أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء 04 آب 2015

 مجزرة ودمار في أريحا بسقوط مقاتلة سورية

لندن، موسكو، واشنطن – «الحياة»، رويترز، أ ف ب –

أسفر سقوط مقاتلة سورية على سوق شعبية في وسط مدينة أريحا خلال شنها غارات على المدينة في شمال غربي البلاد أمس، عن مقتل وجرح أكثر من 70 مدنياً بالتزامن مع معارك كر وفر في ريف جسر الشغور قرب اللاذقية، في وقت أعلن مسؤول إيراني نية بلاده طرح «مبادرة جديدة» لحل الأزمة السورية بعد التشاور مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم ونائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، اللذين سيزوران طهران في الأيام المقبلة.

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «طائرة حربية تحطمت أثناء قصفها حياً في وسط مدينة أريحا» الواقعة في محافظة إدلب التي تسيطر عليها فصائل المعارضة منذ 28 أيار (مايو) الماضي. وأوضح أن «الطائرة كانت تحلق على ارتفاع منخفض عندما تعرضت لخلل تقني» أدى إلى سقوطها، لافتاً إلى مقتل «31 شخصاً على الأقل بينهم طفلان». وبث نشطاء محليون قائمة بأسماء 70 شخصاً قتلوا أو جرحوا في التفجير.

وخسرت قوات النظام منذ نهاية آذار (مارس) عدداً من المدن الاستراتيجية في محافظة إدلب الحدودية مع تركيا، كمدينة إدلب مركز المحافظة، وجسر الشغور وأريحا بعد معارك عنيفة خاضتها ضد ائتلاف يضم فصائل إسلامية. وقال «المرصد» أمس: «لا تزال الاشتباكات العنيفة مستمرة بين «حزب الله» اللبناني وقوات النظام مدعمة بمسلحين موالين من جنسيات سورية وعربية وآسيوية من جهة وفصائل معارضة من جهة ثانية، على أوتوستراد اللاذقية- أريحا في ريف جسر الشغور»، لافتاً إلى انسحاب قوات النظام والمسلحين الموالين من مناطق بعد ساعات من استعادتها السيطرة عليها». وأسفرت المعارك عن مقتل 44 من الطرفين.

وكشفت شبكة «سورية مباشر» المعارضة امس عن مفاوضات تجري بين مسؤولين ايرانيين و «حركة أحرار الشام الاسلامية»، تضمن خروج المدنيين والعسكريين من مدينة الزبداني في مقابل «فك احرار الشام الحصار عن بلدتي الفوعة وكفريا اللتين تضمان موالين للنظام في ريف ادلب».

في شرق البلاد، قال «المرصد» إن عناصر «داعش» دهموا أمس مقاهي إنترنت في دير الزور بعد إغلاق مقاهي إنترنت في منطقة البوكمال في ريف دير الزور التابع إلى للقسم السوري من «ولاية الفرات» التي تضم أيضاً مدينة القائم العراقية وريفها. وطلب التنظيم من أصحاب مقاهي الإنترنت في القسم السوري من «ولاية الفرات»، «إزالة النواشر (محطات البث) التي توزع شبكات الإنترنت إلى المنازل المجاورة للمقهى، وأن على أصحاب المقاهي إزالتها والاكتفاء بنشر شبكة الإنترنت لروادها داخل المقهى فقط»، ذلك في إطار توسيع التنظيم «التعتيم الإعلامي» في مناطقه.

في واشنطن، قال مسؤولون أميركيون أمس إن الولايات المتحدة قررت السماح بشن غارات جوية للدفاع عن مقاتلي المعارضة السورية الذين دربهم الجيش الأميركي لقتال «داعش» في مواجهة أي مهاجمين حتى لو كانوا من القوات الموالية للأسد، فيما أعلن ديمتري بيسكوف الناطق باسم الكرملين للصحافيين: «شددت موسكو مرات عديدة على أن مساعدة المعارضة السورية، سواء كانت بوسائل مالية أو فنية (عسكرية)، ستؤدي إلى مزيد من زعزعة استقرار الوضع في البلاد».

ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قوله إن بلاده ستعلن «مبادرة جديدة» لطرحها على النقاش الدولي والإقليمي، لافتا إلى أن المعلم وبوغدانوف «سيزوران طهران قريباً لبحث المبادرة».

في إسطنبول، جدد أعضاء الهيئة العامة لـ «الائتلاف الوطني السوري» انتخاب خالد خوجة رئيساً بأغلبية 59 صوتاً مقابل 38 لموفق نيربية، الذي انتخب مع 18 آخرين أعضاء في الهيئة السياسية لـ «الائتلاف» في اجتماع الهيئة الذي شارك فيه 105 أعضاء.

 

واشنطن تنفذ الغارة الاولى في سورية دفاعاً عن معارضين دربتهم

واشنطن – أ ف ب

أكدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أمس (الإثنين)، أن الولايات المتحدة نفذت الغارة الجوية الاولى لها في الأراضي السورية «دفاعاً» عن مجموعة من المقاتلين المعارضين الذين دربتهم.

وقال الناطق باسم الوزارة بيل اوربان إن هذه الغارة الدفاعية الأميركية الأولى من نوعها على الأراضي السورية، نفذت الجمعة الماضي لمؤازرة مجموعة مقاتلين دربتهم الولايات المتحدة ويطلقون على أنفسهم اسم مجموعة «سورية الجديدة».

وأضاف: «علينا أن نتحرك للدفاع عن مجموعة سورية الجديدة التي دربناها وجهزناها».

وكان مسؤول كبير في الإدارة الأميركية أعلن أن الولايات المتحدة قصفت مواقع لـ «جبهة النصرة» رداً على هجوم شنته الجبهة على مقاتلين معارضين دربتهم واشنطن.

واعتبر الناطق باسم البيت الأبيض جوش ايرنست أمس ان على النظام السوري «عدم التدخل» في العمليات التي تقوم بها القوات المعارضة التي دربتها الولايات المتحدة، وإلا فإن «خطوات إضافية» قد تتخذ للدفاع عنها، في تهديد مبطن بإمكان اللجوء إلى الضربات الجوية ضد القوات النظامية، مشدداً في الوقت نفسه على أن الأخيرة لم تحاول حتى الآن عرقلة تحركات المجموعات العسكرية التي تدعمها الولايات المتحدة.

وبين المجموعات التي تدعمها واشنطن وحدة تتألف من 54 عنصراً منتشرة في محافظة حلب منذ منتصف تموز (يوليو) الماضي، ضمن ما يعرف بـ «الفرقة 30».

ونفت وزارة الدفاع الأميركية خطف أي عنصر من هذه الفرقة، إلا أن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أعلن أن ثمانية من عناصرها خطفوا مساء الأربعاء الماضي على يد «النصرة» التي تبنت عملية الخطف.

وبثت «النصرة» أول من أمس شريط فيديو يظهر فيه خمسة أشخاص على الأقل يسيرون في حقل، وأيديهم وراء رؤوسهم، برفقة شخص ملثم مسلح، وأكدت أنهم من عناصر الفرقة الذين خطفتهم.

 

كيري يدعو طهران إلى تغيير سلوكها .. وتسريع شحنات الأسلحة للخليج

الدوحة – محمد المكي أحمد

< توصل وزير الخارجية الأميركي ونظراؤه الخليجيون، خلال اجتماعهم في الدوحة أمس، إلى الاتفاق على التصدي لـ«كل الأعمال التي تزعزع الأمن»، وأكدوا أن تطبيق الاتفاق النووي «كاملاً» بين الدول الست وإيران، «يسهم في إرساء الاستقرار في المنطقة»، واعتبره وزير الخارجية القطري رئيس الدورة الحالية لمجلس التعاون الخليجي خالد العطية «الخيار الأنسب بين الخيارات التي كانت مطروحة»، لمعالجة هذه المسألة. (للمزيد).

من جهة أخرى، رفض وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال اجتماع مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري ووزير الخارجية السعودي عادل الجبير، إعلان واشنطن الإغارة على أية جهة، حتى لو كانت تابعة للنظام السوري، إذا حاولت ضرب القوات التي دربتها. واعتبر ذلك «مضراً بجهود مكافحة الإرهاب». وذكر البيان المشترك لاجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون مع كيري أن الاجتماع عقد لبحث التقدم المحرز، ورسم الخطوات المقبلة بشأن الشراكة الاستراتيجية بين مجلس التعاون والولايات المتحدة، ومجالات التعاون بين الجانبين التي أعلنت في كامب ديفيد في 14 أيار (مايو) 2015. وعرض الوزراء خطة العمل المشترك الشاملة بين مجموعة دول (5+1) وإيران، والصراع في اليمن والحاجة للوصول إلى حل سياسي فيها يستند إلى المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، كما بحثوا التحديات الإقليمية المشار إليها في هذا البيان.   كما أعادت الولايات المتحدة تأكيد التزامها بالعمل مع دول مجلس التعاون لمنع وردع أي تهديدات أو عدوان خارجي، وفي حال مثل هذا العدوان، أو التهديد بمثل هذا العدوان، فإن الولايات المتحدة على استعداد للعمل مع شركائها دول مجلس التعاون لتحديد العمل المناسب بشكل عاجل وباستخدام جميع الوسائل المتوافرة لدى الجانبين، بما في ذلك إمكان استخدام القوة العسكرية للدفاع عن شركائها دول مجلس التعاون. وأعلن كيري، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع العطية، سلسلة خطوات لـ«دعم الأمن والاستقرار في الخليج العربي»، في مقدمها «تسريع مبيعات الأسلحة» إلى المنطقة والعمل لإرساء «شراكة استراتيجية قوية» مع دولها. وقال إن الطرفين اتفقا على تشكيل «مجموعات عمل ستبدأ اجتماعاتها غداً في الرياض لوضع جدول أعمال أكثر تفصيلاً لرفع قدراتنا جميعا في المنطقة». وأكد أنه تم الاتفاق على «تبادل المعلومات الاستخباراتية، خصوصاً في مجال تدفق المقاتلين المتطرفين، ودمج أنظمة الدفاع الصاروخي الباليستي، وتحديث الاعتراض البحري والحؤول دون تدفق الأسلحة والمتطرفين لتعزيز أمن المنطقة». وأضاف أنه تم البحث في «محاربة داعش». وشدد على أن واشنطن تسعى إلى أن تنفذ إيران الاتفاق «كاملاً»، على ما أكد الرئيس باراك أوباما الذي اعتبره صفقة، ودعا طهران إلى تغيير سلوكها. لكن «يجب إعداد أنفسنا لكل الاحتمالات» وزاد: «نعرف دعمها (إيران) حزب الله والمليشيات الشيعية في العراق والحوثيين، ودعمها التاريخي للإرهاب الذي نعارضه وسنعارضه في المستقبل». وتابع: «قضينا معظم الوقت (في الاجتماع) في بحث العلاقة مع دول الخليج»، مشدداً على أن أميركا وهذه الدول «ملتزمة بأمن واستقرار المنطقة. ونسعى إلى شراكة أقوى»، ودان «الهجمات التي وقعت في السعودية والكويت والبحرين». وقال «نعمل لدحر المسؤولين عن تلك الأعمال البشعة». إلى ذلك، أكد كيري أنه تم الاتفاق على «مساعدة العراق لتقليص قدرات داعش وتشكيل حكومة شاملة، واقترحنا تطبيق إصلاحات لتحقيق ذلك»، وأضاف: «لن تستطيع أية قوة عسكرية إنهاء العنف الرهيب الذي ينتهجه التنظيم، ولا بد من جهد اقتصادي للحؤول دون تنامي هذه الجماعة الإرهابية». وجدد تأكيده أن «نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد فقد شرعيته منذ وقت طويل» وندد بـ«وحشيته المستمرة التي كانت مركز جذب للمتطرفين وداعش». دعا إلى «حل سياسي في سورية». وأضاف «سندعم المعارضة (السورية) المعتدلة مع شركائنا الخليجيين، وسنعمل على التخلص من الملاذ الآمن الذي خلقه التنظيم في سورية». وأعلن وقوف واشنطن «مع شركائنا (الخليجيين) في إدانة الأعمال العسكرية للحوثيين»، ودعا إلى «عملية سياسية وحوار وطني»، كما أعلن دعم عملية سياسية في ليبيا تقودها الأمم المتحدة لتشكيل «حكومة وفاق وطني». على صعيد آخر، قال لافروف إن محادثاته مع كيري والجبير أمس تناولت الأزمة السورية و«سبل دعم المبعوث الدولي الخاص للأمم المتحدة الرامية إلى تهيئة الظروف للتوصل إلى اتفاق (تسوية) في إطار ما تم التوصل إليه في جنيف عام 2012»، وأضاف: «رحبنا بجهود المبعوث الدولي ونسعى لإحراز المزيد من التقدم على صعيد التسوية السياسية المقبولة من كل الأطراف في سورية، كما تم البحث في تشكيل جبهة قوية لمكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط»، لافتاً إلى «أدوار مهمة يمكن أن تلعبها قطر وتركيا ومصر وإيران». وأضاف أن «اللقاء الثلاثي أكد ضرورة بذل الجهود للمساهمة في الإعداد للمحادثات المقبلة بين الحكومة والمعارضة (السوريتين) بحضور المبعوث الخاص للأمم المتحدة». وتابع: «جرى أثناء زيارة ولي ولي العهد السعودي (الأمير محمد بن سلمان) موسكو البحث في تشكيل جبهة (دولية) لمكافحة الإرهاب»، وكشف أنه التقى في الدوحة رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل والرئيس السابق للائتلاف السوري معاذ الخطيب. وعن احتمال توجيه أميركا ضربات جوية في سورية، قال إنه بحث في هذا الموضوع مع كيري، وأعلن رفض ذلك واعتبره «انتهاكاً يعقد جهود مكافحة الإرهاب». وأكد أنه «من دون المساعدة العسكرية والتقنية الروسية لسورية والعراق لكان داعش احتل أراضي أوسع بكثير»، وزاد أن «الخطر الرئيس في البلدين هو خطر التنظيم»، ودعا إلى «رفض التدخل الخارجي في الأزمة السورية وجلوس الأطراف كافة إلى طاولة المفاوضات للتوصل إلى اتفاق». من جانبه، قال وزير الخارجية القطري إننا «نعمل مع روسيا لإيجاد أفق يعطي الشعب السوري أملاً». وكان موضوع الإرهاب في صدارة القضايا التي أثارها الخليجيون، وقال العطية: «إن العالم لا يزال يواجه تنامي ظاهرة الإرهاب التي طاولت بعض الدول الخليجية الشقيقة وتهدف إلى قتل الأرواح البريئة وترويع الآمنين وبث الفتنة، والمستهدف هو أمن العالم واستقراره»، وحض على «بذل المزيد من الجهود واتخاذ التدابير اللازمة لوأد هذه الظاهرة والقضاء على أسبابها الحقيقية بوصفها خطراً يهدد الأمن والاستقرار العالميين». وجدد العطية تأكيده حرص مجلس التعاون الخليجي على «وحدة اليمن وسلامة أراضيه واحترام سيادته ودعم الشرعية واستكمال العملية السياسية وفقاً للمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني». ودعا الولايات المتحدة إلى «بذل جهد مضاعف للعودة بعملية السلام (في الشرق الأوسط) إلى مسارها الشامل وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وفق قرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية وحل الدولتين».

 

كيري وعَدَ بالإسراع في بيع الخليج أسلحة لافروف: داعش الخطر الأكبر على المنطقة

المصدر: (و ص ف، رويترز، روسيا اليوم)

أعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري عقب اجتماع مع نظرائه في مجلس التعاون الخليجي بالدوحة ان الولايات المتحدة “ستسرع” في بيع دول الخليج اسلحة، وذلك في محاولة من واشنطن لتهدئة القلق الذي يساور حلفاءها الخليجيين من الاتفاق النووي بين ايران ومجموعة دول خمسة زائد واحد.

 

واجرى محادثات مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي اكد ان خطر تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) هو التهديد الأكبر للمنطقة.

وسلم كيري بصحة مخاوف دول الخليج من أن الاتفاق النووي قد يعجل في انفراج بين طهران وواشنطن ويشجع النظام الحاكم في طهران على دعم الجماعات المسلحة المتحالفة معه في المنطقة. وقال: “هدفنا هو تطبيق الاتفاق كاملاً ونأمل في أن يتحسن سلوك ايران. طبعاً نعلم جميعا بالدعم لحزب الله وللميليشيات الشيعية في العراق وبالدعم للحوثيين (في اليمن) وتدخلات أخرى في المنطقة والدعم للإرهاب تاريخياً”… الآن يمكن أن يأمل الجميع في أنه ربما تطوى الصفحة لكننا، نستعد لاحتمال أن هذا قد لا يحصل”.

 

الاجتماع الثلاثي

كما اجرى كيري محادثات منفصلة مع لافروف والجبير لمناقشة الازمة السورية ومشاكل اقليمية اخرى.

وصرح لافروف في مؤتمر صحافي بان “المشاركين في المحادثات أعربوا عن رأيهم المشترك في أن الأوضاع الأمنية في المنطقة مستمرة في التدهور، الأمر الذي يخدم مصلحة الإرهابيين”.

وفي عرضه لنتائج المحادثات، عبر عن موقف موسكو من الأزمة السورية، بما في ذلك في ضوء التهديد الإرهابي الناتج من نشاطات “داعش” في المقام الأول، كما جدد موقف روسيا من دعمها للحكومة السورية. وقال: “نعم، نحن نقدم دعما عسكريا تقنيا للحكومة السورية في مواجهتها لهذا التهديد… ولدينا أسباب للاعتقاد أنه لولا هذا الدعم لكانت مساحة الأراضي التي يسيطر عليها هذا الكيان الإرهابي أكبر بمقدار مئات وآلاف من الكيلومترات المربعة”.

وأوضح أن موسكو تدعو إلى وقف فوري لأي تدخل خارجي في الشأن السوري. وذكر ان روسيا والولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية دعمت الجهود التي يبذلها المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستيفان دو ميستورا من أجل تسوية الأزمة السورية، وهي جهود ترمي إلى تهيئة ظروف مواتية لتحقيق بنود بيان جنيف في 30 حزيران 2012. وأعرب في هذا السياق عن أمله في إمكان إحراز تقدم في العملية السياسية المقبولة لدى جميع الأطراف السوريين، وكذلك في مجال تشكيل “جبهة قوية لمواجهة الخطر الإرهابي في الشرق الأوسط”.

واستقبل امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الوزير الروسي الذي وصل إلى الدوحة الأحد للبحث في أكثر قضايا المنطقة إلحاحا مع نظرائه الخليجيين وكيري.

واجتمع لافروف أيضا مع الرئيس السابق لـ”الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” أحمد معاذ الخطيب للبحث في تطورات الأزمة السورية، ومع رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية “حماس” خالد مشعل، وتمحورت محادثاتهما على القضية الفلسطينية.

 

تركيا تتأهّب لهجمات كردية كبيرة دميرطاش: هدف أردوغان استعادة الغالبية

تعيد مشاهد الطائرات التركية في الأجواء الكردية إلى الأذهان مشاهد كان يُظن أنها انقضت، إذ يُخشى عودة النزاع على نطاق واسع وتفلته من كل الضوابط التي لا تزال تتحكم به.

 

واتهم زعيم حزب الشعوب الديموقراطي صلاح الدين دميرطاش الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنه “يخدع” الغرب عندما يقول إنه يكافح تنظيم “الدولة الاسلامية” بينما أهدافه تنحصر بالسياسة الداخلية واستعادة الغالبية المطلقة التي خسرها في مجلس النواب.

وأمرت مديرية الأمن العام ورئاسة إدارة مكافحة الإرهاب بالتحسب بعد تلقيها معلومات عن انتقال عناصر من “حزب العمال الكردستاني” من الأرياف والمناطق النائية إلى داخل المدن لتنفيذ هجمات كبيرة. كذلك حذرت الاستخبارات التركية وزارة الداخلية من مخطط للحزب الشيوعي المحظور لاغتيال زعيم حزب الحركة القومية دولت باهتشلي.

 

واشنطن تُهدد باستهداف الجيش السوري إذا تعرّض لمقاتلين تدرّبهم الولايات المتحدة

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ)

أعلن البيت الابيض الاثنين ان الولايات المتحدة يمكن ان تتخذ “خطوات اضافية” للدفاع في سوريا عن القوات المعارضة التي دربتها.

 

وصرح الناطق باسم البيت الابيض جوش ارنست في مؤتمر صحافي بأن على النظام السوري “ألا يتدخل” في العمليات التي تقوم بها القوات المعارضة التي دربتها الولايات المتحدة، والا فان “خطوات اضافية” قد تتخذ للدفاع عنها، في تهديد مبطن بامكان اللجوء الى الغارات الجوية على قوات النظام السوري.

وأضاف ان الرئيس السوري بشار الاسد لم يحاول حتى الآن عرقلة تحركات المجموعات العسكرية التي تدعمها الولايات المتحدة ومنها وحدة تتألف من 54 رجلاً موجودة في محافظة حلب منذ منتصف تموز داخل مجموعة من المعارضين المسلحين ينشطون في اطار ما يعرف بـ”الفرقة 30″.

ونقلت “رويترز” عن مسؤولين أميركيين أنهم يعتقدون أن مقاتلاً في القوة المسلحة السورية الجديدة التي دربها الجيش الأميركي قتل الجمعة الماضي خلال اشتباكات مع متشددين. وأوضحوا أن المسلح السوري قتل خلال اشتباك مع أعضاء يشتبه في انتمائهم الى “جبهة النصرة”.

ورفضت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” التعليق على الأمر “لأسباب عملانية أمنية”.

ونفت وزارة الدفاع الاميركية “البنتاغون” ان يكون أي من عناصر هذه الفرقة من الذين تدربوا على أيدي الولايات المتحدة قد خطف.

الا ان “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له أكد ان ثمانية من الرجال الـ54 خطفوا مساء الاربعاء على أيدي “جبهة النصرة” التي عادت وتبنت عملية الخطف.

وبثت “جبهة النصرة” الاحد شريط فيديو ظهر فيه خمسة أشخاص على الاقل يسيرون في حقل، أيديهم خلف رؤوسهم، في رفقة شخص ملثم مسلح، وقالت انهم من أفراد هذه الفرقة بعد خطفهم.

ونتيجة ما حصل الجمعة، شنت الولايات المتحدة غارات جوية اولى لدعم تلك القوة السورية. وفي حينه قال الجيش الأميركي إن المقاتلين صدوا الهجوم دونما ذكر لأي ضحايا في صفوف القوة التي تدربت على أيدي الأميركيين.

 

لافروف

ورداً على اعلان الولايات المتحدة انها يمكن ان تستهدف قوات النظام السوري اذا ما تعرضت للمعارضة السورية التي تدربها واشنطن، صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عقب لقاء مع نظيريه الاميركي جون كيري والسعودي عادل الجبير في الدوحة بأن “هذه التصريحات ستكون لها نتائج عكسية لأنها ستعرقل محاربة الإرهابيين في المنطقة”. وذكّر بأن تجارب تدريب مسلحين ينتمون إلى “المعارضة المعتدلة السورية” على أيدي عسكريين أميركيين كثيراً ما كانت تنتهي بانتقال هؤلاء المسلحين إلى صفوف المتطرفين.

 

عقوبات أميركية جديدة

ووقعت إدارة الرئيس الاميركي باراك أوباما عقوبات على عشر شركات ومؤسسات لدورها في الصراع الدائر بسوريا. وأضافت وزارة الخزانة أسماء عدد كبير من شركات الشحن والطاقة بينها شركة “أكوا شيبينغ آند ميلينيام إينرجي” في تركيا إلى قائمة العقوبات التي تنشر على الإنترنت. كما أضافت أربعة مواطنين أتراك على صلة بتلك الشركة.

 

أردوغان

وفي أنقرة، رأى الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتجه الى “التخلي” عن الاسد. وقال في الطائرة التي عادت به من جولة شملت الصين واندونيسيا، ان بوتين “لم يعد يشاطر الرأي القائل بأن بلاده ستقف الى جانب سوريا حتى النهاية. اعتقد انه يتجه الى التخلي عن الاسد”.

وعقد اردوغان وبوتين لقاء طويلاً في حزيران على هامش افتتاح الالعاب الاوروبية في باكو بأذربيجان. وأضاف ان “لقاءنا في باكو وحديثنا الهاتفي لاحقاً اوحيا اليه بأنه يبدل موقفه” من الأزمة السورية.

ميدانياً، قال المرصد السوري ان طائرة “ميغ” حربية سورية تحطّمت بعد سقوطها نتيجة “خلل تقني” لدى قصفها مدينة خاضعة لسيطرة فصائل المعارضة في شمال غرب سوريا، مما تسبب بمقتل 31 شخصاً على الاقل من سكان المدينة.

 

“طالبان” الجديدة تتحدّى الانقسامات باستعادة خطاب التشدّد محادثات السلام الضحية الأولى في انتظار مراجعة خريطة المصالح

سوسن أبوظهر

مات، لم يمت. ليومين طُرح السؤال عن مصير مؤسس “طالبان” وزعيمها الأول الملا محمد عمر قبل صدور الجواب الحاسم. الحيرة هذه المرة تتعلق بجلال الدين حقاني، أحد قدامى زعماء المجاهدين، إذ انتشرت شائعات عن وفاته بالتزامن مع تسمية نجله سراج الدين نائباً للزعيم الجديد لـ”طالبان”. وبين هذه المصادفات الغريبة واتساع دائرة معارضي الملا الخلف أختر محمد منصور، الكثير من الغموض الذي يكتنف السؤال الأهم، ما مستقبل “طالبان”؟

 

بداية لم يسبق اسم منصور لقب “الملا”، فالرجل ذو خبرة في القتال وفي الاتجار بالأفيون، ولم يُعرف عنه في كل الأحوال أنه مرجع ديني، وهو ليس كذلك، ولا كان سلفه، وإن سُمي “أميراً للمؤمنين” في ذروة حكم “طالبان”. فـ”الملا” لقب لخريج الثانوية الدينية أي أنه شخص لم يكمل دراساته الإسلامية.

وفي شريطه الصوتي الأول زعيماً لـ”طالبان”، دعا منصور السبت إلى الوحدة، محذراً من محاولة “الأعداء” شق الحركة. قد يكون محقاً كقائد جديد في تحفيز أنصاره، لكن التوقيت يوحي بأن الرسالة تقصد خصوم البيت قبل المتربصين به من الخارج. فالدعوة صدرت غداة امتناع يعقوب، كبير أنجال الملا عمر، عن الاعتراف بزعامة خلفه. وهي خطوة انضم اليه فيها عمه الأحد.

واسترعى الانتباه أن الابن والشقيق اختارا وكالة “الأسوشيتد برس” الأميركية قبل سواها لإعلان المعارضة. وقد نقلت الأحد عن الملا عبدالمنان، عم يعقوب، دعوته إلى “لويا جيرغا” أو مجلس كبير “يتيح للجميع اختيار قائدهم”. وأضاف: “لا أقبل بتسميته (منصور) لأن قلة فقط تولت المهمة”، ومن زكوه هم جميعاً موالون له.

وإذ فاتَه أن يذكر أن الزعيم الجديد كان نائباً لسلفه ثلاث سنوات، وأن الوراثة ليست بالضرورة شرطاً للقيادة، بدليل أن أياً من أنجال أسامة بن لادن لم يخلفه، فإن تساؤلاته الأخرى مشروعة، من قبيل لماذا التكتم على الوفاة سنتين، “وهل خدعونا بإصدار تصريحات مضللة باسمه خدمة لمصالحهم”؟

 

الاستعانة بحقاني

وردت “طالبان” ببيان منسوب إلى جلال الدين حقاني يعترف بشرعية منصور. وبصرف النظر عن قوة شبكة المقاتلين التي يديرها سراج الدين وتسميته قائداً للعمليات العسكرية، فإن مكانة جلال الدين لا تُنكر. هو مولوي، أي أنه خريج كليات الشريعة، إذ حاز إجازة في العلوم الدينية من باكستان، وهي رتبة لم يبلغها عُمر ومنصور. وقد بدأ مقاومة الغزو السوفياتي من باكستان بشبكة من المقاتلين الأشداء، وسرعان ما تعرف الى بن لادن، ومدّته وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “سي آي إي” بالمال والسلاح. لكنه لم يرتبط بـ”طالبان” قبل عام 1995، وقد كُلف الى حين سقوط نظامها عام 2001 وزارة الحدود والشؤون القبلية. وبعد ذلك عاد إلى باكستان منشئاً مدارس دينية ومعسكرات تدريب لأنصاره.

لكن بيان حقاني لم يُصب الغاية المرجوة وسط تقارير متضاربة عن صحته. فمن جهة نُسب إلى مصدر كبير في شبكته أنه توفي نتيجة اعتلال صحته في كانون الأول 2014، وحدد أحد أفراد الأسرة مكان الدفن في زدران بولاية خوست بشرق البلاد. ومن جهة أخرى أكد عدد من أحفاده أنه لا يزال حياً، وإن واهناً. ويُعتقد أنه يعاني مرض الذئبة الجلدي، وربما كان مصاباً بداء الشلل الرعاشي (باركينسون).

ومهما يكن من أمر، فإن حقاني اعتزل العمل الميداني منذ سنوات، وخَلَفه سراج الدين الذي يدير شبكة المقاتلين حاملة اسم العائلة. وهي تضم وفق التقديرات الغربية عشرة آلاف إلى 15 ألف رجل. ربما كانت في الرقم مبالغة، لكن هؤلاء شديدو الالتزام ويفوقون عناصر “طالبان” تدريباً وقدرة على المناورة ذهاباً وإياباً عبر الحدود بين أفغانستان وباكستان التي يُعتقد أنها توفر للشبكة كل الدعم الذي قدمته لـ”طالبان” قبل عام 2001، الأمر الذي مكنها من تنفيذ عمليات كبيرة في كابول مستهدفة مصالح حكومية وأخرى أميركية.

وتصف واشنطن الشبكة بأنها العدو الأخطر على الأرض في أفغانستان، فهي ذات أذرع عدة، وإن يكن معقلها الأول في ولايات شرق البلاد، وخصوصاً بكتيا، مسقط جلال الدين. وترصد سبعة ملايين دولار ثمناً لمعلومات تؤدي إلى قتل سراج الدين أو اعتقاله.

 

ما بعد عُمر

والقيادة الجديدة لـ”طالبان” تُنذر بتشدد يفوق سابقتها، إذ سيكون في أُمرة حقاني الابن عدد إضافي من المقاتلين. وسراج الدين نفسه أكثر تطرفاً من والده، وقد أقام تحالفاً وثيقاً مع جماعة “عسكر الطيبة” الباكستانية المتطرفة التي نفذت هجمات مومباي عام 2008. أضف أن نقل الشبكة إلى حضن “طالبان” سيزيد الموارد المالية للأخيرة ويوسع رقعة المناطق الخاضعة لها. واسترعى الانتباه أن هجمات الحركة انتقلت أخيراً إلى الولايات الشمالية، بعدما تركزت في المعاقل التقليدية جنوباً وشرقاً.

أما منصور، فاستعاد خطاب “الجهاد”، داعياً إلى إقامة “دولة إسلامية في أفغانستان”. وهو بذلك يضع مصير محادثات السلام مع الحكومة الهشة للرئيس أشرف غاني، في موت سريري. وليس تعبير “دولة إسلامية” عرضياً، إذ يهدف إلى شد عصب الحركة مع صعود نجم تنظيم “الدولة الإسلامية”. والأخير بقوته وحضوره العابر للقارات، استقطب منشقين عن “طالبان” أعلنوا الولاء لـ”ولاية خراسان” التي تضم تاريخياً شمال غرب أفغانستان إلى أجزاء من تركمانستان وخراسان الإيرانية. وأوردت “النيويوركر” أن “الحركة الإسلامية في أوزبكستان” التي كانت تعتبر عمر أميرها، لم تبايع خلفه بل نقلت الولاء إلى “الخليفة” أبو بكر البغدادي.

وفي كل الأحوال، تواجه “طالبان” اختبارها الوجودي الأكبر. وما التعتيم سنتين على وفاة عُمر إلا محاولة، من أطراف في داخلها وخارجها، للإفادة قدر الإمكان من هالته كرمز مُوحد. وثمة تفسيرات لإعلان موته الأسبوع الماضي، والأرجح أنه كان ضربة من الاستخبارات الأفغانية لإعادة الحركة إلى طاولة الحوار من موقع أضعف. ويبدو أن هذا التقدير جانبه الصواب. أضف أن الأمر برمته يطرح تساؤلات جدية عن تراجع القدرات الاستخبارية الأميركية في أفغانستان إلى درك “آخر من يعلم”.

وفي المرحلة المقبلة لم يتحدد الدور الذي سيضطلع به المكتب السياسي في الدوحة الذي كانت الحركة أعلنت في 9 تموز منحه “صلاحيات كاملة”. ولكن من يقف وراء ذلك، وعُمر كان ميتاً في حينه؟ ومن أصدر الرسالة المنسوبة إليه في عيد الفطر والتي تضفي تبريراً شرعياً على محادثات السلام؟ ولماذا أزيلت تلك الرسالة الأسبوع الماضي وأُبقي البيان المتعلق بالمكتب السياسي؟ وهل يعني ذلك تمديداً لتلك الصلاحيات؟ وليس سراً أن أعضاءه لا يثقون بالاستخبارات الباكستانية ونفوذها التاريخي في “طالبان”.

يبقى أن إسلام أباد لم تقل كلمتها الأخيرة، وفي يدها الكثير من الأوراق بينما لم يعد في الجعبة الأميركية وسائل ضغط. وقد قال غاني في واشنطن في آذار إن “المسألة ليست قضية السلام مع “طالبان”، بل السلام بين باكستان وأفغانستان”. وهذا لا يزال هدفاً بعيد المنال، ولو تحقق، لتغير الكثير في أفغانستان.

 

طهران تسهّل الحل في سوريا.. واليمن ساحة اختبار أولى

تفاهم أميركي ـ إيراني واسع يعدّل التوازن الإقليمي

محمد بلوط

اتفاق سياسي أميركي إيراني في قلب اتفاق فيينا النووي. يقول مصدر أميركي مقرّب من الحزب الديموقراطي، إن إدارة الرئيس الأميركي باراك اوباما، قد ذهبت مع طهران، أبعد من التفاوض التقني على ضبط المشروع النووي الإيراني، وتقييده بحزمة من الاجراءات الرقابية لعقد ونصف العقد، وأن اتفاقاً سياسياً على إعادة تشكيل النظام الاقليمي في المشرق العربي والخليج، يعترف بالمصالح الايرانية فيها، قد وضع في طيّات الاتفاق.

ويقول المصدر الاميركي إن اتفاقاً سياسياً مع ايران قد يكون أحد أفضل الأوراق التي حصلت عليها إدارة أوباما لتمرير الاتفاق النووي وتسويقه في الكونغرس. ذلك أن الاتفاق التقني لا يشكل بحد ذاته ضمانة للمصالح الأميركية في المشرق، أو إطاراً ناجزاً لاعتراف متبادل بها مع ايران، وكان لا بد منه لتنظيم عودة طهران كلاعب إقليمي شرعي مكتمل الحقوق والواجبات.

ويؤكد المصدر أن هذا الجانب السياسي الإقليمي من الاتفاق، يعدّه بعض أركان الحزب الديموقراطي، الورقة الأساسية التي تدفعهم إلى التصويت عليه، وتأمين 34 صوتاً ديموقراطياً كافياً في الكونغرس، لحماية الفيتو الرئاسي الاميركي من النقض الجمهوري المتوقع وتمرير الاتفاق. ويقول المصدر إن بعض المسؤولين في الكونغرس يعتبرونه أفضل من الشق التقني، خصوصا زعيم الكتلة الديموقراطية المقبل (بدءاً من العام 2017) والسيناتور عن ولاية نيويورك، تشاك شومر، لأنه سيشكل اختبارا حقيقيا، بحسب المصدر، لاحترام ايران للمصالح الأميركية في المشرق العربي.

وكانت المفاوضات التقنية قد نضجت منذ شهر آذار الماضي، عندما وضع اتفاق لوزان، الإطار الحقيقي للاتفاق النهائي الذي أعلن عنه في الرابع عشر من تموز الماضي في فيينا. فمنذ عامين، وخلال لقاءات مسقط السرية التي مهدت لاتفاق جنيف المرحلي الأول، في تشرين الثاني العام 2013، كان الاميركيون والايرانيون قد وضعوا الخطوط العريضة لاتفاق فيينا نفسه، وقاعدة الصفقة التي بادلت تقييد البرنامج الايراني، وتخفيض امكانياته، وتعديل منشآته، لا سيما «آراك» و «فورود»، برفع العقوبات، والاعتراف بحق ايران بتخصيب اليورانيوم.

ويقول خبير غربي في الملف النووي الايراني، إن الايرانيين كانوا على الدوام، عند عتبة انتاج القنبلة، وأن الاميركيين يعرفون أن ايران، كانت منذ ثلاثة أعوام قد حصلت على كل التقنيات، البدائية، التي استخدمها الاميركيون في اربعينيات القرن لانتاج قنبلتهم الاولى، إلا أنهم احتفظوا بورقتهم هذه حتى النهاية تحت طاولة المفاوضات حتى صبيحة الرابع عشر من تموز. بيد أن الدخول في إعادة تشكيل النظام الاقليمي وتسوية النزاعات، والنقاش حوله هو الذي استدعى تأجيل التوصل الى الاتفاق، ريثما تكتمل شروط ملحقه السياسي، إيرانيا وأميركيا.

وبالرغم من أن الطرفين يقدمان نفيا لأي صفقة سياسية، وهو أمر طبيعي بسبب تعارض التحالفات التي تقضم الصفقة من أرضيتها. إلا أن مؤشرات كثيرة بدأت تتضافر في الساعات الاخيرة، لتؤكد وجودها، فضلا عن تكذيبها تأجيل أي نقاش إقليمي، كما كان قد كرر المسؤولون الايرانيون والاميركيون، إلى حين إبرام الاميركيين للاتفاق، ووضعه على سكة التنفيذ في تشرين الاول المقبل، بل إن معالم تلك الصفقة بدأت بالظهور بالتوازي مع ذهاب الاتفاق إلى الكونغرس الاميركي، وكجزء من عملية بناء الثقة الاميركية الايرانية، في تسهيل مخارج الملفات المتقاطعة: العراقية، السورية، اللبنانية، واليمنية.

وبالتدرج الزمني، استبق الاتراك التفاهمات الايرانية الاميركية بمحاولة الحصول على دور أكبر في الاقليم، وفي سوريا، حيث تلوح بنظر الاتراك معالم تعاظم الدور الايراني، في مرحلة التسوية المحتملة.

وانعطفت أنقرة بعد طول معاندة نحو التحالف مع الولايات المتحدة ضد «داعش»، وتقديم قاعدة إنجرليك لها للمرة الاولى منذ العام 2013، فيما بدا للوهلة الاولى، مقايضة الاشتراك بضرب «داعش»، بالحد الادنى ومن دون حماس كبير أو تكثيف الغارات على مواقع التنظيم لا سيما في ممر جرابلس منبج الباب، الذي يمنع اتصال كانتون عفرين، ببقية الكانتونات الكردية، فيما يقوم أردوغان بضرب الأكراد و «حزب العمال الكردستاني» في العراق، بحماس منقطع النظير، وبارتكاب مجازر في قرى جبال قنديل.

ولأن السياسة الدولية هي فن إدارة التناقضات، تقوم الولايات المتحدة في الوقت نفسه، ومن قاعدة إنجرليك قريبا، بدعم ذراع العمال الكردستاني السورية، وتقديم مظلة جوية له ضد «داعش»، بما يتناقض مع المصالح التركية، إلى درجة ما، وبجرعة محددة. إذ قال وزير الدفاع آشتون كارتر ورئيس الاستخبارات الأسبق مايكل هايدن، إن أميركا لن تعمل على تقسيم سوريا.

ومن الواضح أن حدود ذلك الحلف لن تذهب أبعد مما تريده واشنطن من استخدام مقاتلي «حزب الاتحاد الديموقراطي» المتمرسين والمنضطبين والمتجانسين حزبيا وعرقيا، أكثر من أي مجموعة سورية معارضة مسلحة، كرأس حربة في قتال «داعش»، من دون المخاطرة بمواكبتهم نحو مشروع سياسي، يغضب الاتراك، ويتجاوز توقعات الأكراد السوريين أنفسهم، الذين باتوا يتمتعون بفائض قوة، تقض مضاجع أنقرة.

وبالأمس، قدم وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، في مقالته في صحيفة «السفير»، أول تصور إيراني ما بعد فيينا، للدور الذي يمكن أن تقوم به طهران، لتسهيل الحل في سوريا، وفي اليمن. وهو عرض يعكس بدء انتقال مركز الثقل في تسوية النزاعات إلى المقلب الشرقي من الخليج، واستعداد ايران للعب ذلك الدور، على أن تكون اليمن هي ساحة الاختبار الاولى، لمرحلة ما بعد الاتفاق النووي.

والأرجح أن الحل اليمني يقوم على تفاهم أميركي إيراني، منذ أشهر، على مدخل سياسي يحفظ التوازنات، ويستبعد الحل العسكري. ولكن مع إعطاء المزيد من الوقت للقوات الخليجية من إماراتية وسعودية، التي أصبحت تقاتل علنا في شوراع عدن، لفرض توازن قوى جديد، يساعد الجميع على تقديم تنازلات، وإنزال السعوديين عن الشجرة، بإقناع الجميع أولا بالذهاب إلى مفاوضات في الرياض، وليس في جنيف أو مسقط، وهي الورقة التي يمكن أن يقدمها الايرانيون وحلفاؤهم.

وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني أكثر وضوحاً في استشفاف دور بلاده، ما بعد فيينا، وقبل تصديق الكونغرس على الاتفاق، بأن «الاتفاق النووي مع القوى الكبرى سيخلق مناخاً جديداً لتسوية الأزمات الإقليمية مثل اليمن وسوريا، وأن الاتفاق سيخلق مناخاً جديداً لتسويات سياسية أكثر سرعة للأزمات في المنطقة»، وشدد على أن «الحل في النهاية سيكون سياسياً في اليمن، وفي سوريا أيضاً الحل سيكون سياسياً في النهاية، فإن الإجواء ستكون أفضل قليلا للتحركات التي سنقوم بها، كما سنحافظ على مبادئنا».

وخلال الساعات الماضية، قدم الايرانيون دليلا إضافيا على استعادة المبادرة من أجل تفعيل العملية السياسية في سوريا، والتقدم فيها على الدور الروسي. وهكذا أعلن مساعد وزير الخارجية حسين عبد اللهيان، إطلاق مبادرة ايرانية «معدلة» لتسوية النزاع في سوريا، ودعوة وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى طهران، للبحث فيها، ونائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، مع ظريف في طهران، نهاية الاسبوع الحالي.

فبعد ثلاثة أعوام من الانتظار، تعود طهران لطرح مبادرتها، في ظروف أفضل، مع تعديل، يتضمن من دون كبير عناء التحليل، توسعاً أكبر في مكافحة الارهاب، وهي أولوية لم يعد يجادل فيها لا الاميركيون ولا السعوديون، قريبا، كما تضم توضيحا أفضل لموقع الرئيس بشار الاسد، الذي لم يعد بقاؤه في السلطة، موضع اعتراض، لا سعوديا، على ضوء الاتصالات السورية السعودية في القناة الروسية، ولا أميركيا، على ضوء اعتبار الاولوية اليوم هي «مكافحة الارهاب» و «احتواء داعش»، فضلا عما قاله ديبلوماسي أميركي، من أن واشنطن، سلّمت تسوية الملف السوري لموسكو.

وبدا انسحاب الفرنسيين من الملف الرئاسي اللبناني، بليغا في التعبير عن تضاؤل الموقع الديبلوماسي الفرنسي، قياسا للموقع الايراني، ما بعد فيينا. اذ أبلغ الايرانيون بديبلوماسية، وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، أن القرار في ذلك يعود إلى المسيحيين في لبنان، فيما كان مرجع لبناني التقاه قبل أسبوع، ينقل عنه قوله إن القرار اللبناني أصبح في عهدة تفاهم ايراني – سعودي قبل كل شيء.

وهكذا لا تبدو لقاءات الدوحة، التي عقدها وزير الخارجية الاميركي جون كيري، مع وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي، أمس، فرصة للتساؤل عن الضمانات الأمنية التي ستعطى فحسب لدولهم ما بعد فيينا، وهو أمر قام به أوباما في لقاء «كامب دايفد» مع زعمائهم قبيل الاعلان عن الاتفاق النووي الشهر الماضي، ولن تكون مناسبة للتساؤل أيضا عن وجود أو انعدام وجود تفاهمات سياسية أميركية ايرانية، وموقع طهران في النظام الاقليمي، وإنما عن حجم تلك التفاهمات، التي باتت تشكل الهاجس الأساسي لدول الخليج.

 

يوم التطمينات السياسية في الدوحة: إيران وإرهاب وسلاح وأمان صاروخي

اجتماعات ثنائية وثلاثية وأخرى موسّعة، شهدها نهار الدوحة الطويل، أمس، الذي جمع في لقاء نادر وزراء خارجية روسيا والولايات المتحدة والسعودية، الى طاولة واحدة، بالإضافة إلى جولة مباحثات عقدها ممثلا واشنطن وموسكو كل على حدة مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، في إطار خطوة سياسية متقدمة قد تساهم في رسم المشهد الاقليمي بعد الاتفاق النووي بين طهران ومجموعة «5+1» الذي يقلق الخليجيين.

وبالرغم من أن البيان الختامي لاجتماع وزراء دول مجلس التعاون الخليجي مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، حاول التركيز على بعض النقاط التي لطالما قدمتها هذه الدول على أنها من ثوابت رؤيتها للواقع الاقليمي، إلا أن المؤتمر الصحافي الذي جمع الوزير الاميركي بوزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية، شهد ترحيبا خليجيا بالاتفاق النووي، على لسان الوزير القطري.

وإلى جانب لقاءات كيري، الذي اجتمع أيضا في لقاء ثلاثي كان مرتقبا منذ أيام، بوزير الخارجية السعودي عادل الجبير ونظيره الروسي سيرغي لافروف، أجرى الأخير بدوره سلسلة لقاءات مع المعارض السوري أحمد معاذ الخطيب، والأمين العام لحركة «حماس» خالد مشعل، كما تناول في مؤتمر صحافي رؤية بلاده لحل الأزمة في سوريا «سياسيا».

ولم يختلف موقف لافروف، حول الحل السياسي في سوريا، عن موقف نظيره الأميركي الذي أكد في مؤتمر صحافي عقده مع العطية، عقب اجتماعه بوزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي، على أنه لا بد من التوصل إلى حل سياسي في سوريا، قائلا إن بلاده ستواصل دعمها للمعارضة «المعتدلة» في البلاد.

وعقب اجتماعه مع الوزراء الخليجيين، قال كيري الذي بحث مجمل القضايا والملفات المهمة على مستوى دول المنطقة والدور الإيراني فيها بحسب البيان الختامي الذي نقلته كاملا وكالة الأنباء السعودية «واس»، أنه في ما يتعلق بالاتفاق النووي،»ما يمكننا القيام به هو ضمان تنفيذ الاتفاقية بشكل كامل، والحيلولة دون امتلاك إيران للسلاح النووي.. لا نعرف ما إذا كانت المواقف الإيرانية ستتغير بعد الاتفاق، وجميعنا يعلم الدعم الذي تقدمه إيران لحزب الله والميليشيات الشيعية والحوثيين، وتدخلاتها الأخرى في المنطقة، ودعمها التاريخي للإرهاب. يأمل الجميع في فتح صفحة جديدة، إلا أن علينا جميعاً أن نقوم باستعداداتنا كما لو أن تلك الصفحة لن تفتح».

وقال الوزير الأميركي، إنه بحث مع الوزراء الخليجيين، التعاون في مواجهة الإرهاب، ومكافحة تنظيم «داعش» والقاعدة، وغيرها من المجموعات المتشددة، ومكافحة الفعاليات الهادفة إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة، إضافةً إلى دمج أنظمة الدفاع الصاروخي الباليستي بدول الخليج، وتسريع مبيعات بعض الأسلحة الأميركية لدول الخليج، والأمن الإلكتروني، وأمن البحار.

بدوره، قال العطية إن «الاجتماع تناول العديد من المسائل، التي تهم الولايات المتحدة ودول الخليج، واستمع خلاله وزراء خارجية مجلس التعاون، إلى تفاصيل الاتفاق النووي مع إيران». واعتبر أن الاتفاق أفضل الخيارات المتاحة، لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، معلناً ترحيب دول مجلس التعاون به، مشيراً إلى اتفاق وجهات النظر بشكل عام بين الوزراء الخليجيين، وكيري، حول العراق وسوريا واليمن ومسائل إقليمية أخرى.

وشدد المجتمعون في البيان الختامي على ان اجتماع الدوحة «بحث التقدم المحرز ورسم الخطوات القادمة بشأن الشراكة الإستراتيجية بين مجلس التعاون والولايات المتحدة، ومجالات التعاون بين الجانبين التي أعلن عنها في كامب دايفد»، منتصف شهر أيار الماضي.

واستعرض الوزراء، بحسب البيان، «خطة العمل المشترك الشاملة بين مجموعة دول (5+1) وإيران، والصراع في اليمن والحاجة للوصول إلى حل سياسي فيها، يستند إلى المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني». وأدانوا هجمات تنظيمي «القاعدة في شبه الجزيرة العربية» و «داعش» مشيرين إلى أن «هذه المجموعات تستغل عدم الاستقرار في اليمن، وتمثل تهديداً لليمنيين وللمنطقة».

وعبّروا عن التضامن مع العراق في تصدّيه لـ «منظمة داعش الإرهابية»، مؤكدين على «الأهمية القصوى لوجود حكومة عراقية فاعلة وشاملة، مشددين على أهمية تنفيذ الإصلاحات المتفق عليها الصيف الماضي، وكذلك الحاجة إلى قوات أمن قادرة على محاربة داعش».

وفي الشأن السوري، دعا الوزراء «لعملية الانتقال السياسي للسلطة في سوريا، مؤكدين على أن نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد فقد شرعيته بالكامل، والحاجة لوجود حكومة سورية جديدة تلبي تطلعات الشعب السوري وتعزز الوحدة الوطنية والتعددية»، معتبرين أن «النظام لم يبد الرغبة ولا القدرة على التصدي للإرهاب الذي يجد له ملاذا آمنا في سوريا».

وفي الشأن الفلسطيني، أكد المجتمعون «على ضرورة حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي على أساس اتفاق سلام عادل ودائم وشامل، يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة متماسكة تعيش جنبا إلى جنب بأمن وسلام مع اسرائيل».

إلى ذلك، شملت محادثات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نظيره القطري، بالاضافة إلى لقاء ثلاثي مع نظرائه الأميركي والسعودي، وتركزت على الأزمة السورية و «محاربة الإرهاب»، حيث اعتبر أن تنظيم «داعش» يشكل التهديد الأكبر للمنطقة، في وقت علّق وزير الخارجية السعودي عادل الجبير عبر صفحته في موقع «تويتر» على اجتماع دول مجلس التعاون مع كيري، من دون أن يأتي على ذكر اللقاء الثلاثي.

وقال الجبير إن «الاجتماع مع كيري أكد على أنهم (المجتمعون) مع أي اتفاق يمنع إيران من السلاح النووي، وآلية تفتيش صارمة، وعودة فورية للعقوبات حال انتهاكه». وأضاف «اجتماع مثمر وبناء لمجلس التعاون مع كيري تمت فيه مناقشة التصدي لسياسة ايران العدوانية في المنطقة بما فيها ارهاب داعش وحزب الله والحوثيين».

وفي مؤتمر صحافي عقده بعد لقائه كيري والجبير، قال لافروف إن المجتمعين اتفقوا على أن الأوضاع الأمنية في المنطقة مستمرة في التدهور، الأمر الذي يخدم مصلحة المجموعات الإرهابية. وقال «نعم، نحن نقدم دعما عسكريا تقنيا للحكومة السورية في مواجهتها لهذا التهديد.. ولدينا أسباب للاعتقاد بأنه من دون هذا الدعم لكانت مساحة الأراضي التي يسيطر عليها هذا الكيان الإرهابي، أكبر بمقدار مئات وآلاف من الكيلومترات المربعة».

وذكر لافروف أن اللقاء الذي أجراه في الدوحة، أمس، مع الرئيس الأسبق لـ «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أحمد معاذ الخطيب لا يعني تغيير مواقف بلاده إزاء القضية السورية، موضحا أن هذا اللقاء جاء انعكاسا لـ «سعينا المبدئي إلى التعامل مع جميع ممثلي الشعب السوري، من دون أن نختار منهم من نعطيهم الأولوية».

وأكد نية موسكو التشاور مع دول أخرى تشارك في العملية التفاوضية وتتمتع بتأثير على أطراف سورية مختلفة. وقال «أنا أقصد قطر وتركيا ومصر والأردن وإيران.. إن غياب التفاهم بين اللاعبين الخارجيين الذي يحظى كل منهم بنفوذ لدى هذا الطرف أو ذاك، فمن الصعب أن ننتظر أن تكون للعملية السياسية بداية جدية وأن تكون هذه العملية ثابتة وناجحة».

وانتقد لافروف تصريحات واشنطن حول تقديمها تغطية جوية لفصائل معارضة سورية تصنفها بـ «المعتدلة»، وقال إن هذه التصريحات ستكون لها نتائج عكسية لأنها ستعرقل محاربة الإرهابيين في المنطقة.

(أ ف ب، رويترز، أ ب)

 

إدلب: الجيش يسيطر على التلال الحاكمة

علاء حلبي

على عكس المعارك التي شهدها ريف إدلب منذ اقتحام مسلحي «جبهة النصرة»، وحلفاؤها في «جيش الفتح» للمدينة، وتمددها في الريف، تمكن الجيش السوري، خلال الأيام الأخيرة، من الانتقال من مرحلة ردة الفعل، إلى مرحلة الفعل ذاته، وذلك عبر عملية عسكرية واسعة متشعبة.

وامتدت العملية، التي شنت عبر محاورعدة بشكل متزامن، من سهل الغاب في ريف حماه الحدودي مع إدلب إلى ريف إدلب الغربي، الأمر الذي أربك «النصرة» وساهم بتحقيق تقدم سريع وواسع للجيش السوري، رغم الدمار الكبير الذي خلفته الفصائل المتشددة في البنى التحتية، والمنشآت الخدمية، والتي تعتبر محطة زيزون أبرزها.

تل حمكي الواقع شرق مدينة جسر الشغور، يعتبر أبرز التلال التي بسط الجيش السوري سيطرته عليها، بعد سيطرته على تل أعور الاستراتيجي، الأمر الذي فتح الباب أمام تقدم جديد يتجاوز استعادة النقاط التي كان قد خسرها الجيش قبل أسبوع، إثر انسحابه من ريف إدلب الغربي، ويتجاوز مخطط استعادة النقاط إلى حد التقدم إلى نقاط متقدمة قد تغير خريطة السيطرة في الريف الإدلبي، وتعيد التوازن من جديد في المنطقة المفتوحة على تركيا، حيث بات الجيش السوري على مشارف فريكة «الساقطة نارياً» وفق تعبير مصدر عسكري.

وأكد المصدر العسكري، لـ «السفير»، أن تقدم الجيش السوري السريع كان نتيجة لعوامل عدة، أبرزها «مرونة تعامل الوحدات المقاتلة مع تغيرات الميدان والكثافة النارية التي اعتمدها، بالإضافة إلى تشتيت تركيز قوات العدو عن طريق فتح معارك على محاور عدة في وقت متزامن».

وأشار إلى أن «النصرة وحلفاؤها يحاولون بشكل انتحاري إيقاف تقدم الجيش السوري عن طريق فتح معارك على محاور عديدة في منطقة الغاب، الأمر الذي كان الجيش السوري قد استعد له»، موضحاً أن المسلحين شنوا هجمات عنيفة على محاور ‫‏المنصورة، ‏زيزون، ‏قرقور، مرج الزهور وتل أعور، إلا أن هذه الهجمات لم تحقق أي خرق فعلي في خريطة السيطرة التي أعاد الجيش السوري رسمها في المناطق المتاخمة لبوابة حماه من جهة إدلب»، في حين تمكن المسلحون من اختراق قرية فورو لساعات قبل أن يستعيد الجيش السوري السيطرة عليها.

وفي وقت نشطت فيه الآلة الإعلامية المؤازرة لـ «جبهة النصرة» وحلفاؤها عن طريق نشر شائعات عن تقدم «النصرة»، الأمر الذي نفته المصادر العسكرية بشدة، مثلت حادثة سقوط طائرة حربية سورية فوق مدينة أريحا الحدث الميداني الأبرز خلال الساعات الأخيرة، وذلك بسبب مقتل عدد كبير من المدنيين وبعض مقاتلي «النصرة» إثر الانفجار الكبير الذي نجم عن سقوط الطائرة.

وفي حين تناقلت فيه بعض وسائل الإعلام رواية تتحدث عن استهداف صاروخي لقوات التحالف، الذي تقوده أميركا، لأحد مقرات «النصرة» في المدينة، أكدت مصادر ميدانية متطابقة أن طائرة حربية سورية سقطت بسبب خلل فني، وتسببت الذخيرة والصواريخ التي كانت تحملها بانفجار كبير في المدينة، في حين لم يعرف بعد مصير طياريها. وبلغ عدد القتلى وفق إحصاء مصادر أهلية في أريحا نحو 30 قتيلاً، وأكثر من 70 جريحاً، بينهم قياديون من «جبهة النصرة» تعرض مقرهم للتدمير جراء الانفجار، في وقت التزمت فيه المصادر الرسمية والعسكرية الصمت حيال الحادثة.

وفي سياق متصل، أكد مصدر ميداني أن تقدم الجيش السريع، خلال الأيام الثلاثة الماضية، ساهم باسترداد معظم المناطق التي كان قد سيطر عليها «جيش الفتح» في ريف إدلب الغربي، إضافة إلى انه شرّع الأبواب أمام مدينة جسر الشغور، دون وجود تأكيدات على نية الجيش السوري، والقوات التي تؤازره، دخولها، ليبقى المؤكد الوحيد أن الجيش السوري استعاد زمام المبادرة في ريف إدلب، وأن «جبهة النصرة» وحلفاؤها في «جيش الفتح» تحولوا من مرحلة الهجوم إلى مرحلة الدفاع، والانسحاب أمام القوة النارية الكبيرة التي يستعملها الجيش السوري، سواء عبر القصف الجوي، أو عن طريق المدفعية الثقيلة.

 

«النصرة» تواصل إبادة «المعتدلين»

عبد الله سليمان علي

بدأت «جبهة النصرة» فيما يبدو حملة جديدة للقضاء على فصائل جديدة تتهمها بالتعامل مع الغرب.

فبعد الهجوم على مقار «الفرقة 30 مشاة» هاجمت أمس مقار تابعة إلى «الفرقة 111»، في الوقت الذي شدّدت فيه قبضتها الحديدية على مناطق سيطرتها في إدلب وريفها عبر تنفيذ أحكام الإعدام بكل من يخالفها.

وقال ناشطون في مدينة حلب إن مجموعات من «جبهة النصرة» هاجمت، أمس، مقار تابعة إلى «الفرقة 111 مشاة» في ريف حلب الشمالي، وقامت بسرقة مستودعات للأسلحة واعتقال عناصر «الفرقة» الذين كانوا متواجدين في المكان. ولكن لم يذكر الناشطون عدد المعتقلين، كما لم يشيروا إلى وقوع قتلى أو جرحى جراء الهجوم. وقد يكون سبب عدم وقوع إصابات هو مسارعة عناصر «الفرقة» إلى تسليم أنفسهم من دون أي قتال جدي.

ويأتي هذا الهجوم بعد ساعات من هجوم مماثل قامت به «جبهة النصرة» في قرية الشوارقة بالقرب من مدينة إعزاز الحدودية مع تركيا، ضد مقار «الفرقة 30 مشاة»، التي تعتبر أول وحدة قتالية تتخرج من برنامج التدريب الأميركي، واعتقلت قائدها العقيد المنشق نديم الحسن ونائبه وعدد آخر من العناصر.

وتعتبر «الفرقة 111» أحد مكونات «غرفة عمليات فتح حلب»، كما أنها دخلت مؤخراً في تشكيل «جيش النصر» الذي يشارك في معارك ريف إدلب وسهل الغاب جنباً إلى جنب مع «النصرة».

وكان القائد العسكري لـ «الفرقة» الملازم أول حسين قنطار قد تعرض قبل حوالي أسبوعين للاختطاف من قبل مجموعة مجهولة بعد خروجه من اجتماع لغرفة «فتح حلب» في مدينة عندان شمال حلب، ثم وجدت جثته ملقاة على طريق قرية ياقد بالقرب من عندان، لكن «الفرقة» لم توجه الاتهام إلى أي جهة آنذاك. ويشير تسلسل الأحداث إلى أن «جبهة النصرة» قد تكون متورطة في قتل القنطار. وكانت «غرفة عمليات فتح حلب» أصدرت بياناً عقب مقتل قنطار طالبت فيه «الفرقة» باتخاذ تدابير الحيطة والحذر ورفع مستوى التأهب الأمني لديها.

ويتخوف العديد من قادة الفصائل ونشطاء حلب من النوايا الحقيقية لـ «جبهة النصرة»، وما إذا كانت هذه الاستهدافات المتوالية تخفي وراءها خطة محكمة لإبادة الفصائل التي لا تزال تعمل تحت راية «الجيش الحر»، كما حدث من قبل مع فصائل إدلب وعلى رأسها «جبهة ثوار سوريا» و «حركة حزم». وقد ازدادت هذه المخاوف بعد التعقيدات التي دخلت على مشهد الشمال السوري إثر التهديدات التركية بإقامة «منطقة عازلة» ومسارعة «جبهة النصرة» إلى رفض هذا المشروع، والشروع في محاربته خلافاً لما كان متوقعاً، نظراً للعلاقة الجيدة التي كانت تربط «النصرة» مع الاستخبارات التركية، والتي كان أحد ثمارها تشكيل «جيش الفتح» في إدلب.

ولم تكتف «جبهة النصرة» بشنّ هجمات منظمة على مقار الفصائل التي تتهمها بالتعامل مع الغرب، وبأنها تشكل «مشروع صحوات» لمحاربتها، وهي نفس الاتهامات التي كان يطلقها تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» – «داعش» ضد الفصائل التي كان يخطط لمحاربتها، بل عمدت إلى تشديد قبضتها الأمنية الحديدية على مناطق سيطرتها في الشمال السوري، وتحديداً في محافظة إدلب حيث تتمتع فيها بهيمنة شبه مطلقة مع حليفها الاستراتيجي «جند الأقصى».

وفي هذا السياق، عمدت «جبهة النصرة»، أمس، إلى تنفيذ أحكام الإعدام بحق عدد من الأشخاص في مدينة إدلب بعد أن وجهت إليهم تهمة «الردة»، نتيجة ما قالت أنه «تعامل مع النظام السوري» أو «رمي الشرائح» أو «الإفساد في الأرض». وقد عرف من بين الذين أعدموا كل من محمد عبد الكريم حسون من معرة حرمة، ومحمد الحموي من خان شيخون، ولؤي لحلح من معرة النعمان.

يذكر أن محافظة إدلب تشهد نتيجة الفوضى التي حلّت بها بعد سيطرة «جيش الفتح» عليها، ونتيجة الخلافات بين فصائل هذا «الجيش»، الكثير من عمليات الاغتيال والتصفية المتبادلة. فـ «جند الأقصى» أعدمت ثلاثة قضاة في وقت سابق، بينما اغتيل قيادي كبير في «أحرار الشام» هو أبو عبد الرحمن سلقين، كما تعرض الإعلامي في الحركة أبو بلال للاختطاف، كذلك تعرض أبو أسامة الأميركي، وهو قيادي في «النصرة»، لمحاولة اغتيال لكنه نجا منها. ومؤخراً اغتيل القيادي في «فيلق الشام» مازن قسومة. ورغم أن الشكوك حامت على الفور حول عناصر من «جند الأقصى» إلا أن محاكمة هؤلاء العناصر تتعرض للتسويف والمماطلة، الأمر الذي يعتقد نشطاء المدينة أن «جبهة النصرة» تقف وراءه، لأنها لا تريد أن تشوه سمعة شريكها الاستراتيجي وتسعى إلى حل القضية من دون صدور أحكام قاسية.

 

أين تقف المعارضة التركية من سياسات أردوغان السورية؟

سناء علي

منذ أيام وتركيا تنام وتصحو على تفجير واشتباكات. شوارع مقطوعة واحتجاجات تستعر مع اشتداد وتيرة الضربات الموجهة إلى مواقع «حزب العمال الكردستاني» في تركيا والعراق والحملة القضائية على النواب الأكراد في البرلمان التركي، فيما يتحدث مراقبون عن خطوات تركية ممنهجة للتدخل الجدّي في الشمال السوري تحت ذريعة محاربة «داعش» والإرهاب وفرض منطقة نفوذ يحرسها «جيش تركماني».

تساؤلات كثيرة تثيرها هذه «الحرب» التي يخوضها رجب طيب أردوغان، وسط شبهات كثيرة بشأن ارتباط أجهزته الأمنية بالتنظيمات المتطرفة التي تتسلل الى سوريا، واحتمال سعيه الى التخلص من خصومه من السياسيين الأكراد. لكن التساؤل الأكثر أهمية مرتبط بما اذا كانت تركيا تحارب «داعش» أو «الكردستاني»، وهل هي مستعدة لدفع فاتورة الدم والفوضى على أراضيها؟

الصحافي التركي فهيم طاشتكين، الكاتب في صحيفتي «حرييت» و «راديكال» التركيتين المستقلتين، تحدث لـ «السفير» على هامش «المؤتمر الإعلامي الدولي لمواجهة الإرهاب التكفيري» الذي عقد في دمشق مؤخرا، قائلاً: «إن الحكومة التركية تقود حرباً ضد سوريا وهذا كان واضحاً وعلنّيا، لكن الوضع بدأ يتغير تدريجياً وذلك لعدة أسباب، أولها أن الحكومة التركية دعمت التنظيمات الإرهابية داخل حدودها من خلال تسهيل ما تحتاجه، لكن الرأي العام التركي بدأ يدرك حجم الخطر المحدق بتركيا جراء هذه السياسة، الأمر الذي دفع بالشعب للضغط على حكومته لتغيير سلوكياتها في المنطقة».

ولفت طاشتكين إلى «أن المتغيرات الدولية الأخيرة لعبت دورها أيضاً بالرغم من أن حكومة تركيا هي الوحيدة التي حافظت على سياستها ضد سوريا، وهذا ساهم في ترسيخ فكرة دعم تركيا للإرهاب وخاصة لتنظيم داعش». وأضاف «لقد كان مؤتمر دمشق فرصة حقيقية.. فالمعارضة التركية لا تعرف ما الذي يجري في سوريا بالضبط، لكن الأكثرية منها مقتنعة بأن سياسة تركيا سمحت لعصابات الإرهاب التي أضحت بلاءً يستشري في المنطقة بتقوية نفوذه».

وتحدث الصحافي التركي عن أن الحكومة التركية «منعت الصحافيين الذين يستخدمون لغة مختلفة عن لغتها من الظهور الإعلامي، ناهيك عن الضغوط والرقابة المشددة على الصحف والوسائل الإعلامية».

وفي الوقت الذي تدّعي فيه تركيا أنها تقوم بضرب مواقع لـ «داعش»، تتناقل أوساط المعارضة التركية حديثاً عن ثلاثة احتمالات أو أهداف للسيناريو التركي، أولها ضرب مواقع حزب العمال الكردستاني تحت ذريعة محاربة الإرهاب، في محاولة من جانب أنقرة لمنع الأكراد والحزب من تشكيل منطقة نفوذ مستقلة لهم في شمال سوريا، والاحتمال الثاني أن تركيا تريد أن تمنع «داعش» من الاستحواذ على مناطق السيطرة التركية التي ينشط فيها مسلحون من تنظيمات وجماعات أخرى غير «داعش»، ما يهدد بقطع الاتصال بين تركيا ومسلحي الداخل السوري. أما السبب الأكثر حساسية فهو خشية تركيا من تقدم قوات الجيش السوري باتجاه الحدود التركية.

من جهته، أكد رئيس «وقف أهل البيت في تركيا» علي ييرال على هامش المؤتمر أيضاً أن «الداعم الأكبر للإرهاب هم أميركا والاحتلال الإسرائيلي والسعودية التي تسمى باسم الإسلام والمسلمين، وقطر وتركيا التي تخالف سياسة شعوبها».

وشدد ييرال على أن «هناك فرقاً بين الحكومة التركية والشعب التركي، فالحكومة التركية دعمت الإرهاب الذي انعكس على تركيا وبدأت تحصده حيث أصبحت المدن التركية الحدودية مع سوريا تحت خطر كبير، فالانفجارات والعمليات الانتحارية تتوالى». وأشار إلى دعم الحكومة التركية لمسلحي «داعش» الذين دخلوا مدينة عين العرب السورية عبر الأراضي التركية، وهذا ما أكدته التقارير الصحافية.

ترى المعارضة التركية اليوم أنها أمام عدة احتمالات لما يجري، فإما أن الحكومة تحاول إيصال رسائل لـ «داعش» بألّا تتقدم في مناطق تعتبر استراتيجية وحساسة بالنسبة لتركيا بحيث لا تغلق المعابر بين تركيا ومسلحي الداخل السوري، أو أن تركيا اتخذت خيارها بمحاربة تنظيم «داعش» حتى النهاية، وهذا أمر تراه المعارضة غير جديّ واقعياً بحسب الوقائع والمعطيات، فهذه الخطوة قد تكلف تركيا أثماناً باهظة لن تكون مستعدة لسدادها ليس أقلها احتمال دخول تركيا دائرة التفجيرات الإرهابية والاستهدافات الكبيرة التي ستؤدي حتماً إلى ضرب القطاع السياحي والإنتاجي في البلاد، ما سيفاقم الأزمة السياسية الداخلية أيضاً ويضع «حزب العدالة والتنمية» أمام امتحان جديد.

 

45 مقاتلا من المعارضة المسلحة يسلمون أنفسهم للنظام السوري في ريف دمشق

هبة محمد

غازي عنتاب – «القدس العربي» : في ظاهرة هي الأولى منذ بداية الحرب التي يشنها بشار الأسد على الشعب السوري، سلم 45 مقاتلا من كتائب المعارضة، بينهم قادة لهذه الكتائب، أنفسهم إلى قوات النظام السوري، بسلاحهم الفردي، خلال 48 ساعة الماضية. وجرى ذلك في بلدة «حفير الفوقا» في منطقة القلمون بريف دمشق.

وفي لقاء أجرته «القدس العربي» مع القائد العسكري أبو جراح وهو الاسم المستعار له، قال: انشق عن كتائب الجيش الحر في البلدة، 45 مقاتلا مسلحا، نصفهم منشق عن قوات النظام، والنصف الآخر متخلف عن الالتحاق بالخدمة العسكرية، توزعوا على دفعات، وتم زجهم مباشرة في جبهة مطار السين العسكري، لمواجهة تنظيم الدولة في المنطقة، بالإضافة إلى جبهات بلدة الناصرية بريف القنيطرة.

وتوزع تسليم المقاتلين على الأيام الثلاثة الماضية. فقد انشق أول من أمس عشرة مقاتلين، وسلموا أنفسهم إلى لجنة المصلحة التي بدورها أوصلتهم إلى اللواء 65، حيث تمت تسوية وضعهم، وتعبئتهم بشكل مباشر على الجبهات، فيما كان خمسة مقاتلين، بينهم قادة كتائب من قوات المعارضة، أنفسهم يوم الأحد الماضي، وسبقهم إلى ذلك حوالي 30 مقاتلا.

وأضاف المتحدث: «تم ارسال المقاتلين إلى جبهات القتال في مطار السين العسكري، ومدينة الناصرية في ريف القنيطرة، بعد أن تلقوا وعودا من قبل أذرع النظام الأمنية ومخابراته في البلدة وهم رئيس بلدية «حفير الفوقا» وليد جبة، وأمين شعبة الحزب لمدينة التل رسمي جبة، وأمين الفرقة الحزبية في حفير الفوقا محمود الخطيب، بأن يتم تجند المنشقين والمتخلفين من أبناء البلدة ضمن اللواء 65 حصرا».

وتابع المصدر: «ألقى اللواء عدنان إسماعيل قائد الفرقة الثالثة خطابا على المقاتلين، عقب تجنديهم، وختم خطابه بتعريف المقاتلين بالمكان الذي سيرابطون فيه، وقال: «أنتم الآن على جبهة مطار السين لمقارعة تنظيم داعش»، ونسف بهذه الجملة مسلسلا من الوعود كان قد أطلقها بمعرفة رجالاته من المخابرات وبالتنسيق معهم، بحسب المصدر.

وكان قد سلم 57 مقاتلا من أبناء بلدة «حفير الفوقا» أنفسهم في 26 من شهر حزيران/يونيو بينهم 20 مسلحا، عادوا جميعهم إلى البلدة وعلى دفعات بعد التحقيق معهم.

وندد المصدر العسكري بتسليم قادة الكتائب أنفسهم إلى النظام السوري، وخاصة أنهم منشقون عن قواته العسكرية. ويربط قادة الكتائب والفصائل المقاتلة في البلدة، عهدا موثقا بعدم تمكين نظام بشار الأسد من أحد منهم، وذلك بعد إطلاق المعارضة المسلحة في بلدة «حفير الفوقا» الكثير من المناشدات الموجهة إلى كبرى الفصائل في سورية، ومحاولتهم طلب الدعم والسلاح منهم، دون أن يلقوا إجابة أو مساعدة من أحد، وتركهم تحت رحمة الحمم والبراميل، وهو الأمر الذي دفع شباب البلدة إلى الانصياع لرجالات بشار الأسد وأذرعه المخابراتية في البلدة بعد تهديدات عبر مكبرات الصوت بمسح البلدة المحاصرة من كل الجهات عن بكرة أبيها.

وتحدث المصدر عن دور رئيس البلدية وليد الجبة الملقب بـ»الدباك» بإغراء شبان البلدة بالمال والحوافز، مقابل انضمامهم إلى قوات النظام، وقال ان الدباك يتمتع بصلاحيات مطلقة من قبل النظام السوري، فضلا عن علاقاته الوثيقة مع فروع وشعب المخابرات، وضباط رفيعي المستوى تابعين لقوات النظام، ما جعله ذراعهم الوثيقة في البلدة، والآمر الناهي المتحكم بقوات أهلها، ويجند حوالي خمسين شابا مسلحا تحت اسم «كتائب البعث» لحمايته وحـماية منزله فقط.

 

سوريا: 16 فصيلاً معارضا يتحدون باسم جيش النصر

حماة – الأناضول – أعلن 16 فصيلا من المعارضة السورية المسلحة في محافظتي إدلب (شمال)، وحماة (وسط)، عن توحدهم في تشكيل جديد حمل اسم “جيش النصر”، بهدف  تحرير مدينة حماة وريفها، وسط وشمال البلاد.

 

وأصدر المكتب الإعلامي التابع للتشكيل الجديد، الثلاثاء، بيانا يوضح فيه تشكيل الجيش، والفصائل المكونه له، والأهداف التي دعت إلى هذا التشكيل.

 

وجاء في البيان أنه “ردا على الهجمات الشرسة، واستبداد المدنيين من قبل جيش النظام، وتلبية لنداءات الأهل في ريف حماة، وكامل الأراضي السورية، تم تشكيل غرفة عمليات جيش النصر”.

 

وبحسب البيان فإن الفصائل المشاركة هي “جبهة الشام – ألوية صقور الغاب – لواء صقور الجبل – تجمع العزة – حركة الفدائين السوريين – الفرقة 101- جبهة الإنقاذ المقاتلة – اللواء السادس- الفرقة 111- الفرقة 60- لواء بلاد الشام – كتلة الفوج 111- كتيبة صقور الجهاد – لواء شهداء التريمسة – كتائب المشهور – لواء العاديات”.

 

وفي نفس الإطار، أوضح القائد العام لجبهة الشام محمد الغابي، بأن “الهدف الأول لتشكيل جيش النصر، هو تحرير ريف حماة الشمالي، وكسر خط الدفاع الأول للنظام باتجاه حماة المدينة”.

 

وأضاف أن “التشكيل جاء كخطوة أولى لتوحيد الجيش الحر (معارض) بإدلب وحماة، تحت مظلة واحدة، وغرفة عمليات موحدة، مؤكدا بأن معاركهم الأولى ستكون في ريف حماة الشمالي”.

 

كما أوضح الغابي بأن “ضعف أداء الجيش الحر، وتراجع مشاركته الفاعلة في المعارك الأخيرة، كان سببا لتشكيل جيش النصر، حتى يتم توحيد الجهود حول الهدف المنشود”.

 

من جانب آخر، أشار الناشط إبراهيم زيدان، بأن “فصائل الجيش الحر تحذو نهج الفصائل الإسلامية التي شكلت جيش الفتح، واستطاعت تحقيق انتصارات كبيرة في إدلب وسهل الغاب في حماة”.

 

وأعرب عن “أمله في أن يكون للتشكيل أثر كبير في سير المعارك، وخاصة في ريف حماة الشمالي، الذي يسيطر النظام على أجزاء واسعة منه”.

 

وقبل نحو 4 أشهر تأسس جيش الفتح وحقق انتصارات كبيرة على حساب النظام، بسيطرته على معظم محافظة إدلب (شمال)، حيث يضم فصائل إسلامية معتدلة وهي فيلق الشام، ولواء الحق، وأجناد الشام، وإسلامية سلفية وهي حركة أحرار الشام، وفصائل من الجيش الحر، وهي لواء صقور الجبل، والفرقة 13، وتجمع صقور الغاب، إضافة إلى جبهة النصرة، وجند الأقصى الجهاديين.

 

القاعدة تختطف مجددا مقاتلين سوريين دربتهم الولايات المتحدة

بيروت – (أ ف ب) – خطفت جبهة النصرة ذراع تنظيم القاعدة في سوريا خمسة مقاتلين جدد على الاقل كانوا قد تلقوا تدريبات في اطار التدريب الاميركي للمعارضة في شمال غرب سوريا، بعد اقل من اسبوع على خطف ثمانية مقاتلين اخرين، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

 

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس “خطفت جبهة النصرة بين يومي الاثنين واليوم (الثلاثاء) خمسة مقاتلين على الاقل من الفرقة 30 في قرية قاح الحدودية مع تركيا”

 

واشنطن ستدافع عن مقاتلي المعارضة الذين تدربهم وروسيا تنتقد

مقتل 31 سوريا بتحطم طائرة للنظام… و«الائتلاف» يجدد لرئاسته

ريف إدلب ـ إسطنبول ـ بغداد «القدس العربي» ووكالات قتل 31 مدنيا سوريا إثر تحطم طائرة خلال غارات كانت تنفذها، في مدينة أريحا في محافظة إدلب المتاخمة للحدود التركية التي تسيطر عليها فصائل المعارضة منذ 28 ايار/ مايو وذلك نتيجة خلل فني.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية «إن الطائرة سقطت أثناء قصفها حيا في وسط مدينة اريحا». وأوضح أن الطائرة كانت تحلق على ارتفاع منخفض عندما تعرضت لخلل تقني أدى إلى سقوطها.

يأتي هذا في وقت أعلنت فيه واشنطن، أمس، أنها ستدعم وتحمي فصائل المعارضة التي تم شمولها ببرنامج التدريب والتسليح الأمريكي، من الهجمات التي قد تتعرض لها سواء من قوات النظام السوري أو تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض اليستير باسكي «نحن نعتبر القوات السورية المدربة (المعارضة) والمسلحة من قبل وزارة الدفاع (الأمريكية) شركاء لنا في جهد محاربة داعش».

وانتقدت موسكو الخطة الأمركية مؤكدة أن أي دعم لمعارضي حليفها الرئيس بشار الأسد ستقوض قدرة دمشق على قتال تنظيم الدولة. وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين للصحافيين «شددت موسكو مرات عديدة على أن مساعدة المعارضة السورية، سواء كانت بوسائل مالية أو فنية (عسكرية) ستؤدي إلى مزيد من زعزعة استقرار الوضع في البلاد».

في غضون ذلك أعاد الائتلاف الوطني السوري المعارض انتخاب هيئته الرئاسية لدورة ثانية وأخيرة مدتها ستة أشهر. وأعلن الائتلاف على موقعه الإلكتروني أن الهيئة تضم الرئيس خالد خوجة والأمين العام محمد يحيى مكتبي ونواب الرئيس كلا من هشام مروة ومصطفى أوسو ونغم غادري.

وكانت الانتخابات قد أجريت الليلة قبل الماضية في ختام اجتماعات الدورة الـ 23 للائتلاف في مدينة اسطنبول التركية.

 

أوباما يصادق على قرار يوفر الحماية للمعارضة السورية المدربة أمريكيا «ضد من يهاجمها أيا كان»

الحرب ضد تنظيم «الدولة» تزيد من صفقات الأسلحة وتعيد المتعهدين الأمنيين والمدنيين إلى العراق

إبراهيم درويش

لندن – «القدس العربي»: نشرت صحيفة «إندبندنت» البريطانية تقريرا عن شاب ألماني من أصل تونسي قال إن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام غرر به ووعده بأربع زوجات وسيارة نخب أول فارهة. ونقلت الصحيفة لقاء تم مع إبراهيم بي من سجنه قوله إن التنظيم شك بولائه عندما اكتشف أنه عضو في الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني وسجنه في زنزانة قرب جرابلوس القريبة من الحدود التركية التي وصل إليها صيف العام الماضي، ولكن الشخص الذي جنده من بلدته «وولفسبرغ» الألمانية تدخل ودافع عنه. ويعمل ياسين القصيفي، الشخص الذي جند عددا من المقاتلين من نفس البلدة حاليا كـ»قاض» في واحدة من محاكم الشريعة التابعة لتنظيم الدولة.

ولم يكن إبراهيم بي الذي وصل والداه إلى ألمانيا في السبعينات من القرن الماضي متدينا قبل سفره إلى سوريا، فقد تعاطى المخدرات وكان يدخن السجائر ويتناول الكحول. ولكن القصيفي وعده بحياة جميلة ليكتشفت لاحقا أنه تعرض لعملية «خداع» كبيرة من التنظيم. ووجد إبراهيم بي الذي عمل والده في شركة «فوكسفاكن» الألمانية الحقيقة المرة، عندما وجد نفسه في غرفة ملوثة بالدماء وأجبر على الاستماع لجاره وهو يقتل، حيث قطع رأسه ورميت جثته المدماة في زانزنة إبراهيم بي. وكلاهما اتهم بالتجسس لكن القصيفي أنقذ حياة السجين الألماني إبراهيم بي. ويزعم هذا أنه هرب عندما طلب منه التنظيم مرافقة جريح من مقاتليه لمعالجته في تركيا، ومن هناك ترك الجريح وهرب وسلم نفسه للسلطات الألمانية. وقال في تصريحات لصحيفة ألمانية إن السجن في ألمانيا أفضل من الحرية في سوريا.

 

نزع السحر عن التنظيم

 

وأخبر إبراهيم بي صحيفة «ساداتش زيتونغ» أن تنظيم الدولة لا علاقة له بالإسلام. ويرى باحثون أن قصة إبراهيم بي تصلح للكشف عن حقيقة الجهاديين في سوريا، حيث إنها تكشف عن الوهم الذي يبيعونه للشباب الغربيين. ويقدر عدد الجهاديين الألمان الذين يقاتلون في صفوف تنظيم الدولة بحوالي 700. ويرى البرفسور بيتر نيومان من المركز الدولي لمكافحة التشدد والعنف السياسي بـ «كينغز كوليج» – جامعة لندن أن «كل أوروبا كانت تنتظر العائدين (من سوريا) كي يكشفوا للإعلام عن وهم ما تسمى بالحرب المقدسة». ولا تختلف قصة إبراهيم عن قصص الكثير من الشبان الأوروبيين الذين دفعهم الحرمان والتهميش للتعلق بحبال الوهم خارج بلادهم، فقد كان أمام إبراهيم مستقبل زاهر عندما حصل على موقع في مدرسة «وولفسيبرغ جمنازيوم» وهي تشبه المدرسة الخاصة، لكنه لم يحصل على العلامات اللازمة واضطر للدراسة في المدارس الحكومية وانتهى للعمل في مجال التدليك الطبيعي. ولكنه وقع في حبال المجند القصيفي الذي نشط في مسجد من مساجد وولفسبيرغ، قبل سفره إلى سوريا. ويصفه إبراهيم بـ»الكذاب» ويزعم أنه وعده بوعود وهمية. وتأمل الحكومات الغربية أن تخدم قصص عائدين جربوا الحياة في ظل تنظيم الدولة الإسلامية كدرس لمن يفكر من الشباب الأوروبي المسلم السفر إلى سوريا.

وركزت خطة مكافحة التشدد البريطانية الجديدة على هذا البعد، فبريطانيا تعاني من المشكلة نفسها حيث يقدر عدد البريطانيين المشاركين في القتال بحوالي 700 وقتل منهم حتى الآن 50 شخصا. ويعتبر المتطوعون من دول أوروبا والشرق الأوسط ووسط آسيا بمثابة خزان للتنظيم، حيث تعبر غالبيتهم إلى سوريا من تركيا. ولكن دخول الأخيرة الحرب ضد التنظيم وملاحقتها للمتعاطفين معه وتشديد الرقابة على حدودها الطويلة أدى لانخفاض الأعداد القادمة من الخارج.

 

قرقميس هادئة

 

ورصدت صحيفة «واشنطن بوست» بمقال لها قبل يومين هذا الوضع. ففي تقرير أعدته إرين كاكينغهام من بلدة قرقميس قالت فيه إن الحدود الطويلة بين سوريا وتركيا سمحت لتنظيم الدولة كي يهرب المقاتلين والسلاح إلى مناطق «الخلافة» ولكن الوضع يتغير الآن حيث تقوم قوات الأمن بدوريات مستمرة على الحدود وأقامت سياجات عازلة لمنع النشاطات غير المشروعة. وبدأت السلطات التركية كما تقول باتخاذ إجراءات مشددة قبل أشهر والتي كثفتها في الأسابيع القليلة الماضية بعد قرار الحكومة في أنقرة الإنضمام للجهود الدولية ضد تنظيم الدولة. وتوصلت تركيا لاتفاق يسمح للطائرات الأمريكية استخدام القواعد الجوية وإنشاء شريط أمني داخل الحدود السورية والتي ستكون ملجأ للسوريين الهاربين من النظام ومحلا لتدريب قوات المعارضة السورية لنظام بشار الأسد. وفي حال طبقت بنود الاتفاق فستلعب تركيا دورا مهما في إضعاف التنظيم، خاصة أن أنقرة تملك ثاني أضخم الجيوش في حف الناتو. وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو ان الدور التركي الجديد «سيغير قواعد اللعبة في سوريا والمنطقة».

وأكد المسؤول التركي في الأسبوع الماضي أن لا مكان لتنظيم الدولة على الحدود التركية. وأشارت الصحيفة هنا للموقف التركي من الأزمة السورية، حيث سمحت بتدفق المقاتلين الراغبين بالمشاركة في المعارك ضد نظام بشار الأسد لينضم لاحقا عدد منهم لتنظيم الدولة الذي أوجد حضورا له في العراق وسوريا. وكانت السلطات التركية قد اتهمت الغرب بالتلكؤ عن مساعدة السوريين الذين تعرضوا للذبح والتشريد على يد قوات الأسد. ولكن الموقف التركي تغير ثمانين درجة عندما استهدف التنظيم الأراضي التركية ونفذ هجوما قتل أكثر من 30 شخصا في بلدة سروج.

ونقلت الصحيفة عن المحلل في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدني سونير شاغباتاي «كنا نعرف دائما ان مواجهة ستحدث بين تركيا وتنظيم الدولة وهو ما كنا نحذر منه». وأشارت الصحيفة للبعد الثاني في الحملة التركية وهو المخاوف من الأكراد الذين واجهوا تنظيم الدولة داخل سوريا وكانوا يدفعون باتجاه إقامة منطقة مستقلة لهم قريبا من الحدود مع تركيا وهو ما دفع تركيا لضرب مواقع حزب العمال الكردستاني المعروف باسم «بي كي كي». وفي الدور الجديد الذي تلعبه تركيا في سوريا أكدت أنها لن ترسل قوات برية إلى داخل سوريا لكنها ستدافع عن الشريط الأمني العازل باستخدام الأسلحة والمدافع طويلة المدى. وعبرت الولايات المتحدة بحسب مسؤوليها عن ترحيبها بالاتفاق مع تركيا الذي سيقصر مسافة إنطلاق الطائرات المغيرة على مواقع تنظيم الدولة. واعتبره مسؤول «تطور مهم في الحملة المستمرة ضد داعش». ومنذ آب (أغسطس) 2014 قامت الطائرات الأمريكية بـ5.000 غارة ضد تنظيم الدولة ووعدت بتقديم الدعم الجوي للمعارضة السورية، لكنها لم تنظر للشريط الأمني كمنطقة حظر جوي. وفي الوقت الذي نالت فيه تركيا مديحا لموقفها إلا أنها تواجه مخاطر من التورط عميقا في الأزمة التركية. ويعتقد شاغباتاي أن فرص استهداف تنظيم الدولة لتركيا أصبحت أكثر احتمالا.

 

يزرعون الألغام

 

ولاحظت الصحافية آثار التوتر على بلدة قرقميس التي لا تبعد سوى نصف ميل عن بلدة جرابلوس في الطرف السوري الواقعة تحت سيطرة تنظيم الدولة. وتقول إن البلدة التي تعتبر معبرا يعج بالحركة أصبح مهجورا ومنذ عدة شهور. ويستمع السكان لأصوات قنابل الهاون وأزيز الطائرات التي تحلق في الجو، حيث طلب الجيش التركي من المواطنين المقيمين قريبا من الحدود مغادرة بيوتهم. وفي الساعات الأولى من الصباح يشاهد السكان رجالا بالزي الأسود وهم يزرعون الألغام على الجانب السوري من الحدود. وفي بعض الأحيان تمشي الشياه والكلاب فوق الألغام وتنفجر فيها، ما يعكر صفو الهدوء في البلدة.

ويخشى السكان من تسلل المقاتلين إلى داخل المناطق التركية، حيث يستمعون إلى أصوات الحفر والجرف الذي تقوم به الجرافات. وعبر أحد سكان البلدة أنه وبقية المواطنين يفضلون لو سيطر الجيش السوري على المناطق الحدودية داخل سوريا حيث يقيم منطقة آمنة. لكن الاستطلاعات تظهر أن غالبية الرأي العام التركي تبدي معارضة الغالبية لتورط أكبر في الحرب الأهلية السورية. وتأمل المعارضة السورية أن تجد تغطية لها من الطيران الأمريكي، خاصة أن عددا من سكان البلدة تحدثوا عن مخاوف الجيش السوري الحر من عبور نقطة قرقميس – جرابلوس.

 

غطاء جوي

 

وفي هذا السياق أشارت صحيفة «وول ستريت جورنال» إلى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمر باستخدام الطيران الأمريكي لتوفير الحماية للمقاتلين السوريين حال تعرضهم لهجوم من قوات النظام السوري ما يثير مخاوف من مواجهة أمريكية- سورية. ونقلت عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن القرار ينهي نقاشا حول الدور الذي يجب أن يلعبه الجيش الأمريكي لدعم حلفائه إن تعرضوا لهجوم داخل سوريا. وعبر العسكريون إن الدفاع عن القوات السورية المدعومة من البنتاغون قد تؤدي لمواجهة مباشرة مع القوات السورية. ومع ذلك يقلل المسؤولون الأمريكيون من مواجهة على الأقل في المستقبل القريب، خاصة أن القوى التي دربتها البنتاغون مكرسة لمواجهة تنظيم الدولة لا النظام السوري الذي لن يتصدى لهذه القوات، حسبما يعتقد بعض المسؤولين. ورغم أن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، أليستر باسكي امتنع عن تقديم معلومات تفصيلية إلا أنه أكد على الخطوات الضرورية التي ستتخذها الولايات المتحدة «للتأكد من قيام هذه القوى بمهمتها بنجاح».

ولم تتعرض القوات التي دربها الأمريكيون للهجوم من نظام الأسد بل من جبهة النصرة التي اختطفت عددا من مقاتلي الفرقة 30 وقائدها العقيد نديم التركماني. ولم يتخرج من برنامج وزارة الدفاع الأمريكية سوى 60 معارضا سوريا حيث يرفض الكثير من الفصائل حرف اهتمامها عن قتال الأسد إلى تنظيم الدولة. ويرى المسؤولون أن وعد توفير الغطاء للمقاتلين السوريين قد يدفع عددا منهم للتسجيل في برنامج وزارة الدفاع الأمريكية. لكن هجوم جبهة النصرة يظلل الكثير من المشاكل التي ستواجه إدخال قوة إلى ساحة تعج بالفصائل المقاتلة. غير ان القواعد الجديدة للحرب تسمح للطائرات الأمريكية بالدفاع عن المقاتلين ضد النظام السوري وجبهة النصرة أيضا.

ونقلت عن مسؤول قوله «في العمليات الهجومية فهي موجهة ضد تنظيم الدولة ولكن في حالة تعرضهم لهجوم فسندافع عنهم ضد أي طرف يضربهم». وأضاف أن الولايات المتحدة لا تبحث عن فرص لمواجهة النظام «ولكننا اتخذنا عهدا للدفاع عن هؤلاء الأشخاص». وأكدت الصحيفة أن توفير الغطاء الجوي لن يتم توفيره إلا للجماعات التي تلقت تدريبها على يد الأمريكيين والموجودة الآن في شمال سوريا ولن تشمل القوى المعارضة في جنوب سوريا. وحتى الآن لم يتم استخدام القوة الجوية للدفاع عن المقاتلين السوريين ويأمل الأمريكيون أن لا يضطروا لاتخاذ قرار يضعهم في مواجهة مع قوات الأسد المدعومة من إيران وروسيا. وكانت جبهة النصرة قد هاجمت في العام الماضي جماعات سورية معارضة تلقى دعما من المخابرات الأمريكية، ونتيجة لذلك حرفت سي آي إيه جهودها لدعم فصائل في جنوب سوريا.

 

شركات التسلح

 

ولا تبدو نهاية في الوقت الحالي للحرب ضد الجهاديين وهو ما أدى لإثراء شركات صناعة السلاح. ففي تقرير لموقع «ديلي بيست» أعدته كيت برانين وفيه أشارت لزيادة الطلب على السلاح من شركات التسلح مثل لوكهيد مارتن التي تلقت طلبات لتصنيع ألافا من صواريخ «هيلفاير»، فيما تقوم شركة «أم أم جنرال» بتزويد العراق بـ160 عربة همفي جديدة، أما شركة «جنرال دايناميك» فهي مشغولة بتوفير ذخيرة للدبابات قيمتها بالملايين.

وتعتبر «أس أو أس» وهي شركة تملكها عائلة ومقرها نيويورك أكبر لاعب في العراق ولديها أكبر عدد من الموظفين الأمريكيين في العراق، بعد السفارة الأمريكية. ويعمل في مجلس إدارتها بول وولفوفيتز، نائب وزير الدفاع السابق وأحد مهندسي غزو العراق عام 2003 وبول باتلر، المساعد الخاص لوزير الدفاع السابق دونالد رمسفيلد. وبحسب الأرقام المنشورة على موقع الشركة فقد بلغت قيمة العقود التي وقعتها مع العراق هذا العام 2015 قيمة 400 مليون دولار أمريكي. وتضم عقدا بقيمة 40 مليون دولار لتقديم كل شيء من الوجبات الجاهزة إلى الإطفائيات والمواد الطبية. ومنح الجيش الأمريكي عقدا منفصلا للشركة بقيمة 100 مليون دولار لتقديم نفس الخدمات في قاعدة التاجي. وتتوقع وزارة الدفاع أن يستمر العقد حتى عام 2018. ويقول التقرير إن عدد القوات الأمريكية في العراق وصل منذ بداية الغارات الأمريكية العام الماضي إلى 3.500 جندي، ولكن ما لم تتم مناقشته هو عدد شركات التعهدات العاملة من أجل توفير الخدمات لهم.

وبحسب الجيش الأمريكي هناك 6.300 متعهد أمريكي يعملون في العراق اليوم يدعمون العمليات الأمريكية هناك. فيما تبحث وزارة الخارجية عن متعهدين لغويين وخدمات حراسة ومتعهدين أمنيين للعمل في منشآتها بالعراق. ومع أن الرقم يظل قليلا مقارنة مع 163.000 متعهد عملوا أثناء حرب العراق إلا أن عددهم في تزايد مستمر. ولأن الحرب ضد تنظيم الدولة قد تستمر لسنوات فإنها تمثل فرصة لشركات السلاح والمتعهدين الأمنيين خاصة أن فرص العمل بدأت تخف في أفغانستان. وتقول لورين ديكنسون المحاضرة في القانون بجامعة جورج واشنطن «تسمح لها بالظهور بمظهر من لا قوات برية على الأرض ولكنها تعطينا الفرصة لزيادة تأثيرنا». ولا تزال أفغانستان تمثل فرصة جيدة للمتعهدين المدنيين حيث ذكر تقرير للقيادة المركزية أن هناك 30.000 متعهد مدني يعملون الآن في أفغانستان، وهو عدد أقل مما سجل في العام السابق نفسه، أي نيسان (أبريل) 2014 حيث كان العدد 60.000 متعهد.

كما أن بيع السلاح للعراق يوفر فرصا للشركات كي ترسل مستشارين للعمل مع الجيش العراقي وقوات البيشمركة، حيث أرسلت شركة «أس أو أس» عددا من المستشارين العسكريين. وفي حزيران (يونيو) هذا العام حصلت على عقد بقيمة 700.000 دولار لتقديم مجموعة صغيرة من المشرفين والمستشارين الأمنيين ولمدة عام. وقد يتم تمديد العقد لمدة 4 أعوام إضافية وبقيمة 3.7 مليون دولار.

 

معركة سهل الغاب: المعارضة تسعى لتحييد النظام شمالي سورية

رامي سويد

ردّت قوات المعارضة السورية ممثلة بحركة “أحرار الشام” الإسلامية وحلفائها، بسرعة على تقدّم قوات النظام السوري و”حزب الله” اللبناني في ريف إدلب الغربي وفي منطقة سهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي، واستطاعت استعادة المناطق التي تقدّم فيها النظام وحلفاؤه بعد ساعات قليلة من ذلك.

وتجري في المنطقة معركة يبدو أنها حاسمة بالنسبة للطرفين اللذين حشدا قوات عسكرية كبيرة بهدف حسم القتال الدائر في المنطقة منذ أكثر من أسبوع بشكل نهائي، ويواصل الطرفان الضغط في المنطقة على الرغم من الخسائر الكبيرة التي لحقت بهما جراء تواصل المعارك والقصف المتبادل.

وأفاد الناشط الإعلامي المقرّب من حركة “أحرار الشام” عبد السميع ريحاوي، لـ”العربي الجديد”، بأن قوات المعارضة متمثلة بـ”لواء الحق” و”أحرار الشام” و”جند الأقصى” و”جبهة النصرة” و”جيش السنّة” وجبهة “أنصار الدين” و”فيلق الشام” و”الفرقة 101″ و”لواء صقور الجبل” وغيرها، تمكّنت من استعادة السيطرة على منطقتي فريكة وتل أعور الاستراتيجيتين في ريف إدلب الغربي والواقعتين في مدخل منطقة سهل الغاب الشمالي والتي سيطرت قوات النظام و”حزب الله” عليها بعد منتصف ليل يوم الأحد.

وأوضح الريحاوي أن قوات المعارضة دفعت بتعزيزات كبيرة إلى المنطقة في محاولة لبسط سيطرتها الكاملة على منطقة الفورو قرب معسكر جورين أكبر معسكرات قوات النظام في منطقة سهل الغاب، وعلى منطقة صوامع المنصورة القريبة من جورين أيضاً. وأكد الريحاوي أن عمليات القصف المتبادل من الطرفين مستمرة في المنطقة، إذ قصف الطيران المروحي التابع لقوات النظام بالبراميل المتفجرة مناطق في قرى القاهرة وزيزون والدقماق والزقوم وقليدين بسهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي، كما قصفت مدفعية قوات النظام مناطق في قريتي جسر بيت راس والحويجة في ريف حماة الشمالي الغربي، واستهدفت حواجز قوات النظام برشاشاتها الثقيلة أماكن تمركز المعارضة في قرية الحويجة وفي قرية الحواش بسهل الغاب أيضاً، في المقابل ردت قوات المعارضة على هذا القصف بقصف معسكر جورين بمئات القذائف الصاروخية والمدفعية.

وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن حصيلة قتلى الطرفين جراء القتال الدائر في المنطقة في ارتفاع مستمر، إذ سقط يوم أمس الإثنين 28 قتيلاً من قوات النظام والقوات الموالية لها، في مقابل سقوط ستة عشر قتيلاً من قوات المعارضة أثناء الاشتباكات.

وتتمتع منطقة سهل الغاب التي يتواصل النزاع للسيطرة عليها، بأهمية استراتيجية عالية تكاد تجعل السيطرة عليها حسماً نهائياً لمعركة شمال سورية، إذ تحدّ المنطقة من الشمال محافظة إدلب التي باتت تحت سيطرة قوات المعارضة بشكل كامل باستثناء منطقتي الفوعة وكفريا المحاصرتين شمال مدينة إدلب، وتحدّها من الجنوب مناطق سيطرة النظام السوري في محافظة حماة والتي تتميز بوجود أغلبية سكانية موالية للنظام كما هو الحال في بلدتي السقيلبية ومحردة. أما من الشرق فتحدّ منطقة سهل الغاب مناطق سيطرة قوات المعارضة في جبل الزاوية بريف إدلب وفي ريف حماة الشمالي، وتبقى سلسلة جبال اللاذقية لتحدّ سهل الغاب من الجهة الغربية، وهي سلسلة الجبال التي تحوي الحاضن الشعبي الأكبر للنظام كما هو الحال في بلدتي شطحة وصلنفة.

استكمال قوات المعارضة بسط سيطرتها على سهل الغاب، بالسيطرة على معسكر جورين ذي الأهمية العالية، يعني وضعها للقرى والبلدات الواقعة على سفوح جبال اللاذقية والتي تشكل الطائفة العلوية أغلبية سكانية فيها، في مرمى نيرانها. وسيشكّل ذلك ضغطاً غير مسبوق على النظام السوري في مناطق الساحل، إذ سيؤدي اندلاع مواجهات على سفوح جبال اللاذقية بين قوات المعارضة والنظام إلى نزوح سكان البلدات الموالية للنظام نحو الشريط الساحلي ما سيرتب ضغطاً كبيراً على النظام من حاضنته الشعبية الأساسية.

كما أن انتقال المعارك إلى المنطقة سيؤدي إلى الإخلال بعزيمة مقاتلي قوات النظام الذين سيتحوّلون بشكل كامل للقتال في مناطقهم بدل القتال في معاقل المعارضة السورية في حلب وإدلب وأريافها، وهو الأمر الذي سيؤثر على معنوياتهم.

في المقابل ستتمكّن قوات المعارضة من مواصلة استفادتها من الزخم الكبير الذي تستمر بترسيخه لنفسها منذ سيطرتها على مدينة إدلب وريفها الجنوبي والغربي في شهر أبريل/نيسان الماضي، لتواصل تقدّمها نحو جبال اللاذقية وتزيد الضغط أكثر على قوات النظام كي تتمكن من التفرغ لقتال قوات تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في ريف حلب الشرقي بعد أن تصبح قوات النظام عاجزة عن القيام بأي هجوم معاكس قد يؤدي إلى إرباك قوات المعارضة التي تقاتل “داعش”.

 

حوارات الدوحة… يوم شرق أوسطي طويل بتطمينات وتوافقات

الدوحة ــ العربي الجديد

كانت العاصمة القطرية، الدوحة، أمس الإثنين، عاصمة الدبلوماسية العالمية، باحتضانها سلسلة اجتماعات ماراثونية لأبرز صناع السياسات العالمية، الغربيين منهم والعرب. وبدا أن الملفات الساخنة جميعها تقاسمت ساعات اللقاءات المتتالية التي عقدها كل من وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد. من سورية فالتطمينات الأميركية تجاه الاتفاق النووي الإيراني وصولاً إلى ليبيا واليمن، ظهر أن نقاشاً جدياً دار بين المجتمعين في لقاءات منفصلة، كان لافتاً فيها اجتماع لافروف مع رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية، “حماس”، خالد مشعل الذي تلقي دعوة لزيارة موسكو.

 

في الملف النووي الإيراني، ترجم كلام وزير الخارجية القطري، خالد العطية، وكيري، في مؤتمرهما الصحافي في ختام اجتماع رئيس الدبلوماسية الأميركية مع وزراء الخارجية الخليجيين، ترجم تجاوباً خليجياً إزاء التطمينات التي علمت “العربي الجديد” أن كيري قدمها لمضيفيه العرب. وعلمت “العربي الجديد” أن كيري، أكد خلال الاجتماع، أن العودة لفرض العقوبات على إيران، ستكون فورية، في حال ارتكاب النظام الإيراني لأية مخالفة، حتى لو كانت صغيرة، للاتفاق النووي، الذي تم إبرامه مع الجانب الإيراني. وأضافت المصادر أن المباحثات والاجتماعات بين وزير الخارجية الأميركي، ونظرائه الخليجيين، ركزت بالأساس على شرح أبعاد الاتفاق النووي الإيراني، والتطرق لكافة تفاصيله، ووضع صورة كاملة منها، أمام وزراء دول مجلس التعاون، حيث حرص الوزير الأميركي، على تأكيد التزام الولايات المتحدة بضمان وحماية أمن دول الخليج، في مواجهة أي تهديدات محتملة. وأشارت إلى أن الوزير الأميركي حرص على الإجابة عن كل ما يتعلق بمخاوف دول الخليج، من الاتفاق النووي الذي تم توقيعه مع إيران، وأنه كان حريصاً على طمأنة دول الخليج، بهذا الشأن.

وأوضحت أنه تم الاتفاق على أن تتم مناقشة تفاصيل الملف السوري، خلال لقاءات كيري مع كل من وزيري الخارجية، السعودي عادل الجبير، والروسي سيرغي لافروف. في السياق، أشارت المصادر إلى أن أمير قطر، أكد خلال استقباله للافروف، على ضرورة الحل السياسي للأزمة في سورية، “لكن لا يمكن لأحد أن يفرض حلاً غير عادل على الشعب السوري”، وأن “الرؤية والجهود القطرية تركزت منذ بدء الأزمة على البحث عن حلول سياسية تضمن حقوق جميع السوريين”.

 

ووصفت مصادر سياسية مطلعة، مجمل زيارات واستقبال الوزيرين الأميركي، والروسي، في قطر، بأنها كانت ” إيجابية”، على أكثر من صعيد. وقالت مصادر خاصة لـ”العربي الجديد”، إن كيري أعاد التأكيد على أن الولايات المتحدة “نجحت أخيراً، في تطوير نظام صاروخي، وسلاح يمكنها من ضرب مفاعل آراك الإيراني تحت الأرض، في حال استدعت الضرورة ذلك، وبما يضمن ردعاً حقيقياً لأي تفكير أو محاولة إيرانية، لاستخدام السلاح النووي”.

كلام بدا أنه طمأن الوزراء الخليجيين، فجاء موقف العطية عن أن “الاتفاق النووي مع إيران كان أفضل المتوفر” ليترجم ما فسرته مصادر بأنه تجاوب مع التطمينات التي قدمها كيري الذي جزم بأن “لا اتفاقات جانبية” في الاتفاق النووي الإيراني.

 

وكجزء من التطمينات، أعلن كيري أنه تم التوافق على “تسريع بيع بعض الأسلحة الضرورية، والتي استغرقت وقتاً طويلاً في الماضي”. وأشار إلى “المزيد من التعاون مع دول الخليج يشمل تبادل المعلومات المخابراتية وتدريب قوات خاصة”. كما أكد أنّ الولايات المتحدة ودول الخليج العربي “لديها جدول أعمال مفصل لمواجهة أنشطة زعزعة الاستقرار في المنطقة”، معرباً عن قناعته بأن الاتفاق النووي “قد يشكل مساهمة في تعزيز أمن الخليج الذي تلتزم فيه واشنطن”. من هنا لفت كيري إلى اتفاقه مع مضيفيه على إرساء “شراكة استراتيجية أقوى”، تقع محاربة تنظيم “داعش” في القلب منها، وهي معركة اعترف الوزير الأميركي بأنها لن تنجح “إلا بعدما تقوم الحكومة العراقية بإصلاحات سياسية واسعة” قدّم كيري في سبيلها مبلغ 62 مليون دولار لبغداد كمساعدات اضافية. أولوية الملفين النووي والسوري لم تغيّب تطورات اليمن، فصدرت عن كيري في المؤتمر الصحافي، إدانة صريحة للحوثيين.

 

وقد سبق المؤتمر الصحافي، اللقاء الثلاثي لكيري ولافروف ووزير الخارجية السعودي عادل الجبير، وهو اجتماع خُصص للملف السوري على حد تعبير كيري. سورياً أيضاً، كرر الوزير الأميركي ونظيره القطري موقف بلديهما بأن شرعية نظام الرئيس بشار الأسد انتهت منذ فترة طويلة، لكنهما اتفقا على أن “الحل في سورية سياسي ولا يمكن أن يكون عسكرياً”، مع إشارة كيري إلى مواصلة دعم “المعارضة السورية المعتدلة” بحسب المصطلحات الأميركية.

وكان العطية، قد قال، في مستهلّ الاجتماع الخليجي ــ الأميركي، إن دول الخليج العربي “ترحب بالاتفاق النووي، لكنها تسعى إلى مزيد من الضمانات بشأن كيفية مواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة”.

