أحداث الثلاثاء 17 حزيران 2014
حرائق العراق وسورية تحاصر الأردن وقلق من تشكل دولة «القاعدة» قرب أراضيه
عمان – تامر الصمادي
أخبار الاضطرابات المقبلة من الأراضي العراقية تبعث الأردن على القلق، فهو يخشى انفلات حدوده الشرقية مع العراق، ولديه تجربة مريرة على الحدود مع جارته الشمالية سورية.
داخل غرف مغلقة، يرفع المسؤولون الأردنيون عقيرتهم، محذرين من تعاظم نفوذ الجماعات السلفية المستلهمة نهجَ «القاعدة» قرب أراضيهم مع بغداد، لا سيما بعد تنامي تلك الجماعات على بعد بضعة كيلومترات فقط من حدودهم مع دمشق.
وهناك عداء تاريخي بين عمّان و «القاعدة»، ومع الفرع العراقي تحديداً، فقد استهدف هذا الأخير العاصمة الأردنية بثلاثة تفجيرات متزامنة عام 2005، فيما ساهم جهاز الأمن الأردني بتصفية أبو مصعب الزرقاوي عام 2006.
ويحبس المسؤولون الأردنيون أنفاسهم خشية موجة لجوء عراقية جديدة تضاف إلى نزيف اللجوء السوري، وهو نزيف لا يكاد ينقطع عن بلد صحراوي شحيح الموارد يعتمد على خزانة المساعدات الخارجية.
وتكشف أحدث الحوارات المسربة من داخل مؤسسات الحكم الأردنية عن كابوس تعيشه قيادات سياسية وأمنية وعسكرية ترقب المشهد العراقي عن كثب، يساورها الخوف من انعكاسات سياسية واقتصادية واجتماعية على أراضيها، عوضاً عن تحديات أمنية غير مسبوقة لبلد تحاصره الحرائق من كل جانب، لا سيما الحريق السوري الذي طال أمده والمرشح للتصاعد.
وقد ألقى خبر انسحاب قوات الجيش العراقي من مدن وبلدات متاخمة للأردن أول من أمس، بظلال ثقيلة على مطبخ القرار السياسي في العاصمة الأردنية.
ونقل الخبر الذي بثته وكالة الأنباء الأردنية (بترا) عن مصادر أمنية عراقية، أن قوات الجيش النظامية انسحبت من المناطق الغربية في محافظة الأنبار المتاخمة للأردن وسورية. وشملت الانسحابات مدن راوة وعانة والقائم وكبيسة.
وهناك معبر ضخم بين الأردن والعراق هو طريبيل، يبعد عن عمان حوالى 370 كيلومتراً، وعن بغداد 570 كيلومتراً، ويقع قرب محافظة الأنبار.
ويقول مساعدون رسميون إن مطبخ القرار الأردني «يرصد الأحداث المشتعلة عند حدوده مع العراق بانزعاج بالغ»، إذ كان يأمل في أن يؤدي اتفاق أبرم العام الماضي مع حكومة نوري المالكي، يتضمن مد أنبوب نفطي عبر المملكة لغايات التصدير، إلى تحسين الوضع الاقتصادي، بعد أن تسببت الحرب في سورية بغلق كل المعابر التجارية معها.
ويقول أحد هؤلاء المساعدين إن «ترجيح الكفة لمصلحة الجماعات القريبة من «القاعدة» داخل المناطق السنّية العراقية المحاذية للأردن، تبعث الأردن على توقع مفاجآت غير سارة».
ويضيف «الخوف ليس من العشائر السنّية العراقية، بل من الجماعات الإرهابية التي لا تريد الخير للأردن».
ولمؤسسة الحكم الأردنية صلات اجتماعية وأمنية وثيقة مع شخصيات عشائرية سنّية نافذة غرب العراق.
وقد مُنح كثير من هذه الشخصيات وثائق للإقامة المفتوحة داخل الأردن، ومن هذه الشخصيات عدنان الدليمي، وهو أحد قادة الوقف السنّي في العراق، والزعيم السنّي المعروف حارث الضاري.
ويقول مساعد أردني آخر «السيناريو الكارثي هو تشكل دولة «داعش» الممتدة من العراق إلى سورية (…)».
وقد عبر عن هذا السيناريو في شكل غير معلن، مجلس السياسات الذي يرأسه العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، ويضم كبار قادة الدولة السياسيين والأمنيين والعسكريين.
ويرى هذا المجلس أن انهيار الوضع في العراق وسورية، من شأنه أن يؤسس لدولة متاخمة قرب الأردن، تتصدرها الجماعات المتطرفة.
وتشير قراءات غير منشورة لمؤسسة الأمن الأردنية إلى أن «هذه الدولة الافتراضية ستتمدد ما بين سورية والعراق، وستكون محاصرة بكيان علوي في المنطقة الشمالية السورية، وبحزام شيعي في المنطقة الشمالية الشرقية العراقية، ما يجعلها أمام منفذ وحيد للمناورة هو الأردن، وهنا مكمن الخطر».
ويلفت ديبلوماسي غربي في عمان إلى أن «رسم خريطة العراق الذي تعصف به توترات طائفية من شأنه أن يعيد رسم حدود الدول في الشرق الأوسط». ويرى أن «لدى الأردن مخاوف مشروعة من احتمال أن يؤدي نفوذ الجهاديين في العراق وسورية، إلى إقامة قاعدة خطيرة قرب حدوده الضخمة مع هذين البلدين، والتي يصعب السيطرة عليها في الظروف العادية».
ويقول الناطق باسم الحكومة الأردنية، الوزير محمد المومني لـ «الحياة»: «إن المؤسسات الأردنية كافة اتخذت إجراءات احترازية ضرورية لمواجهة أي خطر على الحدود سواء مع سورية أو العراق».
ومنذ بدء الاضطرابات الأخيرة في العراق، التزم الأردن الصمت حيال ما يجري هناك، باستثناء بعض التصريحات الشحيحة التي يصدرها وزراء، من دون الإشارة إلى أسمائهم الصريحة في أغلب الأحيان. ويقول أحد هؤلاء المسؤولين «لا نريد التعليق على الاضطرابات الجارية (…) لا نريد أن نظهر كأننا في قلب الحدث».
وأردف: «لا يعني عدم التعليق أننا غير مهتمين، فهناك اجتماعات سياسية وعسكرية وأمنية تعقد على أعلى المستويات، ومهمتنا الآن التعامل مع المفاجآت، وهناك خطط أنجزت بالفعل».
ومع تصاعد الصراع على الحدود مع العراق، لا يبدو الوضع أحسن حالاً عند الحدود مع سورية. وعلى مدى الشهرين الماضيين، اندلعت معارك عنيفة بين الجيش الأردني ومجموعات مسلحة قرب حدوده مع دمشق، استخدمت فيها عمان للمرة الأولى الطائرات المروحية والقوة الأرضية.
ودفعت هذه المعارك، نحو مزيد من انخراط العاصمة الأردنية في الحرب السورية.
ويوم أمس فقط، أعلنت القيادة العامة للجيش أن قوات حرس الحدود ألقت القبض على 22 شخصاً حاولوا التسلل إلى الأردن قادمين من سورية، منهم 21 شخصاً من جنسيات عربية وواحد أردني. وتحدثت القيادة عن وقوع إصابات في صفوف المتسللين.
وفي هذا السياق، قال مسؤول حكومي بارز لـ «الحياة» إن «قيادة الجيش والأمن بدأت تنفيذ خطة أمنية أردنية – أميركية قرب حدودها مع سورية، تتضمن إعادة نشر القوات على طول الحدود الممتدة إلى حوالى 350 كيلومتراً، وتعزيزها بالخدمات اللوجيستية كافة، ووضع قيود صارمة على إجازات الجنود وكبار الضباط، خصوصاً داخل الوحدات العسكرية القريبة من مناطق التماس». وقال رئيس الوزراء الأردني عبدالله النسور الشهر الماضي: «إن الأردن لا يتوقع زحف جيوش على البلاد، وإنما يخشى ويتحسب من زحف من الإرهابيين»، مؤكداً أن الأردن يقع «تحت تهديد الأزمة السورية».
ويقول الوزير السابق، والناطق باسم الحكومة الأردنية سميح المعايطة: «إن الملف العراقي يمثل منذ فترة طويلة تحدياً كبيراً للأردن، لكن هذا التحدي بدأ يتحول إلى خطر داهم خلال الأيام القليلة الماضية، ومن شأنه أن يحمل المملكة عبئاً أمنياً وعسكرياً جديداً يضاف إلى أعباء التعامل مع الملف السوري».
ويضيف: «مئات الكيلومترات من الحدود الفاصلة بين الأردن والعراق باتت ترزح تحت تهديد الإرهابيين وتجار السلاح، والحال ذاتها بالنسبة للحدود مع سورية». وتابع: «اللحظة الحرجة التي نعيشها اليوم تحتاج إلى مضاعفة القوات العسكرية والأمنية عند الحدود مع العراق، أي استنساخ الإجراءات والاحتياطات المتبعة عند الحدود مع سورية، وهذا يحتاج إلى كلف مالية كبيرة لا يستطيع الأردن تحملها منفرداً».
واستطرد: «تغطية كامل الحدود يلزمها دعم دولي وإقليمي عاجل (…) حدودنا مع العراق هي حدود مشتركة أيضاً مع دول الخليج والسعودية تحديداً، ما يعني أننا نحتاج تعاوناً غير محدود».
ويرى الباحث والمعلق السياسي فهد الخيطان أن الأردن «تعامل بواقعية مع الحال السياسية في العراق، انفتح على حكومة المالكي رغم المحاذير، ولم يقطع علاقاته مع المكون السنّي العراقي، كما لم يبخل في التعاون الاستخباري في ما تعلق بخطر المتشددين مع جميع الأطراف، لحماية أمنه الوطني، وقد فعل الأمر ذاته مع أطراف المعادلة السورية أيضاً».
وقال: «إن مقاربة المملكة حيال ما يشهده العراق يجب ألا تتخطى حدودها».
وأضاف: «كل ما يمكن أن تفعله عمان اليوم هو تعزيز قدراتها العسكرية والأمنية تحسباً لمفاجآت مقبلة من الشرق، وقطع الطريق على أي محاولة من طرف المتطرفين لإنشاء باب دوار على المثلث الحدودي مع العراق وسورية».
ويرى الخبير العسكري، والمتقاعد من الجيش الأردني اللواء فايز الدويري، أن الأردن «غيّر أخيراً من قواعد الاشتباك على طول الحدود المنفلتة مع سورية، وربما تكون الحال ذاتها بالنسبة للعراق، حيث أصبح يستخدم للمرة الأولى الطائرات المقاتلة في منع التسلل والتهريب».
وذكر أن الجيش الأردني «دمر قبل أربعة أيام عربات مقبلة من سورية، حاولت اجتياز حدوده، وبات يستخدم الطائرات العمودية في رسالة واضحة لمن يريد دخول البلاد والإخلال بأمنها».
وغير بعيد من ذلك، يخشى الأردن أن يؤدي تفاقم الوضع العراقي إلى خلق موجات لجوء جديدة باتجاه أراضيه، وهو ما سيضعه أمام أعباء إضافية، لإيوائه أكثر من 1.3 مليون سوري فروا من الصرع الدائر في بلدهم، منذ ما يزيد عن ثلاثة أعوام.
وقد استوعبت المملكة على مدى عقود ماضية موجات ضخمة من اللاجئين العراقيين، قبل الغزو الأميركي وبعده. ويقول الناطق باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، التابعة للأمم المتحدة في عمّان علي بيبي: «إن المفوضية تعمل عن كثب قرب الحدود الأردنية مع العراق، وتراقب التطورات أولاً بأول، من خلال التنسيق والتشاور مع الحكومة الأردنية».
وأردف: «اتخذنا الإجراءات كافة للتعامل مع أي حركة نزوح محتملة للعراقيين، لكن قرار استقبالهم تتخذه الحكومة الأردنية، ووفقاً للتطورات».
هذه التطورات، دفعت برلمانيَين أردنيين إلى مطالبة الحكومة بغلق الحدود مع العراق وسورية، حيث يرى النائب بسام المناصير أن التزامات الأردن تجاه الأمم المتحدة «تظل مرهونة بعدم التأثير في الأمن الوطني».
ويقول: «إن وصول 1.3 مليون سوري للأردن، وتوقع موجة نزوح عراقية، يشكلان أكبر خطر على أمن البلاد».
31 قتيلا بـ «براميل» على مصابين ومسعفين في حلب
لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب
قُتل اكثر من 31 شخصاً بينهم أطفال، بحملة «البراميل المتفجرة» التي تشنها مروحيات النظام السوري في حلب شمالاً وسقوط قذائف على مدينة في ريف إدلب في شمال غربي البلاد، في وقت اعتبر «الائتلاف الوطني السوري» المعارض استهداف النظام «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) أول من أمس «مصطنعة ومضحكة». وقررت لندن اعتبار «داعش» و «الجبهة الشعبية -القيادة العامة» بزعامة أحمد جبريل التي تقاتل إلى جانب النظام، على قائمة المنظمات الإرهابية. (للمزيد)
وقال «المرصد»: «ارتفع إلى 25، بينهم طفلان، عدد القتلى جراء قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة لمناطق في حي السكري»، قائلا إن العدد «مرشح للارتفاع بسبب وجود عشرات الجرحى بعضهم في حالات خطرة». وأوضح مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس» في اتصال هاتفي، أن «طائرة مروحية استهدفت الحي ببرميل متفجر أولاً أوقع عدداً من القتلى والإصابات، ولدى تجمع الأهالي، أُلقي برميل آخر، ما تسبب بذعر وحركة هروب وارتفاع عدد القتلى والجرحى». وأظهرت صور مرعبة وزعها «المرصد»، مواطنين يحملون جثثاً مدماة، بينها لأطفال. وكانت طائرات مروحية ألقت في وقت سابق «براميل متفجرة» ما تسبب بمقتل ستة أشخاص.
ويشن الطيران السوري منذ منتصف كانون الأول (ديسمبر) هجمات مكثفة على حلب. ونددت منظمات دولية ودول بهذه الحملة. وذكر «المرصد» في 30 أيار (مايو) أن القصف الجوي من قوات النظام على حلب أوقع في خمسة أشهر 1963 قتيلاً بينهم 567 طفلاً.
وفي إدلب، قتل 13 شخصاً بينهم «ثمانية أطفال تحولت أجسادهم إلى أشلاء» نتيجة سقوط قذائف على مناطق في حي كرم الرحال في مدينة جسر الشغور الخاضعة لسيطرة قوات النظام، وفق ما ذكر «المرصد». وافادت شبكة «مسار» المعارضة بإن قذائف الهاون التي سقطت في الحي «مجهولة المصدر».
إلى ذلك، دان «الائتلاف» المعارض أمس «العملية الإجرامية» التي نفذها «داعش باستخدام سيارة ملغمة استهدفت المدنيين قرب أحد أفران الخبز في مدينة تربسبي في ريف القامشلي (شمال شرق) وقد وثق النشطاء سقوط 10 شهداء إضافة إلى أعداد من الجرحى»، مجدداً «التزامه الوقوف في وجه الأعمال الإجرامية لهذا التنظيم والانتهاكات المتكررة التي يقترفها بحق الشعب السوري». ووصف نائب رئيس «الائتلاف» فاروق طيفور الضربات التي وجهتها قوات الأسد لـ «داعش» أول من أمس بـ «المضحكة والمصطنعة، وأنها تفضح الرعب السياسي الذي يعيشه الأسد وحلفاؤه في الفترة الحالية». وقال في بيان: «أراد الأسد من خلال هذه الضربة الخلبية، التي اقتصرت على استهداف المراكز الإدارية للتنظيم وتجنب المراكز العسكرية، مخاطبة المجتمع الدولي وإعادة بناء الثقة مع دول العالم، بعد افتضاح علاقته الوطيدة بجماعات التطرف في المنطقة».
في لندن، أعلنت الحكومة البريطانية أمس حظر تنظيم «داعش» وتجريم تقديم الدعم المالي أو الارتباط به. وقالت وزارة الداخلية: «نريد أن نوجّه رسالة شديدة مفادها أن النشاط الإرهابي لن يتم القبول به أينما حصل». وإضافة إلى «داعش»، أعلن وزير الدولة في الداخلية البريطانية جيمس بروكنشاير حظر أربع مجموعات أخرى قال إنها متورطة في القيام بنشاطات إرهابية في سورية. وهذه المجموعات هي «كتيبة الكوثر» و «كتائب عبدالله عزام» (بما في ذلك مجموعة زياد الجراح) و «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة» (بقيادة أحمد جبريل) ومجموعة مسلحة تركية.
منشقون عن الجيش السوري يلتحقون بصفوفه مجددا
بيروت – أ ف ب
أعلن محافظ مدينة حمص طلال البرازي اليوم الإثنين أن عشرات المنشقين عن الجيش السوري الحر الذين استسلموا بعد محاصرتهم طوال عامين في المدينة القديمة سيلتحقون مجددا في صفوف الجيش.
وأكد البرازي أنه تم الإفراج عن الأشخاص الـ 118 المعتقلين منذ أسابيع عدة في مدرسة بعد استسلامهم، بموجب مرسوم العفو الذي صدر في التاسع من حزيران(يونيو) موضحا أنه أعيد دمجهم فورا في صفوف الجيش، وأن أفراد الفئة الاولى (الذين انضموا الى مسلحي المعارضة) سيعودون الى وحداتهم، وأن المدنيين الذين افلتوا من التجنيد سيخضعون للمساءلة امام السلطات العسكرية وسيؤدون خدمتهم العسكرية. واوضح الناشط في مدينة حمص ثائر الخالدية أن بعض المنشقين تمكنوا من الاتصال بعائلاتهم ليبلغوهم انهم احياء وانهم ارسلوا الى ثكنات، لكن الاخبار عن الغالبية من بينهم انقطعت منذ الخميس الماضي، معبرا عن خشيته من أن يتم ارسال هؤلاء الى جبهات القتال الاكثر شراسة وان يستفيد الضباط من ذلك لتصفيتهم.
“داعش” تقتل معارضين لها في شرق سورية
بيروت – رويترز
أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان الثلثاء، إن سيارة ملغومة يرجح ان تكون جماعة “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش) زرعتها انفجرت، مما أسفر عن مقتل اثنين من قادة المعارضة وخمسة آخرين في شرق سورية.
وتقاتل الجماعة التي تسيطر على اراض في العراق وسورية معارضين منافسين منذ شهور لإحكام قبضتها على محافظة دير الزور السورية المنتجة للنفط على الحدود مع العراق. وأسفر الاقتتال بين فصائل المعارضة عن مقتل اكثر من 600 مسلح ودفع عشرات الآلاف للنزوح عن ديارهم.
وقال المرصد السوري ومقره بريطانيا إن “سيارة ملغومة انفجرت في بلدة الشميطية مما أسفر عن مقتل سبعة بينهم قاض من جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة وقائد من جماعة أحرار الشام وهي جماعة إسلامية متشددة في وقت متأخر امس الاثنين”.
وستساعد السيطرة على أجزاء من دير الزور تنظيم “داعش” على الربط بين ما استولى عليه من أراض في سورية والعراق حيث اجتاح مدينة الموصل ثاني اكبر مدينة عراقية الأسبوع الماضي.
وقال المرصد إن التنظيم اشتبك مع جماعات منافسة خلال محاولته التقدم نحو بلدة البصيرة في شرق محافظة دير الزور. وأضاف أن “مقاتلاً من التنظيم فجر سترته الناسفة في محاولة لاغتيال زعيم كتيبة معارضة أخرى في الحوايج في دير الزور”، وأشار إلى أن “القائد أصيب وإن عدداً من أقاربه قتلوا”.
وأوقف مقاتلو التنظيم أنشطتهم في سورية الأسبوع الماضي خاصة في معقلهم بشرق البلاد قرب الحدود العراقية بينما حقق فرعه في العراق مكاسب عسكرية سريعة.
31 قتيلاً في برميل متفجّر على حلب / تضارب في أعداد المفرج عنهم بالعفو
المصدر: (و ص ف، أ ب)
قتل 31 شخصا بينهم أولاد عندما ألقت طائرة هليكوبتر تابعة للنظام السوري براميل متفجرة على حيين في حلب، وارتفع الى 13 بينهم ثمانية أولاد عدد القتلى الذين سقطوا الاحد في منطقة خاضعة لسيطرة النظام في محافظة ادلب في قصف مصدره مواقع لمقاتلي المعارضة.
وقال “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقرا له في بريد الكتروني: “ارتفع الى 25 على الأقل، عدد الشهداء الذين قضوا جراء قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة لمناطق في حي السكري (في جنوب حلب) ظهر اليوم، بينهم طفلان وامراة”، مشيرا الى ان “عدد الشهداء مرشح للارتفاع بسبب وجود عشرات الجرحى بعضهم في حالات خطرة”.
وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان “طائرة مروحية استهدفت الحي ببرميل متفجر أول أوقع عددا من القتلى والاصابات. ولدى تجمع الاهالي، القي برميل آخر، مما تسبب بذعر وحركة هروب، وارتفاع عدد القتلى والجرحى”.
وأظهرت صور مرعبة وزعها المرصد مواطنين يحملون جثثا مدماة بعضها لاطفال.
وكانت طائرات مروحية القت في وقت سابق براميل متفجرة على منطقة السكن الشبابي في حي الاشرفية بشمال حلب، فقتل ستة اشخاص.
وتحدث المرصد عن قصف بالبراميل المتفجرة لمناطق عدة في ريف دمشق وبلدات في محافظة درعا.
الى ذلك، قال المرصد إنه “ارتفع الى 13 بينهم ثمانية أطفال تحولت أجسادهم اشلاء، عدد الذين استشهدوا جراء سقوط قذائف أطلقتها كتائب مقاتلة مساء امس على مناطق في حي كرم الرحال بمدينة جسر الشغور في ادلب الخاضعة لسيطرة قوات النظام”.
تضارب في الأعداد
على صعيد آخر، وبعد أسبوع من مرسوم العفو العام الذي أصدره الرئيس السوري بشار الاسد، لا يزال عدد المعتقلين الذين أفرج عنهم محدودا جدا وسط تضارب في الاعداد بحسب المصادر، بعدما كان متوقعا ان يشمل عشرات الآلاف وخصوصا من الناشطين المعارضين.
وبلغ عدد المعتقلين المفرج عنهم بموجب قرار العفو نحو 1200، استنادا الى الاعلام الرسمي السوري، بينما تحدثت صحيفة “الوطن” القريبة من السلطات عن اخراج عشرة آلاف سجين، وقال المرصد إن عدد المفرج عنهم يناهز الثلاثة آلاف.
الطيران السوري يستهدف قوافل «داعش»:
محاولة لاحتواء نتائج «غزوة» الموصل
محمد بلوط
الحرب التي بدت مؤجلة، أو مقننة بين الطرفين منذ انكفاء «داعش» نحو الشرق السوري، تستعيد زخمها النسبي، مع عودة الطيران السوري في اليومين الأخيرين إلى قصف مقارّ «الدولة الإسلامية» في الشدادي وتل حميس جنوب الحسكة. فالشدادي، التي تقع على بعد كيلومترات من معبر الهول الحدودي مع العراق، تحوّلت إلى مركز تجميع وتوزيع للغنائم التي استعجل «داعش» نقلها من معسكرات الجيش العراقي، نحو قواعده الخلفية في الشرق السوري.
الطيران السوري استهدف في الساعات الأخيرة أرتال الأسلحة العراقية المغنومة، ومواكب عربات نقل الجند (الهامفي) الأميركية المدرعة، والذخائر والمضادات التي تدفقت نحو جنوب الحسكة، على تخوم الرقة، وفي الطريق إلى دير الزور.
التوقيت واختيار الأهداف، يتصل من دون شك، بـ«غزوة الموصل»، لكنه يتصل أكثر باحتواء نتائجها المباشرة أيضا على مستقبل الحربين اللتين تشهدهما الرقة ودير الزور. وتدور رحى الحرب الأولى بين إخوة «الجهاد» أنفسهم من أبناء «أمير داعش» أبو بكر البغدادي ومن نفروا مع «أمير جبهة النصرة» أبو محمد الجولاني. أما الثانية فتلك المؤجلة بين الجيش السوري مع «إمارة داعش» المتمددة نحو المقلب الآخر للجزيرة الفراتية، في الموصل شمال غرب العراق، حتى صلاح الدين وتكريت.
تنحو الضربات الجوية السورية، ما أنجز منها وما سيأتي، على منع تسريع الحسم العسكري لمصلحة «داعش» أولا، وإطالة أمد الحرب التي حصدت مئات القتلى بين «جهاديي» الداخل والخارج، واستنزاف الطرفين حتى النهاية، والحفاظ، ما أمكن، على توازن الرعب بين المتقاتلين.
فمنذ عام تقريبا، فرض تقنين الاشتباك بـ«داعش» مع الجيش السوري نفسه، بسبب تباعد الجبهات نفسها، وانزلاقها نحو الأطراف بما يخدم تقاطع الاستراتيجيات. ولا يقوم الزعم بتواطؤ الجيش السوري مع عناصر البغدادي ومهادنتهم على أي حجة واقعية، إذ لم يوفر «داعش» قتال الجيش السوري، طيلة عامين، قبل انفجار الخلاف على بيعة زعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري، بين الجولاني والبغدادي، وتقديم الظواهري لـ«النصرة» على «داعش» في تولي أمور الشام، على أن تنكفئ الثانية إلى أرض العراق.
وحتى إخراجهم من أرياف حلب وادلب، نحو الرقة ودير الزور، واستخلاصهم الأمر فيها بالسيف لـ«الدولة»، بدءا من آب العام الماضي، كان أبناء البغدادي جنود المعارضة السورية المسلحة، حيث قاتلوا بقوة لمنع الجيش السوري من فتح طرق الإمداد نحو حلب، عبر خناصر والسفيرة، وتقدموا في «اللواء 80» حول مطار حلب، وشاركوا المعارضة «هيئاتها الشرعية» في المدينة والأرياف.
ولم يكن للعقيد عبد الجبار العكيدي، «قائد المجلس الثوري العسكري» في حلب، أن يستعرض انتصاره أمام الكاميرات في مطار منغ العسكري، إلى جانب «أمير داعش» في المنطقة أبو جندل المصري لو لم يقدم «الدولة» انتحاريين، اخترقا خط دفاع المطار في الخامس من آب الماضي، ونجحا حيث فشلت عشرات الهجمات التي قادها «الجيش الحر» لإنهاء عام وأكثر من الحصار، والقتال الأسطوري، لحفنة من الجنود والضباط السوريين.
وفرض تقنين الاشتباك مع الجيش السوري نفسه مع ابتعاد «داعش» عن المراكز الحضرية التي يحتشد حولها الجيش السوري في دمشق وحلب وحمص وحماه، وانسحب منها «داعش» تحت ضغط «النصرة» و«الجبهة الإسلامية» والمخابرات التركية، كما انسحب من ريف اللاذقية لتسهيل اكتساح كسب، نحو الأطراف البدوية والعشائرية في الشرق السوري. إذ يلقى في الشرق قاعدة ملائمة لخطابه في البيئة البدوية والعشائرية التي استقبلته بالترحاب في دير الزور والرقة، الامتداد الطبيعي للعقيدات والبكارة والفدعان وغيرهم، وهو يتجه بعد الرقة إلى مد «دولته» إلى ما تبقى من دير الزور.
وتقاطع تأجيل الصدام مع النظام لإسقاطه واستعجال بناء «الدولة»، مع حاجة الجيش السوري للتركيز على المنطقة الوسطى، وتفادي تشتيت قواته، ونشرها في مناطق واسعة، حيث يسهل إنهاكها أو ضرب خطوط إمدادها. إذ لا يزال الجيش السوري يعمل على تحصين خط عمودي من المدن، يبدأ من درعا جنوبا، فصعودا نحو دمشق، فحمص، وحماه شرقا، والساحل غربا، وحلب شمالا. ويحمي الانتشار قلب سوريا الأساسية والأحواض السكانية والاقتصادية الكبرى، لكنه لا يهمل الأطراف كليا، إذ يتمسك برأس جسر حيث أمكن، في دير الزور نفسها، وفي القامشلي، وادلب، للحفاظ على خطوط الاتصال، والانطلاق منها في أي عملية مقبلة، عندما تنضج شروط الهجوم المضاد فيها.
وتنطوي الضربات الجوية على إعلان إنهاء تقنين القتال بين الجيش السوري و«داعش»، ومنع الحسم العسكري بين «الجهاديين»، لكنها تنطوي أيضا على عدم انتظار خلط الأوراق حول إرهاصات تحالف إقليمي أو دولي لمواجهة الإرهاب أو «داعش»، وتداعيات «الغزوة الموصلية». إذ يبدو انخراط الجيش السوري فيها دعوة إلى مد الموقف من «غزوة الموصل» و«داعش» بجرعة من الانسجام، ومد مفاعيل أي مبادرة إيرانية أو أميركية أو إقليمية إلى سوريا، وألا تتوقف عند مواجهة «داعش العراقية»، و«مهادنة داعش السورية». إذ لا يمكن الاستمرار بدعم «الجهاديين» وتسليحهم في سوريا بأموال قطرية وسعودية وتركية، ثم إرسال الطائرات الأميركية من دون طيار، يوما ما، لقصف مواقعهم وخطوط إمدادهم في الجانب العراقي، على مقربة من أسوار «داعش» في الرقة السورية، حيث انطلقت قوافله إلى غزو الموصل.
المسلحون في غوطة دمشق: «داعش» يفجر سيارة في دوما
طارق العبد
تصعيد خطير شهدته الغوطة الشرقية أمس الأول، تمثل في تفجير سيارة في أحد اكبر البلدات في الريف الدمشقي، وسط اتهامات وجهت، للمرة الأولى، إلى تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) بالوقوف خلف التفجير.
وأعلن ناشطون في دوما و«المكتب الإعلامي للجبهة الإسلامية» و«جيش الإسلام» أن سيارة انفجرت في البلدة أمس الأول، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات. وهي المرة الأولى التي تشهد فيها الغوطة تفجيراً من هذا النوع منذ سيطرة المجموعات المسلحة عليها قبل عامين تقريباً.
وقالت مصادر في «جيش الإسلام» إن «السيارة دخلت عبر حواجز القوات السورية، وبالتعاون مع تنظيم داعش»، الذي اتهمه الفصيل المسلح بتجهيز عدة سيارات أخرى للتفجير.
وقالت مصادر ميدانية لـ«السفير» إن الأيام القليلة الماضية شهدت استنفاراً في مختلف مواقع الغوطة، وتم منع السيارات من الاقتراب من المساجد خلال صلاة الجمعة، ما يؤكد الحذر من سيارات مفخخة قادمة إلى الغوطة، لكن المصادر استغربت اتهام «داعش» بالعملية، مشيرة إلى انه «لا يتواجد في المنطقة، باستثناء بضع عشرات من المسلحين، بعضهم من أبناء الريف الدمشقي، وليسوا قادرين على تفخيخ سيارات أو حتى القيام بدور فاعل في المعارك على الجبهات». وقالت إن «المنفذ الوحيد الذي يمكن أن تدخل منه المواد الغذائية والإغاثة وحتى حركة السكان هو من معبر مخيم الوافدين على طريق دمشق – حمص عند حرستا، ودخول أي سيارة مفخخة منه أمر مستبعد، لأنها ستمر لاحقاً على عدة حواجز لجيش الإسلام قبل أن تصل إلى قلب دوما».
من جهة ثانية، يشهد حي جوبر شرقي العاصمة هدوءاً حذراً بعد توقف المعارك التي أطلقها «جيش الإسلام» و«جند دمشق» تحت اسم «كسر الأسوار»، وهو ما ينسحب بدوره على بلدة المليحة في الغوطة الشرقية.
أما في حلب، فحاول مسلحون التسلل من جهة الشيخ سعيد باتجاه مبنى البلدية في منطقة الراموسة، لتدور اشتباكات عنيفة انسحب المقاتلون على أثرها مع معلومات عن مقتل أربعة منهم، بينما لا تزال أزمة انقطاع المياه في المدينة مستمرة من دون حلول.
وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان، «قتل 27 شخصاً، بينهم أطفال، وأصيب العشرات، في غارة بالبراميل المتفجرة على حيي السكري والأشرفية».
علاوي يتوقع «نمطا سوريا»… والعصائب تهدد الكرد… والصدر يدعو الى استعراض قوة
امريكا «تتعاون» مع ايران وتدرس شنّ غارات ضد داعش… والأمم المتحدة تسحب موظفيها وتتحدث عن «جرائم حرب»
بغداد ـ «القدس العربي» من مصطفى العبيدي: تواصلت التعقيدات في الازمة العراقية، مع استمرار المعارك في عدة محافظات في الشمال، وانباء عن اشتباكات قرب مطار بغداد، ووصول مسلحين من العشائر الى مشارف العاصمة العراقية، بينما اعلن وزير الخارجية الامريكي جون كيري الاثنين انه منفتح ازاء تعاون محتمل بين واشنطن وطهران حول العراق، وحذر من ان توجيه ضربات من طائرات بدون طيار قد يكون احد الخيارات لوقف تقدم المسلحين.
وكان مسؤول امريكي اعلن في وقت سابق الاثنين في فيينا ان طهران وواشنطن قد تجريان محادثات حول العراق على هامش المفاوضات النووية في العاصمة النمساوية.
وقامت الامم المتحدة وعدة سفارات غربية باجلاء موظفيها من بغداد تحسبا لاندلاع حرب اهلية. وقالت المفوضة السامية لحقوق الانسان بالامم المتحدة نافي بيلاي الاثنين إنه من شبه المؤكد أن القوات المتحالفة مع تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) ارتكبت جرائم حرب بإعدام مئات الرجال من غير المقاتلين في العراق على مدى الايام الخمسة الماضية.
وأضافت في بيان «أن تقارير متواترة تظهر أن عمليات اعدام دون محاكمة جرت لعسكريين ومجندين وافراد شرطة وغيرهم ممن استسلموا أو أسروا».
ومن جهته أعرب رئيس كتلة الوطنية ورئيس الوزراء العراقي الأسبق، إياد علاوي، في مقابلة مع محطة سي ان ان الأمريكية ، عن مخاوفه من أن العراق ماض على طريق التقسيم ، وان اللاعبين الأساسيين في العراق اليوم هما كل من إيران وتركيا، بعد ان فقدت أمريكا قدرتها على التأثير في العراق منذ أن غادرته عام .2014
وأضاف علاوي «من الممكن ان نرى عراقا جديدا لا نعرفه مستقبلا وذلك يعتمد على الطريقة التي سيتم التعامل بها مع الموقف”، مستدركا بالقول « اعتقد اننا ماضون إلى النمط السوري في الصراع».
وتابع بالقول ان «الحزام الدائري حول بغداد سقط، وباتت الضواحي الآن بيد المسلحين ، وحكومة بغداد غير قادرة على وقف التفجيرات داخل بغداد».
وبشأن التدخل الأمريكي في العراق خلال المرحلة الحالية، قال رئيس الوزراء الأسبق» من الممكن أن يصب ذلك التدخل الزيت على النار ويزيد الأوضاع تأزما».
وضمن المبادرات السياسية لحل الأزمة الراهنة، اقترح التحالف الكردستاني تشكيل «مجلس وطني للسياسات العليا» يضم القوى السياسية الرئيسية في العراق بدلا من اعلان حالة الطوارئ التي يطالب بها رئيس الوزراء نوري المالكي، ويقوم المجلس بوضع أسس وآليات لادارة البلد .
كما رفضت كتلة المواطن التي يرأسها عمار الحكيم مقترح تشكيل حكومة انقاذ وطني ، داعية المحكمة الاتحادية الى سرعة التصديق على نتائج الانتخابات ليمكن تشكيل الحكومة الجديدة بأسرع وقت ممكن .
وفي النجف وردا على بعض المخاوف وردود الأفعال لفتوى المرجعية حول التطوع للقتال ضد تنظيم داعش، دعا المرجع الديني الاعلى علي السيستاني، المواطنين الى ضرورة تجنب المظاهر المسلحة خارج القانون، مطالبا الجهات الرسمية بـ»منعها».
ووجه بيان لمكتب السيستاني ، المواطنين بالابتعاد عن أية تصرفات ذات توجه قومي أو طائفي يسيء الى وحدة النسيج الوطني.
وقال زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر ان «سنة العراق وبسبب السياسات الرعناء وقعوا بين فكين، فك الإرهاب والتشدد وفك الميليشيات اللامنضبطة».
وكان مقتدى الصدر قد اعلن عن استعداده لتشكيل «سرايا السلام» وقال انها «للدفاع عن المقدسات فقط».
وصرح الناطق الرسمي باسم الصدر الشيخ صلاح العبيدي، أن السيد الصدر دعا انصاره الى استعراضات عسكرية يوم السبت المقبل في جميع المحافظات مع تأكيده على «الالتزام بأوامر اللجان المسؤولة عن تنظيم الاستعراضات «. ونوه العبيدي أن سرايا السلام ستكون بإشراف المقاومة الاسلامية ـ لواء اليوم الموعود التابع للتيار الصدري .
ومن جهة أخرى اتهم زعيم ميليشيا « عصائب اهل الحق»، قيس الخزعلي، القيادات الكردية» بإعطاء الاوامر الى ضباط في الجيش العراقي للانسحاب من محافظة نينوى، مشيرا الى ان الخاسر الاكبر في هذه المؤامرة هم العرب السنة على حد وصفه .
وقال الخزعلي في حديث عبر قناة عراقية ، إن «هناك مؤامرة دبرتها القيادات الكردية ما تسبب بانهيار الوضع الامني في الموصل»، مبينا ان «الخاسر الاكبر هم العرب السنة، مع ان القيادات السنية تتهم كل شيء الا القيادات الكردية».
وبالنسبة لأهالي الفلوجة فقد أكدت الأخبار الواردة من هناك أن اهالي المدينة يواجهون ظروفا انسانية صعبة منذ ستة اشهر تقريبا بسبب القصف المدفعي والصاروخي ، إضافة الى الاشتباكات والمعارك المستمرة في أحياء المدينة التي تسببت بغلق الطرق والحيلولة دون وصول الاغذية والادوية والبضائع الى المدينة.
مسلحون يسيطرون على معبر القائم الحدودي بين سوريا والعراق
الرمادي- (أ ف ب): سيطرت مجموعة من المسلحين على معبر القائم الحدودي الرسمي مع سوريا والواقع في محافظة الانبار غرب العراق بعد انسحاب الجيش والشرطة من محيط المعبر الثلاثاء، بحسب ما افادت مصادر في امنية وعسكرية.
واوضحت المصادر لوكالة فرانس برس أن مسلحين قالت انهم قريبون من “الجيش السوري الحر” و”جبهة النصرة” هم الذين سيطروا على المعبر، علما أن عناصر “الجيش السوري الحر” يسيطرون منذ اشهر على الجهة السورية المقابلة من المعبر في مدينة البوكمال.
وقال ضابط برتبة عقيد في الشرطة ان “مسلحين سيطروا صباح اليوم على معبر القائم (340 كلم غرب بغداد) الحدودي مع سوريا بعد انسحاب عناصر الامن والجيش والمسؤولين”.
واكد ضابط برتبة رائد في الجيش انتشار مسلحين على المعبر، مرجحا ان يكونوا قريبين “من عناصر الجيش الحر وجبهة النصرة”. كما اكد شهود عيان من اهالي القائم لفرانس برس انتشار مسلحين عند المعبر.
ويشهد العراق منذ اسبوع هجوما كبيرا يشنه مسلحون ينتمون الى تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام” الجهادي المتطرف الذي يخوض معارك في سوريا مع عناصر “الجيش السوري الحر” و”جبهة النصرة”.
ويذكر ان معبر ربيعة الرسمي الحدودي بين العراق وسوريا والواقع في محافظة نينوى شمال البلاد يخضع حاليا لسيطرة قوات البشمركة الكردية بعد انسحاب القوات الحكومية العراقية منه.
ولم تعد الحكومة المركزية في بغداد تسيطر الا على معبر واحد مع سوريا التي تشترك مع العراق بحدود تمتد لنحو 600 كلم، هو معبر الوليد والواقع ايضا في محافظة الانبار قرب الحدود مع الاردن.
المرصد السوري: مخاوف من تجنيد الدولة الإسلامية لأطفال كرد مختطفين بعمليات انتحارية
القاهرة- (د ب أ): ذكرت تقارير حقوقية الثلاثاء أن الدولة الإسلامية في العراق والشام بمحافظة حلب تختطف منذ الـ29 من شهر أيار/ مايو الماضي نحو 145 طفلاً كردياً من طلاب الشهادة الإعدادية، وتحدثت عن مخاوف بشأن استغلالهم في تنفيذ تفجيرات.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة بأن سكان وأهالي بعض الطلاب في مدينة عين العرب “كوباني” أعربوا للمرصد عن مخاوفهم الشديدة من أن تقوم الدولة الإسلامية في العراق والشام بتجنيد ونقل الطلاب لتنفيذ عمليات تفجير سيارات مفخخة أو تفجير أنفسهم بأحزمة ناسفة خاصة بعد أن تمكن خمسة طلاب من الفرار من خاطفيهم وإبلاغ الأهالي أن “الدولة الإسلامية” عرضت على الطلاب الانضمام إلى صفوف مقاتليها، وكانت تعطيهم دروسا في “مآثر الجهاد وقتال أعداء الله والمرتدين”.
وكان مقاتلو الدولة الاسلامية في العراق والشام قد خطفوا في اليوم ذاته ما لا يقل عن 193 مواطناً كرديا تتراوح أعمارهم بين الـ 17 و70 عاماً من بلدة قباسين بريف مدينة الباب في محافظة حلب، وأيضاً لا يزال مصيرهم مجهولا حتى اللحظة.
ودعا المرصد إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن الطلاب الكرد وكافة المختطفين، وجدد المرصد دعوته إلى كافة الفصائل المقاتلة في سورية بالتوقف الفوري عن تجنيد الأطفال في صفوفها واحترام حقوق الطفل.
تدمير منزلين و3 خيم لنازحين سوريين بعد غارات على بلدة الطفيل اللبنانية
36 قتيلا بينهم اطفال في قصف بالبراميل المتفجرة على حلب
دمشق ـ «القدس العربي»: لقي 36 شخصاً مصرعهم امس الإثنين، في منطقة خاضعة لسيطرة المعارضة السورية في مدينة حلب، نتيجة تعرضها للقصف بالبراميل المتفجرة، من قبل طائرات النظام.
وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية، في بيان صادر عنها امس، أن مروحيات تابعة للنظام السوري ألقت براميل متفجرة على سوق شعبي في حي السكري، الخاضع لقوات المعارضة السورية في مدينة حلب، مبينةً ان الهجوم أسفر عن مقتل 36 شخصاً بينهم نساء وأطفال، وإصابة العشرات.
وأفاد البيان أن فرق الدفاع المدني قامت بانتشال جثث القتلى والمصابين، من تحت الأنقاض، فيما تم نقل المصابين إلى مستشفى ميداني بواسطة سيارات الإسعاف، والسيارات المدنية، بينما أكد البيان أن المروحيات استهدفت مناطق أخرى من المدينة.
واظهرت صور مرعبة وزعها المرصد السوري لحقوق الانسان مواطنين يحملون جثثا مدماة بعضها لاطفال.
وكانت طائرات مروحية القت في وقت سابق براميل متفجرة على منطقة السكن الشبابي في حي الاشرفية، شمال حلب، ما تسبب بمقتل ستة اشخاص.
في هذا الوقت، ارتفع الى 13 بينهم ثمانية اطفال عدد القتلى الذين سقطوا الاحد في منطقة واقعة تحت سيطرة النظام في محافظة ادلب (شمال غرب) في قصف مصدره مواقع مقاتلي المعارضة.
ويشن الطيران السوري منذ منتصف كانون الاول/ديسمبر هجمات مكثفة على مناطق سيطرة المعارضة في مدينة حلب وريفها. ونددت دول ومنظمات دولية بهذه الحملة.
وذكر المرصد في 30 ايار/مايو ان القصف الجوي من قوات النظام على حلب اوقع في خمسة اشهر 1963 قتيلا بينهم 567 طفلا.
والبراميل المتفجرة عبارة عن خزانات صغيرة او عبوات غاز فارغة تملأ بمتفجرات وبقطع حديدية، وتقوم بالقائها طائرات مروحية. وبالتالي، هي غير مزودة بأي نظام توجيه يتيح تحديد اهدافها بدقة.
وافاد المرصد امس عن قصف بالبراميل المتفجرة على مناطق عدة في ريف دمشق وعلى بلدات في محافظة درعا (جنوب).
من جهة ثانية، «ارتفع الى 13 بينهم ثمانية أطفال تحولت أجسادهم الى اشلاء، عدد المواطنين الذين استشهدوا جراء سقوط قذائف أطلقتها كتائب مقاتلة مساء (امس الاول) على مناطق في حي كرم الرحال بمدينة جسر الشغور في ادلب الخاضعة لسيطرة قوات النظام»، بحسب ما ذكر المرصد السوري.
من جهة اخرى، قال مصدر أمني لبناني أن منزلين و3 خيم يقطنها نازحون سوريون دمروا امس الاثنين بعد أن نفذ طيران النظام السوري غارات استهدفت بلدة الطفيل اللبنانية المحاصرة والواقعة ضمن الحدود السورية، مشيرا الى وقوع اصابات لكن فرق الاغاثة والاسعاف من لم تتمكن من الوصول اليهم.
وأضاف المصدر أن طيران النظام السوري استهدف المنزلين والخيم الثلاثة بقصف مباشر، لافتا الى وقوع عدد من الاصابات، دون تحديده بدقة «بسبب عدم قدرة فرق الإغاثة والإسعاف على الوصول للمنطقة لإنقاذهم».
وكان طيران النظام السوري شن غارات مماثلة السبت الماضي على احياء ومسجد بلدة الطفيل أدت لاصابة 16 شخص بجروح.
وقتل اكثر من 162 الف شخص في النزاع السوري المستمر منذ منتصف آذار/مارس 2011، بحسب المرصد السوري.
المحطات المؤيدة للحكومة تسرق بثّ المباريات… والحماس مشتعل رغم طبول الحرب
السوريون يتحدون الحرب والخوف من اجل متابعة المونديال
درعا ـ «القدس العربي» من مهند الحوراني: تعود صرخات السوريين للارتفاع ليس بسبب الفزع والخوف من قذائف الجيش، ولكن فرحة بانتصار الفرق التي يشجعونها ضمن مجريات مباريات كأس العالم المقامة في البرازيل ، ففي بلد تمزقه الحرب كان للمونديال صدى امام طبول الحرب.
الناشط الإعلامي إسماعيل العود يقول لـ»القدس العربي»عن متابعة المونديال «كوني إعلاميا ولدي انترنت استطعت متابعة المباراة عبر اليوتيوب بموجز لكل شوط من المباراة ولكن الشيء الذي يستحق الذكر هو الحالة النفسية التي وضع السوريين بها أثناء قيام المونديال، فرغم كل المآسي والمصائب الواقعة على كاهل الشعب السوري منذ ثلاثة أعوام منذ بداية الثورة والى الآن إلا أن السوريين واكبوا مجريات المونديال بحماس ومتعة،حيث وجدوا في متابعة المونديال مساحة من التسلية والفرح الذي افتقدوه منذ 3 سنين».
وأضاف العواد قائلا «يجتمع الشباب الذين يريدون مشاهدة المباريات عند أصحاب المولدات الكهربائية نظرا للانقطاع المستمر للتيار الكهربائي، ولساعات طويلة»، في حين كان الهاجس الأكبر في مثل هذه التجمعات، وبحسب العواد، القصف الذي قد يستهدف هذه التجمعات، فالنظام الذي قصف المساجد والمخابز ليس عاجزا عن قصف مقهى أو تجمع للشباب. واللافت للنظر في مشاهدة المونديال في سوريا هو سرقة بث المونديال من قبل قناة الدنيا المؤيدة للحكومة السورية وبث المباريات عبر التلفزيون الأرضي .. غير آبهة بحقوق البث للمحطات التي تبث مونديال البرازيل وعلى رأسها قنوات باين سبورت القطرية.وهي خطوة عدها ناشطون سوريون استفزازية لدولة قطر المؤيدة للثورة السورية والتي تحصل محطاتها الباين سبورت على حقوق البث الحصري للمونديال في الشرق الأوسط.
و أما عن التبعات القانونية لنقل المونديال دون الرجوع او الحصول على موافقة الشبكة الناقلة فيبدو أن قناة «الدنيا» والحكومة السورية لا تأبهان بها في الوقت التي تعيش فيه قناة «الدنيا» عقوبات تمثلت بحرمانها من البث الفضائي منذ أشهر وتتبعها الحكومة السورية المجمدة عضويتها أصلا في جامعة الدول العربية، فإن أي تبعات قانونية لخرقها حقوق البث لن تأتي بأي نتيجة كون القناة معاقبة أصلا وتبث عبر الأرضي، الأمر الذي يجعل بث المحطة يستحيل أن يتوقف إلا بأمر من الحكومة السورية المؤيدة لهذه الفكرة منذ بدايتها وصاحبة التشجيع لها، ويبقى المستفيد من هذا الخرق المواطن السوري البسيط الذي لا يستطيع دفع اشتراك لحضور المونديال.
واشنطن : الأراضي العراقية والسورية تحولت إلى «ديزني لاند» للجماعات المسلحة
رائد صالحة
واشنطن ـ «القدس العربي» :حث النائب مايك روجرز رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الرئيس الامريكي باراك اوباما على العمل في العراق قائلا بانه قد فات الاوان لعقد اجتماعات وذلك تعليقا على قول اوباما بانه يحتاج لعدة ايام لاستعراض الخيارات والاجراءات التي تتوقف على رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بالوصول الى الفصائل الطائفية الاخرى.
ورفض روجرز فكرة بانه بدون مصالحة في العراق فان الولايات المتحدة ستبدو كانها منحازة الى طرف معين في حرب اهلية قائلا بان الولايات المتحدة لا يمكنها الانتظار لعدة ايام اواسابيع او اشهر في انتظار عملية المصالحة السياسية.
وطالب النائب الادارة الامريكية بتشجيع الجامعة العربية للمساعدة في وقف زخم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» والتي تسيطر حاليا على اراضي في شرق سوريا والعراق بما يقارب حجم ولاية انديانا.
واضاف اننا يجب ان نتعلم أنه لا يمكننا اطلاق الصواريخ ثم العودة الى الوطن لذا يجب ان يكون هنالك جهد منسق ولهذ السبب يجب ان تعمل الجامعة العربية معنا.واشار الى الالاف من الغربيين والامريكيين الذين يتدربون حاليا في شرق سوريا والعراق في «ديزني لاند» الجهاد على حد تعبيره قائلا بان هذه مشكلة يجب حلها والا فسوف نواجه الامر في نيويورك.
وردا على سؤال فيما اذا كان يحبذ التدخل الايراني قال: «لن نقع في هذا الفخ» مضيفا بان ايران موجودة في العراق منذ سنوات وانه من الخطا السماح لها بمزيد من التدخل لان ذلك سيعتبر فشلا للقيادة الامريكية. من جهة اخرى، قال مت رامني المرشح الرئاسي الجمهوري السابق بان الاضطراب الحالي في العراق هو نتيجة لتقاعس الرئيس باراك اوباما.
واضاف في حديث لبرنامج «واجه الصحافة» ان عدم الاستقرار بالعراق يعود بالدرجة الاولى الى فشل الرئيس الامريكي بالتصرف بشكل مناسب موضحا بان «الاشياء السيئة تحدث نتيجة للتقاعس»، وطالب رومني بتواجد امريكي في العراق لتوفير التدريب والاستخبارات والموارد من اجل مساعدة الحكومة العراقية على منع حدوث ازمات مضيفا بانه يطالب بتواجد مستمر وليس وجود عسكري ضخم.
وقال رامني أنه كان من اللازم على اوباما ان يوقع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي على اتفاقية «وضع القوات» وان يدعم الحركة المعتدلة في سوريا لمنع عدم الاستقرار في المنطقة.
«دير الزور تستغيث» حملة اطلقها ناشطون ضد النظام و«داعش»
عمر الهويدي
الرقة ـ «القدس العربي» أطلق ناشطون مدنيون في محافظة دير الزور «شرق البلاد»، قبل عدة أيام، حملة بعنوان «دير الزور تستغيث»، وذلك لتسليط الضوء ولفت انتباه على الوضع الإنساني بعد الحصار المفروض على المدينة منذ ما يقارب 15 يوماً، من قبل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، وقوات النظام السوري .
و قال الناشط سرمد الجيلاني، وهو أحد القائمين على الحملة، أن أكثر من خمســــة عشر أيام مرت على حصار مدينة دير الزور، والذي جاء بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» على دوار الحلبية المعروف بــ (جسر السياسية)، وإغلاقه بشكل كامل في وجه المساعدات الإنسانية من طحين، ومواد غذائية ودواء، ورفضه إدخالها إلى المدينة، ويعد دوار الحلبية المدخل الوحيد الذي كانت تسيطر عليه فصائل المعارضة السورية آن ذلك، الذي يصل الريف الشمالي لمحافظة دير الزور بالمدينة .
وأضاف أن إطلاق الحملة لم يأت بسبب الحصار فقط، بل أيضاً بسبب التعتــيم الإعلامي الذي تتعرض له محافظة دير الزور، وخاصة بعد المعارك التي يشنها تنظيم الدولة على قرى وبلدات دير الزور منذ مطلع شهر نيسان/ ابريل الماضي.
وأكد الجيلاني، أن الهدف الرئيسي والأساسي من حملة «دير الزور تستغيث» هو «إنساني بحت»، وأنه ليس لها أي علاقة بطرف عسكري، وكذلك تهدف إلى الحشد الإنساني والإعلامي لوضع حد للجرائم والتجاوزات المرتكبة بحق المدنيين من قبل كل من تنظيم الدولة الإسلامية وقوات النظام السوري في آن واحد، وأضاف الجيلاني أن الهدف الأسمى من الحملة، تحييد المدنيين عن الاقتتال الدائر، الذي تسبب بتهجير أكثر من 15000 ألف مدني قسم كبير منهم ما يقارب الــ 30٪، هم نازحين أساساً من باقي المحافظات الأخرى كـ محافظة حمص وحلب وريف دمشق .
وبدوره دعا الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في بيان صحافي نشره على صفحته الرسمية على شبكة التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إلى فك الحصار عن دير الزور، وطالب البيان كافة دول «أصدقاء الشعب السوري» بتقديم دعم عسكري أكبر للجيش الحر يمكنه من توفير الحماية للشعب السوري الأعزل وفك الحصار عن دير الزور ومناطق أخرى محاصرة من قبل قوات النظام وتنظيمات مثل تنظيم دولة العراق والشام».
وأضاف، أنه في الأيام الثلاثة الأولى من الحصار الذي تشهده المدينة، كانت هناك مواد غذائية موجودة في المستودعات ولكنها نفذت، أما في الأيام الأخيرة أصبح الوضع لا يحتمل، فيما أن هناك منظمات الإغاثية أعلنت عن شح مستودعاتها من المواد الغذائية، وكذلك الجرحى ومرضى الكلى التي تتوجب حالتهم إخراجهم من المدينة لاستكمال علاجهم لكن دون جدوى.
وقال الجيلاني في نهاية حديثه، أن حال مدينة دير الزور يرثى له نتيجة الحصار الذي أطبق على المدينة من كافة الجهات، فيما يسيطر تنظيم الدولة على المنافذ الشمالية والغربية للمدينة، وقوات النظام السوري تسطر على المنفذ الجنوبي، بالإضافة إلى الحدود العراقية الجهة الشرقية المغلقة كلياَ .
ليست حربا طائفية ولكن ثورة سنية… وبوش يتحمل مسؤولية خسارة العراق
إبراهيم درويش
لندن- «القدس العربي»: ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يطالب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إصلاح الإنقسام الطائفي.
وتوصل أوباما بحسب الصحيفة أن أي دعم عسكري يجب أن يكون مشروطا بتقديم العراقيين خطة سياسية لعلاج المشاكل الطائفية التي تسببتها سياسات المالكي الإقصائية وذلك نقلا عن مسؤول بارز في الإدارة.
وكان أوباما قد عاد من زيارة له في ساوث فلوريدا للبيت الأبيض حيث يقوم بدراسة خياراته لمواجهة الوضع الذي نتج عن سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام على مدينة الموصل وتكريت. وكان أوباما قد أمر بنشر طائرات بدون طيار فوق العراق كي تقوم بجمع معلومات استخباراتية عن مواقع المقاتلين. وبالتساوق مع هذه الخطط طلبت الولايات المتحدة من المالكي العمل مع الأكراد لإقناع السنة أن الحكومة القادمة «ستكون حليفا وليست عدوا» لهم وذلك بحسب المسؤول الأمريكي، وستقوم هذه بإعادة تشكيل الجيش العراقي وإصلاحه. وسيتم تمثيل الأطراف الثلاثة في بغداد بطريقة مناسبة.
وأشارت الصحيفةالى أن طريقة رد الرئيس ستقوم على مسارين، الأول تحقيق المصالحة الوطنية والثاني مواجهة داعش، وهو مدخل ينبع كما يقول المسؤول من اعتقاد الرئيس أن توجيه ضربات عسكرية بدون إجراءات لإصلاح الحكومة سيؤدي لتسليم البلاد للجماعات المتنافسة في البلاد المقاتلون السنة والشيعة والأكراد مما يعني مستقبلا من النزاع الطائفي الطويل الأمد.
ويقول المسؤول إن البيت الأبيض يعتقد أن لديه نافذة صغيرة لمتابعة الحل الدبلوماسي، لأن الهجوم المفاجيء لقوات داعش والذي أدى لانهيار الجيش العراقي في الشمال سمح للقوات العراقية لتجميع نفسها وتجمع الميلشيات الشيعية كي تقوم بالدفاع عن العاصمة بغداد. ولكن لا يعرف إلى اي مدى سيذهب العراقيون لإنشاء حكومة متعددة الطوائف كافية لإرضاء الرئيس أوباما.
وتشير الصحيفة إلى استمرار الخلافات الطائفية منذ الإطاحة بالرئيس صدام حسين عام 2003 لدرجة دفعت الرئيس نفسه عام 2010 لمتابعة مبادرة تقدم بها وطلب من المالكي المشاركة في السلطة مع قادة الكتلة السنية لكن المبادرة فشلت، وبالإضافة للمشاركة في السلطة طلبت الولايات المتحدة من القيادة العراقية اتخاذ الخطوات لدمج أبناء القبائل السنية في غرب العراق في المؤسسات الأمنية، ومنح عائلات من يقتل منهم نفس الفوائد التي يحصل عليها الجنود في الجيش النظامي.
موقف إيران
ووجدت دعوات أوباما للمصالحة صدى لدى الإيرانيين الداعمين للمالكي، الذين وبخوا المالكي الذي كان يجب أن يكون أكثر تسامحا وأن يوسع حكومته.
ونقل عن حامد ابو طالبي أحد مستشاري الرئيس حسن روحاني المقربين «أمام السياسيين العراقيين قرارات صعبة للحفاظ على وحدة البلاد»، مضيفا أن «إيران والولايات المتحدة أقدر على التصدي لأزمة العراق». ولوحظ أن النبرة القادمة من طهران قد تغيرت بعد تصريحات روحاني يوم السبت الماضي أنه لا يستبعد تعاونا مع الولايات المتحدة لمواجهة داعش. ولكن الخارجية الإيرانية قالت إن «التدخل الأجنبي لن يزيد الأزمة إلا تعقيدا» وأن العراقيين لديهم القدرة والتحضيرات الضرورية لمواجهة التطرف والإرهاب. وفي يوم الجمعة قال مسؤولون أمريكيون أن الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس قد وصل للعراق مع وفد من المستشارين لتقديم النصح للقادة العسكريين هناك.
ودعمت فيه إيران وأمريكا المالكي، ويقول المسؤولون الأمريكيون إنهم لا يزالون يقفون إلى جانبه ولكن لا يدعمون ولاية ثالثة له. ولكن أهدافهما تختلف، فقد شجعته واشنطن على قيادة حكومة ممثلة للمكونات العراقية، أما إيران فأرادته رئيس حكومة يتسيدها الشيعة.
ويقترح معلقون أمريكيون تلاقي المصالح الأمريكية مع إيران في العراق. فقد قال المحلل السابق في الإستخبارات الأمريكية (سي أي إيه) أن «ما هو سيء لإيران هو عادة ما يكون سييء لنا، وما يريدونه عادة هو ما نريده أن يحدث».
وقد تكون خيارات إيران لدعم المالكي من خلال الجنرال قاسمي والحرس الثوري الجمهوري، لكن الرئيس الأمريكي قد يدعم عملا عسكريا وضربات بمقاتلات جوية أو بالدرون، كما حركت وزارة الدفاع حاملة الطائرات جورج بوش من بحر العرب لمنطقة الخليج.
خيارات أوباما
ومن الخيارات المتوفرة توجيه ضربات لمواقع داعش على جبهات القتال شمال بغداد، أو توجيه ضربات لمواقعهم على الحدود السورية- العراقية.
ولكن مشكلة تحديد الأهداف الصحيحة صعب ويحتاج لوقت ولهذا تقوم الولايات المتحدة باستخدام الصور الفضائية.
ويواجه الرئيس أوباما ضغوطا من الجمهوريين للتحرك.
ويقول مسؤولون إن نائب الرئيس جوزيف بايدن دورا مهما خاصة انه من تولى الملف العراقي، وكذا وزير الخارجية جون كيري. وتواجه إدارة أوباما أسئلة حول سياستها في العراق، ويقف الرئيس متهما بسبب سحبه القوات الأمريكية عام 2011 بدون الإبقاء على قوات فيه، ويقول المدافعون عن الرئيس إن الخطأ ليس خطأ أمريكا بل العراقيين.
من خسر العراق
ومن هنا يطرح سؤال حول من خسر العراق. ومن ضمن التعليقات كتب فريد زكريا في صحيفة «واشنطن بوست» محاولا الإجابة على هذا السؤال، ويقول «أينما حاولت الولايات المتحدة طرح هذا السؤال كما فعلت مع الصين في الخمسينات وفيتنام في السبعينات من القرن الماضي، فالنقطة المهمة التي يجب تذكرها هي أن القادة المحليين هم من الذين خسروا. فقد كان القوميون الصينيون والفينتاميين الجنوبيين فاسدين، عاجزين وغير مستعدين للقتال أمام أعداء ملتزمين بقضيتهم، ونفس القصة صحيحة في العراق» وإن كانت اسوأ، ومن هنا فالجواب على السؤال أن الذي خسر العراق هو نوري المالكي.
وعلق زكريا قائلا إن رئيس الوزراء يقود حزبا «تصرف مثل البلطجية، واستبعد السنة من السلطة، واستخدم الجيش والشرطة والميليشيات لإرهاب منافسيه». ويضيف أن التمرد الذي تواجهه حكومة المالكي اليوم متوقعة لأنها في الحقيقة حدثت من قبل.
ويشير هنا للتمرد السني من عام 2003 وما بعده حتى قام الجنرال ديفيد بترايوس الذي قال في حينه أن جوهر استراتيجيته هو سياسي ، وهو إدخال العشائر السنية والمسلحين ضمن العملية السياسية. وقال الجنرال إن نجاح استراتيجية الدفع قدم فرصة للتشارك في السلطة وأدخل السنة في الحكومة.
وينقل عن مسؤول بارز كانت له علاقة بالعراق أثناء إدارة بوش «لم يحاول المالكي فقط بناء تحالف للتشارك في السلطة بل وتوقف عن دفع رواتب الصحوات والقبائل السنية وبدأ عملية اضطهاد للمسؤولين السنة» ومن بين الذين استهدفوا من سياسته نائب الرئيس ووزير المالية.
كيف وصل للحكم؟
وتساءل زكريا عن الطريقة التي وصل فيها المالكي للحكم أو كيف أصبح المالكي رئيسا لوزراء العراق؟ ويجيب أنه كان نتاج سلسلة من القرارات المهمة التي اتخذتها إدارة بوش. فبعد أن غزا البلد بقوة عسكرية صغيرة أو ما وصفها الباحث والصحافي توم ريكس «أسوأ خطة حرب في التاريخ الأمريكي» وجدت الإدارة نفسها أمام مشكلة البحث عن حلفاء محليين لها.
وقررت سريعا تدمير المؤسسة السنية الحاكمة وتعزيز قوة الأحزاب الشيعية التي عارضت صدام حسين، وهذا عنى انهيار بنية السلطة السنية الحاكمة منذ قرون. وكانت خطوات حل الجيش وتفكيك البيروقراطية الحاكمة واجتثاث السنة بشكل عام لها آثار وتداعيات أبعد من الغزو نفسه.
ويرى الكاتب أن الأضطرابات في الشرق الأوسط عادة ما توصف بالحرب الطائفية ولكن أحسن وصف لها هو «ثورة السنة، ففي معظم المنطقة تقوم من العراق إلى سوريا، يرى المراقب جماعات سنية مسلحة قررت مواجهة الجماعات غير السنية التي تقوم حسب رأيهم باضطهادهم. ويقول الكاتب إن إدارة بوش عادة ما تبرر أفعالها في العراق بالإشارة إلى ان الشيعة فيه هم الغالبية ويجب والحالة هذه أن يحكموا.
ولكن الحقيقة هي أن حدود بلادهم غير واضحة ومثل الإسفنج، ففي الوقت الذي يعيش عدد كبير من الشيعة في العراق إلا أنهم يظلون أقلية في منطقة الشرق الأوسط، مشيرا إلى ان المالكي فاز على قاعدة التشاركية وليس الغالبية.
ويقول الكاتب إن إدارة بوش تتحمل جزءا كبيرا في خسارة العراق، وماذا عن إدارة أوباما وقرارها سحب القوات الأمريكية عام 2011؟ ويقول الكاتب إنه كان يفضل رؤية قوة أمريكية صغيرة تعمل على منع البلاد من الإنهيار ولكنه ذكر أن سبب عدم وجودها هو رفض المالكي تقديم ضمانات تقدمها الدول التي تستضيف قوات أمريكية على أراضيها.
وهناك بعض المعلقين ممن اتهموا أوباما بعدم التفاوض بطريقة جدية، وقد تكون الإتهامات صائبة. ويذكر الكاتب بما قاله مسؤول أمريكي في أثناء المفاوضات حول رحيل القوات الأمريكية «لن يحدث، فليس باستطاعة المالكي السماح ببقاء القوات الأمريكية، فقد كان هذا المطلب رقم واحد الذي طلبه الإيرانيون من المالكي وهو عدم بقاء القوات الأمريكية في العراق، والمالكي مدين بهذا لهم» و»ذكرني أن المالكي قضى 24 عاما في المنفى معظمها في طهران ودمشق، وأن حزبه اسس في إيران، وفي الحقيقة اتبعت حكومة المالكي سياسات مؤيدة لإيران وسوريا».
ومن هنا يرى أن مشكلة العراق أوسع من توجيه هجمات جوية وعمرها عقد من الزمان أو أكثر «وفي العراق، هو الدفاع عما لا يمكن الدفاع عنه».
عقيدة بلير
وتعرض رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير لحملة شديدة لتحمله وزر الجرائم والإضطرابات التي تحدث في العراق بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) على معظم شمال العراق إضافة لغربه. وكتب بلير مقالا في 2800 كلمة دافع فيه عن نفسه ونشره على موقعه في الانترنت قال إن تردد الغرب في اتخاذ موقف حاسم من سوريا كان وراء صعود الجهادية في العراق.
ورد عليه عدد من المعلقين وحللت افتتاحيات صحف دعوته التي طلب فيها تناسي ما سبق محملا المجتمع الدولي المسؤولية بعد تردده في التدخل في سوريا. وكتب روبرت فيسك في صحيفة «إندبندنت» إن حديث رئيس الوزراء البريطاني السابق الذي جر بلاده إلى حرب عبثية لا داعي لها ودمر دولة عربية هو عبارة «عقيدة بلير» تحول الأعدء إلى أصدقاء»، «كيف يمررون تلك الأكاذيب؟»، «يقول لنا توني بلير أن عدم تحرك الغرب في سوريا كان السبب الذي أدى لأزمة العراق، مع أن ضرب سوريا كان سيوصل نفس الإسلاميين الذين يهددون بغداد اليوم للسلطة في دمشق، وهي رحمة سماوية أن باراك أوباما لا يستمع لأشخاص مثل بلير».
وفي موضوع متصل بانتصار داعش قدمت صحيفة «الغارديان» هذا التبرير لانهيار الجيش العراقي وسقوط الموصل وغيرها بيد داعش.
فقد تحدثت عما قالت إنه السبب الرئيسي لهجوم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام على الموصل، شمال العراق واحتلالها. وكتب مارتن شولوف نقلا عن مصادر امنية عراقية قولها إن اختراقا أمنيا للتنظيم كان وراء الهجوم.
وفصل أكثر بالقول إن مراسلا يدعى أبو هاجر انهار تحت التعذيب وقاد المحققين إلى رئيس المجلس العسكري لداعش.
وبحسب مسؤول أمني عراقي فقد قال أبو هاجر «لا تعرفون ماذا فعلتم، فستتحول الموصل إلى جهنم»، وبعد ساعات من اعترافه كان عبد الرحمن البلاوي الذي عمل كمراسل عدة سنوات، وكان يحاول حمايته مقتولا في مخبئه قرب الموصل. وفي بيت الرجل القتيل فتش الأمن العراقي وعثروا على 160 حافظ للذاكرة والتي تحتوي على معلومات ثرية عن التنظيم. ويضم الكنز بحسب الصحيفة على أسماء وألقاب المقاتلين، وأسماء المصادر والمتعاونين مع التنظيم في داخل وزارات الدولة. ويزعم المصدر الأمني قائلا «لقد شعرنا بالدهشة وكذا الأمريكيين»، مضيفا «لم يعرف أحد منا هذه المعلومات».
وتقول الصحيفة إن المسؤولين وعملاء الإستخبارات يقومون بتحليل حافظات الذاكرة عندما تحققت نبوءة أبو هاجر حيث قام تنظيم داعش بالهجوم على الموصل ومعظم مدن الشمال في ثلاثة أيام.
وقد أدى تقدم داعش وانهيار الجيش العراقي وعجز حكومة المالكي إلى تغير في ميزان القوة سمح لقوات البيشمركة بدخول مدينة كركوك النفطية والسيطرة عليها. ويقول المسؤول إنهم قاموا بحساب ميزانية داعش قبل دخول الموصل وبعدها ووجدوا أن مالية التنظيم ارتفعت من 875 مليون دولار أمريكي إلى 1.5 مليار بعد قيامهم بالسطو على البنك المركزي وقيمة الأسلحة التي غنموها من القواعد العسكرية.
وتكشف المواد التي صودرت من بيت البلوي عن الطريقة الدقيقة التي تم بها اختيار القيادات فهم من الجنود الذين خبروا المعارك ولديهم تجربة طويلة في الحرب مع الأمريكيين قبل عقد من الزمان.
ويقول المصدر الأمني أن داعش اهتم بتسجيل أدق التفاصيل. وخلال العام الماضي توصلت المخابرات الأجنبية إلى أن داعش حصل على ملايين الدولارات من بيع النفط السوري والتي تسيطر على معظم حقوله منذ نهاية عام 2012. وتضيف الصحيفة إن داعش وخلال عامين تطور من مجموعة من المقاتلين المتطرفين إلى أكثر تنظيم جهادي ثري في العالم «فقد باعوا قطعا أثرية أخذوها من البنك في القلمون بقيمة 36 مليون دولار.
وعليه فحجم الأموال التي حصلت عليها حضرت داعش للعمليات القادمة فقد سيطرت على 3 مدن في العراق ومدينة في سوريا.
واستطاعت جذب مقاتلين أجانب الكثيرون منهم جاءوا من أوروبا وكانوا ضمن من دخل الموصل. ويتساءل الكاتب عن أهمية المواد التي حصل عليها الأمن العراقي بعد دخول داعش الموصل. ولكن المسؤول العراقي يقول «سنجدهم» ومن يعاونوهم في مؤسسات الدولة «مايثير الإحباط هو أن هؤلاء ذكر الإسم الأول من أسمائهم فقط».
سفير الائتلاف السوري في باريس: وعود التسليح هذه المرة «جدية تماما»
باريس ـ الاناضول: وصف منذر ماخوس، سفير «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» في العاصمة الفرنسية، وعود تسليح المعارضة، التي أطلقها الغرب مؤخرا، بـ»الجدية تماما هذه المرة».
وأعلن عدد من قادة جبهات القتال، ضد قوات نظام بشار الأسد، السبت الماضي، استقالتهم من هيئة قيادة أركان الجيش السوري الحر؛ احتجاجا على ضعف الدعم العسكري الغربي للمعارضة.
ورفض ماخوس التعليق على تلك الاستقالات وأسبابها، وقال «كل ما أستطيع قوله في هذا الملف هو إن وعود التسليح هذه المرة جدية تماما».
وحول السقف الزمني لتنفيذ تلك الوعود، رفض المعارض السوري الكشف عن التفاصيل، واصفا ذلك بـ «المسائل الحساسة التي لا يجب الإعلان عنها».
وأصدر 4 من 5 قادة جبهات وعدد من رؤساء المجالس العسكرية، تابعين لهيئة أركان الجيش السوري الحر، السبت الماضي، ما أسموه «بيان استقالة» من مناصبهم، دون توضيح الأسباب.
غير أن مسؤولاً في المجلس العسكري الأعلى للجيش الحر، إن «سبب الاستقالة هو عدم تأمين الدعم الكافي المطلوب من أسلحة وعتاد للجبهات والمناطق التي يتولى مسؤوليتها قادة الجبهات ورؤساء المجالس العسكرية».
والتقى رئيس الائتلاف السوري، أحمد الجربا، أمس، المستقلين من قادة الجبهات لاطلاعهم على نتائج جولته الأخيرة التي شملت الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا، والتي طالب خلالها بتقديم دعم للمعارضة السورية بأسلحة نوعية.
وعقب عودته من واشنطن، الشهر الماضي، قال الجربا إن الأمريكيين باتوا مقتنعين بنسبة 90 ٪ بضرورة دعم مقاتلي المعارضة عسكرياً في مساعيهم للإطاحة بنظام بشار الأسد.
وفي السادس من الشهر الجاري، كشفت تصريحات لسوزان رايس، مستشارة الأمن القومي للرئيس الأمريكي، باراك أوباما، عن تغير ما ربما حدث في موقف أوباما، حيث قالت إن بلادها ستقدم «دعماً فتاكاً وغير فتاك» للمعارضة السورية المعتدلة.
لكن رئيس المكتب الإعلامي بوزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة (التابعة للائتلاف)، كنان محمد، صرح أمس الأول، بأن التصريحات الأمريكية الأخيرة بشأن تزويد المعارضة بأسلحة فتاكة، لا يعدو أن يكون «وعودا لا أكثر».
وأضاف محمد: «عمليا لم نستقبل (كوزارة دفاع) شيء حتى الآن، ولا أستطيع وصف ما خرج من تصريحات عن مسؤولين أمريكيين سوى أنه لم يتعد حدود الكلام».
وفي تصريحات سابقة قال قائد رفيع المستوى في الجيش الحر، الذي طلب عدم نشر اسمه، إن القرار الأمريكي العلني بتزويد المعارضة بأسلحة قتالية أو كما تسميها «فتاكة»، جاء بعد قيام الولايات المتحدة بتجارب واختبارات لعدة أشهر بتقديم تلك الأسلحة لفصائل تابعة لقوات المعارضة، بشكل مباشر ودون المرور عبر وزارة الدفاع أو هيئة الأركان التابعة للمعارضة.
ومضى قائلا إن طريقة التسليح كانت تتم عن طريق غرفتي عمليات مشتركة تعمل على اختيار ألوية وكتائب تصنف تحت اسم المعارضة «المعتدلة».
قتلى بينهم قياديون بالمعارضة السورية بتفجيرين بدير الزور
قُتل ستة أفراد من عائلة قائد “جيش القدس”، حسام الشلوف، فجر اليوم الثلاثاء، في قرية بريف دير الزور، بينما وصل عدد القتلى بتفجير سيارة مفخخة ليل أمس الاثنين، في قرية الشميطية، غربي دير الزور، إلى سبعة، بينهم قائد في حركة “أحرار الشام”، ومفْتٍ في “جبهة النصرة”، في وقت شهد محيط بلدة المليحة تقدماً جزئياً لكتائب المعارضة.
وأشار مدير شبكة “سورية مباشر” المعارضة، علي باز، لـ”العربي الجديد”، إلى أن “ستة مدنيين من عائلة الشلوف قُتلوا، جراء انفجار عبوة ناسفة أمام منزله في قرية الحوايج، قرب مدينة الميادين بريف دير الزور الجنوبي الشرقي”.
وأوضح أن “شخصاً مجهولاً قام بركن دراجة نارية تحمل عبوة ناسفة أمام منزل الشلوف، وتم تفجيرها عن بعد، مما أدى إلى مقتل والد الشلوف وشقيقه ونسيبه، إضافة إلى ثلاثة من أطفال العائلة”.
ويقود الشلوف فصيل “جيش القدس” المعارض، الذي تم تشيكله في أبريل/نيسان الماضي، وعُرف بحياده عن صراع الكتائب الإسلامية، مع تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش).
في موازة ذلك، وصل عدد القتلى الذين سقطوا بانفجار سيارة مفخخة مساء أمس الاثنين، في قرية الشميطية، التي تخضع لسيطرة فصائل مجلس “شورى المجاهدين” في ريف دير الزور الغربي إلى سبعة، بينهم القيادي في حركة “أحرار الشام”، التابعة لـ”الجبهة الإسلامية”، أبو عبد الله الشامي، والمفتي الشرعي في “جبهة النصرة”، أبو محمد الحمصي.
في غضون ذلك، تجددت المعارك بين قوات النظام وكتائب المعارضة المسلحة في بلدة المليحة، التابعة للغوطة الشرقية بريف دمشق، وقال ناشطون إن “كتائب إسلامية تقدمت بشكل جزئي اليوم الثلاثاء، في محيط البلدة، وأجبرت القوات النظامية على التراجع باتجاه بساتين المليحة”.
من جهة أخرى، ذكر التلفزيون السوري الرسمي أنه تم “تدمير أوكار مليئة بأسلحة وذخيرة متنوعة على محور المليحة بلدة جسرين، وباتجاه شركة تاميكو لصناعة الأدوية، وترافق ذلك مع إيقاع إرهابيين قتلى، وإصابة آخرين في مزارع النشابية بعمق الغوطة الشرقية”.
وأعلنت القناة الرسمية أسماء القتلى الذين سقطوا في عملية التدمير، منهم “متزعم مجموعة إرهابية ملقب بأبو اليمان، وعدد من أفراد مجموعته، منهم محمد سليلو ومحمد ضبعان ووليد طيفور”.
في هذه الأثناء، تواصل سقوط القتلى والجرحى في حلب، جراء القصف الجوي لقوات النظام، حيث سقط ثلاثة قتلى وعدد من الجرحى، إثر إلقاء براميل متفجرة على حي السكري، الذي تعرّض، أمس الاثنين، لمجزرة بالبراميل، راح ضحيتها 21 مدنياً، وأكثر من 30 جريحاً.
كما قُتل مدني وجرح آخرون، جرّاء قصف مماثل على حي المرجة، بالتزامن مع سقوط جرحى في مدينة الرقة الخاضعة لتنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”، خلال قصف الطيران الحربي السوري بالصواريخ الملعب البلدي ومنطقة الصوامع ومحيط مساكن الفروسية ودوار الدلة.
وفي ريف اللاذقية، وبعد استعادة قوات النظام مواقعها في الريف، والتي خسرتها بعد انطلاق معركة الأنفال في 21 من مارس/آذار، أصدرت فصائل معارضة بياناً، تلقّى “العربي الجديد” نسخة منه، يوضح أنه “بعد المشورة بين جميع أطراف الغرفة والمشاركين في المعركة، وحقناً للدماء بعد التخاذل وعدم توفر السلاح النوعي وانقطاع الدعم والمؤزرات عنا، فإننا لا نحمل أحداً من الفصائل الجهادية خيانة أو بداية انسحاب أو أي من الشائعات”.
مفتي المحتجين للسيستاني: صَمتَ عن الاحتلال ثم أفتيت بقتل السنة
د أسامة مهدي
أكد ان الحكومة العراقية تقتل السنة بذريعة مكافحة الارهاب
هاجم المرجع السني العراقي الاب الروحي للاحتجاجات في المحافظات السنية فتوى المرجع الشيعي الاعلى علي السيستاني بالجهاد وحمل السلاح معتبرا ان هذا التحشيد يستهدف سنة البلاد واشار الى ان “السيستاني صمت عن الاحتلال الاميركي للعراق لكنه يفتي الان بقتل السنة” ودعا شيعة العراق “ان لا ينساقوا مع أكاذيب الحكومة بأنها تقاتل الإرهابيين وهم على ثقة أنهم يقاتلون السنة بهذه الذريعة”.
قال الشيخ عبد الملك السعدي الذي يعتبر الاب الروحي للاحتجاجات الشعبية في المحافظات السنية الشمالية والغربية التي تفجرت في العراق اواخر عام 2012 “مرَّ أكثر من عام وأهل السنة يُطالبون بحقوقهم التي حُرِموا منها في بلدهم نتيجة التهميش الطائفي ويُطالبون برفع الظلم عنهم من إعدامات واعتقالات ومُداهمات غير قانونية وهتك للأعراض وسلب للأموال وهدم للمساجد والمنازل وحرق لها، وبقينا نناشد السُلطة بالإجابة لمطالبهم بأسلوب حكيم ومسالم وننصح المتظاهرين بسلمية التظاهرات وعدم التجاوز على المؤسسات الرسمية والممتلكات العامة والخاصة وقد استجابوا لذلك وهم أهل له.
ولم نسمع من المرجعيات أيَّ تأييد لهم أوفتوى بإعطائهم حقوقهم ورفع الحيف عنهم، بل صمتٌ وسكوتٌ مِمَّا يُبرهن على أنَّ ما يقع من الحكومة الطائفية هم عنه راضون وهذا مِمَّا لا شكَّ فيه، وقد تغافلنا عن مثل هذا الصمت حرصا على سلامة البلد وأهله من الفتنة.
وبعد أن عمد المالكي (نوري رئيس الوزراء العراقي) وأعوانه على ما توعَّد به من تهديدات (انتهوا قبل أن تنهوا) و (بيننا وبينهم بحر من الدم) وقسَّم العراقيين إلى (أنصار يزيد وأنصار الحسين) ولم نسمع أيَّ إنكار عليه من المرجعيَّات”.
واضاف انه بعد ان سلط المالكي “ميليشياته على المناطق الستة بالحرب والقذف بالصواريخ والراجمات ثم بالبراميل المُتفجِّرة تحت ذريعة مقاتلة ما يُسمَّونه بـ(القاعدة وداعش) وعلى فرض وجودهم لا يستوجب ذلك قتل الأبرياء وتهجير الأطفال والنساء وتشريد العوائل لم تصدر فتاوى من المرجعيات تُحرِّم ذلك أو تنصح الحكومة بالكف عن ذلك”. واشار الى انه
بناءا على ذلك انطلقت ثورة شعبية من العشائر العراقية لتدافع عن نفسها ضد اعتداء الحكومة لا ضد الشيعة ولا ضد أي طائفة أو مكوِّن مًعيَّن بل لرفع الظلم والحيف عن الشعب العراقي من أقصاه إلى أقصاه.
وأوضح الشيخ السعدي انه قد أصدرعِدَّة فتاوى للثوار تُحرِّم قتل أي جُندي أو شرطي مُسالم إلاَّ من يفتح النار عليهم أو يساعد على ذلك من باب الدفاع عن النفس “لأنَّا نؤمن أنَّهم أولادنا وقتلهم خسارة على العراقيِّين كما أنَّ قتل المُعتدى عليهم ظلم وتَعدٍّ سافر؛ لأنَّهم لم يذهبوا إلى النجف أو كربلاء أو الكوت أو الناصرية لمُقاتلتهم في محافظاتهم، بل هم الذين غزوا المحافظات الست وهم المُعتدون”. وبين “كنَّا نأمل أن تصدر المرجعية فتوى بتحريم قتال أهل السنة في عقر دارهم وأن يسحب المالكي قوَّاته عن ديارهم ولكن لم يحصل ذلك”.
واضاف “لقد أنكرنا على بعض الفصائل -التي وجودها مع الثوَّار بنسبة قليلة- ما صدر عنهم ما لا نرضى به من توعُّدات لا تُحَقَّق مادام المُدافعون يريدون وحدة العراق والعراقيين وإنَّ ما صدر عنهم غير مرضي لدى ثوَّار العشائر .. ومع ذلك: فإنَّه لا يستوجب أن تصدر من المراجع فتاوى بالتسلح لقتال السنة بغطاء الإرهاب مِمّا يجر إلى حرب طائفية في البلد
وقد دلَّت هذه الفتاوى على أنَّ في القلوب شيئا من الحقد الدفين من البعض إلى البعض في هذا البلد الجريح”.
واشار الشيخ السعدي الى انه “إن أرادت المرجعية الأمن والاستقرار في البلد فليبتعدوا عن النزعة الطائفية وليصدروا فتاوى تُحرِّم قتل العراقيِّين جميعا وتوحِّد صفوف أبناء العراق ويكونو يدا واحدة لإعمار البلاد وإسعاد العباد بدلا من التحريض الطائفي للاقتتال وإزهاق أرواحهم وإتلاف ثرواتهم لأنَّ من قُتِلَ من أبناء الجنوب هم خسارة عراقية، والمهاجَم عليه يَسْتَمْوِت أمام من يعتدي عليه، وقد جرَّب جنود المالكي ذلك حيث جابهوا شبابا يؤثرون الموت على الحياة بذلٍّ وهوان، ويُفادون بأنفسهم لأجل إنصاف أهلهم وقومهم”.
وشدد على ضرورة اعادة مراجع الشيعة “النظر في مثل هذه الفتاوى التي لا تخدم البلد بل توقد فيه نار الفتنة وكثرة القتلى وكلها خسارة وأمور لا تُحمد عُقباها”. وقال “كانت الأعناق تشرئب إلى فتوى من المرجعية بعد عام 2003 توجب مقاومة الكافر المحتل للبلد ولم يحصل ذلك مع كل الأسف إلاَّ أنها أصدرتها الآن لأجل إيقاد نار الحرب بين العراقيِّين تحت ذريعة مقاتلة الإرهاب الذي صنعته الحكومة للتغرير بالشعب لكي يقعوا في الفتنة الطائفية التي يريدها ويسعى إليها الغرب لتقسيم البلاد وإضعافها”.
ودعا المرج الشيخ السعدي أهالي الجنوب والفرات الأوسط (الشيعة) لان لا ينساقوا مع أكاذيب الحكومة وتغريرها بأنها تقاتل الإرهابيين وهم على ثقة أنهم يقاتلون السنة بهذه الذريعة. وطالب الدول الإسلامية والعربية والمنظمات الدولية والعربية والإسلامية بأن لا يصدقوا بأن الحرب على هذه المحافظات هو على الإرهاب والواقع المشاهد أنها حرب على السنة لا غير بحسب قوله”.
وكان السيستاني العراقيين دعا العراقيين الجمعة الماضي الى حمل السلاح وقتال الارهابيين دفاعاً عن بلدهم وشعبهم ومقدساتهم والتطوع للانخراط في القوات الأمنية في دعوة وصفت بانها اعلان للجهاد وحذر من ان تنظيم داعش اصبح خطرا كبيرا يهدد محافظات البلاد وخاصة كربلاء والنجف ودعا القيادات السياسية لالى انهاء خلافاتها وتوحيد موقفها وكلمتها وتأكيد دعمها للقوات المسلحة .
وقد ادت هذه الفتوى الى تصعيد الاحتقان الطائفي في البلاد مع ما صاحبها من تأجيج اعلامي وسياسي مضاد فقد اضطر السيستاني الى التخفيف من فتواه داعيا الى الابتعاد عن أي تصرف ذاتوجه قومي أو طائفي. ودعا السيستاني المواطنين الى الابتعاد عن أي تصرف ذات توجه قومي أو طائفي يسيء الى وحدة النسيج الوطني.
وقد أثار استيلاء تنظيم داعش على مساحة كبيرة من الأراضي بشكل مفاجيء وإجبار جنود الجيش العراقي المفكك على الهرب مخاوف إيران والولايات المتحدة التي ساعدت على صعود المالكي للسلطة بعد غزوها العراق عام 2003 للإطاحة بصدام حسين. وارتفعت أسعار النفط بسبب مخاوف من أن يعطل التنظيم في العراق والشام الصادرات من العراق أحد أعضاء منظمة أوبك.
قادة أحزاب كردية: المجلس الوطني السوري لا يؤمن بحمل السلاح
بهية مارديني
أكدوا أنه يحرك الشارع الكردي وذو شعبية واسعة
أكد قادة أكراد، أن المجلس الوطني الكردي بإنضمامه للائتلاف الوطني المعارض ضمن له تمثيلاً أكبر وشريحة أوسع، ورفضوا الحديث أن المجلس لا يمثل الشارع الكردي، لافتين الى أنهم لا يؤمنون بحمل السلاح الا أنهم يحركون القرار الكردي.
لندن: اعتبر شلال كدو سكرتير حزب اليسار الديمقراطي الكردي في سوريا، عضو الائتلاف الوطني السوري المعارض، في تصريحات خاصة لـ”ايلاف”، “أن المجلس الوطني الكردي ومعظم أطراف الحراك السياسي والثوري الكردي في سوريا، لا تؤمن بحمل السلاح كوسيلة أو طريقة لتحقيق أهدافها التي تناضل من أجلها، فهي كانت منذ تأسيس اول حزب سياسي كردي في سوريا حركة مدنية تبنت العمل السياسي والجماهيري والميداني اللاعنفي سبيلاً لتحقيق اهدافها”.
وحول بعض الانتقادات الداخلية في المعارضة السورية التي طالت المجلس الوطني الكردي، وأن الائتلاف لم يستفد عمليًا من انضمامه، لأن المجلس لا يسيطر على الأرض، قال كدو: “لا شك أن الائتلاف كان ولا يزال يعلم بأن المجلس الوطني الكردي في سوريا الذي يضم طيفاً واسعاً من المعارضة الكردية، لا يؤمن بالثورة العسكرية إطلاقاً ولا بالكفاح المسلح، ورغم ذلك، فإن هذا الطيف الذي يتكون منه المجلس الكردي يمثل شرائح واسعة وكبيرة جداً من الشعب الكردي، وإن كان لا يسيطر على الأرض بقوة السلاح في هذه المرحلة”.
واعتبر أن “الائتلاف ضَمِن تمثيل غالبية الشعب الكردي حينما تمكن من احتضان المجلس الوطني الكردي، وبات بعد ذلك يمثل الكرد ايضاً، والذين يعدون ثاني اكبر مكون في البلاد بعد المكون العربي، وهذا الأمر بحد ذاته يعتبر نصراً كبيراً حققه الائتلاف، حينما تكللت جهوده مع الكرد بالنجاح، وبذلك أصبح ذا قاعدة شعبية عريضة”.
وقال كدو “المعارضة السورية المتمثلة في الوقت الحاضر بالائتلاف، يجب أن تكون ذات قاعدة شعبية تمثيلية عريضة وواسعة جداً، بحيث يشمل كافة شرائح وطوائف واثنيات المجتمع السوري، لأن سوريا المستقبل لا بد وأن تكون اتحادية السوريين دون تفضيل هذه الفئة على تلك بسبب العرق أو الطائفة أو الدين”.
من جانبه، وردًا على أن حزب ال “ب ي د” المسلح، هو المسيطر على المنطقة الكردية في سوريا، وليس المجلس الوطني الكردي قال المحامي مصطفى أوسو عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني- سوريا “إن المجلس الوطني الكردي مجلس سياسي، وهو سياسياً يسيطر على الشارع في المناطق الكردي، وخير دليل على ذلك، المظاهرات التي دعا إليها المجلس، حيث تفاعل معها الشارع الكردي بشكل لافت”.
وأضاف أوسو “أما بالنسبة لـحزب ال ( ب ي د ) فهو يسيطر بقوة السلاح، رغم أن النظام هو المسيطر الفعلي على المناطق الكردية، بما فيها المناطق غير الموجود فيها فعليًا، والذي يعيش في هذه المناطق يعرف ذلك تماماً”.
وأوضح أوسو ” تستطيع قوات النظام الانتقال من القامشلي الخاضعة لسيطرته إلى عامودا الخارجة عن سيطرته، ومن خلال الحواجز التي تقيمها الـ ( ب ي د ) على الطريق، دون أية ممانعة أو ما شابه ذلك”.
وفي أواخر العام الماضي انضم المجلس الوطني الكردي للائتلاف الوطني السوري بواقع موافقة 52 من اصل 80 عضوًا حضروا التصويت.
بريطانيا تحذر من الذهاب إلى سوريا تحت أي ذريعة.. وإسبانيا تفكك خلية جهادية
وزير شؤون الهجرة والأمن في داخلية لندن قال لـ «الشرق الأوسط» إن بلاده ستتخذ «أقصى التدابير الأمنية»
لندن: عضوان الأحمري
في وقت تتصاعد فيه المخاوف الأوروبية من «الجهاديين» الأوروبيين الذين انخرطوا ضمن الجماعات المسلحة المقاتلة في سوريا، والآن في العراق، أكدت بريطانيا عزمها اتخاذها «أقصى التدابير الأمنية» لحماية أمنها الوطني، محذرة الجميع من التوجه إلى هناك بصرف النظر عن هدف الذهاب، مؤكدة وجود 400 مقاتل بريطاني في صفوف الكتائب المقاتلة في سوريا دربوا لتنفيذ هجمات في الغرب. وفي غضون ذلك، أعلنت وزارة الداخلية الإسبانية تفكيك شبكة تجنيد جهاديين، يتزعمها معتقل سابق في غوانتانامو، وتوقيف ثمانية أشخاص، بينما كشفت تقارير عن مقتل عشرة هولنديين على الأقل في سوريا والعراق في هجمات انتحارية.
وقال وزير شؤون الهجرة والأمن في الداخلية البريطانية جيمس بروكنشاير لـ«الشرق الأوسط» إن بلاده ستتخذ أقصى التدابير الأمنية لحماية أمنها الوطني بما في ذلك ملاحقة ومقاضاة من يخرقون القوانين المتعلقة بمكافحة الإرهاب. وأضاف: «حتى أولئك الذاهبون للقيام بأعمال إنسانية قد يستهدفون من قبل الجماعات الإرهابية لتجنيدهم، ولهذا نحذر الجميع بغض النظر عن هدف الذهاب إلى سوريا».
وأكد بروكنشاير أن حكومة بلاده ضد السفر إلى سوريا، مطالبا من يرغبون في القيام بأعمال إنسانية بالتطوع أو التبرع عبر الجمعيات البريطانية المسجلة رسميا، وأن أي مخالفة لذلك سيتخذ بحق المخالف الإجراءات القانونية اللازمة.
وأوضح بروكنشاير بشأن الآليات المتبعة لحماية المملكة المتحدة من هجمات محتملة من البريطانيين المقاتلين في سوريا، قائلا: «هناك آليات متبعة تعمل عليها الأجهزة الأمنية المختصة بشكل متواصل للتأكد من هويات الأشخاص المشتبه بذهابهم إلى سوريا سواء أكانوا من الجنسية البريطانية أو غيرها، وذلك عبر المنافذ الحدودية المختلفة لبريطانيا».
وأكدت مصادر في الداخلية البريطانية لـ«الشرق الأوسط» صحة الأرقام المتداولة أن أكثر من 400 بريطاني توجهوا للقتال في سوريا لكن بشكل فردي ودربوا للقيام بأعمال عدائية ضد الدول الغربية. وتتوقع الجهات الأمنية في لندن أن الخطر لا يقف عند المقاتلين المشتبه بهم، بل يتجاوزهم إلى الذاهبين لأجل العمل الإنساني، حيث يتوقع أن يعودوا بأفكار متطرفة تمثل خطرا على المجتمع. وأضافت المصادر أن الشعب السوري ناشد المجتمع الدولي أنه ليس بحاجة إلى الطاقات البشرية بل إلى المساعدات العسكرية والمالية. وحسب الداخلية البريطانية فإن أجهزة المباحث والشرطة تعمل على التعرف على هويات المشتبه بهم وإجراء مقابلات شخصية في المنافذ الحدودية البريطانية للتأكد من عدم صلة المستجوبين بالجماعات الإرهابية في سوريا أو حتى وجود أي رابط يدل على ذلك. وتؤكد الداخلية البريطانية في تصريحات خاصة أنها ليست ضد العمل الإنساني وإنما للتأكد من عدم تجنيد مواطنيها من قبل الجماعات الإرهابية، مضيفة أن الطريقة الوحيدة المثلى لمساعدة السوريين هي عبر التطوع والتبرع من خلال الجمعيات الخيرية المسجلة رسميا في بريطانيا، وأي تجاوز لذلك يعد مخالفة للقانون.
وفي تقرير عن عمليات الشرطة البريطانية ضد المشتبه بانتمائهم إلى جماعات إرهابية حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، توضح الإحصاءات ارتفاعا في نسبة من قبض عليهم في الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى يونيو (حزيران) 2012 مقارنة بالفترة من يوليو (تموز) 2011 وحتى يوليو 2013.
ومنذ الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001 وحتى كتابة هذا التقرير فإن السلطات البريطانية ألقت القبض على 2547 شخصا – أطلق سراح نسبة كبيرة منهم – بتهم مرتبطة بالإرهاب 15 في المائة كانوا يحضرون لأعمال إرهابية، بينما تسعة في المائة من المقبوض عليهم متعلقة بالجوانب التمويلية. وبرأت الجهات القضائية البريطانية 104 أشخاص من بين مجمل المقبوض عليهم منذ سبتمبر 2001 وحوكم 489 شخصا بينهم 385 ثبت تورطهم. ومن بين هؤلاء الـ385 الذين ثبتت التهم بحقهم فإن 25 في المائة منهم كانوا يحضرون لعمليات إرهابية، بينما 16 في المائة منهم كانوا يجمعون معلومات لاستخدامها في عمليات إرهابية. ومن بين الـ2547 شخصا أوقفوا في فترات مختلفة خلال السنوات الأربع عشرة الماضية فإن 1288 منهم، أي ما نسبته 51 في المائة من إجمالي العدد، يحملون الجنسية البريطانية.
وكانت مراكز دراسات غربية نشرت مطلع العام الحالي أن أكثر من ألفي مقاتل غربي توجهوا للقتال في سوريا منذ بداية الأزمة في 2011. حيث حصلت القارة الأوروبية على النسبة الكبرى لهؤلاء المقاتلين. وكانت الجماعات المسلحة في سوريا نشرت مقاطع لعدد من الغربيين قبل قيامهم بعمليات انتحارية، كان آخرهم شخص يدعى «أبو هريرة الأميركي».
وفي مدريد، أعلنت وزارة الداخلية الإسبانية تم تفكيك شبكة تجنيد جهاديين يقاتلون في سوريا والعراق، كان قائدها معتقلا سابقا في غوانتانامو، وتوقيف ثمانية أشخاص في إسبانيا.
وقالت الوزارة في بيان «إن القائد الأكبر لهذه الخلية يقيم في إسبانيا بعد مروره في قاعدة غوانتانامو العسكرية (الأميركية) على إثر توقيفه في أفغانستان في 2001». وأضافت أن هذه «الشبكة الدولية لتجنيد جهاديين وإرسالهم للاندماج في تنظيم (الدولة الإسلامية في العراق والشام-داعش) الإرهابي موجودة في سوريا وفي العراق».
وفي سياق متصل، قال ديك شوف مدير الوكالة الهولندية لمكافحة الإرهاب إن النجاحات العسكرية الأخيرة لتنظيم (داعش) ستشجع دفعة جديدة من المقاتلين الجهاديين الأوروبيين على التوجه إلى منطقة الشرق الأوسط. وأضاف في مقابلة أجرتها معه القناة الهولندية العامة: «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أصبح تنظيما جديدا يمكن للجهاديين القادمين من هولندا أو أوروبا الانضمام إليه وهذا يقلقني». وفي رسالة موجهة إلى البرلمان أمس أكد وزير الخارجية الهولندي فرانس تيمرمانز أن «الكثير من المقاتلين الجهاديين الهولنديين (في سوريا) التحقوا بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام».
وتوجه أكثر من 100 هولندي حتى الآن إلى سوريا للقتال ضد نظام الرئيس بشار الأسد. وقال التلفزيون بأن عشرة من هؤلاء الهولنديين على الأقل قتلوا في سوريا بعدما نفذوا هجوما انتحاريا واحدا على الأقل في سوريا وآخر في العراق.
وكان الاتحاد الأوروبي حذر في وقت سابق هذه السنة من العدد المتزايد للمسلمين الأوروبيين الذين ينضمون إلى هذه المجموعات المتطرفة في سوريا والصومال والسودان.
وكانت السلطات الهولندية حذرت من أنها ستصادر جواز سفر أي شخص يشتبه بأنه يريد التوجه إلى الشرق الأوسط للقتال إلى جانب الجهاديين، ومن إلغاء المنح الدراسية المخصصة للطلاب الذين يريدون التوجه إلى سوريا للقتال.
مكاسب «داعش» في العراق حصيلة سنوات من الإعداد
كتيبات للتنظيم يعود أحدها إلى عام 2007 حددت رؤيته واستراتيجيته
أربيل: من تيم أرانغو وكريم فهيم وبين هوبارد
عندما اجتاح مسلحون إسلاميون مدينة الموصل العراقية الأسبوع الماضي، وسرقوا من المصارف مئات الملايين من الدولارات، وفتحوا أبواب السجون وحرقوا مركبات الجيش، حياهم بعض السكان وكأنهم محرِّرون، بينما ألقوا الحجارة على الجنود العراقيين المنسحبين.
استغرق الأمر يومين فقط لكي يصدر مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام فتاوى بتنفيذ أحكام الشريعة التي سيحكمون بموجبها، وانتقوا بعض رجال الشرطة وموظفي الحكومة لإعدامهم من دون محاكمات.
وبدا أن الاجتياح السريع لتنظيم الدولة، الذي يضم بضعة آلاف من المقاتلين، في الموصل ونحو الجنوب أخذ الكثير من المسؤولين العراقيين والأميركيين على حين غرة. لكن كانت المكاسب بالفعل تحقيقا لاستراتيجية استغرقت أعواما من بناء الدولة التي كانت الجماعة تعلن عنها بنفسها.
ويقول براين فيشمان، الباحث في مكافحة الإرهاب في مؤسسة «أميركا الجديدة»، في إشارة إلى تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق»، الاسم السابق للجماعة التي انبثق عنها تنظيم داعش: «ما نراه في العراق اليوم يشكل بطرق متعددة قمة ما كان يسعى إليه تنظيم الدولة الإسلامية في العراق منذ تأسيسه في عام 2006».
وفي الوقت الحالي، في حين يدرس الرئيس أوباما شن غارات جوية وتقديم مساعدات عسكرية أخرى لمنع تقدم المسلحين في العراق، تشير دراسة تاريخ الجماعة من خلال وثائقها الخاصة إلى أنها أكثر طموحا وفاعلية مما تصور المسؤولون الأميركيون عندما خفضوا من حجم التدخل الأميركي في الحرب.
وضع التنظيم، الذي اشتهر بالفوضى التي أثارها، أهدافا واضحة بالسعي إلى إقامة «دولة الخلافة الإسلامية»، التي تضم المناطق السنية في العراق وسوريا. بل وأصدرت تقارير سنوية ضخمة لتوثيق ما تحرزه من تقدم نحو تحقيق أهدافها.
وتحت قيادة أبو بكر البغدادي، الذي أمضى فترة في معتقل أميركي، أظهر التنظيم أنه يتسم بعنف لا هوادة فيه وتشدد في تطبيق أهدافه الدينية، لكنه براغماتي على نحو بارد في تشكيل التحالفات والاستحواذ على الأراضي والتخلي عنها. وفي تناول استراتيجيته، وصف فيشمان التنظيم بـ«أميبا حكومية، تنقل باستمرار مناطق سيطرتها عبر المساحات الغربية في العراق»، مع إعادة نشر قواته.
في عام 2007، نشر التنظيم كتيبا يوضح فيه رؤيته للعراق. واستشهد باتجاهات العولمة وكذلك القرآن الكريم في مواجهة أفكار حديثة للدولة بصفتها صاحبة السلطة المطلقة على الأرض. وأشار فيشمان إلى أن الكتيب يمثل «الوثائق الفيدرالية» لما يعرف الآن بتنظيم داعش.
بموجب هذه الرؤية، يتفوق الدين على تقديم الخدمات. وفي إشارة إلى المواطنين الخاضعين لسيطرة التنظيم، ينص الكتيب على أن «تحسين أوضاعهم أقل أهمية من حال دينهم». ومن أهم الواجبات التي يضطلع بها التنظيم، وفقا للكتيب، هو ما يقوم به التنظيم باستمرار: تحرير السنة من السجون. ويقول فيشمان: «عندما تعود لقراءته، تجد كل شيء فيه. لقد نظموا أنفسهم أخيرا».
وتذكر تقارير سنوية أحدث صدورا، من بينها تقرير نشر في نهاية شهر مارس (آذار) ويحتوي على أكثر من 400 صفحة، بالتفاصيل الدقيقة النجاحات التي أحرزها التنظيم، من خلال هجمات انتحارية وسيارات مفخخة وعمليات اغتيال في ميدان المعركة.
ويوضح آخر تقرير صدر عن التنظيم، وفقا لما كتبه أليكس بيلغر، المحلل في معهد دراسات الحرب، «أن قيادة (داعش) العسكرية تمارس مهام القيادة والسيطرة على الساحة الوطنية منذ مطلع عام 2012 على الأقل»، وأن التنظيم «يقوم بوظيفته كقوة عسكرية وليس شبكة إرهابية».
ورغم أن بداية التنظيم كانت في محاربته للأميركيين في العراق، فإن نجاحه بعد انتهاء الاحتلال كان يلقى إغفالا أو استهانة من المسؤولين الأميركيين. وفي منتصف عام 2012، في حين تعززت قوة التنظيم وأظهرت بيانات الأمم المتحدة أن وقوع الضحايا المدنيين في العراق يزداد، كتب أنتوني جيه بلينكين، مستشار الأمن القومي، لنائب الرئيس جوزيف بايدن قائلا إن العنف في العراق وصل إلى «أدنى مستوى في التاريخ».
يرجع ذلك إلى حد ما إلى أن التوقعات المستقبلية الخاصة بالتنظيم بدت محدودة في نهاية فترة الاحتلال الأميركي. وفي أثناء الحرب الطائفية التي بدأت في عام 2006، تسبب الجهاديون في استعداء الشعب بسبب وحشيتهم، وعانوا من هزائم على يد مقاتلي القبائل الذين انضموا إلى حملة مكافحة الإرهاب، وأجبروهم على التراجع من غرب العراق إلى مناطق محيطة بالموصل.
لكن مع اندلاع الحرب الأهلية عبر الحدود في سوريا منذ ثلاثة أعوام، رأى التنظيم فرصا جديدة للنمو وقام بـ«غزو سوريا من الموصل قبل غزو الموصل من سوريا بفترة طويلة». واكتسب التنظيم قوة في سوريا من خلال تنفيذ منهج ذي شقين: شن هجمات استراتيجية من أجل الاستيلاء على موارد مثل مخابئ الأسلحة وآبار النفط ومخازن الحبوب، في حين تجنب خوض المعارك الطويلة مع قوات الحكومة. وفي العراق، انهارت مقاومة الحكومة في الكثير من المناطق التي كانت تستحوذ عليها.
وفي حين كان التطور الذي وقع في الموصل مفاجئا، كان التنظيم يعزز قبضته على الرقة في سوريا، منذ أكثر من عام، وعلى الفلوجة في غرب العراق منذ ستة أشهر.
في شهادة أمام الكونغرس في شهر فبراير (شباط)، ذكر المسؤول الرفيع في الاستخبارات العسكرية، اللفتنانت جنرال مايكل تي فلين، أن الجماعة «من الممكن أن تسعى إلى الاستيلاء على أراض في العراق وسوريا لإظهار قوتها في عام 2014».
وحاليا بعد أن انتقل التركيز إلى العراق، أصبح قرار إدارة أوباما عدم تسليح الثوار السوريين المعتدلين في البداية عرضة لانتقادات المعارضين الذين يقولون إن سياسة الابتعاد سمحت للمتطرفين بالنمو. وكانت وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، التي دافعت عن تسليح الثوار السوريين، قد صرحت الأسبوع الماضي في نيويورك في ضيافة مجلس العلاقات الخارجية قائلة: «لم تعد المشكلة خاصة بسوريا فقط الآن. لم أعتقد مطلقا أنها مشكلة سوريا. كنت أرى أنها مشكلة إقليمية. ولكن لم أستطع أن أتوقع المدى الذي ستصل إليه قدرة (داعش) في الاستيلاء على مدن في العراق ومحاولة محو الحدود وإقامة دولة إسلامية».
كما صرح مسؤول أميركي في مكافحة الإرهاب يوم الجمعة الماضي بأنه «يبدو أن الجماعة تستفيد من استراتيجية إقليمية تنظر إلى سوريا والعراق بوصفهما ميدان معركة قابل للتبادل، مما يسمح لها بتحويل الموارد والقوى البشرية سعيا إلى تحقيق أهداف عسكرية».
ويتصل صعود التنظيم مباشرة بالإرث الذي خلفه الأميركيون في العراق؛ فقد كانت السجون الأميركية أرضا خصبة للقادة الجهاديين لتجنيد آخرين، وجامعات افتراضية يلقنون فيها مجنديهم آيديولوجيات متشددة. وانتقل زعيم التنظيم، البغدادي، الذي يُعتقد أنه حصل على درجة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية من جامعة في بغداد، إلى سوريا، وفقا للحكومة الأميركية التي أعلنت عن مكافأة قدرها عشرة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه.
وتعرض التنظيم إلى النبذ رسميا من تنظيم القاعدة في مطلع العام الحالي، بعد أن أصدر زعيم القاعدة أيمن الظواهري أوامره له بالانسحاب إلى العراق وترك العمليات في سوريا إلى الجماعة المحلية التابعة لـ«القاعدة»، ألا وهي «جبهة النصرة». أدى الانشقاق إلى تولد خصومة مريرة بين الجماعتين مع تنافس الدولة الإسلامية في العراق والشام مع «القاعدة» على الموارد والمكانة في المجتمع الجهادي الدولي.
في سوريا، ركز التنظيم في الأساس على الاستيلاء على الأرض التي خرجت بالفعل عن سيطرة الحكومة، لكنها تخضع لسيطرة ضعيفة من جماعات الثوار الأخرى. ولكن في العراق، استغل التنظيم انتشار خيبة الأمل في حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي بين السنة من أجل التحالف مع جماعات مسلحة سنية، مثل تلك الجماعة التي يقودها مسؤولون سابقون في حزب البعث الذي كان يتزعمه صدام حسين.
رغم أن كثيرا من تلك المجموعات، ومن بينها البعثيون وميليشيات القبائل الأخرى، بدا أنها تتعاون مع «داعش» بسبب وجود عدو مشترك، فإن التنظيم والموارد التي يتمتع بها «داعش» قد تجذبهم إلى تحالف أطول بقاء، مما يجعل من الأصعب على حكومة المالكي إعادة فرض سيطرتها.
ويقول حسن أبو هنية الخبير الأردني في شؤون الجماعات الإسلامية: «الأمر بالغ الخطورة هو أن كل هذه القوى لديها حاليا الهدف ذاته. أما (داعش)، فقد استطاع الاستفادة من انتشار الغضب وترسيخ هويته على أساس محاربة الشيعة».
* خدمة «نيويورك تايمز»
وقاحة علي عبد الكريم علي
بيروت – في تصريح للسفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي لإذاعة جرس سكوب، اليوم الثلاثاء، ورداً على سؤال حول المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية، قال: “هذا الموضوع أصبح معزوفة تحبون طرحها، ولكن لا معتقلين ولا مفقودين في سجوننا”، مضيفاً “أنا أقدّر مشاعر الأمهات، إنما الحقيقة هي ليست عند سوريا بل عند من يحرّض على طمر هذه الحقيقة”.
وتوجه السفير إلى الأمهات بالقول: “أبناؤكم ليسوا في سوريا ولن أتهم أحداً، إنما لا وجود لهم في سوريا، وبعض هؤلاء المفقودين تم إخفاؤهم في لبنان، وهناك قوى لبنانية تعلم جيداً هذا الأمر”، لافتاً إلى أن العماد عون طرح موضوع المعتقلين مع الرئيس بشار الأسد وحصل على الإجابات المقنعة”.
وثيقة أمريكية سرية: واشنطن ساندت “إخوان” ليبيا منذ عشر سنوات
في مغايرة لسياستها السابقة تجاه الشرق الأوسط
إعداد. ميسون خالد
تمكن موقع “موجز الشرق الأوسط” الأمريكي، وتحت قانون “حرية الحصول على المعلومات”، من إجبار الخارجية الأمريكية على الإفراج عن المستندات التي تركز على “أوجه التفاهم” بين الولايات المتحدة وجماعة “الإخوان المسلمين”، في أوقات مختلفة من عمر العلاقة بين الجانبين.
قررت أمريكا تغيير سياستها نحو الشرق الاوسط في 2010 بالابتعاد عن دعمها للأنظمة المستققرة واتجاه هذا الدعم للجماعات الإسلامية كجماعة الإخوان
وبحسب الموقع فقد احتفظت إدارتان أمريكيتان، على مدى العقدين الماضيين، بـ “علاقات وثيقة مع جماعة الإخوان المسلمين، في كل من مصر وتونس وسوريا وليبيا، حيث تعد هذه الدول الأهم للجماعة، بينما ليست الوحيدة التي لها وجود فيها”.
تغير سياسي
ويشير الموقع ضمن سلسلة تقارير بدأ بنشرها حول العلاقات الأمريكية الإخوانية، إلى أن إدارة اوباما أجرت تقييماً لجماعة الإخوان في 2010 و2011، أي قبل انطلاقة “الربيع العربي” في تونس ومصر،” وقام الرئيس شخصياً بإصدار تقرير “توجيهات الدراسة الرئاسية” (بي اس دي 11)، في 2010، طالباً تقييماً لجماعة الإخوان وحركات “الإسلام السياسي” الأخرى، بما في ذلك الحزب الحاكم في تركيا، حزب العدالة والتنمية، وأسفرت تلك التحقيقات عن ما مفاده أنه على الولايات المتحدة “تغيير سياستها التي اعتمدت لأمد بعيد في الشرق الأوسط وشمال أفريقي، والابتعاد عن سياسة دعم الأنظمة “المستقرة” بغض النظر عما إذا كانت ديكتاتوريةً أم لا، والتحول نحو سياسة دعم حركات الإسلام السياسي التي وصفتها بـ “المعتدلة” في المنطقة.
وحتى وقتنا هذا، بقي هذا التقرير سرياً، وجزء من إبقائه سراً هو أنه يكشف عن نظرة “ساذجة وغير متناسقة” من طرف الولايات المتحدة الأمريكية، لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بحسب موقع “موجز الشرق الأوسط” الذي يشير إلى أنه وتحت قانون “حق الحصول على المعلومات”، سيجري رفع السرية عن آلاف الوثائق التابعة لوزارة الخارجية الأمريكية وعلاقتها بالإخوان المسلمين، ومن بينها وثيقة هامة تشير إلى أن إدارة أوباما “حافظت على اتصالات مستمرةمع جماعة الإخوان الليبية”.
إسلاميون في السلطة
ففي مرحلة ما، في أبريل(نيسان) 2011، نظم مسؤولون أمريكيون زيارة مدير العلاقات العامة في جماعة الإخوان المسلمين، محمد قاير، لواشنطن، لإلقاء كلمة في مؤتمر “الإسلاميون في السلطة”، والذي استضافته “مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي”.
وذكر أحد التقارير المصنف بـ “السري”، وتحت عنوان “لقاء بعثة بنغازي مع جماعة الإخوان في ليبيا”، أنه “في 2 أبريل(نيسان) 2012، التقت “بعثة بنغازي” مع عضو بارز في اللجنة التوجيهية لجماعة الإخوان، والتي ستلقي كلمةً في الخامس من أبريل (نيسان) في مؤتمر “الإسلاميون في السلطة”، والذي تستضيفه “مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي”، في العاصمة واشنطن، ووصف هذا العضو قرار جماعة الإخوان بإنشاء حزبي سياسي بـ “الفرصة” و”الواجب” في ليبيا ما بعد الثورة، بعد سنوات من العمل في الخفاء”.
وتصرّح الوثيقة بأنه كان من المرجح جداً لحزب “العدالة والبناء” التابع لجماعة الإخوان، تبعاً للعضو البارز الذي التقته البعثة، أن يؤمِّن لنفسه ظهوراً قوياً في الانتخابات المقبلة، بناءً على قوة شبكة الجماعة في ليبيا، والدعم الواسع الذي تتلقاه، وحقيقة كونها حزباً وطنياً خالصاً، وأن 25% من أعضاء حزبها من النساء، فيما وصف العضو العلاقة الحالية بين الجماعة والمجلس الوطني بـ “الفاترة”.
تعاطف واشنطن
وذكرت وثيقة أخرى، صنفت بأنها “حساسة وغير مصنفة”، نقاط حديث نائب وزير الخارجية الأمريكية ويليام بيرنز، والتي أعدّت لاجتماع 14 يوليو(تموز) 2012، مع القيادي بجماعة الإخوان، محمد صوان، والذي كان أيضاً رئيس حزب “العدالة والبناء” التابع للجماعة.
وتم حجب محتوى الوثيقة بشدة، ولكن مع ذلك توفرت دلالةً واضحةً على تعاطف واشنطن مع بروز جماعة الإخوان المسلمين كقوة سياسية رئيسية في مرحلة “ليبيا ما بعد القذافي”.
ونصحت نقاط الحديث أن يقول بيرنز لصوان بأن الحكومة الأمريكية “تشاطركم مخاوف حزبكم من ضمان أن تتم عملية العدالة الانتقالية الشاملة، لمعالجة انتهاكات الماضي، بحيث لا تثير سخطاً جديداً”.
العدالة والبناء
ووصفت وثيقة بيرنز جماعة الإخوان في ليبيا بأنها “قبيل ثورة ليبيا العام الماضي، كانت الجماعة محظورةً لأكثر من ثلاثة عقود، وكانت تتم ملاحقة عناصرها بقسوة من قبل نظام معمر القذافي، وعادت جماعة الإخوان في ليبيا للبلاد العام الماضي فحسب، بعد أعوام من النفي في أوروبا والولايات المتحدة، واختارت قيادةً جديةً لها، وبدأت مباشرةً في التخطيط لدور فعال في المستقبل السياسي الليبي”.
وبعد قسم من الوثيقة كثر فيه الحجب، يُستَكمل القول: “أنشيء حزب العدالة والبناء التابع لجماعة الإخوان الليبية، والذي يقوده المعتقل السياسي السابق – في زمن القذافي – محمد صوان، في مارس(آذار) 2012، وبينما لم يكن صوان نفسه مرشحاً في الانتخابات، إلا أن له تأثيراً كبيراً بصفته رئيس أكبر حزب سياسي وأكثر الأحزاب الإسلامية تأثيراً في ليبيا”.
وحضر اجتماع 14 يوليو(تموز) كل من نائب وزير الخارجية الأمريكية ويليام بيرنز والسفير كريستوفر سيتفنز، وفي 11 سبتمبر(أيلول) 2011، قتل السفير ستيفنز و3 دبلوماسيين أمريكيين آخرين، في هجوم إرهابي مخطط على البعثة الأمريكية، ومرافق وكالة المخابرات المركزية في بنغازي.
مغازلة ومطالبة
وكشفت وثيقة، لم يذكر تاريخها، “مغازلة” أمريكيةً أكبر لجماعة الإخوان الليبية وحزب العدالة والتنمية، حيث توضح الوثيقة أن “رئيس حزب العدالة والتنمية، محمد صوان، استقبل في مكتبه بطرابلس، سفراء كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا، وطلب السفراء أن يشرح لهم موقف الحزب من الأحداث الحالية في ليبيا، ومن الحكومة، ومطالبات الحزب بإقالة رئيس الوزراء، وموقفه من االدستور، وحجج المجلس الوطني العام الدائمة، ومبادرات الحوار وتقييم الحزب للوضع السياسي والأمني في ليبيا والمنطقة”.
وخلال الاجتماع، الذي استمر لمدة ساعة ونصف الساعة، وحضره مسؤول العلاقات العامة بالحزب محمد طالب، وضابط الاتصال بالتصرف حسام نايلي، اعتبر صوان أن الحكومة “فشلت في تحقيق أي إنجاز في الملفات الهامة، مثل الأمن والحكومة الوطنية، الأمران اللذان يقعان تحت إشراف رئيس الوزراء”.
وأدى هذا الفشل، تبعاً لصوان، إلى انعدام الأمن، والاغتيالات المتواصلة، وزيادة عمليات الاختطاف، والجرائم، والتهريب، والهجوم على المرافق الخاصة والعامة، وإيقاف تصدير النفط، وانقطاع الماء والكهرباء.
الإخوان حلاً
وأكد صوان أن الحل ممكن، وأن حزبه عرض حلاً واضحاً، إلا أن الحكومة غير متفقة معه، وأكد أنه وأعضاء حزبه مسؤولون فقط “في الوزارات التي لهم مواقع فيها”.
وأشارت الوثيقة إلى أن “السفراء ثمَّنوا، من جانبهم، الدور الفعال الذي يلعبه الحزب في المشهد السياسي، وأكدوا وقوفهم مع الشعب الليبي والحكومة، رغم نقاط الضعف التي فيها، وأنهم تواقون لإقامة التوازن في المنطقة.. وفي نهاية الاجتماع، شكر صوان ضيوفه وأكدوا جميعاً رورة التواصل بين بعضهم البعض، وأكد الضيوف أنهم سوف يتعاونون من خلال الكيانات المشروعة في ليبيا، كما فعلوا خلال الثورة”.
وآخر الوثائق المسموح برفع السرية عنها – بموجب قانون حرية الحصول على المعلومات – إلى الآن، ومنذ مارس(آذار) 2013، تشير إلى أن “حزب العدالة والبناء” الإسلامي، والذي يقوده محمد صوان، أطلق مؤتمراً سياسياً في 24 مارس( آذار)، في أول ذكرى لإقامة الحزب، وحضره القائم بالأعمال الأمريكي، وكُرِّم في المؤتمر الأب الروحي لجماعة الإخوان الليبية بشير الكبتي، ومفتي الديار الليبية الصادق الغرياني، كما أشاد المؤتمر بضحايا ثورة 2011″.
أيدولوجية الإرهاب
وأفادت مصادر مطلعة لموقع “موجز الشرق الأوسط” أن الحكومة الأمريكية بدأت تغيير سياساتها لصالح جماعة الإخوان، بما في ذلك جماعة الإخوان الليبية، منذ ما يزيد عن عقد من الزمن.
وفي 16 فبراير(شباط) 2011، خلصت وثيقة داخلية أعدها البيت الأبيض، وشارك في وضعها دينيس روس وسامانثا باور وغايل سميث، إلى أن جماعة الإخوان المسلمين لديها “اختلافات أيدولوجية كبيرة” مع القاعدة، وحذَّرت الوثيقة من أنه “إذا لم تستطع سياساتنا التمييز بين القاعدة والإخوان المسلمين، فلن نستطيع التأقلم مع هذا التغيير” الذي يجري الآن في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
سوريا.. تصعيد الهجوم على المليحة
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
صعدت القوات الحكومية، الثلاثاء، من قصفها على بلدة المليحة، وبلغ عدد الغارات على البلدة الواقعة في الغوطة الشرقية بريف دمشق 12 غارة، حسب مصادر المعارضة السورية.
وقال مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق إن تصعيد الهجوم على البلدة، المستمر منذ 77 يوماً، شمل كذلك قصفاً بأكثر من 14 صاروخاً، سقطت على المليحة وأطراف جسرين وكفربطنا.
وذكرت مصادر المعارضة المسلحة أن الطيران المروحي ألقى الثلاثاء 7 براميل متفجرة على مناطق داخل بلدة خان الشيح وأطراف المخيم.
وشن الطيران السوري أيضاً أكثر من 20 غارة جوية على قرى وبلدات ريف حماة الشرقي، بينما وقعت اشتباكات عنيفة في محيط السعن وجب خسارة.
عشرات القتلى بقصف حلب
وأفادت مصادرنا، الثلاثاء، بمقتل قائد قوات الدفاع الوطني في المنطقة الجنوبية بريف دمشق النقيب ردين علي عيسى.
وفي قرية حامر في منطقة اللجاة بريف درعا، ألقت الطائرات المروحية السورية 4 براميل متفجرة، فيما أسقطت براميل متفجرة على منطقة زور الحيصة بريف حماة الشمالي.
وفي شرقي سوريا، سقط جرحى في 4 غارات جوية على مدينة الرقة، بينما شهدت قرى الطرق والطرفاوي ومريجب الثليجة بريف إدلب الشرقي عدة غارات جوية أخرى.
وأفادت مصادر المعارضة السورية أن اشتباكات وقعت بين عناصر المعارضة المسلحة والقوات الحكومية على جبهة البساتين الشمالية لبلدة المليحة، فيما قصف الجيش السوري بالرشاشات الثقيلة مدينة سقبا بريف دمشق.
وفي الأثناء، بدأ أهالي قرية كسب السورية، الواقعة على الحدود مع تركيا، في العودة إلى ديارهم بعد استعادة الجيش السوري السيطرة عليها.
وكانت قوات المعارضة قد دخلت المدينة، التي يشكل الأرمن أغلب سكانها، منذ نحو 3 أشهر.
وكان عدد القتلى الذين سقطوا في المعارك بمناطق مختلفة من سوريا الاثنين ارتفع إلى أكثر من 130 قتيلاً، غالبيتهم في حلب، حيث قتل نحو 30 شخصاً بينهم أطفال، في قصف بالبراميل المتفجرة على حيين من أحياء المدينة.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان، إن عشرات الأشخاص جرحوا في القصف، ما ينذر بارتفاع عدد القتلى، فيما سقط عدد من الجرحى، بينهم امرأة وطفلان، جراء غارة جوية بالقنابل الموجهة تعرضت لها مدينة مارع في ريف حلب الثلاثاء.
معارك دير الزور
من ناحية أخرى، استمرت المعارك الثلاثاء بين مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام ووحدات من المعارضة السورية المسلحة في ريف دير الزور بعد أن استؤنفت الليلة الماضية إثر مرور حوالي أسبوعين على توقفها، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وسبق اندلاع الاشتباكات انفجاران استهدف أحدهما تجمعاً للمعارضة المسلحة، وتسبب بمقتل 7 أشخاص، والآخر قيادياً في كتيبة مقاتلة قتل فيه 3 من أفراد عائلته.
وقال المرصد في بريد إلكتروني “دارت بعد منتصف ليل الاثنين الثلاثاء اشتباكات عنيفة بين تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام من جهة، ومقاتلي جبهة النصرة ومقاتلي الكتائب الإسلامية من جهة أخرى على أطراف بلدة البصيرة بريف دير الزور الشرقي في محاولة من تنظيم الدولة التقدم”.
إيطاليا: ضبط شحنة لمواد تصنيع “أسلحة دمار شامل” كانت متوجهة لسورية
روما (17 حزيران/يونيو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أعلنت سلطات محلية في إيطاليا عن احتجاز تسع حاويات على متن سفينة شحن صينية تحمل مواد ذات “استخدام مزدوج” تصلح أيضا لتصنيع “أسلحة دمار شامل” وصلت بحرا إلى مرفأ لاسبيسيا بإقليم ليغوريا (شمال غرب) قادمة من ليبيا وكانت متوجهة إلى سورية
ونقلت وسائل إعلام محلية عن رئيس الجمارك في المرفأ الايطالي، إلفيو لاتاسّا قوله إن الحمولة، هي “نوع خاص من الصلب” يقدر بمائة وأربعين طنا تبلغ قيمته عدة ملايين يورو، تم حجزها في الخريف الماضي وتم الاعلان عنها اليوم بعد إكمال التحقيقات
وحسب المسؤول المحلي، فإن وجهة الحمولة حسب وثائق سفينة الشحن شركة لبنانية “لا وجود لها”، ولكن “في الحقيقة كان سيتم نقلها على شاحنات من لبنان نحو سورية لصالح مجموعات ضالعة في تطوير أسلحة دمار شامل
مراقبون: كيماويات شبيهة بغاز الكلور ربما استخدمت في الحرب في سوريا
أمستردام (رويترز) – قالت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية المكلفة بتدمير ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية يوم الثلاثاء إن مفتشي الأسلحة الكيماوية لديهم معلومات تفيد بأن أسلحة كيماوية شبيهة بغاز الكلور استخدمت خلال الحرب في سوريا.
واضافت المنظمة في بيان “المعلومات المتوافرة لبعثة تقصي الحقائق تعطي مصداقية للرأي القائل أن كيماويات سامة – هي على الارجح مواد تسبب تهيجا في الرئة مثل الكلور – استخدمت في سوريا.”
(إعداد سيف الدين حمدان للنشرة العربية- تحرير عماد عمر)
كاميرون:المقاتلون الاجانب في العراق وسوريا يشكلون اكبر خطر على بريطانيا
لندن (رويترز) – قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يوم الثلاثاء إن المواطنين من بريطانيا ودول اخرى الذين يقاتلون إلى جانب المسلحين الإسلاميين في العراق وسوريا أصبحوا يمثلون اكبر خطر على الأمن القومي لبريطانيا.
وأضاف كاميرون في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الصيني لي كه تشيانغ “ينبغي ألا يشك أحد في أن ما نراه في سوريا والان في العراق فيما يتعلق بتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام هو أخطر تهديد لأمن بريطانيا اليوم.”
وتابع “عدد المقاتلين الأجانب في تلك المنطقة.. عدد المقاتلين الاجانب ومنهم المقاتلون البريطانيون الذين قد يحاولون العودة للمملكة المتحدة هو تهديد حقيقي لبلادنا.”
(إعداد حسن عمار للنشرة العربية-تحرير عماد عمر)
محققون بالأمم المتحدة يحذرون من حرب طائفية أوسع في العراق وسوريا
من ستيفاني نيبيهاي وتوم مايلز
جنيف (رويترز) – قال محققون متخصصون في قضايا حقوق الانسان بالأمم المتحدة في تقرير صدر يوم الثلاثاء إن الشرق الأوسط يبدو على حافة حرب طائفية أوسع تشمل العراق وسوريا مع قيام مقاتلين متشددين بعمليات خطف وتعذيب وقتل للمدنيين.
وأخرج مقاتلو تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام الجيش العراقي من شمال العراق في الأسبوع الأخير وضموا المنطقة إلى مساحة كبيرة من الأراضي سيطروا عليها في شرق سوريا خلال الحرب الأهلية الدائرة هناك.
وقال فيتيت مونتاربورن خبير القانون الدولي الذي شارك في التحقيق “توقعنا منذ فترة طويلة مخاطر امتداد الصراع على الجانبين وهو ما يتحول الآن إلى صراع إقليمي.”
وقالت نافي بيلاي مسؤولة حقوق الانسان بالأمم المتحدة يوم الاثنين إنه يكاد يكون من المؤكد ارتكاب قوى متحالفة مع تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام جرائم حرب بإعدام مئات من الرجال غير المقاتلين على مدى الأيام الخمسة الماضية.
وجاء في تقرير قدم لمجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة يوم الثلاثاء إن أموالا ومتشددين سنة أجانب تدفقوا على سوريا حيث ترتكب فصائل مناهضة للحكومة ومن بينها تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام عن عمد انتهاكات بحق مدنيين في مناطق تسيطر عليها.
وقال تقرير المحققين إن “اندلاع حرب إقليمية في الشرق الأوسط أصبح أقرب من أي وقت مضى. ستكون للاحداث في العراق تبعات عنيفة في سوريا المجاورة.”
وأضاف متحدثا عن سوريا “لا تستهدف الاعداد المتزايدة من المقاتلين المتشددين المجتمعات السنية الخاضعة لسيطرتها فحسب لكن أيضا مجتمعات الأقليات بما في ذلك الشيعة والعلويون والمسيحيون والأرمن والدروز والأكراد.”
ويشير التقرير إلى استهداف المتشددين السنة لمدنيين سنة من خلال أمور منها إجبار النساء على ارتداء الحجاب وفرض تفسيرهم لأحكام الشريعة والانتقام من السنة الذين خدموا في الجيش السوري.
والأقلية العلوية الشيعية التي ينتمي لها الرئيس السوري بشار الأسد هي الطائفة التي تهيمن على مقاليد البلاد منذ عقود.
* خطف جماعي في حلب
ذكر التقرير أن تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام خطف ما يقرب من 200 مدني كردي في هجوم على مدينة حلب في نهاية مايو أيار.
وقال مونتاربورن إن التنظيم يخوض قتالا ضد جماعات أخرى مناهضة للأسد أكثر مما يخوض ضد حكومة دمشق.
وقال التقرير “يظهر تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام قدرته على إذكاء نيران الطائفية في كل من العراق وسوريا. أي تعزيز لموقفه يزيد من القلق البالغ.”
وقتل ما لا يقل عن 160 ألف شخص في الصراع الدائر بسوريا منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وبخصوص العراق يدرس الرئيس الأمريكي باراك أوباما خيارات تتعلق بعمل عسكري لدعم حكومة بغداد المحاصرة لكن لم يتخذ قرارا بعد بشأن الرد الأمريكي على هجوم تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام الذي يهدد بتمزيق البلاد.
ووصف التقرير الذي غطى فترة بدأت منذ منتصف مارس اذار كيف استعادت الحكومة السورية السيطرة على أراض استراتيجية في محافظتي دمشق وحلب من خلال مزيج من “الأساليب الوحشية والحصار طويل الأمد” واستخدام البراميل المتفجرة.
وقال كبير المحققين البرازيلي باولو بينيرو للصحفيين في جنيف “يصف الضحايا… آلام الحصار والتعرض للقصف مع الموت جوعا ببطء.”
وأجرى الفريق الذي ضم نحو 20 محققا من الأمم المتحدة مقابلات مع ثلاثة آلاف سوري داخل سوريا أو في دول مجاورة عبر سكايب.
وذكروا أنهم وثقوا جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية ارتكبها جميع الأطراف ووضعوا أربع قوائم سرية للمشتبه بهم لاستخدامها في أي ملاحقات قضائية مستقبلا.
وقال التقرير “لا يزال يتعين على المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن أن يطالب بمحاسبة من ارتكبوا جرائم ضد الرجال والنساء والأطفال في سوريا. بسبب التراخي تولدت مساحة أتاحت لأسوأ ما في الانسانية أن تعبر عن نفسها.”
وحصل فريق التحقيق على آلاف الصور التي نشرت في يناير كانون الثاني وسربها مصور سابق بالشرطة العسكرية السورية قال إنها تظهر أشخاصا يعذبون ويقتلون في مراكز احتجاز تديرها الحكومة.
وقال بينيرو “كثيرون في حالة هزال وكلهم تقريبا تبدو عليهم آثار انتهاكات مروعة مثل الخنق والبتر والجروح المفتوحة والحروق والكدمات.”
وأضاف “تتسق هذه الإصابات مع طرق تعذيب سبق وأن وثقتها اللجنة في 12 تقريرا لنا حتى الآن.”
(إعداد محمود رضا مراد للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)