أحداث الثلاثاء 14 حزيران 2016
«الهدنة» الروسية لا تمنع قصف النظام ريف دمشق
بروكسيل – نور الدين الفريضي
لندن، موسكو، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب – تعرّضت مدن داريا ودوما والزبداني في ريف دمشق لغارات و «براميل متفجرة» فيما تحدثت موسكو عن تمديد الهدنة فيها، وذكرت وسائل إعلام روسية وإسرائيلية أن مناورات تجري بين الجيشين الروسي والإسرائيلي في البحر المتوسط قبالة الشواطئ السورية في الصيف المقبل. وبدأ في بروكسيل أمس، اجتماع لـ «الائتلاف الوطني السوري» و «هيئة التنسيق الوطني»، التكتلين اللذين يمثلان الجزء الأكبر من معارضة الخارج والداخل، بهدف توحيد مواقفهما وطرح رؤية سياسية مشتركة.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ونشطاء معارضون أمس، بإلقاء مروحيات النظام ما لا يقل عن 12 برميلاً متفجراً على مدينة داريا المحاصرة وبراميل أخرى على مزارع بلدة بيت جن وقرية مغر المير بريف دمشق الغربي، وسط معلومات عن قصف بالأسطوانات المتفجرة والصواريخ على مدينة الزبداني، إضافة إلى سقوط قتلى بغارات على مدينة دوما شرق دمشق.
واللافت أن هذا القصف جاء بعد إعلان روسيا تمديد الهدنة في داريا وإعلان فصائل معارضة تمديد وقف النار برعاية إيرانية في الزبداني ومضايا المحاصرتين من قوات النظام و «حزب الله» من جهة والفوعة وكفريا المحاصرتين من فصائل معارضة في ريف إدلب.
ونشر موقع «روسيا اليوم» تقريراً لموقع «ديبكا» الإسرائيلي (المقرب من أصحاب القرار في تل أبيب) جاء فيه أن مناورات عسكرية روسية – إسرائيلية ستجري في المتوسط قريباً، في ضوء اتفاق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو في 7 الشهر الجاري على «توطيد العلاقات العسكرية بين الجانبين» وأنهما «قررا إجراء مناورة عسكرية مشتركة في البحر الأبيض المتوسط خلال الصيف القادم لسلاحي البحرية والجو الإسرائيلي والروسي كمرحلة أولى في إطار هذا التعاون العسكري».
وأضاف التقرير، الذي لم تنشره وسائل إعلام في موسكو ناطقة باللغة الروسية، أن هذه المناورات «ستكون الأولى في التاريخ العسكري في الشرق الأوسط التي تنطلق فيها طائرات روسية من دولة عربية وهي سورية من قاعدة حميميم قرب اللاذقية وسفن حربية روسية ستبحر من قواعدها في طرطوس واللاذقية للمشاركة في مناورة مع طائرات حربية إسرائيلية وسفن حربية تابعة لسلاح البحرية الإسرائيلي والتي ستنطلق من قواعدها في حيفا وأشدود»، علماً أن الجانبين اتفقا على التنسيق العسكري وإقامة خط ساخن بين تل أبيب ومطار حميميم بعد التدخل الروسي في نهاية أيلول (سبتمبر) الماضي.
إلى ذلك، أفاد موقع «روسيا اليوم» بأن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بحث مع نظيره الأميركي جون كيري في «الوضع في سورية وإمكان التعاون في مجال مكافحة الجماعات الإرهابية» وأنه «ركّز من جديد على ضرورة ابتعاد فصائل المعارضة السورية الموالية للولايات المتحدة عن تنظيم جبهة النصرة الإرهابي المرتبط بتنظيم القاعدة الذي يقوم بهجماته تحت غطاء المعارضة المعتدلة. وشدد على عدم جواز السماح بإمداد الإرهابيين عبر الحدود مع تركيا».
في بروكسيل، حض الأمين العام في قسم العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي ألان لوروا «الائتلاف» و «هيئة التنسيق» على التوحد والتمسك بالحل السياسي «على رغم هشاشته» لأنه الطريق الذي يقود البلاد «نحو المرحلة الانتقالية». وترأس الاجتماع رئيس «الائتلاف» أنس العبدة والمنسق العام لـ «هيئة التنسيق» حسن عبدالعظيم بمشاركة عشرين عضواً من الطرفين وأربعة ديبلوماسيين من قسم العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي.
كل الجبهات السورية مشتعلة ومعارك عنيفة في منبج لافروف طالب كيري بعزل المعارضة المعتدلة عن “النُصرة“
المصدر: (و ص ف، رويترز، “روسيا اليوم”، “نوفوستي”)
توسعت المواجهات بين القوات السورية ومقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) إلى مناطق عدة في ريفَي الرقة وحماه، إلى دير الزور. وكانت الأزمة في سوريا محور نقاش هاتفي بين وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف.
أوردت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” أن وحدات من الجيش والقوات المسلحة نفذت “عمليات نوعية” تستهدف “الدولة الإسلامية” في ريف حماه الشرقي. وأشارت إلى تدمير آليات ومدرعات مزودة برشاشات ومحملة أسلحة تابعة للتنظيم ومقتل “عدد من عناصره في محيط بلدة عقيربات بريف سلمية الشرقي”.
كذلك أعلنت الوكالة مقتل ما لا يقل عن 12 رجلاً من “جبهة النصرة” وتدمير مركباتهم في مورك بريف حماه الشمالي.
وفي دير الزور، واصل الجيش السوري استهداف تجمعات التنظيم في حي الرشدية بالمدينة ومحيط جبل الثردة في جنوبها. وأظهر شريط فيديو للوكالة توجيه ضربات في ريف الرقة.
وأفاد معارضون ان سلاح الجو السوري شنّ غارات على مناطق في أطراف قرية جوباس جنوب بلدة سراقب في ريف إدلب الشرقي، وغارات أخرى على مناطق في قرية سرجة بجبل الزاوية.
وفي قصف لمدينة معرة النعمان بريف إدلب، قتلت مواطنة وأولادها الخمسة، كما قتل شخص وأصيب آخرون بجروح.
وأطلق الجيش السوري قذائف هاون على مناطق في مدينة دوما بالغوطة الشرقية، وسط اشتباكات عنيفة في محور طريق دمشق – حمص. وقصف سلاح الجو السوري داريا بالغوطة الغربية، وسقط قيادي في فصيل إسلامي في اشتباكات في محيط المدينة.
ولا تزال المعارك العنيفة متواصلة في غرب مدينة منبج بريف حلب الشمالي وشمال غربها بين “قوات سوريا الديموقراطية” و”الدولة الإسلامية”، وسط مزيد من الغارات الجوية لطائرات الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لتطويق مقاتلي التنظيم المتشدد.
في السياسة
إلى ذلك، اتصل كيري بلافروف للبحث في الوضع في سوريا وسبل التعاون في مكافحة الجماعات المتشددة هناك.
وشدد لافروف على وجوب ابتعاد فصائل المعارضة السورية الموالية للولايات المتحدة، عن “جبهة النصرة”، وعدم إدخالها في ما يسمى “المعارضة المعتدلة”. ودعا إلى قطع طرق الإمدادات للمتشددين عبر الحدود مع تركيا.
وقدم لافروف تعازيه بضحايا إطلاق النار في مدينة أورلاندو الأميركية.
والموقف الروسي نفسه من فرض قيود على بعض فصائل المعارضة السورية عبر عنه نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، إذ رأى أنه لا يجوز لمجموعة منفردة من المعارضة السورية فرض شروطها خلال المفاوضات بين الأطراف السوريين.
وقال لوكالة “نوفوستي” إن “عملية التفاوض لا يجوز أن تكون رهينة لنزوات بعض فصائل المعارضة وأهوائها لأن الوضع معقد من دون ذلك”. وناشد المجتمع الدولي بذل جهود إضافية لكي تنطلق عملية المفاوضات مجدداً في أسرع وقت ممكن، واصفاً وضعها الحالي بأنه “غامض”، لأن “وفد اللجنة العليا للتفاوض المعارض غادر الجولة السابقة في جنيف بينما بقي وفد الحكومة”.
وتحدث عن “تقدم محدد على المستوى العملي في مجال تنسيق الجهود العسكرية مع أميركا”، مشيداً بـ”وجود آليات ثنائية وتعاون وتشاور بما في ذلك تبادل المعلومات عبر مركز التنسيق في جنيف”.
ناشط في تركيا
إلى ذلك، أعلنت وكالة تابعة لـ”الدولة الإسلامية” وناشطون سوريون إطلاق النار على الصحافي السوري أحمد عبد القادر في شانلي أورفا بجنوب شرق تركيا.
وقال مسؤول في مكتب الحاكم الإقليمي إن مسلحين عى دراجة نارية أطلقا النار على عبد القادر، وقد نجا، وهو أحد مؤسسي حملة “الرقة تذبح بصمت” المناهضة للتنظيم.
وهذه المحاولة الخامسة في ثمانية أشهر لاستهداف سوريين مناهضين لـ”الدولة الإسلامية” في جنوب شرق تركيا. وكان ابرهيم، شقيق عبد القادر، قتل برصاصة في رأسه قبل ذبحه في تشرين الأول في شانلي أورفا.
تعزيزات روسية ـ إيرانية وطي مؤقت لـ«جنيف»
التفاهم الثلاثي: شمال حلب وجنوبها والشرق السوري
محمد بلوط
البيانات العسكرية الروسية ـ السورية عن الغارات حول أرياف حلب تعلو على بيانات المصالحة مع الفصائل المسلحة للمرة الأولى منذ 27 شباط الماضي، وإرساء الهدنة.
فبعد ساعات فقط من اجتماع طهران الثلاثي العسكري، الإيراني ـ الروسي ـ السوري، الخميس الماضي، عادت المقاتلات الروسية لتشغل سماء مدينة حلب وأريافها، بوتيرة تفوق ما كانت عليه «عاصفة السوخوي»، كصدى لاجتماع طهران.
وخلال الأيام التي تلت اجتماع وزراء دفاع روسيا الجنرال سيرغي شويغو وسوريا العماد فهد جاسم الفريج وإيران حسين دهقان، تضاعفت من ثلاث إلى أربع مرات، أعداد الطلعات والغارات التي تقوم بشنها مقاتلات قاعدة حميميم، فيما ينشط جسر بحري روسي شبيه بالجسر البحري مع سوريا الذي نقل مئات الأطنان من المعدات والذخائر، ومهد للعملية الروسية ـ السورية المشتركة في تشرين الماضي.
وخلال فجر أمس، اضطرت مجموعات «نور الدين الزنكي» و«جبهة النصرة» إلى إخلاء خطوطهما في القسم الشمالي من مزارع الملاح لساعات، بعد أن أوقعت الغارات الكثيفة 25 قتيلاً في صفوفهما، من دون أن يتقدم الجيش السوري إليها. وفي ريف حلب الجنوبي انكفأ «جيش الفتح» ليلاً عن قرية حميرة، أمام غارات «السوخوي» الروسية، قبل أن يعود إليها نهاراً.
ويرجح الخيار الميداني الروسي متزامناً مع مؤشرات ديبلوماسية روسية وعسكرية إيرانية، إذ قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بالتزامن مع اجتماع طهران الثلاثي الأسبوع الماضي، إن موسكو ستواصل «تقديم الدعم للجيش السوري من أجل منع الإرهابيين من السيطرة على مساحات واسعة في مدينة حلب وريفها».
ويتقاطع تحديد لافروف لحلب وريفها كهدف للعملية المقبلة، مع ضرورات ميدانية أولاً، باعتبارها ساحة الهجمات التي تقودها تركيا والسعودية والولايات المتحدة لمنع الجيش السوري من استعادة السيطرة على أكبر تجمع ديموغرافي واقتصادي في سوريا، وعصب الرهانات على وحدتها أو تقسيمها، ومعبر المشروع الكردي لوصل الكانتونات الثلاثة، من الحسكة فعين العرب فعفرين، وبقعة تماس كل القوى والأطراف الإقليمية والدولية، ومراكز احتشاد كل جيوشها ومجموعاتها الرديفة وقواتها الخاصة ومخابراتها، وساحة تدافع كل الخطوط الحمراء. وباتت حلب تختصر وحدها خريطة الصراع السوري بأسره.
وخرج الاجتماع الثلاثي بالتوافق على إعطاء الإيرانيين دوراً أكبر في الميادين السورية، إذ جرى أولاً وفوراً تعيين الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني الأميرال علي شمخاني منسقاً أعلى للعمليات الروسية – الإيرانية – السورية المشتركة. وبحسب مصدر ديبلوماسي إيراني سيشرف شمخاني على الإمدادات والعمليات الميدانية في سوريا. وقال إن الروس اقتنعوا بالرؤية الإيرانية، وضرورة العودة إلى معركة حلب أولاً، واعتبارها مدخلا في أي عمل مشترك.
وأعيد ثانياً الاعتبار مجددا لجبهة حلب، حيث تقول مصادر عربية إن تفاهمات جرت على نشر المزيد من عناصر الحرس الثوري في مناطق شمال حلب، تقترب من مناطق انتشار القوات الأميركية الخاصة حول منبج والباب، وزيادة فعالية وانتشار الجيش السوري وحلفائه في هذه المنطقة ذات الغالبية العربية التي يتقدم داخلها الأكراد بعد عبور الفرات، ويتمددون فيها نحو عفرين غرباً. وكان الانتشار الروسي في سوريا قد أدى إلى انكفاء إيراني سياسي، وغلبة قرار موسكو على ما عداه لاستناده إلى فعالية ميدانية كبيرة. وتقول مصادر عربية إن الإيرانيين يريدون من ذلك أيضاً البقاء على مقربة من مناطق عمليات القوات الخاصة الأميركية في الشمال السوري، وعلى تماس معها، ومراقبة عملياتها.
وكان الشرق السوري أيضاً في الاتفاق، بحسب مصادر عربية وإيرانية متقاطعة. وطالب الإيرانيون بدور أكبر في معارك الشرق السوري أيضاً، إذ تطمح طهران إلى حجز موقع في ميادين الرقة والطبقة، وهي المناطق التي تشكل نقاط وصل مع العراق وقواتها التي تنتشر هناك، حيث يقود قائد فيلق القدس قاسم سليماني قطاعاً مهما من «الحشد الشعبي»، لانتزاع الفلوجة من تنظيم «داعش»، واستئناف التقدم في جنوب الموصل، وإعادة وصل الشرق السوري بخط بغداد مجدداً.
وكان التقدم الذي بدأه الجيش السوري باتجاه مدينة الطبقة، ومطارها، انطلاقا من أثريا – خناصر جنوب شرق حلب، قد أوصله إلى مسافة عشرة كيلومترات من المطار، إلا أن قوات الطليعة في المنطقة تراوح مكانها بانتظار إرسال المزيد من العديد لحماية مؤخرة الأرتال من هجمات «داعش»، التي لم تتوقف عن محاولة قطع طرق إمداد المتقدمين وعزلهم عن قواعدهم الخلفية. وتم الاتفاق على نشر قوات إيرانية في دور الدعم وتثبيت المواقع، وحماية تقدم القوات السورية، التي يلعب فيها صقور الصحراء والجيش السوري، والإسناد الجوي الروسي دوراً أساسياً. وتقول معلومات في المنطقة إن الحرس الثوري قد أرسل تعزيزات في طائرتين للركاب وصلت إلى سوريا، نقلت 700 من ضباطه ومقاتليه، غداة اجتماع طهران، ومن دون طول انتظار.
ويجري تأجيج الخيار الميداني فيما يشهد مسار جنيف، الذي لم يتقدم خطوة واحدة في كل جولاته، نعياً روسياً لموعد الأول من آب، كمحطة انطلاق للعملية السياسية في سوريا، كما حدد القرار 2254 وإعلان فيينا السوري محطاته بحكومة موسعة وتعديلات دستورية وانتخابات نيابية، تتوجها انتخابات رئاسية في منتهى 18 شهراً.
إرسال جنيف إلى استراحة غير محددة المدة ولا المعالم، رافقه تفاهم روسي – إيراني على إحياء الخيار الميداني، واستئناف تعديل ميزان القوى على الأرض لمصلحة الجيش السوري بعد هدنة ٢٧ شباط، والعودة مجددا إلى حل سياسي، وجنيف، بشروط أفضل.
وكان لافتا أن يأتي النعي على لسان نائب وزير الخارجية الروسية غينادي غاتيلوف، الجناح الأكثر تشدداً في الخارجية الروسية في التعاطي مع مؤتمر جنيف، والأقرب الى وجهة نظر دمشق، إذ قال غاتيلوف، في مقابلة مع وكالة «نوفوستي» نشرت أمس، إن «المفاوضات حول الدستور السوري لم تبدأ بعد، كما لم تبدأ أيضاً المباحثات حول هيئة حكم انتقالي، ولذلك لا يمكن الجزم باحتمال تحقيق أي تقدم ملموس مع حلول الأول من آب». وبرر دخول العملية السياسية الغيبوبة «بارتباط المواعيد بعملية المفاوضات، وبوجود وفد موحد وشامل للمعارضة ليواصل هذه المفاوضات. وهذا الوفد غير موجود، ولذلك لا يجوز الإصرار على موعد الأول من آب».
النعي الديبلوماسي لموعد الأول من آب، ومجمل العملية الديبلوماسية، يستخلص أيضاً فشل محاولات الوسيط الدولي ستيفان دي ميستورا، المتواضعة، لإجراء مشاورات تقنية مع المعارضات السورية المختلفة، والإعداد للجولة المقبلة والمفترضة لمفاوضات جنيف. الشخصيات الكثيرة التي كان من المفترض أن تفد إلى جنيف بدءا من اليوم، ألقت بدعواتها في أدراج الانتظار، بعد أن رفض وفد الرياض الدعوة، ولم يتسنَّ بعدها لدي ميستورا المضي بالمشاورات مع من وافق على الحضور من أجنحة المعارضة من منصات القاهرة وأستانا وموسكو وغيرها من المستقلين، مفضلاً عدم الارتهان لإرادة وفد الرياض.
لكن الأهم أن الإقرار بتراجع مسار المفاوضات يتزامن مع تسخين خط طهران – موسكو – دمشق العسكري، ومع الاجتماع الثلاثي لوزراء دفاعهم، حسين دهقان، وسيرغي شويغو وفهد الفريج. لم يرشح الكثير عن الاجتماع الذي يعد مفصلياً هو أيضاً، كونه الاجتماع الأول بعد هدنة شباط التي عارضتها طهران، ولم تؤيدها دمشق، فيما تمسكت بها موسكو. رأى الروس أن التغييرات الميدانية التي أحدثتها «عاصفة السوخوي» تكفي لإحياء التفاهم مع الأميركيين من موقع أقوى بعد هزيمة مجموعاتهم جزئياً، كما تكفي للي ساعد المعارضة المسلحة، وفرض خريطة الحل الروسية كأساس لأي عملية سياسية مع تعديلات جوهرية على إعلان جنيف، تضع موقع الرئاسة السورية خارج أي مساومة، أو تؤجل البحث به حتى إشعار آخر، وهو رهان لم يحسن قراءة خطط الاستنزاف الأميركية في سوريا، وقاوم بشدة بداهة توظيف السعودية وتركيا والولايات المتحدة الهدنة لترميم البنية التحتية للمجموعات المسلحة، وشنها هجوماً معاكساً على جبهات حلب وأريافها، واستعادة خان طومان.
كانت طهران هي من دعت إلى الاجتماع، وأصرت على انعقاده، خصوصاً أنها المتضرر الميداني والعسكري الأول من الهدنة التي تحولت إلى كمين يستنزف قواها في ريف حلب الجنوبي بشكل خاص، بعد أن جرى تمديدها شهراً بعد شهر من دون أفق سياسي أو ميداني واضح، ورغم سقوط مسار جنيف أمام تمسك وفد الرياض بعملية انتقالية تبدأ بتنحي الرئيس بشار الأسد، إذ بدت الجبهات التي يقاتل فيها الإيرانيون، و «حزب الله»، و «النجباء» العراقيون ، و «لواء فاطميون»، أكثر الجبهات استهدافا من قبل «جيش الفتح»، وأكثر من دفع ثمن الهدنة من مقاتليه ووحداته في المنطقة التي كان يستهدف من التقدم فيها، الوصول إلى كفريا والفوعة، وفك الحصار عنهما وتحقيق احد أهداف العملية في منطقة ادلب؛ فيما لم تشهد جبهات ريف اللاذقية الشمالي سوى بعض المناوشات، ومعارك الكر والفر حول تلال كباني. ولم تجر أي تغييرات جوهرية على الخريطة التي رسمتها «عاصفة السوخوي»، وأدت بشكل خاص إلى تأمين معاقل الساحل وقاعدة حميميم الروسية. أما في الغوطة الدمشقية فواصل الجيش السوري عملية قضمها، مستفيداً من الاقتتال بين إخوة «الجهاد» في طرفها الشرقي، وتذابح «جيش الإسلام» مع «جيش الفسطاط» و «جبهة النصرة» و «فيلق الرحمن»، وخلافات السعودية وقطر وتركيا وراءهم للسيطرة على تخوم دمشق وغوطتها. وفي ظل الهدنة انتزع الجيش السيطرة على القطاع الجنوبي من الغوطة الشرقية.
أما في ريف حلب الجنوبي، فقد دفع الحرس الثوري الإيراني ثمناً كبيراً من ضباطه ومستشاريه، بعد أن تعرضت غرفة عملياتهم في خان طومان لهجمات انتحارية كثيفة، من دون أن يحصلوا على إسناد جوي روسي، وهو ما يمثل تكراراً لخسارة تل العيس الاستراتيجي، وللمعركة التي شعر الإيرانيون فيها، أن الحليف الروسي يتمسك بالهدنة أكثر مما ينبغي.
المرصد السوري: مقتل تسعة أشخاص في قصف جوي نفذته طائرات مروحية على حلب
القاهرة- د ب أ- أفاد المرصد السروي لحقوق الإنسان الثلاثاء بمقتل تسعة أشخاص جراء قصف نفذته طائرات مروحية على أماكن في منطقة جسر الحج بمدينة حلب.
وقال المرصد في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه الثلاثاء إن عدد القتلى مرشح للارتفاع لوجود جرحى بعضهم في حالات خطرة.
نشاط مشايخ السويداء يعود للواجهة والنظام السوري يعتقل أحدهم على الحدود اللبنانية
بعد اغتيال الشيخ البلعوس مؤسس حركة «مشايخ الكرامة» وعدد من أتباعه العام الماضي
درعا ـ «القدس العربي» من مهند الحوراني: عاد نشاط «مشايخ الكرامة» حسب ما يلقبون في السويداء إلى الواجهة من جديد عقب فترة اتسمت بالركود بعد اغتيال الشيخ وحيد البلعوس مؤسس حركة مشايخ الكرامة وعدد من أتباعه، خلال العام الماضي.
فمنذ عدة أيام تمكن عدد من المشايخ برفقة أقارب الشاب يزن أبو فخر المحتجز لدى النظام من إطلاق سراحه بعد اعتصام أمام السجن المدني في السويداء الذي كان يحتجز به، وذلك بعد اعتقاله من قبل الأجهزة الأمنية في السويداء، بعد تخلفه عن الخدمة الاحتياطية في جيش النظام، الذي وصل عدد المتخلفين فيه عن الخدمة، في محافظة السويداء وحدها لأكثر من 20 ألفا، ويتلقون دعمهم وحمايتهم ليبقوا على موقفهم هذا من قبل «مشايخ الكرامة» الذين استطاعوا تكوين قاعدة شعبية لا بأس فيها بين الدروز نتيجة الحفاظ على أبناء الطائفة من الانخراط المباشر في معارك النظام ضد المحافظات الأخرى التي ثارت على النظام.
وتستمر قوات النظام في مساعيها لعرقلة مسيرة «مشايخ الكرامة» بوصفها «حركة احتجاجية بلورت موقف دينيا للدروز تجاه ما يجري في سوريا»، بعد احتكار النظام لعقود موقف الدروز من خلال الزعمات التقليدية للطائفة التي لطالما توافقت مصالحها مع النظام وفضلته على محطيها الثائر في درعا وغيرها من المحافظات السورية.
أحد الناشطين المعارضين للنظام في السويداء والذي فضل عدم ذكر اسمه قال في حديث خاص لـ «القدس العربي» إن قوات النظام عمدت إلى اعتقال الشيخ حازم جوادات عسقول من مواليد قرية الغارية في ريف السويداء على الحدود السورية اللبنانية لتخلفه عن الخدمة الاحتياطية في جيش النظام، في الوقت الذي أمهل «مشايخ الكرامة» في السويداء قوات النظام ساعات للإفراج عنه، ولكن لم يتم إطلاق سراحه حتى الآن.
وعن دور «مشايخ الكرامة» في السويداء قال: «لم يقل نشاط مشايخ الكرامة في السويداء بل على العكس فالنظام يحسب حساب أي تصرف تجاه أبناء السويداء، وللمشايخ مواقف واضحة من الخدمة العسكرية في جيش النظام منذ أيام الشيخ الشهيد البلعوس وحتى اللحظة؛ لأنهم دائما يؤكدون أنهم لن يسمحوا باعتقال أي شاب وسوقه للخدمة عنوة في جيش النظام، وحصلت العديد من الحوادث التي تدل على هذا الأمر منذ اغتيال الشيخ البلعوس وحتى اللحظة».
وحتى اللحظة، يبقى نشاط مشايخ الكرامة بالسويداء، أحد أكبر العوائق التي تمنع أكبر خزان بشري لا يزال يحافظ على الشباب في سوريا، من الانخراط في الحرب التي يشنها النظام على الثوار ضده.
معركة منبج تؤخر معركة الرقة… وتنظيم «الدولة» انسحب من جبهة ليغطي أخرى
سلطان الكنج
حلب ـ «القدس العربي»: ما أن ظن الجميع أن معركة الرقة وتحريرها من تنظيم «الدولة» أصبح قاب قوسين أو أدنى حتى توجهت الأنظار لمدينة منبج التي يسيطر عليها التنظيم منذ ثلاثة أعوام تقريباً، فقامت القوات الكردية مدعومة بتغطية جوية أمريكية ومستشارين أمريكييّن بهجوم مفاجئ على مدينة منبج تزامن ذلك مع فتح النظام لمعركة الطبقة بدعم جوي واستشاري روسي.
وعن تفاصيل معركة منبج تحدث لـ «القدس العربي» الناشط فرج الفارس قائلاً: انسحب تنظيم «الدولة» من القرى المحيطة بمنبج فتمكنت بذلك قوات سوريا الديمقراطية من القضاء على خطوط الدفاع الأولى، حيث سيطرت على قرابة 50 قرية وبهذا تكون القوات الكردية حاصرت تنظيم «الدولة» من ثلاث جهات، لكنها لم تدخل المدينة بعد، وتجري الاشتباكات حالياً بين كر وفر على محاور «عين النخيل»و»المنكوبة» اللتين تبعدان حوالي أربعة كلم عن المدينة.
وتأتي أهمية مدينة منبج للقوات الكردية من كونها تقرب المسافة بين مقاطعات الجزيرة وكوباني «عين العرب»من كانتون عفرين غرب الفرات الأمر الذي يساهم في اقتراب الحلم الكردي السوري من التحقيق على الرغم من مخاطر ذلك من جهة تركيا، ومدينة منبج كانت تحوي العديد من الكتائب الثورية خاصة لـ»أحرار الشام» قبل أن تترك بعض تلك الكتائب فصائلها وتبايع تنظيم «الدولة» فهي بالنسبة للتنظيم خزان بشري كون أغلبية عناصره في ريف حلب الشرقي الشمالي منها، ويقطنها حالياً قرابة 20 ألف مدني وهي تحتوي على مساحات زراعية لا بأس بها، وشهدت المدينة في الأيام الماضية موجة نزوح للأهالي نحو مدينة الباب حيث سمح التنظيم لهم بذلك.
وتزامنت هذه المعارك مع عشرات الغارات الجوية من قبل التحالف، والمعركة الأخرى المتزامنة مع معركة منبج وهي لا تقل ضراوة عنها، ويهول لها الإعلام التابع لروسيا وإعلام النظام أيضاً، وهي معركة الطبقة وعن مساراتها الميدانية تحدث لـ «القدس العربي» الناشط معن الحسين قائلاً: «قاد سهيل الحسن ضابط النظام المعول عليه رتلاً منذ أسابيع متوجهاً إلى اثريا الطبقة حيث هاجمت قوات النظام مواقع التنظيم في مفرق الطبقة الرصافة، وتمكنت من السيطرة على بعض المواقع الصغيرة للتنظيم وتتم هذه المعركة بتغطية جوية روسية وبجهود استشارية من قبل الروس الذين يدعمون النظام ضد ما يسمونه حرباً على الإرهاب بحيث يظهرون جيش النظام بصورة المحارب الوحيد والجدي للإرهاب، ويريد النظام استباق سيطرة القوات الكردية على الرقة أو الطبقة حيث تصبح ليست تابعة للنظام بل كجزء من الكانتون الكردي».
ويضيف: لكن تقدم النظام ضئيل ولا يذكر مع العلم أن هناك تضخيماً إعلامياً دون أن يغير ذلك من حقيقة هذا التقدم، بل تمكن التنظيم من مباغتة النظام على طريق إثريا السلمية، كما سيطر التنظيم على حاجز للنظام بالقرب من قرية أبو العلاج على طريق الرقة ـ إثريا.
وذكرت وسائل إعلامية مقربة من النظام أن قواته سيطرت على قرية خربة زيدان التي تبعد خمسة كلم من مفرق الرصافة، وعن خيارات التنظيم إزاء هذه المعارك على الجبهتين منبج والطبقة يقول القيادي المقرب من التنظيم أبو خزيمة الشامي: «أراد تنظيم الدولة جر المعركة في منبج للمدينة لذا انسحب من تلك القرى المحيطة بالمدينة والتي تشكل جغرافياً مكاناً مكشوفاً مما يسهل على طائرات التحالف التأثير على عناصر وآليات التنظيم، ومعركة المدن هي تساعد التنظيم عسكرياً ضد عدوه، كما أن التنظيم يريد خلط الأوراق بالمنطقة، فعبور الكرد غرب ضفة الفرات يخلق حالة لأزمة تركية أمريكية هذا في حال لم يتمكن التنظيم من الصمود فإنه سيسارع لخلط تلك الأمور، كما أن معركة منبج تؤخر معركة الرقة وربما تعيقها في حال استنزفت القوات الكردية في معارك منبج، وعليه قام التنظيم مؤخراً بالإنسحاب من قرى» كلجبرين وكفر كلبين» لتدعيم جبهة منبج.
أما بخصوص معركة النظام السوري تسانده روسيا في ريف الطبقة فإن تلك المعارك لم تحقق شيئاً للنظام فسبق للنظام أن جرب الوصول لدير الزور عبر تدمر السخنة؛ لكنه فشل وسيفشل هنا لأن طرق إمداد النظام طويلة وهي مهددة كل يوم بالقطع، ويستطيع التنظيم فعل ذلك وهذا ما يحدث كل شهر تقريباً فلا يستطيع النظام الغوص أكثر في عمق تلك الصحراء والتنظيم سيحاول تشتيت النظام على محاور اثريا سلمية خناصر وكذلك في دير الزور».
يلدريم: تركيا لن تسمح بإنشاء كيان شمال سورية
إسطنبول ــ باسم دباغ
أكد رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، أن “بلاده تعيد النظر في سياستها الخارجية بقصد زيادة عدد الأصدقاء، وأنها ستدعم عمليات التحالف في سورية، لكنها لن تسمح بتكوين أي كيان شمالها”، في إشارة إلى مشروع الفيدرالية الخاص بحزب الاتحاد الديمقراطي، الجناح السوري للعمال الكردستاني، وذلك بينما استقال سفير الاتحاد الأوروبي، هانسيورغ هابر، في أنقرة، بعد تصريحات عنصرية أدلى بها في وقت سابق.
وفي كلمته الأسبوعية بكتلة حزب العدالة والتنمية البرلمانية، قال يلدريم، إن “الدولة التركية تمكنت، منذ 22 من تموز/يوليو الماضي، من كسر مقاومة المنظمة الإرهابية (حزب العمال الكردستاني) في المدن والأرياف، وأعادت الاستقرار إلى كل ركن في البلاد، واتخذت الإجراءات الكفيلة بجلب الأمان للمواطنين. أما الآن، على الجميع أن يعلم أن هناك بعض الخطط الموضوعة سواء في شمال سورية أو في شمال الموصل. إن تركيا لن تسمح على الإطلاق بتشكيل أي كيان جديد”.
وأكد يلدريم، أن أنقرة ستقدم الدعم لقوات التحالف ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في شمال سورية، وذلك في المواضيع التي تم الاتفاق عليها، كما شدد على أن تركيا “لن تسمح لحزب الاتحاد الديمقراطي بالانخراط في هذا التعاون بين أنقرة والتحالف الدولي”.
وصرح رئيس الوزراء التركي، بأن “الكردستاني” يضرب الاستقرار في تركيا، مؤكداً أن بلاده لن تتسامح مع ذلك على الإطلاق، ولو بحجة محاربة الإرهاب، في إشارة إلى قوات “سورية الديمقراطية” المدعومة من قبل التحالف، والتي تسيطر عليها قوات “الاتحاد الديمقراطي”.
وجدد يلدريم رفض بلاده إجراء أي تعديلات على قانون الإرهاب، وهو الشرط الأوروبي الأخير على أنقرة لرفع تأشيرة الدخول عن المواطنين الأتراك الراغبين في دخول فضاء شينغن.
وقال يلدريم في هذا الصدد، إن أنقرة “تعيد النظر في علاقاتها بعدد من الدول. لقد بدأت مسيرتنا في الانتماء إلى الاتحاد الأوروبي منذ حوالي 53 عاماً، أي تقريباً نصف قرن، وخلال تلك المدة لم تتراجع تركيا عن مواقفها وتعاملها الصادق ونفذت جميع التزاماتها، ونطلب من الآخرين أن يقابلوا هذا الإخلاص بالأمر ذاته، وأن يلتزموا بتعهداتهم”، مضيفاً، أنه “أخيراً خرجوا علينا بأمر تضييق قانون مكافحة الإرهاب، وأنا أتساءل إن كان هذا الأمر يتناسب مع الصداقة”.
وردّ يلدريم على تصريحات كمال كلجدار أوغلو، زعيم حزب الشعب الجمهوري (أكبر أحزاب المعارضة)، والتي أكد خلالها أن حزبه لا يعارض نظاماً رئاسياً على الطريقة الأميركية.
وقال يلدريم، إن “السيد كلجدار أوغلو خرج في أحد البرامج على التلفاز، وصرح “إن كنتم تريدون وضع نظام رئاسي على الطريقة الأميركة، تفضلوا”، وأنا أقول له، إن كنت تقول بنظام رئاسي على الطريقة الأميركية، فإننا نقول لك نحن مستعدون لذلك، تعالوا لنعمل على الأمر معاً، نحن نريد نظاماً رئاسياً تركياً، ولكن فليكن النظام الأميركي”.
وكان كلجدار أوغلو قد تساءل، خلال مشاركته في برنامج حواري على قناة “سي إن إن” التركية، بالقول: “أي نظام رئاسي، إن كنتم ستحضرون لنا نظاماً رئاسياً كذلك الموجود في الولايات المتحدة، أحضروه ولنجلس ونتناقش”، فيما بدا تحولاً في موقف الشعب الجمهوري الرافض بشكل مطلق النظام الرئاسي.
في غضون ذلك، استقال رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في العاصمة التركية أنقرة، هانسيورغ هابر، اليوم الثلاثاء، من دون الإفصاح عن الأسباب، وذلك بعد إدلائه بتصريحات عنصرية، منتقداً فيها طريقة تنفيذ اتفاقية اللاجئين بين تركيا والاتحاد الأوروبي في ما يخص رفع تأشيرة الدخول عن المواطنين الأتراك، وكذلك منتقداً أداء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
قتلى بقصف لطائرات النظام وروسيا شمال سورية
عبد الرحمن خضر
قُتِل عشرون مدنياً وأُصيب العشرات، اليوم الثلاثاء، بقصف جوي نفّذته طائرات سورية وأخرى روسية على مناطق متفرقة بمحافظتي إدلب وحلب، شمالي سورية.
وقال الناشط الإعلامي مصطفى أبو محمد، لـ”العربي الجديد”: إنّ “تسعة مدنيين قتلوا وأصيب أكثر من عشرة آخرين في قصف نفّذته مروحية تابعة للنظام على بلدة البارة جنوب مدينة إدلب”، مشيراً إلى “نقل بعض الجرحى إلى المشافي التركية القريبة لخطورة إصاباتهم”.
ورجّح الناشط، “ارتفاع عدد القتلى، لوجود مفقودين تحت الأنقاض، ولخطورة بعض الإصابات”، لافتاً إلى “وجود عدّة حالات بتر أطراف بين المصابين”.
وبحسب أبو محمد، فإن “طفلة قتلت وأصيب ثلاثة أشخاص آخرين في غارة روسية على أرض زراعية بين قريتي الكريز وعري الشمالي، في سهل الروج غرب مدينة إدلب”.
كما طاول القصف بلدة سنجار وأطراف مدينتي إدلب وأريحا، وفق الناشط.
كذلك، قتل نحو عشرة مدنيين وأصيب نحو عشرين آخرين، بقصف على أحياء بمدينة حلب، ومدن وبلدات في الأرياف القريبة منها.
وأوضح الناشط الإعلامي، محمد الحلبي، لـ”العربي الجديد”: أنّ “ثلاثة مدنيين قتلوا بغارات شنتها طائرات حربية روسية على قرية كفرحلب في الريف الغربي، في حين قتل مدنيان وجرح آخرون، بغارات طاولت قرية الشيخ علي”.
في السياق ذاته، شنت طائرات حربية روسية غارات بالصواريخ، على حي الفردوس، ما أسفر عن مقتل طفلة وجرح ستة مدنيين، طبقاً للحلبي الذي أشار أيضاً إلى “مقتل مدنيين وجرح عشرة آخرين، بغارات مماثلة طاولت حي صلاح الدين، ونقل الجرحى إلى مشافٍ قريبة”.
إلى ذلك، نفّذت طائرات حربية روسية ضربات جوية على حي المعادي، ما أسفر عن مقتل مدنيين اثنين أحدهما طفل، وجرح خمسة آخرين في حصيلة أولية، نقلوا إلى مشفى المعادي بالحي، في حين أصيب الناشط الإعلامي هادي العبدالله ومصوره بجراح طفيفة، أثناء تغطيتهما للقصف الكثيف الذي تتعرض له أحياء مدينة حلب”، بحسب المصدر ذاته.
المعارضة السورية تواصل اجتماعاتها في بروكسل
محمد أمين
يواصل وفدا الائتلاف الوطني السوري المعارض، وهيئة التنسيق الوطنية التي تمثّل معارضة الداخل، اجتماعاتهما في العاصمة البلجيكية بروكسل، بدعوة ورعاية من الاتحاد الأوروبي للخروج بـ”وثيقة مبادئ مشتركة”، حيال أهم القضايا التي تخص المسار السياسي، والعملية التفاوضية مع النظام.
ويحاول الاتحاد الأوروبي كسر جمود العملية السياسية، وتفعيل دوره في الملف السوري في ظل تراخ أميركي واستفراد روسي إيراني يترجم يومياً، من خلال المزيد من المجازر التي تدلل على نية مشتركة لحسم عسكري، يعيد ترتيب أوراق التفاوض لفرض حل على المعارضة السورية يعيد إنتاج النظام، ويُبقي بشار الأسد في السلطة.
وذكرت مصادر في الائتلاف أن الوفدين عقدا اجتماعاً، أمس الإثنين، مع الأمين العام للعلاقات الخارجية للاتحاد الأوروبي، آلان لي روي، حيث “أكد المجتمعون أهمية الحل السياسي وتكثيف الجهود في العملية السياسية للوصول لحل سياسي عادل ينهي المأساة السورية بما يحقق تطلعات الشعب السوري”، وفق المصادر.
وطالب رئيس الائتلاف، أنس العبدة، الاتحاد الأوروبي “بحماية العملية السياسية ودعم وصولها إلى مبتغاها في الوصول إلى حل سياسي عادل يأخذ بعين الاعتبار تطلعات الشعب السوري”، مشيراً إلى أن استمرار نظام الأسد وروسيا باستهداف المدنيين “يدل على أن العملية التفاوضية وصلت إلى طريق مسدود”.
من جهته، شدد المنسق العام لهيئة التنسيق، حسن عبدالعظيم، على ضرورة التفاعل لإنهاء انقسام المعارضة السورية، وتوحيد قواها واستكمال تمثيل الكرد، الذي اعتبره “هاماً جداً”، وفق بيان صادر عن الائتلاف.
” وأبدى الأمين العام لمكتب العلاقات الخارجية للاتحاد الأوروبي، خلال اجتماعه مع المعارضين السوريين، رغبة الاتحاد في توسيع دوره ودعم المعارضة السورية للتوصل لحل شامل، مؤكداً ضرورة أن تقوم المعارضة بـ”وضع رؤية مشتركة للحل السياسي”.
ويعد اجتماع بروكسل هو الرابع الذي يجمع الائتلاف مع هيئة التنسيق الوطنية. وذكرت مصادر مطلعة، أنه من المنتظر أن يتمخض اجتماع بروكسل عن “إجراء تعديلات” على وثيقة مبادئ مشتركة كانت وُقعت بين الائتلاف وهيئة التنسيق العام الفائت، برعاية من الاتحاد الأوروبي، حيث من المتوقع أن تتضمن الوثيقة المعدلة خريطة طريق لحل سياسي في سورية، يدفع الاتحاد الأوروبي في اتجاه صدورها لتكون أساس تحريك العملية التفاوضية المتوقفة منذ إبريل/نيسان الفائت.
وأشارت المصادر لـ”العربي الجديد”، إلى أن هناك توافقاً في الرؤى بين الائتلاف وهيئة التنسيق على مختلف القضايا التي تخص المرحلة الانتقالية، بما فيها تشكيل هيئة حكم كاملة الصلاحيات، وإعادة هيكلة الجيش والأجهزة الأمنية، والتغيير السياسي الجذري، موضحة أن الائتلاف لا يزال يصر على ضرورة أن لا يكون الأسد جزءاً من أي حل، في حين ترى بعض الشخصيات في هيئة التنسيق أن وجود الأسد من دون صلاحيات، ربما يدفع باتجاه إيجاد حل يساعد في إنهاء مأساة السوريين، مشيرة إلى أن “مصير الأسد في المرحلة الانتقالية هو محور الخلاف”.
” من جانبه، أكد عقاب يحيى، عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني، أن أجواء الاجتماعات “إيجابية”، متوقعاً صدور وثيقة مشتركة “تساعد في ترسيخ الانسجام والتوافق بين أطياف المعارضة تجاه الحل السياسي المرتقب في سورية”، مضيفاً في تصريحات لـ”العربي الجديد”، أن الائتلاف الوطني يسعى الى توحيد الجهود، والانفتاح على كل تيارات وأطياف المعارضة السورية.
وأشار يحيى إلى أن الهيئة العليا للمفاوضات “ليست بعيدة عن اجتماعات بروكسل”، مشدداً على أن الائتلاف لا يحاول أن يكون منافساً للهيئة، لافتاً إلى أن جميع مؤسسات وتيارات المعارضة السورية “في مركب واحد”، وهدفها “التوصل إلى حل سياسي يلبي تطلعات السوريين”.
إلى ذلك، أكد مصدر من داخل الاجتماعات، التي لا تزال منعقدة في بروكسل، أنه جرى “نقاش معمّق تضمّن تحليل المشهد الإقليمي والدولي، والوضع الداخلي، وسبل تعزيز موقف الهيئة العليا للتفاوض”، مشيرا إلى أن جلسات عمل ستعقد الأربعاء مع الاتحاد الأوروبي لبحث كيفية دعم الاتحاد لمواقف المعارضة وزيادة انخراطه بالعملية السياسية في سورية.
وأشار المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، إلى أن الطرفين سيعقدان مؤتمرا صحافيا غدا لشرح ما جرى خلال الاجتماعات، مع إصدار بيان مشترك، لافتا إلى أن اجتماع بروكسل يأتي في سياق تحرك الائتلاف للحوار مع كل التيارات والهيئات في المعارضة السورية.
كيف يعيش أهل منبج؟
هشام الأحمد
قد يواجه أكثر من مئتي ألف سوري في مدينة منبج، الجوع والمرض والقصف، في حال طال أمد الصراع. فالمدينة بدأت تستغيث على الرغم من أنه لم يمر سوى أيام قلائل على حصارها من قبل “قوات سوريا الديموقراطية” المعروفة بـ”قسد”. ويقول أحد النشطاء: “ماتزال قرية المنكوبة بيد التنظيم، وكذلك قرية حج عابدين، ونسمع في منبج أصوات الاشتباكات بالقرب المدينة”.
المدينة بدأت تتأثر بالحصار المفروض عليها بشكل واضح. يقول الناشط أبو عمر: “تشهد المدينة هدوءاً مريباً نهاراً، في حين يسمع إطلاق نار كثيف ليلاً ولا سيما في حي طريق جرابلس”. وتؤكد المصادر المحلية أن “قسد” أحكمت حصارها على المدينة من كل الجهات.
ويتحدث التنظيم عن نيته تحويل منبج مقبرة لـ”الملاحدة والمرتدين” من الأكراد والثوار، فيركز خطباء التنظيم على الطابع الحماسي الانفعالي.
يقول أحد السكان: “صرّح خطباء التنظيم أن منبج ستقاتل حتى آخر رجل، وسيكتب الله لها النصر”. وتشير المصادر الميدانية إلى تأثر عدد من الشباب بالخطاب الحماسي. يقول يوسف: “دفع هذا عدداً من الشباب لحمل السلاح وبيعة التنظيم بيعة قتال”. فكثير من شباب منبج ينظرون لما يحدث، على أنه عدوان واحتلال. يُكمل يوسف: “فلا يرضى الشباب العربي أن يحكموا من أقلية كردية لا تبلغ نسبتها سوى 10 في المئة من سكان منبج”. فـ”قسد” تتكون بشكل رئيس من “وحدات حماية الشعب” الكردية، التي تطرح مشروعاً للحكم الفيدرالي شمالي سوريا، وقد تضم منبج إلى مناطق سيطرتها.
وتعيش المدينة حرب شائعات، ولا سيما بعدما منع التنظيم التلفزيون والانترنت، وصادر خطوط الهواتف التركية. يقول الناشط أبو حسن من منبج: “يتحدث بعضهم عن وجود أسلحة وذخائر لخلايا نائمة لقوات سوريا الديموقراطية، وهي تنتظر ساعة الصفر، ما يعني أن تحرير منبج سيأخذ بضع ساعات”، فيما يتحدث آخرون عن خطط جهنمية يُعد لها التنظيم ستجبر المهاجمين على الانكفاء إلى عين العرب/كوباني. يتابع أبو حسن: “وفي المقابل يتحدث أنصار التنظيم عن تكتيكات عسكرية ستستخدم لأول مرّة ستقلب الطاولة”. ويتحدث آخرون عن استخدام أسلحة نوعية جداً، في حين تسري شائعات عن حلق عناصر التنظيم للحاهم والاستعداد للهرب.
وزاد التنظيم من قبضته الأمنية بنشر حواجز جديدة له، والقيام بعمليات التفتيش والدّهم والاعتقال. يؤكد أبو عمر: “الاعتقال قد يطال المواطن لأي سبب، وأصبح هناك حملات فجائية لتفتيش البيوت الطابقية تُكسر فيها الأقفال، أو يقفز العناصر من فوق جدران البيوت العربية”، فتشعر نتيجة هذه الظروف “أنك في مدينة أشباح”. يتابع أبو عمر: “تراقب طريق حلب، فتشهد مروراً قليلاً للسيارات” في شارع كانت تمر به آلاف السيارات يومياً.
وعلى صعيد الخدمات يبدو غريباً، في ظل الحصار، توفر خدمة الكهرباء 24 ساعة، خلافاً لكل سوريا. يقول أبو عمر: “توفر الكهرباء سببه قطع التنظيم الكهرباء عن الريف الذي سيطرت عليه قوات سوريا الديموقراطية، وتخصيص الكهرباء لمنبج فقط”. الكهرباء عادت وانقطعت الأحد. كذلك تتوفر مياه الشرب بشكل جيد، لكن في الوقت عينه فإن أي عطل لا يمكن إصلاحه. وحول هذا الموضوع يشير أبو عمر إلى أنه “حصل عطل بسيط في حينا وقدمنا شكوى لم يُستجب لها لأن أغلب الفنيين هم من الريف الخارج عن السيطرة”. وأحياناً يُرفض طلب الإصلاح لأسباب أمنية تتعلق بالقصف.
وبدأت منبج تشهد وضعاً صعباً على الصعيد الصحي نتيجة ندرة الأطباء وشح الأدوية. يقول الناشط أبو حسن: “معظم الأطباء هجر المدينة خشية الحصار الذي تحقق، والكثير من الأدوية مفقودة قبل الحصار، ومع الحصار سيزداد الأمر سوءاً”. ويتركز الخطر على مرضى القلب والأمراض المزمنة ولا سيما أن التوتر شديد والأعصاب مرهقة.
ويكاد ينعدم الكاز السائل المستخدم للطبخ “الببور”، وما يفاقم الأمور سوءاً عدم توفر الغاز، يقول أبو حسن: “وصل سعر أسطوانة الغاز إلى 20000 ل.س، كما وصل سعر كيس السكر إلى 35000 ل.س”. وهذه أسعار لا يستطيع معظم السكان دفعها. وما زالت تتوفر في الأسواق بعض الخضار كالباذنجان والكوسا، وتكاد تندر وتنعدم بقية الأنواع، وما زاد المعاناة تزامن الحصار مع رمضان. يتابع أبو عمر “يتحاشى الأهالي شراء مقبلات وأطعمة رمضان من معروك وتمر هندي وعوامة، فالمدينة مقبلة على مجهول لا يعرف نهايته”.
ويتوفر الخبز بسعر 350 لربطة مكونة من 10 أرغفة، على الرغم من توقف بعض الأفران نتيجة فقدان الطحين، وبحسب أبو عمر فإنه “يُخشى خلال الأسبوع القادم من فقدان الطحين وتوقف الأفران نتيجة ذلك، وفقدان المازوت، وقد استعد السكان الأصليون لذلك فخزنوا الطحين والوقود خلافاً للنازحين والفقراء”، في حين تناقصت كميات الألبان بشكل لافت نتيجة الانفصال عن الريف، ولولا وجود من يربي الماشية في المدينة لانعدمت.
وأخطر ما تشهده منبج هو بوادر الانفلات الأمني رغم تشديد التنظيم. “عادت ظاهرة سرقة الدراجات النارية، وتمت سرقة مولدات ماء في قرية عين النخيل”، بحسب أبو عمر، الذي يدلل على الفلتان الأمني قائلاً: “فتش عناصر دورية أحد التجار ووجدوا 3000 دولار بحوزته، فاتهموه بتمويل الأكراد. وأمام نفيه، أخذوا المبلغ وطالبوه بمراجعة الحسبة، ولدى مراجعته الحسبة لم يجد شيئاً”. وتكررت حوادث مشابهة، رغم أن فترة حكم التنظيم للمدينة لم تشهد لذلك مثيلاً.
وما زالت الأمور تزداد سوءاً رغم أن المدينة حديثة العهد بالحصار، الذي لا يعلم أهل المدينة متى سينتهي، وماذا سيأتي معه في قادم الأيام.
حلب: فصائل تل رفعت تشكل مجلساً عسكرياً وسياسياً
خالد الخطيب
في ريف حلب الشمالي، بالقرب من الحدود السورية-التركية، أعلنت المعارضة المسلحة التي تنتمي لمدينة تل رفعت وضواحيها، مساء الإثنين، تشكيل مجلس عسكري وسياسي، يجمع فصائلها وينسق العمل القتالي والسياسي في ما بينها، ويهدف لتحقيق جملة من الأهداف أبرزها تحرير مدينة تل رفعت التي سيطرت عليها “وحدات حماية الشعب” الكردية التي تقود “قوات سوريا الديموقراطية”، مطلع العام 2016 بدعم جوي روسي.
رئيس “مجلس محافظة حلب الحرة” وعضو المكتب السياسي لمدينة تل رفعت، بشير عليطو، قال لـ”المدن”، إن الهدف من تشكيل المجلس السياسي والعسكري لتل رفعت هو الوصول إلى وحدة القرار في ما يخص المدينة، مدنياً وعسكرياً، ومحاولة لتعميم التجربة على باقي الريف الشمالي وتجميع القوى العسكرية المنضوية تحت راية فصائل متعددة والتنسيق في ما بينها على الجبهات “في الرباط والتحرير”.
وأوضح عليطو بأن المجلس يتألف من جناحين؛ عسكري وسياسي. ويضم الجناح العسكري كل قادة الكتائب والفصائل من تل رفعت، من دون استثناء، وقد اختاروا ثلاثة منهم لتمثيلهم في المجلس. الأمر ذاته ينطبق على الجناح السياسي، والباب مفتوح لكل من يريد المشاركة.
وأشار عليطو إلى أن المجلس يهدف إلى إيجاد موقف موحد إزاء المدينة المحتلة، والعمل على تحريرها من سيطرة الوحدات الكردية، ولن يتحقق ذلك إلا باجتماع كلمة كل القوى المدنية والعسكري والثورية في المدينة.
وأكد عليطو أن تشكيل المجلس جاء تلبية لتطلعات عشرات الألاف من المدنيين المهجرين من المدينة على يد الوحدات الكردية، والذين منعوا من دخول مدينتهم وهم يعيشون الآن في الخيام المنتشرة بالقرب من الشريط الحدودي مع تركيا، و”ربما سيكون هذا المجلس الأمل الأخير لحشد الطاقات واستعادة الحقوق من مغتصبيها”.
وتأتي هذه الخطوة بعد أيام من تشكيل مشابه في مدينة مارع، والتي اندمجت جميع فصائلها المسلحة في صفوف “لواء المعتصم”، قبل ساعات من فك الحصار الذي فرضه تنظيم “الدولة الإسلامية” عليها. وأثبتت التجربة بأن حشد القوى العسكرية والمدينة على نطاق مناطقي، بات الخيار الوحيد للفصائل المسلحة في الشمال، من أجل البقاء على الأقل، بعدما فشلت كل المحاولات التي تهدف إلى توحيد الفصائل وجمعها في غرفة عمليات واحدة تنسق العمل العسكري على جبهتي “الدولة الإسلامية” و”وحدات حماية الشعب” الكردية.
وفي السياق، غيّرت المعارضة من سياستها العسكرية أثناء فك الحصار عن مارع، وبدأت بخوض معارك هادئة، تسعى من خلالها إلى التقدم نحو بلدة تلو الأخرى، على حساب “الدولة الإسلامية”، وتوسيع مناطق سيطرتها بشكل أفقي، والتمركز جيداً قبل البدء بهجوم آخر على موقع جديد.
وسيطرت المعارضة على قرى وبلدات جديدة خلال الأيام القليلة الماضية، ومن بينها الكمالية والأحمدية وبريشة، ولا تزال محاولاتها مستمرة لدحر التنظيم من مواقعه المتقدمة في جارز ويحمول شرقي إعزاز.
من جانب آخر، شهد حي العامرية في مدينة حلب، معارك عنيفة، فجر الثلاثاء، بين المعارضة وقوات النظام والمليشيات الموالية التي تتمركز في الكليات العسكرية الثلاث “المدفعية” و”الفنية الجوية” و”التسليح” في منطقة الراموسة جنوب غربي حلب. وتصدت المعارضة للقوات المهاجمة وسط قصف متبادل بالمدفعية والصواريخ طال خطوط الاشتباك والمواقع الخلفية لكلا الطرفين.
وفي ريف حلب الجنوبي، ما تزال المعارك مستمرة بين “جيش الفتح” من جهة، وقوات النظام وحشد المليشيات العراقية واللبنانية والأفغانية و”الحرس الثوري” الإيراني من جهة ثانية، على محاور القراص وخلصة ومعراتة، شرقي وجنوب شرقي خان طومان، حيث تحاول المليشيات استعادة نقاطها التي خسرتها.
ويواصل الطيران الروسي وطيران النظام، حملتهما الجوية على حلب، ريفاً ومدينة، ويتركز القصف بشكل مستمر على الضواحي الشمالية، في حريتان وعندان وكفر حمرة ومنطقة أسيا وحيان والليرمون والملاح وتل مصيبين، وعلى الريف الغربي، في خان العسل وكفرناها ومعارة الأرتيق والراشدين، وعلى الريف الجنوبي يطال القصف خطوط “جيش الفتح” الأولى وتحصيناته، بالإضافة لقرى العيس وخان طومان والخالدية ومعراتة والزربة، ويخلف القصف يومياً أكثر من عشرين قتيلاً مدنياً.
وفي حلب المدينة، تمكنت المعارضة المسلحة من التصدي لقوات النظام والمليشيات الشيعية ومليشيا “لواء القدس” الفلسطيني، في منطقة الملاح شمالي حلب، للمرة الثانية على التوالي خلال أسبوع، وقتلت أكثر من خمسين عنصراً للنظام والمليشيات بينهم قادة وضباط، وأعطبت عدداً من الآليات المدرعة والمدافع الثقيلة والرشاشة للقوات المنسحبة.
وشهدت منطقة الملاح معارك عنيفة، بين فصائل المعارضة من “غرفة عمليات فتح حلب” وأبرزها “حركة نور الدين زنكي”، وبين وقوات النظام والمليشيات الموالية، التي حاولت التقدم في أكثر من محور، كانت قد تقدمت فيه خلال الأيام القليلة الماضية، وأجبرتها المعارضة على التراجع حينها بفعل هجوم معاكس.
وتزامنت المعارك مع تحليق وقصف مكثف من قبل المقاتلات الحربية الروسية التي شنت أكثر من ثلاثين غارة جوية، بالقنابل العنقودية، والصواريخ الفراغية، والنابالم الحارق، واستهدفت نقاط المعارضة في الملاح، وخطوط امدادها. وفي الوقت ذاته طال المنطقة قصف شنّه الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة، كما شهدت الضواحي الشمالية قصفاً متبادلاً بين المعارضة والنظام بالمدفعية والصواريخ والهاون.
المتحدث باسم “حركة نور الدين زنكي”، النقيب عبدالسلام عبدالرزاق، أكد لـ”المدن”، أن النظام والمليشيات الموالية تكبدوا خسائر كبيرة في هجومها الثاني على الملاح، ظناً منهم أن هذه الجبهة ستكون أسهل بكثير من جبهة حندرات التقليدية والتي شهدت معظم محاولات التقدم خلال الفترة الماضية من قبل النظام.
وأوضح النقيب عبدالرزاق، بأن المعارضة المسلحة اتخذت كافة الإجراءات الهندسية للحؤول دون سقوط المناطق القريبة من طريق الكاستلو. بالإضافة إلى تكثيف أعداد المقاتلين المرابطين من “حركة نور الدين زنكي” والفصائل الأخرى المنضوية في “غرفة عمليات فتح حلب”، في الملاح وحندرات وتل مصيبين.
وعلى الرغم من القصف الجوي والمدفعي والصاروخي العنيف الذي تشهده منطقة الملاح ومحيطها، وفق النقيب عبدالرزاق، إلا أن مقاتلي المعارضة يبدون مقاومة عنيفة، وهم ثابتون في مواقعهم ولو كلفهم ذلك خسارة حياتهم، وهذا ما فعله قادة وعناصر تابعين للحركة قضوا خلال المعركة، من بينهم القائدان العسكريان أحمد ناصيف وعبدالهادي عبد الوهاب.
وارتفعت حصيلة قتلى النظام والمليشيات الموالية خلال معارك مشارف حلب الشمالية إلى أكثر من 100 قتيل في أسبوع واحد، بالاضافة الى عدد كبير من آلياتها الثقيلة والمدرعة، وكميات من الأسلحة والذخائر، ولم تحقق حتى الآن أياً من أهدافها على الرغم من الدعم الجوي والبري الروسي-الإيراني.
ويرجع صمود المعارضة في جزء منه إلى طبيعة منطقة الملاح وعمرانها، واللذين يسمحان للمعارضة بأن تناور أكثر وتحتمي من الغارات الجوية المتواصلة التي تطال مواقعها، وهي هضبة فيها تلال وتنتشر فيها مبان طابقية ومزارع، تسمح للقوات المتمركزة فيها المناورة والاشتباك المباشر ونصب كمائن ناجحة تقضي على مجموعات قتالية بأكملها في ما لو فكرت بالتقدم.
النقيب عبدالرزاق أشار إلى أن الطيران الروسي، بات يعتمد بشدة على قذائف “النابالم” الحارقة المحرمة دولياً، ما أسفر عن اشتعال حرائق واسعة، ليل الإثنين/الثلاثاء، في عندان وكفر حمرة. وأكد النقيب عبدالرزاق أن المقاتلات الحربية الروسية تستخدم قنابل النابالم ضد مواقع عسكرية ومدنية في حلب،وهي تعتبر من أسلحة الدمار الشامل، ولها أنواع أخطرها “النابالم الفوسفوري”، وهي ما تستخدمه القوات الروسية. وتستخدم هذه القذائف في قنابل الطائرات بغرض التأثير النفسي أكثر من المادي، بحسب عبدالرزاق، وتبلغ درجة حرارة اشتعال النابالم الفوسفوري أكثر من 2000 درجة مئوية، ويزيد اشتعالها في الهواء وعند استخدام الماء لاطفائها، ولا يمكن اخماد الحرائق الناتجة عنها إلا بقطع الهواء عنها، بواسطة التراب غالباً.
الرقة: قوات النظام تقترب من الطبقة
أسامة أبوزيد
وصلت قوات النظام والمليشيات الموالية لها إلى مشارف قرية صفيان التي تبعد مسافة 15 كيلومتراً عن “مطار الطبقة العسكري” و40 كيلومتراً من مركز مدينة الرقة. ويأتي ذلك ضمن تقدم قوات النظام في ريف الرقة الغربي، في عملية “الصحراء الكبرى” الموجهة للسيطرة “المعلنة” على مدينة الرقة، أهم معاقل تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا.
تقدم قوات النظام إلى قرية صفيان، جاء بعد يومين فقط من سيطرتها على مفرق الرصافة-الطبقة، أهم النقاط الاستراتيجية قبل الوصول إلى مدينة الطبقة. كما تمكنت قوات النظام من السيطرة على حقلي صفيان والحباري النفطيان، ومحطة الرصافة لضخ النفط، ومحطة “كهرباء الطبقة”.
وقد رافق سيطرة قوات النظام في المنطقة، عمليات تهجير للمدنيين الذين يقطنون بالقرب من حقل صفيان ومحطة الرصافة، وذلك تحت ذريعة كونهم “حاضنة شعبية لتنظيم داعش”، وانضمام أبنائهم للتنظيم. الأمر الذي ينذر بعمليات تهجير، قد ترتكبها قوات النظام في حال سيطرت على مدينة الطبقة أو مناطق مأهولة في محافظة الرقة.
وفي الجانب الأخر، يشنّ تنظيم “الدولة الإسلامية” هجمات بسيطة يقودها انتحاريون على الخطوط الخلفية لقوات النظام، وتحديداً بالقرب من مدينة أثريا في ريف حماة الشرقي، انطلاقاً من مناطق سيطرته الموازية لطريق خناصر، في محاولة لقطع الإمداد عن قوات النظام في عمق المنطقة الصحراوية، ما قد يربك عمليات قوات النظام هناك.
مصادر من ريف الرقة قالت لـ”المدن” إن “داعش” يعمل على تحصين مواقعه داخل “مطار الطبقة العسكري”، عبر حفر الخنادق وزرع الألغام في محيطه، استعداداً للمعركة القادمة على أسواره.
وأعلنت “وكالة أعماق” المقربة من “الدولة الإسلامية” أن عناصر التنظيم استهدفوا حواجز عسكرية تابعة لقوات النظام على طريق أثريا-الطبقة، ما أسفر عن مقتل عدد من عناصر قوات النظام، واحراق دبابة وعربة ناقلة للجند، والإستيلاء على عربة “فوزديكا” وعربة “BMP”، بالإضافة إلى كميات من الأسلحة والذخيرة.
كما هاجمت مجموعات التنظيم حاجزين عسكريين لقوات النظام بالقرب من قرية صفيان، في وقت تعاني فيه قوات النظام والمليشيات من خسائر بشرية كبيرة. ووصلت جثث أكثر من 100 قتيل إلى حي الزهراء الموالي في مدينة حمص، قتل معظم أصحابها على طريق أثريا-الطبقة، في صفوف مليشيات “الدفاع الوطني” و”صقور الصحراء”. وتعتبر “صقور الصحراء” من أهم المليشيات المقاتلة إلى جانب قوات النظام وأكثرها تسليحاً، وقد تأسست نهاية العام 2013 بقيادة العقيد محمد جابر، وكان عملها مقتصراً على حماية آبار النفط والبترول ضمن البادية السورية. وتحولت “صقور الصحراء” مع بداية العام 2014 إلى أهم المليشيات التي يعتمد عليها النظام في معاركه، خاصة في المناطق ذات الطبيعة الصحراوية، بعدما تلقى عناصرها تدريبات على القتال هناك.
وتسعى قوات النظام خلال عملية تقدمها “المعلنة” نحو الرقة، إلى السيطرة على “مطار الطبقة العسكري” كمرحلة أولى، إلا أن مصادر عسكرية قالت لـ”المدن” إن التوجه لمطار الطبقة سيرافقه تقدم موازٍ نحو مدينة الرصافة الواقعة جنوب غربي الرقة، وذلك لما تحمله الرصافة من أهمية استراتيجية. وتشكل الرصافة نقطة تلاقٍ لطرق رئيسية تصل بين الرقة وسلمية وديرالزور، فضلاً عن وجودها في عمق الصحراء السورية الواقعة بين ريفي ديرالزور والرقة. والسيطرة على الرصافة ستقطع الطرق الترابية الواصلة بين ريف حماة الشرقي ومناطق التنظيم في حلب، والتي يعتمدها التنظيم لتحركاته بين حلب وحماة. كما أن مدينة الرصافة ستكون مركزاً لاستمرار العمليات نحو الرقة ونقطة للتوجه نحو ريف ديرالزور.
وتتسم العمليات في ريف الرقة الغربي بالاستمرار والتفوق لقوات النظام على تنظيم “الدولة”، حتى اللحظة، وذلك بسبب التغطية الجوية الكثيفة للطيران الحربي الروسي ومروحياته المرافقة للحملة، التي تشهد تخطيطاً عسكرياً روسياً-إيرانياً مشتركاً. وتعتمد قوات النظام بشكل شبه تام على المليشيات العسكرية الموالية، والتي يتلقى بعضها الدعم الإيراني عبر “مكاتب الارتباط” وأخرى تلقت تدريبات عسكرية تحت إشراف الضباط الروس.
وكان المتحدث باسم “قوات سوريا الديموقراطية” العقيد طلال سلو، قد قال الأحد في مقابلة مع قناة “روناهي” الكردية، إن قواته ليست “في سباق أو صراع مع النظام لتحرير مدينة الرقة. نحن يهمنا بالنتيجة القضاء على الإرهاب وتحرير شعبنا من هذا الإرهاب المتمثل بداعش”. وأضاف “إذا كان النظام قادراً على تحرير مدينة الرقة وتخليص شعبنا من إرهاب داعش فأهلا وسهلا. لكن أن نكون جنباً إلى جنب مع النظام في أي معركة بالمستقبل فهذا مستحيل”. و”قوات سوريا الديموقراطية” تشارك بدورها في المعركة شمالي الرقة، وكانت قد أعلنت عن توجهها إلى الرقة قبل أن تغير وجهتها وتحاصر مدينة منبج في ريف حلب الشرقي. و”قوات سوريا الديموقراطية” تتألف بشكل رئيس من “وحدات حماية الشعب” الكردية، التي سلمها النظام ومنذ العام 2012 إدارة مناطق الأكراد في الشمال السوري.
الأسد وحلفاؤه يحاصرون حلب من الجو بعد فشلهم على الأرض
دمشق – يحاول الجيش السوري مدعوما بحلفائه من ميليشيات حزب الله والميليشيات الإيرانية وبالتعاون مع الغطاء الجوي الروسي محاصرة مدينة حلب وتحديدا القسم الخاضع لقوات المعارضة.
ويواجه النظام صعوبات ميدانية لتحقيق ذلك على الأرض نظرا لانعدام إمكانية التحرك ضمن الأحياء والشوارع الضيقة الملغمة والمحصنة، ولم يستطيع برغم محاولاته تحقيق تقدم منذ عدة أشهر رغم اعتبارها ذات أولوية عسكرية كما ذكر الرئيس السوري في خطابه أمام البرلمان.
وتعهد الأسد قبل أيام باستعادة “كل شبر” من سوريا، وقال إن حلب ستكون “مقبرة” لآمال غريمه الإقليمي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يدعم الفصائل الإسلامية في سوريا.
وكذلك أعلنت روسيا عدة مرات أن قواتها الجوية ستوفر أكبر دعم ممكن لمنع سقوط حلب والمنطقة المحيطة بها في أيدي من سمتهم إرهابيين وهي التسمية التي تطلقها موسكو ودمشق على معارضي الأسد.
وقد أدى تكثيف الضربات الجوية والقصف المدفعي على الطريق الوحيد المؤدي لمدينة حلب السورية المقسمة، إلى عزل قطاع تسيطر عليه المعارضة المسلحة بالمدينة عن العالم الخارجي خلال الأيام القليلة الماضية مما وضع مئات الآلاف من سكانها تحت حصار فعلي.
ويرى خبراء عسكريون أن اعتماد النظام السوري على القصف الجوي هو وسيلة لإبقاء الطريق الأخير الرابط بين حلب وتركيا تحت القصف المتواصل لخلق قوة نارية تردع من يحاول الانتقال من حلب إلى خارجها وصولا إلى تركيا، نظرا لعدم توفر القدرات العسكرية الكافية على الأرض لتحقيق ذلك في الأوقات الحالية.
ويأمل النظام في محاصرة حلب من الجو في المرحلة الأولى لإطباق الحصار كأمر واقع ثم اتباع سياسة القضم من مدينة حلب بشقها الواقع بيد المعارضة وصولا إلى استعادة حلب بأكملها وبالتالي القضاء على ما تبقى من أمل ضعيف لإحياء الجهود الدبلوماسية لإنهاء الصراع المستمر منذ خمسة أعوام بعد انهيار محادثات واتفاق لوقف إطلاق النار برعاية أميركية وروسية أبرم في وقت سابق من العام الجاري.
ومنذ أعوام صارت حلب كبرى المدن السورية قبل الحرب – حيث كان يقطنها مليونا نسمة – منقسمة بين قطاع للمعارضة وآخر للحكومة. وصارت استعادة المحافظة بالكامل أحد أكبر أهداف الرئيس السوري بشار الأسد.
350 ألف شخص يعيشون في الجزء الذي تسيطر عليه المعارضة في حلب
ويعتقد بأن ما يقدر بنحو 350 ألف شخص مازالوا يعيشون في القطاع الذي تسيطر عليه المعارضة المسلحة في ظروف صعبة زادت سوءا بعد المحاولة الأخيرة لحصارهم من خلال قطع آخر طريق مؤد إلى حلب وهو طريق الكاستيلو المسمى بذلك نسبة إلى قصر قديم في المدينة.
وقال زكريا ملاحفجي القيادي في جماعة “فاستقيم” المعارضة في حلب “إن النظام لم يقدر على قطع الطريق برا لذا قرر شن ضربات جوية مستمرة لتستهدف كل ما يمر على الطريق بغض النظر عن كينونته”.وأضاف أن من يرغب في المرور عبر طريق الكاستيلو سيكون كمن قرر تنفيذ مهمة انتحارية.
وتابع من مقر الجماعة في مدينة غازي عنتاب التركية القريبة من الحدود مع سوريا، أن الأمر على هذا الحال منذ 10 إلى 12 يوما. وقال “إن الوضع كان صعبا من قبل حيث كان يجري استهداف الطريق وكانت الناس تمر بصعوبة بالغة لكنه الآن قطع تماما ولا يجرؤ أحد على المرور عبره”.
وقلل بعض الناشطين من أثر هذا الحصار الجوي على الفصائل المسلحة وأكد أنه سيقتصر أثر الحصار على المدنيين بالدرجة الأولى، وقال ناشط سوري في داخل مدينة حلب إن وطء هذا الحصار سيكون “علينا نحن المدنيين لأننا لن نستطيع الخروج أو الدخول إلى حلب عبر طريق الكاستيلو لنقل الاحتياجات اليومية، بينما الفصائل المسلحة لن تتأثر لأنها جميعها تتنقل عبر أنفاق وتؤمن كل احتياجاتها الخاصة بها من سلاح وذخيرة”.
وحتى الآن لم تتمكن القوات البرية الموالية للحكومة والمدعومة من مسلحين شيعة إيرانيين ولبنانيين من تطويق حلب بالكامل بسيطرتها على ممر ضيق يمر من خلاله طريق الكاستيلو.
ويتعرض الطريق السريع منذ أمد بعيد لنيران القناصة لكنه شهد تكثيفا للهجمات الجوية والقصف منذ أقل من أسبوعين.
وقال الناشط المعارض محمد أديب الذي قاد سيارة عبر طريق الكاستيلو يوم الجمعة الماضي إن الكاستيلو هو “طريق الموت إلى حلب”، مضيفا أنه لم يكن واثقا من وصوله إلى حلب حيا.
وفي حلب تسبب الضغط الجديد على الطريق في زيادة أسعار السلع لتزيد من معاناة سكانها الذين مازالوا في المدينة.
وفسر المعارضون حديث موسكو بأن جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة صعدت هجماتها في حلب بأنه إشارة إلى أن روسيا تبحث عن ذرائع جديدة لشن هجوم. وفي حين أن جبهة النصرة ناشطة في جنوبي حلب فإن المعارضين الأكثر اعتدالا يقولون إنه لا وجود لها في المدينة نفسها. ولم يشمل اتفاق وقف إطلاق النار الذي رعته واشنطن وموسكو جبهة النصرة شأنها شأن تنظيم الدولة الإسلامية.
ويثق المعارضون الذين يقاتلون الجيش السوري في حلب في قدرتهم على صد الهجمات البرية التي يؤدي فيها مقاتلون شيعة من إيران وأفغانستان وحزب الله اللبناني دورا كبيرا لدعم الحكومة السورية.
ويتلقى عدد من هذه الجماعات المعارضة دعما عسكريا خارجيا عبر تركيا من دول مناهضة للرئيس السوري. وقال المعارضون إنهم تصدوا لثلاث هجمات من القوات الموالية للحكومة ضد حندرات القريبة من طريق الكاستيلو خلال أقل من شهر واحد.
وقال أبو ياسين زعيم الجبهة الشامية إن النظام يحاول إحراز تقدم على الأرض فيكسب نقطة أو اثنتين ثم لا يلبث أن يخسرهما. وأضاف أن هذه الظروف ليست جديدة على المقاتلين.
تركيا تمتلك تسجيلات تدين نظام الأسد
أطلعت عليها دول التحالف الدولي
بهية مارديني
إيلاف من لندن: كشفت مصادر غربية لـ”إيلاف” أن الحكومة التركية “أطلعت حكومات غربية على تسجيلات تدين النظام السوري بترتيب استهداف مستشفى في مدينة حلب، واقع ضمن مناطق سيطرة النظام، بعد استهداف طيران النظام لمستشفى القدس الواقع ضمن مناطق سيطرة المعارضة”.
وأوضحت المصادر أن “أحد الأجهزة الأمنية التركية طلب الإجتماع مع ممثلي أجهزة أمنية وعسكرية غربية أغلبها من قوات التحالف العامل في سوريا وعرض عليهم تسجيلات صوتية ومعلومات موثقة على درجة عالية من الخطورة والحساسية عن أن ضباطاً ووسطاء يعملون لصالح النظام هم من طلبوا من بعض عناصرهم المندسة ضمن المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة استهداف مشفى ضبيط لقاء مبالغ مالية لتخفيف الضغط الدولي الكبير، الذي نتج عن استهداف النظام لمشفى القدس والمجزرة التي نتجت عنه”.
وأوضحت المصادر “أن الأجهزة المختصة التركية أبلغت بعض قيادات الثوار العاملة في المنطقة بأسماء هؤلاء الأشخاص الذين يخترقون بعض كتائب المعارضة، وحذرتهم من اختراقات أكبر يقوم بها نظام الأسد والاستخبارات الإيرانية في صفوفهم”.
وكانت المقاتلات الحربية للنظام قامت بقصف مستوصف في حي المرجة بحلب، وأسفر القصف عن أضرار مادية جسيمة في المركز الطبي، وأدى إلى خروجه عن الخدمة.
كما أن هجوم النظام على مشفى القدس نتج عنه عدد كبير من الضحايا، ولقي إدانات دولية واسعة، ووصفته منظمة أطباء بلاحدود بأنه جريمة حرب، وأنكرت روسيا أية مسؤولية لها عن الهجوم. واعتبر هذا الهجوم هو الأعنف في حلب.
مستشفى القدس في حي السكري في حلب وهو تابع لمنظمة أطباء بلا حدود الفرنسية، وكان يشكل المركز الطبي الأكبر في مناطق سيطرة المعارضة، وقد أخرج ذلك الهجوم المستشفى من الخدمة.
وقالت المنظمة إن الهجوم، الذي” شنته المقاتلات الحكومية، أسفر عن مقتل 50 شخصاً على الأقل، بينهم 6 من المسعفين و14 مريضاً وثلاثة أطباء”.
وأشار مستشار الشؤون اللوجستية في المنظمة، ماثيو أميرو، إلى أن مستشفى القدس يعد مركزاً رئيسياً لطب الأطفال والعمليات الجراحية المعقدة. وأضاف أميرو أن مستشفى القدس كان يقصد من قبل الأطباء في حلب للحصول على معدات العمليات الجراحية، ويساعد النساء في الولادة، مما يجعل استهدافه سبباً في تفاقم معاناة الأطفال في حلب.
وقال انذاك ناشط في موقع الهجوم، إن المباني القريبة من المستشفى قصفت أيضاً ، وأكد “كان هجوماً جوياً شنه صاروخان.. هجوم صاروخي مكثف من هجوم جوي روسي”.
وأضاف: “بالقرب من المستشفى انهار مبنى يتكون من خمسة طوابق، ولا نعلم كم عدد القتلى أسفل الأنقاض”.
ومن بين القتلى في مستشفى القدس وسيم معاذ (36 عاماً). وكان آخر طبيب أطفال في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في حلب.
الثوار يستعيدون نقاطاً خسروها في شمال حلب ويشتبكون مع النظام في حمص
طيران الأسد يرتكب مجزرة في ريف حماة
ارتكبت طائرات الاسد مجزرة في ريف حماه الشرقي، فيما استعاد الثوار كل النقاط التي خسروها على جبهة الملاح في شمال حلب، كما اندلعت اشتباكات بين الثوار وقوات الاسد في الريف الشمالي لحمص .
وافاد ناشطون أن 8 مدنيين بينهم اطفال استشهدوا واصيب آخرون بجروح في اثر غارات جوية من طيران الاسد استهدفت المنازل السكنية في بلدة عقيربات بريف حماة.
واستهدف الثوار بقذائف الهاون معاقل قوات الأسد في منطقة الحاكورة بسهل الغاب بريف حماة الغربي، محققين اصابات مباشرة.
ودارت اشتباكات بين الثوار وقوات الأسد على جبهة الجنابرة بالريف الشمالي بعد محاولة الاخيرة التقدم بإتجاه بلدة كفرنبودة، وسط قصف مدفعي وصاروخي على المنطقة.
وقال ناشطون من المنطقة إن الثوار تمكنوا من صد القوات المهاجمة على جبهة الجنابرة بعد أن ألحقوا بها خسائر بالأرواح والعتاد.
واستعادت كتائب الثوار صباح امس السيطرة على كافة النقاط التي خسرتها مساء أمس على جبهة الملاح بريف حلب الشمالي، بعد معارك عنيفة مع قوات النظام وميليشياته.
واستولت قوات النظام وميليشياته مساء أمس على عدة نقاط على جبهة الملاح، بعد اشتباكات عنيفة مع الثوار، وقصف مكثف وغارات جوية من قبل الطيران المروحي والحربي استهدف مواقع الثوار في المنطقة.
وأفادت حركة نور الدين الزنكي، عبر حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي أنه وبالاشتراك مع فصائل أخرى، استعادت السيطرة على كافة النقاط في الملاح التي تقدمت إليها قوات النظام وميليشياته مساء أمس، ونعت الحركة القائدين العسكريين في صفوفها أحمد ناصيف وعبد الهادي عبد الوها، اللذان قتلا خلال المعارك في الملاح.
كما أعلنت الجبهة الشامية تدمير مدفع عيار (23مم) وتركس مجنزر وإعطاب دبابة لقوات النظام على جبهة الملاح، إثر استهدافها بصواريخ فاغوت.
وتصدى الثوار أمس لمحاولة تنظيم «داعش« اقتحام مدينة مارع بريف حلب الشمالي من الجهة الجنوبية للمدينة، وإثر فشل التنظيم في اقتحام المدينة استهدف المدينة بقذائف المدفعية.
واستهدف طيران التحالف الدولي سيارة مفخخة لتنظيم «داعش« على الطريق الواصل بين دويبق وشويرين في ريف حلب الشمالي، وشن عدة غارات على مدينة صوران وما حولها في ذات الريف، تزامناً مع معارك بين الثوار والتنظيم على أطراف قريتي يحمول وجارز بالريف الشمالي.
وفي محافظة حمص حيث جرت اشتباكات عنيفة بين الثوار وقوات الأسد في محيط بلدة كيسين بالريف الشمالي وسط قصف مدفعي على نقاط الاشتباكات ومنازل المدنيين في البلدة.
واستهدف الثوار معاقل الأسد في قرية الغاصبية محققين إصابات مؤكدة في حين تعرضت بلدة السعن الأسود لقصف صاروخي عنيف من قبل قوات الاسد، ما اسفر عن سقوط جرحى .
اما في مدينة حمص فقد سقط شهيد جراء قيام قناصة الأسد باستهداف المدنيين في حي الوعر المحاصر، كما استهدفت القوات منازل المدنيين في الوعر برشاشات الشيلكا المتمركزة في البساتين الواقعة على أطراف الحي
واستشهدت امرأة وجرح العشرات امس جراء قصف لطيران النظام استهدف مدينة «دوما» بريف دمشق.
واستهدف الطيران الحربي المدينة بـ 12 غارة أسفرت عن استشهاد المرأة، وجرح العشرات، في الوقت الذي استطاع الدفاع المدني استخراج أم وابنتها من تحت الأنقاض، بعد أن هدم منزلهما.
وفشلت قوات الأسد والميليشيات المساندة له اليوم الاثنين من اقتحام الغوطة الشرقية من محوري «البحارية، وميدعا» بالتزامن مع اشتباكات دارت بين جيش الإسلام وقوات النظام على جبهة «حوش الفارة«.
وأفاد المكتب الإعلامي لجيش الإسلام بمقتل 18 من عناصر جيش النظام وإعطاب عربة بي ام بي عسكرية
فصائل الجبهة الجنوبية تتقدم نحو معاقل المتطرفين في حوض اليرموك بريف درعا الغربي.
وفي محافظة درعا، بدأت فصائل الجبهة الجنوبية، صباح امس، بالتقدم نحو معاقل المتطرفين في حوض اليرموك، بريف درعا الغربي .
وقال قائد لواء الخليفة عمر التابع للجبهة الجنوبية، مالك البرغش، إن وحدات المدفعية والصواريخ التابعة للجيش السوري الحر، قامت بقصف أماكن تمركز التنظيمات المتطرفة في بلدات عين ذكر ونافعة والشجرة محققة إصابات مباشرة.
وأضاف برغش أن «سرايا الاقتحام التابعة للواء الخليفة عمر بالاشتراك مع بقية فصائل الجبهة الجنوبية، تمكنت من التقدم باتجاه بلدة عين ذكر والسيطرة على عدد من الأبنية على أطراف البلدة، بعد مواجهات أسفرت عن مقتل وجرح عدد من عناصر التنظيمات المتطرفة«.
(كلنا شركاء، الهيئة السورية للإعلام)
50 غارة للنظام على أحياء حلب
قالت مديرية الدفاع المدني في مدينة حلب إن طائرات النظام السوري شنت أكثر من خمسين غارة على أحياء المدينة منذ صباح اليوم، سقط إثرها أكثر من ثلاثين قتيلا وعشرات الجرحى.
وركزت الغارات في حلب، التي شاركت فيها طائرات روسية أيضا، على أحياء الصالحين والفردوس وصلاح الدين وهنانو، كما استهدفت بلدات حيان وعندان وحريتان في ريفها الشمالي.
كما قُتل أكثر من عشرة أشخاص وأصيب آخرون في بلدة البارة بريف إدلب، بعد إلقاء طائرات مروحية سورية براميل متفجرة على سوق شعبية وصالة ألعاب للأطفال داخل البلدة.
وفي وقت سابق كان مراسل الجزيرة أفاد بأن سبعة أشخاص قتلوا في حلب وأصيب عشرات إثر غارات لطائرات النظام السوري وأخرى روسية، استهدفت أحياء في المدينة ومدنا وبلدات بريفها الشمالي، حيث خلف القصف دمارا كبيرا في الأبنية السكنية والممتلكات.
وتعرضت منطقة الملاح (شمال مدينة حلب) أمس الاثنين لعشرات الغارات بالصواريخ الفراغية والقنابل العنقودية والبراميل المتفجرة نفذتها طائرات النظام.
وقالت شبكة شام إن طائرات روسية وأخرى للنظام شنت غارات على عدة أحياء في مدينة حلب، منها المشهد والصالحين والفردوس وطريق الكاستيلو، وأسفرت الغارات عن وقوع قتلى وجرحى من المدنيين، أغلبهم من الأطفال والنساء.
وقال الدفاع المدني بريف دمشق إن مدنيين -بينهم أطفال ونساء- أصيبوا بجروح وصفت بعضها بالخطيرة جراء غارات جوية استهدفت الأحياء السكنية في مدينة دوما بالغوطة الشرقية، وتسببت أيضا في دمار كبير بالأبنية والممتلكات.
لماذا الحرب بسوريا خارج الحسابات الأميركية؟
تساءل الكاتب ليون آرون بمقال في مجلة فورين بوليسي الأميركية عن سبب عدم تلهف الولايات المتحدة لوقف الحرب المستعرة في سوريا منذ سنوات؟ وقال إن من بين العديد من العقبات التي تعترض جهود الغرب لوقف المجازر في سوريا وتخفيف أزمة اللاجئين، هو التغلب على الصراع العميق الدائر بين روسيا وأميركا على الأراضي السورية.
وقال آرون إن ثمة غموضا يلف سرَّ عدم اهتمام إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بالأزمة الكارثية في سوريا، وأضاف أن الحرب تعتبر بمثابة أزمة طارئة مزعجة فرضتها الظروف على البيت الأبيض، وأنها لا تتفق مع أجندة الرئيس الإستراتيجية.
وأما بالنسبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فإن سوريا تعتبر جزءا مهما من المشروع الأيديولوجي والجيوسياسي على المدى الطويل، فهو يراها من الضرورات السياسية لبقاء نظامه برمته.
وقال آرون إنه ليس من السهل فهم ما يفكر به بوتين، وخاصة بعد تمرسه في مدرسة المخابرات السوفياتية السابقة (كي جي بي) وأكاديمية الاستخبارات الخارجية السابقة، ولكن يمكن استنباط أمرين يشغلان باله على الدوام ويمثلان عقيدته السياسية.
ذل وبؤس
وأول هذا الأمرين هو أن بوتين يعتبر نهاية الحرب الباردة بمثابة مصدر من الذل والبؤس الذي لا ينتهي بالنسبة لروسيا، وأن حال بلاده كانت أشبه بحال ألمانيا المهزومة في الحرب العالمية الأولى عندما وقعت معاهدة فرساي.
كما يعتبر بوتين أن جدول الأعمال الإستراتيجي الشامل لأيِّ زعيم روسي وطني حقا، يجب أن يشمل استرجاع واستعادة الأصول السياسية والاقتصادية والجيوستراتيجية التي خسرها الاتحاد السوفياتي السابق.
كما أشار الكاتب إلى الصعود الروسي وإلى طموحات بوتين على الساحة الدولية، وإلى ضمه شبه جزيرة القرم ثم تحوله إلى سوريا في أكتوبر/تشرين الأول 2015، عندما تدخل عسكريا وعزز من قواعده فيها.
ومن هنا يمكن القول إن وجود روسيا في سوريا هو وجود لا نهاية له، وإنه يعتبر ضروريا بالنسبة لبوتين لتحقيق أهدافه، وما انسحاب روسيا من سوريا إلا مناورة وإعادة انتشار، ومن الممكن إعادة كل المعدات الحربية في غضون ساعات.
تفكير
وأضاف أن روسيا تواصل دعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد دعما جويا، وبصواريخ إسكندر التكتيكية، وبالمدفعية والمعلومات الاستخبارية والاستهداف.
وقال الكاتب إنه في ظل معرفتنا للطريقة التي يفكر بها بوتين، فإنه يمكن تفسير عدم نجاح دعوات الرئيس أوباما عبر رحلات وزير خارجيته جون كيري إلى موسكو لإيجاد “أرضية مشتركة” في سوريا.
وأشار آرون إلى لقاء كيري وبوتين في منتجع سوتشي على ضفاف البحر الأسود العام الماضي، عندما أعرب الوزير الأميركي عن سعادته لوجوده في حضرة بوتين الذي تعامل معه بالطريقة ذاتها التي يتعامل فيها مع العامة والأطفال والمستخدمين.
وأضاف أن الغرب يريد السلام في سوريا ولكن بوتين يحتاج فيها إلى النصر، وعليه فإنه يبدو أن المعارضة المدعومة من الغرب إما أن تنتهي أو أن تضطر للتخلي عن سلاحها ضمن اتفاقية بين روسيا والولايات المتحدة.
خياران
وبعد ذلك يكون الغرب أمام خيارين: أحدهما يتمثل في نظام الأسد والآخر في تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة، وبهذه الحالة فإن نظام الأسد سوف ينجو، وتكون روسيا قد استعادت موقف الاتحاد السوفياتي بوصفها لاعبا دوليا لا غنى عنه وممثلا رئيسيا في الشرق الأوسط.
وأضاف أن بوتين سيبقى يقاتل في سوريا حتى يحقق أهدافه، إلا إذا تفاقمت الأمور وزادت تكلفة الحملة عن الفوائد المرجوة من ورائها.
وأشار الكاتب إلى تصريح لكيري في مارس/آذار الماضي، عندما قال إنني لا أرى أي تهديد من أي نوع لإقامة روسيا منشآت جديدة في سوريا، “فنحن لا نريد قاعدة في سوريا ولا نتطلع إلى وجود على المدى الطويل فيها”.
وقال آرون إن بوتين يعتبر الحرب في سوريا منخفضة المخاطر ومرتفعة العوائد، وإنه ليس لدى الولايات المتحدة أي قدرة أو رغبة في قلب الموازين، بينما أوروبا تتألم على ضياع شبه جزيرة القرم والحرب بالوكالة في أوكرانيا.
ماذا بعد سقوط تنظيم الدولة؟
تساءل الكاتب بول بيلار في مقال بمجلة ذا ناشونال إنترست الأميركية: ماذا بعد سقوط تنظيم الدولة الإسلامية؟ ومن يتولى أمر الأراضي التي يفقدها، وخاصة في ظل استمرار وتصاعد الحملة ضد التنظيم ومحاولة أعضائه المحبطين العودة إلى بلدانهم.
وقال إن مصير الأراضي والمناطق التي يفقدها تنظيم الدولة سيبقى مثارا للجدل بشكل حاد، وخاصة تلك التي توجد في شمال ووسط سوريا، حيث تنتشر بؤر الصراع بين الأكراد والعرب، في ظل الحرب المعقدة التي تعصف بالبلاد منذ سنوات.
وأوضح بيلار أن هناك منظمات متطرفة ومجموعات مسلحة بمسميات وأجندات مختلفة تنتشر في كل أنحاء سوريا، مما يجعل الفرصة متاحة لمزيد من الصراعات والاحتراب، ومما يهدد المصالح الأميركية أكثر من أي وقت مضى.
وقال إن الصقور في الولايات المتحدة انشغلوا على مدار الفترة الماضية بالتفكير في الكيفية اللازمة لإلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة وسحقه، وخاصة بعد صعوده المفاجئ والكبير والمكتسبات الإقليمية التي حققها بشكل دراماتيكي، وأشار إلى أن تفكيرهم انصب على ما يجب على القوات الأميركية أن تفعله، ولكن قلة هم من فكروا في المرحلة التي تأتي ما بعد تنظيم الدولة.
تخطيط
وأضاف أن هاتين المرحلتين لا يمكن فصلهما، فعند مناقشة ما يجب فعله في مرحلة ما بعد إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة، فإننا سنفكر بما يجب استخدامه للتعامل مع هذا التنظيم الخطير، وأضاف أن من يدخل حربا يتوجب عليه أن يخطط للخروج منها بنفس درجة تخطيطه لخوضها والمشاركة فيها.
وقال إن الولايات المتحدة لم تبدأ الحرب التي تعصف بسوريا منذ سنوات، ولكنها الآن ستكون معنية بنتائج هذه الحرب الكارثية بقدر تورطها فيها، فالحرب في أفغانستان انتهت منذ سنوات، ولكن أميركا لا تزال مشغولة في مرحلة ما بعد تلك الحرب.
وأضاف أن أميركا غزت العراق في 2003، ولكنها لا تزال تتعامل في العراق في مرحلة ما بعد الغزو، فتنظيم الدولة نفسه ظهر في هذه المرحلة اللاحقة.
ودعا الكاتب الولايات المتحدة إلى ضرورة تحديد التهديدات الأمنية الخارجية من حيث الأشخاص أو الجماعات أو الأنظمة التي يجب إلحاق الهزيمة بها، فتصاعد الحملة الأميركية ضد تنظيم الدولة سرعان ما يكشف عن مدى حاجتنا للتخطيط للمرحلة التالية.
أردوغان يهدد بمواجهة أكراد سوريا عسكريا وسياسيا
جدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مساء أمس الاثنين رفضه القاطع لإقامة أي كيان شمالي سوريا يهدد تركيا.
وقال أردوغان عقب مأدبة إفطار في المجمع الرئاسي بأنقرة “سنعارض بكل إمكانياتنا السياسية والدبلوماسية والعسكرية تشكيل أي كيان مهما يكن على حدودنا مع سوريا”.
وأكد الرئيس التركي عزم بلاده على مواصلة الحرب على الإرهاب داخل البلاد وخارجها، مضيفا أن الدولة ستضرب “الإرهابيين” بيد من حديد، في حين أنها ستكشف عن وجهها الرحيم للشعب.
وتطرق إلى علاقات بلاده مع الاتحاد الأوروبي، وأكد أن تركيا ستمضي قدما في علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي قدر المستطاع، دون تقديم أي تنازلات عن مصالحها القومية أو مواقفها المشرفة.
وشدد أردوغان على أنه “لا يحق لأحد ترك النساء والأطفال السوريين والعراقيين والأفغان والليبيين والأفارقة يواجهون مصيرهم في ظلمات البحر المتوسط”.
لماذا عينت إيران شمخاني “منسقا أعلى” مع روسيا؟
صالح حميد – العربية.نت
استحدثت إيران منصبا جديدا لأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، تحت عنوان “المنسق الأعلى للسياسات العسكرية والأمنية مع سوريا وروسيا”، حيث جاء الإعلان عن ذلك عقب يوم من اجتماع ثلاثي عقد في طهران، بين وزراء دفاع كل من إيران وروسيا وسوريا، الخميس الماضي.
وأعلن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني في بيان صحافي، صدر الجمعة، أنها المرة الأولى التي يتم فيها استحداث هكذا منصب في البلاد”، حيث كانت مهمة التنسيق مع روسيا بشأن سوريا، تقع على عاتق علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الأعلى الايراني علي خامنئي للشؤون الدولية.
ويرى مراقبون أن هذا التطور يعكس تحولا في الموقف الايراني حول نقل الملف السوري إلى المجلس الأعلى للأمن القومي في ظل تصاعد الخلافات بين الحرس الثوري والتيار المتشدد من جهة، وبين حكومة روحاني التي تعارض استمرار التدخل العسكري والانفاق المالي والاستنزاف الإيراني في سوريا، من جهة أخرى.
وبالرغم من أن رئيس الجمهورية حسن روحاني، هو من يرأس المجلس الأعلى للأمن القومي، إلّا أن شمخاني يشغل أيضا منصب ممثل المرشد الأعلى علي خامنئي، وهذا ما يجعله وسيطا بين التيارين المتعارضين حول السياسية الايرانية في سوريا، خاصة وأن شمخاني يعتبر شخصية مقربة من الاصلاحيين والمعتدلين أيضا.
تحول بالسياسة الخارجية
ويقول مراقبون إن هذا التحوّل يذّكر بنقل روحاني ملف مفاوضات البلاد النووية من مجلس الأمن القومي إلى الخارجية الإيرانية، وتولي وزير الخارجية محمد جواد ظريف، مسؤولية المحادثات، وهو ما أعطى المفاوضات طابعاً أكثر دبلوماسية وأوصلها في النهاية إلى اتفاق دولي شامل.
كما أن هناك من يقول بأن نقل ملف التنسيق حول سورية لمجلس الأمن القومي، يضفي على الأمر صبغة أكثر أهمية ويعطيه صفة حكومية، لاسيما أن شمخاني كان قد تولى مسؤولية تحقيق التقارب بين حكومة روحاني وباقي مؤسسات صنع القرار الإيراني، وكان معنياً بشكل رئيس بما يجري في سوريا، إذ كان يلتقي بكل المسؤولين القادمين من دمشق، سياسيين وعسكريين.
الدعوة للحوار مع المعارضة
وما يعزز التكهنات حول توجه إيراني جديد والتعامل بجدية أكبر في التعاطي والانخراط في ما يجري على الأرض في سوريا، هي تصريحات شمخاني خلال لقائه مع وزير الخارجية الروسية والتي دعا خلالها إلى “حوار بين الأطراف السورية بدلا من استمرار الحرب وإراقة الدماء”، على حد تعبيره.
وتأتي دعوة شمخاني بالرغم من أن إيران لا تعترف لحد الآن بوجود أية معارضة سورية، إلا تلك الجهات التي تقبل ببقاء الأسد وحكومته، وما عدا ذلك تعتبر كل أطراف المعارضة بأنها “إرهابية”.
الضغط على الحرس الثوري
وكانت مصادر إيرانية محافظة، كشفت في مايو الماضي، أن “جناحا إصلاحيا” في وزارة الخارجية الإيرانية يضغط على قادة الحرس الثوري باتجاه الانسحاب من سوريا، وذلك عقب هزيمة قوات الحرس الثوري والوحدات الخاصة من الجيش الايراني بمنطقة خان طومان وتكبدها مع حلفائها أكثر من 83 قتيلا ومئات الجرحى وعدد من الأسرى.
واتهم موقع “بارس نيوز” المقرب من التيار الأصولي المتشدد، الروس بالتواطؤ لتوريط الايرانيين في سوريا، وقال إن “الجناح الإصلاحي متفق مع الخطة الدولية حول الهدنة حيث لم يتدخل الطيران الروسي لإنقاذ المحاصرين من الحرس الثوري والميليشيات في خان طومان كي يضعوا قادة الحرس الثوري الداعمين للتدخل في سوريا في موقف ضعيف”.
وقال الموقع في تقرير خاص إن “الدبلوماسيين الإصلاحيين يدفعون باتجاه إقناع قادة الحرس الثوري بعدم جدوى استمرار التدخل العسكري في سوريا في ظل وجود توافق دولي يقضي برحيل الأسد في بداية شهر أغسطس”.
وأضاف التقرير أن وسائل إعلام التيار الإصلاحي تعمل على “تغطية شاملة لحجم الخسائر الإيرانية الكبيرة في سوريا كي تقنع الرأي العام بضرورة الانسحاب من سوريا والموافقة على رحيل بشار الأسد”.
لكن التيار المتشدد مازال يصر على ضرورة بقاء الأسد مهما كلف الثمن، لأنه يرى أنه لا مستقبل للوجود الايراني في سوريا، في ظل أي بديل سيأتي حتى لو كان بتوافق دولي ترضى به روسيا.
الأطفال المهاجرون.. اغتصاب وعنف والموت غرقا
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
نوهت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” إلى أن الأطفال المهاجرين معرضين في ترحالهم إلى أوروبا للضرب والاغتصاب والموت غرقا في البحر المتوسط.
وأشارت المنظمة، الثلاثاء، في تقرير بعنوان “الخطر في كل خطوة في الطريق” إلى ارتفاع القصر المهاجرين أو اللاجئين، لاسيما الذين يحاولون الوصول إلى إيطاليا عبر ليبيا.
وذكرت أن هناك طفلا واحدا بين كل ثلاثة مهاجرين وصلوا إلى أوروبا عبر البحر وعددهم يفوق 206 آلاف شخص.
وأضافت يونيسيف أن هناك دليلا قويا على استهداف شبكات تهريب البشر الإجرامية للنساء والأطفال، وفق ما نقلت رويترز.
ونقلت عن عمال خدمة مجتمعية إيطاليين أن صبية وفتيات تعرضوا لاعتداءات جنسية وأجبروا على ممارسة الدعارة أثناء تواجدهم في ليبيا، وأن بعضا من الفتيات كن حوامل لدى وصولهن إلى إيطاليا نتيجة تعرضهن للاغتصاب.
وأوردت مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين أن تدفق الوافدين من تركيا إلى اليونان تراجع بشدة، لكن التعامل مع المهاجرين العالقين في الطريق لا زال يمثل تحديا كبيرا.
أوباما: قضينا حتى الآن على أكثر من 120 من قادة داعش
الرئيس الأميركي أكد أن التحالف يواصل الهجوم و”داعش” في حالة دفاع
قال الرئيس الأميركي باراك أوباما، اليوم الثلاثاء، إن تنظيم “داعش” يفقد سيطرته على أراض في العراق وسوريا وإن أعداد المقاتلين الأجانب الذين ينضمون إليه انخفض بشكل كبير، كما كشف أن التحالف قضى حتى الآن على أكثر من 120 من قادة التنظيم المتطرف.
وقال أوباما بعد اجتماع مع مجلس الأمن القومي لمناقشة القتال ضد التنظيم المتطرف: “لقد خسر تنظيم داعش نحو نصف المناطق المأهولة التي كان يسيطر عليها في العراق، وسيخسر المزيد. ويواصل داعش خسارة الأراضي في سوريا كذلك”، مضيفاً: “باختصار، فإن تحالفنا يواصل حالة الهجوم، بينما داعش في حالة دفاع”.
مصادر: هيئة التنسيق تضغط لضم الأكراد لوفد المعارضة المفاوض في جنيف3
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 14 حزيران/يونيو 2016
روما-قالت مصادر قيادية في هيئة التنسيق السورية إن اجتماعاتها مع الائتلاف الوطني في بروكسل تنتهي غداً الأربعاء، وسيصدر بيان مشترك في نهايتها. وقالت مصادر مطّلعة إن بعض المشاركين طرح موضوع إشراك الأكراد أصحاب الإدارة الذاتية في شمال سورية في مفاوضات جنيف.
وقالت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إن “هيئة التنسيق حاولت إقناع الائتلاف بضرورة إشراك صالح مسلّم، رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وعراب مشروع الفيدرالية لكردية في شمال سورية، ضمن الوفد التفاوضي للهيئة العليا للمفاوضات، وطرح أن يُشارك ممثلون عنه، فضلاً عن ضرورة إشراك ممثلين عن مؤتمر موسكو وعلى رأسهم قدري جميل رئيس حزب الإرادة الشعبية”.
وأضافت أن الاجتماع بحث في إمكانية تقريب وجهات نظر أطياف المعارضة السورية من الطروحات الأوروبية فيما يتعلق بالحل السياسي، ووضع تصورات مشتركة مع أوروبا بخصوص التحديات التي يواجهها الفريق السوري المعارض في مفاوضاته المُجمّدة مع النظام.
واللقاء الذي يحضره قياديون في الائتلاف وفي هيئة التنسيق يدعمه الاتحاد الأوروبي، وتتخلله ورش عمل يشارك فيها خبراء ومختصون.
مركز دراسات سوري يقدّم تصورا للمرحلة الانتقالية تجاوباً مع دي ميستورا
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 14 حزيران/يونيو 2016
روما- قدّم مركز أبحاث ودراسات سوري مستقل دراسة متكاملة للأسئلة التي قدّمها المبعوث الأممي لسورية ستافان دي ميستورا تضع تصورا عمليا للمرحلة الانتقالية وآلياتها ومؤسساتها، يمكن اعتباره الأكثر واقعية لوضع الحل السياسي موضع التنفيذ.
وقدّم مركز حرمون للدراسات المعاصرة دراسة موسّعة عميقة لأسئلة دي ميستورا الـ29 التي سلمها إلى وفدي المعارضة والنظام في 18 آذار/امارس الماضي حول الحكم الموثوق وذي المصداقية، وأجرى تقييماً لهه الأسئلة وكشف الجوانب الضعيفة والإشكالية فيها، كما أضاف لهذه الأسئلة 11 سؤالاً تكميلياً ضرورياً لاستكمال الحل وضمان وضوح المرحلة الانتقالية الناجحة.
وقدّمت الدراسة رؤية متكاملة، وخطوطاً عريضة وتفصيلية في آن للخيارات السياسية والتنظيمية والدستورية والتشريعية للانتقال السياسي في سورية، وقام بإعداد الدراسة التي تتألف من 68 صفحة عدد من الباحثين في الشأن السياسي والقانوني في المركز، بهدف طرحها للنقاش السوري العام، ووضعها بين أيدي ممثلي الأمم المتحدة والدبلوماسيين كافة في العالم.
ورغم أن الدراسة أشارت إلى أن البيئة الدولية والإقليمية الحالية ومجمل التطورات الميدانية داخل سورية، واستراتيجية النظام وداعميه، تُظهر أن لا حل سياسي في المستقبل القريب للقضية السوري، ولا إمكانية لحدوث انتقال سياسي، إلا أنها شددت على أن الحل السياسي سيكون بالتأكيد متوافر في مرحلة ما، وهذا يقتضي اهتمام قوى المجتمع السوري بتقديم رؤاها وتصوراتها بشكل مدروس وتفصيلي حول عملية الانتقال السياسي المأمولة.
وانتقدت الدراسة عدم تحديد المبعوث الأممي غايته من طرح الأسئلة على طرفي الصراع، وشككت برغبته بنقل المفاوضات لمشاورات هامشية، كما انتقدت دعوته لمؤتمر جنيف لجهات لا علاقة لها بالتفاوض، وتعارض أسئلته مع جوهر إعلان جنيف، وعدم براءتها أحياناً.
وأبرز ما أشارت إليه الدراسة بالإضافة إلى تحديدها مفهوم الحكم الانتقالي ووظائف وصلاحيات وسلطات ومؤسسات هذا الحكم، ومعايير وطريقة اختيار أعضائه والقائمين عليه من كل الأطراف، وسبل تحقيق العدالة التمثيلية، أكّدت على ضرورة أن تكون الهيئة الحاكمة الانتقالية كاملة الصلاحيات، ويتفرع عنها ثماني مؤسسات أساسية: الحكومة الانتقالية، المجلي العسكري الأمني، المجلس الدستوري، ومجلس القضاء الأعلى، ومجالس إدارة المحافظات، ولجنة إعادة الإعمار، وهيئة المصالحة وأخيراً هيئة مكافحة الفساد، وحددت وصف ومهام وآليات عمل كل منها.
وقدّمت الدراسة عدة طرق للتوافق على أسماء أعضاء الهيئة الانتقالية تقبل بها كل الأطراف، وأهم المعايير للمشاركة في هذه الهيئة، ووسائل ضمان الطابع غير الطائفي لها، وقواعد صنع القرار فيها، ثم علاقة الهيئة بمؤسسات الحكم القائمة، وأيها التي تحتاج لإصلاح شامل أو جزئي، والتغييرات الواجبة في النظام القانوني والدستوري، وطرق ربط النظام الأمني بهياكل الحكم. كما ذكرت 31 قراراً أممياً يجب أن تكون بمثابة المرجعية لكل العملية التفاوضية والانتقالية، وأوردت الأسباب القانونية التي توجب رحيل الأسد عن السلطة مع بدء العملية الانتقالية، وشددت على أنه لا يمكن حل الأزمة السورية من دون الدعم الإقليمي والدولي، وحددت أسسه بالقرار بأن الحل هو تحقيق الانتقال السياسي عبر هيئة حكم كاملة الصلاحيات، وسلامة وحرمة أراضي سورية، ومنع تقسيمها، وانسحاب جميع القوات الأجنبية، وإيقاف الدعم العسكري لجميع الأطراف، والمساعدة في عودة اللاجئين وتعويضهم، والمساعدة في إعادة الإعمار.
وحددت الدراسة الموسّعة إطاراً زمنياً دقيقاً لتنفيذ كل ما سبق، يستند إلى تشكيل الهيئة الحاكمة ووضع دستور لها خلال شهر، ثم تشكيل هيئاتها ومؤسساتها خلال ستة أشهر، ثم اختيار لجنة الانتخابات بعدها بشهرين، ثم وضع قوانين الأحزاب خلال شهرين، ووضع مسودة الدستور خلال أربعة أشهر، والاستفتاء عليه في الشهر السادس عشر، وإجراء انتخابات محلية بشهرين، وانتخابات مجلس النواب بشهرين، ثم رئيس الجمهورية، لتنتهي المرحلة الانتقالية بتشكيل مؤسسات جديدة خلال 24 شهراً من بدء عمل لهيئة الحاكمة الانتقالية.
ومركز حرمون هو، وفق تعريفها، مؤسسة بحثية وثقافية وإعلامية مستقلة غير ربحية تعنى بإنتـاج الدراسـات والبحـوث المتعلقـة بالمنطقـة العربيـة، خصوصاً الواقع السوري، وتهتم بالتنميـة الثقافيـة والتطويـر الإعلامـي وتعزيـز أداء المجتمـع المدنـي، ونشـر الوعي الديمقراطـي وتعميـم قيـم الحوار واحترام حقـوق الإنسـان.
مصدر: النظام السوري يعتقل أهم شخصيات المعارضة بمطار دمشق
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 14 حزيران/يونيو 2016 مطار دمشق
مطار دمشق
روما ـ قال مصدر سوري على علاقة بشخصيات متنفذة في النظام إن هذا الأخير يعتقل كبار شخصيات المعارضة السورية في سجن أمني خاص بمطار دمشق الدولي، وأشار إلى أن النظام لم يقم بتصفيتها لوجود دلائل مع موسكو ودول أخرى على قيامه باعتقالها أو اختطافها.
وكشف المصدر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء عن وجود سجن كبير تابع للاستخبارات السورية في مطار دمشق الدولي يخضع لحراسة خاصة، يحتفظ فيه النظام بعدد غير قليل من المعتقلين من شخصيات المعارضة المعروفة، وذكر بعض الأسماء من بينها عبد العزيز الخيّر ورجاء الناصر، القياديان في هيئة التنسيق السورية المعارضة، لكن لا يمكن التأكد من صحة أو دقة المعلومات نظراً للسرية التي تتعامل بها السلطات السورية مع ملفات المعتقلين عموماً.
وأشار المصدر إلى أن النظام لم يقم بتصفية هذه الشخصيات لوجود دلائل ومعلومات مؤكدة لدى الروس بأن النظام هو الذي اعتقل أو اختطف هؤلاء المعارضين السياسيين، على الرغم من ادعائه بأن المعارضة المسلحة هي التي اختطفتهم لنفي التهمة عنه.
وحول طبيعة هذا السجن وظروف الإقامة به، لم يقدّم المصدر معلومات جوهرية، لكنّه أشار إلى أن السجن كبير ومحمي بشكل كبير بنفس حماية المطار الدولي، وأعرب عن قناعته بأن النظام يحتفظ بمثل هؤلاء المعارضين البارزين كورقة مفيدة يمكن له أن يستخدمها في وقت من الأوقات.
وتطالب المعارضة السورية بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين والمعارضين والمحتجزين على خلفية معارضة النظام، وتعتبر هذا الشرط إلزامي لبدء العملية التفاوضية في مؤتمر جنيف ولا يخضع للمفاوضات أو المساومة وفق القرار الأممي 2254.
بوتين يبحث الوضع في سوريا مع بان جي مون ودي ميستورا الخميس
موسكو (رويترز) – قال يوري يوشاكوف مساعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لشؤون الكرملين يوم الثلاثاء إن الرئيس سيلتقي الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون ومبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا في سان بطرسبرج الخميس المقبل.
وأضاف يوشاكوف أن روسيا ستستضيف منتدى اقتصاديا في سان بطرسبرج في وقت لاحق من الأسبوع الجاري وسيعقد اللقاء على هامش هذا المنتدى.
وقال “إن الموضوعات الرئيسية (على أجندة هذا الاجتماع) هي الحرب ضد الإرهاب العالمي والوضع في سوريا.”
(إعداد محمد فرج للنشرة العربية – تحرير علا شوقي)
قوات تدعمها أمريكا في سوريا تدعو لتقديم مساعدات للفارين من الدولة الإسلامية
من رودي سعيد وليزا بارينجتون
قرب منبج (سوريا)/بيروت (رويترز) – دعت قوات تدعمها الولايات المتحدة وتشن هجوما على مدينة منبج الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد في شمال سوريا لتقديم مساعدات دولية للفارين من القتال يوم الثلاثاء بعدما شددوا من حصارهم للمدينة.
ويأتي الهجوم الذي يشنه تحالف (قوات سوريا الديمقراطية) بالتزامن مع عمليات هجومية كبيرة أخرى يشنها أعداء آخرون لتنظيم الدولة الإسلامية على جبهات أخرى بما في ذلك القوات الحكومية السورية والعراقية. وتعتبر هذه الهجمات أكبر ضغط مستمر على التنظيم المتشدد منذ إعلانه قيام خلافة في مناطق من سوريا والعراق عام 2014.
وبدأ تحالف قوات سوريا الديمقراطية هجومه قبل أسبوعين للسيطرة على آخر أراض تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على الحدود السورية التركية وعزل الخلافة المعلنة من جانب واحد عن العالم.
وقال شرفان درويش المتحدث باسم المجلس العسكري في منبج المتحالف مع قوات سوريا الديمقراطية لرويترز في بيروت عبر الهاتف إن المجلس يحاول تقديم الرعاية للنازحين لكنه غير قادر على تلبية احتياجاتهم.
وأضاف أن على المجتمع الدولي أن يهتم بمن تحرروا من تنظيم الدولة الإسلامية مشيرا إلى عدم وجود أي منظمات إغاثة دولية في المنطقة.
وقال درويش إن مجلس منبج المدني يجلب إمدادات من مدينة كوباني الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا للنازحين لكن هذا لا يكفي.
وتشكل تحالف قوات سوريا الديمقراطية المدعوم من الولايات المتحدة العام الماضي ويضم وحدات حماية الشعب الكردية القوية إلى جانب مقاتلين عرب.
وهذا التحالف واحد من عدة أطراف تخوض الحرب الأهلية السورية المعقدة التي دخلت عامها السادس. ويضع الصراع جماعات المعارضة المسلحة في مواجهة الرئيس بشار الأسد.
وتخوض القوات السورية الحكومية وبعض جماعات المعارضة معارك منفصلة مع تنظيم الدولة الإسلامية. وتتفادى قوات سوريا الديمقراطية قتال القوات الحكومية السورية وتركز على محاربة تنظيم الدولة الإسلامية.
*تحدي نيران القناصة
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن نحو 1100 شخص فروا من منبج هذا الأسبوع إلى أراض خاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية وتحدوا نيران قناصة تنظيم الدولة الإسلامية على مشارف المدينة.
وقال كثيرون ممن فروا من المدينة لرويترز إن مقاتلي الدولة الإسلامية يحاولون منع الناس من المغادرة. وقال أحدهم إنهم يلقون القبض على من يشتبه في تعاونهم مع قوات سوريا الديمقراطية.
وسيطرت قوات سوريا الديمقراطية على آخر طريق يؤدي إلى منبج يوم الجمعة لكنها لم تدخل بعد إلى المدينة.
وقال درويش إن القوات تضيق الخناق على منبج مضيفا أن القتال مستمر على مشارف المدينة.
وذكر المرصد أن قوات سوريا الديمقراطية سيطرت على 105 من القرى والمزارع حول منبج منذ بدء العملية.
وأضاف أنه منذ بدء الهجوم يوم 31 مايو أيار قتل 49 مدنيا جراء الضربات الجوية التي شنها التحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة داخل وحول منبج بينما قتل 19 مدنيا على يد تنظيم الدولة الإسلامية.
وتابع أن ما لا يقل عن 246 من مقاتلي التنظيم المتشدد و29 من قوات سوريا الديمقراطية قتلوا.
وتحاول القوات الحكومية السورية وقوات متحالفة معها تحقيق تقدم في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية جنوب غربي الرقة وهي معقل التنظيم الرئيسي في سوريا. وقال المرصد إن القتال الذي دار يوم الاثنين بين أثريا والطبقة أسفر عن مقتل 11 جنديا حكوميا و17 من مقاتلي الدولة الإسلامية.
وعرضت وسائل الإعلام الحكومية صورا لجثث ملطخة بالدماء ترقد في الصحراء وقالت إنها تظهر 16 من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية قتلتهم القوات الحكومية وحلفاؤها.
وتتلقى القوات الحكومية وحلفاؤها دعما من سلاح الجو الروسي منذ سبتمبر أيلول العام الماضي وهو ما ساعد على تحويل الدفة لصالح الأسد.
(إعداد محمود رضا مراد للنشرة العربية – تحرير دينا عادل)