أحداث الثلاثاء 22 كانون الأول 2015
خمس عقبات تهدد تنفيذ القرار الدولي … وتحفظات سورية/ إبراهيم حميدي
لم يكن مصير بشار الأسد «العقدة» الوحيدة التي رحّلها الجانبان الأميركي والروسي للوصول إلى تفاهم الحد الأدنى في قرار مجلس الأمن 2254، بل هناك عقبات أخرى لا تزال قائمة أمام «خريطة الطريق» التي رسمها أول إجماع دولي على قرار سياسي منذ خمس سنوات، في وقت استعجل ممثلو النظام والمعارضة، الأقل تأثيراً في التفاهمات الدولية- الإقليمية، في إعلان تحفظات مختلفة عن القرار.
واعتمد القرار، بعد مفاوضات شاقة في نيويورك بين الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن والوزراء الـ17 في «المجموعة الدولية لدعم سورية»، «الغموض البنّاء» والتنازلات المتبادلة للحصول على الإجماع، فكانت الصيغة النهائية الحد الأقصى الذي يصعد إليه الروس والحد الأدنى الذي ينزل إليه الأميركيون. وأقر القرار برنامج بيان «فيينا» الصادر في 14 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، عبر رعاية دولية مفاوضات بين النظام والمعارضة لتشكيل حكومة خلال ستة أشهر تطرح دستوراً جديداً وانتخابات بإدارة ورقابة الأمم المتحدة في 18 شهراً. واستعجلت واشنطن وموسكو عقد المحادثات في جنيف في الأسبوع الأول من الشهر المقبل.
ومهّد وزير الخارجية الأميركي جون كيري لإصدار القرار خلال الرئاسة الأميركية لدورة مجلس الأمن، بلقاء الرئيس فلاديمير بوتين في موسكو الثلثاء. ويعتقد أن واشنطن تخلت عن مطلبها تنحي الأسد بمجرد تشكيل الهيئة الانتقالية بعد انتهاء مرحلة التفاوض (بين 4 و6 أشهر)، مقابل موافقة موسكو على إصدار البرنامج الزمني للمرحلة الانتقالية في قرار دولي وترك «عقدة» الأسد معلقة الى حين إجراء الانتخابات في نهايتها.
لكن قبل أن يجف حبر القرار، عاد الخلاف الروسي- الغربي حول مصير الرئيس السوري. إذ جدد الرئيس باراك أوباما التأكيد على تنحي الأسد، فيما قال بوتين إن في الإمكان العمل مع جميع الأطراف، بمن فيها الأسد، لإنجاز الحل السياسي. ويشبه هذا الموقف إلى حد كبير تصريحات مسؤولي البلدين بعد صدور «بيان جنيف» في حزيران (يونيو) 2012، إذ أعلنت وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون أن البيان يعني «التنحي الفوري للأسد»، فيما قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن البيان «لم يتعرض» للأسد، وإن الهيئة الانتقالية «تحت الأسد» و «صلاحياتها التنفيذية الكاملة لا تتعلق بالجيش وأجهزة الأمن».
وبحسب المعلومات، فإن الروس سعوا في المفاوضات السابقة لإصدار القرار 2254 إلى إزالة أي إشارة إلى «بيان جنيف» وضغطوا لحذف فقرة في مقدمة القرار نصت على «إنشاء هيئة حكم انتقالية جامعة تخوَّل سلطات تنفيذية كاملة تعتمد في تشكيلها على الموافقة المتبادلة مع ضمان استمرارية المؤسسات الحكومية»، لكن الجانب الأميركي مدعوماً بحليفيه البريطاني والفرنسي، أصروا عليها مع قبول طلب روسي تكرار الإشارة إلى بياني فيينا الأول والثاني.
وبدا واضحاً أن موسكو سعت إلى خلق مرجعية بديلة من «بيان جنيف» عبر التركيز على بياني فيينا، على أساس اعتقادها أن الظروف التي صدر بها «بيان جنيف» تغيرت، سواء لجهة تنامي خطر «داعش» أو لجهة فشل تجربة «تغيير النظام» في ليبيا، إضافة إلى انعكاسات التدخل العسكري الروسي في سورية. وكررت تعديلات موسكو المقترحة أكثر من مرة ذكر «الإرهاب» و «خطر الإرهاب» و «حكومة الجمهورية العربية السورية» في إطار مساعيها إعادة الشرعية إلى النظام مقابل اقتراح دول غربية عبارة «النظام»، غير أن القرار تحدث عن «سلطات» و «حكومة» سورية.
وتتعلق العقبة الثانية بالمهلة الزمنية لتشكيل الحكومة، إذ اكد كيري حصول ذلك خلال «شهر أو شهرين»، فيما اقترح لافروف «ستة أشهر»، علما أنه رفض إدراج ذلك في القرار، فيما تخص العقبة الثالثة وقف النار على الأراضي السورية كافة، إذ إن خبراء الأمم المتحدة عكفوا على صوغ خطة لوقف النار وإرسال المراقبين وآليات ذلك، بحيث يتوقف النار بين قوات النظام والمعارضة مقابل «تصعيد» النار من قبل هذه القوات المشتركة ضد «داعش» والإرهابيين. ولم يشترط القرار مسبقاً وقف النار لبدء المفاوضات، لكن اقترح أن يدخل حيّز التنفيذ «حال اتخاذ ممثلي الحكومة السورية والمعارضة الإجراءات الأولية على طريق الانتقال السياسي برعاية الأمم المتحدة». وتطرح أسئلة عن مدى التزام وقف النار من «داعش» و «النصرة» اللذين لم يشملهما الاقتراح، إضافة إلى تساؤلات عن دور ميليشيا إيرانية، وسط مطالب بـ «انسحاب جميع المقاتلين الأجانب» وموعد حصول ذلك.
وتتعلق العقبة الرابعة بالتنظيمات الإرهابية، إذ فشل الاجتماع الوزاري لـ «المجموعة الدولية» في إقرار قائمة موحدة بعد تقديم وزير الخارجية الأردني ناصر جودة إفادة حول نتائج استشارات أجرتها عمّان مع أطراف مختلفة وتضمنت قائمة مقترحة بنحو 167 تنظيماً «إرهابياً». وعندما أصرت دول على إدراج فصائل معارضة مثل «أحرار الشام» و «جيش الإسلام»، ردت دول عربية باقتراح 18 ميليشيا إيرانية، بينها «الحرس الثوري الإيراني». وكانت التسوية بتشكيل مجموعة عمل من إيران وروسيا والأردن وفرنسا كي تقدم لائحة إلى الأمم المتحدة. وكان الجانب التركي اقترح وضع «حزب الاتحاد الديموقراطي» بزعامة صالح مسلم ضمن لائحة الإرهاب على رغم دعم أميركا قواته (وحدات حماية الشعب) ضد «داعش». ويقترح المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، في المقابل، أن يكون مسلم جزءاً من الوفد التفاوضي.
وهنا تكمن العقبة الخامسة وتتناول تمثيل المعارضة أو «القائمة البيضاء». إذ أصرت روسيا على نقل فقرة تتعلق بالإشادة بنتائج المؤتمر الموسع للمعارضة السورية في الرياض من الفقرات العاملة في القرار 2254 إلى المقدمة، إضافة إلى أنها أضافت مؤتمري القاهرة وموسكو، كي يقوم دي ميستورا بالاختيار منها (المؤتمرات الثلاثة) وفداً للمعارضة. ووافقت واشنطن على ذلك بعدما حذفت اقتراحاً روسياً بالاعتماد أيضاً على مؤتمري المعارضة في دمشق للأحزاب المرخصة من النظام والحسكة الذي عقدته الإدارات الذاتية الكردية بالتزامن مع مؤتمر الرياض، وانتخبت «المجلس السوري الديموقراطي». وتردد أن دي ميستورا وافق على اقتراح موسكو إضافة أسماء إلى الوفد المعارض، بينهم هيثم مناع ممثل «المجلس السوري الديموقراطي» وقدري جميل.
هذا يفسر قلق المعارضة، إذ قال رئيس «الائتلاف الوطني السوري» خالد خوجة، إن القرار الدولي «بمثابة تقويض لمخرجات اجتماعات قوى الثورة في الرياض وتمييع للقرارات الأممية السابقة المتعلقة بالحل السياسي». وعلمت «الحياة» أن الهيئة العليا للمفاوضات التي تضم ممثلي جميع أطياف المعارضة، بما فيها «الائتلاف» و «هيئة التنسيق» (معارضة الداخل) ومستقلين وممثلي 15 فصيلاً مقاتلاً، تريثت في إرسال قائمة وفدها إلى دي ميستورا، في انتظار التأكد من أنباء أنه قرر إضافة 10 أسماء إلى قائمة الهيئة التي تضم 15 اسماً.
في المقابل، ترى دمشق أن «نجاح أي مسار سياسي يتطلب انخراط الحكومة فيه كشريك أساسي»، على حد تعبير مندوب سورية لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري.
الحياة
قذائف على دمشق … وغارات على الغوطة الشرقية
لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب
ارتفع إلى 70 شخصاً عدد الذين قتلوا في غارات روسية على مدينة ادلب شمال غربي البلاد أول من أمس، في وقت قتل وجرح مدنيون جراء سقوط قذائف على مناطق النظام في دمشق وحلب وسط شن قاذفات النظام أكثر من 35 غارة على الغوطتين الغربية والشرقية لدمشق.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن قوات النظام «قصفت الطريق الواصل بين قريتي دير مقرن وافرة بوادي بردى قرب دمشق، كما قصف الطيران المروحي ببرميلين متفجرين مناطق في مخيم خان الشيح، وببرميلين متفجرين آخرين مناطق في بلدة خان الشيخ بالغوطة الغربية، بينما استمر الطيران الحربي بقصفه لأماكن في منطقة المرج بغوطة دمشق الشرقية ليرتفع إلى أكثر من 21 عدد الغارات التي نفذها الطيران الحربي منذ صباح اليوم (أمس) على أماكن في المنطقة، وسط استمرار القصف من قبل قوات النظام على أماكن في المرج، فيما ألقى الطيران المروحي المزيد من البراميل ليرتفع إلى 10 عدد البراميل الملقاة على مناطق في مدينة داريا بغوطة دمشق الغربية، أيضاً استشهد مقاتل من الفصائل الإسلامية في اشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في الغوطة الشرقية».
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر في قيادة شرطة دمشق أن عناصر «جيش الإسلام» اطلقوا قذيفة هاون على حي مساكن برزة السكني (شمال دمشق) «ما تسبب بارتقاء شهيد وإصابة تسعة أشخاص بجروح متفاوتة نقلوا على اثرها إلى المستشفى لتلقي الإسعافات والعلاج الطبي اللازم».
وغالباً ما يستهدف مقاتلو المعارضة المتحصنون في محيط العاصمة أحياء سكنية في دمشق بالقذائف الصاروخية أصابت في الماضي مدارس ومؤسسات وأوقعت عشرات القتلى، في حين تقصف قوات النظام المناطق تحت سيطرة الفصائل المسلحة على أطراف العاصمة وفي ريفها بالمدفعية والطيران، ما تسبب بمقتل الآلاف خلال السنوات الماضية.
وفي مدينة حلب (شمال)، سقطت قذائف صاروخية على حي شارع النيل السكني، ما تسبب وفق الوكالة بـ «استشهاد ثلاث فتيات وإصابة اثنتين أخريين بجروح متفاوتة»، بحسب الوكالة.
وأوضح «المرصد السوري لحقوق الإنسان» من جهته «أن الشهداء الثلاثة (…) هم ثلاث شقيقات تتراوح أعمارهن بين الـ 16 والـ19 سنة». وأفاد بإصابة عدد من المواطنين بجروح جراء سقوط قذائف على أحياء في منطقة الحمدانية، التي تسيطر عليها قوات النظام في مدينة حلب.
وتشهد مدينة حلب معارك مستمرة منذ صيف 2012 بين كتائب المعارضة وقوات النظام التي تتقاسم السيطرة على أحيائها.
وقصفت طائرات حربية لا يعلم ما إذا كانت تابعة للنظام أم أنها طائرات روسية أماكن في شارع الـ 15 في حي الشيخ مقصود في مدينة حلب والذي تسيطر عليه «وحدات حماية الشعب» الكردية، فيما دارت «اشتباكات بين قوات النظام وحزب الله اللبناني ومسلحين من جنسيات سورية وعربية وآسيوية من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة وجند الأقصى والحزب الإسلامي التركستاني وجبهة النصرة من جهة أخرى، بمحيط بلدة خان طومان في الريف الجنوبي لمدينة حلب، وسط تقدم لقوات النظام ومعلومات مؤكدة عن سيطرة قوات النظام على تلة استراتيجية واقعة بين منطقة الراشدين الخامسة وخان طومان، حيث تترافق الاشتباكات مع مزيد من الغارات لطائرات حربية يعتقد أنها روسية على مناطق في ريف حلب الجنوبي».
وأعلن «فيلق الشام» مساء الأحد عن أسر مقاتليه عنصرين إيرانيي الجنسية من المليشيات الأجنبية المقاتلة في ريف حلب الجنوبي. ونشر على حسابه الرسمي في «تويتر» صورة للعنصرين، وقال إن «مقاتليه ألقوا القبض عليهما في بلدة خان طومان بريف حلب، والتي تشهد معارك عنيفة تحاول الميليشيات الأجنبية من خلالها فرض سيطرتها في المنطقة».
وتقصف القوات النظامية بانتظام الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة جواً، لا سيما بالبراميل المتفجرة التي حصدت آلاف القتلى منذ ذلك الحين، فيما يستهدف مقاتلو المعارضة الأحياء الغربية بالقذائف.
وفي وسط البلاد، ذكرت وكالة سانا أن «إرهابيين» استهدفوا مدينة السقيلبية (48 كلم شمال غربي مدينة حماة) بقذائف صاروخية، ما أدى إلى «ارتقاء شهيدين» وإصابة ثمانية آخرين بجروح، بينهم طفل.
وأحصى «المرصد السوري» من جهته «إصابة نحو 25 بجروح» في البلدة ذات الغالبية المسيحية. وفي غرب حماة أيضاً، أصيب شخصان بجروح جراء خمس قذائف صاروخية أطلقت على بلدة سلحب.
ودارت بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وعناصر تنظيم «داعش» من جهة أخرى، في محيط قرية الحدث ومنطقة مهين بريف حمص الجنوبي الشرقي، بالتزامن مع قصف جوي على مناطق الاشتباكات وسط معلومات أولية عن معاودة قوات النظام التقدم في المنطقة واستعادتها السيطرة على نقاط فيها. وقصفت طائرات حربية أماكن يسيطر عليها تنظيم «داعش» في مناطق حوارين والطفحة ووادي الزكارة والحدث بريف حمص الجنوبي الشرقي، في حين نفذت طائرات حربية يعتقد أنها روسية 12 غارة على أماكن في قرية الطيبة بريف منطقة الحولة، وسط قصف من قبل قوات النظام على مناطق في القرية بالريف الشمالي لمدينة حمص «ما أدى لاستشهاد مواطنة على الأقل وسقوط عدد من الجرحى»، بحسب «المرصد» وأضاف أن ذلك ترافق مع استهداف الفصائل الإسلامية بعدة قذائف تمركزات لقوات النظام في محيط منطقة الحولة، فيما نفذت طائرات حربية يعتقد أنها روسية نحو 20 غارة على مناطق في مدينة تدمر بريف حمص الشرقي، والتي يسيطر عليها تنظيم «داعش» منذ الـ 20 من أيار (مايو) الفائت من العام الحالي، ما أدى إلى سقوط جرحى، حيث ترافقت الاشتباكات مع قصف صاروخي على مناطق في أطراف المدينة، من قبل قوات النظام.
وتابع «المرصد»: «استشهد قائد كتيبة الدبابات في جيش النصر ونائب قائد اللواء السادس الملازم أول المنشق علي عباس جراء قصف لطائرات حربية على مناطق في الريف الشمالي لحماة، في حين تدور اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى في محيط قرية البحصة بسهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي. ونفذ الطيران الحربي 4 غارات على مناطق في أطراف ومحيط قرية الهداج بريف حماة الشرقي، ما أسفر عن استشهاد شخص، وسقوط عدد من الجرحى».
وفي شمال غربي البلاد، أفيد بارتفاع عدد قتلى الغارات الروسية أول من امس إلى أكثر من 70 شخصاً، في وقت قال «المرصد» إن الطيران الحربي «نفذ غارات على مناطق في بلدة التمانعة، ومناطق أخرى في قرية سكيك بالريف الجنوبي لمدينة إدلب، سقط المزيد من القذائف والتي أطلقتها الفصائل الإسلامية على مناطق في بلدتي كفريا والفوعة اللتين يقطنهما مواطنون من الطائفة الشيعية في البلدتين اللتين شهد محيطهما صباح اليوم (أمس) اشتباكات بين الفصائل الإسلامية وجبهة النصرة والحزب الإسلامي التركستاني من جهة، وقوات الدفاع الوطني ومسلحين محليين من الفوعة وكفريا من جهة أخرى».
واستمرت «الاشتباكات في محور عطيرة وعدة محاور أخرى بريف اللاذقية الشمالي، بين حزب الله اللبناني وقوات النظام مدعمة بمسلحين موالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من طرف، والفصائل المقاتلة والإسلامية مدعمة بالحزب الإسلامي التركستاني وجبهة النصرة من جهة أخرى، وسط تنفيذ طائرات حربية روسية للمزيد من الضربات على مناطق الاشتباك ومناطق أخرى بريف اللاذقية الشمالي»، بحسب «المرصد».
صفقة بين «النصرة» والنظام في درعا
لندن – «الحياة»
وصل عشرات العناصر من «جبهة النصرة» إلى مناطق النظام السوري في درعا لتوفير «ممر آمن» لهم إلى مناطق المعارضة بريف إدلب في مقابل إطلاق أسرى إيرانيين جنوب البلاد، في وقت رفع النظام حصاراً استمر نحو أربعة أشهر عن منطقة شمال غربي دمشق ضمن اتفاق مع المعارضة نص على استئناف ضخ المياه إلى العاصمة، بالتزامن مع شن الطيران السوري ما لا يقل عن 35 غارة على أطراف دمشق.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «ما لا يقل عن 27 عنصراً من النصرة وصلوا إلى مناطق سيطرة النظام في النجيح بريف درعا الشمالي، بينهم عدد من الجرحى ضمن اتفاق مسبق مع النظام»، موضحاً أن الاتفاق يسمح بانتقال 180 عنصراً من «النصرة» من ريف درعا إلى محافظة إدلب «في مقابل تسليم أسرى إيرانيين».
وليست المرة الأولى التي يجري ترتيب نقل مقاتلين معارضين إلى محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة وتعرضت أول من أمس لقصف روسي أسفر عن مقتل 70 شخصاً.
وأفادت «شبكة شام» المعارضة أمس، بأن النظام فتح طريق بسيمة- أشرفية الوادي في وادي بردي قرب الزبداني شمال غربي دمشق ضمن اتفاق مع المعارضة نص أيضاً على «فك الحصار وفتح الطرقات وإدخال المواد الى المنطقة وإخراج المعتقلات من سجون النظام مقابل عودة المياه كسابق عهدها إلى أحياء دمشق»، مشيرة إلى دخول فنيين إلى وادي بردى لإصلاح مضخات المياه.
وقطع مقاتلو المعارضة المياه عن دمشق قبل أشهر لمساندة حلفائهم في الزبداني وريف دمشق، فرد النظام بفرض حصار على المنطقة وقصفها في شكل مستمر.
وأشار «المرصد»، أمس، إلى أن الطيران السوري شن 21 غارة على مرج السلطان شرق دمشق حيث تدور معارك كر وفر منذ أسبوعين بالتزامن مع إلقاء 15 «برميلاً متفجراً» على داريا غرب دمشق. وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، أن عناصر «جيش الإسلام» أطلقوا قذيفة هاون على حي مساكن برزة السكني (شمال دمشق) «ما تسبب بارتقاء شهيد وإصابة تسعة أشخاص بجروح».
كما سقطت قذائف صاروخية على حي شارع النيل السكني في حلب شمالاً، ما تسبب، وفق الوكالة، بـ «استشهاد ثلاث فتيات وإصابة اثنتين أخريين بجروح متفاوتة». وتواصل قوات النظام، في غضون ذلك، هجومها في ريف حلب الجنوبي وسيطرت على قرية جديدة بعد يوم من سيطرتها على خان طومان المنطقة الاستراتيجية شمال البلاد.
هنغاريا تنعت النمسا بـ «الغباء» في قضية اللاجئين
بودابست، فيينا، طرابلس – أ ف ب، رويترز
اعتبرت هنغاريا المهددة بعقوبات من النمسا لرفضها استقبال مهاجرين في إطار برنامج الحصص للاتحاد الأوروبي، بأن فيينا تخلط بين «التضامن والغباء» في هذه المسألة، وفق ما صرح وزير الخارجية الهنغاري بيتر سيارتو. واعتبر سيارتو في تصريحات لوكالة أنباء بلاده، أن «المستشار النمسوي (فيرنر فايمان) لا يدرك الفارق بين التضامن والغباء». وأضاف أن «التضامن يتمثل في مساعدة الناس الذين هم في خطر على العيش قرب بلادهم وعلى العودة إلى وطنهم بعد نهاية النزاع. أما الغباء فهو السماح لمئات آلاف الأشخاص وربما ملايين، بالقدوم إلى أوروبا من دون مراقبة، فيما يرى الجميع، الأوروبيون كما المهاجرون، اليوم أنه لا يمكنهم الحصول على ما يأملونه».
وكان المستشار النمساوي اعتبر أن الدول التي تقاوم مبدأ الحصص الذي صادق عليه الاتحاد الأوروبي والتي تتلقى أموالاً تفوق مساهمتها في الميزانية، يمكن أن تتعرض إلى تعديل في هذه المعادلة المالية إذا استمرت في رفض استقبال اللاجئين على أراضيها. وجدد فايمان تهديده، مبدياً تبرّمه في تصريحات للتلفزيون العام النمسوي، من هذا «التضامن في اتجاه واحد» بين الدول الرافضة للحصص والاتحاد الأوروبي. كما هدد وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير السبت الماضي، هذه الدول بعقوبات قانونية تستهدف خصوصاً هنغاريا وسلوفاكيا اللتين رفعتا شكوى لدى محكمة العدل الأوروبية ضد نظام الحصص لتوزيع اللاجئين بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الذي اعتُمد في أيلول (سبتمبر) الماضي.
وكان سيارتو العضو في الحكومة الهنغارية المحافظة بقيادة فيكتور أوربان، اتهم المستشار النمسوي بترويج «أكاذيب بشأن هنغاريا» و«محاولة استقدام مزيد من المهاجرين إلى أوروبا عبر الابتزاز وتوزيعهم وفق نظام الحصص الإجبارية».
وفي إطار عملية توزيع 160 ألف لاجئ على دول الاتحاد الأوروبي، يتعين على هنغاريا وسلوفاكيا استقبال حوالى 2300 شخص. لكن تطبيق هذه الخطة الأوروبية يواجه صعوبات ويتقدم ببطء شديد.
في سياق متصل، قال نائب مستشار النمسا راينولد ميترلينر أمس، إن النمسا لا تستطيع استقبال أكثر من 100 ألف مهاجر في العام، وذلك بعد أن تعهدت ألمانيا بتحديد أعداد الوافدين. وقال ميترلينر من حزب الشعب المحافظ المشارك في الحكومة الائتلافية عن تقديراته للأعداد، إن «ما يتراوح بين 90 و100 ألف أكثر من هذا سيكون مستحيلاً». ونقل عن مستشار النمسا فيرنر فايمان المنتمي للحزب الاشتراكي الديموقراطي الذي يتبنى موقفاً أكثر تعاطفاً في المسألة مقارنة بالمحافظين قوله السبت الماضي، إن على النمسا أن تسرع في ترحيل المهاجرين الذين لا يحق لهم طلب اللجوء.
من جهة أخرى، أعلن مسؤول في خفر السواحل الليبي أمس، أن مهاجرَين غرقا في البحر بينما فُقد أثر 10 آخرين وأُنقِذ 108 إثر غرق مركبهم أمام مدينة جنزور على الساحل الليبي قرب طرابلس أثناء محاولتهم الإبحار نحو أوروبا.
الأمم المتحدة: المفاوضات حول سورية ستعقد في جنيف مطلع 2016
جنيف – أ ف ب
أعلن ناطق باسم الأمم المتحدة اليوم (الثلثاء)، أن المفاوضات المقبلة حول سورية ستجرى مطلع عام 2016 في جنيف برعاية الأمم المتحدة.
وقال الناطق ريال لوبلان: «المفاوضات ستجرى في جنيف لكن ليس لدينا بعد المواعيد الدقيقة».
وفي 19 كانون الأول (ديسمبر) الجاري، وللمرة الأولى في خلال نحو خمس سنوات من النزاع، اعتمد أعضاء مجلس الأمن الدولي الـ15 بالإجماع بما فيها روسيا قراراً يضع خريطة طريق لحل سياسي في سورية. وفضلاً عن إجراء مفاوضات بين المعارضة والنظام ووقف إطلاق نار ينص القرار على تشكيل حكومة انتقالية في غضون ستة أشهر وإجراء انتخابات في غضون 18 شهراً. وتريد القوى العظمى محاولة إسراع العمل بهدف إطلاق المحادثات مطلع كانون الثاني (يناير) المقبل بالتزامن مع وقف لإطلاق النار برعاية الأمم المتحدة على الأراضي السورية كافة.
وأسفر هذا النزاع عن سقوط أكثر من 250 ألف قتيل، إضافة إلى نزوح الملايين.
«داعش» يحاصر تَرِكة أوباما وقد يعيد المحافظين الجدد إلى البيت الأبيض
واشنطن – جويس كرم
كان مفترضاً أن يكون العام ٢٠١٥ أميركياً، عام الإنجازات الديبلوماسية وإنهاء حال العداء الدائم مع إيران وكوبا بالرهان على الاتفاق النووي والانفتاح التجاري معهما. ورغم إنجاز هذه الاتفاقات، هيمن صعود تنظيم «داعش» وتهديده الغرب، من باريس إلى كاليفورنيا، على رصيد الرئيس باراك أوباما، مهدداً بتقويض ترِكته السياسية واحتمال إعادة المحافظين الجدد إلى البيت الأبيض عام 2016.
«داعش» الذي وصفه أوباما بأنه مثل فريق «جاي في»، أي الهواة في رياضة كرة السلة، يطارد شبحه الإدارة الأميركية ويُظهر حجم التصدّعات في عقيدة الرئيس الأميركي الخارجية، فمن الانسحاب المبكر من العراق، إلى تجاهل الحريق السوري، فتحت سياسات أوباما -كما يقول منتقدوه- الباب لـ «داعش» على مصراعيه للتمدُّد بين الموصل وتدمر.
عقيدة أوباما والواقع
وصول أوباما إلى البيت الأبيض عام ٢٠٠٨ كان في جزء منه رداً عكسياً على سياسات سلفه جورج دبليو بوش الذي خاض حربي أفغانستان والعراق، وضاعف العجز المادي، وأضر بموقع أميركا دولياً. واعتمد صعود أوباما على نبرة انقلابية ضد بوش، بإعطاء أولوية للانسحاب من العراق، والتواصل مع إيران التي كانت في «محور الشر» سابقاً، وإنعاش عملية السلام. وكان هدف كل ذلك أن يبدو أوباما رئيساً «تحوُّلياً» على الساحة الدولية، كما كان رونالد ريغان وقبله جون كينيدي.
سريعاً اصطدم أوباما بواقع شرق أوسطي معقّد أفشل خطط عملية السلام، وإغلاق غوانتانامو، وأبقى على المفاوضات مع إيران وسرّع الانسحاب من العراق، وبقي على مسافة من سورية. ويعزو المراقبون هذه السياسات إلى عودة «داعش» من باب التهميش في العراق والفوضى السورية، وبسبب تراجع القيادة الأميركية في المنطقة كما تقول نائب رئيس الدراسات الخارجية في معهد «أميركان إنتربرايز» دانيال بليتكا لـ «الحياة». وتعتبر بليتكا أن الرئيس الأميركي المقبل وبصرف النظر عن اسمه وحزبه «سيواجه عواقب الاتفاق الإيراني المدمّرة والفشل في إدارة الملف السوري، وصعود تنظيم داعش وازدياد قوته».
وترى بليتكا أن الواقع الذي سيتركه أوباما لخَلَفه هو «كابوس حقيقي»، وتشدد على أن التغيير الجذري في السياسة الأميركية لا مفرّ منه، سواء كان الرئيس المقبل الجمهوري ماركو روبيو أو دونالد ترامب، أو الديموقراطية هيلاري كلينتون.
فالرهان على أن الاتفاق النووي الإيراني سيقوّي المعتدلين، ويفتح أفق التعاون بين واشنطن وطهران، بعد مصافحة فيينا في تموز (يوليو) الفائت، سقط أيضاً هذه السنة، فمن اعتقال أربعة مواطنين أميركيين إلى الدخول مع روسيا في التصعيد العسكري في سورية إلى عرقلة الاستراتيجيا في بغداد، لم يأتِ الاتفاق النووي بـ «بداية جديدة» مع إيران، ولم ينهِ التجاذب الإقليمي، فالمعتدلان اللذان تراهن عليهما واشنطن، الرئيس حسن روحاني ووزير خارجيته جواد ظريف، لا يمتلكان مفاتيح القرار، كما يقول مسؤول أميركي لـ «الحياة»، وفي ملفات إقليمية أبعد من الاتفاق النووي.
هذا يعني أن الإنجاز النووي مع إيران هو بالدرجة الأولى تقني واقتصادي، يتيح إمكان فتح باب ضيق للاستثمارات في ضوء استمرار العقوبات غير النووية، ومصيره غير محسوم بعد عشر سنين. أما الزيارات المتبادلة والإفراج عن الرهائن فغير وارد في القاموس الإيراني- الأميركي، وأيديولوجيا الثورة في ١٩٧٩ برهنت أنها أقوى من رسائل أوباما إلى مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي.
وتبدو حظوظ أوباما بزيارة هافانا أعلى بكثير مما قد تأتي به طهران أو فرص إغلاق معتقل غوانتانامو. فكوبا فيدل وراؤول كاسترو تحركت بسرعة لكسر الجمود في العلاقة هذه السنة، وذلك عبر فتح السفارات ومن ثم استئناف حركة البريد والطيران بين الجزيرة الشيوعية وأميركا الرأسمالية. وقد تتوّج هذه الخطوات بزيارة تاريخية لأوباما إلى هافانا العام المقبل، بعد ستة عقود من القطيعة الديبلوماسية والاقتصادية بين البلدين.
صعود «داعش»
جاءت الانتكاسة الأكبر لإدارة أوباما في 2015 من عدو قلّل من أهميته البيت الأبيض قبل عامين، وهو غير مستعد لتبني استراتيجيا عسكرية قادرة على هزيمة «داعش» بدل احتوائه. فهذا العام ورغم أكلاف الضربات الجوية، توسع «داعش» في الرمادي وريف حلب وتدمر، ورسخ قبضته في الموصل والرقة.
الفشل في احتواء «داعش» اتضح من خلال اعتداءات باريس في ١٣ تشرين الثاني (نوفمبر)، ثم في اعتداء سان برناردينو في ٢ كانون الأول (ديسمبر) الجاري. هاتان المحطتان رسّختا القناعة الأميركية خارج الإدارة بأن الاستراتيجيا الحالية غير كافية، وبأن الاحتواء الذي يعتمده أوباما فشل في حماية الأمن القومي الأميركي، كون اعتداء كاليفورنيا هو الأكبر إرهابياً منذ ١١ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠١. ويقول مسؤول ديموقراطي سابق على تواصل مع البيت الأبيض، إن فريق أوباما متمسك بصواب نهجه، ولا يريد تصعيداً بإرسال قوات أميركية تقاتل ضد «داعش» أو إنشاء مناطق حظر جوي قد تقود إلى مواجهة مع روسيا في سورية.
