أحداث الثلاثاء 15 نيسان 2014
المعارضة تتقدم في حلب … والنظام يسيطر على القلمون
لوكسمبورغ – نور الدين الفريضي
لندن، نيويورك، بيروت، دمشق – «الحياة»، أ ف ب – واصل مقاتلو المعارضة السورية تقدمهم في مدينة حلب شمالاً وسيطروا امس على مراكز للقوات النظامية قرب مبنى الاستخبارات الجوية معقل القوات النظامية في الشمال، في وقت سيطرت القوات الحكومية مدعومة بـ «حزب الله» في شكل شبه كامل على منطقة القلمون التي تربط دمشق بحمص والساحل غرباً. واستمر التوتر في السويداء معقل الدروز جنوب البلاد.
وأكد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في ختام اجتماعهم في لوكمسبورغ أمس، أن «الحل السياسي» هو الوحيد الذي من شأنه وضع حد للنزاع المتواصل في سورية منذ ثلاث سنوات، داعين إلى «تفعيل» مسار مفاوضات جنيف بين النظام السوري وممثلي المعارضة. وقالوا في بيان إن تنظيم النظام انتخابات رئاسية «خارج إطار بيان جنيف وفي المناطق الواقعة تحت سيطرته، بينما يتواجد الملايين مشردين، ستكون مسخرة وفاقدة لأي صدقية وتهدد جهود البحث عن حل سياسي».
ودعا الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربي عبداللطيف الزياني، مجلس الأمن الدولي إلى «سرعة التحرك والتحقيق في ما تردد عن استخدام النظام السوري الغازات السامة ضد المدنيين العزل في قرية كفرزيتا في ريف حماة» وسط البلاد. وقال الزياني في بيان: «إن استمرار صمت المجتمع الدولي عن الجرائم التي يرتكبها النظام في حق الشعب السوري شجع النظام الفاقد للشرعية على التمادي في استخدام مختلف أنواع الأسلحة الفتاكة، بما فيها الأسلحة الكيماوية والبراميل المتفجرة، والإمعان في انتهاك القانون الدولي والقيم الإنسانية ومبادئ حقوق الإنسان».
وكان مصدر أمني حكومي سوري أبلغ وكالة «فرانس برس» أمس: «أعيد الأمن والأمان إلى معلولا في سياق السيطرة على منطقة القلمون» الاستراتيجية. وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبدالرحمن: «إن منطقة القلمون باتت في شكل شبه كامل تحت سيطرة حزب الله اللبناني وقوات النظام السوري». وأشار إلى استمرار وجود جيوب للمعارضة المسلحة في نقاط محددة في الجبال وقرب الحدود مع لبنان، إضافة إلى نقطة تجمع كبيرة للمقاتلين في الزبداني في جنوب القلمون.
وفي حلب، دارت «اشتباكات عنيفة في محيط مبنى الاستخبارات الجوية، ما أدى إلى تدمير دبابة للقوات النظامية وخسائر بشرية في صفوفها»، وفق «المرصد» الذي أفاد بأن مقاتلي المعارضة سيطروا على «منطقة السادكوب ومخفر الراموسة» في حلب، في حين استهدفت الكتائب الإسلامية بصواريخ محلية الصنع وقذائف الهاون مراكز القوات النظامية على أطراف مدينة السفيرة شرق حلب، ووردت «أنباء عن قتلى وجرحى في صفوف القوات النظامية».
وفي جنوب البلاد، أكد نشطاء معارضون وجود توتر في أوساط الدروز في السويداء جنوب سورية وبوادر انقسام داخل المرجعية الدينية، لافتين إلى أن إقالة رئيس فرع الأمن العسكري وفيق عباس تلبية لمطالب متظاهرين لم تخفف الاحتقان الحاصل في المدينة منذ أيام. وقال النشطاء إن معارضين ونشطاء ومشايخ السويداء اجتمعوا في منزل الشيخ أبو فهد وحيد البلعاس في قرية المرزعة مساء أول من أمس، وأجمعوا على رفضهم بياناً كان أصدره شيوخ الطائفة الدرزية الثلاثة دانوا فيه تظاهرة طالبت بإقالة عباس قبل أيام.
وفي نيويورك، تستعد الأمم المتحدة لاحتمال استقالة المبعوث الدولي – العربي الأخضر الإبراهيمي، على رغم أنه لم يحسم بعد أمر تقديم الاستقالة «التي لوح بها مراراً»، بحسب أحد الديبلوماسيين في مجلس الأمن.
وبدأ تداول أسماء مرشحين لخلافة الإبراهيمي، منهم رئيس الحكومة الأوسترالي السابق كفن رود، والمسؤول الأوروبي السابق للسياسة الخارجية والأمنية خافيير سولانا.
وقال ديبلوماسي مطلع إن «الأمم المتحدة تدرس اختيار رود»، فيما أكد ديبلوماسي آخر من دولة دائمة العضوية في مجلس الأمن أن «رود بادر بنفسه إلى إبداء الاهتمام بتولي مهمة الإبراهيمي في حال استقالته، لكن لم يتضح بعد رأي الأمانة العامة للأمم المتحدة في اختياره لهذا المنصب». وفي شأن سولانا، أكد مصدر زار دمشق أخيراً أنه سمع من «مسؤولين سوريين أنهم يودون لو يتولى سولانا هذه المهمة».
ويبحث مجلس الأمن اليوم إمكانية «إجراء المحاسبة على الجرائم المرتكبة في سجون النظام السوري» في جلسة مغلقة غير رسمية نظمتها فرنسا لـ «إطلاع مجلس الأمن على تفاصيل التقرير المتعلق بممارسة التعذيب والإعدام في سجون النظام السوري».
ومن المقرر أن يستمع مجلس الأمن في الجلسة التي ستعقد في قاعة محاضرات خارج مجلس الأمن، إلى أعضاء من فريق الخبراء الذي أعد التقرير في كانون الثاني (يناير) الماضي برئاسة رئيس مكتب الادعاء السابق في المحكمة الدولية الخاصة بسييراليون دزموند دا سيلفا.
وقال بيان للبعثة الفرنسية في نيويورك إن مجلس الأمن سيستمع لعضوي فريق الخبراء، البروفسور دايفد كراين، المدعي الأول السابق في المحكمة الدولية الخاصة بسييراليون، وستيوارت هاميلتون الخبير البريطاني القانوني في الشؤون الطبية. وأضاف البيان أن «تقرير سيزار» أعد بناء على «صور سربها شرطي منشق عن قوات النظام السوري، سمي اصطلاحاً بسيزار، الذي تولى وظيفة تصوير الجثث في سجون النظام السوري أو الذين قتلوا بسبب التعذيب». وأوضح أن «الصور التي حللها خبراء دوليون تفيد أن نحو 11 ألف سوري تعرضوا للتعذيب أو أعدموا في سجون النظام السوري منذ بداية النزاع».
القوات السورية سيطرت على 3 بلدات في القلمون بينها معلولا المعارضـة تتوقّع اقتحام حمص وتناشد وقف “الإبادة” في حلب
(و ص ف، رويترز، أ ب، سانا)
بعد اسبوع من دخول القوات السورية النظامية بلدة رنكوس في منطقة القلمون بريف دمشق الشمالي القريب من الحدود مع لبنان، استعادت هذه القوات السيطرة على بلدات معلولا والصرخة والجبة، فبات معظم منطقة القلمون خارج سيطرة المعارضة على نحو شبه كامل.
وأعلنت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية في بيان “أن وحدات من الجيش العربي السوري بالتعاون مع الدفاع الوطني تمكنت صباح اليوم (امس) من إعادة الأمن والاستقرار إلى بلدات معلولا- الصرخة – الجبة في منطقة القلمون وإحكام السيطرة على التلال والمرتفعات المحيطة بها بعدما قضت على أعداد كبيرة من الإرهابيين ودمرت أدوات إجرامهم”. وأضافت: “إن هذا الإنجاز الجديد يأتي استمرارا لانتصارات الجيش العربي السوري في مواجهة الإرهاب التكفيري ويشكل مرحلة حاسمة في القضاء على ما تبقى من بؤر إرهابية في القلمون خاصة وفي ريف دمشق بشكل عام ومحطة أساسية للإجهاز على منظومة الإرهاب وداعميه على امتداد ساحة الوطن”.
لكن جيوباً للمعارضة المسلحة لا تزال موجودة في نقاط محددة من القلمون في الجبال وقرب الحدود مع لبنان، وبلدات صغيرة مثل حوش عرب وعسال الورد، الى نقطة تجمع كبيرة للمقاتلين في الزبداني في جنوب القلمون حيث يسعى النظام الى ايجاد تسوية سلمية لهذه البلدة لتجنيبها معركة.
وفي وسط البلاد، شنت القوات النظامية السورية الاثنين غارات جوية عدة على الاحياء المحاصرة في حمص القديمة، غداة استقدام تعزيزات لجيش الدفاع الوطني الموالي للنظام الى المنطقة. وتحدث ناشطون عن نية النظام اقتحام هذه الاحياء.
وطالب رئيس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” احمد الجربا الولايات المتحدة “برد مناسب” على ما قال أنه إبادة جماعية ارتكبتها القوات الموالية للرئيس بشار الأسد في حلب. ورفض الجربا في رسالة إلى وزير الخارجية الأميركي جون كيري مؤرخة 8 نيسان إتهامات بأن مقاتلي المعارضة استهدفوا مسيحيين ودنسوا مواقع مقدسة في محافظة اللاذقية على ساحل البحر المتوسط.
الى ذلك، نشر ناشطو المعارضة السورية صورا وشريط فيديو قالوا انها لقنبلة بدائية الصنع بغاز الكلور لدعم مزاعم أن القوات الموالية للاسد استخدمت اسلحة كيميائية خلال هجومين الجمعة والسبت الماضيين. وتبادلت الحكومة وقوات المعارضة الاتهامات بهجمات مزعومة بغاز سام الجمعة والسبت على قرية كفر زيتا في محافظة حماه بوسط البلاد على مسافة 201 كيلومتر شمال دمشق.
وعبّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن قلق موسكو من الأنباء التي تحدثت عن استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، داعياً الى إجراء تحقيق فوري في هذه المزاعم. وقال إن موسكو تحمّل جزءاً كبيراً من المسؤولية “ممولي المعارضة المتطرّفة في سوريا” التي لم تتوقف عن محاولات إحباط عملية نزع السلاح الكيميائي، وذلك من أجل إيجاد ذريعة جديدة للمطالبة بتدخل عسكري خارجي. وأضاف أن المعارضة “تسعى الى امتلاك السلاح الكيميائي ومكوناته لارتكاب أعمال إرهابية”.
وفي نيويورك (علي بردى)، أعلنت البعثة المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في سوريا بأن الحكومة السورية أتمت تسليم الشحنة الثالثة عشرة من المواد الكيميائية الى ميناء اللاذقية. وقالت في بيان إن “المواد نقلت (أمس) الاثنين من الميناء الى السفن، بعد عملية الشحن التي أجريت في ١٠ نيسان. وبذلك ترتفع نسبة المواد الكيميائية التي نقلت من سوريا إلى أكثر من ٦٥ في المئة، منها ٥٧ في المئة من المواد ذات الأولوية القصوى”.
