من الوقت لممارسة حياتها الاعتيادية، بالكاد تطبخ بعد العودة من العمل، وباقي الوقت تأكله الاتصالات لملاحقة حركة أفراد أسرتها والاطمئنان على الأهل والأصدقاء في المناطق الساخنة. تقول: «حتى عندما أكون في البيت وأولادي أمامي لا أشعر بالأمان» ذهني دائما مشغول قلقة على حياة زوجي، فمكان عمله في ريف دمشق وسط منطقة ساخنة، وطريق الذهاب والإياب ليس آمنا. سابقا كان يمضي فترة الغداء واستراحة القيلولة في البيت من الساعة الرابعة إلى السادسة والنصف مساء، ليذهب مجددا إلى عمله ويعود في ساعة متأخرة، لكن منذ بداية الأحداث ألغى الاستراحة وصار عمله فترة واحدة من الصباح ولغاية السادسة مساء. وعلى الرغم من ذلك فلديه وقت فراغ طويل مساء. لا يعرف ماذا يفعل خلاله، خاصة إذا انقطع التيار الكهربائي، وتنحصر خيارات تمضية هذا الوقت إما بالتمشي في الحارة أو زيارة الجيران، لأن زيارة الأقارب والأهل في المناطق البعيدة باتت صعبة في المساء.
وتتابع ديما أن زوجها كان سابقا يقترح عليهم الذهاب لتناول عشاء في المطاعم المنتشرة في ريف دمشق أو زيارة الأهل، أو التنزه يوم الجمعة، لكن كل ذلك تم حذفه من أجندة النشاطات العائلية، فلم يعد هناك ما يسمى «سيران» يوم الجمعة بعد أن استحوذت عليه المظاهرات، ومعظم سكان العاصمة اكتفوا بتخصيصه «لتناول وجبة فطور (فول وفتة) في البيت»، وتبادل الزيارات مع الجيران وقت انقطاع الكهرباء.
* أيمن معلم رياضيات، أبدى انزعاجه الشديد من العادات الجديدة التي تطرأ على حياته الاجتماعية، فقد اعتاد القراءة مساء أو متابعة فيلم في التلفزيون، لكن مكوث الجيران في منزلهم لساعات طويلة خلال انقطاع الكهرباء يكاد يقضي على هذه العادة ويحوله إلى «رجل متقاعد بالإكراه يتبادل الأحاديث مع جيران لا يتفق معهم غالبا في الرأي، ولا يثق بهم حين الحديث عن الهموم المعيشية اليومية كي لا يخوض معهم في الحديث عن الثورة».
المظاهرات في مختلف أرجاء البلاد، بما فيها الأحياء المتطرفة في العاصمة دمشق، والانفلات الأمني في بعض المناطق، وقطع الطرق ونصب الحواجز والتفتيش على الهويات أرخى بظلاله الثقيلة على السوريين.
* لين من درعا، وصديقها فادي من حمص، زميلان في جامعة دمشق، من ثلاث سنوات ولكن حبهما اشتعل خلال الثورة فتأثرا بها. وتلقائيا صارت مواعيد لقاءاتهما تضبط بحسب الأحداث، فعندما يشتد القصف على حمص أو درعا يمضيان الليل على (التشات) أو بالهاتف يحاولان التخفيف من قلقهما، والأماكن التي اعتادا الذهاب إليها كجبل قاسيون أو الحدائق العامة وسط المدينة أو في مناطق ريف دمشق التي سقطت تباعا مع ازدياد الحواجز.
تقول لين: «آخر مشوار لنا إلى قاسيون كان من نحو شهر، عندما أوقفنا الحاجز عند أو طريق الجبل، ووجه الجنود فوهات البنادق إلى السيارة وهم يطلبون منا إشهار هويتنا الشخصية، شعرت بأن هذا سيكون آخر مشوار إلى هناك. كما أن استعمار رجال الأمن للحدائق العامة يثير اشمئزازي، والحال ليس أفضل في المقاهي حيث يحاصرنا عناصر الأمن بملابس مدينة من كل جانب، فلا ندري إلى أين نذهب وكيف نلتقي».
بينما يشكر فادي الثورة، لأنها ألهبت مشاعر الحب لديه، لكنه يشير إلى أن حديثه مع صديقته يوما بعد آخر، يتجه لينحصر بشؤون السياسة «كلانا فقد الاهتمام بأي شيء آخر».
* إذا كانت المظاهرات السلمية قد استحوذت على يوم الجمعة في الأشهر الأولى من الثورة، فإن الثوار المسلحين (الجيش الحر) تقاسموا مع قوات الجيش النظامي والأمن والشبيحة باقي الأيام، فللجيش الحر الليل ولهؤلاء النهار، ليس في دمشق وحدها بل في غالبية المناطق. وبين هذا وذاك باتت العائلات في منازلها ليلا ونهارا في سجن اختياري. الأسبوع الماضي لم ينم أهالي حي المزة بسبب أصوات الانفجارات وإطلاق الرصاص الكثيف لعد ساعات بعد منتصف الليل.. وصار ليلهم كنهارهم.
* أحمد، سائق تاكسي، اقترح أن يتم تغيير اللوحة الموجودة عند مدخل المدينة «دمشق ترحب بكم»، وكتابة «عش المجانين يرحب بكم».. يقول: «أشعر بأن دمشق تُجنّ، فيوما تكون هادئة صامتة صمت المقابر، ويوما تكون مزدحمة وصاخبة وشجاعة، وآخر قلقة مذعورة»، لافتا إلى أن الازدحام سببه أهالي المحافظات الذين نزحوا إليها، وتساءل: «لا نعرف إلى متى ستستطيع دمشق امتصاص كل هذا الضغط، مما أدى إلى جنون في الأسعار».
ليست الثورة هي التي غيرت إيقاع الحياة اليومية في البلاد، بل «سياسات الحكومة الرعناء»، بحسب السائق أحمد.
يرى اقتصاديون أن نسبة إنفاق السوريين تقلصت عن السابق وستتقلص في الأيام المقبلة في ظل انخفاض معدلات الدخل، وارتفاع الأسعار وفقدان سوق العمل لعدد كبير من العاملين. وبالإضافة للأسباب الأمنية واضطراب الأوضاع في البلاد، فإن تراجع القدرة الشرائية أثر على كثير من مناشط الحياة. وتبدو غالبية المطاعم في ليل العاصمة فارغة إلا من عدد محدود من الناس. أحيانا كثيرة لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة. قلة من المطاعم الصغيرة والمقاهي في المناطق الهادئة وسط المدينة تخلو تماما من الرواد مع اقتراب الساعة من الحادية عشر ليلا، بينما كانت قبل عام يحتاج مرتادوها لحجز مسبق.
* ديما، على سبيل المثال، شطبت المطاعم من قائمتها بعد أن كانت تصطحب عائلتها وأصدقاءها إليها كل أسبوعين مرة. لسبب بسيط هو أن المال لم يعد يكفي لديها لتأمين المستلزمات المعيشية اليومية، هذا فضلا عن «الإحساس بالذنب لدى التنزه والاستمتاع بالوقت، بينما هناك سوريون آخرون يقتلون سواء من الموالين للنظام أو المعارضة». وتؤكد: «صرنا نضبط إيقاع حياتنا على نشرات الأخبار، لم نعد نستمتع بعطلة أو بزيارة أو بنزهة ولا حتى بالطعام، يكفي أن تشاهد مناظر أمهات الضحايا حتى تفقد الشهية». وتحمل ديما المسؤولية للمتظاهرين، وتقول إنهم «وضعوا حريتهم مقابل الأمان، فلم يربحوا الحرية وخسرنا الأمان».
* هالة كفت وأصدقاؤها في الجامعة عن ارتياد المقاهي لأسباب اقتصادية أيضا، لأنهم اتخذوا قرارا بتوفير ما قد ينفقونه على الترفيه والمقاهي لمساعدة المحتاجين: «أهلنا المتضررون في المناطق الساخنة أحق بكل قرش ننفقه في المقاهي ليذهب إلى جيوب أبناء المسؤولين ورؤساء الفروع الأمنية»، بحسب هالة. وتضيف: «معظم أصحاب المقاهي من الشبيحة، لا سيما المقاهي الحديثة».
* لم يستطيع حامد ابن الـ12 عاما الذهاب لزيارة أصدقائه يوم السبت الماضي وتمضية بعض الوقت كما اعتاد في أيام العطل. والدته رفضت أن يخرج من البيت بينما أخبار الانفجار الذي هز مدينة دمشق ما زالت تتردد على الألسنة.
الأم التي صارت تتناول حبوبا مهدئة بشكل دوري وتتظاهر بالتماسك النفسي أمام أبنائها، ازداد حرصها على ولديها حامد وعلاء بعد اندلاع الثورة في البلاد ومقابلتها بحملات القمع والاعتقال من جانب النظام. لكنها في الفترة الأخيرة، وتحديدا بعد دخول العاصمة السورية بقوة في أجواء المظاهرات الاحتجاجية، ارتفع مستوى توترها وصارت تنتظر ولديها على الشرفة لتتأكد من وصولهما. تقول أم علاء: «منذ البداية أقف بجانب الثورة وأعارض هذا النظام الديكتاتوري القمعي. حين اندلعت أولى المظاهرات في درعا عرفت مبكرا أن نظام الأسد سيقمع أي احتجاج ضده بالقوة، لكنني صدمت للوحشية التي أظهرها هذا النظام المجرم عبر سنة من الثورة».
في طريق عودته من الجامعة حيث يدرس علاء الهندسة الميكانيكية، وهو الابن الأكبر للعائلة، يعرّج الشاب العشريني مع مجموعة من أصدقائه الذين يناهضون نظام الحكم إلى بعض الأزقة الضيقة يخرجون من حقائبهم الجلدية علب بخاخ (دهان) ويرسمون على الجدران شعارات معارضة للرئيس بشار الأسد تدعوه للرحيل.
يقول علاء: «كنا في السابق وبعد انتهاء دوام الجامعة نذهب إلى أحياء الشعلان والمالكي لمشاهدة الفتيات الجميلات. الآن، صرنا نذهب إلى الأحياء التي تخرج فيها مظاهرات معارضة، وحين يمنعنا الأمن الذي يرابط على مداخل هذه الأحياء من الدخول، نستعيض عن ذلك بالكتابة على الجدران أحياء أخرى».
ويقول الشاب الذي اعتقل الأمن أعدادا كبيرة من زملائه: «الكتابة على الجدران صارت عادة يومية عند الشباب الدمشقي».
الابن الصغير حامد، الذي يذهب إلى مدرسته يوميا ويسخر مع زملائه من كلمات الأساتذة، الذين صاروا يبدأون حصصهم الدراسية بالأحاديث الوطنية و«حب البلاد وقائدها ومحاربة الإرهاب والتطرف الذي تدعمه أميركا والصهيونية العالمية». صار يشعر بالملل والضجر بسبب جلوسه طوال الوقت في المنزل «حتى النادي لم أعد أذهب إليه، أمي تقول لي: حين تنصلح الأحوال الأمنية تذهب أينما شئت».
الصبي الذي لم يتجاوز الثانية عشرة يعرف أن هناك ثورة عارمة في البلاد للإطاحة بالنظام السياسية، لكن توصيات أمه بعدم الكلام في السياسة أمام زملائه يدفعه دائما للحذر من الإدلاء برأيه المعارض لنظام الحكم.
* بائع الشرقيات في سوق الصالحية، الذي يعلق صورا لزعماء إيران وأمين عام حزب الله، لا يكل ولا يمل من تمني الهلاك للثوار الذين ينعتهم بـ«الفوار»، ويتهمهم بأنهم خربوا البلد.. «متى سيفرجها الله علينا وتعود حياتنا كما كانت؟! الله يخرب بيتهم كما خربوا بيوتنا، ما عاد لشيء أي طعم». ويشكو من الاضطرار لإغلاق محله قبل ساعتين كي يذهب إلى بيته في وقت باكر قدر الممكن.
القلق والرعب يعيشهما يوميا بسبب متظاهرين يضايقونه بسبب مواقفه الموالية للنظام، حيث يتهمونه بالتبليغ عنهم. «اضطررت لتغير مسكني مرتين»، وهو متأكد أن القيادة ستسحقهم، وليس لديه أدنى شك في قوة النظام. ويتساءل مرددا كلام الشبيحة: «يريدون حرية؟ هذه هي الحرية.. انعدام الأمان وتدمير البلاد».
* رامي (30 عاما) يعمل في ورشة صناعة أثاث منزلي في الغوطة الشرقية، ويسكن وسط العاصمة، يرى أن الفساد والسياسات الاقتصادية المتخبطة في مواجهة الأزمة زادت الطين بلة و«عطلت مصالح» الناس حيث تراجع العمل كثيرا؛ فهو واحد من الأشخاص الذين صاروا عاطلين عن العمل بعد سرقة واحتراق الورشة التي يعمل بها أثناء واحد من اقتحامات قوات النظام للمدينة التي يعمل فيها. أحلامه تبخرت؛ فبعد أن كان يحلم بالزواج والاستقرار صار كل همه تأمين قوت يومه ومساعدة والديه لتأمين الحد الأدنى من المستلزمات المعيشية.
يقول: «من أزمة إلى أزمة وجدت نفسي في قلب الثورة.. في البداية لم يكن هناك مازوت للتدفئة، انتهى الشتاء القاسي دون الحصول على ما يكفي لرد البرد، ثم أزمة الغاز ثم أزمة الكهرباء، ثم التوقف عن العمل وما يتبع ذلك من أزمات أخرى صغيرة». ويتساءل بعد كل ذلك: «هل بالإمكان عيش الحياة بشكل طبيعي؟».
خطيبته تركته بعد مشاجرة مع أشقائها بسبب موالاتهم للنظام، و«اتهامه بتشجيع الإرهابيين الذين يدفعون البلاد إلى الخراب». رامي الذي حرص في البداية لعدة أشهر على البقاء على الحياد والنجاة بنفسه وجد نفسه إلى جانب الثوار، فهم جيرانه بالعمل وأصدقاؤه.. «لم أختر الثورة بل هي اختارتني». وكان ذلك عندما حاول إسعاف صديق أصيب أثناء تفريق لإحدى المظاهرات.. «شاهدت دماغ صديقي (مطروشا) على الأرض.. دماؤه بللتني، لم أحتمل دموع والدته وتخيلت أمي مكانها».
لا يبدي رامي أسفا على فسخ خطوبته وتخليه عن أحلامه بعدما عاين الموت وخبر إحساس الحرية، ويقول: «الموت ولا المذلة هذا ما تعلمته من أهالي الغوطة الشرقية الذين عاشرتهم وخبرت طيبتهم ونخوتهم ورأيتهم يتعرضون لظلم رهيب». ويضيف: «لن أتراجع عن دعمي لهم». لذا فهو غير مكترث بانقلاب حياته 180 درجة، بل يرى في ذلك تصحيحا لنمط حياته الخاطئ: «لقد أصبح لحياته معنى، فمع أنني خسرت عملي لكن مكانتي الاجتماعية ارتقت».
10 آلاف قتيل في سنة وكلينتون تزور الرياض وأنقرة للبحث في سفك الدماء
أنان للأسد: لا يمكن مقاومة رياح التغيير
في إشارة واضحة إلى نتائج محادثاته في موسكو مع الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف الذي أكد في لقائه الرئيس الأميركي باراك أوباما في سيول أمس دعم مهمته، أعلن موفد الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي أنان الذي انتقل إلى بكين، أن نظام بشار الأسد لا يمكنه أن يقاوم “رياح التغيير” وأنه طلب منه اتخاذ “الخطوات الاولى والموافقة على وقف القتال”.
وفيما تتابع الديبلوماسية الدولية دورتها التي يستغلها النظام السوري في مزيد من الضغط الدموي على الشعب المنتفض ضد حكمه، ضحى الأسد خلال سنة بأكثر من 10 آلاف قتيل سوري ثمناً لاستمراره في الحكم.
وفي دمشق أغلقت تركيا والنروج امس سفارتيهما بسبب تدهور الأوضاع الامنية في سوريا حيث سقط أمس 69 شهيداً معظمهم في حمص وبينهم صحافيان جزائريان قتلا برصاص قوات الأمن التابعة للنظام.
وفي اسطنبول إلى حيث تصل وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قادمة من الرياض حيث تبحث الجمعة مع خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ووزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل سبل وقف سفك الدماء في سوريا، التقى مساء أمس ممثلون عن تيارات مختلفة للمعارضة السورية بهدف “توحيد رؤى المعارضين” حول الازمة السورية على أن تبدأ جلسات العمل اليوم.
ففي سيول شدّد الرئيس الأميركي باراك أوباما لنظيره الروسي دمتري مدفيديف على أن أي عملية انتقالية في إطار مهمة كوفي أنان يجب أن تشمل مغادرة بشار الأسد للسلطة. واتفق الرئيسان على دعم مهمة أنان.
وقال نائب مستشار الأمن القومي الأميركي بين رودس أمس، إن أوباما ومدفيديف اللذين التقيا على هامش القمة النووية في سيول، ناقشا الخلاف في موقفي بلديهما حول الوضع في سوريا و”عبرا عن رغبتهما في العمل معاً للتقدم بطريقة تقوي كوفي أنان”.
وأضاف رودس أن أوباما “أوضح اعتقاده أن جزءاً من العملية الانتقالية التي يراها لمبادرة كوفي أنان يشمل تخلي الأسد عن السلطة”.
وفي موسكو قال كوفي أنان أمس إن حكومة الرئيس السوري لا يمكن أن تقاوم “رياح التغيير”، لكنه قال ان من السابق لأوانه طرح جدول زمني لعملية التسوية في سوريا. وقال “في رأيي ليس من المنطقي السعي الى تحديد مهل تتفق خلالها اطراف النزاع”.
وقال انان ان “موسكو ابدت استعدادها للعمل معي. واعول في الحصول على دعم بكين. وأكد ان الدول العربية لا تزود المعارضة السورية بالاسلحة وانه لا يعلم من يقوم بتسليحها.
وقال المتحدث باسم كوفي انان ان الأخير تلقى أمس رداً جديداً من السلطات السورية على اقتراحاته لحل الازمة السورية. وتابع احمد فوزي ان “الحكومة السورية ردت رسمياً على الخطة المؤلفة من ست نقاط التي وضعها انان وكما وافق عليها مجلس الامن”، وأضاف ان “انان يدرس الرد وسيجيب عليه قريبا جداً”.
وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية أمس ان وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ستزور الرياض الجمعة والسبت لاجراء محادثات مع خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ووزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، تتناول خاصة الجهود الرامية الى “وضع حد لحمام الدم في سوريا”، وأضافت ان كلينتون ستتوجه على الاثر السبت الى تركيا للمشاركة في المؤتمر الثاني لـ”اصدقاء سوريا” الذي سيعقد في اسطنبول في اول نيسان (ابريل) المقبل.
وفي اسطنبول التقى مساء أمس ممثلون عن تيارات مختلفة للمعارضة السورية بهدف “توحيد رؤى المعارضين” حول الازمة السورية بحسب المنظمين، على ان تبدأ اجتماعات العمل اليوم.
وقال عضو المكتب الاعلامي في المجلس الوطني السوري محمد السرميني ان “الهدف من هذا المؤتمر هو توحيد رؤى المعارضة، ووضع الخطوط العريضة للعهد الوطني الذي يتكلم عن دولة مدنية يتساوى فيها المواطنون بغض النظر عن انتمائهم الديني والعرقي”.
وأعلنت كل من تركيا والنروج أمس اغلاق سفارتيهما في دمشق.
وقال مصدر ديبلوماسي تركي ان القنصلية التركية العامة في حلب لا تزال مفتوحة. واعتبر ان قرار الاغلاق سيوجه “بالتأكيد رسالة سياسية قوية” الى النظام السوري، فيما قالت الخارجية النروجية ان ديبلوماسيا نروجيا سيظل في دمشق في السفارة الدنماركية للبقاء على اتصال بالوزارة.
وبالتوازي مع الحركة الديبلوماسية النشطة، استمر التصعيد الأمني الذي تتولاه قوات الأسد في مختلف المناطق، ومنها العاصمة دمشق وثاني كبرى مدن سوريا حلب اللتان شهدتا في الآونة الأخيرة نشاطاً معارضاً مكثفا، وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس ارتفاع حصيلة القتلى منذ بدء الاحتجاجات الشعبية ضد نظام الأسد إلى نحو عشرة آلاف قتيل تم توثيق أسمائهم، مؤكدا اختفاء ثلاثة آلاف آخرين لم يعرف مصيرهم.
وذكرت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية أمس أن النظام السوري يستخدم المدنيين كدروع بشرية.
وقالت الصحيفة نقلا عن تقرير منظمة “هيومان رايتس ووتش” إن “طريقة استخدام المدنيين كدروع بشرية لحماية القوات السورية بجعلهم يخطون الخطوات الأولى لتفجير الألغام على جانب الطريق وهي طريقة متعارف عليها في المدن المقاومة للنظام”.
وأفادت مصادر في المعارضة السورية بمقتل رئيس فرع المخابرات الجوية في دمشق العقيد إياد مندو، كما نقلت قناة “العربية” التي أضافت أنه لم يتسن لها التأكد من صحة هذه المعلومة.
وفي محافظة السويداء (جنوب) ذات الغالبية الدرزية، خرجت تظاهرة في الذكرى الثلاثين لوفاة الزعيم الدرزي سلطان باشا الاطرش، احد قادة الاستقلال في سوريا، تحولت الى تظاهرة تطالب بإسقاط النظام.
وتتواصل الاعتداءات التي تشنها قوات الاسد والاشتباكات مع المنشقين في انحاء مختلفة من البلاد ما أسفر عن سقوط 69 قتيلا حسب الهيئة العامة للثورة السورية معظمهم في حمص ومنهم صحافيان جزائريان.
وتعرضت احياء باب السباع وباب هود والورشة والصفصافة والحميدية والخالدية في المدينة لقصف بقذائف الهاون. وفي ريف حمص، قتل مواطنان اثر اصابتهما برصاص مجهولين قرب قلعة الحصن، وامرأة في القصف على مدينة القصير حيث قتل ايضا جندي منشق في اشتباكات. وسقط اربعة جنود وعشرات الجرحى في كمين في مدينة حمص.
في ريف دمشق، افيد عن وقوع اطلاق نار في مدينة حرستا مصدره القوات النظامية اسفر عن مقتل شابة في ال18 من عمرها، كما قتل ثلاثة جنود نظاميين اثر استهداف حافلة كانت تنقلهم برصاص مجموعة منشقة في المدينة.
وقال المتحدث باسم مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق احمد الخطيب ان “الجيش الحر نفذ عملية عند ساعات الصباح الاولى على حاجز للقوات النظامية في حرستا تخللها القاء قنبلة واشتباك بالاسلحة الخفيفة”.
وقتل في الزبداني في ريف دمشق اربعة جنود نظاميين بينهم ضابط، وجندي منشق في اشتباكات، واربعة مدنيين في قصف من قوات النظام.
في ادلب قتل مواطن في مدينة معرة النعمان اثر اصابته برصاص قناصة.
وتنفذ القوات النظامية في بلدة كفرنبل حملة مداهمات واعتقالات في الحي الشمالي تترافق مع اطلاق رصاص، بحسب المرصد، كما اقتحم الجيش قرية الشاتورية صباحا وشن حملة اعتقالات واسعة، بحسب لجان التنسيق.
وحصلت اشتباكات بين الجيش ومجموعات منشقة في بلدة دركوش القريبة من الحدود السورية التركية تسببت باصابة ستة عناصر من القوات النظامية بجروح.
في حماة افاد عضو المكتب الاعلامي لمجلس قيادة الثورة ابو غازي ان القوات النظامية اقتحمت صباحا بلدة كفرزيتا التي تبعد نحو 40 كيلومترا عن مدينة حماة. واضاف ان القوات النظامية “اعتقلت عددا من الناشطين والاطباء وداهمت بيوتا لناشطين واحرقتها، في ظل تقطيع اوصال البلدة بالحواجز العسكرية وانتشار القناصة”.
كما تعرضت قلعة المضيق في حماة لاطلاق نار من رشاشات ثقيلة مصدره القوات النظامية التي تحاول اقتحام البلدة منذ اسابيع.
في ريف حلب (شمال)، قتل مواطن برصاص القوات النظامية على طريق عندان.
في محافظة دير الزور (شرق)، اسفرت حملة مداهمات في مدينة القورية اليوم عن اعتقال 16 شخصا بينهم فتيان.
في محافظة درعا (جنوب)، تنفذ القوات النظامية حملة مداهمات واعتقالات في قرى كفرناسج وعقربا والطيحة.
وافاد عضو تنسيقيات حوران في درعا لؤي راشد عن “اشتباكات مستمرة بين الجيش النظامي والجيش الحر في منطقة اللجاة” في درعا.
وطلب مجلس الشعب السوري من الاسد أمس تأجيل الانتخابات مجلس الشعب في السابع من ايار (مايو) المقبل.
(أ ف ب، رويترز، يو بي أي، ا ش ا، “لجان التنسيق المحلية”)
عنان يتسلم رداً من دمشق وأوباما وميدفيديف “متفقان”
أعلن المتحدث باسم الموفد الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي عنان، أمس، أن الأخير تلقى رداً جديداً من السلطات السورية على اقتراحاته لحل الأزمة . فيما أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أنه والرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف متفقان على دعم مهمة الموفد الخاص . في وقت تواصلت أعمال العنف والاشتباكات وعمليات القصف في مناطق سورية عدة، موقعة المزيد من الضحايا .
وقال المتحدث أحمد فوزي في بيان “ردت الحكومة السورية رسمياً على خطة المبعوث الخاص المشترك إلى سوريا المكونة من ست نقاط، كما أيدها مجلس الأمن الدولي، يدرس عنان الرد وسيرد عليه قريباً جداً” . ولم يدلِ بمزيد من التفاصيل .
واعتبر عنان في موسكو، أن السوريين هم الذين عليهم أن يقرروا ما إذا كان على الرئيس السوري بشار الأسد ترك الحكم، وقال “من المهم في هذا الوقت العمل على أن يجلس جميع السوريين إلى طاولة المفاوضات”، ورفض تحديد جدول زمني لعملية التسوية . وقال “في رأيي ليس من المنطقي السعي إلى تحديد مهل تتفق خلالها أطراف النزاع” .
وتطرق أوباما بشكل مقتضب أمام الصحافيين إلى الخلافات المستمرة بين أمريكا وروسيا حول سوريا، وقال، لكن البلدين أصبحا متفقين على “دعم جهود كوفي عنان بهدف وقف حمام الدم”، موضحاً أن الهدف النهائي هو قيام سلطة “مشروعة” في دمشق .
على الأرض، تواصلت العمليات العسكرية للقوات السورية والاشتباكات مع عناصر من “الجيش السوري الحر” المعارض، في أنحاء مختلفة من سوريا، وسقط 7 قتلى من المدنيين، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان، في حمص (وسط)، وريف دمشق، وإدلب (شمال غرب)، ودرعا (جنوب)، والحسكة (شمال شرق)، في وقت اعتقل العشرات في حملات دهم وتفتيش لعدد من المناطق السورية، وتعرضت أحياء في حمص ومناطق في حماة للقصف . (وكالات)
عمليات عسكرية واشتباكات في مناطق عدة من سوريا
تواصلت العمليات العسكرية للقوات السورية والاشتباكات مع عناصر من “الجيش السوري الحر” المعارض، أمس، في أنحاء مختلفة من سوريا، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطين .
وسقط 7 قتلى من المدنيين، وفقا للمرصد . ففي حمص (وسط) سقط 5 قتلى جراء القصف على أحياء حمص القديمة وحي وادي إيران . وتعرضت أحياء باب السباع وباب هود والورشة والصفصافة والحميدية لقصف بالهاون . وذكرت لجان التنسيق المحلية أن القصف شمل حي الخالدية، وأن القوات النظامية تحاول اقتحام الحي الذي تخوف ناشطون من أن يؤدي اقتحامه إلى وقوع عدد كبير من الضحايا .
في ريف دمشق، أفاد المرصد عن إطلاق نار في مدينة حرستا مصدره القوات النظامية، أسفر عن مقتل شابة . وأضاف أن انفجارا دوى صباحا في المدينة لم تعرف أسبابه، إلا أن المتحدث باسم “مجلس قيادة الثورة” في ريف دمشق أحمد الخطيب قال إن “الجيش الحر نفذ عملية على حاجز للقوات النظامية في حرستا تخللها إلقاء قنبلة واشتباك بالأسلحة الخفيفة” .
في إدلب (شمال غرب)، قتل مواطن في معرة النعمان إثر إصابته برصاص قناصة . وتنفذ القوات النظامية في بلدة كفرنبل حملة مداهمات واعتقالات في الحي الشمالي تترافق مع إطلاق رصاص . وأدت اشتباكات في قرية دركوش القريبة من الحدود التركية إلى إصابة ستة عناصر من القوات النظامية بجروح، حسب المرصد . واقتحم الجيش قرية الشاتورية، وشن حملة اعتقالات واسعة، ودارت اشتباكات بينه وبين “الجيش الحر” في بلدة دركوش، تلاها قصف عنيف على بساتين البلدة وحرق العديد من المنازل، حسب لجان التنسيق . وأفاد المكتب الإعلامي ل”مجلس قيادة الثورة” في إدلب ان قوات النظام واصلت إطلاق النار والمداهمات والاعتقالات في مدينة سراقب التي دخلتها قبل ثلاثة أيام . ووزع أشرطة فيديو لآثار قصف طال مدينة أريحا . كما تعرضت بلدة الجانودية في جسر الشغور للقصف والاقتحام .
في حماة (وسط)، أفاد عضو المكتب الإعلامي لمجلس قيادة الثورة أبو غازي أن القوات النظامية اقتحمت بلدة كفرزيتا . وأضاف أن القوات النظامية “اعتقلت عددا من الناشطين والأطباء وداهمت بيوتا لناشطين وأحرقتها، في ظل تقطيع أوصال البلدة بالحواجز العسكرية وانتشار القناصة في الأماكن المرتفعة” . كما اقتحمت القوات النظامية مدينة كرناز بعدد كبير من الدبابات وسط إطلاق نار كثيف، حسب لجان التنسيق . وتعرضت قلعة المضيق لإطلاق نار من رشاشات ثقيلة .
وقال أبو غازي “الوضع الإنساني مزر في قلعة المضيق، وحركة النزوح كبيرة جدا”، مشيرا إلى “استهداف القلعة الأثرية مرات عدة ما أدى إلى تهدم أجزاء منها” . وكان “مجلس قيادة الثورة” تحدث عن ظروف معيشية صعبة جدا في قلعة المضيق والقرى المجاورة في ظل “معاناة الناس الأمرين لتأمين قوتهم وقوت عيالهم ولو بأبسط ما يمكن”، نتيجة القصف . وأشار إلى “حالة نزوح هربا من قذائف الدبابات والمدفعية والصواريخ” لا سيما إلى قرى سهل الغاب المجاورة .
في محافظة دير الزور (شرق)، أسفرت حملة مداهمات في مدينة القورية عن اعتقال 16 شخصاً بينهم فتيان، كما اقتحمت قوات عسكرية تضم ناقلات جند مدرعة قرية الجرذي فجراً . وفي محافظة درعا، نفذت القوات النظامية حملة مداهمات واعتقالات في قرى كفر ناسج وعقربا والطيحة . وقال المرصد إن رجلا توفي تحت التعذيب بعد يوم على استدعائه من شرطة مدينة جاسم، مشيراً إلى أن قسم الشرطة “تحول إلى مركز إعدام ميداني يسيطر عليه الجيش” . وقال عضو تنسيقيات حوران في درعا لؤي راشد إن “هذه الحالة هي الخامسة من نوعها في مدينة جاسم” . وأشار إلى “اشتباكات مستمرة بين الجيش النظامي والجيش الحر في منطقة اللجاة” . وأضاف أن القوات النظامية “تطلق نيران مضادات الطيران ومدافع المدرعات في بصرى” .
في محافظة الحسكة (شمال شرق)، عثر على جثمان الشاب خلف محمد قطنة في مدينة الدرباسية بعد ساعات من خطفه على أيدي مسلحين مجهولين من قرية الطوباوية، حسب المرصد . وقطنة هو ابن شقيقة القيادي الكردي المعارض مشعل تمو الذي اغتيل في أكتوبر/ تشرين الأول . وأظهرت مقاطع بثها اتحاد تنسيقيات شباب الكرد على الانترنت موكب تشييع للشاب .
وأدت أعمال العنف الأحد، إلى سقوط 42 قتيلاً في مناطق مختلفة من سوريا، حسب المرصد .
من جهتها، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” أن السلطات أحبطت محاولة تسلل “مجموعة إرهابية مسلحة” من تركيا إلى ريف إدلب، وقتلت عددا من عناصرها . وأوردت أن المحاولة حصلت بين “بلدة دركوش مقابل قرية الغزالة الحدودية ومدينة سلقين”، وأن “الاشتباك أسفر عن مقتل عدد من الإرهابيين” .
في بلدة معرة مصرين في إدلب، سارت تظاهرة مسائية تحت عنوان “معرة مصرين لن تركع إلا لله” . كما سارت تظاهرة ليلا في بلدة حاس . وذكر مجلس قيادة الثورة في حماة أن سكان المدينة خرجوا “في مظاهرات مسائية في العديد من أحياء حماة”، وسارت تظاهرات في بعض أحياء مدينة حلب وفي قريتي الابزمو وبزاعة . (وكالات)
كلينتون: نأمل أن يصدُق الأسد بالتزامه.. وسندفع المعارضة لتقديم رؤيتها بمؤتمر اسطنبول
دعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون المعارضة السورية إلى وضع “رؤية موحدة” تحمي حقوق كل السوريين خلال اجتماعها في اسطنبول، وأضافت: “سندفعهم بكل قوة لتقديم مثل هذه الرؤية في اسطنبول” خلال مؤتمر “أصدقاء سوريا” الذي سيعقد في هذه المدينة الأحد المقبل وتشارك فيه معظم الدول الغربية والعربية.
كلينتون، وفي حديث إلى الصحافيين، أكدت أن موافقة سوريا على خطة مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي أنان للسلام يجب أن تقترن بـ”افعال فورية” مثل وقف إطلاق النار، مشيرةً إلى أن واشنطن تأمل أن يكون الأسد صادقا في التزامه بنقاط خطة أنان الست لوقف العنف نظراً لتاريخه في “الحنث بوعوده”.
(أ.ف.ب.)
المعارضة السورية تضع “العهد الوطني” وتتعهّد بدولة تعدّدية ودستور يضمن الحريات ويحميها
اختتمت المعارضة السورية في اسطنبول أعمال مؤتمرها وتوصلت في نهايتها إلى وثيقة “العهد الوطني لسوريا المستقبل” التي سجّلت بعض القوى الكردية المنضوية في المجلس الوطني السوري اعتراضها عليها بانسحابها من المؤتمر ومن ثم بانسحابها من المؤتمر الصحافي الذي تم في خلاله اعلان الوثيقة، من دون الإعلان عن أسباب الخلاف.
وجاء في الوثيقة التي تلاها عضو المجلس الوطني السوري جورج صبرا:
– سوريا دولة مدنية تعددية مستقلة وحرة. دولة ذات سيادة تحدّد مستقبلها حسب ارادة الشعب السوري وحده والسيادة ملك حصري للشعب يمارسها من خلال العملية الديمقراطية.
– تلتزم الحكومة الإنتقالية فور سقوط النظام الحالي اللاشرعي بإجراء إنتخابات حرة ونزيهة تنبثق عنها جمعية تأسيسية تتولى صياغة دستور جديد، ويتضمن الدستور الجديد بنود هذا العهد ثم يطرح على الشعب للإستفتاء.
– سوريا الجديدة دولة ديمقراطية تقوم الدولة على الحياة الدستورية وسيادة القانون الذي يساوي بين المواطنين بغض النظر عن الإنتماء الديني أو الفكري أو القومي.
– يشكل احترام حقوق الإنسان في كل من الدولة والمجتمع هو حجر الزاوية في الديمقراطية الوليدة.
– يفخر الشعب على التعدد الثقافي وتنوع الحياة الدينية إسلامية كانت أو مسيحية أو أي معتقدات أخرى وكلها جزء لا يتجزأ من الثقافة السورية والمجتمع السوري وجميعها ستشارك في بناء المستقبل كما شاركت في بناء الماضي.
– قاعدة النظام السوري الديمقراطي الجديد سيبنى على الوحدة في التنوع وتضم الأشخاص والمكونات كافة للشعب السوري دون تمييز أو إقصاء.
– يؤكد الدستور عدم التمييز بين أي من المكونات الدينية أو المذهبية أو القومية للشعب السوري من عرب وكرد وأشوريين وسريان وتركمان وغيرهم ويعترف بحقوقهم المتساوية ضمن وحدة سوريا أرضاً وشعباً.
– يتم تنظيم إنتخابات نزيهة وحرة ودورية ويقام نظام متعدد الأحزاب ولن يوضع أي نوع من العقبات أمام المواطنين الراغبين في المشاركة في الحياة السياسية الديمراطية في سوريا.
– يعكس المجلس النيابي المنتخب بحرية تامة ارادة الشعب ومصالحه ويعطي بذلك الشرعية الكاملة للحكومة المنبثقة عنه.
– يُنتخب الرئيس السوري بحرية من قبل الشعب او البرلمان ولن يكون هناك حكم لفرد أو هيئة معينة وتُحدد صلاحيات الرئيس وفق الدستور على قاعدة فصل السلطات.
– تضمن الحكومة المنتتخبة استقلال القضاء ومؤسساته استقلالاً تاماً لا لبس فيه.
– يضمن الدستور حقوق الأفراد والجماعات ويلتزم الشرعة العالمية لحقوق الإنسان والمواثيق الدولية.
– يحمي الدستور الحريات لعامة والخاصة لجميع المواطنين بما فيها حرية التعبير والرأي والإختيار والعقيدة وفق المواثيق الدولية.
– يكفل حقوق المراة وحريتها ويحافظ على المكتسبات التي حصلت عليها مع ضمان حقوقها المدنية والسياسية والإجتماعية والثقافية والإقتصادية ومشاركتها بالتساوي مع الرجل في جميع المجالات.
– تضمن الدولة الجديدة اعلى درجات صيانة الحقوق والمكونات الدينية وتوفر حرية ممارسة الدين والعقيدة والفكر.
– تكون كل السطات الرسمية ومؤسسات الدولة في خدمة الشعب وخاضعة له فعلياً وليس العكس.
– تجريم كل أشكال التعذيب والمعاملة المسيئة والممارسات التي تحط من الكرامة الإنسانية مهما كانت الدوافع.
– لن يُسمح لأحد بالإفلات من العقاب وتُعزز بشكل عاجل مبادئ المحاسبة وفق القانون وعبر القضاء العادل.
– تخضع القوات المسلحة السورية للسلطة السياسية ولن تستخدم بعد اليوم للتدخل في الحياة السياسية أو التدخل للمحافظة على مصالح النظام وتكون بخدمة الشعب والدفاع عن الوطن واداؤها فخر واعتزاز للشعب.
– اعادة بناء الأجهزة الأمنية على اسس دستورية وقانونية لتكون في خدمة الوطن والمواطن تحت رقابة السلطة التشريعية.
– لا رغبة للثأر والإنتقام وتعمل السلطة الإنتقالية على توفير جميع الشروط لتضميد جروح الماضي وحماية الأفراد والجماعات وتعمل لمصالحة وطنية شاملة.
– ستأخذ سوريا المكانة التي تستحقها بين الدول وفق المصالح المتبادلة والعمل المشترك والتعاون سيكون العنوان الرئيس لعلاقاتها ضمن القانون الدولي والسلام العادل.
– تستعيد سوريا دورها الفاعل على الساحة الإقليمية والدولية وفي إطار الجامعة العربية وتكون عامل استقرار إقليمي ودولي.
– تعمل الدولة السورية على تحرير الجولان بكل الوسائل المشروعة وتدعم الشعب الفلسطيني في نضاله وتعمل ما تستطيع للحفاظ على وحدة الفلسطينيين ونجاحهم في تحقيق أهدافهم.
– ينتزع من النظام طغمة النهب والإحتكار وسرقة المال العام، وتعمل الدولة السورية على توفير الحرية الإقتصادية وفق قانون السوق وتوزيع الثروة الوطنية وتكافؤ الفرص.
– تعمل الدولة السورية على توفير التنمية الشاملة والمتوازنة وخصوصاً في المناطق التي تحتاج إلى ذلك.
– سينهي الشعب السوري الحقبة السوداء من تاريخ سوريا وتدخل البلاد عهداً جديداً من الديمقراطية والرخاء وتستعيد وحدتها الوطنية الحقيقية بمشاركة وتعاون جميع ابناء الشعب السوري وتحتل من جديد مكانتها اللائقة بتاريخها وشعبها. ولن تستطيع القوى الغاشمة من تغيير مسار التاريخ ومنع الشعب من تغيير واقعه بنفسه.
وفي الختام، اعرب صبرا عن أسفه لانسحاب بعض الشخصيات الكردية، لافتاً إلى أنّها حضرت منذ اللحظة الأولى للمؤتمر والقت كلمة بالمؤتمر وشاركت مثل الجميع ولكن انسحابها جاء بعد مفاوضات وحوارات طويلة”.
خلافات وسط المعارضة السورية بإسطنبول
أنان يطالب دمشق بتنفيذ خطته
أكد موفد الجامعة العربية والأمم المتحدة كوفي أنان اليوم الثلاثاء قبول دمشق بخطته الرامية إلى تسوية الأزمة السورية سياسيا لكنه طالبها بتنفيذها. وفي الوقت نفسه، أعلنت روسيا مجددا رفضها رهن التسوية برحيل الرئيس السوري بشار الأسد الذي تحاول المعارضة السورية المجتمعة في إسطنبول عرض بديل لنظامه.
وقال فوزي أحمد المتحدث باسم أنان إن الموفد العربي الأممي بعث برسالة إلى الحكومة السورية يحثها فيها على وضع تعهداتها موضع التنفيذ.
وكان أنان قد تلقى أمس الرد السوري على خطته المؤلفة من ست نقاط والتي تدعو إلى إنهاء العنف عبر وقف لإطلاق النار تشرف عليه الأمم المتحدة، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين، والإفراج عن جميع المعتقلين في إطار الاحتجاجات، وبدء عملية إصلاح سياسي شاملة تضمن التعددية الحزبية.
أهمية التنفيذ
ونقل فوزي عن كوفي أنان قوله إن الرد السوري خطوة مبدئية مهمة يمكن أن تنهي العنف وإراقة الدماء، وتوفر المساعدة للمحتاجين، وتخلف ظروفا تساعد في إجراء حوار سياسي من شأنه تلبية الطموحات المشروعة للشعب السوري.
بيد أن أنان شدد في المقابل في رسالته للحكومة السورية على أن تنفيذ خطته مهم ليس فقط للشعب السوري، بل للمنطقة والمجتمع الدولي كله. والتقى أنان اليوم في بكين رئيس الوزراء الصيني ون جياباو الذي أعلن دعم بلاده لمساعي الموفد العربي الأممي لتسوية الأزمة السورية سياسيا.
وحصل أنان على دعم مماثل من روسيا حين زار موسكو، وكذلك من الولايات المتحدة. وكان أنان قد قال أمس في موسكو إن رحيل الرئيس السوري “واحدة من القضايا التي سيتعين على السوريين اتخاذ القرار بشأنها”، وأضاف أنه سيصبح ضروريا إرسال قوة مراقبين أممية لمراقبة الوضع في حال الاتفاق على وقف القتال.
وشككت بسمة قضماني نائبة رئيس المجلس الوطني السوري المعارض اليوم في استجابة دمشق لجهود أنان رغم قبولها رسميا خطته لحل الأزمة.
موقف روسي
سياسيا أيضا انتقد الرئيس الروسي ديمتري مدفيدف اليوم دعوات غربية إلى رحيل الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال مدفيدف في تصريحات له على هامش قمة الأمن النووي بالعاصمة الكورية الجنوبية سول إن الاعتقاد بأن رحيل الأسد سيحل كل المشاكل يعبر عن “قصر نظر”. وأضاف أن من يقرر مستقبل سوريا هو الشعب السوري وليس قادة دول أجنبية.
كما قالت الخارجية الروسية اليوم إن روسيا لا تنوي حضور مؤتمر أصدقاء سوريا الذي سيعقد الأحد المقبل في إسطنبول رغم تلقيها دعوة إلى الحضور. وكانت روسيا قد قاطعت الجولة الأولى من المؤتمر نهاية فبراير/ شباط الماضي بتونس
وينتظر أن تصدر عن مؤتمر إسطنبول مبادرة تركية أميركية لتوفير مساعدات غير عسكرية للمعارضة السورية تشمل معدات اتصال بالإضافة إلى مواد طبية.
خلافات بإسطنبول
على صعيد آخر, ناقش معارضون سوريون من المجلس الوطني وجماعات أخرى لليوم الثاني في إسطنبول سبل توحيد صفوف المعارضة، وبلورة تصور مشترك لمرحلة ما بعد النظام الحالي من خلال ميثاق أو عهد وطني لكن خلافات ظهرت في الاجتماع.
وجاء في مسودة إعلان للمبادئ الأساسية يفترض أن يصدر مساء اليوم أن سوريا الجديدة ستكون مدنية وديمقراطية وحرة تماما على أن تعد الحكومة الانتقالية (المحتملة) لإجراء انتخابات لاختيار جمعية تأسيسية تضع دستور سوريا الجديد.
وقال مسؤول تركي إنه إذا اتفقت المعارضة السورية على وثيقة واحدة لتوحيد صفوفها، فقد يتم الاعتراف بالمجلس الوطني ممثلا وحيدا للشعب السوري.
بيد أن اجتماع إسطنبول شهد خلافات في يومه الثاني بانسحاب المجلس الوطني الكردي. كما انسحب المعارض البارز هيثم المالح من قاعة الاجتماع، متهما المجلس الوطني السوري بالهيمنة الزائدة عن الحد.
وكانت هيئة التنسيق الوطني السورية المعارضة برئاسة حسن عبد العظيم قد أعلنت أمس أنها لن تشارك في اجتماع إسطنبول بحجة أن تركيا وقطر هما من وجها الدعوات إلى أطراف المعارضة السورية.
مفاوضات سرية
وبالتزامن مع اجتماع إسطنبول، أوردت صحيفة التايمز البريطانية اليوم أن ناشطين سوريين معارضين مقيمين في الولايات المتحدة والشرق الأوسط يجرون مفاوضات سرية مع مسؤولين في الدائرة المحيطة بالنظام السوري لإقناعهم بالانشقاق عنه.
ونقلت الصحيفة عن بعض أولئك الناشطين الذين لم تكشف عن هوياتهم أن المفاوضات تشمل قادة الحرس الجمهوري وكبار المسؤولين في قصر الرئاسة.
ونقلت عن معارض يقيم في الولايات المتحدة أن المعارضة تسعى إلى إبرام صفقات مع هؤلاء المسؤولين وتأمين ممرات آمنة لعائلاتهم. ونسبت الصحيفة إلى أسامة المنجد مستشار رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون قوله إن كل طلب (للانشقاق) من مسؤولي الدائرة الداخلية للأسد يجري التعامل معه على أساس كل حالة على حدة.
ووفقا للتايمز، فإن الساعين إلى مغادرة البلاد من مسؤولي الدائرة الداخلية للنظام لم يتورطوا على الأرجح مباشرة في الانتهاكات التي ارتكبت ضد المدنيين منذ اندلاع الثورة قبل أكثر من عام.
صحيفة: التفرقة تضعف معارضة سوريا
المجلس الوطني السوري واجه انتقادات من تشكيلات معارضة أخرى (الجزيرة-أرشيف) قالت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور إن المعارضة السورية تواجه الآن مرحلة “في التفرقة ضعف” ولا سيما أنها تعاني من انقسامات داخلية وانسحاب بعض الشخصيات في وقت أن الوحدة تمكنها من استمالة المتشككين السوريين والدعم الدولي.
وأضافت أن فصائل المعارضة المتشاحنة تجتمع اليوم في تركيا لتشكيل جبهة موحدة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد ولنيل الدعم الدولي قبل انعقاد مؤتمر “أصدقاء سوريا” الأسبوع المقبل.
والانشقاقات والخلافات التي تفرق بين شخصيات معارضة تعيش في الخارج وناشطين في الداخل، وكذلك بين ليبراليين علمانيين وكوادر إسلامية، تعكس مدى التعقيد في الخليط الثقافي والعرقي والطائفي في سوريا.
ويستبعد أندرو تابلر مؤلف كتاب عن سوريا في ظل حكم الأسد، أن تتمكن المعارضة السورية بسهولة من التماسك بسبب الطبيعة الطائفية والمتنوعة للبلاد، مقارنة بأماكن أخرى حيث الهوية أكثر رسوخا.
وتشير كريستيان ساينس مونيتور إلى أن المعارضة السورية الموحدة قد لا تتوقع أن يكون مستوى الدعم الغربي لقضيتهم، بالقدر الذي حظيت به المعارضة الليبية، بسبب التعقيدات الإضافية للتدخل في سوريا.
كريستيان ساينس مونيتور
آثار الوحدة
ولكنها تقول إن المعارضة الموحدة تحمل تأثيرا في الداخل باستمالة شريحة كبيرة من المواطنين السوريين الذين لا يدعمون نظام الأسد ولكنهم يخشون أن تكون البدائل أسوأ.
وبتقديم أجندة سياسية واضحة -تتابع الصحيفة- بما في ذلك الوعود بالحرية وحماية الأقليات، تستطيع المعارضة الأكثر قوة وانسجاما تغيير التوازن في القوة بالداخل لصالح الثوار.
من جانبه يقول أسامة مناجد -وهو كبير مستشاري الأمين العام للمجلس الوطني السوري- أن “الأغلبية الصامتة ستتجرأ عندما ترى أن ثمة أملا بمستقبل أفضل، وعندما ترى المبادرات الملموسة التي تعد ببناء سوريا وتقيم دولة مدنية ديمقراطية، يتمتع فيها الجميع بالكرامة والحرية والحياة الرغيدة”.
وتلفت الصحيفة النظر إلى أن المجلس الوطني -الذي أسس في أغسطس/آب 2011 بقيادة شخصيات معارضة من الخارج- فقد الكثير من الزخم الذي حققه في الساحة الدولية، في ظل تفاقم العنف والمشاحنات الداخلية والتردد الدولي، وهذا ما جعل الجيش السوري الحر في الميدان يلفت الانتباه على حساب المعارضة السياسية.
ويتهم العديد من الناشطين في الداخل المجلس الوطني بالبعد عن الحقائق على الأرض وبالضعف في مواجهة ما تصفه الصحيفة بالقوة الغاشمة التي يستخدمها النظام لسحق الانتفاضة.
وتنقل كريستيان ساينس مونيتور عن الناشط السوري أحمد الذي يعيش مختبئا في شمالي لبنان، قوله “إنهم (المعارضة) يضيعون الوقت، فيتنقلون من عاصمة إلى أخرى، ويتحاورون في ما بينهم ولا يملكون مصداقية في الداخل”.
ويضيف “نحن الذين ندير الثورة، ولن نسمح للمجلس الوطني بتنحيتنا جانبا للاستيلاء على السلطة عندما يسقط الأسد”.
وتشير الصحيفة إلى أن شكاوى أحمد تعكس آراء الناشطين الأخرين في المعارضة بشأن غياب الشفافية داخل المجلس الوطني، خاصة في ما يتعلق بالتمويل.
ائتلاف جديد
وتقول الصحيفة إن خمس جماعات معارضة أعلنت يوم السبت عن تشكيلها ائتلاف جديد يعمل بشكل مستقل عن المجلس الوطني، وهي الحركة الوطنية الليبرالية من أجل التغيير، والحركة الإسلامية من أجل الوطن، وكتلة التحرير والتنمية، والكتلة الوطنية التركمانية، والحركة الكردية من أجل حياة جديدة.
وتنقل عن عماد الدين الراشد قائد الحركة الإسلامية، قوله “إننا نرى أن المجلس الوطني هيكل مؤقت سيختفي مع مرور الوقت، في حين أن ائتلافنا كيان طويل الأمد سيبقى بعد التحرير”.
وتعتبر الصحيفة هذا الائتلاف المنافس بمثابة آخر صفعة لموقف المجلس الوطني السوري، وترى أن جماعات المعارضة السياسية تجازف بتهميشها في مؤتمر “أصدقاء سوريا” المزمع انعقاده في الثاني من الشهر المقبل، إذا لم تتوصل إلى اتفاق خلال الأيام المقبلة، وهو ما لا يبدو محتملا في ظل الخلافات القائمة بينها.
وهو ما يؤكده تابلر -الخبير في شؤون سوريا- الذي يرجح أن يتعرض المجلس الوطني لمزيد من التشرذم، ويقول إن الاجتماع يجب أن يكون فرصة للمجلس الوطني كي يتقدم ويفرض نفسه.
قصة هروب أم سورية مع أطفالها
الرعب يملأ قلوب السوريين من بطش النظام
أوردت صحيفة لوس أنجلوس تايمز قصة امرأة فرت مع أطفالها الأربعة من بين عدد متزايد من السوريين الذين تحدوا القناصة للوصول إلى الأردن. ويقدر عدد الهاربين السوريين إلى الأردن بنحو ثمانية آلاف.
وتصف المرأة -وهي ترتجف من برودة الليل الثلجي- حالها عندما وصلت مع أطفالها الأربعة إلى حاجز السلك الشائك الذي يفصل الحدود بين وطنها والأردن، وقد دفعت طفليها الصغيرين عبر الحاجز واستمرت في الجري على أمل أن محنة ترك بلدها المضطرب، حيث يقبع زوجها في السجن بسبب تظاهره ضد الرئيس بشار الأسد، تكون قد قاربت على الانتهاء. لكنها سرعان ما اكتشفت أن طفليها الكبيرين، ست وسبع سنوات، ليسا خلفها.
لوعة الأمومة
وفي ذاك الوقت كبتت الأم لهفتها على ولديها لمناداتهما في الظلام وتذكرت التحذير الذي وجه للأسرة بعدم إحداث أي ضوضاء أثناء الهرب خشية أن يلفتوا انتباه قناصة النظام المختبئين في التلال والذين كانوا يفتحون النار على صوت أي فرع شجرة يتحطم. ومُجبرة عادت الأم أدراجها صوب الحاجز باتجاه سوريا فوجدت طفليها عالقين في السلك الشائك وهما في حالة من الرعب لم يقدرا معها على الصراخ.
وهمس أحدهما لها قائلا “أمي أنا عالق. أردت أن أنادي عليك أين أنت يا أمي لكنني كنت خائفا”.
وبعد تخليص ولديها من السلك الشائك واصلت الأسرة مسيرها، وكانت لهفة الأم وهي تحمل الطفلين الصغيرين، أربع وخمس سنوات، هي الوصول إلى بر الأمان، وكابدت طريقها في صعود أحد التلال حتى دميت يداها.
وفجأة قطع جنديان الطريق وتجمدت الأسرة في مكانها. وعندما قام أحد الجنديين بالاقتراب من الأطفال صدتهم الأم. لكن الرجلين ابتسما وقال أحدهما: لا بأس عليك نحن أردنيان وأنت في أمان.
وأشارت الصحيفة إلى أنه مع انتشار العنف في سوريا وارتفاع معدل الوفيات بسبب الثورة التي اندلعت ضد الأسد، قبل السوريون بطريقة هستيرية الفرار من البلد. لكن الهروب يزداد صعوبة كل يوم حيث يقوم المسؤولون السوريون بغلق المعابر الحدودية ويرفضون إصدار جوازات سفر.
وتعليقا على ذلك قالت أم الأطفال إن النظام لا يريد ترك الشعب يخرج لأن أي شخص يغادر سوريا يروي كل شيء عما يحدث هناك.
وتصف الأم اليوم الذي قررت فيه ترك بلدها قائلة إن الأسرة كانت في حالة فرار لعدة أسابيع. ومحاولة لاستباق الشرطة كانت الأم وأطفالها ينتقلون من منزل إلى منزل عبر الشوارع المخضبة بالدماء بحثا عن مأوى من القصف الحكومي الكثيف بمدينة درعا الجنوبية حيث نشأت حركة الاضطراب الشعبي. وكانت القشة الأخيرة عندما قطعت الشرطة رأس ابن أحد الجيران تحذيرا.
=وحاولت الأم لأسابيع الوصول إلى مكتب جوازات الحكومة لكن الشرطة كانت أغلقت الطرق وردتها على عقبيها.
رحلة مروعة
لكنها أخيرا تمكنت من مهاتفة مسؤول حكومي أبلغها بإمكانية الوصول لمكتب الجوازات لكن إذا أتت وحدها إلى مكتبه. وفهمت الأم حينها مقصد الرجل وقالت إنه كان يريد (..).
ووصفت الأم رحلتها بأنها كانت قصيرة لكنها مروعة، وكان الجميع مذعورين خوفا من الموت في أي لحظة. ورغم تطمين الجنود الأردنين لها فإنها من شدة الخوف كانت تخشى أن يكونوا سوريين متخفين. ولم يهدأ لها بال حتى وصل آخرون وقدم لهم الجنود الشاي وأسكنوهم ملجأ مؤقتا بمجمع سكني مهجور يُستخدم الآن للأسر السورية الهاربة.
وتحكي الأم الارتباك الذي كان فيه ابنها الأكبر عندما قدم لهم الجنود الأردنيون الشاي حيث سأل أمه مترددا “هل آخذه؟” “ولماذا يعطينا الجنود هنا الشاي وفي بلدنا يحاولون قتلنا؟”.
وبعد ثلاثة أيام بمخيم اللاجئين انتقلت الأم وأطفالها إلى العاصمة عمان حيث يتقاسمون الآن شقة مع أسرة أخرى من درعا، وتقوم على رعايتهم جمعية خيرية إسلامية تسمى “الكتاب والسنة”.
وتقول الأم إنها غير متأكدة مما ستفعله لاحقا لكنها ليس لديها نية العودة إلى بلدها قبل سقوط النظام الحاكم. وقالت بصوت خانق إنها لا تعلم ما إذا كانت سترى زوجها مرة ثانية. وأضافت بنبرة هادئة “أنا أخطط لبدء حياة جديدة ومحو الـ32 سنة الماضية من حياتي”.
المصدر:لوس أنجلوس تايمز
أول ظهور للأسد في أرض المعارك
الرئيس السوري في بابا عمرو والتلفزيون الرسمي يبث فيلماً عن الزيارة لا يتجاوز الدقيقتين
العربية.نت
زار الرئيس السوري بشار الأسد اليوم حي بابا عمرو في جولة تفقدية، بحسب تعبير التلفزيون السوري الرسمي، في أول ظهور له في حمص منذ بدء الاحتجاجات.
مدة الزيارة، كما ظهرت على التلفزيون السوري لا تتجاوز بضع دقائق، وهي مسجلة في وقت سابق، ولم يتم تصوير الزيارة بشكل مباشر.
الزيارة كانت بقرب المؤسسة الاستهلاكية، وبحسب أحد سكان الحي، فإن هذه المنطقة خالية تماماً من السكان، ولم يبقَ فيها أي مواطن من بابا عمرو، رغم أن التلفزيون السوري صور مسيرة مؤيدة للرئيس في نفس المكان الذي كان واقفاً فيه.
الموكب الذي رافق الأسد لا يتجاوز عدد الموجودين به خمسين شخصاً، وهم عبارة عن موظفين (كما ذكر عدد من سكان الحي والعارفون بوجوه بعض الموظفين بالمنطقة)، بالإضافة إلى عناصر أمن، حيث تبدو نظرات عناصر الأمن التي وقفت خلفه وطريقة مراقبتهم لوضع المحيط واضحاً ومباشراً.
وظهر الارتباك على الرئيس الأسد، ولم يتكلم إلا بضع كلمات مع غسان عبدالعال (محافظ حمص، عميد متقاعد تسرح من الجيش برتبة لواء. تم تعينه محافظاً لحمص وهو في منصبه حتى الآن).
وقدَّم المحافظ تقريراً حول الانتهاء من إصلاح البنى التحتية بنسبة 90%، بينما يتم العمل على الشبكات الهوائية، ووجه الأسد بضرورة التسريع في العمل، وأكد على وضع جداول زمنية وإخبار السكان لكي يكونوا على بينة في أي وقت سيعودون إلى بيوتهم.
وفي تعليق للناشط السياسي ميشيل كيلو على زيارة الرئيس في اتصال مع قناة “العربية” قال: “ليس لدي معلومات دقيقة، لكنني أعتقد أن زيارة كهذه ممكنة من الناحية الفنية، إذ إن بابا عمرو حي شبه خال في منطقة مؤمنة من الناحية العسكرية تأميناً جيداً، وفي النظم التي تشبه النظم السورية فإن ما يسمى بإخراج الرأي العام يتم من خلال تأمين أشخاص للهتاف وللزغاريد وهو ليس بالأمر الصعب”.
وتابع كيلو: “نعم زار بابا عمرو وأتمنى أن يكون قد أمر بوقف إطلاق النار في المدن السورية”.
26 يوماً من القصف المستمر
يذكر أن بابا عمرو تعرض للقصف المستمر لمدة 26 يوماً، وسقط خلالها 1000 قتيل و1800 جريح.
بدأ القصف على حي بابا عمرو في 3 فبراير/شباط، وكانت تصل تعزيزات عسكرية بشكل يومي تقريباً، ومن المعروف أن بابا عمرو كان معقلاً للجيش السوري الحر.
وفي 5 فبراير/شباط بدأ قصف على المناطق السكنية للمرة الأولى، منذ بدء الاحتجاجات باستخدام راجمات الصواريخ.
وبالتدريج فإن القصف الذي استمر 26 يوماً كان بازدياد مطرد، فبدأت حركة نزوح كبيرة من الحي.
بدأ الجيش بمحاولة اقتحام حي بابا عمرو مؤخراً في 29 شباط/فبراير، وفي 1 مارس/آذار أعلنَ الجيش الحر انسحابه بعد 26 يوماً، وبحسب ناشطين فإن عدد المنازل التي احترقت جرَّاء القصف المدفعي والصاروخي قد بلغ 30 منزلاً.
استخدم النظام السوري المروحيات العسكرية في قصف بابا عمرو، وتم القصف برشاشات ثقيلة، وبلغ معدَّل سُقوط القذائف على الحي قذيفة كل دقيقتين.
استخدم الأهالي داخل الأحياء المحاصرة وخصوصاً بابا عمرو الحمام الزاجل للتواصل، فيما بينهم نتيجة للانقطاع المستمر للاتصالات.
وفي 23 فبراير/شباط اتَّهم ناشطون الجيش السوري باستخدام صواريخ سكود أرض-أرض روسية الصنع في قصف حي بابا عمرو، فضلاً عن أنواع من الغازات السامة.
أعلنَ الجيش السوري الحر عن انسحابه من حيّ بابا عمرو “انسحاباً تكتيكياً”، حفاظاً على أرواح المدنيين، ونظراً إلى نفاد الأسلحة في 1 مارس/آذار.
وعلى الرغم من حصول الصليب الأحمر الدولي على موافقة رسمية بدخول حي بابا عمرو لتقديم المساعدات الإنسانية إلى الأهالي، فإن السلطات منعته في يوم الجمعة 2 مارس/آذار من الدخول، دون تقديم أسباب واضحة.
دمشق تقبل خطة عنان لوقف إراقة الدماء السورية
الصين دعت جميع الأطراف بسوريا إلى المشاركة في جهود عنان للوساطة
العربية.نت
أعلن متحدث باسم مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا اليوم الثلاثاء أن الحكومة السورية وافقت على خطة كوفي عنان.
وأضاف المتحدث أحمد فوزي في تصريح خطي أن “الحكومة السورية كتبت لعنان لتبلغه موافقتها على خطته المؤلفة من ست نقاط، والتي وافق عليها مجلس الأمن الدولي”، موضحا أن عنان اعتبر ذلك “مرحلة أولية مهمة” لوضع حد لأعمال العنف.
وكانت الصين قد دعت في وقت سابق اليوم “جميع الأطراف في سوريا” إلى “المشاركة في جهود الوساطة” التي يقوم بها مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان، والذي وصل إلى بكين بعد أن حصل على دعم موسكو لخطته بشأن سوريا.
وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي في لقاء صحافي مشترك: “نأمل أن يتمكن جميع الأطراف في سوريا من المشاركة في جهود الوساطة التي يقوم بها عنان، من أجل توفير الشروط لتسوية سياسية للوضع في سوريا”.
وأكد عنان أنه “يحتاج إلى مساعدة” الصين لحل الأزمة السورية. وقال خلال لقاء مع رئيس الوزراء الصيني وين جيا باو: “لا أستطيع القيام بهذا العمل بمفردي، أحتاج الى مساعدة ودعم ومساندة ونصائح دول مثل دولتكم، لذلك أنا موجود هنا”.
57 قتيلا في سوريا تزامنا مع زيارة الأسد لبابا عمرو
السفير الأمريكي يتهم النظام بارتكابه جرائم ضد الإنسانية
العربية.نت
قالت لجان التنسيق المحلية في سوريا إن عدد القتلى وصل حتى الآن إلى 57 قتيلاً.
وفي القصير بحمص استمر القصف الصاروخي منذ ساعات الصباح الأولى، كما شهد حي وادي العرب قصفاً عنيفاً في ظل انقطاع تام للكهرباء لليوم السادس على التوالي.
هذا وشنت قوات النظام حملة دهم واعتقالات في معضمية الشام وسمعت أصوات الانفجارات في التل بريف العاصمة.
وشهدت درعا أيضا حملة عنيفة، تخللها وصول تعزيزات عسكرية كبيرة إلى المدينة وإطلاق نار كثيف مع سماع صوت انفجارات في بلدات بدرعا، كالحراك والمحطة والمليحة الشرقية ونمر.
وفي حلب هز انفجار ضخم أحياء عدة منذ ساعات الفجر الأولى، ولم تعرف أسباب هذا الانفجار بعد. كما شهد ريف حماة قصفاً عنيفاً على معظم مناطقه، بينها كرناز وقلعة المضيق وحي المشنقة وحي المخفر.
جرائم ضد الإنسانية
قال السفير الأمريكي في سوريا اليوم إن النظام السوري يرتكب انتهاكات تتعلق بحقوق الإنسان، بما فيها التعذيب العشوائي للرجال، الذين تعتقلهم قوات الأمن ترقى إلى مستوى “جرائم ضد الإنسانية”، كما نقلت فرانس برس.
وقال فورد في جلسة استماع للكونغرس الأمريكي إن الرئيس السوري بشار الأسد “لم يظهر اهتماما بحقوق الإنسان”.
إلا أن فورد أعرب عن معارضته لزيادة عسكرة النزاع، وقال إنه يجب ممارسة الضغط الدبلوماسي على الأسد ليتنحى عن السلطة. ووصف فورد، الذي عاد إلى واشنطن بعد استدعائه، الوضع في سوريا بـ”المرعب”. وقال “لقد أثرت مسألة حقوق الإنسان باستمرار خلال عملي في دمشق منذ أول لقاء لي مع الأسد قبل 13 شهراً”.
وأضاف: “الأسد لم يظهر اهتماما بحقوق الإنسان. بل كان في الحقيقة منزعجا من إثارتي لهذه المسألة”. وأكد أن “عدم اهتمامه هذا (بحقوق الإنسان) خلال العام الماضي تحول إلى انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان قد ترقى إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية”.
وفي شهادة قصيرة وقوية أمام لجنة توم لانتوس لحقوق الإنسان في مجلس النواب، قال فورد إنه في العام الماضي “أصبح وضع حقوق الإنسان هناك أسوأ”.
واستشهد فورد بأرقام من الأمم المتحدة والجماعات الحقوقية التي قالت إن ما بين 8 و10 آلاف شخص قتلوا في سوريا.
أسوأ الانتهاكات في مراكز الاعتقال
وأضاف “إلى جانب عمليات القتل الوحشية للمتظاهرين السلميين.. فإن أسوأ انتهاكات حقوق الإنسان تحدث في مراكز الاعتقال، حيث قام مراقبون وباحثون بتوثيق استخدام عشرات أساليب التعذيب”.
يذكر أن الرئيس السوري بشار الأسد قام اليوم بزيارة الحي المنكوب بابا عمرو، الذي كان قد شهد أعنف المعارك وأكثرها دموية منذ بدء الثورة في سوريا.
فائق المير لـ آكي: الحل الممكن بسورية يبدأ بـ”تخلي الرئيس عن السلطة”
روما (27 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أعرب ناشط سياسي سوري قيادي في حزب معارض عن قناعته بأن “السلطة السورية لا ترغب بالحوار وغير قادرة عليه أساساً”، وشدد على أن الحل السياسي الوحيد الممكن يبدأ بـ”تخلي الرئيس السوري عن السلطة وقيام حكومة محايدة ومستقلة” في البلاد
وحول تسارع تطور الأحداث في سورية بشكل أكبر من تحركات المجتمع الدولي قال الناشط السياسي فائق المير، القيادي في حزب الشعب الديموقراطي المعارض، “من المنطقي أن تتسارع الأحداث كلّما طال الزمن، بمعنى صمود الثورة في مواجهة قمع الطغمة الحاكمة، هذا من الجانب الداخلي”. وأضاف في تصريح لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “أما تسارع الأحداث في المرحلة الحالية، فهو ناشئ من تحول الطغمة في مواجهة المتظاهرين إلى حقدٍ على المدن والمدنيين، ونموذجه ما يجري في حمص وإدلب، وهذه الأحداث المأساوية أثّرت وتؤثّر على مواقف الدول العربية والإقليمية والدولية” حسب رأيه
وحول جدوى المبادرات الدولية تجاه الأزمة، وعلى رأسها التي حملها كوفي أنان المبعوث الأممي العربي، قال الناشط السياسي السوري الذي سُجن سياسياُ أكثر من مرة في عهد حافظ الأسد وفي عهد بشار الأسد “أعتقد أنّها تفيد نضالنا ضد هذه الطغمة، لأنّها بالمجمل، وبصرفِ النظر عن الحلول المطروحة، أدّت وتؤدي إلى عزلتها والمزيد من الضغوط عليها، وهي برأيي لم تصل حتى الآن إلى مستوى الحسم، لكنني مقتنع أن بربرية السلطة وجرائمها بحقِ الشعب ستدفع بالمجتمعين العربي والدولي إلى التضامن مع شعبنا أكثر وأكثر، وبالتالي سيُحسم الصراع لصالح الشعب، بصرف النظر عن الكيفية التي يتمُّ بها ذلك” وفق تأكيده
وعن مبدأ الحوار الذي تطرحه معظم المبادرات، قال المير “بداية علينا التوقف عند فكرة قبول النظام للحوار، فمن خلال تجربة المعارضة الديمقراطية على مدى أكثر من أربعين عاماً، رفضت السلطة الحوار مع المجتمع أو المعارضة، وشاهدنا سياسة ممنهجة في إبعاد المجتمع عن السياسة، ومحاربة المعارضة بمختلف الأشكال”، وأضاف “مع ذلك لنفترض أن الطغمة قبلت بالحوار، فباعتقادي أن قبولها آتٍ من ضعفها وتضعضعها الآن، ونتيجة الضغوط العربية والدولية عليها، لكن حسب قناعة المعارضة فإن هذه السلطة على الأرجح لا ترغب بالحوار، بل هي غير قادرة عليه ولأكثر من سبب”، وفق جزمه
وحول غموض مفهوم الحوار هذا أوضح المير، عضو الأمانة العامة للحزب الذي يتزعمه رياض الترك “بالفعل مضمون الحوار غامض، ووفق مفهومنا، فإن الحل السياسي الذي يتلائم مع هذه المرحلة ينطلق بالدرجة الأولى من تخلي الرئيس عن السلطة، وقيام حكومة محايدة ومستقلة تنقل البلاد ضمن مهلة زمنية محددة تدريجياً نحو النظام الوطني الديمقراطي من خلال انتخاب جمعية تأسيسية يشارك بها أهل النظام القابلين بالتغيير والديمقراطية ممن لم تتلوث أياديهم بالدم والمال الحرام، هذه الجمعية التأسيسية تضع دستوراً للبلاد وتنتخب رئيساً للدولة، ومن ثم حكومة منتخبة من البرلمان” على حد تعبيره.