وساهمت الاعتداءات الأخيرة واللهجة الانتخابية في أميركا المنتقدة بشدة لأوباما، في تهاوي ثقة الأميركيين بجهوده ضد «داعش»، إذ أبدى ٣٤ في المئة فقط اقتناعهم بأن هذه الاستراتيجيا ستنجح، فيما ارتفعت المخاوف من عمل إرهابي الى أعلى نسبة في أميركا منذ ١١ أيلول (سبتمبر ) 2001، وبلغت ٧٩ في المئة (استطلاع «نيويورك تايمز»). مع ذلك، من غير المتوقع أن تشهد الأشهر المقبلة تحوُّلاً في سياسة أوباما التي تبقى محصورة بالضربات الجوية، وتحسين التعاون الاستخباراتي مع الحلفاء من دون التصعيد براً، رغم انهيار برنامج تجهيز قوات للمعارضة سورية، وفشل بغداد في تسليح العشائر وتأهيل قوة سنّية ضد «داعش».
المحافظون الجدد
انتكاسات إدارة أوباما في الخارج تثير قلقاً في معسكر هيلاري كلينتون الانتخابي، فوزيرة الخارجية السابقة غير قادرة على إعلان طلاق كامل مع رصيد أوباما الذي كانت جزءاً منه لأربع سنوات، وهي تحاول اليوم البقاء على مسافة، بتأييد الخطوط العريضة والتمايز بالتكتيكات واللهجة.
تؤيد كلينتون الاتفاق النووي الإيراني لكنها تنتقد «أذرع إيران في كل النزاعات الإقليمية» وبينها اليمن، كما قالت في خطاب أمام مجلس العلاقات الخارجية. وتؤيد السيدة الأولى السابقة محادثات فيينا الخاصة بسورية، إنما تدعو لإنشاء منطقة حظر جوي والتصدي لروسيا. ويقول مستشار في حملتها لـ «الحياة»، إن كلينتون ستُصعِّد في خطابها بعد تجاوز الانتخابات التمهيدية ونيل ترشيح الحزب الديموقراطي في الربيع المقبل، من دون التفريط بعلاقتها مع أوباما الذي ستحتاج إلى دعمه الانتخابي، وحشده أصوات الليبراليين والأقليات.
وساهمت تعثُّرات أوباما في إعطاء الاندفاعة الأكبر للمحافظين الجدد منذ مغادرة بوش الابن الحكم. إذ عادت اللهجة المتشددة إلى حملات المرشحين الجمهوريين روبيو وتيد كروز ودونالد ترامب، الذين تعهّدوا إلغاء الاتفاق النووي الإيراني، والتصعيد جواً وبراً ضد «داعش». كما تبرز أسماء من حقبة بوش، بينها بول وولفوفيتز وستيفن هادلي في الحملات الرئاسية للجمهوريين. وفيما يستبعد الخبير الجمهوري من معهد «مؤسسة الدفاع عن الديموقراطية» جوناثان شانزر، العودة إلى سياسات بوش، يقول لـ «الحياة» إن الحزب الجمهوري «أكثر حذراً وأقل أيديولوجية عما كان عليه أيام بوش عام 2000». ولا يرى أن هناك قابلية كبيرة لدى الرأي العام الأميركي لخوض حروب في المنطقة.
في الوقت ذاته يُجمع الخبراء على أن تخبُّطات أوباما هذه السنة، من الرهان على إيران، إلى التقليل من خطر «داعش»، ستفرض إعادة التوازن إلى السياسة الخارجية الأميركية بعد خروجه من البيت الأبيض، وستطرح علامات استفهام حول شرعيته الخارجية، بين نجاحات هافانا وخيبات المنطقة.
توافق فرنسي – روسي على تبادُل “المعلومات العسكرية” موسكو تُواجه صعوبة في تفريغ تسجيل الطائرة
المصدر: (و ص ف، رويترز)
التقى وزير الدفاع الفرنسي جان – ايف لودريان أمس في موسكو وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو واتفقا على تعزيز تبادل المعلومات الاستخبارية العسكرية في اطار محاربة تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش).
وصرح لودريان للصحافيين بعد اللقاء: “اتفقنا على تعزيز مبادلاتنا في مجال المعلومات العسكرية، في شأن حصيلة غاراتنا وتحديد مكان “الجماعات الارهابية، موضحاً ان ذلك “يترجم في شكل ملموس بتقارب بين أجهزة استخباراتنا العسكرية”.
ومن أولويات هذا اللقاء الثنائي الاول للوزيرين منذ سنتين، اتفاق فرنسا وروسيا ايضاً على “تعزيز تبادل المعلومات الاستخبارية” عن المقاتلين الاجانب الموجودين على الاراضي السورية.
وأوضح ان “هذا لا يعني تحالفاً بل تنسيقاً”، مضيفاً ان محادثاته مع شويغو تناولت حصراً “التفاصيل العسكرية” للنزاع في سوريا.
وقال لودريان قبل لقائه شويغو: “ثمة عدد كبير من الناطقين الروسية في صفوف داعش يمكننا الحصول على معلومات في شأنهم، وفي المقابل يمكنهم (الروس) الحصول على معلومات عن الناطقين الفرنسية”.
وتقدر أجهزة الاستخبارات الروسية بنحو 2900 عدد الروس الذين يقاتلون في صفوف مجموعات جهادية في سوريا والعراق ويتحدر معظمهم من القوقاز الروسي الذي يشهد اضطرابات.
وتأتي زيارة لودريان لموسكو استكمالا لزيارة الرئيس فرنسوا هولاند الذي التقى الرئيس فلاديمير بوتين في 26 تشرين الثاني وبحث معه في مسألة التعاون في محاولة لقيام تحالف واسع ضد “داعش” غداة اعتداءات باريس، لكن الزيارة بقيت رمزية الى حد كبير.
وقال الوزير الفرنسي في مستهل اجتماعه مع نظيره الروسي: “ان هذا اللقاء يأتي بعد اجتماع 26 تشرين الثاني بين رئيسينا. علينا ان نبدأ بتنفيذ عدد معين من التوجيهات التي أعطيت لنا”.
ووصفت وزارة الدفاع الروسية في بيان المحادثات بأنها كانت “براغماتية وصريحة”.
وقال شويغو ان على البلدين “ايضاح بعض الجوانب المتعلقة بالتعاون أكان على الارض ام في الجو”، مشيراً الى انه عقدت فعلاً “لقاءات للبحارة الروس والفرنسيين في المتوسط” في غمرة اعتداءات باريس في 13 تشرين الثاني. وأرسلت موسكو قسماً من أسطولها الى نقطة قبالة السواحل السورية، بينما أرسلت فرنسا حاملة طائراتها النووية شارل ديغول.
وأفاد مصدر في أوساط الوزير الفرنسي أنه “ليس لدينا حكما الاهداف نفسها في سوريا ولكن هناك على الاقل هدف مشترك هو استئصال داعش”.
ونشرت فرنسا أخيراً حاملة الطائرات “شارل ديغول” في الخليج وعلى متنها 26 طائرة مطاردة قاذفة لضرب “داعش” في سوريا والعراق كما انها تنشر 12 طائرة قاذفة اخرى في الاردن ودولة الامارات العربية المتحدة.
وقام لودريان بزيارته لموسكو بعد زيارة هولاند الذي التقى الرئيس بوتين في 26 تشرين الثاني لمحاولة اقامة ائتلاف موسع لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية غداة اعتداءات باريس.
واتفق الرئيسان في حينه على “تكثيف” الغارات الجوية الروسية والفرنسية على الجهاديين و”تنسيقها” وخصوصا ضد عمليات تهريب النفط التي تعتبر مصدر تمويل لـ”داعش”، وتبادل المعلومات الاستخبارية.
وكثفت موسكو مذذاك غاراتها على التنظيم، غير انها لا تزال تستهدف في 80% من قصفها بقية فصائل المعارضة المسلحة ولا سيما منها المعارضة المدعومة من الغرب، بحسب مصادر عسكرية فرنسية.
واستمر التنسيق رمزيا ايضا بين الجيشين اللذين يعتمدان تقاليد مختلفة وثقافتين مختلفتين تماما، وهو يقتصر على تفادي الحوادث في الجو.
وهذا اللقاء هو الثاني للودريان وشويغو في اطار ثنائي، فقد جمدت العلاقات بين الوزيرين لمدة تقارب سنتين اثر ضم موسكو شبه جزيرة القرم الاوكرانية في آذار 2014.
كما ألغت فرنسا تسليم سفينتين حربيتين من طراز “ميسترال” الى البحرية الروسية بسبب الخلاف على اوكرانيا ودعم موسكو المتمردين في شرق أوكرانيا.
وفي تحول غير مسبوق منذ نشوب النزاع في سوريا، اصدر مجلس الامن بالاجماع الجمعة قرارا يدعو الى وقف النار وبدء مفاوضات سلام اعتبارا من مطلع كانون الثاني ولو ان بعض الخلافات لا يزال قائما وفي مقدم ذلك مصير بشار الاسد.
الطائرة الروسية
من جهة اخرى، قال محققون في موسكو إنهم لا يستطيعون الحصول على معلومات من الصندوق الأسود للطائرة الحربية الروسية التي أسقطتها تركيا الشهر الماضي نظرا الى تضرره بشدة.
وكان الكرملين يأمل في أن تدعم البيانات الواردة في مسجل الطائرة نظريته في شأن حقيقة ما جرى.
وفتحت وزارة الدفاع الروسية علانية مسجل الطائرة الأسبوع الماضي أملاً في أن تعزز محتوياته تأكيدات موسكو أن الطائرة الحربية لم تدخل المجال الجوي التركي وأنها أسقطت عمداً.
وقال نائب رئيس هيئة سلامة التحليقات في القوات الجوية الروسية سيرغي بانيتوف: “اتضح انه من المستحيل استرجاع المعلومات وقراءة بيانات التحليق… نتيجة أضرار داخلية (لمسجل الطائرة)”.
وأوضح أن 13 لوحة ذاكرة من أصل 16 لوحة لمسجل الطائرة دمرت وأن اللوحات المتبقية لحقت بها أضرار. وأضاف أن روسيا ستسعى الآن للحصول على مساعدة من متخصصين قائلا إن الأمر سيستغرق “وقتاً طويلاً” قبل امكان تحقيق انفراج.
وكان إسقاط الطائرة الروسية من طراز “سوخوي – 24” بواسطة مقاتلات تركية في 24 تشرين الثاني أخطر مواجهة بين موسكو وتركيا العضو في حلف شمال الأطلسي في السنوات الـ50 الاخيرة.
وتقول تركيا إن الطائرة الحربية المشاركة ضمن قوة روسية تتمركز في سوريا دخلت مجالها الجوي وتجاهلت تحذيرات متكررة بالخروج. بينما تقول روسيا إن الطائرة لم تبرح سوريا ولم تمثل أي تهديد لتركيا.
وثيقة «تصنيف» الإرهاب الأردنية تستفز إيران وتقلق تركيا ولا ترضي كل الشركاء العرب
سفيرة واشنطن تسأل بعض «كبار» الأردن: هل أنتم جادون في التقارب مع بوتين؟
عمان ـ «القدس العربي» من بسام البدارين: قد لا تخدم المناورة الدبلوماسية التي تقدم بها وزير الخارجية الأردني ناصر جودة هدفها جيداً عندما يصف وثيقة تصنيف الإرهاب في سوريا بأنها «ليست وثيقة أردنية» بل وثيقة «منسقة» عبر الأردن.
مثل هذه المراوغة الدبلوماسية مطلوبة ومفهومة، لكنها لا تؤثر في سياقات الأحداث، فالوثيقة بالعرف الإعلامي والسياسي ارتبطت باسم الحكومة الأردنية ونتجت بالضرورة ليس فقط عن «تنسيقيات لقاء باريس» التي سبقت لقاء المعارضة السورية في الرياض بل حصرياً عن مساحات التقارب الغامض التي تنمو بين عمان وموسكو.
تلاحظ شخصية برلمانية مخضرمة من وزن وزير الداخلية الأسبق سعد هايل السرور بأن المملكة يمكنها الاستغناء عن الصداع السياسي الناتج عن تسمية تصنيفية محددة على أساس أن الإرهاب حتى في الموقف السياسي الأردني العتيق مصنف أصلاً.
وجهة نظر سياسيين متعددين في عمان أن الحاجة لم تكن ملحة لتحمل كلفة وثيقة تصنيفية من حيث المبدأ ويقترح السرور أمام «القدس العربي» رصد وتتبع الموقف السياسي الأردني من الملفين السوري والعراقي قبل انفلات الأحداث وتجاهل سلسلة طويلة من «النصائح» العقلانية للقيادة الأردنية.
بكل الأحوال مثل هذه الآراء لا تحكم الدبلوماسية الأردنية، فالوزير جودة ولأسباب ما زالت غير واضحة قبل بمهمة «التعليق» على مسألة أعلنتها روسيا عمليا لأن موسكو هي العاصمة التي أعلنت عن تسلمها لوثيقة التصنيف الأردنية.
وسواء كان التصنيف أردنياً أو منسقاً فعلاً وفقط عبر الأردن النتيجة السياسية واحدة وعبرت عنها وزارة الخارجية الإيرانية عندما نددت بسعي الأردن لتصنيف «الحرس الثوري الإيراني» في سوريا بالمستوى الإرهابي.
ليس سراً أن القبول بمهمة «تصنيف» المجموعات والمنظمات في ساحة مزدحمة بالأجندات الإقليمية والدولية مثل سوريا مهمة محفوفة بالمخاطر والمزالق بكل الأحوال، ولا يمكنها ان تتناسب مع طبيعة المرونة السياسية المألوفة في بلد كالأردن يؤسس مجده الدبلوماسي على فكرة القدرة ودوما على التحدث مع جميع الأطراف.
الأدلة تنمو يوميا على هذه المزالق، فالوثيقة التصنيفية التي تحمل اسم الحكومة الأردنية أزعجت إيران وتغضب حزب الله اللبناني وتقلق تركيا ولا تتشاور مع قطر والسعودية وإن كانت منسجمة مع دول محددة مثل الإمارات ومصر.
أنقرة حتى اللحظة لم تعلق على ملف التصنيف الأردني لكن كبار المسؤولين يعتبرون أن وضع «حركة أحرار الشام» ضمن السياق التصنيفي الإرهابي بالسيناريو الأردني خطوة «محرجة» للعلاقات الأردنية التركية إن لم تكن «عدائية».
صاحب القرار الأردني قبل أصلا بالمهمة التصنيفية ووفر لها الغطاء السياسي والدبلوماسي لكي تولد بالتزامن عشية قرب نهاية ولاية الرئاسة الأردنية لمجلس الأمن وقرار مجلس الأمن الأخير الذي أسس لتوافقات محتملة تطال الملف السوري.
لكن ذلك لا يعني أن عمان التي تواجه تحديات جدية اقتصادياً وأمنياً ومالياً وجدت ضالتها في تأسيس الحفاظ على دورها الإقليمي عبر التقدم بوثيقة تصنيفية مثيرة للجدل، لأن قبول مهمة التصنيف شكل أصلاً من باب التحليل السياسي أساسا خلفيا لتدشين مرحلة التعاون «الأمني» المثير للجدل مع روسيا باعتبارها اللاعب الأهم في سوريا المجاورة اليوم.
تلك بحد ذاتها قصة مختلفة تماما لكن القبول بمهمة التصنيف كان القرينة الأهم سياسيا وإعلاميا على أن عمان تبذل جهدا أكبر لتنمية وتطوير منظومة علاقاتها مع روسيا، خصوصا بعدما تجاهل الأمريكيون مواقفها ومصالحها وتنكر الأشقاء برأي رموزها لمشكلاتها وتحديدا الاقتصادية في الوقت، الذي تبدو فيه موسكو مستعدة لكلفة التقارب.
هنا حصريا بدا لافتا أن واشنطن الصامتة حتى اللحظة عن التقارب الأردني الروسي منزعجة أو تستفسر وتراقب، بدليل أن سفيرتها المثيرة للجدل في الأردن أليس ويلز تطرح في ملامساتها الدبلوماسية الخاصة على نخبة من كبار المسؤولين والسياسيين السؤال التالي:هل حقاً أنتم متجهون لعلاقات أوسع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؟
روسيا تضمن بقاء الأسد عاميين إضافيين وتستمر في قتل المدنيين السوريين
أنقرة- الأناضول: نجحت روسيا في ضمان بقاء رئيس النظام السوري، بشار الأسد، على رأس السلطة عامين إضافيين، من خلال تمرير قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، الجمعة الماضية، الذي وضع خارطة طريق للحل السياسي في سوريا، في وقت تواصل فيه المقاتلات الروسية قتلها للمدنيين السوريين، وتحاول موسكو ضم أسماء مقربة منها ومن الأسد، إلى وفد المعارضة الذي سيفاوض وفداً للنظام.
وصادق مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، على المسائل المتفق عليها خلال اجتماع “مجموعة العمل الدولية لدعم سوريا”، بمدينة نيويورك الأمريكية، في 18 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، حيث تضمن قرار المجلس تطبيق وقف لإطلاق النار في سوريا، باستنثناء المناطق التي يسيطر عليها تنظيم “داعش”، وجبهة النصرة ومثيلاتهما، مع بدء علمية التفاوض، ابتداءً من مطلع كانون الثاني/ يناير 2016، والبدء بعملية انتقال سياسي على الأرضية المتفق عليها في بيان جنيف (حزيران/ يونيو 2012) وبيان اجتماع فيينا (14 نوفمبر/ تشرين الثاني).
وينص القرار الأممي على ضرورة تشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات، بموافقة النظام والمعارضة، خلال مرحلة التفاوض، التي تمتد من بداية يناير/ كانون ثاني المقبل، إلى نهاية حزيران/ يونيو 2016، يليها مرحلة انتقالية أمدها 18 شهراً، تعد خلالها الحكومة الجديدة إصلاحات دستورية، وفي نهايتها يتم تنظيم انتخابات عامة في البلاد بإشراف أممي.
ولم يوضح قرار مجلس الأمن العديد من المسائل، التي لم تتمكن مجموعة العمل الدولية لدعم سوريا من تجاوزها، خلال المحادثات، إذ لم يتضمن القرار أي مواد حول وجود دور للأسد من عدمه، خلال مرحلة الانتقال السياسي، ولذلك يمكن القول أن الأسد كسب عامين إضافيين على رأس السلطة، على الأقل، مع الأخذ بعين الاعتبار التأخير الذي ممكن أن يحدث.
وتعمل روسيا، التي ضمنت بقاء الأسد في السلطة، منذ مدة، على إضعاف المعارضة عن طريق الأمم المتحدة في المرحلة الانتقالية التي شملها القرار.
ومع انتظار الجماعات المعارضة للنظام، أو التي تقاتله، دعوة الأمم المتحدة من أجل بدء المفاوضات، تسعى روسيا منذ فترة، عن طريق الأمم المتحدة، إلى ضمان أن تكون الجماعات المعارضة المقربة منها، ومن الأسد، فاعلة ضمن وفد المعارضة المفاوض.
وخلال مرحلة الإعداد لاجتماع نيويورك، اتخذت المعارضة المعتدلة، قرار التفاوض مع نظام الأسد في إطار بيان جنيف، وذلك خلال اجتماعها في عاصمة المملكة العربية السعودية، الرياض، يومي 9 و10 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، حيث اُختير رئيس الوزراء السابق في سوريا، رياض حجاب (منشق)، رئيساً للهيئة التفاوضية العليا.
وبنفس الفترة التي شهدت عقد اجتماع الرياض للمعارضة السورية، نظم حزب “حزب الاتحاد الديمقراطي” (الذراع السوري لمنظمة بي كا كا الإرهابية)، الذي لم تتم دعوته إلى الرياض، اجتماعاً موازياً في مدينة المالكية، بمحافظة الحسكة (شمال شرقي سوريا)، حيث شارك في الاجتماع جماعات “معارضة” مقربة من النظام، مثل ” جبهة التغير والتحرير”، و”الحزب السوري القومي الاجتماعي”، و”حزب الإرادة الوطنية”، وسبق أن حضرت هذه الجماعات، إضافة إلى بعض المنظمات المتعاونة مع النظام والمتواجدة في العاصمة دمشق، ما عرف باسم لقائي موسكو التشاوريين (في 26 – 29 يناير/ كانون الأول الماضي و6 -9 إبريل/ نيسان الماضي)، وكذلك مؤتمر القاهرة في حزيران/ يونيو الماضي.
هل يمكن إعلان الجهات التي لا تمتثل لوقف إطلاق النار أنها منظمات إرهابية؟
كانت الجماعات السورية المعارضة، ترغب في الحصول على تعهد يضمن رحيل الأسد، من أجل الدخول في العملية السياسية، وإعلان وقف إطلاق نار، إلا أن تلك الجماعات التي وضع أمامها، “خطة انتقالية بوجود الأسد”، تواجه خطر إظهارها كـ “عدو مشترك”، مثل “داعش”، في حال رفضها مرحلة انتقالية بوجود الأسد.
وفي الجولة الثانية من محادثات فيينا (14 نوفمبر/ تشرين الثاني)، كلفت الأردن بتقديم “قائمة المنظمات الإرهابية”، ضمن المعارضة، وذلك بعد إصرار روسي بهذا الخصوص، إلا أنه لم يتم الموافقة على القائمة التي قدمتها خلال مناقشات نيويورك، فيما لا يمكن تغييب احتمال سعي روسيا إلى زج جماعات معارضة، ضمن قائمة المنظمات الإرهابية، متذرعة بعدم مشاركتها في وقف إطلاق النار، وذلك ضمن مساعيها لتوسيع تلك القائمة.
– تواصل الغارات الروسية ضد المدنيين
دعا قرار المجلس 2245 إلى ضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى كافة أنحاء سوريا، وتشكيل بيئة آمنة من أجل عودة اللاجئين في بلدان الجوار إلى سوريا.
ورغم نجاح روسيا في تمرير خياراتها المتعلقة بالمرحلة السياسية في هذا القرار، إلا أن قرابة 80 مدنياً فقدوا حياتهم جراء الغارات الروسية في سوريا أيام 18 و 19 و 20 كانون الأول الجاري.
فقد قُتل 16 شخصاً، وأصيب 20 آخرون جراء تلك الغارات في مدينة جسر الشغور بمحافظة إدلب يوم 18، فضلاً عن مصرعه ثمانية وإصابة 17 آخرين يوم 19 من ذات الشهر في قصف أحياء مدنية تابعة لحلب.
ويوم الاثنين أسفرت الغارات الروسية على مبنى المحكمة في ادلب عن مقتل 40 مدنياً وإصابة 150، فيما لقي 13 مدنياً حتفهم في غارة على بلدة كفرنبوده بريف حماة.
– رسالة تركيا
أصدرت وزارة الخارجية التركية بياناً، قالت فيه، إن تركيا تدعم الحل القائم على تنحي رئيس النظام السوري، بشار الأسد، من منصبه بعد تسليم كافة صلاحياته للحكومة المؤقتة، خلال مرحلة الانتقال السياسي.
وأشار البيان أن قرار مجلس الأمن الدولي يتضمن عملية انتقال سياسي، ذات جدول زمني، تستند إلى بيان جنيف الصادر في 30 يونيو/ حزيران 2012، لتشكيل حكومة انتقالية تملك كامل السلطة التنفيذية، عن طريق إجراء المفاوضات بين الأطراف السورية.
وأضاف أن القرار يعكس الرؤية المشتركة للمجموعة الدولية لدعم سوريا، التي تعد تركيا عضواً فيها.
وأضاف البيان، أن الأمن والاستقرار في سوريا، لن يتحققا إلا من خلال إجراء انتخابات عادلة وحرّة يتمكن خلالها الشعب السوري من فرض إرادته بشكل مباشر، وتفويض حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات، وانسحاب عناصر النظام السوري الملطخة أيديها بالدماء وعلى رأسها بشار الأسد، مؤكدًا أن تركيا ستواصل دعمها في هذا السياق، للعملية السياسية”.
مقاتلات روسية لحراسة الأسد من دمشق إلى طهران
6 قتلى و21 جريحا جراء قذائف على مناطق تحت سيطرة النظام
إسطنبول ـ الأناضول: كشف تقرير نشرته وكالة «فارس» الإيرانية، شبه الرسمية، أن أربع مقاتلات حربية روسية سترافق طائرة رئيس النظام السوري، بشار الأسد، خلال رحلته المزعومة إلى طهران، نهاية الشهر الحالي، لحراسته ذهابا وإيابا.
وذكر التقرير الذي أسندته وكالة «فارس» إلى صحيفة «الديار» اللبنانية، أن الطيران الروسي أبلغ قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، بالأمر، مشيرا أنه ستكون للمقاتلات الروسية صلاحية إطلاق النار على كل طائرة تقترب من الطائرة التي ستُقل الأسد على متنها.
وكان مسؤول إيراني (لم يكشف عن اسمه)، قال في حديثه لوكالة وكالة أنباء «جامعة آزاد» الإسلامية، الخميس الماضي، إن الأسد سيزور طهران نهاية شهر كانون الأول/ ديسمبر الحالي، لافتا أن الإعلان عن التفاصيل المتعلقة بالزيارة سيتم في وقت لاحق. وأضافت الصحيفة أن الرئيس الأسد سيصل إلى طهران عبر الأجواء العراقية. وقالت إن «القيادة الجوية للتحالف الدولي تلقت تحذيرات بعدم الاقتراب من طائرته لتجنب الاشتباك مع الطائرات الروسية المرافقة له».
وأضاف مصدر مطلع قائلا «ستكون زيارة الأسد إلى طهران هي الثانية خارج بلاده منذ بداية الحرب الأهلية قبل أربع سنوات، أما الأولى فكانت لموسكو الشهر الماضي».
وأكد المصدر أن زيارة الأسد ستكون نهاية الشهر الحالي أو بداية العام المقبل، وسيعلن عن تفاصيل الزيارة في وقت لاحق.
يذكر أن وكالة أنباء «الطلبة» الإيرانية، شبه الرسمية، كانت قد نفت مزاعم زيارة الأسد إلى إيران، والتي لم تؤكَّد من قبل مصادر رسمية، مشيرة أنه «حتى لو كانت هناك زيارة كهذه، لا يمكن الإعلان عنها مسبقا، للضرورات الأمنية.»جدير بالذكر أن رئيس النظام السوري، بشار الأسد، أجرى أول زيارة خارجية له ، منذ بدء الحرب الداخلية فيها بتاريخ 21 تشرين الأول/ أكتوبر من عام 2011، التي تسببت بمقتل نحو 400 ألف شخص، إلى روسيا، والتقى فيها بالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وجرى الإعلان عن الزيارة عقب عودته إلى دمشق، لدواع أمنية.
الى ذلك قتل ستة مدنيين وجرح 21 آخرون على الأقل، الاثنين، جراء سقوط قذائف على مناطق عدة تحت سيطرة النظام السوري، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية «سانا».
وغالبا ما يستهدف مقاتلو المعارضة المتحصنون في محيط العاصمة أحياء سكنية في دمشق بالقذائف الصاروخية أصابت في الماضي مدارس ومؤسسات واوقعت عشرات القتلى، في حين تقصف قوات النظام المناطق تحت سيطرة الفصائل المسلحة على أطراف العاصمة وفي ريفها بالمدفعية والطيران، ما تسبب بمقتل الآلاف خلال السنوات الماضية.
وتقصف القوات النظامية بانتظام الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة جوا، لا سيما بالبراميل المتفجرة التي حصدت آلاف القتلى منذ ذلك الحين، فيما يستهدف مقاتلو المعارضة الأحياء الغربية بالقذائف.
«شهداء اليرموك»: السياسة الإعلامية التي يتبعها «تنظيم الدولة» ليست حكرا عليه ولمن يتحدث عن رايات التوحيد فهذه رايات الرسول
مهند الحوراني
درعا ـ «القدس العربي»: يدفع لواء شهداء اليرموك بعامة الشعب في درعا شيئاً فشئياً إلى تصديق رواية جيش الفتح الذي يتهمهم بمبايعة «تنظيم الدولة» بحسب ما يقوله ناشطون، وذلك من خلال نشره لنفس الراية التي يعتمدها «تنظيم الدولة» في الشمال والتي قام بطلائها على الجدران والمقار التابعة له في مناطق سيطرته في منطقة حوض اليرموك غربي درعا، إضافة إلى الاقتراب من النهج الإعلامي للتنظيم والذي كان واضحاً في إصدار اللواء الأخير الذي رفع باسم «شفاء الصدور»، ظهر فيه تنفيذ القصاص بالتفجير لأول مرة منذ اتهام اللواء بمبايعة التنظيم قبل عام تقريباً.
في المقابل يرى آخرون أن من يسوق هكذا تحليلات يعتقد ان مشروع إقامة الدولة الإسلامية وسياستها الإعلامية، حكرا عليها متناسين ان لشهداء اليرموك مشروعه الخاص لتطبيق الشريعة وله الحق في جمع المناصرين من حوله، وفق الرؤية التي يراها أبو محمد اليرموك مدير المكتب الإعلامي للواء شهداء اليرموك، يقول في حديث خاص لـ «القدس العربي»، «لمن يتحدث عن نشرنا لرايات التوحيد فهذه رايات رسول الله صلى الله عليه وسلم، وموجودة قبل الدولة الإسلامية بأكثر من 1400 سنة».
في سياق متصل لوحظ ارتفاع في المستوى الإعلامي لشهداء اليرموك بعد اكتفائه خلال العام الماضي على الفيديوهات التوضيحية الصغيرة، وفي أول اصدار مرئي له ردد البعض انه من الممكن أن يكون اللواء استعان بخبرات خارجية «في إشارة للاستعانة بتنظيم الدولة»، إلا ان أبو محمد اليرموكي نفى ذلك قائلا «لا لم يتم الاستعانة بأي كوادر، ونعمل بالخبرات الاعلامية المحلية للواء، ولم يسبق لشهداء اليرموك إصدار مرئيات تظهر احترافية العمل في الفريق الاعلامي، وهذا اول إصدار تقريبي لذلك استغرب الجميع جودة العمل مقارنة بباقي فصائل درعا».
ويضيف اليرموكي: «السياسة الإعلامية التي تتبعها الدولة الإسلامية ليست حكرا عليها»، في إشارة لسياسة بث الرعب في قلب الخصم والتأكيد على القصاص، ويتابع: نحن نقوم بعمل اعلامي اعتيادي في التصوير والمونتاج والنشر.
وشدد اليرموكي على عدم رغبة شهداء اليرموك بإصدار مرئيات عنيفة، «إلا ان الهدف هو القصاص من القاتل بذات الاسلوب، اسلوبهم من كان «وحشيا» ولكل فعل رد فعل يساويه بالمقدار وهذا رد فعل طبيعي، وان كان القصاص من المجرم سيكون باب نتهم منه بالارتباط بالدولة الإسلامية فهذا لن يمنعنا من القصاص، سنقتص من القتلى وبالطريقة التي يحكمها الشرع ولن نهتم بالعواقب»، على حد قوله.