ونقل الناطق بإسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك عن المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية أحمد أوزومجو أن “عمليات نقل هذه المواد ضرورية ومشجعة”، مشيداً بالتزام سوريا “الوفاء بتعهداتها”. لكنه أضاف أنه “ينبغي زيادة كميات الشحنات ووتيرتها بصورة كبيرة للوفاء بالجدول الزمني المحدد”.
وسئل عن عدم وفاء سوريا بموعد ١٣ نيسان لإزالة الأسلحة الكيميائية باستثناء تلك الموجودة في “مناطق لا يمكن الوصول اليها”، أجاب أن “المهمة المشتركة قلقة لأن سوريا فوتت موعد ١٣ نيسان”، آملاً في انجاز الهدف في ٢٧ نيسان.
ونددت المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي بـ”الاستخدام المفرط للتعذيب” على أيدي القوات الحكومية وبعض جماعات المعارضة المسلحة.
وفي لوكسمبور، حذر وزراء الخارجية للاتحاد الاوروبي من “مهزلة ديموقراطية” ستشكلها الانتخابات المقررة هذا الصيف في سوريا اذا لم تجر إلا في المناطق التي يسيطر عليها النظام.
حصون المسلحين في القلمون تتساقط
الفصائل المعارضة تخسر ظهيرها اللبناني
محمد بلوط
القلمون انطوت صفحته، أو تكاد تنطوي عسكريا، بانتظار عسال الورد، ليخرج قريبا من جبهات القتال السورية نهائيا، بعد يوم طويل تساقطت فيه البلدات القلمونية الأخيرة، كالصرخة ومعلولا والجبة وجبعدين والمعرة، كأحجار الدومينو.
وانتزع الجيش السوري و«حزب الله» من مسلحي المعارضة سماء القلمون، مقتحمين مرتفعاتها العالية، التي تصل إلى 1850 مترا، الواحدة تلو الأخرى، دافعين أمامهما أرتال المنسحبين من «جبهة النصرة»، و«لواء تحرير الشام»، وبقايا «لواء القادسية»، وبعض ألوية «الجبهة الإسلامية» التي فقدت في رنكوس أكثر من 30 قتيلا في اليوم الأول من المعارك.
ودفع المهاجمون فلول المنسحبين نحو ما تبقى لهم من ملجأ، على أطراف جنوب غرب القلمون، من السلسلة الجبلية اللبنانية الشرقية. ووصلت طلائع المنسحبين من ساحات المعارك القلمونية إلى الزبداني، ووادي بردى، التي بدأ الجيش السوري بالاحتشاد في مرتفعاتها الغربية. كما توجهت الألوية الناجية من المعارك نحو عسال الورد وجرود عرسال وبلودان وحوش عرب، التي يستعد الجيش السوري و«حزب الله» لدخولها للاستفادة من الإرباك الذي أصاب ألويتها، ومن الديناميكية الهجومية التي حولت بعض العمليات إلى عمليات مطاردة أكثر منها عمليات قتال.
وأنجز الجيش السوري و«حزب الله»، أمس، معركة أساسية من معارك إغلاق لبنان والبقاع اللبناني أمام المعارضة السورية المسلحة، عبر السيطرة على القلمون، وعلى معابرها القاتلة وسياراتها المفخخة، وخطوط إمدادها من جرود عرسال، نحو سوريا الوسطى بأكملها. وأغلقت معارك أمس 30 معبرا حدوديا، تمتد على منحنيات لبنان الشرقي، من القصير في الشمال، نزولا نحو الجراجير وفليطة ورأس المعرة فرنكوس جنوبا. وتشرف مرتفعات رنكوس وحدها على ثمانية معابر في قرية الطفيل اللبنانية، التي هجرها أكثر أهلها بعد أن دخلها ستة آلاف من المسلحين وعائلاتهم، تليها معابر وادي الصهريج، والجوزة، ودرة، وأرنة، والمنزلة البيضا.
وفي إطار تساقط حجارة «الدومينو»، استعاد «حزب الله» والجيش السوري بلدة معلولا التاريخية، التي كانت «جبهة النصرة»، و«لواء تحرير الشام»، قد استوليا عليها، في عملية «اقتحام قلعة الصليبيين» في كانون الأول الماضي. وجاء الدخول إلى معلولا ليتوج أربعة أيام من المعارك، انصبت فيها العمليات على الإمساك بالتلال والمراصد العالية، قبل اقتحام البلدات على سفوح الجرود، أو السهل كما في رنكوس ومزارعها.
ومن دون مفاجأة، استعاد الجيش السوري بلدة الصرخة، ممهدا لذلك باستيلائه على التلال المشرفة الحاكمة، أولا، وإغلاق كل خطوط الإمداد، ومعابر الانسحاب نحو لبنان التي سلكها مقاتلو يبرود وغيرهم، عبر سلسلة جبال لبنان الشرقية. البلدة سقطت دون قتال. غادرها المسلحون، فور تقدم وحدات الجيش السوري إليها صباحا.
وتؤشر الأيام الأربعة الماضية على حصيلة استثنائية للجيش السوري و«حزب الله»، مكنتهما من الإشراف على سهل رنكوس، ووضع ما تبقى من مواقع بيد المسلحين بين فَكَّي كماشة، طرفها الشمالي يبرود ورأس العين، والجنوبي رنكوس، والشمال الغربي فليطة ورأس المعرة، وشرقا طريق دمشق الدولي. استعاد الجيش السوري و«حزب الله» أولا تلة الرادار، أو مرصد صيدنايا، فسقطت رنكوس، ثم تقدما إلى جبل محمية الطيور فمرتفع المصيطبة، الذي يحف به شقيف صخري وكهوف، تحصن بها المسلحون، لكنها لم تصمد، فانتقل إلى مرتفع قبع النبي ليث، فمرتفع القضاضة، الذي يحوي مجمع مستشفى القلمون، آخر المواقع التي استعادها الجيش السوري في مرتفعات رنكوس.
وأعلنت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة، في بيان، أن «إعادة الأمن والاستقرار إلى بلدات معلولا والصرخة والجبة في القلمون تشكل مرحلة حاسمة في القضاء على ما تبقى من بؤر إرهابية في القلمون»، مؤكدة أن «ما يحققه الجيش السوري من انتصارات متلاحقة يأتي في إطار قراره الحاسم بالقضاء على المشروع الإرهابي الوهابي التكفيري».
ومع سقوط القلمون، ينجز الجيش السوري و«حزب الله» استعادة أول منطقة بأكملها من الريف الدمشقي انتزعتها المعارضة المسلحة بعد عسكرة الحراك قبل ثلاثة أعوام تقريبا. ويستكمل الجيش السوري، وحليفه اللبناني، الإمساك بالعمود الفقري للكتلة السورية الحرجة، عمرانيا واجتماعيا واقتصاديا، وهي كتلة تتركز فيها أكثرية 16 مليون سوري، وتمتد سيطرة الحكومة السورية عليها، من دون انقطاع، من سهول درعا جنوبا، فدمشق وجزء كبير من غوطتيها، فحمص في الوسط، التي تشارف على العودة بأكملها كمدينة إلى الدولة السورية، مع كامل ريفيها الغربي والجنوبي، وجزء واسع من ريفها الشرقي. كما تتصل، من دون عقبات أو جيوب للمعارضة، نحو كامل الساحل السوري في أرياف طرطوس وبانياس واللاذقية، بعد إسقاط قلعة الحصن وإقفال تلكلخ ومعابرها مع لبنان.
كما يخرج الجيش السوري و«حزب الله» في القلمون من اختبار ناجح، لكنه لا يزال بحاجة إلى تصليب، في إستراتيجية إعادة الحرب نحو الأسفل، وإنشاء قوات رديفة للتعويض عن نقص العديد الضروري الذي يعاني منه للإمساك بالأرض، بعد استرجاعها، كالدفاع الوطني، او «قادش». فمن دون تلك القوات الرديفة، لا سيما في القلمون، وصيدنايا مثلا والنبك بعدها، ما كان ممكنا الإمساك ببعض التلال الإستراتيجية، وحماية التجمعات السكانية الموالية، للانطلاق منها نحو جبهات القتال، واستعادة مدن وبلدات المنطقة، الواحدة تلو الأخرى، وفي زمن قياسي لم يتجاوز الأشهر الخمسة، ابتداء من معركة قارة في 18 تشرين الثاني الماضي.
وتخسر المعارضة السورية المسلحة، مع هزيمتها في القلمون، ظهيرا لبنانيا مجانيا، لم يكن يطرح شروطا لاستخدامه تقارن بالوصاية التركية، أو السعودية عبر غرف عملياتها في الأردن. ومن دون القلمون، تخرج المعارضة المسلحة السورية من الساحة اللبنانية، لتقع رهينة الأتراك والسعوديين.
ومن الآن فصاعدا لن يكون بوسع المعارضة السورية المسلحة القيام بأي عملية تهدد الخط البياني الصاعد لمصلحة الجيش السوري، إلا عبر الأردن وتركيا، ما يؤكد أن أي عملية من الجبهة الجنوبية ضد درعا أو القنيطرة أو دمشق، أو أي عملية لتحسين الأوضاع في الجبهة الشمالية ضد حلب وأرياف اللاذقية، لن تكون إلا تعميقا للحرب الإقليمية التي تخوضها تركيا والأردن والسعودية وقطر وإسرائيل ضد سوريا.
الائتلاف يتوعد الأسد بـ’مفاجآت بعد الحصول على الأسلحة النوعية’
القاهرة ـ الاناضول: توعد ‘الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية’، امس الإثنين،’نظام بشار الأسد في سوريا ‘بانتظار المفاجآت التي يحضّرها الجيش الحر (المعارض) خاصة بعد الحصول على الأسلحة النوعية’.
ودعا عضو الهيئة السياسية لائتلاف المعارضة السورية، أحمد جقل، الجميع إلى”انتظار’المفاجآت التي يحضرها الجيش الحر لقوات نظام الأسد، وخاصة بعد الحصول على الأسلحة النوعية، وعندها سيكون جليا’من هو الطرف المنتصر’.
ومؤخرا، طلب الائتلاف السوري من’بعض الدول العربية والغربية دعم ‘الجيش الحر’ بأسلحة نوعية، أهمها الصواريخ المضادة للطائرات، بما يمكن ‘الجيش الحر’ من شل قدرات سلاح الطيران للجيش السوري.
انسحاب وشيك لكتائب المعارضة المسلحة من حمص القديمة ومفاوضات مع النظام السوري لتأمين خروج المقاتلين للريف
انطاكيا ـ ‘القدس العربي’ من وائل عصام: قال قائد احدى الكتائب المقاتلة في حمص لـ’القدس العربي’ ان جلسة هامة من المفاوضات ستعقد خلال ساعات في فندق السفير بحمص بين قيادات للمعارضة المسلحة وممثلين عن النظام قد تفضي الى اتفاق بانسحاب مقاتلي المعارضة من حمص القديمة نحو ريف حمص الشمالي .
وكثف النظام من قصفه الجوي والمدفعي على حمص القديمة في مسعى على ما يبدو للضغط على الكتائب للقبول بشروطه للانسحاب ، بينما انفجرت سيارة مفخخة داخل حي عكرمة العلوي في حمص.
وقال قيادي بارز لاحدى الكتائب ان المفاوضات تدور منذ فترة بهدف تأمين خروج المقاتلين من دون ان يعتقلهم النظام ، وسط ترجيحات بقرب التوصل لاتفاق بعد اشتداد الحصار على الكتائب المقاتلة داخل حمص منذ عام .
ويضيف القيادي في حديث خاص لـ’القدس العربي’ من داخل حمص المحاصرة ‘ كل الكتائب الرئيسية وافقت على المفاوضات الانصار و أتباع الرسول والفاروق ،واحفاد خالد ولواء الحق ‘.
وقد قامت عدة شخصيات في حمص بدور الوساطة مع النظام كما يقول القيادي العسكري ‘الوسيط بين النظام و الشباب الدكتور أمين حلواني و تمام التركاوي ومن المجلس الشرعي في حمص الشيخ غزوان السقا و الشيخ ابو الحارث و ابو راكان المهباني’.
ولكن ابرز النقاط العالقة للان هي اخراج السلاح الثقيل ، اذ يريد لواء الحق السماح له باخراج سلاحه الثقيل من المدينة للريف بينما يصر النظام على السماح فقط بخروج المقاتلين بسلاحهم الخفيف فقط.
كما يطالب المقاتلون بطرف ضامن لتأمين خروجهم هو الامم المتحدة لكن النظام ما زال يرفض.
ويضيف القيادي العسكري من داخل حمص القديمة لـ ‘القدس العربي’ ان من يدير المفاوضات من طرف النظام هو اللواء محمد ديب زيتون الذي كان رئيس اللجنة الامنية في أمن الدولة ومحافظ حمص طلال برازي وعلي حيدر وزير المصالحة الذي من المفترض ان يحضر الاجتماعات الاخيرة .
وحمل بعض قيادات الكتائب المجلس العسكري في حمص وكتائب الريف الشمالي المسؤولية عن عجزهم في كسر الحصار عن الكتائب المقاتلة في حمص القديمة .ويقول الناشط طارق الحمصي ان الكتائب اضطرت لعقد هذه المفاوضات بعد اشتداد الحصار عليها ، حيث ‘ لم يتبق لهم الا اوراق الشجر والقطط ليأكلوها ‘.
ويحمل الناشط طارق الحمصي بعض الكتائب داخل حمص مسؤولية الاوضاع التي الت اليها حالتهم اذ انه يشير الى خلافات كبيرة تشق صفوف الكتائب الكبيرة بالفترة الاخيرة، ويضيف ‘ لماذا لا يهاجمون من حي الوعر ،ً هناك فقط 800 متر من الوعر للقرابيص ، وهناك كتيبة بالريف الشمالي تملك 9 اليات ، تستطيع ‘ محي ‘الحاجز الذي يحاصر حمص ، ولكنهم لا يتحركون ‘ .
ويستبعد الناشط الحمصي توجه الكتائب المنسحبة في حال تم الاتفاق لتلبيسة او الرستن ، بسبب خلافات مع بعض الفصائل هناك . ولكنه يقول انها ستجد مكانا امنا في الريف .
ويقول ناشطون ان بعض الاعلاميين التابعين لكتائب المعارضة سلموا انفسهم بالفعل للنظام استنادا لخطة المصالحة ، كما قام بعض عناصر من الكتائب كذلك بتسليم انفسهم ، وتم احتجازهم في احدى المدارس التي يتخذها النظام موقعا امنيا ، ولم يتم التحقق من دقة هذه الاخبار التي يتداولها الناشطون .
وتجرى المفاوضات في اطار خطة وضعها النظام لاعادة الاحياء والمناطق الخارجة عن سيطرته من خلال ‘ المصالحة’ برز فيها دور لوزير المصالحة علي حيدر ،
ويتم التنسيق مع الحرس الجمهوري وقوات الامن حيث تتم محاصرة الاحياء والبلدات وتجويعها حتى ترضخ لشروط النظام بعد استنزافها تماما .وقد نفذت هذه العملية في عدة مناطق مثل برزة وببيلا والمعضمية وغيرها.
قيادي بالجيش السوري الحر: معركة “الساحل” دخلت مرحلة من الجمود المبرر
علاء وليد- الأناضول: قال قيادي في الجيش السوري الحر الثلاثاء، إن جبهة “الساحل” غربي سوريا دخلت مرحلة من “الجمود المبرر” بعد نحو شهر على بدء قوات المعارضة معارك ضد قوات النظام في أحد أبرز معاقله في البلاد.
وفي تصريح لوكالة (الأناضول)، قال أنس أبو مالك القيادي في الجيش الحر في جبهة الساحل، إن المعركة بين قوات المعارضة وقوات النظام دخلت مرحلة من “الجمود”، حيث تحاول قوات المعارضة تمكين سيطرتها على المناطق التي وصلت إليها، في حين أن قوات النظام تحاول منع القوات المهاجمة من التقدم والسيطرة على مناطق جديدة.
ومنذ 21 مارس/ آذار الماضي، أعلنت فصائل إسلامية مثل جبهة “النصرة” وحركة “شام” الإسلامية وأخرى تابعة للجيش الحر، عن إطلاق معركتين باسم (الأنفال) و(أمهات الشهداء)، تستهدف مناطق تسيطر عليها قوات النظام شمالي محافظة اللاذقية (غرب) ذات الغالبية العلوية، التي ينحدر منها رأس النظام بشار الأسد، ومعظم أركان حكمه وقادة أجهزته الأمنية.
واستطاعت قوات المعارضة السيطرة على مدينة “كسب” الاستراتيجية التي يوجد فيها سكان من “الأرمن”، ومعبرها الحدودي مع تركيا، وعلى قرية وساحل “السمرا” أول منفذ بحري لها على البحر المتوسط، وعدد من المواقع الأخرى القريبة منها.
وأوضح أبو مالك أن قوات المعارضة بعد نحو شهر من المعارك العنيفة مع قوات المعارضة، أصيبت بنوع من الإنهاك بعد وقوع قتلى وجرحى في صفوفها وقياداتها، ووجود بعض النقص في الذخيرة التي تمتلكها، مشيراً إلى أن الإمدادات بالمقاتلين والسلاح من باقي المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة هو ما يعينها على الاستمرار.
على الجانب الآخر، فإن قوات النظام تحاول تمكين سيطرتها على “المرصد 45″ الاستراتيجي الذي يطل على المناطق التي سيطرت عليها قوات المعارضة مؤخراً، ويخطط لشن هجوم معاكس لاحقاً على تلك القوات لاستعادة السيطرة على تلك المناطق، على حد قول أبو مالك.
واستدرك القيادي بالقول إن قوات المعارضة ما تزال مصرّة على إبقاء جبهة الساحل “مشتعلة” نظراً لتأثيرها الكبير على مركز ثقل النظام الطائفي الذي يستند عليه في حكمه، كما أنها تضم المنفذ الوحيد للبلاد على البحر (الأبيض المتوسط).
ولم يتسنّ الحصول على تعليق فوري من النظام السوري على ما ذكره القيادي في الجيش الحر، بسبب القيود التي يفرضها عادة على الإعلام.
وفي الوقت نفسه تورد وكالة أنباء النظام الرسمية (سانا)، أنباء بشكل شبه يومي، عن تقدم قوات النظام في جبهة الساحل على حساب قوات المعارضة وإلحاق ما تقول عنه “خسائر فادحة” في صفوف الأخيرة.
وكان ناطق باسم المجلس العسكري الأعلى للجيش الحر، قال نهاية مارس/ آذار الماضي إن النظام السوري لن يسقط إلا بقطع “رأسي الأفعى” في دمشق و”الساحل”.
وفي تصريحات سابقة لوكالة (الأناضول)، قال العقيد قاسم سعد الدين، عضو المجلس العسكري الأعلى والناطق باسمه، إن النظام السوري “لن يسقط بسيطرة قوات المعارضة على حاجز لقواته هنا وهناك، وإنما سيسقط بقطع رأسي الأفعى في العاصمة دمشق (جنوب) والساحل (غرب”).
مقتل خمسة أطفال وجرح 45 في قصف صاروخي على مدارس بدمشق
دمشق- (د ب أ): قتل خمسة أطفال سوريين وجرح 45 جراء سقوط قذائف على عدد من المدارس في دمشق صباح الثلاثاء.
وقال عدد من أهالي حي باب توما ذي الغالبية المسيحية لوكالة الأنباء الألمانية: “لقد قتل ما لا يقل عن خمسة أطفال وجرح نحو 45 طفلا بعد سقوط قذائف على مدرسة المنار في حارة الجورة، ما أثار الرعب والهلع في نفوس كل الأهالي وطلاب المدرسة المكتظة، وحالات بعض الطلاب حرجة جدا بينما البعض الآخر بين خفيفة ومتوسطة”.
وقال أهالي من حي دويلعة ذي الغالبية المسيحية أيضا إن قذائف سقطت قرب إحدى الكنائس والمدارس وأحدثت أضرارا مادية وجرح بعض الأشخاص تصادف وجودهم هناك.
وقالت مصادر معارضة ومواقع إلكترونية تابعة لها إن “نظام الأسد هو مصدر هذه القذائف كي يرعب الأقليات المسيحية” إلا أن وسائل إعلام النظام أعلنت أن “إرهابيين أطلقوا قذائف على مدارس في باب توما والدويلعة”.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر في قيادة الشرطة قوله إن “طفلا لقي حتفه وأصيب 41 آخرون معظمهم من الأطفال جراء سقوط قذائف هاون أطلقها إرهابيون على مدارس في باب توما والدويلعة بدمشق”.
وأضاف المصدر أن “قذيفة هاون سقطت على مدرسة المنار للتعليم الأساسي في باب توما ما أدى إلى استشهاد طفل وإصابة 36 آخرين كما سقطت قذيفة أخرى في تجمع مدارس قرب كنيسة مار الياس بالدويلعة ما أدى إلى إصابة خمسة مواطنين”.
في غضون ذلك، أفادت معلومات متطابقة من مصادر عدة بأن “قذيفتي هاون أصابتا محيط ساحة الأمويين، إحداهما سقطت بالقرب من قيادة الأركان العسكرية”، مشيرةً إلى “وقوع إصابات وأضرار مادية في المكان”.
الاتحاد الاوروبي: الانتخابات في سوريا ستكون ‘مهزلة ديمقراطية’
بروكسل ـ يو بي اي: حذر الاتحاد الاوروبي مما وصفها بـ’مهزلة ديمقراطية’ ستشكلها الانتخابات المقررة هذا الصيف في سوريا، في حال لم تجرِ سوى في المناطق التي يسيطر عليها النظام.
وقال وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي امس الاثنين في بيان، إن ‘أي انتخابات، سواء رئاسية أو غير ذلك، يجريها النظام في خضم النزاع وفقط في المناطق التي تسيطر عليها السلطة، رغم وجود ملايين النازحين من السوريين، ستكون مهزلة ديمقراطية ولن تتمتع بأي مصداقية، وستقوّض الجهود للتوصل إلى حل سلمي’.
وندد الاتحاد الاوروبي في بيانه بـ’قرار النظام بقبول الدعم العسكري لمجموعات أجنبية مثل الجناح المسلح لحزب الله، وسرايا القدس، ولواء أبو الفضل العباس′، مديناً مواصلة النظام السوري لعمليات القصف، وبينها استخدام البراميل المتفجرة.
وأبدى الوزراء الاوروبيون أسفهم لـ’الانتهاكات الخطيرة’ التي ارتكبها جهاديو ‘الدولة الإسلامية في العراق والشام’ (داعش) و’مجموعات إرهابية أخرى على صلة بتنظيم القاعدة مثل جبهة النصرة’.
محمود جبريل لـ’القدس العربي’: بقاء نظام الاسد خدمة لإسرائيل والمعارضة السورية عدوة نفسها
قال انه لا توجد دولة في ليبيا حتى تكون فاشلة او ناجحة
لندن ـ ‘القدس العربي’ من احمد المصري: قال السياسي ورئيس المكتب التنفيذي الليبي السابق الدكتور محمود جبريل لـ’القدس العربي’ ان التجربة الليبية دفعت العديد من الشعوب للتفكير مجددا في اي خطوة تجاه الثورة على حكامهم. واضاف جبريل ان التجربة الليبية قد يتم او ربما التلويح بها كـ’فزاعة’ من قبل الانظمة لترهيب الشعوب، وان الانظمة لوحت لشعوبها بان مصيرهم سيكون كمصير الشعب الليبي عقب الثورة.
واوضح جبريل ان احجام الغرب عن التدخل العسكري في سوريا وتحججه بان لا بديل لنظام الاسد هو كلمة حق اريد بها باطل. واضاف جبريل بان الوضع في سوريا مختلف حيث ان الغرب اراد تدمير القدرات العسكرية السورية بسبب الصراع العربي الاسرائيلي وان الغرب يرغب الان باستمرار نظام الاسد في الحكم في سوريا لانه اصبح نظاما ‘بلا انياب ولا مخالب’ خاصة عقب تدمير الاسلحة الكيميائية، وهو بذلك يخدم اسرائيل.
وقال جبريل ان نظام الاسد ليس جاهزا الان لتوقيع معاهدة سلام والتطبيع مع اسرائيل. واضاف ان المعارضة السورية هي عدوة نفسها لان التشرذم والانقسام في صفوف المعارضة السورية ظهر مبكرا، مما دفع الغرب للتفكير مليا في دعم المعارضيين السوريين، على خلاف المعارضة الليبية التي اخفت مشاكلها. واوضح بان المكتب التنفيذي في ليبيا والمجلس الانتقالي كانا دائما على خلاف وخلاف جذري لكن لم يسمحوا بان يظهر هذا للعلن.
وقال جبريل انه يعتقد انه ليس هناك ارادة دولية للتدخل العسكري في سوريا على غرار ليبيا، خاصة وان تخوف الغرب من ان يكون البديل هو التطرف والفوضى وخوفه على مصالح اسرائيل تجعله يفكر بان بقاء نظام ضعيف منزوع الاسلحة ومهدد افضل من اي بديل آخر.
وفي معرض رده على سؤال حول الوضع الراهن في ليبيا وان كان يمكن وصفها بالدولة الفاشلة؟ اجاب جبريل ‘لا توجد دولة بالاساس لتكون فاشلة او ناجحة’، مشيرا الى ان الوضع الامني المتدهور في ليبيا والغياب التام للمؤسسات اخر قيام دولة ليبية.
واقر جبريل بتحمله المسؤولية عن ترشيحه لرئيس الوزراء السابق علي زيدان، منتقدا اداء زيدان بشدة، واصفا اياه بانه لم يكن يعمل من اجل ليبيا ولا لمصلحة اي تيار سياسي، ولكنه كان يعمل من اجل زيدان فقط، حسب تعبيره.
‘مجزرة’ في دوما بصواريخ النظام السوري استهدفت السوق الرئيسية
نوران النائب
دوما ـ ‘القدس العربي’ قصف النظام السوري السوق الرئيسي في مدينة دوما في ريف دمشق، في ذات الشهر والمكان التي تعرضت فيه البلدة لأول مجزرة منذ بدء الإنتفاضة.
شهدت مدينة دوما في ريف دمشق ظهر أمس الاثنين قصفاً هو ‘الأعنف’ خلال الأشهر الثلاثة الماضية ، بصواريخ حديثة ‘موجهة بدقة ‘في استطاعتها تحديد مكان الهدف بشكل أدق من السابق وذلك بحسب نشطاء في البلدة.
الخسائر التي تبعت قصف الطيران ‘الميغ’ لم تكن محدودة كما تخيل الأهالي، فأمام الإستهداف المباشر للسوق الرئيسي في المدينة والذي يعد من أكثر الأماكن التي يتجمع فيها الناس، سجلت في المدينة مجزرة راح ضحيتها 19 قتيلا بينهم نساء وأطفال، وأكثر من 50 جريحا بإصابات بليغة، تبعتها خسائر مادية وحجم كبير جداً من الخراب والدمار، إضافة لقصف صاروخي في مناطق متفرقة من البلدة .
الأعداد في ازدياد
وأشار مسعف في المدينة يدعى ‘ع. ش’ لـ’القدس العربي’ إلى أن أعداد الشهداء غير ثابتة لأن حياة كل جريح مهددة، فمعظم الإصابات التي توافدت إلى النقطة الطبية هي إصابات حرجة دون استثناء، مضيفاً إلى أن غارة جوية أخرى استهدفت فريق المسعفين أثناء انتشالهم الجثث والجرحى من الطرقات.
ويروي ‘ع.ش’ عملية إسعافه لفتاة حامل قتل جنينها أثناء سقوطها على أحد الجدران وإصابتها داخل منزلها لحظة سقوط الصواريخ ، مستهجناً غرابة المشهد حين حمل أحد المواطنين يد ‘قريبته’ المبتورة على أثر الغارة و كانت مرمية على الأرض وقد أغرقت بالدماء، أثناء ذهابها إلى السوق مع أطفالها لقضاء بعض حوائجهم، ووجه رسالة يؤكد فيها علم النظام السوري بخلوّ سوق البلدة من العسكريين تماماً ، واكتظاظه الشديد في وقت الظهيرة بالنساء والأطفال، وحسب قوله إن الضربة كانت مقصودة ومتعمدة في هذا المكان بالتحديد، ويذكّر أن دوما هي منطقة تسيطر عليها قوات المعارضة المسلحة التي رفضت أي عرض من عروض الهدن والمصالحات المفترضة في الفترة الأخيرة، لذلك فإن قوات النظام السوري تصعد هجماتها على المدينة من حين لآخر بقصد إرضاخها والنيل من صمودها، كما قال ‘ع.ش’
وكان الناشط الإعلامي آرام الدوماني قد أخبرنا عن اختلاف طبيعة الصواريخ الملقاة على صفوف المدنيين هذه المرة ، ففي الآونة الأخيرة أصبح النظام السوري يستخدم في قصفه للمدنيين صواريخ 29 الموجه بدقة، ويقول أن هذا النوع من الصواريخ التي تحملها الطائرة هي أحدث من ‘السوخوي’ و’الميغ 23′، لأن هذا النوع يكون احتمال خطأ الهدف فيه أقل ، كما تستطيع الطائرة من خلاله تحقيق أكبر خسائر ممكنة في عدد غارات أقل .
ضربات موجعة تتلقاها مدينة دوما من حين لآخر، على اعتبار أنها من أوائل المدن الثائرة منذ بدء الإنتفاضة السورية، الجدير بالذكر أن المدينة تعرضت في الشهر والمكان ذاتهما من سنة 2011 لأول مجزرة في تاريخها، قتل على أثرها عشرة شبان ممن قاموا بالتظاهر ضد حكم السلطة السورية.
وفاة باتريك سيل الاعلامي البريطاني الذي أحب سوريا وبرع في التأريخ لها
لندن ـ أ ف ب: توفي الصحافي والمؤرخ البريطاني المخضرم المتخصص بشؤون الشرق الاوسط والخبير في الشؤون السورية باتريك سيل عن 83 عاما، بحسب ما افادت صحيفة ‘الاوبزرفر’ التي كان يعمل فيها سابقا.
واشتهر سيل، المذيع والكاتب السابق، بسلسلة الكتب التي ألفها عن سوريا والتي حظيت باحترام كبير، رغم الانتقادات الموجهة له بتأييد نظام الرئيس السوري بشار الاسد.
توفي سيل بعد معاناته من سرطان الدماغ في لندن الذي اكتشفت اصابته به في حزيران/يونيو الماضي، بحسب الصحيفة البريطانية التي عمل مراسلا لها في بيروت.
وكان سيل قد عمل مراسلا لتلك الصحيفة في بيروت خلفا لصديقه كيم فيلبي جاسوس جهاز الاستخبارات البريطاني ‘أم اي 6′ والخائن الذي فر الى موسكو في 1963.
ومن بين الكتب التي ألفها سيل عن سوريا ‘الاسد: النضال في الشرق الاوسط’ وهو سيرة ذاتية عن الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد والد الرئيس الحالي بشار الاسد.
واشتملت ثلاثيته التي حملت عنوان ‘النضال’ كذلك ‘النضال من اجل سوريا’ و’النضال من اجل الاستقلال العربي’
وقالت الصحيفة إن سيل دعا الى اشراك نظام الاسد وايران وروسيا في أية محادثات سلام حول سوريا.
وكتب الصحافي تيم ليويلين في نعيه لسيل في صحيفة ‘الاوبزيرفر’، ‘إن معرفة سيل بسوريا وقادتها تسببت بتوجيه الكثير من الانتقادات له والاشتباه بأنه متعاطف مع النظام السوري، خاصة من الاشخاص المتهمين انفسهم بالتحيز وخاصة من المؤسسة اللبنانية’. وحصل سيل على العديد من الاشادات من المنطقة.
وقال السفير البريطاني في لبنان توم فليتشر إن سيل كان شخصا ‘حكيما، وفضوليا ومشاغبا واسدا لتاريخ الشرق الاوسط’.
واضاف في رسالة على تويتر أن ‘باتريك سيل كان يعرف الشرق الاوسط حق المعرفة. ولكن حكمته كانت تكمن في انه كان يدرك كذلك مقدار ما لا يعرفه عن تلك المنطقة، وكان فضوليا بشكل كبير’.
ولد سيل في بلفاست في ايرلندا الشمالية في 1930 وكان والده عالما في الدين المسيحي وكانت والدته قابلة من اصل تونسي ايطالي.
وعقب ولادته انتقلت عائلته للعيش في سوريا حيث عمل والده مبشرا بالدين المسيحي، واشعلت نشأته في المنطقة شغفه بها طوال حياته.
وتلقى تعليمه في دمشق وانكلترا قبل أن يلتحق للدراسة في جامعة اوكسفورد. وبعد ذلك انتقل الى بيروت، حيث بدأ العمل الحر في الصحافة.
وتولى سيل منصبه مراسلا في الاوبزيرفر خلفا لفيلبي الذي فر الى روسيا. وألف كتابا عن فيلبي.