 

وأضاف العطية، وفقاً لما نقلته وكالة “الأنباء القطرية الرسمية” (قنا)، أنّ “اجتماعنا، هذا، يعقد في ظل ظروف إقليمية ودولية استثنائية وتحديات غير مسبوقة يواجهها العديد من مناطق العالم، خصوصاً منطقة الشرق الأوسط، تستدعي منّا والولايات المتحدة الأميركية بذل المزيد من الجهود لمواجهة كافة التحديات التي تعترض مجتمعاتنا من أجل إحلال السلم والأمن والاستقرار العالمي”. وأكد العطية، في كلمته، على “موقف دول مجلس التعاون الخليجي الثابت بتجنيب منطقة الخليج أي أخطار أو تهديدات للسلاح النووي مع الإقرار بحق دول المنطقة في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية في إطار القواعد الدولية في هذا الشأن”.

وتطرق الاجتماع الأميركي الخليجي إلى أزمات المنطقة، من فلسطين إلى اليمن وسورية والعراق. ودعا العطية في كلمته واشنطن إلى بذل جهد مضاعف للعودة بعملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية إلى مسارها الشامل وإنهاء الاحتلال، وفق قرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية.

 

كما أكّد حرص مجلس التعاون الخليجي على وحدة اليمن وسلامة أراضيه واحترام سيادته ودعم الشرعية واستكمال العملية السياسية، وفقاً للمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني، وإعلان الرياض وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

 

وفيما يخص الملف السوري، طالب المجتمع الدولي “بتكثيف الجهود المشتركة لوقف العنف وحقن الدماء وتحقيق إرادة الشعب السوري في الوحدة والأمن والاستقرار وفق مقررات جنيف (1)”. وكان وزير الخارجية الأميركي، قد التقى قبيل الاجتماع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وجرى خلال اللقاء “استعراض علاقات التعاون بين البلدين وسبل تطويرها وتعزيزها، بالإضافة إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية، لاسيما الأزمة اليمنية والأوضاع في سورية ومكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن والاستقرار بالمنطقة”. كما أطلع كيري أمير قطر “على تفاصيل الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين دول مجموعة ( 5+1 ) وإيران بشأن البرنامج النووي الإيراني”، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء القطرية “قنا”.

 

خوجة لـ”المدن”: الائتلاف في موسكو قريباً.. وهدنة الزبداني ممكنة

أنهت الهيئة العامة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، اجتماعها في اسطنبول، وجددت انتخاب الهيئة الرئاسية السابقة، وانتخبت هيئة سياسية جديدة، شهدت تغييراً كبيراً في أعضائها، مكونة من 19 عضواً، ضمّت أسماء جديدة هي أنس العبدة، وموفق نيربية، وسهير الأتاسي، ومحمد جوجة، ونصر الحريري، وواصل الشمالي، وهيثم رحمة، وأحمد تيناوي.

 

تعليقاً على نتائج الانتخابات، قال رئيس الائتلاف خالد خوجة لـ”المدن”، إنه “بالرغم من الانتقادات التي كانت تحدث بين فترة وأخرى (للهيئة الرئاسية) إلا أن نتائج الانتخابات توضح عن رضى داخل الائتلاف عن أداء الهيئة الرئاسية مجتمعة”. وأشار إلى الانجازات خلال فترة ولايته السابقة، وقال إنه مع بداية استلام الفترة الرئاسية الماضية قام هو وأعضاء الهيئة الرئاسية، بتحديد أربعة أهداف: أولاً ايجاد آلية توافق داخل الائتلاف، وهو الهدف الذي لم ينجز تماماً، حيث يعاني الائتلاف في هيكلتيه البنيوية الشبيهة ببنية البرلمانات، رغم اختلاف أهدافه عن أهداف البرلمانات ما يؤدي الى خلق جو تنافسي بين المكونات المختلفة داخله. ثانياً، تماسك الائتلاف واعادة تفعيل صلته بالأرض، حيث جرى حتى الآن لقاءان تشاوريان بين قادة الفصائل الثورية وأعضاء الائتلاف، ضم أحدها رئيس الائتلاف بعد قرار تجميد المجلس العسكري، والعمل جارٍ الآن على تشكيل مجلس عسكري جديد يناسب الفعالية العسكرية في مناطق الشمال والجنوب والوسط السوري، بالاضافة الى الساحل والمنطقة الشرقية. وتأتي هذه الجهود في إطار اعادة الاعتبار للائتلاف أمام الحاضنة الشعبية عن طريق التواصل مع الفصائل العسكرية والثورية والمجتمع المدني في الداخل السوري.

 

ثالثاً، إعادة الاعتبار أمام المجتمع الدولي، وهو ما تم تحقيقه عن طريق الزيارات المفصلية للدول الداعمة للثورة السورية من فرنسا، وتركيا، وقطر، والسعودية والولايات المتحدة الأميركية. رابعاً، يقول خوجة إنه ومع بداية استلامهم لمهامهم، كانت هناك “جهود ومساعٍ اقليمية لسحب المعارضة السورية خارج اطار جنيف، ونقل ثقل الائتلاف الى دول في المنطقة لا تتناسب توجهاتها مع توجهات وتطلعات الثورة السورية، مثل مؤتمرات القاهرة وموسكو”، فعملت الهيئة الرئاسية على الحوار السوري-السوري، فكان الحوار مع “هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي”، الذي توج بمؤتمر بروكسل برعاية دول الاتحاد الأوروبي، وفي السياق نفسه تم الحوار مع “تيار بناء الدولة”، وانتهى بإعلان التيار انحيازه لمطالب وأهداف الائتلاف من إسقاط النظام، وعلى رأسه بشار الأسد، إلى بناء سوريا متعددة. وفي هذا الاطار يستمر الحوار مع مكونات مجتمعية وثورية متعددة. وبحسب خوجة “هناك قبول عام داخل الائتلاف لهذه الأهداف، وما أنجز منها، وهذا ما ظهر في نتائج الانتخابات الأخيرة”. وكان فوز خوجة بنسبة ٥٩ في المئة، بفارق ٢١ صوتاً عن منافسه موفق نيربية.

 

في الحديث عن تحديات المرحلة المقبلة، أشار خوجة إلى التغييرات الحاصلة في الشمال السوري في ظل حرب تركيا على الارهاب. وقال “هذه فرصة للثورة السورية عموماً لملء الفراغ الذي سينتج عن انحسار قوات داعش في الشمال، وهو ما يعتبر تمهيداً لتحرير كامل الشمال السوري وفرصة لتشكيل قوة استقرار وطنية ومجالس محلية، في تجربة لممارسة سيناريوهات المرحلة الانتقالية، بما في ذلك من مشاركة جميع أطياف الشعب السوري”. وأشار إلى أن تجربة كهذه تتطلب “جهوداً استثنائية، وموارد اقتصادية، ودعماً من الدول الصديقة لسوريا”.

 

أما عن الوضع الميداني في سوريا فاعتبر خوجة أن الانتصارات الأخيرة الشمال “فرصة لتعزيز الحوكمة المدنية عن طريق الائتلاف والمجالس المحلية”، وأشار الى إمكان “عقد هدنة في الزبداني” قريباً.

 

وتعليقاً على لقاءات الدوحة التي انطلقت الاثنين باجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، ومن ثم لقاءات كيري ونظيره القطري، ولقاء ثالث بين وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، ونظيريه الروسي، والسعودي عادل الجبير، أوضح خوجة أن موقف أميركا والدول الداعمة للثورة السورية لن يتغيير حول إمكان الحل في سوريا، مشيراً الى اعتبار الارهاب والأسد “وجهان لعملة واحدة، حيث لا يمكن أن يكون هناك دور للنظام في مرحلة خالية من الارهاب”، أما الائتلاف فكان قد عبر عن رؤيته في لقائه مع المبعوث الدولي الخاص لسوريا ستيفان دي ميستورا، بأن أي حل سياسي يجب أن يكون في اطار مؤتمر جنيف، وهو ما تتفق عليه أيضاً الدول الداعمة للثورة والنظام.

 

من جهة ثانية، كشف خوجة لـ”المدن” عن زيارة قريبة سيقوم بها الائتلاف إلى موسكو، مؤكداً أن لا قطيعة في العلاقة بين روسيا والائتلاف، على الرغم من موقف موسكو المختلف مع الائتلاف حيال الأزمة السورية.

 

اجتماعات الدوحة: نقاش اقليمي.. ما بعد النووي الإيراني

أعرب وزير الخارجية القطرية خالد العطية عن “ثقة” دول الخليج بأن الاتفاق النووي الإيراني سيجعل منطقة الخليج أكثر أمناً، معتبراً أن هذه الاتفاقية مع إيران “هي الخيار الأنسب من بين الخيارات لمعالجة مسألة السلاح النووي عن طريق الحوار، وهذا ما تم بفضل الجهود الكبيرة التي بذلتها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها”.

 

كلام العطية جاء خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيره الأميركي جون كيري، الذي جاء إلى الدوحة للمشاركة في اجتماع ورزاء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، في محاولة أميركية جديدة لطمأنة حلفائها في الخليج حول اتفاقية فيينا. ووصف العطية الاجتماع بأنه كان “بنّاء واستراتيجياً”، موضحاً أنه تطرق إلى نتائج قمة كامب ديفيد، وآليات عمل اللجان الست المشتركة و”جميع المناحي التي يجب أن نطورها مع الأصدقاء في الولايات المتحدة، سواء المجالات السياسية والعسكرية والأمنية”، بالإضافة إلى الأوضاع في سوريا والعراق واليمن، مضيفاً أن “المواقف كانت متشابهة في هذه المسائل”.

 

من جهته، قال كيري إنه ونظراءه الخليجيين، اتفقوا على أنه بمجرد تطبيق الاتفاق النووي بالكامل “فإنه سيسهم في أمن المنطقة”، وأشار في الوقت نفسه إلى أن النقاش تتطرّق إلى التعاون الأميركي-الخليجي “في مكافحة أنشطة زعزعة الاستقرار التي تحدث بالمنطقة”، معلناً الاتفاق على “تسريع مبيعات بعض الأسلحة الأميركية لدول الخليج والتي كانت تأخذ وقتا طويلاً، وتكثيف التدريب العسكري خاصة على الاعتراض البحري وتدريب القوات، ودمج أنظمة الدفاع الصاروخي البالستي بدول الخليج وتبادل المعلومات بشأن مكافحة “الإرهاب”.

 

وأعلن كيري أيضاً عن تشكيل لجنتين لمتابعة الاتفاقات التي تم التوصل إليها في اجتماع الدوحة، على أن تلتقي إحداها في الرياض، من دون أن يحدد مقرّ اجتماع اللجنة الثانية. وقال كيري “اليوم ناقشت أنا ونظرائي الخطوات التي سنقوم بها وكيف ننوي بناء شراكة أقوى وأكثر قدرة على الاستمرار وأكثر استراتيجية مع التركيز بشكل خاص على تعاوننا في مجال مكافحة الإرهاب والأعمال المسلحة”.

 

أما بالنسبة لسوريا، فأكد كيري أن الرئيس بشار الأسد ونظامه “فقدا الشرعية منذ وقت طويل”، كاشفاً عن أنه سيبحث الوضع السوري مع نظيريه الروسي سيرغي لافروف والسعودي عادل الجبير في وقت لاحق الإثنين في الدوحة. وشدد كيري على ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، مجدداً استحالة أي حل عسكري، كما أكد دعم بلاده للمعارضة المعتدلة فيها والحرب على تنظيم داعش.

 

وكان الاجتماع المشترك بين وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي ونظيرهم الأميركي انطلق الإثنين في الدوحة، استكمالاً للجهود الأميركية لطمأنة حلفائها من الاتفاق النووي الموقّع مع إيران، على أن ينتقل كيري لاحقاً إلى لقاء ثلاثي يجمعه مع نظيريه الروسي سيرغي لافروف والسعودي عادل الجبير، حيث ستحل الأزمة السورية بنداً أول على طاولة المباحثات.

 

وفي الكلمة الافتتاحية لاجتماع وزراء خارجية “التعاون الخليجي”، أعلن وزير الخارجية القطرية خالد بن محمد العطية، أن هذا الاجتماع “يُعقد في ظل ظروف إقليمية ودولية استثنائية وتحديات غير مسبوقة يواجهها العديد من مناطق العالم وبخاصة منطقة الشرق الأوسط (..) يأتي في إطار تنفيذ الأهداف والغايات التي تحقق مصالحنا المشتركة”، مضيفاً أن أوضاع المنطقة “تستدعي منا، والولايات المتحدة الأميركية، بذل المزيد من الجهود لمواجهة كافة التحديات التي تعترض مجتمعاتنا من أجل احلال السلم والأمن والاستقرار العالمي”.

 

وجدّد العطية موقف دول مجلس التعاون “الثابت بتجنيب منطقة الخليج أي أخطار أو تهديدات للسلاح النووي، مع الإقرار بحق دول المنطقة في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية في إطار القواعد الدولية”، لافتاً إلى أنه “من هذا المنطلق فإننا نتطلع بأمل أن يؤدي الاتفاق النووي بين ايران ومجموعة خمسة زائد واحد إلى حفظ الأمن والاستقرار في المنطقة”، مشدداً على “أهمية التعاون مع إيران على أسس ومبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وفض المنازعات بالطرق السلمية”. كما تطرق إلى الأزمة اليمنية مؤكداً “حرص مجلس التعاون الخليجي على وحدة اليمن وسلامة أراضيه واحترام سيادته ودعم الشرعية واستكمال العملية السياسية، وفقا للمبادرة الخليجية، وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني في اليمن (كانون الثاني) يناير 2014، وإعلان الرياض (أيار) مايو 2015 وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة”.

 

وفي ما يخصّ الأزمة السورية، اعتبر العطية أن الجميع مُطالب بتكثيف الجهود المشتركة “لوقف العنف وحقن الدماء وتحقيق إرادة الشعب السوري في الوحدة والأمن والاستقرار وفق مقررات جنيف (1)”، مشيراً إلى “تخاذل” المجتمع الدولي في التعامل “بصورة عادلة وجدية إزاء الانتهاكات والجرائم التي يرتكبها النظام السوري”.

 

الاجتماع الخليجي-الأميركي سبقه اجتماع تنسيقي عقده وزراء خارجية دول مجلس التعاون، الأحد، تمهيداً للقاء مع كيري.

 

وكان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، قد استقبل في مكتبه بالديوان الأميري صباحاً، كيري ولافروف في لقائين منفصلين، حيث تم التطرق إلى العلاقات الثنائية وأوضاع المنطقة. وبحسب وكالة الأنباء القطرية “قنا”، فإن كيري، خلال اللقاء، أطلع أمير قطر على تفاصيل الاتفاق النووي مع إيران، فيما عبّر الشيخ تميم عن أمله بأن تكون منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل، إضافة إلى تجنّب سباق التسلح فيها.

 

“النصرة” تُشعل المواجهة مع “المعارضة المعتدلة” المدرّبة أميركياً

بعد شهور عديدة وتخبط في التصريحات الأميركية بشأن تدريب المعارضة المسلحة السورية، من أجل محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”، انسحب عدد كبير من المتدربين، رافضين محاربة “داعش” وحدها، واعتبر عدد من قادة المعارضة المسلحة أن تدريباً يستثني محاربة النظام لن يلقَى قبولاً.

 

وكان البنتاغون قد أعلن عن تدريب 60 مقاتلاً سورياً فقط، بينما تشير بعض المصادر إلى أن ستة منهم رفضوا دخول سوريا بعد انتهاء التدريب. وبعد يومين من اعتقالها لقائد “الفرقة 30” العقيد نديم الحسن، تركماني الأصل، شنّت “جبهة النصرة” هجوماً غير مفاجئ، استهدف مقرات “الفرقة 30” ومقرات “جيش الثوار” القريبة من بعضها، في الشوارقة غربي اعزاز بريف حلب الشمالي.

 

وعن اعتقال العقيد نديم الحسن، نفت وزارة الدفاع الأميركية الخميس الماضي، خطف “النصرة” لمقاتلين شاركوا في برنامجها لتدريب المقاتلين السوريين، على لسان المتحدثة باسم البنتاغون أليسا سميث، التي نفت أن يكون أي من المختطفين هم من بين المقاتلين الذين شاركوا في برنامج وزارة الدفاع لإعدادهم لمقاتلة تنظيم “الدولة الاسلامية” في سوريا.

 

القائد العسكري في “جيش الثوار” أبو علي برد، أكد لـ”المدن” مقتل 8 مقاتلين من الجيش وجرح 17 وأسر آخرين، وقال: “إن مقاتلينا تصدوا للهجوم، وقتلوا عدداً كبيراً من مقاتلي النصرة”. ولم يحدد برد عدد قتلى “النصرة”، قائلاً: “دفنّا 12 جثة من مقاتلي النصرة، ويطالبون عن طريق وسطاء بجثة أحدهم ويدعى أبو جندل”، فيما ذكر مغردون في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” مقربون من “جبهة النصرة” إن طيران التحالف قتل 25 “مجاهداً”.

 

وأكد أحد ضباط “الفرقة 30″، مقتل خمسة من جنوده في الاشتباكات مع “النصرة”، ورفض التعليق، قائلاً: “الأولوية الآن لإخراج الأسرى الذين تحتجزهم جبهة النصرة”.

 

وبثت “جبهة النصرة” مقطعاً مصوراً، نشره مراسل “المنارة البيضاء”، الأحد، عنونته باسم “جنود جبهة النصرة يبدأون عملية عسكرية تهدف لقطع الذراع الأميركي في الشمال السوري”. وظهر في التسجيل، قيام مقاتلي النصرة بأسر عدد من مقاتلي “الفرقة 30″. وتحدث أحد الأسرى عن كيفية التحاقه بالفرقة، ويشرح علاقة فرقته بـ”الأميركان” عن طريق “الأجهزة” بحسب تعبيره، و”التواصل مع التحالف وتدريب وتخريج دورات في تركيا، وحصول كل مقاتل على بندقية m16 ومبلغ 400 دولار أميركي و400 ليرة تركية”. كما أظهر الفيديو سيارات الإسعاف تنقل الجرحى، ومكان استهداف طيران التحالف لمقاتلي النصرة. وقال أحد مقاتلي النصرة: “قمنا بقطع الغرب والأميركان في بلاد الشام”. وتابع ساخراً :”إن أميركا تقوم بتدريب القوات المعتدلة، لتقاتل المجاهدين، الذين ما أتوا إلا لإعلاء كلمة لا اله إلا الله، وقام طيران التحالف بمؤازرتهم مباشرة”.

 

وكان “المركز الإعلامي” لـ”جيش الثوار” قد أعلن أن قواته صدت هجوماً لـ”جبهة النصرة” على أحد مقراته في الشوارقة، وقتلت منهم “العشرات”. وقال المركز الاعلامي، إن عناصر من “النصرة” تسللوا “في تمام الساعة الرابعة من صباح الجمعة وقاموا بالهجوم على مقر قواتنا بعد أيام قليلة من خطف العقيد نديم حسن في الفرقة 30، وثلاثة عناصر من جيش الثوار كانوا برفقته عند دخوله من معبر باب السلامة..وجثث النصرة منتشرة في أماكن الاشتباكات ومشفى اعزاز، كما تم تدمير آليتين عسكريتين لتنظيم النصرة واحتراق الطاقم”.

 

إلى ذلك أصدرت “جبهة النصرة” بياناً حول “الفرقة 30” ومؤازرة طيران التحالف بقصف مقرات الجبهة، اتهمت فيه أميركا بتبني “توجه بزرع أذرع لها في الداخل السوري، فقام المجاهدون بفضل الله بقطع تلك الأذرع وتفويت الفرصة عليها”. وقال البيان: “شرعت أميركا إلى استقدام أصناف من قوات المعارضة المعتدلة، تندرج فيهم المعايير الأميركية ليخضعوا لبرامج تدريب وتأهيل برعاية وكالة الاستخبارات الأميركية”. وأكد البيان استهداف طيران التحالف لمقاتلي “النصرة” بعشرة صواريخ خلفت “عدداً من الشهداء والجرحى في صفوف الجبهة”. وحذر البيان “جنود تلك الفرقة من المضي قدماً في المشروع الأميركي”، ودعت “النصرة” جنود “الفرقة 30” للعودة إلى “ثغوركم ضد النظام، وقاتلوا ذوداً عن أهلكم وأعراضكم نصرة للمستضعفين ورفعة لراية الدين”.

 

وكانت “جبهة النصرة” قد سيطرت على جبل الزاوية، معقل قائد “جبهة ثوار سوريا” جمال معروف، مطلع تشرين الثاني/نوفمبر 2014، بعد حرب استمرت أياماً شنتها “النصرة” بمشاركة “جند الأقصى” وعدد من ألوية حركة “أحرار الشام الاسلامية” و”صقور الشام”، كما سيطرت على “الفوج 46” في بلدة الأتارب بريف حلب الغربي والذي يعد أضخم معسكرات “حركة حزم” المدعومة أميركياً. ما دفع بـ”حزم” إلى حل نفسها، والتحاق معظم عناصرها بـ”الجبهة الشامية” مطلع آذار/مارس 2015، لتعلن بعد ذلك تشكيل “جيش الفتح” مع عدد من الفصائل الإسلامية الأخرى.

 

بعد الرقة.. “داعش” يمنع الانترنت في دير الزور

فعّل تنظيم “داعش” اجراءات منعه للانترنت في المدن السورية، حيث أعاد اصدار تعميم لمقاهي الإنترنت في مدينة البوكمال السورية، بإزالة الـ”راوتر” التي توزع خدمة الإنترنت لمنازل المدينة عبر “الواي فاي”، والاكتفاء بنشر الشبكة ضمن نطاق المقاهي الخاضعة لرقابته.

وأفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” بأن تنظيم “داعش” أصدر تعميماً عممه على كافة القرى والمدن السورية في القسم السوري من “ولاية الفرات” وهي جزء من محافظة دير الزور شمال شرق البلاد، بما في ذلك بلدات بلدات الصالحية والمجاودة والجلاء هجين.

ويأتي القرار بعد أشهر على اصدار قرار مشابه خصّ به مناطق دير الزور، قضى بمنع الانترنت عن السكان واخضاع المقاهي للرقابة، ووسع دائرة الاجراءات الشهر الماضي لمنع الانترنت في معقله في الرقة.

وبدأ “داعش” التشديد بتلك الاجراءات في مناطق سيطرته في سوريا، الشهر الماضي، حيث أصدر في 19 تموز/يوليو الماضي قرارات مشابهة في مدينة الرقة السورية التي تعتبر معقله الأساسي، كما قام عناصر تابعون له في 27 تموز بإغلاق 4 مقاهي إنترنت مخالفة للقرار المذكور، فيما يرجح أنه عملية تعتيم إعلامي كبير يحضر له التنظيم  سواء من ناحية نشر الأخبار من قبل الناشطين ضمن المناطق التي يسيطر عليها “داعش” أو لقطع الصلات بين أعضاء التنظيم الأجانب وذويهم خوفاً من ارتفاع نسبة الانشقاقات في التنظيم.

 

المنطقة الآمنة شمال سوريا قريبًا.. وممنوعة على الأكراد و«النصرة»

بيروت: ثائر عباس

قالت مصادر تركية رسمية لـ«الشرق الأوسط» إن قيام المنطقة الآمنة في الشمال السوري «مسألة وقت» وإن الأتراك باشروا فعليا التحرك لترجمة الاتفاق مع الأميركيين، وإن الطائرات الأميركية بدأت تأتي إلى قاعدة إنجرليك، وسوف تبدأ العمليات على الأرض خلال الأسبوع الحالي أو بداية الأسبوع المقبل.

 

في غضون ذلك, أكدت المصادر أنه لن يسمح للتنظيمات الكردية باستغلال العملية العسكرية للسيطرة على المناطق التي يخرج منها «داعش»، وأن سيطرتهم لن تتجاوز مدينة عين العرب (كوباني) الحدودية. وشددت على أن تركيا لن تسمح لجبهة النصرة بأن توجد هناك في المنطقة، وأن حركة «أحرار الشام» لن تكون عائقا، وسيكونون متعاونين «وإلا سوف يقضون على أنفسهم».

 

وكشف مصدر مطلع في المعارضة السورية لـ«الشرق الأوسط»، عن اتجاه لإجراء تغيير في (الحكومة السورية المؤقتة) لمواكبة المرحلة المقبلة. وقال إن القيادة التركية عقدت سلسلة اجتماعات مع قادة المعارضة السورية لوضعها في أجواء التطورات الأخيرة عند الحدود مع سوريا والاتفاق الأميركي – التركي.

 

«المنطقة الآمنة» شمال سوريا قريبًا.. وتغيير في الحكومة السورية المؤقتة لإدارتها

الأكراد ممنوع عليهم استغلالها.. وتحذيرات لـ«النصرة» وتنبيه لـ«أحرار الشام»

بيروت: ثائر عباس

أكدت مصادر تركية رسمية لـ«الشرق الأوسط» أن قيام المنطقة الآمنة في الشمال السوري «مسألة وقت لا أكثر»، مشددة على أن الاتفاق الأخير مع الأميركيين يتضمن تفاصيل دقيقة لمستقبل الوضع في الشمال السوري. وشددت المصادر على أن الأميركيين «اقتنعوا بأنه لا يمكن لتجربة تعاونهم مع الأكراد في محاربة (داعش)» أن تمتد على الحدود التركية، لما في ذلك من مخاطر ديمغرافية وأمنية، مشيرة إلى أن الأميركيين تفهموا وجهة النظر التركية.

 

وقالت المصادر إن الاتفاق الأميركي – التركي استغرق وقتا طويلا ليخرج بأفضل خيارات ممكنة، مشيرة إلى أن اللقاءات بين الأميركيين والأتراك استمرت ما يزيد على ثمانية أشهر نتج عنها الاتفاق الأخير، وتوج الاتصال الأخير بين الرئيسين إردوغان وأوباما. وأشارت إلى أن الأتراك شعروا بالضغط الشديد نتيجة تحركات «داعش» والنظام والقوات الكردية والتهديد المباشر بتشكيل دولة كردية في شمال سوريا. وأكد المصدر أن تركيا لن تدخل الأراضي السورية مبدئيا، مشددا على أنها سوف تحقق المنطقة الآمنة بقوة النار، وعلى المعارضة السورية أن تستغل الغطاء الناري التركي لتحرير المدن والمناطق التي يسيطر عليها تنظيم «داعش» والتنظيمات الإرهابية الأخرى. كما أكد أنه لن يكون هناك دور لجبهة النصرة في المنطقة الآمنة ولن يسمح لها بالوجود، وكذلك حركة «أحرار الشام».

 

وأشار المصدر إلى أن المنطقة الآمنة تمتد من عفرين إلى أعزاز إلى جرابلس، موضحا أن المنطقة تمتد على مسافة 140 كيلومترا طولا وبعمق 50 كيلومترا. وفيما قالت مصادر تركية إن عمليات التنسيق تتم مع المعارضة السورية المعتدلة لتأمين القوة العسكرية التي سوف تشارك في العملية، كشف مصدر في المعارضة السورية لـ«الشرق الأوسط» عن اتجاه لإجراء تغيير في الحكومة السورية المؤقتة لمواكبة المرحلة المقبلة التي سوف تتطلب «دورا أكثر فعالية للحكومة المؤقتة ومؤسساتها في إدارة الداخل السوري». وقالت المصادر إن رئيس الحكومة المؤقتة أحمد الطعمة قد يستقيل من أجل الإفساح في المجال أمام حكومة جديدة تواكب المرحلة، موضحًا أن الأمر طرح بجدية في اجتماعات الائتلاف السوري الأخيرة، وأن قرارا بشأنها سوف يصدر في وقت قريب.

 

وقال مصدر بارز في المعارضة السورية لـ«الشرق الأوسط»، إن القيادة التركية عقدت سلسلة اجتماعات مع قادة المعارضة السورية لوضعها في أجواء التطورات الأخيرة عند الحدود مع سوريا والاتفاق الأميركي – التركي. وقال المصدر إن الاتفاق بين الأميركيين والأتراك يتضمن القيام بعملية عسكرية مشتركة بين الأتراك والمعارضة السورية المعتدلة. وكشف أن العمليات البرية سوف تنطلق في وقت قريب جدا وسوف يكون الهجوم على «داعش» أولا، من أعزاز إلى جرابلس وسيطرة الجيش الحر على المنطقة. وقال المصدر إن الأتراك سوف يقومون بتشكيل المنطقة الآمنة وفق نظرية «تحرير المدن» من القوى الإرهابية سواء كانت «داعش» أو تنظيم «بي واي دي» الكردي، ومن ثم تتشكل المنطقة الآمنة تلقائيا وأضاف المصدر: «بعدها ستتم السيطرة على حلب تلقائيًا حيث إنها سوف تسقط نتيجة تشكل المنطقة الآمنة بجوارها». وأكد أنه لن يسمح للتنظيمات الكردية باستغلال العملية العسكرية للسيطرة على المناطق التي يخرج منها «داعش»، مؤكدا أن سيطرة هؤلاء لن تتجاوز مدينة عين العرب (كوباني) الحدودية.

 

وأوضح المصدر أن الأتراك باشروا فعليا التحرك لترجمة الاتفاق مع الأميركيين، بتجهيز كل الأمور القانونية والعسكرية للتحرك. وأوضح أن الطائرات الأميركية بدأت تأتي إلى قاعدة إنجيرليك، وأنه خلال الأسبوع الحالي أو بداية الأسبوع المقبل سوف تبدأ العمليات على الأرض، موضحًا أن الفرق العسكرية السورية الموجودة في المنطقة المتوقعة أن تكون آمنة تم تجهيزها والتنسيق معها. وأشار إلى أنه تم في اجتماع حلف شمال الأطلسي (الناتو) الذي عقد بناء على طلب أنقرة التأكيد على تأمين الدعم العسكري واللوجيستي للعملية. وأوضح أن المجموعات المعتمدة من تركيا هي من سوف تكون مهمتها حماية المنطقة، وتركيا تتحمل مسؤوليتها وسوف تنقل الحكومة إلى الداخل ومن ثم الائتلاف.

 

وأكد أن تركيا لن تسمح لجبهة النصرة أن توجد هناك في المنطقة، كما أكد أن حركة «أحرار الشام» لن تكون عائقا وسيكونوا متعاونين وإلا سوف يقضوا على أنفسهم، وهذا اتفاق أميركي تركي، مشيرا إلى أن «أحرار الشام» تدرك أنها تحت المراقبة والأتراك والأميركيين متفقين على ذلك.

 

وأبدى المصدر اعتقاده أن بعض الفوضى قد تحدث في المناطق المحررة، مشددا على ضرورة أن تكون الحكومة السورية المؤقتة جاهزة للانتقال إلى الداخل لملء الفراغ وإدارة المناطق. وأعلن المصدر أن تركيا سوف تفتح الطريق، والمسؤولية على الحكومة المؤقتة وتحتاج إلى قدرات مالية كبيرة. وقال: «المناطق المحررة تعرضت لدمار شديد ولديها حاجة لـ400 مليون دولار على الأقل، وهذا أكبر تحدٍ للحكومة السورية المؤقتة بعد تحرير المنطقة الآمنة»، موضحا أن تأمين المبالغ يحتاج اجتماعات كبيرة وطويلة مع الدول المانحة، مشيرا إلى وعد تركي للحكومة السورية المؤقتة بالاهتمام بها وبقضاياها والعمل على مساعدتها في كل خطواتها المقبلة. مؤكدا أن تركيا سوف تتدخل من أجل تأمين تمويل عندما تنتقل الحكومة إلى الداخل وتأمين احتياجاتها للقيام بالمشاريع.

 

وفيما أشارت المصادر السورية إلى أن «أحرار الشام» متفهمة ومتعاونة، رأت أن جبهة «النصرة» تحاول عرقلة العملية من خلال استهداف المشاركين في مشروع تدريب وتسليح المعارضة السورية المعتدلة. وقال المصدر إنه تم تدريب 54 مقاتلا في تركيا لمواجهة «داعش»، مشيرة إلى أن المجموعة التي تلقت التدريب دخلت الأراضي السورية في 12 من يوليو (تموز) الماضي وكانت أول ضربة تلقتها من جبهة النصرة، حيث هاجمتها وخطفت قائد الفرقة نديم الحسن مع 17 من مقاتليه يوم الخميس الماضي. وبعدها بيوم قامت النصرة بالهجوم على مقر قيادة الفرقة وقتلت 5 وجرحت 16 من مقاتليها، وفي نفس اليوم تم خطف 8 من مقاتلي الفرقة أيضا. وبهذا لم يبق من المقاتلين إلا 7 احتموا في أحد مواقع الأكراد الموجودة في عفرين بتغطية جوية من الأميركيين.

 

«النصرة» تخطف خمسة مقاتلين جدد في برنامج التدريب الأميركي للمعارضة السورية

لندن: «الشرق الأوسط أونلاين»

خطفت جبهة النصرة ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، من جديد خمسة مقاتلين على الاقل كانوا قد تلقوا تدريبات في اطار برنامج التدريب الاميركي للمعارضة السورية المعتدلة في شمال غربي البلاد، بعد أيام من خطفها ثمانية مقاتلين آخرين.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية «خطفت جبهة النصرة بين يوم الاثنين واليوم (الثلاثاء) خمسة مقاتلين على الاقل من الفرقة 30 في قرية قاح الحدودية مع تركيا».

وكانت جبهة النصرة خطفت ثمانية عناصر من «الفرقة 30»، بينهم قائد الفرقة العقيد نديم الحسن مساء الاربعاء، قرب مدينة اعزاز في ريف حلب الشمالي، حسبما أفاد المرصد، إلّا أنّ وزارة الدفاع الاميركية نفت الأمر.

كما اشار عبد الرحمن إلى أنّ جبهة النصرة «قامت باقتحام مخيم للنازحين في قرية قاح كان المقاتلون قد التجؤوا اليه الاثنين». مضيفًا «شوهد اختطاف خمسة مقاتلين» متابعًا «لكن عدد المختطفين قد يكون أكثر من ذلك».

وذكر عبد الرحمن أيضًا أنّ جبهة النصرة «تقوم بمطاردة المقاتلين» الذين تلقوا تدريبات في اطار البرنامج الاميركي في محافظة ادلب (شمال غرب) كما في ريف حلب (شمال).

وينتمي المقاتلون إلى مجموعة من 54 عنصرًا من «الفرقة 30»، تلقوا تدريبات عسكرية في تركيا، واجتازوا منتصف يوليو (تموز)، الحدود إلى داخل سوريا لمحاربة تنظيم «داعش».

وكانت جبهة النصرة قد هاجمت الجمعة مقرًا للفرقة في المنطقة نفسها، ووقعت اشتباكات بينها وبين المدافعين عن المقر، تسببت بمقتل 25 متطرفًا من تنظيم النصرة وسبعة من المقاتلين والموالين لهم الذين جاؤوا لمؤازرة الفرقة، حسب حصيلة للمرصد الذي أشار إلى تزامن الاشتباكات مع غارات نفذها الائتلاف الدولي.

 

تقدم للمعارضة بدمشق وريفها وازدياد ضحايا الطائرة  

أفاد مراسل الجزيرة بأن مقاتلي المعارضة المسلحة تقدموا في شمال مدينة داريا غرب دمشق، وأنهم كبدوا قوات النظام خسائر فادحة، في مقابل مقتل 15 مدنيا جراء قصف لقوات النظام على مدينة داريا، كما شهدت دمشق اشتباكات وهجمات من قبل المعارضة، بينما ارتفع عدد ضحايا سقوط طائرة عسكرية في أريحا بإدلب إلى أكثر من خمسين قتيلا ومئة جريح.

 

وقال مراسل الجزيرة إن مقاتلي المعارضة المسلحة تمكنوا من السيطرة على عدد من المباني في الأحياء الشمالية من مدينة داريا بريف دمشق الغربي، وذلك إثر هجوم واسع شنته قوات المعارضة على مواقع قوات النظام في أطراف المدينة المتاخمة لمطار المزة العسكري.

 

وذكرت مصادر محلية أن مقاتلي المعارضة كبدوا قوات النظام خسائر فادحة في الأرواح والعتاد وسيطروا على أسلحة ثقيلة ومتوسطة، وأن ما لا يقل عن 15 مدنيا قتلوا وجرح آخرون جراء قصف لقوات النظام السوري على المدينة.

 

وفي الريف الدمشقي أيضا، قتل أبو المغيرة القائد العسكري لألوية “السيف العمري” في القلمون برفقة أحد عناصر اللواء، حيث تشير الأنباء إلى تورط تنظيم الدولة الإسلامية في العملية، بينما قتل شخص وجرح ثلاثة آخرون جراء انفجار عبوة ناسفة في منطقة ببيلا.

 

وفي الأثناء، قالت مصادر في كتائب “جيش الإسلام” التابع للمعارضة إن مقاتليها أحبطوا محاولة رابعة لقوات النظام في غضون أيام قليلة لاقتحام حي جوبر بالعاصمة دمشق، مضيفة أنهم كبدوا قوات النظام خسائر في الأرواح ودمروا دبابتين وجرافة.

 

كما قال “فيلق الرحمن” إنه استهدف عدة مراكز أمنية داخل دمشق “نصرة لثوار وأهالي مدينة الزبداني”، بينما شنت قوات النظام حملة مداهمات وتفتيش في حي ‫الميدان تزامنا مع اشتباكات بحي التضامن.

 

طائرة أريحا

من جهة ثانية، ارتفع عدد ضحايا سقوط الطائرة التابعة للنظام السوري في المنطقة السكنية بمدينة أريحا في إدلب إلى أكثر من خمسين قتيلا وأكثر من مئة جريح، وذكر ناشطون أن بين القتلى ست جثث متفحمة، وبين الجرحى حالات خطرة تم نقلها إلى تركيا للعلاج.

 

وتضاربت الأنباء عن سبب سقوط الطائرة، حيث قال الثوار إنهم أسقطوها بفعل مضاداتهم الأرضية، بينما ذكرت صفحات تابعة للنظام أن السبب هو عطل فني، فيما لم يعرف مصير الطيار.

 

وفي المحافظة نفسها، سقط قتلى وجرحى في بلدة ترملا جراء قصف النظام، كما استمر القصف على مدينتي جسر الشغور وبنش وبلدات طعوم ومرعيان والهبيط وعابدين.

 

وشهدت حلب اشتباكات قرب مبنى جبهة المخابرات الجوية, حيث قالت المعارضة إنها دمرت العديد من أسلحة النظام، بينما ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على أحياء الفردوس والشعار وطريق الباب متسببا بسقوط قتلى وجرحى.

 

أما محافظة حماة فشهدت اشتباكات بمدينة ‫مورك وبلدة خربة الناقوس، وقالت شبكة شام إن الثوار دمروا حافلة تقل العديد من عناصر النظام ومليشيات حزب الله، في حين سقط عشرات الضحايا جراء القصف على قرى حورتة وعطشان وكفر زيتا والقصابية.

 

وتحدثت الشبكة أيضا عن معارك بين قوات النظام وتنظيم الدولة في محيط مدينة تدمر بحمص، وعن اشتباكات أخرى بين التنظيم ووحدات الحماية الشعبية الكردية في الحسكة، وعن تعرض مدن وبلدات في محافظة درعا لقصف أسقط عدة جرحى.

 

ويتزامن ذلك مع غارات للتحالف الدولي على دير الزور والرقة، بينما يواصل الثوار استهداف مدينتي القرداحة واللاذقية بقذائف المدفعية الثقيلة.

 

كيري: لا حل عسكريا بسوريا والأسد فقد شرعيته  

قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري بالدوحة اليوم إنه لا حل عسكريا في سوريا، رغم أنه أكد أن الرئيس السوري بشار الأسد ونظامه فقدا الشرعية منذ وقت طويل، مشيرا إلى أنه سيبحث الوضع السوري مع نظيريه الروسي والسعودي اليوم بالدوحة. بينما أعلن وزير الخارجية القطري ترحيب دول مجلس التعاون بالاتفاق النووي مع إيران.

 

وأوضح كيري في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره القطري رئيس الدورة الحالية لمجلس التعاون الخليجي خالد العطية إنه بحث مع نظرائه الخليجيين الاتفاق النووي الإيراني والصراعات في المنطقة خاصة في سوريا واليمن وليبيا.

 

وأشار كيري إلى ضرورة إيجاد حل سياسي في سوريا، وأكد دعم بلاده للمعارضة “المعتدلة” فيها والحرب على تنظيم الدولة الإسلامية للتخلص من الملاذ الآمن الذي تتمتع به هناك.

 

وعن اليمن قال إنهم يرفضون ما يقوم به الحوثيون من نشاط عسكري ويرفضون دعم إيران لهم ولحزب الله اللبناني. وقال إنه يجب التزام جميع الأطراف اليمنية بمقررات الحوار الوطني والعودة إلى الحل السياسي.

 

وفي الشأن الليبي، قال إن واشنطن تعمل مع المجتمع الدولي لإيجاد حل وفاقي، ودعا جميع “صناع القرار” في ليبيا لتشكيل حكومة وفاق وطني.

 

وأضاف أنه استعرض الاتفاق بشأن نووي إيران مع نظرائه الخليجيين. وفي هذا الصدد قال إنهم مستمرون في التشاور والتنسيق مع دول مجلس التعاون الخليجي، حيث بحثوا اليوم سبل بناء هذه الدول قدراتها الدفاعية.

 

وأوضح أنهم اتفقوا على تسريع مبيعات بعض الأسلحة الأميركية لدول الخليج والتي كانت تأخذ وقتا طويلا، وتكثيف التدريب العسكري خاصة على الاعتراض البحري وتدريب القوات، ودمج أنظمة الدفاع الصاروخي البالستي بدول الخليج وتبادل المعلومات بشأن مكافحة “الإرهاب”. وأشار إلى أن ذلك مجرد أمثلة على ما اتفقوا عليه من خطوات ملموسة وعملية.

 

وعن الاتفاق النووي مع إيران وما يُقال عن أن جزءا مما تضمنته هو تعاون إيران في إيجاد حل في سوريا؛ قال كيري إن الاتفاق النووي لا يتضمن شيئا بخلاف تقييد قدرة إيران على إنتاج سلاح نووي، وإن هذا الاتفاق لم يكن مبنيا على أساس أي توقعات خارجة عما يتعلق بالقدرات النووية النووية.

 

وأعلن كيري أيضا عن تشكيل لجنتين لمتابعة ما تم في هذا الاجتماع وستجتمع إحداهما في العاصمة السعودية الرياض والأخرى ستجتمع في دولة أخرى لم يذكرها.

 

ترحيب خليجي

من جهته، قال خالد العطية إن دول مجلس التعاون الخليجي ترحب بالاتفاق النووي الذي تم بين دول 5+1 وإيران، وتمنى أن يشمل ما تم مع إيران جميع دول منطقة الشرق الأوسط.

 

وأوضح العطية أن الاجتماع الذي تم مع كيري اليوم هو استكمال للاجتماع الذي انعقد في مايو/أيار الماضي في كامب ديفد بالولايات المتحدة بين قادة دول الخليج والرئيس الأميركي باراك أوباما.

 

وأضاف العطية أن الولايات المتحدة والدول الخمس الأخرى التي أبرمت الاتفاق النووي مع إيران لديها التقنية والمعرفة الكاملة بالمجال النووي وأن دول الخليج مطمئنة للاتفاق الذي تم، لكنها تتطلع إلى تمديده إلى دول أخرى في المنطقة.

 

وكان كيري قد عقد اجتماعا في الدوحة مع نظرائه بدول مجلس التعاون الخليجي سعيا منه لتبديد مخاوفهم من الاتفاق النووي الذي أبرم الشهر الماضي مع إيران، بالإضافة إلى بحث الصراعات الدائرة في بعض دول المنطقة.

 

وقال مسؤول بالخارجية الأميركية “هذه فرصة حقيقية أمام الوزير (كيري) للغوص عميقا مع وزراء الخارجية الخليجيين في محاولة للرد على أي تساؤلات قد تكون عالقة في أذهانهم على أمل إقناعهم وضمان دعمهم لكي نمضي قدما في جهودنا”.