وجدد اليرموكي نفي قيادة اللواء لبيعة للدولة الإسلامية، قائلاً: ان التفكير بالبيعة للدولة الإسلامية قرار يعود لقيادة شهداء اليرموك التي تحظى بدعم كبير من العناصر، إذا ما قرر شهداء اليرموك بيعة الدولة الإسلامية فسيعلن الامر ولن يخشى في اعلانه أحد أو تبعات أو رأي أحد.
محادثات حول سوريا مطلع العام في جنيف
أعلن متحدث باسم الامم المتحدة، الثلاثاء، أن المحادثات المقبلة حول سوريا ستجري مطلع العام 2016 في جنيف برعاية الأمم المتحدة.
وقال المتحدث ريال لوبلان إن “المحادثات ستجري في جنيف لكن ليس لدينا بعد المواعيد الدقيقة”.
وأعلن مدير مكتب الأمم المتحدة في جنيف مايكل مولر، في مؤتمر صحافي الثلاثاء، أن المبعوث السوري ستيفان دي ميستورا يعتزم بدء محادثات سلام سورية في جنيف خلال نحو شهر.
وقال مولر: “النية هي أن يبدأ في وقت ما في أواخر كانون الثاني”.
وفي 19 كانون الأول، وللمرة الاولى في خلال نحو خمس سنوات من النزاع، اعتمد أعضاء مجلس الأمن الدولي الـ15 بالإجماع بمن فيهم روسيا قراراً يضع خريطة طريق لحلّ سياسي في سوريا.
وفضلاً عن إجراء مفاوضات بين المعارضة والنظام ووقف إطلاق نار ينصّ القرار على تشكيل حكومة انتقالية في غضون ستة أشهر وإجراء انتخابات في غضون 18 شهراً.
وتُريد القوى العظمى محاولة إسراع العمل بهدف إطلاق المحادثات “مطلع كانون الثاني 2016” بالتزامن مع وقف لإطلاق النار برعاية الأمم المتحدة على كافة الأراضي السورية.
وأسفر هذا النزاع عن سقوط أكثر من 250 ألف قتيل إضافة إلى نزوح الملايين.
(ا ف ب، رويترز)
الطيران الروسي يرتكب مجزرة في سوق بريف دمشق
أمين محمد
قتل وأصيب العشرات من المدنيين، بينهم أطفال ونساء، اليوم الثلاثاء، في غارة شنها الطيران الروسي على سوق شعبي في بلدة شرق العاصمة السورية دمشق.
وأفاد ناشطون أن “المقاتلات الروسية استهدفت السوق الشعبي في بلدة برننة في الغوطة الشرقية لدمشق بالصواريخ الموجهة، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 30 مدنياً، جلهم من النساء والأطفال والشيوخ، وإصابة العشرات من المدنيين، حالات بعضهم خطرة”.
وأكد الناشط الإعلامي ياسر الفوال مقتل 35 مدنياً جراء القصف الذي أدى إلى دمار كبير في الممتلكات العامة والأبنية السكنية.
وتقع بلدة برنية قرب منطقة المرج التي تشهد منذ أيام معارك كر وفر، بين قوات النظام ومليشيات موالية لها من جهة، وبين قوات المعارضة السورية من جهة أخرى، حيث تحاول قوات النظام استعادة السيطرة على مطار مرج السلطان الذي يسيطر عليه مقاتلو المعارضة منذ أواخر عام 2012.
ويلاحظ أن الطيران الحربي الروسي كثف في الآونة الأخيرة استهداف تجمعات للمدنيين.
وفي سياق استهداف المقاتلات الروسية لأهداف مدنية، سبق وكشف الناشط الإعلامي منصور حسين لـ”العربي الجديد”، أن طائرات حربية روسية قصفت صباح اليوم، المدرسة الوحيدة في قرية كفر داعل بريف حلب الجنوبي.
وتسبب القصف في مقتل ثلاثة مدنيين، تزامناً مع إفشال مقاتلي المعارضة محاولة النظام التقدم هناك، في وقت تواصلت فيه المعارك بين الطرفين، على جبهات منطقة المرج بريف دمشق.
وفي موضوع آخر متصل، دفع القصف الروسي، على ريف اللاذقية، 10 آلاف من الأسر السورية إلى النزوح، بسبب الظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشونها، جراء استهداف الروس للبنية التحتية الهشة في المنطقة، وإلحاق أضرار مادية كبيرة بمختلف المرافق.
الائتلاف السوري يسلّم مجلس الأمن رسالة تطالب بحماية المدنيين
أنس الكردي
دعا الائتلاف السوري المعارض، اليوم الثلاثاء، مجلس الأمن إلى تحرك شامل لحماية المدنيين وإحالة ملف الانتهاكات في سورية إلى محكمة الجنايات الدولية.
وسلّم ممثل الائتلاف الوطني لدى الأمم المتحدة، نجيب الغضبان، مجلس الأمن رسالة قبل جلسة أمس الإثنين حول الوضع الإنساني في سورية، وطالب فيها “بتحرك شامل من قبل أعضاء مجلس الأمن لحماية المدنيين وإنقاذ قرارات المجلس وضمان المساءلة”، بحسب موقع الائتلاف.
واطلع أعضاء المجلس الخمسة عشر على الوضع الإنساني في سورية للمرة الثالثة والعشرين منذ تبني مجلس الأمن القرار 2139، والذي يطالب بوقف كافة أعمال العنف بحق المدنيين، لكن منذ شباط/ فبراير 2014، ارتفعت وفيات المدنيين وتراجع الوضع الإنساني في سورية، طبقاً للائتلاف.
لم يختلف الوضع خلال الأسابيع الماضية، فقد”قامت قوات الأسد والاحتلال الروسي؛ بعد أقل من 48 ساعة من تبني مجلس الأمن القرار 2254 بالإجماع، بتصعيد حربهما على المدنيين في أنحاء سورية، حيث قتل الأبرياء من نساء وأطفال، من خلال هجمات عشوائية على مناطق محررة في مدينة إدلب”.
وكان الطيران روسي قد ارتكب مجزرة مروعة في مدينة إدلب يوم الأحد، عبر قصف مرافق مدنية، راح ضحيته 230 بين قتيل وجريح، وأتبعتها بقصف استهدف بلدات ومدنا تسيطر عليها قوات المعارضة.
واعتبر الائتلاف أن هذه الهجمات “تقدم مثالاً آخر مريعاً على استهداف روسيا للمدنيين، وهي انتهاك واضح لقرار مجلس الأمن 2254، الذي يطالب كافة الأطراف بوقف الهجمات على المدنيين”.
وأضاف: “في حال كانت روسيا جادة في الإسهام بعملية سياسية في سورية، فلا بد لها من وقف استهداف المدنيين. وفشلها في ذلك من شأنه فقط أن يعرض عملية فيينا للخطر، كما أنه سيصبُّ في مصلحة الجماعات المتطرفة”.
ويبدو أن الحال لم يختلف كثيراً بعد تسليم الائتلاف هذه الرسالة لمجلس الأمن أمس، اذ ارتكب الطيران الروسي في وقت سابق اليوم مجزرة في سوق شعبي ببلدة برنية بريف دمشق، راح ضحيتها نحو ثلاثين مدنياً معظمهم من الأطفال والشيوخ، فضلا عن إصابة عشرات الجرحى، تزامناً مع غارات روسية على مدن وبلدات سورية أخرى.
داود أوغلو: من يظلم الشعب السوري فسيجد نفسه بمواجهتنا
اسطنبول-باسم الدباغ
وجه رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو انتقادات شديدة للعمليات الروسية في سورية، وأيضا لقيام صلاح الدين دميرتاش زعيم حزب الشعوب الديمقراطي (الجناح السياسي للعمال الكردستاني) بزيارة إلى موسكو في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات بين أنقرة وموسكو توترا كبيرا، كما أعلن داود أوغلو عن مجموعة من الإجراءات التي ستتخذها الحكومة لدعم المتضررين من المدنيين في الاشتباكات العنيفة التي ما زالت مستمرة بين العمال الكردستاني وقوات الأمن التركية في عدد من بلدات جنوب شرق الأناضول ذات الغالبية الكردية.
وأكد داود أوغلو في كلمة باجتماع كتلته حزب العدالة والتنمية البرلمانية أن أنقرة لن تسمح بأن تصبح سورية جزءا من الخطط الإمبريالية الروسية، مدينا قصف الروس للمدنيين في سورية، قائلا: “لمَ تقصفون المدنيين من الأبرياء في كل من إدلب وحلب، نحن أيضا جزء من التحالف الدولي ضد داعش، ولكننا كنا وسنبقى ضد كل من يقصف الشعب السوري سواء كان روسيا أو أي دولة ظالمة أخرى، إن الشعب السوري أخ وصديق للشعب التركي، ومن الآن ولاحقا سيجد كل من يظلم الشعب السوري نفسه في مواجهتنا”.
مضيفا “أن الأراضي السورية ليست جزءا من الأعمال الامبريالية الروسية ولن تكون كذلك، حيث إننا رأينا هذا النوع من المجازر الجماعية في البوسنة أيضا، لأن القتلى والجرحى اليوم جميعهم من المدنيين، وليس منهم أي عنصر مسلح، وكذلك الذين قتلوا في دمشق والغوطة الشرقية بقسم كبير منهم هم من المدنيين”.
وشدد داود أوغلو على أن روسيا استهدفت بأكثر من91 بالمائة من غاراتها المعارضة المعتدلة وليس داعش كما تدعي، قائلا: “لقد دخلت روسيا إلى سورية تحت عباءة قتال داعش، ومنذ دخول روسيا إلى سورية في 30 سبتمبر/ أيلول ولغاية الآن لم تستهدف داعش بأكثر من 91 بالمائة من غاراتها، حيث قامت الطائرات الروسية حتى الآن بـ 4198 طلعة جوية منها فقط 391 طلعة استهدفت داعش والباقي تم توجيهه إلى المعارضة المعتدلة”.
ووجه داود أوغلو انتقادات شديدة للزيارة التي سيقوم بها دميرتاش إلى موسكو، يوم الأربعاء، قائلا: “إن تركيا دولة حرة، وبطبيعة الحال فإن الجميع من حقهم أن يذهبوا أينما شاؤوا، ولكن لمَ لم يقم بهذه الزيارة قبل شهرين أو قبل سنة؟ لمَ يذهب الآن إلى الدولة التي قامت بخرق مجالنا الجوي، وتعيش العلاقات بيننا الآن أزمة”؟! مضيفا:” إن هؤلاء وضعوا لأنفسهم أخلاقيات تدفعهم دوما للتعاون مع كل من لديه مشكلة مع تركيا وخارج أي حركة موحدة للأمة”.
وأشار داود أوغلو إلى أن الحكومة التركية اتخذت عددا من الإجراءات لدعم المتضررين من التجار والحرفيين الذين تأثرت أعمالهم بالاشتباكات بين قوات الأمن التركية وعناصر حزب العمال الكردستاني، ستشمل تأجيل تقديمهم بياناتهم الضريبية للدولة لغاية أغسطس/آب القادم، وأيضا إعفاءهم من دفع المستحقات المترتبة عليهم من ديون وضرائب لغاية مايو/أيار القادم.
كما أشار داود أوغلو إلى أن المباحثات مع الجانب الإسرائيلي تسير في اتجاه إيجابي حتى الآن، نحو تحقيق الشرطين التركيين المتبقيين وهما دفع التعويضات لضحايا الهجوم الإسرائيلي عل سفينة مافي مرمرة وأيضا تخفيف الحصار على قطاع غزة، قائلا: “بعد تحقيق الشرط الأول المتمثل بالاعتذار، تستمر لقاءاتنا لتحقيق الشرطين التركيين الآخرين، ورغم أنها تسير في مسار إيجابي لكننا لم نتوصل بعد إلى اتفاق نهائي”، مضيفا:” سيستمر دعمنا لأخوتنا في غزة”.
روسيا.. والسلاح العنقودي في حماة
عبدالله الحموي
مع بداية التدخل الروسي المباشر في سوريا، منذ شهرين، بدأت المعارضة برصد قذائف عنقودية جديدة، يلقيها الطيران الروسي، على ريف حماة. رُصدت تلك القذائف العنقودية، في قرية كفرنبودة في ريف حماة الشمالي الغربي، وفي قرية عطشان في الريف الشرقي. قذائف وصفها المدنيون بالـ”فتاكة”، فيما أكد قادة عسكريون في المعارضة المسلحة، أن هذا السلاح يستخدم لأول مرة، في سوريا.
المسافة الفعالة لهذه القذائف، كبيرة جداً، ويتم إطلاقها عبرالمقاتلات الروسية وأحياناً من مطار حماة العسكري، وأحياناً تُطلق الصواريخ المحملة بها من معسكر جورين وبلدة بريديج في ريف حماة الغربي، باتجاه الريف المحرر، بحسب مراصد المعارضة.
ويشرح العقيد أبو شهاب المنشق المنتمي إلى “فيلق الشام” العامل في ريف حماة، لـ”المدن”، مواصفات السلاح وطريقته في إصابة أهدافه بالقول: “تطلق الراجمة صواريخ تتفكك في الجو إلى قذائف تسقط عبر مظلات. وهي مصممة لتدمير عربات مدرعة عبر إطلاق كتل معدنية متفجرة بعد تحديد الأهداف بنظام رصد مطور، ثم تخرج من داخل كل قذيفة قذيفةٌ أخرى تقوم بتدمير الهدف”.
ويضيف العقيد: “يعد هذا السلاح بالمقياس العسكري منظومةً متطورة ليس لها مثيل، عبر إطلاق الصواريخ على شكل زخات، تحتوي على جهاز لتصحيح مسار تحليق القذيفة، ما يجعلها قادرة على تدمير كافة الأهداف الأرضية، عملياً، بأقل قدر من القذائف، في أقصر وقت وبدقة عالية ولمسافة بعيدة”. ويشير أبو شهاب إلى أن توجيه هذه القذائف يتم عن طريق نظام ليزري داخلها، وأنها تصيب الأفراد وتجمعات البناء والبنى التحتية العسكرية، حيث تصل المسافة الفعالة للصاروخ إلى 90 كيلومتراً، وهو مختص بتدمير الأهداف الجماعية”.
وهذا ما أكده بدوره الناشط الإعلامي أبو اليمان الحموي، والذي عاين سقوط القذائف في بلدة كفرنبودة، وقال إنها تسقط مثل زخات المطر، فتدمر كل ما تسقط عليه في محيط دائرة كبيرة.
ويقول أحد العاملين في “الدفاع المدني” في ريف حماة: “تلك القنابل التي تسقط دون أن تنفجر تتحول إلى ألغام فردية، حيث يمكن أن تنفجر لاحقاً عبر الصعق أو بمجرد لمسها من قبل أحد المارة، وحصل ذلك في حالات متعددة”.
ويوضح القيادي في “أجناد الشام” حسين داوود، لـ”المدن”: “هذه القنابل على نوعين؛ الأول منها مضاد للأفراد، يحتوي الصاروخ الذي يلقيها على مئتي قنبلة منها، ويقذف تلك القنابل على مدى واسع فور إطلاقه من الطائرة، وقد رصدنا سقوط العديد من القنابل من هذا النوع في مناطق عديدة من ريف حماة”. أما النوع الثاني، فيكمل داوود: “هي قنابل عنقودية ذكية مضادة للدروع والآليات، وهي أكبر حجماً ومزودة بكاميرا حرارية تتبع الآليات المستهدفة، كما أنها مزودة بمظلة وصاعق للتفجير، استخدمت لقصف منازل المدنيين والمساجد وآليات تابعة لقوات المعارضة”.
القنابل المستعملة تنقسم إلى نوعين بحسب نوع السلاح الذي يحملها؛ الأول تم التعرف عليه عن طريق فوارغ وجدت في مكان القصف في بلدة كفرنبودة، وهو عبارة عن صواريخ كاتيوشا خاصة براجمة صواريخ من نوع “BM -30” سميرتش الروسية، والثاني تم عرضه على بعض الضباط المنشقين عن النظام، الذين أكدوا أنه من نوع “RBK-500-SPBE-D” روسي الصنع، وهي قنابل عنقودية حاضنة، تحتوي قنابل أصغر حجماً بداخلها، وقدرتها على الفتك والتدمير كبيرة، ويبلغ وزنها 0.5 طناً.
وتم توثيق أربع غارات جوية نفذها الطيران الروسي على ريف حماة، تم خلالها استخدام قنابل عنقودية شديدة الإنفجار، أحدثت أضراراً مادية كبيرة وخسائر بشرية.
وفي ظل إنعدام الأساليب العسكرية الحقيقية لمقاومة هذا السلاح الذي يشكل خطراً كبيراً، على المدنيين والعسكريين، لجأ قادة في فصائل المعارضة، إلى اختراع طرق تجنبهم ضرر هذا السلاح بالوسائل المتوفرة. وعمد بعض القادة على تمويه الآليات بالطين لتشويش القذائف التي تعمل بنظام ليزري يحدد الأهداف، وذلك قياساً على تجربة تمويه العربات للتشويش على طيران قوات النظام، الذي يعاين المنطقة ثم يطلق صواريخه على الأهداف التي يراها. القائد الميداني في “لواء الفاتحين” أبومحمود، قال لـ”المدن”: “في البداية طلينا العربات بالطين الرطب الذي يغير لون العربة وشكلها وهذا ما كنا نفعله سابقاً لنخفي الأهداف عن طيران النظام لكن هذه الطريقة لم تنجح مع القذائف التي اتضح أن نظامها أدق وتستطيع حساساتها إختراق هذه الطبقة الطينية”.
ويكمل أبومحمود: “بدأنا بالتطوير على طريقة التمويه، فأضفنا إلى مزيج التراب والماء قطعاً من القش، تزيد من سماكته وتعيق نظام التوجيه الذي يعتمد على الليزر والحرارة في التعرف على الأهداف. وأصبحنا نطلي العربات بهذا المزيج ما يشكل طبقة تصل سماكتها إلى خمسة سنتيمرات تقريباً، تغطي كامل جسد العربة وتمنع القذائف من اكتشافها”. وقد استطعنا بهذه الطريقة حماية الأهداف العسكرية والعربات، لكننا إلى الآن، لم نتمكن من الحد من دمار هذه القذائف على البنى التحتية والمدنيين الذين يعد هذا السلاح بالنسبة لهم كابوساً يشابه قصف الطيران الحربي.
وفي السياق، تحدثت منظمة “هيومن رايتس ووتش” عن صور وأشرطة فيديو، تظهر تجدد إطلاق القنابل العنقودية من الجو، فضلاً عن استخدام صواريخ محملة بذخائر عنقودية، كجزء من العملية السورية-الروسية المشتركة في الشمال السوري.
وبحسب المنظمة، فإن الصور وأشرطة الفيديو التي تظهر اعتداءات جوية وبرية بالقنابل العنقودية في محافظات حلب وحماة وإدلب، منذ بدء الحملة الجوية الروسية في سوريا، وتعتبر هذه الأسلحة محرمة دولياً، ورغم ذلك فإن النظام وحلفاؤه الروس يستخدمونها بشكل واسع.
موسكو وباريس: اتفاق على التنسيق في الأجواء السورية
حققت فرنسا خطوة جديدة في مساعيها الهادفة لتنسيق أعمالها العسكرية في سوريا مع روسيا، تفادياً لوقوع حوادث اصطدام جوي بين طياري البلدين ضمن الاجواء السورية. وأعلن وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان بعد لقائه بنظيره الروسي سيرغي شويغو في موسكو، الاثنين، عن اتفاق قيادتي أركان البلدين على التبادل المعلوماتي والاستخباراتي وتفادي “وقوع حوادث جوية غير مرغوب بها”، بالاضافة لاتفاقهما على إجراء لقاءات ثنائية بشكل منتظم.
وأشار وزير الدفاع الفرنسي في مؤتمر صحافي في ختام المحادثات إلى أن الجانبين اتفقا أيضاً على تبادل المعلومات الاستخباراتية حول تنظيم “الدولة الإسلامية”. وأكد لودريان على عدم وجود أي خلافات في سوريا بين التحالف الدولي وروسيا، معتبراً أن أداء جميع الأطراف المبادرة لمحاربة الإرهاب إيجابية. وقال “لا توجد أي خلافات بيننا، وإذا كانت هناك خلافات ما فقد تمت تسويتها عبر مذكرة موقعة بين روسيا والولايات المتحدة، أو من خلال آلية أخرى وضعناها عندما أرسلنا طرادنا (شارل ديغول) إلى البحر المتوسط.”. وأضاف “مهما كانت ظروف اليوم فمن بالغ الأهمية أن نتمكن من مواصلة هذا الحوار نظرا لتاريخنا المشترك والمخاطر والتهديدات المحدقة بكم وبنا”.
من جهته، أشاد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، في مستهل لقائه مع لودريان، بالتطور السريع للتعاون الروسي الفرنسي في مكافحة الإرهاب. وكشف شويغو عن عقد لقاءات بين بحارة من البلدين على سفن روسية وفرنسية في البحر الأبيض المتوسط، وأكد على أن هدف تلك اللقاءات هو “تدقيق بعض النقاط المتعلقة بتنسيق جهودنا في هذه الأراضي”.
وكان وزير الدفاع الفرنسي قد قال للصحافيين قبيل توجهه إلى روسيا، الاثنين، إنه سيحث الجانب الروسي خلال زيارته على توسيع عمليته العسكرية ضد تنظيم “داعش” في سوريا. وأكد لودريان على أن المحادثات مع نظيره الروسي ستركز على جملة من القضايا، منها بحث قائمة التنظيمات في سوريا التي تعتبرها موسكو وباريس إرهابية. وبحث سبل تنسيق وتبادل المعلومات لتجنب الصدام بين الطائرات العسكرية الروسية والفرنسية في الأجواء السورية. بالإضافة إلى تنسيق المعلومات الاستخبارية حول تنظيم “الدولة” وعناصره من الأصول الفرنسية والروسية.
وقبيل زيارته لموسكو، بحث لودريان أجندة محادثاته في موسكو مع وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر هاتفياً، حسب ما أوضح متحدث باسم البيت الأبيض. وقال إن الاتصال جرى بمبادرة أميركية، حين اتصل كارتر مع لودريان، خلال زيارته حاملة الطائرات الفرنسية “شارل ديغول” المتواجدة قبالة سواحل سوريا. ودارت المحادثات حول ضرورة تركيز روسيا في عملياتها في سوريا على ضرب تنظيم “داعش”.
أكراد سوريا يقرّون قانون إعلام جديد
أقر “المجلس التشريعي” التابع للإدارة الذاتية الكردية في مقاطعة “الجزيرة” شمال شرق سوريا، قانون الاعلام في مدينة عامودا، في خطوة يتوقع أن تثير جدلاً واسعاً بسبب الصلاحيات الواسعة التي احتكرتها الإدارة الذاتية لنفسها في مواجهة حرية التعبير.
القانون الذي تم إعداده من قبل “لجنة الحقوق الديمقراطية” في مقاطعة الجزيرة، بالتعاون مع اتحاد الإعلام الحر واتحاد الصحافيين الأكراد، وعدد من الصحافيين العاملين في مناطق الإدارة الذاتية، ينص على تشكيل مجلس يشرف على كافة شؤون وقرارات الإعلام في مناطق الإدارة الذاتية، ويتألف من 15 عضواً يتم انتخابهم كل سنتين.
يتألف القانون الجديد من 33 مادة تتضمن آلية عمل مجلس الاعلام وصلاحياته وواجبات ومحظورات أعضائه ومهمات مكتب الإعلام والنشر وجميع المكاتب التابعة للمجلس، إضافة لبنود حول حق الرد والتصحيح والمخالفات والعقوبات بحق الإعلاميين والوسائل الإعلامية.
في السياق، يؤكد القانون على “حرية الإعلام واستقلاله” وحقوق الملكية الفكرية وكافة النقاط الروتينية في القوانين المماثلة، وتضمن النقاط التي لا يمكن البت بشأنها مثل “نشر الدعوات العنصرية والطعن بالقيم الدينية للمجتمع” كمحظورات قابلة للتفسير وفق الأهواء الشخصية، وهو الشرط الذي تم التنويه إليه عند الحديث عن الرقابة: ” لا يخضع العمل الإعلامي لرقابة مسبقة، مع عدم الإخلال بالمادة الثانية من هذا القانون”!، مع أهمية بند حرية البحث عن المعلومات التي أقرها القانون الجديد.
وأعطى القانون لمجلس الإعلام الجديد صلاحيات واسعة مثل إعطاء التراخيص والبطاقات الصحافية وإذن العمل لمراسلي وسائل الإعلام الأجنبية ووكالات الأنباء والإعلاميين المستقلين، إضافة لسلطة فرض العقوبات بين الغرامات والإيقاف عن العمل ومصادرة الأجهزة وحتى السجن!
وتم تحويل القانون إلى “الحاكمية المشتركة” التابعة للإدارة من أجل تصديقه قبل بدء تنفيذه بشكل رسمي في الفترة المقبلة، حسب البيان الذي نشره المجلس في موقعه الإلكتروني وحساباته في مواقع التواصل الاجتماعي.
انقسام حول الثورة وخوف من تداعياتها
داعش يذبح أقليات سوريا والأسد يتاجر بدمها
علي الإبراهيم
علي الإبراهيم: كنت على وشك أن أجلس على مقعد مخصص للعابرين من الشمال السوري نحو تركيا، حين سمعت صوتًا مرتعشًا ينطلق بكلمات لم أفهم معناها. المكان قليل الإنارة ودرجة الحرارة تقارب الصفر. ابتسم رفيقي، وقال بلهجته المحلية: “إن هذا العم يريد شيئًا من المال”.
تكلف صاحب الصوت ضحكة مصطنعة كشفت عن أسنان غلف معظمها بالذهب. نينوس يبدو عليه أنه تجاوز السبعين بكثير. اعتذرت له بأنني حقيقة لا أفهم ما يقول. إلا أن ذلك لم يفلح في إقناعه بالكفّ عن الحديث.
معظم المتجهين نحو تركيا، وفق آلية تسجيل مسبقة وبأعداد قليلة، غادروا هذا البناء الملاصق للحدود السورية التركية القريب من مدينة إدلب في شمال سوريا، لم يبقَ فيه سوى بضعة شبان وشابات في عمر الزهور، وعشرات من كبار السن. من بين الذين لم يحالفهم الحظ بالعبور، كان العم نينوس، وهو رجل كهل من المسيحيين-السريان، قدم من مدينة الحسكة في شرق سوريا، والوجهة تركيا نحو قوارب الموت، وصولًا إلى الدول الأوروبية، على حد تعبيره.
علامات الحزن بادية على وجه السبعيني، حين روى لي اللحظات الأولى لاقتحام تنظيم داعش قراهم الأمنة منذ أشهر، والتي أدت حينها إلى اعتقال المئات من السريان. حدث ذلك بتسهيل من الميليشيات الكردية. صمت الكهل قليلًا ورفع رأسه: “الميليشيات الكردية هي من سهلت دخول داعش إلى بيوتنا، يريدون الحصول على دعم دولي لقتال داعش على حساب دمائنا، الميليشيات الكردية تريد تهجيرنا، معظم القرى القريبة من نهر الخابور وتل تمر في شرق سوريا، والتي تقطنها غالبية مسيحية سريانية، كانت في حالة اتفاق مع جميع المتصارعين بعدم الدخول لهذه البلدات، مقابل عدم تدخلنا في النزاع الدائر بينهم”.
هيمنة كردية
على بعد أمتار من مكان حديثنا، كان رفيق درب العم نينوس، الشاب إلياس شبو، شاب في العقد الثالث من عمره قد أنهى اتصالاً هاتفيًا مع عائلته، التي سبقته منذ أشهر إلى إحدى البلدان الأوروبية. الشاب لا يخفي خوفه وقلقه من الانتهاكات الحاصلة بحق المسيحيين السريان والآشوريين والكلدان، والتي نفذتها ميليشيات كردية أخيرًا، ومن قبلها الانتهاكات التي نفذتها داعش، والتي من شأنها تهجير المسيحيين في المنطقة، وذلك تمهيدًا لإحداث تغيير ديموغرافي، بحسب ما يقول.
سألته عن الانتهاكات، فقص الشاب بعضًا منها، وقال: “سيطرة الميليشيات الكردية على مجمع مدارس الأمل التابعة لطائفة السريان الأرثوذكس في مدينة الحسكة، كانت عند دخولها إلى أي منطقة أول ما تقوم به هو التدمير وسرقة المنازل والكنائس والمدارس في القرى الآشورية والسريانية الواقعة على الشريط الشمالي من نهر الخابور، وقرى تل تمر، والتي بقيت تحت سيطرة قوات حماية الشعب الكردية، إبان احتلال تنظيم داعش للقرى الآشورية الواقعة على الشريط الجنوبي لنهر الخابور، إضافة إلى عمليات الاعتقال التي طالت شباب المحافظة بطريقة تعسفية، وسوقهم للقتال إلى جانب ميليشيات قوات حماية الشعب الكردية (ypg) ضد تنظيم داعش وفصائل المعارضة”.
السريان خائفون
في السادس عشر من أيلول (سبتمبر) 2015، أصدرت الإدارة الذاتية الكردية في شرق سوريا، قانونًا يجيز الإستيلاء على ممتلكات وأموال المهاجرين والغائبين من منطقة تل تمر والحسكة ذات الغالبية السريانية، هذا القانون أثار استياء السريان والآشوريين والكلدان، ودفعهم إلى بيع ممتلكاتهم، وترك أرضهم، بعد عمليات سطو حصلت بحق عشرات المنازل من قبل وحدات الحماية الكردية.
تواصلت مع عدد من الأهالي في تلك المنطقة عبر وسائل التواصل الإجتماعي، وفي كل مرة كان الخوف سيد الموقف، إضافة إلى رفض محادثتنا حول الانتهاكات، خوفًا على حياتهم.
أخيرًا، قبلت السيدة نويا الحديث، وهي أم لثلاثة أولاد هاجروا من سوريا مع بدء الثورة خوفًا على حياتهم كما تقول، واليوم تعيش مع زوجها ضمن منزل صغير. السيدة أكدت لـ”إيلاف” أن”قوات الحماية الكردية استولت على عدد من المنازل، وبينها منزل ولدي البكر، ويتخذونها مقار لهم”. وفي كل مرة تطلب منهم الخروج من المنزل، يتم الرفض.
تتابع السيدة حديثها: “نحن أصحاب أرض وسكان أصليون، كيف يمكن لهذه القوات المسلحة أن تستولي على بيوتنا، نحن لم ننخرط في أي صراع أو نزاع مع أي كان، ولم نقف مع أحد، على الجميع أن يعرف أنه من حقنا العيش في منازلنا والضغط على هذه الميليشيات لوقف الانتهاكات”.
بين الثورة والنظام
يشكل المسيحيون في شمال شرق سوريا أربع قوات عسكرية مختلفة في ولاءاتها واستراتيجياتها، فمنها ما هو مقرّب إلى النظام، ومنها من هو على صلة بالأكراد، والأخرى مُقرّبة إلى المعارضة.
أكبر هذه التشكيلات قوات الحماية، الجناح العسكري لتجمع شباب سوريا الأم، المُقرب إلى نظام الأسد، وهو شبيه بقوات الدفاع الوطني التي شكّلها النظام، ويتقاضى مقاتلوه رواتب ودعمًا عسكريًا من قوات النظام، وهو يحظى بمباركة عدد من كنائس في شمال سوريا وبطريرك الكنيسة السريانية الأرثوذكسية، ويُقدّر عدد مقاتليه بنحو 200 مسلح، وهو الذي أرسل مقاتلين إلى بلدة صدد للقتال إلى جانب النظام والميليشيات الموالية له، وذلك بحسب ناشطين من المنطقة.
الفصيل الثاني هو المجلس العسكري السرياني، الجناح العسكري لحزب الاتحاد السرياني، المرتبط كليًا بحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، وانضم إلى قوات سورية الديمقراطية المدعومة أميركيًا، ويُقدر عدد مقاتليه بنحو 250 مسلحًا، وهو متهم بالتواصل مع النظام. كما تتهم المعارضة السورية المسلحة المجلس العسكري السرياني بمشاركة وحدات حماية الشعب الكردية في حرق ونهب قرى عربية وآشورية في شمال سوريا.
في الحسكة فصيلان مسلحان آشوريان: قوات حرس الخابور، وهو مُقرّب إلى المجلس العسكري السرياني، ومجلس حرس الخابور التابع للحزب الآشوري الديمقراطي، وهي قوات حماية آشورية مستقلة غير تابعة لأي جهة، لكنها نسجت علاقات مع فصائل المعارضة، إضافة إلى التعاون والتنسيق مع كل القوى في المنطقة من أجل إيجاد المناخ المناسب للعيش المشترك، والحفاظ على الحقوق القومية والثقافية والسياسية الآشورية في سوريا، بحسب بيان اللجنة السياسية والإعلام لمجلس قوات حرس الخابور الآشورية.
ويعتبر الآشوريون بكل طوائفهم وتسمياتهم عبر المراحل التاريخية المختلفة ورثة الحضارات الآكادية والبابلية والآشورية والآرامية، ويمثلون بلغتهم وثقافتهم الخاصة الامتداد الطبيعي لتلك الحضارات في العصر الحديث، ويتركز تواجدهم بشكل أساسي في منطقة الخابور في غرب الحسكة.
موقف الدروز
في منطقة جبلية تنتشر فيها بساتين الزيتون، ويفترش أرضها طريق حجري يقود نحو آثار بيزنطية، تقع 14 قرية درزية تعيش في وئام مع جيرانها السنة، بالقرب من محافظة إدلب في شمال غرب سوريا. يبدي الدروز في هذه المحافظة تأييدهم للمعارضة، من دون أن ينخرطوا في النزاع المسلح ضد الأسد.
منذ بداية الثورة السورية، وقف دروز سوريا على الحياد، والتزموا الصمت تجاه ما يدور من أحداث دامية. إلا أنه في الآونة الأخيرة، بدأت تطفو على السطح تقارير صحافية تفيد بأن هناك تململًا في المجتمع الدرزي إزاء أداء النظام، خصوصًا بعدما طالت نيران النزاع الدائر في سوريا ريف محافظة السويداء ذات الثقل الدرزي.
بدأ هذا الواقع يأخذ منحاه بعد الاشتباكات التي وقعت في داما في ريف السويداء في آب (أغسطس) الماضي، بين مسلحين من البدو ومجموعة من الشبيحة تابعة للجان الشعبية، راح ضحيتها بين 12 و16 شيخًا درزيًا، وفق تقارير إعلامية ومصادر أهلية.
أبو رامي قيادي محلي نافذ في قرية قلب لوزة المشهورة بكنيستها البيزنطية العائدة إلى القرن الرابع الميلادي، قال لـ”إيلاف”: “منذ سنوات والجميع، الدروز مثل السنة، يتطلعون إلى رحيل نظام المستبد بشار الأسد”.
ويضيف الخمسيني ذو الشارب الكثيف: “لا أحد هنا يؤيد بشار، قد يكون هناك القليل من الحزبيين الذين يتجنبون الظهور، والنظام السوري سعى منذ البداية إلى إعطاء انطباع لدى الرأي العام بأن الدروز، وخصوصًا في السويداء، يقفون على الحياد”، مشددًا على عدم صحة ما سعى النظام إلى ترويجه، مستشهدًا بمقتل عدد من أبناء السويداء وقرى ريف إدلب الدرزية، من الذين انضموا إلى الجيش الحر والثورة الشعبية بنيران النظام.
يحتمي بالأقليات
الحال مختلفة مع أقليات ثانية، حيث بدأ شركس سوريا بالتسلل نحو الخارج، والعودة إلى بلدهم الأم القوقاز، خوفًا من الموت الذي بدأ يحوم حولهم، ويعود ذلك إلى كثرة الاعتقالات التي طالت شبابهم وسوقهم نحو القتال إلى جانب الأسد، بحسب روايات نقلتها عائلات شركيسة لـ”إيلاف”.
هناك من يرفض هذه الروايات، ويفضل التشبث بالأرض التي يعتبرها موطنه. الشابة نينار في العقد الثاني من عمرها، قالت لـ “إيلاف” عبر سكايب: “أنا شركسية، ولا أطالب بالرجوع إلى القوقاز، ولو كنا نريد العودة عدنا من زمان، بلدي سوريا، ونحن ككل السوريين، هناك مؤيد للنظام، وهناك مؤيد للثورة”.
خلال سنوات الثورة، وقف شركس سوريا بعيدين عن قلب الثورة، باستثناء بعض الناشطين والمعارضين، وحتى المقاتلين. غير أن الشريحة الأهم منهم وقفت على الحياد، فهي ضد نظام الأسد القمعي، ومع الديمقراطية، لكنها في الوقت نفسه خائفة من الآتي، وتخشى على مكونها الأقلّي في سوريا.
ياسر أباظة ضابط شركسي منشق عن قوات النظام، يقول لـ”إيلاف”: “نظام الأسد يحاول استخدام الأقليات فزاعة أمام المجتمع الدولي، وهو يحتمي بهم، ويقدم نفسه على أنه حاميهم، لكن في المقابل هو من يقتلهم… هذا النظام قتل وشرّد جميع الملل والطوائف ليبقى فوق كرسيه”.
حول موقف الشركس من الثورة السورية، تابع أباظة: “وضع الشركس في سوريا ككل الطوائف، رغم صغر حجمنا، الذي لا يتعدى مئتي ألف، فمنهم من هو مع النظام، والنسبة العليا هي مع الثورة، لكن المنطقة الجغرافية التي نتواجد بها في دمشق والجولان وحمص، تفرض على كثير منهم الصمت”.
مخاوف الأقليات
مخاوف الأقليات السورية من الثورة السورية نتاج للسياسة السلطوية التي مارسها نظام الأسد طيلة أربعين عامًا، منع خلالها السوريين من طرح أي موضوع يتصل ببنية مجتمعهم وعلاقاته وتشوهاته، فكان مجرد ذكر الطوائف أو الطائفية أثناءها جريمة لا تغتفر ومسًا خيانيًا بوحدة الشعب والوطن.
لكن رغم ذلك، يخاف أبناء أقليات كثر نتائج الثورة السورية. هذا ما علينا الإقرار به من دون مواربة أو تدليس. أما اسبابه فترجع إلى عوامل أهمها: الوقوف الحيادي أمام ما يرتكب من مجازر بحق المدنيين المناهضين لحكم الأسد، وعدم إنخراط شريحة كبيرة بشكل فعلي في الثورة السورية.
هذا ما أكده أنطوان داود، شاب من المسيحين الكلدان بالقول، لـ”إيلاف”: “مسيحيو سوريا لم ينخرطوا بشكل فعلي في الثورة، منهم من حمل السلاح خوفًا على حياته أو وجد مصلحة في ذلك، لكن الأهالي البسطاء يأملون المصالحة والعيش بسلام، وأن تتحقق كرامة الإنسان والسلام في سوريا وكامل المنطقة، نعم هناك حالة من العنف والفوضى، وبالتالي المسيحيون معرّضون للخطر، ولدينا مخاوف، لكن في المقابل هناك أعداداً هائلة من إخوتنا المسلمين من كل الأطياف تعرّضوا للحرمان والتهجير من قبل الأسد وداعش وغيرهما”.
ثورة لكل السوريين
سعى نظام الأسد ومساندوه إقليميًا ودوليًا إلى تصوير الثورة منذ انطلاقها كأنها اجتياح سني يأخذ في طريقه كل الطوائف والأقليات الأخرى في سوريا، وهي الصورة التي طالما نفتها قوى المعارضة، لافتة الانتباه إلى الطبيعة المختلطة للمنخرطين في الثورة وانعكاس تنوعه، على الأرض وفي القيادات العليا للمعارضة بمختلف مسمياتها.
وفي مواجهة ما بدا استجابة من بعض الأطراف الخارجية لحملة التخويف من انعكاسات الثورة السالبة على الأقليات، بدأت بعض الطوائف التعبير عن نفسها بوضوح كجزء من تشكيلات الثورة والقوى الفاعلة فيها، من خلال بعض التشكيلات العسكرية المنتمية إلى الثورة وبعض المقاتلين المنتمين للثورة وكوادر سياسية وإجتماعية فاعلة على الأرض، تحت راية الثورة.
كثير من السوريين يبدون ثقة بالثورة السورية، طالما أنه لا توجد حتى اليوم حدود دينية أو طائفية أو عرقية، في المناطق المحررة وخير دليل على ذلك وجود قرى درزية ومسيحية تحت سيطرة فصائل المعارضة في إدلب وغيرها.
هذه المعطيات بدأت تتضح على الأرض، رغم أن نظام الأسد وفي كل مرة، يسوّق بطرق مختلفة ويسرّب للسوريين بمختلف المستويات أحاديث عن مستقبل الأقليات المهدد بالخطر، إلا أن الأهالي يدركون أن هذه التصريحات ليست سوى جزء من الحرب النفسية جراء الهزيمة التي يتلقاها نظام الأسد وحلفائه على الأرض.
ايلاف
إيلاف تكشف قائمة المعارضة السورية التي ستفاوض النظام
محادثات مقبلة بشأن الأزمة في مطلع العام الجديد
بهية مارديني
علمت “إيلاف” أن المعارضة السورية تحاول رصّ صفوفها قبل المحادثات المقبلة التي ستجرى في مطلع العام 2016 في جنيف برعاية الأمم المتحدة. وأكد مصدر لـ”إيلاف” أن وفد التفاوض الخاص بالمعارضة سيكون كبيرًا، وسيضم مفاوضين ومستشارين وخبراء.
بهية مارديني: في حين أعلنت الأمم المتحدة أن المحادثات المقبلة حول سوريا ستجرى في مطلع العام 2016 في جنيف برعايتها دون تحديد مواعيد محددة ودقيقة لهذه المحادثات، علمت” إيلاف” أن المعارضة السورية تحاول رص صفوفها باتجاه التفاوض، وأن وفد التفاوض الذي أنهت قائمته الهيئة العليا للمفاوضات التي شكلها مؤتمر المعارضة السورية ضمّ أسماء من المفاوضين والخبراء وذلك بناء على ترشيحات مؤسسات المعارضة ومؤتمر الرياض.
وأكد مصدر لـ”إيلاف” أن وفد التفاوض الخاص بالمعارضة سيكون كبيرًا، وسيضم مفاوضين ومستشارين وخبراء، وتمنى ألا يضيف ستيفان دي مستورا الموفد الأممي إلى سوريا أي أسماء على القائمة التي سترسلها الهيئة العليا استجابة للضغوط الروسية بدخول مقربين منها إلى قائمة التفاوض المعارضة.
وأشار إلى أن عددًا من “المعارضين” في الداخل والمحسوبين على النظام السوري يحاولون الاتصال بدي ميستورا لإضافة أسمائهم إلى القائمة المعارضة.
اقتراح الائتلاف الوطني
وعلمت” إيلاف” أن الائتلاف الوطني السوري المعارض وعبر هيئته السياسية اقترح وفدا من المفاوضين وأرسله إلى الهيئة العليا للمفاوضات تألف من:
1- نغم الغادري 2- هشام مروة 3- أنس العبدة 4- فؤاد عليكو 5- هادي البحرة 6- عبدالأحد اسطيفو 7- بدر جاموس 8- رياض الحسن.
ومن المستقلين تقرر إضافة أربعة أسماء إلى الوفد المعارض الذي سيفاوض النظام وهم جمال سليمان، خالد المحاميد، فرح الأتاسي، نواف الفارس وذلك بناء على اجتماعات مؤتمر الرياض للمعارضة السورية بينما كان الاقتراح السابق أن يكونوا خمسة من المستقلين.
أما الوفد الاستشاري االذي اقترحه الائتلاف فتألف من: 1- أحمد غسان تيناوي 2- محمد جوجة 3- محمد قداح 4- خطيب بدلة 5- موفق نيربية 6- يحيى مكتبي 7- فايز سارة 8- مصطفى أوسو 9- نصر الحريري 10- حسان الهاشمي.
وعلمت “إيلاف” أيضًا أن الهيئة العليا للتفاوض طلبت تعديلا من الائتلاف على قائمته المقترحة دون أن تتم معرفة الأسباب التي دعتها إلى ذلك أو اذا كان الائتلاف سيقوم بالاستجابة لهذا الطلب أم لا مما يعني ذلك تأجيلًا إضافيًا لتسليمها إلى دي ميستورا.
خطوة إلى الوراء!
هذا وأعلن رياض نعسان آغا، عضو الهيئة العليا للمفاوضات، التي انتخبها مؤتمر الرياض للمعارضة السورية، في حوار مع “إيلاف” أمس، أن المعارضة السورية لن تقبل أن يُفرض عليها عضو في الوفد التفاوضي الذي من المفترض أن يفاوض وفد النظام، والذي أنهت الهيئة تحديد أسمائه.
وأضاف: “لكننا مقبلون على النقاش مع السيد ستيفان دي مستورا الموفد الأممي، وبعض الأشخاص الذين كان يجرى الحديث بشكل غير رسمي عن الرغبة في حضورهم إلى مؤتمر الرياض”. ومن جانب آخر وصف معارض سوري تحدث إلى “إيلاف” القرار الأممي الاخير الخاص بسوريا بأنه “خطوة إلى الوراء”.
واعتبر آغا أنه تم من خلال القرار “تقديم تنازلات خطيرة للروس الذين يفضلون مواطناً واحداً على ثلاثة وعشرين مواطناً سوريًا، وهذا ما سيجعل القرار يطمس أهم مطالب الشعب السوري وهو الانتقال من عهد إلى عهد، وقد يجعل المفاوضات مجرد فرصة زمنية لروسيا كي تتمكن من استعادة المناطق التي تسيطر عليها قوى الثورة والمعارضة، وتعيدها لسيطرة النظام، وسيكون وقف إطلاق النار من طرف واحد (هو القوى الثورية المسلحة)، بينما يعطي القرار لروسيا أن تستمر في قصف السوريين المدنيين بذريعة الحرب على الإرهاب”.
وأشار إلى تصعيد روسيا عملياتها ضد شعبنا، “واستشهاد العشرات في مدينة ادلب وجرح مئتي شخص، وليس بينهم إرهابي واحد”.
وتريد الدول الكبرى محاولة اسراع العمل، بهدف إطلاق المحادثات في مطلع كانون الثاني (يناير) 2016 بالتزامن مع وقف لاطلاق النار برعاية الأمم المتحدة وسط تصعيد روسي سبب قتل المدنيين في عدد من الأراضي السورية.
إطلالات على البيت السوري من نافذة واشنطن
قال السفير الأميركي السابق في سوريا، روبرت فورد، إن بلاده تركز حاليا على محاربة تنظيم الدولة الإسلامية، وإن فكرتها تقوم على تجنيد السوريين من عرب السنة بشكل أكبر في العملية، واستبعاد التعاون مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وهو جوهر الخلاف بين واشنطن وموسكو.
جاء كلام فورد في حديثه لحلقة (22/12/2015) من برنامج “من واشنطن” والتي سلطت الضوء على الملف السوري وتداعياته المتلاحقة على الداخل الأميركي، مثل أزمة اللاجئين، وتنامي ظاهرة الخوف من الإسلام والمسلمين على خلفية هجمات باريس وعملية كاليفورنيا الأخيرة.
فورد حذر في رسالة نشرها في وقت سابق وزير الخارجية الأميركي جون كيري من مغبة تعليق كثير من الأمل على أي اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا، إذا لم يكن ذلك مصحوبا بتهديد الأطراف المتحاربة بعواقب وخيمة تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة إذا اخترق أي طرف بما في ذلك النظام لهذا الاتفاق.
ومن تداعيات الملف السوري أن سجالا شديدا يجري داخل الولايات المتحدة بشأن اللاجئين السوريين منذ هجمات باريس، حيث يتعرض الرئيس باراك أوباما لانتقادات خاصة من المرشحين الجمهوريين لانتخابات الرئاسة المقررة عام 2016، عندما قرر استقبال عشرة آلاف لاجئ في الولايات المتحدة، بحجة إمكانية تسلل عناصر من تنظيم الدولة مع اللاجئين إلى البلاد.
ووفق أستاذ التاريخ بجامعة هاوني في أوهايو، عمرو العظم، فقد رفض معظم حكام الولايات الأميركية قرار دخول اللاجئين السوريين إلى ولاياتهم بحجة خوفهم من الإرهاب، مشيرا إلى أن ترحيب أوباما باللاجئين يأتي من باب عدم خلطه بين الإرهاب والدين.
ويرى العظم أن الإدارة الأميركية باتت ترغب في حل الأزمة السورية بأي ثمن لدرجة أنها غيرت موقفها من الأسد، وباتت تركز على موضوع الإرهاب ومحاربة تنظيم الدولة.
وبشأن الضغوط التي يتعرض لها أوباما لتغيير موقف واشنطن من الملف السوري، أوضح العظم أن أوباما سيتحرك بشكل أسرع، وقد يلجأ إلى استخدام قوات برية في سوريا في حالة واحدة فقط وهو حصول هجوم إرهابي داخل بلاده.
استطلاع
في المقابل، رأى أستاذ العلوم السياسية في جامعة ميريلاند، شبلي تلحمي، أن تغيرا قد حصل على مستوى موقف واشنطن، لأن الرأي العام الأميركي بات يركز على القضية التي تهدد مصالح البلاد بشكل مباشر، وقال إن أوباما لا يرغب في التدخل على الأرض في سوريا، ولكنه مجبر على اتخاذ خطوات جديدة، منها إقامة مناطق آمنة على حدود الأردن.
ويعتقد تلحمي أن الحزب الديمقراطي عموما يرفض التدخل العسكري في سوريا خوفا من تكرار تجربة العراق.
من جهة أخرى، وفي ظل تعقيدات الملف السوري، أجرى تلحمي دراسة عن نظرة الأميركيين إلى الإسلام والمسلمين، خلصت إلى أن 67% من الديمقراطيين لديهم نظرة أكثر إيجابية نحو المسلمين، وكذلك 41% من الجمهوريين، و43% من المستقلين أيضا لديهم نفس النظرة.
إدلب السورية.. دماء على أرض الزيتون
أمين الفراتي-إدلب
“شاحبة كالأم الثكلى”، هكذا وصف أحد أبناء إدلب السورية مدينته بعد يوم من المجزرة التي ارتكبها الطيران الروسي، حيث قُتل وأُصيب العشرات من المدنيين بينهم أطفال ونساء، ولا تزال هناك عشرات الجثث تحت أنقاض مبان سوّتها الصواريخ الفراغية الشديدة الانفجار بالأرض.
وكان الطيران الروسي قتل يوم الأحد 17 مدنيا من عائلة واحدة جلهم من النساء والأطفال، بقصف استهدف أحد المنازل في مدينة جسر الشغور قبل يوم واحد من مجزرة مدينة إدلب، في مشهد دموي بات شبه يومي اعتادت عليه وسائل الإعلام في ثاني محافظة سورية تخرج عن سيطرة قوات النظام بعد الرقة.
تأتي محافظة إدلب (شمال غرب البلاد) في مقدمة المحافظات السورية التي دفعت الثمن المؤلم نتيجة انخراطها المبكر في الثورة ضد نظام الرئيس بشار الأسد.
ورغم عدم وجود إحصائيات دقيقة تلخّص ما جرى في المحافظة خلال سنوات الثورة، فإن الحقوقي رامي النعمان -وهو عضو رابطة المحامين السوريين الأحرار- يجزم أن هناك آلاف القتلى والمصابين من سكان المحافظة بنيران قوات النظام، مشيرا إلى مقتل 235 مدنيا خلال الشهر الفائت وحده، بينهم 109 بقصف الطيران الروسي.
وأوضح النعمان في حديث مع الجزيرة نت أن نحو تسعمئة ألف من سكان المحافظة البالغ عددهم نحو 1.5 مليون، هُجِّروا من ديارهم من قبل قوات النظام، وهم اليوم إما نازحون في مخيمات داخل سوريا وعلى الشريط الحدودي، أو لاجئون في تركيا، وهناك من عبر البحر المتوسط إلى بلدان أوروبية، لافتا إلى أن المحافظة احتضنت في المقابل آلاف النازحين من عدة مناطق سورية، وخاصة من ريف حماة الشمالي.
وعن أوضاع المحافظة اليوم، يقول النعمان إنها منكوبة وشبه مدمرة، مضيفا “لكن لم تتوقف الحياة فيها، حيث بدأت حركة تجارية نشطة بعد سيطرة المعارضة المسلحة على مدينة إدلب في الربيع الفائت”، لافتا إلى أن حركة الإعمار مستمرة في كل مدنها وقراها، رغم القصف المتواصل من الطيران.
من جانبه، يرى الصحفي عماد كركص من أهالي إدلب أن النظام بدأ تطبيق سياسة انتقامية ممنهجة من أهالي المحافظة، ذلك لأنها كانت المهد الأول للجيش السوري الحر في الشهور الأولى من الثورة، مشيرا إلى أن أول ضابط انشق عن جيش النظام -وهو المقدم حسين الهرموش- هو من أبناء إدلب، وهذا مما زاد من حقد النظام عليها.
وقال كركص إن المحافظة منكوبة بشكل شبه كامل، حيث لا يكاد يخلو بيت فيها من شهيد أو مصاب أو معتقل.
وأضاف “لقد دمر طيران النظام أغلب مرافقها الحيوية من مشاف ومدارس، وخاصة في المدن كإدلب (مركز المحافظة) وسراقب وأريحا ومعرة النعمان وجسر الشغور وخان شيخون.
وتعتبر إدلب من أصغر المحافظات السورية إذ تُقدر مساحتها بنحو ستة آلاف كيلومتر مربع، وتفخر بتاريخها الموغل في القدم حيث لا تزال “المدن المنسية” العائدة لحقب تاريخية مختلفة شاهدة على عراقة هذا التاريخ.
كما تُعرف إدلب بمساجدها وبطيب هوائها وبكونها أرض الزيتون الذي بدأ موسم قطافه، فهي
-كما يقول كركص- عاقدة العزم على البقاء متحدية طيران النظام والمقاتلات الروسية، فالموت لا يمكنه هزيمة الحياة في مدن بقِدم التاريخ.
أوغلو يهاجم روسيا لضربها #إدلب السورية
قال إن الأراضي السورية لن تكون جزءا من الأهداف الروسية الإمبريالية
اسطنبول – رويترز
أدان رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو الثلاثاء هجوما وقع مطلع الأسبوع على مدينة إدلب السورية يعتقد أن الطائرات الحربية الروسية نفذته، وقال إن الأراضي السورية لن تكون جزءا من “الأهداف الروسية الإمبريالية”.
وكان عمال إنقاذ وسكان أكدوا أن الضربات الجوية الروسية قتلت العشرات في وسط مدينة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة بشمال غرب سوريا يوم الأحد.
من جهة أخرى، قال أوغلو متحدثاً إلى أعضاء من حزب العدالة والتنمية الحاكم في البرلمان إن الدعم بالتدريب العسكري والتسليح للعراق سيستمر لحين تحرير مدينة الموصل.
وارن: لا قيمة استراتيجية للتدخل الروسي في سوريا
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قال المتحدث باسم التحالف الدولي ستيف وارن لسكاي نيوز عربية، الثلاثاء، إنه لا قيمة استراتيجية للتدخل الروسي في سوريا.
وأضاف وارن أن التعاون بين التحالف الدولي والقوات العراقية أضعف داعش، مشيرا إلى أن عمليات التحالف ضد التنظيم جاءت بعد طلب بغداد المساعدة.
وقال المتحدث باسم التحالف الدولي، إن القوات العراقية هي من تنفذ العمليات على الأرض، وأن التحالف يقدم التدريب والمشورة.
وأوضح وارن أن أغلب الضربات الجوية التي يقوم بها التحالف استهدفت آبار النفط في الرقة بسوريا.
وكان التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة شن، الاثنين، 17 ضربة جوية ضد تنظيم الدولة في العراق، و8 ضربات في سوريا.
وقالت قوة المهام المشتركة في بيان، إن الضربات نفذت قرب 5 مدن عراقية، وكان بينها 7 نفذت قرب مدينة الموصل شمالي العراق، وفق ما ذكرت وكالة رويترز.
وأشارت إلى أنها قصفت 6 وحدات تكتيكية و12 موقعا قتاليا.
ميدانيا، أفاد مصدر أمني في محافظة الأنبار، الثلاثاء، بأن القوات الأمنية العراقية تمكنت من تحرير حي الضباط في الرمادي.
وأوضح إن “جهاز مكافحة الإرهاب والفرقة الثامنة بالجيش العراقي تمكنت من تحرير منطقة حي الضباط، وسط الرمادي”، مبينا أنها “رفعت العلم العراقي فوق احد المباني”.
كذلك أفاد مصدر في شرطة محافظة الأنبار، الثلاثاء، بأن القوات الأمنية اقتحمت منطقتين شمالي الرمادي، وقتلت العشرات من عناصر تنظيم داعش، مؤكدا أن القوات البرية تقوم بتطهير الأحياء الأخرى بشكل تدريجي.
وقال المصدر إن القوات الأمنية اقتحمت، مساء الثلاثاء، منطقتي حي الجمعية وشارع 17 بعد معارك شرسة اسفرت عن مقتل العشرات من عناصر داعش، مبيناً أن القوات الأمنية تقوم بتطهير الأحياء السكنية بشكل تدريجي، بينما تم نشرت “مفارز للقناصين في المباني بحي الجمعية وشارع 17 لفصل خلايا داعش في المناطق القريبة منها وسط الرمادي وقنص العناصر المسلحة”.
مصدر مقرّب من العميد مناف طلاس ينفي تواصله مع الأسد أو النظام
روما (22 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أكّد مصدر مقرب من العميد السوري المنشق مناف طلاس نفيه تواصله مع الرئيس السوري بشار الأسد، ووصف ما تتداوله بعض وسائل الإعلام بأنه “إشاعات لا أساس لها”، وشدد على أن الضابط الرفيع الذي انشق عام 2012 عن النظام “لم ولن يحيد عن ثوابت حقوق السوريين”.
ونقل المصدر في تصريح لوكالة (آكي) الإيطالية عن العميد الركن طلاس الذي كان قائداً للواء 105 في الحرس الجمهوري نفيه وجود أي تواصل مع الأسد من أي نوع، وقال إن كل ما يتم تداوله “مجرد إشاعات لا أساس لها من الصحة” حسب قوله.
وأضاف “لدى مصادر هذه الإشاعات غايات باتت مكشوفة”، وأكد على أن العميد، المعروف عنه قلّة ظهوره إعلامياً، “لن يحيد عن ثوابت حق الشعب السوري في النيل من حريته” على حد تعبيره.
وكانت بعض وسائل الإعلام نقلت عن مصادر لم تحددها ادعائها بوجود تواصل بين رأس النظام السوري والعميد طلاس بوساطة روسية بهدف إعادة العلاقات بينهما.
وفي هذا السياق أعرب ضباط في الجيش السوري الحر عن تقليلهم من أهمية هذه الاتهامات، وأشاروا إلى ثقة متبادلة تربطهم بالعميد المنشق، وقال العقيد عبد الرزاق فريجة، قائد المجلس العسكري للجيش الحر في محافظة حماة، لـ (آكي) “إن الغالبية العظمى من قادة فصائل المعارضة المسلّحة في مختلف المدن السورية التقوا بطلاس مراراً، وهو مصدر ثقة”، وأكّد أيضاً “على وجود تنسيق معه لم ينقطع منذ انشقاقه”.
وبدوره، أكد المقدّم حسان رجّو (أبو عبد الرحمن) القيادي في جبهات جنوب سورية على أن “هناك تواصل معه (طلاس) منذ 2012، وهو يشكّل قلقاً للنظام لقدرته على تجميع ضباط من مختلف الانتماءات الدينية والمناطقية والقومية، من طرفي الصراع في سورية، ولعلاقاته التي لم تنقطع مع شخصيات رفيعة المستوى عربية وإقليمية وغربية”.
وكان طلاس قائداً لفرقة عسكرية تابعة للحرس الجمهوري مكلّفة بحماية العاصمة دمشق، وكان له موقف مخالف من الحل العسكري الذي انتهجه النظام واعترض على إطلاق النار على المتظاهرين السلميين، ودعا لإجراء حوار مع المحتجين وقادة المجتمع المحلي، فتم تهميشه وتعرض لمحاولة اغتيال قبل أن يقرر الانشقاق والخروج نحو فرنسا سراً.
الائتلاف الوطني السوري: لا إملاءات خارجية حول وفد المعارضة التفاوضي
روما (22 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء
أكد عضو الائتلاف الوطني السوري المعارض، سالم المسلط أن الهيئة العليا التفاوضية المنبثقة عن مؤتمر الرياض هي “الجهة الوحيدة المخولة” بتشكيل الوفد التفاوضي للمعارضة للتفاوض مع النظام.
وكانت مصادر من المعارضة السورية، ممن شارك في اجتماعات الرياض، أشارت لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إلى أن الولايات المتحدة تسعى لإشراك زعيم حزب كردي في الوفد المفاوض، فيما تسعى روسيا لإشراك اثنين من رؤساء التجمعات السورية المعارضة
ونوه المسلط بأن الهيئة التفاوضية “ملتزمة ببيان مؤتمر الرياض الذي جمع كافة أطياف المعارضة السورية، وبما تم إقراره في اجتماعها الأخير”، موضحاً أنها “شكلت وفدها وهيئته الاستشارية، ولن تقبل بإدراج أسماء أخرى بطلب من أطراف خارجية”، حسبما نقل عنه المكتب الإعلامي للإئتلاف
وأشار المسلط إلى أن “روسيا ليست طرفاً محايداً، وهي تشارك نظام الأسد بالمجازر اليومية المرتكبة بحق أبناء الشعب السوري، لذلك لا يحق لها أن تلعب دور الوسيط وعليها أن تهتم بتشكيل وفد النظام، أما تشكيل وفد المعارضة فهو شأن السوريين فقط”.
ولقد ذكرت المصادر في حديثها مع (آكي) “إن الولايات المتحدة تعمل على إقناع السعودية وتركيا على ضرورة إشراك رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري، صالح مسلّم”، بعد أن رفضت تيارات وقوى معارضة سورية سياسية ومسلحة أن يشارك في الوفد المعارضة في مفاوضات مرتقبة مطلع العام المقبل، بعد أن وُجّهت لقواته العسكرية (وحدات حماية الشعب) اتّهامات بـ”جرائم حرب”. وأشارت إلى أنه، على الطرف المقابل، فـ”إن روسيا بدورها تسعى لإشراك اثنين على الأقل من المعارضين السوريين، هم رئيس جبهة التحرير والتغيير قدري جميل، ورئيس مجلس سورية الديمقراطي المعارض هيثم مناع الذي تمت دعوته لمؤتمر السعودية”، واعتذر عن حضوره بسبب اعتراضه على ما وصفه بـ”الخلل التمثيلي” للمعارضات المدعوة للمؤتمر.
ولقد رجّحت المصادر أن يتم الموافقة على إضافة هذه الشخصيات على الأقل ضمن وفد المعارضة المفاوض، وأن يقوم المبعوث الأممي لسورية ستافان دي ميستورا بالإعلان عن القائمة النهائية للمشاركين، من كلا طرفي المعارضة والنظام.