أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء 21 كانون الثاني 2014

دعوة إيران تمتحن تفاهمات «جنيف 2»

الرياض، لندن، نيويورك، واشنطن، لاهاي، موسكو، دمشق – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

دخل مؤتمر «جنيف 2» في اختبار حول مدى صلابة التفاهمات بين الدول الكبرى والإقليمية حول أسس انعقاده حتى قبل انطلاق أعماله في مونترو السويسرية غداً، لدى إعلان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إيران أنه وجه دعوة رسمية لإيران لحضور المؤتمر، ما استدعى جولات مكثفة من الاتصالات الديبلوماسية لحل «العقدة» الإيرانية، التي زادت بإعلان الرئيس بشار الأسد نيته ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية المقبلة. وطالبت الرياض والمعارضة السورية ودول غربية طهران بقبول تشكيل هيئة حكم انتقالية للمشاركة في المؤتمر.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن مصدر رسمي قوله إن الرياض كانت تدعو للسلام وتلبية مطالب الشعب السوري العادلة، إلا أن دعواتها ذهبت من دون استجابة، لذلك أيدت انعقاد «جنيف 2» على أساس أن دوره الأساسي هو تنفيذ قرارات «جنيف 1»، وهو ما صدر في الدعوات التي أرسلت إلى الدول المشاركة في المؤتمر.

وكان دعوة بان أثارت شكوكاً بإمكان انعقاد المؤتمر الدولي غداً. وقال الناطق باسم «الائتلاف» لؤي الصافي في تغريدة على «تويتر» أن «الائتلاف يُعلن أنه سيسحب مشاركته من المؤتمر طالما أن بان لم يسحب دعوته إيران» للمشاركة في المؤتمر. وأوضح القيادي في «الائتلاف» هادي البحرة لاحقاً في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس»: «بحلول الساعة السابعة مساء بتوقيت غرينيتش (من مساء امس) عليهم (مسؤولو الأمم المتحدة) أن يؤكدوا أن إيران ليست مدعوة أو أنها لن تحضر»، معتبراً أن حضور إيران المؤتمر أمر «مستحيل». وقالت مصادر المعارضة لـ «الحياة» ان رئيس «الائتلاف» احمد الجربا بعث امس رسالة الى بان قال فيها ان دعوة ايران تتناقض مع اسس «جنيف 2» وانه طلب سحب الدعوة من ايران والا فان «الائتلاف» لن يشارك. واوضح عضو الهيئة السياسية في «الائتلاف» فائز سارة: «الائتلاف مصر الا يذهب اذا لم تسحب الدعوة او تقبل ايران اسس المؤتمر».

وكان «الائتلاف» شكّل ليل الأحد- الإثنين وفداً من 30 شخصاً للمشاركة في المؤتمر الدولي، ضم الجربا رئيساً لإلقاء كلمة المعارضة في افتتاح المؤتمر، وثمانية مفاوضين وستة خبراء. وقالت مصادر إنه تقرر تشكيل «مركز قرار» يضم الهيئة السياسية وممثلين عن الفصائل المقاتلة في إسطنبول لدعم الفريق المفاوض.

وأكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في لاهاي أن على كل الدول المدعوة إلى المؤتمر أن «تقبل برنامجه أي المرحلة السياسية الانتقالية» في سورية.

وأعلنت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سامنتا باور أن على إيران أن تؤيد «صراحة وعلناً» تشكيل حكومة انتقالية لدعوتها للمشاركة في المؤتمر. وقالت أمام مجلس الأمن: «إنه الحد الأدنى المطلوب للمشاركة في هذه العملية السلمية».

وكان مسؤول أميركي كبير قال إن الحكومة الأميركية تلقت «رسائل عدة» من أعضاء في النظام السوري تُظهر رغبة في إيجاد «مخرج» لوقف الحرب والتوصل إلى حل سلمي للنزاع.

في المقابل، حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أن بلاده تعتبر أن غياب إيران سيكون «خطأ لا يغتفر». كما أن طهران حليف النظام السوري، التي لم توافق حتى الآن بشكل واضح على مبدأ تشكيل حكومة انتقالية، أكدت مشاركتها في «جنيف 2» لكنها رفضت في الوقت نفسه الشروط التي يضعها الغربيون. وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم أنها ستشارك «على أساس الدعوة الرسمية» من الأمين العام للأمم المتحدة في المؤتمر «لكن من دون شرط مسبق».

وفي نيويورك، خيم التوتر «والشعور بخيبة الأمل» أمس على الأمانة العامة للأمم المتحدة واتصالاتها في ضوء عدم صدور إعلان إيراني صريح بتبني بيان «جنيف ١» أساساً لمؤتمر «جنيف٢» وتمسك الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والمعارضة السورية بضرورة إيضاح طهران موقفها علناً «كحد أدنى قبل مشاركتها في المؤتمر».

وأعلن بان كي مون في بيان تلاه الناطق باسمه مارتن نيسركي «خيبة أمله» من «البيان الإيراني»، موضحاً أنه «يدرس خياراته بشكل طارئ»، وقال إنه «يعيد تقويم خياراته بشكل عاجل بعدما وضع مشاركون في المؤتمر شروطاً على حضورهم». وقال المتحدث باسم الأمين العام إن بان «مصاب بخيبة أمل من عدم تلبية إيران توقعاته التي بناها على المشاورات» الهاتفية التي أجراها مع وزير الخارجية جواد ظريف. وأوضح أن «البيان الذي أعلنه المتحدث باسم الخارجية الإيرانية لم يلبِّ توقعات بان». وقال «ان بان مصاب بخيبة أما ايضاً من ائتلاف المعارضة الذي اشترط سحب دعوة ايران».

وأكد نيسركي أن «الولايات المتحدة كانت على اطلاع مستمر على المشاورات التي سبقت إعلانه توجيه الدعوة إلى إيران»، وأن بان «كان على اتصال مستمر مع الأميركيين والروس وأطراف أخرى خلال نهاية الأسبوع وأنه يواصل هذه المشاورات بشكل مستمر وعاجل».

وتجنب بان مواجهة الصحافيين بسبب إجرائه مشاورات متواصلة بينها اجتماع مغلق عقده مع سفيري بريطانيا مارك ليال غرانت وفرنسا جيرار آرو على هامش جلسة لمجلس الأمن خصصت أمس لبحث الوضع في الشرق الأوسط. وألغى بان مؤتمراً صحافياً كان أعلن عنه دون إيضاح الأسباب. وأبلغ بان المجلس أنه يجري «مشاورات مكثفة وطارئة وأنه سيكون لديه ما يعلنه في وقت لاحق». وتابع: «في الوقت الحالي أناشد جميع المعنيين إبقاء حاجات الشعب السوري في مقدمة تفكيرهم».

وترأس وزير الخارجية الأردني ناصر جودة جلسة مجلس الأمن التي خصصت لبحث الوضع في الشرق الأوسط. وأكد جودة أن «الحل السياسي هو الحل الوحيد» للأزمة السورية معتبراً مؤتمر مونترو «فرصة يجب ألا تضيع للتوصل إلى حل سياسي يلبي تطلعات الشعب السوري ويحقق الانتقال السياسي المنشود من خلال توافق الأطراف جميعاً بناء على بيان جنيف١».

في المقابل، بدا الأسد واثقاً من نفسه في مواجهة معارضة تطالب برحيله عن السلطة، بإعلانه في مقابلة مع وكالة «فرانس برس» أن فرص ترشحه لولاية رئاسية جديدة في حزيران (يونيو) المقبل «كبيرة»، مستبعداً القبول برئيس حكومة جديدة من معارضة الخارج.

في غضون ذلك، حاولت ثلاثة تنظيمات إسلامية هي «الجبهة الإسلامية» و «جيش المجاهدين» و «الاتحاد الإسلامي لجند الشام»، من إعطائها الدعم لقرار «الائتلاف» حضور المؤتمر الدولي. وجددت في بيان مشترك التمسك بـ «تنحي النظام برأسه وكامل رموزه المجرمة وحل أجهزته الأمنية». وأضاف أن الشعب السوري لا يقبل أن تذهب جهة منفردة إلى «جنيف2» وتحمل «ملف التنازلات».

ميدانياً، قتل 16 شخصاً على الأقل اثنين وأصيب آخرون في تفجيرين انتحاري بسيارتين مفخختين عند معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، بحسب ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» الذي تحدث عن سيطرة مقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) على مطار عسكري في ريف حلب شمال البلاد، كان تحت سيطرة مقاتلي المعارضة.

الأمم المتحدة تسحب دعوتها لإيران للمشاركة في جنيف 2.. والائتلاف السوري يؤكد مشاركته

بيروت – الحياة

الثلاثاء ٢١ يناير ٢٠١٤

سحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون دعوة إيران لحضور محادثات السلام السورية، بعد أن أعلنت طهران أنها لا تؤيد اتفاق الانتقال السياسي الذي تم التوصل إليه في جنيف 1، ويعتبر أساس المحادثات.

وقال مارتن نسيركي المتحدث باسم بان كي مون: “يواصل بان حث إيران على الانضمام إلى التوافق العالمي حول بيان جنيف”. وأضاف إن “بان كي مون قرر أن يعقد اجتماع اليوم الواحد في مونترو (سويسرا)، من دون مشاركة إيران”، مبرراً هذا القرار بـ”رفض إيران دعم تأليف حكومة انتقالية في سورية”.

وقد حسمت الأمم المتحدة بذلك، الجدل الذي أثير طوال نهار الاثنين حول مشاركة إيران في مؤتمر جنيف 2، الذي يعقد في 22 كانون الثاني/يناير الجاري.

وأعلن الائتلاف السوري المعارض مشاركته في مؤتمر جنيف 2 بعد إعلان الأمم المتحدة سحب الدعوة إلى إيران للمشاركة في محادثات السلام. ورداً على مشاركة الائتلاف أعلن المجلس الوطني السوري انسحابه من الائتلاف المعارض. وكان الائتلاف أكد في وقت سابق، أنه سينتظر  إعلان بان كي مون قبل أن يقرر المشاركة في مؤتمر جنيف 2، بعد أن  أعلن أنه “لن يحضر محادثات السلام المقرر إقامتها في سويسرا الأسبوع الحالي، إلا إذا سحبت الأمم المتحدة الدعوة لإيران بحلول الساعة 19:00 بتوقيت غرينتش”.

فقد أعلن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة مارتن نسيركي، في وقت سابق يوم الاثنين، أن “بان كي مون يشعر بخيبة أمل حيال رفض إيران دعم عملية انتقالية في سورية، وهو يدرس خياراته”.

وأعلنت دول غربية وعربية عدة أنها لا توافق على حضور إيران لمؤتمر السلام حول سورية. فقد أكدت المملكة العربية السعودية موقفها الثابت من “دعم الشعب السوري لبلوغ أهدافه المشروعة في الحرية والاستقلال، والوحدة الوطنية والتضحية، التي تكبدها جراء حرب ضروس شنها نظامه عليه”.

وشددت المملكة على موقفها من مؤتمر جنيف، بأنها “تلتزم بما التزمت به الغالبية العظمى من دول العالم، وبالتالي فأي دعوة لأي طرف لحضور مؤتمر جنيف يجب أن تكون مربوطة بالموافقة العلنية على شروط الدعوة، وهو أن يعلن رسمياً وعلنياً عن قبول هذه الشروط وأولها إنشاء حكومة انتقالية للسلطات”. وأكدت أن “إيران لم تعلن هذا الموقف، ما لا يؤهلها، خصوصاً أن لها قوات عسكرية تحارب جنباً إلى جنب مع قوات النظام”.

واعتبرت فرنسا أنه “يجب ألاّ يتم السماح لإيران بحضور المؤتمر”. وقال وزير الخارجية لوران فابيوس، في بيان إن “المشاركة في جنيف 2 هي القبول الصريح بهذا التفويض”. وأكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند من لاهاي، أن على كل الدول المدعوة إلى مؤتمر “جنيف 2” أن “تقبل ببرنامجه أي المرحلة السياسية الانتقالية” في سورية.

في وقت أعلنت فيه إيران مشاركتها في مؤتمر “جنيف-2” حول سورية، لكنها رفضت الشرط المسبق بالموافقة على تشكيل حكومة انتقالية. كما رفضت “الإصرار على القبول بنتائج مؤتمر جنيف 1، كشرط للمشاركة في مؤتمر جنيف 2”.

إلا أنها نفت رسمياً المعلومات التي أفادت أنها “منعت الطائرة التي تقل الوفد السوري المتجه إلى سويسرا للمشاركة في مؤتمر جنيف 2، من عبور أجوائها”.

من جهتها، أعلنت واشنطن، على لسان السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سامنتا باور، أن “على إيران أن تؤيد صراحة وعلناً، تشكيل حكومة انتقالية في سورية، لدعوتها للمشاركة في مؤتمر جنيف-2”.

«داعش» يفرض معاييره على «ولاية الرقة»: منع الأغاني والدخان وفرض الصلاة والنقاب

لندن – «الحياة»

بدأ تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) أمس تطبيق معاييره ونمط الحياة في «ولاية الرقة» في شمال شرقي البلاد بمنع التدخين والأغاني وفرض النقاب وإغلاق المحال قبل الأذان وخلال الصلاة في المسجد، بعدما فرض مقاتلوه يدهم العليا في الصراع المحتدم مع تنظيمات إسلامية مقاتلة في الشريط المحاذي لحدود تركيا في شمال سورية.

وفي 14 الشهر الجاري، تفرد مقاتلو «داعش» بالسيطرة على مناطق الرقة القريبة من حدود العراق، عدا المناطق الخاضعة لسيطرة قوات النظام السوري. وكانت مساعي التنظيم فرض نمط متشدد من بين الأسباب التي دفعت كتائب إسلامية مثل «الجبهة الإسلامية» و «جيش المجاهدين» و «جبهة ثوار سورية» للدخول في مواجهه معه. وفيما تقدم مناهضو «داعش» في غرب حلب وفي شمال غربي البلاد، حافظ التنظيم على مواقعه شرق حلب وفي شمال شرقي البلاد.

ووزع «داعش» أمس أربعة بيانات في شوارع مدينة الرقة. وتناول الأول «فرض النقاب» طالباً من «أي أخت توجد في الشارع بوجوب التزام الأخلاق الإسلامية ومنها لبس الحجاب الشرعي الكامل المكون من العباءة الفضفاضة والحجاب والنقاب وقفازات وعدم رفع الصوت في الشارع وعدم المشي في ساعة متأخرة وحيدة من دون محرمها». وأضاف البيان: «كل أخت تخالف ذلك تعاقب بالشرع هي وولي أمرها بعد مهلة قدرها ثلاثة أيام»، لافتاً إلى أن عدم تطبيق هذه الأمور «نخشى أن يؤدي إلى خسارة المناطق المحررة».

وخصص «داعش» بيانه الثاني لموضوع «منع الموسيقى والغناء والصور على المحال» تضمن منع «أقراص الغناء وآلات الموسيقى وتشغيل الأغاني الماجنة في السيارات والحافلات والمحال وجميع الأماكن»، داعياً أصحاب المحال إلى إزالة صور الرجال والنساء عن واجهات محالهم، وأن «كل من يخالف سيعرض نفسه للعقوبة الشرعية اللازمة». وعزا هذه الخطوة إلى كون «المعازف والغناء حرام في الإسلام، لأنها تلهي عن ذكر الله وعن القرآن، وهي فتنة ومفسدة للقلب».

كما منع «المكتب الدعوي» في التنظيم في بيان ثالث بيع الدخان ومعدات النراجيل. وبدأ البيان بذكر أضرار التدخين الصحية والمالية كونه «أشبه بالانتحار البطيء» وأنه «وباء لا يُقبل عليه العقلاء» ويسبب «الأضرار في النفس وفي المال». وأردف: «ليعلم كل مدخن أنه إنما يعصي الله تعالى بكل لفافة تبغ ينفث دخانها بالهواء في نشوة وخيلاء»، مؤكداً أنه بعد ثلاثة أيام من صدور البيان «يمنع منعا باتاً بيع الدخان والنراجيل، وإلا فإن كل من أصرّ على بيعه فظلم نفسه وظلم الناس، ما سيقابل بحرق كل الكمية ومعاقبة (البائع) شرعاً».

وطالب بيان رابع موقع باسم «إخوانكم في الدولة الإسلامية في العراق والشام – المكتب الدعوي»، أصحاب المتاجر والمحال في الرقة بـ «إغلاق االمحال قبل عشر دقائق (من موعد الصلاة). وعلى أي رجل في الطرقات التوجه إلى المسجد لأداء فريضة الصلاة وعدم التأخر أو الجلوس للحديث في الطرقات والمسلمون في مساجدهم». وزاد: «من وجد أثناء الصلاة فاتحاً متجره أو خارج المسجد، فإن متجره سيغلق ويطلب للمساءلة الشرعية وتتم محاسبته بعد ثلاثة أيام» من تاريخ صدور البيان يوم أمس.

وأفاد «مركز حلب الإعلامي» أمس بأن الحكومة التركية أغلقت معبر جرابلس الحدودي وقامت بإزالة الأجهزة والمعدات من الطرف التركي من المعبر، عقب سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» على مدينة جرابلس. وكانت أغلقت معبر تل أبيض في الرقة للسبب ذاته الأسبوع الماضي. ولا يزال معبران مفتوحين بين شمال سورية وتركيا هما: معبر باب السلامة في ريف حلب ومعبر باب الهوى في ريف إدلب.

وأعلن ناشطون أمس أن مقاتلي «داعش» استهدفوا 33 موقعاً لقوات المعارضة بـ51 تفجيراً، كان بينها أربعة تفجيرات في سراقب في ريف إدلب، وثلاثة في الرقة، وستة تفجيرات في طريق أعزاز شمال حلب، لافتين إلى أن التفجيرات أدت إلى مقتل 400 شخص. ونشر النشطاء خريطة أظهرت قرب أماكن التفجيرات من مواقع لقوات النظام وميليشيات موالية، من دون أن تستهدف من «داعش».

وأفادت «الهيئة العامة للثورة السورية» بأن مقاتلي «الجيش الحر» قتلوا امرأة تونسية كانت تحمل حزاماً ناسفاً خلال توجهها إلى معبر السلامة لتنفيذ عملية انتحارية، وأنه «تم اكتشاف أمرها من طريق شخص كان قد أقلّها بوسيلة نقل إلى حاجز قرية سجو قرب المعبر. إذ أثار موضوع حملها حزاماً كبيراً في خصرها وارتداؤها زياً عسكرياً ريبة السائق الذي أبلغ عناصر لواء التوحيد (التابعة للجبهة الإسلامية) الموجودين في المنطقة، وتمت متابعتها منذ لحظة دخولها وحتى قبل لحظات من تنفيذها العملية حيث تم إطلاق الرصاص عليها في الرأس». وأضافت «الهيئة» أن وزن المواد المتفجرة كان 15 كيلوغراماً…

وكانت هذه أول مرة يعلن عن وجود فتاة انتحارية ضمن تنظيم «داعش».

وانسحب مقاتلو «الدولة الإسلامية» من كامل ريف حلب الغربي بعد منتصف ليل الاحد – الاثنين «وأخلوا مقراتهم في ريف المهندسين وكفرجوم». وقال نشطاء ان ذلك استهدف تعزيز مواقع التنظيم في شمال حلب، حيث دارت امس مواجهات مع كتائب مناهضة في اطراف مدينة اعزاز التي سيطر عليها «داعش» في ايلول (سبتمبر) الماضي.

إيران: الامم المتحدة سحبت دعوتنا لـ”جنيف-2″ تحت الضغط

طهران – أ ف ب

عبرت ايران عن اسفها لسحب الامم المتحدة “تحت الضغط” دعوتها لطهران للمشاركة في مؤتمر جنيف-2 حول سورية.

وقال وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف كما نقلت عنه وكالة الانباء الطلابية ايسنا “نأسف لقيام الامين العام بان كي مون بسحب دعوته تحت الضغط”.

وجاء رد الفعل الايراني بعدما سحب الامين العام للامم المتحدة دعوة ايران لحضور مؤتمر جنيف-2 بعد اقل من 24 ساعة على توجيهها.

وترفض ايران اي شرط مسبق يتعلق بموافقتها على تشكيل حكومة انتقالية في سورية كما نص عليه اتفاق جنيف-1 الذي تم التوصل اليه في حزيران/يونيو 2012.

وقال ظريف “لقد اوضحت في عدة مكالمات هاتفية مع الامين العام ان ايران لا تقبل اية شروط مسبقة لحضور المحادثات”.

واضاف “بالتالي من المؤسف ان بان كي مون لا يتحلى بالشجاعة اللازمة لاعلان الاسباب الحقيقية لسحب الدعوة” مشيرا الى ان ايران “لم تكن حريصة جدا على الحضور اساسا”.

وتابع ظريف انه لو قررت ايران الحضور، لكان اوفد نائبه لان “الوقت المناسب لدعوة وزير خارجية قد مضى”.

لافروف: غياب إيران عن جنيف 2 خطأ ولكنه ليس كارثة

موسكو – رويترز

أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن سحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون دعوته لإيران لحضور محادثات السلام السورية خطأ إلا أنه أضاف أنه لا يعتبره كارثة.

وأضاف في مؤتمر صحفي في موسكو “بالطبع هذا خطأ… لكنه ليس كارثة.”

آلاف الصور المروعة التي قد تدين نظام الرئيس السوري بـ”القتل الممنهج

واشنطن – يو بي أي

حصلت شبكة (سي إن إن) الأميركية على تقرير أعده فريق من المحققين بجرائم الحرب وخبراء الطب الشرعي يتضمن آلاف الصور المروعة التي اعتبروها “أدلة مباشرة” قد تدين نظام الرئيس السوري بشار الأسد بـ”القتل الممنهج”.

وكشف فريق المحققين في تقريره عما سمّوها “أدلة مباشرة” لعمليات “التعذيب والقتل الممهنج”، التي يقوم بها نظام الرئيس الأسد.

وأكد محامون في فريق المحققين الدوليين أن التقرير، الذي يستند إلى آلاف الصور لعدد من جثث القتلى، الذين يُعتقد انهم سقطوا داخل سجون تابعة للحكومة السورية، سوف يقدم إلى المحكمة الجنائية الدولية.

وحصلت كريستيان أمانبور من (سي إن إن)، على التقرير، خلال مقابلة حصرية مع عدد من أعضاء الفريق، بالإضافة إلى صحيفة (الغارديان) البريطانية.

وقال ديفيد كراني، أحد المشاركين في إعداد التقرير ان “هذا دليل دامغ”، وأضاف ان “أي محقق ادعاء سوف يفضل مثل هذا النوع من الأدلة، الصور والعملية.. هذا دليل مباشر على آلة القتل التي يقوم بها النظام”.

وكان كراني، رئيس المحققين في جرائم الحرب التي وقعت في سيراليون، والتي قادت رئيس ليبيريا السابق، تشارلز تايلور، إلى السجن لمدة 50 عاماً، بعد إدانته بارتكاب جرائم حرب في الدولة الأفريقية المجاورة لبلاده.

ولم تتمكن (سي إن إن) من التأكد، بصورة مستقلة، من مصداقية الصور والوثائق والشهادات الواردة في التقرير، إنما عرضت للنتائج التي خلص إليها الفريق، الذي يضم محققين دوليين بجرائم الحرب، وأطباء شرعيين، وخبراء بتحليل الصور.

وتظهر الصور، التي تضمنها التقرير، جثث قتلى تعرضوا لعمليات تجويع متعمدة، كما تبدو عليها أثار تعرضهم للضرب بقسوة، وآثار الخنق، وأنواع أخرى من التعذيب والقتل.

ومن مجموعة ضمت 150 صورة تم تحليل تفاصيلها بواسطة الخبراء، تبين ان 62% من الجثث وقد بدا عليها هزال شديد، ما يشير إلى انهم تعرضوا لعمليات تجويع قسرية، وغالبية الضحايا من الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و40 عاماً.

كما أشار التقرير إلى ان عناصر استخباراتية لديها معلومات عن هويات الضحايا اتبعت نظاماً معقداً لحصر أعداد وتصنيف الجثث.

وذكر التقرير ان ذلك كان وسيلة لتحديد أي جهة أمنية مسؤولة عن قتلهم، وتقديم وثائق مزيفة فيما بعد تفيد بأن الوفاة كانت في أحد المستشفيات.

يشار إلى ان أحد المحامين الثلاثة الذين شاركوا في إعداد التقرير، هو السير ديزموند دي سيلفا، الذي كان أحد محققي الادعاء بالمحكمة الخاصة لجرائم الحرب في سيراليون أيضاً، وقد وصف الصور بأنها أقرب إلى صور الناجين من “الهولوكوست”.

وقال دي سيلفا في مقابلة مع (سي إن إن) إن هذه الجثث الهزيلة جاءت نتيجة استخدام التجويع كوسيلة للتعذيب، وأضاف ان “هذه الصور تذكّر بهؤلاء الذين تم العثور عليهم أحياء في معسكرات الموت النازية، بعد الحرب العالمية الثانية”.

وأكد ان “هذا الدليل يؤيد بشكل قاطع الاتهامات بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، من دون أي شك”، وتابع “بكل تأكيد، اتخاذ القرار ليس في يدنا، وكل ما علينا القيام به هو تقييم هذا الدليل، وتقدير انه دليل يمكن القبول به أمام المحكمة”.

بان كي – مون تراجَعَ عن دعوة إيران إنقاذاً لجنيف 2 غداً واشنطن رحّبت و”المجلس الوطني” أعلن انسحابه من الائتلاف

العواصم – الوكالات

عشية انعقاد مؤتمر جنيف 2 حول سوريا، برزت تطورات كادت تطيح المؤتمر بدأت مع توجيه الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون في وقت متقدم الاحد الدعوة الى ايران لحضور المؤتمر، الامر الذي حدا “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” الى اعلان تعليق قراره بالمشاركة فيه، ولقي موقف الائتلاف دعماً من الولايات المتحدة والسعودية اللتين رفضتا دعوة ايران قبل ان تعلن طهران صراحة تأييدها لبيان جنيف 1 الصادر في 30 حزيران 2012 والذي ينص على انتقال سياسي في سوريا، الامر الذي رفضت الحكومة الايرانية تلبيته، مما دفع بان كي – مون الى سحب دعوته لطهران.

وقوبل سحب الدعوة بترحيب الائتلاف السوري الذي اعلن العودة عن تعليق ذهابه الى جنيف 2. لكن ذهاب الائتلاف الى جنيف كانت له تداعيات على تركيبته الداخلية، إذ أعلن “المجلس الوطني السوري” الذي يعتبر أحد ابرز مكونات الائتلاف انسحابه منه رداً على قرار المشاركة في المؤتمر.

وظهر الإرتباك واضحاً على مسؤولي المنظمة الدولية بسبب هذه البلبلة التي بدأت فور اعلان الأمين العام للأمم المتحدة الاحد دعوة ايران للمشاركة في المؤتمر مع 40 دولة أخرى. وتوالت ردود الفعل العلنية المنتقدة لبان لأنه استعجل دعوة ايران قبل الحصول على موافقة رسمية وعلنية منها على بيان جنيف الأول. وأوحت ردود الفعل من المعارضة السورية والإدارة الأميركية بأن دعوة ايران بالطريقة التي حصلت وضعت مجمل المؤتمر على المحك.

وأصرت طهران على أنها لن تقبل بما اعتبرته “أي شروط مسبقة” للمشاركة في المؤتمر كما كانت يرغب في ذلك أطراف المعارضة السورية والدول الداعمة لها، وخصوصاً الولايات المتحدة. وهذا ما دفع بان الى اصدار بيان تلاه الناطق بإسمه مارتن نيسيركي وجاء فيه أن “بيان جنيف في 30 حزيران 2012 لا يزال اطار العمل المتفق عليه دولياً لإنهاء الأزمة” في سوريا، قائلا إن “المجتمع الدولي سيجتمع على هذا الأساس الأربعاء في مونترو، وهو قاعدة المفاوضات التي ستبدأ الجمعة بين الأطراف السوريين”. وأضاف أنه “يشجع تنفيذ بيان جنيف، بما في ذلك تشكيل هيئة حكومية انتقالية بسلطات تنفيذية كاملة”. وكشف أنه “خلال سلسلة من الاجتماعات والمحادثات الهاتفية، أكد مسؤولون ايرانيون رفيعون للأمين العام أن ايران تفهم وتؤيد أساس المؤتمر وغايته، بما في ذلك بيان جنيف”، معبراً عن خيبته من “التصريحات الايرانية العلنية التي لا تتسق مع هذا الالتزام”. وإذ حض ايران على “الإنضمام الى الإجماع العالمي خلف بيان جنيف”، قرر المضي في عقد اجتماع مونترو من دون مشاركة ايران.

وقبيل هذا البيان، أعلن المندوب الايراني الدائم لدى الأمم المتحدة السفير محمد خزاعي أن “الجمهورية الإسلامية في ايران تقدر جهود الأمين العام للأمم المتحدة والممثل الخاص (للمنظمة الدولية وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر) الابرهيمي في ايجاد حل سياسي للأزمة السورية”، وأنها “لا تقبل أي شروط مسبقة لمشاركتها في مؤتمر جنيف 2″، موضحاً أنه “إذا كانت مشاركة ايران مشروطة بالموافقة على بيان جنيف 1، فإنها لن تشارك في مؤتمر جنيف 2”.

وعقب سحب الدعوة، صرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية جين بساكي: “يحدونا الامل في انه عقب الاعلان الذي صدر اليوم (امس) يمكن جميع الاطراف الان ان يعودوا الى التركيز على المهمة المباشرة وهي ايجاد نهاية لمعاناة الشعب السوري وبدء عملية نحو انتقال سياسي طال تأجيله”.

وأعلن مسؤول اميركي كبير ان “هناك اعضاء في النظام السوري نفسه وضمن مؤيديه يريدون بشدة ايجاد حل سلمي وقد تلقينا رسائل عدة من اشخاص في الداخل وهم يريدون مخرجا” لوقف الحرب. ورفض المسؤول الادلاء بتفاصيل عن الاطراف الذين اتصلوا بواشنطن لعدم تعريض حياة أشخاص للخطر قائلا: “قد يواجهون خطر التعرض للقتل، انه نظام وحشي”. لكنه أكد ان الولايات المتحدة “تتلقى رسائل بانتظام”.

“المجلس الوطني”

وأعلن “المجلس الوطني السوري”، أحد أبرز مكونات “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية”، انسحابه الاثنين من الائتلاف بعد قرار الاخير المشاركة في مؤتمر جنيف 2.

وجاء في بيان أصدره: “يعلن المجلس الوطني السوري انسحابه من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بجميع هيئاته ومؤسساته”، وذلك استنادا الى قرارين لامانته العامة “نص الاول منهما على رفض المشاركة في مؤتمر جنيف 2″، والثاني على “الانسحاب من الائتلاف… اذا قرر المشاركة في المؤتمر”.

كما رفضت تشكيلات اسلامية بارزة من المعارضة السورية المسلحة هي “الجبهة الاسلامية” و”جيش المجاهدين” و”الاتحاد الاسلامي لأجناد الشام”، أي حل سياسي قبل تنحي الرئيس السوري بشار الاسد.

وصرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأنه انه اذا لم تكن ايران ضمن قائمة المدعوين الى جنيف 2 “فإني أعتقد ان محادثات السلام سوف تشبه الرياء”.

نكسَتان سياسيتان للأمم المتحدة و«الائتلاف» عشية مؤتمر مونترو

تخبّط ديبلوماسي يخرج إيران من «جنيف 2»

محمد بلوط

أزمة في قلب أزمة الدعوات إلى «جنيف 2»، ولا جنيف للإيرانيين لأنهم يرفضون التفاوض على أساس «جنيف 1»، الذي لم يكتبوا حرفا فيه، وكُتِب في غيابهم في حزيران العام 2012، ويمنح المعارضة السورية جزءا كبيرا مما خسرته في الشارع والعسكر.

طهران لم تحتفظ بأكثر من بضع ساعات، بكرسيها في قاعة الاحتفال بالنظام السوري و«الائتلاف» تحت سقف واحد في مدينة مونترو السويسرية، قبل أن تسحب من تحتها الكرسي، ومن يدها بطاقة الدعوة التي كان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد سلمها هاتفيا إلى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف.

بان كي مون أرسل المتحدث باسمه مارتن نيسركي لإقفال صفحة النكسة الديبلوماسية الأممية الأبرز، وليعلن بشكل مقتضب «انه نظرا لاختيار إيران البقاء خارج التفاهم الأساسي قرر (بان) أن يمضي اجتماع مونترو، الذي يستمر يوما واحدا، قدما ولكن من دون إيران».

يوم الدعوة الموجهة فالمسحوبة بدأ مبكرا بان أعلن بان كي مون صباح أمس، عن دعوة إيران، ذاهبا إلى حد «الثقة بان إيران ستلعب دورا ايجابيا وبناء في المؤتمر» كما نقل إليه ظريف. ووجد بان كي مون نفسه، ومعه المؤتمر وظهره إلى الحائط، بعد أن اغضب الطرفين «الائتلافي» الذي وجه اليه إنذارا بمقاطعة المؤتمر إذا لم تسحب الدعوة، والإيراني لاحقا، بعد أن تراجع بان كي مون لفظيا عنها، مسجلا، في مرحلة أولى، عبر نيسركي «خيبة أمله من الموقف الإيراني رغم الضمانات الشفهية، وإدلائها بتصريحات مخيبة تشير إلى رفضها جنيف واحد، وانه يدرس خيارات عاجلة».

ورفض نسيركي الفكرة القائلة ان دعوة ايران سابقة لاوانها، مشيرا الى ان الامم المتحدة «على اتصال وثيق بالسلطات الروسية والاميركية» بخصوص هذا الملف. واكد ان واشنطن «كانت على علم» بأن بان كي مون سيوجه دعوة لطهران للمشاركة في المؤتمر.

ويشكل سحب الدعوة اهانة ديبلوماسية، فضلا عن النكسة التي تشكلها بسحب الاعتراف الرمزي، بالدور الإقليمي الذي تؤديه طهران في الملف السوري عبر ملف جنيف، بعد إبرام الصفقة مع إيران حول ملفها النووي.

لم ينتظر الإيرانيون انتهاء السجال حول الإبقاء على الدعوة التي وجهت إليهم أو سحبها، وعينوا، بحسب وكالة «مهر» الإيرانية نائب وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان موفدا لحضور مؤتمر «جنيف 2».

التطور الدرامي جعل الأمم المتحدة في جنيف تسارع إلى نزع لغم برز بشكل مفاجئ أمام مسيرة محفوفة أصلا بالمخاطر، وإيجاد مخرج من مآزق التهديد بمقاطعة «جنيف 2»، الذي أطلقه «الائتلاف» ظهر أمس، وحاز تأييدا سعوديا – فرنسيا – بريطانيا – أميركيا متساوقا. واعتبرت السعودية، على لسان مصدر مسؤول، أن «الموافقة العلنية على شروط الدعوة هو أن يعلن رسميا وعلنيا عن قبول الشروط وأولها إنشاء حكومة انتقالية للسلطات، أما إيران فلم تعلن عن هذا الموقف ما لا يؤهلها للحضور، خاصة أن لها قوات عسكرية تحارب جنبا إلى جنب مع قوات النظام».

وكان متوقعا ألا يقبل الإيرانيون بتقديم أي تنازل في جنيف، فليس منتظرا من طهران التي تعتبر أنها حققت انتصارا في صفقتها النووية، أن تبدأ بالتراجع في سوريا. ولن يقدم الإيرانيون على خطوة تؤيد «جنيف 1» في مضامينه الحالية، لأنها تعني انطلاق العد العكسي لسلطة الرئيس بشار الأسد، فضلا عن أن النظام نفسه لا يؤيد «جنيف 1»، الذي وضع في غيابه.

وليس هذا الأهم، بل إن الاتفاق لا يعكس، خصوصا في الدعوة إلى حكومة انتقالية، ما استجد من ميزان قوى. ومن غير المنتظر ان تربح المعارضة السورية، ممثلة بـ«الائتلاف»، سياسيا وديبلوماسيا في جنيف، ما خسرته في مواجهة الجيش السوري والكتل «الجهادية» الأخرى على الأرض. وعبر الإيرانيون بوضوح عن موقفهم، الذي يعكس ما يفكر فيه النظام السوري بأي حال في تصريحات مستشار مرشد الجمهورية علي اكبر ولايتي، ورئيس مجلس الشورى علي لاريجاني.

وقال ولايتي: «إذا كانت الدعوة تستند إلى شرط مسبق بالمصادقة على جنيف واحد فلن نقبل به، لأننا لم نشارك أصلا في جنيف 1». وجزم لاريجاني في موقف أقوى من مضمون جنيف ورفض أي خريطة سياسية لسوريا لا يبقى فيها الأسد، ومعارضة أي حكومة انتقالية «لأنها تثير مشكلتين: فهي تحرم الشعب السوري أولا من حق تقرير المصير، وتسقط سوريا في يد الإرهابيين ثانيا».

لكن عدم حضور إيران لا يغير شيئا في موقف الوفد السوري الذي يصل اليوم إلى جنيف، لان الموقف السوري بالمشاركة اتخذ سابقا مع الأخذ بالحسبان أن طهران لن تدعى إلى المؤتمر.

ومن المستبعد بأي حال أن تكون الدعوة التي وجهها بان كي مون إلى إيران، قرارا فرديا، اتخذ من دون مشاورات أميركية – روسية، إذ أجرى الأمين العام للأمم المتحدة اتصالات مع وزير الخارجة الأميركي جون كيري قبل يومين من توجيه الدعوة. ولم يقدم الأميركيون احتجاجا على الدعوة قبل أن يهدد «الائتلاف» بالمقاطعة. وقدم الأميركيون، كرد فعل على الموقف «الائتلافي»، تقييما للوضع «بأنه يتصف بالميوعة»، فيما قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية جين بيساكي: «يحدونا الأمل بأنه في أعقاب الإعلان الذي صدر (سحب دعوة إيران) فإن جميع الأطراف يمكنها الآن أن تعود للتركيز على المهمة المباشرة، وهي إيجاد نهاية لمعاناة الشعب السوري وبدء عملية نحو انتقال سياسي طال تأجيله». وأضافت إن «الهدف من المؤتمر هو تنفيذ خطة العام 2012 لإقامة عملية انتقال سياسي في سوريا».

ووصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف موقف «الائتلاف بالمشاكس ، لأنه لم يبد تأييده لجنيف إلا منذ يومين، ولا ينبغي أن ننسى انه شكل من قبل ممولين خارجيين، وقد رحبنا بقراره إرسال وفد، ولكن إذا كان هناك من يشكك بضرورة دعوة جميع اللاعبين إلى جنيف فإنه يحرم سوريا من فرصة تسوية سلمية».

وكان بارزا في تصريحات لافروف الكشف عن جانب من خريطة الحل في جنيف، وانها لا تتناول البتة إرسال قوات فصل إلى سوريا، وان الأميركيين والروس لم يبحثوا هذه النقطة، كما أن ترتيبات وزير الخارجية وليد المعلم الأمنية بشأن حلب لا تتضمن اقتراحا من هذا النوع.

وليلا كانت الأضواء لا تزال مشتعلة في مكاتب الأمم المتحدة في جنيف، لمتابعة الاتصالات مع بان كي مون وفريق عمل المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، والأطراف للاتفاق على صيغة، تحفظ ماء وجه الجميع، لا سيما الإيرانيين، فيما ينبغي العمل على سحبها من دون تعميق الخلافات معهم، ومع حليفهم الروسي، وتفجير المؤتمر أو إضعافه.

والأرجح أن صيغة الحضور بالحد الأدنى وإرسال وفد إيراني يمكث في فندق مجاور لقصر الأمم المتحدة لن تكون مقبولة. وكان مصدر أممي قد قال إن الأمين العام للأمم المتحدة قد اتخذ موقفا نهاية اليوم في نيويورك بعد استكمال مشاوراته مع الأطراف الروسية والأميركية والإيرانية. ويمكن القول إن «الائتلاف» قد نجح بتسجيل انتصار إعلامي وسياسي لمصلحته، بتوجيه إنذار بالمقاطعة، والدفاع بثبات عن الضمان الوحيد الذي تلقاه في الاتفاق الذي عقده معه في اسطنبول السفير الأميركي روبرت فورد لحضور «جنيف 2» وإجبار الأمم المتحدة على التراجع عن خطوتها.

ويبدو أن هذا الانجاز «الائتلافي» لم يشفع كثيرا له لدى «المجلس الوطني». فمبجرد أن أعلن «الائتلاف»، بعد سحب الدعوة الإيرانية، عزمه إرسال وفد إلى «جنيف 2»، أطلق «المجلس الوطني السوري»، وهو احد مكونات «الائتلاف»، رصاصة الانشقاق المنتظرة. وأعلن رئيسه جورج صبرا استقالة كتلة المجلس (23 عضوا) من جميع هيئات ومؤسسات «الائتلاف»، متهما اياه بنقض ميثاقه التأسيسي. ومن دون «المجلس الوطني»، الذي ينتظر ان يتعرض هو أيضا إلى انشقاقات بسبب الخلاف حول جنيف، يكون «الائتلاف» قد خسر 67 عضوا من 121، بعد خروج 9 مكونات من صفوفه تضم 44 عضوا قبل أربعة أيام.

الأسد يربط نجاح «جنيف2» بمكافحة الإرهاب

اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد، امس، أن القرار الأهم الذي يمكن أن يخرج به مؤتمر «جنيف 2» هو مكافحة الإرهاب، مشدداً على ان أي نتيجة سياسية ستخرج من المؤتمر من دون مكافحة الإرهاب لن يكون لها قيمة.

ورفض فكرة وجود وزراء من المعارضة في الخارج في حكومة انتقالية معتبراً أن «هذه الطروحات غير واقعية على الإطلاق، ونستطيع أن نتحدث عنها بصيغة النكتة أو المزاح».

وفي الشأن اللبناني، رأى الأسد أن ما يجري في المحكمة الخاصة بلبنان، والتي تنظر في قضية اغتيال رئيس الحكومة اللبناني السابق رفيق الحريري، «مسيّس ويهدف إلى الضغط على حزب الله».

وقال الأسد، في مقابلة مع وكالة «فرانس برس» في دمشق نشرت أمس، «الشيء البديهي الذي نتحدث عنه بشكل مستمر هو أن يخرج مؤتمر جنيف بنتائج واضحة تتعلق بمكافحة الإرهاب في سوريا»، مضيفاً أن «هذا هو القرار الأهم، أو النتيجة الأهم التي يمكن لمؤتمر جنيف أن يخرج بها، وأي نتيجة سياسية تخرج من دون مكافحة الإرهاب لن يكون لها أي قيمة»، مكررا دعوته إلى «الضغط على الدول التي تقوم بتصدير الإرهاب عبر إرسال الإرهابيين والمال والسلاح إلى المنظمات الإرهابية، لا سيما السعودية وتركيا، وطبعاً الدول الغربية التي تقوم بالتغطية السياسية لهذه المنظمات». وأشار إلى أن مؤتمر جنيف يمكن أن يكون «عاملاً مساعداً في عملية الحوار بين السوريين».

وحذر الأسد من أن عدم التوصل إلى قرار بمكافحة الإرهاب سيؤدي إلى انتشار الفوضى في الشرق الأوسط، معتبراً أنه «في أي معركة، تكون حسابات الربح والخسارة احتمالات واردة دائماً، ولكن عندما تدافع عن بلدك فمن البديهي أن تضع احتمالاً وحيداً، وهو احتمال الربح فقط، لأن خسارة سوريا لهذه المعركة يعني فوضى في كل منطقة الشرق الأوسط».

وحذر من أن «المعركة ضد الإرهاب تحتاج إلى زمن طويل»، مؤكدا في الوقت ذاته تحقيق تقدم فيها، إلا أن «هذا لا يعني أن النصر قريب». واشار الى ان الدولة تقاتل «طرفا واحدا هو المنظمات الإرهابية».

وكشف الأسد عن لقاءات حصلت في سوريا مع أجهزة استخبارات دول غربية عدة طلبت التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، إلا أن الجواب السوري كان أن «التعاون الأمني لا ينفصل عن التعاون السياسي، فالتعاون السياسي لا يمكن أن يتم عندما تتخذ هذه الدول مواقف سياسية معادية لسوريا».

من جهة ثانية، أكد الأسد أن هناك «فرصاً كبيرة» لترشحه للرئاسة في الانتخابات المقررة في حزيران المقبل، مضيفاً «بالنسبة إلي، لا أرى أي مانع من أن أترشح لهذا المنصب، أما بالنسبة إلى الرأي العام السوري، فإذا كانت هناك رغبة شعبية ومزاج شعبي عام ورأي عام يرغب بأن أترشح فأنا لن أتردد ولا لثانية واحدة بأن أقوم بهذه الخطوة». وتابع «بالمختصر، نستطيع أن نقول إن فرص الترشح هي فرص كبيرة».

وعما إذا كان الوضع الأمني سيسمح بإجراء الانتخابات الرئاسية بعد أشهر، قال الأسد إن «الطرق بين المناطق مفتوحة، وكل الناس تستطيع أن تتحرك، ويستطيع الأشخاص الذين يتواجدون في مناطق ساخنة أن يأتوا إلى المناطق المجاورة القريبة ويقوموا بعملية الانتخاب»، لافتاً إلى أن «هناك صعوبات، ولكنها ليست عملية مستحيلة».

ورداً على سؤال حول موافقته على وجود وزراء من المعارضة في الخارج في حكومة انتقالية، قال الأسد «لنفترض أننا وافقنا على مشاركة هؤلاء في الحكومة، فهل يجرؤون على المجيء إلى سوريا؟»، مضيفاً «هم يأتون إلى الحدود لمدة نصف ساعة ومن ثم يهربون من سوريا، فكيف يمكن أن يكونوا وزراء في الحكومة؟ هل يمكن أن يكون الوزير من الخارج؟ لذلك فإنّ هذه الطروحات غير واقعية على الإطلاق، نستطيع أن نتحدث عنها بصيغة النكتة أو المزاح». وأضاف أن «نأتي برئيس وزراء من المعارضة وهو لا يمتلك الأكثرية في البرلمان فهذا مناقض للمنطق السياسي في كل دول العالم»، مشيراً إلى أن «الانتخابات النيابية المقبلة ستحدّد الحجم الحقيقي لقوى المعارضة المختلفة».

وتابع: «المشاركة من حيث المبدأ، نحن معها وهي شيء جيد… لكن كل واحد من هؤلاء يمثل الدولة التي صنعته، ومشاركة هؤلاء تعني مشاركة هذه الدول في الحكومة السورية. والكل يعرف الآن أن بعض هذه الأطراف التي قد تجلس معنا لم تكن موجودة بل وجدت خلال الأزمة من خلال أجهزة الاستخبارات الأجنبية، سواء في قطر أو في السعودية، أو في فرنسا أو في الولايات المتحدة ودول غيرها، وعندما أجلس مع هؤلاء فأنا أفاوض تلك الدول. فهل من المعقول أن تكون فرنسا جزءاً من الحل السوري، أو قطر أو أميركا أو السعودية أو تركيا مثلاً؟ هذا الكلام غير منطقي». وشدد على أن «ثمة قوى سورية معارضة لديها أجندة وطنية، ويمكن أن نفاوضها حول الرؤية لمستقبل سوريا، ويمكن لهذه القوى أن تشارك معنا في إدارة الدولة السورية».

وحول تدخل «حزب الله» في القتال في سوريا، ذكّر الأسد بدخول «العشرات من الجنسيات من خارج سوريا للقتال فيها»، مشيرا إلى أن هؤلاء «اعتدوا على المدنيين في لبنان وخصوصا على الحدود السورية، وعلى حزب الله»، ومؤكداً في الوقت ذاته أن «خروج كل من هو غير سوري من الأراضي السورية هو أحد عناصر الحل». وأوضح أن ذلك سيكون ضمن «سلّة متكاملة تهدف إلى خروج المقاتلين وتسليم كل المسلحين، حتى السوريين منهم، سلاحهم إلى الدولة السورية».

من جهة أخرى، رأى الأسد أن ما يجري في المحكمة الخاصة بلبنان التي تنظر في اغتيال الحريري، «مسيّس ويهدف إلى الضغط على حزب الله». وقال «نحن نتحدث عن تسع سنوات من عمر هذه المحاكمة. هل كانت عادلة؟ كل مرة كانوا يتهمون طرفاً لأسباب سياسية. حتى في الأيام القليلة الماضية لم نر أي دليل حسي قُدّم حول الجهات التي تورطت في هذه القضية»، متسائلاً «ما هو سر هذا التوقيت؟ عمر هذه المحاكمة تسع سنوات. هل ما قدم منذ أيام كُشف فقط في هذه المرحلة؟». وأعرب عن اعتقاده بأن «كل ما يحصل هو مسيّس وهدفه الضغط على حزب الله في لبنان، كما كان في البداية هدفه الضغط على سوريا بعد اغتيال الحريري مباشرة». (لقراءة المقابلة كاملة على موقع «السفير» على الانترنت)

إلى ذلك، ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن الأسد زوّد الوفد الرسمي المكلف المشاركة في «جنيف 2» بتوجيهاته، وعلى «رأسها الارتقاء إلى مستوى التفويض الشعبي بآلامه وآماله، وذلك بالمحافظة على سيادة سوريا كما دائماً، ومنع ورفض أي تدخل خارجي أياً كان شكله أو مضمونه، وألا تنازل على الإطلاق عن الثوابت الوطنية السورية المعروفة، وأهمها الحفاظ على الوطن والشعب ووضع مصلحته فوق كل اعتبار».

وأكد الأسد أن «أي شيء يتم التوصل إليه لن يكتب له النجاح ما لم يحظ بقبول الشعب السوري»، موضحاً أن «أي حل سياسي يتطلب أولاً وقبل كل شيء وقف الإرهاب تماماً، والضغط على الدول الداعمة والراعية له بالامتثال للمواثيق والقوانين والشرائع الدولية التي تجرّم كل من يقدم أي شكل من أشكال المساعدة للإرهاب والتنظيمات الإرهابية».

وأكد الوفد أنه «ذاهب إلى جنيف حاملاً تطلعات الشعب السوري وتوجيهات الأسد للبدء بحوار سياسي كخطوة أولى باتجاه حوار سوري ـ سوري على الأرض السورية».

ويتألف الوفد السوري من 16 عضواً، ويترأسه وزير الخارجية وليد المعلم، ويضم وزير الإعلام عمران الزعبي والمستشارة الإعلامية والسياسية لرئيس الجمهورية بثينة شعبان كنائبين لرئيس الوفد، ونائب وزير الخارجية فيصل مقداد ومعاون الوزير حسام الدين الا، والسفير لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري. كما يضم الوفد رئيسة مكتب الإعلام والتواصل في رئاسة الجمهورية لونا الشبل، ومستشار وزير الخارجية أحمد عرنوس، ومدير مكتبه أسامة علي.

(ا ف ب)

داود أوغلو: أي اتفاق يتطلب إشرافًا أمميًا على الأرض

اعتبر وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، أمس، انه “في حال التوصل إلى اتفاق في جنيف 2، فإن الوجود الأممي على الأرض ضروري للمراقبة والإشراف على التنفيذ”.

وقال داود أوغلو، على هامش اجتماع للسفراء الأتراك في اضنة جنوب تركيا، إن “جميع أطياف الشعب السوري ستكون ممثلة حول طاولة مؤتمر جنيف 2، لأن المعارضة السورية تضم ممثلين عن العرب، والتركمان، والأكراد، والسنة، والمسيحيين، والنصيريين، والدروز”.

وأضاف: “إذا توفر الصدق، وكانت هناك إجراءات عقابية، وتقرر تشكيل هيئة حكم انتقالية، سيتحقق النجاح”، موضحا انه يقصد من “الإجراءات العقابية أن يكون هناك رادع لأي انتهاك للاتفاق ليمتنع المخل عن القيام بذلك”.

وتابع إن “البراميل المتفجرة تستخدم حاليا بسبب غياب العقاب عقب استخدام الكيميائي”، مضيفًا: “آن الأوان للأمم المتحدة أن تتحرك لإيقاف هذه المجزرة الطائفية”. واعتبر أنه “في حال كان موقف النظام السوري على غرار لتستمر المفاوضات، وأنا سأستمر بالهجمات بواسطة البراميل، ولا بد سأنهي المعارضة يوما، فإن النتيجة ستكون الفشل”.

وحول مواقف “حزب الاتحاد الديموقراطي” الكردي، قال داود أوغلو إن “الحزب اعتقد أن النظام السوري أصبح أقوى بعد استخدام السلاح الكيميائي، فشارك بشكل فعلي في الهجمات التي ينفذها. لو أن الحزب أوضح خياره، لكان الآن يستعد للذهاب إلى جنيف كمعارضة، إلا أنهم رأوا أن التعاون مع النظام أكثر فائدة، لهم فتابعوا التواصل معه”.

(“الاناضول”)

هيغ لـ”السفير”: توقعات “جنيف 2” منخفضة جداً

وسيم ابراهيم

الوجهة الأساسية لمؤتمر “جنيف السوري” هي نقل السلطة كاملة إلى “هيئة حكم انتقالية”. هذه هي الخلاصة التي ثابر على ترديدها وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي خلال اجتماعهم في بروكسل، أمس، وضمّنوها في بيانهم الختامي.

يجب أن يحدث انتقال السلطة من دون أي انتقاص يتعلق بالجيش أو بالاستخبارات، وترك المفاوضات لطرفي الصراع كي يتفقا على تقاسم مناصب “هيئة الحكم”.

حرص الأوروبيون، خلال اجتماعهم، على أن يصطفوا جميعاً في خندق “أصدقاء المعارضة”، بعدما تبنوا رؤية “الأصدقاء” الأحد عشر للانتقال السياسي. الشيء الوحيد الذي لم يكرروه صراحة يتمثل بمقولة أن لا دور للرئيس السوري بشار الأسد في مستقبل سوريا، لكنهم لمّحوا إلى ذلك عبر تأكيدهم أن أي انتخابات ستكون باطلة ما لم تجرِها “هيئة الحكم”.

كما كان معظم الوزراء حذرين إزاء إبداء تفاؤل بنجاح مؤتمر جنيف، ورددوا أنها عملية طويلة ومعقدة. مكافحة الإرهاب والتطرف مطلوبة أيضاً، لكنها لن تغير وجهة المؤتمر تلك. كما ذكر “حزب الله” للمرة الأولى بالاسم من ضمن المقاتلين الأجانب الذين دعاهم الأوروبيون إلى مغادرة سوريا “فورا”.

مؤتمر “جنيف الثاني” بهذه الطريقة هو “اختبار دولي” للنظام السوري. هذا ما قاله وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، ردا على سؤال لـ”السفير”، إذ اعتبر أنه “من المهم أن يتم تركيز الضوء على النظام، فالجميع دائما يطرحون أسئلة حول المعارضة، لكن ما الذي يستعد نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد للقيام به لإحداث الانتقال في سوريا، (ولإنشاء) هيئة حكم انتقالية تتشكل من النظام والمعارضة، وهو ما اتفقنا عليه في (مؤتمر) جنيف الأول”.

ورأى هيغ أنّ هذه الوجهة تشكل لحظة الحقيقة لعملية الانتقال السياسي، معتبراً أنه “حان الوقت لأن يتركز انتباه العالم على ما هم مستعدون القيام به، وهذا ما سيحدث إذا انعقد جنيف الثاني”. لكن مع ذلك، أقر رأس الديبلوماسية البريطانية بأن التسوية ستكون عملية طويلة ومعقدة، حيث قال إنّ “التوقعات منخفضة جدا، فالجميع يعرف أنها ستكون عملية صعبة للغاية. المعارضة والنظام سيأتيان بوجهات نظر متباعدة جدا”.

وكما كان متوقعا، عمل الأوروبيون على توفير أكبر مظلة دعم سياسي ممكنة للمعارضة السورية، قبل بدء معارك التفاوض. وفي البيان الختامي، الذي صدر عن اجتماع وزراء الخارجية أمس، أكدوا أن “الهدف من المؤتمر هو تشكيل هيئة حكم انتقالية، عبر تفاهم متبادل، مع سلطات تنفيذية كاملة، بما فيها على الامن والجيش والاستخبارات”.

واعتبر الأوروبيون أنّ أية محاولة لإعادة إنتاج السلطة عبر انتخابات يجريها النظام ستكون غير شرعية، معلنين أن “أية انتخابات في سوريا عليها أن تتم بناء على الإطار الذي يمثله إعلان جنيف”.

مصدر ديبلوماسي أوروبي، قريب من وزير خارجية بلاده وشارك في نقاشاته مع روسيا، لم يخف أن التعويل ينصبّ على موسكو وطهران لإرغام النظام على تحقيق الانتقال السياسي، موضحاً في حديثه لـ”السفير” أنه “في النهاية أنت تذهب لحلفاء من تريد التأثير عليهم، وتقول لهم ساعدونا كي ننجح العملية”. وقال المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته، “لدينا الإحساس بأن ايران وروسيا مستعدان في النهاية، وبطريقة ما، لدفع (الرئيس السوري بشار) الأسد كي ينقل صلاحياته إلى شخصية معينة، على ألا تكون من المناهضين له أو ممن يعملون ضده شخصيا”.

هذه القضية اعتبرها المصدر واضحة بين سطور البيان الأوروبي، وقال إنه “بالنسبة لمغادرة (الرئيس بشار) الأسد: إعلان جنيف واضح جدا في نقل الصلاحيات كاملة”. وأكد المصدر أن هناك تفاهماً منطقياً على عدم إعلان تسليم القيادة كشرط مسبق، موضحاً أنه “لا يمكنك أن تذهب إلى مفاوضات وتقول للوفد الذي أمامك، قائدك عليه أن يرحل. لا يمكن البدء بهذه الطريقة، بل خطوة خطوة”.

في سياق آخر، لفت المصدر إلى صعوبات كبيرة تحيط بإمكانية تحقيق وقف إطلاق النار، مشيراً خصوصاً إلى “كثرة اللاعبين على جبهة المعارضة، من جهاديين وإسلاميين وجيش حر”. لكنه ركز على أهمية عمل موسكو وواشنطن، واصفاً ما حققتاه، من اتفاق الكيميائي إلى إقامة “مؤتمر جنيف”، بأنه “إنجاز ممتاز جاء نتيجة تعاون مكثف وفعال”.

وتأكيدا لهذا المنحى، قال وزير الخارجية الاسباني، خوسيه مانويل غارسيا مارغايو لـ”السفير” إنّ المؤتمر هو بداية المسير باتجاه “الهدف النهائي: إنهاء هذه الكارثة الإنسانية، وإطلاق عملية تفاوضية كي نحصل على دستور وانتخابات حرة، وسوريا حرة لكل السوريين”.

في أفضل الأحوال، فإنّ معظم وزراء الخارجية أبدوا قلة تفاؤل. استعداد وزير الخارجية البلجيكي ديديه ريندرز للمشاركة في افتتاح المؤتمر لم يمنعه من القول ردا على سؤالنا إنه “متشائم جدا حول الحل السياسي”. أما سبب هذه القتامة فيرده إلى طرفي الصراع، ويبرره بالقول “لأنني متأكد من أنه سيكون من الصعب جدا تنظيم عملية انتقالية مع النظام، وبموافقة الجميع من جانب المعارضة”. برغم هذا الواقع، يشدد الوزير البلجيكي على أهمية إجراءات بناء الثقة، من فتح الممرات الإنسانية وتبادل المعتقلين وتحقيق وقف ولو جزئياً لإطلاق النار. إنها مجرد بداية برأيه، ولإنجاحها يدعو رعاة المؤتمر إلى إقفال الأبواب على المتفاوضين.

وأوضح “لا أريد أن أقول ما الذي يمكن لهذا أو لذاك فعله. مهمة المجتمع الدولي هي الحفاظ على الطرفين حول الطاولة، لفترة أسبوع أو ربما أسبوعين في جنيف”.

كرر الأوروبيين بدورهم، في البيان، أهمية إجراءات الثقة، واعتبروا أن تطبيقها، إضافة لكونه يحقق إفادة مباشرة للسكان المحليين، لكنه أيضا “يرفع حظوظ نجاح المؤتمر”.

ومن باب مؤازرة المعارضة، انتقد الأوروبيون بلهجة حادة، تشبه لهجة المعارضة نفسها، النظام السوري وما وصفوه بعملياته العسكرية في المدن السورية، من الغارات الجوية والقصف بصواريخ “سكود” والبراميل المتفجرة، معتبرين أنه “يتحمل المسؤولية الأولى عن الصراع، وأفعاله على الارض تقوض الإمكانية لقيام انتقال سياسي حقيقي وتغذي التطرف”.

لكن هذا الأمر لم يمنع من تقديم تحذير بشأن خطر “التطرف”. فعبّر الأوروبيون في بيانهم عن “القلق من انتشار التطرف والمجموعات المتطرفة، بما فيها تنظيما الدول الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة”، لافتين إلى أن مدى خطرهم يتجاوز الحدود، على اعتبار أن “مشاركتهم في الصراع تشكل تهديداً لعملية السلام ولوحدة الأراضي السورية وللأمن الإقليمي والدولي”.

وفي مكان آخر، دعا الاتحاد الأوروبي “جميع المقاتلين الأجانب، بمن فيهم حزب الله، للانسحاب فورا”. وهي المرة الأولى التي يشار فيها إلى “حزب الله” بالاسم، كجزء من الاستجابة للمعارضة والتصعيد الشامل ضد النظام.

لكن في السياق نفسه، شجع الأوروبيون دول الجوار السوري على “اتخاذ الإجراءات المناسبة لمنع تدفق المقاتلين الأجانب إلى سوريا ومنها”، معبّرين عن استعدادهم “للانخراط مع الدول المعنية للتعامل بفعالية مع الإرهاب وتمويل تدفقات المقاتلين الأجانب”.

واحتلت دعوة إيران للمشاركة في مؤتمر “جنيف 2” حيزاً مهماً من تصريحات الوزراء. فوزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون لم تعر أهمية كبيرة لاعتراضات “الائتلاف الوطني” المعارض. وقالت ردا على سؤال لـ”السفير” إنه “يعود إلى الأمم المتحدة و(المبعوث الدولي إلى سوريا) الأخضر الإبراهيمي أن يقرر من يحتاج أن يكونوا في المؤتمر، وهو من يزن كل العناصر المختلفة حول هذا الأمر”. واعتبرت آشتون أن “الجزء الأكثر أهمية هو ما يحدث بعد ذلك، بعد أن تنتهي جميع الخطابات ويبدأ الأخضر الابراهيمي عمله، وسأدعمه أيا كان خياره”.

أما وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ فقال إنه يريد من إيران أن تسمع العالم وليس فقط الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أنها ملتزمة بأساس مؤتمر “جنيف 1” وإلا فستكون مشاركتها “خطرا على كامل عملية جنيف”. وأكد هيغ أنه سيتصل بنظيره الإيراني محمد جواد ظريف لمواكبة الجهود المبذولة في نيويورك من أجل “حل هذه القضية”.

وحول النقاش بشأن مشاركة ايران، قال وزير الخارجية السويدي كارل بيلدت ردا على سؤال لـ”السفير” إن “كل من يلعب دورا مهما أو ذا صلة يجب أن يكون حول الطاولة”، وأضاف متهكما ممن يرفض حضور طهران “نصنع السلام بين الأعداء، فلا تحتاج إلى مؤتمر لصنع السلام بين الأصدقاء”.

سفير الائتلاف في واشنطن: صور عمليات التعذيب تشكل دليلا من أجل التدخل الانساني

واشنطن- الأناضول: أوضح سفير الائتلاف السوري المعارض في الولايات المتحدة، نجيب الغضبان، أن الصور التي نشرتها وكالة الأناضول حول جرائم الحرب في سوريا، والتي تظهر عمليات التعذيب التي تمارسها الحكومة السورية ضد المعارضين تشكل دليلا من أجل التدخل الانساني في سوريا.

وأضاف الغضبان في تصريح لمراسل الأناضول، أن الصور والأخبار التي نشرتها الوكالة تظهر مدى الفظائع التي يرتكبها النظام السوري على مدى ثلاثة سنوات، والتي ذهب بها إلى أبعد الحدود، مشيرا أنهم سيبرزون هذه الصور في مؤتمر (جنيف 2) “وسيعملون بجد لتكون هذه الصور سببا في تغيير بعض الأمور، وخاصة فيما يتعلق بقائمة المسؤولين عن ارتكاب هذه الفظائع″.

وكانت الأناضول قد نشرت الاثنين قسما من حوالي 55 ألف صورة تظهر تعرض المعتقلين للتعذيب، وهم موثوقوا الأيدي والأرجل، مع وجود حالات خنق متعمد، بواسطة أسلاك، وتعتبر هذه الصور أدلة مباشرة لعمليات التعذيب والقتل الممنهج التي يقوم بها النظام السوري، وتشكل أدلة دامغة لإدانته بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

ويشار أن مصدر الصور عنصر خدم 13 عاماً في سلك الشرطة العسكرية التابعة لنظام الأسد، وتمكن بالتعاون مع عدد من أصدقائه من التقاط 55 ألف صورة، لـنحو11 ألف حالة تعذيب ممنهج حتى الموت، قامت بها قوات النظام على مدار عامين ضد معتقلين لديها.

المجلس الوطني السوري يعلن انسحابه رسمياً من الائتلاف على خلفية مشاركته في جنيف2

علاء وليد- الأناضول: أعلن “المجلس الوطني السوري” الثلاثاء، انسحابه من “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية”، الذي يشكل الكتلة الأكبر فيه، ويعتبر أبرز مؤسسيه، وذلك على خلفية موافقة الأخير على المشاركة في (جنيف2) المقرر أن يبدأ مباحثاته الاربعاء، في مونترو السويسرية بدعم أمريكي روسي بهدف إيجاد حل سياسي للأزمة السورية.

وفي بيان أصدره، وحمل توقيع رئيسه جورج صبرا، أعلن المجلس الوطني انسحابه من الائتلاف بجميع هيئاته ومؤسساته بعد موافقة الأخير على المشاركة في مؤتمر جنيف2، كون ذلك يعد “إخلالا بوثيقة التأسيس التي بني عليها”، في إشارة إلى مبدأ عدم الدخول في أي حوار مع النظام.

واعتبر المجلس أن انسحابه يأتي تنفيذاً لقراري أمانته العامة في اجتماعها المنعقد بتاريخ 11 و12 أكتوبر/ تشرين الأول 2013، والذي نص الأول منهما على رفض المشاركة في مؤتمر جنيف2، ونص الثاني على الانسحاب من الائتلاف بحال قرر المشاركة في المؤتمر.

وبانسحاب المجلس الوطني الذي يضم حوالي 25 عضواً من بين أعضاء الائتلاف البالغ عددهم 121 عضواً، وانسحاب 44 عضواً آخرين مطلع الشهر الجاري على خلفية الخلاف على المشاركة في (جنيف2)، فإن الائتلاف خسر أكثر من نصف عدد أعضائه ويواجه خطر “الانفراط”.

أردوغان: أيها العالم هل ستبقى صامتا بعد كل هذا حيال ما يحدث في سوريا؟

بروكسل- الأناضول: قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، “أيها العالم هل بعد كل هذا سيبقى الصمت هو سيد الموقف عندكم، حيال سوريا التي قُتل فيها 150 ألف إنسان؟، لقد اصبحا مضطرين للتعاون معا ضد هذه الوحشية والعنف، وعلى الغرب أن يُعلي من صوته حيال هذا الأمر”.

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها رئيس الحكومة التركية، من الفندق الذي يقيم به بالعاصمة البلجيكية بروكسل، التي وصلها في وقت متأخر مساء الاثنين، في مستهل زيارة رسمية للبلاد، لإجراء مباحثات مع المسؤولين هناك، والتي تطرق فيها إلى ما تم تسريبه بالأمس من صور ومقاطع فيديو عن عمليات تعذيب وعنف تمت داخل سجون النظام السوري، والتي سربها أحد جنود النظام الذين انشقوا عنه مؤخرا.

وأضاف أردوغان قائلا “بالأمس القريب شاهد العالم أجمع عبر شاشات التلفاز ووكالات الأنباء، المدى الذي وصلت إليه الوحشية في سوريا، شاهد عشرات ألاف من الأشخاص، مقتل 150 ألف إنسان في سوريا، ما بين رجال ونساء وأطفال وشيوخ”.

ولفت أردوغان إلى انعقاد مؤتمر جنيف 2 للسلام غدا الأربعاء في سوريا، مناشدا العالم أجمع إلى استغلال هذا المؤتمر لاتخاذ موقف ضد النظام السوري يساوي حجم المجازر التي تظهر أدلتها بين الحين والآخر مما يؤكد وحشية النظام السوري في قمعه للمعارضين.

ومضى قائلا “على مؤتمر جنيف 2 أن يكون له صوت معارض للمجازر التي تتم بحق الإنسانية والبشرية في سوريا، لأن الصور التي ظهرت مؤخرا توضح كيف قُتل عشرات الألاف من الأشخاص ما بين أطفال ورجال وغيرهم من قبل النظام السوري”.

وذكر أن تركيا بها الآن ما يقرب من 700 ألف لاجئ سوري، لبنان بها مليون، فضلا عما يقرب من 600 ألف آخرين في الأردن، مؤكدا التزام بلاده بفتح أبوابها لجميع اللاجئين السوريين الراغبين في العبور إلى أراضيها.

شدد على أن تركيا بسياسة الباب المفتوح التي تتبعها منذ بدء الأحداث السورية، ستظهر مدى حب الضيافة لديها، ومدى حرصها على الوقوف بجانب المظلومين والضحايا.

ومن جانبه، قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، “لقد شاهدنا مجددا مدى بشاعة جرائم النظام السوري، ضد شعبه، ولو كان للإنسانية ضميرا، ما لزم العالم بعد الآن الصمت حيال على أكبر مجازر القرن الحادي والعشرين. التي ترتكب في سوريا”

جاء ذلك في تدوينة نشرها الوزير التركي، عبر حسابه على موقع التدوينات المصغرة (تويتر)، حول ما تم تسريبه مؤخرا من صور فوتوغرافية ومقاطع فيديو، عن عمليات تعذيب وقتل لأكثر من 10 ألاف شخص قضوا جراء تلك العميات في سجون النظام السوري.

وشدد الوزير التركي على ضرورة تحرك المجتمع الدولي والقادة والمثقفون، من أجل تحقيق مستقبل مشرف لسوريا، لافتا إلى أن مؤتمر جنيف 2 الذي من المنتظر أن ينعقد غدا الأربعاء 22 يناير، له هدف واحد فقط هو العمل على بدء مرحلة انتقالية في البلاد.

ومضى قائلا “فهدف ذلك المؤتمر هو البدء الفوري في مرحلة انتقالية، وتخليص سوريا والإنسانية من نظام يداه ملطختان بالدماء”، مضيفا “وكل من شارك في تلك الجرائم التي تُرتكب ضد الإنسانية، أو صمت حيالها، سيخضعون يوما ما لمسأءلة التاريخ وضمير الإنسانية”.

الغارديان: مسؤولون سوريون قد يواجهون اتهامات بجرائم حرب

لندن- (رويترز): قالت صحيفة الغارديان البريطانية نقلا عن ثلاثة محامين إن مسؤولين سوريين قد يواجهون إتهامات بجرائم حرب بعد أن انشق مصور بالشرطة العسكرية السورية وقدم أدلة تظهر قتلا منظما لأحد عشر ألف معتقل.

وستزيد الصور الضغوط على الرئيس السوري بشار الأسد الذي تقول الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون انه ارتكب جرائم حرب ضد شعبه. وينفي الاسد تلك الاتهامات ويقول انه يقاتل “ارهابيين”.

لكن الادلة التي قدمها المنشق والتي تسجل وفيات اشخاص كانوا قيد الاعتقال في الفترة من مارس اذار 2011 حتى اغسطس اب 2013 تظهر جثثا هزيلة ملطخة بالدماء عليها اثار تعذيب.

وظهرت بعض الجثث بلا أعين. وظهرت على جثث اخرى علامات على الشنق أو الصعق بالكهرباء.

وقال تقرير الصحيفة ان الصور الفوتوغرافية والملفات جرى تهريبها من سوريا وقدمها مصور بالشرطة العسكرية السورية طلب الاشارة اليه باسم “قيصر”.

وقالت الغارديان ان المحامين الثلاثة- وهم ممثلو ادعاء سابقون بالمحاكم الجنائية ليوغوسلافيا السابقة وسيراليون- فحصوا الادلة وقابلوا المصدر الذي بعث اليه “قيصر” بالصور والملفات في ثلاثة جلسات على مدى الايام العشرة الماضية. واضافت انهم وجدوه جديرا بالتصديق.

وقالت الصحيفة ان فريق التحقيق قال انه مقتنع بانه توجد “أدلة واضحة… على تعذيب ممنهج وقتل لاشخاص معتقلين بواسطة عملاء الحكومة السورية. وهي ستدعم نتائج عن جرائم ضد الانسانية وقد تدعم ايضا نتائج عن جرائم حرب بحق النظام السوري الحالي”.

اكثر من 18 قتيلا في قصف مخيم نازحين في درعا بالطائرات وتفجيرين في باب الهوى

الامم المتحدة تسحب دعوة ايران لجنيف 2.. والائتلاف يعلن مشاركته بالمؤتمر

عواصم ـ ‘القدس العربي’ ـ وكالات: قرر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون مساء امس الاثنين استبعاد ايران من حضور مؤتمر جنيف-2 حول الازمة السورية والذي يبدأ الاربعاء في سويسرا، وذلك بعد اقل من 24 ساعة على دعوتها.

وقال المتحدث مارتن نسيركي ان بان كي مون “قرر ان يعقد اجتماع اليوم الواحد في مونترو (سويسرا) من دون مشاركة ايران”، مبررا هذا القرار برفض ايران دعم تاليف حكومة انتقالية في سوريا كما ينص اعلان جنيف-1 الذي صدر في 30 حزيران/يونيو 2012.واوضح نسيركي ان “مسؤولين ايرانيين كبارا كانوا اكدوا للامين العام ان ايران تتفهم وتؤيد قاعدة المشاورات وهدف المؤتمر” اي “تشكيل حكومة انتقالية في سوريا تتمتع بسلطات تنفيذية كاملة”. لكن الحكومة الايرانية التي تدعم الرئيس بشار الاسد اعلنت لاحقا الاثنين ان مشاركتها في المؤتمر ينبغي ان تكون غير مشروطة، ما دفع المعارضة السورية الى التهديد بعدم المشاركة في جنيف-2. واضاف المتحدث ان بان كي مون اصيب “بخيبة امل كبيرة لتصريحات ايران والتي لا تنسجم البتة مع الالتزام” الذي اعلنه المسؤولون الايرانيون خلال اتصالاتهم معه.

وتابع ان بان “لا يزال يحض ايران على الانضمام الى التفاهم الدولي حول تاييد اعلان جنيف، وكون (ايران) اختارت البقاء خارج هذا الاتفاق الاساسي، قرر ان يعقد اجتماع اليوم الواحد في مونترو من دون مشاركة ايران”.

ورحب الائتلاف السوري المعارض مساء الاثنين بسحب الامين العام للامم المتحدة دعوته ايران الى مؤتمر جنيف-2، مؤكدا مشاركته في المؤتمر الذي تبدأ اعماله الاربعاء. وجاء في بيان للائتلاف “يرحب الائتلاف الوطني السوري بقرار السيد الأمين العام للأمم المتحدة بسحب الدعوة المرسلة لإيران كونها لم تستوف شروط المشاركة في هذا المؤتمر”، مشيرا الى انه “يؤكد مشاركته في مؤتمر جنيف-2 الهادف لتحقيق الانتقال السياسي” في سوريا.

 وحرص نسيركي على التذكير بان الامم المتحدة حاولت “ان يكون جميع من يستطيعون المساهمة في نجاح عملية السلام في سوريا حاضرين في مونترو”.

وخلص الى ان امام “اطراف (النزاع) والمنطقة والمجتمع الدولي فرصة و(يتحملون) مسؤولية وضع حد للعنف والبدء بعملية انتقالية نحو سوريا جديدة”.

كما رحبت الولايات المتحدة بسحب الامم المتحدة دعوة الي ايران لحضور محادثات بشان سوريا وقالت انها متفائلة بان جميع الاطراف يمكنهم اعادة تركيز جهودهم على انهاء الحرب الاهلية السورية.

وقالت الامم المتحدة في وقت متأخر امس الاثنين انها سحبت عرضا الي ايران لحضور المحادثات التي ستعقد في سويسرا في 22 يناير كانون الثاني بعد ان أخفقت طهران في دعم خطة تم الاتفاق عليها في 2012 لانتقال سياسي في سوريا.

وقالت جين بساكي المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية في بيان “يحدونا الامل بانه في اعقاب الاعلان فإن جميع الاطراف يمكنها الان ان تعود للتركيز على المهمة المباشرة وهي ايجاد نهاية لمعاناة الشعب السوري وبدء عملية نحو انتقال سياسي طال تأجيله.” واضافت ان الهدف من المؤتمر هو تنفيذ خطة 2012 لاقامة عملية انتقال سياسي في سوريا.

وفي انعكاس لانقسام المعارضة حول المؤتمر، اعلن المجلس الوطني السوري انسحابه من الائتلاف بعد قرار الاخير المشاركة في جنيف-2.

وكانت المعارضة اعلنت في وقت سابق امس تراجعها عن المشاركة في المؤتمر في حال لم يسحب الامين العام دعوته لايران، مشترطا اقرار طهران بمبدأ تشكيل حكومة انتقالية في سوريا لحضور المؤتمر. واعترضت دول داعمة للمعارضة السورية، ابرزها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والسعودية، على دعوة ايران ابرز الحلفاء الاقليميين للنظام السوري، معللة ذلك برفضها لبيان جنيف-1 ومبدأ تشكيل حكومة انتقالية. واتفقت “مجموعة العمل حول سوريا” التي تضم الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن وتركيا والامم المتحدة وبعض الدول العربية، على تشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات كاملة في سوريا، وذلك في بيان اصدروه في جنيف في 30 حزيران/يونيو 2012. ولم يتطرق هذا البيان الى مصير الرئيس بشار الاسد الذي تصر المعارضة على رحيله وكل اركان نظامه، كجزء من اي حل سياسي للازمة المستمرة منذ منتصف آذار/مارس 2011. الا ان المعارضة نفسها واجهت تباينات حادة في الرأي حول المشاركة في جنيف-2، ولم تتوصل الى قرار نهائي بذلك الا قبل ايام من المؤتمر الذي يبدأ اعماله في 22 كانون الثاني/يناير في مونترو ويستكملها في جنيف. واعلن المجلس الوطني “انسحابه من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بجميع هيئاته ومؤسساته. وبالتالي لم يعد للمجلس الوطني السوري علاقة بالائتلاف، وليس له أي ممثل له فيه”.

وميدانيا أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية، أن طائرة حربية تابعة لقوات النظام، قصفت مخيما للنازحين في مدينة درعا، مما أدى الى مقتل 8 أشخاص، بينهم 4 أطفال، وجرح 15 آخرين .

وأفادت الهيئة في بيان لها، أن القصف طال المخيم الذي يقطنه نازحون هربوا من نيران المعارك في مدينة درعا جنوب البلاد.

وسقط 10 قتلى وعشرات الجرحى، في تفجيرين متتالين بفارق 5 دقائق، قرب ‘معبر باب’ الهوى الحدودي في الجانب السوري، المقابل ‘لمعبر ‘جيلفه غوزو’ التركي.

الائتلاف يزيح إيران ويربح جنيف

أنهى الائتلاف السوري لقوى المعارضة السجال الدائر منذ أشهر حول مشاركة إيران في مؤتمر “جنيف 2″، الذي سيعقد غدا الأربعاء.

الائتلاف نجح في سابقة، هي الأولى من نوعها، وأجبر الأمم المتحدة على الامتثال لمطلبه بسحب دعوة إيران لحضور مؤتمر “جنيف 2″، بعدما هدد بالامتناع عن الحضور وأمهل الأمين العام للأم المتحدة بان كي مون، 6 ساعات لسحب دعوة إيران.

 وكان أول موقف من طهران بعد تهديد الائتلاف، بان كي مون، صدر عن الناطق باسم مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة، علي يوسفي، عندما نشر تغريدة على حسابه الشخصي في موقع “تويتر” قال فيها “إيران لن تقبل شروطا مسبقا، ولن تشارك في مؤتمر جنيف2”.

 وفور إعلان المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة عن سحب دعوة لإيران، أعلن الائتلاف رسمياً حضوره في “جنيف 2″، في حين رحبت الولايات المتحدة بقرار بان كي مون.

 لكن قراراً آخر ملفتاً صدر على الفور من المجلس الوطني السوري، إذ أعلن في بيان له انسحابه من الائتلاف السوري المعارض.

 وقال البيان “يعلن المجلس الوطني السوري انسحابه من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بجميع هيئاته ومؤسساته .

وبالتالي لم يعد للمجلس الوطني السوري علاقة بالائتلاف ، وليس له أي ممثل له فيه”.

 قرار المجلس الوطني، وبحسب البيان، يأتي “استناداً إلى أن قرار المشاركة في جنيف ٢ يخل بوثيقة التأسيس التي بني عليها الائتلاف وينقض التزاماتها التي كان المجلس الوطني السوري الفريق الأول في إطلاقها وتوقيعها”.

على أوباما التلويح بضربات عسكرية ضد النظام السوري و’القاعدة’ في حال فشل المؤتمر ومنشق عن ‘داعش’: ما يحدث في سوريا ليس جهادا

إبراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’ لا يخلو تقرير صحافي في الإعلام الأوروبي من التحذير من خطر سوريا وتحولها لقاعدة للجهاديين من تنظيم ‘القاعدة’، ففي تقرير لصحيفة ‘دايلي تلغراف’ يوم أمس حذر فيه من قيام ‘القاعدة’ في سوريا بتدريب جهاديين من أوروبا.

ويعكس التقرير المخاوف الأوروبية من تحول سوريا إلى مشكلة أمنية، ويخشى أن يتسيد الموضوع الأمني مناقشات جنيف 2 الذي سيفتتح أعماله يوم غد الأربعاء في مونترو- السويسرية.

ونقلت ‘تلغراف’ عمن قالت إنه منشق عن الدولة الإسلامية في العراق والشام ‘داعش’قوله إن ما يحدث في سوريا ليس جهاداً، وتحدث عن قيام أعضاء التنظيم بقتل المسلمين.

ونقلت عن المنشق واسمه مراد والذي درس الحقوق بجامعة حلب، قوله في مقابلة أجرتها معه على الحدود التركية مع سوريا، إن ‘تنظيم القاعدة يدرب المئات من الجهاديين البريطانيين والأوروبيين في سوريا، لإنشاء خلايا إرهابية بعد عودتهم من هناك إلى بلادهم’.

تلقين الأفكار

وأضاف (مراد) أن المتطوعين من بريطانيا وأوروبا والولايات المتحدة ‘يلقنون الأفكار المتطرفة المعادية للغرب، ويدربون على كيفية إعداد السيارات المفخّخة وتفجيرها ويتعلمون كيفية وضع الأحزمة الناسفة، ومن ثم يعودون إلى بلادهم لإنشاء خلايا إرهابية جديدة’.

وتحدث مراد عما سماه عملية غسيل دماغ للمقاتلين الأجانب الذين جاءوا للقتال والمساعدة على الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وأشار مراد أن هؤلاء يتفاخرون فيما بينهم حول العمليات الإرهابية في نيويورك وواشنطن في 11/9/2001. وقال مراد إن ‘المجاهدين البريطانيين والفرنسيين والأمريكيين يتحدثون فيما بينهم عن الأماكن التي يريدون تفجيرها في أوروبا و أمريكا.

وقال إن ‘المجاهدين البريطانيين والفرنسيين والأمريكيين يتحدثون عن الأماكن التي يريدون تفجيرها، ويأمل الأمريكيون باستهداف البيت الأبيض’.

وأكد مراد في حديثه مع الصحافية روث شيرلوك في منطقة غازي عينتاب أن المشاعر المعادية للغرب منتشرة في أوساط الجهاديين الأجانب في سوريا’. وقال إن قادة داعش ناقشوا عمليات مهاجمة أهداف غربية وإرسال عدد من المقاتلين إلى اوروبا لنشر أفكار الجهاد. وقال مراد إن جميع مقاتلي داعش يتقنون عمليات إعداد السيارات المخفخة وتركيب الأحزمة الناسفة. و’هذه من أول الأساليب التي يتلقاها المتطوعون’ حسب قوله، مشيرا إلى أن هناك عدة أنواع من الأحزمة الناسفة يلبسها المقاتلون في المعارك لتجنب الإختطاف أو الإعتقال.

وعن أسباب انشقاقه قال مراد إنه لم يوافق على أوامر أمير جماعته لقتال الجماعات المسلحة الأخرى باعتبارهم كفارا. وأضاف أن داعش هاجمت الجماعات المقاتلة بمن فيهم مقاتلو الجيش الحر.

ولكن ما دفعه للخروج عن داعش أو ‘القشة التي قصمت ظهر البعير’ شخص إسمه سلطان الشامي، من مدينة دمشق.

وكان الشامي قد انشق عن الجيش السوري وتحول الى ناشط إعلامي معارض للنظام. ولكن داعش اختطفته وقتلته، مما دفع بمراد للفرار لتركيا.

وخلص مراد في النهاية لحقيقة وهي أن ما يجري في سوريا من قتال ليس ‘جهادا’ وما تقوم به داعش هو قتل السوريين لا حمايتهم. وحمل مراد معه رسالة للمتطوعين لسوريا وهي الدعوة لهم بأن لا يأتوا لبلده وإلا سيجدوا أنفسهم يقتلون إخوانهم المسلمين.

خطر من العائدين

ويعكس التقرير مخاوف الأجهزة الأمنية الغربية وكشفت صحيفة ‘وول ستريت جورنال’ عن لقاءات بين مسؤولين أوروبيين أمنيين ومسؤولين سوريين. ويقدر المركز الدولي لمراقبة التشدد عدد المقاتلين الأوروبيين في سوريا بما يقرب من ألفين. ويعتقد أن عدد البريطانيين يصل الى 500.

وكان وزير الداخلية الفرنسي قد حذر من التهديدات التي يمثلها العائدون من سوريا مشيرا إلى أنها ‘الخطر الأكبر الذي سنواجهه في السنوات المقبلة’.

وقال مانويل فالز في تصريحات تلفزيونية يوم الأحد ‘نحن الفرنسيون والأوروبيون قد نغمر بهذه الظاهرة ذات الحجم الكبير’.

وكان الوزير الفرنسي يتحدث بعد الكشف عن سفر صبيين عمرهما 15 عاما للمشاركة في القتال في سوريا، ويعتبران الأصغر عمرا ممن سافروا إلى هناك منذ اندلاع الإنتفاضة عام 2011. وحملت تصريحات الوزير الفرنسي حسّاً من القلق الكبير حيث قال إن الظاهرة هذه تسارعت في الأسابيع الماضية. وقال إن الإستخبارات الفرنسية تعتقد بوجود 700 متطوع من فرنسا في سوريا حاليا.

وقال ‘هذه ظاهرة تؤثر على كل الدول الأوروبية’، وأن الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند طلب منه شخصيا وضع خطة لوقف ما سماه ‘الرحيل الجهادي’.

وكان أولاند قد قال الإسبوع الماضي إن فرنسا تشهد موجة من التجنيد لم تشهدها في حروب سابقة مثل أفغانستان ومالي والعراق.

ونقلت مصادر صحافية بريطانية عن مسؤول شرطة أسكتلند يارد، ريتشارد والتون قوله إن هناك إشارات عن تكليف عائدين تنفيذ هجمات في بريطانيا. وتقول صحيفة ‘إندبندنت’ إن التهديد ليس مقصورا على أوروبا فقط بل ويشمل الولايات المتحدة وكندا واستراليا.

الخطر السوري

وفي هذا السياق كتب خافيير سولانا، المفوض السابق في الإتحاد الأوروبي للشؤون الأمنية عن الإشكالية في ضوء مؤتمر جنيف 2 الذي سيبدأ جلساته غدا في منتجع مونترو، قائلا إن التحديات المفروضة على المشاركين كبيرة فيما يتعلق بسوريا وبجيرانها الذين يئنون تحت وطأة ملايين اللاجئين الذين فروا الى أراضيهم.

وقال سولانا في مقال نشره موقع ‘بروجيكيت سينديكت’ إن ما بدا وكأنه وجه جديد في الربيع العربي عام 2011 تحول إلى أسوأ نزاع يشهده القرن الحالي حتى الآن، وما زاد من سوء الوضع هو انقسام المجتمع الدولي حول سبل الحل. ففي الوقت الذي اتسمت فيه سياسة روسيا الداعم الرئيسي للرئيس السوري بشار الأسد بالتماسك، بدا الغرب مشتتا وغير منسجم مع مواقفه، وظلت الدول الأوروبية والولايات المتحدة مترددة فيما يتعلق بأهدافها وعلاقتها بالصراع، وهذا على خلاف مواقف كل من تركيا وقطر والسعودية التي قدمت الدعم الدائم للمقاتلين المعارضين لنظام الأسد الذي حصل بدوره على دعم إيران ووكيلها في المنطقة حزب الله.

وذكر سولانا أن الحرب الأهلية في سوريا قد تحولت لنزاع جيوسياسي معقد وفتحت الباب لتوسع الشق السني- الشيعي، والذي يقف وراء الصراع الإقليمي بين السعودية وإيران في المنطقة. ويعتقد سولانا أن تحول عناصر في المعارضة السورية إلى التشدد قد عقد من الوضع، وشبك كل قضية مع أخرى مثل الدمية الروسية ‘ماترويوشكا’ حيث انقسمت جماعات المعارضة على نفسها وقاتلت فصائل المعتدلين المتطرفين من عناصر القاعدة. وأضاف سولانا أن مخاطر التشدد تنتشر الآن في كل أنحاء العالم ‘وأصبحت سوريا مشكلة أمنية عالمية’.

وقال إن القلق على ما يبدو تحول إلى هزيمة القاعدة بدلا من الإطاحة بالأسد. وعلق قائلا إن المنطقة تعيش اضطرابا ووجود هذه الجماعات المرتبطة بالقاعدة يشكل خطرا على كل شخص.

ويضيف أن المخاطر التي تواجه مؤتمر جنيف-2 كبيرة سواء فيما يتعلق بالمعارضة ومن يمثلها أو النظام الذي يريد تحول المؤتمر لمنبر يناقش وجود العناصر المتطرفة في داخل المعارضة أو ‘الإرهابيين’.

ويرى سولانا أنه على الرغم من معارضة السعودية والمعارضة فالولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي يبدو أنهما ميالان لضم إيران للمحادثات خاصة بعد التقدم الذي تم في تطبيق الإتفاق النووي الذي تم الإتفاق عليه في تشرين الثاني/نوفمبر العام الماضي.

ويرى أن أهم أولوية من أولويات جنيف-2 يجب أن تركز على وقف إطلاق النار، فهذه هي الطريقة الوحيدة لإنهاء معاناة السوريين وإعادة بلدهم لهم ومنحهم فرصة وبناء مستقبل آمن.

دبلوماسية القوة

وفي الموقع نفسه كتبت آن ماري سلوتر عن الموضوع نفسه وهو تدفق مئات من الأوروبيين للقتال في سوريا، كمظهر من مظاهر أثر سوريا على الوضع الجيوسياسي، مشيرة أيضا لمخاوف من انهيار الحدود القديمة التي رسمها الإستعمار فيما بعد الحرب العالمية الأولى.

ودعت سلوتر والتي عملت سابقا في الخارجية الأمريكية وتعمل حاليا محاضرة في جامعة برنستون إلى تغيير المعايير والحوافز للمشاركة في المؤتمر، فالأطراف الرئيسية سعى كل واحد منها قبل المؤتمر لتعزيز فرصه في المفاوضات من خلال تحقيق انتصار.

ويجب أن يتم التركيز بدلا من هذا على استعداد الأطراف لتسهيل المهام الإنسانية، وإنهاء جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك وقف تجويع المدنيين واستهداف الطواقم الطبية. ويجب على الأمم المتحدة التأكيد على مبدأ المسؤولية وحماية المدنيين، وفي حالة لم تلتزم الحكومة السورية بهذا المبدأ فإنها تفقد شرعيتها كمشاركة في الحكومة الإنتقالية. ودعت الكاتبة المجتمع الدولي إعادة النظر في قواعد انخراطها في سوريا، فلم يعد الموضوع متعلقا بأزمة داخلية بل بحرب تهدد استقرار المنطقة.

ولم يعد بإمكان الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن التذرع بمبررات أن الحرب في سوريا هي صراع أهلي. وترى الكاتبة أن ما يمكن للرئيس باراك أوباما وضعه على طاولة المفاوضات هو التهديد باستخدام القوة.

مشيرة إلى النجاح الدبلوماسي الوحيد تحقق عندما شعر الأسد بأن الصواريخ الأمريكية ستمطر عليه ولهذا وافق على التخلي عن أسلحته الكيميائية. وفي غياب الحل العسكري أو التلويح به، خاصة مع معارضة الرأي العام والإستطلاعات الأخيرة لمركز بيو التي ترى فيها غالبية الأمريكيين أن على الولايات المتحدة عدم التدخل في شؤون الآخرين. ولكن على إدارة أوباما النظر أبعد من استطلاعات الرأي والإهتمام بالمصالح القومية.

فقد انسحبت واشنطن من العراق وأفغانستان لتعود القاعدة، وتظل سوريا أقرب لأوروبا والولايات المتحدة من مغاور أفغانستان. وترى الكاتبة أن على الإدارة التأكيد على التزامها بالحل السياسي وأنها ستعمل كل ما بامكانها لتحقيقه لكن في حالة عدم التوصل لوقف إطلاق نار في خلال 3 أشهر من الآن، فيجب التعاون مع حلفائها في المنطقة والقيام بسلسلة من الهجمات الصاروخية على مواقع القاعدة وآلة القتل التابعة للأسد التي تستهدف المدنيين. وتقول: في حالة فشل جنيف-2 فإن جنيف -3 لن يكون عن السوريين فقط بل سيكون عن كيفية وضع حد للحرب التي اندلعت في كل الشرق الأوسط.

أهداف مونترو

ويرى دبلوماسيون أن جنيف -2 لن يقوم بحل كل المشاكل العالقة، مصير الأسد، القاعدة، دور إيران لكنه قد يؤدي كما تقول صحيفة ‘تايمز′ إلى تحقيق ثلاثة أهداف، الأول اتفاق الولايات المتحدة وروسيا على إنشاء مجموعة اتصال دائمة تسمح لهما بمواصلة الضغط على حلفائهما.

فقد تقوم روسيا بالضغط على الأسد للتنحي لصالح شخص آخر من المؤسسة العلوية الحاكمة بدلا من ترشيح نفسه في الإنتخابات الرئاسية في الصيف المقبل.

أما الهدف الثاني فمؤتمر مونترو لن يعتبر فاشلا لو تقدم الطرفان بخطة لوقف إطلاق النار تسمح بوصول المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة في حلب وريف دمشق. أما الهدف الأخير فهو تشجيع السوريين للحديث مع بعضهم البعض وهو ما يريده المجتمع الدولي الآن أكثر من أي وقت مضى.

 داعش’ تمنع الموسيقى والتدخين في الرقة شمال سوريا

بيروت ـ أ ف ب: منعت الدولة الاسلامية في العراق والشام الموسيقى وتدخين السجائر والنراجيل في مدينة الرقة في شمال سوريا، وذلك بعد ايام من تفردها بالسيطرة عليها اثر معارك مع مقاتلين من تشكيلات اخرى من المعارضة السورية.

واعلنت في بيان نشرته مواقع جهادية انها ‘اصدرت قرارا بمنع بيع اقراص الغناء وآلات الموسيقى وتشغيل الاغاني الماجنة في السيارات والحافلات والمحلات وجميع الاماكن’، وذلك في البيان الموقع باسم ‘والي الرقة’ ومؤرخ الاحد.

وعللت هذه الخطوة بكون ‘المعازف والغناء حرام في الاسلام لانها تلهي عن ذكر الله وعن القرآن، وهي فتنة ومفسدة للقلب’.

وفي بيان ثان، اعلنت الدولة انه ‘سعيا منا في تطبيق الشريعة وتغيير المنكرات، يمنع منعا باتا بيع الدخان والاراجيل (النراجيل) في اي مكان’.

واعتبرت ان ‘التدخين وباء لا يقبل عليه العقلاء’، ويسبب ‘الاضرار في النفس وفي المال’. اضافت ‘ليعلم كل مدخل انه انما يعصى الله تعالى بكل لفافة تبغ ينفث دخانها بالهواء في نشوة وخيلاء’.

واشارت الى ان ‘من اصر على بيعه (الدخان) فظلم نفسه (…) وسيتم حرق كل الكمية التي معه وسيتم معاقبته شرعا’.

ويتهم الناشطون المعارضون الدولة الاسلامية بتطبيق معايير متشددة وصارمة في مناطق نفوذها، وارتكاب ممارسات ‘مسيئة’ تشمل اعمال الخطف والقتل والاحتجاز.

وأبدى مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن خشيته من ‘ان تقوم الدولة الاسلامية بتنفيذ اعدامات بحق من يخالف هذه الاوامر’.

واوضح ان هذه القرارات ‘تأتي بعد ايام من فرض الدولة الاسلامية سيطرتها الكاملة على محافظة الرقة باستثناء بعض مراكز القوات النظامية’، مشيرا الى انها ‘حاولت سابقا فرض قوانين من هذا القبيل، الا انها لم تنجح لوجود كتائب اخرى في المدينة’.

وتفردت الدولة الاسلامية في 14 كانون الثاني/يناير بالسيطرة على مدينة الرقة، مركز المحافظة الوحيد الخارج عن سيطرة النظام السوري، بعد معارك عنيفة مع تشكيلات اخرى من مقاتلي المعارضة.

وتشهد مناطق واسعة في شمال سوريا معارك منذ مطلع الشهر الجاري بين هذا التنظيم الجهادي، وتشكيلات ‘الجبهة الاسلامية’ و’جيش المجاهدين’ و’جبهة ثوار سوريا’، علما ان الطرفين كانا لاشهر مضت في خندق واحد بمواجهة نظام الرئيس بشار الاسد.

مراقبون: جنيف 2 كمن يحاول جمع قطع لغز غامض

نصر المجالي

ايلاف

 وصف مراقبون التطورات السريعة في شأن سحب دعوة إيران للمشاركة في مؤتمر (جنيف 2)  حول سوريا ومحاولة جمع الأطراف المتناقضة كمن يحاول جمع “قطع لغز غامض”.

 مع سحب الأمم المتحدة لدعوة إيران للمشاركة في (جنيف 2) استجابة لضغوط من الائتلاف الوطني السوري المعارض والولايات المتحدة وجهات دولية وإقليمية فاعلة، فإن المراقبين يتوقعون بأن إيران لن تتقيد بأي نتائج للمفاوضات، على الرغم من انها الدولة الاكثر تأثيرا في الصراع الدائر في سوريا.

 وكان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، قد استبعد مشاركة إيران في مؤتمر “جنيف 2” المقرر عقده غداً (22 يناير/ كانون الثاني الجاري) في مدينة مونترو السويسرية، بسبب عدم موافقة إيران على بيان “جنيف 1” الذي ينص على تشكيل حكومة انتقالية في سوريا.

 وفي تقرير لها حول التداعيات المفاجئة، قالت صحيفة (ديلي تلغراف) اللندنية، الثلاثاء، إنه مع عدم مشاركة إيران في المؤتمر فإن هناك نقاطاً مهمة يتعين أخذها بعين الاعتبار.

 الجانب الإنساني

وقالت ان أول هذه النقاط الجانب الانساني، حيث توجب الانسانية ان تجد جميع الدول الاطراف في النزاع نقاطا للاتفاق، بغض النظر عن مصالحها المختلفة. وتتساءل الصحيفة عما اذا كان اي طرف من الاطراف بوسعه أن ينكر ان نظام الرئيس بشار الاسد يجب ان يسمح بوصول الامدادات الانسانية الى المناطق التي تحول قواته دون الوصول إليها.

 وتقول الصحيفة إن النقطة الثانية قد لا تروق للمعارضة السورية: “يجب أن تكون إيران شريكة في أي اتفاق مزمع. وتضيف الصحيفة إن طهران أرسلت الآلاف من حرسها الثوري إلى سوريا للقتال مع قوات الاسد، وأنه ما زال في السلطة بفضل الدعم العسكري الايراني. ولهذا لا يمكن لأي اتفاق ان ينجح دون الموافقة الايرانية.

 أما النقطة الثالثة بحسب الصحيفة فهي أن على جميع الاطراف ان تحذر مما يشيعه الاسد عن ان الصراع في سوريا الآن اصبح بين قواته والقاعدة، وأنه نتيجة لذلك اخف الشرين ضررا.

 تنديد إيراني – روسي

وإلى ذلك، نددت الخارجية الإيرانية بقرار الأمم المتحدة بسحب الدعوة الموجهة إلى طهران من أجل المشاركة في مؤتمر “جنيف 2” حول سوريا بالقول إنها “لم تطلب” في الأصل المشاركة فيه، بينما وصف وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الخطوة بـ”الخاطئة” محملا الدول التي تريد إطاحة النظام السوري المسؤولية عنها.

وقالت الخارجية الإيرانية إن طهران “لم تطلب أبدا المشاركة فب اجتماع ’جنیف 2‘ لحل الازمة السورية،” مضيفة أن قيام الأمين العام للأمم المتحدة بسحب دعوته لها “تبعث على الأسف.”

 أما وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف فسارع الى القول في مؤتمر صحفي عقده الثلاثاء في موسكو، إنه ينظر إلى سحب دعوة إيران لحضور مؤتمر “جنيف 2” باعتباره “قرارا خاطئا” ولكنه لا يعتبر هذا الخطأ “كارثياً.”

وأكد لافروف ضرورة أن تشارك إيران في جهود حل الأزمة السورية، مشيرا إلى أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري “شدد أيضا على ضرورة أن تلعب إيران دورا هاما في البحث عن السبل المناسبة لحل الأزمة السورية”.

واتهم لافروف من وصفهم بـ”أنصار تغيير النظام في سوريا” بالوقوف وراء الخطوة.

وكان لافروف قال أمس إن مؤتمر جنيف 2 يتعرض إلى تدنيس في حال تم تغييب إيران عنه.

إيران تشكك بفرص نجاح جنيف-2 في ظل عدم مشاركتها فيه

أ. ف. ب.

شككت إيران بفرص نجاح مؤتمر جنيف 2 بعد سحب الأمم المتحدة دعوتها لها للمشاركة فيه. واعتبر نائب وزير الخارجية الإيراني أنه بدون طهران فرص التوصل الى حل فعلي في سوريا ليست كبيرة.

طهران: اعتبر نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الثلاثاء أن فرص وقف النزاع في سوريا خلال مؤتمر جنيف-2 “ليست كبيرة” بدون مشاركة إيران، حليفة دمشق الرئيسية في المنطقة.

وقال عراقجي ردًا على اسئلة التلفزيون الرسمي الإيراني بعد سحب الامم المتحدة دعوة إيران للمشاركة في المؤتمر الذي يبدأ الاربعاء، “الجميع يعرف أنه بدون إيران، فرص التوصل الى حل فعلي في سوريا ليست كبيرة”. وتابع: “من الواضح أنه لا يمكن التوصل الى حل شامل للمسألة السورية اذا لم يتم اشراك جميع الاطراف النافذة في العملية”.

كما عبرت ايران عن اسفها الثلاثاء لسحب الامم المتحدة “تحت الضغط” دعوتها لطهران للمشاركة في مؤتمر جنيف-2 حول سوريا.

وقال وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف كما نقلت عنه وكالة الانباء الطلابية ايسنا “نأسف لقيام الامين العام بان كي مون بسحب دعوته تحت الضغط”.

وقال ظريف “لقد اوضحت في عدة مكالمات هاتفية مع الامين العام ان ايران لا تقبل اية شروط مسبقة لحضور المحادثات”.

واضاف “بالتالي من المؤسف ان بان كي مون لا يتحلى بالشجاعة اللازمة لاعلان الاسباب الحقيقية لسحب الدعوة” مشيرا الى ان ايران “لم تكن حريصة جدا على الحضور اساسا”.

وتابع ظريف انه لو قررت ايران الحضور، لكان اوفد نائبه لان “الوقت المناسب لدعوة وزير خارجية قد مضى”.

وقرر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاثنين استبعاد إيران من حضور مؤتمر جنيف-2 حول الازمة السورية، الذي يبدأ الاربعاء في سويسرا، وذلك بعد اقل من 24 ساعة على دعوتها التي اثارت استياء المعارضة السورية والدول الغربية الداعمة لها.

وكانت دول داعمة للمعارضة السورية، ابرزها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والسعودية، اعترضت في وقت سابق اليوم على دعوة إيران ابرز الحلفاء الاقليميين للنظام السوري، معللة ذلك برفضها لبيان جنيف-1 ومبدأ تشكيل حكومة انتقالية.

وطهران متهمة بتقديم دعم عسكري ومالي لنظام دمشق في النزاع الذي اوقع اكثر من 130 الف قتيل منذ اذار (مارس) 2011. وقال عراقجي: “كنا على استعداد للمشاركة في مؤتمر جنيف-2 ولعب دورنا، لكننا لا نقبل بشرط مسبق يحد أي حل بمعطيات معينة”. واضاف: “لن نشارك في المفاوضات وسننتظر لنرى كيف سيتمكن (المشاركون) من التوصل الى اتفاق من طرف واحد”.

من جانبه، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف امام الصحافيين الثلاثاء أن قرار الامم المتحدة سحب دعوة ايران لحضور مؤتمر جنيف-2 حول سوريا يشكل “خطأ”، لكنه “ليس كارثة”. وقال لافروف “بالتاكيد هذا خطأ ، لقد شددنا على الدوام على أن كل الاطراف الخارجية يجب أن تكون ممثلة”، وذلك ردًا على سؤال حول قرار الامين العام للامم المتحدة بان كي مون سحب دعوة ايران الى المؤتمر.

واضاف: “لكن لم تحصل كارثة”، معتبرًا أن المؤتمر المرتقب أن يبدأ الاربعاء في مونترو: “حدث ليوم واحد في 22 كانون الثاني (يناير) دعي اليه 40 وزير خارجية من مختلف الدول، وبينها من المناطق النائية في العالم”. وعبر عن اسفه لأن كل هذه المسألة “لم تساهم في تعزيز سلطة الامم المتحدة”. وانتقد لافروف التفسيرات التي قدمها بان كي مون لتغيير موقفه وسحب الدعوة.

وقال وزير الخارجية الروسي: “حين يقول الامين العام للامم المتحدة إنه اضطر لسحب دعوة ايران لأنها لا تشاطر مبادىء التسوية الواردة في بيان جنيف-1 (حزيران/يونيو 2012) فإن هذه برأيي عبارة ملتبسة”. واضاف: “هؤلاء الذين طالبوا بسحب دعوة ايران هم أنفسهم الذين يؤكدون أن تطبيق اتفاق جنيف يجب أن يؤدي الى تغيير النظام” في سوريا.

وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا اشترطت أن تدعم ايران اولاً مبادىء الانتقال الديموقراطي في سوريا من اجل حضور المؤتمر. وقال لافروف “انه تفسير غير نزيه لما اتفقنا عليه في جنيف في حزيران/يونيو 2012”.

بلدة أقجة قلعة التركية تغص بمقاتلي «أحرار الشام».. و«داعش» تنهب بيوتهم

جرحى معارك «تل الأبيض» بين إصابات النظام السوري والمتشددين

أقجة قلعة (تركيا): هانا لوسيندا سميث

يمكن للمرء أن يتتبع مسار الصراع السوري من خلال معرفة الأحداث التي نتجت عنها الجروح المنتشرة في ساقي المقاتل السوري عبد اللطيف. يكشف عبد اللطيف عن ساقه اليمنى التي بدت وقد غطتها الكثير من الجروح ذات اللون الوردي الضارب إلى الحمرة والتي تنتشر من الكاحل وحتى الركبة. يعلق عبد اللطيف على تلك الجروح بقوله «نتجت تلك الجروح عن الشظايا التي أصابت ساقي عندما كنت أقاتل ضد النظام في مدن الرقة ورأس العين». أما قدمه اليسرى، التي بدت ملفوفة في ضمادة تظهر عليها بقع الدم المتناثرة في لون أبيض يلمع تحت ضوء شمس الشتاء الساطع، فيقول عنها عبد اللطيف: «هنا أصابتني رصاصة قناص عندما كنت أقاتل ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)».

وبينما يجلس في مقعد بلاستيكي على أحد الأرصفة في مدينة أقجة قلعة التركية الواقعة على الحدود مع سوريا، يمكن لعبد اللطيف أن يسمع بوضوح أصوات الانفجار المتقطعة الناجمة عن أجواء إطلاق النار الاحتفالية التي يقوم بها أعداؤه. ولا يفصل بلدة أقجة قلعة التركية عن مسقط رأسه بلدة تل أبيض سوى معبر حدودي ضيق وبضعة أمتار غير مأهولة بالسكان. في شهر أغسطس (آب) الماضي، استطاعت كتيبة أحرار الشام، التي كان عبد اللطيف أحد مقاتليها، أن تطرد ميليشيا وحدات حماية الشعب الكردية وتستعيد السيطرة على تل أبيض ومعبرها الحدودي الاستراتيجي.

غير أنه ومنذ 10 أيام، تبدل الحال في تل أبيض، حيث سقطت في أيدي مقاتلي تنظيم «داعش» المرتبط بتنظيم القاعدة والذي انخرط في الصراع السوري نهاية ربيع عام 2013. وخلال الأشهر التالية، زادت أعداد مقاتلي «داعش» وقويت شوكتهم، وأصبح التنظيم من أكثر المجموعات المكروهة التي يخشاها المواطنون السوريون بسبب سمعتهم السيئة في تطبيق قوانين وإجراءات تعسفية لا ترحم في المدن التي استطاع مقاتلوه السيطرة عليها. وأخيرا وخلال الأيام الأولى من شهر يناير (كانون الثاني) الحالي، دخل تنظيم «داعش» في صراع صريح مع «الجبهة الإسلامية»، وهو ائتلاف يضم مجموعة من كتائب المعارضة المقاتلة، بما فيها كتيبة أحرار الشام، التي ينتمي لها عبد اللطيف. وخلال معركة شرسة اندلعت في الـ11 من يناير واستمرت ثلاثة أيام، استطاع مقاتلو «داعش» طرد مقاتلي «أحرار الشام»، ومعظمهم من أبناء البلدة مثل عبد اللطيف – من تل أبيض وأجبروهم على النزوح إلى تركيا.

عندما انضم عبد اللطيف إلى صفوف المعارضة السورية للقتال ضد حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، كانت قواعد المعركة واضحة، فقد كان واحدا من المتمردين الذي يقاتلون ضد النظام. في بداية الصراع المسلح، انخرط عبد اللطيف في صفوف كتيبة الفاروق، التي كانت واحدة من أقوى كتائب الجيش السوري الحر. وبعد سبعة أشهر، ترك عبد اللطيف كتيبة الفاروق لينضم إلى كتيبة أحرار الشام، التي تعرف بتوجهاتها الفكرية الإسلامية وخط قتال أمامي مخيف. ويوضح عبد اللطيف سبب انشقاقه عن كتيبة الفاروق وانضمامه لكتيبة أحرار الشام بقوله لـ«الشرق الأوسط»: «لم يعد هناك ما يسمى بكتيبة الفاروق»، على الرغم من أنه ما زال يرتدي قميصا يحمل شعار تلك الكتيبة.

والآن وبينما يقترب حلول الذكرى الثالثة لانطلاق شرارة الثورة السورية، يبدو الصراع وكأنه قد تحول إلى شبه المستنقع، متمردون يقاتلون متمردين مثلهم، وإسلاميون منخرطين في صراع ضد إسلاميين مثلهم. قبل عدة أشهر، انخرط متمردو أحرار الشام الإسلاميين في قتال ضد متمردي وحدات حماية الشعب الكردية، وبعد ذلك بخمسة أشهر، دار قتال عنيف بين مقاتلي «داعش» ومتمردي «أحرار الشام» الإسلاميين. يعلق عبد اللطيف على المواجهة بين «أحرار الشام» و«داعش» قائلا: «حتى قبل تلك المواجهة، كان تنظيم (داعش) يصف مقاتلي أحرار الشام بأنهم كفار، وأنه ينبغي عليهم أن يقتلونا جميعا».

وقد جرى طرد مقاتلي «أحرار الشام» من مدينة تل أبيض السورية إلى مدينة أقجة قلعة التركية المتاخمة لها، حيث بقوا عالقين هناك يتابعون أعداءهم بينما ينهبون بيوتهم تحت سمعهم وبصرهم ولا يستطيعون أن يحركوا ساكنا. يبدو ذلك واضحا في ما يقوم به أبو حسين كل يوم حينما يصعد إلى أعلى ركام من الحصى مواز لسياج حدودي من السلك الشائك حتى يراقب منزله الواقع على بعد أقل من 200 متر. يقول أبو حسين وهو ينظر إلى منزله على الجانب السوري: «ها هو، إنه ذلك المنزل الأصفر اللون الذي يوجد مكاتب في طابقه السفلي». وما هي إلا دقيقة حتى يشير أبو حسين إلى شخصين يقتربان من منزله ويقول «إنهما من مقاتلي تنظيم (داعش)، أعرفهما لأنهما يرتديان الزي الباكستاني، كما يتميزون بلون ملابسهم السوداء».

وكان أبو حسين يعمل كحارس في نقطة التفتيش التي أقامتها كتيبة أحرار الشام في معبر تل أبيض الحدودي مع الجانب التركي. والآن، يبدو هذا المعبر قريبا منه، وكانت الحكومة التركية قد أغلقته عند اندلاع القتال بين «أحرار الشام» و«داعش»، وتفتحه بين الحين والآخر حتى تسمح للاجئين السوريين بالعبور إلى تركيا. وفي بعض الأحيان، يتسلل أبو حسين بطريقة غير شرعية ويتسلق سياج السلك الشائك رغبة منه في قضاء بعض الدقائق الثمينة على أرض وطنه الغالي. ومع ذلك، لا يستطيع أبو حسين الاقتراب من منزله الذي بات محاطا بمقاتلي «داعش»، الذين أعدموا عشرات المقاتلين من «أحرار الشام» عندما نجحوا في السيطرة على تل أبيض، ويعرف أبو حسين جيدا أنه سيلقى نفس المصير لو وقع بين أيدي مقاتلي التنظيم. وخلال عمله في نقطة التفتيش، كانت مهمة أبو حسين تتلخص في مقارنة أسماء المارين بالنقطة مع قائمة سوداء بأسماء مقاتلي نظام الأسد المطلوبين. غير أن الحال تبدل خلال 10 أيام فقط، يقول أبو حسين ضاحكا «أما الآن، صار اسمي مدرجا على قائمة سوداء».

وتعج شوارع مدينة أقجة قلعة التركية بالكثير من الرجال الذين كانوا يحملون صفة مقاتلين قبل 10 أيام، أما الآن، فقد صاروا لاجئين. وببشرته الصهباء وشعره الأحمر اللامع، يبدو محمود، الذي انشق عن جيش النظام السوري في مارس (آذار) 2011، بمظهر مختلف بين رفقاء السلاح. ومثل عبد اللطيف، انضم محمود إلى كتيبة الفاروق قبل أن يلتحق بكتيبة أحرار الشام. والآن، ينام محمود في شوارع أقجة قلعة حيث لا يوجد مكان آخر غيرها يمكنه النزوح إليه. ويتساءل محمود: «ما الذي يمكننا فعله الآن؟ سيقوم مقاتلو (داعش) بتفجير منازلنا، فمن الذي سيوفر لنا منازل جديدة؟».

وبصوت يملؤه الغضب، يصف محمود المعركة التي دارت بين «أحرار الشام» و«داعش» في تل أبيض: «كان من الممكن أن نهزم مقاتلي (داعش)، لكن قادتنا كانت لهم سياسة أخرى». ويتهم محمود قادة أحرار الشام بـ«خيانة» مقاتلي الكتيبة، قائلا: «لقد كانوا يصدرون أوامر بالانسحاب من دون الاشتباك مع (داعش). في بادئ الأمر، رفضنا إطاعة تلك الأوامر، لكننا حوصرنا في نهاية الأمر، فاضطررنا للانسحاب».

ويواصل هؤلاء الرجال، الذين تغص بهم شوارع أقجة قلعة معركتهم على الرغم من تغير معطيات الحرب من حولهم. لقد خبر أولئك الرجال الكثير من المواقف في ذلك الصراع الذي يشهد تحولات لم يشهدها صراع مثله قبل ذلك، ثم وجدوا أنفسهم في نهاية الأمر يجلسون هنا مرهقين ومرتبكين وغاضبين وغير متأكدين مما سيحمله المستقبل لهم. غير أن ولاءهم القديم بقي على حاله ولم يتغير، فبعد كل ما حدث في تل أبيض، لا يرون أنفسهم إلا متمردين.

يقول عبد اللطيف: «ما زلت أنتمي للجيش السوري الحر!»، مصرا على أنه ما زال يقاتل من أجل مبادئه الثورية التي يبدو أنها أصبحت أبعد ما يكون عن الصراع الدائر حاليا في سوريا، مضيفا: «أريد ديمقراطية وحرية وسأقاتل من أجلها». وبسؤاله عن أكثر جروحه إيلاما، رد عبد اللطيف مبتسما ابتسامة ساخرة: «الجرح الذي سببه القتال ضد (داعش) هو الذي يؤلمني أكثر».

اتفاقيات الهدنة بسوريا.. لعبة أم حاجة؟

سلافة جبور-دمشق

بعد أشهر على حصار النظام السوري للعديد من المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، يكثر الحديث اليوم عن الهدنة واتفاقيات وقف إطلاق النار خاصة مع بدء تنفيذ ذلك في بعض المناطق كمعضمية الشام وحي برزة الدمشقي، والحديث عن مفاوضات في مناطق أخرى كحي القابون الدمشقي وغوطة دمشق الشرقية.

يأتي ذلك إضافة إلى المبادرة التي طرحها وزير الخارجية السوري وليد المعلم التي تقترح وقف إطلاق النار في حلب والبدء بعملية تبادل للأسرى بين النظام والمعارضة السورية.

ورغم أن هذه الهدن المرتقبة قد تحمل حلاً لأزمة تعقدت وطال أمدها، لا يبدو أنها تحظى بموافقة الأطراف كافة، فالبعض يتخوف من نية النظام الغدر، والبعض الآخر يعتبرها استسلاماً وخيانة لدم الشهداء.

رفض وخيانة

ويقول الناطق العسكري باسم الجبهة الإسلامية النقيب إسلام علوش للجزيرة نت إن الجبهة ترفض عقد أي هدنة مع النظام السوري ضمن الشروط التي يتحدث عنها، ويؤكد عدم قبول الجبهة للعديد من الاتفاقيات التي عرض عليهم تنفيذها في غوطة دمشق الشرقية.

ويضيف أن النظام يعلم تماماً ماذا تعني الهدنة بالنسبة له، فهو يتعمد عقدها في مناطق دون أخرى بهدف تحييد بعض المجاهدين والتفرغ لغيرهم، ومن ثم العودة لقتالهم بعد التفرغ لهم.

ويوجه علوش حديثه لمن يقوم بعقد تلك الاتفاقيات بأن يتذكر الذين يُقتلون في سوريا في كل لحظة جراء تلك الهدن، وختم حديثه بالقول “أنْ نخمد جبهة مقابل أخرى، فتلك خيانة”.

في المقابل، أيّد أبو أحمد، وهو أحد سكان منطقة غوطة دمشق الشرقية، عقد هدنة “لصالح المدنيين الذين باتت ظروف حياتهم قاسية للغاية في وقت تخلى عنهم الجميع”.

شروط مشجعة

وفي السياق نفسه يذهب جاره أبو منذر للقول “ما يتم عقده اليوم من اتفاقيات هو أفضل ما يمكن أن يحدث بعد ثلاث سنوات من الصراع الذي أحال سوريا دماراً. أنا مع الهدنة فنهاية أزمتنا لن تكون إلا بحل سياسي”.

أما أبو حاتم، أحد سكان حي القابون الدمشقي، فيؤكد أن الكثير من المحاولات السابقة لعقد هدنة في الحي باءت بالفشل، إلا أن الشروط المطروحة اليوم وموافقة النظام على كافة البنود التي وضعها الجيش الحر تبدو إيجابية ومشجعة.

ويضيف أن أهم تلك الشروط هو إخراج حوالي 250 معتقلاً من أهالي القابون إضافة إلى انسحاب الجيش النظامي من جميع نقاطه داخل الحي، في حين لم يُطلب من مقاتلي الجيش الحر سوى التعهد بوقف إطلاق النار.

ويرى أبو حاتم في هذه الهدنة “خيراً لنا من أجل تخفيف معاناة الأهالي الذين نزحوا من منازلهم وينتظرون العودة إليها. أنا مع الهدنة وضد المصالحة الوطنية، فنحن لن نرضى سوى بإسقاط النظام”.

لعبة قذرة

ويتفق ضياء الدين مع هذا الرأي إذ يقول إن هدنة برزة هي انتصار للثوار الذين فرضوا شروطهم، ويضيف “أوافق على هدنة تسمح لنا بإدخال رغيف خبز إلى طفل جائع، وأرى أنها أمر ضروري في مرحلة لم يعد فيها أي من الطرفين قادراً على حسم الأمر لصالحه، والحل في نهاية المطاف لن يكون هدنة وإنما حل سياسي”.

وفي المقابل، يقول محمد، وهو من سكان الغوطة، إن من يحق له القرار بشأن الهدنة هم “أهالي الشهداء والمعتقلين والجرحى، فهم من دفع الثمن الأكبر خلال هذه الحرب”، ويؤكد أن النظام يرزح تحت ضغط كبير يدفعه لطلب الهدنة.

ولأبي نادر من مدينة عربين في الغوطة رأي آخر، إذ يقول إن النظام نجح في “لعبة قذرة” تهدف إلى إخماد مطالب الثورة وتحويلها من إسقاط النظام إلى المطالبة بإدخال الطعام والشراب للمناطق المحاصرة، ويتخوف أبو نادر من غدر النظام الذي لا يؤمن جانبه، خاصة أنه المستفيد الأكبر من الهدنة التي ستتيح له السيطرة على المدنيين وفرض الهدوء على بعض الجبهات ومن ثم إحكام قبضته عليها، على حد تعبيره.

واشنطن تلقت “رسائل” من أعضاء بنظام الأسد لوقف الحرب

مسؤول أميركي قال هناك رغبة من طرفهم لإيجاد مخرج للأزمة والتوصل لحل سلمي

واشنطن – فرانس برس

أعلن مسؤول أميركي كبير الاثنين أن الحكومة الأميركية تلقت عدة رسائل من أعضاء في النظام السوري تظهر رغبة في إيجاد “مخرج” لوقف الحرب والتوصل إلى حل سلمي للأزمة في سوريا”.

وقال المسؤول في وزارة الخارجية الأميركية للصحافيين عبر الهاتف “هناك أعضاء في النظام السوري نفسه، وضمن مؤيديه يريدون بشدة إيجاد حل سلمي ولقد تلقينا عدة رسائل من أشخاص في الداخل وهم يريدون مخرجاً” لوقف الحرب.

وتحدث المسؤول قبل انطلاق أعمال مؤتمر جنيف 2 الأربعاء والهادف إلى إيجاد حل سياسي للنزاع في سوريا.

ورفض المسؤول إعطاء تفاصيل حول الأطراف التي اتصلت بواشنطن بهدف عدم تعريض حياة أشخاص للخطر، قائلاً “قد يواجهون خطر التعرض للقتل، إنه نظام وحشي”. لكنه أضاف أن الولايات المتحدة “تتلقى رسائل بانتظام”.

إيران تحذر بشار الأسد من “فخ” في مؤتمر جنيف 2

طهران، إيران (CNN) — سارعت إيران إلى التفاعل مع قرار الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، سحب الدعوة الموجهة إليها من أجل المشاركة في مؤتمر “جنيف 2” عبر التأكيد بأنها تعتبر قرارات المؤتمر الأول “فاقدة للشرعية وغير مقبولة”، بينما حذر ضابط رفيع المستوى في الجيش الإيراني الحكومة السورية من “فخ” ينصب لها بالمؤتمر.

وقال علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي للشؤون الدولية، إن إيران “ترفض تلبية دعوة الأمين العام للأمم المتحدة للمشاركة في مؤتمر جنيف 2 إذا كانت الدعوة مبنية على قبولها البيان الصادر عن جنيف 1، وتعتبره فاقداً للشرعية وغير مقبول مطلقاً لأنه يساوي بين الإرهابيين والحكومة السورية.”

ونقلت وكالة “تسنيم” الإيرانية شبه الرسمية عن ولايتي قوله إن قبول إيران لما جاء فيه جنيف 1 يعني “أن نصف الحكومة الانتقالية سيكون داعما للإرهاب”

وفي سياق متصل، حذر مساعد هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية، العميد مسعود جزائري ، سوريا من الوقوع في ما وصفه بـ”فخ مؤتمر جنيف 2″ الذي سيعقد الأربعاء قائلا: “على سوريا أن تكون حذرة كي لا تقع في فخ المؤتمر ، ويجب أن يفضي هذا المؤتمر إلى تخلّي أمريكا والرجعية في المنطقة عن دعم الإرهاب.”

وحض جزائري، الذي تدعم بلاده سوريا سياسيا وعسكريا، ممثلي الحكومة السورية في المؤتمر إلى المشاركة “بيقظة تامة ومن دون الوثوق بالطرف الآخر” واعتبر أن القرارات الدولية السابقة حول سوريا “صبت كلها في مصلحة القوى الأجنبية.. ولا يمكن أن تكون أساساً ومبداً للمفاوضات القادمة” وفق تعبيره.

آلاف الصور المروعة قد تدين الأسد بـ”القتل الممنهج

تحذيرصورة تظهر بقايا رجل هزيل يزعم أنه قتل في السجون السوريةصورة تظهر مزيدا من الجثث الهزيلة، يزعم أنهم قتلوا في السجون السوريةالتقرير يزعم أن هذه الصورة تظهر آثار علامات بسبب الخنق.صورة تظهر مزيدا من علامات الخنق.حزام يزعم أنه استخدم في خنق أحد الضحاياآثار ضرب تظهر على إحدى الجثث الهزيلةإصابات على جثة هزيلة يزعم أنها بسبب الضرب باستخدام أدوات مشابهة للصولجانالمزيد من الجثث التي تظهر آثار تعذيبعلامات تعذيب تظهر على الجزء الأعلى لجثة رجل يزعم أنه قتل في السجون السورية.جثة رجل يزعم أنه قتل في السجون السورية تظهر عليها آثار جراح في اليدين والقدمين.

أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)- كشف فريق من المحققين بجرائم الحرب وخبراء الطب الشرعي عما أسموها “أدلة مباشرة” لعمليات “التعذيب والقتل الممهنج”، التي يقوم بها نظام الرئيس السوري، بشار الأسد.

وأكد محامون بفريق المحققين الدوليين أن التقرير، الذي يستند إلى آلاف الصور لعدد من جثث القتلى، الذين يُعتقد أنهم سقطوا داخل سجون تابعة للحكومة السورية، سوف يتم تقديمه إلى المحكمة الجنائية الدولية.

وحصلت مذيعة شبكة CNN، كريستيان أمانبور، على التقرير، خلال مقابلة حصرية مع عدد من أعضاء الفريق، بالإضافة إلى صحيفة “الغارديان” البريطانية.

وقال ديفيد كراني، أحد المشاركين في وضع التقرير: “هذا دليل دامغ”، وأضاف أن “أي محقق ادعاء سوف يفضل مثل هذا النوع من الأدلة، الصور والعملية.. هذا دليل مباشر على آلة القتل التي يقوم بها النظام.”

وكان كراني رئيس المحققين في جرائم الحرب التي وقعت في سيراليون، والتي قادت رئيس ليبيريا السابق، تشارلز تايلور، إلى السجن لمدة 50 عاماً، بعد إدانته بارتكاب جرائم حرب في الدولة الأفريقية المجاورة لبلاده.

ولم يمكن لـCNN التأكد، بصورة مستقلة، من مصداقية الصور والوثائق والشهادات الواردة في التقرير، وإنما تعرض للنتائج التي خلص إليها الفريق، الذي يضم محققين دوليين بجرائم الحرب، وأطباء شرعيين، وخبراء بتحليل الصور.

وتظهر الصور، التي تضمنها التقرير، جثث القتلى وقد تعرضوا لعمليات تجويع متعمدة، كما تبدو عليها أثار تعرضهم للضرب بقسوة، وأثار الخنق، وأنواع أخرى من التعذيب والقتل.

ومن مجموعة ضمت 150 صورة تم تحليل تفاصيلها بواسطة الخبراء، تبين أن 62 في المائة من الجثث وقد بدا عليها هزال شديد، مما يشير إلى أنهم تعرضوا لعمليات تجويع قسرية، وغالبية الضحايا من الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و40 عاماً.

كما أشار التقرير إلى أنه تم اتباع نظام معقد لحصر أعداد وتصنيف الجثث، بواسطة عناصر استخباراتية لديها معلومات عن هويات الضحايا، وذكر التقرير أن ذلك كان كوسيلة لتحديد أي جهة أمنية مسؤولة عن قتلهم، وتقديم وثائق مزيفة فيما بعد، بأن الضحية لقي حتفه بأحد المستشفيات.

أحد المحامين الثلاثة الذين شاركوا في إعداد التقرير، هو السير ديزموند دي سيلفا، والذي كان أحد محققي الادعاء بالمحكمة الخاصة لجرائم الحرب في سيراليون أيضاً، وصف الصور بأنها أقرب إلى صور الناجين من “الهولوكوست.”

وقال في مقابلة مع CNN إن هذه الجثث الهزيلة جاءت نتيجة استخدام التجويع كوسيلة للتعذيب، وأضاف: “هذه الصور تذكّر بهؤلاء الذين تم العثور عليهم أحياء في معسكرات الموت النازية، بعد الحرب العالمية الثانية.”

وأكد أن “هذا الدليل يؤيد بشكل قاطع الاتهامات بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، بدون أي شك”، وتابع بقوله: “بكل تأكيد، ليس الأمر بيدنا لاتخاذ القرار، وكل ما علينا هو أن نقوم بتقييم هذا الدليل، ونقوم إنه دليل يمكن القبول به أمام المحكمة.”

ومنذ بداية الحرب الأهلية في سوريا، قبل ما يقرب من ثلاث سنوات، يصر نظام الأسد على نفي أي اتهامات بانتهاك حقوق الإنسان، أو تعذيب معارضيه، ويتهم من يسميهم بـ”الجماعات الإرهابية” باللجوء إلى العنف والقتل.

لافروف: استبعاد إيران من جنيف 2 خلفه أنصار إسقاط الأسد

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — ردت الخارجية الإيرانية على قرار الأمم المتحدة بسحب الدعوة الموجهة إلى طهران من أجل المشاركة في مؤتمر “جنيف 2” حول سوريا بالقول إنها “لم تطلب” في الأصل المشاركة فيه، بينما وصف وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الخطوة بـ”الخاطئة” محملا الدول التي تريد إطاحة النظام السوري المسؤولية عنها.

وقالت الخارجية الإيرانية إن طهران “لم تطلب أبدا المشاركة فب اجتماع ’جنیف 2‘ لحل الازمة السورية،” مضيفة أن قيام الأمين العام للأمم المتحدة بسحب دعوته لها “تبعث على الأسف.”

أما لافروف، فقد قال في مؤتمر صحفي عقده الثلاثاء في موسكو، إنه ينظر إلى سحب دعوة إيران لحضور مؤتمر “جنيف 2” باعتباره “قرارا خاطئا” ولكنه لا يعتبر هذا الخطأ “كارثياً.”

وأكد لافروف ضرورة أن تشارك إيران في جهود حل الأزمة السورية، مشيرا إلى أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري “شدد أيضا على ضرورة أن تلعب إيران دورا هاما في البحث عن السبل المناسبة لحل الأزمة السورية.” متهما من وصفهم بـ”أنصار تغيير النظام في سوريا” بالوقوف وراء الخطوة.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، قد استبعد مشاركة إيران في مؤتمر “جنيف 2” المقرر عقده في 22 كانون الثاني/يناير الجاري في مدينة مونترو السويسرية، وذلك بعد اعتراضات من المعارضة السورية وجهات دولية بسبب عدم موافقة إيران على بيان “جنيف 1” الذي ينص على تشكيل حكومة انتقالية في سوريا.

رئيس مقاطعة كالابريا: نقل الكيمياوي السوري سيجري في البحر الشهر القادم

روما (21 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قال رئيس مقاطعة كالابريا (جنوب) جوزيبّي سكوبيلليتي إن عمليات نقل السلاح الكيمياوي السوري ستجري في البحر من سفينة إلى سفينة، وعلى مسافة تضمن شروط السلامة بعيدة عن الأرض

وفي تصريحات عقب الإجتماع الذي دعا إليه رئيس الوزراء الايطالي إنريكو ليتّا في قصر الحكومة (كيجي) مع المسؤولين المحليين، حول نقل الأسلحة الكيميائية السورية عبر ميناء جويا تاورو، أوضح سكوبيلليتي أن رئيس الحكومة “ليتا أعرب عن التزام بعقد جلسة مباحثات بشأن ميناء جويا تاورو”، وأردف “لقد حظينا من قبل (رئيس الوزراء) ليتّا على تطمينات وافرة” حسب ذكره

وخلص رئيس المقاطعة الجنوبية الى القول إن “من المتوقع وصول السفينة الدنماركية (آركفوتورا) التي تحمل الأسلحة الكيميائية السورية الى مرفأ جويا تاورو في شباط/فبراير المقبل”، مؤكدا أن “الفترة اللازمة لنقل الأسلحة (على متن السفينة الأمريكية التي ستعنى بتدميرها في عرض البحر)، تتراوح بين ثماني إلى ستة عشر ساعة لا أكثر”، على حد تعبيره

سوريون يطالبون بدور رقابي لمنظمات المجتمع المدني بجنيف2

روما (21 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

طالبت منظمات سورية بأن تكون هناك مشاركة مستقلة لمؤسسات المجتمع المدني السوري في مؤتمر جنيف2 لتقوم بدور المراقب للمفاوضات والوسيط بين الأطراف المتفاوضة والرقيب على تنفيذ بعض مخرجات المؤتمر وخصوصاً القضايا التي تتطلب عملاً مجتمعياً كتوزيع المساعدات الإنسانية وبناء المصالحة الوطنية والسلم الأهلي والوساطة في وقف إطلاق النار المحلي

وطالبت نحو عشرين منظمة ومؤسسة مجتمع مدني وناشطون مستقلون بدور مستقل وفاعل للمجتمع المدني السوري في عملية السلام كجهة لا تنضوي تحت جناح أي وفد مفاوض بهدف ضمان الوصول إلى حل شامل ومستدام في سورية

واقترحت تشكيل فريق توافقي يضم شخصيات من منظمات المجتمع المدني السوري تحت إشراف الأمم المتحدة ينقسمون إلى فريق مراقبين وفريق وسطاء وفريق خبراء بتعهّد يقضي بعدم تولي أي منهم منصب سياسي خلال المرحلة التفاوضية

وحول الدوافع من هذه المطالبة، أوضحت هذه التجمعات أنها ارتفاع حدة الاستقطاب بين الأطراف المتفاوضة ما يستدعي وجود طرف سوري قادر على تجاوز هذا الاستقطاب ودفع الأطراف السياسية نحو التوافق، والاستفادة من تمثيل المجتمع المدني في العملية السياسية كمستشعر حقيقي يحدد مدى إمكانية نجاح العملية السياسية واستدامة نتائجها، ووجود رافعة اجتماعية تنفيذية للحل تمتلك أسس التأثير في المجتمع السوري، فضلاً عن أهمية ترسيخ دور المواطنة في تثبيت أي حل مستقبلي عبر تفعيل دور المجتمع السوري كحجر أساس في التحول الديمقراطي

ومن هذه المنظمات، مركز المواطنة المتساوية، منظمة اليوم التالي، مركز دمشق للدراسات النظرية، مركز العدالة والبناء، هيئة النساء السوريات للعمل الديمقراطي، مركز أوغاريت لحقوق الإنسان، مركز الدراسات المتوسطية، نجدة ناو، رابطة العمل المدني السوري، المركز السوري للمجتمع المدني، جمعية اسو للمناهضة العنف ضد المرأة وغيرها

جنيف-2 في غياب ايران خطأ براي موسكو ومصيره الفشل بنظر طهران

مونترو (سويسرا) (أ ف ب)

ادى استبعاد ايران في اللحظة الاخيرة عن المشاركة في مؤتمر جنيف-2 الى انقاذ انعقاده المقرر الاربعاء، لكن موسكو تعتبر ذلك “خطأ” فيما تنذر طهران مسبقا بفشل المحادثات حول حل للازمة في سوريا في غيابها.

فمساء الاثنين اضطر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الذي يستضيف المؤتمر الذي يفتتح الاربعاء في مونترو (سويسرا) للتراجع وسحب في اللحظة الاخيرة الدعوة التي وجهها الى ايران امام احتجاجات الغربيين وتهديد وفد المعارضة السورية بمقاطعة الاجتماع.

وقال نائب وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي تعليقا على سؤال وجهه اليه التلفزيون الرسمي “ان الجميع يعلم ان فرص (التوصل) الى حل فعلي في سوريا ليست كبيرة بدون ايران”.

واضاف “من الواضح انه لا يمكن التوصل الى حل شامل للمسالة السورية اذا لم يتم اشراك جميع الاطراف النافذة في العملية”.

وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا التي ترغب في رحيل الرئيس بشار الاسد، اشترطت ان تدعم ايران اولا عملية الانتقال الديمقراطي في سوريا للحضور الى سويسرا.

وطهران متهمة بتقديم دعم عسكري ومالي لنظام دمشق في النزاع الذي اوقع اكثر من 130 الف قتيل منذ اذار/مارس 2011.

وقال عراقجي “كنا على استعداد للمشاركة في مؤتمر جنيف-2 ولعب دورنا، لكننا لا نقبل بشرط مسبق يحد اي حل بمعطيات معينة”. مضيفا “لن نشارك في المفاوضات وسننتظر لنرى كيف سيتمكن (المشاركون) من التوصل الى اتفاق من طرف واحد”.

الا ان رد فعل روسيا الداعمة ايضا لدمشق والتي تشاورت الاسبوع الماضي في موسكو مع وزيري الخارجية السوري والايراني جاء معتدلا. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للصحافيين “بالتأكيد انه خطأ”.

واضاف “لقد شددنا على الدوام على ان كل الاطراف الخارجية يجب ان تكون ممثلة”.

وانتقد لافروف التبريرات التي اعطاها بان كي مون بشأن تغيير موقفه وسحب دعوته.

وقال وزير الخارجية الروسي “حين يقول الامين العام للامم المتحدة انه اضطر لسحب دعوة ايران لانها لا تشاطر مبادىء التسوية الواردة في بيان جنيف-1 (حزيران/يونيو 2012) فان هذه برأيي عبارة ملتبسة”.

واضاف “هؤلاء الذين طالبوا بسحب دعوة ايران هم نفسهم الذين يؤكدون ان تطبيق اتفاق جنيف يجب ان يؤدي الى تغيير النظام” في سوريا.

واستطرد لافروف “انه تفسير غير نزيه لما اتفقنا عليه في جنيف في حزيران/يونيو 2012”.

لكن الوزير الروسي اعتبر مع ذلك ان غياب ايران عن جنيف-2 “ليس كارثة”.

وعبر عن اسفه لان كل هذه المسالة “لم تساهم في تعزيز سلطة الامم المتحدة”.

وهذا الجدل الذي حدث قبل انعقاد المؤتمر يدل على هشاشة العملية الجارية. فالدعوة الخطية التي وجهها بان كي مون الى ثلاثين بلدا تؤكد بوضوح ان هدف المؤتمر هو “تشكيل حكومة انتقالية تتمتع بكامل الصلاحيات” كما سبق ودعا جنيف-1.

ولعدم الاضطرار للعودة الى الوراء من غير المقرر مبدئيا ان يصدر اجتماع مونترو اي قرار جديد كما صرح مصدر دبلوماسي، بل سيكتفي بان كي مون مساء الاربعاء بعرض حصيلة للمداخلات امام المؤتمر بينها مداخلات طرفي النزاع.

ففي قصر مونترو مقر المؤتمر الذي يحظر على الصحافيين الوصول اليه، ينتظر خصوصا ان تجري محادثات سرية عديدة للتحضير لاجتماع الجمعة في مقر الامم المتحدة في جنيف الذي سيقتصر على الوفدين السوريين والمبعوث الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية الاخضر الابراهيمي.

لكن لافروف سيلتقي منذ مساء الثلاثاء في مونترو مع وزير الخارجية الاميركي جون كيري.

اما التحضيرات فهي على قدم وساق وتتسارع وتيرتها في المنتجع السياحي على ضفاف بحيرة ليمان حيث ان الامن يعتبر ايضا من التحديات السياسية. وقال المفوض في الشرطة السويسرية جان كريستوف سوتيرال لوكالة فرانس برس “هناك وفود تريد ان تكون منفصلة (عن وفود اخرى)، لا يمكنها ان تكون في الفندق نفسه، ولا تريد ان تكون في نفس الفندق”.

وقد وصل بان كي مون صباح اليوم الثلاثاء الى مقر الامم المتحدة في جنيف حيث سيعقد اجتماعات ثنائية عدة واجتماعا تحضيريا مع فرق الامم المتحدة قبل الذهاب بعد الظهر الى مونترو.

معارضون في الداخل يرفضون دعوة الائتلاف السوري حضور جنيف-2 ضمن وفده

دمشق (أ ف ب)

اعلنت هيئة التنسيق الوطنية من المعارضة السورية في الداخل رفضها لدعوة وجهها لها الائتلاف السوري لقوى المعارضة من اجل الانضمام الى وفده لحضور مؤتمر جنيف-2، في بيان تلقت فرانس برس نسخة عنه.

وذكر البيان ان المنسق العام للهيئة حسن عبد العظيم تلقى اتصالا من رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا من اسطنبول “يدعوه للحضور مع وفد الائتلاف في مؤتمر جنيف-2”.

واضاف البيان ان جواب عبد العظيم “بصفته ممثلا لهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي بأحزابها وقواها العديدة وشخصياتها الوطنية داخل البلاد وفي الوطن العربي وفي المهجر يرفض حضور المؤتمر ضمن وفد الائتلاف”.

واكد البيان قرار الهيئة “برفض حضور المؤتمر وفق المعطيات المتوفرة التي تتعمد تجاهل أو تهميش قوى المعارضة الوطنية الديمقراطية التي تتمسك باستقلالية قرارها الوطني ولا تقبل المشاركة الشكلية الضعيفة للمعارضة في مؤتمر دولي طال انتظاره رغم جسامة التضحيات التي قدمها الشعب السوري”.

وانتقد البيان الدول الراعية للمؤتمر التي لم تتح تحقيق “الظروف والمعطيات المطلوبة في وفد المعارضة التي تضمنها بيان جنيف الأول من لقاء وحوار وتفاوض وتوافق على رؤية مشتركة ووفد موحد للتفاوض ” مشيرة الى “عسر الولادة في موقف الائتلاف المتأخر في الوصول إلى قرار بالموافقة على حضور المؤتمر عبر عملية قيصرية قبل يومين من موعده”.

واعلن ائتلاف المعارضة السبت عقب عملية تصويت، توجت ساعات طويلة من المباحثات الحامية بين اعضاء المعارضة السورية المعتدلة، الموافقة على ارسال وفد للمشاركة في مؤتمر جنيف-2 الهادف الى ايجاد تسوية سياسية للنزاع الدامي في سوريا.

وفي انعكاس لانقسام المعارضة حول المؤتمر، اعلن المجلس الوطني السوري انسحابه من الائتلاف بعد قرار الاخير المشاركة في جنيف-2.

وكانت الهيئة اعلنت الاربعاء رفضها المشاركة في مؤتمر جنيف-2 المقرر عقده في 22 كانون الثاني/يناير، معترضة على “اختزال الطرف الاميركي” ل”صوت المعارضة”، في اشارة الى تكليف الائتلاف السوري المعارض تشكيل وفد موحد للمعارضة.

ويبدأ المؤتمر الدولي حول سوريا الذي ستشارك فيه 26 دولة الى جانب النظام والمعارضة في مدينة مونترو السويسرية في 22 كانون الثاني/يناير، على ان تستانف المفاوضات بين الوفدين السوريين (النظام والمعارضة) في 24 كانون الثاني/يناير في جنيف في حضور الموفد الدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي وعرابي الوفدين موسكو وواشنطن.

دعوة إيران : خطوة ناقصة أم خطة مدبرة لإنقاذ جنيف 2‏

أندريه مهاوج

© رويترز

في غضون أربع وعشرين ساعة فاجأ الأمين العام للأمم المتحدة الأسرة الدولية ‏والمعنيين بمؤتمر جنيف بموقفين متناقضين.‏

وبذلك يكون بان كي مون قد خطا خطوتين ناقصتين. دعا إيران إلى المشاركة في ‏مؤتمر جنيف 2 حول السلام في سوريا من دون تنسيق مسبق على ما يبدو مع ‏الشركاء الفعليين أو الأفرقاء المعنيين مباشرة بالنزاع. فهددت المعارضة ‏بالانسحاب إذا لم تسحب الدعوة لإيران واشترطت واشنطن التزاما كاملا ورسميا ‏بمقررات جنيف واحد وتحديدا حول تامين الانتقال السياسي في سوريا ‏وصلاحيات الحكومة التي ستتولى إدارة شؤون البلاد خلال هذه المرحلة وانضم ‏الرئيس الفرنسي إلى هذا الشرط مؤكدا ان على كل الدول المدعوة إلى جنيف ‏القبول بالمرحلة الانتقالية.

وجاءت الخطوة الثانية الناقصة حين اضطر بان كي مون لسحب الدعوة تحت ‏وطأة المطالب الآنفة الذكر إن لم نقل تحت الضغوط تاركا أمر تبريرها للناطق ‏باسمه والذي قال إن الأمين العام يشعر بخيبة أمل بعدما رفضت إيران دعم عملية ‏انتقالية في سوريا .‏

الظروف التي تمت فيها الدعوة والتراجع عنها أديا إلى ارتباك واضح بين ‏مسؤولي المنظمة الدولية والى بلبلة سياسية على الساحة الدولية من جراء ‏استعجال توجيه الدعوة قبل الحصول من طهران على موافقة رسمية وعلنية على ‏بيان جنيف الأول.‏

وأوحت ردود فعل المعارضة السورية والإدارة الأميركية بأن دعوة إيران ‏بالطريقة التي حصلت وضعت مصير مؤتمر جنيف 2 على المحك.‏

والواضح أن بان كي مون المعروف برصانته السياسية كان بغنى عن هاتين ‏الخطوتين الناقصتين اللتين كادتا تطيحا بمؤتمر جنيف من جهة وبسمعته ‏كدبلوماسي حقق نجاحات في مسيرته المهنية طوال خمسين عاما بدأها في تمثيل ‏بلده كوريا الجنوبية في المحافل الدولية وربما ينهيها في نيويورك حيت يتولى ‏الأمانة العامة للأمم المتحدة منذ العام 2007 من جهة أخرى. صحيح انه لا يتحمل ‏منفردا مشقة الإعداد لمؤتمر جنيف المليء بالألغام السياسية وبتضارب المصالح ‏الإقليمية والدولية ولكنه ربما تسرع بدعوة إيران فلم يتنبه مسبقا لما قد يكون عليه ‏موقف المعارضة السورية ولا الشروط الأميركية ومعها مجموعة الدول الغربية ‏وهو ما يثير العجب عند عارفيه لأنه عادة لا يقدم على خطوة بهذه الأهمية من ‏دون أن يحظى مسبقا بدعم من الولايات المتحدة الأميركية ومن الدول الكبرى.‏

ومع ذلك هناك من يعتقد في أروقة الأمم المتحدة أن ما أقدم عليه بان كي مون منذ ‏مساء الأحد الماضي قد يكون أنقذ مؤتمر جنيف 2 . وربما تكون إيران قدمت له ‏عن علم أو من دون علم المخرج اللائق لذلك. ‏

فرفضها القبول بأي شروط مسبقة للمشاركة في المؤتمر، أدى إلى سحب الدعوة ‏منها وبالتالي إلى مشاركة المعارضة السورية التي تجد نفسها أمام مسؤوليات ‏تاريخية في مونترو السويسرية حيث يعقد المؤتمر فيما المعارضة المسلحة في ‏الداخل تتقاتل في ما بينها.‏

‏ وسحب الدعوة من إيران سحب أيضا قائمة المحتجين والمتحفظين مثلما أنقذت ‏واشنطن هذا المؤتمر الذي وظف من اجله وزير خارجيتها جون كيري جهودا ‏كبيرة وجولات مكوكية من دون أن تتأثر من جراء ذلك مسيرة الانفتاح والتعاون ‏مع إيران بشان ملفها النووي ومن دون أن يتأثر التعاون مع روسيا وبعض ‏الإطراف الدوليين والإقليميين في محاربة الإرهاب على الأرض السورية ‏وبإطراف سوريين.‏

من هنا نفهم قول الناطق باسم الخارجية الأميركية سوف نتمكن أخيرا من تركيز ‏جهودنا على المؤتمر والانتقال السياسي في سوريا.‏

فهل كان بان كي مونمجرد منسق لخطة متفق عليها مسبقا أم انه أصاب ‏عصفورين بحجر واحد من دون أن يدري؟ أمن انعقاد مؤتمر جنيف من جهة ‏وأمن مخرجا لولايته الثانية على رأس الهيئة الدولية والتي تنتهي بعد اقل من ‏سنتين.‏

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى