أحداث الثلاثاء 11 آب 2015
السلطات السورية تعتقل إبن عم الأسد بعد احتجاجات
بيروت – رويترز
قالت “الوكالة العربية السورية للأنباء” اليوم (الاثنين) إن “السلطات اعتقلت أحد أقارب الرئيس بشار الأسد بعد احتجاجات استمرت يومين للمطالبة بمعاقبته جراء قيامه بقتل ضابط بالجيش نتيجة خلاف مروري”.
وشارك مئات السوريين في احتجاج نادر مساء السبت في مدينة اللاذقية الساحلية وهي معقل الأسد وطائفته العلوية للمطالبة باعدام سليمان هلال الأسد ابن ابن عم الرئيس.
وذكرت الوكالة أن السلطات “ألقت القبض على سليمان هلال الأسد وأحالته إلى الجهات المعنية.” ولم تذكر أي تفاصيل إضافية.
وتتباين التفاصيل المتعلقة بالحادث. لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان وانصار الأسد على وسائل التواصل الاجتماعي ذكروا أن “سليمان الأسد شعر بالغضب عندما تخطت سيارة العقيد حسان الشيخ الذي كان برفقته عائلته سيارة سليمان في أحد شوارع اللاذقية مما دفعه لإطلاق النار عليه بعد ذلك بوقت قصير”.
وفي تسجيل مصور نشر على مواقع التواصل الاجتماعي ردد المحتجون في مظاهرة السبت هتافات تقول “الشعب يريد اعدام سليمان” كما رددوا هتافات التأييد للرئيس الأسد.
«داعش» يحتجز فتاة سويدية حامل
ستوكهولم – أ ف ب
أفاد الإعلام السويدي اليوم (الإثنين) أن تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) يحتجز فتاة سويدية (15 عاماً) في سورية، بعد أن فرت من منزل والديها بالتبني في السويد مع صديقها.
ولم تعلق وزارة الخارجية السويدية على هذه القضية واكتفت بالكشف عن مقدار قليل من المعلومات.
وقال الناطق باسم الوزارة غابريل فيرنشتدت: «تم إبلاغنا بأن قاصراً سويدية موجودة في سورية. ونحن على اتصال بأقاربها».
وذكرت صحيفة «إكسبرسين» السويدية اليومية وصحيفة «بوراس تيدنغ» المحلية، أن الفتاة والتي لم يتم الكشف عن هويتها، اختفت من منزل والديها بالتبني في بوراس قرب بلدة غوثنبرغ (جنوب غربي) في 31 أيار (مايو) الماضي. وتوجهت مع صديقها (19 عاماً) إلى سورية عبر تركيا. وفور وصولها جندتها مجموعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة».
وقالت تقارير محلية إن مقاتلين من تنظيم «داعش» اعتقلوا الفتاة وصديقها في حلب مطلع آب (أغسطس) الماضي.
وتزوجت الفتاة صديقها حسب الشريعة الإسلامية في ستوكهولم في وقت سابق من هذا العام من دون علم والديهما.
واتصلت الفتاة مرتين بوالديها أثناء اعتقالها، بعد أن أعارتها امرأة اخرى هاتفها الجوال سراً، وفق التقارير.
وقالت لوالديها إنها وصديقها بانتظار مصادقة التنظيم على زواجهما.
وصرح والد الفتاة إلى صحيفة «بوراس تيدنغ»، بأن «الوضع خطير للغاية. لقد قالت إن التنظيم سيقرر ما إذا كان زواجها شرعياً أم لا، وقد أجبرت على القسم على الولاء للتنظيم».
وأضاف: «إذا صادق التنظيم على الزواج، فسيتم نقل الزوجين إلى الرقة وهي المدينة الأسوأ من حلب. وإلا فقد ينتهي بها الأمر مع مجموعة من النساء في منبج (بلدة شمال شرق حلب)».
وطبقاً إلى صحيفة «إكسبريسن»، فإن الفتاة حامل في شهرها السادس.
«جبهة النصرة» تنسحب من شمال سورية لتقيم تركيا مناطق عازلة
بيروت – رويترز
قالت «جبهة النصرة» التابعة لتنظيم «القاعدة» في سورية، إنها انسحبت من خطوط مواجهة مع تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) شمال حلب، وتركتها لمقاتلين معارضين آخرين لتخرج بذلك من مناطق في شمال سورية تريدها تركيا لتقيم فيها منطقة عازلة.
وانتقد بيان للنصرة صدر أمس (الأحد) خطة أميركية-تركية لطرد داعش من منطقة الحدود السورية-التركية قائلاً إن الهدف هو خدمة «أمن تركيا القومي»، وليس قتال نظام بشار الأسد. والشهر الماضي أعلنت الولايات المتحدة وتركيا عزمهما طرد «داعش» بعض الأراضي في شمال سورية قرب الحدود التركية، وقدمتا غطاءً جوياً لمقاتلين سوريين في المنطقة. ورغم عدائها لـ«داعش» فإن الأراضي التي تسيطر عليها جبهة «النصرة» في الشمال مثلت مشكلة للعمليات التي تقودها الولايات المتحدة ضد التنظيم المتشدد. وفي أواخر تموز (يوليو) الماضي هاجمت جبهة «النصرة» مقاتلين سوريين تلقوا تدريبات في إطار مساع تقودها الولايات المتحدة ضد «داعش»، ووصفت جبهة «النصرة» هؤلاء المقاتلين بأنهم عملاء للمصالح الأميركية. وقالت «النصرة» إن تركيا تعمل لمنع تشكيل دولة كردية في شمال سورية، وإن الحكومة التركية والتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد «داعش»، هدفهما تحويل دفة القتال حسب أولوياتهما. وقالت الجبهة «أمام هذا المشهد الحالي لم يكن أمامنا إلا الانسحاب، وترك نقاط رباطنا في الريف الشمالي لحلب ليتولاها أي فصيل مقاتل في هذه المناطق». وأضاف البيان إن قرار المعركة الآن لم يكن خياراً استراتيجياً نابعاً عن إرادة حرة للفصائل المقاتلة، بل هدفها الأول هو «أمن تركيا القومي». وقالت جبهة النصرة إنها ستبقي على الخطوط الأمامية مع الدولة الإسلامية في مناطق أخرى بينها محافظة حماة وجبال القلمون على الحدود مع لبنان. والهدف من المنطقة العازلة هو منع المقاتلين الأكراد الأشداء في «وحدات حماية الشعب الكردية» من التوسع أكثر في مناطق نفوذها التي تمتد لأكثر من 400 كيلومتر بطول الحدود السورية-التركية. وانتزعت «وحدات حماية الشعب الكردية» مساحات واسعة من الأراضي من قبضة «داعش» هذا العام، بدعم من الغارات الجوية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. وقالت مصادر في المعارضة إن جبهة «النصرة» سلمت قريتين في شمال حلب، لتحالف مجموعات مسلحة تعمل في المنطقة تحت اسم «الجبهة الشامية». و«النصرة» واحدة من أقوى الفصائل المسلحة التي تقاتل في الحرب الأهلية الدائرة في سورية منذ أربع سنوات، والتي تقول تقديرات إنها خلفت حتى الآن قرابة ربع مليون قتيل وقلصت بدرجة كبيرة سيطرة الأسد على مدن في غرب سورية. واليوم صعدت “النصرة” ومجموعات مسلحة أخرى الهجوم على عدد من المواقع التي لا تزال السيطرة فيها للحكومة في محافطة إدلب بشمال غربي البلاد. وبثت وسائل إعلام موالية للمعارضة صوراً لتفجير هائل استهدف قوات حكومية في قرية الفوعة. وأورد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أنباء عن قتال عنيف بين مقاتلين بينهم جبهة «النصرة»، وقوات موالية للحكومة قال المرصد إنها بقيادة «حزب الله» اللبناني. وقال «رئيس المرصد» رامي عبد الرحمن إن «المسلحين يسيطرون الآن على نصف مساحة سهل الغاب تقريباً».
المعارضة في مناطق حلب تعتمد الليرة التركية
لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب
أقرت لجنة سورية تمثل فصائل مسلحة معارضة اعتماد العملة التركية بدلاً من الليرة السورية في التداول في المناطق الخاضعة لها في حلب بهدف «الضغط على النظام الى حين سقوطه»، بالتزامن مع انسحاب «جبهة النصرة» من مناطق قرب الحدود التركية تلبية لقرار أنقرة خوض معركة ضد «داعش» لحماية «أمنها القومي»، في وقت بدأ مقاتلو «جيش الفتح» اقتحام بلدة الفوعة التي تضم موالين شيعة للنظام عبر تفجير نفق تحت مقر قيادة العمليات العسكرية. وخرجت تظاهرات في طرطوس أمس بالتزامن مع تظاهرات في اللاذقية ضمن استمرار التوتر في الوسط العلوي. (للمزيد).
وأعلنت «اللجنة السورية لاستبدال عملة التداول في المناطق المحررة» في مؤتمر صحافي في حلب، أنها قررت «تطبيق قرار مشترك من الفصائل الثورية والفعاليات والمحاكم القضائية باستبدال العملة السورية بالتركية، للضغط على نظام الأسد اقتصاديًّا الى حين سقوطه وإصدار عملة وطنية جديدة».
وكانت المحكمة الشرعية والمجالس المحلية في حلب بدأت تداول العملة التركية بدلاً من السورية، علما أن خبراء أشاروا إلى أن أحد أسباب ثبات سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأميركي هو السوق السوداء في مناطق المعارضة التي يحول فيها المواطنون قطعهم الأجنبي الى ليرة سورية (الدولار يساوي نحو 270 ليرة حالياً).
وأعلنت «جبهة النصرة» في بيان نشر على الإنترنت: «نعلن انسحابنا من خطوط المواجهة مع تنظيم داعش في شمال محافظة حلب»، من دون أن تحدد المناطق التي يشملها القرار. وفي إشارة إلى الخطة الأميركية- التركية لإقامة منطقة آمنة، قالت: «لا نرى جواز الدخول في هذا الحلف شرعاً، لا على جهة الانخراط في صفوفه ولا على جهة الاستعانة به ولا حتى التنسيق معه»، مؤكدة أن الهدف الأول لهذه الخطة «هو خدمة أمن تركيا القومي». وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «النصرة» انسحبت تماماً من قريتي الدحلة وحرجلة على الحدود التركية، وذلك بعد يومين على تسليم الجبهة مواقع تابعه لها الى «الجبهة الشامية» التي تضم فصائل إسلامية.
في ريف إدلب المجاور، أفاد موقع «كلنا شركاء» المعارض، بأن مقاتلي «حركة أحرار الشام» المشاركة في غرفة عمليات “جيش الفتح”، فجرت أمس «نفقاً تحت مبانٍ تتحصن فيها الميليشيات الموالية للنظام في بلدة الفوعة» شرق إدلب.
وقال متحدث في فيديو نشرته «أحرار الشام» على حسابها الرسمي في موقع “تويتر”، إن هذا التفجير هو مقدمة لعملية تحرير البلدة، «وذلك في إطار سعي جيش الفتح لجعل المنطقة ورقة ضغط قوية لتخفيف الحملة الكبيرة التي تشنها قوات النظام على مدينة الزبداني في ريف دمشق منذ أكثر من شهر»، فيما أفاد «المرصد» بأن «أكثر من ألف قذيفة سقطت على مناطق في الفوعة وجوارها وسط استمرار الاشتباكات».
إلى ذلك، أفادت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة بحصول تظاهرات في مدينة طرطوس قرب اللاذقية في الساحل السوري، طالب فيها المتظاهرون بـ «فك الحصار» عن مطار كويريس في حلب بعد مقتل 15 بينهم 12 ضابطا أمس. واعتبرت الشبكة ذلك «امتداداً» لتظاهرات جرت في اللاذقية طالبت بـ «إعدام» سليمان الأسد نجل هلال ابن عم الرئيس بشار الأسد، بعد قتله (سليمان) ضابطاً في الجيش النظامي بسبب خلاف على أولوية السير قبل أربعة أيام.
الجبير في موسكو اليوم لمناقشة الأزمة السورية “النصرة” تصعّد في الفوعة والنظام في الزبداني
جنيف – موسى عاصي
يحط الملف السوري بكل تفاصيله هذا الاسبوع على العاصمة الروسية، بداية مع وصول وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الى موسكو اليوم لمناقشة هذا الملف مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، وخصوصاً المبادرة الروسية المتعلقة بتشكيل جبهة اقليمية – دولية لمحاربة الارهاب.
وفي 12 آب و13 منه، تستضيف موسكو وفد “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية”. وفي اليوم التالي، في 14 منه، يأتي دور معارضي مؤتمر القاهرة، على ان يزور وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف روسيا الاسبوع المقبل.
وأبلغت أوساط ديبلوماسية روسية “النهار” انها تعلق أهمية قصوى على زيارة الجبير، وقالت ان الطرفين الروسي والسعودي سيناقشان تفاصيل “مبادرة (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين” عن الارهاب، الى سبل مقاربة الحل السياسي للأزمة السورية. وشددت على أن السعودية متفقة وروسيا على أن “الارهاب اليوم هو تحد خطير يواجه المنطقة والعالم ولا بد من مواجهته. وأشارت الى أن الحوار السعودي – الروسي في شأن الازمة السورية وملف الارهاب يحظى بدعم الولايات المتحدة التي تؤيد ايضا، ولكن “بالعام”، مبادرة الرئيس الروسي لمواجهة الارهاب.
وفود المعارضة
والى جانب المسعى الروسي على المستوى الدولي، ترتفع وتيرة المساعي الروسية لتسهيل الحوار بين الاطراف السوريين، وحددت الخارجية الروسية 12 آب و13 منه موعدا لزيارة وفد الائتلاف الوطني برئاسة رئيسه خالد خوجة، الذي سيلتقي لافروف ونائبه المبعوث الشخصي للرئيس الروسي للشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف، إلى فيتالي نعومكين الوسيط الروسي الذي أدار جولتي المحادثات “موسكو 1″ و”موسكو 2” بين وفد النظام السوري ومعارضين. وعقب انتهاء زيارة الائتلاف أي في 14 آب تستقبل العاصمة الروسية وفدا مؤلفاً من تسعة أشخاص يمثلون مؤتمر القاهرة بينهم هيثم مناع، الذي يصل الخميس الى موسكو للقاء لافروف، وجهاد المقدسي وجمال سليمان وصالح البنواني وقاسم الخطيب وغيرهم.
وستحاول موسكو خلال هذه اللقاءات اقناع الاطراف السوريين المعارضين، ولا سيما منهم الائتلاف الوطني، بالمشاركة في حوار مباشر مع النظام السوري، ان على مستوى “جنيف 3” أو “موسكو 3″. وأكدت أوساط لقاء القاهرة لـ”النهار” أن لا جدوى من انعقاد “موسكو 3″ و”الأفضل التركيز على ما توصلت اليه مشاورات المبعوث الدولي لحل الأزمة السورية ستيفان دو ميستورا ولجان العمل التي اقترحها وخصوصا لجنة الاتصال الدولية”. أما الائتلاف السوري، فقالت اوساطه إن الزيارة هي للاطلاع عن كثب على المسعى الروسي و”ما لدى موسكو من مقترحات لحل الازمة السورية وكذلك على تفاصيل المبادرة الايرانية الأخيرة”.
وأعلن خوجة أن وفد الائتلاف سيؤكد في موسكو على “الموقف الثابت من نظام الأسد وأن العملية الانتقالية يجب أن تتم وفق بيان ومقررات بيان جنيف القاضي بتشكيل هيئة حكم انتقالي بكل الصلاحيات التنفيذية، وأنه ليس لدى الائتلاف مبادرات سوى بيان جنيف”، مكرراً ان “هيئة الحكم الانتقالية بكل الصلاحيات التنفيذية بالنسبة الينا يجب بالضرورة ألا يكون للأسد ولا للمجرمين الذين تورّطوا بدماء السوريين أي دور فيها خلال العملية الانتقالية”.
ووضعت أوساط ديبلوماسية غربية في جنيف ارتفاع وتيرة النشاط الروسي في الملف السوري في خانة “التفاهم الجدي بين موسكو وواشنطن” على الملف السوري و”ضرورة العمل من أجل التوصل الى حل سياسي”. واشارت الى القرار الأخير الذي وافق عليه مجلس الامن بالاجماع قبل ايام عن انشاء لجنة لتحديد المسؤولين عن جرائم استخدام السلاح الكيميائي في سوريا وتقديمهم الى العدالة كدليل واضح على هذا التفاهم.
الجبهات
ميدانياً، اعلنت “جبهة النصرة” ذراع تنظيم “القاعدة” في سوريا أنها انسحبت من خطوط مواجهة مع تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) شمال حلب وتركتها لمقاتلين معارضين آخرين لتخرج بذلك من منطقة في شمال سوريا تريد تركيا أن تقيم فيها منطقة عازلة.
وانتقد بيان لـ”النصرة” صدر الأحد خطة أميركية – تركية لطرد “داعش” من منطقة الحدود السورية – التركية قائلا إن الهدف هو خدمة “أمن تركيا القومي” وليس قتال الرئيس السوري بشار الأسد.
وأمس، صعدت “النصرة” ومجموعات مسلحة أخرى الهجوم على عدد من المواقع التي لا تزال السيطرة فيها للحكومة في محافطة إدلب بشمال غرب البلاد. ونقلت قناة “سكاي نيوز” الإخبارية عن ناشطين سوريين إن “جيش الفتح” التابع للمعارضة السورية تمكن من تفجير نفق تابع لقوات النظام السوري في الفوعة مما أسفر عن مقتل أكثر من 20 جندياً سورياً، موضحين أن التفجير تم بأكثر من 15 طنا من المتفجرات.
وعلى جبهة أخرى، افادت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” ان “وحدات من الجيش السوري بالتعاون مع المقاومة اللبنانية واصلت تقدمها في اتجاه مركز مدينة الزبداني (بريف دمشق) وأحكمت السيطرة على عدد من كتل الأبنية بعد القضاء على العديد من أفراد التنظيمات الإرهابية التكفيرية”.
وقال مصدر عسكري سوري إن “وحدات من الجيش والمقاومة نفذت عمليات دقيقة على بؤر إرهابيي جبهة النصرة وما يسمى حركة احرار الشام الاسلامية وتمكنت من إحكام السيطرة على 16 كتلة من الأبنية شمال مركز مدينة الزبداني”.
اعتقال سلمان الأسد
من جهة أخرى، أوردت الوكالة العربية السورية للانباء “سانا” ان السلطات السورية القت القبض على سلمان هلال الأسد المتهم بقتل العقيد في القوات الجوية حسان الشيخ في اللاذقية الخميس الماضي. ويذكر ان اعتصاماً نّفذ في اللاذقية الأحد للمطالبة باعتقال سلمان الأسد الذي قال المرصد السوري أنه قتل الشيخ بالرصاص لتجاوزه بسيارته.
«النصرة» تنأى بنفسها عن «المنطقة العازلة»:
إخلاء مناطق حدودية.. لمصلحة «داعش»!
عبد الله سليمان علي
على الرغم من تعقيدات الموقف في الشمال السوري، وبروز تضارب في المصالح بين تركيا من جهة و «جبهة النصرة» من جهة ثانية، حيث اضطرت الأخيرة إلى الانسحاب من المناطق التي تنوي أنقرة أن تقيم فيها المنطقة «العازلة أو الآمنة»، إلا أن ذلك لا يعني أن العلاقة بين الطرفين وصلت إلى نقطة الافتراق، فما تزال تربط بينهما العديد من المصالح المتقاطعة التي تحول دون ذلك.
وقد جاء بيان «جبهة النصرة» الأخير بلهجته الهادئة وخطابه المتفهِّم ليؤكد هذه الحقيقة. مع الأخذ بعين الاعتبار أن تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» قد يسابق الزمن من أجل الاستفادة من الثغرات التي سيتركها انسحاب «النصرة».
ومن الواضح أن الانتكاسة في العلاقات بين تركيا و «جبهة النصرة» تنحصر في بقعة جغرافية معينة، هي جزء من الشريط الحدودي في شمال حلب، وتقتصر على موضوع واحد هو إقامة المنطقة العازلة فقط. أما باقي جوانب العلاقة، فتسير على خير ما يرام، خصوصاً في محافظة إدلب التي لا تزال «جبهة النصرة» في مدنها الحدودية من دون أي اعتراض تركي، كما لا تزال خطوط الإمداد التركية مفتوحة أمام «جيش الفتح»، الذي تهيمن عليه «النصرة»، والذي يحقق تقدماً ميدانياً واضحاً في سهل الغاب جراء هذا الدعم التركي اللامحدود. ويستمر ذلك برغم تصريحات رئيس حكومة تصريف الأعمال التركية أحمد داود أوغلو، لمحطة «سي أن أن» الأميركية قبل أسبوعين، بأن «جبهة النصرة أصبحت خارج المعارضة المعتدلة، بل تحوّلت إلى هدف أو عدوٍ محتمل أو استراتيجي». وهو ما يعني على الأقل أن الانقلاب التركي على «النصرة» لم يحن وقته بعد، وأن أنقرة ما تزال تراهن على إمكانية توظيف الجبهة لممارسة المزيد من الاستنزاف والضغوط على الجيش السوري في إطار سعيها إلى إسقاط النظام.
وكانت «جبهة النصرة» قد بدأت، منذ الأسبوع الماضي، سلسلة انسحابات من معاقلها ونقاط تمركزها على خطوط التماس ضد «الدولة الإسلامية» في ريف حلب الشمالي. وشملت هذه الانسحابات حتى الآن عدداً من مراكزها في حرجلة وحوار كلس وبعض المناطق الأخرى المحيطة بمدينة إعزاز، وذلك بعد اجتماع عقدته مع قيادات الفصائل جرى خلاله إقناعها بضرورة الانسحاب: أولاً كي لا تعرقل المشروع التركي، وثانياً كي تحمي نفسها من القصف الذي قد يطال بطريقه المدنيين أيضاً.
ولم يكن بإمكان «جبهة النصرة» إلا القبول بالانسحاب لعدة أسباب، أهمها، عدم رغبتها بالتصادم مع أنقرة ومشاريعها وأذرعها المسلحة في هذه المرحلة على الأقل، ولأنها تدرك أن الوقوف علناً أمام المشروع التركي سيسبب لها العزلة، خاصة أن غالبية الفصائل أصدرت فتاوى تجيز التعاون مع الجيش التركي. كذلك فإن الانقسام الحاصل داخلها، بين تيار مؤيد لـ «المنطقة العازلة» ويرى أن دعمها يتسق مع متطلبات «السياسة الشرعية»، وتيار آخر لا يعارض المشروع فحسب بل يدعو إلى وجوب مواجهته وعدم السماح بالشروع في تنفيذه مهما كان الثمن، نظراً لما يعتقده هذا التيار من أن مشروع «المنطقة العازلة» يحمل في طياته تهديداً لوجود «جبهة النصرة» في عموم الشمال السوري.
هذا الانقسام دفع قيادة «جبهة النصرة» كعادتها نحو اتخاذ موقف من شأنه التوفيق بين كلا التيارين، والذي تمثل في معارضة المشروع دينياً وسياسياً، لكن من دون اتخاذ أي إجراءات عسكرية أو أمنية لمواجهته.
وقد أرخى انسحاب «جبهة النصرة» بظلاله مباشرةً على ميدان المعارك في ريف حلب الشمالي، حيث استغلّ «الدولة الإسلامية» هذا الانسحاب، وشنّ هجوماً عنيفاً تمكن خلاله من السيطرة على قرية أم حوش بعدما كانت الجبهة شبه جامدة طوال الأسابيع الماضية. ومن المتوقع أن يسعى «داعش» إلى مسابقة الوقت من أجل تحقيق المزيد من التقدم باتجاه مدينتي مارع وتل رفعت، لأن من شأن ذلك تعقيد مهمة الجانب التركي وإدخالها في نفق طويل من حروب المدن التي ستمتد من جرابلس مروراً بمنبج والباب وإعزاز وصولاً إلى مارع وتل رفعت.
ويبدو أن مجمل التعقيدات والتطورات السابقة دفعت «جبهة النصرة» إلى الخروج من الصمت الذي لاذت به منذ الإعلان التركي عن عزم أنقرة إقامة «منطقة عازلة»، والإدلاء ببيان حول ما أسمته «الأحداث الأخيرة في ريف حلب الشمالي (التدخل التركي)».
وقد حاولت «جبهة النصرة» من خلال البيان الذي صدر، مساء أمس الأول، أن تتجاهل تصريحات رئيس الحكومة التركية التي رشحتها لدخول قائمة الأعداء الاستراتيجيين، وركّزت على أن النقطة الجوهرية في الموضوع هي سبب انسحابها من نقاط الرباط ضد «داعش» وليس التدخل التركي وموقفها منه. فالبيان في مجمله كان مجرد سرد للأسباب التي دفعت «جبهة النصرة» إلى الانسحاب من نقاط تمركزها على خطوط التماس مع «الدولة الإسلامية»، ولم يتم التطرق فيه إلى التدخل التركي إلا في سياق تفسير هذا الانسحاب.
وكان واضحاً أن من صاغ البيان كان مسكوناً بهاجس التوفيق بين التناقضات الكبيرة التي ثارت بوجهه جراء تداعيات الخطوة التركية، والتي يبدو أن «النصرة» ليس لديها أي رؤية عملية للتعامل معها.
فمن جهة، حرّم البيانُ التحالفَ مع تركيا لأسباب دينية وسياسية، فشدد على «أنّنا في جبهة النصرة لا نرى جواز الدخول في هذا الحلف شرعًا، لا على جهة الانخراط في صفوفه، ولا على جهة الاستعانة به، بل ولا حتى التنسيق معه».
ولكن البيان سكت عن ذكر المناطات الشرعية والعلل الفقهية التي استند إليها لإصدار حكم «عدم الجواز الشرعي». وهذا السكوت متعمد ويخفي وراءه رغبة «نصراوية» بعدم التصعيد مع الجانب التركي، لأن ذلك يتطلب الدخول في توصيف الحكومة التركية هل هي إسلامية أم لا، وهل تطبق الشريعة الإسلامية أم هي حكومة طاغوت؟
أما سياسياً فقد أخذ البيان على المشروع التركي أنه يهدف أولاً لحماية «الأمن القومي التركي» في ظل مخاوف السلطات التركية من قيام دولة كردية على حدودها الجنوبية بعد الانتصارات التي حققتها «وحدات حماية الشعب» في عين العرب وتل أبيض. وأضاف البيان أن هذا المشروع «لا يخدم مصالح الساحة حالياً، خصوصاً بعد تقهقر النظام السوري ووصول المجاهدين إلى معاقله في الساحل السوري»، مشيراً إلى أن «الجماعات والفصائل المقاتلة على أرض الشام لديها القدرة على قتال الخوارج (جماعة «داعش») إذا توحدت واجتمعت من دون الحاجة للاستعانة بقوات دولية أو إقليمية».
لكن البيان من جهة ثانية، لم يسحب التحريم السابق على كل الفصائل بل قصره على «جبهة النصرة» فقط. بمعنى أنه ترك الحرية لباقي الفصائل في اتخاذ الموقف الذي يناسبها إزاء هذه «النازلة». وبما أن غالبية الفصائل سبق لها أن أصدرت فتاوى تجيز التحالف والتعاون مع تركيا لإقامة «المنطقة العازلة»، يكون مغزى ذلك أن «جبهة النصرة» ليس لديها أي نية لعرقلة مثل هذا التحالف، برغم عدم «جوازه شرعاً» وعدم تحقيقه لمصلحة الساحة.
وإذا كانت «جبهة النصرة» قد استفادت من وجود ثغرة فقهية تعتبر مثل هذه المسألة من المسائل الخلافية التي يصح فيها اجتهاد كلا الفريقين، أي الرافض أو المؤيد، فمن المتوقع أيضاً أن تحاول الاستفادة من تداعيات الحدث على الأرض، خاصة لجهة انشغال العديد من الفصائل بتأمين الدعم للمشروع التركي، وذلك من أجل أن تزيد نفوذها في مناطق أخرى، سواء في أحياء مدينة حلب أو في محافظة إدلب التي لم تستقر أمور إدارتها بعد.
تركيا تزجّ “فصائلها” وتُغلق معبر باب السلامة
“داعش” يهاجم مارع في حلب
علاء حلبي
بدأ تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”-“داعش”، فجر الاثنين، هجوماً عنيفاً على مدينة مارع في ريف حلب الشمالي، المعقل الرئيسي لـ “لواء التوحيد”، الذراع العسكرية لجماعة “الاخوان المسلمين”، أحد ابرز الجماعات المسلّحة التي قاتلت في ريف حلب وساهمت في سيطرة المسلّحين على بعض أجزاء مدينة حلب قبل ثلاثة أعوام.
وذكر مصدر ميداني لـ “السفير” أن التنظيم وبعد سيطرته على أم حوش أصبحت مارع بين فكي “كماشة” التنظيم، الذي يُسيطر من الجهة المقابلة على دابق، حيث اقتحم ثلاثة انتحاريين مراكز لـ “الجبهة الشامية”، وهو التنظيم العسكري الذي يجمع فصائل عدة في ريف حلب الشمالي، بينها “لواء التوحيد”، عقب التفجيرات الانتحارية التي أدت إلى مقتل أكثر من 20 مسلحاً من “الشامية”، بينهم قياديون، بدأ التنظيم بشنّ هجوم عنيف على المدينة، التي نزح معظم سكانها منذ بدء هجمات “داعش” قبل نحو سبعة أشهر.
إلى ذلك، ذكرت مصادر ميدانية أن مئات المقاتلين التابعين لـ “لواء السلطان مراد”، دخلوا إلى الأراضي السورية متجّهين من تركيا، مدجّجين بالأسلحة الثقيلة، وذلك ضمن عمليات انسحاب “جبهة النصرة” من مواقع القتال مع تنظيم “داعش” وتسليمها للمقاتلين المرتبطين بالحكومة التركية، قبل أن تقوم أنقرة بإغلاق حدودها مع سوريا في معبر باب السلامة منعاً لعودة أي مقاتل.
وتعتبر مدينة مارع إحدى أبرز المدن الاستراتيجية بالنسبة للفصائل المقاتلة في ريف حلب الشمالي، وخط الدفاع الأول عن اعزاز، تتمترس فيها فصائل مقاتلة عدة بينها قوات كردية، وفي حال تمكّن التنظيم من السيطرة عليها يصبح الطريق مفتوحاً على مصراعيه أمام التنظيم للسيطرة على كامل الريف الشمالي بما فيه مدينة اعزاز، وصولاً إلى الحدود التركية، وقرى عفرين الكردية.
حلب: محاولات لإعادة رسم الخريطة الميدانية
علاء حلبي
لم تكد تفشل محاولات غرفتي عمليات «فتح حلب» و«أنصار الشريعة» في تحقيق أي اختراق لمدينة حلب، بالرغم من الزخم الإعلامي والحشد الكبير للمعركة التي أريد لها أن تعيد تكرار سيناريو إدلب، حتى بدأت ملامح المناطق الشمالية السورية تشهد تغيّرات على مستويات عدة، أبرزها إعلان «جبهة النصرة»، إحدى القوى الضاربة في صفوف المسلحين، إخلاء مواقعها في نقاط الاشتباك مع تنظيم «داعش» في ريف حلب الشمالي، وذلك بعد دخول تركيا في الحلف الذي تقوده أميركا ضد «الدولة الإسلامية في العراق والشام».
بعيداً عن التحليل السياسي، ومدى إمكانية إنشاء «منطقة عازلة» في الشمال السوري، الأمر الذي تنفي المصادر العسكرية إمكانية حدوثه، تشير الأحداث الأخيرة في ريف حلب إلى وجود محاولات حثيثة لتغيير خريطة السيطرة في الريف الشمالي، بدءاً بتغيير الفصائل الموجودة على الأرض، وإحلال وتوسيع نفوذ فصائل أخرى، الأمر الذي تسبّب بفراغ كبير، استغله «داعش» الذي سيطر مؤخراً على قرية أم حوش، ليقترب بشكل أكبر من مثلث القتال الدائر على محور سيفات، ويغدو على بعد قريتين عن نبّل والزهراء المحاصرتين، في وقت تعد فيه القيادة العسكرية السورية عملية واسعة في الريف الشمالي لفك الحصار عن القريتين، الأمر الذي تسبّب بتوقيف العملية بشكل مؤقت، وفق مصدر ميداني.
وعلى الرغم من تذرّع «جبهة النصرة» بارتباط الفصائل المقاتلة بالمشروع التركي ـ الأميركي، الأمر الذي اعتبرته «سبباً لإخلاء مواقعها على خطوط التماس مع داعش» في ريف حلب الشمالي، إلا أن مصادر معارضة تعيد سبب انسحاب «النصرة» لأمرين أساسيين: الأول يتمثّل بالرغبة التركية بإبعاد «الجهاديين» عن هذه المناطق، والثاني في عدم الزج بعناصر «النصرة» في معارك بعيدة عن إعزاز، لا هدف منها في الوقت الحالي، الأمر الذي مثل «هدفاً مزدوجاً» دفع «النصرة» لاتخاذ هذا القرار، بالتوازي مع استمرار حصار عفرين عن طريق قطع الطرق المؤدية من عفرين إلى إعزاز، الأمر الذي رفع منسوب التوتر بين الوحدات الكردية و «جبهة النصرة»، خصوصاً مع استمرار الأخيرة في احتجاز أكثر من 40 مدنياً من سكان عفرين كانت خطفتهم قبل يومين.
الأحداث المتسارعة في ريف حلب الشمالي، تقابلها بشكل مماثل أحداث أخرى على جبهة حلب الشرقية، التي أشعلها «داعش» ببدء هجوم عنيف على مطار كويرس العسكري المحاصر، آخر المواقع العسكرية السورية في ريف حلب الشرقي القريب.
وبدأ مسلحو التنظيم هجومهم عن طريق تفجير ثلاث عربات مفخخة يقودها انتحاريون عند أسوار المطار، تبعها استهداف المطار بعشرات القذائف، قبل أن تتصدى قوات حماية المطار للهجوم، بمؤازرة سلاح الجو السوري. وانتهت أولى جولات هذا الهجوم بمقتل أكثر من 40 مسلحاً من «داعش»، بينهم سعوديان اثنان، في حين سقط في المطار نحو 15 ضابطاً وعنصراً، وأصيب آخرون، وفق مصدر ميداني.
وتزامنت الأحداث المتسارعة في ريفي حلب الشمالي والشرقي، أيضاً مع إعلان فصائل مسلحة عدة تشكيل غرفة عمليات مشتركة للتصدي لـ «داعش» في ريفي حلب الجنوبي والشمالي، أبرزها «تجمع فاستقم كما أمرت»، و «حركة نور الدين الزنكي»، و «جيش المجاهدين»، بالإضافة إلى «جبهة الأصالة والتنمية»، الأمر الذي يضع المناطق المحيطة بمدينة حلب تحت وطأة معارك عنيفة ستشهدها على محاور عدة، قد تعيد رسم مواقع السيطرة.
في هذا الوقت، بدأ الجيش السوري تحركاً مفاجئاً داخل مدينة حلب، عبر إشعاله محاور عدة بشكل متزامن، أبرزها صلاح الدين وسيف الدولة من جهة، وجبهتا بستان الباشا وسليمان الحلبي من جهة أخرى، حيث سيطر الجيش والفصائل التي تؤازره على كتل أبنية عدة في حيي صلاح الدين وسليمان الحلبي، في حين كثف الطيران السوري غاراته على مواقع تمركز المسلحين في أحياء حلب الشرقية، تزامنت مع استهداف المسلحين لحيي الميدان وسليمان الحلبي بعشرات القذائف تسببت بمقتل عدد من المدنيين، بينهم أطفال، في وقت يعيش فيه أبناء المدينة أحوالاً معيشية سيئة، وسط استمرار لانقطاع مياه الشرب للأسبوع الثاني على التوالي.
وفي وقت أنهى فيه وزيرا الكهرباء والموارد المائية زيارة مستعجلة لمدينة حلب من دون طرح مشروع حقيقي يقي أبناء المدينة الموت عطشاً، ذكرت مصادر عسكرية أن العملية التي بدأها الجيش السوري على محور سليمان الحلبي قد تثمر باستعادة السيطرة على محطة ضخ المياه الموجودة في الحي، الأمر الذي سينهي هذه المشكلة بشكل جذري، من دون تحديد موعد دقيق لاستعادة المحطة، الأمر الذي يضع الخطوة التالية تحت وطأة المتغيرات الميدانية، ما دفع الفعاليات الأهلية في المدينة للتحرك من جديد بحثاً عن اتفاق بين الحكومة و «جبهة النصرة» التي تسيطر على محطة ضخ المياه، وذلك لتوفير الكهرباء للمدينة، ومدّ بعض مناطق الريف بالتيار الكهربائي، مقابل إعادة تشغيل المحطة، لإرواء عطش المواطنين الذين أضناهم الصيف، وملوا انتظار «المعجزة»، وفق تعبير مصدر أهلي في المدينة.
«إخوان» سوريا في سباق إلى الصدارة بدعم إقليمي!
عبد الله سليمان علي
يعزز «الإخوان المسلمون» حضورهم على أكثر من جبهة سورية مقابل انكفاء محدود لبعض الفصائل ذات التوجه السلفي.
وإذا كانت بعض التطورات الإقليمية قد فرضت إجراء مثل هذا التعديل على خريطة المشهد «الجهادي» في سوريا لمصلحة الفصائل «الإخوانية»، فذلك لا يعني أن الفصائل السلفية، سواء منها «الجهادية» أو «العلمية»، ستقف متفرجة طوال الوقت، إلا أن البعض منها لا يمانع في هذه المرحلة تمثيل دور الانكفاء ريثما تمرّ ما باتت تسمّى «عاصفة الحزم التركية».
وقد تزامن الإعلانُ التركي، الشهر الماضي، عن إقامة «منطقة عازلة أو آمنة» في الشمال السوري، مع بروز نشاط غير مسبوق من قبل غالبية الفصائل المسلحة، لإصدار فتاوى من مرجعياتها الدينية، تتمحور حول الترحيب بإقامة هذه المنطقة ومباركتها دينياً بعدما حصلت على المباركة السياسية من الجانب الأميركي. ومن أهم هذه الفصائل «جيش الإسلام» و «أحرار الشام» و «الجبهة الشامية».
وكان واضحاً أن «كلمة سر» موحدة قد صدرت من أنقرة، ووصلت إلى قيادات هذه الفصائل، تنطوي على أوامر مباشرة بوجوب العمل على «شرعنة» الخطوة التركية وتوفير أقصى دعم ممكن لها. وكانت «جبهة النصرة» الفصيل شبه الوحيد الذي لم يصدر عنه أي كلام مباشر بخصوص «المنطقة العازلة»، برغم أن كبار مرجعياتها في الخارج، أمثال الشيخ أبو قتادة الفلسطيني والشيخ أبو محمد المقدسي، سارعوا إلى رفض المشروع وتحريم التعاون معه. ومردّ صمت «جبهة النصرة» ليس فحسب بسبب وجود خلافات داخلها حول الموقف من الخطوة التركية، حيث أعلن بعض قادتها خلافاً لرأي الشيخين تأييدهم لإقامة «المنطقة العازلة» وأبرز هؤلاء أبو ماريا القحطاني وأبو حسن الكويتي (علي العرجاني)، بل يعود أيضاً إلى تنامي القلق، حتى في أوساط التيار الرافض للخطوة من أن يؤدي الوقوف بوجهها وتحدّي الإرادة الإقليمية والدولية التي بلورتها، إلى انزلاق «جبهة النصرة» نحو فخّ منصوب لها، ويستهدف شقين، الأول إثارة الخلافات بينها وبين الفصائل الأخرى تمهيداً لعزلها على الأرض، والثاني إعطاء ذريعة تسمح باستهدافها وقصفها بشكل أكثر كثافة.
وكانت «جبهة النصرة» الفصيل الوحيد الذي صدر عنه كلام مختلف بخصوص المنطقة العازلة التركية. فهي لا تجيز التحالف مع تركيا شرعاً ولا تقديم أي مساعدة لها، لأن المشروع لا يخدم الساحة السورية بل الأمن القومي التركي. ولكنها لم تذهب بعيداً ولم تكفر الفصائل التي هرولت لتقديم عروض خدماتها للسلطات التركية، واكتفت بنصحها بأن تتخذ قرارها بناءً على نظرة استراتيجية تخدم الساحة الشامية من دون أن تتأثر بأي جهة أو نظرة خارجية تحرف الصراع عن أولوياته، وذلك بحسب بيان صدر أمس الأول تحت عنوان «حول الأحداث الأخيرة في ريف حلب الشمالي (التدخل التركي)». وبناءً على هذا الرأي قررت «جبهة النصرة» سحب عناصرها من نقاط الرباط ضد الخوارج (جماعة «داعش») في ريف حلب الشمالي فقط، مبقية رباطها ضدهم في مناطق أخرى غير مشمولة بالمشروع التركي مثل بادية حماه والقلمون.
هذا الموقف تسبب في انكفاء «جبهة النصرة» عن مناطق ذات أهمية استراتيجية، ولا سيما تلك التي في مدينة إعزاز الحدودية، وهو ما استفاد منه أحد أبرز التشكيلات «الإخوانية» في المنطقة، أي «الجبهة الشامية»، حيث كان لافتاً أن «جبهة النصرة» لم تحاول حتى تغطية انكفائها بورقة التوت الوحيدة التي كانت متاحة أمامها، وهي الانسحاب لمصلحة «أحرار الشام» المقربة منها، بل أخلت مقارّها ليشغلها سريعاً مسلحو «الإخوان» الذين طالما ربطت بينهم علاقة غير ودية.
هذا التقدم «الإخواني» في شمال حلب، يشير من دون شك إلى أن «الإخوان»، رغم عدم بروز دورهم عسكرياً في كثير من محطات الأزمة السورية، إلا أنهم يبقون الخيار المفضل لدى سلطات أنقرة للاعتماد عليه في بعض المهمات الحساسة، من قبيل إقامة «منطقة عازلة» في شمال حلب. وما يلفت الانتباه أن أنقرة لم تحاول الاستعانة بفصيل «أحرار الشام»، الذي ما يزال يتمتع بعلاقات واسعة معها، وقد يكون مردّ ذلك أن أنقرة التي تدرك النظرة السلبية لبعض الدول إلى «أحرار الشام» لا تريد أن يشوب مشروعها أي شائبة تهدد بإفشاله أو رفضه.
ولكن يبدو أن هذا الانتعاش «الإخواني» لا يقتصر على جبهة ريف حلب الشمالي، بل وصلت نسائمه إلى ربوع الغوطة الشرقية في محيط دمشق، وهو ما يطرح تساؤلاً مشروعاً حول المدى الذي يمكن أن يصل إليه، وهل ثمة جبهات أخرى مرشحة لاستقباله، وعما إذا كان هذا الانتعاش يعكس توافقاً إقليمياً على تبنّي «الإخوان» كأداة تناسب ظروف المرحلة ومتطلباتها، أم على العكس من ذلك تكمن وراءه تجاذبات إقليمية بين أكثر من دولة أو محور؟
وبرز في الغوطة الشرقية، خلال الأسابيع الماضية، تراجع هيمنة قائد «جيش الإسلام» زهران علوش، المحسوب على تيار «السلفية العلمية»، وتراخي قبضته الحديدية التي كان يفرضها بصرامة، ويسعى من خلالها لاحتكار السيطرة على مجمل الغوطة الشرقية بعد التخلص من خصومه واحداً إثر آخر.
وقد تجلّى هذا التراجع بعدة مظاهر، أهمها التظاهرات الضخمة التي خرجت في عدة مناطق من الغوطة تطالب بإسقاط زهران علوش وتعيين قائد جديد مكانه في «القيادة الموحدة»، نتيجة تحميله مسؤولية الفقر والغلاء اللذين يضربان أطنابهما في الغوطة. كما تجلّى في ما نشرته «السفير»، وأكده علوش بنفسه أثناء اجتماع قبل أيام ضمه مع وجهاء المنطقة، بأن قيادتي «فيلق الرحمن» و «الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام» قد قررا تجميد مشاركتهما في «القيادة الموحدة».
وقد تزامن ذلك مع خلافات حادّة بين هذه الفصائل على الأنفاق التي تربط بين مدينة حرستا ومدينة برزة، وتعتبر السبيل الوحيد لدخول الأسلحة والإمدادات والأغذية إلى داخل الغوطة. وكان لافتاً أن «الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام»، ذا الميول «الإخوانية»، ورغم أن قائده أبو محمد الفاتح يشغل منصب نائب زهران علوش، كان هو من يقود دفة الاحتجاجات ضد الأخير. فمن جهة، فإن «لواء فجر الأمة» بقيادة أبو خالد الدقر الذي يسعى للهيمنة على أنفاق حرستا وشكّل رأس الحربة في الخلاف الأخير مع «جيش الإسلام» يتبع إلى «أجناد الشام»، ومن جهة ثانية، كان للشيخ أبو سليمان طفور المرجع الديني لـ «أجناد الشام» و «الإخواني» المعروف، دور بارز في التحريض على زهران علوش والمطالبة بإسقاطه، وقد ثبت ذلك بعد تسريب تسجيل لإحدى خطب الجمعة حرّض فيها طفور بوضوح على علوش، متهماً إياه بالظلم والدموية.
وبما أن هذا التطور على صعيد الصراع على الغوطة جاء بعد زيارة علوش إلى تركيا ومن ثم إلى السعودية، فقد تضاربت التفسيرات حول مدلولاته. هل يعني ذلك أن زيارته إلى تركيا قد أُفشلت، وثمة من لم يرض به كبديل محتمل من النظام السوري كما رشحت معلومات عن الزيارة آنذاك، أم أن التقارب التركي – السعودي الأخير كان محصوراً بحدود مدينة إدلب فقط ولم يشمل مناطق أخرى مثل ريف دمشق على سبيل المثال؟
أيّاً يكن الأمر، فإن الانتعاش «الإخواني» يمثل ظاهرة لافتة في هذه المرحلة، بغض النظر عن أسبابه والآفاق التي يمكن أن يصل إليها، ولكن في المقابل فإنه سيشكل عاملاً جديداً لإضفاء المزيد من التعقيد على الساحة السورية. لا سيما أن بعض الفصائل، التي وجدت نفسها مضطرة إلى الانحناء أمام «عاصفة الحزم التركية» كما يطلق بعض المتحمسين على التدخل التركي، وعلى رأس هذه الفصائل «جبهة النصرة»، لن يكون بإمكانها الاستمرار في الانحناء طويلاً، سواء بسبب الخشية من أن تكون الضحية الثانية لهذا التمدد «الإخواني» بعد «داعش» أو بسبب الضغوط الداخلية من قبل التيار الرافض أصلاً للتدخل التركي.
كما أن بعض الفصائل الأخرى بدأت تلعب لعبة جديدة تخالف كل ثوابتها السابقة، وتتمثل في العمل على تقوية «جبهة النصرة» لمواجهة المد «الإخواني»، ومن هذا القبيل قبول زهران علوش بأن تكون «جبهة النصرة»، الفصيل الوحيد الذي لم يشارك في «القيادة الموحدة»، صاحبة الصوت المرجح في الحكم بقضية الخلاف على أنفاق حرستا بينه وبين شركائه الألداء، وذلك بعدما كانت مساعيه تنصبّ في المرحلة السابقة على تقليص نفوذها والعمل على التخلص منها بأقرب فرصة سانحة.
استنكار واسع لتصريح الائتلاف السوري بخصوص مقتل ضابط علوي في اللاذقية
مصطفى محمد
عنتاب (تركيا) – «القدس العربي» : عبّر نشطاء في الثورة السورية، عن غضبهم واستنكارهم من التصريح الصحافي الذي أدلت به نائبة رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية نغم الغادري، وتناولت فيه الأحداث التي شهدتها مدينة اللاذقية، بعد مقتل ضابط علوي رفيع المستوى في الجيش السوري، على يد سليمان الأسد ابن عم بشار الأسد.
وكانت قد شبهت في تصريحها مقتل الضابط حسان الشيخ أمام أطفاله، بجريمة مقتل أطفال درعا على يد عاطف نجيب ابن خالة الأسد، وهي الحادثة التي كانت السبب المباشر في اندلاع الثورة السورية حينها.
وذكّرت الغادري الجميع في تصريحها الذي نشر على الموقع الرسمي للائتلاف السوري، بأهداف الثورة الأولى المتمثلة في القضاء على الفساد وبناء النظام العادل ودعت من وصفتهم بـ»عقلاء أهل الساحل»، إلى التخلي عن النظام «المجرم».
واعتبر رئيس المجلس الوطني لإعلان دمشق في المهجر الدكتور محمود حمزة، أن البيان غير موفق، ويعبّر عن قصر نظر السيدة التي أصدرته، لأن القتيل هنا هو ضابط مشارك في قتل الشعب السوري، وليس طفلا لم يرتكب جرما.
وأوضح حمزة خلال تصريحات لـ»القدس العربي» لا يمكن اعتبار مقتل عقيد في جيش الأسد، قضية كبيرة ومهمة، مقارنة بمقتل مئات الألوف من السوريين، نحن لم نسمع إدانة من مواطنين في الساحل لجرائم الإبادة التي يمارسها النظام يوميا.
وتابع «صحيح أن المظاهرة التي خرجت تندد بجريمة قتل العقيد، المطالبة بإعدام سليمان الأسد، ابن عم بشار هي ظاهرة إيجابية، ولكن المظاهرة كانت تشيد ببشار الأسد، ويعني هذا أنها حادثة وتمر، وإن لم يقم العلويون ضد عائلة الأسد كلها، فلن يشكل حراكهم أي فائدة للثورة السورية».
وسخر مصدر رفيع المستوى في المعارضة السورية من البيان جملة وتفصيلا، وقال بعد أن طلب عدم الكشف عن اسمه لأن البيان غير جدير بالتعليق على حد وصفه، «الجريمة عادية عند آل الأسد، وقتلوا الكثير لأسباب تافهة لمجرد تخويف الناس فقط، وكان من الأفضل للائتلاف لو ترك هذا الموضوع للعلويين، لعدم التشويش على مواقفهم». وأضاف المصدر «الطائفة العلوية في حرج وضيق مما يحدث، ويجب عدم حشرهم أكثر».
من جهته قال نائب رئيس حركة المجتمع التعددي، ياسين عضيمة «إن البيان هو محاولة من الائتلاف لاستمالة الطائفة العلوية للوقوف إلى طرف الثورة السورية، ومحاولة لزيادة كم الحراك الشعبي الذي تشهده محافظة اللاذقية حاليا». ورفض عضيمة المنتمي للطائفة العلوية، تشبيه حادثة مقتل الضابط القاتل للسوريين لربما، بحادثة مقتل الأطفال في درعا بداية الثورة السورية.
وفي اتصال هاتفي مع «القدس العربي» أوضح عضيمة الرئيس السابق لقسم المعلومات في فرع مخابرات حلب بالقول «بالتأكيد إن هذا الضابط لم يكن يحمل فكرا ثوريا، والحادثة ليست أكثر من شجار انتهى بالقتل، فكيف نصفها بالحادثة الثورية».
وخفض من سقف توقعاته جراء تطور الحراك في اللاذقية على خلفية مقتل الضابط. وقال إن هذا الحراك لن يدوم، لأن لا مهرب للعلويين من بطش النظام في حال قرر البطش بهم، والمعارضة تتحمل جزءا من مسؤولية ذلك. وبيّن أن المعارضة لم تفتح قنوات تواصل مع العلويين، وفي حال قررت أسرة علوية الخروج من اللاذقية فأي جهة ستقصد؟. وأضاف «كنت دائم التواصل مع أعضاء الائتلاف لتأمين قنوات تواصل مع العلويين، لكن لم أتلق ردودا منهم، هم يريدون حشر الطائفة في خانة النظام للأبد».
ومضى قائلا: «يتواصل معي الكثير من الضباط العلويين لتأمين مهرب لهم، وردي عليهم يكون بأن ليس بمقدوري خدمتكم، لأني عانيت من قبلكم، على سبيل المثال منعتني المخابرات التركية من الإقامة في مخيم الضباط في إقليم هاتاي لأني علوي، بحجة الخوف علي».
يشار إلى أن سليمان هلال الأسد، أطلق قبل يومين الرصاص على العقيد حسان الشيخ، ما أدى لمقتل الأخير في مدينة اللاذقية على خلفية شجار مروري، مما دفع الكثير من الأهالي للتظاهر عند دوار الزراعة في اللاذقية، مطالبين بضرورة الاقتصاص من سليمان الأسد الذي لايزال مصيره مجهولا.
مقتل 25 مقاتلا معارضا في هجوم لتنظيم “الدولة” على مدينة مارع في شمال سوريا
بيروت – (أ ف ب) – قتل 25 عنصرا على الاقل من الفصائل المقاتلة ليل الاثنين الثلاثاء خلال هجوم نفذه تنظيم الدولة الاسلامية على مدينة مارع التي تعقد معقلا رئيسيا لمقاتلي المعارضة في شمال سوريا، وفق ما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن الثلاثاء “هاجم تنظيم الدولة الاسلامية ليلا مدينة مارع التي تعد معقلا رئيسيا للفصائل المقاتلة في ريف حلب الشمالي، ودارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين تخللها تفجير اربعة عناصر من التنظيم انفسهم بأحزمة ناسفة”.
واضاف “تسببت الاشتباكات والتفجيرات الانتحارية بمقتل 25 مقاتلا من الفصائل على الاقل وثمانية من تنظيم الدولة الاسلامية بينهم الانتحاريون الاربعة”.
وتقع مدينة مارع على طريق امداد رئيسية نحو تركيا وتعد احد ابرز معاقل فصائل المعارضة التي تخوض معارك ضد النظام وتنظيم “الدولة الاسلامية” في آن معا.
وكتب مأمون الخطيب مدير وكالة شهبا المحلية في حلب على صفحته الشخصية على موقع “فيسبوك” ان “خلية من تنظيم داعش (…) تسللت إلى مدينة مارع في ريف حلب الشمالي وقام عناصرها بإطلاق القنابل اليدوية والرصاص الحي على المدنيين”.
واوضح ان مقاتلي الفصائل “حاصروا” عناصر التنظيم في احد احياء المدينة، ما دفع عددا منهم الى تفجير انفسهم باحزمة ناسفة.
ودارت ليلا معارك عنيفة بين الطرفين توقفت فجرا وفق المرصد.
وسيطر تنظيم الدولة الاسلامية الاحد على قرية ام حوش الواقعة جنوب مدينة مارع، بعد اشتباكات تسببت بمقتل 37 عنصرا من الفصائل ولا يزال عشرون اخرون في عداد المفقودين، بحسب المرصد.
كما قتل 19 مقاتلا من عناصر التنظيم في هذه المعركة جراء ضربات جوية نفذها الائتلاف الدولي بقيادة اميركية والذي يستهدف مواقع الجهاديين في سوريا.
ويحاول تنظيم الدولة الاسلامية منذ اشهر السيطرة على مدينة مارع نظرا لموقعها الاستراتيجي وبهدف قطع الامدادات الى الفصائل المقاتلة.
مقتل 62 شخصا بقصف قوات النظام في سوريا الاثنين
إدلب- الأناضول: أعلنت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، مقتل 62 شخصاً، أمس الاثنين، بقصف قوات النظام على المدن والأحياء السورية، بينهم 13 طفلاً و5 نساء.
وأوضحت الشبكة في بيان لها الثلاثاء، تلقت الأناضول نسخة منه، أن 30 شخصا قتلوا في إدلب، و9 أشخاص في دير الزور، و15 في ريف دمشق، و6 في درعا، وشخص واحد في كل من حلب وحماة.
وكانت طائرات النظام السوري قد قصفت أمس المستشفى الميداني الوحيد في بلدة “بنش” بمحافظة إدلب.
ونفى أحمد البدوي، أحد العاملين في المستشفى، للأناضول، وقوع ضحايا في القصف، قائلاً “إنَّ القصف تسبب بدمار المستشفى والعديد من سيارات الإسعاف”.
تركيا: عشرات القتلى والجرحى في موجة تفجيرات وهجمات في اسطنبول استهدفت إحداها القنصلية الأمريكية
الأمن: القضاء على 390 «إرهابياً» وإصابة 400 و«الكردستاني» يستهدف مروحية
إسطنبول ـ «القدس العربي» من إسماعيل جمال: قتل وأصيب العشرات من رجال الأمن والشرطة التركية، بالإضافة إلى عدد من المهاجمين في تفجيرات وهجمات دامية نفذها حزب العمال الكردستاني، بالتزامن مع هجوم مسلح استهدف القنصلية الأمريكية في إسطنبول، في هجوم تبنته مجموعة يسارية متطرفة، وذلك بعد يوم واحد من وصول مزيد من الطائرات الحربية الأمريكية لقاعدة «إنجيرليك» الجوية في تركيا للمشاركة في الحرب ضد تنظيم «الدولة الإسلامية».
وصباح الاثنين، فتحت امرأتان النار على القنصلية الأمريكية في مدينة إسطنبول التركية، دون الإبلاغ عن وقوع إصابات، في حين أعلنت الشرطة تمكنها من إلقاء القبض على إحدى المهاجمات بعد إصابتها، بينما تمكنت أخرى من الفرار، وفق ما نقلته وسائل إعلام تركية عن مصادر أمنية.
من جهتها، تبنت ما تسمى «جبهة حزب التحرير الشعبي الثوري» المسؤولية عن هجوم السفارة، وقالت الجبهة إن «خديجة اشيك» 42 عاماً، هي إحدى منفذات الهجوم وتوعدت بـ»استمرار الكفاح حتى رحيل الإمبريالية وعملائها من بلادنا وتحرير كل شبر من أراضينا من القواعد الأمريكية».
القنصلية الأمريكية أكدت وقوع «حادث أمني»، وأعلنت أنها ستبقي أبوابها مغلقة أمام العامة حتى إشعار آخر.
وحطّت 8 طائرات عسكرية أمريكية، الأحد، في قاعدة إنجيرليك الجوية بولاية أضنة جنوبي تركيا، في إطار مواجهة تنظيم «الدولة».
وقالت وكالة الإناضول إن 8 طائرات أمريكية مع عدد من العسكريين، وصلوا إلى قاعدة إنجيرليك، مشيرة إلى أن 6 من الطائرات الأمريكية التي حطت في إنجيرليك هي من طراز «أف 16»، وواحدة من نوع «سي 5»، وأخرى من طراز «كي سي -135».
في سياق آخر، قتل 4 عناصر من الشرطة وجندي من الجيش التركي، الاثنين، في هجومين منفصلين نفذهما عناصر من حزب العمال الكردستاني «بي كا كا»، في ولاية شرناق، جنوب شرقي البلاد.
وذكر بيان صادر عن ولاية شرناق أن عناصر المنظمة فجروا عن بعد عبوة ناسفة مزروعة على جانب الطريق في قضاء سيلوبي، خلال قيام عناصر الأمن بعملهم، مشيراً إلى سقوط 4 قتلى من رجال الشرطة.
وفي تطور لافت للأحداث، قتل جندي وأصيب 7 آخرون في إطلاق نار استهدف مروحية عسكرية في قضاء «بيت الشباب» في الولاية نفسها.
وسبق ذلك هجوم انتحاري استهدف مركزاً للشرطة في منطقة «سلطان بيلي» في مدينة إسطنبول، نفذ بواسطة سيارة محملة بالمتفجرات يقودها انتحاري، الأمر الذي أوقع 10 جرحى، بينهم 7 مدنيين وثلاثة شرطيين.
وعاشت منطقة التفجير ليلة غير مسبوقة أدت إلى مقتل 2 من المسلحين، بالإضافة إلى مقتل مدير شعبة التحري عن التفجيرات «بايازيد جيكان».
وكالة الأناضول التركية نقلت عن مصادر عسكرية تركية قولها إن هجمات حزب العمال الكردستاني التي تجددت في السابع من تموز/ يوليو الماضي، أدت إلى مقتل 26 عنصراً أمنياً، وذلك في إحصاء صدر قبيل سقوط قرابة 6 قتلى في هجمات جديدة للحزب، الاثنين.
وقالت إن الجيش التركي تمكن من القضاء على 390 «إرهابيا» حتى اليوم، خلال العمليات الجوية التي نفذها مؤخرا ضد مواقع «بي كا كا» في إقليم شمال العراق، فضلاً عن إصابة أكثر من 400، 150 منهم جروحهم بليغة.
ويقول الأمن التركي إنه أوقف نحو 1600 شخص، جلهم من الكادر الشبابي لمنظمة «بي كا كا» في عملياته في ولايات تركية عديدة ضد «المنظمات الإرهابية»، على رأسها «بي كا كا» و»الدولة الإسلامية» وجبهة «حزب التحرير الشعبي الثوري»، اعتبارا من 24 تموز/يوليو الماضي.
وكان رئيس الوزراء التركي المكلف، أحمد داوود أوغلو، قال الأحد: «لن تتمكن المنظمات الإرهابية من خلال هذه الهجمات من النيل من أمن واستقرار تركيا».
ومن المقرر أن يلتقي اليوم داود أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو، في لقاء نهائي للبحث في إمكانية الاتفاق على تشكيل حكومة ائتلافية في البلاد التي تعيش حالة من الفراغ السياسي منذ الانتخابات البرلمانية في السابع من تموز/ يونيو الماضي.
تفجير نفق إمدادات لحزب الله والنظام في قريتين شيعيتين في إدلب وتنظيم «الدولة الإسلامية» يهاجم مطار كويرس
قوات التحالف قتلت 225 مدنياً سورياً منذ بدء غاراتها
ريف إدلب وحماة وحلب ودمشق ـ «القدس العربي» ـ وكالات: كشفت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن الغارات التي شنتها طائرات «التحالف الدولي ضد الإرهاب» بقيادة الولايات المتحدة على مواقع تنظيم الدولة في شمال وشمال شرق سوريا، أسفرت منذ بدئها قبل أكثر من عشرة أشهر وحتى الآن عن مقتل 225 شخصاً، بينهم 65 طفلاً و37 امرأة. وقالت الشبكة السورية في تقرير لها إن إنكار حكومات دول التحالف لهذه الحقيقة «لا يفيد لأن التقارير الحقوقية الموثقة وشهادات الأهالي تكشف ذلك بشكل واضح». ودعتها إلى «أن تحاول بدلاً من الإنكار المسارعة في فتح تحقيقات جدية، والإسراع في عمليات تعويض الضحايا والمتضررين».
تتزامن هذه الأنباء مع أخرى أفادت بأن 250 سوريا قضوا خلال الاربع وعشرين ساعة الماضية بينهم 64 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، و33 مواطناً خلال المعارك وقصف قوات النظام.
وقتل 14 مقاتلا تابعا للفصائل الإسلامية من بينهم قيادي في اشتباكات مع قوات الدفاع الوطني واللجان الشعبية، بإشراف قادة مجموعات من حزب الله اللبناني في محيط بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين في ريف إدلب، من قبل «جيش الفتح» بقيادة جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) والفصائل الإسلامية، اللتين يقطنهما سوريون من الطائفة الشيعية.
وتمكنت حركة أحرار الشام الإسلامية المعارضة (أحد تشكيلات جيش «الفتح») من التقدم في منطقة الصواغية الواقعة على امتداد بلدة الفوعة، وفجرت نفقاً في مستهل هجومها على القريتين، أتبعته بمفخخة مسيرة عن بعد.
وكانت الحركة قد أعلنت أمس عن عملية عسكرية ضد القريتين، اللتين تسكنهما أغلبية شيعية، وذلك «للضغط على النظام السوري ودفعه للتفاوض لوقف الهجوم على مدينة الزبداني، على الحدود السورية اللبنانية».
في الوقت ذاته انسحبت «جبهة النصرة»، من بعض مناطق المواجهة مع تنظيم «الدولة» في شمال سوريا على الحدود مع تركيا. وعزت الجبهة هذا القرار إلى رفضها أي تعاون مع الخطة الأمريكية التركية الهادفة إلى إنشاء منطقة خالية من تنظيم «الدولة الإسلامية» في محافظة حلب على طول الحدود مع تركيا. وفي إشارة إلى الخطة الأمريكية – التركية أضافت «إننا لا نرى جواز الدخول في هذا الحلف شرعا لا على جهة الانخراط في صفوفه ولا على جهة الاستعانة به ولا حتى التنسيق معه». وحسب المرصد السوري فإن النصرة انسحبت تماما من قريتي الدحلة وحرجلة على الحدود التركية.
وتستمر الاشتباكات بين قوات النظام من جهة، وتنظيم «الدولة الإسلامية» من جهة أخرى، في محيط مطار كويرس العسكري المحاصر من قبل التنظيم في ريف حلب الشرقي، وسط قصف عنيف ومتبادل بين الطرفين، بالتزامن مع قصف جوي على محيط المطار. واستهدف التنظيم المطار بسيارة مفخخة هي الثالثة. وأسفرت الاشتباكات حتى كتابة التقرير عن مقتل 15 عنصراً من قوات النظام بينهم 12 ضابطاً من ضمنهم عميدان ونقيب، مقابل مقتل 26 على الأقل من عناصر تنظيم «الدولة».
«حفير الفوقا» خالية من المعارضة بعد انشقاقهم بالكامل وانضمامهم إلى قوات النظام في القلمون
هبة محمد
ريف دمشق – «القدس العربي» : سلمت مجموعات المعارضة المسلحة عناصرها إلى اللواء 65 التابع لقوات نظام بشار الأسد في منطقة القلمون، وفرغت البلدة تماما من أي مظهر مسلح معارض، بعد أن تخلى مقاتلو المعارضة عن سلاحهم الفردي لصالح قوات النظام، وانتسبوا إليها على دفعات، فاق عدد الأخيرة منها 600 مقاتل.
ووفقا لمصادر عسكرية خاصة، فإن البلدة باتت الآن تضم الأهالي من المدنيين الكبار في السن والأطفال فقط. فيما انضم جميع شبانها من عناصر الجيش الحر، والمنشقين، والمتخلفين عن الخدمة العسكرية، والمدنيين القادرين على الحمل السلاح إلى جبهات النظام المشتعلة في مطار السين العسكري ومدينة الناصرية والفرقة الثالثة.
واعتمد نظام الأسد على عدة شخصيات معروفة من أذرعه الأمنية داخل البلدة في إغراء الشبان بالانشقاق عن المعارضة المسلحة، وتسوية وضعهم لدى قوات النظام، التي بدورها ستغرقهم بالمرتبات الشهرية والحوافز في ظل انعدام مقومات الحياة في البلدة، عقب محاصرة الثكنات العسكرية لها من جهاتها الأربع، وسوى ذلك من العواقب التي ستحل بالبلدة والتهديد بقصفها وهلاك من فيها، في حال احتفظ شبانها بسلاحهم، وفتحوا جبهات مع قوات بشار الأسد.
وأشار المصدر إلى الدور الريادي الذي شغله كل من وليد الجبة الملقب «بالدباك» رئيس بلدية حفير الفوقا في انشقاق مجموعات المعارضة، حيث يملك الأخير ميليشيات مسلحة تحت قيادته يطلق عليها اسم «كتائب البعث»، بالإضافة إلى محمد شبرق التابع للأمن القومي وكان قياديا بارزا لدى مناف طلاس قبل اندلاع الثور السورية، ويعمل كذراع مخابراتية داخل بلدة الحفير وتاجر حرب يربح من قوات الأهالي والمدنيين المحاصرين، وله ميليشيات مسلحة تابعة لقيادته.
وتحدث المصدر العسكري عن دور الأخوين ليلى من ميليشيا الدفاع الوطني الذي يقود أحدهما مجموعات مسلحة يبلغ عددها بضعة آلاف، ويقود الثاني ميليشيات كبيرة تابعة لقوات الحرس الجمهوري، فضلا عن رجال المخابرات محمود قيس وتوفيق نور دياب وجميعهم من أبناء البلدة الذين عملوا على إفراغها من فصائل المعارضة المسلحة.
وكان القائد العسكري قد حذر من كارثة مرتقبة تحدق ببلدة حفير فوقا الواقعة في منطقة القلمون، وقال إن البلدة تحت خطر السقوط بيد قوات النظام والميليشيات الايرانية واللبنانية الشيعية التي تسانده، بعد أن استقدم الأخير أرتالا عسكرية أحاطت بالبلدة من الاتجاهات الأربع. وباتت تكشف كامل تحركات الثوار فيها، خاصة بعد هروب وانشقاق مئات الشبان المدنيين والمقاتلين وانضمامهم إلى قوات النظام.
وتابع القيادي» دعمت قوات نظام بشار الأسد مواقعها وأقامت أربع دشم عسكرية ونقاط تمركز جديدة على التلال المحيطة ببلدة حفير الفوقا شلت بذلك كل طرق وشوارع البلدة، ورصدت تحركات الثوار والأهالي.
وأضاف» تتلخص النقاط العسكرية الجديدة بدشمة مؤلفة من ثلاث نقاط على الجهة الشرقية، وهي المنطقة الفاصلة بين بلدة الحفير واللواء 65 وتواجه إحدى هذه النقاط العسكرية حي الجورة، والثانية ترصد حي الضهر، والنقطة العسكرية الثالثة تكشف حي المخفر. وعزز النظام تواجده على الجهة الشمالية لبلدة الحفير بدشمة عسكرية على تخوم البلدة بشكل مباشر وترصد حي الفوقا وتشل حركته».
وأضاف «دعمت قوات النظام تمركز قواتها على الجبهة الغربية في تلة عمر خليل، كما استقدمت آلياتها العسكرية وعشرات الجنود، وباتت بذلك بلدة حفير الفوقا كالطبق أمام قوات بشار الأسد، دون أي تحرك لثوار المدينة، سوى الهروب إلى حضن النظام خوفا من مجزرة محققة وطمعا بإغراءاته، بسبب رفض فصائل المعارضة مساندتنا».
دمشق عاصمة التقنين الكهربائي والدمشقيون يكافحونه بطرق بدائية والاستياء يطال الوسط الموالي
سلامي محمد
دمشق – «القدس العربي»: يتذرع النظام السوري بأمور متعددة مقابل تقنين ساعات الكهرباء في العاصمة السورية – دمشق، إلا أن مساعيه المستمرة لإخفاء عجزه الكبير عن توفير مصادر الطاقة الكهربائية في كبرى معاقله، على امتداد الجغرافية السورية، باتت واضحة للغاية، إذ أن ساعات التقنين في الأحياء الدمشقية بلغت مستويات قياسية خلال الآونة الأخيرة، لتصل في مناطق عدة إلى ما يقارب 19 ساعة يوميا بلا كهرباء، أما المناطق المتاخمة لسيطرة المعارضة السورية فقد تجاوزت ساعات التقنين فيها 20 ساعة يوما، وفي أيام أخرى يستمر انقطاعها يوما كاملا.
الأحياء الدمشقية العريقة كان لها النصيب الأكبر من ساعات التقنين، ففي حي «الميدان» تجاوزت ساعات التقنين فيه 18 ساعة يوميا، والأمر ذاته تعيشه كل من أحياء «باب سريجة، الصالحية، وركن الدين»، وبحسب الناشط الإعلامي»أبو القاسم الدمشقي» الذي أكد بدوره لـ»القدس العربي» خلال اتصال خاص معه، إن الضجر يسود الأحياء الدمشقية التي باتت تستخدم طرقا بدائية للغاية من أجل الإنارة، وخاصة مع ارتفاع درجات الحرارة لمستويات عالية، وأن غالبية الأطعمة والمواد الغذائية كان مصيرها التلف بسبب فقدان الكهرباء غالبية أوقات اليوم.
وأضاف الناشط الإعلامي:» أما المناطق المتاخمة أو المطلة على مناطق سيطرة المعارضة السورية المسلحة فكان لها نصيب أكبر من ساعات التقنين الكهربائي مثل أحياء «القاعة» الواقع على أطراف حي «الميدان» وسط دمشق، وكذلك في حي»التضامن» حيث تجاوزت فيهما ساعات التقنين 20 ساعة يوميا».
وأشار المصدر، أن أحياء «المهاجرين» لم تسلم هي الأخرى بدورها، ووصلت ساعات التقنين 17 ساعة يوميا.
وأضاف «الدمشقي»: «عجز النظام السوري عن توفير الطاقة الكهربائية أو الطاقة البديلة بات واضحا للقاصي والداني، وأن مساعي النظام السوري لتأمين الكهرباء للأحياء الموالية له لم تكلل هي الأخرى بالنجاح، حيث سيطرت حالة من الاستياء الواسع بين الأحياء التي يقطنها موالون لبشار الأسد، بسبب انقطاع التيار الكهربائي فيها، ليصل التوتر إلى معاقل النظام الرئيسية في دمشق كـ»المزة 68، عش الورور، شارع نسرين»، بسبب العجز الحكومي عن توفير الكهرباء لقاطنيها أو توفير مصادر طاقة بديلة».
أما بعض تجار دمشق، فقد عملوا بدورهم على استيراد مرواح تعمل على البطاريات من الصين، وذلك بسبب انقطاع الكهرباء لساعات طويلة جدا، وأقبل أغلب الدمشقيين على شرائها، لأنها تعمل على «الشواحن الكهربائية» الضعيفة والبطاريات، ووجدوا فيها حلا مؤقتا، في ظل غياب أي حلول أخرى في الأفق على المستوى المنظور.
وأضاف «الدمشقي»: «يقوم الأهالي بابتكار أساليب بدائية متعددة «لتوفير الإنارة، منها الاعتماد على «بطاريات السيارات أو الدرجات النارية» لإشعال بعض المصابيح الضوئية، وكذلك محولات الطاقة الكهربائية الخفيفة والليد الضوئي، إلا أن هذه الأساليب تكون في غالبية الأمر بسيطة للغاية ولا تعتبر حلولا للمشكلة الكهربائية، إلا أنها طرق تساعد على الرؤية وقضاء الحاجيات في المنازل.
“داعش” يتقدّم في ريف حلب والمعارضة تتجه للحسم شمالاً
رامي سويد
استغل تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) انشغال قوات المعارضة السورية وقوات النظام السوري بالقتال المستمر بينهما في منطقة وادي الغاب، في ريف حماة الشمالي الغربي، ليهاجم قوات الطرفين، بشكل متزامن بريف حلب، ويتقدّم عليهما. لكن عقب دحر قوات المعارضة قوات النظام في سهل الغاب، يُرتقب أن تتفرغ لقوات “داعش” التي راحت تتمدّد في ريف حلب.
وشنّ “داعش” هجوماً كبيراً ومفاجئاً على قوات فصائل المعارضة، التي كانت تتمركز في قرية أم حوش في ريف حلب الشمالي، التي تقابل مباشرة مناطق سيطرة “داعش” في بلدتي عبلة وتل الجيجان والمناطق المحيطة بها على الطريق، الذي يصل مدينة حلب ببلدة الراعي الحدودية.
وأكّد الناشط الإعلامي، حسن الحلبي، لـ”العربي الجديد”، أن قوات المعارضة اضطرت للانسحاب من قرية أم حوش، بسبب تفجير “داعش” سيارة مفخخة، بالإضافة إلى تفجير عدد من مقاتلي “داعش” أنفسهم قرب نقاط تمركز قوات المعارضة، مما أدى إلى تكبد فصائل الفوج الأول ولواء فرسان الحق واللواء 101 جيش حر، خسائرَ في الأرواح.
وأشار الحلبي إلى أن تفجيرات “داعش” في المنطقة والاشتباكات التي تلتها أودت بحياة أكثر من خمسين عنصراً من عناصر قوات المعارضة، في مقابل مقتل نحو خمسة وعشرين من عناصر “داعش” إثر تفجير أنفسهم أو بسبب استهداف قوات المعارضة لهم.
ويُعتبر تقدّم “داعش” نحو أم حوش، وسيطرته على هذه القرية، خطوة هامة نحو فصل مناطق سيطرة المعارضة في حلب عن مناطق سيطرتها في ريف حلب الشمالي، حيث تقع أم حوش شمال مدرسة المشاة العسكرية، التي تعتبر أكبر نقاط تمركز قوات المعارضة بريف حلب الشمالي.
وباتت أم حوش اليوم محاصرة من ثلاث جهات، حيث يسيطر “داعش” على المناطق الواقعة إلى الشمال والشرق منها، وتسيطر قوات النظام على المناطق الواقعة جنوبها، فيما تحتفظ قوات المعارضة بالسيطرة على المناطق الواقعة غربها.
وكانت (جبهة النصرة) قد أكملت انسحابها أمس من ريف حلب الشمالي بعد تصاعد الحديث عن قرب عملية عسكرية كبيرة تشنها قوات المعارضة ضد “داعش” في المنطقة بغطاء جوي تركي.
وأصدرت “جبهة النصرة” بياناً أعلنت فيه موقفها الرافض للمشاركة بأية عملية عسكرية تقودها تركيا ضد “داعش” في ريف حلب، وقالت: “إننا في (جبهة النصرة) لا نرى جواز الدخول في الحلف شرعاً، ذلك أن قرار المعركة ضد تنظيم الدولة الآن لم يكن خياراً استراتيجياً نابعاً من إرادة حرة للفصائل المقاتلة، بل هدفها الأول هو أمن تركيا القومي، كما أننا لا نرى أنه يصب في مصلحة الساحة حالياً، خصوصاً بعد تقهقر النظام النصيري ووصول المجاهدين إلى معاقله في الساحل السوري”، بحسب بيان”النصرة”.
ولم يتوقف تقدّم “داعش” عند ريف حلب الشمالي، إذ بدأت قواته منذ فجر الأحد هجوماً كبيراً على قوات النظام السوري المحاصرة في مطار كويرس العسكري، بريف حلب الشرقي. وقامت بقصف المطار بصواريخ “غراد” والكاتيوشا والصواريخ محلية الصنع، قبل أن تصعد هجومها الإثنين باستهداف نقاط تمركز قوات النظام السوري في محيط المطار العسكري بثلاث سيارات مفخخة، أدى انفجارها إلى تكبيد قوات النظام خسائر بشرية كبيرة، لكن دون أن تنجح في اقتحام المطار حتى الآن.
وأشار المرصد السوري لحقوق الانسان إلى أن حصيلة التفجيرات والاشتباكات في محيط مطار كويرس قد ارتفعت إلى ثمانية عشر قتيلاً من قوات النظام، بينهم اثنا عشر ضابطاً كان ضمنهم عميدان ونقيب، في مقابل سقوط ستة وعشرين عنصراً من قوات “داعش”.
يأتي ذلك في الوقت الذي تواصل فيه قوات المعارضة السورية هجومها على نقاط تمركز قوات النظام في بلدتي الفوعة وكفريا المواليتين للنظام والمحاصرتين من قبل قوات “داعش” بريف إدلب الشمالي. ويجري هذا الهجوم بالتزامن مع تقدّم قوات المعارضة الكبير في منطقة سهل الغاب، على حساب قوات النظام السوري أيضاً.
وأعلن المكتب الإعلامي في “جيش الفتح”، الذي يشكل ائتلاف فصائل المعارضة السورية المسلحة التي تقاتل النظام السوري في ريف إدلب وريف حماة، عن تمكن قوات “جيش الفتح” من تفجير عربة “بي إم بي” مفخخة بأكبر حاجز لقوات النظام، يتمركز بقرية دير الزغب، قرب بلدة الفوعة التي تتحصن فيها قوات النظام. لكن لم يُعرف عدد قتلى قوات النظام الذين سقطوا إثر التفجير.
وجاء هجوم قوات المعارضة على مناطق تمركز قوات النظام في محيط بلدة الفوعة بعد يوم واحد فقط من تقدم قوات المعارضة الكبير في منطقة سهل الغاب، بريف حماة الشمالي الغربي، حيث أكملت قوات المعارضة يوم الأحد سيطرتها على قرية الزيارة وحاجز التنمية ومنطقة تل واسط وبلدة المنصورة في سهل الغاب، بعد انسحاب قوات النظام التي كانت تسيطر على هذه المناطق جميعاً نحو بلدة جورين ومعسكر قوات النظام القريب منها.
وتمكنت قوات المعارضة من تحقيق هذا التقدّم بعد ضغطها على قوات النظام المتمركزة في سهل الغاب من ثلاثة محاور، لتتمكن من إجبارها على التراجع والانسحاب بشكل جماعي من المناطق التي تسيطر عليها، خوفا من الوقوع تحت حصار قوات المعارضة التي كانت تمتلك أفضلية المناورة والالتفاف.
وأوضح الناشط، مهند الإدلبي، لـ”العربي الجديد” أن قوات المعارضة لم تتوقف عند بلدة المنصورة، حيث بدأت الإثنين بمهاجمة بلدة جورين الاستراتيجية، التي تقع على السفوح الشرقية لسلسلة جبال اللاذقية. وأكد أن قوات المعارضة تمكنت من تدمير دبابتين لقوات النظام السوري قرب البلدة بعد استهدافهما بصواريخ مضادة للدروع، وذلك بالتزامن مع استمرار قصفها لمناطق سيطرة النظام بجبال اللاذقية بصواريخ “غراد”.
أخيراً… مازن درويش حُرّاً
أحمد حمزة
بعد نحو ثلاث سنوات وحوالى ستة أشهر على اعتقال أجهزة أمن النظام السوري، للصحافي والناشط البارز مازن درويش، أُطلق سراحه ظهر أمس الاثنين، فيما تنتظره جلسة محاكمة في الواحد والثلاثين من شهر آب/أغسطس الحالي، للبت في الحكم النهائي بقضيته.
وأكد الناطق باسم مركز توثيق الانتهاكات في سورية بسام الأحمد لـ”العربي الجديد”، خبر إطلاق النظام السوري سراح الناشط الحقوقي مازن درويش، مشيراً إلى أن ذلك “جاء بعد ورود اسمه في قوائم تضم أسماء معتقلين، طلبت لجنة المصالحة الوطنية في حكومة النظام الإفراج عنهم إبان عيد الفطر الماضي، ليتم تحويل درويش بعدها من سجن حماة المركزي حيث كان محتجزاً إلى أحد فروع استخبارات أمن الدولة قبل أن يطلق سراحه الاثنين”.
وكانت عناصر من المخابرات الجوية السورية، دهمت مكان تواجد الصحافي مازن درويش في دمشق، وسط فبراير/شباط سنة 2012، واعتقلته مع عدد من رفاقه. وبرغم صدور عدة مراسيم عفو رئاسية لاحقاً، فإن النظام أبقى على درويش قيد الاعتقال طيلة اثنين وأربعين شهراً.
وكان درويش، وهو من مواليد سنة 1974، قد أسس “المركز السوري للإعلام وحرية التعبير” في العاصمة السورية، ويُعرف عنه دفاعه عن التظاهرات، التي كانت تخرج في الكثير من المناطق السورية منذ مارس/آذار عام 2011، وكذلك انتقاده الحاد لإطلاق الرصاص
وبمناسبة إطلاق سراحه، أصدر المركز السوري للإعلام وحرية التعبير بياناً أشار فيه إلى أنّ “السلطات السورية المعنية أفرجت عن الصحافي والمدافع عن حقوق الإنسان درويش بتأخير 23 يوماً في تطبيق إجراءات العفو الرئاسي الخاص الصادر بتاريخ 19 تموز 2015 والذي من المفترض أنه شمله أيضاً”. وبموجب العفو في 19 يوليو/ تموز الماضي، أفرجت السلطات السوريّة عن زميلي درويش الصحافيين والناشطين هاني الزيتاني و حسين غرير الشهر الماضي لمناسبة عبد الفطر.
كما اضاف المركز في بيانٍ حصلت “العربي الجديد” على نسخة منه، أنّ السلطات لا تزال تمتنع عن شمل قضية درويش بالمرسوم الرئاسي الصادر في يونيو/ حزيران 2014 وفق المادة رقم (8) من قانون الإرهاب الصادر في أبريل/ نيسان 2012 بالعفو عن كامل العقوبة. وتنصّ المادة على “الترويج للأعمال الإرهابية” وهي التهمة الموجهة له، حيث “لا يزال قيد المحاكمة وموعد الجلسة هو 31 آب 2015 للنطق بالحكم”.
وفي وقت سابق من هذا العام، منحت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) مازن درويش جائزة حرية الصحافة، تقديراً منها لـ”العمل الذي قام به في سورية منذ أكثر من عشر سنوات على حساب تضحيات شخصية كبيرة ومنعه من السفر والمضايقة وحرمانه المتكرر من الحرية”.
وسلّمت “اليونيسكو” جائزة درويش الذي يُعتبر أحد مؤسسي صحيفة فويس (صوت) وموقع “سيريا فيو.نت” الإخباري المستقل الذي منعته السلطات السورية، لزوجته يارا بدر. والتي قالت حيث كان زوجها معتقلاً حينها، إن “الجائزة مهمة في رفع الوعي، ليس بالنسبة لمازن درويش فحسب بل لقضية مئات معتقلي الرأي في سورية”.
على مواقع التواصل، فرحة المستخدمين بإطلاق سراح درويش حضرت بقوة، فأطلق المغردون وسم #مازن_درويش_حرا دوّنوا عليه تغريدات مناصرة للناشط البارز.
إلقاء القبض على قريب الأسد بعد قتله ضابطاً
أعلنت سلطات النظام السوري، عبر وسائل إعلامها الرسمية، عن إلقاء القبض على سليمان هلال الأسد، نجل ابن عم الرئيس السوري بشار الأسد، والمتهم بقتل ضابط كبير في جيش النظام قبل يومين، بعد خلاف مروري دار بينهما في إحدى ساحات مدينة اللاذقية.
وأفادت صفحات موالية للنظام على وسائل التواصل الاجتماعي، أن القبض على سليمان الأسد تم في قرية “كلماخو” في ريف اللاذقية، وهي منطقة جبلية قريبة من مدينة القرداحة التي تنحدر منها عائلة الأسد.
وخرجت تظاهرات في مدينة اللاذقية السورية التي تعد المعقل الرئيس لمؤيدي الأسد، مساء يومي السبت والأحد، طالبت بإعدام سليمان الأسد، وذلك بعد قيام الأخير بإطلاق النار وقتل العقيد بسلاح الجو، حسان الشيخ، بحسب تسجيلات مصورة تم بثها على الإنترنت.
وفي التفاصيل، فقد كان العقيد بقوات النظام حسان الشيخ، يقود سيارته وبرفقته أفراد أسرته، فحاول تجاوز موكب سليمان الأسد عند دوار الأزهري وسط مدينة اللاذقية. أزعج هذا التصرّف الشاب المعروف بغطرسته، فترجّل من سيارة “الهامر”، بعد إيقاف سيارة الشيخ، المهندس في القوى الجوية بقوات النظام، وأطلق النار عليه أمام أسرته وطفليه، وعلى مرأى من الناس الموجودين بالمكان. مع العلم أنه يوجد حاجز أمني لقوات النظام على مقربة، لم يُحرّك ساكناً جراء الحادثة.
ويحمل الضابط المقتول وسام شرفٍ من الرئيس السوري، لـ”الخدمات التي قدّمها للنظام”، كما يتحدر من قرية بسنادا، شمال شرق اللاذقية.
300 سويدي في سورية
ستوكهولم ــ ناصر السهلي
أظهرَ تقرير أعده التلفزيون السويدي “أس تي في نيوز” أن 300 شخص مسجلين كمقيمين ومواطنين في السويد عولجوا نتيجة إصابتهم في الحرب في سورية، خلال السنوات الخمس الماضية. ويشير إلى “تزايد أعداد المسافرين إلى مناطق النزاع في سورية بنسبة أكبر بكثير من الأرقام المتداولة”، لافتاً إلى أن أحد الأشخاص الذين اعتقلوا قبل فترة في غوتيبورغ (غرب السويد) بتهمة “المشاركة في الحرب السورية عام 2013، وارتكاب جرائم”، أطلق سراحه بسبب الجروح التي أصيب بها.
وينقل التلفزيون السويدي عن جهاز الاستخبارات قوله إن 300 مواطن سافروا إلى سورية للانضمام إلى مجموعات جهادية في كل من العراق وسورية، وقد قتل العديد منهم فيما عاد ما بين 50 إلى 100 شخص إلى البلاد. وتشير الأجهزة الأمنية إلى أن هناك ما بين 30 إلى 50 سويدياً ـ كردياً انضموا إلى جبهات القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية، فيما شارك حوالى 20 شخصاً في الحرب الأوكرانية.
ولا يخفي جهاز الاستخبارات السويدي معرفته بمشاركة العديد من مواطني بلده في الجيش العراقي والحشد الشعبي لمقاتلة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”. ويقول المسؤول الإعلامي في الجهاز الأمني فريدريك ميلدر: “نراقب مواطنينا جيداً، ونعرف المجموعات الجهادية التي ينضمون إليها. ولا نرى أن أولئك الذين يلتحقون بحركات غير جهادية يشكلون خطراً على بلادنا”.
وبحسب النظام الصحي السويدي، لا يمكن إعطاء معلومات شخصية عن هؤلاء الذين جرى علاجهم نتيجة مشاركتهم في الحرب السورية، ما يعني، بحسب التلفزيون السويدي، أن “معظم هؤلاء سويديون وليسوا لاجئين”. ويقول المؤرخ السويدي فيلهلم أغريل إن “الأرقام المتزايدة تشير إلى أن التحاق السويديين بداعش أعلى مما كان يتداول في السابق. كما أن مشاركة السويديين في مناطق النزاع الأخرى زادت بالمقارنة مع السابق”. يضيف أن هذه المشاركات لا تعني القتال بالضرورة، إذ يساهم البعض في عمليات الإغاثة والطبابة، ويتفقدون الأهالي في مناطق النزاع، ما يؤدي إلى إصابتهم. ومن الطبيعي أن يعودوا إلى السويد لتلقي العلاج.
وتشير مراكز علاج ضحايا الحروب والتعذيب في غوتيبورغ إلى أن ثلاثة آلاف شخص مروا على مراكزها في تلك المدينة، وهم يعانون من أعراض ما بعد الصدمة. وتتضمن الأرقام ضحايا مدنيين لا علاقة لهم بالصراع المسلح، منهم سويديون أو مقيمون بشكل نظامي في السويد.
ويقول التقرير إن أكثر الحالات التي عولجت خلال السنوات الماضية نتيجة الإصابة في الحروب، تتوزع على مناطق يقيم فيها عدد لا بأس به من سويديين من أصول مهاجرة، مثل فيسترا غوتلاند (69 حالة)، ومحافظة ستوكهولم (51 حالة)، وسكانيا (43 حالة)، وأوبسالا ( 42 حالة).
وتعترفُ السويد بأن مئات المواطنين (خصوصاً من أصول مهاجرة) يشاركون في مناطق النزاع المختلفة. وتزايدت الأعداد خلال العام الماضي والحالي، خصوصاً السويديين من أصل كردي الذين يسافرون إلى سورية والعراق لمحاربة داعش، بالإضافة إلى مواطنين سويديي الأصل يشاركون في تلك الحروب. لكن التركيز الأساسي يبقى على أولئك الذين يشاركون في “مجموعات جهادية”. وبالرغم من أن السويديين متعاطفون بالمجمل مع السوريين ومعاناتهم، إلا أن الأجهزة الأمنية ترى أن معظم المعارضين المسلحين في سورية “جهاديون”. كل ذلك يأتي وسط عجز واضح عن تحديد أعداد الشباب الذين سافروا وانضموا إلى مجموعات مقاتلة ضد النظام السوري منذ اندلاع الصراع المسلح، علماً أن التقديرات لا تتجاوز المائة شخص، فيما يسعى البعض إلى إثبات أن الرقم أكبر من ذلك بكثير.
“جهادي” ضد الغرب
يقول أحد الناشطين في المجال الإغاثي في السويد إننا “سعينا كثيراً لإحضار بعض الجرحى الذين أصيبوا في القصف الجوي في سورية إلى السويد لمعالجتهم. نجحنا في البداية، وهذا ما كنا قد فعلناه بالتعاون مع زملاء آخرين في ألمانيا قبل سنوات. لكن للأسف، فإن بروز داعش قطع الطريق علينا، وبات ينظر لكل شاب نسعى لإحضاره إلى السويد للعلاج على أنه جهادي ضد الغرب”.
“جيش الفتح” يستهدف الفوعة.. لإنقاذ الزبداني
تمكن مقاتلو “جيش الفتح” من تفجير نفق تحت الأرض في بلدة الفوعة بريف إدلب، تزامناً مع استهداف أماكن تمركز لقوات النظام موقعيين عشرات القتلى في صفوف النظام بحسب قناة “الجزيرة”. وأشارت القناة إلى قيام “جيش فتح” بتفجير عربة ملغمة قرب موقع للنظام والهجوم على مواقع في دير الزغب غرب الفوعة موقعين أكثر من عشرين قتيل من عناصر النظام، فيما قالت وكالة “مسار برس” إن مقاتلي المعارضة تمكنوا من أسر ثلاث مقاتليين من قوات الأسد كانوا قد حاولوا الفرار بعد أن إدّعوا الانشقاق.
في المقابل، قام الطيران المروحي بشن غارات جوية على مدن أريحان وكفرنبل، وبنش، وبلدات أورم الجوز، وجبل الأربعين، وجرجناز، وقرى الحميدية، وكفريحمول، وأم جزين، وتل سلمو، ومناطق في جبل الزاوية، وسط معلومات عن سقوط خمسة قتلى وعدد من الجرحى بحسب وكالة “سمارت نيوز”، في حين تعرضت مدينة ادلب إلى قصف بالبراميل المتفجرة، ما أدى الى سقوط خمسة جرحى.
وفي مدينة حلب، أفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” عن انقطاع المياه مند نحو أسبوعين نتيجة توقف محطة زيزون الحرارية عن العمل، في ظل الاشتباكات بين فصائل المعارضة المقاتلة وقوات النظام في منطقة المحطة ومحيطها. أما تنظيم “الدولة الاسلامية” فتمكن من السيطرة على قرية أم حوش، في ريف حلب الشمالي، على أثر استهداف تجمعات المعارضة في القرية. وعلى الصعيد نفسه لا تزال الاشتبكات مستمرة في محيط مطار كويرس العسكري بين عناصر التنظيم وقوات الأسد، ونتج عنها مقتل ١٥ عنصراً للنظام بينهم ١٢ ضابطاً و٢٦من مسلحي تنظيم “الدولة” بحسب المرصد السوري.
في الجنوب، قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة بلدات صيدا، وداعل، وابطع، في ريف درعا، من دون ورود أنباء عن خسائر البشرية، في حين تمكنت فصائل المعارضة من التصدي لمحاولة قوات النظام في التسلل الى قرية كفر ناسج بالريف الشمالي لدرعا.
وفي العاصمة دمشق، لا تزال الاشتباكات بين الفصائل الاسلامية وقوات النظام المدعوم من حزب الله مستمرة في حيي جوبر، والتضامن، وسط معلومات عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، بحسب ما ذكر المرصد السوري. وفي مخيم اليرموك سمع دوي انفجار تبين أنه ناجم عن استهداف مبنى تابع لكتيبة مقاتلة من قبل قوات النظام، وعناصر الجبهة الشعبية-القيادة العامة.
وفي الغوطة الغربية لمدينة دمشق، تعرضت مدينة داريا إلى قصف من قبل قوات النظام، تزامناً مع استمرار الاشتباكات بين قوات النظام وعناصر الفصائل المعارضة. أما في الغوطة الشرقية، قامت قوات النظام باستهداف مدنتي حرستا ودوما، من دون أنباء عن اصابات، فيما تستمر المواجهات بين مقاتلي المعارضة من جهة، وعناصر النظام وحزب الله من جهة ثانية، في مدينة الزبداني في ريف دمشق، وسط معلومات عن تقدم للنظام وسقوط قتيل لحزب الله بحسب المرصد السوري.
“داعش” تسيطر على مزيد من المواقع شمالي حلب
تقدم تنظيم “الدولة الإسلامية” في ريف حلب الشمالي، وسيطر على بلدة أم حوش إلى الجنوب من مدينة مارع بـ7 كيلومترات. جاء هذا التقدم ليل الأحد، بعد هجوم مفاجئ شنه التنظيم على مواقع المعارضة في البلدة، استأنفه بتفجير سيارة مفخخة يقودها انتحاري أمام مقر غرفة العمليات التي كان يجتمع فيها عدد كبير من مقاتلي المعارضة.
تبع العملية الانتحارية هجوم لعناصر التنظيم استهدف تحصينات المعارضة في البلدة من محاور متعددة، تخلله “عمليتين انغماسيتين” لانتحاريين بأحزمة ناسفة، خلال الاشتباكات التي احتدمت مع ساعات الفجر الأولى. الأمر الذي أربك قوات المعارضة فبدأت بالانسحاب تباعاً باتجاه مواقعها الخلفية بالقرب من بلدة حربل، والتي تبعد عن أم حوش حوالي 3 كيلومترات. انسحاب المعارضة خلّف وراءها عشرات القتلى والجرحى من مقاتليها، حيث تكبدت المعارضة خسائر بشرية كبيرة خلال المعارك التي استمرت حتى ظهر الأحد؛ ثلاثون مقاتلاً على الأقل لقوا مصرعهم، بالإضافة إلى عدد من المدنيين الذين لم يحالفهم الحظ بالفرار من جحافل التنظيم الذي أرداهم قتلى على أطراف البلدة، ولا تزال جثثهم إلى الآن في مكانها، ولا توجد احصائية دقيقة عن أعدادهم.
كما تحدثت المعارضة عن مفقودين في صفوف مقاتليها انقطع الاتصال بهم بعد أن دخل التنظيم البلدة وأحكم سيطرته عليها، ويُقدر عددهم بعشرة أشخاص، ومن المرجح أنهم وقعوا في الأسر.
ولم تفلح المناشدات التي أطلقها مقاتلو المعارضة هذه المرة، فلم تصل أي تعزيزات مساندة للفصائل التي كانت ترابط في البلدة، وهي “لواء فرسان الحق” الذي كان له الحصة الأكبر في عدد الضحايا وهم 12 مقاتلاً، و”الفوج الأول” بالإضافة لـ”الفرقة 101″ و”الجبهة الشامية”. بقيت تلك الفصائل الأربعة وحيدة، لتواجه مصيرها أمام هجوم التنظيم.
عضو المكتب الإعلامي في “لواء فرسان الحق” بلال بيوش أكد لـ”المدن”، أن هجوم التنظيم كان مفاجئاً، حيث لم تتمكن قوات المعارضة من الرد على الأعداد الكبيرة من عناصر التنظيم المتسللة إلى داخل البلدة، لهول الخسارة البشرية التي منيت بها خلال تفجير السيارة المفخخة بقيادة الانتحاري الذي استطاع الدخول بكل سهولة.
وأشار بيوش إلى أن هناك عملاً عسكرياً قريباً تحضر له المعارضة لاسترجاع البلدة والنقاط التي خسرتها، مؤكداً أن تعزيزات قد وصلت من “لواء فرسان الحق” وفصائل أخرى تمهيداً لعمل عسكري واسع سيعلن عنه قريباً.
وليست هذه المرة الأولى التي يتمكن فيها انتحاريو “الدولة” من الدخول إلى قلب معاقل المعارضة في ريف حلب الشمالي، وتنفيذ مهامهم القتالية بسلاسة وارتياح شديدين. وقد سبق للتنظيم أن نجح باختراق مناطق المعارضة، وقتل قياداتها وعناصرها كما حصل نهاية شهر تموز/يوليو، عندما اقتحم انتحاريان من التنظيم مقر كتيبة تابعة لـ”الجبهة الشامية” في مارع، وقتلا خمسة عناصر بينهم قائدان في “الشامية” قبل أن يفجرا نفسيهما بأحزمة ناسفة.
المعارضة بريف حلب الشمالي، ما تزال سهلة الاختراق، وتتمتع الخلايا الأمنية التابعة للتنظيم بسهولة الحركة والقدرة على الوصول إلى أي موقع عسكري أو مدني دون أي عارض يمنعها من تنفيذ مهامها، بدليل السيارة المفخخة التي تم تفجيرها في أم حوش. وأكدت مصادر عسكرية معارضة أن السيارة قدمت من مناطق سيطرة المعارضة، وأن سائقها من بلدة الشيخ عيسى، القريبة من تل رفعت.
عضو المكتب الإعلامي في “الفوج الأول” محمد الشيخ، أكد لـ”المدن”، أن المعارضة تسعى لتنظيف المناطق المحررة شمالي حلب من عملاء التنظيم، وفرض نظام أمني أكثر شدة، لكنها تصطدم بالكثير من العراقيل، لعل أبرزها طول جبهات القتال ضد تنظيم “الدولة” وعدم وجود آلية أمنية موحدة، تجمع كل الفصائل المقاتلة وتنظم عملها الأمني.
وأضاف الشيخ، أن غرفة عمليات طارئة تم تشكيلها ليل الأحد، وتضم معظم الفصائل بحلب، تعمل على خلق خطة قتالية جديدة تستعيد المعارضة من خلالها مواقعها التي خسرتها مؤخراً، والحفاظ على ما تبقى من ريف حلب الشمالي على الأقل في ظل التطورات التي يشهدها الشمال السوري بشكل عام.
من جانب آخر، أعادت فصائل المعارضة فتح الطرق المؤدية إلى مدينة عفرين ذات الغالبية الكردية شمال غربي حلب، والتي تم إغلاقها منذ أيام، على خلفية اعتقال المليشيات الكردية لعدد من المدنيين وعناصر تابعة لفصائل المعارضة. بالإضافة إلى قيام المليشيات الكردية بإقامة مراصد وحفر خنادق بالقرب من بلدة أطمة الحدودية مع تركيا، لتندلع في ما بعد اشتباكات عنيفة بين فصائل المعارضة والمليشيات الكردية.
توقفُ الاشتباكات وفتح الطرق باتجاه عفرين، جاء بعد استجابة المليشيات الكردية، لجزء من مطالب المعارضة، بإطلاق سراح بعض المعتقلين، والانسحاب من النقاط المتقدمة بالقرب من بلدة أطمة.
أما جبهات مدينة حلب ضد قوات النظام، فتشهد اشتباكات متقطعة بين الحين والآخر، كما في محيط ثكنة هنانو وسليمان الحلبي وصلاح الدين. ولا تحدث فعلياً تغييرات كبيرة على خريطة السيطرة في المدينة، بشكل عام، منذ أن توقف العمل العسكري لغرفة عمليات “فتح حلب”، بعد أن منيت حركة “نور الدين زنكي” أحد الفصائل المنضوية في الغرفة، بخسارة بشرية كبيرة أثناء هجوم مقاتليها على مباني “الفاميلي هاوس” في حلب الجديدة، بداية آب/أغسطس.
وتعرض مقاتلو “نور الدين زنكي” إلى كمين محكم من قبل قوات النظام، ما تسبب بمقتل أكثر من عشرين مقاتلاً منهم، بينهم أربعة قياديين بارزين. عضو المكتب الاعلامي في حركة “نور الدين زنكي” خطاب أبو عمر، أوضح لـ”المدن”، حجم الخسارة الكبيرة التي تعرضت لها الحركة، بعد أن فقدت القائد العسكري وأحد مؤسسي الحركة رمضان جاتيلا، والمفتش العام للحركة الشيخ عثمان حج ابراهيم، والقائدان الميدانيان محمود وليد وأحمد عارف. بالإضافة إلى نائب القائد العام للحركة في قاطع حلب أحمد مصطفى كحيل، والذي قتل بعد يومين من حادثة “الفاميلي هاوس”، خلال معركة جرت في حي صلاح الدين.
وفي السياق، تشهد سماء المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة حالة من الهدوء النسبي بالنسبة للطلعات الجوية التي يقوم بها طيران النظام الحربي والمروحي، لتحل مكانها صواريخ الفيل ذات القوة التدميرية الكبيرة، والتي تستهدف بها قوات النظام الأحياء الشرقية من المدينة، بالإضافة إلى المدفعية الثقيلة وقذائف الهاون.
من الغوطة إلى اللاذقية: “الشعب يريد“!
لا تبدو المقاربة واقعية بين مظاهرات الغوطة الشرقية لدمشق، ومظاهرات اللاذقية. فالأولى مطلبية، تحمل سمة الدائم والمستمر، بينما الثانية ظرفية، تنم عن حالة اعتراض وقتي على حادثة قتل سليمان هلال الاسد لعقيد في الجيش السوري، وقد تنتهي مفاعيلها مع القصاص.
والمطالبات في سقبا في الغوطة، أو سواها في المدن السورية، تتعدد أسبابها ورسائلها، والجهات المستهدفة منها. فهي تنتفض ضد نظام يقتل المدنيين، الى جانب حربه ضد المتشددين والمعارضة المسلحة، ويمارس الحصار ويمنع الغذاء والماء والكهرباء. فتأتي التظاهرات كفعل مستمر، تطالب العون من المجتمع الدولي والامم المتحدة وأصدقاء الشعب السوري، الى جانب سؤال النظام الرحمة. أما تظاهرات اللاذقية، فهي موجهة الى قسم من النظام، تسأله الاقتصاص من شبيح قاتل.
غير أن الشكل، يحمل أوجه التشابه الكثيرة، في نظر ناشطين ربطوا بين المظاهرات اعتراضاً على قتل العقيد في الجيش، ومظاهرات أخرى كانت خرجت في اللاذقية في بداية الثورة، تطالب بالحرية والتغيير. وتشابه، من غير مفاضلة، بين الشعب السوري في كافة المناطق. وقد ظهر ذلك في حملة “من الغوطة إلى اللاذقية الشعب يريد” التي أطلقها ناشطون سوريون في مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن رفضهم لكافة ممارسات القمع والتسلط في البلاد.
لكن الحراك الذي شهدته اللاذقية لم يترجم إلى حملات أخرى، كما لم يلق الإعلام الرسمي الضوء على الحادثة المثيرة للجدل واكتفت إذاعة “شام إف إم” المؤيدة بتغطية الخبر.
وجاء في البيان الذي أصدره الناشطون: “خلال أربع سنوات ونيف من عمر الثورة السورية، ثورة الحرية والكرامة التي نادى بها الشعب السوري العظيم من كل المدن في حمص وحماة ودرعا ودمشق وحلب وغيرها، كانت الآنظار والعيون كلها تتجه نحو منطقة الساحل السوري، فمتى سيكون انخراطه كاملاً وتاماً في صيرورة الثورة ومفاعيلها؟”. وتابع البيان: “إن كانت مدن الساحل من طرطوس واللاذقية، قد شاركت في بعض مناطقها بأحداث الثورة ونشاطاتها المطلبية والسياسية خلال المرحلة الأولى من الثورة، إلاً أنها وسِمَت في مراحل الثورة كلها بوقوفها إلى جانب النظام السوري وتأييد ممارساته وتشكيلها خزاناً بشرياً وحديقة خلفية له”.
ويرى القائمون على الحملة أن ما شهدته مدينة اللاذقية أخيراً من مظاهرات تطالب بإعدام سليمان الأسد، توازي الحراك الثوري الذي شهدته مدن أخرى في محافظة إدلب التي يتقاسم السيطرة فيها قوى المعارضة المسلحة وجبهة النصرة، وكذلك الحراك الثوري في مدينة سقبا بالغوطة الشرقية في محافظة ريف دمشق ضد جيش الإسلام وزعيمه زهران علوش.. “هذه الأحداث من غوطة دمشق إلى اللاذقية، وعلى الرغم من كل الهواجس عن كونها قد تؤول إلى اندثار وتراجع وتلاشٍ بعد حين، إلا إنها لا يجب أن تمر هكذا مرور الكرام أمام صخب الرصاص والمدافع الذي يصم آذاننا عما عداه، ويجب أن تشكل نقطة لسوريا الوطن والمواطنين، لنبني عليها بارقة أمل وبصيصاً من نور”.
ودعت الحملة المواطنين السوريين من أي مدينة وأي مذهب لأن يكونوا جزءاً من عودة الثورة السورية إلى جذورها ضد جميع أشكال الظلم السياسي والعسكري والديني، ولو بالصوت والكلمة والموقف على أقل تقدير، أي بالتوقيع على بيان الحملة الرئيسي.
تتفاوت ردود الأفعال على الحملة حتى اللحظة، فرأى البعض أن “البيان تجاهل دخول المجموعات الدينية والمتشددين على خط الثورة ودورها في انحراف وجهة الثورة”، فيما رأى آخرون أن هناك “مغالطة كبيرة في البيان بمساواة الأسد بالمعارضة المسلحة”، معتبرين أن “داعش وأخواتها” لا تنتمي للمعارضة بأي شكل من الأشكال.
لافروف فاجأهم بتصريحاته عن الأسد والإرهاب
معارضون سوريون مترددون بشأن الانفتاح على موسكو
بهية مارديني
علمت “إيلاف” أن بعض أعضاء الائتلاف السوري المعارض مازالوا مترددين بخصوص زيارة موسكو في 12 و13 الشهر الجاري رغم اعلان موسكو والائتلاف عن الزيارة ورغم الدعوة الرسمية التي وجهت إلى الإئتلاف، وذلك على خلفية التوجّس من تصريحات المسؤولين الروس.
بهية مارديني: أكدت مصادر سياسية في المعارضة السورية لـ”إيلاف” أن تصريحات مسؤولين روس فاجأت المعارضة رغم تفاؤلها الكبير بانفراجة قريبة في الموقف الروسي بخصوص الحل السياسي في سوريا، ورغم التغير المرجو باتجاه أن تكون وسيطا نزيها.
وأشارت المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها، الى أن الائتلاف ينظر بكثير من الايجابية الى زيارة موسكو والى الدور الروسي والى التطور في الموقف الروسي، مؤكدة الذهاب الى موسكو “يصب في مصلحة الثورة والشعب السوري الا ان بعض الاصوات داخل الائتلاف تلمح إلى مؤشرات سلبية من جانب الروس جاءت على شكل تصريحات لمسؤوليها”.
ودعا وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف مؤخرا الولايات المتحدة الأميركية، إلى التعاون مع بشار الأسد في حربها ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وابدى استغرابه من رفضها وبعض دول المنطقة اعتبار الأسد شريكاً لهم.
وكان الوزير الروسي قال في تصريحات متلفزة “يتعين أن تتعاون الولايات المتحدة مع الرئيس السوري بشار الأسد في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية”، لافتاً إلى أن هذه الحرب “تتطلب تحالفاً دولياً يضم جميع من يمثل لهم الجهاديون عدواً مشتركاً”.
وأعرب لافروف عن استغرابه لرفض أميركا ودول المنطقة التعاون مع بشار الأسد بخصوص محاربة تنظيم الدولة الإسلامية قائلاً: “يرفض شركاؤنا الأمريكيون وبعض دول المنطقة بإصرار الاعتراف بالأسد بوصفه شريكاً، وهو أمر غريب إلى حد ما”، مضيفاً أن “الأسد كان شريكاً شرعياً كاملاً في تدمير الأسلحة الكيميائية لكنه ليس كذلك إلى حد ما في محاربة الإرهاب”.
تناقض في المواقف
يتحددث معارضون سوريون لـ”إيلاف” عن ازدواجية في المواقف الروسية تجاه الملف السوري، وتناقض في الرؤية في كيفية وماهية الحل ما بين وزير الخارجية الروسي ونائبه، ويؤكدون أن هذا ليس ضربا من الخيال السياسي.
ويشير معارضون سوريون إلى رغبة روسية في تنظيم اجتماع جديد للمعارضة في موسكو وهو الاجتماع الثالث، الا انهم يخشون من فشله وعدم تحقيقه النتائج المرجوة واعتذار المعارضين البارزين عنه او تكرار انسحاباتهم.
الموضوع الثاني الذي تخشى منه المعارضة بشكل عام هو محاولة الروس فرض قدري جميل نائب رئيس الوزراء السوري الذي سافر من دمشق في زيارة رسمية، ولكنه لم يعد، حيث اقيل من وظيفته انذاك لما أشيع بأنه عزل من منصبه للقائه السفير الاميركي الاسبق روبرت فورد كما اقيل من البرلمان السوري مؤخرا.
وهذا الامر، هو ما اعلنه المبعوث الروسي الخاص إلى الشرق الأوسط، نائب وزير الخارجية صراحة ودون مواربة عندما ذكر أن بعض وفود المعارضة السورية ستصل إلى موسكو في الأيام القريبة القادمة واكد ان قدري جميل سيكون حاضرا في الاجتماعات، وأشار بوغدانوف إلى أن كلا من الوفود “سيصل ليتكلم باسمه”، بحسب ما نقلت عنه وسائل اعلام روسية.
وأضاف أن من بين من يتوقع قدومهم إلى العاصمة الروسية رئيس الائتلاف الوطني خالد خوجة، إلى جانب مشاركة رئيس جبهة التغيير والتحرير السورية قدري جميل في اللقاءات.
وأكد بوغدانوف أن عددا من وفود أخرى تمثل المعارضة السورية ستصل إلى موسكو، لافتا الى أن زيارات المعارضين السوريين ستشمل لقاءات منفصلة بين الوفود والممثلين عن وزارة الخارجية الروسية.
رجل روسيا في دمشق
معهجد كارينغي للشرق الوسط تحدث عن قدري جميل “رجل روسيا”، ووقال إنه “تزامناً مع اندلاع الثورة عام 2011 استغل قدري جميل غموض موقفه ليعلن عن نفسه كزعيم للمعارضة السورية، رغم استمراره في دعم الأسد، وعملت الوسائل الإعلامية مسرورةً بدعم المعارض المزعوم وتشجيعه في كل مرحلة ومنعطف، كما قام بإعادة تسمية فصيله الشيوعي ليبدو كمجموعة يسارية متملقة حيث دعاه “حزب الإرادة الشيوعي” ومنحه الرخصة القانونية، كما عين نفسه في اللجنة المخصصة لإعادة صياغة الدستور ما سمح له بالفوز بمقعد بالبرلمان”.
كما عين في حزيران /يونيو نائباً لوزير الاقتصاد، وحصدت هذه الخطوة موافقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والذي طالما اعتبر جميل رجل الحكومة الروسية المفضل، وكثيراً ما كان يذكر اسم جميل في تكهنات حول من ممكن أن يكون في حكومة الوحدة الوطنية السورية المفترضة، وكاحتمال بعيد، ممكن أن يكون خيار روسيا كرئيس لسوريا في المستقبل، فحظي بالاهتمام، وتناقل اسمه بوسائل الإعلام بكثرة.
وعلى ما يبدو أن جميل كان قد تجاوز في أواخر ال2013 الخطوط الحمراء بلقائه بالسفير الأميركي روبرت فورد في جنيف، حيث كانت تجرى التحضيرات لمؤتمر جنيف الثاني للسلام في سوريا لعام 2014، ففي 29 تشرين الأول / اكتوبر عام 2013، أعلم جميل على الهواء مباشرة من التلفزيون الروسي الذي يبث من موسكو أنه تم فصله من الحكومة السورية، وأن الأوامر صدرت من الرئيس بشار الأسد شخصياً، راداً الأسباب إلى تخلف جميل عن قيامه بواجباته، غيابه عن دمشق، وعقده اجتماعاً غير موافق عليه مع مسؤولين أجانب.
وتحدث المركز عن أن المنازعات بقيت مستمرة على خلفية هذه الحادثة، ووفقاً لرواية نسبت مؤخراً إلى جميل من مصادر معارضة، مستشهدةً بما تم نشره على موقع حزبه الالكتروني، بأنه تلقى أوامر متناقضة حول تلبيته لدعوة فورد أو رفضها من الأسد من أحد مساعديه، ومن المرجح أن يكون المستشار الأمني للرئيس العميد حسام سكر، وبعد إقالته (تقول الرواية) أن جميل أبلغ عن طريق أيهم الأسد، أحد أقارب الرئيس السوري والمتزوج من ابنة خال الرئيس كندة مخلوف، بأنه سيتم اغتياله إن حاول العودة إلى دمشق، ورأى آخرون بأن إقالة جميل جاءت ضمن سياق المحاولات الروسية للضغط على الأسد قبل محادثات جنيف، أو ضمن المناورات الدائمة من أجل التأثير على الفصائل وعلى اهتمام الأسد المتجه إلى داخل الحكومة السورية، ومن ثم ظهرت نظرية تقول بأن إقالته هي مجرد حيلة ليظهر نفسه على أنه منشق، وليتم إرساله لتمثيل المعارضة في محادثات جنيف، وهذا بالطبع لن يحدث كما اعتقد البعض، لأنّ خطأ جميل جاء بكونه متفائلاً جداً عندما اعتقد بأنه يستطيع أن يتصرف حسب دبلوماسيته الخاصة دون الرجوع لأوامر الأسد، بحسب تعليقات محللين.
ورأى مركز كارينغي” أن أهمية قدري جميل في الحياة السياسية السورية تعتمد الآن بشكل كلي على مدى ما يمكنه تقديمه للكرملين (قلب روسيا القديم) حيث ساهم بقوة، في منفاه الآن، بمحاولات روسية لقولبة موقف روسيا المؤيد من أعضاء المعارضة المعتدلة، كما كان من المشاركين البارزين في مؤتمرات المعارضة في موسكو والتي نظمت في مطلع عام 2015, وعندها وجد الإعلام السوري مرة أخرى الفرصة المناسبة لاستحسان وجهات نظر السيد قدري جميل “المعارض”.
رغم ذلك، وبحسب المركز ، يبدو أن جميل خسر قدراً من أهميته، فهو فقد مصداقيته تماما بالنسبة للمعارضة، كما أنه يرى عالميا كأداة لموسكو أو لدمشق أو ربما لكليهما، ومن جهتها، جردته الحكومة السورية من وزارته عام 2013، والآن من مقعده البرلماني ومن المكانة الرسمية التي كان يتمتع بها ما بين عامي 2011 و2013، فلم يعد لديه شيء.
وتحدث المركز قالا إنّ التطهير البرلماني عبارة عن إجراء روتيني، ولكن التوقيت هو بالطبع المثير للاهتمام حيث جاء فصل جميل موازياً لتزايد نشاط الكرملين الديبلوماسي لغايات غير مؤكدة، وقد ادعت مجموعة من الشائعات أن بوتين يحاول تحقيق التقارب بين العشائر الحاكمة في سوريا وبين المملكة السعودية، بينما ادعت أخرى بأن بوتين بدأ بالبحث عن بدائل لرئاسة سوريا.
ليس لدى الائتلاف غير جنيف
وكان خالد خوجة قد قال في لقاء نشره موقع الائتلاف إن وفد الائتلاف الذي سيزور روسيا خلال الأيام المقبلة “سيؤكد على الموقف الثابت من نظام الأسد وأن العملية الانتقالية يجب أن تتم وفق بيان ومقررات بيان جنيف القاضي بتشكيل هيئة حكم انتقالي بكافة الصلاحيات التنفيذية، وأنه ليس لدى الائتلاف مبادرات سوى بيان جنيف”، موضحاً أن “هيئة الحكم الانتقالية بكافة الصلاحيات التنفيذية بالنسبة لنا يجب بالضرورة ألا يكون للأسد ولا للمجرمين الذين تورّطوا بدماء السوريين أي دور فيها خلال العملية الانتقالية”.
وأضاف: “سوريا الجديدة يجب بالضرورة أن تكون خالية من بشار الأسد، هذا موقفنا وهو لم يتغيّر، وسنتباحث مع الروس حول التطوّرات الأخيرة. وسنطرح موقفنا تجاه العملية الانتقالية، ونُطلِع الروس على الوضع المنهار للنظام، وسنطلب منهم أنْ يكون انحيازهم أكثر للشعب السوري”.
واعتبر رئيس الائتلاف أن إيران دولة محتلة، وإذا ما اعترفت بمخرجات “جنيف1” يُمكن أنْ تُدعى إلى التفاوض؛ ولكن على كيفية خروجها من سوريا ليس أكثر، وكيفية سحب عناصرها والميليشيات التابعة لها، وترك الموضوع ليكون بين السوريين أنفسهم.
كما أكد خوجة وجود اتفاق على أنه لن يكون لبشار أي دور في العملية الانتقالية، وإذا كنا نريد أن نستمر في العملية التفاوضية فيجب أنْ تكون هناك قوة ضاغطة على النظام لكي يعود إلى طاولة المفاوضات ليتحدّث عن عملية انتقالية.
الجبير على (تويتر): جنيف 1 لحل الأزمة السورية
نصر المجالي
يجري وزير الخارجية السعودي عادل الجبير محادثات على جانب كبير من الأهمية مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو اليوم الثلاثاء.
نصر المجالي: تحتل الأزمة السورية ومحاربة الإرهاب في ضوء مبادرة موسكو لتشكيل جبهة لمواجهة تنظيم (داعش) أجندة المحادثات السعودية الروسية، فضلا عن أزمة اليمن والملف الإيراني وقضايا إقليمية أخرى، فضلا عن التعاون الثنائي.
وكان الجبير أكد خلال محادثات له في روما وبرلين على أهمية الحل السياسي في سوريا على أساس مبادرة (جنيف 1) التي تضمن الانتقال السلمي والحفاظ على الدولة السورية ووحدة شعبها.
وقال وزير الخارجية السعودية على صفحته على موقع (تويتر) الثلاثاء: خلال مباحثاتي في روما وبرلين، أكدت على موقف المملكة الثابت من حل الأزمة السورية سياسيا؛والقائم على مبادئ (جنيف١) بتشكيل هيئة حكم انتقالية، والحفاظ على وحدة سوريا الوطنية والإقليمية، والحفاظ على مؤسسات الدولة السورية المدنية والعسكرية لتمكينها من إدارة شؤون البلاد.
لا مكان لبشار
واضاف: كما أكدت على رحيل بشار الأسد وعدم شموله في أي ترتيبات مستقبلية، باعتباره السبب الرئيس في تدمير سوريا وانتشار التنظيمات الإرهابية على أراضيها مثل تنظيم (داعش).
وتابع الجبير: وكذلك أكدت على سحب إيران لكافة قواتها من الأراضي السورية؛ بما فيها قوات حزب الله الموالية لها، فلا يمكن لإيران أن تكون جزءا من الحل وهي جزء من المشكلة.
وكان وزير الخارجية السعودي أكد خلال محادثات الإثنين مع نظيره الألماني شتاينماير في برلين على ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة في سوريا وتفادي تفجر حالة من الفوضى.
الانتقال في سوريا
وأضاف إن “تطبيق مرحلة الانتقال ومن ثم التغيير في سوريا بإذن الله. نأمل أن نستطيع أن نحقق ذلك تفاديا لأي انهيار في الوضع السوري”.
ولفت الجبير إلى أن “هناك أهمية ماسة للحفاظ على المؤسسات الحكومية والعسكرية في سوريا لتفادي انهيار الدولة السورية وإشاعة الفوضى”، مجددا موقف الرياض حيال ضرورة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد.
وكان وزير الخارجية السعودي بحث مع نظيره الألماني ملف الاتفاق النووي بين إيران والسداسية الدولية التي تضم ألمانيا والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وهواجس الرياض حياله.
لغة ألمانية
وفاجأ وزير الخارجية السعودي، الحضور بالحديث باللغة الألمانية خلال المؤتمر الصحافي المشترك الذي جمعه مع نظيره الألماني فالتر شتاينماير.
يذكر أن الجبير كان نشأ وتلقى تعليمه الأساسي في ألمانيا خلال فترة عمل والده في الملحقية الثقافية في السفارة السعودية لدى ألمانيا. وبدأ الجبير المؤتمر الصحافي بالحديث باللغة الألمانية ثم انتقل إلى العربية بعدها.
على صعيد متصل، دعا وزير الخارجية الألماني عقب لقائه نظيره السعودي عادل الجبير، إلى الإسراع في إيجاد حل سياسي للأزمة السورية قبل الانهيار الكامل لمؤسسات الدولة.
وأشار شتاينماير إلى وجود “إرادة أكثر لإنجاز تعاون دولي”، من أجل إيجاد حل للأزمة السورية، مضيفا “لا ريب أن الأمر صعب وسيظل كذلك، لكن الجميع يعرفون أننا بحاجة للتوصل إلى حل قبل أن الانهيار الكامل لكل المؤسسات في سوريا”.
وحذر أنه “إذا حدث وضع على غرار ما هو عليه في ليبيا، فإن إعادة بناء المؤسسات قد تكون صعبة للغاية”. وقال رئيس الدبلوماسية الألمانية: “برأيي أننا أقرب اليوم لتقييم مشترك للتهديد الذي يمثله داعش عما كان الحال منذ سنوات”.
وإلى ذلك، يلتقي وزير الخارجية السعودي، اليوم اللاثاء، نظيره الروسي سيرغي لافروف لمواصلة بحث المبادرة الروسية بشأن تشكيل جبهة واسعة لمواجهة تنظيم “داعش”.
أزمات الشرق الأوسط
وأفادت وزارة الخارجية الروسية بأن الطرفين اللذين ناقشا مبادرة موسكو في هذا الشأن خلال لقائهما في الدوحة الأسبوع الماضي، سيبحثان أيضا تسوية الأزمات السياسية في منطقة الشرق الأوسط، وتنسيق الخطوات المتخذة في أسواق الطاقة العالمية، والتعاون في مجال استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية.
وأشارت الوزارة إلى أن بحث لافروف والجبير للوضع في الشرق الأوسط ستركز على قضية مواجهة تنظيم “الدولة الإسلامية” ومنظمات متطرفة أخرى، وقالت إن اللقاء سيواصل تبادل الآراء بشأن المبادرة الروسية الرامية إلى تشكيل ائتلاف دولي واسع لمواجهة مسلحي (داعش) في الأراضي السورية.
وقالت إن لقاء لافروف ـ الجبير سيتطرق بعمق للتسوية السياسية في سوريا كأحد الموضوعات المحورية لمحادثات الوزيرين.
وتابعت الخارجية الروسية أنه من المخطط تطوير مناقشة الموضوعات المطروحة أثناء اللقاء الثلاثي الذي أجراه في العاصمة القطرية الوزيران الروسي والسعودي ونظيرهما الأمريكي جون كيري في 3 من الشهر الحالي.
اليمن
وذكرت الوزارة أن لافروف والجبير سيبحثان أيضا الأوضاع في اليمن وليبيا والعراق والتي تعتبرها موسكو دولا ساهم التدخل الخارجي في شؤونها في زعزعة الاستقرار هناك.
وتضم أجندة اللقاء بحث تسوية النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، إلى جانب إيلاء الطرفين اهتماما خاصا للوضع في منطقة الخليج، في ضوء توصل القوى العالمية إلى اتفاق مع طهران حول برنامجها النووي.
وذكرت الخارجية أن الجانب الروسي يقترح “العمل على تعزيز الاتسقرار في المنطقة في إطار مفهومنا للأمن في هذه البقعة من العالم”.
وأفادت الوزارة بأنه في إطار بحث الطرفين العلاقات الاقتصادية بين روسيا والمملكة العربية السعودية سيركز لافروف والجبير على تفعيل التعاون في مجال الاستثمارات وتطوير التنسيق بين موسكو والرياض في أسواق الطاقة العالمية و”الخطوات الملموسة في إطار التعاون في مجال النووي السلمي والزراعة والبناء المدني وغيرها من المجالات.
بعد قتله عقيدا في جيش النظام
احتجاجات واسعة باللاذقية تجبر النظام السوري على اعتقال «سليمان الأسد»
أعلن التلفزيون السوري أمس الإثنين توقيف «سليمان هلال الأسد» نجل ابن عم الرئيس «بشار الأسد» المتهم بقتل العقيد في القوات الجوية «حسان الشيخ» إثر خلاف مروري.
وقال «إبراهيم السالم» محافظ اللاذقية في اتصال هاتفي مع التلفزيون السوري إنه «نحو الساعة التاسعة مساء اليوم (الاثنين) ألقت الجهات المختصة القبض على المدعو سليمان هلال الأسد في ريف اللاذقية في إحدى المزارع حيث كان يتواجد وتم اقتياده وتسليمه إلى الجهة المختصة بالتحقيق للقيام بالإجراءات القانونية بحقه»، حسبما ذكرت وكالة سانا السورية التابعة للنظام.
وأضاف المحافظ أن «الإجراءات المتخذة بعد القبض على المتهم هي الإجراءات القانونية التي تتخذ في أي قضية مشابهة لذلك، فإن الجهة التي قامت بالتحقيق المبدئي بالحادثة هي فرع الشرطة العسكرية بحضور النائب العام العسكري، وسيتم نقله إلى النيابة العامة العسكرية حيث تتم إجراءات التقاضي وبعد ذلك يحال إلى قاضي التحقيق ثم إلى قاضي الجنايات لإصدار الحكم».
ونقلت صحيفة «الوطن» السورية أمس الاثنين عن أرملة العقيد «حسان الشيخ»، أنها تلقت وعودا من «الأسد» بمحاسبة قاتل زوجها أيا كان، مضيفة «وصلتنا وعود من السيد الرئيس ‘‘بشار الأسد’’ من خلال الوفود الرسمية التي تعزينا يوميا ولدي ثقة بالسيد الرئيس فطالما الموضوع صار باهتمامه شخصيا فحقنا لن يضيع». على حد قولها.
وقتل العقيد في القوات الجوية السورية مساء الخميس الماضي على يد «سليمان الأسد»، نجل ابن عم الرئيس السوري بسبب خلاف مروري بعد أن قضى يومين فقط من إجازته بين أهله في قرية بسنادا باللاذقية.
وكانت مظاهرات حاشدة قد انطلقت في مدينة اللاذقية السورية، مساء السبت، تطالب بإعدام «سليمان الأسد» بعد إطلاقه النار وقتل العقيد بسلاح الجو، «حسان الشيخ».
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في تقرير نشر على موقعه الرسمي إن الحادثة وقعت «بسبب تجاوز العقيد بسيارته، لسيارة سليمان الأسد، ما دفع بالأخير لإطلاق النار عليه من بندقيته وذلك أمام أطفاله وزوجته عند دوار الأزهري بمدينة اللاذقية».
و«سليمان الأسد» هو ابن «هلال الأسد»، ابن عم رئيس النظام السوري وقائد قوات الدفاع الوطني الذي قتل في مارس/آذار 2014 في المعارك ضد مقاتلي الفصائل في ريف اللاذقية.
وبحسب «المرصد»، يسود الاستياء والتوتر بين أبناء الطائفة العلوية في مدينة اللاذقية وريفها على خلفية هذه الحادثة.
وقال «رامي عبدالرحمن» مدير المرصد، إن الأهالي الغاضبين نظموا تجمعات في بعض شوارع اللاذقية وريفها وطالبوا بتوقيف «سليمان الأسد» الذي استقل سيارته وغادر بعد أن قتل «الشيخ» أمام أولاده، مضيفا أن بعضهم طالب بإعدامه في المكان ذاته.
وتعد محافظة اللاذقية معقلا لنظام «بشار الأسد» وتتحدر منها عائلته، كما تشكل بالإضافة إلى محافظة طرطوس الساحلية خزانا بشريا للقوات النظامية المقاتلة.
الحسكة.. توقفت المعارك والألغام باقية
أيمن الحسن-الحسكة
حُرم سكان ريف محافظة الحسكة الغربي بشمال شرقي سوريا على مدار الأشهر الماضية من العودة لقراهم، بسبب المعارك بين تنظيم الدولة الإسلامية ووحدات حماية الشعب الكردية.
وبعد أن وضعت الحرب أوزارها لصالح الأخيرة عاد جزء كبير من الأهالي لقراهم شبه المدمرة، ليكتشفوا أن الموت الذي هربوا منه يعيش بمنازلهم وداخل أزقة قراهم وأراضيهم الزراعية ويتمثل بالألغام التي زرعها طرفا الصراع.
ويقول محمود من قرية الحوية بالحسكة السورية “أمي مسنة وتدعى منيفة السلامة، فارقت الحياة بسبب انفجار جسم غريب من مخلفات الحرب أثناء نزوحنا عن قريتنا”.
وأضاف للجزيرة نت “لم أتبين الجسم الغريب، فقد وجده أخي وحاول تحريكه، ثم رفعه بيده وهزه فانفجر وأصبنا جميعنا مع أبي وبترت يد أخي ورجله”.
ويروي عبد الله العبد الله -عضو اتحاد شباب الحسكة بمنطقة جبل عبد العزيز- كيف أصيب الطفل أمير فواز الحمود (14 عاما) بمحيط قرية نوفلية الحمدو أثناء رعيه الأغنام عند عبثه بجسم غريب، فقد أدت الإصابة لبتر أصابع يده وقدمه.
وقال إن “حوادث كثيرة تحصل بسبب الألغام والمقذوفات العسكرية قتلت العشرات في منطقتنا، منهم ثلاثة مدنيين من عائلة واحدة بينهم طفلان.
وحسب العبد الله، فإن الشاب علي إبراهيم العلي من قرية الشبلية قتل بانفجار لغم أرضي بدراجته على طريق فرعي.
في السياق نفسه تحدث أحمد -سائق سيارة- في الحسكة عن صاحب سيارة لبيع الخضار قتل وجرح شخصان بانفجار لغم بينما كان متوجها بسيارته من مدينة رأس العين لبلدة سلوك بريف الرقة الشمالي.
ولفت أحمد إلى أنه بات يستشعر الخطر أثناء قيادته سيارته في مناطق شهدت معارك.
أنفاق وخنادق
وتحدث عدد من سكان قرية شيخ رجوم للجزيرة نت عن تحول قريتهم لثكنة عسكرية أثناء المعارك، حيث حفرت أنفاق وخنادق غطيت بألواح الصفيح وأحيطت بحقول ألغام مما جعل الناس غير قادرين على العودة لمنازلهم حتى بعد أشهر من انتهاء المعارك.
ويقول أبو أحمد -أحد السكان- للجزيرة نت “مللنا العيش في العراء في خيم صنعناها من أكياس الخيش التي كنا نستخدمها لحفظ القمح والشعير والقطن، فقررنا العودة إلى بيوتنا، التي يحيطها بها الرعب والموت من كل جانب”.
وتابع “بعض الأنفاق تخرج منها روائح كريهة، مما يعني وجود جثث فيها، وهي متصلة بعضها ببعض، وتكثر فيها الألغام والأجسام الغريبة التي تنفجر بين حين وآخر عند لمسها من إنسان أو حيوان”.
وأشار إلى أنه “في بداية يوليو/تموز الماضي انتشرت أغنام أحد الرعاة في أحد الوديان القريبة من القرية، فانفجرت الألغام بالقطيع، مما أدى لنفوق 70 رأسا، فالمنطقة باتت شديدة الخطورة”.
غياب الجهة المتخصصة، وانشغال الفصائل المتناحرة في حربها، دفع السكان المحليين إلى ابتكار طرق للكشف عن الألغام وتدميرها، حيث بادر أهالي قرى طريق رأس العين-العالية لحل المعضلة بالاعتماد على أنفسهم، فباتوا يضعون إشارات لتنبيه المارة لوجود خطر، مثل نصب أكوام حجارة قربها أو بمحيطها.
وفي الجزء المقابل لقرية قبر عامر من الطريق يمكن معرفة مكان وجود اللغم، من أكوام الحجارة حوله فيتجنبه سائقو السيارات.
انعدام الإمكانيات
وفي المنطقة نفسها التقينا فتى دون السادسة عشرة من عمره قرب منطقة كوع شلاح، ولدى سؤاله عما إذا كانت هناك ألغام بقريته، قال إن “الأهالي في قرى المقسومة والعلوش وعبيد الحربي يعملون على تفكيك الألغام بطرق بدائية.
وأشار إلى أنهم صنعوا ما يشبه كاسحة ألغام هي عبارة عن دولاب جرار زراعي قديم يربط بحبل قوي وطويل، توضع فوقه أكياس التراب ويمرر فوق المناطق التي ترصد فيها الألغام الأرضية لتنفجر”.
وتحدث الفتى عن احتراق حصاد القمح الذي زرعه بمحيط قرية “رسم الرهجة” في انفجار لغم، مما جعل أصحاب الحصادات يشترطون على الفلاحين تفتيش الحقل بشكل كامل قبل بدء الحصاد خشية على حياتهم، وغالبا تنتهي عمليات التفتيش بالعثور على ألغام وعبوات ومقذوفات.
ويقول محمد الشرابي من بلدة تل تمر بالحسكة “قريبي طفل لم يتجاوز 15 عاما ويعمل بتفكيك العبوات الناسفة بمنطقة الخابور لصالح وحدات حماية الشعب والفصائل التابعة لها مقابل 5000 ليرة سورية لكل لغم، “ولا أدري كيف يفعلها لكنه ينجو ولا يستخدم أي دروع أو إجراءات وقاية”.
وأضاف أن “قرية العامرية (6 كلم جنوبي مدينة رأس العين) ما زالت خالية من سكانها بسبب عجز خبراء المتفجرات بوحدات حماية الشعب عن تفكيك عبوات ناسفة وألغام زرعها تنظيم الدولة بثلاثة بيوت.
موالون للأسد يعتصمون بطرطوس لاسترداد أبنائهم
بنان الحسن-اللاذقية
اعتصم العشرات من أهالي جنود النظام في مدينة طرطوس بالساحل السوري أمام مبنى المحافظة، مطالبين بفك الحصار عن مطار كويرس العسكري في ريف حلب لحماية أبنائهم العالقين هناك.
ويأتي هذا الاعتصام بعد أيام قليلة من خروج متظاهرين علويين في اللاذقية مطالبين بالقصاص من أحد أقرباء الرئيس بشار الأسد على خلفية قتله عقيدا في جيش النظام.
وبحسب ناشطين، تلخصت المطالب بفك الحصار عن مطار كويرس الذي شهد عدة عمليات عسكرية ومحاولات للسيطرة عليه من قبل تنظيم الدولة الإسلامية والمطالبة بعودة جرحى المعارك وعلاجهم.
ورفع المعتصمون لافتات تشير إلى مطالبهم ومعها العلم السوري، ولم تتطرق اللافتات لوقف آلة القتل والحرب التي يخوضها النظام ضد “العصابات المسلحة”، كما حضرت صحافة النظام لتغطية الاعتصام.
تكاليف باهظة
ويقول الناشط عمر الطرطوسي إن عدد قتلى النظام بالمعارك من أبناء محافظة طرطوس زاد بمعدل كبير ليصل لنحو تسعين قتيلا الشهر الماضي، ويصف مؤيدو النظام منطقة طرطوس بأنها “أرض الشهداء”، نظرا للنسبة المرتفعة من قتلى النظام في معاركه ضد قوات المعارضة.
ولا تخلو قرية من مجلس عزاء، حتى إن بلديات بعض القرى بنت مجالس عزاء عامة للجميع للتخفيف عن أهالي القتلى من تكاليف إقامة مجالس العزاء المستمرة في مناطق طرطوس التي يخيل لزوارها أنها مدينة اتشحت بالسواد لكثرة منظر الأرامل والأمهات الثكالى ممن يلتزمن لبس السواد حدادا على قتلاهن في جيش النظام”.
ولهذه الأسباب مجتمعة لا يبدي الطرطوسي استغرابه من أي حراك علوي في الساحل للاحتقان الكبير داخلهم، ولكنه حراك محكوم ومشروط، وعلى المعارضة استغلاله لصفها لتوحيد الهدف بإسقاط النظام، على حد قوله.
احتقان كبير
ونشرت صفحات موالية للنظام صورا لما أسمته اعتصامات قام بها أهالي الجرحى والشهداء والمفقودين من جيش النظام. وعلق بعض المؤيدين عليها “أن النظام لم يلتفت لمظاهرات اللاذقية حتى يلتفت لاعتصام طرطوس”، وعلق آخر “علينا التحضير لمظاهرة كبيرة بعد جرأة الأهالي الكبيرة بالخروج للاعتصام”.
ويرى المعارض العلوي لؤي سومر أن هذا الاعتصام امتداد لمظاهرات اللاذقية رغم اختلاف المطالب، وهو ذو دلالة عميقة على انتفاض الطائفة العلوية ضد ممارسات النظام الفاشية، على حد وصفه.
ويضيف أن هذه التحركات لم تأت من فراغ، فهناك من يدعمها من آل الأسد من أقرباء الرئيس الذين يحاولون إحراجه واللعب على وتر المذهبية داخل الطائفة نفسها، وخاصة استغلال الخلاف التاريخي العميق بين “الكلازية” التي ينتمي إليها الرئيس وعائلته و”الحيدرية” ذات الأغلبية من العلويين.
ويضيف الناشط المعارض أن اعتصامات الاثنين قد تبدو دون قيمة تذكر بالنسبة للنظام، إلا إذا رافقتها تداعيات لها في نفوس العلويين الذين يدفعون فاتورة كبيرة من حياة أبنائهم، خاصة في منطقة طرطوس التي لا تزين جدرانها إلا صور وأسماء قتلاها من جيش النظام.
لافروف بعد اجتماعه مع الجبير: لا زلنا مختلفين حول الأسد
قال إنه أطلع الرياض على اتصالات أجريت مع أطراف يمنية.. وهناك حاجة لوقف القتال
الرياض – قناة العربية
أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن موقف بلاده تجاه سوريا لن يتغير وهو مبني على إيجاد حل سلمي. وقال خلال مؤتمر صحافي عقده مع نظيره الروسي سيرغي لافروف إنه لا مكان للأسد في أي حل مستقبلي في سوريا.
الجبير: السعودية ترغب في تعزيز علاقاتها مع روسيا
وأوضح أن هناك مصالح عديدة تجمع بين السعودية وروسيا، ويتم العمل على تفعيل اتفاقيات تم توقيعها مع موسكو. مشيراً إلى أن بلاده ترغب في تعزيز علاقاتها مع روسيا.
وأشار إلى أنه خلال الاجتماع مع لافروف: “بحثنا سبل التصدي للإرهاب الذي يهدد كل العالم”. مؤكداً أن هناك تقاربا في المواقف مع روسيا في معظم الملفات السياسية.
ولفت إلى أنه لا توجد خطط روسية لاستضافة لقاء موسع جديد للمعارضة السورية.
بدوره قال لافروف: “هناك حاجة ملحة لوقف القتال في اليمن واستئناف العملية السياسية، وأطلعنا السعودية على فحوى الاتصالات بين روسيا وبعض الأطراف اليمنية”. مضيفا: “بحثت مع الجبير تنسيق الجهود لمحاربة داعش”.
وكشف “ما زلنا نختلف مع السعودية حول مصير الأسد، وأن مبادئ جنيف1 تنص على الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية ومنها الجيش، ومن الضروري مشاركة الجيش السوري في جهود محاربة الإرهاب”.
وعلق الجبير خلال جوابه على أسئلة الصحافيين أنه “يجب الحفاظ على الجيش السوري واستخدامه في حرب داعش بعد ذهاب الأسد”.
بعد زيارات رسمية.. أم القتيل: “ابني فداء لبشار“
العربية.نت – عهد فاضل
في تطور جديد حول قضية العقيد المهندس حسان الشيخ، والذي قتله سليمان هلال الأسد، من أبناء عمومة رئيس النظام السوري، صرّحت أم الضابط القتيل لوسائل الإعلام أنها تعتبر مقتل ابنها “فداء للرئيس بشار”.
وجاء تصريح أم الضابط القتيل، بعد زيارة لمحافظ اللاذقية لتقديم واجب العزاء، حيث حمّلته الأم رسالة إلى رئيس النظام السوري قائلة: “قل للرئيس بشار إن ابني فداء له ولسوريا”، بينما صرحت ابنته أن الرئيس وعدهم بمحاكمة عادلة.
وتأتي تصريحات الأم التي ركزت عليها وسائل الإعلام السورية، خصوصا منها ما يتعلق بأن موت ابنها “فداء للرئيس”، بعد زيارة وفود رسمية مختلفة إلى بيت القتيل. حيث عرف في هذا المجال أن كثيرا من الشخصيات التي قدمت التعازي، كانت تركز على فكرة “الفتنة ومحاربتها”، وأنه على الرغم “من المصيبة بمقتل الضابط بدم بارد” إلا أنه “يتوجب محاربة الفتنة” وعدم الانجرار “وراء أعداء الأمة”!
وكان القصد من تلك “العناوين” التي ركزت عليها بعض الشخصيات الرسمية، وشبه الرسمية، هو “تخليص” رئيس النظام من “الحرج البالغ” الذي وقع فيه جراء “انكشافه على بيئته الحاضنة”، حيث يقوم واحد من أفراد عائلته بتصفية ضابط، وعلناً، دون أن “يقلق” من المحاسبة، بسبب الدعم اللامحدود الذي “أولاه الرئيس لسليمان” القاتل، بصفته “وريث أبيه هلال” في ما يعرف بالدفاع الوطني.
وتسربت بعض الأنباء من المنطقة، أن بعضا من آل الأسد يعكفون على “تقديم عروض مغرية” لأهل القتيل، على اعتبار أن الأخير “قتل ومات” وأنه “بعد رحمة الله عليه” يمكن أن يكون “الحي أبقى من الميت”، خصوصا أن بعض القريبين من آل الأسد يحاولون إقناع أهل القتيل بأن الجريمة تم “استغلالها” للنيل “من رئيس الدولة”.
وتنقل الأنباء أن التركيز على “قضية المحاكمة” لا يقصد منه إلا “تمييع القضية برمتها”، لأن مجريات التقاضي الطويلة، وسماع الشهود، قد يتخلله “مؤثرات معينة وإغراءات”، خصوصا أن الشاهد هو أخ القتيل، وخصوصا قيام بعض المواقع، الآن، بترويج صور مزيفة للقاتل سليمان، ما يفتح طريقا أمام “عدم التأكد” من شكل القاتل!
بعض المصادر تؤكد أن الأمر سيتم حله، وعن طريق أسرة القتيل، أيضاً. ذلك أن كل مداخلات “الضيوف الرسميين وشبه الرسميين ركّزت على ما سمّوه الفتنة”، بحيث يوضع أهل القتيل “أمام مسؤولية سياسية وتاريخية” ترغمهم على القول، وكما ألمحت الأم إن ابنها القتيل هو فداء للرئيس بشار وفداء لسوريا!
وترجح المصادر “حلحلة” المسألة، لا لأن القاتل فقط من آل الأسد، بل لأنه ابن هلال الأسد، رئيس الدفاع الوطني في اللاذقية، الأمر الذي يضيف عبئا على رئيس النظام، فوق عبء انتماء القاتل إلى عائلته، وهو أن القاتل المسمّى قائدا للدفاع الوطني، يقتل ضباط الجيش بدم بارد ودون أدنى قلق من المساءلة القانونية.
الأمر الذي كشف ويكشف رئيس النظام “على بيئته الحاضنة” بأنه رئيس لـ”عائلته هو، ويعمل لخدمتها بشكل خاص” وليس رئيسا لعموم السوريين، كما اتجهت تعليقات كثيرة في مضامينها الأخيرة.
أكثر من 1400 قذيفة تستهدف بلدتي الفوعة وكفريا بريف إدلب
دبي – قناة العربية
تتصاعد حدة الاشتباكات التي تخوضها الفصائل المقاتلة في محاولات متكررة للسيطرة على بلدتي الفوعة وكفريا المواليتين للنظام حيث تتحصن قوات الأسد وميليشيات حزب الله اللبناني، وقد تم استهداف البلدتين بأكثر من 1400 قذيفة صاروخية.
وتمكنت الفصائل المقاتلة وجبهة النصرة من التقدم في منطقة الصواغية الواقعة في امتداد بلدة الفوعة، إثر تفجير نفق تحصنت بداخله قوات النظام.
وقصف الطيران المروحي بشكل مكثف مناطق في مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، إضافة إلى مناطق في مدينتي أريحا وبنش.
وتستمر الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام وعناصر تنظيم “داعش” في محيط حقلي شاعر وجزل بريف حمص الشرقي، ترافق مع قصف الطيران الحربي على مناطق الاشتباك، فيما قصفت قوات النظام الحولة وتلبيسة بريف حمص الشمالي.
واستهدفت العشرات من البراميل المتفجرة الزبداني بريف دمشق مع استمرار الاشتباكات العنيفة بين قوات الأسد وميليشيات حزب الله من جهة، والفصائل المقاتلة من جهة أخرى في المدينة، وسط قصف عنيف من قبل قوات النظام على مناطق في المدينة.
من جهته، شهد القلمون الشرقي اشتباكات بين “داعش” والفصائل المقاتلة، وسط أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين.
كذلك تستمر الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة في محيط مدينة داريا، في حين سقطت قذائف على مناطق في مدينة معضمية الشام في غوطة دمشق الغربية.
من ناحيتهم، بث ناشطون مشاهد تظهر اقتراب الجيش الحر من درعا، المدينة التي تتحصن بها قوات النظام، في الوقت الذي نفذ فيه الطيران الحربي ثلاث غارات على مناطق في الطريق الواصل بين بلدتي اليادودة والمزيريب بريف درعا.
مسؤول عسكري إيراني: الحدود السياسية صورة فقط لسيادة الدول.. ولا حاجة للجيوش للسيطرة فأفضل الطرق هو الهيمنة على العقول والاذهان
طهران، إيران (CNN)—قال حسين سلامي، مساعد قائد الحرس الثوري الإيراني، إن الحدود السياسية التي تقسم الدول هي فقط صورة للتعبير عن السيادة، لافتا إلى أنه لا حاجة للجيوش للسيطرة على موقع جغرافي حيث أن أفضل الطرق لتحقيق ذلك هو بالهيمنة على العقول والأذهان.
وتابع سلامي في تصريحات تأتي بعد جدل كبير وانتقادات خليجية ودولية حول تدخلات طهران في المنطقة وخصوصا في اليمن والبحرين والعراق وسوريا ولبنان، حيث قال: “إن رؤية الثورة الاسلامية هي ذات طبيعة اوسع من الحدود الجغرافية وتقوم على اساس تغيير القيم والرؤى واعتقادات قسم من العالم وعلى الاقل في العالم الاسلامي وهذه التغييرات والتطورات هي التي مهدت لإيجاد حضارة اسلامية حديثة وجعلت من الثورة الاسلامية أكبر تحد للقوى العظمى.”
وأضاف سلامي بحسب ما نقلته وكالة أنباء فارس الإيرانية، شبه الرسمية: “لا حاجة اليوم للجيوش للسيطرة على موقع جغرافي واعتماد القوة لتحقيق ذلك بل ان افضل الطرق هو الهيمنة على العقول والاذهان.. وأن الحدود الجغرافية لا تتجسد اليوم في التقسيم السياسي الموجود في العالم فالحدود السياسية اليوم هي الصورة الظاهرية لترسيم خطوط سيادة الدول في حين أن الجدل الرئيسي اليوم هو على ترسيم حدود العقيدة والفكر والمعرفة.”
4 طائرات نقل عسكرية أمريكية تصل تركيا.. و”البنتاجون” تراجع استراتيجية تدريب عناصر معارضة سورية
أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)– أرسلت واشنطن 4 طائرات نقل عسكرية إلى تركيا، في الوقت الذي ذكرت فيه مصادر لـ CNN أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) تراجع استراتيجية تدريب قوات معارضة سورية لمواجهة تنظيم “داعش”.
وهبطت 4 طائرات نقل أمريكية، مساء الاثنين، في قاعدة “إنغيرليك” الجوية، جنوب تركيا، في إطار مواجهة “داعش”، وذلك بعد وصول 8 طائرات عسكرية أمريكية، بينها 6 مقاتلات “إف-16″، وفق ما نقلته وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية عن مصادر عسكرية.
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان أعلن، أواخر يوليو/ تموز الماضي، أن بلاده سوف تسمح للتحالف الدولي ضد “داعش”، باستخدام “إنغرليك” في عملياته، وذلك في الوقت الذي بدأت فيه بلاده شن غارات ضد التنظيم في سوريا، وضد مواقع حزب العمال الكردستاني في العراق.
في غضون ذلك، قالت مصادر عسكرية بوزارة الدفاع الأمريكية إن “البنتاجون” تحاول معرفة كيفية إصلاح برنامج تدريب وتسليح قوات معارضة سورية، الذي يهدده الفشل.
وقالت المصادر إنه من المتوقع أن تستكمل مجموعة ثانية من المعارضين السوريين، يبلغ عددها 70 فردا، تدريبها في الأسابيع المقبلة، وحتى الآن ليس من الواضح كيف سيتم التعامل معها آنذاك. وأضافت المصادر أن المراجعة ستحدد الاستراتيجية التي يجب تطبيقها للاستفادة من تلك العناصر وحمايتها.
وأشارت المصادر إلى أن المجموعة الأولى تعرضت لهجوم من “جبهة النصرة” التابعة لتنظيم “القاعدة”، حيث احتجزت بعضهم فيما تمكن آخرون من الهرب. وكان مسؤولون في الإدارة الأمريكية أكدوا لـCNN أن الرئيس باراك أوباما وافق على قرار لتزويد مقاتلي المعارضة السورية المدعومين من الولايات المتحدة بغطاء جوي في حال تعرضهم لهجمات.
المحلل العسكري بـCNN: داعش لا زال يتلقى تمويلا.. والتنظيم بمرحلة دفاع استراتيجي
نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)—قال محلل الشؤون العسكرية بشبكة CNN، مارك هيرتلينغ، إن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يُعرف بـ”داعش،” طلب من الجهاديين حول العالم القدوم والانضمام لصفوفه وقد أتوا بأعداد معينة ولبوا النداء.
وتابع هيرتلينغ قائلا: “إن الجهاديين الذين لبوا نداء داعش ليسوا بالمهارة والقدرة المطلوبة، ويتم استخدامهم في عمليات التفجير الانتحارية،” لافتا إلى أنه وفي الوقت الذي لم تنتصر فيه الولايات المتحدة بعد إلا أن التنظيم تكبد خسائر كبيرة جراء العمليات والضربات الجوية.
وأوضح المحلل العسكري: “لا يزال التنظيم قادرا على القيام بعدة أمور تعتبر بغاية الأهمية وهي استمرار قدرته على جذب وتجنيد المتطوعين من حول العالم وخصوصا من شمال أفريقيا وأوروبا، ولا يزال التنظيم يتلقى تمويلا إلى جانب كونه لا يزال مشهورا على الانترنت وعلى الصعيد الإعلامي حيث أنه يحظى بانتباه كبير عند تنفيذه لعملية ما.”
ولفت هيرتلينغ إلى أن التنظيم “انتقل من مرحلة الهجوم الاستراتيجي إلى مرحلة الدفاع الاستراتيجي وهذا أمر دقيق فمع أن التنظيم لا يزال ينفذ هجمات بين الحين والآخر إلا أن الحقيقة أنه في وضع دفاعي بحت فهم خسروا أعدادا كبيرة من قادتهم خلال العمليات تبلغ نسبتهم ما بين 25 إلى 40 في المائة بحسب بعض التقديرات.”
وزير الخارجية السعودي يقول إن لا مكان للأسد في مستقبل سوريا
موسكو (رويترز) – قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير يوم الثلاثاء إن موقف بلاده من الصراع الدائر في سوريا لم يتغير وإنه لا مكان للرئيس بشار الأسد في مستقبل سوريا.
جاء هذا بعد محادثات أجراها الجبير مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في موسكو حليفة الأسد وسط تجدد المساعي الدبلوماسية لإنهاء الصراع في سوريا نظرا للمكاسب التي يحققها تنظيم الدولة الإسلامية على الأرض.
(إعداد أمل أبو السعود للنشرة العربية – تحرير أحمد صبحي خليفة)