وحول السباق بين الحلين السياسي والأمني في سورية، قال “لا أعتقد أن ينجح الحل العسكري من جانب الطغمة الحاكمة في إخماد الثورة رغم كل جرائمها التي ترقى إلى مصاف الجرائم ضد الإنسانية (حمص وإدلب) مثلاً، نحن الآن في هذه المرحلة علينا أن نركّز على حماية المدنيين من الإبادة، والضغط على المجتمع الدولي كي يتدخل ويفرض وجوده، كما جرى في بلدانٍ أخرى تعرضت لأحداث شبيهة لما نتعرض له الآن ككوسوفو مثلاً، بهذا المعنى نحن السياسيين نفضل الحل السياسي، ووفق الأولويات التي أشرت إليها، أما مدى نجاحه هذا الحل فهو مرهون بدرجة تجذر وصمود الثورة والتعاطف والدعم الذي نأمله من المجتمعين العربي والدولي”، حسب قوله
وحول الحل الواقعي الذي يمكن أن تقبله كل الأطراف في سورية، قال “المعركة في سورية صعبة ومعقّدة، وهذا التعقيد والصعوبة لا يأتي من كون النظام قوياً للدرجة التي تتصورونها، وإنما آتٍ من ضعف التضامن مع الشعب السوري، فهناك مصالح ومخاوف من البديل القادم لدى بعض الجهات العربية والدولية”. وأعرب عن اعتقاده بأن “صمود الثورة هو الذي سيذلل هذه المصاعب، إضافة إلى نمو قدرات الثوار في مواجهة آلة القمع”. واختتم قائلاً “لا أدري إذا كان بالإمكان إيجاد حل واقعي تقبله كل الأطراف وفق ما تسعى إليه بعض الدول الكبرى التي تريد أن يبقى جزء من النظام شريكاً مع المعارضة، ما أراه أن الثورة تتجذر باستمرار، وبالتالي من الصعب الجمع بين الماء والنار”، على حد تعبيره
يسوعيو حمص: المسيحيون فروا طواعية ولم يطردهم الإسلاميون
الفاتيكان (27 آذار/مارس) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء
قالت الرهبنة اليسوعية في حمص إن “المسيحيين في حيي بستان الديوان والحميدية، هربوا من تلقاء أنفسهم بدافع الخوف من الصراع الدائر، ولم يجبروا على ترك منازلهم إثر تهديدات من ميليشيا إسلامية” وفق تعبيرها
وكانت مصادر من الجماعة المسيحية الأرثوذكسية قالت لوكالة (فيديس) الفاتيكانية للأنباء الأسبوع الماضي إنه “تم طرد بعض العائلات المسيحية في المنطقتين المذكورتين من قبل متطرفين إسلاميين”، كما تحدثت مصادر أخرى في بلدان شرق أوسطية مرارا عن “انتقال متطرفين إسلاميين من ليبيا والعراق ودول أخرى إلى سوريا، من أجل التغلغل في صفوف جيش السوري الحر” حسب قولها
وفي تصريحات للوكالة الفاتيكانية ذاتها الثلاثاء، أضاف يسوعيو حمص أن “حسب علمنا، فإن المسيحيين في مدينة حمص لم يتم تهديدهم وإرغامهم على ترك منازلهم”، موضحين “لقد كانت هناك بعض الحوادث التي شهدت احتلال عائلات مسلمة نازحة منازل فارغة (تركت من قبل المسيحيين)، ولكن عند عودة أصحابها تم إعادة منازلهم إليهم بشكل سلمي”، وأضافوا أن “أحد أئمة المنطقة اعتذر لكاهن الكنيسة اليسوعية بسبب هذه الحوادث المؤسفة” وفق تأكيدهم
وخلص مصادر (فيدس) بالإشارة إلى أن “الأحياء المسيحية في حمص تقع في مركز تبادل إطلاق النار بين الجيش والمتمردين”، وقد “بقي في حمص حوالي ألف مسيحي، بينما كان هناك العام الماضي وقبل بدء القتال، ما يقارب المائة وستين ألفا من المؤمنين وأربعة أساقفة من مختلف الطوائف” على حد ذكّر الوكالة الفاتيكانية
واشنطن تطالب المعارضة السورية بـ”رؤية موحدة” وتدعو الأسد لوقف إطلاق النار فورا
كلينتون تطالب بسحب القوات السورية من المناطق السكنية فورا
طالبت الولايات المتحدة المعارضة السورية بالاتفاق على رؤية موحدة لحل الأزمة السورية من شأنها حماية حقوق كل السوريين.
وقالت هيلاري كلينتون وزير الخارجية الأمريكية في تصريحات للصحفيين بواشنطن إن بلادها سوف تدفع المعارضة السورية بقوة من الآن وحتى انعقاد مؤتمر” أصدقاء سوريا ” في اسطنبول للاتفاق على رؤية شاملة.
ومن المقرر أن تشارك دول عربية والقوى الغربية في المؤتمر الذي يعقد يوم الأحد القادم.
ودعت كلينتون المعارضة السورية إلى قطع التزام واضح بأن تحمي حقوق كل السوريين وتشركهم جميعا في عملية انتقال سياسي في سوريا.
وأشارت إلى أن ما قيل عن قبول الرئيس السوري بشار الأسد خطة السلام العربية الدولية سوف يحكم عليه حسب الأفعال وليس الأقوال.
وكان كوفي عنان مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية قد أعلن أن دمشق أبلغته بقبولها خطته لوقف العنف والتسوية السلمية للأزمة في سوريا.
ودعت كلينتون إلى وقف فوري لإطلاق النار من جانب القوات السورية والانسحاب من المناطق المأهولة بالمدنيين.
المزيد من بي بي سيBBC © 2012
كوفي عنان يعلن قبول سوريا لخطة وقف العنف
قال متحدث باسم مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان، إن سوريا قبلت خطة عنان للسلام المكونة من ست نقاط والرامية إلى إنهاء سفك الدماء في سوريا.
وتدعو الخطة إلى وقف القتال تحت رقابة الأمم المتحدة، وانسحاب القوات الحكومية من المدن التي تكثر فيها المعارضة، وتحسين سبل وصول المساعدات الإنسانية.
وشدد المتحدث على أن نجاح الخطة يعتمد على طريقة تنفيذها.
وكانت محاولة سابقة لوقف العنف شارك فيها مراقبون تابعون للجامعة العربية قد فشلت.
دعم الصين
وكانت الصين قد دعت جميع الأطراف في سوريا إلى التعاون مع كوفي عنان، مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية للسلام.
وقال عنان للصحفيين في بكين بعد الاجتماع الذي عقده مع رئيس الوزراء الصيني ون جيا باو، إن الصين عرضت العمل معه ومع مجلس الأمن لضمان تنفيذ خطة الأمم المتحدة.
قد يكون دعم الصين وروسيا لخطة السلام وراء قبول سوريا
وأضاف عنان “أوضحت أني تلقيت ردا من الحكومة السورية، … وهو رد إيجابي ونأمل أن نعمل معها لترجمته إلى عمل”.
ووصف عنان محادثاته مع القادة الصينيين قائلا “أجرينا منقاشات جيدة للغاية بخصوص الوضع في سوريا وعرضوا دعمهم الكامل. وسيعملون معي، ومع أعضاء آخرين في المجلس، لضمان تنفيذ الخطة المؤلفة من ست نقاط”.
ويقول مراسل بي بي سي إن دعم الصين وروسيا للخطة قد يكون هو الذي دفع الحكومة السورية إلى قبولها.
وأعلن السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة أن عنان سيطلع مجلس الأمن يوم الإثنين القادم على نتائج مهمته لتسوية الأزمة السورية.
وقال مارك ليال إن من المحتمل أن يتحدث المبعوث العربي الأممي إلى المجلس عبر دائرة تليفزيونية مغلقة.
المزيد من بي بي سيBBC © 2012
المعارضة السورية تفشل في تسوية خلافاتها بمؤتمر اسطنبول
انقسام المعارضة السورية عرقل هدف اسقاط نظام بشار الاسد
فشلت المعارضة السورية حتى الآن في تسوية خلافاتها في مؤتمر اسطنبول الذي شهد انسحاب عدد من التنظيمات المعارضة الرئيسية.
وأفاد عبد الناصر سنجي مراسل بي بي سي في اسطنبول بأن أبرز المنسحبين من المؤتمر الثلاثاء هيثم المالح . وقال المراسل إن المالح انسحب احتجاجا على عدم إسناد رئاسة المؤتمر إليه باعتباره اكبر المعارضين سنا.
وأفاد سنجى بأن المالح اعترض أيضا على تقديم برهان غليون عليه في إلقاء كلمته.
ويهدف مؤتمر اسطنبول الى تكوين “جبهة موحدة” بهدف الاطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الاسد.
وانسحب من المؤتمر أيضا المجلس الكردي المكون من ١٢ حزبا وتنسيقيات كردية. ويشير مراسلنا إلى أن الائتلاف الوطني في سوريا ، الذي يضم عددا من الكتل والتيارات السياسية ، هدد بالانسحاب أيضاً في حال عدم الاستجابة لشروطه.
وتشمل هذه الشروط إعادة هيكلة المجلس الوطني بدءا من المكتب التنفيذي وحتى أصغر قسم في المجلس ، كما يقول.
وترفض أغلبية الأطراف المشاركة في مؤتمر اسطنبول مشروع العهد الوطني الذي صاغه المجلس الوطني وتتهم الاخوان المسلمين بالاستحواذ على المجلس.
ويقول المجلس الوطني السوري، ابرز اجنحة المعارضة، إن الهدف من اجتماع اسطنبول التوصل الى “اتفاق وطني لسوريا الجديدة” يجمع “الاهداف المشتركة للمعارضة السورية لوضع نهاية للنظام السوري الدكتاتوري، وتحقيق الهدف النهائي المتمثل باقامة مجتمع تعددي مدني ودولة ديمقراطية”.
توحيد الرؤى
ونقلت وكالة فرانس برس عن عضو المكتب الاعلامي في المجلس الوطني السوري محمد السرميني قوله ان “الهدف من المؤتمر توحيد رؤى المعارضة، ووضع الخطوط العريضة للعهد الوطني الذي يتكلم عن دولة مدنية يتساوى فيها المواطنون بغض النظر عن انتمائهم الديني والعرقي”، مشددا على ان جميع اطراف المعارضة مدعوة للمشاركة في هذا الاجتماع.
وتريد الجامعة العربية وتركيا من المعارضة السورية تشكيل جبهة موحدة قبل انعقاد قمة “اصدقاء سوريا” في المدينة التركية الاسبوع المقبل.
وكانت انقسامات عميقة في صفوف المعارضة السورية قد اعاقت تشكيل جبهة معارضة قوية لنظام الاسد، واغضبت الزعماء الغربيين الذين يبحثون عن جبهة معارضة موحدة يمكن الاعتماد عليها.
وقالت كاترين الطلي، محامية حقوق الانسان وواحدة من خمسة اعضاء استقالوا في وقت سابق من الشهر الحالي، وشكلوا “الجبهة الوطنية السورية”، انها ستحضر هذا الاجتماع.
تهديدات بالإنسحاب من مؤتمر اسطنبول مالم يعاد النظر في تشكيل المجلس الوطني السوري
الا ان تنظيم لجان التنسيق الوطنية، الجناح المنافس للمجلس الوطني، قال انه لن يحضر هذا الاجتماع.
” أصدقاء سوريا”
كما قال رئيس المؤتمر الوطني السوري للتغيير عمار القربي انه يرحب بفكرة “الرؤية الموحدة”، لكن يجب ان لا تكون “تحت مظلة المجلس الوطني السوري”.
يشار الى ان المجلس الوطني السوري حظي ببعض الاعتراف الدولي، لكنه يعاني من خلافات داخلية وانتقادات من ناشطي الداخل لقيادته المنفية، التي تعيش في الخارج.
وكانت قطر وتركيا قد دعتا المعارضة السورية الى الاجتماع في اسطنبول لمناقشة الرؤى المتعلقة بسوريا حرة وديمقراطية، والاتفاق على مجموعة مبادئ مشتركة لانتقال سلمي للمرحلة المقبلة.
ومن المنتظر ان يحضر قادة عرب وغربيين القمة الثانية “لاصدقاء سوريا” المقرر في الاول من الشهر المقبل، لمناقشة ما يمكن عمله لوقف قمع الانتفاضة في سوريا.
ويقول جونثان هيد مراسل بي بي س في اسطنبول ان البلدان التي تدعم تغيير نظام الحكم في سوريا مستاءة جدا ومنذ فترة من غياب معارضة سورية قوية يمكن الاعتماد عليها وقادرة على وضع خطط للمستقبل بعد نظام الاسد.
ومن الناحية الرسمية تعتبر الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والعديد من الدول في الشرق الاوسط المجلس الوطني الممثل الشرعي للشعب السوري.
ويضيف مراسلنا انه من الناحية العملية يعتبر اخفاق المجلس الوطني في الحصول على دعم العديد من السوريين الذين يقاتلون النظام في الداخل، امرا محبطا، وسببا في تردد عدد من الدول في تسليح المعارضة.
المزيد من بي بي سيBBC © 2012
عنان يقول إن سوريا قبلت خطته للسلام
بيروت (رويترز) – قال كوفي عنان مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الخاص يوم الثلاثاء إن سوريا قبلت خطة سلام أيدتها الامم المتحدة في الوقت الذي توغلت فيه قوات سورية في الاراضي اللبنانية لملاحقة معارضين لجأوا الى هناك.
وقام الاسد بزيارة نادرة لحي بابا عمرو معقل المعارضين في مدينة حمص والذي استعادت القوات السورية السيطرة عليه بعد اسابيع من القصف ليظهر فيما يبدو ان بوسعه الان التجول في شوارع الحي.
وعرض التلفزيون السوري لقطات مصورة للاسد وهو يرتدي سترة زرقاء بدون رابطة عنق ويسير في الشوارع المدمرة في بابا عمرو ويتبادل الحديث مع مجموعات من انصاره وجنوده.
وكان بابا عمرو رمزا للمعارضة ولتحدي الجيش السوري الحر الى ان استعادت القوات الحكومية السيطرة عليه في اوائل الشهر الحالي بعد 26 يوما من القصف العنيف الذي قال نشطاء المعارضة انه كان عشوائيا تماما.
وقال الاسد ان الاوضاع ستعود أفضل مما كانت عليه في بابا عمرو.
ويقول نشطاء ان مئات المدنيين والمعارضين للاسد قتلوا في بابا عمرو في فبراير شباط بسبب القصف ونيران القناصة.
وقال ناشط معارض يدعى سيف حرية متحدثا بالهاتف من حمص “هو يعتقد انه فاز وحقق نصرا كبيرا. يريد ان يظهر للعالم انه تغلب على الثورة واخمدها. لكنه …لم يستطع على ما يبدو عرض التسجيل المصور الا بعدما غادر حمص. هذه ليست سيطرة.”
وقال مؤيد للمعارضة يدعى ابو جعفر إن ظهور الاسد في حمص “يعطي الضوء الاخضر للقتل مرة اخرى.”
وقال متحدث باسم عنان ان الاسد قبل البنود الاساسية لخطة السلام التي تدعو الى حوار وطني لكنها لا تشترط ان يترك السلطة.
ومن المقرر ان يلتقي زعماء غربيون وعرب في اسطنبول في اول ابريل نيسان لمناقشة عملية الانتقال السياسي وتضغط الجامعة العربية وتركيا على اجنحة مختلفة للمعارضة السورية لتوحيد صفوفها.
وفي دمشق طالب مجلس الشعب السوري الاسد بارجاء الانتخابات البرلمانية المقررة في السابع من مايو ايار لاتاحة الوقت امام ما وصفه بتعزيز الاصلاحات الشاملة ولمعرفة نتيجة الحوار الوطني.
ويستخدم الاسد الجيش لسحق الاحتجاجات ضد حكمه المستمر منذ 12 عاما.
وكان عنان قال يوم الاثنين ان الحكومة السورية لا يمكنها مقاومة “رياح التغيير” مضيفا ان من السابق لاوانه وضع جدول زمني لحل سلمي.
ووصف عنان قبول الاسد لخطة السلام بانه “خطوة أولية مهمة” لكنه اقر بأنه يواجه “مهمة طويلة وصعبة” لانهاء القتال.
وقال مارك ليال جرانت سفير بريطانيا لدى الامم المتحدة للصحفيين في نيويورك ان عنان سيتحدث الى مجلس الامن الدولي بشأن سوريا يوم الاثنين الساعة 1400 بتوقيت جرينتش من خلال دائرة فيديو مغلقة على الارجح.
وفي واشنطن قال السفير الامريكي لدى سوريا روبرت فورد ان من الافضل انتظار افعال لا كلمات من الرئيس السوري. واضاف “يجب ان أبلغكم من واقع خبرتي به أنه ينبغي للمرء أن ينتظر رؤية خطوات تتخذ على الارض وعدم الاكتفاء بأخذ كلماته على علاتها.”
وتدعو خطة عنان الى سحب الاسلحة الثقيلة والقوات من المراكز السكانية والسماح بدخول المساعدات الانسانية دون قيود والافراج عن السجناء واعطاء الصحفيين حرية التنقل والدخول والخروج.
وقال روبرت سيري منسق الامم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الاوسط لمجلس الامن ان ما يزيد على تسعة الاف مدني قتلوا في الحملة التي تقوم بها الحكومة السورية.
وتنحي الحكومة السورية باللائمة على “ارهابيين” مدعومين من الخارج في العنف وتقول ان ثلاثة الاف من قوات الشرطة والجيش قتلوا.
وتحدث نشطاء معارضون عن سقوط العديد من الجرحى والقتلى بين المدنيين مساء الاثنين وليلا في ادلب وحمص في قتال بين قوات الحكومة والمعارضين.
وأظهرت تسجيلات فيديو نشرها معارضون على الانترنت دخانا أسود كثيفا في أحد أحياء حمص. وكان هناك رجال ونساء جرحى ينزفون راقدون في الشارع.
وفي شمال لبنان قال سكان ان القوات السورية عبرت الحدود اثناء ملاحقتها لمعارضين ودمرت مباني في مزرعة. ونفت قوات الامن اللبنانية عبور قوات سورية الى الاراضي اللبنانية.
والحدود غير مرسمة بصورة دقيقة. ووردت انباء عن توغلات الشهر الماضي دونما احتجاج من لبنان.
والوضع الامني مترد على ما يبدو في أجزاء كثيرة من سوريا على الرغم من هجمات الجيش المتكررة لاستعادة اراض يسيطر عليها المعارضون. وقال نشطاء ان الحكومة تواجه صعوبة في السيطرة على هذه المناطق لفترة طويلة اذ يعود المعارضون للسيطرة عليها كما حدث في حمص.
وفي تركيا اجتمع زعماء المجلس الوطني السوري المعارض لبحث كيفية توحيد صفوفهم وتعزيز الدعم الخارجي للانتفاضة.
واعرب المجلس عن دعمه لخطة عنان ما دامت ستؤدي الى الاطاحة بالاسد.
وقالت بسمة قضماني المتحدثة باسم المجلس الوطني السوري”الانتقال السلمي يعني وجوب تغيير النظام. وهذا يبدأ بالاطاحة برأس الدولة.”
وتشعر الحكومات الغربية والعربية التي قد تسعدها الاطاحة بالاسد بالقلق ازاء من سيخلف أسرة الاسد التي حكمت البلاد على مدى أكثر من 40 عاما.
وحمت روسيا والصين الاسد حتى الآن من ادانة مجلس الامن باستخدام حق النقض (الفيتو) ضد قرارين دعمهما الغرب بشأن العنف لكنهما أقرتا بيانا للمجلس الاسبوع الماضي يتبنى مهمة عنان.
وفي تحول عن مساندتها المطلقة لدمشق اعطت روسيا مهمة عنان تأييدها الكامل وقالت ان هذه قد تكون فرصة الاسد الاخيرة لتجنب حرب اهلية دموية وطويلة الامد.
وقال رئيس الوزراء الصيني ون جيا باو لعنان “جهود البحث عن حل للازمة السورية عند مفترق طرق حرج. نعتقد أن جهود الوساطة التي تقوم بها ستحرز تقدما في السعي لحل القضية السورية.”
ورفضت المعارضة حتى الآن دعوات الاسد للحوار قائلة انه قد فات أوانها. وأغضبت الحملة التي شنها على المعارضين دولا عربية ومنها حلفاء سابقون له مثل قطر والسعودية. وتؤيد الدولتان تسليح المعارضة.
وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري يوم الاثنين ان الزعماء العرب سيؤيدون انتقالا للسلطة يقوده السوريون.
وقال “يجب أن يكون هناك حل سياسي وتغييرات جوهرية دستورية وسياسية لنقل السلطة في سوريا لكن من خلال عملية يقودها السوريون بمساعدة المجتمع الدولي مثل اجراء انتخابات تحت اشراف دولي.”
واضاف لرويترز انه لا يحق لاحد أن يملي على السوريين شكل القيادة التي يجب ان تكون لديهم.
(اعداد علي خفاحي للنشرة العربية – تحرير مصطفى صالح)
من اريكا سولومون وأوليفر هولمز
الامم المتحدة ترفع تقديرها لعدد القتلى في سوريا الى تسعة الاف
الامم المتحدة (رويترز) – قالت الامم المتحدة يوم الثلاثاء ان ما يزيد على تسعة آلاف مدني قتلوا في الحملة التي تقوم بها الحكومة السورية منذ أكثر من عام على المحتجين المناهضين للرئيس بشار الاسد وهو ما يرفع تقديرها للعدد قرابة 1000 مقارنة بالتقدير السابق.
وقال منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الاوسط روبرت سيري لمجلس الامن “العنف على الارض مستمر بلا هوادة ما أسفر عن وقوع عشرات القتلى والجرحى.”
واضاف “تشير تقديرات موثوق بها الى ان العدد الاجمالي للقتلى منذ بداية الانتفاضة قبل عام يزيد عن تسعة الاف. من الضروري وقف القتال ومنع مزيد من التصعيد العنيف للصراع.”
وكان التقدير السابق للامم المتحدة ان ما يربو على ثمانية آلاف مدني قتلوا.
واشار سيري ايضا الى اعلان مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان في وقت سابق اليوم أن الحكومة السورية قبلت خطته للسلام المكونة من ست نقاط.
وقال سيري “ينبغي للحكومة السورية الان اتخاذ خطوات فورية للوفاء بالتزاماتها ولتظهر للشعب السوري انها مستعدة لوقف العنف وللدخول في عملية سياسية وهي قضايا سيناقشها (عنان) ايضا مع المعارضة.”
وقال السفير البريطاني في الامم المتحدة مارك ليال جرانت رئيس مجلس الامن هذا الشهر للصحفيين ان عنان سيتحدث الى المجلس بشأن سوريا يوم الاثنين الساعة 1400 بتوقيت جرينتش من خلال دائرة فيديو مغلقة على الارجح.
وفي لحظة نادرة من الوحدة الدولية انضمت روسيا والصين الى بقية اعضاء مجلس الامن في دعم جهود عنان لانهاء الصراع وتبني خطته للسلام.
واستخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ضد قرارين يدينان محاولة الاسد سحق المعارضة بالقوة العسكرية لكنهما وافقتا على دعم بيان المجلس الاسبوع الماضي فيما قال دبلوماسيون غربيون انه ضربة دبلوماسية للحكومة السورية.
ورد السفير المغربي بالامم المتحدة محمد لوليشكي السفير العربي الوحيد بالمجلس بحذر على اعلان عنان.
وقال للصحفيين انه اذا قال عنان انه تلقى ردا ايجابيا فينبغي للمجلس ان يطلع على هذا الرد مضيفا أن الجميع سيقيمه.
وابدى السفير الالماني بيتر فيتيج تشككه.
وقال “لدى سوريا تاريخ من الافتقار للمصداقية. البيان الرئاسي الذي تبنيناه الاسبوع الماضي يتضمن دعوة واضحة للغاية للسوريين لوقف العنف ووقف … استخدام الاسلحة الثقيلة والبدء في سحبها (من المدن).”
واضاف “لم نشاهد هذا على الارض”
وكان الاسد قد تعهد للامين العام للامم المتحدة بان جي مون العام الماضي بأنه سيوقف العمليات العسكرية ضد المحتجين المدنيين لكن قواته الامنية واصلت عملياتها ضد المظاهرات المناهضة للحكومة في انحاء البلاد.
(اعداد علي خفاجي للنشرة العربية – تحرير مصطفى صالح)
من لويس شاربونو وميشيل نيكولاس
عنان يتحدث أمام مجلس الامن بشأن سوريا يوم الاثنين
الامم المتحدة (رويترز) – قال مارك ليال جرانت سفير بريطانيا لدى الامم المتحدة للصحفيين في نيويورك ان كوفي عنان مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الخاص بسوريا سيتحدث الى مجلس الامن الدولي بشأن سوريا يوم الاثنين الساعة 1400 بتوقيت جرينتش من خلال دائرة فيديو مغلقة على الارجح.
وقال المتحدث باسم عنان في بيان في وقت سابق يوم الثلاثاء ان سوريا بعثت برسالة الى عنان تبلغه بقبولها خطته للسلام المكونة من ست نقاط والتي تهدف لانهاء الصراع السوري.
(اعداد مصطفى صالح للنشرة العربية – تحرير عمر خليل)
كلينتون: ينبغي للمعارضة السورية الالتزام برؤية شاملة للجميع
واشنطن (رويترز) – دعت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون المعارضة السورية يوم الثلاثاء الى تقديم التزام صريح باشراك كل السوريين وحماية حقوقهم في إطار عملية سياسية انتقالية.
وقالت للصحفيين أيضا ان أنباء قبول الرئيس السوري بشار الاسد خطة السلام التي طرحها كوفي عنان مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية سيحكم عليها بناء على أفعاله لا أقواله ودعته الى أن يأمر قواته على الفور بوقف اطلاق النار والانسحاب من المناطق السكنية.
(اعداد مصطفى صالح للنشرة العربية – تحرير عمر خليل)
السفير الامريكي: انتظروا أفعالا لا كلمات من الرئيس السوري
واشنطن (رويترز) – عبر السفير الأمريكي لدى سوريا روبرت فورد يوم الثلاثاء عن شكه بشأن أنباء قبول سوريا لخطة مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان قائلا ان من الافضل انتظار افعال لا كلمات من الرئيس السوري بشار الاسد.
وقال فورد لاعضاء الكونجرس في واشنطن انه ليس لديه معلومات غير التقارير الصحفية بشأن التطورات.
واضاف فورد الذي غادر سوريا الشهر الماضي بسبب العنف في جلسة بشأن حقوق الإنسان في سوريا “سنرى في الايام القادمة ما الذي قاله الاسد بالضبط.”
وتابع “يجب ان أبلغكم من واقع خبرتي به أنه ينبغي للمرء أن ينتظر رؤية خطوات تتخذ على الارض وعدم الاكتفاء بأخذ كلماته على علاتها.”
وقال متحدث باسم عنان في وقت سابق يوم الثلاثاء ان سوريا كتبت الى عنان تقول انها قبلت خطته المكونة من ست نقاط لانهاء الصراع المستمر منذ عام والذي قتل فيه أكثر من 9000 شخص وجر البلاد الى حافة الحرب الاهلية.
وقال فورد ان تفويض عنان جاء من قرار للجمعية العامة للامم المتحدة دعا القوات السورية الى الانسحاب من المدن وطالب الحكومة بالافراج عن الاف المعتقلين السياسيين الذين تحتجزهم والالتزام بعملية سياسية انتقالية.
وأعلنت الولايات المتحدة في السادس من فبراير شباط اغلاق سفارتها في سوريا بسبب تدهور الوضع الامني هناك لكن فورد بقي سفيرا ويعمل من واشنطن.
(اعداد رفقي فخري للنشرة العربية – تحرير عمر خليل)
المعارضة السورية بدأت اجتماعات «التوحيد» في إسطنبول وتوقع اليوم وثيقة «العهد والميثاق»
إسطنبول: ثائر عباس
بدأ مؤتمر المعارضة السورية المنعقد تحت عنوان «توحيد الصفوف»، أعماله في الجزء الآسيوي من العاصمة التركية بعشاء رسمي أقامه «المجلس الوطني»، الذي يسعى إلى ضم أكبر قدر ممكن من المعارضين السوريين إليه، قبل نحو أسبوع على انعقاد مؤتمر أصدقاء سوريا الثاني في إسطنبول الأحد المقبل.. فيما طرحت وثيقة الإخوان المسلمين نفسها على الساحة، وقد استوحى منها المجلس الوطني معظم بنود وثيقته لجهة الإصرار على «الدولة المدنية التعددية التداولية».ويسيطر على الاجتماع هاجسان، الأول يتعلق بمدى قبول بعض الأطراف بالتوقيع على «وثيقة» سيعرضها المجلس، قبل الوصول إلى حل لمشكلته التنظيمية. والثاني يتعلق بالإحباط الذي يسيطر على قوى المعارضة السورية نتيجة تباطؤ المجتمع الدولي في التحرك وإصراره على عدم التدخل العسكري في وقت بلغ فيه العنف من قبل النظام مستويات جنونية. وقال عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني عبد الرحمن الحاج، لـ«الشرق الأوسط»: «إن المعارضين يتساءلون عما إذا كان التوقيع على الوثيقة سيفيد في إقناع هذه الدول»، موضحا أن النقاش الأساسي أمس كان عنوانه «الفائدة من التوحيد»، ومنبها إلى أن الإحباط قد يكون سببا في عدم توقيع البعض لهذه الوثيقة.
وقال مصدر تركي رسمي لـ«الشرق الأوسط» إن أنقرة «تشجع» المعارضين السوريين على التوحد والتوجه إلى مؤتمر أصدقاء سوريا بخطاب واحد وخطة عمل مشتركة، مؤكدا أن بلاده ترى في وحدة المعارضة مدخلا إجباريا لحل الأزمة السورية، إذ لا يجوز الاستمرار في هذه الحال فيما القتل يزداد في سوريا ونزف الدم لا يقف. وشدد المصدر على أن أنقرة «ستسعى إلى حض المجتمع الدولي على تحمل مسؤولياته في الأزمة السورية والخروج بنتائج عملية تساهم في حل الأزمة»، مؤكدا أنها لن تقبل بفشل المؤتمر الذي تستضيفه لأصدقاء سوريا؛ لأن المجتمع الدولي في سباق مع الزمن في هذه الأزمة. وأوضح المصدر أن أنقرة تبذل كل ما لديها من جهود لحض المعارضين على توحيد وتنسيق جهودهم، مشيرا إلى أن ما تسرب عن التحضيرات لمؤتمر المعارضة «مشجع».
وعلى الرغم من أن المؤتمر لم ينطلق رسميا، فإن الاتصالات الجانبية كانت مكثفة جدا بهدف الخروج بتوافق حول وثيقة «العهد والميثاق»، التي سيطرحها المجلس على المشاركين في المؤتمر، والتي لم تتضمن في نسختها الأولية أي ذكر للتدخل العسكري الخارجي.. غير أن أعضاء في الأمانة العامة للمجلس قالوا لـ«الشرق الأوسط» إن غياب هيئة التنسيق الوطنية المعارضة والمنشقين عنها عن المؤتمر سيجعل من طرح فكرة «التدخل العسكري» أكثر سهولة.
وخصص اليوم الأول من المؤتمر لاستقبال الوفود التي وصل معظمها بخلاف «هيئة التنسيق» والمعارضين عارف دليلة (رئيس المنبر الديمقراطي المنشق عن هيئة التنسيق) وفايز سارة وميشال كيلو، فيما لم يكن هيثم المالح قد وصل إسطنبول حتى مساء أمس.
وبرر بيان «هيئة التنسيق الوطنية» الغياب عن المؤتمر بوجود «كثير من التجاوزات التنظيمية والسياسية»، وعدّد بين التجاوزات «مشاركة تركيا وقطر في توجيه الدعوات»، معتبرا إياها «محاولة للقفز فوق دور جامعة الدول العربية ومصادرته لصالح شراكة متفردة ولافتة للانتباه بين قطر وتركيا».
كما أشار البيان إلى أن «الدعوة لم توجه إلى معارضة الداخل وقواها المنظمة الرئيسية والشخصيات الوطنية، واقتصرت الدعوات على عدد من الأفراد الذين اختارتهم الجهة الداعية بنفسها، متجاهلة حق أحزابهم وتياراتهم ومجموعاتهم وتحالفاتهم التي ينتمون إليها في اختيار من يمثلها إذا قررت المشاركة». واعترض بيان هيئة التنسيق على ما اعتبره «مسعى لوصاية سياسية على المعارضة السورية وحشرها مع رؤى ومصالح الجهات الداعية»، داعيا إلى «تحضير متقن ومتأن للمؤتمر، بعد إنضاج عوامل التوحيد والانسجام الفعلي بين القوى الأساسية على الأقل».
وفي المقابل أوضح عضو المكتب الإعلامي في «المجلس الوطني السوري»، محمد السرميني، أن اجتماعات مؤتمر المعارضة السورية ستنطلق من العاشرة صباحا وحتى السابعة مساء، وتختتم بمؤتمر صحافي، مشيرا إلى أن الهدف من هذا المؤتمر هو «توحيد رؤى المعارضة، ووضع الخطوط العريضة للعهد الوطني الذي يتكلم عن دولة مدنية يتساوى فيها المواطنون بغض النظر عن انتمائهم الديني والعرقي». وقال سرميني لـ«الشرق الأوسط» إن الاجتماعات الجانبية تظهر وجود «رغبة صادقة لدى أطراف المعارضة في الخروج برؤية موحدة تكون بديلا قادرا على بناء سوريا المستقبل»، مشيرا إلى أن المؤتمر سوف يشدد على الخروج برؤية سياسية مشتركة لسوريا المستقبل، وتقدم تصورا لسوريا الديمقراطية المتعددة، موضحا أن التركيز سيكون على أن يخرج مؤتمر أصدقاء سوريا برؤية عملية وخطوات لتحقيق مطالب الشعب السوري، ومنها التدخل العسكري.
وأكد عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني، عبد الرحمن الحاج، لـ«الشرق الأوسط»، أن «إعادة هيكلة المجلس الوطني ليست مطروحة الآن، بل المطروح إصلاح المجلس من أجل استيعاب قوى أخرى لم تنضم إليه، وإعادة قوى أخرى انسحبت منه، وضم قوى جديدة نشأت في سوريا وخارجها خلال عام من الثورة».
وإذ اعترف الحاج بوجود «إشكالية» لدى بعض قوى المعارضة في العلاقة مع المجلس الوطني، رأى في المقابل وجود توافق بين كل المعارضين مع الرؤية التي يطرحها المجلس للخروج من الأزمة. آملا ألا تنعكس هذه الإشكالية على قرار هذه المجموعات توقيع الوثيقة التي تتضمن شقين، الأول حول نظرة المعارضة لكيفية الخروج من الأزمة الحالية، والثاني تصور لسوريا المستقبل.
وأشار إلى مشكلة أخرى تتعلق بالإحباط الذي يسيطر على قوى المعارضة السورية نتيجة تباطؤ المجتمع الدولي في التحرك، وإصراره على عدم التدخل العسكري، في وقت بلغ فيه العنف من قبل النظام مستويات جنونية. وقال إن المعارضين يتساءلون عما إذا كان التوقيع على الوثيقة سيفيد في إقناع هذه الدول، موضحا أن النقاش الأساسي أمس كان عنوانه «الفائدة من التوحيد»، منبها إلى أن الإحباط قد يكون سببا في عدم توقيع البعض على هذه الوثيقة.
إعلان تشكيل “الجيش الوطني السوري”
ايلاف
دمشق: تشهد الساعات الأخيرة مع قرب انعقاد مؤتمر أصدقاء الشعب السوري في اسطنبول مطلع الشهر المقبل، حراكاً ونشاطاً سياسياً وعسكرياً وميدانياً على كافة الصعد.
فبعد مؤتمر توحيد المعارضة الذي يعقد في اسطنبول بين 26-27 آذار الحالي، وقبلها إعلان توحيد الكتائب والألوية التابعة للجش الحر والاتفاق بين العقيد رياض الأسعد والعميد مصطفى الشيخ في مجلس عسكري موحد، تم اليوم الإعلان عن تشكيل “الجيش الوطني السوري”.
وفي بيان تلقت “إيلاف” نسخة منه، أعلن مجلس قيادةِ الجيشِ الوطنيِّ السوري عن قيام الجيش الوطني السوري مبيناً الغاية من إنشائه بحسب البيان: “ففي ظِلِّ الحَرْبِ الظالِمَةِ المُعْلَنَةِ من قِبَلِ العِصابَةِ الأَسَدِيَّةِ المُجْرِمَةِ ضِدَّ الشَّعْبِ السوريِّ كِلِّهِ، وضِدَّ ثورَتِهِ السِّلْمِيَّةِ المُبارَكَةِ… وفي ظلِّ المجازِرِ والجرائمِ الإنسانيةِ التي لم تِسْتَثْنِ شيخاً كبيراً ولا امرأةً ولا طفلاً رضيعاً عَلَى طُولِ البلادِ وعَرضِهَا…
وفي ظلِّ انحرافِ الجيشِ السوريِّ عن مهمتِهِ الأساسيةِ في حمايةِ الوطنِ والمواطن, وتَحَوُّلِهِ إلى جيشٍ تَتَحَكَّمُ به الأجهزةُ الأمنيَّةُ، ووقوعِهِ أسيراً في يدِ عصابةٍ استبداديةٍ سادِيَّةٍ مُجْرِمَةٍ …
وفي ظلِّ خطرِ تفتيتِ مؤسساتِ الدولَةِ، وتحولِ البلاد إلى حماماتِ دمٍ ومستنقعٍ تنتشرُ فيه العصاباتُ الإجراميَّةُ ….
في ظل ذلك كلِّهِ، وانطلاقاً من شَرْعِيَّةِ ثورَةِ الحريةِ والكرامةِ؛ نُعْلِنُ نحنُ ”الجيشُ الوطَنِيُّ السوريُّ“ عن استعادةِ زمامِ المبادرَةِ في سبيلِ تحريرِ الجيشِ من أسْرِهِ، وتمكينِهِ من استردادِ عافيتِهِ ودورِهِ الوَطَنِيِّ؛ في الحفاظِ على وحدةِ البلادِ، وحمايةِ المواطنينَ على اختلافِ أعراقِهِمْ وطوائِفِهِمْ ومذاهِبِهِمْ، وتأمينِ السِّلْمِ الأهلِيِّ ..
وأعلن البيان عن تشكيلةِ الجيشِ الوطنيِّ السوريِّ بألويتِهِ وكتائِبِهِ التي تضمُّ “الأحرارَ الشرفاءَ” حسب تعبيره وهم من:
1- العسكريينَ الذين انشقُوا عن جيشِ العصابةِ الأسديةِ والتحقُوا بالثَّورةَ وقامُوا بحمايةِ المدنيين.
2- العسكريينَ المسرَّحينَ والمتقاعدينَ الذين التحقُوا بالثَّورة.
3- المتطوعينَ من المدنيينَ في الكتائِبِ المقاوِمَة.
كما يشمل بالإضافةِ إلى الضباطِ والجنودِ المنشقين؛ “الكتائبَ المقاوِمَةَ في الداخلِ السوري”.
وأكد بيان مجلس قيادة الجيش الوطني السوري أنَّ الجيشَ الجديد “جيشٌ احترافيٌّ يلتزمُ بالمعاهداتِ الدوليةِ المتعلقةِ بحمايةِ المدنيين، والحربِ وآثارِها من قضايَا الجرحَى والأسرَى ونحوِها، ويضعُ نصبَ عينيهِ الأهدافَ الآتيةَ:
1- مواجهةَ كتائبِ العصابَةِ الأسديةِ المجرمةِ وحلفائها حتّى إسقاطِ نظامِها.
2- تحريرَ الفرقِ العسكريةِ أسيرةِ القراراتِ الأمنية.
3- تأمينَ ملاذاتٍ آمِنَةٍ ومناطقَ مُحَرَّرَةٍ، وضَبْطَ الأَمْنِ فيها.
4- تأمينَ انضباطِ المُسَلَّحِينَ ضِمْنَ تشكيلاتِ الجَيْشِ الوَطَنِيِّ السوري .
5- حمايةَ السلمِ الأهليِّ بعدَ سقوطِ النظامِ، والحيلولةَ دونَ الأَعْمالِ الانْتِقامِيَّةِ، وتسليمَ السلطةِ للمدنيين.
6- ضَبْطَ الجَرائِمِ المُرْتَكَبَةِ تَمْهيداً لِتَقْدِيمِ المُجْرِمينَ للعَدالَةِ.
وختم البيان بدعوة كل القوى العسكرية المنحازة إلى النظام حالياً والشعب السوري إلى التطوع في قواته وتشكيلاته المسلحة، والعمل على تحقيقِ هذه الأهدافِ من خلال “الانتظام في صفوفِهِ، والانضباطِ تحتَ قيادتِهِ في ألويتِهِ وكتائبِهِ، حتى بلوغِ الغايةِ المنشودَةِ وتحقيق استقلالِ سوريا الثاني”، على حدّ تعبير البلاغ.
تشييع مصور الثورة السورية في مدينة الدرباسية (جوان قطنة )
بعد أن اغتالته يد الغدر والحقد والقوى الظلامية التي تتخذ من اللثام الوجه القبيح و المجهول للإجرام ،وبعد أن شوهت ونكلت بمصور الثورة (جوان قطنة) الذي كان يرسل كل جميل عن الثورة السورية من مدينته الوادعة ( الدرباسية ) إلى القنوات التلفزيونية فقد خرج آهالي مدينة الدرباسية بقراها عن بكرة أبيها بالأصح المدينة التي لم تنام منذ ليلة البارحة …..زحفت باتجاه جامع حاجي سلطان لتقف لساعات وهي تنتظر خروج جثمان الشهيد البطل والذي أسموه النشطاء بـلقب (آغا الثورة ) وفي الساعة الحادية عشرة والربع خرج جثمان الشهيد الطاهر من الباب الرئيسي للجامع …..وسط صيحات الناشطين وزغاريد النساء ليزفوا الشهيد إلى خاله ( مشعل التمو ) ليحضنهما تراب الدرباسية في طياته ،ويحفظهما من كل يدٍ غادرة فقد رافقت الجموع جثمانه إلى مدخل الدرباسية الجنوبي لتتوجه الجموع إلى قرية تل كديش مسقط رأسه ليواري الثرى هناك بين أجداده (آغوات المنطقة ) وسط هتافات تنادي بـ ( اسقاط النظام العفن الذي لم يترك وسيلة وإلا واستعملها لإخماد ثورة الكرامة ،وقد رفع المشيعين صوراً للشهيد والأعلام الكردية) وأعلام الاستقلال بالإضافة إلى صور خاله ( الشهيد مشعل التمو),
وبعد الدفن ألقى أحد رجال الدين كلمة تضرع فيها الى الله ان يتقبل جوان في اعلى منزلة للشهداء لأنه عمل في سبيل تحقيق الحرية والكرامة …
ثم ألقى الناشط جميل ابو عادل كلمة باسم اتحاد القوى الديمقراطية- ثم القيت باسم كلمة حركة النهضة الاسلامية الكوردية في سوري- ثم كلمة باسم اتحاد التنسيقيات الكورية – وألقى أيضاً السيد بشار أمين كلمة باسم المجلس الوطني الكوردي- وكلمة آل الفقيد آلقاه المحامي أحمد رستم ….ليرتفع بين فينة وأخرى أصوات عويل النساء ليغادر بعدها المعزين قرية (تل كديش ) والحزن والآسى يلف كل الوجوه التي عرفت أو سمعت باسم (خلف محمد قطنة ) الملقب بـ ( جوان قطنة ) – ويذكر بأن أربع ملثمين كانوا يتكلمون الكوردية قاموا بإخطاف(جوان ) من منزل أحد أصدقائه في الساعة الثامن مساءً، ليعاد مشوهاً وعلى جسده آثار تعذيب ،وقد اتهمت جهات حزب الاتحاد الديمقراطي جناح السوري لحزب العمال الكردستاني )باختطاف جوان إلا أن حزب الاتحاد الديمقراطي والذي هو جزء من منظومة المجتمع الديمقراطي و في بيان صادر عنه قال فيه (تلقينا ببالغ الحزن والأسى نبأ استشهاد شابين من خيرة أبناءنا اليوم في كمين نصبته القوى الأمنية السورية، في منطقة الدرباسية……) وتابع البيان بصدد حادثة اختطاف الشاب خلف محمد قطنة “جوان قطنة” ومن ثم قتله،قال البيان : يمكننا تبيان ما يلي للرأي العام: طلب أحد أعمام الشاب خلف من رفاقنا مساعدته في تخليص الشهيد خلف من بين أيدي الخاطفين، الذين اختطفوه بينما كان هو في أحد الاجتماعات، وبناء على ذلك اتصل أحد رفاقنا بمجموعة من اللجان الشعبية المتواجدة بالقرب من المنطقة التي أكدّ القرويون أن الخاطفين قد مروا بها، وبناء على ذلك توجهت مجموعة من لجان الحماية الشعبية على الفور إلى المكان، وهناك وعندما وصلت المجموعة إلى المكان بدأت العناصر الأمنية السورية بتطويق المكان ومن ثمّ إطلاق الرصاص على أفراد لجان الحماية والشهيد جوان، الأمر الذي أدى إلى استشهاد أحد أفراد اللجان وهو كمال حسين أحمد وجرح آخر، واعتقال البقية، إلى جانب استشهاد جوان، فيما لاذت المجموعة الخاطفة بالفرار، دون أن تحاول الأجهزة الأمنية اللحاق بها أو إلقاء القبض على الخاطفين….)
أكد البيان(… أن السلطات السورية كانت على علم بعملية الخطف، ويؤكّد ذلك الكمين التي نصبته لأفرادالحماية الشعبية، وتواجدها في المنطقة في ذاك التوقيت، وكذلك عدم اللحاق بالخاطفين، إلى جانب استخدامها للرصاص الحيّ في تصفية الناشط جوان وأحد عناصر اللجان، ونرى بأن ذلك يهدف إلى إحداث فتنة داخلية يخطط لها النظام ضدّ شعبنا الكردي في الدرباسية والمنطقة)
وحمل البيان النظام عملية الخطف والقتل وعاهد الشعب بأن دماء الشهيدين لن تذهب سدى ،وهدد البيان بأن النظام واجهزته سيدفعون ثمن داء الشهيدين غالياً…………وكذلك نبه البيان الشعب الكوردي بضرورة أخذ الحيطة والحذر من الألاعيب وتجنب الفتنة التي يحاول النظام إحداثها في المنطقة الكوردية
وقد صد رت بيانات عدة من الأحزاب ( مجلس الوطني الكوردي –واتحاد القوى الديمقراطية ) والتنسيقيات الكوردية حذرت من الفتنة التي يحاول النظام زرعها بعد أن زرعت الخلافات بين القوى الحزبية الكوردية وحركاتها الشبابية .