 

وتخشى معظم دول الخليج العربية أن يسرّع الاتفاق -الذي أبرم في 14 يوليو/تموز الماضي بين إيران والولايات المتحدة وقوى عالمية أخرى- من وتيرة تحسن العلاقات بين طهران وواشنطن ويشجع إيران على دعم حلفائها في المنطقة.

 

وأثناء وجوده في قطر سيجتمع كيري في وقت لاحق اليوم الاثنين مع نظيريه الروسي سيرغي لافروف والسعودي عادل الجبير لبحث الأزمة في سوريا.

 

ويكتسب هذا الاجتماع أهمية لأن روسيا داعم رئيسي للرئيس السوري بشار الأسد، بينما تطالب السعودية والولايات المتحدة بإزاحته.

 

واشنطن تفرض عقوبات على شبكة دولية تدعم #الأسد

واشنطن – فرانس برس

أعلنت الولايات المتحدة، الاثنين، أنها أدرجت على قائمتها السوداء “شبكة دولية”، بتهمة تسهيل توريد محروقات للنظام السوري، في انتهاك للعقوبات الأميركية المفروضة على دمشق.

وقالت وزارة الخزانة في بيان، إن “العقوبات الجديدة تستهدف أربعة أفراد وسبع شركات متهمة بمساعدة نظام الرئيس بشار الأسد على الاستمرار في إذكاء النزاع في سوريا”.

وأوضح البيان أن وزارة الخزانة حددت هويات سبع سفن تنتمي إلى الشركات المدرجة على قائمة العقوبات، مما يعني أن هذه السفن وسائر الأصول التي تملكها هذه الشركات، فضلا عن الأفراد الأربعة المستهدفين بالعقوبات، أصبحت قابلة للمصادرة في حال وجدت في الأراضي الأميركية أو كانت بحوزة مواطنين أميركيين “ماديين أو معنويين”.

ونقل البيان عن نائب وزير الخزانة لشؤون مكافحة الإرهاب، آدم زوبين، قوله إن “وزارة الخزانة ستواصل استخدام أدواتها المالية القوية لإضعاف شبكة دعم الأسد”.

كما أعلنت الوزارة، الاثنين، أنها أضافت ست مؤسسات عامة سورية إلى قائمة العقوبات.

 

صور حصرية لمحاولات “الجيش الحر” اقتحام #درعا

العربية.نت

لاتزال الاشتباكات متواصلة في درعا، المنطقة التي تعد الأكثر سخونة في الجنوب السوري، مع محاولات اقتحام فصائل المعارضة لـ”درعا المدينة” التي تتحصن فيها قوات النظام السوري.

ويظهر فيديو حصري حصلت عليه “العربية” تصاعد وتيرة القتال ضمن عملية “عاصفة الجنوب” التي استؤنفت قبل أكثر من شهر، مع إعلان “الجبهة الجنوبية” في الجيش الحر عزمها اقتحام “درعا المدينة”، الذي تقول المعارضة إنه أصبح وشيكا، في ظل تراجع معنويات قوات النظام.

ورغم أن العملية مازالت في نطاق تبادل إطلاق النار غير المباشر، فإن المؤشرات على أرض الميدان، وفق تقديرات الجيش الحر، تفيد بأن هناك تقدما ملحوظا للجيش الحر في محيط “درعا المدينة”.

 

مقتل أحد المقاتلين السوريين المدربين أميركيا

العربية.نت

قال مسؤولون أميركيون إنهم يعتقدون أن عضوا بالقوة المسلحة السورية الجديدة التي دربها الجيش الأميركي قتل يوم الجمعة الماضي أثناء اشتباكات مع متشددين من #جناح_القاعدة في سوريا.

فيما امتنعت وزارة الدفاع الأميركية #البنتاغون عن التعقيب على الأمر لأسباب تتعلق بالعمليات الأمنية.

وأكد المسؤولون الأميركيون أن المعلومات الأولية تشير إلى أن المسلح السوري قتل أثناء اشتباك مع أعضاء يشتبه في انتمائهم لجبهة #النصرة في شمال سوريا.

وكان الرئيس الأميركي، باراك أوباما، قد وافق على أن تدافع القوات الأميركية عن القوات السورية التي درّبتها وسلّحتها وزارة الدفاع الأميركية.

وعلى الرغم من أن الإدارة الأميركية لا تريد الخوض في تفاصيل قواعد الاشتباك العسكري، فقد صرّح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي اليستر باسكي لـ”العربية” بأن واشنطن تعتبر هذه القوات شريكة في محاربة داعش.

 

واشنطن تضيف كيانات وأفراداً على لائحة عقوباتها ضد سوريا

واشنطن – فرانس برس

وسّعت الولايات المتحدة، الاثنين، عقوباتها على سوريا عبر إضافة أفراد وكيانات قالت إنهم يؤمّنون محروقات للنظام السوري يستخدمها في محاربة شعبه.

وقالت وزارة الخزانة الأميركية في بيان، إن العقوبات الجديدة تستهدف أربعة أفراد وسبع كيانات متهمة بمساعدة نظام الرئيس بشار الأسد، إلى جانب سبع سفن أصبحت ممتلكات مجمدة.

وذكر مكتب مراقبة الأصول الخارجية أن “العديد من هذه الكيانات هي شركات واجهات تستخدمها الحكومة السورية ومؤيدوها في محاولة للإفلات من عقوبات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي”.

كما حددت وزارة الخزانة الأميركية ستة كيانات للحكومة السورية وثلاث سفن للحكومة مصالح فيها.

وتقضي العقوبات بتجميد أي موجودات لهؤلاء الأفراد والكيانات وتمنع الأميركيين من عقد صفقات معهم.

ونقل البيان عن نائب وزير الخزانة لشؤون مكافحة الإرهاب والاستخبارات المالية، آدم زوبين، قوله إن “وزارة الخزانة ستواصل استخدام أدواتها المالية القوية لإضعاف شبكة الدعم للأسد”.

وأضاف أن “هذه العقوبات المحددة الأهداف تعزز الضغط الاقتصادي والمالي على الحكومة السورية لوقف حملة العنف ضد شعبها”.

أما السفن السبع فتعود إلى الكيانات المدرجة على لائحة العقوبات. ويعني اعتبارها ممتلكات مجمدة أنها أصبحت قابلة للمصادرة في حال وجدت في الأراضي الأميركية أو كانت بحوزة مواطنين أميركيين ماديين أو معنويين.

وتسمح العقوبات الأميركية على سوريا بتصدير أو إعادة تصدير بعض السلع، مثل مواد غذائية وأدوية وأجهزة طبية إلى سوريا والخدمات المرتبطة بها.

 

#أميركا ترفض وصف الأسد بالحليف في الحرب على داعش

واشنطن – بيير غانم، وكالات

أكدت الادارة الأميركية أن القوات الأميركية وأعضاء التحالف سيوفّرون الحماية المطلوبة للمعارضة السورية التي درّبتها وسلّحتها الولايات المتحدة، وحذر البيت الأبيض النظام السوري من مهاجمة عناصر المعارضة،  وكرر التحذير الذي وجّهه لنظام الأسد عند بدء الحملة ضد داعش.

ووافق الرئيس الأميركي باراك أوباما على أن تدافع القوات الأميركية عن القوات السورية التي درّبتها وسلّحتها وزارة الدفاع الأميركية.

وعلى الرغم من أن الإدارة الأميركية لا تريد الخوض في تفاصيل قواعد الإشتباك العسكري، فقد صرّح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي اليستر باسكي لـ “العربية” بأن واشنطن تعتبر هذه القوات شريكة في محاربة داعش.

وقال في بيان مكتوب: “إن التحالف زُوّد هذه القوات بمساعدات مختلفة .. بما في ذلك مساعدة دفاعية نارية لحمايتها”.

 

من جانبه، قال جوش ارنست المتحدث باسم البيت الأبيض: “تحالفنا كان منخرطاً في التدريب والتسليح، وسينخرط أيضاً في حماية من يحاربون داعش في الميدان”.

يبقى أن القيام بعمل عسكري مباشر داخل سوريا لحماية مجموعة من المعارضة، خطوة غير مسبوقة، ومن الممكن أن تأخذ أوجهاً عديدة أولها رصد طائرة أميركية لتجمّع أو رتل أو طائرة وإبلاغ المعارضة السورية لتشنّ هجوماً استباقياً أو تستعد للدفاع.

وثانيها، أن تسارع طائرات التحالف بناء على طلب المعارضة في قصف قوات تهاجم مواقعها، وهذا ما حدث عندما قصف الأميركيين عناصر جبهة “النصرة” بعد خطفهم لعناصر من المعارضة.

والحالة الثالثة، تتمثل في رصد الأميركيين لاتصالات، والحصول على معلومات استخباراتية يطلعون المعارضة السورية عليها.

 

من ناحيته، قال روبرت فورد السفير الأميركي السابق في سوريا: “تريد الإدارة الأميركية أن تثبت أنها جدّية في الوقوف إلى جانب المعارضة السورية التي درّبتها وزارة الدفاع وتحارب داعش. ويبقى الشقّ الآخر وهو مساعدة هذه المعارضة على صدّ هجمات نظام الأسد لو تعرّضت لهجوم”.

 

وأضاف فورد أن “الإنذار ذاته ينطبق على نشاطات المقاتلين الذين درّبهم التحالف”.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض أيضا في مؤتمر صحافي إن على النظام السوري “ألا يتدخل” في العمليات التي تقوم بها القوات المعارضة التي دربتها الولايات المتحدة، وإلا فإن “خطوات إضافية” قد تتخذ للدفاع عنها، في تهديد مبطن بإمكان اللجوء إلى الضربات الجوية ضد قوات النظام السوري.

وعانت المعارضة السورية لوقت طويل من ضعف عتادها وتنظيمها، وهذه أول مرة منذ بدء الثورة السورية يلتزم فيها الأميركيون بإنشاء منطقة بدون داعش، تسيطر عليها عناصر قام بتدريبها وتسليحها، والآن تلتزم إدارة أوباما بحمايتها.

 

روسيا ترفض أي غارات على الجيش السوري

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الاثنين، إن الغارات التي يشنها الجيش الأميركي على الجيش الحكومي السوري ستعقد جهود القتال ضد “تنظيم الدولة” ومجموعات أخرى.

 

وقررت الولايات المتحدة، الأحد، السماح بشن غارات جوية للدفاع عن قوات سورية معارضة دربها الجيش الأميركي ضد أي مهاجمين.

 

وقال لافروف في مؤتمر صحفي مع نظيره القطري خالد العطية: “نقول إن هذا الوضع مخالف للقانون الدولي، ويمثل عقبة في طريق تشكيل جبهة موحدة لمكافحة الإرهاب الذي يشمل الدولة الإسلامية وجبهة النصرة”.

 

وقال لافروف الذي يزور الدوحة للقاء وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والسعودي عادل الجبير، الاثنين، إن تسوية الأوضاع في سوريا تحتاج إلى محادثات تشمل كافة الأطراف، وإنه لا بد من وقف جميع أشكال التدخل الخارجي فيها.

 

لكنه أضاف أن “تنظيم الدولة” هو الخطر الأساسي في سوريا والعراق، وأن هذا هو السبب في دعم موسكو لحكومتي البلدين.

 

وقال لافروف “نقدم دعما عسكريا وتقنيا للحكومة السورية لقتال هذا الخطر (داعش) مثلما نقدم هذا الدعم للعراق لقتال تنظيم الدولة”.

 

رئيس حزب “يكيتي”: حملة تركيا العسكرية شمال سورية موجهة في جوهرها ضد الأكراد

روما (3 آب/أغسطس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أكّد زعيم حزب كردي في سورية أن ضرب تركيا لحزب العمال الكردستاني بات يشكّل “مصدر قلق للأكراد وللسوريين عموماً”، وشدد على أن الحملة العسكرية التركية في شمال سورية “تهدف في جوهرها للحيلولة دون سيطرة الأكراد على شمال سورية ووصل مناطق تواجدهم ببعضها”، ودعا أنقرة لوقف ما وصفه بـ “لغة الحرب” ضد الأكراد.

 

وحول موقف أكراد سورية من استهداف تركيا لحزب العمال في سورية، قال محي الدين شيخ آلي، سكرتير عام حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سورية (يكيتي)، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “إن عودة تركيا إلى انتهاج سياستها القديمة في اعتماد لغة الحديد والنار مع الملف الكردي، وإنكار وجود قضية كردية مع لجوئها مجدداً إلى الحشد العسكري والتعبئة الإعلامية والسياسية لضرب حزب العمال الكردستاني بات يثير القلق لدى ملايين الكُـرد على اختلاف أحزابهم وأينما كانوا، خاصةً سورية التي تجمعها مع جارتها الشمالية تركيا حدودٌ دولية يبلغ طولها أكثر من 900 كم، وتعيش على جانبيها كثافة كردية تاريخية متجذرة تنبذ الحرب والإرهاب وتنشد السلم والعيش المشترك”، وفق تعبيره.

 

واتّهم شيخ آلي تركيا بتوظيف نفوذها وعلاقاتها الدولية لاستهداف الأكراد، وقال “لقد دأبت حكومات أنقرة وغيرها على تصوير الكفاح التاريخي للكُـرد بأنه عبارة عن نشاط عدائي لجماعات إرهابية انفصالية لا أكثر، مما أبعدتها هذه الرؤية القاصرة عن تناول سليم لمعالجة المسألة، وأبقتها في حالة تشنج، لتنظر باستعلاء قومي وغرور بامتلاكها لجيش كبير وسلاح جويٍ متطور وشبكة علاقات إقليمية ودولية سعت دوماً لتوظيفها ضد تنامي نضالات الكُـرد وخاصةً نفوذ ومواقع العمال الكردستاني منذ قرابة ثلاثة عقودٍ من الزمن ولا يزال، والذي لطالما تجهد سلطات تركيا لوصفه بالإرهاب كما كانت عليه الحال سلطات جوهانسبورغ وتل أبيب في وصفها للمؤتمر الوطني الأفريقي ومنظمة التحرير الفلسطينية”، على حد توصيفه.

 

واعتبر القيادي الكردي أن التشنج التركي زاد بعد ما وصفه بـ “نجاحات الأكراد” في تركيا وسورية، وقال “مما زاد من تنشج حكومة حزب العدالة والتنمية وأثار حفيظتها كثيراً هو التقدم الملفت الذي أحرزه حزب الشعوب الديمقراطي (إتش دي بي) بتخطيه حاجز 10% في الانتخابات البرلمانية التي جرت في تركيا مؤخراً، رغم تعرض العديد من مقاره لتفجيرات دموية عشية الانتخابات تلك وحملات الاعتقال الواسعة بحق الكثير من نشطائه بين حينٍ وآخر من جهة”. كما أشار إلى أن “النجاحات الميدانية الباهرة التي حققتها وحدات حماية الشعب والمرأة (YPG ـ YPJ) في تصديها لهجمات تنظيم الدولة داعش في كوباني وتل أبيض والحسكة في الشمال السوري وإلحاق الهزيمة به من جهة ثانية، وثبوت عجز واضطراب سياسة تركيا في تعاملها مع ملف الأزمة السورية على مدى أربع سنوات ونيف ورهانها على قوى الإسلام السياسي المتشدد من جهة ثالثة”، أرغمت أنقرة على “حرف أنظار الرأي العام التركي وشن غارات جوية مكثفة وقصف مدفعي ضد مواقع العمال الكردستاني وقرى آمنة في أراضي إقليم كردستان العراق التي تُعدّ حدودها البرية والجوية جزءاً من منظومة سيادة الدولة العراقية وفق القانون الدولي، ومروراً بالتصريحات المريبة لكبار المسؤولين في أنقرة التي ترمي بوضوح للنيل من الإدارة الذاتية القائمة في مناطق عفرين وكوباني والجزيرة، ووصفها بالكيان المعادي والخطر على الأمن القومي التركي”، حسب قوله.

 

وشدد على أن الحملة العسكرية التركية في شمال سورية تهدف في جوهرها للحيلولة دون سيطرة الأكراد على شمال سورية، وقال “إن التلويح بالقيام بتدخل عسكري في الداخل السوري، ظاهره إبعاد داعش عن الحدود الجنوبية لتركيا، وحقيقته تشديد الحصار على منطقة عفرين شمال غرب حلب، للحؤول دون تواصلها مع كوباني، وتأليب الرأي العام العربي والتركماني ضد انتظام الحضور الكردي السوري ذي التوجه الحضاري المنفتح والمناهض على طول الخط لقوى التكفير وشبكات الإرهاب وأبرزها تنظيمي داعش والنصرة، ليبدو واضحاً أن استئناف تركيا لاعتماد منطق القوة ومضيها في حملاتٍ عسكرية جوية وبرية ضد مواقع الكُـرد يشكل خياراً عبثياً يدمر فرص استعادة لغة الحوار وأفضليات قوة المنطق لإحلال السلام، ويُدخل تركيا في حلقةٍ مفرغة”.

 

وعن الخيارات الممكنة، قال “يبقى الخيار الأفضل هو أن تتجنب تركيا القيام بمغامرة عسكرية في الشمال السوري كي لا تزيد الأمور تعقيداً ويلحق الأذى بالجميع وأن تكف عن التهويل ولغة الحرب ضد الكُـرد هنا وهناك، فالمستفيد الأكبر من أي تدخل عسكري تركي في الداخل السوري هو قوى الإرهاب والتخلف”، على حد تعبيره.

 

جدل في أروقة صنع القرار الدولية للتوتر التركي الكردي

بروكسل (27 تموز/يوليو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

احتل التوتر التركي الكردي على الحدود التركية السورية مكان الصدارة في مناقشات العديد من صانعي القرار الدوليين، خاصة لجهة تأثيره على العمل الدولي لمحاربة ما يعرف بتنظيم (الدولة الاسلامية)، وعلى التوازن الاستراتيجي في هذه المنطقة المشتعلة

 

وجاء هذا التوتر بعد أن قام حزب العمال الكردستاني بقتل ضباط ورجال شرطة أتراك، رداً على تفجير مدينة سروج، قبل ايام، والذي اعتبره الحزب دليلاً على التعاون بين أنقرة وداعش

 

وفي إطار التداول الدولي لتداعيات الأحداث الأخيرة على الحدود السورية التركية، يُنتظر عقد اجتماع لسفراء دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) في بروكسل، بناء على دعوة أنقرة

 

وقد استندت أنقرة في دعوتها للاجتماع، المقرر غداً، على المادة الرابعة للمعاهدة الناظمة لعمل الحلف، والتي تتيح لأي دولة عضو تشعر بتهديد فعلي لأمنها واستقرارها واستقلالها الدعوة لاجتماع للحصول على دعم الحلفاء

 

فشعور تركيا بالخطر، دفعها إلى إجراء تحول هام وسريع في مواقفها، فبعد أن كانت تلعب دور المراقب لما يقوم به التحالف الدولي ضد تنظيم (الدولة الإسلامية)، سمحت للطائرات الأمريكية باستخدام قاعدة أنجرليك على أراضيها لمهاجمة التنظيم، كما قامت باعلان الحرب على تنظيم داعش والأكراد معاً

 

وتريد أنقرة أن تضع حلفاءها في ناتو في صورة هذا الوضع، فهي لا تسعى للحصول على دعم أمني، بل على دعم سياسي لما تنوي القيام به في المستقبل ضد الأكراد، “إذ أن هاجس تركيا الأساسي ليس تنظيم (الدولة الإسلامية)، بل الطموحات الانفصالية الكردية التي تريدها طمسها بأي وسيلة”، حسب المحللين

 

وبما أن ساسة الغرب قد لا يشاطرون تركيا بالضرورة المخاوف نفسها تجاه الأكراد، فمن المتوقع، حسب المصادر نفسها، أن يعلن الحلفاء دعمهم لها في مجال محاربة الإرهاب والتطرف

 

فمن مصلحة الجميع إبعاد مسلحي تنظيم (الدولة الإسلامية) عن الحدود التركية السورية، أمام مسألة المستقبل الكردي، فهي محل جدل

 

ولبيان هذا الأمر، من الممكن قراءة تصريحات الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، بعد حديثها الهاتفي مع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو

 

وقد قالت موغيريني إن “هناك دعم لتركيا في مجال محاربة الإرهاب، ولكن لا يمكن لأي إجراء مستقبلي أن يعرض للخطر العملية السياسية مع الشعب الكردي، والتي يجب إبقاءها حية، فهذه العملية هي فرصة هامة لانهاء صراع دام لفترة طويلة وأودى بحياة الكثيرين”، وفق كلامها

 

وشددت المسؤولة الأوروبية على ضرورة الابقاء على وقف اطلاق النار سارياً بين الطرفين

 

وفي الخط نفسه، جاء كلام الأمين العام لناتو يانس ستولتبنرغ، الذي أكد في بيان الدعوة لاجتماع الغد، على دعم الحلف لتركيا في مجال محاربة الإرهاب

 

أما المحلل السياسي البلجيكي بودوان لوس، فقد أكد في افتتاحية نشرها الإثنين في صحيفة (لوسوار) البلجيكية، أن عودة الحرب المفتوحة بين الأكراد وتركيا ستكون خبراً سيئاً للجميع ما عدا للرئيس السوري بشار الأسد ولتنظيم (الدولة الاسلامية)، وفق ذكره

 

وكانت أنقرة قد شرعت بعملية سلام وتفاوض مع حزب العمال الكردستاني منذ عدة سنوات ورافقها هدنة بين الطرفين على الأرض، ما أنعش الآمال بإمكانية التوصل إلى تسوية الصراع سلمياً، لكن هذه العملية

 

روسيا تدعو إلى تعاون دولي لقتال الدولة الإسلامية

موسكو (رويترز) – قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف يوم الثلاثاء إن روسيا لديها بواعث قلق من النفوذ المتزايد لتنظيم الدولة الإسلامية ودعا إلى تعاون دولي في هذا الصدد.

 

وقال بيسكوف للصحفيين “من المعروف أن روسيا تعبر عن قلقها الشديد إزاء النفوذ المتزايد لما يسمى بالدولة الإسلامية وكيف أنها توسع الأراضي التي تسيطر عليها في سوريا والعراق.”

 

وأضاف “نشعر بهذا القلق وندعو الجميع للتعاون في هذا الشأن.”

 

(إعداد محمد اليماني للنشرة العربية – تحرير ياسمين حسين)

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى