أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء 07 شباط 2017

 

 

 

«منظمة العفو»: نظام الأسد أعدم 13 الف معتقل في سجن صيدنايا

بيروت – أ ف ب

اتهمت «منظمة العفو الدولية» في تقرير اليوم (الثلثاء) النظام السوري بتنفيذ إعدامات جماعية سرية شنقاً في حق 13 الف معتقل، غالبيتهم من المدنيين المعارضين، في سجن صيدنايا قرب دمشق خلال خمس سنوات من النزاع في سورية.

وقالت المنظمة الحقوقية في تقرير بعنوان «مسلخ بشري: شنق جماعي وإبادة في سجن صيدنايا» إنه «بين 2011 و2015، كل اسبوع، وغالباً مرتين اسبوعياً، كان يتم اقتياد مجموعات تصل أحياناً الى 50 شخصاً الى خارج زنزاناتهم في السجن وشنقهم حتى الموت»، مشيرة إلى أنه خلال هذه السنوات الخمس «شنق في صيدنايا سراً 13 الف شخص، غالبيتهم من المدنيين الذين يعتقد انهم معارضون للحكومة».

وأوضحت المنظمة انها استندت في تقريرها إلى تحقيق معمق أجرته على مدى سنة من كانون الأول (ديسمبر) 2015 إلى كانون الأول (ديسمبر) 2016، وتضمن مقابلات مع 84 شاهداً، بينهم حراس سابقون في السجن ومسؤولون ومعتقلون وقضاة ومحامون، بالإضافة إلى خبراء دوليين ومحليين حول مسائل الاعتقال في سورية.

وبحسب التقرير فان هؤلاء السجناء كان يتم اقتيادهم من زنزاناتهم واخضاعهم لمحاكمات عشوائية وضربهم ثم شنقهم «في منتصف الليل وفي سرية تامة».

وأوضح التقرير أنه «طوال هذه العملية يبقى (السجناء) معصوبي الأعين، لا يعرفون متى أو أين سيموتون الى أن يلف الحبل حول اعناقهم».

ونقل التقرير عن قاض سابق شهد هذه الاعدامات قوله: «كانوا يبقونهم (معلقين) هناك لمدة 10 الى 15 دقيقة». وأضاف أن «صغار السن من بينهم كان وزنهم اخف من ان يقتلهم فكان مساعدو الضباط يشدونهم الى الاسفل ويحطمون اعناقهم».

وأكدت المنظمة الحقوقية أن هذه الممارسات ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ولكنها مع ذلك مستمرة على الأرجح.

ويعتقل النظام السوري آلاف الأشخاص في سجن صيدنايا الذي يديره الجيش والذي يعتبر أحد اضخم سجون البلاد ويقع على بعد 30 كلم تقريباً شمال العاصمة دمشق.

واتهمت المنظمة الحقوقية في تقريرها نظام الرئيس بشار الأسد بانتهاج «سياسة إبادة من خلال تعذيبه المساجين بصورة متكررة وحرمانهم من الطعام والماء والعناية الطبية».

وأكد التقرير أنه في سجن صيدنايا كان السجناء يتعرضون للاغتصاب او يتم اجبارهم على اغتصاب بعضهم البعض، بينما عملية اطعامهم تتم عبر القاء الحراس الطعام على أرض الزنزانة التي غالباً ما تكون متسخة ومغطاة بالدماء.

وبحسب أفادات الشهود فان «قواعد خاصة» كانت مطبقة في السجن، فالسجناء لم يكن مسموحاً لهم ان يتكلموا وكان عليهم ان يتخذوا وضعيات محددة لدى دخول الحراس الى زنزاناتهم.

ونقل التقرير عن أحد السجناء السابقين في صيدنايا وعرف عنه باسم مستعار هو نادر قوله: «كل يوم كان لدينا في عنبرنا اثنان او ثلاثة اموات (…) اتذكر ان الحارس كان يسألنا يومياً كم ميت لدينا. كان يقول: غرفة رقم 1، كم؟ غرفة رقم 2، كم؟ وهكذا دواليك».

وأضاف نادر أنه في أحد الأيام كان التعذيب عنيفاً لدرجة أن عدد الموتى في عنبر واحد بلغ 13 سجيناً.

ونقل التقرير عن أحد العسكريين السابقين واسمه حميد قوله إنه كان عندما كان يتم شنق المساجين بامكانه سماع أصوات «طقطقة» مصدرها غرفة الشنق الواقعة في الطابق الأسفل.

وأضاف حميد الذي اعتقل في 2011 «كان بامكانك اذا وضعت اذنك على الأرض أن تسمع صوتاً يشبه الطقطقة. كنا ننام على صوت سجناء يموتون اختناقاً. في تلك الفترة كان هذا الأمر عادياً بالنسبة لي».

وكانت منظمة العفو قدرت في تقارير سابقة عدد السجناء الذين قضوا في معتقلات النظام منذ بدء النزاع في آذار (مارس) 2011 بحوالى 17 الفاً و700 سجين، ما يعني أن مقتل 13 الف معتقل في سجن واحد يزيد هذه الأرقام بنسبة كبيرة.

وتعليقاً على ما ورد في التقرير قالت لين معلوف نائب مدير الأبحاث في مكتب منظمة العفو الإقليمي في بيروت ان «الفظائع الواردة في هذا التقرير تكشف عن وجود حملة خفية ووحشية تم السماح بها من اعلى المستويات في الحكومة السورية وتستهدف سحق اي شكل من اشكال المعارضة في صفوف الشعب السوري».

وأضافت أن «قتل آلاف الأشخاص العزل بدم بارد، بالإضافة إلى برامج التعذيب الجسدي والنفسي الممنهجة والمعدة بعناية والتي يتم اتباعها في سجن صيدنايا، لا يمكن أن السماح لها بأن تستمر».

وكانت الأمم المتحدة اتهمت النظام السوري في 2016 بانتهاج سياسة «إبادة» في سجونه.

وأسفر النزاع في سورية عن مقتل أكثر من 310 آلاف شخص وتهجير الملايين.

 

نذر مواجهة بين الجيشين السوري والتركي في ريف حلب

موسكو – رائد جبر لندن، بيروت – «الحياة»، رويترز

برزت أمس مخاوف جدية من حصول صدام بين الجيشين السوري والتركي بعدما باتا على مسافة قريبة جداً أحدهما من الآخر، في سباق السيطرة على مدينة الباب، معقل «داعش» الأخير في ريف حلب الشرقي. وفيما استعادت فصائل «الجيش الحر»، مدعومة بقوات تركية، بلدة بزاعة، شرق الباب، تمكنت القوات النظامية السورية من التقدم من جهة الجنوب وقطعت بالنار آخر خط إمداد لـ «داعش» في الباب التي باتت محاصرة في شكل شبه كامل. وأكد معارضون سوريون يقاتلون إلى جانب الجيش التركي أنهم مستعدون لمواجهة الجيش السوري إذا حاول أن يسبقهم إلى الباب، في حين قال آخرون أن وجود جنود روس مع القوات الحكومية يقلل من احتمالات المواجهة (للمزيد).

وجاءت تطورات الباب في وقت اقتربت روسيا وتركيا وإيران، الدول الضامنة لوقف النار في سورية، من الاتفاق على «آليات محددة» للمراقبة ورصد الانتهاكات خلال اجتماع استضافته آستانة. وقالت مصادر ديبلوماسية أن الأطراف الثلاثة توصلت إلى تفاهمات بنسبة 90 في المئة لضمان استمرار الهدنة، في إشارة إلى مسائل ظلت عالقة، وطلب الوفدان الإيراني والتركي مهلة للتشاور وتقديم أجوبة في شأنها.

وانضم الأردن إلى لقاء آستانة أمس الذي عُقد على مستوى الخبراء العسكريين، ورجحت أوساط روسية أن يساعد حضور الأردن في انضمام فصائل «الجبهة الجنوبية» في سورية إلى الهدنة السارية منذ أواخر كانون الأول (ديسمبر) الماضي. ولم تستبعد الأوساط أن توجّه دعوة مماثلة لانضمام لبنان إلى جولات الحوار المقبلة على مستوى الخبراء، خصوصاً أن الأردن ولبنان يستضيفان العدد الأكبر من اللاجئين السوريين. وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس أن موسكو «ترحب بانضمام فصائل مسلحة جديدة إلى اتفاق وقف النار»، مشيراً إلى أن الأردن «اتفق مع عدد من وحدات ما يسمى الجبهة الجنوبية من المعارضة المسلحة على انضمامها إلى اتفاق وقف النار».

ميدانياً (رويترز)، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن قوات الحكومة السورية تقدمت باتجاه الباب وقطعت آخر خط إمداد رئيسي يربط المدينة بمعاقل «داعش» شرقاً في اتجاه الحدود العراقية. وأصبح متشددو التنظيم محاصرين الآن فعلياً من الجيش السوري من الجنوب ومن مقاتلي المعارضة المدعومين من تركيا من الشمال، فيما تتسابق دمشق وأنقرة للسيطرة على أكبر معقل للتنظيم في محافظة حلب.

وقال «المرصد» أن المعارك استمرت إلى ما بعد منتصف ليل الأحد – الإثنين في الريف الجنوبي لمدينة الباب بين «داعش» من جهة، والقوات النظامية «مدعمة بقوات النخبة من حزب الله اللبناني وبإسناد من كتائب المدفعية والدبابات الروسية»، من جهة أخرى، مشيراً إلى أن الجيش السوري «ضيّق الخناق على التنظيم بعد تمكنه من قطع الطريق الرئيسي الواصل بين الباب وريف حلب الشرقي ومحافظتي حلب ودير الزور، وإطباق الحصار على منطقة الباب بحيث لم يبق إلا مساحات وطرق ترابية لسلوكها».

وقال قيادي عسكري في التحالف الذي يقاتل إلى جانب الحكومة السورية: «لم يبق سوى ممر ضيق من الباب»، مضيفاً أن المدينة بمعظمها باتت في مرمى نيرانهم.

ويهدد تقدم الجيش السوري صوب الباب بإثارة مواجهة مع الجيش التركي وحلفائه من الجماعات التي تقاتل تحت لواء «الجيش الحر»، والتي تشن حملتها الخاصة لاستعادة المدينة. وقال مصطفى سيجري من «لواء المعتصم» التابع لـ «الجيش الحر»: «واضح أن هناك استعجالاً من النظام للوصول إلى الباب»، مضيفاً أن المقاتلين الذين تدعمهم تركيا، والذين وضعوا المدينة نصب أعينهم لشهور سيقاتلون قوات الحكومة إذا اعترضت طريقهم.

وفي حال حدثت المواجهة فستكون المرة الأولى التي تقاتل فيها القوات النظامية السورية الجيش التركي على الأرض في شمال سورية مُذ بدأت تركيا عملية «درع الفرات» في الصيف. وقال مسؤول من كتائب تركمانية تدعمها تركيا أن وجود قوات روسية قد يساعد في منع مواجهة. وأضاف: «هناك جنود روس مع قوات النظام التي تقود الطريق، وهذا عنصر قد يرضي تركيا. لا أتوقع اشتباكات».

 

«داعش» محاصر في الباب بعد قطع الطريق الأخير لإمداداته

بيروت، لندن – «الحياة»، أ ف ب

بات تنظيم «داعش» الإثنين محاصراً بالكامل في مدينة الباب، آخر أبرز معاقله في محافظة حلب في شمال سورية، بعد تقدم قوات النظام جنوب المدينة التي يحاصرها الأتراك وفصائل سورية معارضة من الجهات الثلاث الأخرى. لكن «الإعلام الحربي» التابع لـ «حزب الله» والذي يقاتل إلى جانب الحكومة السورية، اكتفى بالقول إن «قوات الجيش السوري تطال طريق إمداد داعش باتجاه مدينة الباب نارياً عبر الممر المتبقي بمسافة تقدّر بحوالى 3.5 كلم». وهذا يعني، كما يبدو، أن حصار الباب لم يكتمل فعلياً، وإنما هو حصار ناري بحكم اقتراب مواقع الجيش النظامي من مواقع فصائل «درع الفرات»، ما يؤدي إلى وقوع «داعش» بين فكي كماشة داخل الباب وقطع آخر طُرق إمداده مع ريف حلب الجنوبي الشرقي.

وتشكل هذه المدينة منذ نحو شهرين هدفاً لهجوم يشنه الجيش التركي وفصائل سورية معارضة تدعمها أنقرة لطرد التنظيم منها، قبل أن تبدأ القوات الحكومية السورية وحلفاؤها هجوماً موازياً لاستعادة السيطرة على المدينة ومحيطها تمكنت خلاله من السيطرة على أكثر من ثلاثين قرية وبلدة.

وليس واضحاً ما إذا كان الطرفان الواقفان على طرفي نقيض أصلاً في النزاع السوري، يتسابقان ميدانياً للوصول والسيطرة على الباب أو إن كان هناك اتفاق غير معلن بينهما، خصوصاً أن روسيا التي تساند دمشق في هجومها، قدمت في وقت سابق دعماً جوياً للعملية التركية الداعمة للفصائل.

وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس» الاثنين، إن عناصر تنظيم «داعش» باتوا «محاصرين تماماً» في مدينة الباب، آخر معاقلهم في محافظة حلب، بعد سيطرة قوات النظام وحلفائها ليل الأحد – الاثنين على طريق رئيسي يربط الباب بالرقة، أبرز معقل للتنظيم في سورية. وكان هذا الطريق الأخير المتبقي لـ «داعش» من الباب وإليها.

وذكر «المرصد» أن تقدم قوات النظام التي باتت على بعد خمسة كيلومترات جنوب الباب، جاء «بدعم من حزب الله اللبناني وبإسناد من كتائب المدفعية والدبابات الروسية».

ويتزامن تقدم قوات النظام السريع في محيط مدينة الباب مع استمرار عملية «درع الفرات» التي تنفذها القوات التركية وفصائل سورية معارضة على جبهات عدة في محيط المدينة. وتراوح هذه القوات مكانها منذ مطلع العام الحالي.

وباتت الباب بالنتيجة محاصرة من قوات النظام من الجهة الجنوبية ومن القوات التركية والفصائل المعارضة من الشرق والشمال والغرب، بحسب المرصد.

وبدأت تركيا في 24 آب (أغسطس) هجوماً برياً في شمال سورية دعماً لفصائل معارضة لطرد «داعش» من المنطقة الحدودية في شمال محافظة حلب. كما استهدفت القوات الكردية في المنطقة. وتقع الباب على مسافة نحو ثلاثين كيلومتراً من الحدود التركية، وتشكل منذ العاشر من كانون الأول (ديسمبر) هدفاً رئيسياً للعملية العسكرية التركية. ويستثني اتفاق وقف إطلاق النار الساري في سورية برعاية تركية- روسية- إيرانية منذ 30 كانون الأول (ديسمبر) تنظيم «داعش» ومجموعات «إرهابية» أخرى.

وتتعرض مدينة الباب ومحيطها لغارات جوية تركية وروسية وسورية على حد سواء في إطار العمليتين العسكريتين الجاريتين ضد «داعش». كما تقصف مقاتلات التحالف الدولي بقيادة واشنطن المدينة أيضاً.

وبعد سنوات من الخلاف الحاد حول سورية وأزمة ديبلوماسية ناتجة من إسقاط تركيا طائرة حربية روسية في سورية، شهدت الفترة الأخيرة تقارباً بين موسكو وأنقرة.

وفي التاسع من آب (أغسطس)، التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بنظيره الروسي فلاديمير بوتين لتبدأ من بعدها جهود حثيثة حول سورية. وتوج التقارب بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار في نهاية كانون الأول برعاية الدولتين، وللمرة الأولى من دون مشاركة واشنطن. وتلت ذلك محادثات بين الحكومة والمعارضة السوريتين في آستانة في كانون الثاني (يناير) دعت إليها موسكو وأنقرة وطهران، حليفة النظام السوري.

وشنت روسيا وتركيا الشهر الماضي غارات جوية مشتركة ضد «داعش» في منطقة الباب. وأعلنت روسيا في 26 من الشهر الماضي أن هذه «العملية الجوية المشتركة» جاءت «بالتوافق مع الجانب التركي».

ويثير الهجوم التركي في شمال سورية غضب دمشق التي تصف تدخل أنقرة بأنه «احتلال» لأراض سورية، وفق ما جاء في رسالة وجهتها إلى الأمم المتحدة الأسبوع الماضي.

على جبهة أخرى، تسعى قوات النظام إلى التقدم في حقول الغاز والنفط في محافظة حمص في وسط البلاد. وتمكنت من السيطرة الأحد على حقل حيان للغاز غرب مدينة تدمر الأثرية.

وكان «داعش» فجّر قبل حوالى شهر شركة «حيان» النفطية التي تؤمن ثلث حاجات سورية من الطاقة الكهربائية. وسيطر التنظيم على الحقل بالتزامن مع استيلائه مجدداً على مدينة تدمر في 11 كانون الأول. وبحسب مدير «المرصد» عبدالرحمن، «تركّز قوات النظام حالياً على حقول النفط والغاز بسبب أزمة الوقود التي تعاني منها المناطق الواقعة تحت سيطرتها».

ويخوض «داعش» معارك على جبهات سورية أخرى، أبرزها في مواجهة الحملة التي تقودها «قوات سورية الديموقراطية»، وهي تحالف فصائل عربية وكردية، منذ الخامس من تشرين الثاني (نوفمبر) في اتجاه الرقة.

وخسر التنظيم العديد من مواقعه في العام 2015 وتحديداً أمام الأكراد. ويسيطر «داعش» حالياً على 33 في المئة من البلاد (يعيش فيها 9,5 في المئة من السكان)، وتشمل غالبية محافظة دير الزور النفطية (شرق)، والجزء الأكبر من محافظة الرقة (شمال)، وعلى كامل المنطقة الصحراوية الممتدة من مدينة تدمر (وسط) وصولاً إلى الحدود العراقية.

 

المعارضة تتسع لمحاولة ترامب إعادة الحظر موسكو: لا نوافق على وصف إيران بالارهاب

واشنطن – هشام ملحم

تزداد المعارضة لمحاولات ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب اعادة فرض الحظر الذي فرضه على دخول رعايا سبع دول ذات أكثرية مسلمة وتعليق استقبال أي لاجئين، وذلك مع اقتراب لجنة من ثلاثة قضاة من اصدار حكمها في شأن طلب وزارة العدل الغاء قرار القاضي الفيديرالي جيمس روبارت الذي علّق مساء الجمعة العمل بالأمر التنفيذي الذي وقعه ترامب بفرض الحظر.

ويواجه ترامب دعاوى من ثلاث ولايات، ومن أكثر من مئة شركة الكترونية في كاليفورنيا، ومن 280 حقوقياً، وعشرات المسؤولين السابقين، الى عدد من منظمات الحقوق المدنية، الذين وضعوا ثقلهم الرسمي وراء الجهود الرامية الى وقف العمل بالأمر التنفيذي لأنه غير قانوني ولأن تنفيذه يعني اعطاء الافضلية لفئة على حساب فئة أخرى استناداً الى اعتبارات دينية، وهو ما يناقض الدستور وقوانين الهجرة.

ويمكن ان يصدر قرار اللجنة القضائية الثلاثية التي ستجتمع في مدينة سان فرانسيسكو لتقرر إما الموافقة على تعليق العمل بالأمر التنفيذي لترامب وإن الموافقة على طلب وزارة العدل العودة الى تطبيق الحظر. وصباح الاثنين قدمت ولايتا واشنطن ومينيسوتا التماسا والى اللجنة القضائية في سان فرانسيسكو لعدم نقض قرار القاضي الفيديرالي، ورأت ان العودة الى الحظر سوف “يسبب الفوضى مجدداً” ويلحق اضراراً اقتصادية بالولايتين. وجاء في طلب الولايتين ان الأمر التنفيذي ” يميز بين افراد الطوائف الدينية، لأن الرئيس ترامب كان واضحاً حين قال ان احد اهداف القرار هو اعطاء الافضلية للاجئين المسيحيين على حساب المسلمين”. ولاحظت اوراق الولايتين ان قرار ترامب بوقف دخول اللاجئين مدة 120 يوماً يشمل الجميع من دون استثناء وصرف النظر عن اعمارهم، كما يتذرع بهجمات 11 ايلول 2001 لتبرير الحظر”، لكنه لا يضع أي قيود على مواطني الدول التي شن رعاياها تلك الهجمات”.

هذه المعارضة المتنامية سياسياً وقضائياً واجتماعياً هي مؤشر لعمق الحركة المناهضة لقرار ترامب وحديتها، ودليل أخر على ان المواجهة بين ترامب والقضاء ستستمر الى ان تصل الى المحكمة العليا. وكانت المواجهة الاخيرة بين رئيس أميركي والقضاء مطلع السبعينات من القرن الماضي وكان الرئيس ريتشارد نيكسون طرفاً فيها في سياق فضيحة ووترغيت وأدت الى استقالية صيف 1974. ويحق للمواطنين الاميركيين ومؤسسات المجتمع المدني ان تعلن تأييدها الرسمي لأي طرف يقيم دعوى على الحكومة، اذ يوقع هؤلاء الاطراف عريضة تعرف باسم Amicus brief، وهذا ما فعله 280 حقوقياً، قالوا في رسالتهم ان 292 جامعة وقعت رسائل أبدت فيها قلقها من الأمر التنفيذي”.

وتعزز موقف الولايات والجهات التي طالبت بالطعن في أمر ترامب، حين احتجت كبرى الشركات الالكترونية رسمياً على الامر التنفيذي.

ووضع عدد من المسؤولين البارزين السابقين خلال ولايتي الرئيس السابق باراك أوباما ثقلهم ضد قرار ترامب، وقالوا في بيان لهم انه ” يضعضع” الامن القومي ويخدم التنظيمات الارهابية مثل تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) في نشاطاتها الدعائية والتعبوية.

موسكو

¶ في موسكو (الوكالات)، صرح الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف بأن الكرملين لا يتفق مع تصريحات ترامب التي قال فيها إن إيران دولة إرهابية.

وأضاف أن الخلافات بين روسيا والولايات المتحدة يجب ألا تمنع الدولتين من بناء علاقات تقوم على المنفعة المشتركة.

ولفت الى أنه “ليس سرا أن وجهات نظر موسكو وواشنطن تقف على طرفي نقيض في كثير من القضايا الدولية”.

 

نظام الأسد أعدم 13 ألف معتقل شنقاً في سجن صيدنايا… تفاصيل التعذيب المرعبة!

المصدر: (أ ف ب)

اتهمت منظمة العفو الدولية في تقرير اليوم، النظام السوري بتنفيذ إعدامات جماعية سرية شنقا بحق 13 الف معتقل، غالبيتهم من المدنيين المعارضين، في سجن صيدنايا قرب #دمشق خلال خمس سنوات من النزاع في سوريا.

 

وقالت المنظمة الحقوقية في تقريرها وعنوانه “مسلخ بشري: شنق جماعي وابادة في سجن صيدنايا” انه “بين 2011 و2015، كل اسبوع، وغالبا مرتين اسبوعيا، كان يتم اقتياد مجموعات تصل احيانا الى خمسين شخصا الى خارج زنزاناتهم في السجن وشنقهم حتى الموت”، مشيرة الى انه خلال هذه السنوات الخمس “شنق في صيدنايا سرا 13 الف شخص، غالبيتهم من المدنيين الذين يعتقد انهم معارضون للحكومة”.

واوضحت المنظمة انها استندت في تقريرها الى تحقيق معمق اجرته على مدى سنة من كانون الاول 2015 الى كانون الاول 2016، وتضمن مقابلات مع 84 شاهدا، بينهم حراس سابقون في السجن ومسؤولون ومعتقلون وقضاة ومحامون، بالاضافة الى خبراء دوليين ومحليين حول مسائل الاعتقال في سوريا.

 

ووفق التقرير فإنّ هؤلاء السجناء كان يتم اقتيادهم من زنزاناتهم واخضاعهم لمحاكمات عشوائية وضربهم ثم شنقهم “في منتصف الليل وفي سرية تامة”.

واوضح التقرير انه “طوال هذه العملية يبقى (السجناء) معصوبي الاعين، لا يعرفون متى او اين سيموتون الى ان يلف الحبل حول اعناقهم”.

 

ونقل التقرير عن قاض سابق شهد هذه الاعدامات قوله “كانوا يبقونهم (معلقين) هناك لمدة 10 الى 15 دقيقة”.

 

واضاف ان “صغار السن من بينهم كان وزنهم اخف من ان يقتلهم فكان مساعدو الضباط يشدونهم الى الاسفل ويحطمون اعناقهم”.

واكدت المنظمة الحقوقية ان هذه الممارسات ترقى الى جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية ولكنها مع ذلك مستمرة على الارجح.

 

ويعتقل النظام السوري آلاف المساجين في سجن صيدنايا الذي يديره الجيش والذي يعتبر احد اضخم سجون البلاد ويقع على بعد 30 كلم تقريبا شمال العاصمة دمشق.

 

واتهمت المنظمة الحقوقية في تقريرها نظام الرئيس بشار الاسد بانتهاج “سياسة ابادة” من خلال تعذيبه المساجين بصورة متكررة وحرمانهم من الطعام والماء والعناية الطبية”.

 

واكد التقرير انه في سجن صيدنايا كان السجناء يتعرضون للاغتصاب او يتم اجبارهم على اغتصاب بعضهم البعض، بينما عملية اطعامهم تتم عبر القاء الحراس الطعام على ارض الزنزانة التي غالبا ما تكون متسخة ومغطاة بالدماء.

 

وبحسب افادات الشهود فإنّ “قواعد خاصة” كانت مطبقة في السجن، فالسجناء لم يكن مسموحا لهم ان يتكلموا وكان عليهم ان يتخذوا وضعيات محددة لدى دخول الحراس الى زنزاناتهم.

 

ونقل التقرير عن احد السجناء السابقين في صيدنايا، وقد عرف عنه باسم مستعار هو نادر قوله “كل يوم كان لدينا في عنبرنا اثنان او ثلاثة اموات (…) اتذكر ان الحارس كان يسألنا يوميا كم ميت لدينا. كان يقول: +غرفة رقم 1، كم؟ غرفة رقم 2، كم؟ وهكذا دواليك”.

 

واضاف نادر انه في احد الايام كان التعذيب عنيفا لدرجة ان عدد الموتى في عنبر واحد بلغ 13 سجينا.

 

ونقل التقرير عن احد العسكريين السابقين واسمه حميد قوله انه كان عندما كان يتم شنق المساجين بامكانه سماع اصوات “طقطقة” مصدرها غرفة الشنق الواقعة في الطابق الاسفل.

 

واضاف حميد الذي اعتقل في 2011 “كان بامكانك اذا وضعت اذنك على الارض ان تسمع صوتا يشبه الطقطقة. كنا ننام على صوت سجناء يموتون اختناقا. في تلك الفترة كان هذا الامر عاديا بالنسبة لي”.

 

وكانت منظمة العفو قدرت في تقارير سابقة عدد السجناء الذين قضوا في معتقلات النظام منذ بدء النزاع في آذار 2011 بنحو 17 الفا و700 سجين، ما يعني ان مقتل 13 الف معتقل في سجن واحد يزيد هذه الارقام بنسبة كبيرة.

 

وتعليقا على ما ورد في التقرير قالت لين معلوف نائبة مدير الابحاث في مكتب منظمة العفو الإقليمي في بيروت، ان “الفظائع الواردة في هذا التقرير تكشف عن وجود حملة خفية ووحشية تم السماح بها من اعلى المستويات في الحكومة السورية وتستهدف سحق اي شكل من اشكال المعارضة في صفوف الشعب السوري”.

 

واضافت ان “قتل آلاف الاشخاص العزل بدم بارد، بالاضافة الى برامج التعذيب الجسدي والنفسي الممنهجة والمعدة بعناية والتي يتم اتباعها في سجن صيدنايا، لا يمكن ان السماح لها بأن تستمر”.

 

وكانت الامم المتحدة اتهمت النظام السوري في 2016 بانتهاج سياسة “ابادة” في سجونه.

 

فرض حصار كامل على “داعش” في الباب وأستانا تحرز تقدماً في آلية مراقبة الهدنة

المصدر: (و ص ف، رويترز،روسيا اليوم)

بات تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) أمس محاصراً تماماً في مدينة الباب، آخر أبرز معاقله في محافظة حلب بشمال سوريا، بعد تقدم قوات النظام جنوب المدينة التي يحاصرها الاتراك وفصائل سورية معارضة من الجهات الثلاث الاخرى.

 

وتشكل الباب منذ نحو شهرين هدفاً لهجوم يشنه الجيش التركي وفصائل سورية معارضة تدعمها انقرة لطرد التنظيم، قبل ان تبدأ قوات النظام السوري وحلفاؤها هجوماً موازياً لاستعادة السيطرة على المدينة ومحيطها تمكنت خلاله من استعادة أكثر من 30 قرية وبلدة.

وليس واضحا ما اذا كان الجانبان الواقفان على طرفي نقيض في النزاع السوري، يتسابقان ميدانياً للوصول والسيطرة على الباب أو ما اذا كان هناك اتفاق غير معلن بينهما، خصوصا ان روسيا التي تساند دمشق في هجومها، وفّرت في وقت سابق مساندة جوية للعملية التركية الداعمة للفصائل.

وقال مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له: “بات عناصر تنظيم الدولة الاسلامية محاصرين تماماً في مدينة الباب، آخر معاقل التنظيم في محافظة حلب، بعد سيطرة قوات النظام وحلفائها ليل الاحد -الاثنين على طريق رئيسي يربط الباب بالرقة”، أبرز معقل للتنظيم في سوريا.

وكان هذا الطريق الاخير المتبقي للجهاديين من الباب وإليها.

وأوضح المرصد أن تقدم قوات النظام التي باتت على مسافة خمسة كيلومترات جنوب الباب، أحرز “بدعم من حزب الله اللبناني وبإسناد من كتائب المدفعية والدبابات الروسية”.

وأفاد عبد الرحمن ان 11 رجلاً في القوات الحكومية قتلوا أمس قرب الباب و14 آخرين في محافظة حمص بوسط البلاد حيث تخوض قوات النظام أيضاً مواجهات مع الجهاديين.

وعلى جبهة أخرى، تسعى قوات النظام الى التقدم في حقول الغاز والنفط بمحافظة حمص في وسط البلاد. وتمكنت من السيطرة الاحد على حقل حيان للغاز غرب مدينة تدمر الاثرية.

 

أستانا

ديبلومسياً، أسفر اللقاء الدولي الجديد في شأن التسوية السورية في أستانا عاصمة جمهورية قازاقستان السوفياتية السابقة، عن اتفاق على اتخاذ إجراءات خاصة لتشكيل آلية الرقابة الثلاثية على الهدنة والتي باتت جاهزة بنسبة 90 في المئة.

وأعلن رئيس الوفد الروسي إلى اللقاء ستانيسلاف حاجيمحمدوف، أن روسيا وتركيا وإيران أبدت خلال الاجتماع استعدادها لمواصلة العمل على ضمان الهدنة في سوريا وبحثت في “إجراءات خاصة” في هذا السياق.

وكان لقاء مجموعة العمل المشترك الخاص بالتسوية السورية، قد انطلق في حضور خبراء من روسيا وتركيا وإيران والأردن واستمر نحو ست ساعات.

في غضون ذلك، اعلن “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” في بيان ان الهيئة العليا للمفاوضات ستعقد اجتماعاً الجمعة والسبت لاعلان اسماء وفد المعارضة الى جنيف.

وفي دمشق، رأى الرئيس السوري بشار الاسد الاثنين لدى استقباله وفدا برلمانياً بلجيكياً ان “معظم الدول الاوروبية انتهجت سياسة غير واقعية منذ بداية الحرب في سوريا وهي بذلك عزلت نفسها وقضت على اي دور يمكن ان تلعبه فى هذا المجال، كما انها تسببت بالحاق الضرر بمصالح شعوبها”.

وجاء في تقرير جديد نشرته الامم المتحدة ان “داعش” في وضع دفاعي على الصعيد العسكري ويواجه انخفاضاً في عائداته المالية من النفط، كما تتضاءل قدرته على استقطاب مجندين جدد.

 

متحدثة أممية: لقاء “إيجابي” بين دي ميستورا ووزير الخارجية الأمريكي

جنيف – الأناضول – أعلنت المتحدثة باسم المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، الثلاثاء، أن الأخير عقد اجتماعاً “إيجابياً” مع وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون حول المفاوضات المرتقبة بين أطراف النزاع في سوريا.

 

وقالت يارا شريف، في مؤتمر صحافي عقدته اليوم، في جنيف، إن دي مستورا التقى بوزير الخارجية الأمريكي، الأسبوع الماضي، كجزء من “سلسلة اجتماعات ناجحة مع الإدارة الأمريكية الجديدة”، وذلك خلال جولة يجريها المبعوث الأممي إلى الولايات المتحدة.

 

وأضافت شريف، أن المحادثات التي أجراها المبعوث مع تيلرسون، تركزت على الحرب في سوريا.

 

ولفتت المتحدثة الأممية، إلى أن “قافلة إنسانية واحدة فقط من قوافل الأمم المتحدة وصلت المناطق المحاصرة في يناير (كانون ثاني) الماضي”.

 

وأشارت إلى أن يناير الماضي، “الأسوأ في إيصال المساعدات، منذ مارس (آذار) 2016″.

 

وأوضحت شريف، أن “الدعوات إلى المحادثات التي ستجري بين الأطراف السورية برعاية الأمم المتحدة، والتي من المقرر أن تبدأ في 20 فبراير (شباط) الجاري، سيتم إرسالها غدا الأربعاء”.

 

وبدأ ريكس تيلرسون، مهامه رسمياً كوزير للخارجية الأمريكية، بعد موافقة مجلس الشيوخ على تعيينه، وأدائه اليمين الدستورية في البيت الأبيض، الأربعاء الماضي.

 

والثلاثاء الماضي، أعلن المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، تأجيل محادثات السلام السورية المزمع عقدها في جنيف من 8 إلى 20 فبراير/ شباط الجاري.

 

وقال دي ميستورا، إن التأجيل جاء “لتعزيز اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في 30 ديسمبر الماضي، وإعطاء النظام (السوري) فرصة لتقديم تنازلات جدية، ولإتاحة الفرصة للمعارضة من أجل توحيد وفدها”.

 

اشتراك الأردن في الأستانة لضم «الجبهة الجنوبية» لمحاربة «الدولة» و«النصرة»

«العفو الدولية»: 13 ألف قتيل في إعدامات جماعية بسجن صيدنايا السوري

عواصم ـ وكالات ـ لندن ـ «القدس العربي» من أحمد المصري: اختتمت أمس الاثنين في العاصمة الكازاخية أستانة اجتماعات «الدول الضامنة»، (روسيا، تركيا، إيران) لاتفاق وقف إطلاق النار في سوريا بمشاركة الأمم المتحدة إضافة إلى وفد أردني يشارك لأول مرة فيما نشرت منظمة العفو الدولية تقريراً مروّعا عن سجن صيدنايا السوري.

وقالت مصادر من داخل الاجتماع في أستانة لـ»القدس العربي» إن الوفد الأردني أكد خلال الاجتماع على استعداد «الجبهة الجنوبية» للمعارضة السورية الانضمام إلى الهدنة ومواجهة «التنظيمات الإرهابية» في إشارة إلى تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) و»جبهة النصرة».

وأعلن رئيس الوفد الروسي ستانيسلاف حاجيمحميدوف، نائب رئيس دائرة العمليات التابعة للأركان العامة للقوات الروسية، أن روسيا وتركيا وإيران أكدت خلال الاجتماع استعدادها لمواصلة العمل على ضمان الهدنة في سوريا وبحثت «إجراءات خاصة» في هذا السياق.

وقال «المشاركون في الاجتماع بحثوا سير تطبيق نظام وقف الأعمال القتالية وإجراءات خاصة بإنشاء آلية رقابة فعالة من أجل ضمان الالتزام الكامل بنظام الهدنة والحيلولة دون أي استفزازات وتحديد كل أبعاد نظام الهدنة».

وأضاف أن الخبراء بحثوا كذلك إجراءات تعزيز الثقة المتبادلة وضمان الوصول الإنساني إلى جميع المناطق في سوريا دون أي عوائق.

وتابع رئيس الوفد الروسي أن ممثلي الجانبين الإيراني والتركي والأمم المتحدة أبدوا اهتماما كبيرا بالتقرير حول الوضع في جنوب سوريا، وأعربوا عن الاستعداد لمواصلة التعاون مع الجانب الأردني، مؤكدا أن الجانب الأردني خلال المحادثات، «قدم معلومات مهمة جدا حول الوضع في جنوب سوريا».

وأوضح حاجيمحميدوف أن المشاركين في لقاء الاثنين بأستانة تمكنوا من تحديد مواقع تنظيم «جبهة النصرة» على الخرائط بشكل مبدئي، على الرغم من بقاء اختلاف معين في وجهات النظر بهذا الشأن.

وسبق لموسكو أن شكرت الأردن على جهوده في دعم الهدنة في سوريا والتي أسفرت عن انضمام اثنين من الفصائل التي تحارب تحت لواء «الجبهة الجنوبية» إلى نظام وقف إطلاق النار.

وذكر حاجيمحميدوف بأن عددا من فصائل «الجيش السوري الحر» تحارب مسلحي «جبهة النصرة» في ريفي حلب وإدلب، داعيا إلى بذل جهود مماثلة لمواجهة التنظيم ليس في شمال سوريا فحسب، بل وفي محافظات وسط البلاد وفي جنوبها.

وأضاف رئيس الوفد الروسي أن المشاركين اتفقوا بشكل أولي على عقد لقاء جديد يومي الـ15 والـ16 شباط/ فبراير، متوقعا أن تركز المناقشات المقبلة في أستانة على الوضع في وادي بردى والغوطة الشرقية في ريف دمشق.

وقالت منظمة العفو الدولية إن الحكومة السورية قتلت نحو 13 الف سجين في إعدامات جماعية.

وحسب المنظمة في تقريرها اليوم الثلاثاء فإن هؤلاء الأشخاص قتلوا في الفترة بين عام 2011 و2015 دون إجراءات قانونية في سجن صيدنايا سيء السمعة القريب من العاصمة السورية دمشق.

وأوضحت المنظمة أن أغلب الذين تم إعدامهم مدنيون.

وقالت المنظمة في تقريرها إن الحكومة السورية تتعمد إضافة لذلك احتجاز السجناء في ظروف غير إنسانية وتعذيبهم واغتصابهم أو حرمانهم من الغذاء والماء والرعاية الصحية وإن النظام السوري قتل من خلال «سياسة الإبادة» التي ينتهجها عددا كبيرا من السجناء.

وأوضحت المنظمة أن هذه الممارسات تعتبر جرائم ضد الإنسانية.

وقالت المنظمة المعنية بحقوق الإنسان إن تقريرها يستند إلى مقابلات مع 84 شاهدا من بينهم حراس وضباط وسجناء سابقون بالسجن بالإضافة إلى قضاة ومحامين.

إلى ذلك اشترط رئيس وفد الفصائل العسكرية السورية المعارضة، محمد علوش، للمشاركة في الجولة الجديدة من مفاوضات جنيف المقررة في الـ20 من الشهر الجاري، الالتزام بالوعود التي حصلوا عليها في محادثات أستانة الشهر الماضي والمتعلقة بوقف إطلاق النار، والإفراج عن جميع المعتقلين لدى النظام، وفك الحصار عن المناطق المحاصرة، جاء ذلك في تصريحات أدلى بها، لوكالة «لأناضول».

وقال علوش إن «الفصائل العسكرية كان موقفها واضح فقد ذهبنا إلى أستانة وحصلنا على جملة من الوعود ونحن ننتظر تطبيقها (..)، لا يمكن أن نذهب إلى مكان آخر قبل أن تطبق مطالبنا على الأرض، وهي: وقف إطلاق النار، والإفراج عن المعتقلين والمعتقلات لاسيما النساء والأطفال، وفك الحصار عن المناطق المحاصرة باعتبار أن ذلك يساهم في إيجاد بيئة تفاوضية سليمة يمكن أن ننتقل بعدها إلى مسار آخر».

وتابع «رجعنا من أستانة وهناك أمور تلقينا فيها وعود من الجهات الضامنة لتفعليها على الأرض وخرجنا بحزمة من الإجراءات منها وعد بعدم اقتحام وادي بردى (ريف العاصمة دمشق) وعدم الهجوم على الغوطة (في المنطقة نفسها) وأن لا يتم استهداف الفصائل».

غير أنه استدرك قائلا «إلا أن ذلك لم يتم بل تم تهجير وادي بردى وحصلت اقتحامات عدة على الغوطة فأرسلنا مذكرة قانونية للجهات الضامنة نبين فيها موقفنا مما يجري، وننتظر الجواب على ورقة تثبيت وقف إطلاق النار وهذا سيكون في السادس من هذا الشهر، إما أن يلتزموا ونستمر وإما أن يكون نهاية المطاف».

وأوضح أن «الأمر الآن في يد روسيا، فالمعارضة وقعت الاتفاقية والتزمت بها وأوفت بالضمانة التركية، إلا أن الجانب الآخر المتمثل بإيران والنظام السوري والذي ضمنته روسيا لم يلتزم بالاتفاقية».

ولفت إلى أن «فشل روسيا في الإيفاء بما ضمنته هذه المرة يعني أنها ستفشل في المرات المقبلة، كما أن ذلك يدل على عدم وجود نية حسنة أو تمهيد لوجود حل».

وتطرق إلى اللقاء الذي جمع المعارضة مع الجانب الروسي في أنقرة، قبل أيام، وقال إن موسكو عرضت خلال الاجتماع 3 مسارات، الأول يتعلق بوقف إطلاق النار، والثاني يتعلق بالجانب الإنساني، أما الثالث فهو خاص بالشأن السياسي.

وأوضح أن «جوابهم كان بأن تزامن هذه المسارات غير وارد في ظل القصف بالطيران وعمليات التهجير والاقتحام وبمشاركة ضباط روس، باعتبار ذلك إخلالاً باتفاقية وقف إطلاق النار «.

وحول الدور الإيراني في سوريا، اتهم علوش طهران «بالسعي إلى تخريب الجهود باتجاه الحل السياسي»، مضيفاً أن «طمع إيران بأن تتوسع وأن تسيطر على دول المنطقة لا يحده قيم ولا أخلاق ولا قوانين؛ فهي تستخدم أبشع أساليب القتل والإرهاب إما بنفسها أو عبر أدواتها المفضوحة مثل حزب الله اللبناني وحركة النجباء وغيرها من الميليشيات».

 

سوريا: القضاء الشرعي يدعو للزواج من امرأة ثانية لحل معضلة العنوسة

كامل صقر

دمشق ـ «القدس العربي»: رأى القاضي الشرعي الأول في سوريا محمود المعراوي أن الحل الأفضل لمشكلة تفاقم العنوسة عند السوريات حالياً هو بتشجيع زواج الرجال من امرأة ثانية. وقال معراوي إن القضاء الشرعي في سوريا حالياً يُبدي تساهلاً ومرونة أكثر في قبول زواج الرجل من امرأة ثانية بهدف المساهمة في حل مشكلة تفاقم العنوسة في سوريا.

وكشف القاضي الشرعي في تصريحات لصحيفة «تشرين» الحكومية السورية أن القضاء السوري حالياً يتساهل أكثر بمسألة الزواج من امرأة ثانية. وحسب القاضي معراوي فإنه «في السابق كان الزواج الثاني يتطلب من القاضي التأكد من ملاءمة الزوج اقتصادياً، والتأكد من إمكانية تحمل أعباء مصروف أسرتين، وأن تكون لديه مبررات للزواج من امرأة ثانية حسب المسوغ الشرعي، أما حالياً وحيث لم يعد أمام المرأة خيارات لدرجة أنها أصبحت تختار رجلاً متزوجاً، انطلاقاً من ذلك لم نعد ندقق على شروط زواج الرجل من امرأة أخرى»، موضحاً أن تلك الشروط بدأت تطبق عند الزواج من ثالثة، وهي حالات قليلة.

الصحيفة التي نشرت تحقيقاً في عددها أمس الأثنين عن تأثير الحرب في مفاقمة ظاهرة العنوسة، نقلت عن القاضي الشرعي السوري أنه استشهد بما قامت به ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية لمعالجة عنوسة النساء الألمانيات، حيث قال «في ألمانيا بعد الحرب العالمية حيث زادت نسبة الفتيات إلى الشباب بسبب الحرب لذلك فكروا بحل هذه المشكلة التي لها آثار على المجتمع، فالزواج حاجة فطـرية، ومن هنـا تم طـرح فكرة الزواج الثاني بعد أن كان يعد عندهم بمثـابة جريـمة، وتأيـيداً لهذه الفكرة فقد خرجت مظاهرة نسـائية تطالب بإقـرار الزواج من امـرأة ثانـية للتخلـص من العنوسـة».

المعراوي وفي حديثه للصحيفة اعتبر أنّ «الأصل في الزواج هو زوجة واحدة وأنّ التعدد هو للحاجة مع القدرة على العدل والإنفاق، لكن نتيجة الأزمة التي يمر فيها المجتمع السـوري كان التعـدد في الزوجـات حلاً منطـقياً وطبيـعياً».

وأضاف «قبل الأزمة كان هناك استهجان لفكرة الزواج من امرأة ثانية في كثير من البيئات ومطالبة بتعديل القانون، لكن هذه الصيحات صمتت خلال الأزمة»، كما يقول المعراوي، لأنها «وجدت أنه ليس هناك من حلول إلا بالزواج من أخرى».

 

التشكيل الجديد «هيئة تحرير الشام»: عباءة جديدة لـ «القاعدة» أو فشل الاندماج بين فصائل المعارضة؟

سليم العمر

ريف اللاذقية ـ «القدس العربي»: تفاوتت ردود أفعال الناشطين في الداخل والخارج السوري حيال المسمى الجديد لـ»فتح الشام» بعد الاندماج مع فصائل أخرى تحت مسمى» هيئة تحرير الشام»، حيث يؤكد الناشط من إدلب الملقب «أبو مجاهد الإدلبي» أن «فتح الشام» بغت كثيرا، وعاثت في الأرض فسادا، ولتجنب تبعات ذلك انتقلت إلى عباءة جديدة تحمل هذا المسمى، لكنه بين أن «القاعدة» ما زالت موجودة وبقوة في «هيئة تحرير الشام».

وقال الإعلامي ابراهيم كوكي في تصريح خاص لـ «القدس العربي»: إن هيئة تحرير الشام هي سيطرة جديدة للنصرة على مناطق الشمال تحت راية وفكر ومنهج جديد لـ»القاعدة»، للأسف هم لا يحملون من ثورة الشعب السوري، ولا همومه ولا تطلعاته شيئا، وأهدافهم مختلفة عن أهداف أي سوري، فهم يقتاتون على الصراع والنزاع والفتن والحروب.

وبين أنه لا يمكن لـ»القاعدة» أن تعيش إلا في مستنقعات الفتن والخبث والمكر والاغتيال، فإذا وجدت الدولة المستقرة فلا مكان لهم، لذا فإن هدف «القاعدة» اليوم، هو هدف «هيئة تحرير الشام» التي تهدف بدورها لإثارة الفوضى، واحتلال مناطق الثوار لا النظام، وجعل المنطقة تعيش في فوضى عارمة.

من جهته، قال الشيخ عبد الكريم، وهو أحد ابناء مدينة الباب في حلب، في تصريح خاص لـ»القدس العربي»: لنكن واقعيين، فإن فشل مشاريع المعارضة ومن جملتهم مشروع أمة الذي أطلقته «حركة أحرار الشام» لم يكتب له النجاح، ما أتاح لمشروع القاعدة النجاح على الأرض السورية، واتمنى من الله فقط أن يكون المشروع الجديد يحمل نهجا عقليا سليما يبعدنا عن الغلو والتشدد.

أما باسل الحلبي، أحد القاطنين في مدينة اسطنبول، قال: سوريا تحولت إلى بلد المشاريع، بقي فقط سيراليون ليس لديهم مشروع في بلدنا، كل هذا بسبب الأسد والقاعدة كلاهما يمثل أقبح أوجه السوء.

فيما استغرب المحامي رحال رحال انضمام «حركة نور الدين زنكي» إلى «فتح الشام»، مشيرا إلى وجود ممثل سياسي في فرنسا وتركيا، متسائلا كيف لفصيل كبير أن يقع في فخ القاعدة؟، الآن هناك مشروعان فقط على الساحة أحدهما يتمثل بالقاعدة، والآخر هو إسلامي معـتدل، ولم يعـد هناك مشروع الجيش الحر بعد أن قضت عـليه «فتـح الشـام»، والـتهم «أحرار الشـام» الباقـي.

معظم النازحين لم يعنهم ما حصل مؤخرا من اقتتال واندماج فلا «فتح الشام» قدمت ما يدفع البرد عن الأطفال ولا «أحرار الشام» تكفلت بدفء الأيتام، إذ أوضحت العجوز «أم حسن» من جبل الزاوية، «لا اعلم على ماذا يقتتلون، لا يوجد لا مصنع للذهب، ولا منبع للنفط هنا، لكن أقول إننا بحاجة لمصنع رجال يفهمون ويقدرون معنى الإنسان قبل كل شيء».

وتستمر حالة الفوضى في مناطق المعارضة، وفي الوقت الراهن تنتشر حواجز لكل من فتح الشام وأحرار الشام على معظم الطرق الواصلة إلى إدلب، ويتم التدقيق على معظم الآليات العسكرية التي تحمل رايات غير هذين الفصيلين، ويتوقع سكان إدلب صداما مباشرا بينهما خلال الأيام المقبلة.

 

رداً على ظاهرة خلع الحجاب… فتيات سوريات يطلقن حملة «تحدي الحجاب» للتعبير عن هويتهن/ يمنى الدمشقي

غازي عنتاب ـ «القدس العربي»: ازدادت في الفترة الأخيرة ظاهرة خلع الحجاب لدى عدد كبير من الفتيات السوريات، لاسيما من تمكنت منهن من الخروج من مجتمعها والانعتاق من محيطها، وبعضهن وصلن إلى أوروبا ووجدن فيها ملاذاً آمناً لممارسة حريتهن، على أن أوروبا لم تكن سبباً أساسياً في لجوئهن إلى هذه الظاهرة بمقدار ما كان عدم قناعتهن التامة بما فرض عليهن مبرراً لذلك.

ولأن فتيات سوريات أخريات آمنَّ بأن هؤلاء يمارسن حقوقهن بشكل كامل ولا يحق لأحد محاسبتهن مع اختلافهن بما قمن به فقد بادرن بإطلاق حملة «تحدي الحجاب» في محاولة منهن لتعميق إيمانهن بقضيتهن ولباسهن الإسلامي جاهدين في حملتهن في عدم مهاجمة أحد وإنما التعبير عن هويتهن وانتمائهن.

وتقول شيماء محمد، التي أطلقت الحملة في حديث خاص لـ»القدس العربي»: استلهمنا فكرة الحملة من حملة تحدي الأعمال الصالحة التي انتشرت مؤخراً لجمع لتبرعات للمنكوبين السوريين، لكنها أخذت بعداً أعمق إذ تقوم هذه الحملة أساساً على تجارب شخصية خاصة لمن ارتدين الحجاب، وعن السبب الذي دعاهن لارتدائه أو التمسك به، ولأننا نبحث عن طريقة مختلفة للرد على كل من تخلع حجابها بعيداً عن التجريح أو الانتقاص من قيمتها وشرفها أحياناً، ولأن البعض ممن خلعن الحجاب بتن يشجعن غيرهن على القيام بذلك، وكأن نهاية الفتاة يجب أن تكون بخلع حجابها، فقد بادرنا بالقيام بهذه الحملة.

وتضيف شيماء أن للحملة ثلاثة أهداف، وهي «خلق حالة من التوازن على الساحة العامة، فبدل أن أتصفح «فيسبوك» وأشاهد فيديوهات وأتابع أخبارا لفتيات خلعن حجابهن، أرى أخريات رغم الضغوط لا يزلن متمسكات به، وهدف آخر وهو نشر ثقافة الرد الراقي مهما كانت التصرفات مستفزة، وأخيراً نطمئن الفتاة المحجبة خاصة في أوروبا أننا بجانبها وليست وحدها وبالفعل البعض منهن اعترفن أنهن بتن في أوروبا أقوى وزاد تمسكهن بالحجاب، ونطمح للتواصل مع كل من شارك في هذا التحدي ومن آمن بهذه القضية للاستفادة من خبرات الجميع وخلق حراك مستقبلي بناء».بينما تقول هزار نجار وهي إحدى المشاركات في الحملة، ومقيمة في كندا «تناول موضوع الحجاب على أنه تخلف، بالإضافة إلى الحديث المستمر عن الإسلاموفوبيا، هو ما دفعني للمشاركة في هذه الحملة، والأسوأ من ذلك هو من ينعت المحجبة أو الملتحي بهذه الصفات وهو مسلم بل ويبرر لنفسه الغوص في تفاصيل حياته من منطلق الاندماج أو مواكبة التقدم فيقحم نفسه في حياتهم الخاصة».

وتتابع «ما أريد قوله من يريد أن يسأل عن جوهر الدين فأمامه ألف سبيل وليس علي أن أبرر للجميع ما أريد وكيف أتصرف، بالمقابل لن أكون عدوانية عندما أتبع قناعاتي، أما من يريد أن يسدي النصائح عن فوائد الحجاب ومضاره وإن كان تشريعاً إسلامياً أم لا، فهنا سيكون الرد حتماً هجوميا وليس دفاعيا، لأني ضد أن تكون الفتاة في موقف تبرير مستمر وكأنها ارتكبت جريمة، يجب أن تكون دائماً الطرف الأقوى، لا يحق لأحد أن يملي على الفتاة ما تفعل سواء بالتقيد بالحجاب من عدمه أو اللباس أو حتى المصافحة».

وختمت هزار «على الرغم من إقامتي في بلد غربي غير إسلامي إلا أني لم أواجه أي مشاكل أو انتقادات بسبب حجابي حتى الآن، ولم يشكل عائقاً في حال اندماجي في هذا المجتمع».

أما نور حاج، وهي إحدى المشاركات في الحملة، فتقول «الحجاب هو مظهر ديني وهوية إسلامية أعتز بها، والحجاب هو رمز إسلامي سواء في سوريا أو في أوروبا ومن غير المنطقي أن نفرض ثيابنا وفقاً للبلد الذي نعيش به، أنا شخصياً أعيش حياة طبيعية في مجتمع أوروبي، أرتدي الحجاب مع تقبل واضح من المجتمع لي».

وأضافت «رسالتي بالمقام الأول هي للمحجبة التي أقدمت على خلع الحجاب مع تقديم تبريرات غير منطقية لذلك، وفي المقام الثاني للمحجبات اللواتي حافظن حتى الآن على حجابهن رغم تعرض بعضهن للمضايقات، وأخيراً لصديقاتي غير المحجبات واللواتي أعتز بهن كثيرا»ً.

وبالنسبة لتسنيم صوان، وهي فتاة غير محجبة، فتقول لـ»القدس العربي»، «الحملة كانت منصفة، وكوني غير محجبة لم أحس لحظة أن الحملة تهاجمني فمن حق الجميع أن يعبر عن رأيه ويقرر ما يخص حياته بعيداً عن قرارات المجتمع وحكمه، ولا يحق لأحد أن ينتقص من قيمة هذا الرمز، وقوة الحملة جاءت من أنها تساعد الكثيرات على فهم رمزية الحجاب بعيداً عن الشكل التقليدي له من أنه عادة وليس عبادة».

القدس العربي

 

الأسد:عائلتي لا تملك سوريا

وصف الرئيس السوري بشار الأسد تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حول إيلاء أولوية السياسة الخارجية الأميركية في عهده لمكافحة الإرهاب، بأنها “واعدة”، لكنّه أشار في المقابل إلى أنه “من السابق لأوانه توقع أي خطوات عملية”.

 

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” عن الأسد قوله، خلال لقائه مجموعة صحافية من بلجيكا، الثلاثاء، إن أي تعاون بين روسيا والولايات المتحدة “سيكون إيجابياً لباقي أنحاء العالم بما في ذلك سوريا”.

 

ورداً على سؤال حول دور أوروبي في إعادة إعمار سوريا في المستقبل، قال الأسد إن الاتحاد الأوروبي “يدعم الإرهابيين” في سوريا منذ بداية الأزمة “تحت عناويين مختلفة”، وإنه “لا يُمكنهم أن يُدمروا وأن يبنوا في الوقت نفسه”. واشترط الأسد على الاتحاد الأوروبي أن “يأخذ موقفاً واضحاً جداً في ما يتعلق بسيادة سوريا، وأن يتوقف عن دعم الإرهابيين”. وأضاف “عندها يمكن، وأقول يمكن، أن يقبل السوريون أن تلعب تلك الدول دوراً في إعادة بناء سوريا”. واعتبر الأسد إن لا وجود للأوروبيين “كدول مستقلة”، لأنهم “سيتبعون وينفذون ما يريده الأميركيون”.

 

من جهة ثانية، أكد الأسد أن الهدنة ما زالت مستمرة في سوريا، لكنّه أشار إلى أن “مسار السلام في سوريا لا يتعلق بشكل أساسي” بمفاوضات أستانة “بل يرتبط بوقف تدفق الإرهابيين إلى سوريا”. وأضاف “إذا تعاملنا مع هذا العنوان فعندها يمكن أن تتحدث عن الإجراءات السياسية”. واعتبر الأسد أنه “لا يزال من المبكر الآن الحكم على أستانة”، رغم أن الاجتماع الأوّل “كان إيجابياً لأنه تمحور حول المبادئ المتمثّلة في وحدة سوريا، وأن السوريين هم من يقررون مستقبلهم”، وتوقّع أن يكون لمحادثات أستانة أكثر من جولة.

 

وفي رده على سؤال حول بقاء عائلة الأسد في السلطة منذ عام 1970، قال الأسد “بالطبع، فنحن لا نملك البلد، وعائلتي لا تملك البلد، قد يكون هذا من قبيل المصادفة، لأن الرئيس (حافظ) الأسد لم يكن له وريث في المؤسسة ليكون خليفة له، توفي الرئيس الأسد، وتم انتخابي دون أن يكون له أي علاقة بانتخابي عندما كان رئيساً، أنا لم أكن أشغل أي منصب في الحكومة، لو أرادني أن أخلفه، لكان وضعني في منصب ما وأعطاني مسؤولية، بينما لم تكن لدي أي مسؤولية في الواقع، وبالتالي فإن الأمر ليس كما كان كثيرون في وسائل الإعلام الغربية يقولون منذ انتخابي: لقد خلف والده، أو وضعه أبوه في ذلك المنصب. إذاً، سوريا يملكها السوريون، ولكل مواطن سوري الحق في أن يكون في ذلك المنصب”.

 

وتابع الأسد “الدستور هو الذي يأتي بالرئيس وهو الذي ينحيه وفقاً لصندوق الاقتراع وقرار الشعب السوري. هذا طبيعي جداً، ليس فقط بسبب صندوق الاقتراع، بل لأنك إذا لم تكن تحظى بالدعم الشعبي، فإنك لا تستطيع تحقيق شيء في سوريا، وخصوصاً في حالة الحرب.. في حالة الحرب، أكثر ما تحتاجه هو أن تتمتع بالدعم الشعبي كي تستعيد بلادك، تستعيد الاستقرار والأمن، دون ذلك لا تستطيع تحقيق شيء”.

 

ترامب يناقش مع العسكريين خطته لهزيمة “داعش

يلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الإثنين، ضباطاً رفيعي المستوى في القيادة المركزية للقوات الأميركية، المسؤولة عن منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، في إطار مناقشة استراتيجية الإدارة الجديدة لمكافحة تنظيم “داعش”.

 

وتلعب القيادة المركزية دوراً أساسياً في عملية “العزم الصلب” التي تقودها الولايات المتحدة بهدف “اضعاف وتدمير” تنظيم الدولة الاسلامية، والتي شنّت في سياقها، 17861 غارة في مناطق في سوريا والعراق منذ آب/أغسطس 2016.

 

في سياق آخر، أعلن ترامب مشاركته في اجتماع لحلف شمال الأطلسي (الناتو) يُعقد في أواخر أيار/مايو المقبل، وذلك خلال مكالمة هاتفية أجراها مع أمين عام الحلف ينس ستولتنبرغ، الذي انتقده ترامب مراراً خلال حملته الانتخابية، واعتبره أنه يمثل منظمة “عفا عليها الزمن”، غير أن ترامب أكّد في الاتصال الهاتفي “دعمه القوي للحلف الأطلسي”، بحسب بيان صادر عن البيت الأبيض.

 

وأشار البيان إلى موافقة الرئيس الأميركي على المشاركة في اجتماع مع قادة الحلف الأطلسي في أوروبا في أواخر أيار/مايو المقبل، ولفت إلى أن ترامب دعا خلال اتصاله مع ستولتنبرغ، الدول الأوروبية الأعضاء في الحلف “إلى بذل المزيد من الجهود”. وقال إن النقاش تطرق إلى “كيفية تشجيع كل الحلفاء في الحلف على تنفيذ التزاماتهم في الإنفاق الدفاعي”.

 

وأضاف البيان، أن “الجانبين اتفقا على مواصلة التنسيق والتعاون الوثيقين للتصدي لكل التحديات الامنية التي تواجه حلف شمال الأطلسي”، بالإضافة إلى مناقشة إمكانية “التوصل الى حل سلمي للنزاع الدائر على الحدود الأوكرانية”.

 

إسبانية تكتشف صدفة مقتل أخيها على يد نظام الأسد

دبي – قناة العربية

تولى فريق من المحامين الدوليين دعوى مقدمة بشأن التعذيب الذي يرتكبه النظام السوري، ومن جانبها المحاكم الإسبانية مخولة بالتحقيق في قضايا تمثل جرائم إرهاب دول أوروبية عدة تدرس حاليا قضايا جنائية متعلقة بانتهاكات النظام السوري.

في تطور لافت، القضية الجنائية الأولى في أروقة المحكمة الإسبانية ترفعها سيدة إسبانية من أصل سوري ضد رئيس النظام بشار الأسد، بتهمة الإرهاب والتعذيب بحق المدنيين.

وكانت السيدة اكتشفت صدفة صور أخيها عن طريق الإنترنت عندما كانت تقلب روابط صور ضحايا التعذيب، حيث تعرض شقيقها للاعتقال والإعدام في عام 2013 على يد النظام، بحسب ما ذكر بيان مكتب المحاماة.

فيما تولى فريق من المحامين الدوليين الدعوى التي قدمتها هذه المرأة، حيث لم يتم الكشف عن أسماء أفراد عائلتها حفاظاً على أرواحهم لأنهم لا يزالون في سوريا.

كما تتهم الدعوى عدداً من قوات الأمن والاستخبارات ومسؤولين أمنيين تابعين للنظام بارتكاب جرائم الإرهاب والتعذيب والإخفاء القسري، حيث لم يتم ذكر أسمائهم إلى العلن لتسهيل القبض عليهم في حال غادروا سوريا.

وبحسب مكتب المحاماة الإسباني فإنه بموجب قانون الولاية القضائية العالمية، فإن المحاكم الإسبانية مخولة بالتحقيق والبت في هذا النوع من القضايا التي تمثل جريمة إرهاب.

هذه الدعوى التي يتم درسها أمام المحاكم الإسبانية ليست الأولى، حيث يجرى حالياً درس عدة قضايا جنائية أخرى متعلقة بانتهاكات النظام بحق مدنيين في عدد من الدول الأوروبية، لاسيما في ألمانيا وفرنسا.

 

الرئيس السوري: الأوروبيون غير موجودين سياسياً ولست ممتناً لبلجيكا

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 7 فبراير 2017

بروكسل – اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد، أن الأوروبيين غير موجودين على الساحة السياسية الدولية، فهم لا يقومون إلا بإتباع “قادتهم”، أي الولايات المتحدة الأمريكية.

 

وفي مقابلة أجرتها مع الرئيس الأسد، وسائل إعلام بلجيكية رافقت كل من البرلمانيين فيليب دو وينتر، وآلدو كاركاسي، على هامش زيارتهما الأخيرة لدمشق، أعرب الرئيس الأسد عن استيائه من موقف وتصرفات بلجيكا تجاه ما يجري في بلاده، قائلا “لست ممتناً لبلجيكا”، لدى تطرقه لمشاركتها بالتحالف الدولي لمحاربة تنظيم (الدولة الإسلامية).

 

ووصف الأسد بـ”غير الشرعي” العمل الذي يقوم به التحالف، فهو يرى أن الغرب قرر القيام بعملياته دون استشارة القيادة أو طلب إذن من الحكومة السورية الشرعية، فـ”هذا انتهاك لسيادتنا”، حسب تعبيره.

 

وأوضح الرئيس الأسد أن عمليات التحالف لم تمنع مقتل سوري واحد على يد تنظيم داعش، ولهذا فهو لا يجب أي سبباً للامتنان للغرب.

وينتمي البرلماني فيليب دو وينتر إلى حزب فلامز بلانغ (الفلامانيون أولاً)، وهو حزب يميني متطرف، أما آلدو كاركاسي، فهو من حزب الشعب، وهما من الأحزاب الصغيرة المعارضة.

وقد قام عدة برلمانيين بلجيكيين، وعلى رأسهم دووينتر، بعدد من الزيارات إلى سورية خلال السنوات الماضية، لكن الحكومة الفيدرالية كانت تنأى بنفسها دائماً عن هذه التحركات.

هذا ويقدر عدد ضحايا النزاع السوري، الذي اندلع قبل ما يقرب من ست سنوات، بحوالي 400 ألف شخص، وأدى إلى نزوح وهجرة ملايين الأشخاص، بالإضافة إلى دمار كبير في عدد مناطق في البلاد.

 

وزير الهجرة البلجيكي يواصل رفضه منح تأشيرة إنسانية لعائلة سورية

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 7 فبراير 2017

بروكسل – لا يزال وزير الهجرة واللجوء في بلجيكا ثيو فرانكن، يواصل رفضه منح تأشيرة دخول إنسانية لعائلة سورية مؤلفة من 4 افراد، على الرغم من صدور عدة أحكام قضائية محلية تلزمه بذلك.

 

وكرر فرانكن تأكيده على موقفه، خاصة بعد تصريحات للمحامي العام لمحكمة العدل الأوروبية باولو مينغوتسي، أكد فيها أن الدول الأعضاء في الاتحاد ملزمة بمنح تأشيرات دخول إنسانية للأشخاص الذين يجازفون بالتعرض للتعذيب أو الخطر أو الاضطهاد في بلادهم.

 

ولا يزال وزير الهجرة واللجوء البلجيكي يثق بإمكانية أن تصدر المحكمة رأيا لصالحه، قائلا إن “المحامي العام ليس الشخص الذي يتخذ القرار النهائي”.

 

واعتبر فرانكن أن المحامي العام يدلي برأي فقط، وليس بقرار، فـ”أنا على ثقة أن القضاة الخمسة عشر في المحكمة سيعاينون القضية بشكل صحيحة ويصدرون حكماً يتناسب مع تداعياتها”، كما قال.

وكان المجلس المختص بحل نزاعات الأجانب في بلجيكا قد تقدم بأسئلة لمحكمة العدل الأوروبية تتعلق بطريقة تفسير قانون منح تأشيرات الدخول الإنسانية وحق الحماية الدولية لطالبي اللجوء، وذلك بعد أن رفض فراكن منح العائلة تأشيرة دخول إنسانية، كما قضت بذلك محكمة محلية.

ولا تعتبر قضية العائلة السورية فريدة من نوعها، فقد تقدمت عائلات سورية أخرى بشكاوى أمام المحكمة الأوروبية لاستطلاع رأيها بالأمر.

ولا تزال هذه القضية، العالقة منذ عدة أشهر، تثير كثيرا من الجدل حول حق السلطات القضائية في التدخل في القرارات “السياسية” في البلاد.

وفي هذه الأثناء، نشرت بعض الصحف البلجيكية، الناطقة بالهولندية، معلومات، لم يتم تأكيدها أو نفيها، مفادها أن العائلة المعنية لم تكن فعلاً في حالة خطر، خاصة وأن الأب كان قد سافر إلى عدة دول خارج سورية لأمور تتعلق بأعمال تجارية.

وأضافت المعلومات أن رب الأسرة المعنية يعمل في غرفة التجارة بمدينة حلب (شمال سورية).

 

وهذا ولم يعط محامو العائلة هنا في بلجيكا أي تفاصيل عن هوية زبائنهم أو ظروفهم داخل سورية.

 

سكان: مقتل نحو 30 في ضربات جوية على إدلب السورية

عمان (رويترز) – قال سكان وعمال إغاثة إن 30 شخصا على الأقل قتلوا في ضربات جوية على مدينة إدلب السورية التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة يوم الثلاثاء في بعض من أعنف الغارات هناك منذ شهور.

 

وأضافوا أن نحو ثماني هجمات يعتقد أن مقاتلات روسية شنتها أسفرت كذلك عن إصابة عشرات الأشخاص بجروح وسوت عدة مبان متعددة الطوابق بالأرض في مناطق سكنية بالمدينة الواقعة في شمال غرب البلاد.

 

ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية نفيها صحة تقارير إعلامية أفادت بأن طائراتها الحربية قصفت مدينة إدلب.

 

وقال اثنان من عمال الإغاثة إن عدد القتلى لا يقل عن 30. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 26 شخصا على الأقل قتلوا وأن العدد من المرجح أن يزيد مع استمرار عمال الإغاثة في البحث عن جثث تحت الأنقاض.

 

وأظهرت لقطات فيديو نشرها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مدنيين منهم أطفال صغار يعالجون في مستشفى بالمدينة نقل الجرحى إليها.

 

وقال عصام الإدلبي المتطوع بالعمل في الدفاع المدني “مازلنا ننتشل الجثث من تحت الأنقاض.”

 

وقال اثنان من الشهود إن حجم الأضرار والحطام يشير إلى أنها طائرات روسية.

 

واستهدفت الطائرات الروسية عددا من البلدات والقرى في المنطقة منذ بدء تدخلها في الحرب السورية في سبتمبر أيلول عام 2015 لدعم حليفها الرئيس السوري بشار الأسد.

 

لكن نشطاء وسكانا قالوا كذلك إن الضربات الروسية تراجعت على إدلب منذ الاتفاق على وقف لإطلاق النار توسطت فيه تركيا وروسيا في أواخر ديسمبر كانون الأول الماضي.

 

وشنت طائرات تابعة للتحالف بقيادة الولايات المتحدة كذلك عددا من الهجمات في المحافظة وهي معقل رئيسي للمتشددين الذين كان الكثيرون منهم على صلة بتنظيم القاعدة.

 

وتزايد عدد سكان إدلب بمجيء الآلاف من المقاتلين السوريين وأسرهم بعد أن تم إجلائهم من قرى وبلدات حول دمشق وحلب استعادت القوات الحكومية السيطرة عليها في الأشهر القليلة الماضية.

 

ومن ناحية أخرى قتل أربعة أشخاص على الأقل في غارات جوية شنتها طائرات مجهولة على مدينة عربين في الغوطة الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة شمال شرقي العاصمة. وسعت قوات الجيش والقوات المتحالفة معها في الأيام الماضية لكسب المزيد من الأراضي في المنطقة.

 

(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية – تحرير محمد اليماني)

 

تنظيم الدولة الإسلامية يرى في رئاسة ترامب فرصة لنفض غبار الهزائم/ سامية نخول

بيروت (رويترز) – وضع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هدف القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية نصب عينيه غير أن إسلاميين وبعض المحللين يقولون إن أفعاله قد تقوي سعي التنظيم المتطرف لتنفيذ أهدافه بدفع مجندين جدد للارتماء في أحضانه وحفز آخرين على ارتكاب هجمات على الأراضي الأمريكية.

فقد ضعف التنظيم في الشهور الأخيرة بفعل ما مني به من هزائم في ساحة القتال وما فقده من أراض في العراق وسوريا وليبيا إلى جانب انكماش مصادر تمويله وتقلص حجم قواته المقاتلة.

وللوهلة الأولى يبدو أن تعهد ترامب بالقضاء على “التطرف الإسلامي” يمثل ضربة أخرى لفرص نجاح التنظيم في تحقيق أهدافه.

غير أن بعض الإسلاميين والمحللين يقولون إن فوز ترامب في الانتخابات قد يساعد في ضخ دماء جديدة في شرايين التنظيم ويعتقدون أن محاولة الرئيس الأمريكي فرض حظر مؤقت على اللاجئين ومنع مواطني سبع دول أغلب سكانها من المسلمين قد تكون في صالح التنظيم.

وقد تعطل الأمر الذي أصدره ترامب بعد أن أمر قاض بوقف تنفيذه. غير أنه سواء عاد العمل بالأمر التنفيذي أم لا فقد أثار غضب المسلمين في مختلف أنحاء العالم إذ يرون فيه دليلا على أن ترامب وإدارته مصابون بداء الخوف من الإسلام رغم نفي ترامب ذلك.

ولم يرد البيت الأبيض على الفور على طلب للتعليق على اتهامات الخوف من الإسلام.

غير أن شون سبايسر المتحدث باسم البيت الأبيض قال الأسبوع الماضي “الهدف رقم واحد للرئيس هو التركيز على سلامة أمريكا لا على الدين. وهو يتفهم أن هذه ليست مشكلة دينية.”

ونفى سبايسر أن حظر السفر سيؤدي إلى تقليل أمن الولايات المتحدة وقال إن “بعض الناس لم يقرأوا ما ورد في الأمر على وجه الدقة ويقرأونه من خلال تقارير إعلامية مغلوطة.”

غير أن مثل هذه التصريحات لم تسكت الانتقادات.

ففي نظر قيادات التنظيم يمثل ذلك فرصة مواتية بفضل احتمال أن تنقلب أفعال ترامب عليه وتتسبب في خلق شعور بالعداء يسهم في جذب مجندين جدد وتصبح مصدر إلهام لآخرين لشن هجمات على الأرض الأمريكية وتنشط بذلك فرص بقاء التنظيم في وقت تتعرض فيه دولة الخلافة التي أعلنها للضعف وتكتنفها الأخطار.

وقال حسن حسن الكاتب المتخصص في التطرف الإسلامي وأحد مؤلفي كتاب “الدولة الإسلامية: داخل جيش الرعب” الذي صدر بالانجليزية عام 2015 “ما من شك أن الحظر على الدول المسلمة سيضعف الجهود العالمية للنيل من المتطرفين.”

وقالت منظمة التعاون الإسلامي التي تضم في عضويتها 57 دولة إن “هذه الأعمال الانتقائية والتمييزية والتي من شأنها أن تصعد من أوار خطاب التطرف وتقوي شوكة دعاة العنف والإرهاب تأتي في وقت عصيب.”

ولزم التنظيم الصمت فيما يتعلق بالأمر التنفيذي. غير أن الجهاديين ما زالوا يحتفلون بفوز ترامب في الانتخابات عبر المنتديات الالكترونية ويرددون أنه حدث يبرر وجهة نظرهم أن آراءه تكشف عن الوجه الحقيقي للولايات المتحدة وأن سياسته ستحدث استقطابا في المجتمعات وهو ما يعد أحد الأهداف الرئيسية للمتشددين.

وكتب أحد الجهاديين على موقع المنبر وهو من مواقع الإسلاميين يقول “تلك نعمة من الله لمن ضيع من المسلمين ولاءه وإيمانه وفضل اختيار الحياة الدنيا بكل مباهجها الموجودة في دار الكفر على دار الإيمان.”

وأضاف “المسلمون مرغمون الآن على رفع راية الجهاد … أما بالنسبة لترامب والصليبيين فهذا هو وجههم الحقيقي.”

* أفول نجم التنظيم

في الشهور الأخيرة ضعف تنظيم الدولة الإسلامية بدرجة كبيرة على جبهات عدة وانكمشت مساحة دولة الخلافة التي أعلنها في العراق وسوريا وفرض فيها حكمه بالحديد والنار على سكانها.

ففي العراق فقد التنظيم الأرض في معقله بمدينة الموصل الشمالية وما حولها منذ بدأت القوات العراقية المدعومة من الولايات المتحدة في أكتوبر تشرين الأول الماضي أكبر عملية برية في البلاد منذ اجتياح العراق والإطاحة بصدام حسين عام 2003.

ويتركز وجود التنظيم في الأساس في شمال العراق لكن ما زالت له معاقل لا يستهان بها مثل تلعفر الواقعة إلى الغرب من الموصل ومناطق أخرى قريبة منها مثل القائم بالقرب من الحدود السورية. ورغم ذلك قال رئيس الوزراء حيدر العبادي إن التنظيم سيطرد من البلاد بحلول ابريل نيسان.

ولايزال التنظيم يسيطر على مساحات من الأراضي السورية ويبدي مقاومة ضارية في مدينة الرقة عاصمته في شرق سوريا. كما يسيطر على نحو 90 في المئة من محافظة دير الزور بالقرب من الحدود العراقية إلى جانب الرقة وبعض المناطق في الريف الشرقي لمدينة حلب بشمال سوريا. ويسيطر أيضا على تدمر وبعض الجيوب في درعا بالجنوب.

ومن خصوم التنظيم في سوريا الجيش التركي وجماعات المعارضة السورية شمال شرقي حلب. وعلى عدة جبهات يحارب التنظيم قوات الحكومة السورية التي يساندها سلاح الجو الروسي وفصائل شيعية تدعمها ايران.

أما في ليبيا فقد فقد تنظيم الدولة الإسلامية السيطرة على مدينة سرت المطلة على البحر المتوسط لصالح القوات الليبية المدعومة بضربات جوية أمريكية. وحرمت تلك الهزيمة التنظيم من معقله الرئيسي في شمال افريقيا رغم أنه ما زال له وجود نشط في مناطق أخرى من ليبيا.

ومن الناحية العسكرية لم يعد بوسع التنظيم الدفاع عن المدن مثلما كان يفعل من قبل. فقد عرقلت الضربات الجوية قدرته على الحركة بالإيقاع والسرعة اللذين سمحا له بالسيطرة على مساحات كبيرة من الأراضي السورية والعراقية في ذروة توسعه عام 2014.

والآن يتعاون عدد متزايد من سكان المنطقة من السنة الذين شعروا بأن التنظيم خذلهم مع الجيش العراقي ويسهمون في الحرب على التنظيم وضعفت موارده المالية بشدة. كما أغلقت تركيا حدودها فحرمته بذلك من طريق جلب المقاتلين الأجانب وتهريب البضائع.

ويقدر المحللون والخبراء الآن أن عدد مقاتلي التنظيم يبلغ 20 ألفا في العراق وسوريا بالمقارنة مع 36 ألفا في عام 2014. ومنذ ذلك الحين سقط عدد كبير من المقاتلين وقادة التنظيم قتلى في الغارات الجوية التي يشنها تحالف بقيادة الولايات المتحدة وسقط آخرون في قبضة الجيش العراقي أو فروا خارج البلاد.

* الرد

رغم الانتكاسات يبدي التنظيم مقاومة عنيفة وما زال يمثل تهديدا للولايات المتحدة وحلفائها الغربيين.

وقال خبراء مستقلون إن قيادات التنظيم ربما تعلق آمالها الآن في إنعاش فرص بقائه على دفع ترامب إلى التحرك ضده بالشدة والقوة الدموية التي تباعد بين المسلمين وغيرهم من أصحاب الديانات الأخرى وتساعد في ضم مجندين جدد لصفوف التنظيم.

وقد بدأ التنظيم في تطوير بدائل دموية لدولة الخلافة من حرب عصابات في سوريا والعراق إلى شن هجمات في أوروبا واستهداف حلفاء الغرب في مختلف أنحاء الشرق الأوسط من تركيا إلى مصر.

ويعتقد بعض الخبراء الإسلاميين أن التنظيم سيضاعف جهوده لتنفيذ ضربات داخل الولايات المتحدة لتكرار الهجمات المميتة التي نفذها في الخمسة عشر شهرا الماضية في مدن باريس وبروكسل ونيس وبرلين واسطنبول.

ويردد التنظيم – شأنه شأن تنظيم القاعدة الذي خرج هو من عباءته – أن الغرب يكن عداء راسخا للمسلمين. وخلال السنوات العشر الأخيرة أصبح هذا الخطاب عنصرا في النمو المطرد للمتشددين في الشرق الأوسط وخارجه.

ويقول مختار عوض الزميل الباحث ببرنامج دراسات التطرف في جامعة جورج واشنطن إن سياسات ترامب ستسهل مهمة الجهاديين كثيرا.

وقال عوض “سيضاعفون ببساطة رهانهم على هذه الاستراتيجية (الخاصة بالهجمات) وبدلا من الاستثمار بالكامل في ساحات القتال التي يعملون فيها سيحاولون بجهد أكبر من ذي قبل تنشيط خلايا في دول مختلفة في الشرق الأوسط والغرب.”

وأضاف أن “شن هجوم في الولايات المتحدة هو الشيء المثالي الذي سيكون على فظاعته في صالحهم لإظهار أن ترامب ضعيف وتشجيع أشد الاتجاهات عزلة وأكثرها خوفا من الأجانب لدى البعض في هذه الإدارة” الأمريكية.

وقال عوض إن الدولة الإسلامية تسمي هذه الاستراتيجية القضاء على المنطقة الرمادية وهي سياسة تقوم على إقناع المسلمين في الولايات المتحدة بأنهم يعيشون مع “كفار” وأن عليهم ألا يعيشوا إلا بين مسلمين.

* مفجرون محليون

شكك خبراء أمنيون في قدرة فرض حظر شامل على دخول الولايات المتحدة على منع الهجمات.

ويقول عوض إن أغلب المتشددين الذين يتابعهم البرنامج ولدوا في الولايات المتحدة وإن الجماعات المماثلة للتنظيم لها كوادر في كل مكان.

ويرجح خبراء مثل عوض أن يجند التنظيم منفذي عمليات التفجير في الولايات المتحدة من داخلها لا من بين اللاجئين.

ومن المحتمل أن تؤدي بعثرة قوات التنظيم من حصونها في الأراضي العراقية والسورية وعودة الأجانب المجندين في صفوف التنظيم إلى بلادهم الأصلية إلى ازدياد الخطر خارج العراق وسوريا. وتبين دراسات لتنظيم القاعدة أن فرص النجاح تزداد عندما يشارك في الهجمات جهاديون من ذوي الخبرات.

وكل البلاد عرضة لهجمات الذئاب المنفردة التي يشنها أفراد اعتنقوا الأفكار المتطرفة ويعيشون بالفعل في البلاد المستهدفة. وقبل مقتل أبو محمد العدناني مسؤول الدعاية والرجل الثاني في قيادة التنظيم في غارة جوية أمريكية العام الماضي نشر نداء صوتيا موجها إلى أنصار التنظيم من أجل استهداف الغرب.

وقال العدناني في ندائه “فإن عجزت عن العبوة أو الرصاصة فاستفرد بالأمريكي أو الفرنسي الكافر أو أي من حلفائهم فارضخ رأسه بحجر أو انحره بسكين أو ادهسه بسيارتك أو ارمه من شاهق أو اكتم أنفاسه أو دس له السم فلا تعجز أو تهن. وليكن شعارك لا نجوت إن نجا عابد الصليب ناصر الطاغوت.”

صدر هذا النداء عن العدناني قبل الاعتداءات التي وقعت في العام الماضي في مدينة نيس الفرنسية والعاصمة الألمانية برلين والتي أبرزت الخطر الأمني الكامن الذي يمثله التنظيم.

ففي عملية نيس قتل مهاجم 86 شخصا دهسا بشاحنة في 14 يوليو تموز يوم ذكرى اقتحام سجن الباستيل. وسقط 12 قتيلا في عملية برلين يوم 19 ديسمبر كانون الأول التي اقتحم فيها رجل سوقا أقيم بمناسبة عيد الميلاد بشاحنة.

وقال حسن إن هذين الهجومين والهجمات التي وقعت في باريس في نوفمبر تشرين الثاني عام 2015 وسقط فيها 131 قتيلا وفي بروكسل حيث قتل مفجرون انتحاريون 32 شخصا في مارس آذار الماضي استهدف الجهاديون أن تبلغ من الفظاعة حدا يغذي مشاعر الخوف من الإسلام التي يمكن أن يستغلها التنظيم فيما بعد في جذب أتباع جدد.

* ارتياب

أحد الأهداف المهمة لاستراتيجية التنظيم هو إحداث استقطاب في المجتمعات واستثارة الريبة في المسلمين. ويقول خبراء إن الجماعة تعتقد أنه حتى إذا لم ينضم مسلم للجماعة فسيكون أقل ميلا لمعارضة المتشددين إذا ما حدث استقطاب في المجتمع.

ويقول محللون كثيرون إن أكثر المعارك إلحاحا الآن بالنسبة لخصوم التنظيم هي معركة سياسية وتتمثل في كيفية إقناع مؤيدي التنظيم بأنه لم يعد ذا أهمية.

ففي ظل ترامب الذي نصب رئيسا في 20 يناير كانون الثاني أشارت الولايات المتحدة إلى أنها تبحث عن شركاء في الشرق الأوسط لمحاربة التنظيم.

في العراق تقف القوات الأمريكية التي تشارك في حملة تحرير الموصل في صف واحد مع إيران التي يمكن أن يزداد نفوذها لدى الحكومة التي يهيمن عليها الشيعة في بغداد إذا أعيد العمل بإجراءات مثل حظر دخول الولايات المتحدة.

وفي سوريا تعتمد القوات الأمريكية على المقاتلين الأكراد السوريين في حصار الرقة. لكن ذلك أثار استياء تركيا عضو حلف شمال الأطلسي التي ترى أن الميليشيا الكردية السورية فصيل مماثل للمتمردين الأكراد في تركيا والذين تعتبرهم ارهابيين.

وتعتبر الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي متمردي تركيا من الأكراد من الجماعات الإرهابية.

وتشير مفاتحات ترامب تجاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أن روسيا والولايات المتحدة قد تتقاربان في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية رغم اختلاف الكثير من أهدافهما وحلفائهما.

وربما تكون في تلك العلاقة الناشئة فرصة للتنظيم. ويقول محللون إن التنظيم أصبح يرى في تحالف روسيا مع ايران الشيعية أداة لضم مجندي جدد.

(إعداد منير البويطي للنشرة العربية)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى