أحداث الثلاثاء 20 آب 2013
لقاء روسي – أميركي لبحث احتمال «جنيف – 2»
لندن، نيويورك، بيروت، موسكو – «الحياة»، أ ف ب
أعلنت موسكو أمس أن لقاء بين مسؤولين روس وأميركيين بمشاركة المبعوث الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي سيعقد الأسبوع المقبل في لاهاي للتحضير لعقد مؤتمر «جنيف – 2» الخاص بحل الأزمة السورية، في وقت بدأ مفتشو الامم المتحدة مهمتهم للتحقق من استخدام السلاح الكيماوي في ثلاثة مواقع في سورية.
واستعادت قوات نظام الرئيس بشار الأسد وموالون لها قرى كانت سيطرت عليها المعارضة في ريف اللاذقية غرب البلاد، فيما دعا «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أهل الساحل إلى «التزام خيار الثورة والابتعاد عن النظام الذي يأخذهم رهائن للبقاء في السلطة».
وأفاد نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف لوكالة «انترفاكس» الروسية للأنباء، أن «هذا الاجتماع سيعقد منتصف الأسبوع المقبل في لاهاي»، من دون أن يكشف أسماء المسؤولين الروس والأميركيين الذين سيشاركون فيه أو الموعد الدقيق للمحادثات، علما أن غاتيلوف صرح الأسبوع الماضي بأن اجتماع «جنيف-2» لن يعقد على الأرجح قبل تشرين الأول (أكتوبر) المقبل.
وبدأ امس فريق من خبراء الأمم المتحدة برئاسة السويدي آكي سيلستروم مهمته للتحقيق في احتمال استعمال السلاح الكيماوي في ثلاثة مواقع في سورية، بينها بلدة خان العسل الخاضعة لسيطرة المعارضة. وأعلن «الائتلاف الوطني السوري» المعارض في بيان، أنه «يرحب» بوصول لجنة التحقيق «ويجدد التزامه والتزام قيادة أركان الجيش السوري الحر بتسهيل عمل اللجنة والتعاون معها إلى أوسع نطاق وعلى مختلف المستويات»، مشدداً على ضرورة قيام اللجنة بزيارة جميع المواقع التي تم استهدافها «خصوصاً الأماكن الواقعة في المناطق المحررة».
وفي نيويورك دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الى محاسبة كل يثبت تورطه في استخدام السلاح الكيماوي في سورية داعياً «المجتمع الدولي» الى تحديد آلية إجراء المحاسبة في ضوء التقرير المرتقب للجنة التحقيق الدولية في استخدام أسلحة كيماوية في سورية بعد انتهاء مهمتها الميدانية خلال أسبوعين. وقال بان إن «البعثة ستقدم تقريراً في ضوء العينات التي ستجمعها والاستماع الى الشهود والضحايا وإجراء التحليلات» بعد كشفها الميداني على ثلاثة مواقع في سورية بينها خان العسل في حلب».
من جهته، قال نائب وزير الخارجية فيصل المقداد لوكالة «أسوشييتد برس» إن دمشق «ستتعاون في شكل كامل مع الفريق الدولي، وستقدم له كل المعلومات التي بحوزتها وكل التسهيلات للوصول إلى نتائج منطقية».
ميدانياً، أكد مصدر عسكري سوري أن الجيش النظامي استعاد السيطرة على المواقع التي استولى عليها مقاتلو المعارضة خلال الأسبوعين الأخيرين في ريف اللاذقية. وذكر مصدر أمني سوري لوكالة «فرانس برس» أنه لم يتبق تحت سيطرة المعارضة المسلحة في منطقة ريف اللاذقية سوى منطقة سلمى الاستراتيجية المحاذية لتركيا والتي سقطت في نهاية 2012.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «القوات النظامية تمكنت من استعادة السيطرة على كافة المراصد العسكرية التي سيطرت عليها الكتائب المقاتلة قبل نحو أسبوعين. كما تمكنت، مدعومة بقوات الدفاع الوطني، من إعادة السيطرة على تسع قرى يقطنها مواطنون من الطائفة العلوية».
وناشد «الائتلاف» أهل الساحل السوري «التزام خيارات الحرية والكرامة للثورة السورية وأن يختاروا شكل مساهمتهم المناسب فيها»، مشيراً إلى أن نظام الأسد يستخدمهم «رهائن» للحفاظ على السلطة. وقال التكتل المعارض في بيان: «الحماية الحقيقية لمكونات شعبنا، بما فيه أهلنا في الساحل، هي في أن نتعاون جميعاً، ونفك كل ارتباط مع الطغمة الحاكمة، من أجل الخلاص منها، وبناء سورية الجديدة».
وفي دمشق، شن الطيران الحربي السوري أمس غارات على مناطق في السيدة زينب. وأفاد «المرصد» أن اشتباكات عنيفة دارت «بين القوات النظامية ومسلحين من اللجان الشعبية الفلسطينية الموالية لها من طرف ومقاتلي الكتائب المقاتلة من طرف آخر، عند مداخل مخيم اليرموك وفي شارع فلسطين، ووردت أنباء عن خسائر في صفوف الطرفين».
ووصلت أمس إلى شمال شرقي البلاد، لجنة تقصي الحقائق التابعة للمؤتمر القومي الكردستاني التي اقترح تشكيلها رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني للتحقيق من جرائم ارتكبت خلال مواجهات بين «قوات حماية الشعب» التابعة لـ «مجلس غرب كردستان» ومقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، في وقت زادت القلق من ارتفاع عدد اللاجئين الأكراد من سورية إلى كردستان العراق بعدما قالت الأمم المتحدة إن نحو ثلاثين ألفاً عبروا الحدود إلى العراق في غضون بضعة أيام.
النظام استعاد أكثر قرى ريف اللاذقية لقاء تحضيري لجنيف – 2 الأسبوع المقبل
استعاد الجيش السوري النظامي أكثر القرى التي كان مقاتلو المعارضة سيطروا عليها في ريف اللاذقية الشمالي قبل اسبوعين، فيما قالت الامم المتحدة ان اكثر من 30 الف نازح كردي سوري عبروا الحدود منذ الخميس الماضي الى كردستان العراق وسط استمرار الاشتباكات بين مقاتلين اكراد وآخرين من تنظيمات جهادية في شمال شرق سوريا.
واعلنت موسكو ان مسؤولين اميركيين وروساً سيجتمعون الاسبوع المقبل لاجراء محادثات تمهيداً لمؤتمر جنيف-2 للحوار بين اطراف الازمة السورية.
ومع بدء فريق التحقيق الدولي في استخدام اسلحة كيميائية في الحرب السورية مهمته، صرح الامين العام للامم المتحدة بان كي -مون في مؤتمر صحافي ان خبراء الامم المتحدة “يجب ان يتمتعوا بحرية تحرك كاملة في الاماكن” التي يعتقد ان اسلحة كيميائية قد استخدمت فيها “لكشف الوقائع بشكل موضوعي”.
وأكد ان مهمة المفتشين لا تشمل “تحديد من استخدم” اسلحة كيميائية، بل تقتصر على معرفة “ما اذا كانت اسلحة كيميائية قد استخدمت” في النزاع السوري. واوضح ان على هذا الفريق “التحقيق في الوقت عينه ” في ثلاثة مواقع بينها خان العسل قرب حلب حيث يؤكد النظام ان معارضين استخدموا اسلحة كيميائية في 19 اذار، مما ادى الى مقتل 26 شخصاً على الاقل بينهم 16 جندياً سورياً. الا ان المعارضة تردّ بان قوات النظام السوري هي التي استخدمت هناك السلاح الكيميائي. ولم تكشف الامم المتحدة الموقعين الاخرين.
وقال بان كي – مون انه اذا”تأكد استخدام السلاح الكيميائي من هذا الطرف او ذاك في اي ظرف كان، فان هذا الامر سيعتبر جريمة دولية وعلى مرتكبيها ان يحاسبوا”.
وفي موسكو، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أن الاجتماع الروسي – الأميركي للتحضير لعقد مؤتمر جنيف -2 حول سوريا سيعقد الأسبوع المقبل في لاهاي. ونقلت عنه وسائل إعلام روسية ان الاجتماع سيكون على مستوى نائبي وزيري الخارجية.
وكان غاتيلوف رجّح الأسبوع الماضي أن يعقد مؤتمر جنيف -2 بعد أيلول المقبل، مشيراً إلى أن الاجتماع الروسي – الأميركي للتحضير لهذا المؤتمر سيعقد في نهاية آب الجاري على مستوى نائبي وزيري الخارجية، ليس في جنيف، بل في إحدى العواصم الأوروبية الأخرى.
وامل أن يتمكّن الجانب الروسي من الاتفاق مع الجانب الأميركي خلال اللقاء على قائمة المشاركين في مؤتمر جنيف-2.
مقتل مسؤول من حزب الله في ريف دمشق.. واشتباكات عنيفة على مداخل مخيم اليرموك
تقدم للجيش السوري في اللاذقية والامم المتحدة تبحث عن السلاح الكيميائي
دمشق ـ ا ف ب: استعاد الجيش السوري السيطرة على قرى كان استولى عليها مقاتلو المعارضة مؤخرا في محافظة اللاذقية (غرب)، في وقت بدأ فريق الامم المتحدة عمله الاثنين للتحقيق في احتمالات استخدام اسلحة كيميائية في النزاع المستمر منذ حوالى ثلاثين شهرا.
جاء ذلك بينما تعتزم الولايات المتحدة وروسيا إجراء محادثات في الأسبوع المقبل بمدينة لاهاي حول تفاصيل مؤتمر جنيف الخاص بإحلال السلام في سورية والذي كانت الدولتان دعتا إلى عقده منذ أشهر.
وقال جينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي لوكالة الأنباء الروسية (انترفاكس) الاثنين إن اللقاء سيكون على مستوى نائبي وزيري الخارجية في البلدين.
من جانبها قالت وكالة أنباء ‘ايتار تاس′ الروسية إن من المنتظر أن يشارك الاخضر الابراهيمي المبعوث الخاص للأمم المتحدة في هذه المحادثات.
واكد مصدر عسكري سوري الاثنين ان الجيش السوري استعاد السيطرة على كل المواقع التي استولى عليها مقاتلو المعارضة خلال الاسبوعين الاخيرين في ريف اللاذقية.
وقال المصدر لوكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان ‘وحدات من جيشنا الباسل تحكم سيطرتها على جبل النبي اشعيا والمنطقة المحيطة به بالكامل فى ريف اللاذقية الشمالي في اطار ملاحقتها لفلول المجموعات الارهابية المسلحة التي تسللت’ الى المنطقة.
وتعتبر محافظة اللاذقية نقطة ثقل للطائفة العلوية التي ينتمي اليها الرئيس بشار الاسد. وتتحدر عائلة الاسد من بلدة القرداحة الواقعة في ريف اللاذقية.
وكانت مجموعات مسلحة معارضة شنت منذ نحو اسبوعين معركة ‘تحرير الساحل’ انطلاقا من معاقل لها في مناطق نائية في ريف اللاذقية، وتمكنت من السيطرة على حوالى عشر قرى.
وذكر مصدر امني سوري لوكالة فرانس برس الاثنين انه لم يتبق تحت سيطرة المعارضة المسلحة في منطقة ريف اللاذقية الا منطقة سلمى الاستراتيجية المحاذية لتركيا والتي سقطت في نهاية 2012.
واكد المرصد السوري لحقوق الانسان من جهته ان ‘القوات النظامية تمكنت من استعادة السيطرة على كافة المراصد العسكرية التي سيطرت عليها الكتائب المقاتلة قبل نحو اسبوعين. كما تمكنت، مدعمة بقوات الدفاع الوطني، من اعادة السيطرة على تسع قرى يقطنها مواطنون من الطائفة العلوية في ريف اللاذقية الشمالي ‘.
وكان المرصد افاد امس عن اسقاط الكتائب المقاتلة طائرة حربية في منطقة سلمى كانت تشارك في القصف في جبل الاكراد، مشيرا الى ان ‘الطيار قفز بالمظلة ويعتقد ان مجموعة مقاتلة اسرته’.
وحصل هذا التقدم لصالح قوت النظام في وقت يفترض ان يبدأ فريق محققي الامم المتحدة حول الاسلحة الكيميائية عمله في سورية للتأكد من صحة الاتهامات المتبادلة بين فريقي النظام والمعارضة في شأن استخدام اسلحة محظورة.
ويتألف الفريق من عشرة مفتشين يفترض ان يمضوا بحسب الامم المتحدة ’14 يوما في سورية يمكن تمديدها بموافقة متبادلة’.
واعلنت الامم المتحدة في نهاية تموز (يوليو) ان دمشق ستسمح لخبراء المنظمة الدولية بالتحقيق في ثلاثة مواقع تحدثت معلومات عن استخدام سلاح كيميائي فيها، احدها خان العسل في ريف حلب (شمال).
وتبادل النظام والمعارضة الاتهامات باستهداف خان العسل بسلاح كيميائي في آذار (مارس) الماضي، ما ادى الى مقتل نحو ثلاثين شخصا.
وافاد دبلوماسيون في الامم المتحدة في مطلع آب (اغسطس) ان المفتشين سيزورون موقعين آخرين هما الطيبة في ريف دمشق حيث رصد هجوم بسلاح كيميائي في اذار (مارس)، ومدينة حمص (وسط) حيث يشتبه بوقوع هجوم كيميائي في 23 كانون الاول (ديسمبر).
وتقول الامم المتحدة ان فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الداعمة للمعارضة السورية، ابلغتها بان قوات النظام نفذت 13 هجوما بالسلاح الكيميائي في سورية، في حين ابلغت موسكو الداعمة للنظام الامم المتحدة بانها اجرت تحقيقا كشف استخدام المعارضة المسلحة لغاز السارين في خان العسل.
وكان الرئيس السوري بشار الاسد جدد الاحد تصميمه على ‘اجتثاث الارهاب’ من سورية.
وقال حسب ما نقلت عنه سانا ان ‘سورية رحبت بكل الجهود البناءة والصادقة لايجاد حل سياسي للازمة’ المستمرة منذ منتصف آذار (مارس) 2011، لكنها ‘في الوقت نفسه مصممة على مواجهة الارهاب حتى اجتثاثه من جذوره’.
واعتبر ان دمشق ‘قادرة على ذلك من خلال تلاحم قل نظيره بين جيشها الباسل وشعبها المفعم بإرادة الحياة والايمان بالوطن’.
على صعيد آخر، قتل مسؤول عسكري من حزب الله اللبناني كان يقاتل في سورية الى جانب قوات النظام ودفن السبت في قريته كفرصير في جنوب لبنان، كما قال سكان الاثنين لوكالة فرانس برس.
واوضح احدهم ان ‘المسؤول العسكري في حزب الله حسام علي نسر (33 عاما) دفن السبت. وكان يدافع في مقام السيدة زينب (على بعد خمسة كيلومترات جنوب شرق دمشق) حين تعرضت مجموعته للهجوم’.
وكان الامين العام لحزب الله حسن نصر الله اعلن الجمعة استعداده للتوجه شخصيا الى سورية للقتال ‘اذا احتاجت المعركة مع هؤلاء الارهابيين التكفيريين’ مع ‘كل حزب الله’.
واتهم ‘تكفيريين’ بعملية تفجير ضخمة وقعت في الضاحية الجنوبية لبيروت التي تعتبر معقلا لحزب الله الخميس واوقعت 27 قتيلا.
ميدانيا، افاد المرصد السوري عن اشتباكات عنيفة الاثنين ‘بين القوات النظامية ومسلحين من اللجان الشعبية الفلسطينية المسلحة الموالية لها من طرف ومقاتلي الكتائب المقاتلة من طرف اخر عند مداخل مخيم اليرموك’ في جنوب دمشق، وفي حي برزة في شمال العاصمة.
ونفذ الطيران الحربي السوري اليوم غارات على مناطق في السيدة زينب، وعلى مدينة دير الزور في شرق سورية، وبلدة ديرك في محافظة الحسكة (شمال شرق).
قتلى وجرحى في قصف على سوق شعبي بحلب واشتباكات جديدة بين مقاتلين اكراد وجهاديين
دمشق- بيروت- (د ب أ)- (ا ف ب): قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عددا من المدنيين سقطوا بين قتيل وجريح في قصف مدفعي نفذته قوات النظام السوري على سوق شعبي في مدينة حلب شمال البلاد.
وأوضح المرصد، في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه الثلاثاء أن أربعة أشخاص، على الأقل،بينهم طفل، لقوا حتفهم فيما أصيب سبعة آخرون بجراح بعد سقوط قذيفة مدفعية من قبل قوات النظام على سوق شعبي بحي “طريق الباب” بمدينة حلب.
وفي سياق متصل، ذكر المرصد أن قوات النظام السوري قامت بقصف عدة أحياء في مدينة درعا، وبلدة “نوى” في ريف درعا، وحي “الجبيلة” في مدينة دير الزور، فيما استهدفت قوات المعارضة تجمعات لقوات النظام في منطقة “ضهرة عبد ربه” بمحافظة حلب بعدة قذائف وسط “أنباء عن خسائر بشرية في صفوف القوات النظامية”.
من جهة أخرى، تجددت الاشتباكات بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي (التابع لحزب الاتحاد الديموقراطي، ابرز فصيل كردي في سوريا)، من طرف ومقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة وكتائب مقاتلة من طرف آخر في قرى دردارة وحميد وجافا في محافظة الحسكة في شمال شرق، بالتزامن مع اشتباكات في القرى القريبة من مدينة راس العين”.
واندلعت الاشتباكات اثر هجوم لوحدات حماية الشعب على مقر للدولة الاسلامية على طريق راس العين – تل حلف ما تسبب بخسائر بشرية في صفوف مقاتلي الدولة الإسلامية”.
وكانت اشتباكات وقعت الاثنين بين الطرفين في قرية الصفا إلى الجنوب من ناحية جل آغا (الجوادية بالعربية) في الحسكة.
واعلنت الامم المتحدة الاثنين ان حوالى ثلاثين ألف سوري لجأوا منذ الخميس الماضي الى منطقة كردستان العراقية التي تتمتع بحكم ذاتي، بسبب عنف المعارك في مناطقهم.
وقال الناشط الكردي هفيدار لوكالة فرانس برس لدى تجدد هذه الاشتباكات قبل يومين “هناك حرب من اجل السيطرة على الارض والنفط”.
وكان مقاتلون جهاديون مرتبطون بتنظيم القاعدة شنوا هجوما السبت على مناطق قريبة من راس العين، ما تسبب بمقتل 18 شخصا على الاقل.
وافاد ناشطون ان الجهاديين يسعون الى استعادة السيطرة على مدينة رأس العين الحدودية مع تركيا التي طردوا منها الشهر الماضي اثر اشتباكات عنيفة مع مقاتلين أكراد.
وفي دمشق، سقطت صباح الثلاثاء قذائف هاون على ساحة العباسيين (وسط)، واخرى في منطقة الدويلعة.
إلى ذلك، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن أكثر من 150 شخصا قتلو الثلاثاء في سورية.
بارزاني للاجئي سوريا: سنعينكم حتى تعودوا لبلدكم ورؤوسكم مرفوعة
أسامة مهدي
وعد رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني آلاف اللاجئين السوريين المتدفقين على الاقليم بأن سلطاته ستقدم لهم أقصى ما يمكن من العون والمساعدة وقال إنها ستخدمهم حتى يعودوا الى بلدهم مرفوعي الرأس محذرًا من أن سوريا تسير الى مصير مجهول، فيما اعلنت الامم المتحدة أن عدد هؤلاء اللاجئين الذين دخلوا العراق منذ الخميس الماضي قد ارتفع الى 30 ألفًا.
في وقت اعلنت الامم المتحدة عن وصول 30 الف لاجئ سوري الى اقليم كردستان العراق الشمالي منذ الخميس الماضي، فقد اكد رئيس الاقليم مسعود بارزاني خلال تفقده لأوضاع هؤلاء اللاجئين في مخيم “كركوسك” حيث اطلع بعد ظهر امس على مستوى الخدمات وتوفير المستلزمات الضرورية للاجئين أن سلطات الاقليم توفر لهم جميع مستلزمات اقامتهم. وخاطب اللاجئين قائلاً “أنتم الآن في دياركم وبين ذويكم وفي بلدكم وفي بيت إخوانكم وبالتوكل على الله ستتغلبون على هذه الأوضاع الحرجة التي تمرون بها وستعودون مرفوعي الرأس في أقرب وقت إلى دياركم .. ولغاية ذلك الحين سنقوم من جانبنا بكل ما بوسعنا في خدمتكم”. واشار الى أن مواطني الاقليم ومؤسساته وقواته يقومون حاليًا بواجبهم القومي والوطني بشكل منظم للاجئين من غرب كردستان وهي التسمية التي تطلق على المناطق الكردية في سوريا.
وفي رسالة موجهة الى الامم المتحدة والمنظمات الانسانية الدولية ومواطني وسلطات الاقليم قال بارزاني ” إننا نرفض أن يتم إفراغ غرب كردستان من أهلها وإحداث خلل سكاني في المنطقة”، في اشارة الى المناطق الكردية بشمال البلاد، والذين يبلغ عددهم حوالي المليوني نسمة. وشدد على أن بقاء الكرد في مناطقهم بغرب كردستان ضروري جدًا لكي لا تتعرض مطالبهم وحقوقهم المشروعة للمخاطر. وقال: “كواجب قومي وإنساني يجب علينا جميعًا أن نحتضن أخوتنا وبهذه المناسبة أطالب شعب كردستان، وكل فرد حسب طاقته، أن يعاونوا حكومة الإقليم في مساعدة هؤلاء الأخوة الأعزاء الذين أجبرهم الظلم والتدمير إلى مغادرة مناطقهم أو اللجوء إلى إقليم كردستان”.
وطالب المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية العالمية بالمساهمة مع سلطات الاقليم في مساعدة اللاجئين السوريين الاكراد “لأن استيعاب وتلبية احتياجات هذا العدد الهائل من اللاجئين هو مهمة صعبة بالنسبة لحكومة الإقليم وينبغي على المجتمع الدولي أن يقوم بواجباته والتزاماته تجاههم”.
وعلى الصعيد نفسه، انتقد بارزاني خلال اجتماعه مع كارميلو فيكارا القنصل الايطالي في إقليم كردستان، حيث بحثا العلاقات الثنائية والأوضاع في سوريا وقضية اللاجئين السوريين، تقاعس المجتمع الدولي في هذا الصدد .. وقال “إن مساعدة إخوتنا في غرب كردستان واجب قومي وإنساني على عاتق الإقليم شعبًا وحكومة، ونحن على أتم الاستعداد لتقديم أقصى ما يمكن من العون والمساعدة لهم”. واشار الى أن المصالح الضيقة لبعض الأطراف السياسية والتدخل الإقليمي وعمليات القتل والتدمير قد عقدت الأوضاع هناك وتقود سوريا الى مصير مجهول.
30 الف لاجئ دخلوا العراق منذ الخميس
ومن جهتها، قالت مفوضية اللاجئين التابعة للامم المتحدة إن اكثر من 30 ألف سوري دخلوا العراق منذ الخميس الماضي في اكبر عملية لجوء للسوريين الفارين من العنف منذ بدء النزاع في سوريا ربيع عام 2011.
وقال عمال الاغاثة الانسانية إن اللاجئين يفرون من مناطق مختلفة من بينها دمشق وحلب موضحين أن التدفق الكبير للاجئين وضع وكالات الاغاثة في وضع حرج ودفعها الى السعي لتوفير البنى التحتية والامدادات.
وقال بيتر كيسلر المتحدث باسم المفوضية لوكالة إنه بناء على تقديرات موظفي الوكالة العاملين على الحدود، فقد ارتفع العدد التقريبي للاجئين الى اكثر من 30 الفًا منذ الخميس. واشار الى أن الامم المتحدة ارسلت 70 شاحنة تحمل مساعدات للاجئين داخل كردستان العراق، و 2100 خيمة، ومخزنين جاهزين وحاويات مياه لآلاف العائلات.
واكد كسلر أن هذا التدفق الهائل للاجئين هو الاكبر منذ عبور نحو 9000 سوري الى تركيا في تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2012.
وفي الوقت الحالي يقوم فريق طبي متنقل خصصته وزارة الصحة في الاقليم بمعالجة اللاجئين، حيث قال رزكار عبدالرزاق من مديرية صحة اربيل “قمنا ببناء مركز صحي متجول يضم اطباء وممرضين ومجموعة من سيارات الاسعاف. واوضح أنه منذ مساء يوم الخميس وحتى الآن “عاينّا اكثر من 600 مريض وقمنا باحالة حوالي 12 منهم الى مستشفيات اربيل واغلب الحالات هي الاسهال والتقيؤ بسبب الحر والسفر من المنطقة الحدودية الى هنا”.
وتعتزم السلطات في الاقليم نقل عدد من اللاجئين الى محافظة السليمانية المجاورة، والتي تحظى كذلك بالحكم الذاتي ضمن اقليم كردستان.
وكانت قوات النظام السوري قد انسحبت من معظم المناطق التي يسيطر عليها الاكراد في شمال وشمال شرق سوريا العام الماضي تاركة الجماعات الكردية تدير شؤونها بنفسها إلا أن المقاتلين المعارضين الموالين للقاعدة يعتبرون المنطقة حلقة وصل مع عناصرهم في العراق ويخوضون قتالاً داميًا مع الميليشيا الكردية منذ بضعة اشهر.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/8/831070.html
لؤي المقداد لـ”إيلاف”: لا صحة للأنباء عن انهيار جبهة الساحل
بهية مارديني
نفى لؤي المقداد أن تكون جبهة الساحل قد انهارت، مؤكدًا أن الجيش الحر لا يحارب بمنطق التدمير، بل بحسب خطط مدروسة ميدانيًا.
بهية مارديني: أعلن مصدر سوري مسؤول لوكالة الأنباء السورية – سانا أن وحدات من الجيش النظامي أعادت الأمن والاستقرار إلى قرى الحمبوشية والبلوطة والشيخ نبهان والخراطة والخنزورية وبارودة وجبل الشعبان في ريف اللاذقية الشمالي، بعد أن قضت على إرهابيين تسللوا إليها وارتكبوا فيها أعمال قتل وسلب.
لا إنهيار
في المقابل، نفى لؤي المقداد، المنسق السياسي والإعلامي في الجيش السوري الحر، لـ”ايلاف” ما يتردد حول انهيار جبهة الساحل، وأكد أن معارك الجيش الحر مستمرة على كل الجبهات بالتوازي، “فكتائب الجيش الحر لا تتعامل بنفس منطق النظام، الذي يمارس أفعاله على أنه جيش احتلال يدمر ويحرق ويقتل لتحقيق انتصارات وهمية بغية الادعاء بأنه سيطر على المناطق”.
واعتبر المقداد أن الجيش الحر يتعامل وفق منطق التحرير وليس السيطرة، “ولن يجرنا النظام الى معارك وهمية”.
أضاف: “نعمل وفق برامج وخطط عسكرية، وعلى مبدأ السيطرة والتمركز، ولا تتم معارك الا بحسب الضرورة، وفي المرحلة القادمة سنجني النتائج ونحقق انتصارات أكبر”. ولفت المقداد إلى أن الجيش الحر يتقدم وفق خطط يضعها القادة الميدانيون وقيادة الأركان، واعدًا بانتصارات على مختلف الجبهات.
تجربة داريا
وتابع: “ليعلم نظام بشار الاسد أن ليس هناك أي مكان آمن له، وليس من خطة احتياطية تنجده على كل الاراضي السورية، فالمعارك مستمرة، وهي عمليات كر وفر، ومعارك انتشار وفق الخطط الموضوعة والعدة والعتاد وموارد الكتائب وظروف المعارك التي يقدرها القادة الميدانيون”. وأشار الى اسقاط الجيش الحر طائرة في ريف اللاذقية.
وأضاف:” لنا في تجربة داريا ودوما وحرستا ومنطق النظام داريا، حررها النظام 80 مرة، ودوما دمرها لإدخال دبابات والتصوير لدقائق ليقول إنه سيطر عليها”.
وكان اللواء سليم إدريس، قائد الجيش الحر، تفقد الأحد الماضي ريف اللاذقية للوقوف على الوضع الميداني، حيث التقى بعض القادة الميدانيين الذين يشتبكون مع قوات الأسد في هذه المنطقة.
لكن نشطاء دخلوا ريف اللاذقية حذّروا على مواقع التواصل الاجتماعي من قصير أخرى بسبب نقص الامدادات وقلة التمويل العسكري، وطالبوا بالسلاح النوعي الذي وعدوا به. وأشاروا الى أن الثوار يقاتلون في ظروف غير طبيعية، ويستبسلون مع قصف لا ينقطع من قبل النظام.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/8/831043.html
اشتباكات جديدة بين مقاتلين أكراد وجهاديين في سوريا
أ. ف. ب.
بيروت: اندلعت اشتباكات جديدة اليوم الثلاثاء بين مقاتلين اكراد وآخرين اسلاميين جهاديين في مناطق ذات غالبية كردية في شمال شرق سوريا، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون.
وقال المرصد في بيان “اندلعت اشتباكات فجر اليوم بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي (التابع لحزب الاتحاد الديموقراطي، ابرز فصيل كردي في سوريا)، من طرف ومقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة وكتائب مقاتلة من طرف آخر في قرى دردارة وحميد وجافا في محافظة الحسكة في شمال شرق، بالتزامن مع اشتباكات في القرى القريبة من مدينة راس العين”.
واندلعت الاشتباكات اثر هجوم لوحدات حماية الشعب على مقر للدولة الاسلامية على طريق راس العين – تل حلف ما تسبب بخسائر بشرية في صفوف مقاتلي الدولة الإسلامية”. وكانت اشتباكات وقعت امس بين الطرفين في قرية الصفا إلى الجنوب من ناحية جل آغا (الجوادية بالعربية) في الحسكة.
واعلنت الامم المتحدة الاثنين ان حوالى ثلاثين الف سوري لجأوا منذ الخميس الماضي الى منطقة كردستان العراقية التي تتمتع بحكم ذاتي، بسبب عنف المعارك في مناطقهم. وقال الناشط الكردي هفيدار لوكالة فرانس برس لدى تجدد هذه الاشتباكات قبل يومين “هناك حرب من اجل السيطرة على الارض والنفط”.
وكان مقاتلون جهاديون مرتبطون بتنظيم القاعدة شنوا هجوما السبت على مناطق قريبة من راس العين، ما تسبب بمقتل 18 شخصًا على الأقل. وأفاد ناشطون أنّ الجهاديين يسعون الى استعادة السيطرة على مدينة رأس العين الحدودية مع تركيا التي طردوا منها الشهر الماضي اثر اشتباكات عنيفة مع مقاتلين أكراد.
في دمشق، سقطت صباح اليوم قذائف هاون على ساحة العباسيين (وسط)، واخرى في منطقة الدويلعة. في حلب (شمال)، قتل اربعة اشخاص الثلاثاء في سقوط قذيفة مصدرها قوات النظام على حي طريق الباب في شرق مدينة حلب، فيما نفذ الطيران الحرب السوري غارات على مناطق عدة في ريف حلب وجبلي الاكراد والتركمان في ريف اللاذقية (غرب) وبلدة الحراك ومدينة نوى في درعا (جنوب).
طبيب «معبر البستان» بحلب: القناصة ينشرون الرعب.. والأطفال أكثر الضحايا
ترك حياة الرغد في كندا ليقيم عيادة ميدانية لمداواة الجرحى السوريين
حلب: هانا لوسيندا سميث
ربض سام خلف كومة من أكياس الرمال.. على يمينه السوق وعلى يساره قناص. ينتظر سام أن يخف صوت زخات الرصاص قبل الفرار الجماعي الذي يتبع ذلك. في بعض الأيام يطلق القناص خمس رصاصات وأحيانا ثلاثين.. لكن الثابت أنه لا يمضي يوم إلا ويكسر فيه دوي الرصاص صمت المكان.
كان لقاؤنا في معبر بستان القصر، المكان الوحيد الذي يستخدمه مواطنو حلب للعبور من الجانب الذي يسيطر عليه الثوار إلى المنطقة التي تسيطر عليها الحكومة. كان هو الطبيب الوحيد هنا لعلاج أصحاب الحظ العاثر الذين يصيبهم رصاص القناصة. لا تحتوي عيادته، الواقعة على بعد خمسة أمتار من زقاق القناصة، سوى على سرير واحد وكيس من المعدات التي تبرع بها الهلال الأحمر القطري.
يقول: «اليوم، عند الظهيرة، قمت بعلاج شخص أصيب برصاصة في ذراعه. كان طفلا، فالأطفال يشكلون النسبة الأكبر بين المصابين. أعتقد أن القناصة لا يستهدفون سوى الأطفال. الأطفال وفقط. لكن الطبيب ذاته لا يزال شابا، ذا وجه مشرق ولكنة أميركية، ويتحلى بروح الدعابة، عيناه متلألئتان فوق قناع الجراحة الذي يرتديه وينزله إلى ذقنه في وقت الراحة.
سام نفسه يبدو أكبر قليلا من الصبيان الذين لم يبلغوا سن العشرين.. لكنه في الواقع يبلغ خمسة وعشرين عاما، فهو ابن لأحد المنفيين السوريين الذين استقروا في كندا. لم يكن ينبغي له أن يكون هنا. قال: «كنت في السنة الأخيرة من دراستي لأتخصص في جراحة القلب، لكنى غادرت كندا لآتي إلى حلب. كانت هذه هي المرة الأولى التي يزور فيها سوريا. وأضاف: «لم أتمكن من الحصول على تأشيرة دخول قبل الثورة»، نظرا لرفض السفارة ذلك، «لكن هؤلاء أهلي وعائلتي»، ولذا ترك حياة الراحة والسلامة الكندية للنوم في غرفة في المستشفى الميداني حيث يعمل، وفي وقت راحته كان يأتي إلى بستان القصر ينتظر فتح القناصة النار المحتوم.
يقول: «أفعل ما ينبغي علي القيام به هنا، إذا كانوا بحاجة إلى الذهاب إلى مستشفى أطلب شخصا أن يأتي ليحملهم إلى هناك. أنا أعالج في المتوسط عشرة أشخاص كل يوم. لكن يوم الجمعة دائما ما يكون هو الأسوأ، فقد شهد يوم الجمعة الماضي نحو ثلاثين مصابا. وكان الرصيف الذي يجلس عليه ملطخا بالدماء.
يختلف رد فعل الجميع هنا إزاء صوت رصاص القناصة. يغادر طوفان البشر مكان السوق، فيجري الناس بصورة غريزية إلى الاحتماء بحوائط المباني، كما لو كانت ستحميهم، بعض الشيء، لكن البعض يواصل سيره في وسط الطريق غير آبه، في إشارة إلى تحدٍّ قوي. الأفراد الذين يتم حملهم إلى سام في عيادته كانوا من بين أولئك الذين سعوا للاحتماء بالجدران ومن يسيرون في وسط الطريق على حد سواء.
أسارع دائما إلى الركض عندما يبدأ إطلاق الرصاص. أسند ظهري إلى حائط وأقوم بتصوير هذا الصخب.. لكني كنت طوال الوقت أفكر بشأن فيديو كنت عرضته في حلقة تدريبية في مؤتمر أمن في ويلز، عن مصور أصابه الرصاص في يده التي كانت تحمل الكاميرا.
أتمالك رباطة جأشي، ربما لدقيقة وربما لاثنتين، قبل أن أتسلل عبر فجوة في الحائط المجاور لي. وأتساءل كم عدد المرات التي يجب أن يطلق فيها عليك النار قبل أن تصبح أحد الضحايا. وقال لي دليلي إنهم يطلقون النار في بعض الأحيان لإرهاب الناس. وأحيانا يطلقون للقتل. وعيادة سام تقف شاهدا على ذلك.
الطاقة المحمومة في بستان القصر مشحونة بالخوف، وقال لي أحد تجار السوق: «في البداية تحاشينا الذهاب إلى هناك، لكننا بدأنا في العودة مرة أخرى. ماذا غير ذلك يمكننا أن نفعله؟ يجب أن نعيش».
سارة، الناشطة التي تدرس الأدب الإنجليزي، من بين عابري المعبر، التي تأتي أسبوعيا على مدار السنة لاستكمال دراستها في الجامعة الواقعة على الجانب الخاضع لسيطرة النظام. في كل مرة تتوجه فيها إلى هناك تدعو الله أن لا يوقفها أحد لاستجوابها عند نقطة التفتيش. تقول: «أنا لا أذهب إلى المحاضرات، أنا أدون ملاحظاتي فقط ثم أدرس بعد ذلك في المنزل». وفي فترة الامتحانات تعبر كل يوم تقريبا في تصميم على النجاح. وقالت: «عبرت في صباح أحد الأيام، ولدى عودتي وجدت خمس جثة لأشخاص قتلوا في المكان». وقالت إنها نجحت في كل الاختبارات، لكنها تشعر بخيبة أمل إزاء نتيجة آخر العام. وقالت: «كانت نتائجي أفضل العام الماضي».
ونظرا لأن منطقة قتال حلب تبدو أشبه بحلقة الكعكة، يسيطر النظام على مناطق في المدينة محاطة بالكامل بدائرة تسيطر عليها المعارضة، تضطر الكثير من العائلات التي لا تزال تعيش في المنطقة الخاضعة لسيطرة النظام إلى الانتقال إلى المناطق التي يسيطر عليها الثوار لشراء الطعام. وقبل أسبوع واحد كان المعبر يخضع لسيطرة مجموعة من جنود مارقين يحاولون ابتزاز المال من الأشخاص اليائسين الذين يستخدمون المعبر. وآخر مرة حضرت فيها إلى بستان القصر حاولوا اعتقالي ومصادرة الكاميرا الخاصة بي، لكنني فررت مع مساعدي عندما فتح القناص النار.
لكن الثوار ابتسموا لي هذه المرة وطلبوا مني التقاط الصور لهم مع أسلحتهم. وقال أحد المراهقين بعينين لامعتين وهو يرتدي الوشاح الفلسطيني حول عنقه: «أنا أعرفك، لقد شاهدتك في حلب من قبل. كيف حالك؟». لقد استولى لواء أحرار سوريا، أحد أكبر فصائل الجيش السوري الحر في المدينة، على المعبر. إنه تقدم بالنسبة للأفراد الذين يستخدمون المعبر، لكنها إشارة أيضا إلى مدى الإثارة التي أصبحت عليها السياسات المحلية، فقد حولت المدينة إلى إقطاعية. ففي الأسبوع الماضي كان بستان واقعا تحت سيطرة المجرمين، واليوم هو تحت سيطرة أحرار سوريا، لكن لا أحد يدري من سيسطر عليه الأسبوع القادم.
واصطحبني الثوار لمقابلة أبو ياسين، وهو نائب رئيس قوة شرطة المحكمة الشرعية بالمدينة التي يسيطر عليها الثوار، الذي تم تعيينه في هذا المنصب في محاولة لإعادة النظام إلى معبر بستان القصر الذي يعاني من الفوضى. وفي أحد الزوايا التي يتقاطع خلالها الشارع الرئيس بطريق جانبي، أشار أبو ياسين إلى المباني التي يتمركز عليها القناصة، في مجمع سكني مملوك للدولة وأعلى مبنى سكني وفوق مئذنة. وقال أبو ياسين: «هناك اثنان وسبعون قناصا يصوبون أسلحتهم تجاهنا ويستهدفون المدنيين».
وتحدث أبو ياسين عن آخر مبنى في مدينة حلب التي يسيطر عليها الثوار، وهو مبنى واسع ومغبر تدخله الشمس، ويمكن أن يمر به أي شخص شريطة أن لا يحمل أي شيء سوى الملابس التي يرتديها. وفرضت المحكمة الشرعية قيودا جديدة، فلا يمكن مرور بضائع مستوردة أو وقود أو أية مواد غذائية باستثناء ما يحمله الشخص لأسرته. قد يكون هذا منطقيا وفقا لقواعد الحرب، ولكنه يعد شيئا خانقا بالنسبة للمدنيين.
ومع ذلك هناك بعض الأشخاص في مدينة حلب التي يسيطر عليها الثوار يريدون غلق المعبر تماما. ولم يعد الناس في مظاهرات الجمعة في المناطق التي يسيطر عليها الثوار يطالبون بالديمقراطية أو الحرية أو حقوق الإنسان، ولكنهم باتوا يطالبون بانفصال المدينة التي تعاني من التمزق بالفعل. وخارج مقر جماعة «جبهة النصرة» السلفية القوية في سوريا، كان هناك صبي في العاشرة من عمره يحمل لافتة تطالب بغلق المعبر لمنع مخبري النظام من الانتقال إلى الجانب الذي يسيطر عليه الثوار في المدينة، وهو ما يعني أنه إما لا يدرك وإما لا يهمه فشل سارة، وربما موت العائلات في الجانب الذي تسيطر عليه النظام بسبب الجوع.
وعلى الرغم من أن معبر بستان القصر يتسم بالفوضى فإنه يعد في نفس الوقت شريان حياة، فهو آخر شريان يربط مدينة مقسمة بالخيار الوحيد للأشخاص الذين يستخدمونه. ويروي عدد من الأشخاص الواقفين حول المعبر، مثل سام في عيادته الميدانية وسارة بكتيبات محاضرتها والثوار الذين يلتقطون الصور وتجار السوق في مرمى القناصة، القصة الحقيقية للحرب في حلب.. أشخاص يحاولون العيش في ظل حرب لم تكن خيارهم من الأساس.
دمشق تعلن استعادة ريف اللاذقية.. وخبراء «الكيماوي» باشروا تحقيقاتهم بخان العسل
المرصد السوري: القس الإيطالي الذي اختفى في الرقة قد يكون على قيد الحياة
بيروت: «الشرق الأوسط»
أعلن النظام السوري أمس استعادة الجيش السوري كل المواقع التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة في الأيام الأخيرة في ريف اللاذقية، بعد إطلاقهم معركة «تحرير الساحل». وأكد مصدر عسكري سوري أمس، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السورية (سانا)، أن «وحدات من جيشنا الباسل تحكم سيطرتها على جبل النبى أشعيا والمنطقة المحيطة به بالكامل في ريف اللاذقية الشمالي في إطار ملاحقتها لفلول المجموعات الإرهابية المسلحة التي تسللت إلى المنطقة».
وفي حين أفاد الإعلام الرسمي السوري باستعادة القوات النظامية عددا من المناطق في هذه المحافظة الساحلية التي تعد نقطة ثقل للطائفة العلوية، الأقلية الدينية التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الجيش تقدم بمواجهة مقاتلي المعارضة، من دون أن يتمكن من تأكيد ما إذا كانت القوات السورية استعادت السيطرة على القرى التي استولى عليها الجيش السوري الحر. وكان مقاتلون معارضون قد أعلنوا منذ نحو أسبوعين عن بدء معركة «تحرير الساحل» انطلاقا من معاقل لهم في مناطق نائية في ريف اللاذقية، وتمكنوا من السيطرة على بعض القرى.
وذكر مصدر أمني سوري لوكالة الصحافة الفرنسية أنه لم يبقَ سوى استعادة منطقة سلمى الاستراتيجية في ريف اللاذقية، المحاذية لتركيا والتي سقطت تحت سيطرة الجيش الحر نهاية العام الفائت.
في موازاة ذلك، بدأ فريق خبراء تابع للأمم المتحدة عمله أمس، في بلدة خان العسل بحلب، حيث يتبادل كل من النظام والمعارضة الاتهامات بشأن استخدام الأسلحة الكيماوية فيها. وطالبت المعارضة المجتمع الدولي بضرورة تفتيش جميع المواقع التي يشتبه في استخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي فيها ومن ضمنها المناطق المحررة التي تقع تحت سيطرة المعارضة.
ومن المفترض أن يبدأ الفريق عمليات التحقيق والمعاينة خلال أسبوعين، في ثلاثة مواقع من بينها خان العسل، حسب الاتفاق المبرم بين الأمم المتحدة والنظام السوري. وأكد وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أمس «تعاون دمشق مع البعثة»، معتبرا أن «الهدف الرئيس هو وصول البعثة إلى الحقائق، لا سيما ما حصل في خان العسل». وينص الاتفاق على عدم بحث لجنة التحقيق في الجهة المتورطة في استخدام السلاح الكيماوي والاقتصار على تأكيد أو نفي استخدامه، وذلك حسب طلب النظام السوري.
في موازاة ذلك، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس أن القس الإيطالي باولو دالوليو، الذي اختفى الشهر الماضي في الرقة، شرق سوريا، قد يكون على قيد الحياة، بعدما أعلن الأسبوع الماضي أن مقاتلي «دولة الشام والعراق الإسلامية» المرتبطة بـ«القاعدة» قتلوه. ودعا المرصد من يحتجزونه إلى تقديم أدلة على أنه حي.
وفي دمشق أفاد ناشطون بوقوع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعومة بمسلحين من اللجان الشعبية الفلسطينية ومقاتلي الكتائب المقاتلة عند مداخل مخيم اليرموك وفي شارع فلسطين، وتزامنت الاشتباكات مع قصف القوات النظامية لساحة الريجة وشارع الـ15 في المخيم. وفي درعا استهدف الجيش الحر رتلا للقوات النظامية متجها إلى مدينة نوى، ما أدى إلى عطب عدد من الآليات.
الرئيس اللبناني: الصواريخ السورية محاولة مكشوفة لنقل الصراع إلى الداخل
غداة سقوط أربعة منها على بلدتين بقاعيتين
بيروت: «الشرق الأوسط»
أعرب الرئيس اللبناني ميشال سليمان عن «استيائه البالغ وقلقه الشديد جراء استهداف منطقة الهرمل بالصواريخ»، واصفا الاستهداف بـ«محاولة باتت مكشوفة لتوتير الوضع ونقل الصراع إلى الداخل اللبناني».
وطلب سليمان من قيادة الجيش «الاستعلام عن مصدر إطلاق النار ومعالجته بالوسائل المناسبة»، معتبرا أنه «في وقت يستنفر الداخل اللبناني الأمني والقيادي والسياسي لوضع مقررات المجلس الأعلى للدفاع موضع التنفيذ وبدأت الإجراءات تعطي ثمارها، يُفاجأ لبنان بأعمال أمنية كإطلاق الصواريخ في محاولة باتت مكشوفة لتوتير الوضع ونقل الصراع إلى الداخل اللبناني وهو ما سيتم التصدي له واتخاذ كل الإجراءات الكفيلة حماية الاستقرار والسلم الأهلي».
ويأتي موقف الرئيس اللبناني غداة سقوط 4 صواريخ من الجانب السوري على منطقة البقاع الحدودية. وأفادت قيادة الجيش اللبناني في بيان صادر عنها مساء الأحد الفائت عن «تعرض مدينة الهرمل لسقوط ثلاثة صواريخ مصدرها الجانب السوري ما أدى إلى حصول أضرار مادية من دون تسجيل إصابات في الأرواح»، مشيرة إلى «سقوط صاروخ رابع مصدره الجانب السوري في محيط بلدة القاع».
وأعلنت قيادة الجيش أنها «باشرت الكشف على أمكنة سقوط الصواريخ لتحديد مصدرها ونوعها بدقة، كما اتخذت الإجراءات الميدانية المناسبة، وتقوم بتسيير دوريات على امتداد حدود المنطقة». وكان الرئيس اللبناني قد اطلع أمس من رئيس الأركان في الجيش اللواء الركن وليد سلمان على التدابير التي يتخذها الجيش في عدد من المناطق وعلى الحدود لضبط الوضع. كما اطلع من رئيس بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة ومجلس الأمن السفير نواف سلام على التحضيرات لانعقاد الجمعية العمومية هذا العام وأبرز المواضيع المدرجة في جدول الأعمال، إضافة إلى متابعة الشكوى اللبنانية ضد الخرق الإسرائيلي الأخير في اللبونة، وكذلك الاتصالات الجارية في شأن انعقاد مؤتمر أصدقاء لبنان على هامش الجمعية العمومية.
علماء غربيون: الأسد يمحو تاريخ سوريا وعراقتها
حذر علماء ومؤرخون بريطانيون وأميركيون أمس من استمرار الهمجية التي يمارسها نظام بشار الأسد في محو عراقة سوريا وتاريخها. وشدد هؤلاء على ضرورة وضع حد لماكينة التدمير التي يقودها النظام وحلفاؤه في البلاد قبل أن تأتي على كل أثر قيّم في الأراضي السورية.
ونشر عدد من المستشرقين وعلماء الآثار على مدوناتهم الالكترونية مواقفهم المنددة باستمرار عمليات التدمير العمياء التي تقوم بها قوات النظام وطيرانه الحربي. وحذر هؤلاء من أن إدراج اليونيسكو للمواقع الأثرية السورية الهامة على قائمة الخطر في حزيران الفائت ليس كافياً وطالبوا منظمة الأمم المتحدة بتدابير جدية لحماية الآثار التي تتشارك فيها أمم عدة على مدى الحقبات التاريخية التي مرت بها الحضارة الإنسانية.
وركز فريق من العلماء والأخصائيين في الهيئة الأميركية للتقدم العلمي (آي آي آي اس) على حجم الدمار الذي تعرضت له تحديداً مدينة حلب العريقة خلال الأشهر المنصرمة، وأكدوا من خلال استعراضهم صوراً التقطتها الأقمار الاصطناعية أن الخراب واضح جداً في المدينة وأن بشار الأسد يكاد يمحو البلاد وتاريخها. هذا فيما استمرت التنديدات على نطاق واسع بالصور التي قام الأسد وزوجته أسماء بنشرها على موقع انستاغرام حيث تظهر الأخرس بمنظر الأم الحنون المهتمة بشؤون الأطفال المشردين في بلادها بسبب الإرهاب.
وقام باحثون من الهيئة الأميركية للتقدم العلمي بتفحص صور عالية الجودة التقطت بواسطة الساتلايت لمدينة حلب بين آب 2012 وأيار 2013 وتظهر الصور بشكل واضح أن الدمار يهيمن على المدينة التاريخية بشكل مكثف شهراً بعد شهراً وتدل الصور على أن المدمر والمخرب واحد وهو نظام بشار الأسد لأن معظم الأحياء المهدمة هي المناطق التي ينتشر فيها الثوار والتي تتعرض بشكل دائم الى القصف الجوي والبري.
ووثق العلماء أن مدينة حلب القديمة التي بُنيت أسوارها في القرن الثالث عشر والتي أدرجت على المواقع العالمية لليونيسكو العام 1986 تعرضت حتى الآن لأضرار جسيمة بسبب الصراع الدائر في سوريا. وكانت المنظمة الدولية أدرحت في حزيران عدداً من المواقع الأثرية في سوريا بينها حلب ودمشق وتدمر على لائحة المواقع المهددة بخطر الدمار من جراء النزاع المستمر في البلاد.
لندن ـ مراد مراد
قوات النظام السوري تقصف دير الزور
تعرضت معظم أحياء مدينة دير الزور في سوريا لقصف عنيف من قبل قوات النظام. وقالت شبكة شام الإخبارية إن القصف استهدف مباني سكنية وأدى إلى تدميرها بعد أن كانت ملجأ للنازحين، كما أحرقت قوات النظام عدة مبان سكنية في حيي الموظفين والجبيلة، وفي أثناء ذلك تجددت الاشتباكات بين الطرفين في شارع سينما فؤاد وسط المدينة.
وشهدت مدينة داريا بريف دمشق منذ ساعات الصباح الباكر عدة غارات جوية. وجددت قوات النظام الحاكم قصفها الصاروخي للمدينة الذي تركز على الأحياء الغربية، حيث أسفر عن تدمير عدد من المباني السكنية والبنى التحية، في حين تجددت الاشتباكات بين عناصر الجيش السوري الحر وقوات الرئيس بشار الأسد في الجهة الشرقية من المدينة.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مناطق في حي “برزة” بمحافظة دمشق تعرضت بعد منتصف ليلة الثلاثاء لقصف من القوات النظامية بقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة.
وذكر المرصد في بيان، أن القصف يأتي وسط اشتباكات عنيفة بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في محاولة من الأخيرة للسيطرة على حي “برزة” كله، في حين جددت القوات النظامية قصفها من أبراج القاعة على الأحياء الجنوبية للعاصمة ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية حتى الآن.
أكراد ضد القاعدة
ونقلت وكالة أسوشيتد برس للأنباء عن نشطاء قولهم إن قتالاً ضاريا نشب بين مسلحين أكراد وفصائل من المعارضة ذات صلة بتنظيم القاعدة في شمال شرق سوريا.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القتال اندلع الثلاثاء بين المسلحين الأكراد وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام في ثلاث قرى قريبة من بلدة رأس العين في محافظة الحسكة، التي تُعد موطنا لعدد كبير من الأكراد السوريين.
وقد فرّ حوالي 30 ألف سوري، غالبيتهم العظمى من الأكراد، من تلك المنطقة في الآونة الأخيرة عابرين الحدود إلى إقليم كردستان بشمال العراق الذي يتمتع بحكم ذاتي.
من ناحية أخرى، قال مسؤولون ونشطاء أمس الاثنين إن قوات الجيش السوري والمليشيات الموالية للرئيس الأسد صدت هجوما لقوات المعارضة ودفعتها إلى التقهقر في المعاقل الجبلية لطائفته العلوية وذلك بعد أيام من قتال عنيف وقصف جوي.
وكان الهجوم الذي شنه مقاتلون إسلاميون على الأطراف الشمالية لجبال العلويين المطلة على البحر الأبيض المتوسط قد دفع مئات من أبناء القرى العلوية إلى الفرار إلى الساحل وهو ما يمثل تحديا كبيرا لمسعى الأسد لاستعادة سيطرته على وسط سوريا.
بيد أن الرئيس السوري أرسل تعزيزات إلى المنطقة الوعرة بشمال اللاذقية لصد الهجوم.
استعادة قرى
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات الأسد استعادت جميع مواقع المراقبة العسكرية التي سيطرت عليها المعارضة عندما بدأت هجومها قبل أسبوعين، كما استعادت السيطرة على تسع قرى علوية.
وذكر رئيس المرصد رامي عبد الرحمن أن جيش النظام لا يزال يحاول استعادة قريتين مضيفا أن القتال الضاري استمر حتى الاثنين.
وأوردت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) أن الجيش تعامل مع آخر من سمتهم المجموعات الإرهابية في المنطقة واستولى على أسلحتهم.
وقال نشطاء إن مقاتلي المعارضة قتلوا 200 شخص أغلبهم مدنيون وطردوا المئات من قراهم في الأيام الثلاثة الأولى للهجوم وأسقطوا طائرة عسكرية وفقًا لتسجيل مصور بث الأحد.
الحر يقتحم محطة قطارات القدم بدمشق ويشتبك مع قوات الأسد
المتحلق الجنوبي شهد بدوره اشتباكات عنيفة أسفرت عن مقتل وجرح العشرات
دبي- قناة العربية
أعلنت مصادر في المعارضة السورية أن الجيش الحر تمكن من اقتحام محطة القطارات في منطقة القدم بدمشق. وأشارت المصادر إلى أن الاقتحام تخلله اشتباكات عنيفة مع قوات الأسد.
كذلك، لم يختلف المشهد على المتحلق الجنوبي في دمشق الذي شهد اشتباكات بالأسلحة الثقيلة أسفرت عن مقتل وجرح العشرات. فيما أفادت سانا الثورة بمقتل عشرين عنصراً من عناصر حزب الله في كمين للجيش الحر في حي السيدة زينب بدمشق. وكانت سانا الثورة نقلت في وقت سابق مقتل قيادي في الحزب يدعى حسام نسر خلال الاشتباكات التى دارت في الحي. وأضافت مصادر في المعارضة ان الجيش الحر اشتبك مع قوات النظام المدعومة بمليشيا حزب الله ولواء ابو الفضل العباس في الحسينيةو الذيابية.
أما في الشمال، فأشارت تنسيقيات الثورة السورية إلى أن الجيش الحر تمكن من السيطرة حاجز قرية الصفا جنوب اليعربية في الحسكة، بعد قتل خمسة عشر من قوات حزب العمال الكردستاني.
كل هذا يجري وسط استمرار المناشدات الدولية بضرورة وقف القتال الذي راح ضحيته الاف المدنينن كانوا ومازالو ا في تقاطع النيران.
اشتباكات في الحسكة وتقدم للجيش باللاذقية
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قال نشطاء سوريون إن مواجهات عنيفة اندلعت بين مسلحين أكراد ومجموعات على صلة بالقاعدة، في محافظة الحسكة شمال شرق سوريا، الثلاثاء، ما زاد من النزوح الجماعي للمدنيين من المنطقة إلى العراق. في حين استعادت القوات الحكومية جميع مواقع المراقبة العسكرية التي سيطرت عليها المعارضة في اللاذقية الساحلية، شمال غربي العاصمة دمشق.
فقد أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان باندلاع معارك بين مسلحين أكراد ومسلحين من “الدولة الإسلامية في العراق والشام” تركزت في ثلاث قرى قرب بلدة رأس العين في محافظة الحسكة. ولم ترد أنباء فورية عن وقوع إصابات.
وذكرت وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن نحو ثلاثين ألف سوري، غالبيتهم العظمى من الأكراد، فروا من المنطقة خلال الأيام القليلة الماضية وعبروا منها الحدود إلى إقليم كردستان ذي الحكم الذاتي في شمال العراق. وبذلك ينضم القادمون الجدد إلى نحو 1.9 مليون سوري لجأوا بالفعل إلى الخارج فرارا من الحرب في البلاد.
وتسببت هذه الهجرة الجماعية في ضغوط شديدة على قدرة حكومة إقليم كردستان ووكالات الإغاثة على استيعاب جميع اللاجئين. وأعلنت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشئون اللاجئين أنها سترسل 15 شاحنة محملة بالإمدادات من مخزونها الإقليمي في الأردن. وقالت إن الشحنات ستصل إلى هناك بحلول نهاية الأسبوع.
يشار إلى أن الأكراد هم أكبر أقلية عرقية في سوريا، إذ يشكلون أكثر من 10 بالمائة من سكان البلاد البالغ عددهم 23 مليون نسمة. وهم يتركزون في منطقتي الحسكة والقامشلي شمال شرق البلاد. وهناك العديد من الأحياء ذات الأغلبية الكردية في العاصمة دمشق وفي حلب.
في غضون ذلك، قال مسؤولون ونشطاء إن قوات الجيش السوري صدت هجوما لقوات المعارضة، ودفعتها للتراجع في المعاقل الجبلية الساحلية، بعد أيام من قتال عنيف وقصف جوي على مدى أيام.
وكان الهجوم الذي شنه مقاتلو المعارضة على الأطراف الشمالية لجبال العلويين المطلة على البحر المتوسط، دفع مئات من أبناء القرى العلوية إلى الفرار إلى الساحل، ومثل تحديا كبيرا لمسعى الرئيس بشار الأسد لاعادة بسط سيطرته على وسط سوريا.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات الجيش السوري استعادت جميع مواقع المراقبة العسكرية التي سيطرت عليها المعارضة عندما بدأت هجومها قبل أسبوعين، كما استعادت السيطرة على 9 قرى.
وذكر رئيس المرصد رامي عبد الرحمن إن الجيش لا يزال يحاول استعادة قريتين، مضيفا أن القتال مازال مستمرا. وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) إن الجيش تعامل مع آخر “المجموعات الإرهابية” في المنطقة واستولى على أسلحتها.
مفتشو الكيماوي
من جهة أخرى، طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مرة جديدة بتأمين “حرية تحرك كاملة” لخبراء الأمم المتحدة المكلفين التأكد مما إذا كانت أسلحة كيميائية استخدمت في سوريا.
وقال بان إن خبراء الأمم المتحدة الذين باشروا مهمتهم الاثنين: “يجب أن يتمتعوا بحرية تحرك كاملة في الأماكن” التي يعتقد أن أسلحة كيميائية استخدمت فيها “لكشف الوقائع بشكل موضوعي”.
وتابع الأمين العام للأمم المتحدة أن على الخبراء في هذا الإطار: “القيام بالتحاليل الضرورية وجمع العينات، كما يجب أن يسمح لهم بالاتصال بشهود وضحايا والطاقم الطبي وإجراء عمليات تشريح”.
وأقر بان بأن الوضع على الأرض “لا بد أن ينعكس على تحرك المحققين”، إلا أنه كرر أن “على الحكومة وباقي الأطراف في سوريا ضمان سلامتهم”.
وأكد أن مهمة المفتشين لا تتضمن أن يعملوا “على تحديد من استخدم” أسلحة كيميائية، بل الاكتفاء بمعرفة “ما إذا كانت أسلحة كيميائية قد استخدمت” في النزاع السوري، معربا عن اقتناعه بأن “آلية تحقيق فاعلة حول الأسلحة الكيميائية ستساعد في منع استخدامه في المستقبل”.
ويتألف فريق مفتشي الأمم المتحدة من نحو 10 مفتشين برئاسة السويدي آكي سيلستروم.
وسيكون على هذا الفريق التحقيق في الوقت نفسه في ثلاثة مواقع بينها خان العسل قرب حلب، حيث يؤكد النظام أن معارضين استخدموا أسلحة كيميائية في 19 من مارس، ما أدى إلى مقتل 26 شخصا على الأقل بينهم 16 جنديا سوريا.
إلا أن المعارضة تؤكد أن قوات النظام السوري هي التي استخدمت هناك السلاح الكيميائي.
كردستان: نسمح بدخول 3 آلاف سوري يوميا
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
حددت حكومة إقليم كردستان العراق عدد السوريين الذين يعبرون إلى أراضيها يوميا بـ 3 آلاف شخص فقط، حسبما قالت منظمات إغاثية الثلاثاء.
وقالت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إنه منذ الخميس الماضي، عبر نحو 30 ألف سوري من الفارين من القتال في بلادهم إلى العراق، ويعتقد أن أغلبهم من الأكراد.
وقال مسؤول بالمفوضية إن حكومة كردستان العراق قررت السماح يوميا بعبور 3 آلاف شخص فقط من الأراضي السورية، مشيرة إلى أن السلطات الكردية في العراق حاولت تطبيق هذا الأمر الاثنين لكنها فشلت، إذ عبر الحدود 5 آلاف سوري.
صلاة وتضامن في القدس مع مطارنة حلب المخطوفين
القدس(٢٠ آب/اغسطس) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء
احتشد عدد من ابناء القدس في باحة كنيسة القيامة يتقدمهم عدد من رجال الدين من مختلف الكنائس للتضامن ورفع الدعاء من اجل تحرير المطرانين بولس اليازجي ويوحنا ابراهيم المخطوفين في شمال سوريا وغيرهم من المخطوفين
وطالب المشاركون “بتحرير المطرانين المختطفين ووقف العنف في سوريا لكي تسود لغة الاخوة والمحبة والحوار” وفق تعبيرهم
وقال رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس المطران عطا الله حنا “لقد مر اكثر من مائة يوم على اختطاف المطرانين الجليلين ونحن نعيش حالة القلق والألم على حياتهما”، وإن “لقاءنا اليوم في باحة كنيسة القيامة هو للتعبير عن تضامننا مع اخوتنا المتألمين في سوريا وفي مصر وفي غيرها من المواقع، فحيثما يتألم الانسان نحن معه بدعائنا وتضامننا وتمنياتنا بان تزول الاحزان والآلام والمظالم” حسب قوله
وأضاف الأسقف الأرثوذكسي “إننا ندعو للإفراج عن مطارنة حلب المخطوفين فهذا مطلب كل انسان عاقل عنده قيم ايمانية وإنسانية، ومن خلال تضامننا مع المطرانين نتضامن مع كل المخطوفين والمتألمين والحزانى والثكالى في سوريا وفي مشرقنا العربي”، وتابع “إننا نوجه ندائنا الى كل انسان صادق يريد ان يفعل الخير بان يساهم في الافراج عن هذين المطرانين المخطوفين حتى ولو كان هذا بكلمة طيبة أو بنداء انساني” وفق ذكره
ودعا المطران عطا الله “كنائس العالم والمؤسسات الدينية كافة، وكذلك الجهات الحقوقية وكل القوى السياسية العالمية بان تبذل جهودا من اجل تحرير اخوتنا المطارنة”، وإختتم بالقول إن “قلوبنا يعتصرها الالم والحزن امام ما يشهده عالمنا العربي من عنف وإرهاب يطال البشر والحجر وكل انجازات الامة العربية” على حد تعبيره
مصادر من الرقة: معارضون سوريون ينشرون تخمينات مفضوحة حول مصير الأب دالوليو
روما (20 آب/أغسطس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أكّدت مصادر من مدينة الرقة أن كل ما كُتب عن اغتيال الكاهن اليسوعي الإيطالي باولو دالوليو بعد اختفائه في الرقة شمال سورية وحتى اللحظة “مجرد تخمينات وإشاعات لا يوجد لها سند”، وانتقدت ما ينشره المعارضون السوريون حول مقتل الأب دالوليو وأكّدت أنهم لا يعرفون أكثر مما يعرفه الناشطون والفاعلون والمقاتلون وقادة الكتائب المسلحة في الرقة
وتعليقاً على ما قاله معارضون سوريون بأن الأب دالوليو قد اغتيل من قبل جماعة دولة العراق والشام الإسلامية في مدينة الرقة بعد أسبوعين من اختفائه، قال ابن مدينة الرقة، الكاتب والإعلامي السوري خلف علي الخلف “بينما لا يعلم ناشطون وفاعلون ومقاتلون وقادة كتائب مسلحة في الرقة، زاروا مقر الدولة الإسلامية في العراق والشام عن مصير الأب باولو شيئاً، هناك من يجلس على بعد آلاف الأميال وينشر تخمينات مفضوحة على أنها أخبار من مصادر” على حد قوله
ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن ناشطين في الرقة تأكيدهم اغتيال الأب دالوليو، دون أن يتبنى هذا النبأ أو يؤكده، وطالب بالكشف عن مصيره، أو تسليم جثمانه إن كان قد قتل، فيما أكّدت المعارضة السورية لمى الأتاسي أن لديها معلومات عن مقتل الأب دالوليو، وكتب المعارض السوري البارز برهان غليون على صفحته على الفيسبوك موضوعاً معتبراً فيه أن الأب دالوليو قد قُتل فعلاً
وحول هذا الشأن، قال الخلف “إذا كان الأب باولو عند جماعة دولة العراق والشام الإسلامية فمصيره يعرفه قلة من الدولة نفسها، فكيف بمن هم من خارجها، ومن ينشر خبراً منسوباً لمصدر من الدولة هذا يعني أن لديه اتصالات (رفيعة) ووثيقة معهم حتى يكشفوا له (أسرارهم)، وهذا مناف لطبيعة الدولة (السرية)، ومن المؤسف أن ينجر شخص كبرهان غليون لهذا المنزلق” وفق قوله
وكانت الأنباء قد تضاربت حول مصير الكاهن اليسوعي الأب باولو داليليو الذي اشتهر بمواقفه المعارضة للنظام السوري، وأعرب ناشطون عن مخاوفهم من أن يكون قد اختطف على أيدي عناصر قريبة من القاعدة، فيما أكّد آخرون أنه غير مختطف وإنما ذهب للقاء قادة كتائب إسلامية متشددة للمطالبة بإطلاق سراح مجموعة من المعارضين
معارض سوري لـ آكي: ائتلاف المعارضة عاجز عن وضع خطة تفاوضية مع النظام
روما (19 آب/أغسطس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
رجّح معارض سوري بارز أن تشارك المعارضة السورية بضغط دولي بوفد موحّد في مؤتمر جنيف2، وأعرب عن الخشية من اندلاع خلافات كبيرة بين أعضاء هذا الوفد خلال المفاوضات، وشدد على أن ائتلاف المعارضة السورية غير قادر الآن على وضع خطة تفاوضية ناجحة، وأشار إلى صعوبة الاتفاق مع الكتائب الإسلامية المسلحة المتشددة واصفا مشروعها بأنه “فوق وطني أممي إسلامي”
وقال الكاتب السوري المعارض علي العبد الله لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “إن مشكلة المعارضة السورية أنها تعيش حالة انعدام وزن، فهي لاعتبارات تتعلق ببنيتها وأشخاصها لا تمتلك مصداقية لدى المواطنين السوريين، وخاصة أنصار الثورة، بعد أن كُشف الغطاء عن ممارسات فجة وصبيانية من جهة، وعن عجز عن تعاطي سياسي موضوعي مع المتغيرات ومع بعضها كذلك من جهة أخرى، وهي غير محترمة لدى القوى الدولية لأنها ضعيفة وهشة ولا تمتلك رؤية سياسية ثابتة وموحدة، ناهيك عن انعدام تماسك داخلي ووحدة موقف نتيجة لانقسامها على أساس ولاءات لدول عربية وغير عربية، وهذا سيجعلها عرضة للضغوط والابتزاز من قبل الدول التي تريد أن تفرض صيغة للوفد المفاوض يجمع بين (الائتلاف) و(هيئة التنسيق) و(المجلس الوطني الكردي) وإن بنسب متفاوتة” وفق ذكره
وتابع أن “المعضلة في تقديري ليست في طبيعة الوفد بل في طبيعة الموقف الذي سيلتزم به على طاولة المفاوضات وهل سيكون موحداً، وهل من ضمانة لذلك، وأخشى أن تندلع داحس وغبراء بين أعضاء الوفد الموحد شكلاً والمتناقض جوهراً فتضيع مطالب الثورة والتغيير، وهنا أرى ضرورة مشاركة فعاليات الثورة في الوفد وتكون هي المرجعية” وفق تقديره
وأعرب العبد الله الذي سجن أكثر من مرة في عهد الأسد الأب والابن عن تشاؤمه من عدم تجهيز المعارضة السورية لملفاتها التفاوضية، وقال “هنا تأخذ المسألة بعداً مأساوية، فالطبيعة الذاتية والتنافس الصبياني والولاءات للدول من قبل رجال الصف الأول في المعارضة طغت وستظل تطغى على أدائهم، ما يثير مخاوف كبيرة وخطيرة حول قدرتهم على التحضير والاستعداد لمباراة شديدة التعقيد والخطورة لجهة نتائجها ومدى تحقيقها لأهداف الثورة وتحصيل عائد لتضحيات الثوار والمواطنين” حسب قوله
وأشار إلى أن “الدول الداعمة للمعارضة يجب أن تتصرف هنا بموضوعية وعقلانية تليق بدول لا بعشائر وقبائل تحكمها عقلية الثأر والانتقام، كما هو حاصل حتى الآن، وتتفق على إطار سياسي بالتفاهم مع كل من (الائتلاف) وقوى الثورة الفعلية بحيث تثبت مرجعية سياسية وقانونية للمفاوضات تحد من قدرة النظام وحلفائه على التلاعب والتملص، وإلا فلا أعتقد أن زعامات (الائتلاف) ناضجة لوضع خطة تفاوضية ناجحة لأنّ تضخم الذات والتنافس غير الودي سيفرز كوارث على خلفية الارتجال والكيدية” على حد تعبيره
وحول إمكانية إشراك ممثلين عن الكتائب المسلحة الإسلامية المتشددة، قال المعارض السوري “إن قضية الكتائب الإسلامية المسلحة مركبة ومعقدة، فهي من جهة غير متفقة مع بعضها، ومن جهة ثانية غير متفقة مع المعارضة الوطنية ـ السياسية والمسلحة ـ حول أهداف الثورة، ومشروعها لا يرتكز على منطلقات وطنية، سورية أو غير سورية، مشروعها فوق وطني أممي إسلامي، لذا لا تضع في حساباتها الدخول في مفاوضات من أجل مخرج سياسي ينقل البلد إلى نظام ديمقراطي هي ضده”، وتابع “وعليه سيكون دورها عرقلة أي توجه لحل تفاوضي بغض النظر عن مضمونه، إنها خارج هذا السياق بشكل مبدئي وعقائدي وستسعى لفرض خيارها بطرق متعددة بما فيها المواجهة المسلحة، هنا كان على الدول الداعمة للثورة أن تقوي الكتائب الوطنية (الجيش الحر أو الكتائب المستقلة) حتى تشكل رادعاً لتحرك الكتائب الإسلامية بداية ثم مفاوضتها تحت ضغط توازن قوى واضح أنه في غير صالحها للخروج من سورية أو الانتحار، هل مازالت هذه الفرصة قائمة هذا سؤال برسم الدول الداعمة” على حد وصفه
وفيما إن كانت الحكومة المؤقتة التي ينوي الائتلاف تشكيلها ستشهد النور، قال العبد الله “إن المواقف من الحكومة المؤقتة متغيرة، فقد كانت نقطة خلافية داخل الائتلاف لتعارضها من وجهة نظر أطراف في الائتلاف مع جنيف2، ورفض الدول المؤيدة للنظام لها على هذا الأساس، ثم وأمام تعقيدات المشهد السياسي والعسكري وترحيل موعد عقد جنيف2 المتكرر، اتّفق على تشكيلها كوسيلة ضغط على النظام وحلفائه وللعمل على إدارة المناطق المحررة بعد أن انزلقت الأوضاع إلى الفوضى وانهيار الحياة اليومية للمواطنين فيها، فأخذ الخلاف حولها داخل الائتلاف صيغ وأشكال أخرى على علاقة بصراع المحاور بين رجال قطر ورجال السعودية لجهة من يشكلها، والآن دخلت في نفق المساومات على توزيع الوزارات، وهناك من يريد أكل البيضة وقشرتها”، إن “عقلية الغالب والمغلوب تحكم معظم رجالات الائتلاف ولا أحد يميل إلى حلول توافقية أو حلول وسط، والعرقلة الحالية مرتبطة بتوزيع الحصص، لذا سيتم الإعلان عنها بعد أن يتوصل الأخوة الأعداء إلى اقتسام (الغنيمة)، أما تعارضها مع جنيف2 فمسألة هامشية لأن حلها ممكن عند التأكد من إقلاع جنيف2 ونجاحه في اقتراح حل لانتقال السلطة والدخول في مرحلة انتقالية تنهي النظام القائم وتضع سورية على طريق الديمقراطية والعدالة والمساواة” حسب قوله
ورأى المعارض السوري أن “العقدة في جنيف2 هي غياب توافق محلي وإقليمي ودولي على عقده وعلى الدول التي ستشارك فيه وعلى الهدف المتوخى منه، فالنظام والروس والإيرانيون لهم تصور وأجندة ليس من الحصافة توقع تنازلهم عنها بسهولة، والأمريكيون والأوربيون لهم تصور وأجندة تتقاطع في عدد من النقاط مع أجندة النظام والروس والإيرانيين خاصة في نقطة الحفاظ على بعض النظام وعدم قبول مطالب الثورة في التغيير الشامل، والدول الإقليمية (تركيا ودول الخليج) لها تصور وأجندة تتعارض مع الأجندتين السابقتين ولها تصورات متباينة فيما بينها حول مستقبل سورية، هذا جعل فرص عقد جنيف2 ضعيفة ما لم تحصل متغيرات درامية، كانهيارات ميدانية في جيش النظام، واندلاع صراعات جانبية كبيرة بين الكتائب المشكلة على خلفيات دينية أو قومية تجعل عقد المؤتمر أهون الشرين، وحتى ينجح جنيف2 لابد من تحقيق مطالب الثورة إن لم يكن كلها فالأساسي منها، لأنه بات بحكم المستحيل بقاء النظام بعد كل ما فعله، طبعاً ستكون هناك تسويات حول بعض القضايا وحلول وسط ومخارج توافقية حول أخرى لكن مع بقاء البوصلة، أي ذهاب النظام ودخول سورية في مرحلة انتقالية حقيقية وجادة ومحددة بالوقت” حسب تأكيده
اشتباكات بين مسلحين أكراد ومقاتلين إسلاميين شمال شرق سوريا
يعتبر نزوح 30 ألف كردي من شمال سوريا إلى العراق هو الأكبر منذ أشهر
اندلعت اشتباكات عنيفة بين فصائل مسلحة اسلامية وأخرى كردية شمال شرق سوريا وهي المناطق التى ينتشر فيها الأكراد بشكل أساسي في البلاد.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن إن الاشتباكات بدأت في الساعات الأولى من الصباح بين فصائل كردية مسلحة وفصيلين اسلاميين هما جبهة النصرة و”الدولة الإسلامية في العراق وسوريا” في مساع من الجانبين للسيطرة على المزيد من المناطق في محافظة الحسكة.
وتركزت المعارك حول المناطق القريبة من مدينة راس العين القريبة من الحدود السورية التركية والتى تتمتع بموقع استراتيجي هام لتحكمها في عدة طرق تؤدي إلى الحدود.
وقالت الأمم المتحدة إن المعارك التى بدأت في المناطق الكردية في سوريا قبل أسابيع أدت إلى فرار نحو 30 ألف شخص من شمال سوريا إلى الأراضي العراقية واغلبهم من الأكراد.
ويعتبر هذا النزوح الجماعي الذي تم نهاية الأسبوع المنصرم هو الأكبر في المنطقة بعد عدة أشهر من نزوح 9 آلاف سوري بشكل جماعي من بلادهم إلى تركيا في نوفمبر/تشرين ثاني الماضي.
وقال الناشط الكردي في رأس العين سعيد هافايدر “هناك معارك شرسة في المنطقة للسيطرة على الأراضي ومنابع النفط” موضحا أن المدينة تعتبر بوابة لعبور الحدود التركية السورية في كلا الاتجاهين.
وكان حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني الذي يسيطر على المجموعات المسلحة الكردية قد أعلن في وقت سابق نيتة انشاء منطقة حكم ذاتي شمال شرق سوريا.
في هذه الأثناء نفى مسؤول سوري سيطرة قوات المعارضة على محطة القدم للقطارات جنوب العاصمة السورية.
واعتبر المصدر أن الخبر بلا أساس مؤكدا أن القوات الحكومية تسيطر على المنطقة بشكل كامل.
وكانت منطقة القدم قد شهدت معارك عنيفة بين الحكومة والمعارضة قالت إثرها مصادر مقربة من المعارضة إنها سيطرت على محطة السكك الحديدية.