أحداث الثلاثاء 05 كانون الأول 2017
دي ميستورا «لا يعلم» نيّات دمشق
لندن – «الحياة»
وضعت دمشق استئناف محادثات جنيف محل شك أمس، بإعلانها أنها تدرس «جدوى» عودة وفدها المفاوض لاستئناف الجولة الثامنة من محادثات السلام المفترض أن تتواصل حتى منتصف الشهر الجاري بحضور وفدين من دمشق والمعارضة، للبحث في سلّتي الدستور والانتخابات. وكشفت مصادر ديبلوماسية في جنيف أن المبعوث الأممي للأزمة السورية ستيفان دي ميستورا «لا يعلم» نيات دمشق وما إذا كانت سترسل وفدها لمواصلة المحادثات.
في المقابل، أبدت المعارضة جهوزيتها لاستكمال المحادثات اليوم في جنيف، حيث ما زال عدد من أعضائها موجودين. يأتي ذلك فيما رحب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره المصري عبدالفتاح السيسي في اتصال هاتفي أمس، بالنجاحات الأخيرة في سورية «التي تم إحرازها في عملية استئصال بؤر الإرهاب»، وشددا على «أهمية تكثيف الجهود في سبيل دفع الحوار الشامل بين السوريين إلى الأمام».
وتُستأنف اليوم الجولة الثامنة من محادثات السلام السورية بعد توقف ثلاثة أيام. وقال مصدر سوري رسمي لوكالة «فرانس برس» إن الحكومة السورية تدرس «جدوى» عودة وفدها إلى جنيف.
وزاد: «ليس هناك قرار نهائي بعودة الوفد حتى الآن، فدمشق ما زالت تدرس جدوى المشاركة. عندما يُتخذ القرار، سيبلغ وفق الطرق الديبلوماسية المعتادة».
وكان رئيس الوفد الحكومي بشار الجعفري قال للصحافيين نهاية الأسبوع الماضي، إن دمشق هي التي ستقرر عودة الوفد إلى المحادثات، حاملاً بشدة على خطاب المعارضة لناحية تمسكها بمطلب تنحّي الرئيس بشار الأسد خلال المرحلة الانتقالية.
ومقابل تحفظات الحكومة، أبدت المعارضة جهوزيتها لاستكمال المحادثات اليوم في جنيف. وقال الناطق الرسمي باسم الوفد يحيى العريضي لـ «فرانس برس» إن رئيس الوفد المعارض نصر الحريري سيصل إلى جنيف مع بقية الأعضاء للمشاركة في المحادثات.
ولفت العريضي إلى أن هناك اجتماعاً مقرراً مع دي ميستورا اليوم في مقر الأمم المتحدة في جنيف، لافتاً إلى أن «موعده التقريبي محدد».
وقال العريضي إن قرار دمشق الانسحاب من جنيف الأسبوع الماضي كان «إحراجاً» لروسيا، الداعم الرئيس للحكومة السورية. وزاد في تصريحات للصحافيين: «لا أعتقد أن الذين يدعمون النظام راضون عن الموقف الذي اتخذه النظام. هذا إحراج لروسيا… نتفهم الموقف الروسي الآن. إنهم في عجلة لإيجاد حل». ولم يعلق أي من المسؤولين الروس في المحادثات على انسحاب الوفد السوري.
وعندما سُئل عما إذا كانت المعارضة مستعدة لتقديم تنازلات في شأن دور الأسد في أي حكومة بعد التسوية، قال العريضي إن «مطالب وفده تستند إلى رغبات الشعب السوري».
واصطدمت المرحلة الأولى من هذه الجولة، على غرار الجولات السابقة، بتمسك المعارضة بشرط تنحّي الأسد، الأمر الذي اعتبره الوفد الرسمي «استفزازياً» وبمثابة «شرط مسبق».
ونشر مكتب دي ميستورا الجمعة ورقة من 12 بنداً قال إنه طرحها على وفدي الحكومة والمعارضة، وطلب منهما تزويده ردودهما عليها.
وتتضمن الورقة مبادئ أساسية أبرزها «الاحترام والالتزام الكامل بسيادة سورية»، وأن «يقرر الشعب السوري وحده مستقبل بلده». لكن كان لافتاً غياب أي ذكر لـ «المرحلة الانتقالية» وانسحاب القوات الأجنبية في ورقة دي ميستورا.
إلى ذلك، أعلنت الحكومة البريطانية تعليق مساعدات تهدف إلى دعم قوات من الشرطة المحلية في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في سورية، إثر ورود معلومات أفادت باختلاس أموال وتمويل مجموعات متطرفة وممارسات مناهضة لحقوق الإنسان وفساد واسع النطاق. والتمويل الحكومي كان مخصصاً لبرنامج «مشروع العدالة والأمن في المجتمع» (أجاكس) الذي تقوده المنظمة الخاصة «آدام سميث إنترناشونال» ويهدف إلى دعم «الشرطة السورية الحُرة» في مناطق سيطرة المعارضة.
وأفاد تحقيق استقصائي لبرنامج «بانوراما» الذي تبثه محطة «بي بي سي» بأن هذه الشرطة تنفذ إعدامات خارج القانون وتسلم مبالغ مالية إلى جماعة «نور الدين زنكي»، المتورطة في انتهاكات فادحة لحقوق الإنسان في شمال سورية. كما كشف البرنامج أن «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً) تعيّن بعض العناصر التابعة لها كشرطة محلية، وأن مبالغ من الأموال البريطانية تُختلس من خلال إدراج أسماء أشخاص متوفين أو وهميين على قوائم المرتبات. وأعلن ناطق باسم الخارجية البريطانية أمس، أن «وزارة الخارجية علقت البرنامج»، وقال: «إننا ننظر بمنتهى الجدية إلى أي اتهام بالتعاون مع مجموعات إرهابية وبارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان».
إلى ذلك، قُتل قائدان في «الحرس الثوري» الإيراني والقوات النظامية على أطراف مدينة البوكمال جنوب شرقي دير الزور. ونعت وكالات أنباء إيرانية أمس، القيادي في «الحرس الثوري» منصور عباس هفشجاني، فيما شيّعت القوات النظامية اللواء بسام أحمد أسعد، الذي شغل منصب رئيس فرع الهندسة في «الفرقة 17». وأعلنت وكالة «أعماق» الناطقة باسم «داعش» أمس، أنها فجّرت سيارة مفخخة في محيط البوكمال، مؤكدة «مقتل عشرات».
مقتل 7 أشخاص بانفجار قنبلة في حافلة في حمص
بيروت ـ رويترز
قُتل سبعة أشخاص وجرح ثمانية أخرين بانفجار قنبلة في حافلة في مدينة حمص السورية اليوم (الثلثاء) وفق ما أعلن قائد شرطة المدينة.
وأضاف قائد الشرطة لقناة «الإخبارية» التلفزيونية الرسمية أن وكالات الأمن تطارد دوماً الخلايا النائمة.
وكانت وسائل إعلام رسمية قالت في وقت سابق أن الحافلة انفجرت في حي عكرمة الواقع تحت سيطرة الحكومة.
غارات إسرائيلية على منطقة جمرايا قرب دمشق
بيروت – أ ف ب
استهدفت طائرات حربية إسرائيلية ليلة (الإثنين – الثلثاء)، للمرة الثانية خلال 72 ساعة، منطقة تضم مستودعات أسلحة تابعة لقوات النظام السوري قرب دمشق، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
وقال مدير المرصد السوري عبدالرحمن، إن «الغارات الإسرائيلية استهدفت منطقة تضم مركزاً للبحوث العلمية ومستودعات أسلحة لقوات النظام وحلفائه في جمرايا».
وأكد الإعلام السوري الرسمي أن «الدفاعات الجوية تتصدى للعدوان الإسرائيلي بالصواريخ على أحد مواقعنا قرب دمشق وتسقط ثلاثة أهداف منها».
الرئيس الروسي: حرّرنا جميع أراضي سوريا ونتواصل مع منظمات يهودية لإعادة بناء معابدهم
موسكو ـ د ب ا: أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن جميع أراضي سوريا تقريبا، بما في ذلك حيث يقطن المسيحيون، تم تحريرها من الإرهابيين.
وقال خلال اجتماع مع رؤساء وفود الكنائس الأرثوذكسية المحلية أمس الإثنين «الكثير من الكنائس والأديرة تم نهبها وتدميرها. الوضع في البلاد يتغير بشكل تدريجي. القوات السورية بدعم من العسكريين الروس حرروا جميع أراضي البلاد من الإرهابيين، بما في ذلك المناطق التي يعيش فيها المسيحيون»، حسب وكالة سبوتنيك.
ولفت الرئيس الروسي إلى أن الوضع في سوريا صعب للغاية، موضحا أن الإرهابيين قتلوا الآلاف وسرقوا الكنائس «لكن اليوم الوضع يتغير».
وأكد الرئيس الروسي أنه من المهم أن يعم السلام في سوريا وعودة السكان المسيحيين ومجموعة عمل الكنيسة الروسية وكنيسة الروم الكاثوليكية.
وأضاف «على مدى عدة سنوات قدمت الدولة الروسية إلى جانب الكنيسة الأرثوذكسية الروسية وغيرها من المنظمات الدينية مساعدات إنسانية للمتضررين في سوريا. ومن المهم أن تعم الحياة السلمية ليتمكن الناس من العودة إلى منازلهم وبدأت إعادة إعمار المعابد والكنائس».
وكشف الرئيس الروسي أن روسيا على تواصل مع ممثلي المنظمات اليهودية في سوريا، بما في ذلك الأمريكية.
وتابع: «نحن سنساعد ممثلي الطوائف الأخرى، بمن في ذلك ممثلو الإسلام، الذين كما نعلم عانوا الكثير من العصابات والإرهابيين والمتطرفين».
وذكر «سنساعد اليهود أيضا. لقد طلبت منا عدة منظمات يهودية المساعدة في إعادة إعمار الأضرحة اليهودية، ونحن على تواصل مع ممثلي اليهود في سوريا وبالتحديد مع بعض المنظمات اليهودية الأمريكية».
التايمز: المئات من مقاتلي تنظيم “الدولة” فرّوا من الرقة ويُعدّون لهجمات في أوروبا
لندن ـ “القدس العربي”: قالت صحيفة “التايمز″ البريطانية إن المئات من مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية”(داعش) فروا من سوريا إلى أوروبا بمساعدة جنود أكراد بغرض شن هجمات.
وذكرت الصحيفة في تقرير بعنوان “تركيا تحذر من تدفق عدد كبير من مسلحي تنظيم الدولة لشن هجمات في أوروبا”،أن “المئات من مقاتلي تنظيم الدولة فروا من سوريا بعدما أبرموا صفقات مع الجنود الأكراد – المدعومين من أمريكا- للوصول إلى أوروبا”.وأن “البعض من مسلحي التنظيم غادروا الرقة التي كانت تعد من أهم معاقله خلال عملية إخراج المدنيين منها قبل أن تسقط المدينة”.
وتابع المقال أن العديد من المتشددين فروا عندما سقطت المدينة في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وأنه تم اعتقال العشرات منهم على الحدود التركية.
وفي مقابلة حصرية أجرتها كاتبة التقرير هناء لسويندا سميث، قال أحد عناصر التنظيم الذي اعتقل خلال محاولته الفرار لأوروبا عبر تركيا إن “المئات من مسلحي تنظيم الدولة استغلوا معرفتهم بالطرق التي يسلكها مهربو البشر إلى تركيا”.
وقال صدام حمادي (26 عاما) “استفدت من هذا الوضع لكي أبرم صفقة للذهاب إلى تركيا، والكثير من الأشخاص حذوا حذوي نصفهم من مسلحي التنظيم ونصفهم الآخر مدنيون”.
وأضاف حمادي أن “الطريق لتركيا كان سهلاً نوعا ما، وحتى في حال إلقاء القبض عليك من قبل وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا، فإنهم بلا شك سيطلقون سراحك بعد 10 إلى 15 يوماً”.
وقال التقرير إن “اعترافات حمادي عززت المخاوف من أن مقاتلي تنظيم الدولة الذين غادروا الرقة هم في طريقهم لأوروبا لشن هجمات فيها”.
وختم التقرير نقلا عن مصدر مقرب من الاستخبارات البريطانية قوله إن “التوتر بين الدول الأوروبية بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قد يسهل عودة الجهاديين الأجانب لبلادهم”، مضيفاً أن ” بريطانيا قلقة من عدم تبادل المعلومات الاستخباراتية بشكل سريع بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا لأنه سيتوجب على المملكة الانسحاب من اليوروبول (الشرطة الأوروبية) وجهاز استخباراتي خاص بالأوروبيين بعد البريكست”.
سياسيون ومحللون يستبعدون صراعا روسيا – إيرانيا في سوريا
عبد الرزاق النبهان
حلب – «القدس العربي»: ذهب سياسيون ومحللون سوريون إلى استبعاد احتمال وقوع صراع روسي إيراني في سوريا، بالرغم من «تقليص الدور السياسي لطهران» في كل المفاوضات السياسية المتعلقة بالشأن السوري، حيث اتفق المحللون على أن موسكو تبحث في هذه المرحلة بكل قوتها عن حل سياسي تتوج به نصرها العسكري في سوريا.
ويرى رئيس حركة الدبلوماسية الشعبية السورية بسام البني أن هناك مصالح استراتيجية بين روسيا وإيران على المدى القصير، حيث أن روسيا لا تريد خسارة حلفاء لها، بل على العكس تماماً هي تحاول أن تضم أكبر عدد من الحلفاء في الملف السوري لمواجهة التحالف الأمريكي.
وأضاف لـ «القدس العربي»، أنه لا يعتقد في المستقبل القريب المنظور حدوث خلاف إيراني روسي، بالإضافة إلى أن روسيا تعتبر إيران دولة إقليمية مفيدة في هذه المنطقة لتنفيذ مصالحها، خاصة أن روسيا لا تريد إرسال الجيوش إلى الأرض لتحارب في منطقة مشتعلة مثل الشرق الأوسط، وبالتالي تعتمد على إيران في الحروب على الأرض.
وأشار إلى أن روسيا اليوم بحاجة إلى نصر سياسي سريع و حاسم في سوريا تتوج به النصر العسكري الذي حققته لتثبت للعالم بأنها عندما تدخل في منطقة صراع توجد الحل على عكس الأمريكيين الذين أشعلوا الحروب ولم يصلوا إلى حل ، لذلك إيران عنصر فعال في الملف السوري اليوم كونا قواتها موجودة على الأرض السورية وتحارب إلى جانب الدولة السورية.
وأوضح البني أن روسيا تسيطر اليوم على الأجواء السورية وبالتالي تسيطر على الدولة السورية والجيش السوري وكذلك القوات الإيراني حيث أنه لولا الدعم اللوجستي الروسي لإيران وقوات الجيش السوري لم توصلوا إلى هذه الانتصارات، وبالتالي لا يوجد مصلحة إيرانية حتى تتصارع مع روسيا على الأرض السورية.
ويتفق المحلل العسكري العميد الركن زاهر الساكت مع رئيس حركة الدبلوماسية الشعبية السورية حول استبعاد وقوع صراع روسي إيراني في سوريا بشكل نهائي حيث يرى أن كلاً منهما يقوم بدوره تجاه الآخر. وأشار الساكت في اتصال هاتفي مع «القدس العربي»، إلى أن روسيا لديها مصالح مشتركة مع إيران على الصعيدين العسكري والاقتصادي، لافتاً إلى وجود مشروع العمريك لإنتاج الغاز الذي يعتبر ثاني أكبر بئر في العالم والذي تتشارك فيه روسيا وايران وإسرائيل، وبالتالي لن يكون هنالك خلافات أو تصادم بينها بسبب هذه المصالح التي حتما ستكون لصالح الروس.
غير أن كلام رئيس حركة الدبلوماسية الشعبية السورية والعميد الركن لم يقنع الخبير العسكري العميد مصطفى الشيخ الذي يرى إن الدور الإيراني قد شارف على الانتهاء، حيث أن إيران واذرعها لم يتبق لهم أي غطاء لدورهم على الاطلاق في سوريا بعد الانتهاء من مسرحية الإرهاب. وأضاف لـ»القدس العربي»، لا يعقل على الإطلاق أن روسيا دخلت سوريا بدون رضى أمريكي وفي الوقت نفسه لا يعقل أن روسيا ستقبل بدور إيراني حتى إذا كان ثانوياً في سوريا ، معتقداً أن روسيا إذ قررت اليوم رفع الغطاء الجوي عن الميليشيات الإيرانية، فسيكون لدى الشعب السوري والقوى الثورية امكانية سحقها بشهر واحد فقط لا تتجاوزه.
واعتبر التهديد الروسي على لسان وزير الدفاع الروسي بتقليص قواتها أواخر نهاية العام الجاري، رسالة واضحة للنظام وايران بأن عليهما أن يفهما بأن روسيا هي صاحبة القرار، حيث أنها اليوم أمام مرحلة متوقعة منذ بداية تدخلها في سوريا وهي المواجهة مع إيران عند نقطة انتهاء داعش وها هي المعطيات تتوارد باللحظة وفق قوله.
وأكد على أن إسرائيل لا يمكن أن تسمح بالوجود الايراني في»المنطقة» حتى إذا أدى ذلك إلى حرب، خاصة أن إسرائيل صبرت كل هذه السنوات بضغط امريكي واضح ريثما يتم تدمير المنطقة واعادة انتاجها، إلا أن إسرائيل حين تدرك أن امنها مهدد بالخطر فلن تتوانى لحظة واحدة على القيام بضربة عسكرية.
«جنيف8» تُستأنف اليوم وغموض حول حضور وفد النظام بانتظار درسه «جدوى» المشاركة
المعارضة تعقد جلسة طارئة لوفدها لبحث إيقاف الاعتداءات على غوطة دمشق
هبة محمد
جنيف – دمشق ـ «القدس العربي»: تستأنف بدءاً من اليوم الثلاثاء الجولة الثامنة من محادثات السلام السورية تحت اشراف الأمم المتحدة، بعد توقف لثلاثة أيام، في وقت يدرس النظام السوري «جدوى» عودة وفدها إلى جنيف، وفق ما قال مصدر سوري لوكالة فرانس برس.
وأعلن المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا في مؤتمر صحافي عقده الخميس الماضي، أنه يأمل عودة الوفدين إلى جنيف بدءاً من اليوم الثلاثاء، لاستكمال النقاشات.
الا ان مصدراً سورياً قال لفرانس برس أمس الاثنين «ليس هناك قرار نهائي (بعودة الوفد) حتى الآن، فدمشق ما زالت تدرس جدوى المشاركة». وأضاف «عندما يُتخذ القرار، سيبلغ وفق الطرق الدبلوماسية المعتادة» حيث لف الغموض موقف الوفد من المشاركة.
وكان رئيس وفد النظام بشار الجعفري قال للصحافيين في جنيف إن دمشق هي التي ستقرر عودة الوفد إلى المحادثات، حاملاً بشدة على خطاب المعارضة لناحية تمسكها بمطلب تنحي الرئيس السوري بشار الأسد.
جنيف 8
في المقابل، أبدت المعارضة جهوزيتها لاستكمال المحادثات اليوم الثلاثاء في جنيف، حيث ما زال عدد من أعضائها موجودين. وقال المتحدث الرسمي باسم الوفد يحيى العريضي لفرانس برس إن «رئيس الوفد المعارض نصر الحريري سيصل مساء الاثنين» إلى جنيف مع بقية الأعضاء.
ولفت إلى أن «هناك اجتماعاً مقرراً مع المبعوث الخاص الثلاثاء» في الأمم المتحدة لافتاً إلى أن «موعده التقريبي محدد».
ولم تعلن الأمم المتحدة الاثنين الموعد الدقيق لاستئناف الجولة الثامنة التي تركز بشكل خاص على «سلتي» الدستور والانتخابات.
واصطدمت المرحلة الأولى من هذه الجولة، على غرار الجولات السابقة، بتمسك المعارضة بشرط تنحي الأسد، الأمر الذي اعتبره الوفد «استفزازياً» وبمثابة «شرط مسبق».
وقال الجعفري الجمعة إن بيان الرياض، الصادر عن اجتماع موسع عقدته المعارضة قبل أسبوعين وطالب بتنحي الأسد مع بدء مرحلة الانتقال السياسي «مرفوض جملة وتفصيلاً». وأضاف «طالما هذا البيان الاستفزازي موجود يعني أنه لا يمكن أن ندخل في أي حوار مباشر». وكانت الأمم المتحدة تأمل بإطلاق مفاوضات مباشرة بين الطرفين في هذه الجولة.
ونشر مكتب دي ميستورا الجمعة ورقة من 12 بنداً، قال إنه طرحها على وفدي الحكومة والمعارضة الخميس. وطلب منهما تزويده بردودهما عليها، تزامناً مع نقاش جدول الأعمال.
وتتضمن الورقة مبادئ أساسية أبرزها «الاحترام والالتزام الكامل بسيادة سوريا»، وأن «يقرر الشعب السوري وحده مستقبل بلده بالوسائل الديمقراطية وعن طريق صناديق الاقتراع» بالإضافة إلى «بناء جيش قوي وموحد».
وعقدت بعثة هيئة التفاوض لقوى الثـورة والمعارضة السورية في جنيـف اجتماعاً طارئاً مساء امس الاثنين، لبحث ما وصفته بـ»التصعيد الوحشي لمرتزقة الأسد والميليشيات الإرهابية الإيرانية» على ريف دمشق المحاصر شرقي العاصمة.
وندد وفد المعارضة السورية أمس بقرار وفد النظام السوري مغادرة المحادثات ووصف يحيى العريضي المتحدث باسم وفد المعارضة قرار مفاوضي حكومة بشار الأسد الانسحاب من محادثات جنيف الأسبوع الماضي بأنه كان إحراجاً لروسيا التي تسعى للتوصل سريعاً لحل للصراع السوري.
ووفقاً لرئيس الدائرة الإعلامية لدى الوفد المفاوض في جنيف فإن رئيس الهيئة الدكتور نصر الحـريـري أجرى الاتصالات مع مسؤولين في الأمم المتحدة والدول الشقيقة والصديقة للشعب السوري، لاتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الهجمة الدموية.
مجزرة
وكانت قوات النظام قد ارتكبت مجزرة أودت بحياة ستة وعشرين قتيلاً بينهم 6 أطفال وامرأة، في قصف مكثف على مدن وبلدات ريف دمشق المحاصر، فيما واصل الطيران الحربي يوم أمس الاثنين قصفه على مناطق عين ترما والضمير بالغوطة الشرقية، بالتزامن مع محاولة القوات المهاجمة بمساندة الميليشيات الإيرانية اقتحام مواقع المعارضة المسلحة على محور عين ترما، فيما وثق الدفاع المدني السوري مقتل شخص واصابة خمسة مدنيين بجروح بينهم طفلان في الغوطة الشرقية.
وحسب الدفاع المدني فقد تعرضت أطراف بلدة عين ترما لقصف بقرابة 15 قذيفة شديدة الانفجار مما أسفر عن أضرار مادية، حيث عمل فريق الدفاع المدني على تفقد الأحياء السكنية القريبة من المناطق المستهدفة بحثًا عن مفقودين.
الدكتور يحيى العريضي المتحدث الرسمي باسم وفد المعارضة قال ان الوفد الموحد لقوى الثورة والمعارضة يتجهز لخوض جولة رسمية اليوم مع المبعوث الأممي «ستافان دي مستورا» ويرتب ملفاته وما تستلزمه العملية السياسية ومحاورها كافة من العملية الدستورية والانتخابية والانتقال السياسي، آخذين بعين الاعتبار قرار جنيف 1 وما تنص عليه القوانين الدولية ذات الصلة.
وأكد لـ «القدس العربي»: «لا معلومات عن عودة وفد النظام إلى المرحلة الثانية من مفاوضات جنيف»، مشيراً إلى التزام وفد المعارضة بالمبادئ التي خرج من أجلها، وبقاء أعضاء الهيئة العليا للتفاوض طالما هم يتابعون عملهم ضمن اطار بيان الرياض 2، واهداف السوريين.
في موازاة ذلك تبحث منظمات المجتمع المدني في جنيف مجموعة من النقاط الأساسية تدور حول إلزام النظام السوري والمعارضة المسلحة بالإفراج الفوري عن المعتقلين تعسفياً والمختفين قسراً والمخطوفين كافة ولاسيما الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى، والزامهم بالكف عن الاعتقال التعسفي والتعذيب ووقف تنفيذ احكام الإعدام الصادرة على خلفية الأحداث التي شهدتها سوريا منذ شهر آذار عام 2011.
وفي هذا الصدد قال مصدر مسؤول من جنيف لـ «القدس العربي» ان جهات مدينة تعمل على تحريك ملف المعتقلين والزام كافة الجهات على الكشف الفوري عن مصير المعتقلين والمختفين وإيداع مكتب الأمم المتحدة قوائم بأسماء المحتجزين كافة لديهم، واجبارهم على الكشف عن اماكن الاعتقال والتوقيف العلنية والسرية، والسماح للجنة التحقيق الدولية الخاصة بسوريا والصليب الأحمر الدولي بتسهيل الوصول إلى مراكز الاعتقال والتوقيف كافة، لتقديم الرعاية الطبية لهم.
واكد المحامي ميشال شماس ان العمل جار على تشكيل لجنة تضم ممثلين عن النظام والمعارضة ومختصين عن المجتمع المدني وممثلين عن أهالي المعتقلين والمخطوفين ومكتب المبعوث الخاص لمتابعة ومراقبة تنفيذ ملف المعتقلين، مع ضرورة الإسراع في إنشاء محكمة دولية خاصة لمحاكمة مجرمي الحرب في سوريا.
وقال: أستطيع أن أؤكد اننا كمجتمع مدني بدأنا نشعر بقيمة جهودنا لدى الدول المؤثرة والتي يمكن ان تلعب دوراً إن أرادت في حل مأساة المعتقلين، وهذا ما لمسناه من خلال ردود الفعل الأولية على نشاطنا خلال الأيام الماضية، مؤكداً ان المنظمات المدنية تعمل بمعزل عما يجري في المفاوضات السياسية، ونحن مصرون على عدم ترك مسألة المعتقلين لعسكريي أستانة، ونلح على الإفراج الفوري عنهم، والزام أطراف الصراع في سوريا بالكشف عن محتجزيهم وفتح المعتقلات أمام لجان دولية للكشف على الأوضاع فيها برعاية الأمم المتحدة، على اعتبار ما نقوم به مسألة إنسانية بحتة وسنبقى نصر ونطالب وخاصة بنقطة جوهرية وهي مسألة التدخل الدولي الاسعافي لإنقاذ من تبقى حياً في سجون ومعتقلات النظام والمعارضة المسلحة، فقضية المعتقلين قضية مستعجلة وإنسانية ولا يمكن ان تنتظر.
استئناف الجولة الثامنة من محادثات جنيف بغياب وفد النظام
عبد الرحمن خضر
تُستأنف الجولة الثامنة من محادثات جنيف، اليوم الثلاثاء، وسط غياب وفد النظام السوري، الذي انسحب من المحادثات قبيل انتهاء جزئها الأول.
وقالت مصادر المعارضة السورية لـ”العربي الجديد” إنّ “وفد المعارضة الذي لم يغادر جنيف، سيلتقي المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، بعد ظهر اليوم، وستركز المباحثات بشكل خاص على سلتي الدستور والانتخابات”.
ويأتي استئناف الجولة بعد توقف لثلاثة أيام، في ظل رفض وفد النظام الحضور، بعد انسحابه الأسبوع الماضي، وهو ما اعتبرته المعارضة إحراجاً لروسيا التي تسعى للتوصل سريعاً لحل للنزاع السوري”.
وذكرت صحيفة “الوطن” المقربة من النظام أنّ “وفد الأخير لا يزال في دمشق ولن يغادر إلى جنيف اليوم، لاستئناف الجولة الثامنة، مشيرة إلى أن “دمشق لم تنته، حتى الآن، من دراسة دعوة الأخير لاستئناف المباحثات”.
بدوره، قال المتحدث باسم وفد المعارضة، يحيى العريضي “إن مطالب وفد هيئة التفاوض السورية تستند إلى رغبات الشعب السوري، ووجوده في جنيف هو تنازل في حد ذاته، لجلوسه مع نظام يقوم بكل هذه الفظائع منذ 7 سنوات”.
وأضاف في سلسلة تغريدات على حسابه الرسمي في موقع “تويتر” أن “هناك استحقاقات والتزامات وإجماعاً دولياً على الحل، في وقت يعمل طرف على العرقلة”، مطالباً الأمم المتحدة بالوقوف في وجه النظام، والقيام بدورها وإلزام الجميع بالقرارات الدولية”.
توثيق 17 انتهاكاً بحق الإعلاميين السوريين في نوفمبر
عبد الرحمن خضر
وثّق “المركز السوري للحريات الصحافية” التابع لـ”رابطة الصحافيين السوريين”، 17 انتهاكاً بحق صحافيين سوريين، خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وأوضح المركز، في إحصائية، أن “قوات النظام السوري ارتكبت سبعة انتهاكات، بينما تسبّب شبان في مدينة الأتارب بريف حلب الغربي، في خمسة، من جراء اعتداء على إعلاميين أثناء تغطيتهم المجزرة التي ارتكبتها الطائرات الروسية في سوق شعبي وسط المدينة”.
وأضاف أن “القوات الروسية ارتكبت ثلاثة انتهاكات، في حين ارتكب تنظيم “داعش” الإرهابي و”الإدارة الذاتية” (الكردية) انتهاكين اثنين”.
كما أشار إلى أن “ناشطاً إعلامياً قتل من جراء غارات شنها الطيران الروسي على مدينة الأتارب بريف حلب الغربي، ليرتفع بذلك عدد الإعلاميين الذين وثق المركز مقتلهم، منذ انطلاق الثورة منتصف مارس/آذار 2011، إلى 420 إعلامياً”.
وسجل المركز “وقوع تسع إصابات لإعلاميين، معظمهم في ريف دمشق، أصيب أربعة منهم نتيجة استنشاق الغازات السامة التي أطلقتها قوات النظام في الغوطة الشرقية”.
ولفت إلى أن “المجلس الأعلى للإعلام” التابع للإدارة الذاتية في ما يسمى “مقاطعة الجزيرة” أقدم على إغلاق مكتب وكالة “قاسيون للأنباء” المحلية. وسحبت التراخيص الممنوحة لها ولمراسليها، فيما قصفت طائرات النظام مقر المكتب الإعلامي الموحد في عربين بريف دمشق”.
وقف الدعم البريطاني:الشرطة الحرة تنفي الإتهامات..و”الإسلامية”تتربص
خالد الخطيب
أكد قائد “الشرطة الحرة” في ريف حلب العميد أديب الشلاف، لـ”المدن”، أن الحكومة البريطانية أوقفت دفع حصتها من الدعم بشكل مؤقت عن الشرطة الحرة العاملة في عموم المناطق السورية، اعتباراً من بداية كانون الأول/ديسمبر، إلى أن يتم التحقق من “ادعاءات كاذبة وردت في تقارير إعلامية بريطانية اعتمدت على مراسلين صحافيين يعملون في مناطق النظام”.
وزارة الخارجية البريطانية، كانت قد قالت، الأحد، إنها أوقفت تمويل مشروع “العدالة وأمن المجتمع” المعروف بـ”أجاكس”، والذي يقدم الدعم للشرطة السورية الحرة، والتي تنتشر في عدد من المناطق السورية المحررة. ويأتي القرار البريطاني على خلفية معلومات نشرتها شبكة “بي بي سي” البريطانية، اتهمت الشرطة الحرة بالتعامل مع الفصائل الإسلامية المتشددة، بالإضافة لاتهامها بارتكاب خروق في حقوق الإنسان، والفساد المالي.
من جهته، نفى العميد الشلاف صحة المعلومات التي وردت في التقارير الإعلامية، والتي تحدثت عن وصول أموال لفصائل مسلحة، من بينها “حركة نور الدين الزنكي” على سبيل المثال. وقال الشلاف: “لدينا نظام مالي مشدد، ولا يتم صرف أي مبلغ إلا بموجب أوراق وبيانات كاملة، ويتم توثيق المصاريف بشكل منتظم”. وأضاف: “هناك مراقبة وتفتيش دائمين من قبل شركة أدم سميث الدولية المُنفذة للمشروع حول الملف المالي المقدم، وقد أثبتت الكشوفات كذب الادعاءات الموجهة ضدنا”. وتابع الشلاف: “أما الحديث عن 1800 دولار قدمت لفصائل، كما روّج التقرير، فنحن إلى الآن لا نعلم ما هي الدلائل التي استندوا اليها لاستخدام المعلومة. كذلك ليس لديهم دلائل واقعية تشير لارتكاب الشرطة الحرة لخروق في حقوق الإنسان، أو تنفيذ أحكام إعدام”.
وقال الشلاف: “بدأت الشرطة الحرة في الحصول على الدعم من شركة آدم سميث الدولية منذ أوائل العام 2014، وبريطانيا ليست الوحيدة التي تتولى الدعم، هناك عدد آخر من الدول الداعمة للمشروع، هي الولايات المتحدة الأميركية وهولندا وكندا وألمانيا والدانمارك، أي أن الجزء الذي تم تعليقه من برنامج الدعم هو فقط بريطاني، وبالتأكيد سوف يؤثر الاجراء البريطاني على استمرار المشروع في حال أصروا على تكذيبنا وتصديق التقارير الإعلامية المغلوطة التي تريد توقيف المشروع لغايات أخرى على ما يبدو”.
وأوضح العميد الشلاف، أن جهاز الشرطة الحرة كان متجاوباً بشكل كبير مع المخاوف التي أبدتها الشركة الداعمة لمشروع “أجاكس”، و”أكدنا أكثر من مرة بشكل عملي على الأرض ومنذ نشأة هذا الجهاز الأمني أننا لسنا بصدد التعامل مع أي فصيل عسكري، الشرطة هي لضبط الأمن وتحقيق الأمان المجتمعي للمدنيين في المناطق التي تنتشر فيها، وليس لها أي علاقة بالفصائل المسلحة”.
وقال: “لقد تم إغلاق أكثر من قسم شرطة في ريف حلب الغربي، وادلب، خلال الفترة الماضية، بعد تمدد هيئة تحرير الشام في المنطقة بشكل كبير، وسيطرتها على عدد من المدن والبلدات. كذلك تم إغلاق أقسام أخرى في المناطق التي تنتشر فيها حركة نور الدين الزنكي بعدما انضمت لصفوف هيئة تحرير الشام. وتلك الأقسام متوقفة عن العمل في تلك المناطق حتى الآن”. وأضاف: “استطعنا فتح مركز مدينة دارة عزة مجدداً بعد قرار الإغلاق، كنا نقول دائماً أن قرار الإغلاق لا يصب في مصلحة المدنيين”. الشلاف أكد بأن التشديدات التي فرضتها الشركة الداعمة للشرطة الحرة أدت لإغلاق مركز الشرطة في بلدة التوامة في ريف حلب الغربي، لأن أحد أقارب رئيس المجلس المحلي في البلدة عنصر في “هيئة تحرير الشام”.
وأشار العميد الشلاف إلى أن “الادعاءات تبدو غير منطقية، ومؤسفة”، فالاتهام بتسريب مئات الدولارات من ضمن برنامج دعم يتجاوز 20 مليون دولار، “يشير إلى إفلاس المدعين”، كما أن بقية الاتهامات الموجهة للشرطة الحرة “ليست صحيحة ولا تعتمد على براهين ودلائل يمكن التعامل معها”، فالإجراءات المتشددة التي تفرضها الشركة على الشرطة الحرة وتطبيقها على الأرض “لم تترك مجالاً للاتهامات”. وأوضح: “على الرغم من ذلك نرى أن هناك حملة لتجريم هذا الجهاز والقضاء عليه، وربما هذا جزء من التوجه العام لدى بريطانيا والدول الداعمة الأخرى للشرطة الحرة ومؤسسات مدنية وخدمية في المناطق المحررة، بهدف إيقاف عمل هذه المؤسسات، وتخفيض الدعم عنها”.
ويعمل في الشرطة الحرة في ادلب وريفي حلب الغربي والجنوبي، وضواحي حلب الشمالية 3300 عنصر وضابط شرطة، معظمهم من عناصر الشرطة المنشقين عن شرطة النظام. وهناك قرابة 150 ضابط شرطة في أقسام ريف حلب البالغ عددها 27 مركزاً، و160 ضابطاً تقريباً في مراكز شرطة إدلب البالغ عددها 29 مركزاً.
وعلى الرغم من ثقة العميد الشلاف، وضباط شرطة آخرين على تواصل مباشر مع مسؤولي ملف الدعم الذي تقدمه الشركة لمشروع “أجاكس”، بعدم صمود الاتهامات ضد جهاز الشرطة الحرة أمام التحقيق، إلا أنهم لا يخفون تخوّفهم من قطع الدعم، بشكل كامل، وعدم الإفصاح عن نتائج التحقيقات. وما يدعوهم للتخوف هو الحملة الإعلامية الموجهة ضدهم، والتي توحي بأن الأمر قد حسم فعلاً، إذ لا بد من مقدمات ومبررات لاخفاء النوايا، كما يُشير البعض.
قيادة الشرطة الحرة في إدلب، كانت قد أعلنت الثلاثاء، عن إحصائية لعملياتها خلال تشرين الثاني/نوفمبر، والتي بلغت 1112 عملية، تضمنت إنجاز 639 مذكرة عدلية، و168 ضبطاً إدارياً، و59 مشاجرة، و57 عملية سرقة، و23 ضبطاً حراجياً، و24 عملية تخريب ممتلكات، و63 حادثاً مرورياً، و8 عمليات نصب واحتيال، و7 بيع مسروقات، 15 عملية عقوق والدين، و5 عمليات إساءة أمانة، و6 عمليات خطف وتغيّب، و2 مخلة بالآداب، و12 حالة إيذاء، و3 عمليات شروع بالقتل، وجريمة قتل واحدة. وأكدت قيادة شرطة ادلب استمرارها في حفظ الأمن في المناطق التي تنتشر فيها.
مصدر من الشرطة الحرة في ريف حلب أكد لـ”المدن”، أن الاتهامات التي وجهت للشرطة الحرة تسببت باستياء في أوساط عناصر وضباط الشرطة الذين يعملون في ظروف أمنية صعبة ومواقع خطرة، ومقارهم عرضة للقصف المباشر من طائرات النظام وروسيا. وقبل أيام قليلة ودعوا قافلة من رفاقهم قتلوا في غارة جوية استهدفت مركز شرطة الأتارب والسوق القريب منه. المجزرة قضى فيها 100 شخص تقريباً، بينهم 13 عنصر شرطة.
وفي مقابل الاجراءات البريطانية الرامية لوقف دعم الشرطة الحرة في ريف حلب وادلب، أعلنت “الشرطة الإسلامية” التي كانت تتبع للإدارة العامة لـ”جيش الفتح” سابقاً، والآن لـ”هيئة تحرير الشام”، أنها قامت بهيكلة نفسها، تمهيداً للعمل باسم “شرطة إدلب” التي من المفترض أن تديرها وزارة الداخلية التابعة لـ”حكومة الإنقاذ” العاملة في المناطق الخاضعة لـ”الهيئة”. ومن المقرر أن يضم الجهاز فروعاً للأمن الجنائي والتحقيق الإداري والمرور والقوة التنفيذية والتدخل السريع وقسم الحواجز وضبط الأمن.
وعلى الرغم من المآخذ الكثيرة على الشرطة الحرة منذ إنشائها وحتى الآن، أي طوال السنوات الأربع الماضية، ومن بينها عدم قدرتها على إدارة الملف الأمني بعيداً عن تدخلات فصائل المعارضة المسلحة، والتي عملت بدورها على عدم اتاحة الفرصة لتمكين الشرطة الحرة، وتفعيل دورها بالشكل المطلوب، إلا أن هذا الجهاز يبقى مطلباً لغالبية السوريين في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، ويعتبرون قرار قطع الدعم عنها خدمة جليلة لـ”الشرطة الإسلامية” التي ستديرها “حكومة الإنقاذ” الموالية لـ”الهيئة”.
الجنوب السوري: الغارات الإسرائيلية لا تردع إيران؟
سيباستيان حمدان
استهدفت مقاتلات إسرائيلية، بـ6 غارات جوية، ليل الإثنين/الثلاثاء، مركزاً للبحوث العلمية في جمريا، شمال غربي العاصمة دمشق، عبر الأجواء اللبنانية. وقال التلفزيون الرسمي السوري إن إسرائيل أطلقت صواريخ على منشأة عسكرية في ريف دمشق، وأضاف أن الدفاع الجوي السوري اعترض ثلاثة من الصواريخ. وسمع دوي ثلاثة انفجارات قوية، وتصاعد دخان كثيف فوق المنطقة.
وتيرة القصف الإسرائيلي ازدادت بشكل ملحوظ خلال الأيام القليلة الماضية، فقبل يومين، في 2 كانون الأول/ديسمبر، أغار الطيران الإسرائيلي على موقع عسكري إيراني قرب مدينة الكسوة جنوب غربي دمشق، ومواقع عسكرية تابعة لقوات النظام و”حزب الله” في ريف القنيطرة وريف دمشق الغربي. وعلى خلفية استهداف قاعدة الكسوة زار وفد ضمّ 5 مسؤولين ومستشارين من “الحرس الثوري الإيراني”، صباح الإثنين، قاعدة الكسوة لاستعراض الأضرار. كما زار الوفد جبل كوكب الذي تنتشر فيه منصات صاروخية ووحدة عسكرية من “لواء فاطميون” الأفغاني. الوفد انطلق في زيارته من قاعدة لـ”الفرقة السابعة” التابعة لقوات النظام في مدينة زاكية في ريف دمشق الغربي.
وتتألف وحدة “لواء فاطميون” العسكرية المتواجدة في نقطة “التوجيه الجوي” في جبل كوكب، من مجموعة صغيرة من المقاتلين الأفغان الشيعة بقيادة مستشار من “الحرس الثوري الإيراني”. وبنى “الحرس الثوري” قاعدة الكسوة وجهزها للإقامة الدائمة بأبنية سكنية محصنة بسواتر ترابية ومواقع للرصد وطرق فرعية خاصة بعيدة عن مدينة الكسوة.
وقالت مصادر “المدن” إن اسرائيل استهدفت قاعدة الكسوة بصواريخ دمرت 4 مبانٍ سكنية بشكل كامل، من بينها 3 مبانٍ حديثة الانشاء، والرابع كانت قد اتخذته قوات “الحرس الثوري” برفقة مليشيا “فاطميون” مقراً لهما. وتسبب القصف الإسرائيلي بمقتل 11 عنصراً أغلبهم من “لواء فاطميون”، وبينهم 3 مقاتلين من “الحرس الثوري”.
وبحسب مصادر “المدن”، فإن المنطقة المستهدفة في قاعدة الكسوة تقع بالقرب من منشأة عسكرية لـ”الفرقة الأولى” التابعة لقوات النظام. وقالت مصادر “المدن” إن وحدات الدفاع الجوي في مطار المزة العسكري التابعة لقوات النظام أطلقت 5 صواريخ من “منظومة بوك” الروسية لإيقاف الصواريخ الإسرائيلية، من دون أن تحقق أي نتيجة. وأضاف المصدر: “اطلاق نيران الدفاعات الجوية لم يكن جدياً، إنما عبارة عن إطلاق في الهواء، ونظام بوك هو نظام قديم من الحقبة السوفياتية، وسلمت روسيا النظام 8 بطاريات منه في العام 2011”.
وبعد مضي أقل من 48 ساعة على قصف قاعدة الكسوة، استهدف الطيران الإسرائيلي، عصر الإثنين، “كتيبة الرادار” التابعة لمطار الضمير العسكري، التابع لقوات النظام، إسمياً. ويُعتبر ذلك، تصعيداً إسرائيلياً جديداً ضد تعزيز التواجد الإيراني العسكري في سوريا. إذ أنه ومنذ شهور عززت مليشيا “الحرس الثوري” تواجدها في مطاري الضمير والسين العسكريين شرقي دمشق. ولكنها ركزت وجودها في مطار الضمير عبر مستشارين عسكريين من “الحرس الثوري”. وعُقِدت في منطقة قريبة من المطار، مؤخراً، اجتماعات بين المليشيات الإيرانية، بالقرب من القصر الإماراتي الذي تتخذه المليشيات أيضاً قاعدةً عسكرية لها، وسبق وأن استهدفته فصائل المعارضة السورية في البادية بعشرات صواريخ الغراد.
وقالت مصادر “المدن” إن التواجد الإيراني في مطار الضمير العسكري “أصبح واقعة إيرانية غير مقبولة دولياً”. فالحضور الإيراني ازداد منذ أيار/مايو 2017 بشكل غير مسبوق، وبات يتواجد في المطار خبراء عسكريون من “فيلق القدس”، بالإضافة إلى أفراد من قوات الدعم اللوجستي في قوات “الحرس الثوري” التي تقوم بتجهيز أفراد المليشيات الإيرانية والعراقية في مزرعة الاماراتي والبادية السورية. ويرتبط خبراء “فيلق القدس” مع العميد رضا، المسؤول في التجهيز العسكري لـ”الحرس الثوري”.
وأكدت مصادر “المدن” أن مطار الضمير ومحيطه بات يُعتبر قاعدة لإطلاق طائرات التجسس الإيرانية باتجاه دول الجوار وتحديداً المملكة الأردنية. وتُسيّر تلك الطائرات من دون طيار من قبل “الحرس الثوري”.
وترفض إسرائيل والأردن أي تواجد عسكري دائم للقوات الإيرانية على حدودهما، بمختلف تسمياتها. ودائماً ما تعمل إسرائيل على عرقلة أي محاولات لذلك، عبر الاستهداف المباشر لمقرات المليشيات الإيرانية.
التواجد الإيراني ازداد بشكل ملحوظ في مواقع عديدة داخل منطقة الـ14 كيلومتر التي عرضتها روسيا على إسرائيل، وقوبلت بالرفض المباشر، إذ تصر إسرائيل على إبعاد المليشيات الإيرانية لمسافة 40 كيلومتراً عن الحدود مع الجولان المحتل. ولا يبدو أن الجانب الإيراني يبالي بالرفض الإسرائيلي، ولا حتى بحدود المنطقة المقترحة روسياً. وما زالت المليشيات الإيرانية تعمل بشكل كثيف على تعزيز حضورها في الجنوب الغربي من سوريا، في مناطق أبرزها؛ مثلث الموت عبر تعزيزات وصلت إلى تلول فاطمة، وفي منطقة الصنمين بالقرب من “الفرقة التاسعة” والتي وصلها منذ أيام قليلة رتل مشترك من قوات النظام و”حزب الله”.
مصادر “المدن” أكدت أن الرتل ضمّ سيارات دفع رباعي وعربات مدرعة ودبابات، واتخذ من “كتيبة جدية” مقراً له، وسارع إلى تحصين النقاط ورفع السواتر الترابية ونشر مرابض المدفعية، بالقرب من تل غرين في مثلث الموت من جهة درعا.
واعتبرت المصادر أن “الخطر الإيرانية الأكبر تجلى في نشر الحرس الثوري منصتي صواريخ من نوع زلزال، منذ عام تقريباً، قرب مدينة أزرع”. واستغربت المصادر أن “تلك المنصات لم تتعرض للقصف الإسرائيلي حتى اللحظة، رغم أن صواريخها قادرة على استهداف العمق الإسرائيلي، بشكل واضح”. وتابعت المصادر بأن “منصتي زلزال تقعان ضمن المنطقة 40 كيلومتر المحظورة إسرائيلياً على المليشيات الإيرانية، إذا لا تبعدان عن الحدود السورية مع الجولان المحتل سوى 36 كيلومتراً”.
لاجئ سوري أبحر منفردا بزورق صغير من ليبيا
روما – أسوشييتد برس
جرى إنقاذ #لاجئ_سوري في البحر بعدما انطلق منفردا في زورق صغير من #ليبيا، حيث قال للمنقذين إنه كان في الواقع مستعبدا.
قال الرجل البالغ من العمر 30 عاما للمنقذين على متن سفينة منظمة “برواكتيفا أوبن آرمز” إنه عمل كممرض في ليبيا لمدة ثلاث سنوات بعد فراره من الحرب في #سوريا وإنه يخشي على حياته.
وقال ريكاردو غاتي، رئيس العمليات على متن سفينة الإنقاذ التابعة للمنظمة غير الحكومية، لوكالة “أسوشييتد برس” الاثنين إن السفينة، التي كانت تبعد حوالي 40 كيلومترا عن السواحل الليبية، كانت على وشك التوجه إلى مالطا لتغيير طاقمها وسط تفاقم الأحوال الجوية عندما رصد أحد أفراد الطاقم باستخدام المنظار زورقا يبلغ طوله ثلاثة أمتار.
وأضاف أن الرجل روى أنه غادر قبل 20 ساعة من شاطئ ليبي معزول.
وزير الخارجية الأمريكي: إيران تستمر بزعزعة الاستقرار بالمنطقة
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 5 ديسمبر 2017
بروكسل – عبر وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، عن قناعة بلاده بأن إيران تستمر في زعزعة الاستقرار في المنطقة.
وكان تيلرسون يتحدث اليوم بعد لقاءه بالممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، في بروكسل على هامش اجتماع غير رسمي لوزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد.
وأشار الوزير الأمريكي إلى أن بلاده تتوافق مع الاتحاد الأوروبي على ضرورة الاستمرار في تنفيذ الاتفاق النووي الإيراني، رغم شعورها بالقلق من تصرفات طهران وتدخلها في ملفات المنطقة من قبيل دعمها للحوثيين في اليمن ولحزب الله في لبنان وتدخلها في سورية.
وتتقاسم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، حسب تيلرسون، الشعور بالقلق تجاه تصرفات طهران وأنشطتها العسكرية، وقال “نحن نرفض هذه الأمور وسنستمر في إثارتها وعدم اهمالها”، وفق تعبيره.
وتطرق الحوار الأمريكي – الأوروبي إلى الأنشطة النووية الكورية الشمالية، حيث عبر تيلرسون عن ارتياح بلاده للموقف الأوروبي الحاسم تجاه بيونغ يانغ. ومضى المسؤول الأمريكي قائلاً: “يجب نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية، وإلا فإن هناك إجراءات ستُتخذ”.
وأعرب الوزير الأمريكي عن ارتياح بلاده لمستوى التعاون والتشاور القائم مع الاتحاد الأوروبي في مختلف المجالات، مشيراً إلى تطابق وجهات النظر بشأن العديد من القضايا خاصة فيما يتعلق بالحل في سورية.
هذا وتنظر الولايات المتحدة بارتياح إلى التعاون القائم بين الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.
ويشارك المسؤول الأمريكي اليوم وغداً في اجتماعات وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي في بروكسل.