أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء 19 أيار 2015

النظام السوري يخسر أمام المعارضة و «داعش»

لندن – «الحياة»

مُنيت القوات النظامية السورية بنكسات إضافية أمس، في معاركها ضد مقاتلي المعارضة قرب دمشق وفي شمال غربي البلاد وأمام تنظيم «داعش» قرب تدمر وسط البلاد وفي حلب شمالها، في وقت بدأت محادثات روسية – أميركية في موسكو البحث عن حل سياسي للأزمة السورية.

واتهمت وزارة الخارجية السورية الأردن بتدريب «إرهابيين» على أرضه وتسهيل سيطرتهم على معابر حدودية.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «الاشتباكات العنيفة استمرت بين قوات النظام والمسلّحين الموالين من طرف، والفصائل الإسلامية من طرف آخر، في محيط بلدة المقبلة ومنطقة المسطومة جنوب مدينة إدلب». وبثت شبكة «سمارت» المعارضة أن «جيش الفتح» سيطر على قرية المقبلة غرب معسكر المسطومة وعلى تلة المسطومة وبات على مشارف آخر معقل عسكري للنظام بعد سيطرة المعارضة على مدينتي إدلب وجسر الشغور ومعسكر معمل القرميد في ريف إدلب.

في دمشق، أعلن «جيش الإسلام» بدء معركة تدمير الخطوط الأولية لـ «اللواء 39» على أطراف الغوطة الشرقية، بين بلدة ميدعا وتل كردي. وأشار «مجلس قيادة الثورة» في ريف دمشق، إلى أن المعركة «بدأت بتسلل قوات المهمات الخاصة إلى أبنية ومتاريس قوات النظام والسيطرة عليها ثم تبعها قصف بالأسلحة الثقيلة». وتابع أن مقاتلي المعارضة نجحوا في «تحرير جامع العضم الذي يعتبر نقطة استراتيجية ويطل على كامل بلدة حوش الفارة، وتحرير نقطة السفير ونقطة البوايك والحاجز الثالث».

على صعيد المعارك ضد «داعش»، أفاد «المرصد» بأن «56 من عناصر النظام والمسلحين الموالين تأكد مقتلهم خلال سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على حقلَيْ الأرك والهيل الواقعين بين مدينتي السخنة وتدمر» وسط البلاد. وأوضحت وكالة «مسار برس» المعارِضَة، أن «تنظيم الدولة يعمل لاستنزاف قوات الأسد داخل أحياء المدينة»، وأنه سيطر على «قرى السخنة والأرك والحفنة، وبئر الحفنة النفطي، ومنطقة العامرية ومحيط مدينة تدمر، إضافة إلى مبانٍ وأحياء شرق المدينة وشمالها».

ولمعركة تدمر أهمية استراتيجية للتنظيم، إذ تمهّد له الطريق نحو البادية السورية المتصلة بمحافظة الأنبار العراقية. كما أنها مهمة من الناحية الدعائية، كون المدينة محط أنظار عالمياً بسبب آثارها، ما دفع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) إلى طلب تحرُّك مجلس الأمن.

سياسياً، بدأ المبعوث الأميركي إلى سورية دانيال روبنستين ومدير إدارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية الروسية سيرغي فيرشينين محادثات في موسكو، وجرت الجولة الأولى خلف أبواب مغلقة. وفسّر مصدر ديبلوماسي إحاطتها بالتكتُّم بـ «السعي إلى تقريب حقيقي للمواقف وليس إلى إطلاق بالونات إعلامية». ونقلت وكالة «تاس» الرسمية الروسية عن المصدر أن «الطرفين يعوِّلان على بحث معمّق ومفصّل أكثر لكل المسائل المتعلقة بالتسوية السياسية للأزمة السورية».

ورجّح مصدر تحدّث الى «الحياة» ألا يخرج اللقاء ببيان أو إعلان مشترك، مشيراً إلى «الطبيعة التشاورية للمحادثات». وأوضح أن الموقف الروسي ينطلق من ضرورة «الاستناد الى بيان جنيف1 في أي تسوية سياسية والعمل في شكل مشترك لدفع جهود الحوار السوري- السوري لوضع آليات وترتيبات المرحلة الانتقالية».

ويُنتَظر أن يتوجه المبعوث الأميركي إلى تركيا والسعودية لمواصلة المحادثات. وأفادت الخارجية الأميركية بأنه سيتحدث خلال جولته عن ضرورة «انتقال سياسي ثابت في سورية على أساس اتفاقات جنيف، وكذلك عن استمرار التعاون مع قيادة المعارضة السورية المعتدلة».

 

ولايتي: انتصار القلمون يقوّي الممانعة

بيروت، طهران – «الحياة»

اختار مستشار مرشد الجمهورية الإسلامية الإيرانية الدكتور علي أكبر ولايتي المنبر اللبناني من أجل إطلاق جملة مواقف حول الوضع في اليمن وسورية خلال زيارته بيروت أمس، فهاجم المملكة العربية السعودية ورعايتها اجتماع الرياض بين الفرقاء اليمنيين، واعتبر أنها «أحد طرفي النزاع في اليمن ولا تستطيع أن تستضيف مؤتمراً لحل الأزمة اليمنية»، ودعا إلى انعقاد الحوار اليمني» في بلد آخر محايد». (للمزيد )

ورأى ولايتي، الذي التقى رئيسي المجلس النيابي اللبناني نبيه بري والحكومة تمام سلام وزعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون، ثم الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله، أن «الانتصارات المؤزرة والإنجازات الكبرى التي استطاعت المقاومة اللبنانية أن تحققها مع الجيش السوري في التصدي للمجموعات المسلحة التكفيرية ودحرها في منطقة القلمون، تؤدي إلى تقوية محور المقاومة والممانعة، ليس فقط في سورية ولبنان، وإنما في المنطقة برمتها». ودعا إلى أن «يتخلى بعض الدول الإقليمية عن دعمها واحتضانها القوى الشريرة الظلامية في سورية ولبنان».

وفيما أعطى ولايتي بعداً إقليمياً يتجاوز لبنان وسورية لمعركة القلمون، تجنب الرد على دعوة سلام له بأن «تتفهم إيران ضرورة انتخاب رئيس الجمهورية اللبناني المسيحي الوحيد في المنطقة من دون أن يشكل انتخابه انتصاراً لفريق على آخر»، واكتفى بالقول إنه واثق بأن «الرجال الحكماء في لبنان قادرون على التفاهم حول الرئاسة»، حسبما قال مصدر حكومي لـ «الحياة». وأضاف المصدر أن سلام شدد مع ولايتي على أن لبنان «لا يحتمل تصفية الحسابات وغلبة فريق على آخر».

وكان مصدر في طهران وصف زيارة ولايتي بالـ «مهمة في ظل تطورات في سورية والعراق»، مشيراً إلى أنه «يحمل تصورات عن مستقبل التطورات في المنطقة يرغب في إيصالها إلى الفعاليات السياسية في لبنان». وكان ولايتي حذر في تصريحات على موقع المرشد «من مغبة تقسيم العراق و سورية»، مؤكداً معارضة طهران أي تقسيم للدول العربية.

وشهد الوضع اللبناني مزيداً من الحراك السياسي ضد حكم المحكمة العسكرية المخفف ضد الوزير السابق ميشال سماحة، فأكدت كتلة «المستقبل» النيابية خلال زيارة وفد منها سلام تأييدها توجه وزير العدل أشرف ريفي لتعديل صلاحيات المحكمة لتنحصر بالنظر في القضايا العسكرية وإحالة جرائم الإرهاب التي يتهم بها مدنيون إلى محكمة خاصة أو الى القضاء العادي. وطرأ تطور على صعيد القضية أمس، اذ تقدَّم مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر بطعن أمام محكمة التمييز العسكرية في الحكم الصادر في حق سماحة بسجنه أربع سنوات ونصف السنة مع تجريده من حقوقه المدنية، بتهمة نقل متفجرات من سورية إلى لبنان لتفجيرها في الشمال أثناء إفطارات رمضانية ضد رجال دين ونواب وإحداث فتنة مذهبية. واعترض القاضي صقر على تبرئة المحكمة سماحة من محاولة القتل، معتبراً أن المحاولة حصلت لكن القتل لم يحصل.

 

إسرائيل تفضل إستمرار الوضع القائم في سورية وتراقب نقل أسلحة لـ «حزب الله»

القدس المحتلة – امال شحادة

الضربات التي تلقاها تنظيم الدولة الاسلامية «داعش» في سورية، ما زالت تعتبر ضعيفة بالنسبة إلى اسرائيل. لكنها كانت مناسبة يستغلها المسؤولون من سياسيين وعسكريين لكيل المزيد من التهديدات والتحذيرات. ولم يترك رئيس الحكومة، بنيامين نتانياهو، ووزير دفاعه، موشيه يعالون، منصة اعتلياها إلا وجعلا من «حزب الله» وسورية وإيران، محوراً خطيراً وهدفاً أساسياً لاسرائيل. وكما في كل مرة كذلك في المرة الاخيرة للظهور التلفزيوني للامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله، خرج اسرائيليون بعناوين وتصريحات اعادت الحدود الشمالية الى رأس الاجندة الاسرائيلية. وحتى نائب وزير التعاون والتطوير الاقليمي، ايوب قرا، انضم الى هذا «الجهد»، باحثاً عن عناوين الاعلام، فتجاوز مرؤوسيه في المؤسسة الاسرائيلية ليصل الى حد يدعو فيه الى عملية عسكرية فورية: «إذا لم تنفذ عملية عسكرية في سورية خلال الأيام أو الأسابيع القريبة سنجد أنفسنا تحت وابل من صواريخ الكاتيوشا». قرا الذي كان قد جلس لتوه على كرسي منصبه الجديد، تبنى خطاب رؤسائه وأعلن أن «إسرائيل الرسمية وغير الرسمية لا يمكنها القبول بأن يهدد تنظيم «داعش» الحدود الشمالية ولذلك فلا مناص من التدخل في ما يجري في المنطقة».

ويتزايد القلق الاسرائيلي من الاوضاع في سورية، وبحسب تقديرات جهاز الإستخبارات الاسرائيلية، فان «حزب الله» سيتخذ خطوات سريعة تضمن تهريب بقية منظومات الأسلحة المتقدمة المتبقية فيها. ومن شأن هذا السيناريو أن يزيد بشكل كبير من خطر المواجهة مع الجيش الإسرائيلي، لأنه عندها يمكن اسرائيل القيام بحملة صيد مكثفة لعرقلة التهريب، في حين أن الجماعات المتمردة السورية ستزيد الضغوط التي تمارسها على معسكر «حزب الله» والأسد، وفق ما نشره تقرير اسرائيلي حول الموضوع. واضاف معدو التقرير:»حتى من دون حسم الحرب في سورية، من الواضح أن مواجهة قوية تحدث الآن، ويتم فيها استثمار جهود كبيرة من جميع الأطراف، وأن اصطدام الكتل في جميع أنحاء العالم العربي من حول سورية ولبنان واليمن تضع في الظل القضايا الأخرى التي اعتبرت مركزية في السابق، كالصراع الإسرائيلي- الفلسطيني».

وأي حديث عن سورية بالنسبة لاسرائيل هو حديث مباشر عن «حزب الله» وايران. وتصريحات نصر الله الاخيرة كانت مناسبة اخرى لاسرائيل كي تكشف بعضاً مما تفكر به وتخطط له مركزة على الخطوط الحمر، وفي مركزها منع تسريب اي نوع من السلاح من سورية الى «حزب الله». وهنا تجد اسرائيل الرابط المباشر بين سورية و»حزب الله». وهذه المرة يجري الحديث عن عمليات يخطط لها الجيش ويعدها وعنوانها المركزي هو رئيس اركان الجيش، غادي ايزنكوط، الذي تولى هذا المنصب قبل اكثر من ثلاثة اشهر.

اليوم فقط وبعد مرور اكثر من عشرة اشهر على حرب غزة الاخيرة «الجرف الصامد» بدأت اسرائيل تتحدث عن الدروس التي استخلصتها من هذه الحرب وخصوصاً عملية «زيكيم» التي تسلل خلالها اربعة من مقاتلي «حماس» الى اسرائيل. هذه العملية اليوم هي عنوان لخطة يتدرب عليها الجيش ضمن سيناريو احتمال تسلل عناصر من «حزب الله» الى اسرائيل، وفي حوزتهم معدات عسكرية واسلحة كانت قد هربت من سورية.

 

رصد أعماق الاراضي اللبنانية

في سياق الحديث الاسرائيلي عن الخطوط الحمر والتهديدات بعدم قبول اسرائيل بتجاوزها، اختارت الاجهزة الامنية الترويج لاحد التقارير الاسرائيلية التي تتحدث عن سيناريو تسلح «حزب الله». التقرير تحدث عن السيناريوات التي يتدرب عليها الجيش الاسرائيلي وفي مركزها تسلح «حزب الله» بصواريخ ومعدات واسلحة قتالية متطورة. وجاء ذلك في اطار الحديث عن السيناريوات التي يتدرب عليها سلاح البحرية الاسرائيلية.

وخلال عرض التقرير نقل عن ضابط في سلاح البحرية أن اسرائيل على قناعة بأن «حزب الله» تزود معدات من إيران وبمساعدة ودعم من سورية، بما يجعله يخوض حرباً شرسة في البحر مع اسرائيل. ويدّعي التقرير الاسرائيلي: «ان المعلومات التي وصلت لجهاز الاستخبارات من مصادر موثوقة، لم تترك أي مكان للشك بأنّ «حزب الله» يقوم بتعزيز قواته ويجمع الوسائل القتالية لتهديد القوات الإسرائيلية في البحر».

الجيش الإسرائيلي يأخذ بعين الاعتبار عدة سيناريوات: غواصات، ودراجات مائية، وسفن شراعية، وسفن غير مأهولة، وقوارب مفخخة، وحتى طائرات غير مأهولة جاهزة لمهاجمة السفن أو منشآت الغاز» .

وفي التقرير ان المسؤولين في الاجهزة الامنية يقدرون ان «حزب الله» يستلهم طريقة عمله من المدرسة الإيرانية: «تفعيل قوات صغيرة بكميات كبيرة في آن واحد. وهكذا، تضطر القوات الدفاعية الى تشخيص تحركات مشتبهة في المنطقة التي تعمل فيها مئات السفن المدنية، وقيامها في آن واحد بمهاجمة عدد كبير من الآليات البحرية الصغيرة». ويضيف التقرير ان «حزب الله» طوّر قدراته الصاروخية البحرية واستعان بدعم ايراني وبمحطات الرادار على الشاطئ، وهو امر يؤكد ان السرية في عمل الحزب بحراً، والذي وصل ذروته في حرب لبنان الثانية لدى ضرب سفينة « حانيت» بصاروخ من نوع C-802 لا تزال سارية حتى اليوم، ويتوقع تكرار استخدامها تجاه اسرائيل.

ويدّعي التقرير الاسرائيلي ان سلاح البحرية الاسرائيلية استثمر بشراء أجهزة مراقبة وجمع معلومات متطورة، وتمّ تركيب أجهزة استشعار في نقاط السيطرة، ووسائل الكترونية في اسرائيل ترصد اعماق الاراضي اللبنانية ووسائل جمع ومراقبة من انتاج اسرائيلي تحول الليل إلى نهار، والضباب الكثيف إلى صورة واضحة. ويتم تحويل كل المعلومات إلى سفن القوات البحرية وإلى غرفة الحرب. وهناك أجهزة استشعار ترصد ما يحدث مباشرة، وتتابع كل آلية بحرية في المنطقة على امتداد عشرات الأميال من شواطئ لبنان واسرائيل، ويضيف:»لا يجري الحديث عن أمر عابر، ففي غرفة القيادة الحربية، هناك خارطة ديجيتال، مفصلة، تشير الى كل آلية بحرية وتجمع عنها معلومات. ضابط كبير في القوات البحرية، يدير شاشة الحاسوب في مكتبه ويعرض الخارطة، التي يشار فيها الى حوالي الف آلية بحرية من نهر الليطاني باتجاه الجنوب الغربي. ويقول: «استطيع القول اين كانت هذه الالية قبل ساعتين وعدد اجهزة جمع المعلومات التي تابعتها في نفس الوقت» .

المعلومات التي تم جمعها، بحسب ما يدّعي التقرير الاستخباري الاسرائيلي، تحذر في الاوقات العادية من كل آلية بحرية مشبوهة وفي وقت الحرب تنقل هذ المعلومات كهدف للهجوم. كما تنقل الأجهزة المتطورة معلومات استخبارية كثيرة، فيقوم رجال الغرفة الحربية بفحص المعلومات التي يمكن الاستفادة منها. ويقول الضابط الكبير : «نحن حساسون حتى لعبوات الماء التي تنتقل من الجانب اللبناني إلى الجانب الإسرائيلي. ولا نخاطر. في كل ليلة تقريبا يقترب صيادون لبنانيون إلى مسافة 30 مترا من خط الحدود، ونتعامل مع كل واحد منهم كمشبوه بأعمال تخريب، طالما لم تثبت براءته».

 

خطة ايزنكوط

تتحدث قيادة الجيش الاسرائيلي، عن ضعف سلاح البر وهذا الجانب يضعه رئيس اركان الجيش، غادي ايزنكوط على راس أولوياته. ومع التطورات الاخيرة التي تشهدها المنطقة الحدودية مع سورية، يصبح الموضوع اكثر الحاحاً، خصوصاً وان تهديدات المسؤولين الاسرائيليين لم تتوقف، تحت عنوانين مركزيين» عدم تجاوز الخطوط الحمر» و»عدم السماح لداعش بالاقتراب من الحدود».

ضمن تحضيراته لمواجهة ما تعتبرها اسرائيل المخاطر القادمة من لبنان وسورية أجرى ايزنكوط عدة لقاءات مع مسؤولين في سلاح البر لوضع خطة تحسين له وبشكل فوري وعاجل. وكان لقاؤه الاخير مع قائد القوات البرية، غاي تسور، الذي وضع أمامه الرؤية المستقبلية لجيش اليابسة، ما دفع ايزنكوط الى قرار غير مسبوق ساوى بموجبه ميزانية سلاح البر بسلاح الجو. واعلان اسرائيل عن خطط ايزنكوط جاء بعد ما نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» لتصريحات ضابط اسرائيلي تحدث عن ان اسرائيل، وفي حال وقوع حرب، لن تترك المدنيين اللبنانيين خارج ملعب صواريخها بادعاء ان «حزب الله» نجح، حتى اللحظة، في تحويل بيوت وبلدات الجنوب الى قواعد عسكرية له.

تصريحات الضابط الاسرائيلي للصحيفة الاميركية، وان اكد الكثيرون أنها أطلقت بموافقة المسؤولين الاسرائيليي، كانت مناسبة لاطلاق تصريحات وتهديدات، عبر وسائل الاعلام الاسرائيلية، توضح حديث الضابط للصحيفة. وبحسب مسؤول عسكري فان نشر هذه التصريحات كان القصد منه نقل عدة رسائل ابرزها: «حزب الله» يواصل انتهاك القرار الدولي 1701، بتهريب المزيد من الأسلحة الى المناطق اللبنانية وينشر قواته جنوبي نهر الليطاني، وهو امر لن تقبل اسرائيل باستمراره. رسالة اخرى تحملها هذه التصريحات، وفق المسؤول العسكري الاسرائيلي، وهي ان الإستخبارات الإسرائيلية تعرف عن الانتشار العسكري لـ «حزب الله» ويمكن للجيش أن يصيبه بشدة عند الحاجة. وبما أن «حزب الله» يختار الاختباء في صفوف المدنيين، فان اصابة اهدافه العسكرية ستترافق مع قتل المدنيين».

وزير الدفاع، موشيه يعالون، استغل مشاركته في مؤتمر «المجالس الاقليمية القروية»، ليحذر من أنه «يمكن إسرائيل أن توحد جميع القوى في المنطقة ضدها إذا تصرفت بشكل غير صحيح.» ووصف نهج اسرائيل «كسلوك جراحي يعتمد على خطوط حمراء، وكل من يتجاوزها يعلم أننا سنتحرك: «انتهاك السيادة في هضبة الجولان، ونقل أسلحة من نوع معين». وتابع يعالون: «هناك أمور يمكننا تحمل المسؤولية عنها، والبعض الآخر لا نتحمل مسؤوليته، ولكننا لا نتدخل في الصراعات الداخلية، إلا إذا تم تجاوز خطوطنا الحمر».

القيادة الاسرائيلية، التي تدعم يعالون في موقفه هذا لا تخفي شعوراً بالقلق إزاء قيام نظام الأسد بتهريب الأسلحة إلى «حزب الله»، لكنها تدرك ان القيام بسلسلة طويلة من الهجمات المنهجية قد يخل بالتوازن الدقيق في الشمال، ويؤدي إلى مواجهة بينها وبين «حزب الله»، وبالتالي، يملي تغييراً في الحرب الأهلية في سورية. ومثل هذا التغيير غير مرغوب فيه بالنسبة لإسرائيل، التي تفضل الوضع القائم هناك.

 

اشتباكات حول قاعدة المسطومة في إدلب “داعش” يُسيطر على حقلين للغاز قرب تدمر

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب)

بث التلفزيون السوري الرسمي أن اشتباكات عنيفة دارت بين الجيش السوري ومسلحين حول قاعدة المسطومة العسكرية جنوب مدينة ادلب، في اطار معركة أوسع نطاقاً للسيطرة على المحافظة الشمالية الغربية، فيما سيطر مقاتلو “الدولة الاسلامية ” على حقلين لانتاج الغاز قرب مدينة تدمر الاثرية في وسط سوريا، حيث قتل خمسة مدنيين، بينهم طفلان، في قصف من مسلحين جهاديين.

وقاعدة المسطومة واحد من آخر المعاقل الرئيسية للجيش السوري في محافظة تسيطر عليها جماعات مسلحة، منها “جبهة النصرة” جناح تنظيم “القاعدة” في سوريا و”حركة أحرار الشام” الإسلامية.

ونقل التلفزيون عن مصدر عسكري أن وحدات من الجيش كبدت الجماعات المسلحة “خسائر كبيرة في العتاد والأفراد” في معارك شمال المسطومة وحولها.

وأفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يتخذ لندن مقراً له أن غالبية القوات المتمركزة في مدينة ادلب انتقلت إلى المسطومة عقب سيطرة المسلحين على المدينة في آذار، علماً أن القاعدة تستخدم لشن غارات جوية في محافظة ادلب. وتحدث عن ورود أنباء عن خسائر في الارواح في المعارك، وأن سلاح الجو السوري شن سلسلة من الغارات على المنطقة أيضاً.

وتحدث التلفزيون أيضاً عن اشتباكات حول قرية فيلون غرب القاعدة الواقعة على طريق رئيسي يتجه جنوباً من مدينة ادلب.

وتقع القاعدة شرق جسر الشغور التي استولى عليها المسلحون الاسلاميون في نيسان، في هجوم جعلهم أقرب من المناطق الساحلية التي تشكل المعقل الرئيسي للأقلية العلوية.

 

تدمر

في غضون ذلك، قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن “مقاتلي التنظيم تمكنوا من السيطرة على حقلي الهيل والارك لانتاج الغاز الواقعين بين تدمر وبلدة السخنة” التي سيطر التنظيم عليها الاربعاء بعد ساعات من بدء هجومه نحو تدمر.

ويبعد حقل الهيل نحو 40 كيلومتراً عن مدينة تدمر، فيما يبعد عنها حقل الارك نحو 25 كيلومتراً.

ودارت معارك عنيفة الاحد بين مقاتلي التنظيم وقوات النظام في محيط الحقلين الواقعين شمال شرق تدمر. واحصى المرصد مقتل 56 عنصرا على الاقل من قوات النظام في هذه المعارك، فيما لم تعرف حصيلة خسائر الجهاديين.

ويستخدم النظام الغاز المنتج في الحقلين في محطات توليد الكهرباء في حمص وفي مناطق أخرى خاضعة لسيطرته. ويعد حقل الهيل الثاني لانتاج الغاز في محافظة حمص، بعد حقل الشاعر الخاضع لسيطرة قوات النظام.

واوضح مصدر أمني سوري ان “الوضع العسكري غير مستقر ومتبدل في المنطقة الواقعة شمال شرق تدمر حيث تستمر المعارك العنيفة”، مضيفاً ان “ارهابيي داعش غير قادرين على البقاء في اية منطقة لوقت طويل وتالياً لا امكان للحديث عن سيطرتهم على هذا الموقع او ذاك”.

وينتشر مقاتلو التنظيم عند اطراف تدمر وعلى مسافة كيلومتر واحد من مواقعها الاثرية في جنوب غرب المدينة المدرجة على لائحة التراث العالمي.

الى ذلك، اشار المرصد الى “مقتل خمسة مدنيين، بينهم طفلان، جراء اطلاق تنظيم الدولة الاسلامية ليل الاحد قذائف على مناطق عدة في مدينة تدمر”.

وقال المدير العام للمتاحف والآثار السورية مأمون عبد الكريم ان “قذيفتين سقطتا في حديقة متحف تدمر من دون التسبب بأي اضرار”، وان “المتحف أفرغ قبل اسابيع، ونقل بعض القطع الاساسية الى اماكن سرية آمنة”.

 

دمشق تتهم الأردن

في غضون ذلك، اتهمت وزارة الخارجية السورية في رسالتين متطابقتين الى الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون والرئيس الحالي لمجلس الأمن، الاردن بتدريب “ارهابيين” على أرضه وبتسهيل سيطرتهم على معابر حدودية، محذرة إياه من وصول “التهديد الارهابي” الى أرضه وداعية مجلس الأمن الى التدخل.

 

الأميركيون مهتمون بالتشاور حول سوريا

موسكو وواشنطن: عودة الديبلوماسية

بعد خلاف استمر عامين وأعاد أجواء الحرب الباردة، سجلت الولايات المتحدة في الأيام الأخيرة عودة ديبلوماسية على أعلى مستوى في روسيا، من اجل تهدئة التوتر والتعاون في الملفات الدولية الشائكة.

وظهرت البوادر الأولى لهذه العودة الأسبوع الماضي في منتجع سوتشي في جنوب روسيا، حين استقبل الرئيس فلاديمير بوتين وزير الخارجية الأميركي جون كيري.

وتلا هذا اللقاء الاستثنائي زيارة مساعدة وزير الخارجية الأميركي لأوروبا فيكتوريا نولاند للتباحث حول أوكرانيا. كما توجه مبعوث الحكومة الأميركية الخاص حول سوريا أمس أيضاً إلى العاصمة الروسية للتباحث حول “عملية انتقالية سياسية” محتملة سوريا، بحسب قوله.

وتمر الولايات المتحدة وروسيا منذ العام 2012 بأسوأ أزمة ديبلوماسية بينهما منذ انهيار الاتحاد السوفياتي في العام 1991.

وشكلت زيارة كيري إلى روسيا في 12 أيار الحالي، للمرة الأولى منذ عامين، تغييراً واضحاً لجهة رغبة واشنطن في عودة العلاقات مع موسكو.

وفي هذا الصدد، قالت الخبيرة لدى مؤسسة “بروكينغز” فيونا هيل أن اللقاء، الذي استمر أربع ساعات بين بوتين وكيري والذي سبقه محادثات مطولة بين كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف “مهمان جداً لأنهما يبقيان قنوات الاتصال مفتوحة” مع روسيا.

كما أشارت إلى أن “روسيا تريد، وفي حاجة، إلى أن تحتفظ بدور في الشرق الأوسط”.

إلا أن المبادرة الأميركية لم تحقق أي اختراق، كما أنها كانت موضع سخرية في أوساط المحافظين في الولايات المتحدة، الذين اعتبروا أن كيري “اكتفى بترداد عبارات معتادة ومكررة” ما شكل “انتصاراً ديبلوماسياً لبوتين”.

بدوره، اعتبر الخبير في معهد “جيرمان مارشال فاند” للأبحاث حول علاقات دول الأطلسي، يورغ فوربيرغ، أن الزيارة “كانت رمزية جداً دون مضمون كبير”، وأنها برأيه “مبادرة من الأميركيين تجاه الروس”.

وأضاف فوربيرغ أن الولايات المتحدة “ورغم توتر مستمر مع روسيا منذ أكثر من عامين ازداد سوءاً  بسبب النزاع في أوكرانيا منذ أواخر 2013، لم تشأ قطع علاقاتها نهائياً مع موسكو، مشيراً إلى أن “الأميركيين يعلمون جيداً أن هناك ملفات لا بد من تسويتها مع روسيا”، وفي مقدمها البرنامج النووي الإيراني والنزاع في سوريا.

وفي سوتشي، أشار كيري إلى فائدة “التحدث مباشرة إلى الجهات التي تتخذ القرارات الكبرى”، حول الأزمة في أوكرانيا، مشدداً على الوحدة والتحالف” بين بلاده وروسيا حول الملف النووي الإيراني.

وبعد فشل محاولات عدة للتسوية الديبلوماسية الدولية حول روسيا، أجرى المبعوث الأميركي الخاص حول سوريا دانيال روبنشتاين محادثات أمس في موسكو مع مسؤولين روس كبار حول “سبل توفير الشروط لعملية انتقالية سياسية حقيقية ودائمة بموجب بيان جنيف”، بحسب ما أوردت وزارة الخارجية الأميركية في إشارة إلى نص وقعته موسكو وواشنطن في العام 2012 لكن لم يتم تطبيقه أبداً، ويحدد أطراً للخروج من الأزمة في سوريا.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي ومبعوث بوتين إلى الشرق الأوسط وأفريقيا، ميخائيل بوغدانوف، الذي التقى روبنشتاين، المشاورات، إن المحادثات مع الأخير في موسكو ” كانت بناءة، إذ تم الإقرار خلالها بوجود العزم المشترك على إقامة تعاون أوثق  بين روسيا والولايات المتحدة من أجل إيجاد رد مناسب على التحديات التي نواجهها جميعاً في الشرق الأوسط”.

واعتبر بوغدانوف أن “تفشي الإرهاب في المنطقة يمثل خطراً شاملاً يهدد المجتمع الدولي برمته، بما في ذلك روسيا والولايات المتحدة”، متحدثاً عن “ضرورة استئناف العملية السياسية لتسوية النزاع السوري، لكي تكون لنا أسس واضحة وأكثر متانة لمكافحة الإرهاب بصورة فعالة”.

ولفت إلى أن “التركيز في المشاورات جرى على ما يجب القيام به من أجل تطبيق بيان جنيف الأول، بشأن التسوية السياسية في سوريا، والذي يشكل قاعدة مبدئية مشتركة لذلك”،مشيراً إلى أن “استئناف عملية جنيف يتطلب إجراء مفاوضات بين الحكومة السورية وأطياف المعارضة، وذلك برعاية الأمم المتحدة ودعم المجتمع الدولي”.

وخرج بوغدانوف باستنتاج مفاده أن “الأميركيين يبدون اهتماماً بمواصلة المشاورات مع روسيا لحل الأزمة السورية”.

وعلى صعيد الملف الإيراني، فان روسيا والولايات المتحدة متفقتان على التوصل، إلى جانب الدول الكبرى الأخرى، إلى اتفاق بحلول أواخر حزيران المقبل حول البرنامج النووي الإيراني لقاء رفع العقوبات عن البلاد.

كما أن أجواء العدائية بين روسيا والولايات المتحدة تبدو أكثر هدوءاً حول أوكرانيا.

فقد دعت نولاند، المعروفة بمواقفها الحازمة المؤيدة للسلطات الأوكرانية والمعارضة لروسيا، من موسكو إلى تطبيق “ملموس” لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع في شباط الماضي.

لكن، من جهتها، اعتبرت هيل أنه “من المبكر جدا التحدث عن إعادة إطلاق العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا كما دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما في العام 2009 نظيره الروسي آنذاك ديمتري مدفيديف”.

(أ ف ب، “سبوتنيك”)

 

آخر المراكز العسكرية للنظام السوري في إدلب على وشك السقوط

عواصم ـ وكالات: قال التلفزيون الرسمي السوري وجماعة تراقب الحرب إن اشتباكات عنيفة اندلعت بين الجيش السوري ومسلحين حول قاعدة عسكرية جنوبي مدينة ادلب امس الاثنين في إطار معركة أوسع نطاقا للسيطرة على المحافظة الشمالية الغربية.

وقاعدة المسطومة واحدة من آخر المعاقل الرئيسية للجيش في محافظة تسيطر عليها جماعات مسلحة منها «جبهة النصرة» جناح تنظيم «القاعدة» في سوريا وحركة «أحرار الشام الإسلاميةط.

وذكر التلفزيون الرسمي السوري نقلا عن مصدر عسكري أن وحدات من الجيش كبدت الجماعات المسلحة «خسائر كبيرة في العتاد والأفراد» في معارك إلى الشمال من المسطومة وحولها.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن معظم القوات المتمركزة في مدينة ادلب انتقلت إلى المسطومة عقب سيطرة المسلحين على المدينة في آذار/ مارس. وتستخدم القاعدة لشن غارات جوية في محافظة ادلب.

وأضاف أن أنباء أفادت بوقوع خسائر بشرية في المعارك دون اعطاء أي تفاصيل.

وأعلن التلفزيون السوري أيضا عن وقوع اشتباكات حول قرية فيلون إلى الغرب من القاعدة الواقعة على طريق رئيسي يتجه جنوبا من مدينة ادلب.

وتقع القاعدة شرقي بلدة جسر الشغور التي استولى عليها المسلحون الإسلاميون في نيسان/ ابريل في هجوم جعلهم أكثر قربا من المناطق الساحلية التي تشكل المعقل الرئيسي للأقلية العلوية التي ينتمي اليها الرئيس بشار الأسد. وهذه أصعب الفترات بالنسبة للأسد منذ أول عامين من الصراع.

وبدأت جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران الأسبوع الماضي حملة كبيرة لطرد المسلحين من مناطق كبيرة من سلسلة جبال القلمون التي تبعد مسافة قصيرة بالسيارة عن العاصمة دمشق.

وقالت قناة «المنار» التلفزيونية التي يديرها حزب الله امس الاثنين إن عشرة مسلحين قتلوا وأصيب 20 عندما هاجمهم الجيش السوري ومقاتلو حزب الله في منطقة القلمون وفي بلدة فليطة.

 

مقاتلو المعارضة يسيطرون على أكبر قاعدة عسكرية متبقية للنظام السوري في ادلب

بيروت- (أ ف ب): سيطر مقاتلو المعارضة السورية وبينهم جبهة النصرة الثلاثاء على أكبر قاعدة عسكرية متبقية للنظام في محافظة ادلب في شمال غرب البلاد، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون.

 

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس “انسحبت كل قوات النظام من معسكر المسطومة، اكبر القواعد العسكرية المتبقية لها في محافظة ادلب”، مشيرا إلى أن المعسكر “هو الآن بكامله تحت سيطرة جيش الفتح” المؤلف من جبهة النصرة ومجموعة من الفصائل الاخرى.

 

واوضح أن السيطرة جاءت بعد “هجوم بدأ الاحد واشتباكات استمرت يومين بين قوات النظام وجيش الفتح المؤلف من جبهة النصرة وجند الاقصى وفيلق الشام وحركة احرار الشام واجناد الشام وجيش السنة ولواء الحق”.

 

واقر الاعلام الرسمي ضمنا بانسحاب قوات النظام من المعسكر، اذ اورد التلفزيون في شريط اخباري عاجل أن “وحدة الجيش التي كانت ترابط في معسكر المسطومة انتقلت لتعزز الدفاعات في اريحا” الواقعة على سبعة كيلومترات من المسطومة.

 

ولم يبق للنظام تواجد في محافظة ادلب الا في اريحا ومطار ابو الضهور العسكري الواقع على بعد اكثر من خمسين كيلومترا جنوب غرب المنطقة التي تشهد اشتباكات حاليا.

 

ويضم معسكر المسطومة الاف الجنود ومعدات ثقيلة وذخائر وكميات كبيرة من السلاح.

 

واوردت جبهة النصرة على احد حساباتها الرسمية على موقع (تويتر) العبارة التالية “تم بحمد الله وفضله تحرير معسكر المسطومة بالكامل حيث اقتحمت جبهة النصرة المعسكر من الجهة الجنوبية”، مرفقة بهاشتاغ #جيش_الفتح.

 

«جنيف 3» مرهون بتغير ميزان القوى في سوريا وباكتشاف المتصارعين لعبثية القتال… وسقوط الرمادي هزيمة فادحة لحكومة العبادي… وصافرات وعيارات نارية وحلوى في الموصل

أوباما استفاد من غزو 2003 وأصبح ضحيته… وأشباح العراق حية وستلاحق حملات 2017 الرئاسية

إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي»: علقت صحيفة «الغارديان» على الجهود الهادئة التي يقوم بها المبعوث الدولي لسوريا ستيفان دي ميستورا والتي يحاول من خلالها استعادة المسار الدبلوماسي وجمع الأطراف السورية حول مائدة المفاوضات من جديد فيما يمكن أن يطلق عليها «جنيف3».

وترى أن الجهود الهادئة مفهومة بعد فشل كل من جنيف1 وجنيف 2 اللتان قادهما مفاوضان مميزان وذا سمعة دولية ومع لم يكونا قادرين على وقف الحرب التي دخلت عامها الثالث في إشارة إلى كوفي عنان الذي استقال من مهمته وخلفه بعد ذلك الدبلوماسي المخضرم الأخضر الإبراهيمي الذي استقال العام الماضي بعدما فشل مثل عنان بإقناع الأطراق مناقشة الازمة وجها لوجه.

 

مدخل هاديء

ونظرا للفشل المزودج السابق فقد تبنى خليفتهما دي ميستورا مدخلا متواضعا وشاملا. فهو يريد القيام بسلسلة من «المشاورات المنفصلة» مع العديد من اللاعبين والأطراف بمن فيهم إيران.

ولم يدع دي ميستورا أطرافا مثل جبهة النصرة التي تمثل تنظيم القاعدة في سوريا، فيما رفض آخرون الإستجابة لدعوته ومن قبلها منهم حذر من مساهمة المحادثات في تدهور الأوضاع.

وتصف الصحيفة المحادثات بأنها تمرين دبلوماسي كلاسيكي يعمل على جعل خطوط الإتصالات مفتوحة على أمل أن يكون هناك تفاوض من جديد لو اتيحت الفرصة لفعل هذا.

وترى «الغارديان» أن جهود دي ميستورا هي اعتراف بأن الوقت قد فات لمعالجة الحرب السورية بناء على ظروفها الخاصة. فقد ظلت الحرب السورية جزءا من التنافس الإيراني والدول السنية التي تقودها السعودية. وهو تنافس يتأثر كما تقول بشكل كبير بالعلاقات الصعبة بين الولايات المتحدة وإيران وبصعود الجهادية والمواجهة بين الغرب وروسيا.

 

ليونة

وتقرأ الصحيفة تغيرات في كل هذه الإتجاهات. فلقاء جون كيري، وزير الخارجية الأمريكية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي يقترح ليونة في المواقف الروسية حول سوريا. وفي الوقت نفسه حاول الرئيس الأمريكي باراك أوباما تبديد مخاوف دول الخليج حول محاولة إيران استغلال الإتفاق النووي لتصبح القوة العظمى في المنطقة.

وتظل بالتأكيد مسألة مفتوحة حول فيما إن أصبحت إيران قوة قانعة وتحاول إخراج نفسها من سوريا وترضى بالتأثير الذي تمارسه في العراق أم لا. وستتعاون الولايات المتحدة مع إيران ومن يعارضها. وقد ألمح أوباما إنه سيتعاون في العراق وجزء من سوريا ولكنه عارض التعاون في مناطق اخرى واليمن.

وهي صيغة محيرة جدا حتى لمن قام بصياغتها، فالملك السعودي الجديد سلمان بن عبد العزيز قد رمى بثقله في اليمن ويقوم بدعم نظام عبد الفتاح السيسي حيث يدعم اطرافا في ليبيا. ولا يزال الحكم حول السياسة الخارجية الجديدة للسعودية مفتوحا على الإحتمالات. وترى أن ما ستؤول إليه الأمور هو بمثابة نتيجة مثيرة للحزن للمعاناة السورية ولكن حل الحرب يجب أن ينتظر حدوث تحولات في ميزان القوى أو محاولة تحقيق مكاسب جديدة لا معنى لها» و»متى يحدث التحول أو تعترف الأطراف بعبثية القتال فهذا ما لا نعرفه ولكننا نأمل بان يحدث عاجلا وليس آجلا» كما تقول «الغارديان».

ويعتمد أيضا على قدرة الولايات المتحدة التفاوض في علاقاتها مع الدول المعنية والتي تلعب دورا في سوريا. فالصورة التي خرجت من كامب ديفيد أو قبله تشير لحالة عدم رضى من هذه الدول. وقالت إن عدم حضور الملك سلمان تعبير عن حالة غضب كما أن اختيار ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة حضور سباق للخيول في «ويندسور» البريطانية بدلا من لقاء أوباما في كامب ديفيد يعبر عن حالة عدم الرضى.

ولكن أهم ما رأته صحيفة «نيويورك تايمز» في افتتاحيتها يوم الجمعة هي تهديد السعودية بالحصول على السلاح النووي مشيرة لتصريحات الأمير سعود الفيصل، مدير الإستخبارات السعودي السابق قبل فترة في لندن من أن «ما سيحصل عليه الإيرانيون سنحصل عليه».

ونقلت صحيفة «صندي تايمز» البريطانية عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن السعودية اتخذت «قرارا استراتيجيا» وقررت الحصول على أسلحة نووية جاهزة في الباكستان.

وحذروا من سباق تسلح في المنطقة. وقالوا إن التزاما باكستانيا بتوفير الأسلحة نظرا للعلاقة العسكرية الوثيقة بين البلدي ولأن السعودية أسهمت بدرجة كبيرة في تمويل البرنامج النووي الباكستاني. ومن هنا فلن يؤدي الإتفاق النووي مع إيران لوقف سباق التسلح بل تسريعه خاصة أن دول الخليج ترى فيه وسيلة لحصول إيران على برنامجها النووي. لأن الإتفاق سيترك 5.000 جهاز طرد مركزي عاملة ومعظم البرنامج البحثي النووي على ما هو. وهناك من يخشى قيام قوى في المنطقة مثل تركيا ومصر بمحاولة تقليد السعودية وبدء مشاريع نووية مماثلة.

 

مرض العراق

ويمثل الملف النووي الإيراني أحد الملفات التي تثير خلافات بين دول الخليج والولايات المتحدة فهي وإن تعاونت في ملف مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية إلا أنها تلوم الأمريكيين على خروجهم المبكر من العراق. فقد كان قرار أوباما سحب قواته من العراق عام 2011 سببا في هيمنة إيران على العراق وسببا في اضطهاد العرب السنة هناك على يد الحكومة الطائفية في بغداد.

وعلى ما يبدو لن يتخلص أوباما من مشاكل الشرق الأوسط رغم بقاء عامين له في السلطة وسيورث مشاكل المنطقة لخلفه أو من سيأتي بعده.

وكان أوباما قد فاز في الإنتخابات بسبب معارضته حرب العراق لكنه وبعد ستة أعوام في الحكم أضحى ضحية لها. ويرى إدوارد ليوس بمقال نشرته صحيفة «فايننشال تايمز» تحت عنوان «أشباح مستقبل العراق» أن التدخل الفاشل في الشرق الأوسط لا يزال يعلم السباقات على السلطة في الولايات المتحدة.

ويقول إن عبارة ليون تروتسكي «قد لا تهتم بالحرب ولكن الحرب تهتم بك» تصدق على علاقة الولايات المتحدة بالغزو العراقي عام 2003. فقد لعب العراق مثل «مرض فيتنام» التي انتهت فيها الحرب بهروب السفير الأمريكي على متن طائرة أقلعت من سطح السفارة. ويرى أن العراق ظل عرضا يؤثر على السياسة الخارجية وكان آخر ضحاياه جيب بوش، شقيق جورج دبليو بوش والذي سئل عما إن كان شقيقه يعرف ما يفعل، فتردد في المرة الأولى والثانية وأجاب بشكل صحيح «لا» في المرة الثالثة. ويرى الكاتب إنه على خلاف فيتنام التي لم تكن تمثل تهديدا مباشرا لأمريكا فالعراق لا يزال يمثل قلقا أمنيا.

وقال إن هناك ملمحان تلتقي فيهما حربي العراق وفيتنام. فالعراق كان خطأ سيؤثر على السياسة الأمريكية لعقود. وكان إعلان جورج بوش الأب عام 1991 انتصاره الحاسم على القوات العراقية بمثابة الترياق الذي حرر الولايات المتحدة من مشكلتها الفيتنامية. وبالنظر للوراء فحرب العراق الأولى كانت سببا في حرب العراق الثانية. فتردد بوش الأب بالإطاحة بصدام حسين أدى لبناء التبرير للغزو في مرحلة ما بعد 9/11.

وعندما غزا الإبن العراق غاص في رماله وواجه حرب عصابات. صحيح أن الجغرافيا مختلفة عن جغرافيا فيتنام لكن الدرس واضح. أما الدرس الثاني فيتعلق بطريقة تعامل الحزبين الأمريكيين الكبيرين مع الحرب. فقد أصبح الديمقراطيون بفعل الغزو حمائم. وظهر المرشحون الديمقراطيون بمظهر الحمائم في مواقفهم من الحرب بدون أن يظهروا تنازلا عن مصالح الأمن القومي. وتأثر الجمهوريون بحرب فيتنام حيث تردد رونالد ريغان بشن حروب خارجية باستثناء غزو غرنادا عام 1983. وبنفس السياق دفع غزو العراق الكثير من المرشحين الجمهوريين التردد في الحديث عن تدخلات في الخارج كما في حالة جيب بوش وتيد كروز.

وباستثناء النائب الجمهوري المتشدد ليندزي غراهام الداعي لوضع جنود على الأرض في العراق فلا أحد من الجمهوريين يتحدث عن الحرب. وبالنسبة للديمقراطيين مثل هيلاري كلينتون التي وافقت على حرب العراق فقد عوقبت عندما حرمت من الترشيح للرئاسة عام 2008.

 

متى نشفى؟

ويتساءل الكاتب عن الطريقة التي يمكن للولايات المتحدة التخلص فيها من «مرض العراق» ويرى أن الجواب معقد. فالعراق اليوم وعلى عدد من المستويات يمثل مصدر قلق أمني للولايات المتحدة. فرغم استفادة أوباما من معارضته للغزو فقد أصبح ضحية له. ف بانسحابه المتعجل عام 2011 ساعد أوباما إيران على تعزيز وجودها في العراق. واسهم في تهميش السنة واضطهادهم ودفعهم للبحث عن حام، وكان وياللأسف تنظيم الدولة الإسلامية. وكان خطأ أوباما هو عدم اهتمامه بالعراق ولكن العراق وجيرانه مهتمون به.

ويرى الكاتب أن سلسلة التدخلات والتراجعات الأمريكية جعلت من الشرق الأوسط منطقة خطرة تعاني من مشاكل طائفية.

ورغم وعد أوباما بتخفيض القوات الأمريكية في العراق وأفغانستان إلا أنه سيترك البيت الأبيض مع وجود ألاف من «المستشارين الأمريكيين» في كلا البلدين.

وسيكون العراق محل اهتمام لمن سيحل محله في عام 2017. ويرى الكاتب أن حرب أفغانستان عام 1979 حررت الأمريكيين من عقدة فيتنام وليس حرب الخليج الأولى. فقد رد الأمريكيون الصاع صاعين للإتحاد السوفييتي السابق.

ولم يعد موجودا الآن وتعتبر الصين التحدي الأكبر لأمريكا، لكن الصين التي تعتمد في الطاقة على منطقة الشرق الأوسط تمارس السياسة الناعمة ولن تكون هدفا لتنظيم الدولة مثل الولايات المتحدة. ويعتقد الكاتب ان الحزبين الكبيرين في الولايات المتحدة سيتجنبان تقديم وعود كبيرة بشأن الشرق الأوسط.

لأن الرأي العام الأمريكي ليس مهتما بمغامرات خارجية. وفي الوقت الذي لا يناقش فيه أحد أن الولايات المتحدة لديها القدرة على تحويل الشرق الأوسط لواحة ديمقراطية لكن الناخبين الأمريكيين ليسوا مهتمين بالشرق الأوسط. والسؤال هل تنظيم الدولة الإسلامية مهتم بالولايات المتحدة؟

وإن كان الجواب بنعم فعلى جيب بوش وهيلاري كلينتون التوقف عن تقديم الأجوبة النظرية لأن أشباح العراق حية. وهي تلاحق الإدارة كل يوم. وهزيمة الجيش العراقي الجديدة في الرمادي تذكر واشنطن وحلفاءها بحجم الهزيمة التي تعرض لها الجيش العراقي في الموصل العام الماضي.

 

انسحاب فوضوي

ولهذا ترى صحيفة «واشنطن بوست» أن سقوط مدينة الرمادي عاصمة محافظة الأنبار يعتبر انتصارا عظيما لتنظيم الدولة الإسلامية وضربة موجعة لحكومة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي.

وفي الوقت نفسه يعتبر سقوط المدينة ضربة للجهود العراقية الهادفة لهزيمة تنظيم الدولة واستعادة المدن التي يسيطر عليها منذ صيف العام الماضي. فقد دخل التنظيم الرمادي بعد 24 ساعة من إعلان الحكومة العراقية إرسال تعزيزات عسكرية للأنبار.

وترك المدافعون من قوات الأمن والجيش ومقاتلي العشائر أماكنهم وهربوا من المدينة مما فتح الباب أمام دخول المقاتلين وبرزت مشاهد فوضوية من المدنيين والجنود الفارين من تقدم قوات التنظيم. وتقول الصحيفة إن المقاتلين باتوا لا يبعدون عن العاصمة بغداد سوى 100 ميلا.

ونقلت عن أحمد السلماني الممثل عن محافظة الأنبار في البرلمان العراقي قوله «أصبحت الرمادي بكاملها تحت سيطرة داعش».

وأدت التطورات المتسارعة يوم الأحد بالعبادي للإستنجاد بـ «الحشد الشعبي» وهي الميليشيات الشيعية المتهمة بارتكاب ممارسات ضد المدنيين السنة، وهو ما يعقد الجهود الأمريكية في الحملة التي تقودها واشنطن ضد المتشددين من تنظيم الدولة والتي شملت غارات جوية على الرمادي.

وعبر المسؤولون الأمريكيون عن قلقهم من الدور الإنقسامي والتأثير القوي الذي تمارسه الميليشيات المدعومة من إيران.

وأشارت الصحيفة إلى أن التفكك السريع الذي أصاب اقوات الحكومية وهو ما أعاد الذكريات المؤلمة عن الهزيمة الفادحة التي تكبدها التنظيم في مدينة الموصل والمدن الأخرى في الحملة التي أدت لسيطرته على ثلث أراضي العراق. وتراجعت القوات الحكومية من منطقة الملعب في الساعة الواحدة والنصف مخلفة وراءها 60 عربة عسكرية بما فيها عربات همفي حسب العقيد ناصر العلواني قائد قوات الشرطة.

ونصف العربات التي تركها الجيش هي التي أرسلتها الحكومة العراقية يوم السبت لتعزيز الحي. وتراجعت القوات البالغ عددها 400 تحت إمرة العقيد العلواني أيضا. فقد حاصرهم مقاتلو تنظيم الدولة في كل شارع مما أجبرهم على الإنسحاب مشيا على الأقدام مخلفين عتادهم وراءهم. كما تراجعت قافلة عسكرية لقاعدة الحبانية. ووصف العلواني الإنسحاب بأنه «فوضى كاملة ولم يكن منظما» واصفا الهجوم عليها من قبل مئات المقاتلنين التابعين لتنظيم الدولة.

 

الموصل تحتفل

وكان التنظيم قد نشر بيانا عبر وسائل التواصل الإجتماعي وصف فيه سيطرته الكاملة على الرمادي. ووزع المقاتلون في الموصل الحلوى وأطلقوا العيارات النارية في الهواء حسب أحد المواطنين داخل المدينة. وقال «كانت الشوارع مليئة بالسيارات التي تطلق الصفارات والناس يهتفون الله أكبر بسبب الرمادي». ويخشى العراقيون خاصة في محافظة الأنبار من الميليشيات العراقية ومن الحكومة الشيعية في بغداد. وقد استثمر تنظيم الدولة هذه المخاوف.

ويقول دبلوماسيون والمحللون إن الميليشيات الشيعية تهدد بتقويض الحكومة العراقية والعلاقات الطائفية في البلاد. فبدعم من إيران قامت هذه الجماعات بسلسلة من الهجمات ضد الجنود الأمريكيين في اثناء غزو العراق.

وقال عمر العلواني من أبناء العشائر الموالية للحكومة إنه لم يبق أحد للدفاع عن الطريق السريع المؤدي لبغداد.

وقال إنه كان واحدا ممن انسحبوا من منطقة الملعب. وقدر عدد القوات بحوالي 500 جندي ومقاتل وتركوا وراءهم دبابات ومدافع رشاشة وشاحنات. وأضاف «قام داعش بالسيطرة على مركز الشرطة والمسجد الكبير» وأضاف أن مقاتلي تنظيم الدولة حاصروا وقتلوا العقيد مثنى الجبوري أحد قادة الأمن الكبار. ويتوج دخول التنظيم مدينة الرمادي الحملة التي يشنها عليها منذ فترة. وبعد سيطرته على معظم مناطق الأنبار في الصيف الماضي.

وتشير الصحيفة للجهود الأمريكية قبل عقد من الزمان عندما حاولت التصدي للمقاومة والقاعدة في المنطقة حيث خسر الجيش الأمريكي 1.300 من قواته المنطقة. وسيطر الأمريكيون على الوضع بتحالفهم مع «الصحوات» العراقية. وحتى الأسبوع الماضي كان المسؤولون في محافظة الأنبار يبحثون عن وسائل لإحياء الصحوات وإن على شكل «الحرس الوطني» لكن سقوط الرمادي أفشل الخطة. ويشك رفيعة الفهداوي زعيم عشيرة الفهداوي في إمكانية حدوث ثورة قبلية في الوقت الحالي. ووصف الفهداوي في تصريحات لصحيفة «نيويورك تايمز» المشهد في الرمادي حيث قال إن جثث الرجال والأطفال والنساء كانت على ملقاة على الأرض. وقال إن «كل القوات الأمنية وقادة القبائل إما انسحبوا أو قتلوا في المعركة، وكانت خسارة كبيرة».

وتعلق «نيويورك تايمز» أن سقوط الرمادي يعتبر أكبر نصر يحققه التنظيم هذا العام وجاء رغم الغارات الجوية الأمريكية التي شنت في الأسابيع الماضية. وترى أيضا أن خروج الرمادي عن سيطرة الحكومة يعري الإستراتيجية التي أعلنت عنها بغداد قبل شهر لاستعادة محافظة الأنبار من يد تنظيم الدولة. ولاحظت أن سقوط المدينة جاء بعد العملية التي قادتها القوات الأمريكية الخاصة في دير الزور السورية وقتلت فيها ما قالت الولايات المتحدة أنه وزير نفط التنظيم، أبو سياف.

وترى أن سيطرة التنظيم على الرمادي يفند ما قاله المسؤولون الأمريكيون من أن تنظيم الدولة أصبح في حالة دفاع خاصة بعد خسارته مواقع في محافظة صلاح الدين وتكريت والمناطق القريبة من كردستان العراق. ولكن التنظيم يظهر أنه لا يزال قادرا على شن عمليات فاعلة.

 

المعارضة السورية تسيطر على معسكر المسطومة الاستراتيجي في إدلب

أعلن جيش الفتح تحرير معسكر المسطومة بالكامل وقرية المسطومة المحاذية للمعسكر بعد معركة بدأها الأحد الماضي، وفقا لموقع “سراج برس” المقرب من الفصائل السورية المسلحة في شمال سورية.

 

وحرر جيش الفتح قرية نحليا القريبة من المسطومة بعد انهيار كامل لقوات النظام التي بدأت الانسحاب باتجاه أريحا.

 

ويعد معسكر المسطومة واحدا من أكبر قلاع النظام في الشمال، وغرفة عمليات قيادة قوات النظام في إدلب، بحسب مواقع إخبارية.

 

وبتحرير المسطومة ستكون قوات النظام عرضة لهجمات مكثفة في أريحا التي باتت مكشوفة بالكامل أمام جيش الفتح الذي ينوي دخولها في الأيام القادمة، وفق ما نقل عن مصادر من جيش الفتح.

 

وأوضح صالح الأنصاري القائد في حركة أحرار الشام، لمراسل الأناضول، أن “التحضير للاقتحام بدأ صباح أمس حيث بدأ جيش الفتح بالتمهيد على المعسكر بعد السيطرة على عدة حواجز أهمها الفنار والمدرسة”، موضحًا أن “الاقتحام بدأ صباح اليوم بعد إزالة حقول الألغام حول المعسكر بواسطة جرافة، ومن ثم دخلت مفخخة تم تفجيرها في أكبر مباني المعسكر فلحقها مجموعة تمكنت من السيطرة على المعسكر” .

 

وأشار الأنصاري إلى “مقتل العشرات من جنود النظام خلال معارك الاقتحام، وأسر أكثر من 38 عنصرًا من بينهم مسلحون أفغان، وهروب أكثر من 500 عنصر إلى حماه”.

 

وأضاف الأنصاري: “قام النظام بتفجير مستودعات الأسلحة قبل خروجه من المعسكر، وتم اغتنام نصف الذخيرة بعد أن قام جيش الفتح بإطفاء المستودع، إضافةً إلى أكثر من 60 آلية بين كبيرة ومتوسطة، لافتًا إلى أن وجهتهم القادمة هي “أريحا”.

 

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس “انسحبت كل قوات النظام من معسكر المسطومة، أكبر القواعد العسكرية المتبقية لها في محافظة إدلب”، مشيرا إلى أن المعسكر “هو الآن بكامله تحت سيطرة جيش الفتح”.

 

ويضم معسكر المسطومة آلاف الجنود ومعدات ثقيلة وذخائر وكميات كبيرة من السلاح.

 

واقر الإعلام الرسمي السوري ضمنا بانسحاب قوات النظام من المعسكر، إذ أورد التلفزيون في شريط إخباري عاجل أن “وحدة الجيش التي كانت ترابط في معسكر المسطومة انتقلت لتعزز الدفاعات في أريحا” الواقعة على سبعة كيلومترات من المسطومة. وأشار إلى أن “عناصر الوحدة بخير”.

 

إلا أن المرصد السوري أشار إلى “مقتل أكثر من 15 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها”، حسب ما نقلته وكالة “فرانس برس”.

 

“داعش” سورية يتراجع في ريف الحسكة

دير الزور ــ رامي سويد

حققت قوات حماية الشعب الكردية المزيد من التقدم في ريف مدينة الحسكة الغربي، على حساب تنظيم “داعش”، حيث تمكنت من الوصول إلى جبل عبد العزيز غرب مدينة الحسكة، والذي يعتبر أحد معاقل “داعش” الهامة في المنطقة.

وتمكنت قوات حماية الشعب الكردية من استغلال المعارك الطاحنة، التي يخوضها “داعش” ضد قوات النظام السوري في محيط مدينة تدمر منذ نحو أسبوع، وذلك من خلال مهاجمة نقاط تمركز “داعش” في المنطقة الممتدة بين مدينة تل تمر ذات الغالبية المسيحية الآشورية، والتي تقع على نهر الخابور أكبر روافد نهر الفرات في سورية.

وأكد الناشط محمد عبد العظيم، لـ “العربي الجديد”، أن قوات حماية الشعب الكردية بالاشتراك مع “جيش الصناديد” المكون من مقاتلين عرب من عشيرة “شمّر” العربية، التي يتزعمها حميدي دهام الجربا، رئيس كانتون الإدارة الذاتية الذي أسسه حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في مناطق سيطرته شمال شرق سورية، وبالاشتراك مع مجلس الحماية السرياني، وهو مليشيا مسلحة تتكون من مقاتلين من الأقلية المسيحية السريانية المتواجدة في ريف الحسكة الشمالي، ومجلس حرس الخابور، وهو مليشيا مكونة من مقاتلين مسيحيين آشوريين من أبناء القرى والبلدات المنتشرة على وادي نهر الخابور، تمكنت جميعاً من إحراز تقدم غير مسبوق لها على حساب “داعش” في ريف الحسكة الغربي، حيث تقدمت في المناطق الممتدة جنوب بلدة تل تمر لتقترب لأول مرة من منطقة جبل عبد العزيز، أهم معاقل “داعش” غرب مدينة الحسكة.

 

شنت قوات (داعش) هجوماً مباغتاً على بلدة (الحقف)، التي تسكنها غالبية درزية، في ريف السويداء الشمالي الشرقي

 

ولفت عبد العظيم إلى أن هذا التقدم الميداني جاء بعد أكثر من تسع غارات جوية شنها طيران التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “داعش” على نقاط تمركز التنظيم، جنوب بلدة تل تمر وجنوب مدينة رأس العين، لتتبع قوات حماية الشعب الكردية وحلفاؤها الغارات بهجوم ميداني كبير أربك قوات “داعش” في المنطقة وأجبرها على الانسحاب.

وأشار عبد العظيم إلى أن غارات التحالف الدولي، وهجمات قوات حماية الشعب الكردية وحلفائها على قوات “داعش” في المنطقة، خلفت خسائر كبيرة في صفوف هذه القوات.

 

ونجحت قوات حماية الشعب الكردية في مد نفوذها في ريف الحسكة في الفترة الأخيرة على مناطق لم تبسط نفوذها عليها من قبل، دون أن تلقى قواتها التي تقضم المزيد من المناطق التي يسيطر عليها “داعش” أية مقاومة حقيقية من قوات التنظيم، المنشغلة في محاولاتها المستمرة للتمدد في تدمر وجنوب سورية.

وشنت قوات “داعش”، انطلاقا من مناطق سيطرتها في بير القصب والمناطق المحيطة بها شرق دمشق، هجوما مباغتا على بلدة “الحقف”، التي تسكنها غالبية درزية، في ريف السويداء الشمالي الشرقي، لتوجه ضربة جديدة غير متوقعة لقوات النظام السوري جنوب سورية.

وأوضح الصحافي، فادي الداهوك، لـ “العربي الجديد”، أن “داعش” شن ليلة الإثنين/الثلاثاء هجوما كبيرا على البلدة لتجري اشتباكات عنيفة على أطرافها، بعد تمكن التنظيم من قطع الطريق الذي يصل بلدة الحقف ببلدة الخالدية القريبة، والتي تسيطر عليها قوات النظام السوري، وأدت الاشتباكات إلى مقتل ستة أشخاص من القوات المحلية التي دافعت عن البلدة، في مقابل مقتل أربعة على الأقل من مقاتلي “داعش” بقيت جثثهم في المكان، بعد انسحاب قوات “داعش” من المنطقة نحو قرية الأقصر التي يسيطر عليها “داعش”.

ولفت الداهوك إلى أن “داعش” يسعى، من خلال هجماته المتقطعة في ريف السويداء، إلى خلق ملاذات آمنة جديدة لقواته جنوب سورية، بحيث يمكن أن تتحرك بها قواته وتقوم ببناء منطقة ارتكاز قوية لها جنوب سورية، بعيداً عن مناطق سيطرتها شرق سورية، في انتظار سقوط تدمر، وتمكن قوات التنظيم من وصل المنطقتين ببعضمها بعضاً.

 

تصعيد كلامي بين الأردن والنظام السوري

وجهت وزارة الخارجية السورية رسالتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن الدولي، شَكَتْ فيهما من “ممارسات للنظام الأردني تهدد أمن واستقرار المنطقة”، وجددت التأكيد على أن “الأزمة في سوريا هي نتيجة للأعمال الإرهابية، التي ترتكبها التنظيمات الإرهابية المدعومة خارجياً”، وشددت على أن “دعم النظام الأردني لتلك التنظيمات، أفضى إلى تفاقم معاناة السوريين”.

 

وأشارت الخارجية إلى أن “ادعاء النظام الأردني دعم إيجاد حل سياسي للأزمة، لا يستقيم مع أفعاله المتمثلة بتقديم الدعم اللوجستي للتنظيمات الإرهابية المسلحة، وفي مقدمتها جبهة النصرة وأخواتها، بالسلاح والعتاد والبشر”.

 

واتهمت الخارجية السورية الأردن بالسماح لـ”تنظيمات إرهابية” بالسيطرة على المنافذ الحدودية بين الأردن وسوريا، ولفتت إلى أن “آخر أشكال هذا الدعم”، كان بتسهيل تسلل الآلاف من “إرهابيي جبهة النصرة” من الأردن، باتجاه مدينة “بصرى الشام”، في محافظة درعا.

 

وذكرت أن “تواطؤ هذه التنظيمات مع النظام الأردني تعدى استهدافه للشعب السوري، ليطال أفراد الأمم المتحدة نفسها”، مشيرةً إلى قيام “جبهة النصرة” باختطاف مجموعة من أفراد قوات حفظ السلام العام الماضي، “لم يطلق سراحهم إلا بعد دفع مبالغ طائلة من قبل النظام القطري للعصابات الإرهابية”.

 

من جهته، قال الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني، في بيان له، إن الأردن ما زال على موقفه الداعم لحل سياسي للازمة السورية وعدم قبوله التشكيك بمواقفه القومية المناصرة للشعب السوري، وإن مصلحة الأردن في سوريا آمنة ومستقرة وقادرة على ابقاء مشاكلها داخل حدودها، وإن استمرار الأزمة السورية أفضى لتداعيات كبيرة على الأردن تمثلت باستضافة حوالي “مليون ونصف مليون سوري على أراضينا وما ترتب على ذلك من أعباء اقتصادية ومالية وأمنية واجتماعية”.

 

وأشار المومني في بيانه إلى “العبء الأمني والعسكري لحماية الحدود التي لا تحميها سوريا من جانبها الحدودي”. كما حذّر من “لغة دمشق الاتهامية التي لا تمت للواقع بصلة”، وأشار إلى ضرورة أن تركز سوريا جهودها على “إنجاح العملية السياسية وحقن دماء شعبها بدلا من الاستمرار بكيل الاتهامات لدول أخرى”، وأضاف بأن “فشل السلطات السورية باقناع أبناء شعبها بالجلوس على طاولة الحوار هو سبب مشاكل سوريا وليس أي شيء آخر”.

 

وأوضح الناطق باسم الحكومة أن “كلفة اللجوء السوري تزيد على 2.9 بليون دولار سنوياً”، مشيراً إلى أنه “يوجد في مدارس المملكة ما يزيد على 140 ألف طالب سوري، إضافة إلى التأثيرات على القطاع الصحي والبنية التحتية”.

 

إنتهاء الودّ العسكري بين النظام والتنظيم في ريف حلب

شنّ تنظيم “الدولة الإسلامية”، ليلة الأحد-الإثنين، هجوماً مباغتاً على قوات النظام، من الجهة الشرقية في الفئة الثالثة للمدينة الصناعية “الشيخ نجار” بريف حلب الشرقي، موقعاً ما لا يقل عن 24 قتيلاً منها، وقُتل من التنظيم 4 عناصر.

 

وسيطر التنظيم على تلة الرحمانية، والتي تطل على أجزاء واسعة من المدينة الصناعية. وتعتبر تلة الرحمانية أول منطقة في محافظة حلب، ينتزعها التنظيم من قوات النظام، على عكس باقي مناطق سيطرته التي انتزعها من مقاتلي المعارضة.

 

 

وتعتبر قرية الرحمانية التي تقع شرقي الفئة الثالثة من المدينة الصناعية، مهمة بالنسبة للطرفين، كونها تطل على أجزاء واسعة من قرية الشيخ نجار، وأجزاء من المدينة الصناعية، واللتين يمرّ بهما خط إمداد قوات النظام إلى سجن حلب المركزي، ومنطقة البريج وقرى باشكوي وحندرات وسيفات بريف حلب الشمالي.

 

ووردت أنباء عن تمكن التنظيم من السيطرة على قرية المقبلة شمالي الفئة الثالثة من المدينة الصناعية، وفي حال تأكدت هذه الأنباء، يعتبر ذلك تقدماً مهماً للتنظيم، لدخوله في عمق مناطق سيطرة قوات النظام في المنطقة، ما يجعل قوات النظام محاصرة بعد قطع كل طرق إمدادها.

 

إضافة إلى ذلك، تكمن أهمية قرية المقبلة في موقعها المرتفع، على الجهة الشمالية للمدينة الصناعية، والتي تطل على مناطق سيطرة قوات النظام فيها، وإطلالها على قريتي كفر صغير والناصرية بريف حلب الشمالي، بالقرب من مدرسة المشاة، التي تسيطر عليها قوات المعارضة، التي تقاتل تنظيم “الدولة” وقوات النظام على حد سواء.

 

وقللّ ناشطون من أهمية تلك المعارك، طارحين عدداً من الأسئلة حول توقيتها، مؤكدين أنها لا تخدم الثورة، حيث لا فرق بين التنظيم والنظام، فكلاهما يحارب الثورة ويسعى جاهداً للسيطرة على مناطق المعارضة. فالتنظيم يقاتل المعارضة على جبهة ريف حلب الشمالي، التي تمتد من قرية مران بريف حلب الشرقي، حتى الحدود السورية التركية شمالاً. والنظام يشغل باقي الجبهات بحلب وريفها، وأهمها جبهة باشكوي وحندرات بريف حلب الشمالي. حيث يطمح النظام لفرض طوق على مناطق سيطرة المعارضة في مدينة حلب، وفصل الريف الشمالي عن الريف الغربي وإدلب.

 

كما شنّ التنظيم في الأيام القليلة الماضية، هجمات عنيفة، وفجّر عربات مفخخة، على جبهة مطار كويرس والكلية الجوية اللتين يحاصرهما بريف حلب الشرقي، في محاولة منه للتقدم إلى داخل المطار. وتركزت الاشتباكات على مساكن الضباط، والتي تبعد عن السور الداخلي للمطار 700 متر، وتُعدّ مدخلاً رئيسياً له. واستطاع التنظيم التقدم في عدد من النقاط، قبل أن يتراجع بفعل الضربات الجوية العنيفة والتي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 18 من مقاتليه، بينهم أحد قياديّيه.

 

ويذكر أن قوات المعارضة كانت تتمركز داخل أسوار المطار في فترة حصارها له، واستطاعت شلّ حركة الملاحية الجوية فيه بشكل كامل، لكن طائرات النظام المروحية عاودت التحليق من وإلى المطار، بعد انتزاع التنظيم السيطرة على محيطه، من مقاتلي المعارضة، بداية العام 2014.

 

وتأتي هذه المعارك في وقت غير متوقع، وخاصة بعد برود تلك الجبهات منذ بداية العام 2014، بعد سيطرة التنظيم على تلك المناطق، وانسحاب مقاتلي المعارضة منها. والجمود على الجبهات يمتد حتى إثريا بريف حماة الشرقي، مروراً بمدينة السفيّرة بريف حلب الشرقي، وسط تفاهم بين النظام والتنظيم، حول المحطة الحرارية التي يسيطر عليها التنظيم، وانشغالهما في معارك خارج مدينة حلب، مع المعارضة المسلحة، في الفترة الاخيرة.

 

كما يُعتبر هذا الهجوم من قبل التنظيم على خط إمداد قوات النظام، الثاني من نوعه، بعد الهجوم على محيط مدينة السفيرة نهاية العام 2014، والتي تقع على طريق إمداد قوات النظام الوحيد باتجاه حلب وريفها من مدينة حماة وسط البلاد، والمركز الرئيسي لصناعة البراميل المتفجرة التي تلقى على المناطق المأهولة في مدينة حلب. حينها استطاع التنظيم السيطرة على قرية الصبحية التي تقع على مقربة من السفيرة، وغنم أسلحة وذخائر، وانسحب بعدها.

 

يشار إلى أن قوات النظام انتزعت قريتي المقبلة والرحمانية من يد المعارضة، في شهر شباط/فبراير 2014، وذلك بعد دخول أرتال عسكرية لقوات النظام، إلى داخل مناطق سيطرة تنظيم “الدولة”، بالقرب من قرى شامر ومران والدرعية، لتلتف على قوات المعارضة في المدينة الصناعية. التفاف قوات النظام على المعارضة المسلحة، تمّ من داخل مناطق التنظيم، دون وقوع أي اشتباك بين الطرفين. قوات المعارضة سرعان ما انسحبت خوفاً من محاصرتها داخل المدينة الصناعية، وسط اتهامات للتنظيم بتسهيل مرور تلك الأرتال وعدم استهدافها. ما أدى لاحقاً الى تمكن قوات النظام من فك الحصار المفروض على سجن حلب المركزي، وإغلاق مدخل مدينة حلب الشمالي الشرقي.

 

“حزب الله”: ما هي شروط النصر في القلمون

بعيد تراجع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عن إعلان النصر الحاسم في القلمون، وإعلانه نصراً موضعياً تزامناً مع التأكيد أن معارك الكر والفر مستمرة ومفتوحة، بدأ الحزب العمل على  ترويج أخبار مفادها أنه سلّم المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم لائحة بأسماء عدد من قادة جبهة النصرة الذين تمكن عناصر الحزب من أسرهم، بغية مبادلتهم مع العسكريين المخطوفين لدى النصرة.

 

ليست المرة الأولى التي يلجأ فيها الحزب الى أمور كهذه للهروب الى الأمام، فيلجأ الى مواقف فيها سمة من الرفعة تغطّي على كل شيء، وتمنحه الظفر بانتصار ليس من صنع يديه. كان من المفترض أن يطل نصر الله مساء السبت لإعلان الانتصار والإسهاب في الشرح عن أهمية تلة موسى التي سيطر عليها مقاتلو حزب يوم الخميس، لكن ذلك لم يحصل، ليخرج نصر الله ليعلن نصراً موضعياً فيما كان مسلحو المعارضة ينتزعون منه عدداً من المواقع التي احتلها ويكبدونه الخسائر البشرية.

 

ليل الأحد روج الحزب لخبر تسليمه لائحة بأسماء قادة النصرة لإنجاز صفقة تحرر ستة عشر عسكرياً محتجزين منذ آب الفائت. من يعرف طريقة تفكير الحزب وعمله، يدرك أن لتسريب الخبر أهدافاً عديدة، فإن اراد الحزب التراجع عن المعركة التي تكبد فيها خسائر كبيرة يكون المبرر انجاز الصفقة والحفاظ على حياة العسكريين، وفي ذلك يكسب نصراً وطنياً من وجهة نظره، لا سيما في ظل محاولاته الحثيثة لاستدراج الجيش الى معركته، وللقول ان هم الحزب حماية لبنان لا نظام بشار الأسد.

 

لم يأت هذا الكلام من هباء، فقد أتى وسط معلومات تتحدث عن قرب انجاز اتفاق بين الدولة اللبنانية وجبهة “النصرة” عبر وسطاء لانهاء قضية العسكريين المخطوفين، وبهذا يكون الحزب دخل على الخط من الباب الاعلامي لقطف ثمار ذلك ونسبها الى “جهاده” في القلمون، والتجربة في ذلك خير دليل.

 

بالعودة في الذاكرة قليلاً الى الوراء، تبرز معركة يبرود، وكيف دخلها الحزب وأعلن الانتصار فيها من دون معارك ومواجهات فعلية، فقد دخل بعد انجاز صفقة اطلاق سراح راهبات معلولا، عندما تدخل في الصفقة دول وجهات عديدة، وبعد إنجازها دخل “حزب الله” المدينة بعد انسحاب “جيش الاسلام” وجبهة “النصرة”، ناسباً لنفسه النصر، وهذا أيضاً ما حصل في القصير قبلها، وكذلك حمص، عندما أبرمت الصفقة بين طهران والمسلحين، فأطلق سراح ثمانية وأربعين عنصراً من الحرس الثوري في مقابل تأمين انسحاب المقاتلين الى ريف حمص الشمالي.

 

عملياً، لا يستطيع “حزب الله” السيطرة على الجرود القلمونية عبر المواجهات العسكرية، وانجاز صفقة العسكريين حبل خلاص بالنسبة للحزب، فإلى جانب مساعيه الدخول على خط البطولة في اتمامها، يراهن على الاستفادة منها كما حصل في يبرود، في اعتقاده ان اطلاق سراح العسكريين يفقد “النصرة” نقطة قوة في بقائها هناك، الى جانب الرهان على موقف دولي يفضي الى انسحاب مقاتلي المعارضة من تلك المنطقة في ظل تنامي الحديث عن فتح معركة دمشق.

 

 

واليوم يبدو أن المعادلة الحالية مكررة، خصوصاً أن الحزب لم يستطع الحسم في القلمون، وهو بأمس الحاجة الى نصر معنوي، المواجهة العسكرية غير مضمونة النتائج، لذلك أمله الآن بإنجاز صفقة تفضي الى انسحاب المقاتلين من جرود القلمون، أو بالحد الأدنى إنجاز صفقة اطلاق سراح العسكريين ليكون النصر حليفاً مجدداً، والوعد صادقاً.

 

34 إصابة بالكلور بقصف النظام قرية بشمال سوريا  

عمر أبو خليل-ريف اللاذقية

أصيب 34 مدنيا بينهم أطفال ونساء اليوم الثلاثاء بحالات تسمم واختناق إثر قصف الطيران الحربي السوري قرية الشغر في ريف إدلب الغربي ببرميل يحتوي على غاز الكلور، ففي السابعة من صباح اليوم ألقت مروحية للنظام برميلا متفجرا يحتوي على الغاز المحظور استخدامه في الحروب على القرية الخاضعة للمعارضة السورية، ونقل جميع المصابين إلى مشفى قرية عين البيضا الميداني القريب.

وقال أحد الأطباء المناوبين في المشفى الميداني إن رائحة غاز الكلور كانت تنبعث من ثياب المصابين، كانت علامات إصاباتهم واضحة, ومنها القيء المتكرر, وضيق التنفس, والحساسية الجلدية، واختلال في وظائف العين.

 

وأضاف أنه تم تقديم العلاج للمصابين، وأن أغلبيتهم يتماثلون للشفاء، مؤكدا على وجود سبع حالات تحتاج للمزيد من العلاج والرعاية نتيجة تعرضها لكمية أكبر من الغاز. وأشار إلى أن إمكانيات المشفى متواضعة رغم تزويده ببعض الاحتياجات عند إطلاق معركة مدينة جسر الشغور قبل شهر تحسبا لحالات طارئة كهذه.

 

هلع بالقرية

من جهته, أفاد مصطفى الشغري -أحد سكان القرية- بأن قوات النظام استهدفتهم بالغاز السام بينما كان أغلبية أبناء القرية يستعدون للتوجه للعمل في بساتينهم.

 

وقال للجزيرة نت إن حالة هلع عاشها سكان القرية، حيث كان بعضهم نياما، وبعضهم يهيئ الأطفال للتوجه إلى مدارسهم. وأضاف “القصف بالكلور جعلنا نهرب من المنازل ونتوجه إلى البساتين، ونعمل في الوقت ذاته على تأمين نقل المصابين إلى المشافي الميدانية”.

 

وكانت قوات النظام قد قصفت الكثير من قرى إدلب بغاز الكلور السام إثر سيطرة جيش الفتح على مدينة إدلب نهاية مارس/آذار الماضي، ومدينة جسر الشغور في أبريل/نيسان الماضي. ويعود أحدث قصف بالكلور إلى أول أمس الأحد والذي استهدف قريتي مشمشان والكستن بريف إدلب الغربي, وخلف القصف إصابات.

 

ويأتي استخدام الكلور مجددا بريف إدلب الغربي متزامنا مع سيطرة جيش الفتح اليوم الثلاثاء على معسكر المسطومة, ومع محاولات للقوات النظامية لفك الحصار عن عشرات الجنود والضباط المحاصرين في مستشفى جسر الشغور.

 

ويصر النظام السوري على إنكار استخدام الكلور ضد المدنيين والمعارضين المسلحين رغم تواتر تقارير عن ذلك, ووصف الرئيس السوري بشار الأسد مؤخرا الاتهامات الموجهة لقواته في هذا الشأن بأنها “دعاية خبيثة”.

 

مقتل 170 عنصراً من “داعش” في غارات التحالف بسوريا

بيروت – فرانس برس

قتل 170 عنصراً من تنظيم “داعش” خلال 48 ساعة في غارات التحالف الذي تقوده واشنطن شمال شرق سوريا، حسب ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، الثلاثاء.

وأكد المرصد أن “ما لا يقل عن 170 عنصراً من تنظيم “داعش” من جنسيات سورية وغير سورية لقوا مصرعهم خلال الـ48 ساعة الفائتة جراء القصف المكثف لطائرات التحالف الدولي على تمركزات وآليات التنظيم في المنطقة ومواقعها”.

وفي سياق آخر شنت قوات التحالف أربع ضربات في العراق دمرت مركبات وحفاراً قرب الرمادي التي استولى عليها التنظيم مؤخراً. واستهدفت 10 ضربات أخرى في العراق مناطق قرب بيجي وسنجار والفلوجة وبلدات أخرى.

 

مسؤول أمريكي يكشف هوية أبوسياف القيادي بداعش: هو فتحي بن عون مراد التونسي

واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)—كشفت الحكومة الأمريكية، الثلاثاء، الاسم الحقيقي المكنى به أبوسياف، القيادي بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يُعرف بـ”داعش،” والذي قتل في عملية للقوات الأمريكية الخاصة في سوريا.

 

وبين مسؤول أمريكي أن أبوسياف كان له عدد من الألقاب الأخرى ولكن اسمه الحقيقي هو فتحي بن عون مراد التونسي.

 

ويشار إلى أن السلطات الأمريكية كانت في وقت سابق كشفت عن كون أبوسياف تونسي الجنسية.

 

ويشار إلى أبوسياف، قتل بعد اقتحام مقره في “حقل العمر” السوري النفطي من قبل نحو 100 من جنود التحالف إلى جانب اعتقال زوجته “أم سياف” وسط مواجهة نارية قاسية مع عناصر التنظيم المسلحة.

 

مؤتمر للمعارضة السورية برعاية سعودية بعيد رمضان مباشرة لاختيار لجنة تفاوضية

روما (19 أيار/مايو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أفادت مصادر دبلوماسية رفيعة بأن المملكة العربية السعودية قررت دعوة عدد كبير من الشخصيات السورية المعارضة لمؤتمر الرياض بعد شهر رمضان بهدف تشكيل لجنة سيُعتمد عليها للتفاوض على المرحلة الانتقالية مع النظام في مرحلة قريبة لاحقة.

 

وقالت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إن الاجتماع، قد تم إعادة تحديد موعده، وبُدأت المملكة التحضير له، وسيتم معارضين، بينهم علمانيون ورجال دين وعدد كبير من رجال الاقتصاد والأعمال، وقد تم إبلاغ بعضهم بالاجتماع وبعضً تفاصيله.

 

وأضافت المصادر “قد يبلغ عدد المدعوين المئات، لكن سيتم في نهاية الأمر اختيار بين 30 و50 شخصية ستكون نواة اللجنة التي ستتحمل مسؤولية التفاوض مع النظام في مرحلة قريبة مقبلة وفق تقدير السعوديين”، حسب تقديرها.

 

وحول الموعد المرتقب للاجتماع قالت المصادر “لقد بات من المؤكد عقد الاجتماع وتم اتخاذ قرار نهائي بشأنه، إلا أنه قد لا يُعقد قبل رمضان المقبل رغبة من السعودية بإتاحة الفرصة لعقد مؤتمر القاهرة الذي سيُبنى عليه” وفق قوله.

 

وكانت السعودية قد أعلمت عشية التغييرات التي جرت في المملكة معارضين سوريين تواصلت معهم بشكل مفاجئ عن تأجيل المؤتمر الذي كان مرتقب عقده في الثلث من أيار/مايو الجاري إلى أجل غير مسمّى من أجل استكمال التحضيرات وليكون ناجحاً. ووفق المصادر، فإن السعودية تهدف لجمع قوى سياسية وشخصيات سورية معارضة مستقلة من كافة التوجهات السياسية داخل وخارج سورية ليتوافقوا على وثيقة وخارطة طريق، وستحصل على اعتراف دولي باللجنة المنبثقة عن الاجتماع.

 

الائتلاف الوطني السوري: الأسد لن يكون جزءاً لأي حل سياسي

روما (19 ايار/مايو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

جدد الائتلاف الوطني السوري المعارض “التأكيد على أن الأسد لن يكون جزءاً من أي حل سياسي، وأنه مرفوض في أي مرحلة انتقالية مهما كانت مدتها وشكلها”

 

وشدد الثلاثاء على أن “مجرمي الحرب من أمثال الأسد وأعوانه ليس لهم إلا المحاكم الدولية ولا يمكنهم المشاركة في عملية الانتقال إلى دولة جديدة”، على حد وصف بيان حمل توقيع المتحدث الرسمي بإسم الائتلاف، سالم المسلط

 

ويأتي ذلك في وقت أعلنت فيه روسيا أن المشاورات الروسية-الأمريكية التي جرت الاثنين تحدثت عن إهتمام إدارة واشنطن باستئناف المشاورات مع موسكو لحل الأزمة السورية، حيث تم خلال هذه المشاورات بحث الجهود التي ينبغي القيام بها لتطبيق بيان جنيف1

 

واشار المتحدث بإسم الائتلاف إلى “إن ما ارتكبه الأسد بحق الشعب السوري من قتل وتنكيل باستخدام مختلف الأسلحة ومنها المحرمة دولياً إلى جانب عمليات التصفية الجماعية ضمن المعتقلات”. كما نوه بأنه “إضافة لما خلفته قواته من دمار اقتصادي واجتماعي في البلاد؛ يجب ألا يدع مجالاً للمجتمع الدولي أو أي جهات تسعى لدعم الحل السياسي لإعادة إنتاجه بأي شكل أو تقديمه كشريك للانتقال بالبلاد إلى حالة من الاستقرار الذي سعى الأسد جاهداً خلال السنوات الماضية إلى زعزعته ليس في سورية فقط بل في أغلب دول الجوار”.

 

العراق ينشر دبابات مع إحكام تنظيم الدولة الاسلامية قبضته على الرمادي

بغداد (رويترز) – نشرت قوات الأمن العراقية يوم الثلاثاء دبابات ومدفعية حول مدينة الرمادي للتصدي لمقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية الذين استولوا على المدينة في هزيمة كبيرة لحكومة بغداد وداعميها الغربيين.

 

وبعد سقوط الرمادي يوم الأحد تقدم أفراد جماعات شيعية مسلحة متحالفة مع الجيش العراقي إلى قاعدة قريبة استعدادا لهجوم مضاد على المدينة عاصمة محافظة الأنبار الغربية.

 

ومع تزايد الضغط لأجل التحرك لاستعادة المدينة حث مسؤول بالحكومة المحلية سكان الرمادي على الانضمام للشرطة والجيش فيما قال أعضاء بالجماعات الشيعية المسلحة إنها ستكون “معركة الأنبار”.

 

وقال شهود في الرمادي التي تبعد 110 كيلومترات فقط إلى الشمال الغربي من بغداد إن مقاتلي الدولة الإسلامية أقاموا مواقع دفاعية وزرعوا الألغام الأرضية.

 

ومع إحكام التنظيم قبضته على المدينة يجري المقاتلون عمليات تفتيش من منزل لآخر بحثا عن أفراد الشرطة والقوات المسلحة وقالوا إنهم سيشكلون محاكم تستند إلى الشريعة الإسلامية.

 

وأطلق المقاتلون سراح نحو مئة سجين من مركز اعتقال في المدينة.

 

وقال سعيد حماد الدليمي (37 عاما) وهو مدرس مازال موجودا في المدينة “استخدمت الدولة الإسلامية مكبرات الصوت لحث من لديهم أقارب في السجن على التجمع في المسجد الرئيسي بوسط المدينة لاستلامهم. رأيت رجالا يهرعون إلى المسجد لاستلام ذويهم السجناء.”

 

وقد تحدث الخطوة أثرا طيبا لدى السكان الذين اشتكوا من أن الناس يتعرضون في كثير من الأحيان للاعتقال التعسفي.

 

وقال سامي عبيد (37 عاما) وهو صاحب مطعم في الرمادي إن تنظيم الدولة الإسلامية وجد 30 امرأة و71 رجلا في مركز الاحتجاز. وكانت النيران أطلقت على أقدامهم لمنعهم من الفرار مع هروب محتجزيهم.

 

وقال شهود إن العلم الأسود لتنظيم الدولة الإسلامية يرفرف الآن فوق المسجد الرئيسي بالرمادي والمكاتب الحكومية وغيرها من المباني البارزة في المدينة.

 

وقال جاسم محمد (49 عاما) والذي يملك محلا لبيع الملابس النسائية إن عضوا في التنظيم المتشدد أبلغه أنه ينبغي عليه من الآن فصاعدا بيع الأزياء الإسلامية فحسب.

 

وأضاف “اضطررت إلى إزالة تماثيل عرض الأزياء واستبدالها بوسائل أخرى لعرض الملابس. أخبرني بأنني يجب ألا أبيع الملابس الداخلية لأنه أمر محرم.”

 

ووعد التنظيم المتشدد أيضا بتوفير الغذاء والدواء والأطباء قريبا.

 

وقال الدليمي إن مقاتلي التنظيم يستخدمون روافع لإزالة جدران خرسانية من الشوارع وجرافات لإزالة حواجز رملية أقامتها قوات الأمن قبل فرارها.

 

وقال “أعتقد أنهم (الدولة الإسلامية) يحاولون كسب تعاطف الناس في الرمادي ومنحهم لحظات من السلام والحرية.

 

“لكننا متأكدون أن هذا الوضع مؤقت ولن يستمر طويلا لأن الأسوأ لم يأت بعد وسينتهي بنا الأمر محاصرين وسط تبادل إطلاق النار عندما تبدأ الحكومة وقوات الحشد (الشعبي) هجومها لاستعادة الرمادي” مشيرا الى الجماعات الشيعية المسلحة التي تدعم القوات الحكومية.

 

*عداء طائفي

 

وقد يزيد قرار رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وهو شيعي إرسال جماعات الحشد الشعبي في مسعى لاستعادة المدينة التي تقطنها أغلبية سنية من العداء الطائفي في واحدة من أكثر المناطق العراقية عنفا.

 

وتعهدت حكومة العبادي بتدريب وتجهيز عشائر سنية مؤيدة لها سعيا لتكرار النموذج الذي استخدم في عامي 2006 و2007 حين حول مشاة البحرية الأمريكية دفة الأمور ضد مقاتلي تنظيم القاعدة الذي خرجت الدولة الاسلامية من عباءته عن طريق تسليح عشائر محلية ودفع اموال لها في إطار ما عرف حينئذ باسم صحوة الأنبار.

 

لكن تكرار هذا النمط سيكون أصعب. فزعماء العشائر السنية يشتكون من أن الحكومة ليست جادة بشأن تسليحهم مجددا ويقولون إنهم يتلقون دعما رمزيا فحسب.

 

وهناك مخاوف من أن تصل الأسلحة التي تقدم للعشائر السنية إلى الدولة الإسلامية في نهاية المطاف. وعمل التنظيم المتشدد على الحيلولة دون ظهور حركة صحوة جديدة من خلال قتل الشيوخ وإضعاف العشائر.

 

وأكد وزراء عراقيون يوم الثلاثاء على الحاجة لتدريب وتسليح الشرطة ومقاتلي العشائر. ودعا العبادي إلى الوحدة الوطنية في معركة الدفاع عن العراق.

 

وقال سعد معن وهو متحدث باسم عمليات الجيش العراقي إن القوات المسلحة تسيطر على مناطق بين الرمادي وقاعدة الحبانية العسكرية على بعد 30 كيلومترا حيث ينتظر المقاتلون الشيعة.

 

وأضاف أن قوات الأمن تعزز مواقعها وأقامت ثلاثة خطوط دفاع حول الرمادي لصد أي محاولة من قبل المقاتلين لشن هجمات أخرى.

 

وقال إن خطوط الدفاع الثلاثة ستصبح منصات انطلاق للهجمات بمجرد تحديد ساعة الصفر لتحرير الرمادي.

 

وذكرت المنظمة الدولية للهجرة أن 40 ألف شخص اضطروا للفرار من الرمادي خلال الأيام الأربعة الماضية.

 

وقال مسؤول محلي إن نحو 500 شخص لقوا حتفهم في القتال للسيطرة على الرمادي خلال الأيام القليلة الماضية.

 

ومكاسب الدولة الإسلامية في الرمادي تعني أن القوات العراقية ستحتاج إلى وقت أطول للتحرك ضدهم في الموصل التي احتفل المقاتلون فيها بالانتصار في الأنبار بإطلاق النار في الهواء واطلاق أبواق السيارات وتشغيل الأناشيد الإسلامية.

 

(إعداد عماد عمر للنشرة العربية – تحرير مصطفى صالح)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى