أحداث الثلاثاء 19 كانون الأول 2017
ماكرون: لا بد من حوار مع الأسد وعلى شعبه محاكمته بجرائم
باريس – رندة تقي الدين , لندن – «الحياة»
توقع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون انتهاء الحرب ضد «داعش» في سورية في منتصف شباط (فبراير) المقبل أو أواخره، بعد حسمها في العراق. ورأى أنه بعد ذلك يجب التحدث إلى الرئيس السوري بشار الأسد.
في المقابل، حمل الأسد على فرنسا، مشيراً إلى أن «يدها غارقة في الدماء السورية»، وذلك خلال استقباله نائب رئيس الوزراء الروسي ديمتري روغوزين.
وقبل ساعات من سفر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إلى واشنطن لإجراء محادثات يتركز حيّز كبير منها على الوضع السوري، قال ماكرون في مقابلة تلفزيونية مساء الأحد، إن «فرنسا تسعى إلى أخذ المبادرة من أجل حل سلمي في سورية». وأشار إلى أن «الأولوية هي لإزالة داعش، وبعد ذلك سيكون بشار الأسد موجوداً وعلينا التحدث معه ومع ممثليه، وأيضاً مع كل أركان المعارضة التي خرجت من سورية بسببه وهي موجودة في دول عدة في المنطقة».
وأكد الرئيس الفرنسي أن «على الجميع أن يتحاوروا من أجل البحث في مستقبل سورية»، وقال إنه «ينبغي أن يحاكم الشعب السوري الأسد على جرائم ارتكبها».
ولم يستبعد ماكرون إعادة فتح السفارة الفرنسية في دمشق، وقال رداً على سؤال في هذا الشأن: «لم أقرر ذلك بعد، وعندما أتخذ مثل هذا القرار سأشرح أسبابه».
ووصل لودريان إلى واشنطن لإجراء مباحثات مع نظيره الأميركي ريكس تيلرسون ومستشار الأمن القومي هربرت ماكماستر وعدد من المسوؤلين. وتوقعت مصادر تحدثت إلى «الحياة»، أن يناقش موضوع سورية خصوصاً أنه يزور طهران مطلع الشهر المقبل، حيث يناقش مع الإيرانيين «حربهم المرفوضة في سورية»، كما قال.
وأبدى الأسد «امتعاضه» لفشل جولة جنيف الأخيرة، وتحدث عن تنسيق مستمر مع الجانب الروسي تحضيراً لـ «مؤتمر الحوار الوطني» المرتقب في سوتشي مطلع العام المقبل، وأشار إلى «وضع محاور واضحة لها علاقة بموضوع الدستور وما يليها من انتخابات وغيرها»، مرحّباً بأي دور للأمم المتحدة في الانتخابات «ما دام في إطار السيادة السورية».
لكن مصدراً فرنسياً بارزاً مطلعاً على المفاوضات السورية في جنيف، قال لـ «الحياة» إن «النظام السوري أتى إلى المفاوضات بسبب ضغط روسيا عليه، لكن هذا الضغط لم يستمر حتى التوصل إلى نتائج».
ولفت المصدر إلى «تساؤلات حول الموقف الروسي الحقيقي، وهل أن الروس أرادوا تخريب مسار جنيف لمصلحة مسارهم المتوقع في سوتشي؟»، وأشار في هذا الصدد إلى قول المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا إنه «إذا رفض النظام السوري تقديم أي طرح في جنيف فلا يتوقع أن يعطي آخر في سوتشي». ورأى المصدر أن النظام السوري لا يريد بذل أي جهد للتفاوض مع المعارضة، وقال: «أينما تُجرَى المفاوضات يجب على الروس أن يجبروا النظام السوري على التفاوض، وينبغي أن تتعلق المحادثات بأمور ملموسة لأنها حتى الآن نظرية من دون تحديد كيفية تنظيم الترتيبات الأمنية وتفاصيل الاتفاق السياسي» التي توقع المصدر أن يقدم دي ميستورا أفكاراً جديدة حولها إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ليعرضها على مجلس الأمن.
الأسد يحمل على فرنسا:يدها غارقة في الدماء السورية
لندن – «الحياة»
قال الرئيس السوري بشار الأسد إن «الحرب على الإرهاب» لم تنتهِ بعد في سورية، واعتبر إثر استقباله نائب رئيس الوزراء الروسي ديميتري روغوزين أمس، أن التركيز فقط على الانتصارات الأخيرة التي تحققت ضد تنظيم «داعش» هو «تشتيت للأنظار» عن وجود «جبهة النصرة» في سورية. وحمل على فرنسا، معتبراً أن «يدها غارقة في الدماء السورية»، وذلك غداة إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن لا بد من الحوار مع الأسد للتوصل إلى حل بعد القضاء على الإرهاب في سورية.
ونقل مكتب الرئاسة السورية عن الأسد اتهامه «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة من الولايات المتحدة شرق البلاد، بـ «الخيانة»، معتبراً أن «كل من يعمل تحت قيادة أي بلد أجنبي في بلده وضد جيشه وضد شعبه هو خائن».
ووصل روغوزين إلى سورية على رأس وفد حكومي واقتصادي في زيارة غير معلن عنها. وجال على القوات الروسية الموجودة في قاعدة حميميم في ريف اللاذقية. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن روغوزين قوله بعد لقاء الأسد، إن روسيا ستكون الدولة الوحيدة التي ستشارك في إعادة بناء منشآت الطاقة السورية. كما أعلن اتفاقاً ثنائياً على تأسيس شركة لاستثمار احتياطات فوسفات في سورية.
وقال في تصريحات بعد جولة في حميميم: «أجريت اجتماعاً مهماً مع الطيّارين الروس والتقنيين، الذين يراقبون استخدام السلاح الروسي وما يمكن إضافته إلى التقنيات الروسية، لتكون أكثر اكتمالاً». وأضاف أن سورية حكومة وشعباً، تنظر إلى روسيا بـ «أمل ودفء كبيرين»، مشيراً إلى أن معنويات النظام السوري ليست كما كانت قبل سنتين ونصف «عندما كانوا يفكرون في إنقاذ ما بقي من البلاد آنذاك خارج سيطرة الإرهابيين». وتابع: «الآن الوضع مختلف، وهم (السوريون) في انتظار النصر النهائي، وكيفية المضي إلى الأمام نحو حياة يعمّها السلام».
ويُعدّ روغوزين ثاني أبرز مسؤول روسي يزور البلاد بعد الرئيس فلاديمير بوتين، الذي أعلن من حميميم في 11 الجاري، بدء انسحاب الجزء الأكبر من قواته إثر «إنجاز مهمّتها» في دحر «الإرهاب».
وأكد الأسد في تصريحات أعقبت اللقاء، أن الحرب على الإرهاب لم تنتهِ بعد في سورية، بل مرّت «بمراحل مهمّة جداً في تدمير مراكز داعش الرئيسة»، مضيفاً أن «الحرب تنتهي بالقضاء على آخر إرهابي». وأكد أن «القضاء على مراكز داعش الرئيسة في سورية هو انتصار كبير»، لكنّه اعتبر في المقابل، أن الحديث عن انتهاء الحرب ضد الإرهاب «غير واقعي».
وأضاف: «يجب الانتباه إلى أن الهدف من تركيز العالم على داعش فقط، هو تشتيت الأنظار عن أن الإرهاب، وفي مقدّمه جبهة النصرة، ما زال موجوداً وبدعم غربي»، معتبراً أن «داعش جزء من الإرهاب وليس كله». وشدد على أنه «ما دامت هناك مجموعات إرهابية أخرى، داعش والنصرة وغيرها من التسميات الكثيرة، هذا يعني أننا ما زلنا في قلب الحرب»، مضيفاً أن «الحرب على الإرهاب في سورية لا تنتهي إلا بالقضاء على آخر إرهابي في سورية».
وأثنى الأسد على العلاقات مع روسيا، مشدداً على دور الأخيرة في إعادة إعمار البلاد. وقال: «نظراً إلى العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين والشعبين الصديقين والمواقف المشرفة التي لطالما تبنّتها روسيا تجاه سورية وشعبها، والتي ترسخت في إطار مواجهة الحرب الإرهابية، فإن من الطبيعي أن تكون روسيا شريكاً مهماً في عملية إعادة الإعمار في مختلف القطاعات».
وأبدى الأسد استياءه لفشل الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف، مشيراً في المقابل، إلى التنسيق مع الجانب الروسي للتحضير لـ «مؤتمر الحوار الوطني السوري» المُرتقب مطلع العام المقبل في سوتشي. وأضاف: «في سوتشي وضعنا محاور واضحة لها علاقة بموضوع الدستور، وبما يأتي بعد الدستور من انتخابات وغيرها». ورحّب بأي دور للأمم المتحدة في الانتخابات «ما دام في إطار السيادة السورية».
وشنّ الرئيس السوري هجوماً على فرنسا على خلفية اتهامها دمشق بإفشال الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف، قائلاً إن فرنسا «كانت منذ البداية رأس الحربة في دعم الإرهاب ويدها غارقة في الدماء السورية»، مضيفاً: «من يدعم الإرهاب لا يحق له أن يتحدث عن السلام».
أتى ذلك بعد إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تأييده إجراء محادثات سلام تشمل كل أطراف الصراع السوري بما في ذلك الأسد، معتبراً أن ذلك لن يمنع محاسبته فيما بعد على «جرائمه بحق شعبه». وتعّهد الرئيس الفرنسي في مقابلة تلفزيونية الأحد، بطرح مبادرات لحل الأزمة أوائل العام المقبل، من دون أن يوضح ارتباطها بالمفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف.
ماكرون: انتقادات الأسد لنا غير مقبولة
باريس – أ ف ب
اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم (الثلثاء)، الانتقادات التي وجهها الرئيس السوري بشار الأسد أمس «غير مقبولة»، واصفاً كلامه بأنه في «غير محله»، مؤكداً أن الحرب ضد عدو واحد هو تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش).
وقال ماكرون للصحافيين بعد استقباله الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ: «كنا ثابتين على موقفنا منذ البداية بتركيز الحرب ضد عدو واحد هو تنظيم داعش»، في وقت تشارك فرنسا في التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد التنظيم في سورية والعراق.
وأضاف «لذلك فإن التصريحات لم تكن مقبولة، لأنه إن كان هناك من قاتل ويمكنه الانتصار بحلول نهاية شباط (فبراير) المقبل، فهو التحالف الدولي».
وتابع «لا أعتقد أنه بالامكان بناء سلام دائم وحل سياسي من دون سورية والسوريين، ولا أعتقد في المقابل أن سورية تتلخص ببشار الأسد».
ووصف ماكرون كلام الرئيس السوري بأنه «في غير محله»، مشيراً إلى أن وزير الخارجية جان إيف لودريان رد عليه أمس من واشنطن بالقول «حين يقضي شخص وقته يرتكب مجازر بحق شعبه، فهو يلزم بصورة عامة المزيد من التكتم».
واعتبر الأسد أن الفرنسيين «ليسوا في موقع أو موقف يقيم مؤتمراً يفترض بأنه مؤتمر للسلام»، مشدداً على أن «من يدعم الارهاب لا يحق له أن يتحدث عن السلام، عدا عن أنه لا يحق لهم أن يتدخلوا في الشأن السوري أساسا».
ومنذ اندلاع النزاع في سورية، أعلنت فرنسا دعمها للمعارضة السورية وطالبت مرات عدة بتنحي الأسد عن السلطة، وقطعت علاقاتها الديبلوماسية مع دمشق.
وإثر الاعتداءات التي استهدفت باريس في العام 2015، تراجعت حدة الموقف الفرنسي من النظام السوري، بعدما باتت أولوية باريس محاربة التنظيمات المتطرفة في العراق وسورية.
«فيتو» أميركي يتحدى 14 صوتاً ويحبط مشروع القرار العربي للقدس
غزة – فتحي صبّاح , نيويورك – «الحياة»
كما كان متوقعاً، استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار عربي في مجلس الأمن يدعو إلى سحب قرار الرئيس دونالد ترامب الاعتراف بالقدس «عاصمة لإسرائيل» ونقل السفارة الأميركية إلى المدينة. ومهد «الفيتو» الأميركي لنقل مشروع القرار مباشرة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة من أجل تمريره تحت بند «الاتحاد من أجل السلام»، ليتحول مُلزِماً لكل مؤسسات الأمم المتحدة، بما فيها مجلس الأمن.
واعتبرت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هايلي أن التصويت في المجلس «إهانة لن ننساها أبداً»، وأن العملية «مثال جديد على تسبب الامم المتحدة بالضرر اكثر مما تتسبب بما هو مفيد في التعامل مع النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي»
ووصفت الرئاسة الفلسطينية «الفيتو» بأنه «استهتار» بالمجتمع الدولي، وقال الناطق باسمها نبيل ابو ردينة انه «مدان وغير مقبول ويهدد استقرار المجتمع الدولي لانه استهتار به». واضاف: «هذه الخطوة الاميركية سلبية، وفيها تحد للمجتمع الدولي، وستسهم في تعزيز الفوضى والتطرف بدل الامن». وأشار الى ان الولايات المتحدة «اكدت عزلتها، وعلى المجتمع الدولي العمل الان على حماية الشعب الفلسطيني».
كما جدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مستهل اجتماع القيادة الفلسطينية في مقر الرئاسة في رام الله مساء أمس، رفضه وساطة أميركا في عملية السلام، وأعلن اتخاذ «رزمة» من الإجراءات ضد إعلان ترامب، والانضمام إلى 22 منظمة دولية، وقال: «أميركا اختارت أن لا تكون وسيطاً نزيهاً في عملية السلام». وأضاف: «سنتوجه إلى الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وسنتخذ إجراءات قانونية وسياسية وديبلوماسية ضد إعلان ترامب بشأن القدس».
وكانت دول مجلس الأمن مجتمعة وجهت أمس رسالة مباشرة إلى واشنطن برفض قرار ترامب، عبر دعمها مشروع قرار فلسطينياً يؤكد أن «القرارات والإجراءات التي تهدف إلى تغيير طابع مدينة القدس الشريف أو مركزها أو تركيبتها الديموغرافية، لا أثر قانونياً لها، وهي لاغية وباطلة ويجب إلغاؤها». إلا أن «فيتو» أميركياً أسقط مشروع القرار، في موقف بررته هايلي بأنه «نابع من القرار السيادي للولايات المتحدة»، وبأن الولايات المتحدة «لن تقبل أن يقال لها من جانب أي دولة أين تضع سفارتها».
وصوتت لمصلحة مشروع القرار ١٤ دولة في مجلس الأمن من أصل ١٥، وهو ما ترك المندوبة الأميركية وحيدة في موقفها، في وقت أكد أعضاء المجلس كافة في كلماتهم تمسكهم بأسس عملية السلام القائمة على أساس قرارات مجلس الأمن السابقة، التي تؤكد عدم سيادة إسرائيل على القدس.
واستبقت هايلي جلسة التصويت بالتصريح بأن للولايات المتحدة «الحق الكامل كدولة سيدة أن تقرر نقل سفارتها» إلى القدس، وشنت هجوماً على الأمم المتحدة «والعار الذي يلتصق بها لكونها مكاناً معادياً لأكثر الديموقراطيات ثباتاً في الشرق الأوسط»، في إشارة إلى إسرائيل. وأضافت أن الولايات المتحدة «ترفض قبول المعايير المزدوجة»، وتقف إلى جانب إسرائيل «وإرادة الشعب الأميركي، من خلال نقل السفارة الأميركية» إلى القدس. كما اعتبرت أن القرار ٢٣٣٤ الذي يدين الاستيطان ومررته إدارة باراك أوباما في مجلس الأمن من خلال امتناعها عن التصويت العام الماضي، «يشكل لطخة» في سجل الولايات المتحدة، و «لو طُرح على التصويت اليوم فسأصوت ضده بكل تأكيد».
من جانبه، قال السفير الفرنسي: «لا يمكن التوصل إلى سلام من دون اتفاق على القدس، بسبب رمزيتها واعتبارها مفتاحاً للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين»، ولهذا فإن الاتفاق يمكن أن «يقرره الطرفان بنفسيهما مع دعم المجتمع الدولي، وليس من خلال قرارات أحادية تتخذها دولة أخرى تعيدنا قرناً كاملاً إلى الوراء». وأضاف أن «اللغة الواردة في مشروع القرار مماثلة لقرارات مجلس الأمن السابقة عن القدس، والقرار اليوم يعيد تأكيد الإجماع الدولي على المدينة بناء على القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن والمبادئ المتفق عليها لحل النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي». وأكد أن فرنسا ستصوّت لمصلحة مشروع القرار «لهذه الأسباب مجتمعة، وهو موقف مبدئي بالنسبة إلينا»، مشيراً إلى أن بلاده «تشجع الرئيس الأميركي على التحرك بناء على أساس حل الدولتين لأنه ما من طريق آخر لحل النزاع».
كذلك أكد السفير البريطاني ماثيو ريكروفت، دعم بلاده مشروع القرار «لأنه يتوافق مع الموقف المتفق عليه منذ أمد طويل على القدس، ويتوافق مع قرارات مجلس الأمن السابقة، ونحن ندعو الأطراف إلى تكثيف الجهود لمصلحة حل سلمي دائم في الشرق الأوسط»، مكرراً تأكيد أن موقف بريطانيا مختلف عن موقف الولايات المتحدة في شأن القدس، وأن لندن «لن تنقل سفارتها من تل أبيب حالياً».
واستبق السفير الإسرائيلي داني دانون الجلسة بتصريح اعتبر فيه أن «تصويت أعضاء مجلس الأمن قد يتكرر مئة مرة إضافية، لكن ذلك لن يغير حقيقة بسيطة هي أن القدس كانت وستبقى عاصمة إسرائيل»، وقال إن «كل دول أخرى في العالم لها الحق في تحديد عاصمتها، ولكن حين يتعلق الأمر بإسرائيل، فإن ذلك لسبب ما مدان ومشكك فيه».
ويعرب القرار عن «بالغ أسفه إزاء القرارات الأخيرة المتعلقة بوضع القدس»، ويشدد على أنها «واحدة من قضايا الحل النهائي التي يتعين حلها من خلال المفاوضات، تمشياً مع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة». كما يؤكد «عدم جواز الاستيلاء على الأراضي بالقوة، ويضع في اعتباره المركز الخاص الذي تتمتع به مدينة القدس الشريف، خصوصاً الحاجة إلى حماية البعد الروحي والديني والثقافي الفريد للمدينة والحفاظ عليه، على النحو المتوخى من قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة».
كما يؤكد أن «أي قرارات وإجراءات تهدف إلى تغيير طابع مدينة القدس الشريف أو مركزها أو تركيبتها الديموغرافية، ليس لها أي أثر قانوني، وهي لاغية وباطلة امتثالاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ويدعو في هذا الصدد كل الدول إلى الامتناع عن إنشاء بعثات ديبلوماسية في مدينة القدس الشريف عملاً بقرار مجلس الأمن ٤٧٨ الصادر عام ١٩٨٠»، كما «يطالب جميع الدول بالامتثال لقرارات مجلس الأمن المتعلقة بمدينة القدس الشريف وبعدم الاعتراف بأي إجراءات أو تدابير مخالفة لتلك القرارات».
ويكرر الدعوة إلى «عكس مسار الاتجاهات السلبية القائمة على أرض الواقع التي تهدد إمكان تطبيق حل الدولتين»، وإلى «تكثيف وتسريع وتيرة الجهود وأنشطة الدعم على الصعيدين الدولي والإقليمي، من أجل تحقيق سلام شامل وعادل ودائم في الشرق الأوسط من دون تأخير على أساس قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومرجعيات مدريد، بما في ذلك مبدأ الأرض مقابل السلام ومبادرة السلام العربية وخريطة الطريق التي وضعتها المجموعة الرباعية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي بدأ عام ١٩٦٧».
السليمانية تنتفض ضد الأحزاب الكردية
بغداد – «الحياة»
حطم آلاف المحتجين الأكراد مراكز خمسة من الأحزاب الرئيسة في السليمانية ومحيطها، مطالبين بدفع رواتب الموظفين وتغيير حكومة الإقليم، ومردّدين شعار «الموت لبارزاني وليسقط طالباني»، في إشارة إلى القطبين السياسيين المحليين.
ويُتوقع تصاعد الاحتجاجات وسط معلومات عن انضمام «البيشمركة» إليها، في مؤشر إلى نجاح العقوبات التي فرضتها بغداد على كردستان بعد الاستفتاء على الانفصال عن العراق.
وشهدت السليمانية والأقضية التابعة لها تظاهرات حاشدة دامت طيلة يوم أمس. وأعلن سياسيون وناشطون في حركة «الجيل الجديد» دعم المحتجين الذين أحرقوا مراكز الأحزاب «الديموقراطي» و «الاتحاد الوطني» و «التغيير» و «الإسلامي»، إضافة إلى مقر «الجماعة الإسلامية». وقال القيادي في «الجيل الجديد» النائب رابون معروف، إن «حملة الاعتصامات والاحتجاجات ستستمر حتى إسقاط الحكومة الفاسدة».
وأقدَم محتجون على إقفال الطريق بين كركوك والسليمانية، وأشعلوا إطارات السيارات، كما قطعوا الطريق الوحيد بين كركوك وأربيل، مطالبين بدفع رواتب الموظفين ومقاضاة «الفاسدين»، وأحرق آخرون مؤسسات حكومية ومحطات وقود.
وردّد المتظاهرون شعارات بينها: «يسقط اللصوص» و «الموت لبارزاني ويسقط طالباني». و «لتسقط الحكومة الفاسدة» التي خسرت مناطق متنازعاً عليها»، في إشارة إلى كركوك التي استعادت الحكومة الاتحادية السيطرة عليها.
وفقدت السلطات الكردية التي كانت تسيطر بالقوة على آبار النفط، نحو ثلثي الكميات التي كانت تصدّرها من دون موافقة بغداد قبل انتشار الجيش العراقي في 16 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.
وتصاعدت حدة التظاهرات المعارضة في الإقليم بعد الأزمة السياسية والاقتصادية الخانقة التي يعيشها بسبب تمسّك رئيسه مسعود بارزاني بإجراء استفتاء على الانفصال في 25 أيلول (سبتمبر) الماضي، ما دفع الحكومة المركزية إلى اتخاذ إجراءات عقابية للمحافظة على وحدة البلاد، ومنها غلق مطاري أربيل والسليمانية وإجبار المسافرين على المرور في بغداد قبل التوجه إلى كردستان.
وتظاهرة أمس واحدة من سلسلة تظاهرات للمطالبة بدفع رواتب الموظفين والكوادر التعليمية. وكانت حكومة الإقليم خفضت الرواتب إلى أقل من النصف، ويُتوقع أن تنضم «البيشمركة» إلى المتظاهرين احتجاجاً على عزم الحكومة خفض رواتبها.
وتزامنت التظاهرات مع جهود يبذلها رئيس حكومة الإقليم نيجيرفان بارزاني لحض دول أوروبية على دعمه لحل الأزمة المتصاعدة مع الحكومة المركزية في بغداد، وأعلن من ألمانيا أمس التزامه «عراقاً فيديرالياً وقرارات المحكمة الاتحادية» القاضية ببطلان دستورية الانفصال. وشدّد على أن «الحل يتطلب إرادة وطنية وحواراً وفقاً للدستور». وأكد وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل استعداد بلاده لـ «تقديم المساعدة في حل الأزمة، خصوصاً أن الإقليم لديه الرغبة في الحوار».
وأعلن «مجلس أمن الإقليم» أمس، أن القوات الاتحادية و «الحشد الشعبي» يستعدان للهجوم على «البيشمركة» من محاور عدة، وعبّر عن قلقه إزاء الحشود العسكرية في محيط مخمور جنوب غربي أربيل.
وأضاف أن «المعلومات أظهرت خلال الأيام الخمسة الماضية خططاً للجيش والحشد والشرطة الاتحادية وقوات الرد السريع لمهاجمة طريق كوير– ديبكه– دبس الذي يربط الموصل بكركوك»، وأشار إلى أن «البيشمركة» انسحبت من مخمور في تشرين الأول الماضي لتفادي المعركة، ودعا الحكومة الاتحادية إلى وقف «الاستفزاز»، مضيفاً أن هذا التقدّم «انتهاك صارخ للدستور».
في كركوك، دعت «الجبهة التركمانية» في بيان رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى حماية مراكزها بعد تكرار الهجمات عليها، مشيرة إلى أنها «لن تستسلم لسياسة فرض الأمر الواقع». وهددت كل «من يساند ويساعد ويدفع الزمر الضالة الجبانة التي تنشر ثقافة العنف والرعب وتعكير صفو الأمن والتعايش السلمي في كركوك، بان النتائج ستنعكس عليه وعلى مصالحه».
تهديد «داعش» للعالم مستمر على رغم هزيمته عسكرياً
باريس – أ ف ب
شهد العام 2017 هزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) الذي خسر تقريباً كامل أراضي «دولة الخلافة» التي أعلنها من طرف واحد في العراق وسورية، لكنه أثبت أنه يتكيف ولا يزال يشكل تهديداً، بحسب ما يؤكد خبراء ومسؤولون.
ففي الساعات الأولى من العام الحالي، أقدم أوزبكي اعتبره «داعش» أحد «جنود الخلافة» على فتح النار برشاش «كلاشنيكوف» في ملهى ليلي في اسطنبول ليلة رأس السنة وقتل 39 شخصاً.
ومن خلال التسليح المباشر للمتطرفين أو توفير مثال لهم بفضل جهاز دعائي فعال عبر الإنترنت، نفذ التنظيم المتطرف أو أوعز بتنفيذ عشرات الاعتداءات الدامية خصوصاً في النصف الأول من العام، وأبرزها في باكستان والعراق وأفغانستان ومصر والصومال وبريطانيا.
ففي 22 أيار (مايو) الماضي، قتل الانتحاري سلمان عبدي، البريطاني من أصول ليبية، 22 شخصاً بتفجير عبوة منزلية الصنع مع نهاية حفل موسيقي في مانشستر.
وأدمت اعتداءات الدهس، التي نفذها متطرفون استجابة لدعوات التنظيم، شوارع لندن وستوكهولم وبرشلونة وضاحية لوفالوا بيري الباريسية.
وأوقعت هذه الاعتداءات مئات الضحايا فيما كان التنظيم المتطرف يتعرض إلى حملة دولية منسقة انطلقت في خريف العام 2016 لتفكيك بنيته البرية في العراق وسورية، وانتهت بنجاح شبه تام أخيراً.
وكان «داعش» أنشأ فرعاً كلفه إدارة الشبكات في الخارج وتجنيد مرشحين وتمويل أنشطتهم وتوجيهها. ولم يؤد هزمه ميدانياً إلى وقف الهجمات.
وقال المحلل السابق لدى قسم مكافحة الإرهاب في المديرية العامة للأمن الخارجي الفرنسي إيف تروتينيون إن «تنظيم الدولة الإسلامية هزم عسكرياً بالتأكيد… لكنه ما زال يملك حوالى ثلاثة آلاف مقاتل في سورية والعراق، وهذا كثير، فيما يجدر من جهة أخرى التذكير بأن الذين أتوا قبل داعش في العراق هزموا عسكرياً في العام 2009، لكن لم يستغرقهم أكثر من عامين ونصف العام لاستغلال ظروف الثورة السورية لينبعثوا من الرماد مجدداً».
وتتخذ الطريقة التي ستدار بها مرحلة ما بعد «داعش» أهمية حيوية لتفادي التفات المتطرفين بعد أشهر أو سنوات إلى حركة متشددة أخرى، بحسب ما يرى خبراء.
وتثبت في الوقت نفسه، اللائحة المطولة للهجمات والاعتداءات أو محاولات الاعتداء المحبطة في العام 2017، قدرة الحركات المتطرفة، ومنها تنظيم «القاعدة» الذي ما زال موجوداً، على المقاومة.
وأضاف تروتينيون إن «العملية الجراحية في العراق وسورية نجحت، لكن وفقاً لما جرى في أفغانستان مع القاعدة، فإن السرطان انتشر وهناك أراض للتطرف في الخارج». وتابع أن «تنظيم الدولة الإسلامية هزم، لكن التهديد بعيد عن الزوال. فهو يتطور على مستوى اللاعبين والأساليب مع عدم بروز أي عنصر مطمئن (…) ويعتبر الباحثون الأميركيون أن الظاهرة ستتواصل على مدى أجيال عدة».
وأكد الناطق باسم التحالف الدولي ضد «داعش» بقيادة أميركية الكولونيل الأميركي رايان ديلون أخيراً، أن مقاتلي التنظيم «لم يعودوا الجيش الذي كانوا عليه في العام 2014، لكنهم ما زالوا يشكلون تهديداً. هذه ليست نهاية داعش».
وبدأت القوات الأميركية فك الارتباط. ففي 30 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي أعلنت وزارة الدفاع الأميركية «بنتاغون» عودة 400 عنصر من سلاح المدفعية في مشاة البحرية المنتشرين في سورية إلى بلادهم.
ويظهر عدم إعلان التنظيم في آخر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي مسؤوليته عن مجزرة راح ضحيتها 305 أشخاص في مسجد الروضة الصوفي في شمال سيناء، أن الهروب إلى الأمام لتنفيذ عمليات تزداد دموية وعشوائية قد يغري بعض المتطرفين.
واعتبر المحاضر في كلية العلوم السياسية في باريس جان بيار فيليو أن «فروع داعش، خصوصاً في مصر، وكذلك في ليبيا واليمن ثم أفغانستان وجنوب شرقي آسيا ما زالت تشكل تهديداً كبيراً». وقال إن «الدعاية المتطرفة ما زالت ناشطة على الشبكات حول العالم على رغم تراجع وتيرتها مقارنة مع فترة وجود الخلافة المزعومة».
لافروف عن أزمة القدس: ليس مسموحاً اتخاذ خطوات أحادية الجانب تستبق المفاوضات
موسكو: أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الثلاثاء في موسكو، اعتزام بلاده العمل من أجل تهدئة الموقف في الشرق الأوسط بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وقال لافروف:” سنفعل كل ما يلزم من أجل توجيه الموقف في مسارات بناءة”، مضيفاً أنه ليس مسموحاً لأحد أن يأخذ خطوات أحادية الجانب تستبق نتيجة المفاوضات.
وخلال لقائه مع نبيل شعث، مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس لشؤون السياسة الخارجية، أعرب لافروف عن تأييده لإجراء محادثات مباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين.
يذكر أن وضع القدس يعد من النقاط الخلافية المركزية بين إسرائيل والفلسطينيين منذ عقود، حيث ترى إسرائيل أن القدس عاصمة “موحدة” لها، فيما يرى الفلسطينيون أن لهم الحق في اتخاذ القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية.
وتحث روسيا على التوصل إلى اتفاق بين طرفي الصراع قبل تأسيس سفارات في غرب وشرق القدس.
ونقلت وكالة أنباء (تاس) عن شعث، قوله إن روسيا وقفت بقوة خلف الفلسطينيين بعد قرار ترامب، وأضاف أن قرار ترامب أثار توترات في المنطقة، واختتم كلامه بالقول إن روسيا يمكن أن تلعب دوراً مهماً في حل المشاكل. (د ب أ)
مندوبة أمريكا تعتبر التصويت إهانة لن تنساها بلادها وممثل بريطانيا: القدس الشرقية ستبقى جزءا من الأراضي الفلسطينية
السلطة تدعو لاجتماع طارئ للجمعية العامة بعد استخدام واشنطن الفيتو ضد قرار يرفض موقفها من القدس
لندن ـ «القدس العربي»: كما كان متوقعا وفي تحد جديد للإرادة الدولية، أحبطت الولايات المتحدة، أمس، باستخدام حق النقض (الفيتو) مشروع قرار في الأمم المتحدة تقدمت به مصر يدين قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إعلان القدس عاصمة لإسرائيل في السادس من ديسمبر/ كانون الأول الحالي. وصوت بقية أعضاء المجلس الأربعة عشر لصالح مشروع القرار.
ويعكس استخدام الفيتو بشكل منفرد من سفيرة الولايات المتحدة نيكي هايلي العزلة الدولية التي تواجهها واشنطن بخصوص نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس، وهو ما يعني فعليا تجاهل مطالب الفلسطينيين في المدينة التاريخية العريقة.
ودافعت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي، عن موقف بلادها من استخدام حق النقض لعرقلة مشروع القرار. وهددت عقب التصويت على مشروع القرار، بان «التصويت الذي شاهدناه اليوم في المجلس هو إهانة لن تنساها الولايات المتحدة… فنحن لن نسمح لأي دولة تقول لنا أين نقيم سفارتنا». وأضافت أن «عملية السلام التي يضيرها نقل مجرد سفارة ليست بعملية سلام… لقد استخدمنا حق النقض بدون تردد وفي نفس الوقت فإن الرئيس ترامب يؤيد الوضع الراهن لمدينة القدس».
وأدانت الرئاسة الفلسطينية أمس استخدام واشنطن الفيتو ضد قرار بشأن القدس، ووصفته بـ»استهتار» بالمجتمع الدولي. وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة لوكالة الصحافة الفرنسية إن «استخدام الفيتو الأمريكي مدان وغير مقبول ويهدد استقرار المجتمع الدولي لأنه استهتار به».
وأعلن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي ان السلطة ستدعو لاجتماع طارئ للجمعية العامة للأمم المتحدة بعد استخدام واشنطن الفيتو.
عباس يوقع قرارات الانضمام إلى 22 منظمة ومعاهدة دولية
وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مساء أمس الاثنين، التوجه الفلسطيني لطلب عضوية كاملة لدى الأمم المتحدة، والتوقيع على الانضمام إلى 22 منظمة ومعاهدة دولية. وقال عباس، في بداية اجتماع للقيادة الفلسطينية برئاسته في مدينة رام الله، أنه سيتم اتخاذ «إجراءات قانونية وسياسية وديبلوماسية» ضد إعلان الرئيس ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وأعربت مصر عن أسفها لفشل مجلس الأمن في اعتماد مشروع قرارها حول القدس عقب استخدام واشنطن حق النقض، بينما شكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هايلي على الفيتو.
وقال المندوب البريطاني لدى الأمم المتحدة، ميتيو رايكروفت، إن القدس الشرقية ستبقى جزءا من الأراضي الفلسطينية، مؤكدا أن بلاده لن تقوم بنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس. واضاف في كلمته بعد التصويت إن «وضع القدس يجب أن يحدد بمفاوضات مباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين».
وهذه هي المرة السادسة التي تستخدم فيها الولايات المتحدة حق النقض ضد مشاريع قوانين حول القدس، والمرة الـ 43 ضد مشاريع قرارات تخص القضية الفلسطينية وأزمة الشرق الأوسط.
وكانت المرة الأولى التي تستخدم فيها الفيتو ضد القدس في 25 مارس/ آذار عام 1976، وأحبطت فيه مشروعا يدعو إسرائيل للالتزام بحماية الأماكن المقدسة. وحصلت المرة الثانية في 20 أبريل/ نيسان عام 1982، ضد مشروع قرار يدين العدوان الإسرائيلي على المسجد الأقصى. والمرة الثالثة في 30 يناير/ كانون الثاني عام 1986، ضد مشروع قرار يدين الانتهاكات الإسرائيلية للمسجد الأقصى، ورفض اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، ويدعوها للالتزام بحماية المقدسات الإسلامية. وجاءت المرة الرابعة في 17 مارس/ آذار عام 1995، ضد مشروع قرار يطالب إسرائيل بوقف قرار مصادرة أراضٍ في القدس الشرقية. وأما المرة الخامسة فكانت في 18 مارس/آذار عام 2011، ضد مشروع قرار يدين عمليات الاستيطان منذ عام 1967 في الضفة الغربية والقدس ويعتبرها غير شرعية.
وسط استغراب سياسيين… المعارضة السورية تسمح باستيراد البضائع الروسية إلى مناطقها
عبد الرزاق النبهان
حلب – «القدس العربي» : أعلنت إدراة معبر باب الهوى التابعة للمعارضة السورية، السماح باستيراد البضائع الروسية إلى المناطق التي تسيطر عليها في شمالي سوريا، وذلك
بعد مطالبة العديد من التجار بالسماح لهم في استيراد البضائع الروسية وفق ما جاء في بيان إدارة المعبر، وسط حالة من الاستغراب للعديد من السياسيين السوريين حيال الخطوة.
مازن علوش مدير المكتب الإعلامي في معبر باب الهوى، على الحدود السورية التركية قال في تصريح لـ»القدس العربي»، إن القرار الصادر عن إدارة معبر باب الهوى بإعادة تفعيل دخول البضائع التجارية الروسية إلى مناطق سيطرة فصائل المعارضة السورية، جاء بعد إلحاح وطلب من تجار وأصحاب المعامل للسماح لهم بذلك.
وأوضح أن المواد المستوردة الروسية التي ستدخل إلى المناطق المحررة هي الزيوت المعدنية والذرة والحبوب والاعلاف، مشيراً إلى أن البضائع الروسية كانت تدخل خلال السنوات الماضية عبر المعبر، قبل إيقافها في بداية الربع الثاني من العام 2017 لدراسة إمكانية إلغائها من الأسواق الداخلية.
وأردف أن إدارة المعبر حاولت توجيه التجار نحو البضائع الرومانية والبلغارية والأرجنتينية، إلا أن كلفة النقل عالية، إضافة إلى أن السوق التركية مليئة بالبضائع الروسية نتيجة الارتباطات التجارية بين تركيا وروسيا. وأكد علوش على أن عدة طلبات تلقتها إدارة المعبر من التجار وأصحاب المعامل لإعادة تفعيل دخول البضائع الروسية، الأمر الذي دفعها إلى إصدار قرار بإعادة استيراد البضائع الروسية، خاصة أن هذه البضائع تدخل عبر مناطق النظام ودرع الفرات بريف حلب الشمالي.
واستغرب المعارض السياسي السوري عبد الغني حمادة في حديثه لـ»القدس العربي»، قرار إدارة معبر باب الهوى الذي اعتبره خطوة باستيراد البضائع الروسية دعما للاقتصاد الروسي المجرم الذي دمر المدارس و المشافي ولايزال يقصف المدن، وآخرها منذ يومين بارتكابه جريمة في خان شيخون بريف إدلب راح عل إثرها عشرة أشخاص بين طفل وامرأة.
وأشار إلى أن البضائع التركية تغزو أسواق المناطق المحررة في سوريا، حيث أنها متوفرة بكثرة وبأسعار مناسبة، الأمر الذي دفعه إلى»التساؤل» حول الأسباب التي دفعت إدارة الجمارك لاستيراد البضائع من دولة تقتلنا وتدمر بلادنا وتدعم النظام بكافة أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة وتشارك على الأرض بجنودها مع النظام ضد شعبنا الثائر. وطالب حمادة إدارة معبر باب الهوى الحدودي إلى التراجع عن هذا القرار الذي يدعم اقتصاد روسيا التي تقتل أطفالنا وتـدمر البـني التحـتية لبـلادنا المنكـوبة.
أما المحلل السياسي السوري حسن النيفي فقال لـ «القدس العربي»، إن موافقة المعارضة السورية على استيراد البضائع الروسية إلى مناطق سيطرتها، لها بالتأكيد دلالات سياسية، معتبراً أنها رسالة إلى روسيا بامكانية فتح حوار للتفاوض بينهما.
وعزا الخطوة أيضاً إلى الحالة الاقتصادية وكذلك الرؤية الأمنية المستقبلية لفصائل المعارضة، خاصة أن الجغرافية التي تسيطر عليها الفصائل باتت محدودة بحدود محافظة إدلب التي ربما تتوقع حصاراً في المدى القريب وبناء عليه ربما فكرة المعارضة استباق الحصار من خلال فتح نوافذ اقتصادية تمكنها من تجنب حالة اقتصادية خانقة.
متحدث وفد المعارضة إلى «جنيف»: الأسد منفصم عن الواقع ويتناسى أن ضابطاً روسياً يقيد حركته على الأرض السورية
رئيس النظام يتهم «أكراد أمريكا» بالخيانة ومسؤول كردي يرد: أنت أكثر خيانةً
هبة محمد
دمشق – «القدس العربي»: قال رئيس النظام السوري بشار الأسد في تصريحات صحافية عقب لقاء جمعه مع وفد موسكو الحكومي برئاسة «ديمتري روغوزين» نائب رئيس الوزراء يوم امس الاثنين ان النظام أمام ثلاثة مؤتمرات «جنيف» و»أستانة» و»سوتشي»، «لكن الفارق الأساسي بين جنيف وسوتشي الذي نعمل عليه مع الأصدقاء الروس يستند أولاً إلى نوعية الأشخاص أو الجهات المشاركة فيه، في المقابل في جنيف الأشخاص الذين نفاوضهم، كما هو معروف، لا يعبرون عن الشعب السوري، لا يعبرون ربما حتى عن أنفسهم في بعض الحالات».
ونقلت وكالة سانا الناطقة باسم النظام السوري عن الأسد إن سوتشي سوف يبحث مسألة الدستور والانتخابات، بينما جنيف لم يحقق أي نجاح، «أننا في سوتشي وضعنا محاور واضحة لها علاقة بموضوع الدستور، لها علاقة بما يأتي بعد الدستور من انتخابات وغيرها، هناك حديث عن دور الأمم المتحدة وهناك محاور عدة مرتبطة بهذا المؤتمر، لكن بكل تأكيد نعتقد بأن أي شيء أفضل من جنيف لأن جنيف بعد ثلاثة أعوام لم يحقق شيئاً، ومؤتمر سوتشي سيناقش الدستور السوري، هل الدستور الحالي مناسب؟ هل نحن في حاجة لتعديلات؟ هل سوريا في حاجة إلى دستور جديد؟ بكل الأحوال عندما يكون هناك تعديل دستوري، من الطبيعي أن تكون هناك انتخابات مبنية على الدستور لأن موضوع الانتخابات وكيفية انتخاب المؤسسات التشريعية هي من النقاط المهمة في أي دستور، لذلك نحن لا نقلق من أي دور للأمم المتحدة ونستطيع القول إننا نرحب بأي دور للأمم المتحدة بشرط أن يكون مرتبطاً بالسيادة السورية، أي شيء يتجاوز هذه السيادة مرفوض، هذا الكلام يجب أن يكون واضحاً اليوم ولاحقاً وفي أي وقت».
ورد المتحدث الرسمي باسم الوفد المفاوض إلى جنيف الدكتور يحيى العريضي على تصريحات بشار الأسد، متهماً الأخير ونظامه بالانفصام عن الواقع، حيث قال في لقاء مع «القدس العربي»: «سبع سنوات عجاف ولا يزل هذا الفريق المستبد بدءاً من بشار الأسد وحتى آخر رجل من نظامه، منفصماً عن الواقع». وأضاف العريضي: المعارضة في جنيف لا تدعي انها تمثل 23 مليون سوري، لكنهم يحملون أمانة في حق هذا الشعب في الحياة، ومن يتحدث عن عدم تمثيل هؤلاء السوريين هو الذي أخلّ بالأمانة وتمثل ذلك بقتل السوريين وتشريدهم». وقال المتحدث الرسمي باسم وفد المعارضة انه «من المستغرب لرئيس يتحدث عن سيادة الدولة بملء الفم ويتناسى كيف تم ضبط حركته وتقييد خطواته من قبل ضابط روسي على الأرض السورية، علاوة على انه قد جُلب لاستقبال بوتين في قاعدة عسكرية لهذا المحتل على ارض سـوريا».
وعلّق على تصريحات بشار الأسد بما يخص مؤتمر سوتشي، بأن المحاور التي وضعها الأسد ونظامه في سوتشي، تحمل مهمة واحدة هي الحفاظ على كرسي الدم مهما استلزم ذلك من دمار وقتل وتشريد واستدعاء للاحتلال. مضيفاً: من قال إنه يريد مجتمعاً متجانساً فهو يريد تفصيل فريق من هذا المجتمع المتجانس كي يفاوضه، بمعنى انه يريد ان يفاوض نفسه فقط»، ووصف العريضي وفد المفاوضات بالوفد الصبور حيث قال «هناك قدرة تحمل نادرة لدى المعارضة السورية، أملاها الواجب عليهم حتى قبلوا بالجلوس مع مجرمين وممثلين عن قيادة مجرمة».
من جهة ثانية عقب عضو منصة القاهرة فراس الخالدي على ما تداولته وسائل اعلام النظام حول تصريحات بشار الأسد، بأن قرار 2254 هو صناعة روسية أمريكية وليس لنا علاقة فيه كسوريين، ولكن يبدو ان النظام نسي حضوره ثماني جولات تحت عنوان 2254 وكان يعول على فرقة المعارضة، وفي موازة ذلك فإن المعارضة اليوم هي من يمثل الشعب السوري بوحدتها، ولا تمثل طيفاً ضيقاً من اصحاب المصالح وتابعي الدول كإيران وتوابعها».
وأضاف في اتصال هاتفي مع «القدس العربي» ان الروس صرحوا بان «سوتشي» سيكون لدعم مسار جنيف وقرار 2254 فهل لديهم الوعي الكافي والنية للحل السياسي ام انهم لا يزالون يصرون على الحل العسكري الذي ستكون له آثار سلبية على سوريا أرضاً وشعباً.
كدو: «أنت أكثر خيانة»
وفي السياق ذاته رد المسؤول لدى حزب اليسار الديمقراطي الكردي في سوريا وعضو الائتلاف الوطني السوري عن المجلس الكردي شلال كدو لـ «القدس العربي» على تصريحاته بشار الأسد حول ان الفصائل المدعومة من الولايات المتحدة في شرقي سوريا خائنة و «كل من يعمل لصالح الأجنبي وخاصة الآن تحت القيادة الأمريكية… كل من يعمل تحت قيادة أي بلد أجنبي في بلده وضد جيشه وضد شعبه هو خائن».
وأضاف كدو: لا شك بأن القوات الكردية التي تعمل تحت اليد الأمريكية هي ميليشيات خائنة ذات أجندات انفصالية، لكن بشار الأسد هو الأكثر خيانة، مضيفاً ان الجميع يعلم بأن من تعامل مع الاجنبي منذ بداية الثورة السورية هو النظام السوري، وهذا النظام هو نفسه من استجلب المسلحين الاجانب وكل من هب ودب إلى الاراضي السورية لمحاربة الشعب السوري، وبالتالي فإن ما قاله رأس النظام حول هذا الموضوع اعتقد بانه هراء وكلام مردود عليه فالرأي العام العالمي وكذلك العربي والإقليمي وخاصة السوري يعي جيداً بان النظام هو من دعا الجيوش الاجنية إلى الاراضي السورية منذ سنوات لمحاربة الشعب الذي تظاهر وقام بالثوة من اجل الاصلاحات فجوبه بقوة الحديد والنار.
وأضاف سكرتير حزب اليسار الديمقراطي الكردي بان بشار الاسد لم يكتف باستخدام جيشه وأجهزته الأمنية وشبيحته وانما استدعى جيوشاً من دول كبرى وكذلك دول اقليمية فضلاً عن تسهيل دخول الميليشيات الطائفية لمحاربة الشعب السوري الثائر في عموم القرى والمدن السورية، وليس فقط في منطقة شمال شرقي البلاد.
ورأى كدو ان تهمة التعامل مع الاجنبي في سوريا التي كانت تلصق في السابق بالمناضلين والمعارضين ولا سيما الكرد منهم باتت قديمة وبالية، «فسوريا الآن اصبحت بفضل سياسة النظام الحاكم على رقاب السوريين مرتعاً للجيوش الاجنبية وللميليشيات التي تسرح وتمرح في معظم انحاء سوريا، وبالتالي هذا التصريح باعتقادي لا طعم له ولا رائحة» وفق تعبيره.
«سوتشي» والسباحة ضد التيار
ويرى كثيرون من المعارضين السوريين انه لن يعول الشعب السوري على سوتشي وسيكون مثل عشرات الاجتماعات والمؤتمرات التي لا تثمر ولا تغني من جوع، وذلك لكون سوتشي لم يطرح بشفافية في دهاليز موسكو، وحل القضية السورية ليست باجتماع سياسي فقط بل هي حل ملفات عميقة ابتداء بالانتقال السياسي والتغيير الدستوري والدولة الأمنية العميقة وإعادة بناء وهيكلة الجيش على أسس وطنية لا طائفية، والبحث عن ممولين لإعادة بناء سوريا.
عضو مؤتمر «الرياض 2» وممثل اتحاد تنسيقيات السوريين والحراك الثوري مروان العش رأى ان اجتماع سوتشي طريق روسي جديد لمصادرة الموقف والواجهة السياسية للثورة السورية، وإذا حصل هذا المؤتمر فإن الفشل سيكون مصيره، منطلقين من مقولة أن روسيا طرف وشريك في الحرب السورية وليست ضامناً أو محايداً في العملية السياسية السورية، ولا يؤتمن الموقف الروسي مطلقاً من طرف ممثلي قوى الثورة وجزء من المعارضة باستثناء ما يدعى بمنصة موسكو وهي صناعة روسية لمثل هذه المواقف.
فلا خيار حسب «العش» أمام قوى الثورة إلا برفض اجتماع سوتشي برأي العش، لأنه لا يملك لا شرعية ولا مرجعية، اما الحل في جنيف بمرجعية أممية وحزمة قرارات دولية، والتهرب منها يدل على النوايا الخبيثة للروس وطريقهم المسدود مع الشعب الثائر ضد نظام ديكتاتوري عبودي يعملون لإنتاجه من جديد بألاعيب وفبركات، ولو أن روسيا جادة في حل القضية السورية وفق قرارات الأمم المتحدة لطبقت 2254 و 2218 وقرارات جنيف1 ولوزان وهي وقعت عليهم أصلاً وتنسحب وتتلاعب بهم اليوم منذ صدورهم، لذلك خيارات قوى الثورة والمعارضة الوطنية هي تفعيل العملية السياسية بجنيف برعاية وتأثير دولي والبدء بمحادثات الانتقال السياسي وبقية حزمة 2254 أو الانسحاب من جنيف لحين صدور قرار أممي يفرض على النظام ومن يسانده بالجلوس لطاولة المفاوضـات جـدياً.
وأضاف لـ «القدس العربي»: من يشارك في «سوتشي» يمثل نفسه فقط ويتحمل المسؤولية الكاملة عن تعطيل «جنيف» وحزمتها كأفراد أو جماعات من معارضة النظام المصنعة حسب المقاس، عشرون حزباً سياسياً كرتونياً مقيماً في الداخل بإمرة الأجهزة وجماهير الأحزاب هذه لا تتجاوز عدد أصابع اليد وكلهم مشاركون في المقتلة السورية بشكل او بآخر.
سوريا: الأسد يتهم «أعوان أمريكا» بالخيانة… ومسؤول كردي يرد: أنت أكثر خيانةً
العريضي: رئيس النظام يتحدث عن السيادة متناسيا أن ضابطاً روسياً يحركه
دمشق ـ «القدس العربي» من هبة محمد: في حملة من الاتهامات المتبادلة بالخيانة بين رئيس النظام السوري بشار الأسد وأكراد سوريا الذين يعتبرون حلفاء لواشنطن، قال الأسد في تصريحات صحافية عقب لقاء جمعه مع وفد موسكو الحكومي برئاسة ديمتري روغوزين، نائب رئيس الوزراء، يوم أمس، إنه أمام ثلاثة مؤتمرات «جنيف» و»أستانة» و»سوتشي»، «لكن الفارق الأساسي بين جنيف وسوتشي الذي نعمل عليه مع الأصدقاء الروس يستند أولاً إلى نوعية الأشخاص أو الجهات المشاركة فيه، في المقابل في جنيف الأشخاص الذين نفاوضهم، كما هو معروف، لا يعبرون عن الشعب السوري، لا يعبرون ربما حتى عن أنفسهم في بعض الحالات».
من جانبه رد المتحدث الرسمي باسم الوفد المفاوض الى جنيف، الدكتور يحيى العريضي، على تصريحات الأسد، متهماً إياه بالانفصام عن الواقع، حيث قال في لقاء مع «القدس العربي»: «سبع سنوات عجاف مرت ولا يزال هذا الفريق المستبد بدءاً من بشار الأسد وحتى آخر رجل من نظامه، منفصماً عن الواقع». وأضاف العريضي: المعارضة في جنيف لا تدعي أنها تمثل 23 مليون سوري، لكنها تحمل أمانة في حق هذا الشعب في الحياة، ومن يتحدث عن عدم تمثيل هؤلاء السوريين هو الذي أخلّ بالأمانة وقام بقتل السوريين وتشريدهم». وقال المتحدث الرسمي باسم وفد المعارضة إنه «من المستغرب لرئيس يتحدث عن سيادة الدولة بملء الفم ويتناسى كيف تم ضبط حركته وتقييد خطواته من قبل ضابط روسي على الأرض السورية، علاوة على أنه قد جُلب لاستقبال بوتين في قاعدة عسكرية لهذا المحتل على أرض سوريا».
من جهة ثانية عقب عضو منصة القاهرة فراس الخالدي على ما تداولته وسائل إعلام النظام حول تصريحات بشار الأسد، بأن قرار 2254 هو صناعة روسية أمريكية وليست لنا علاقة فيه كسوريين، ولكن يبدو ان النظام نسي حضوره ثماني جولات تحت عنوان 2254».
وفي السياق ذاته رد المسؤول لدى حزب اليسار الديمقراطي الكردي في سوريا وعضو الائتلاف الوطني السوري عن المجلس الكردي شلال كدو لـ«القدس العربي» على تصريحات الأسد حول ان الفصائل المدعومة من الولايات المتحدة في شرقي سوريا خائنة بأن «بشار الأسد هو الأكثر خيانة»، مضيفاً أن الجميع يعلم بأن من تعامل مع الأجنبي منذ بداية الثورة السورية هو النظام السوري، وهذا النظام هو نفسه من استجلب المسلحين الأجانب وكل من هب ودب إلى الأراضي السورية لمحاربة الشعب السوري».
النظام يستعيد مواقعه في ريف حماة…ويتقدم في ريف إدلب
استعادت مليشيات النظام السيطرة على قريتي زلين والزلاقيات والحواجز العسكرية المنتشرة في المنطقة الواقعة شمالي مدينة محردة في ريف حماة الشمالي الغربي، بعد يوم واحد من خسارتها لمواقعها لصالح المعارضة المسلحة التي باغتتها بهجوم واسع تمكنت خلاله من التقدم بشكل سريع والوصول إلى مشارف مدينة حلفايا. هجوم المعارضة تسبب بمقتل وجرح وأسر العشرات من عناصر المليشيات، بحسب مراسل “المدن” خالد الخطيب.
وتعرضت مواقع المعارضة المسلحة المتقدمة، وعلى رأسها “جيش العزة”، لوابل من القذائف الصاروخية والمدفعية، وغارات جوية مركزة استهدفت الزلاقيات وزلين، ما أجبر المعارضة على الانسحاب نحو الخطوط الخلفية، لتعود الجبهات كما كانت من قبل.
وشنّ الطيران الحربي سلسلة من الغارات الجوية الانتقامية، الاثنين، استهدفت مدن وبلدات ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي، وتصدرت اللطامنة قائمة الأهداف التي قصفتها الطائرات بعشرين غارة جوية، تلتها مورك وكفرزيتا والتح والتمانعة، وخان شيخون التي كان قد قتل فيها، الأحد، 10 مدنيين بينهم أطفال ونساء. وتجاوز عدد الغارات الجوية التي استهدفت قرى وبلدات ريفي حماة وادلب، الأحد والاثنين، 200 غارة جوية.
وقال المتحدث الرسمي باسم “جيش العزّة” النقيب مصطفى معراتي، لـ”المدن”، إن هجوم “جيش العزة” على مواقع مليشيات النظام كان ناجحاً، اغتنم فيه ثلاث دبابات وعربة BMB ومدفع 130 وقاعدتي صواريخ مضادة للدروع، وأسر مجموعة من العناصر وقتل وجرح قرابة 50 عنصراً من مليشيات النظام. وأوضح معراتي أن الهجمات في هذه المحاور لن تتوقف.
وفي جبهات ريف إدلب الجنوبي الشرقي، واصلت مليشيات النظام تقدمها وسيطرت، الإثنين، على قرية الرويضة والمزارع المحيطة بها، شرقي بلدة الشطيب التي تقدمت إليها أيضاً المليشيات بعدما فشلت في إحراز أي تقدم في محور المشيرفة-أبو دالي على الرغم من التمهيد الناري العنيف المدفعي والجوي الذي استهدف مواقع فصائل المعارضة و”هيئة تحرير الشام”.
مليشيات النظام استقدمت مزيداً من التعزيزات العسكرية إلى الجبهات القريبة من أبو دالي في ريف إدلب، ومن المتوقع أن تبدأ هجوماً برياً واسعاً مجدداً للسيطرة على القرية بعدما بسطت سيطرتها الكاملة على التلال المشرفة عليها شرقاً خلال الأيام الثلاثة الماضية؛ تل المقطع وقرية تل خنزير وتلة السيرياتيل.
وفي جبهات النظام بالقرب من الرهجان، وجبهات تنظيم “الدولة الإسلامية” قرب رسم الحمام في ريف حماة الشمالي الشرقي لم تتغير خريطة السيطرة بعدما تصدت المعارضة و”الهيئة” لهجمات متزامنة.
“قسد” تهاجم الأسد: نظامك تعريفٌ للخيانة
اعتمدت “القيادة العامة لقوات سوريا الديموقراطية”، لغة هجومية غير معتادة، في ردها على تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد، التي اتهم فيها الأكراد بالخيانة. وحمّلت “قسد”، في بيان لها حمل عنوان “نحن من اسقط الخيانة”، ليل الإثنين، الأسد ونظامه مسؤولية إدخال “الإرهابيين” إلى سوريا.
وقال البيان “شعبنا في شمال شرق سوريا، قد انتفض ضده وضد نظامه القمعي الأمني الاستبدادي، وطرد منظومة الاستبداد بكل مؤسساتها الأمنية والعسكرية، وأنهى بذلك مرحلة قاتمة من تاريخ الظلم والقهر في البلاد دامت عقوداً تكبح على أنفاس السوريين بمختلف أطيافهم”.
وعلى الرغم من أنه لم يذكرها بالاسم، فقد اتهم الأسد، الإثنين، “قوات سوريا الديموقراطية” بالخيانة، وقال: “عندما نتحدث عما يطلق عليه تسمية الأكراد، في الواقع هم ليسوا فقط أكراد، لديهم مختلف الشرائح في المنطقة الشرقية مساهمة معهم”، مضيفاً: “كل من يعمل لصالح الأجنبي، خاصة الآن، وتحت القيادة الأميركية ضد شعبه وضد جيشه فهو ببساطة خائن”.
وأضاف بيان “قسد”: “ليس مستغرباً أن يعتبر بشار الأسد القوات التي تساهم في تأسيس نظام اجتماعي مبني على العدالة والمساواة خيانة، ذلك أن هذه القوات منبثقة من صميم هذه التجربة، ومتمأسسة كجيش وطني يحارب الإرهاب ويدحره في كل الميادين، وبما أن منظومة الاستبداد تعتبر الحراك المطلبي الجماهيري مؤامرة كونية، فالمؤكد أنه سيعتبر كل ما انبثق عن هذا الحراك خيانة”.
وتابع البيان: “إننا نعتقد بأن بشار الأسد وما تبقى من نظام حكمه، هم آخر من يحق لهم الحديث عن الخيانة، وتجلياتها، بما ان هذا النظام هو المسؤول مباشرة عن إطلاق يد الفصائل الطائفية في البلاد والتي عاثت فسادا في نسيج سوريا أرضاً وشعباً، وهذا النظام هو من فتح أبواب البلاد على مصراعيها امام جحافل الإرهاب الأجنبي التي جاءت من كل أصقاع الأرض، كما أنه هو بالذات الذي أطلق كل الإرهابيين من سجونه ليوغلوا في دماء السوريين بمختلف تشعباتهم”.
وأضاف: “هذا النظام الذي ما زال يراهن على الفتنة الطائفية والعرقية ويتخدنق وفق هذه المعطيات، هو بذاته أحد تعاريف الخيانة، التي إن لم يتصدى لها السوريون سيؤدي بالبلاد إلى التقسيم وهو ما لن تسمح به قواتنا بأي شكل من الاشكال”.
مستشار الرئاسة المشتركة لـ”الاتحاد الديموقراطي” سيهانوك ديبو، قال لـ”المدن”، “الأسد يعارض فيدرالية سوريا ويسعى إلى تفكيك سوريا”. وقال ديبو: “الحل الفيدرالي هو الأمثل، لأنه سيحقق حالة الانتماء التي لم تكن موجودة أصلاً في سوريا. والاصرار على إعادة انتاج النظام المركزي سيؤدي إلى التقسيم”.
تصاعد لغة التهديد من قبل النظام تجاه “قسد” كان قد بدأته مستشارة بشار الأسد، بثينة شعبان، التي أكدت أن النظام سيستعيد السيطرة على كامل سوريا. وقالت في أيلول/سبتمبر: “سواء كانت قوات سوريا الديموقراطية أو داعش أو أي قوة أجنبية غير شرعية موجودة في البلد تدعم هؤلاء، فنحن سوف نناضل ونعمل ضد هؤلاء إلى أن تتحرر أرضنا كاملة من أي معتد”.
إطلاق الأسد لتصريحاته النارية ضد الأكراد، بعد لقائه وفداً حكومياً واقتصادياً روسياً، يشير، بحسب البعض، إلى رسالة روسية مبطنة إلى الأكراد. فلطالما سعت موسكو لسحب “الاتحاد الديموقراطي” من تحت عباءة واشنطن، مغازلة حلم الفيدرالية لديه. بل إنها أعلنت مؤخراً عن تنسيق مع “قسد” على تنفيذ عمليات ضد “داعش” شرقي ديرالزور. مصادر إعلامية مقربة من “قسد”، قالت إن اتفاقاً بين “قسد” وعشائر من ديرالزور موالية للنظام، تمّ الجمعة الماضي، برعاية روسية في مقر القوات الروسية في بلدة مراط، ويقضي بتفعيل عمل مؤسسات النظام في مناطق سيطرة “قسد” في ديرالزور.
إعلان الانسحاب الروسي “المفاجئ”، الثالث من نوعه خلال سنتين، كان قد ترافق مع تصعيد بين الولايات المتحدة وروسيا في الأجواء السورية. فقبل يومين، حذّر وزير الدفاع الأميركي روسيا من الطيران غير الآمن لمقاتلاتها في الأجواء السورية، بعدما طردت مقاتلات أميركية مقاتلتين روسيتين حاولتا اختراق الأجواء فوق مواقع لقوات تدعمها واشنطن. الأمر الذي ربطه البعض بكلام الأسد التصعيدي ضد الأكراد من قاعدة حميميم.
كما ربط بعض المراقبين ازدياد التصعيد في خطاب أركان النظام السوري ضد “قسد” انطلاقاً من موقف إيراني مماثل. أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني، كان قد قال الإثنين، إن بلاده ستبقى في سوريا “حتى القضاء نهائياً على كافة المجموعات الإرهابية”. موقف شمخاني جاء في كلمة ألقاها في محافظة كردستان، غربي إيران، مشدداً على أن المحدد الوحيد لتحركات طهران في سوريا هو مقتضيات الأمن القومي الإيراني، وحفظ أمن المنطقة واستقرارها.
“أستانة-8”: المعارضة تستبدل بري بطعمة
تتواصل التحضيرات لجولة جديدة من محادثات أستانة، في العاصمة الكازخستانية، حيث أعلنت وزارة الخارجية الكازاخية في وقت سابق من شهر كانون الأول/ديسمبر، أن الجولة الثامنة ستعقد يومي 21 و22 من الشهر الحالي.
ومن المقرر أن تركز الجولة الحالية على مصير “المخطوفين والمعتقلين”، وإيصال المساعدات الانسانية إلى المناطق المحتاجة، فضلاً عن تقييم حالة “خفض التوتر” في المناطق التي طبق فيها الاتفاق.
في هذا السياق، نقلت وكالة “نوفوستي” الروسية عن مصدر معارض قوله، الاثنين، إن رئيس الحكومة السورية المؤقتة السابق أحمد طعمة، سيترأس وفد المعارضة إلى الجولة الثامنة لمفاوضات التسوية السورية في أستانة.
وأوضح المصدر، أن طعمة سيحل بدلاً من العميد أحمد بري، رئيس أركان الجيش السوري الحر، والذي ترأس وفد المعارضة خلال جولات سابقة.
من جهة ثانية، التقى وزير الخارجية التركية مولود جاوش أوغلو، في أنقرة، رئيس “هيئة التفاوض السورية” نصر الحـريـري، على رأس وفد ضم نائب الرئيس هنادي أبو عرب وأمين سر الهيئــة صفوان عكاش.
الأسد: جنيف فشل.. الحل في سوتشي
هاجم الرئيس السوري بشار الأسد، الاثنين، عملية جنيف السياسية بشدة، في موقف يتناسق مع النهج الذي اتبعته دمشق خلال الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف، التي اختتمت الأسبوع الماضي بإعلان المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا فشلها، بسبب رفض وفد النظام خوض مفاوضات مباشرة مع وفد “هيئة التفاوض السورية”.
كلام الأسد جاء خلال تصريحات صحافية، في أعقاب لقاء جمعه مع وفد روسي حكومي برئاسة نائب رئيس الوزراء دميتري روغوزين.
وقال الأسد “بكل تأكيد نعتقد بأن أي شيء أفضل من جنيف لأنه بعد ثلاثة أعوام لم يُحقق شيئا.. الفارق الأساسي بين جنيف و(مؤتمر) سوتشي الذي نعمل عليه مع الأصدقاء الروس يستند أولا إلى نوعية الأشخاص أو الجهات المشاركة فيه، بالمقابل في جنيف الأشخاص الذين نفاوضهم كما هو معروف، لا يعبّرون عن الشعب السوري.. ربما لا يعبرون حتى عن أنفسهم ببعض الحالات”.
وأشار الرئيس السوري إلى أن بلاده ترحب بأي دور محتمل للأمم المتحدة، في مراقبلة الانتخابات المستقبلية في سوريا، بعد التوصل إلى حل سياسي للأزمة، لكنه اعتبر ان قبول دمشق بدور للمنظمة الدولية سيكون مرتبطاً بمدى “احترام السيادة السورية”.
وأوضح “سوريا هي عضو مؤسس في الأمم المتحدة، فعندما تأتي الأمم المتحدة لتلعب دورا في هذه الانتخابات، أي دور، يجب أن يكون مبنيا على ميثاق الأمم المتحدة المبني بدوره على سيادة سوريا وعلى ما يقرره شعبها، لذلك نحن لا نقلق من أي دور للأمم المتحدة ونستطيع القول أننا نرحب بأي دور للأمم المتحدة بشرط أن يكون مرتبطا بالسيادة السورية. أي شيء يتجاوز هذه السيادة مرفوض. هذا الكلام يجب أن يكون واضحا اليوم ولاحقاً وفي أي وقت”.
وبرغم إعلان موسكو هزيمة تنظيم “الدولة الإسلامية” بفضل عمليتها العسكرية، إلا أن الأسد اعتبر أن هذا الأمر بمثابة تشتيت للأنظار عن “النصرة المدعومة غربياً”، والتي ما زالت تنشط في البلاد.
وأضاف الأسد “القضاء على المراكز الرئيسية لداعش في سوريا هو مرحلة هامة وانتصار كبير، ولكن علينا أن ننتبه إلى أن الهدف من تركيز العالم على داعش فقط، هو تشتيت الأنظار عن أن الإرهاب وفي مقدمته جبهة النصرة مازال موجودا، وبدعم غربي، داعش جزء من الإرهاب ولكنها ليست كل الإرهاب”.
وهاجم الأسد التنظيمات الكردية التي تدير معظم المناطق في شرق سوريا بشكل ذاتي، معتبراً أن ذلك يحصل بمساعدة خارجية، وهذا يعد بالنسبة إلى دمشق “خيانة”. وأوضح “كل من يعمل تحت قيادة أي بلد أجنبي في بلده وضد جيشه وضد شعبه هو خائن، بكل بساطة، بغض النظر عن التسمية. هذا هو تقييمنا لتلك المجموعات التي تعمل لصالح الأمريكيين”.
ملف المعتقلين السوريين بانتظار النقاش في أستانة
رئيس جديد لوفد فصائل المعارضة المسلحة
بهية مارديني
«إيلاف» من لندن: أكدت فصائل المعارضة السورية المسلحة أنها ستطرح خلال مفاوضات أستانة 8 الذي سينعقد خلال الفترة من ٢١ -٢٢ الشهر الجاري، ملفي خفض التصعيد في ادلب والمعتقلين، فيما أعلنت وكالة (نوفوستي) أن رئيسًا جديدًا للوفد سيكون حاضرا، وأشارت الى أن “رئيس الحكومة الموقتة السابق أحمد طعمة هو من سيرأس الوفد بديلاً عن أحمد بري رئيس أركان الجيش الحر” الذي رأس الوفد في الجولات السابقة.
وقال رئيس اللجنة العسكرية بوفد فصائل المعارضة السورية المسلحة الى أستانة 8 فاتح حسون لعدد من وسائل الاعلام إن “وفد المعارضة تلقى الدعوة للمشاركة في أعمال الجولة الثامنة من المفاوضات في أستانة “، ويضم وفد الفصائل ممثلين عن “جيش الإسلام” و”أحرار الشام” و”لواء السلطان مراد” و”فيلق الشام” وعدداً من الفصائل.
ورغم انتهاء عدة جولات من أستانة الا أن عددًا من الملفات ما زالت معلقة مثل “مسألة الإفراج عن المعتقلين، واستكمال نشر القوات التركية، وتطبيق اتفاق إنشاء المنطقة الرابعة لخفض التصعيد في إدلب”.
وتم في سبتمبر الماضي التوصل لاتفاق بين الدول الضامنة المشاركة في أستانة (روسيا، تركيا، إيران) حول إقامة مناطق تخفيف التوتر في سوريا لمدة ستة أشهر قابلة للتمديد، وهي ادلب ومناطق في شمال مدينة حمص، والغوطة الشرقية وعلى الحدود السورية مع الأردن في محافظة درعا، وفي نهاية سبتمبر الماضي بدأت قوات من الشرطة العسكرية التركية بالانتشار في محافظة إدلب بموجب الاتفاق .
في حين طلبت العراق رسمياً من الحكومة الروسية، دعوة ممثليها لحضور محادثات أستانة بشأن التسوية السورية، ونقلت وسائل اعلام في وقت سابق عن السفير العراقي لدى روسيا حيدر منصور هادي العذاري، قوله خلال لقاء مع رئيس لجنة مجلس الاتحاد الروسي للشؤون الدولية قسطنطين كوساتشوف، أن “تجربة العراق وجهوده ستكون مفيدة في التسوية السياسية للأزمة السورية”، مشيرًا إلى العلاقات” الجيدة تقليدياً بين الشعبين العراقي والسوري الشقيقين”.
وكان بوتين أجرى زيارة قصيرة إلى سوريا الاثنين الماضي، حيث التقى في قاعدة حميميم الرئيس السوري بشار الأسد ليعلن من هناك عن بدء سحب القوات الروسية من سوريا.
وساهمت العمليات العسكرية الروسية التي بدأت نهاية سبتمبر 2015، بدعم جيش النظام في حربه ضد “داعش”، واستعادة كامل المساحات تقريباً من التنظيم الإرهابي، اضافة الى ما يقوم به التحالف الدولي في الحرب ضد داعش بالمشاركة مع قوات سوريا الديمقراطية.