تزوج سيل مرتين وله اربعة اولاد.
قادة معارضون يطيلون أمد المعارك للحصول على المال من الجهات الداعمة
أنباء عن مخطط يقضي بتسليم أحياء حمص القديمة للقوات النظامية
بيروت: «الشرق الأوسط»
يتجنب بعض قادة كتائب المعارضة في سوريا حسم المعارك التي يخوضونها ضد القوات النظامية والمماطلة في القتال لأطول وقت ممكن بهدف ضمان استمرار الأموال التي يتلقونها من قبل الجهات الداعمة، ما حوّل هؤلاء القادة إلى أصحاب ثروات مالية ضخمة، وفق ما يؤكد ناشطون معارضون.
وتشير خريطة النزاع العسكري في مختلف المناطق السورية إلى وجود جبهات مشتعلة بين القوات النظامية والمعارضة منذ أكثر من سنة من دون أن يتمكن أي طرف من حسمها لصالحه. وغالبا ما تتوفر الشروط للمقاتلين المعارضين «كي يحرزوا تقدما ويستولوا على مواقع النظام»، بحسب ما يقول نقيب منشق رفض الكشف عن اسمه لـ«الشرق الأوسط»، موضحا أن «أوامر القادة تمنع تنفيذ أي هجوم حاسم ضد عناصر النظام في بعض النقاط الساخنة لتظل المعارك عبارة عن كر وفر».
ولا يتردد الضابط السابق في الجيش الحر بـ«اتهام بعض قادة المجموعات بالخيانة»، مشددا على أن «الثورة لم تعد تعني لهم شيئا، فهم يماطلون في المعارك للحصول على أكبر قدر ممكن من الأموال التي تدفعها الجهات الداعمة للثورة حتى بات بعضهم من أصحاب الثروات».
ولم تتمكن هيئة أركان الجيش السوري الحر التابعة للائتلاف الوطني المعارض من ضبط وتنظيم حركة تمويل الفصائل التي تقاتل على الأرض. فغالبا ما تحصل كل كتيبة على الأموال والأسلحة التي تحتاجها من جهات داعمة للمعارضة من دون أن يحدث ذلك بالتنسيق مع هيئة الأركان، إذ يكفي أن يرسل قائد كتيبة ما شريط فيديو إلى الجهة الممولة يظهر عملية نفذتها عناصره ضد القوات النظامية حتى يحصل على مزيد من التمويل.
ويمكن أن تنشب معارك داخلية بين قادة الكتائب المعارضة في حال اعترض أحدهم على سياسة إطالة المعارك للحصول على الأموال، إذ اتهم الضابط المنشق وائل النقيب «أحد قادة مجموعات المعارضة في الرستن بريف حمص ويدعى علاء سعيد حمدان بقصف مقاتلين معارضين بقذائف الهاون عندما حاولوا تحرير حاجز الناصرية في مدينة القنيطرة ما أدى إلى تأخير تحرير الحاجز وأوقع عددا من القتلى في صفوف المعارضين»، بحسب ما ذكر النقيب في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك».
في المقابل، نفى عضو مجلس قيادة الثورة في حلب، حسان نعناع لـ«الشرق الأوسط» أن «يكون قادة الكتائب المعارضة يؤخرون إحراز أي تقدم ميداني ضد النظام»، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه «لا توجد ثورة نظيفة بشكل مطلق ومن الممكن أن يعمد البعض إلى الاستفادة من الأموال التي تصل لدعم الجبهات عسكريا ولوجستيا». ويوضح نعناع أن «ضبط هذه الأخطاء صعب جدا بسبب عدم مراقبة المبالغ التي تصل إلى القيادات كما لا يمكن معرفة كيفية إنفاقها بشكل دقيق».
وسبق لصحيفة «صنداي تلغراف» البريطانية أن نشرت في أواخر العام الماضي تقريرا موسعا أشارت فيه إلى أن «قادة الجيش السوري الحر الذي بدأ كمجموعة بسيطة من المقاتلين الذين يحاربون لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، تحوّلوا إلى أثرياء حرب لجمع الملايين من الرشوة والابتزاز».
وتزيد ظاهرة الفساد المنتشرة داخل مجموعات المعارضة المسلحة من الآثار السلبية على الوضع الميداني للمعارضة والتي من شأنها إضعاف الجبهات وإجبار المقاتلين المتمركزين فيها على إبرام تسويات مع القوات النظامية.
وفي سياق التسويات التي تتوصل إليها كتائب مسلحة مع النظام السوري، تداولت مواقع المعارضة السورية قبل يومين أنباء عن مخطط لعقد اتفاق بين كتائب المعارضة المتمركزة في حمص القديمة والقوات النظامية يقضي بتسوية وضع المسلحين المعارضين ممن تبقى داخل حمص المحاصرة، والسماح لهم بالانسحاب بشرط حصول كل شخص على سلاح فردي خفيف، والسماح لهم بالسفر خارج البلاد في حال رغبوا في ذلك. إضافة إلى تسليم الكتائب المعارضة كل السلاح الثقيل الموجود في المناطق المحاصرة للنظام السوري.
وقالت المصادر إن «المسلحين المعارضين الذين سيرفضون التسوية، سيسمح لهم بالرحيل إلى شمال سوريا تحت إشراف الأمم المتحدة. وبأن الخطط ستبدأ بعد ذلك لإعادة تأهيل البنية التحتية المدمرة بالكامل، وإعادة فتح الأسواق والشوارع من قبل النظام».
وترجح المصادر أن النظام السوري يرغب في استرداد القسم القديم من مدينة حمص «بأي شكل من الأشكال»، وبأن القوات النظامية ستسمح للمقاتلين المعارضين بالخروج منها، لضمان استرجاعها وإعادة حمص منطقة خالية من القتال قبل حلول نهاية مايو (أيار) المقبل.
وإذا ما صحت هذه الأنباء، فإن حمص التي أطلق عليها الناشطون تسمية «عاصمة الثورة» ستغدو تحت سيطرة النظام بشكل كامل، ما يتيح له ربط العاصمة السورية دمشق بمناطق الساحل التي تقطنها غالبية علوية مؤيدة للنظام السوري.
المناطق العلوية في بؤرة أهداف «النصرة» و«داعش» ضغطا على النظام
ترتكز على القصف بالهاون والسيارات المفخخة.. والضحايا من المدنيين
بيروت: «الشرق الأوسط»
تتبع الجماعات الإسلامية المتشددة التي تقاتل في سوريا مثل «جبهة النصرة» و«الدولة الإسلامية في العراق والشام» في الفترة الأخيرة استراتيجية استهداف الأحياء والقرى ذات الغالبية العلوية بهدف الضغط على حاضنة النظام الشعبية، مما يزيد من حالة الاحتقان الطائفي التي تعيشها سوريا على خلفية الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات.
ويشير مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «المقاتلين الإسلاميين غالبا ما يستهدفون الأحياء والقرى العلوية بقذائف الهاون أو عن طريق إدخال سيارات مفخخة إلى الأحياء العلوية»، موضحا أن «عددا كبيرا من المدنيين يسقط من خلال هذه الاستهدافات من دون أن يصاب أي عسكري نظامي».
ويظهر العلويون في سوريا دعما واضحا لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، وقد انخرطت أعداد كبيرة منهم في قوات «الدفاع الوطني» التي تقاتل إلى جانب القوات النظامية. ويوضح عبد الرحمن أن «العمليات ضد المدنيين في المناطق العلوية تؤدي إلى مزيد من الالتفاف حول النظام من قبل أبناء الطائفة؛ وليس العكس».
وكان آخر الأحياء العلوية التي جرى استهدافها من قبل الإسلاميين المتشددين حي كرم اللوز في حمص، حيث انفجرت سيارة مفخخة قبل أيام، مما أدى إلى سقوط 25 قتيلا.
وسبق أن تبنت «جبهة النصرة» التابعة لتنظيم «القاعدة» عمليات انتحارية استهدفت أحياء «عكرمة» و«الزهراء» و«وادي الذهب» و«النزهة» ذات الغالبية العلوية في مدينة حمص. وغالبا ما بقيت الأحياء والقرى العلوية في مختلف المناطق السورية بعيدا عن نيران القوات النظامية بحكم تأييدها للنظام. ويشير ناشطون إلى أن «النظام عمد في مرات كثيرة إلى استخدام مناطق العلويين كمراكز عسكرية له يستهدف عبرها مناطق المعارضة». ويظهر عدد من مقاطع الفيديو التي بثتها مواقع المعارضة على الإنترنت آليات عسكرية نظامية تتحصن في قرى علوية تابعة لمدينتي حمص وحماه.
ويرجع مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» سبب استهداف هذه الأحياء إلى «الضغط على الحاضنة الشعبية للنظام»، مضيفا أن «الجماعات الجهادية غالبا تبرر هذه العمليات بأن هدفها الثأر لأهل السنة الذين يتعرضون للإبادة من قبل الجيش النظامي».
وساهمت التسويات التي توصلت إليها كتائب المعارضة من جهة، والقوات النظامية في العاصمة دمشق من جهة أخرى، في تقليص حجم القصف الذي كان يستهدف بعض الأحياء العلوية مثل «عش الورور» و«حي الورد»، بينما بقيت أحياء أخرى معرضة لسقوط قذائف هاون مثل حي «مزة 86». وبعد إحراز كتائب المعارضة الإسلامية تقدما في ريف اللاذقية واستيلائها على مواقع تطل على المدينة التي تقطنها غالبية علوية، قامت بقصف الأحياء العلوية، لا سيما حي الزراعة الذي يضم عددا من قصور عائلة الأسد التي يتحدر منها الرئيس السوري.
ويتركز وجود العلويين، الذين يصل تعدادهم نحو 15 في المائة من عموم سكان سوريا، في مناطق ما يعرف بـ«جبل العلويين» غرب سوريا الذي يمتد شرقي محافظتي اللاذقية وطرطوس وغربي محافظتي حمص وحماة. وقد عمدت الكتائب الإسلامية المتشددة إلى توسيع أهدافها ضد العلويين لتشمل القرى المحاذية لمراكز سيطرتها، إذ فجر في وقت سابق جهادي تابع لتنظيم «داعش» نفسه في قرية «أم العمد» في ريف حمص، وكذلك هاجم مقاتلون من جبهة «النصرة» قرية «مكسر الحصان» في حمص مرتكبين مجزرة راح ضحيتها أكثر من 12 مواطنا علويا.
وخلال انعقاد مؤتمر «جنيف 2»، هاجم جهاديون إسلاميون قرية «معان» في ريف حماه، وقتلوا نحو 25 علويا.. ما سبب إحراجا لوفد «الائتلاف الوطني المعارض» الذي كان يشارك في المؤتمر. ويزيد استهداف المناطق العلوية من حدة التوتر الطائفي في سوريا، بحسب ما يؤكد مدير المرصد السوري، محملا «جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية المسؤولية عن جميع العمليات التي تستهدف العلويين»، نافيا أي «علاقة لكتائب المعارضة الأخرى بها».
تنديد أوروبي باعتماد الأسد على «حزب الله» وفيلق القدس و«لواء العباس»
«الائتلاف» يطالب الغرب بالرد على إبادة السوريين
لندن ـ مراد مراد ووكالات
كشف الائتلاف الوطني السوري أنه طالب الولايات المتحدة وحلفاءها «بردّ مناسب» على الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات بشار الأسد ضد الشعب السوري، تزامناً مع دعوة وجهها مجلس التعاون لدول الخليج العربية إلى مجلس الأمن الدولي أمس، مطالباً بسرعة التحرك والتحقيق في استخدام النظام السوري الغازات السامة ضد المدنيين في كفرزيتا في ريف حماة.
وفي اللوكسمبورغ، ندد الاتحاد الأوروبي اثر اجتماعه أمس باستمرار مشاركة ميليشيات «حزب الله« وفيلق القدس ولواء أبو الفضل العباس في الصراع الدائر في سوريا دعماً لنظام الأسد.
وأعلن مجلس خارجية الاتحاد أنه لن يعترف بشرعية أي انتخابات رئاسية في سوريا لا تتم وفق إعلان جنيف، ودعا الى إحياء المفاوضات بين النظام السوري والائتلاف المعارض.
وطالب وزراء خارجية الدول الأوروبية الـ28 مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة بإحالة جرائم الحرب في سوريا والجرائم ضد الإنسانية، الى المحكمة الجنائية الدولية، كما ندد المجتمعون بتنظيم «داعش« والحركات المتطرفة الأخرى، وباستمرار مشاركة التنظيمات والميليشيات الخارجية كـ»حزب الله» وفيلق القدس ولواء أبو الفضل العباس في الصراع دعماً لنظام الأسد.
وأقر الوزراء الـ28 تحت إشراف الممثلة العليا لخارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون بياناً ختامياً خاصاً بالأزمة السورية تضمن 9 فقرات جاء فيها أن الاتحاد الأوروبي يعيد التأكيد على أن الحل الوحيد للصراع في سوريا، المستمر منذ ثلاثة أعوام، هو الحل السياسي وهنا تكمن أهمية إعادة إحياء مسار جنيف. إن عرقلة النظام السوري لهذه المحادثات وتصنيفه أشخاصاً من فريق المعارضة المفاوض كإرهابيين ورفضه لإعلان جنيف كلها عوامل أدت الى فشل أول جولتين من المفاوضات. ويحث الاتحاد الأوروبي الدول التي تملك تأثيراً على النظام السوري للضغط عليه كي ينخرط في المحادثات بشكل جدي وبناء.
ويثني مجلس الاتحاد الأوروبي على أداء المعارضة السورية في تلك المفاوضات تحت قيادة الائتلاف الوطني السوري ويرحب بالتزام هؤلاء المعارضين بمواصلة المفاوضات وبالمسار السياسي. ويؤكد الاتحاد أن أي انتخابات رئاسية أو غيرها، يديرها النظام خارج إطار جنيف وينظمها فقط في المناطق التي يسيطر عليها النظام في ظل استمرار الصراع الدائر وتشرد الملايين من السوريين عن منازلهم، ستكون تهكماً على الديموقراطية ولن تكون شرعية وذات صدقية وستقوض الجهود المبذولة للتوصل الى حل سياسي. ويطالب الاتحاد الأوروبي دول العالم والمنظمات الدولية ولا سيما من شارك في مؤتمر مونترو بتبني قرار مماثل (أي عدم الاعتراف بشرعية أي انتخابات تجرى في سوريا خارج إطار جنيف).
ويدين الاتحاد الأوروبي بشدة جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها القوات الحكومية والميليشيات الموالية للحكومة والمجموعات الإرهابية وغير الحكومية. والملاحظ أن التقرير يحمّل بشكل واضح النظام السوري وحلفاءه المسؤولية في عدد كبير من الانتهاكات والجرائم. وفي هذا السياق يعبر الاتحاد الأوروبي عن شديد غضبه من استمرار النظام في قصف الأحياء السكنية بالبراميل المتفجرة ومواصلة استخدامه «التجويع حتى الموت» كتكتيك حربي. ويذكر الاتحاد الأوروبي بأن جميع مرتكبي هذه الجرائم لن يفلتوا من العقاب وسيُجلبون الى العدالة. ويطالب الاتحاد الأوروبي مجلس الأمن الدولي بالتعامل بشكل طارئ مع ثقافة الإفلات من العقاب وأن يحيل الوضع في سوريا الى المحكمة الجنائية الدولية.
ويشجب الاتحاد الأوروبي الانتهاكات الخطيرة التي قامت بها «داعش» والمجموعات الإرهابية الأخرى ذات العلاقة بتنظيم «القاعدة» كجبهة النصرة. ويدين الاتحاد الأوروبي قرار النظام السوري تعبئة الدعم العسكري من مجموعات خارجية بينها الجناح العسكري لحزب الله وفيلق القدس ولواء أبو الفضل العباس. ويرحب الاتحاد الأوروبي برفض الائتلاف الوطني السوري للإرهاب وبمواقفه التي تدين دائماً العمليات الإرهابية، وينوه بأن المعارضة السورية هي التي تقود القتال ضد داعش.
ويزداد قلق الاتحاد الأوروبي من استهداف الأقليات في سوريا. فالجالية المسيحية تتعرض أكثر فأكثر للاستهداف من قبل المجموعات المتطرفة. ويواصل الاتحاد الأوروبي الإشادة بالدور المضياف الذي تلعبه دول الجوار ولا سيما لبنان والأردن اللذين يفتحان حدوديهما ويستقبلان اللاجئين السوريين بمن فيهم الفلسطينيون أيضاً. ويتعهد الاتحاد بمواصلة دعمه لحكومات تلك البلدان وللمجتمعات التي تحتضن اللاجئين، وذلك من أجل التصدي بشكل فاعل للعدد المتزايد لهؤلاء اللاجئين.
كما يطالب مجلس الاتحاد الأوروبي النظام السوري بالوفاء بشكل كامل بالتزاماته في ما يتعلق بإتلاف ترسانته الكيميائية كاملة بحلول 30 حزيران المقبل وتطبيق قرار مجلس الأمن 2118. وعلى سوريا الإجابة على جميع الأسئلة في ما يتعلق بهذا الموضوع. ويذكر الاتحاد الأوروبي بأن المسؤولين عن المجزرة الكيميائية في ريف دمشق في 21 آب 2013 يجب أن يحاسبوا على جرائمهم.
وأعلنت الولايات المتحدة أمس، أنها لا توافق الرئيس السوري تحليله أن النزاع الذي يدمر بلاده منذ ثلاث سنوات يمر حالياً بـ«مرحلة انعطاف» لصالح نظامه، مشيرة الى أن ما يجري في سوريا هو «حرب استنزاف».
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جنيفر بساكي للصحافيين إن «تحليلنا يبقى على حاله، أي أنها حرب استنزاف وأن ما من طرف استطاع أن يحرز أو أن يحافظ على مكاسب مهمة». وأضافت أن «جهودنا للتنسيق مع المعارضة مستمرة».
وذكرت «رويترز» أن المعارضة السورية المدعومة من الغرب والولايات المتحدة طالبت «برد مناسب» على ما تقول إنها إبادة جماعية ارتكبتها القوات الموالية للأسد في حلب.
ورفض رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا في رسالة إلى وزير الخارجية الأميركي جون كيري بتاريخ الثامن من نيسان، اتهامات بأن مقاتلي المعارضة استهدفوا مسيحيين ودنسوا مواقع مقدسة في محافظة اللاذقية على ساحل البحر المتوسط.
وقال الجربا في الرسالة «ينفذ نظام الأسد على مدى الأسابيع الماضية حملة قصف مكثفة خصوصاً على حلب بالبراميل المتفجرة ما أدى إلى قتل وتشويه عشرات المدنيين من دون تمييز. وتدمير أحياء بالكامل والتسبب في نزوح جماعي جديد للاجئين».
وأضاف «ما زلنا في انتظار رد مناسب ومتناسب على هذه الجرائم الجماعية ضد الإنسانية وندعو زعماء المجتمع الدولي وخصوصاً الولايات المتحدة وحلفائها لاتخاذ موقف بشأن هذه الإبادة الجماعية للشعب السوري».
وذكر موقع دول مجلس التعاون الخليجي أمس، أن الأمين العام للمجلس عبداللطيف الزياني، دعا مجلس الأمن الدولي الى سرعة التحرك والتحقيق في ما تردد عن استخدام النظام السوري للغازات السامة ضد المدنيين العزل في قرية كفر زيتا في ريف حماة السورية.
وذكرت فضائية «العربية» أمس، أن المفوضة العليا للأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي دانت تعميم التعذيب في السجون السورية، معربةً عن الأسف لاستعماله أيضاً من طرف بعض المجموعات المسلحة منها «داعش».
وفي وثيقة من 8 صفحات تحدثت المفوضية العليا، التي استجوبت 38 شخصاً تعرّضوا إلى التعذيب، عن شهادات رهيبة لم تذكر أسماء أصحابها.
وقالت بيلاي إن «النتائج تؤكد أن التعذيب مُستخدم بشكل شائع في مراكز الاعتقال الحكومية في سوريا، وأن بعض المجموعات المسلحة تستعمله أيضاً». وأفاد التقرير بأنه «غالباً ما يُخطف رجال ونساء وأطفال من الشوارع ومن منازلهم وأماكن عملهم أو يعتقلون في مراكز تفتيش تابعة للحكومة ثم ينقلون إلى العشرات من مراكز الاعتقال الرسمية أو السرية».
خسائر للنظام بإدلب وقذائف على دمشق
قالت قوات المعارضة السورية الثلاثاء إنها صدت هجوما لقوات النظام في قرية قميناس بـإدلب وأسرت خمسة من عناصره، بينما قتل طفل وأصيب أربعون شخصا معظمهم من الأطفال إثر سقوط قذائف هاون على أحياء دمشق، في حين كثفت قوات النظام قصفها على أحياء حمص المحاصرة.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن قوات النظام في معسكر القرميد حاولت اقتحام قرية قميناس في إدلب، مما استدعى انتشار عناصر المعارضة في القرية لصد الهجوم.
وقد أسفرت الاشتباكات عن جرح أربعة من مقاتلي المعارضة فيما تستمر المعارك في محيط القرية بالأسلحة المتوسطة والخفيفة.
كما قال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية إن طائرات النظام شنت غارات جوية على مدينة سرمين بإدلب، وقد أسفر القصف الذي استهدف مباني سكنية في المدينة عن مقتل شخص على الأقل وإصابة آخرين، جروح بعضهم خطرة.
وفي مدينة بنش بريف إدلب أيضا ذكرت شبكة شام أن عددا من الجرحى سقطوا جراء قصف قوات النظام المتمركزة في قرية الفوعة بالهاون.
قذائف ومعارك
وفي دمشق نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية عن مصدر في قيادة شرطة دمشق، قوله إن “قذيفة هاون سقطت على مدرسة المنار للتعليم الأساسي في باب توما، مما أدى إلى استشهاد طفل وإصابة 36 آخرين”.
وأضاف المصدر أن “قذيفة أخرى سقطت في تجمع مدارس قرب كنيسة مار إلياس بالدويلعة، مما أدى إلى إصابة خمسة مواطنين”، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.
وشهدت دمشق مؤخرا عودة لسقوط قذائف الهاون على عدد من أحيائها، مما أسفر عن مقتل وجرح العشرات.
وترافق ذلك مع تصعيد القوات النظامية عملياتها العسكرية في ريف دمشق، لا سيما في القلمون ومنطقة الغوطة الشرقية المحاصرة من قوات النظام منذ أشهر.
وفي ريف دمشق قالت شبكة شام إن اشتباكات عنيفة تدور بين الجيش الحر وقوات النظام على عدة جبهات في بلدة المليحة بريف دمشق، وسط قصف عنيف أدى إلى سقوط عدد من الجرحى وإحداث دمار بمنازل المدنيين.
وتشهد البلدة الإستراتيجية معارك للأسبوع الثاني على التوالي، في محاولة من قوات النظام المدعومة من قبل مليشيات عراقية لاقتحام البلدة التي تعتبر بوابة لقرى وبلدات غوطة دمشق التي تسيطر عليها كتائب المعارضة بشكل شبه كامل.
وبالتزامن مع هذه التطورات، تستمر الاشتباكات على عدة جبهات في الغوطة الشرقية المحاصرة، منها زملكا وحي جوبر بدمشق وأطراف دوما من جهة عدرا.
وفي حمص، قال ناشطون إن قوات النظام استهدفت أحياء حمص المحاصرة بأكثر من ثلاثين أسطوانة شديدة الانفجار، في ظل اشتباكات بين مقاتلي الجيش الحر وقوات النظام.
كما قصفت بالمدفعية والهاون وراجمات الصواريخ أحياء القرابيص وجورة الشياح والقصور بحمص، وسط قصف على مدينة تلبيسة.
من جهته، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى مقتل “تسعة مواطنين أحدهم لاعب منتخب سوريا لكرة القدم للناشئين جراء سقوط قذائف على مناطق في حيي الحمرا وكرم الشامي” بحمص.
قصف واشتباكات
وفي حلب تدور اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام في محيط ثكنة هنانو بحلب، في حين ألقى الطيران المروحي البراميل المتفجرة على مخيم حندرات على المدينة الصناعية، وأطراف مدينة الباب بريف المحافظة ذاتها.
وذكرت شبكة سوريا مباشر أن عددا من الجرحى سقطوا جراء قصف الطيران الحربي بالبراميل المتفجرة بلدة تادف بريف حلب الشرقي، مشيرة إلى أن كتائب المعارضة أعلنت سيطرتها على منطقة الجزيرة بريف حلب الغربي.
وفي ريف درعا تدور اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام في الحي الجنوبي لمدينة بصرى الشام، وسط وقصف بالهاون يطال الحي الشرقي للمدينة، بينما استهدف الجيش الحر بالهاون مقار قوات النظام في معبر نصيب على الحدود الأردنية السورية.
وقال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية إن الجيش الحر يفجر مقرا تتمركز فيه قوات النظام على إحدى جبهات القتال بريف درعا، وسط تواصل القصف أحياء طريق السد ومخيم درعا وعلى أحياء درعا البلد.
وفي حماة قال ناشطون إن قوات النظام ألقت البراميل المتفجرة على مدينة كفرزيتا وبلدة مورك في ريف المحافظة.
ووثقت لجان التنسيق المحلية مقتل 84 شخصا أمس الاثنين بينهم 12 سيدة وتسعة أطفال وثلاثة آخرون تحت التعذيب.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2014
واشنطن: ما يجري في سوريا “استنزاف” والأسد لم ينتصر
واشنطن – فرانس برس
أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية “جنيفر بساكي” أنها لا توافق رأي الأسد بأن مجريات الحرب تميل لصالح نظامه، واصفة ما يجري في سوريا بأنه “حرب استنزاف” لا يحرز فيها أي طرف مكاسب مهمة.
كلام باساكي، جاء تعقيباً على ما كان أدلى به الأسد، لجهة، من توقعه حسم المسألة نهاية العام الجاري، وقوله إن “هناك مرحلة انعطاف في الأزمة إن كان من الناحية العسكرية والإنجازات المتواصلة التي يحققها الجيش والقوات المسلحة في الحرب ضد الإرهاب، أو من الناحية الاجتماعية من حيث المصالحات الوطنية وتنامي الوعي الشعبي لحقيقة أهداف ما تتعرض له البلاد”.
واعتبرت بساكي أن “من الطبيعي” أن يدلي الأسد بمثل هذا التصريح. وقالت “لا أعتقد أنه تعليق مفاجئ كثيراً من جانبه بأنه ينتصر”.
لكنها أكدت أنه سيكون من الخطأ الاعتقاد أن كفة الانتصار في ميزان الحرب تميل لصالح الأسد.
وقالت: “هناك قلق على نطاق واسع من أفعاله، والمجتمع الدولي يراقب هذا الأمر، ولا أعتقد أننا سنقوم بتكهنات بشأن ما ستكون عليه النهاية”.
مفاوضات لإخراج المقاتلين من حمص القديمة
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
تعقد الثلاثاء جلسة مفاوضات لبحث انسحاب مقاتلي المعارضة من مدينة حمص القديمة، فيما تتعرض أحياءها المحاصرة لحملة عسكرية مكثفة.
وتبحث قيادات في المعارضة المسلحة، وممثلون عن الحكومة السورية، إمكانية انسحاب المقاتلين من الأحياء القديمة المحاصرة، باتجاه ريف حمص الشمالي.
وقال نشطاء المعارضة إن قوات الجيش تستعد لاقتحام المدينة القديمة، مؤكدين تواجد نحو 1200 مقاتل و180 مدنياً من بينهم 60 ناشطاً في الأحياء القديمة.
ومن أبرز النقاط العالقة في المفاوضات: “السماح لبعض الكتائب بتأمين خروج سلاحها الثقيل، بينما تصر الحكومة على السماح بخروج المقاتلين بسلاحهم الخفيف فقط”، كما يطالب المقاتلون بطرف ضامن، لتأمين خروجهم، هو الأمم المتحدة، لكن الحكومة ما زالت ترفض.
وفي وقت لاحق، شهدت المدينة قصفاً مدفعياً وصاروخياً على مختلف أحيائها، حيث شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من الأحياء، بينما تعرض حي جورة الشياح لقصف بالبراميل المتفجرة.
معارك بدير الزور
وفي دير الزور، تستمر المعارك بين الجيش السوري ومقاتلي المعارضة على إحدى الجبهات.
فقد بث ناشطو المعارضة صوراً تظهر ما قالوا إنها لحظة تفجير الجيش السوري أحد أنفاق كتائب المعارضة في المدينة، خلال وجود المقاتلين فيها.
وأشار مركز صدى الإعلامي الثلاثاء إلى حدوث حالات اختناق بين الأهالي جراء قصف طيران الميغ بغازات سامة بلدة الشميطية في ريف دير الزور.
وفي بلدات المليحة وزملكا وعدرا في الغوطة الشرقية لدمشق، شهدت عدة جبهات اشتباكات عنيفة تزامناً مع قصف عنيف منذ الصباح الباكر على المليحة ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى.
وتعرضت بلدة الزبداني بريف دمشق لقصف بالبراميل المتفجرة، حيث ألقى الطيران الحربي برميلين على البلدة وأخرى على الجبل الغربي.
هاون على باب توما
وفي دمشق، قالت وسائل إعلام رسمية سورية إن مسلحين أطلقوا قذيفتي هاون على مناطق في العاصمة تقطنها غالبية مسيحية، فانفجرتا قرب مدرستين لتسفرا عن مقتل طفل وإصابة 41 آخرين.
ذكرت وكالة الأنباء الرسمية أن إحدى القذيفتين أصابت مدرسة في ساعة مبكرة صباح الثلاثاء في حي باب توما، فقتلت طفلا وأصابت 36 آخرين.
أضافت أن القذيفة الأخرى سقطت قرب كنيسة مار إلياس في منطقة الدويلعة، فأصابت 5 أشخاص.
سيطرة القوات الحكومية على “سل درين”
قال مصدر عسكري سوري، إن وحدات من الجيش والدفاع الوطني، أحكمت سيطرتها على قمة جبل سل درين، المعروف بمسمى “تشالما” ومحيطه المشرف على مدينة كسب، في ريف محافظة اللاذقية.
يأتي ذلك فيما قال نشطاء المعارضة، إن المعارك مستمرة بين مقاتلي ما سمي بمعركة الأنفال والقوات الحكومية في مناطق عدة بجبل الأكراد، وبثوا شريطا مصورا يظهر ما قالوا إنها عملية اطلاق صواريخ باتجاه جبل تشالما.
من ناحية ثانية، نفى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في لقاء عبر تلفزيون روسي، وقوع مجازر بحق الأرمن من سكان بلدة كسب في ريف اللاذقية.
وقال لافروف إن الصور والشرائط المتداولة على صفحات الإنترنت، حدثت في أماكن أخرى من سوريا.
وتأتي تصريحات لافروف مناقضة لإعلان سابق لوزارة الخارجية الروسية، من أن مجازر قد ارتكبت في كسب، وأن على مجلس الأمن مناقشة هذه المجازر وإعطاء تقييم مبدئي لها.
واشنطن تقلل من أهمية تصريحات الأسد
وعلى صعيد آخر، قللت واشنطن من أهمية تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد، التي اعتبر فيها أن الأزمة السورية، تمر بمرحلة انعطاف لصالح دمشق.
وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، إن ما يجري في سوريا، عبارة عن حرب استنزاف.
وأضافت أن أطراف النزاع في سوريا لا تستطيع الحفاظ على أي مكاسب مهمة، مؤكدة أن واشنطن ما زالت تنسق مع المعارضة.
تفجير انتحاري في دير الزور
ذكرت مصادرنا في سوريا أن عدد من أفراد القوات الحكومية في حي الموظفين في دير الزور لقوا مصرعهم وأصيب آخرون جراء استهداف مقر لهم بسيارة مفخخة.
وقالت مصادر محلية لسكاي نيوز عربية إن مسلحي المعارضة يشنون هجوماً واسعاً على عدة جبهات، أبرزها في حيي الصناعة والجبيلة وتفجير سيارة مفخخة أمام مقر للقوات الحكومية في حي الموظفين مخلفاً قتلى وجرحى، وأن قوات المعارضة تقصف مقرات للقوات الحكومية في أحياء الجورة والقصور والصناعة”.
وأضافت المصادر أن القوات الحكومية ترسل تعزيزات عسكرية كبيرة، بما في ذلك دبابات، وأن أغلب أحياء المدينة تتعرض لعملية قصف مكثف من القوات الحكومية على الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة.
لاجئة سورية ترسم لوحات من الزعتري
سلام الفيل – عمان – سكاي نيوز عربية
لم تمنع ثنائية الحرب واللجوء، وما يغلفها من صعوبات ومخاطر تصل حد الموت، اللاجئة السورية إسراء (أم حمزة) من أن تستثمر موهبتها في الرسم على الرغم من كل التحديات التي تواجهها في مخيم الزعتري للاجئين السوريين شرقي الأردن.
وكانت أم حمزة تعمل مدرسة للفنون التشكيلية في سوريا قبل أن تلجأ إلى مخيم الزعتري، إلا أنها استطاعت التغلب على اللجوء ومرارته بفضل عزيمة لاجئات يعشن حياتهن بقوة الإيمان والأمل.
وتقول أم حمزة إن الأطفال هم أكثر المتحمسين لكل ما يقمن به من تطريز أو رسم أو أي أشغال يدوية. فمن حبال الغسيل والملاقط وقماش الخيم، ترسم الفنانة السورية اللاجئة أم حمزة لوحات جديدة للحياة.
وتضيف: “أعلم الأطفال الرسم، وأعطيهم الأمل من خلال الرسومات. أنا سعيدة معهم. لقد حرموا من حقهم كأطفال من الفرح. أنا استخدمت أدوات بسيطة جدا، كنت أبكي، وأحيانا أضحك، والحمد لله صرت أجد ثمار عملي”.
وشاركت أم حمزة في الكثير من المعارض بالأردن، لكنها لا تستطيع أن تبيع لوحاتها التي ترسمها بيدها لأنها حق للمؤسسة التي تعمل بها مدرسة رسم. ومع ذلك فإنها ترى “حلم العودة قريب جدا”.
الأسد يحتفل بعيد الجلاء بصور على فيسبوك وإنستغرام
صورة للعلم السوري رسمها كريم بشار الأسدصورة لعلم سوريا في محافظة اللاذقية صورة كتب ناشرها بجانبها: “يا سوريا قلبنا لك”رسمة تجسد “صرح الجندي المجهول” بحسب ناشرهافرع ماليزيا للإتحاد الوطني لطلبة سوريةالمسابقة الوطنية الثانية للمواهب الشابة من مرحلة التعليم الأساسي
كما شارك أحدهم بصورة قال إنها من المسابقة الوطنية الثانية للمواهب الشابة من مرحلة التعليم الأساسي
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — يبدو أن الحرب الدائرة في سوريا وعشرات آلاف القتلى الذين سقطوا حتى الآن، لم تمنع رئاسة الجمهورية من التحضير للاحتفال بعيد الجلاء الذي يصادف يوم الخميس المقبل.
فبعد أن دعت الرئاسة عبر صفحتها على فيسبوك المواطنين للمشاركة بصور للعلم السوري قبل عدة أيام، بدأت يوم الثلاثاء بنشر صورة قالت إنهل لنجل الرئيس السوري بشار الأسد “كريم.”
كذلك نشرت رئاسة الجمهورية الصورة على حسابها على إنستغرام، ودعت المواطنين الى ارسال الصور الى بريد الكتروني خاص بها، ليتم نشر “أفضل المشاركات فيما بعد
رئيس الائتلاف الوطني السوري في أول زيارة رسمية للصين
روما (15 نيسان/أبريل) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
يصل رئيس الائتلاف الوطني السوري، أحمد الجربا إلى بكين اليوم الثلاثاء في زيارة رسمية هي الأولى من نوعها إلى الصين
ولقد صرح الأمين العام للائتلاف، بدر جاموس، الذي يشارك في الزيارة بأن الوفد سيلتقي وزير الخارجية الصيني وانغ يي ونائبه وأعضاء من معهد العلاقات الدبلوماسية
ويضم الوفد إلى جانب رئيس الائتلاف وأمينه العام، العضوين بالائتلاف الوطني فايز سارة وكومان حسين.
وتأتي زيارة وفد الائتلاف، التي تستمر يومين بناء على دعوة من وزير الخارجية الصيني.
وحسب المكتب الاعلامي للإئتلاف، فإن الزيارة “تعكس تحولاً في الموقف الصيني من القضية السورية، الذي أصبح أكثر إيجابية عقب لقاء جمع وزير خارجية الصين الشعبية مع رئيس الائتلاف الجربا جرى على هامش مؤتمر جنيف2 في مونترو” في شهر شباط/فبراير الماضي
المعارضة في سوريا تطالب امريكا بالرد على حملة “إبادة” في حلب
اسطنبول (رويترز) – طالبت المعارضة السورية المدعومة من الغرب الولايات المتحدة “برد مناسب” على ما تقول إنها إبادة جماعية ارتكبتها القوات الموالية للرئيس بشار الأسد في حلب.
ورفض رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا في رسالة إلى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بتاريخ الثامن من إبريل نيسان إتهامات بأن مقاتلي المعارضة استهدفوا مسيحيين ودنسوا مواقع مقدسة في محافظة اللاذقية على ساحل البحر المتوسط.
وقال الجربا في الرسالة “ينفذ نظام الأسد على مدى الأسابيع الماضية حملة قصف مكثفة خاصة على حلب… بالبراميل المتفجرة ما أدى إلى قتل وتشويه عشرات المدنيين دون تمييز…وتدمير أحياء بالكامل والتسبب في نزوح جماعي جديد للاجئين.”
وأضاف “ما زلنا في انتظار رد مناسب ومتناسب على هذه الجرائم الجماعية ضد الإنسانية وندعو زعماء المجتمع الدولي وخاصة الولايات المتحدة وحلفائها لاتخاذ موقف بشأن هذه الإبادة الجماعية للشعب السوري.”
وكانت حلب ذات يوم المركز التجاري لسوريا وما زال مقاتلو المعارضة يسيطرون على أجزاء منها في الصراع المستمر منذ اكثر من ثلاث سنوات والذي أودى بحياة زهاء 150 ألف شخص.
واشتد الهجوم على المدينة في ديسمبر كانون الأول عندما قصف الجيش السوري مناطق مدنية بعشرات البراميل المتفجرة وهو ما ندد به المجتمع الدولي دون اتخاذ اي اجراء حاسم.
ونفذ معارضون إسلاميون منهم مقاتلون من جبهة النصرة هجوما في اللاذقية الشهر الماضي واستولوا على المعبر الحدودي مع تركيا وقرية كسب المسيحية.
ويقول دبلوماسيون إن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة غير قادر على إحالة سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية بسبب اعتراض روسيا التي تمتلك حق النقض (الفيتو) كعضو دائم بالمجلس. واستطاعت روسيا بدعم من الصين حماية حليفتها سوريا من أي اجراء في مجلس الأمن خلال الصراع.
التايمز: سوريون أرمن ينفون تعرضهم لإبادة جماعية على يد المعارضة
من بين الموضوعات التي اهتمت بها الصحف البريطانية صباح الثلاثاء نفي لاجئين من الأرمن السوريين مزاعم النظام السوري بأنهم تعرضوا لإبادة جماعية من قبل المعارضة و5 سيناريوهات محتملة للأزمة الأوكرانية، فضلاً عن مخاوف من أن يخيم الفساد على الانتخابات العراقية.
ونشرت صحيفة التايمز تقريراً لسارة ويليامز بعنوان “لاجئون سوريون أرمن ينفون روايات تحدثت عن تعرضهم للإبادة الجماعية على يد المعارضة السورية”.
وقال التقرير أن النظام السوري زعم أن الأرمن في مدينة كسب التي تقع على الحدود التركية قد تعرضوا للإبادة الجماعية على يد قوات المعارضة السورية، فبثوا صوراً تقشعر لها الأبدان تظهر جثثاً مقطوعة الرؤوس وإعدامات للمساجين وتدنيس لكنائس وذلك بعدما تمكنوا من السيطرة على المدينة في 23 مارس/آذار الماضي.
وأشار التقرير إلى أن من أكثر الصور تأثيراً هي التي قيل أنها لفتاة مسيحية، تعرضت للاغتصاب والقتل ووضع في لسانها صليب كبير.
وأوضح التقرير أن هذا الأمر دفع بالممثلة الأمريكية الأرمنية الأصل كيم كارداشيان إلى وضع تغريدة على حسابها على تويتر الذي يتابعه حوالي 20 مليون شخص تقول فيها “أنه يجب أن لا يعيد التاريخ نفسه، وأن تنقذ كسب من عملية “إبادة الأرمن” للمرة الثانية، كما دعت إلى من لا يعلم أي شيء عما يجري في سوريا إلى البحث عن مدينة كسب في موقع غوغل، واصفة ما يجري هناك بأنه محطم للقلوب، كما أشارت في تغريدة في اليوم الثاني على توتير إلى دعمها للنظام السوري.
وأضاف التقرير أن هذا ما دفع قوات المعارضة السورية إلى بث فيديو على الانترنت ظهر فيه عناصر من قواتها ملتحون وهندامهم حسن يقومون بإزالة الغبار عن الكتب الدينية في الكنائس التي لم تدمر ومساعدة كبار السن على اجتياز الحدود إلى تركيا.
وبحسب التقرير استطاع المعارضون السوريون التعرف على المصادر الأصلية لنحو 7 من الصور التي بثها النظام السوري على توتير وهي تعود لمجازر جرت في البلاد خلال الصراع الدائر فيها منذ 3 سنوات، أما صورة الفتاة المغتصبة والمقتولة فهي مأخوذة من مقطع من فيلم رعب يدعي inner Depravity الذي صور وعرض في عام 2005.
وفي التقرير شهادات حية للاجئين سوريين هربوا من مدينة كسب أكدوا فيها عدم تعرض المدينة لأي أعمال عنف وقتل بل لأعمال سرقة ونهب وأنهم لم يتعرضوا لعنف شخصي.
مقتل طفل وجرح اربعين شخصا بقذائف هاون على العاصمة السورية
جنود في قرية الصرخة بجبال القلمون شمال شرق دمشق، بعد السيطرة عليها من المتمردين في 14 نيسان/ابريل 2014
قتل طفل واصيب اربعون شخصا آخرين معظمهم من الاطفال اليوم الثلاثاء اثر سقوط قذائف هاون على احياء في العاصمة السورية، حسبما افادت وكالة الانباء الرسمية (سانا).
ونقلت الوكالة عن مصدر في قيادة شرطة دمشق ان “قذيفة هاون سقطت على مدرسة المنار للتعليم الأساسي في باب توما ما أدى إلى استشهاد طفل وإصابة 36 آخرين”.
واضاف المصدر “ان قذيفة أخرى سقطت في تجمع مدارس قرب كنيسة مار الياس بالدويلعة ما أدى إلى إصابة خمسة مواطنين”.
من جهة اخرى، افادت الوكالة عن مقتل “لاعب نادي الوثبة ومنتخب سوريا للناشئين بكرة القدم طارق فؤاد غرير إثر إصابته بقذيفة هاون اطلقها ارهابيون في حمص (وسط) أمس (الاثنين)”.
من جهته اشار المرصد السوري لحقوق الانسان الى مقتل “تسعة مواطنين احدهم لاعب منتخب سورية لكرة القدم للناشئين جراء سقوط قذائف على مناطق في حيي الحمرا وكرم الشامي” في حمص.
وشهدت العاصمة السورية مؤخرا عودة لسقوط قذائف الهاون على عدد من احيائها ما اسفر عن مقتل وجرح العشرات. وترافق ذلك مع تصعيد القوات النظامية عملياتها العسكرية في ريف دمشق، لا سيما في القلمون ومنطقة الغوطة الشرقية المحاصرة من قوات النظام منذ اشهر.