أحداث الثلاثاء 3 كانون الأول 2013
الأمم المتحدة: أدلة على مسؤولية الأسد عن جرائم حرب
لندن، جنيف، لاهاي، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب، أ ب
اكدت مسؤولة بارزة في الأمم المتحدة وجود «كميات هائلة» من الأدلة على مسؤولية الرئيس بشار الأسد عن «جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية». وهذه المرة الأولى التي يذكر فيها الرئيس السوري بالاسم لمسؤوليته عن «جرائم حرب»، ما يُتوقع ان يترك تداعيات على التحضيرات الخاصة بانعقاد مؤتمر «جنيف 2» في الشهر المقبل.
وقالت مفوضة الأمم المتحدة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي في مؤتمر صحافي أمس إن لجنة التحقيق حول سورية التابعة لمجلس حقوق الإنسان «جمعت كميات هائلة من الأدلة حول جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية»، وإن الأدلة «تشير إلى مسؤولية على أعلى مستويات الحكومة بما يشمل رئيس الدولة» بشار الأسد.
وأنشئت لجنة التحقيق في 22 آب (أغسطس) 2011 بموجب قرار صادر عن مجلس حقوق الإنسان ومهمتها التحقيق في كل انتهاكات حقوق الإنسان منذ آذار (مارس) 2011 والتحقق من المذنبين بهدف ضمان انهم سيحاكمون. وفي تقريرها الأخير الذي نشرته في 11 أيلول (سبتمبر) الماضي اتهمت اللجنة التي تضم المدعية الدولية السابقة كارلا ديل بونتي النظام السوري بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب وكذلك مسلحي المعارضة بارتكاب جرائم حرب. واتهم أعضاء اللجنة مرات مسؤولين كباراً عدة في النظام السوري بارتكاب جرائم، لكن دون تسميتهم كما انهم لم يذكروا أبداً رئيس الدولة بالاسم.
واللجنة التي لم يسمح لها ابداً بدخول سورية تستند في عملها إلى أكثر من ألفي مقابلة اجرتها منذ تأسيسها مع اشخاص معنيين في سورية وفي الدول المجاورة. وأعدت من جهة أخرى لائحة سرية تم تحديثها مرات عدة باسماء أشخاص يشتبه في انهم ارتكبوا جرائم في سورية. ونقلت هذه اللائحة إلى مفوضة الأمم المتحدة العليا لحقوق الإنسان.
وقالت بيلاي إنها ترغب في ان يتم اجراء تحقيق قضائي «وطني أو دولي يحظى بصدقية» يتيح محاكمة المسؤولين بارتكاب جرائم. وأضافت «في هذا الإطار فقط، وبهدف احترام افتراض البراءة، سيمكن نشر اللائحة». لكن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد اعلن من لاهاي ان «لا معنى» لهذه الاتهامات. وقال لوكالة أسوشييتد برس: «انها (بيلاي) تتحدث منذ وقت طويل بكلام فارغ، ونحن لا نستمع لها».
وأوضحت الناطقة باسم «هيومان رايتس ووتش» تمارا الرفاعي ان تصريحات بيلاي تكتسب اهمية. وأكدت ضرورة احالة الملف السوري على محكمة الجنايات الدولية باعتبارها «الجهة الوحيدة في العالم التي تنظر في اتهامات جميع الأطراف»، مشيرة الى ان الحكومة السورية «المسؤولة الأكبر عن جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية» وإلى ان «هيومان رايتس ووتش» اصدرت سابقاً تقارير تشير الى «توثيق جرائم قامت بها بعض المجموعات المعارضة المتطرفة في ريف اللاذقية» غرب البلاد.
وقال خبراء ان احالة الملف على محكمة الجنايات الدولية تتطلب قراراً من مجلس الأمن، الأمر الذي قد يقابل بحق النقض من روسيا والصين، علماً ان اميركا لم توقع ولم تصدق على اتفاقية روما التي أنشئت بموجبها محكمة الجنايات الدولية. لكنهم اشاروا في الوقت نفسه الى «اهمية توثيق الجرائم المرتكبة» في سورية.
في غضون ذلك، أفاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» أمس بأن عدد قتلى النزاع السوري المستمر منذ 33 شهراً ارتفع الى 126 ألفاً، غالبيتهم من المقاتلين المعارضين والقوات النظامية والمسلحين الموالين لها. وقال «المرصد» إنه وثّق مقتل «125 ألفاً و835 شخصاً منذ انطلاقة الثورة السورية» منذ منتصف آذار (مارس) 2011 وحتى الأول من كانون الأول (ديسمبر) الجاري. وأوضح ان عدد القتلى المدنيين بلغ 44 ألفاً و381 شخصاً، بينهم 6627 طفلاً و4454 امرأة.
وحذّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر امس من أن مليون سوري على الأقل يعانون بانتظام نقص الغذاء بينما تعيق المعارك والحواجز العسكرية توزيع المساعدات الغذائية. وأعلن مدير ادارة الكوارث والأزمات في اللجنة سيمون اكليشال في مؤتمر صحافي انه «تقدير تقريبي» للعدد طالباً المزيد من الأموال لسورية.
على صعيد آخر، أكدت منسقة المهمة المشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية سيغريد كاغ على هامش مؤتمر منظمة حظر السلاح الكيماوي في لاهاي أمس ان العمل «الأكثر تعقيداً» آتٍ في عملية تدمير الترسانة الكيماوية السورية.
ميدانياً، واصلت قوات النظام السوري حملتها الواسعة أمس لطرد مقاتلي المعارضة من بلدات منطقة القلمون الاستراتيجية شمال دمشق، بالتزامن مع حملة أخرى لاستعادة قرى سقطت في أيدي «الجيش الحر» في ريف القنيطرة بين دمشق والجولان. ووسع المعارضون، في المقابل، نطاق سيطرتهم على بلدة معلولا الأثرية المسيحية شمال العاصمة السورية بعدما أرغموا الجيش النظامي على التراجع فيها.
احتجاز راهبات معلولا السورية: هل هن رهائن ام تحت الحماية؟
بيروت – “الحياة”، رويترز، أ ف ب، يو بي اي
لم تجزم اي جهة رسمية في الفاتيكان او في البطريركية الأرثوذوكسية السورية او في المعارضة سبب احتجاز الراهبات الـ12 في بلدة معلولا المسيحية، فيما اكتفى سفير الفاتيكان لدى سورية بالقول ان “مقاتلين اسلاميين كانوا سيطروا على قرية مسيحية شمالي دمشق نقلوا بعض الراهبات الى بلدة يبرود القريبة من معلولا”، لكن لم يتضح هل تعرضن للخطف أم نقلن حفاظاً على ارواحهن.
وقال ناشطون من المعارضة إن “المقاتلين الاسلاميين سيطروا على قرية معلولا أمس الاثنين بعد قتال شرس مع قوات الرئيس بشار الاسد”، وقالت وسائل الاعلام السورية انهم “يحتجزون الراهبات اسرى في دير مار تقلا للروم الارثوذكس”.
وقال مبعوث الفاتيكان ماريو زيناري ان ” 12 راهبة نقلن من معلولا الى بلدة يبرود”، التي تقع على مسافة 20 كيلومتراً الى الشمال.
وكانت اذاعة الفاتيكان ذكرت في ان ” 12 راهبة ارثوذكسية اخرجن بالقوة من ديرهن الواقع في الوسط التاريخي من مدينة معلولا المسيحية التي استولى عليها مسلحو المعارضة السورية ليل الاحد الاثنين”.
وقال زيناري لـ”رويترز” عبر الهاتف من دمشق: “أجبروا الراهبات على اخلاء المكان وعلى ان يتبعوهم الى يبرود. في الوقت الراهن لا يمكننا القول ان كان هذا خطف أم إجلاء”، واضاف: “سمعت ان قتالاً بالغ الشراسة يجري في معلولا”.
ويأتي القتال الذي يدور بين مقاتلي “جبهة النصرة” ذات الصلة بتنظيم “القاعدة” ومعارضين آخرين ضد قوات الاسد في اطار صراع أوسع للسيطرة على الطريق السريع بين دمشق وحمص وسط سورية.
وأكد مسؤول في بطريركية الروم الارثوذكس انه يعتقد ان “الراهبات نقلن الى يبرود”، لكنه لم يذكر تفاصيل.
وقال التلفزيون الحكومي السوري ان “المسيحيين اقاموا قداساً في دمشق امس الاثنين للاحتجاج على اسر الراهبات وخطف اثنين من الاساقفة قرب حلب في نيسان/ابريل”.
وسيطر مقاتلون جهاديون وعناصر في كتائب مقاتلة معارضة على بلدة معلولا المسيحية شمال دمشق بعد تقدمهم فيها اليوم، اثر اشتباكات مستمرة منذ ثلاثة ايام، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال ناشطون مؤيدون للمعارضة ان “الراهبات في أمان وان الخطر الحقيقي عليهن يأتي مما وصفوه بأنه قصف عشوائي من جانب الجيش السوري لمعلولا”.
وكانت معلولا مسرحاً لقتال ضار في أيلول (سبتمبر)، عندما تم تبادل السيطرة عليها أربع مرات في سلسلة هجمات وهجمات مضادة من جانب المعارضين والقوات الحكومية.
ويحاول الجيش بمساعدة موالين للأسد تأمين بلدات على الطريق من دمشق الى مدينة حمص ومعقل العلويين المطل على البحر المتوسط.
والسيطرة على الطريق ستساعد في احكام قبضة الاسد وستتيح المرور الأمن لمئات الاطنان من المواد الكيماوية المقرر شحنها خارج البلاد بحلول نهاية العام لتدميرها.
بيلاي تتّهم الأسد بالتورّط في جرائم حرب / جهاديون نقلوا 12 راهبة سورية ولبنانية من معلولا
نيويورك – علي بردى العواصم – الوكالات
تحدثت المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي للمرة الأولى أمس عن وجود “أدلة هائلة” على تورط المسؤولين السوريين “على أرفع المستويات”، بمن فيهم الرئيس بشار الأسد، في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وصرحت في مؤتمر صحافي في جنيف بأن “لجنة التحقيق التابعة لمجلس حقوق الإنسان في شأن سوريا، جمعت كميات هائلة من الأدلة… على جرائم خطيرة للغاية، جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”، موضحة أن “الأدلة تشير الى مسؤولية على أعلى مستويات الحكومة بما في ذلك رئيس الدولة”، أي الأسد. وقالت إن الأدلة تشير أيضاً الى أن قوات المعارضة المسلحة في سوريا ارتكبت انتهاكات ضد حقوق الإنسان. واعتبرت أن “مدى فظاعة الانتهاكات التي ارتكبها الجانبان تكاد تفوق التصور”. وأعلنت أن اللجنة أعدت لائحة لا تزال سريّة بمن تعتقد أنهم مسؤولون مباشرة عن انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان. ولكن يعتقد أن أسماء شخصيات كبيرة في الجيش السوري والحكومة مدرجة في اللائحة.
وإذ طلب منها الصحافيون إيضاحات، أجابت: “دعوني أقل إني لم أقل إن رئيس دولة مشتبه فيه. أنا كنت أقتبس من (تقرير) لجنة تقصي الحقائق، التي أفادت أنها بناء على الحقائق التي لديها، تشير الى مسؤولية على أرفع المستويات”.
وأبدت قلقها على التوازن في تقرير المدة الزمنية المطلوبة للحفاظ على سريّة المعلومات، مضيفة أن اللائحة “تعود بحق الى الناس الذين يعانون الإنتهاكات”. ولكن في الوقت عينه يجب أن تبقى مغلقة “للحفاظ على فرضية البراءة” الى حين اجراء تحقيق قضائي يمكن أن يؤدي الى محاكمة. وشددت على ضرورة “إجراء تحقيق قضائي وطني أو دولي، يحظى بصدقية، ويتيح محاكمة المسؤولين بارتكاب جرائم” حرب وجرائم ضد الإنسانية.
ونظراً الى أن سوريا ليست طرفاً في المحكمة الجنائية الدولية، فإن أي تحقيق في شأن الحرب السورية سيحتاج الى تفويض من مجلس الأمن. لكن هذا الأمر مستبعد لأن روسيا والصين اللتين تحظيان بحق النقض، لا تحبذان ذلك.
وقالت بيلاي إن سوريا وكوريا الشمالية – وهما البلدان اللذان تحقق فيهما لجنة تابعة للأمم المتحدة – يشهدان أسوأ الإنتهاكات لحقوق الإنسان على المستوى العالمي. لكنها أشارت أيضاً الى هواجس في شأن جمهورية أفريقيا الوسطى وبنغلادش ومناطق أخرى، كما الى عمليات الطرد الواسعة للمهاجرين من السعودية واستمرار الإستغلال السياسي لرهاب الأجانب والتمييز في أوروبا ومناطق متقدمة أخرى.
الابرهيمي
وأعرب الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي في مقابلة مع شبكة التلفزيون السويسرية العامة “ار تي اس” عن تأييده لقيام جمهورية جديدة في سوريا يحدد السوريون “طبيعتها”.
وقال: “في رأيي المتواضع، هذا يجب ان يفضي الى نظام جمهوري ديموقراطي جديد غير طائفي في سوريا مما يفتح الباب امام ما اسميه الجمهورية السورية الجديدة”. واوضح: انه”سيعود الى كل السوريين ان يقرروا ما هو هذا النظام الجديد الذي سيسود في بلادهم وما هي طبيعة الجمهورية الجديدة التي ستبصر النور”. ودعا ايضا الى “تسوية سريعة” للنزاع “والا فانه سيكون لدينا… صومال كبيرة… مع زعماء حرب وامراء من كل الانواع سيتقاسمون البلد”. لكن “السوريين يريدون الحفاظ على وحدة بلدهم”، في حين ان “المنطقة والعالم في حاجة الى سوريا موحدة”.
وأمل ان تشارك المملكة العربية السعودية وايران في مؤتمر السلام حول سوريا في 22 كانون الثاني في جنيف والمعروف بجنيف – 2. وقال: “لا اعتقد ان الاسد سيكون هناك. لا اعتقد ان بشار الاسد سيكون راغبا في المجيء الى جنيف في الظروف الحالية”، لافتا الى ان ما هو وارد على اي حال في بيان جنيف العام الماضي “هو ان يحضر وفد للحكومة ووفد لممثلي المعارضة يتحاوران معا لتشكيل حكومة جديدة ستمارس مبدئيا السلطات خلال فترة انتقالية ينبغي تحديدها”.
الوضع الميداني
ميدانياً، سيطر مقاتلو “جبهة النصرة” المرتبطة بتنظيم “القاعدة” على بلدة معلولا بريف دمشق الشمالي. وبثت اذاعة الفاتيكان ان 12 راهبة ارثوذكسية اخرجن بالقوة من ديرهن الواقع في الوسط التاريخي من معلولا.
ونقلت عن السفير البابوي في سوريا المونسنيور ماريو زيناري ان الامر يتعلق بـ”12 راهبة سورية ولبنانية”. وقال: “يبدو ان الجهاديين اقتادوا الراهبات الى الشمال نحو يبرود. نجهل اسباب هذا العمل من مسلحي المعارضة، انها عملية خطف او سيطرة على الدير كي تطلق يدهم في معلولا”. وبدا السفير حذرا قبل التحدث عن عملية خطف.
وقالت وكالة “ايجيا نيوز” الكاثوليكية المتخصصة ايضا ان بطريركية الروم الارثوذكس نشرت النبأ.
ووجهت وزارة الخارجية والمغتربين السورية رسالتين متطابقتين إلى رئيس مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة جاء فيهما: “إن المجموعات الارهابية التكفيرية قامت صباح هذا اليوم بمهاجمة بلدة معلولا الاثرية في ريف دمشق وهي البلدة الوحيدة في العالم التي لا يزال سكانها يتكلمون لغة السيد المسيح ونفذت أعمالا تخريبية طاولت الكنائس وبيوت المدنيين الآمنين حيث قامت تلك المجموعات باقتحام دير مار تقلا واحتجاز رئيسة الدير الأم بلاجيا سياف وعدد من الراهبات اللواتي يعملن في الدير كما استهدفت الميتم التابع له والذي يؤوي العديد من الأطفال الايتام ولم تتورع المجموعات الارهابية التكفيرية عن ارتكاب اعمال ترويع وقنص للاهالي في المنطقة المحيطة بالدير وأحياء البلدة”.
راهبات معلولا في يبرود
إنتحاري في وسط دمشق
توغل الانتحاريون اليوم الى وسط دمشق في تفجير جديد
قتل اربعة اشخاص، في الوقت الذي افاد فيه السفير البابوي ان راهبات بلدة معلولا المسيحية التي سيطر عليها مسلحو المعارضة امس، نقلن الى بلدة يبرود.
وافاد التلفزيون الرسمي السوري عن سقوط “اربعة شهداء و17 جريحا في التفجير الارهابي في منطقة الجبة بالجسر الابيض” وسط دمشق، مشيرا الى ان “ارهابيا انتحاريا فجر نفسه بحزام ناسف”.
من جهته، افاد مصور وكالة فرانس برس ان الانتحاري فجر نفسه على مدخل “وحدة تعويض الشهداء” التابعة لوزارة الدفاع، والتي تتولى تقديم تعويضات الى عائلات جنود القوات النظامية الذين يقضون اثناء الخدمة.
من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان عدد القتلى هو خمسة، بينهم ثلاثة مدنيين وعنصران من القوات النظامية.
واوضح ان الانتحاري فجر نفسه على مدخل المبنى “بعدما منعه عنصران من القوات النظامية من الدخول”.
وعلى مسافة 55 كلم الى الشمال من دمشق، تدور اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في محيط بلدة معلولا المسيحية الاثرية، والتي سيطر عليها مقاتلون معارضون بينهم جهاديون من جبهة النصرة امس، بحسب المرصد السوري.
ونقلت صحيفة “الوطن” المقربة من السلطات عن مصدر عسكري قوله ان “ارهابيين” اقتحموا معلولا “واحتلوا دير مار تقلا واحتجزوا رئيسة الدير وعدداً من الراهبات”.
واضاف ان “وجود الإرهابيين داخل معلولا مسألة ساعات حيث توجهت قوة عسكرية لمساندة القوات الموجودة على أطراف البلدة لتطهير معلولا من رجس الإرهاب”.
وفي اتصال هاتفي مع فرانس برس، قالت رئيسة دير صيدنايا سيفرونيا نبهان ان “الراهبات الاثنا عشر والعاملات الثلاثة معهن، يقيمون في جو مريح في منزل ببلدة يبرود، ولا احد يعكر صفوهن”.
من جهته، قال السفير البابوي في دمشق ماريو زيناري ان الراهبات “ارغمتهن مجموعة مسلحة على ترك الدير بالقوة، واللحاق بهذه المجموعة على الطريق الى يبرود”، البلدة التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، وتقع على مسافة 20 كلم الى الشمال من معلولا.
واشار الى ان الراهبات هن فقط اللواتي اقتدن الى خارج الدير، وان الميتم التابع له كان خاليا من الاطفال.
وقال زيناري “الايتام اجلوا من الدير منذ زمن طويل لان الوضع كان سيئا جدا”، مضيفا انه “حاليا ثمة معركة شرسة في معلولا، ومن الصعب الحصول على معلومات دقيقة”.
وتابع زيناري ان “كل الاحتمالات واردة. نجهل الاسباب التي حدت بإرغام الراهبات على المغادرة وما هو الهدف من هذه الخطوة”.
المقداد
رفض نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد اتهامات
مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي للرئيس بشار الأسد بالتورط في جرائم حرب.
وقال المقداد في تصريح أورده راديو هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) اليوم، إن “بيلاي تتحدث هراء منذ وقت طويل ونحن لا نصغي اليها”.
وطالب المقداد المجتمع الدولي بتوفير المال والمعدات اللازمة للمساعدة في جهود نقل الأسلحة الكيميائية السورية
من مواقعها.
وقال “إن سوريا تحتاج إلى شاحنات وعربات مصفحة لنقل المواد الكيميائية ومعدات أمنية ومراقبة ومعدات رفع وإنزال، لأن المركبات العادية قد تتيح الفرصة للإرهابيين
للهجوم عليها، الأمر الذي قد يؤدي إلى كارثة كبرى”.
وأضاف إن كل ما تطلبه دمشق هي قائمة من المعدات تمكن الحكومة السورية من تسليم الأسلحة والمضي قدما في نقل المواد الكيميائية خارج سوريا.
وقالت المنظمة غير الحكومية في بيان ان “أوكسفام تطلق نداء مساعدة جديدا للاجئين السوريين المتضررين من الازمة السورية، وتحذر من زيادة المخاطر الصحية التي يتعرضون لها مع قدوم أشهر الشتاء القارسة”.
واضافت ان “الكثير من اللاجئين يواجهون انخفاض درجات الحرارة في الاردن ولبنان بالملابس الصيفية التي جاؤوا بها من سوريا (…) ومع اقتراب الشتاء القارس، فان الكثير منهم يعيشون في خيام لا يفصلهم عن برودة أرضها، عند النوم، سوى حصيرة أو فرش رفيع”.
وطالبت أوكسفام ب “حجم أكبر بكثير من الدعم، حتى تستطيع مساعدة الفئات الأكثر ضعفاً من اللاجئين خلال الأشهر المقبلة”، مشيرة الى انه “يجب أن يبدي المجتمع الدولي دعمه لسخاء حكومات الدول المضيفة التي أُنهِكت بنيتها التحتية الصحية”.
ونقل البيان عن مدير استجابة أوكسفام للأزمة السورية نيجل تيمينز، قوله انه “في ظل ضعف مرافق الصرف الصحي، يمكن أن تغرق خيمة في مياه الصرف بين عشية وضحاها، ليصبح ساكنوها عرضة لأمراض عدة”.
(أ ف ب، رويترز، أ ش أ)
الإبراهيمي: السوريون يقررون جمهوريتهم الجديدة
أعرب الموفد العربي والدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي أمس، عن تأييده لقيام جمهورية جديدة في البلاد يحدد السوريون «طبيعتها».
وقال الابراهيمي، في مقابلة مع شبكة التلفزيون السويسرية العامة «آر تي أس»، «برأيي المتواضع، هذا يجب أن يفضي إلى نظام جمهوري ديموقراطي جديد غير طائفي في سوريا، ما يفتح الباب أمام ما أسميه الجمهورية السورية الجديدة». وأوضح أنه «سيعود لكل السوريين أن يقرروا ما هو هذا النظام الجديد الذي سيسود في بلادهم وما هي طبيعة الجمهورية الجديدة التي ستبصر النور».
ودعا أيضاً إلى «تسوية سريعة للنزاع، وإلا فإنه سيكون لدينا صومال كبيرة مع زعماء حرب وأمراء من كل الأنواع سيتقاسمون البلد». إلا أنه اعتبر أن «السوريين يريدون الحفاظ على وحدة بلدهم، في حين أن المنطقة والعالم بحاجة إلى سوريا موحدة».
من جهة أخرى، جدد الإبراهيمي أمله أن تشارك إيران والسعودية في مؤتمر «جنيف 2». وأضاف «لا أعتقد أن (الرئيس السوري بشار) الأسد سيكون هناك. لا أعتقد أنه سيكون راغباً في المجيء إلى جنيف في الظروف الحالية»، لافتاً إلى أن ما هو وارد على أي حال في بيان جنيف العام الماضي «هو أن يحضر وفد للحكومة ووفد لممثلي المعارضة يتحاوران معاً لتشكيل حكومة جديدة ستمارس مبدئياً عمل السلطات خلال فترة انتقالية يتعين تحديدها».
وأشار المبعوث الدولي إلى أن «الأطراف لا تبدو مستعدة في الوقت الراهن للتحدث عن وقف لإطلاق النار قبل الاجتماع».
(أ ف ب)
قائد في شرطة لندن: شبان بريطانيون تلقوا أوامر من جماعات مرتبطة بالقاعدة في سوريا لشن هجمات بعد عودتهم إلى بلادهم
لندن ـ (يو بي اي) قال ضابط بارز في شرطة لندن الثلاثاء أن هناك مؤشرات على أن الشبان البريطانيين العائدين إلى المملكة المتحدة من سوريا تلقوا أوامر من متشددين على صلة بتنظيم القاعدة لتنفيذ هجمات على أراضيها، وحذّر من أن لندن تواجه تهديداً جديداً للإرهاب جراء مشاركة شبابها مع المئات من المتطرفين المحليين بالقتال الدائر في سوريا.
ونسبت صحيفة “إيفننغ ستاندارد “في موقعها على الإنترنت إلى، ريتشارد والتون، قائد وحدة مكافحة الإرهاب في شرطة لندن قوله “إن مراهقين من عمر 16 عاماً من سكان العاصمة البريطانية يسافرون إلى سوريا للمشاركة في القتال الدائر على أراضيها” منذ أكثر من عامين وستة أشهر.
وأضاف والتون “إن التهديد الإرهابي الآن هو أسوأ من أي وقت مضى جراء استعداد المراهقين المتطرفين وغيرهم من المقاتلين البريطانيين للعمل بموجب أفكارهم المتطرفة بعد عودتهم إلى المملكة المتحدة”.
وأشار إلى أن شرطة لندن “اطلقت عدد كبير من العمليات الأمنية لحماية الجمهور، ونفّذت ما مجموعه 400 عملية اعتقال متعلقة بالإرهاب خلال العامين الماضيين، ووجهت تهماً على علاقة بالإرهاب إلى 80 شخصاً”.
وقال إن التهديد الذي تواجهه لندن من الشبان البريطانيين العائدين من سوريا “سيستمر لعقود طويلة لأن تنظيم القاعدة لا يزال ناشطاً ولم يتعرض للهزيمة بعد، واستغل الفوضى في سوريا وتزايد الأماكن غير الخاضعة لسلطة القانون في ليبيا ومصر ومواقع أخرى بعد الربيع العربي إلى جانب الصومال، لتعزيز وجوده”.
وأضاف والتون أنه “كان يأمل بأن يكون عام 2013 أكثر هدوءاً بعد متطلبات حماية الألعاب الأولمبية في لندن، لكن التهديد الذي تواجهه العاصمة البريطانية أصبح أسوأ ولا يعتقد أن الجمهور يدرك خطورة المشكلة، ولا سيما بعد أن ساهمت سوريا بتغيير قواعد اللعبة وحقيقة أن المئات من البريطانيين يذهبون إلى هناك للمشاركة في القتال مع الجماعات المتطرفة، وستكون المضاعفات المترتبة على عودتهم إلى المملكة المتحدة كبيرة في حال لم يُقتلوا”.
وتابع “لدينا مراهقون من عمر 16 و 17 عاماً ذهبوا إلى سوريا للقتال، وهناك أم بريطانية ذهبت إلى تركيا للبحث عن ابنها البالغ من العمر 16 عاماً بعد توجهه إلى سوريا للقتال هناك، وهذا الوضع خطير جداً ويزداد سوءاً”.
وقال والتون إن بعض المراهقين البريطانيين “يتحدرون من أسر مسلمة محترمة، وطلب آباؤهم وأمهاتهم في بعض الحالات مساعدة الشرطة البريطانية في العثور على أبنائهم المفقودين، ما يقترح بأنهم اعتنقوا أفكار التطرف عبر الإنترنت قبل أن يسافروا إلى سوريا”.
وتضع بريطانيا التحذير الأمني من وقوع هجوم ارهابي عند درجة كبير حالياً، ما يعني أن الهجوم هو احتمال قوي على سلم من خمس درجات أدناها منخفض وأعلاها حرج.
يعلون: إطلاق جندي سوري النار باتجاه دورية إسرائيلية في الجولان كان مقصودا
تل أبيب- (يو بي اي): أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون الثلاثاء أن إطلاق جندي سوري النار باتجاه دورية للجيش الإسرائيلي في هضبة الجولان الاثنين، كان مقصودا.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن يعلون قوله خلال جولة في الجولان “إننا نعلم أن إطلاق النار أمس باتجاه قواتنا في هضبة الجولان كان مقصودا، وهذه ليست المرة الأولى التي يحدث فيها أمر كهذا”.
وأضاف يعلون أنه “وفقا لفهمنا للأمور فإن هذا كان حدثا موضعيا لجندي سوري قرر فتح النيران باتجاه قواتنا، وقد عمل الجيش الإسرائيلي بأفضل صورة ورد على مصادر إطلاق النار”.
وتابع أنه “لن يخرق أحد سيادتنا ومن يحاول خرقها سيلحق به الأذى”.
وتعرضت دورية للجيش الإسرائيلي الاثنين لإطلاق نار قرب معبر القنيطرة من دون أن تقع إصابات أو أضرار.
وقال الناطق العسكري الإسرائيلي إن أفراد الدورية الإسرائيلية أطلقوا النار باتجاه الأراضي السورية وأن جنديا سوريا أصيب جراء ذلك.
المعارضة السورية: إطلاق المعتقلين ‘لا يزال شرطا’ لحضور جنيف2 وليس بنداً في مفاوضاته
علاء وليد- الأناضول: أكدت المعارضة السورية وقيادة الجيش الحر الثلاثاء، على أن إطلاق سراح المعتقلين في سجون النظام السوري “ما يزال شرطاً” لحضور جنيف2 وليس بنداً على طاولة مفاوضات المؤتمر الذي يعول عليه إيجاد تسوية للأزمة السورية المندلعة منذ أكثر من عامين ونصف.
وفي اتصال هاتفي مع وكالة (الأناضول)، قال لؤي الصافي الناطق الرسمي باسم الائتلاف السوري المعارض لنظام بشار الأسد، إن “إطلاق سراح المعتقلين السياسيين في سجون النظام هو أحد الشرطين الأساسيين الذين وضعهما الائتلاف للذهاب إلى جنيف2، ولا يزال، ودونه فإنه يرى أن لا جدوى للمشاركة”.
وترجح بعض مصادر المعارضة، ومنظمات حقوقية تابعة لها، أن عدد المعتقلين السوريين في سجون النظام منذ اندلاع الثورة في البلاد مارس/ آذار 2011، يناهز الـ 250 ألفاً وفشلت جهود جميع المبعوثين واللجان الدولية والعربية إلى سوريا في التوصل إلى اتفاق مع النظام لإطلاق سراحهم أو على الأقل الحصول على معلومات عن أعدادهم والأسس القانونية المتبعة في محاكماتهم.
وأضاف الصافي إننا طالبنا بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين في سجون النظام، أو على الأقل إظهار بوادر حسن نية من قبل النظام وحلفائه روسيا وإيران قبيل انعقاد المؤتمر بإطلاق سراح نحو 5 آلاف امرأة وطفل في تلك السجون.
ورأى أن المجتمع الدولي إن لم يتمكن من الضغط على النظام لإطلاق سراح المعتقلين فإنه “ليس لديه النية لإنجاح جنيف2 أو الضغط على النظام لتحقيق مطالب المعارضة والشعب السوري”.
وعن الشرط الآخر الذي وضعته المعارضة أمام جنيف2، أوضح الناطق الرسمي أن الائتلاف وضع رفع الحصار الذي تفرضه قوات النظام عن عشرات المدن والقرى على امتداد البلاد، شرطاً أساسياً ثانِ للمشاركة في المؤتمر، و”لا يمكن التنازل عن هذين الشرطين أبداً”، على حد قوله.
في سياق متصل، قال أكرم العساف عضو الهيئة السياسية للائتلاف، “إن الثقة بين المعارضة والنظام مفقودة ولا يمكن أن يتم الحديث عن حضور جنيف2 دون تحقيق شروط تظهر حسن النية وجديّة النظام في التوصل إلى حل ينهي نزيف الدم المستمر في سوريا”.
وتساءل العساف، النظام “لم يصدق في أي من المرات السابقة فكيف لنا أن نصدّقه هذه المرة؟، خاصة أن الأمر يتعلق بإطلاق سراح آلاف السوريين الذين يقبعون في سجون النظام دون تهم واضحة أو محاكمات عادلة وتهمتهم الوحيدة هي معارضة حكم الأسد.
من جهة ثانية، قال العقيد قاسم سعد الدين عضو القيادة العسكرية العليا للجيش الحر والناطق باسمها، إن الجيش الحر منذ بداية الحديث عن عقد جنيف1 أو جنيف2 أو أي المبادرات السياسية لحل الأزمة، أعلن أن إطلاق سراح المعتقلين وسحب الآليات العسكرية من المناطق المأهولة هو “أولوية لأي نوع من أنواع المفاوضات التي من الممكن إجراؤها مع النظام السوري”، على حد قوله.
وسبق أن وضعت “مجموعة العمل حول سوريا”، التي تضم الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن إضافة إلى تركيا ودول تمثل الجامعة العربية عام 2012، مبادرة باسم “جنيف1″ تدعو إلى إجراء انتخابات مبكرة، وتعديلات دستورية لإنهاء الأزمة المندلعة في سوريا منذ آذار/ مارس 2011. غير أن المبادرة لم تشر إلى تنحي رئيس النظام السوري، بشار الأسد، وهو ما أثار خلافات عطلت تنفيذها.
وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الأسبوع الماضي، أن مؤتمر “جنيف 2″ سينعقد يوم 22 كانون الثاني/ يناير المقبل، وذلك بعد سلسلة من التأجيلات؛ نتيجة الخلاف بين النظام السوري والمعارضة حول وضع شروط مسبقة لمشاركة كل منهما، أهمها الخلاف على مصير الأسد في مستقبل سوريا، وصلاحيات الحكومة الانتقالية المعتزم الاتفاق على تشكيلها خلال المؤتمر، والتي كانت أهم مقررات جنيف1، وما يزال هذا الخلاف مستمراً حتى بعد إعلان كلا الطرفين موافقتهما على حضور المؤتمر.
ورأى سعد الدين أنه لا جدوى من الحديث عن عقد جنيف2 دون تحقيق هذا الشرط، أو على الأقل تقديم ضمانات دولية ملزمة لتحقيقها، لأن النظام السوري معروف عنه “الكذب والخداع″، على حد قوله.
ولم يخف عضو القيادة عدم تفاؤله بعقد مؤتمر جنيف2، وقال “المجتمع الدولي غير جاد بإيجاد حل للأزمة السورية أو إجبار النظام على نقل السلطة وتحقيق مطالب الشعب السوري، ولو أنه جاد بذلك لما استمرت الأزمة لأكثر من 32 شهراً”.
المشاركون تابعوا باهتمام ولم يغادر أحد القاعة وصفقوا له في نهاية كلمته
الرئيس الاسرائيلي يلقي خطابا أمام 29 وزير خارجية دولة عربية وإسلامية خلال مؤتمر امني في الامارات
عواصم ـ وكالات: ألقى’الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس،’قبل نحو أسبوعين، تصريحات’أمام مسؤولين عرب رفيعي المستوى’شاركوا في مؤتمر أمني لدول الخليج’في دولة الإمارات العربية المتحدة آنذاك،’وهو ما اعتبرته’قناة ‘آي 24 نيوز′ الإسرائيلية التي نقلت الخبر عن صحيفة ‘يديعوت أحرونوت’ بـالحدث’التاريخي’وغير المسبوق’.’
وذكرت القناة، على موقعها الالكتروني ‘بالانكليزية على شبكة الانترنت،’صباح امس الاثنين، أن ‘ظهور بيريس جاء’خلال’الجلسة الافتتاحية لمؤتمر أمني عقد في العاصمة’أبوظبي، قبل أسبوعين، حضره 29 من وزراء الخارجية العرب، وكبار الشخصيات من دول العالم الاسلامي’،’دون أن تذكر أسماء لهذه الشخصيات.
وشارك في اجتماع أبو ظبي وزراء خارجية البحرين، والإمارات العربية المتحدة، والكويت، وعمان، واليمن، وقطر، وكذلك وزراء خارجية دول عربية وإسلامية أخرى بينها اندونيسيا، وماليزيا، وبنغلاديش، كما حضر الاجتماع المبعوث الخاص للإدارة الأمريكية إلى المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، مارتن إنديك.
وبحسب القناة نفسها فإن ‘هذا المؤتمر الذي’بقي طي الكتمان حتى نشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية امس الاثنين تفاصيل بشأنه،’أُجري عبر نظام الفيديو كونفرنس′مع بيريس′الذي كان يجلس في مقر إقامته بالقدس أمام العلم الإسرائيلي باللونين الأزرق والأبيض’.
وقالت إن ‘بيريس′دُعي لإلقاء كلمة في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الأمني لدول الخليج، والذي حضره مسؤولون وخبراء من العالم العربي والإسلامي’، حيث أدار المقابلة الحية، عبر القمر الصناعي، تيري رود لارسن، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، كما لعب مارتن إنديك مبعوث الرئيس الأمريكي باراك أوباما الخاص لمحادثات السلام الإسرائيلية-الفلسطينية، دوراً أساسياً إلى جانب لارسن في ترتيب ظهور بيريس′.
و’استمع المشاركون في المؤتمر باهتمام للرئيس الإسرائيلي،’ولم يغادر أحد الغرفة، وذلك بعد أن صفقوا لها في نهاية كلمته ‘،’حسبما ذكرت ‘يديعوت أحرونوت”التي لم تذكر مزيدا من التفاصيل حول المؤتمر.’ وكان بيريس′قد دعي للتحدث من قبل راعي المؤتمر، وهي حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، إلا أن أحد شروط الدعوة كان ‘التعتيم الإعلامي بشأن ظهور بيريس′،’على حد قول الصحيفة.
وحضر هذا المؤتمر، المحلل السياسي الأمريكي المخضرم والكاتب في صحيفة ‘نيويورك تايمز′ توماس فريدمان، بحسب ما ذكره في إشارة موجزة بمقاله المنشور في 19 تشرين الثاني’(نوفمبر) الماضي.
وكتب فريدمان أن ‘الظهور غير العادي لبيريس′لم يكن بدافع من رياح المصالحة بين العرب وإسرائيل’، ولكن ‘هذا التعاون الضمني بين إسرائيل والعرب السنة، يستند على التقاليد القبلية التي تقول (عدو عدوي هو صديقي)- والعدو هو إيران، التي بدأت بثبات إرساء الأسس لبناء سلاح نووي’.
وبالفعل، تحدث بيريس′عن التهديد المشترك لإسرائيل والمنطقة من البرنامج العسكري النووي الإيراني، وذلك في وقت لم تكن طهران قد توصلت فيه بعد إلى اتفاقها المرحلي مع الدول الكبرى بشأن ملفها النووي.
واعتبرت ‘يديعوت احرونوت’ أن دعوة بيريس للتحدث أمام اجتماع وزراء الخارجية يدل على الأهمية التي يولونها لبيريس ولدولة إسرائيل وخاصة في الوقت الذي يوجد فيه ‘عدو مشترك هو إيران’.
وتوصلت طهران ومجموعة (5+1)، التي تضم الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن (أمريكا وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين)، بالإضافة إلى ألمانيا، الأسبوع الماضي، في جنيف، إلى’اتفاق يقضي بفتح الأولى منشآتها النووية أمام مفتشي الوكالة الدولة للطاقة الذرية ‘على نحو أفضل’، ووقف بعض أنشطة تخصيب اليورانيوم، مقابل تخفيف العقوبات المفروضة على طهران في المرحلة الأولى التي تستمر 6 أشهر،وهو ما وصفته’إسرائيل على لسان رئيس حكومتها، بنيامين نتنياهو بـ’الخطأ التاريخي’.
ونقلت ‘يديعوت أحرونوت’ عن مسؤول لم تذكر اسمه أو جنسيته، قوله ‘كان هناك حماس كبير من’كلا الجانبين (بيريس′والمشاركين العرب ف يمؤتمر أبو ظبي)، والجميع يفهم أن هذا (المؤتمر)’كان حدثاً تاريخياً، فرئيس′الدولة اليهودية يجلس في مكتبه بالقدس والناس يجلسون في الخليج الفارسي لمناقشة الأمن ومكافحة الإرهاب، والسلام’.
ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من السلطات الرسمية في دولة الإمارات العربية حول هذا الموضوع.’
وزير العدل السوري: دبلوماسيون عرب وأجانب التقوا ‘ارهابيين’ معتقلين من بلدانهم
الامم المتحدة: أدلة على مسؤولية الاسد عن جرائم ضد الانسانية
عواصم ـ وكالات: اعلنت مفوضة الامم المتحدة العليا لحقوق الانسان نافي بيلاي امس الاثنين للمرة الاولى ان هناك ادلة ‘تشير الى مسؤولية’ للرئيس السوري بشار الاسد في جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في سوريا.
وقالت بيلاي خلال مؤتمر صحافي ان لجنة التحقيق حول سوريا التابعة لمجلس حقوق الانسان ‘جمعت كميات هائلة من الادلة حول جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية. والادلة تشير الى مسؤولية على اعلى مستويات الحكومة بما يشمل رئيس الدولة’.
وقد انشئت لجنة التحقيق في 22 اب/اغسطس 2011 بموجب قرار صادر عن مجلس حقوق الانسان ومهمتها التحقيق في كل انتهاكات حقوق الانسان منذ اذار/مارس 2011 والتحقق من المذنبين بهدف ضمان انهم سيحاكمون.
وفي تقريرها الاخير الذي نشرته في 11 ايلول/سبتمبر اتهمت اللجنة التي تضم المدعية الدولية السابقة كارلا ديل بونتي النظام السوري بارتكاب جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب وكذلك مسلحي المعارضة بارتكاب جرائم حرب.
واتهم اعضاء اللجنة عدة مرات مسؤولين كبارا في النظام السوري بارتكاب جرائم لكن بدون تسميتهم كما انهم لم يذكروا ابدا رئيس الدولة بالاسم.
واللجنة التي لم يسمح لها ابداء بدخول سوريا تستند في عملها على اكثر من الفي مقابلة اجرتها منذ تأسيسها مع اشخاص معنيين في سوريا وفي الدول المجاورة. واعدت من جهة اخرى لائحة سرية تم تحديثها عدة مرات بأسماء اشخاص يشتبه في انهم ارتكبوا جرائم في سوريا.
ونقلت هذه اللائحة الى مفوضة الامم المتحدة العليا لحقوق الانسان.
والاثنين قالت بيلاي انها ترغب في ان يتم اجراء تحقيق قضائي ‘وطني او دولي يحظى بمصداقية’ يتيح محاكمة المسؤولين بارتكاب جرائم. واضافت ‘في هذا الاطار فقط، وبهدف احترام افتراض البراءة، سيمكن نشر اللائحة’.
جاء ذلك فيما كشف وزير العدل السوري، نجم الأحمد، عن أن دبلوماسيين عرب وأجانب التقوا في سوريا مواطنين من دولهم قاتلوا مع المعارضة المسلحة بعدما ألقت السلطات القبض عليهم.
ونقلت صحيفة ‘الوطن’ السورية عن الأحمد، قوله في تصريح، نشرته امس الاثنين ‘أن بعض الدبلوماسيين في سفارات دول هؤلاء الإرهابيين من عرب وأجانب وبالتنسيق مع وزارة الخارجية يلتقون معهم، وقد شاهدوا بأم العين كيف شارك مواطنون من بلدانهم بالأعمال الإرهابية في سوريا’، لكنه لم يشر الى جنسية الدبلوماسيين أو دولهم.’
الا أن وزير العدل السوري لم يحدد عدد هؤلاء المعتقلين.
وقد ارتفع عدد قتلى النزاع السوري المستمر منذ 33 شهرا ليقارب عتبة 126 ألفا، غالبيتهم من المقاتلين المعارضين والقوات النظامية والمسلحين الموالين لها، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان امس الاثنين.
وقال المرصد انه وثق مقتل ’125 الفا و835 شخصا منذ انطلاقة الثورة السورية’ منذ منتصف آذار/مارس 2011 وحتى الاول من كانون الاول/ديسمبر الجاري.
واوضح ان عدد القتلى المدنيين بلغ 44 الفا و381 شخصا، بينهم 6627 طفلا و4454 امرأة.
وقضى في النزاع الدامي 27 الفا و746 مقاتلا معارضا، و50 الفا و927 من عناصر القوات النظامية والمسلحين الموالين لها.
واشار المرصد الى ان الضحايا من المقاتلين هم 19264 مدنيا حملوا السلاح ضد القوات النظامية، و2221 جنديا منشقا عن هذه القوات، اضافة الى 6261 مقاتلا من جنسيات غير سورية او مجهولي الهوية.
اما قوات النظام، فتتوزع بين 31174 جنديا نظاميا، و19256 عنصرا من اللجان الشعبية وقوات الدفاع الوطني، و232 مقاتلا من حزب الله اللبناني الذي يقاتل منذ اشهر الى جانب النظام، اضافة الى 265 مقاتلا شيعيا من جنسيات غير سورية.
كذلك، قال المرصد انه وثق ‘بالصور والاشرطة المصورة’، مقتل 2781 شخصا مجهولي الهوية. ويقدر المرصد ان يكون الرقم الفعلي لعدد الضحايا اكبر ‘وذلك بسبب التكتم من الطرفين على الحجم الحقيقي للخسائر البشرية’. وتسبب النزاع ايضا بنزوح وتهجير ملايين السوريين.
سوريا بلد الفرص لرجال الكاوبوي.. والخارجين عن القانون والمجرمين
إبراهيم درويش
لندن- ‘القدس العربي’ في وسط صحيفة ‘غارديان’ صورة مكبرة التقطتها عدسة المصور محمود حبو، لمقاتل حول غرفة وثيرة في حلب حولها إلى متراس واختبأ خلف مجموعة من أكياس الرمل، وتمنح الصورة نوعاً من المفارقة بين حالتين، حالة السعادة التي تعطيه ما تبقى من أثاث وفراش من هذا البيت وحالة الحرب التي لم تنته منذ قرن، حيث يذكرنا فيها روبرت فيسك في مقالته التي كتبها في صحيفة ‘اندبندنت’، ويكتب عن ما تعرض له الأرمن في الأيام الأخيرة من الدولة العثمانية من مذابح ويقول إن الدولة التركية الحديثة ترفض الإعتراف بها، ومهما كان الأمر ففيسك يقول إن ما لا يتحدث عنه الإعلام في تغطيته للحرب في سوريا هو حقول الموت الجديدة التي تقوم على حقول الموت التي قتل عليها كما يقول الكاتب عند نهر الخابور في دير الزور، وهي المنطقة التي حفر مع صديق أرمني له بقايا جمجمة أرمني هرب من الحرب.
فالأرمن الذين وجدوا الملجأ في سوريا يجبرون على الرحيل مرة أخرى بحثا عن مأمن جديد، إلى لبنان وأوروبا وأمريكا، كما أن الكنيسة التي حمل فيها الصديق بقايا العظام تعرضت للحرق والتدمير ولا أحد يعرف الفاعل.
وفي مهاتفة مع الأسقف ارمش نالبنديان من دمشق الذي أخبره بدمار كنيسة ‘شهداء الأرمن’ في دير الزور لكن المزار الذي أقيم لضحايا المجزرة الأولى لم يصب بأذى، وهو ما يهم لأنه كما يقول يذكر بالمذبحة التي تعرض لها الأرمن تماما كما يتذكر اليهود الهولوكوست الذي أصابهم أثناء الحرب العالمية الثانية.
وأشار فيسك إلى تعرض الكنيسة الأرمنية للتخريب في حلب على أيدي مقاتلي الجيش الحر، ونفس الأمر حدث في الرقة وهي المدينة الوحيدة التي سقطت بيد السلفيين والجهاديين حيث قاموا بحرق الكنيسة الكاثوليكية وحيث قام المقاتلون بوضع علم القاعدة الأسود على برج الكنيسة.
ويذكر الكاتب أن قنابل سقطت على المدرسة الأرمنية في دمشق، فيما أوقفت حافلة في طريقها من بيروت لحلب، وتم السطو عليها، ويقدر عدد القتلى الأرمن في الحرب حتى الآن بحوالي 65 شخصاً، مشيراً أن الأرمن لا يدعمون الثورة على بشار الأسد ولا يمكن في الوقت نفسه اعتبارهم مؤيدين له.
ويضيف أن الأرمن بعد عامين من الآن سيتذكرون ما حدث لهم قبل مئة عام، فيما ستقوم الدولة التركية الحالية التي تدعم الثورة السورية بتذكر انتصارها في معركة غاليبولي، في المعركة التي قام بها مصطفى كمال أتاتورك بحماية بلاده من قوات الحلفاء.
وهو يراهن على الأرمن الذين قاتلوا إلى جانب الأتراك في هذه المعركة لن يشار إليهم، وفي تلك المعركة قاتل عرب وفلسطينيون لا تزال شواهد قبورهم حاضرة هناك.
لا مكان للرحيل
وليس الأرمن هم من يجبرون على الرحيل من سوريا لمرة ثانية، فالفلسطينيون السوريون هم في رحيل ثالث، وفي تقرير لمجلة ‘إيكونوميست’ البريطانية حديث عن معاناة اللاجئين الذين اصبح غير مرغوبين خاصة في مصر، ففي لقاء مع أبو فراس الذي تحدثت إليه عبر الهاتف من مركز شرطة احتجز فيه قوله ‘لا إنسانية هنا’، و’كل ما نريده هو مكان آمن لتنشئة أبنائنا بعيداً عن الحرب’، وتعلق المجلة أن هذا الحلم لا يبدو متاحاً لسوء الحظ.
فأبو فراس هو واحد من 200 لاجيء لا يزالون قابعون في محطات الشرطة المصرية بعد فشلهم من الوصول عبر البحر من الإسكندرية لأوروبا.
وتتعامل السلطات الجديدة مع وجودهم باعتباره غير قانوني وأنهم دخلوا البلاد بدون أوراق صحيحة، فيما يرى محامون يدافعون عنهم أن اعتقالهم غير قانوني ولا أساس له.
وتتهم منظمات حقوق إنسان ولاجئون سوريون السلطات المصرية باساءة معاملتهم. ولهذا بدأ 22 من 52 لاجئاً محتجزون في مركز شرطة المنتزه 2 إضراباً عن الطعام .وكان بعض اللاجئين قد اعتقلوا بعد أن اطلق خفر السواحل النار على قاربهم في أيلول (سبتمبر) الماضي مما أدى لمقتل اثنين.
ونقلت عن طاهر مختار الذي يزورهم حيث يحتجزون قوله إن الكثيرين منهم يعانون من أمراض وهم بحاجة ماسة للعلاج.
وتنبع مشكلة هؤلاء من أنهم في حالة خروجهم من مركز الشرطة فسيتم ترحيلهم، والخيارات أمامهم محدودة فبالنسبة للسوريين يمكنهم الذهاب للبنان أو الأردن بدون الحاجة لتأشيرة او العودة طوعاً لسوريا.
لكن الفلسطينيين، معظمهم ولد ونشأ في سوريا، لا مكان لهم كي يرحلون إليه. فليس بإمكانهم التسجيل في سجلات اللاجئين لأن الفلسطينيين لديهم وكالة خاصة بهم تابعة للأمم المتحدة، ولا يمكنهم العودة لغزة أو الضفة الغربية. فقط وفقط لبنان هو الذي يمنحهم تأشيرات دخول ولكن لفترة محددة لا تزيد عن 48 ساعة مما يعني العودة مرة اخرى لمخيمات اللاجئين في سوريا حيث الحرب، وتقول منظمات حقوق إنسان مصرية إن السلطات قد رحلت حوالي 1500 سوري حتى الآن فيما يحاول ناشطون إقناع السلطات عدم ترحيلهم. وحتى الإنقلاب على مرسي وجد الكثير من السوريين مصر أكثر ترحيباً، وأقل كلفة من الناحية المعيشية. لكن الشائعات التي نشرها الإعلام عن دعم السوريين لمحمد مرسي والإخوان المسلمين أدت لتغيير مواقف المصريين والموقف الرسمي من اللاجئين. ويحتاج السوري لتأشيرة دخول مقدماً، وسجلت حالات كثيرة من التحرش بالسوريين، مما دفع الكثير من السوريين للخروج من مصر عبر البحر بنتائج كارثية. وتقول المجلة إن مصر ليست البلد الوحيد الذي يلام على الحالة المؤسفة التي وصل اليها اللاجئون بل دول غربية وعربية.
وفي الوقت الذي وافقت فيه دول غربية على استقبال 10 آلاف لاجيء سوري، بريطانيا ليست من بينهم ولا السعودية التي تخوض حرباً بالوكالة في سوريا ضد إيران. تقول المفوضية السامية للاجئين إنها سجلت 2.26 مليون سوري موزعون الآن على عدد من الدول المجاورة لسوريا.
وبالنسبة للفلسطينيين فالخيارات امامهم محدودة، فهم ليسوا مؤهلين للتوطين لأن هذا يعني تخليهم عن حق العودة وتنقل المجلة عن ناشطة حقوق إنسان في الإسكندرية قولها عن الفلسطينيين السوريين ‘إنهم الشعب غير المرغوب فيه في العالم.
أثرياء الحرب
وفي موضع مختلف عن الحرب يتعلق بالذين أثروا وملأوا جيوبهم منها فيما تشرد الآخرون، ففي الشمال أمراء حرب يتاجرون بالنفط والممنوعات، وفي دمشق أثرياء حرب أثروا على حساب فقر الشعب وانهيار البلاد، ففي الوقت الذي تحطمت فيه موارد الطبقة المتوسطة وأصبحت الغالبية من السكان في عداد الفقراء فإن النخبة ترى في اقتصاد الحرب فرصة جيدة لها حيث فتحت أمامها الكثير من الفرص، مثل جمع الحديد والاسلاك الكهربائية من البنايات المنهارة والمحطمة.
فبحسب صحيفة ‘فايننشال تايمز′ فخلف الجهود الحربية على جانب الحكومة تقف مجموعة قليلة من رجال الأعمال الذين اختاروا البقاء في البلاد ويقومون بتمويل النظام. لكن الأرباح التي تجنيها جماعات من الجانبين من الحرب تعتبر حسب الصحيفة واحداً من أهم معوقات إنهاء النزاع المستمر منذ ثلاثة أعوام تقريباً.
ونقلت عن رجل أعمال مؤيد للحكومة قوله إنه ‘لو قسمت الناس بين من يريدون وقف الحرب ومن يريدون استمرارها فإن الكثير منهم لا يريدون توقفها’. وترى الصحيفة أن من أهم المستفيدين من الحرب هم الوسطاء او الذين يسهلون استيراد المواد التي تكافح الحكومة الحصول عليها بسبب العقوبات المفروضة.
ومع أن الإستيراد تراجع منذ بداية الأزمة إلا أن توقف الموسم الزراعي الذي كان يوفر الحاجيات الأساسية التي يستخدمها السوريون يعني أن الحكومة بحاجة لاستيراد المواد التي تقدم لها الدعم مثل القمح والسكر والدواء. ويقدر مصرفي في دمشق حجم الإستيراد المواد الدوائية التي قامت الحكومة باستيرادها في الأشهر الماضية بما بين 4-5 مليارات دولار ومن دول مثل أوكرانيا وقد قام بعملية الإستيراد رجال أعمال في القطاع الخاص. ومع أن المواد الغذائية والطبية ليست مشمولة في العقوبات إلا ان النظام المصرفي يتعرض لقيود، ومن هنا فمن السهولة على رجل أعمال في القطاع الخاص الاستيراد عبر دولة مجاورة مثل لبنان أكثر من قيام الحكومة.
ويقول التقرير أن رفوف المحلات التي تبيع المواد المدعومة مليئة بالارز الذي يباع بأسعار مخفضة وكذا معلبات التونة واللحم البقري، فيما بدأت أسعار السكر بالاستقرار، وكل هذا يعود لدور القطاع الخاص.
ويقول رجل أعمال أنه حصل على فرصة لشراء المواد الصناعية من السعودية بعدما ألغت الحكومة السعودية عقدها مع الحكومة السورية وهو يبيع هذه المواد للحكومة حيث يتقاضى عمولة 10 بالمئة عليها.
ويقول أن حجم الأرباح الآن أحسن من السابق بسبب وجود عدد قليل من التجار، لكن لا يعرف إن كانت الأزمة قد أفادته خاصة أنه اضطر لإغلاق مصنعه. ويقول إن أرباحه قليلة مقارنة مع الملايين التي يجنيها تجار استيراد المواد الغذائية مثل القمح والسكر والأرز.
وينقل عن اقتصادي سوري قوله أن كلفة الإستيراد قد زادت بنسبة 50 بالمئة وليس من الواضح كم يحصل الوسطاء من عملية الإستيراد.
وبالإضافة للإتجار في البضائع الأساسية فقد زادت قيمة الإتجار بالعملات، حيث حقق تجار العملة أرباحاً خيالية لم يكن باستطاعتهم تحقيقها في الماضي.
فقبل الأزمة كان سعر العملة في السوق السوداء مثل قيمة تبادلها الرسمي. ويقول التقرير إن المضاربين بالعملة هم جزء من ارتفاع قيمة التبادل التجاري، اضافة لزيادة الطلب على العملات الأجنبية.
وقامت الحكومة بحملة ضد المتاجرين بالعملة في السوق السوداء وقد حققت الليرة السورية استقراراً نسبياً في الأشهر الأخيرة. ويقول رجل أعمال سمح له بتحقيق أرباح أنه مثل غيره لانهم جزء من ‘الدائرة’ فالنظام لن يسمح لأحد بالربح. وتقول الصحيفة إن التربح من الحرب ليس مقصوراً على دائرة النظام فقد أدى حصار الجيش للمناطق التي يسيطر عليها المقاتلون في ريف دمشق إلى حركة تهريب.
ويقول مواطن سابق في منطقة دوما إن سعر الوقود ارتفع عشرة أضعاف عن سعره الحقيقي، فيما زاد سعر انبوبة الغاز عشرين ضعفاً.
وفي مناطق الشمال يتنافس رجال القبائل وقادة الفصائل على تهريب النفط. ويقول رجل أعمال في دمشق ‘سوريا بلد الفرص..لرجال الكاوبوي.. والخارجين عن القانون والمجرمين’
وفاة الشاعر المصري أحمد فؤاد نجم عن عمر 84 عاماً
توفي الشاعر الشعبي المصري أحمد فؤاد نجم رمز الشعر السياسي في العالم العربي، صباح اليوم، في منزله بالقاهرة عن عمر 84 عاماً. ويعدّ الشاعر أحمد فؤاد نجم أحد أهم شعراء العامية في مصر وأحد ثوار الكلمة واسماً بارزاً في الفن والشعر العربي.
لن يتمكن الشاعر الشعبي المصري أحمد فؤاد نجم، الشهير بـ«الفاجومي»، من رؤية نبوءته بثورة ثالثة في بلاده خلال شهرين، تتحقق أو تخفق. إذ توفي، صباح اليوم، بعد أكثر من 84 عاماً قضى جزءاً كبيراً منها في معارضة كل سلطة عاصرها، ودفع السجن ثمناً لشعره وآرائه في أغلب الأحيان.
قبل أقل من 4 أيام، وتحديداً آخر أيام شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، أدلى نجم بتصريح خلال مهرجان تراثي في العاصمة الأردنية عمان، قال فيه إن «الشعب المصري على موعد مع ثورة ثالثة بعد حوالى شهرين أو أقل»، في إشارة إلى التظاهرات المتزايدة في مصر حالياً ضد قرارات السلطة الحالية، عقب احتجاجات مماثلة أدت إلى إطاحة كل من الرئيس حسني مبارك في 25 يناير/ كانون الثاني 2011، ومحمد مرسي في 30 يونيو/ حزيران 2013.
ورثاه الكثيرون من محبيه على مواقع التواصل الاجتماعي ومن بعض التغريدات على موقع «تويتر»:
«الفاجومي» بين العائلة والسياسة
«الفاجومي» تزوج العديد من المرات، أولاها من فاطمة منصور التي أنجب منها عفاف، وأشهرها زواجه من المطربة عزة بلبع، والكاتبة صافيناز كاظم التي أنجب منها «نوارة الانتصار»، الصحافية والناشطة السياسية الشهيرة نوارة نجم، وممثلة المسرح الجزائرية الأولى صونيا ميكيو. وكان زواجه الأخير من السيدة أميمة عبد الوهاب التي أنجب منها زينب، ولديه 3 أحفاد من ابنته من زواجه الأول عفاف، هم: مصطفى، صفاء وأمنية.
وبدأ نجم كتابة الشعر في الخمسينيات وعرف في مصر في الستينيات بقصائده السياسية النقدية المرتكزة على حس اجتماعي عميق تجاه الحرية والعدالة الاجتماعية، ما أدى إلى اعتقاله أكثر من مرة في فترة حكم الرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر وأنور السادات.
وكما تنقل بين الأماكن، تنوعت به الأعمال التي كان أغلبها يدوياً، وخلال عمله بوظيفة حكومية في أربعينيات القرن الماضي دخل السجن للمرة الأولى، التي كانت لسبب جنائي، حيث حكم عليه بثلاث سنوات لتزوير في قسائم شراء.
وفي السنة الأخيرة له في السجن، اشترك في مسابقة الكتاب الأول التي ينظمها المجلس الأعلى لرعاية الآداب والفنون وفاز بالجائزة، عن أشعار له أصدرها بديوانه الأول من شعر العامية المصرية «صور من الحياة والسجن»، وخرج الشاعر اليساري من محبسه ذا شهرة وديوان مطبوع.
بعد خروجه من السجن، أصبح أحد شعراء الإذاعة المصرية وعاش فترة من أخصب أيام حياته، إثر تعرفه الى الموسيقي الكفيف الشيخ إمام عيسى، حيث كونا معاً ثنائياً صار رمزاً مرادفاً للثورة في معظم أنحاء الوطن العربي، خلال ستينيات وسبعينيات القرن الماضي.
تعرض الثنائي إمام ونجم للسجن مرات عديدة خلال حكم الرئيسين الأسبقين جمال عبد الناصر ومحمد أنور السادات، على خلفية أغانيهما المنتقدة للسلطة، وبالمقابل انتشرت تلك الأغنيات خلال تلك الفترة كالنار في الهشيم، ورددها طلاب الجامعة في تظاهراتهم والمثقفون في جلساتهم، وطارت إلى أنحاء الوطن العربي في حفلات للثنائي بعدة أقطار عربية.
كانت قصائد نجم أكثر انتقاداً للسادات تحديداً، وتقاطرت بغزارة في تلك الفترة منتقدة الانفتاح الاقتصادي والاتجاه الرأسمالي اليميني الذي انحرفت إليه مصر بعد اشتراكية «عبد الناصر».
يذكر أن انتقادات نجم للسلطة في عهدي حسني مبارك ومحمد مرسي، استمرت من دون أن يتعرض للسجن في أي من العهدين، كما كانت آخر تصريحاته السياسية تدعو الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع وقائد الجيش، إلى عدم الترشح للرئاسة، وتهاجم جماعة الإخوان المسلمين، وتبشر بـ«ثورة ثالثة» في مصر.
بعد إسقاط الأسد: سوريا تنتظرها حرب أخرى ضد القاعدة
عبدالاله مجيد
ايلاف
في ظل تنامي قدرات تنظيم القاعدة، ومحاولة الجيش الحر القتال على جبهتين، يعتقد محللون أن سوريا تنتظرها حرب أخرى بعد سقوط الأسد.
أخذ قادة المعارضة الوطنية السورية يبدون اهتمامًا جديدًا بالتسوية السياسية للحرب الأهلية الطاحنة بعد ما أفاد تقرير لاستخبارات الجيش الحر بأن الجماعات الجهادية المرتبطة بتنظيم القاعدة تريد “بسط سيطرتها الكاملة على المناطق المحررة”. لكنّ محللين حذروا من أن أي تسوية سياسية قد تكون مقدمة لحرب جديدة تخوضها فصائل المعارضة هذه المرة ضد الجماعات الجهادية.
وكان البحث عن سبل الانتقال السياسي في سوريا جمع دولاً ذات مواقف متباينة من الأزمة السورية في اجتماع عُقد الشهر الماضي في جنيف بعيدًا عن الأضواء لبحث توفير مساعدات انسانية لعشرات آلاف المدنيين السوريين الذين يواجهون خطر الموت جوعًا هذا الشتاء.
وتركزت المحادثات التي جرت بمشاركة الولايات المتحدة وروسيا والعربية السعودية وإيران، من بين دول أخرى، على إغاثة المدنيين المحاصرين في ثلاث مناطق هي مدينة حمص القديمة وسط سوريا وبلدة داريا جنوب غرب دمشق وبلدة معضمية الشام التي تبعد نحو 13 كلم جنوب غرب العاصمة السورية.
شروط ادريس
وقال اللواء سليم ادريس رئيس المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر في اتصال هاتفي مع صحيفة واشنطن بوست إنه مستعد لحضور مؤتمر جنيف ـ 2 المقرر عقده في جنيف في 21 كانون الثاني/يناير المقبل إذا وافق النظام السوري على اتخاذ اجراءات لبناء الثقة مثل فتح ممر لإيصال المساعدات الانسانية الى المناطق المحاصرة.
ولم يطالب اللواء ادريس بتنحي الرئيس بشار الأسد قبل بدء المفاوضات بل قال إن رحيله يجب أن يكون “في نهاية المفاوضات”، بحسب صحيفة واشنطن بوست مؤكدة أن هذا الموقف كرره ايضًا المتحدث باسم الائتلاف الوطني للمعارضة السورية منذر آقبيق.
وشدد اللواء ادريس في حديثه على التهديد الذي تشكله الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة مثل الدولة الاسلامية في العراق والشام “داعش”، التي قال “إنها بالغة الخطر على مستقبل سوريا”، وأن الجيش السوري الحر سيكون، بعد رحيل الأسد، مستعدًا لضم قواه إلى الجيش النظامي السوري في محاربة هذه الجماعات.
صورة مخيفة
ويرسم التقرير الذي اعدته استخبارات الجيش السوري الحر وقدمته المعارضة إلى وزارة الخارجية الاميركية صورة “مخيفة” لتنامي “داعش”. وتنقل صحيفة واشنطن بوست عن التقرير أن “داعش” تضم الآن نحو 5500 مقاتل أجنبي “يشكلون العمود الفقري لداعش في عملياتها الحساسة”.
وتتولى تجنيد هؤلاء المقاتلين من بلدانهم شبكة يقودها مقاتل معروف باسم ابو احمد العراقي. وحين يصل المقاتلون إلى سوريا توزع عليهم احزمة ناسفة يرتدونها طول الوقت مهددين كل من يجرؤ على مواجهتهم بتفجيرها، كما جاء في تقرير استخبارات الجيش الحر.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن التقرير “أن الأخطر والأشد همجية” بين مقاتلي القاعدة هؤلاء هم نحو 250 شيشانياً يتمركزون في ضواحي حلب وينسق نشاطهم عنصر معروف باسم ابو عمر الشيشاني.
وينضم إلى هذه النواة الصلبة من المقاتلين الأجانب نحو 2000 شاب جُندوا عقائديًا من شمال سوريا في الغالب. وهناك 15 الف مقاتل يدعمون الجماعة “خوفاً أو طمعاً”، على حد تعبير التقرير. وبين هؤلاء مقاتلون من 14 عشيرة في منطقة الرقة و8 عشائر من دير الزور، شمال شرقي سوريا.
سياسة الخطف
ويحذر الجيش السوري الحر في تقريره الاستخباراتي من “أن داعش تستخدم سياسة الخطف في المنطقة التي تنتشر فيها”. وتضم سجون داعش أكثر من 35 صحافيًا أجنبيًا و60 ناشطًا سياسيًا سوريًا وأكثر من 100 مقاتل من الجيش السوري الحر. كما تسيطر داعش على مناطق استراتيجية على امتداد الحدود التركيةـ السورية حيث يتربص عناصرها بضحايا عمليات الخطف التي ينفذونها.
وقال اللواء ادريس إن الجيش السوري الحر يحاول القتال على جبهتين. مشيرًا إلى خوض مواجهات مع مسلحي تنظيم القاعدة في 24 موقعًا خلال الأشهر الستة الماضية إلى جانب القتال ضد جيش الأسد.
وحين سُئل اللواء ادريس عن تلقيه نصيحة من مستشارين عسكريين اميركيين بتنفيذ مزيد من العمليات على طريقة “اضرب واهرب” في حرب العصابات قال إنه اصدر توصيات إلى رجاله “بالقتال في مجموعات صغيرة وضرب الأهداف ثم التحرك دون أن يحاولوا السيطرة على الأرض”.
ويرى مراقبون أن القتال والتفاوض سياسة صائبة ولكنها لم تحقق نتائج كبيرة على الأرض بسبب قدرات المعارضة المحدودة عسكريًا، لا سيما وأن الولايات المتحدة امتنعت عن تقديم القوة النارية الاضافية المطلوبة. وهناك الآن تأييد أوسع لمؤتمر جنيف ـ 2 ولكن تقرير الجيش السوري الحر يحذر من أن حرباً أخرى تنتظر سوريا ضد تنظيم القاعدة بعد رحيل الأسد.
أيتام وأرامل القصير في حمص يحتمون بمخيم «أبناء الشهداء» في عرسال
متبرعون عرب أسهموا في تشييده.. والأطفال يعوّضون غياب الرجال
عرسال (شرق لبنان): نذير رضا
لا تكترث رغد طوماز (8 سنوات) للبرد القارس. فالغرفة التي تقطن فيها، ضمن مخيم «أبناء الشهداء» في بلدة عرسال (شرق لبنان) الحدودية مع سوريا، تحميها، إلى حد كبير، من الصقيع، وتحفظ غرفتها وعائلتها، من سيول المطر التي تهدد مئات العائلات السورية في السهل.
ويبدو هذا المخيم، إذا ما قورن بمخيم يُستحدث إلى جواره، الأفضل حالا بين مواقع إيواء اللاجئين السوريين في البلدة. أنشئ في شهر أغسطس (آب) الماضي، لإيواء اللاجئين الهاربين من القصير بريف حمص، بعد استعادة القوات النظامية السيطرة عليها، وخُصص «لأبناء الشهداء الذين فقدوا آباءهم في المعارك»، بحسب ما يقول أهالي البلدة.
وأقيم مخيم «أبناء الشهداء» على أرض تابعة لدائرة الأوقاف، وتكفل ببنائه متبرعون ومانحون لبنانيون وعرب. وأراد الواهبون أن يكون المخيم أفضل من سواه، فشُيد بالإسمنت والحجارة، ورفعت أرضيته المبنية وفق الأصول، بما يمنع تسرب مياه الأمطار إلى داخل الغرف. وقُسم المخيم إلى ثلاث مجمعات متقاربة، يضم كل منها عشرات الغرف، بشكل أفقي، تفصل بينها ممرات ترابية، وأرصفة من الإسمنت تلاصق البناء. وقد خصصت كل غرفة لعائلة من الأيتام، وخصصت لهم خزانات مياه في الخارج، يلبون حاجتهم منها.
النساء، ومعظمهن أرامل، يقمن بواجب العائلة، ويعوضن عن غياب الرجال، بمساعدة الأطفال. تتولى الطفلة رغد ملء الماء لأمها، بهدف «مساعدتها». تتولى الطفلة جزءا من المسؤولية التي تحملتها الأم في تدبير المنزل وتربية الأطفال، حيث «ليس هنا من يساعدها غيري». تملأ الماء من الخزان المشترك القائم على مدخل المخيم، وتدخله إلى الغرفة، شأنها شأن كثيرات من الطفلات اللواتي لا يرتدن المدارس. وتشير طفلة أخرى إلى أنها تساعد أمها «لأن والدي استشهد، ونقيم وحدنا هنا»، لافتة إلى أن والدها قتل في معارك القصير الصيف الماضي.
في هذا المخيم، نادرا ما تلمح رجلا. تعج الطرقات التي تفصل بين بناءين، بالأطفال، وقد تيبست بشرة وجوههم بفعل البرد. وحده محمد (رجل ثلاثيني) جاء لتقديم العون لعائلتين، حيث وسّع الرصيف أمام غرفتيهما، بإضافة الإسمنت. وقد أتى من مخيم آخر، متبرعا لتحسين ظروف الغرفة قبل وصول المطر.
على مقلب آخر من المخيم، وصل رجل للتو لزيارة عائلة شقيقه الذي قتل في معارك القصير. جاء يتفقد أحوالهم، قبل أن يعود أدراجه إلى مخيم آخر. وبين الأطفال، قد تجد رجلا طاعنا في السن، يقيم مع أبناء ابنه «الشهيد»، حيث يقدمون له العون «لأنه لم يبق له في هذه الدنيا سوانا».
ويعد هذا المخيم الأفضل نسبيا بين المخيمات القائمة في عرسال، التي يتجاوز عددها أصابع اليد. مخيمات أقيمت في السابق لإيواء لاجئين من القصير، وأخرى تشيّد حديثا لإيواء الآلاف من اللاجئين من بلدات القلمون، بعد بدء العمليات العسكرية فيها، في 15 من الشهر الحالي.
إلى جانب مخيم أبناء الشهداء، تشيّد المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة مخيما يضم أكثر من مائة خيمة. استحدث المخيم لإيواء مئات العائلات التي تدفقت من بلدات قارة، سحل، والنبك في ريف دمشق، وهو عبارة عن خيام منصوبة فوق التراب أو الحصى، في أحسن الحالات، لكنها غير قادرة عن رد تدفق مياه الأمطار إلى الداخل. وبهدف منع تدفق السيول إلى الخيام، عمد مشيدو المخيم إلى حفر خنادق في محيطه.
وفاق عدد اللاجئين السوريين إلى عرسال عدد سكانها الأصليين، حتى قارب ضعفهم. وارتفعت أعداد اللاجئين إلى نحو 60 ألف لاجئ، وصل 25 ألفا منهم خلال الأسبوعين الأخيرين من قارة في القلمون. وسارعت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية، وجمعيات أهلية ومنظمات إنسانية دولية، إلى تلبية جزء كبير من احتياجاتهم من إيواء وغذاء وتوفير الطاقة للتدفئة.
الكشف عن أدلة دولية تؤكد للمرة الأولى تورط الأسد في جرائم حرب
مليون سوري يعانون نقص الغذاء.. وكتائب معارضة تتقدم في درعا
بيروت: «الشرق الأوسط»
أعلنت مفوضة الأمم المتحدة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي أمس للمرة الأولى أن هناك أدلة «تشير إلى مسؤولية» الرئيس السوري بشار الأسد في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في سوريا. ومع استمرار أعمال العنف في سوريا، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل نحو 126 ألف شخص، منذ بدء أزمة سوريا في 2011.
وقالت بيلاي أمس خلال مؤتمر صحافي إن لجنة التحقيق حول سوريا التابعة لمجلس حقوق الإنسان «جمعت كميات هائلة من الأدلة حول جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. والأدلة تشير إلى مسؤولية على أعلى مستويات الحكومة بما يشمل رئيس الدولة»، في إشارة إلى الأسد.
وأعربت بيلاي عن رغبتها بإجراء تحقيق قضائي «وطني أو دولي يحظى بمصداقية»، يتيح محاكمة المسؤولين بارتكاب جرائم»، عادة أنه «في هذا الإطار فقط، وبهدف احترام افتراض البراءة، سيمكن نشر اللائحة»، في إشارة إلى لائحة سرية حدثتها اللجنة مرارا بأسماء أشخاص يشتبه بارتكابهم جرائم في سوريا، استنادا إلى أكثر من ألفي مقابلة أجرتها منذ تأسيسها في أغسطس (آب) 2011 مع أشخاص معنيين في سوريا وفي الدول المجاورة.
وتزامنت اتهامات بيلاي للأسد مع إعلان المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من لندن مركزا له ويعتمد على شبكة واسعة من المراسلين الميدانيين، توثيقه مقتل نحو 126 ألف شخص، منذ بدء أزمة سوريا. وقال إن نحو 64 ألف مدني لقوا حتفهم بينهم أكثر من 6600 طفل، مشيرا إلى مقتل 6261 من مقاتلي الكتائب التابعة للمعارضة، غالبيتهم من جنسيات غير سورية، إضافة إلى أكثر من ألفي جندي منشق. وتحدث المرصد عن مقتل 31 ألف مقاتل نظامي، وأكثر من 19 ألف عنصر من اللجان الشعبية وقوات الدفاع الوطني والشبيحة والمخبرين الموالين، إضافة إلى 232 مقاتلا من حزب الله، و265 من مقاتلين شيعة موالين.
ميدانيا، أعلنت فصائل مقاتلة في صفوف المعارضة السورية أمس سيطرتها على لواء التسليح التابع للجيش النظامي في بلدة بصر الحرير، مواصلة تقدمها للسيطرة على آخر معاقل النظام في درعا. وجاءت سيطرتها على لواء التسليح الواقع شرق بلدة بصر الحرير بعد معارك عنيفة استمرت ثلاثة أيام. وشارك في العملية، وفق المرصد السوري، كل من لواء «عمود حوران» ولواء «بدر حوران» و«جبهة النصرة».
وفي مدينة نوى، تقدمت فصائل مقاتلة شرق المدينة، حيث سيطرت على تل أبو اليابس وتل أبو لحية، وبعد مهاجمتها مراكز تجمع نظامية. ومن شأن السيطرة على هذه التلال قطع الإمداد عن مقر اللواءين 112 و61 اللذين يعدان المصدر الأساسي لنيران النظام على نوى ومحيطها.
أما في منطقة القلمون، شمال دمشق، فقد تقدم مقاتلو «جبهة النصرة» بمعية كتائب مقاتلة إلى القسم القديم من بلدة معلولا المسيحية وسيطروا عليه بعد اشتباكات عنيفة مستمرة منذ ثلاثة أيام. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» عن «مصادر أهلية» قولها إن «إرهابيين اقتحموا دير مار تقلا في معلولا واحتجزوا رئيسة الدير بلاجيا سياف وعددا من الراهبات اللواتي يعملن في الدير والميتم التابع له». وأشارت إلى أن «الإرهابيين ارتكبوا أعمال ترويع وقنص للأهالي في المنطقة المحيطة بالدير وأحياء البلدة».
وفي محافظة القنيطرة (جنوب سوريا)، دارت اشتباكات على محور خان أرنبة – الصمدانية في مرتفعات الجولان، بعد أن سقطت قذيفة هاون في بلدة مجدل شمس في الجزء المحتل من الجولان. وأشارت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي إلى أن «قوات من الجيش الإسرائيلي تعرضت صباح أمس لإطلاق نار مصدره الأراضي السورية وقامت بالرد وأصابت الهدف»، من دون إعطاء تفاصيل إضافية، بينما أفادت تقارير إعلامية بإصابة جندي نظامي سوري من جراء القصف.
من جهة أخرى، حذر الاتحاد الدولي للصليب الأحمر من أن «مليون سوري على الأقل يعانون بانتظام من نقص الغذاء، بينما تعوق المعارك والحواجز العسكرية توزيع المساعدات الغذائية».
وقال مدير إدارة الكوارث والأزمات في الاتحاد سيمون أكليشال في مؤتمر صحافي إنه «تقدير تقريبي» للعدد، طالبا المزيد من الأموال لسوريا.
من جانبه، قال مساعد الأمين العام للاتحاد الدولي للصليب الأحمر، والتر كوت: «إننا حقا في حاجة إلى التركيز على أنها أزمة إنسانية ضخمة يسقط فيها ضحايا كل يوم».
وأعرب الاتحاد عن قلقه المتزايد، لأنه مع حلول فصل الشتاء سيحتاج عدد أكبر من الأشخاص إلى المساعدة، بينما سيصعب توزيعها في بعض مناطق البلاد.
«الهيئة الشرعية» في حلب تلغي مهنة المحاماة.. وحقوقيون يحتجون
بعد إصدارها فتوى مثيرة للجدل تحرم أكل «الكرواسان»
بيروت: «الشرق الأوسط»
رفضت تشكيلات حقوقية معارضة قرار إلغاء مهنة المحاماة الصادر عما يعرف بـ«الهيئة الشرعية» في مدينة حلب، شمال سوريا. ووصف تجمع «محامي حلب الأحرار»، وهم مجموعة من المحامين المنشقين عن النظام السوري، قرار تلك الهيئة بـ«غير المسؤول والجاهل بمهنة المحاماة وحق الدفاع المصون في الشريعة الإسلامية»، مشددا على أنه «لا يجوز تقييد مهنة المحاماة بشروط تعسفية».
وكانت «الهيئة الشرعية» في حلب أصدرت تعميما قبل أيام أعلنت فيه أنها «لا تعترف بوكالة أي محام في المدينة إلا بعد اعتماده وكيلا لديها، أو بعد موافقة المكتب القضائي التابعة لإدارتها». ورد «محاميو حلب الأحرار» في بيان أمس بالتذكير أنهم كانوا «من أوائل من خرج ضد النظام دعما للثورة من خلال مظاهراتهم في القصر العدلي بحلب خلال العامين المنصرمين، بغية إقامة دولة الحق».
وطالب التجمع جميع المحامين والقضاة بالانسحاب من «الهيئة الشرعية» والهيئات التابعة لها خلال ثلاثة أيام للضغط عليها للتراجع عن تعميمها. كما أعلن التوقف عن المرافعة أمام «الهيئة الشرعية» والمحاكم التابعة لها.
ولاقى قرار «الهيئة الشرعية» انتقادات من «مجلس القضاء السوري الحر» الذي يضم قضاة منشقين عن النظام السوري. واعتبر عضو المجلس القاضي جمعة دبيس، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذا القرار ينتمي إلى عصور ما قبل التاريخ وفرض بالقوة، لأن الأقوى على الأرض من الناحية العسكرية هو من يفرض القوانين». واتهم دبيس «الكتائب العسكرية التي تقف وراء الهيئة بإصدار هذا القرار لأنه يناسب رؤيتها المتشددة ويتماشى مع سياق عملها»، على حد تعبيره.
وتضم «الهيئة الشرعية» في حلب ممثلين عن «لواء التوحيد» وحركة «أحرار الشام» ولواء «صقور الشام»، إضافة إلى فصائل «الفتح» وتجمع «فاستقم كما أمرت» ولواء «أحرار سوريا» ولواء «النصر».
وأعرب دبيس عن ثقته بأن «المجتمع الحلبي سيرفض هذه الممارسات»، وأكد أن «المنطق الذي استندت إليه الهيئة الشرعية لمنع مهنة المحاماة ليس دينيا لأن هذه المهنة لا تتناقض مع الإسلام»، موضحا أن «عددا من الدول تتبع الشريعة الإسلامية كإطار للحكم والتشريع وفي الوقت نفسه يمارس فيها المحامون مهنتهم بكل حرية».
ولفت إلى أن «الحديث عن طبيعية القانون الذي يرتضيه السوريون لحل منازعاتهم سابق لأوانه طالما أنه لم يصر بعد إلى تأسيس دولة ومجلس شعب ومؤسسات ديمقراطية تعبر عن رأي الناس دون سطوة السلاح».
وكانت «الهيئة الشرعية» تشكلت أواخر العام الماضي لتكون إلى جانب «مجلس القضاء الموحد».. الجهتان القضائيتان الوحيدتان في مدينة حلب. وتضم «الهيئة» مكتب رئاسة تنبثق منه مكاتب عدة، من بينها مكتب التربية والتعليم ومكتب الإفتاء وشؤون المساجد، والمكتب الخدمي والمكتب الطبي والمكتب القضائي ومكتب الحبوب وإدارة المطاحن، ولكل مكتب مهام محددة. وتشرف الهيئة على سجنين ينقل مخالفو أحكامها إليهما. وعرف عن الهيئة إصدارها قرارات مثيرة للجدل لدى السوريين، إذ أعلنت في الشهور الماضية، في تعميم حمل الرقم «8» تحريم تناول «الكرواسان»، وهو نوع من المخبوزات المعجونة بالزبدة، باعتباره يحمل دلالة «استعمارية». ونشرت مواقع التواصل الاجتماعي نسخة عن الفتوى ممهورة بختم الشيخ أبو محمد، من رئاسة «الهيئة الشرعية». وتقول إن «الكرواسان»، ويعني الهلال بالفرنسية، صنع على شكل «هلال» ليأكله الأوروبيون في أعيادهم ويحتفلوا بالنصر على المسلمين، إذ إن الهلال كان شعار الدولة الإسلامية.
كما صدرت عن الهيئة فتوى أيضا قالت فيها إنه «يحرم خروج المرأة المسلمة متبرجة، بالألبسة الضيقة التي تظهر منها معالم البدن، أو مزينة بالأصباغ على وجهها»، متمنيا على «جميع الأخوات الالتزام بطاعة الله والتمسك بآداب الإسلام».
حزب الاتحاد الديمقراطي يسعى لإعلان إقليم كردي مستقل في إطار «سوريا فيدرالية»
قيادي في الائتلاف: شكل النظام المقبل يحدده عقد اجتماعي بين جميع المكونات
بيروت: ليال أبو رحال
يمضي حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا (بي واي دي) في مخططه لإقامة «إقليم كردي مستقل في إطار سوريا فيدرالية»، وفق ما أكده رئيسه صالح مسلم، مشددا على أن «الهدف ليس الانشقاق، لكن الأكراد يطالبون بنظام فيدرالي في سوريا»، وهو ما ينظر إليه مراقبون على أنه بمثابة خطوة للتسليم «بتقسيم سوريا وإعادة هندستها بشكل مختلف».
ويأتي إعلان مسلم عن هذا المخطط بعد نحو 3 أسابيع على إعلان حزبه عن «تشكيل إدارة مدنية انتقالية لمناطق غرب كردستان – سوريا»، لاقت انتقادات من قبل أحزاب المجلس الوطني الكردي (المنضوية في الائتلاف السوري المعارض) ومن الائتلاف نفسه، ومن خبراء أبدوا تخوفهم من بدء السير بمخطط تقسيم سوريا.
وقال مسلم، في تصريحات نقلتها عنه وكالة الصحافة الفرنسية أول من أمس إن الحزب يسعى إلى قيام «إقليم كردي مستقل» في إطار «سوريا فيدرالية»، وهناك «لجنة تعد دستورا لهذا الإقليم». ولفت إلى أن «منطقة كردستان (السورية) ستُقسم إلى ثلاث محافظات تتمتع بحكم ذاتي: كوباني (وسط) وعفرين (غرب) والقامشلي (شرق).
وينظر إلى حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي على أنه الجناح العسكري لحزب العمل الكردستاني في سوريا، ويمثل الأكراد 15% من سكان البلاد وينتشرون على طول الحدود مع تركيا في شمال سوريا وشرقها. ويعد الحزب أكبر مجموعة كردية مسلحة في سوريا، ويخوض مقاتلوه معارك ضارية مع مقاتلين إسلاميين، لا سيما «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) و«جبهة النصرة».
ورغم إشارة مسلم إلى أن السعي لإقامة إقليم مستقل لا يعني «تشكيل حكومة مستقلة»، لكنه لفت في الوقت عينه إلى «تعيين 19 شخصية في يوليو (تموز) مهمتها إعداد دستور وقانون انتخابي وتحديد كيفية إدارة المنطقة»، موضحا أن «هذه اللجنة أنهت عملها، وسيحدد قريبا موعد إجراء انتخابات، على أن تشارك فيها كل المكونات الكردية في المنطقة».
وانتهى اجتماع عقد في الثاني عشر من الشهر الماضي في القامشلي وضم، بحسب الاتحاد جميع مكونات المنطقة، بالإعلان عن تشكيل إدارة مدنية انتقالية لمناطق غرب كردستان – سوريا. وأسفر عن تشكيل المجلس العام التأسيسي الذي يتألف من 82 عضوا من مكونات المنطقة من كرد وعرب ومسيحيين وشيشان. وكرر مسلم في تصريحاته الأخيرة ما تضمنه الإعلان السابق لناحية تقسيم المنطقة إلى ثلاث مناطق، لكنه استبدل تسمية «الجزيرة» بالقامشلي، إضافة إلى كوباني وعفرين.
وأثارت مواقف مسلم الأخيرة ردود فعل منتقدة من قبل الائتلاف السوري المعارض، الذي سارع إلى وصف حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي بأنه «تنظيم معاد للثورة السورية»، على خلفية إعلانه تشكيل إدارة مدنية انتقالية لمناطق غرب كردستان سوريا.
واعتبر عضو الائتلاف المعارض والمجلس الوطني سمير نشار، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» تعليقا على مواقف مسلم الأخيرة، أنه «من حيث المبدأ يحتاج شكل النظام السياسي وشكل سوريا المستقبل لعقد اجتماعي جديد بين كل السوريين»، مشددا على أنه «لا يستطيع أي فصيل أن يحدد شكل هذا النظام ويرسم لنفسه كيانا مهما كان حجمه وقوته».
وأكد نشار أن «الهدف الرئيس اليوم هو الحفاظ على وحدة سوريا، أرضا وشعبا»، معربا عن اعتقاده أنه «من السابق لأوانه اليوم الحديث عن شكل العلاقة بين المكونات السورية». ورأى أنه «مع سقوط النظام أو الانتقال لسوريا الجديدة أو بعد أي حل سياسي تصبح جميع هذه الأسئلة مشروعة ويعود للسوريين بمختلف مكوناتهم تحديد موقفهم منها».
وطرح نشار علامات استفهام حول مواقف مسلم، الذي «كان ولا يزال حليفا للنظام السوري ولم يلعب أي دور مع انطلاق الثورة السورية»، معتبرا أنه «لم يقاتل النظام بل سعى للهيمنة بمعيته على مناطق عدة». وبدوره، قال عضو المجلس الوطني الكردي، المنضوي في صفوف الائتلاف السوري، صبحي داود لـ«الشرق الأوسط» إن لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي «وجهة نظر منفصلة وهو المسؤول عنها».
وأوضح داود أن «كلمة فيدرالية تعني بالعربية الاتحاد»، مؤكدا «أننا مسؤولون أمام الشعب الكردي عن حقوقه ونطالب بالفيدرالية لكن من ضمن سوريا موحدة».
وفي موازاة إبدائه رفض أي مشروع «تقسيمي» في سوريا، ذكّر داود بأن «المجلس الوطني الكردي وقع وثيقة مع الائتلاف تتضمن بنودا عدة تتعلق بالاعتراف بالحقوق الكردية وبوجود الأكراد التاريخي على أرضهم وإزالة المشاريع العنصرية كافة». وأشار إلى أن حزبه «سيشارك في (جنيف2) من ضمن وفد الائتلاف لنعيد التأكيد على هذه المطالب»، مؤكدا في الوقت ذاته «تحفظ المجلس الوطني الكردي على بند الدولة اللامركزية في سوريا»، وهو ما قال نشار إنه «حصل فعلا»، لكنه اعتبر أن «تحفظهم لا يعطيهم الحق بإعلان موقف مستقل، بل يعني بقاء الموضوع معلقا ليناقش في وقت لاحق».
وكان مسلم في تصريحاته لوكالة الصحافة الفرنسية أشار إلى أنه «حين طردنا قوات النظام، تعرضنا لهجمات الجهاديين الذين أرسلتهم الدولة التركية ودعمتهم»، في إشارة إلى تنظيمات متشددة لا سيما «داعش» و«النصرة». وأوضح أن «المعارك مع الجهاديين بدأت في نوفمبر (تشرين الثاني) 2012 وهي متواصلة»، لافتا إلى «أننا تلقينا المساعدة من شعبنا، ومن الأكراد العراقيين والرئيس العراقي (الكردي جلال طالباني) وحزب العمال الكردستاني»، الذي يخوض تمردا ضد سلطات أنقرة.
من جهة أخرى، نفى مسلم أن «يكون هدف الأكراد إفراغ منطقتهم من السكان العرب». وتابع: «هناك حولنا من عشنا معهم دائما ونقاتل إلى جانبهم. إننا ندافع عن الأخوة بين الشعوب»، مستدركا أن «هناك من لا مكان لهم (بين الأكراد)، العرب الذين أتوا من الخارج، من بلدان أخرى أو من المنطقة، الجهاديون الذين أحرقوا منازلنا وقتلوا أكرادا». وأشار مسلم إلى «العرب الذين جاء بهم (الرئيس السوري الراحل) حافظ الأسد قسرا إلى كردستان اعتبارا من عام 1974 بهدف تعريب المنطقة». ووصفهم بأنهم «ضحايا النزوح» داعيا إلى «حل سلمي لهؤلاء السكان، فمن يستطيع العودة إلى منطقته الأصلية فليفعل، أما الآخرون فيمكنهم العيش بسلام مع الأكراد»، على حد تعبيره.
بن حلي «غير متفائل» بعقد «جنيف2» في موعده
قال إن الجامعة تبذل جهودا ليكون وفد المعارضة برئاسة «الائتلاف»
القاهرة: سوسن أبو حسين
قال نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير أحمد بن حلي إن اجتماعا سيعقد في جنيف يوم 20 ديسمبر (كانون الأول) الجاري على مستوى كبار المسؤولين من الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة، يعقبه اجتماع موسع يضم الدول الأخرى دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي ثم دول الجوار السوري بمشاركة الجامعة العربية وذلك لبحث الترتيبات لعقد مؤتمر «جنيف2» بشأن الأزمة السورية المقرر في 22 يناير (كانون الثاني) المقبل.
وعبر بن حلي خلال لقائه أمس بمقر الجامعة العربية مجموعة عمل المغرب – المشرق – التابعة لمجلس الاتحاد الأوروبي التي تزور مصر حاليا، عن تشاؤمه من إمكانية عقد مؤتمر «جنيف2» في الموعد المقرر. وقال: «لست متفائلا بأن يكون هذا التاريخ موعدا لإطلاق المؤتمر لأن هناك ترتيبات من جانب المعارضة السورية للمشاركة فيه»، مشيرا إلى أن الجامعة العربية تبذل جهودا كبيرة لأن يكون وفد المعارضة برئاسة الائتلاف الوطني للمعارضة السورية متضمنا أكبر عدد من التيارات المعارضة حتى يكون له مصداقية في الداخل والخارج السوري، لافتا إلى أن الجامعة العربية ما زالت تعمل مع المعارضة السورية وهناك اتصالات في هذا الشأن.
وتدفع روسيا باتجاه إشراك أطياف من «معارضة الداخل» مثل هيئة التنسيق الوطنية وتيار قدري جميل، نائب رئيس الوزراء السوري المقال، في مؤتمر «جنيف2»، متهمة الائتلاف الوطني بـ«احتكار» المعارضة وترفض النظر إليه باعتباره الممثل الشرعي والوحيد للشعب السوري.
واستعرض بن حلي خلال لقائه الوفد الأوروبي الأوضاع الراهنة في المنطقة العربية عقب ثورات الربيع العربي وأولويات الجامعة العربية التي تعمل من خلالها في هذا الإطار، مؤكدا أن التحولات والتغيرات التي يشهدها العالم العربي تشكل بالنسبة للجامعة العربية أولوية واهتماما كبيرا.
وأكد بن حلي مواكبة الجامعة العربية للتحولات التي تشهدها المنطقة العربية والتي تتفاوت بين دولة وأخرى، مشيرا إلى أن المطلوب المساهمة في بناء مؤسسات ديمقراطية في الدول العربية باعتبارها من طبيعة التطور وأن نعمل مع القيادات والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني، وأن يكون هناك تجاوب مع صوت الشعوب المطالبة بالتغيير السريع في حياتها.
وأشار إلى أن العمل جار لإنجاح عملية التحول السريع التي تشهدها بعض الدول العربية، لافتا إلى أن المسار متفاوت في بعض الدول مثل مصر وليبيا وتونس واليمن والذي يتضمن الاستفتاء على الدستور والانتخابات البرلمانية ثم الرئاسية.
وفي موضوع حقوق الإنسان الذي دخل بكل قوة في أجندة ودور منظمات المجتمع المدني كإحدى المؤسسات لبناء دولة الحق والقانون ولذلك جاءت فكرة إنشاء «محكمة عربية لحقوق الإنسان»، أشار إلى أن هناك عددا من الخبراء يعدون النظام الأساسي للمحكمة تمهيدا لإقرارها في القمة العربية المقبلة في الكويت خلال مارس (آذار) المقبل، كما لفت إلى موضوع اللجان العربية لحقوق الإنسان وكيفية تفعيل دورها.
وأشار إلى أن الجامعة العربية بصدد تجهيز بعثة مراقبين تتراوح ما بين 70 – 100 شخص من الجنسيات العربية لمراقبة الاستفتاء على الدستور المصري وهم مدربون على مراقبة الانتخابات بأساليب حديثة ووفق معايير دولية لمراقبة هذا الحدث الكبير، موضحا أن هؤلاء المراقبين لا يحملون الجنسية المصرية ولكن من جنسيات عربية أخرى حتى يكون هناك مصداقية وشفافية.
ولفت إلى أن هناك تصورا لمساعدة ليبيا ينطلق من خلال الكثير من الأولويات أولها ما يتعلق بالمصالحة، مشيرا إلى أن الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي يجري اتصالات مع السلطات الليبية والأمم المتحدة لتنظيم عقد مؤتمر للمصالحة يركز على ثلاثة عناصر أولها التوازن الجهوي، وأيضا التوازن في توزيع السلطة والثروة، وكذلك بناء قدرات الدولة الليبية خاصة ما يتعلق بصياغة الدستور وهناك لجنة سينتخبها المؤتمر العام الليبي ثم تعقبها مراحل أخرى تتعلق بالانتخابات البرلمانية والرئاسية، فضلا عن الأمور المتعلقة بإعادة تأهيل الجيش والأمن وجمع السلاح وغيرها من الأمور التي تتعلق ببناء القدرات، مؤكدا أنه «إذا استطعنا تحقيق هذه الأهداف نكون قد ساهمنا كجامعة عربية في إعادة الأمن والاستقرار إلى ليبيا».
وحول الوضع في اليمن، قال بن حلي «إن هناك مشروعا كبيرا بالتنسيق مع الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي حيث بدأ الحوار الوطني بتشكيل تسعة فرق تتعلق بقضية الجنوب وقضية (صعده) وهي مدينة تطالب ببعض الأمور التي لها خصوصية، ثم مسألة بناء الدولة، والحقوق والحريات، والحكم الرشيد وإعادة بناء الجيش والأمن والعدالة الانتقالية ومنظمات المجتمع المدني».
تخوّف من سيناريو المطرانين بعد خطف 12 راهبة في سوريا
بيروت – خُطف أمس الإثنين 12 راهبة أرثوذكسية من دير معلولا، بعد سقوط المدينة السورية في يد الجماعات المسلحة المعارضة، بعد ثلاثة أيام من استمرار الاشتباكات مع الجيش السوري.
الأب داوود: نتخوّف من أن تلقى الراهبات مصير المطرانين المخطوفين عينه
الأب نقولا داوود من مطرانيّة طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الأرثوذكس، وفي حديث إلى موقع NOW، أكَّد خطف الراهبات وهن “بالاضافة إلى رئيسة الدير الأم بيلاجيا، 11 راهبة يحملن الجنسيّتين السورية واللبنانيّة”. وقال: “لا شك أنّنا نتخوّف من أن يلقين مصير المطرانين المخطوفين نفسه” في إشارة إلى المطرانين بولس اليازجي ويوحنا ابراهيم.
وإذ لفت إلى أنَّ “لا مستجدات في قضيّة خطف الراهبات”، أضاف داوود: “كل ما علمناه أنَّ رئيسة دير معلولا المخطوفة الأم بيلاجيا اتصلت برئيسة دير صيدنايا (المعيّنة حديثًا) وقالت لها إنهن في مكان ما ضمن الأراضي السورية لكن لا مستجدات مهمة”.
وأشار إلى أنَّ “الدير محتل الآن مع الأسف” من قبل المجموعات المسلحة، مُضيفاً: “نوجه نداء ليترأف ربنا بحالتهن وأن يكون معهن في هذه الأزمة وأن يتعامل الخاطفون مع القضية من زاوية إنسانيّة ولا نريد أكثر من ذلك ما ذنب هؤلاء الراهبات”.
ورداً على سؤال عن احتمال تنظيم تحركات لمتابعة القضيّة، أجاب: “مساء اليوم سيكون هناك اجتماع للمطارنة في البلمند وبناء على البيان سيبنى على الشيء المقتضى”.
كرم: سبق وطلبنا وضع منطقة معلولا الأثرية بيد الأمم المتحدة
من جانبه، وفي حديث إلى موقع NOW، استنكر عضو كتلة القوات اللبنانية النائب فادي كرم حادثة الخطف. وقال: “سبق وطلبنا من النظام السوري ومن كل الأفرقاء المتنازعين على الأراضي السورية وضع منطقة معلولا الأثرية بيد الأمم المتحدة وعزلها عن الصراع المسلح الواقع هناك”.
وشدد كرم على أنَّ عملية الخطف “عمل اجرامي أيًا كانت الجهة التي قامت به”.
وعما اذا كان يتخوف على مصير المسيحيّين في سوريا، أجاب كرم: “الشعب السوري بأكمله يتعرّض لجرائم كبيرة وأصبحت الفوضى تهدده ومن ضمنه المسيحيّون الذين هم أساس هذا الوطن”.
اليازجي: احتجاز الراهبات تعدّ صارخ على كرامة الناس وصوت السلام
واعتبر بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي “احتجاز راهبات مار تقلا في معلولا تعدّ صارخ على كرامة الناس وصوت السلام”.
يشار إلى أنّ إذاعة الفاتيكان، كانت أعلنت أمس أنَّ 12 راهبة أرثوذكسية أُخرجن بالقوة من ديرهن الواقع في الوسط التاريخي من مدينة معلولا، التي استولى عليها المسلحون في سوريا مساء أمس. ونقلت الإذاعة عن السفير البابوي في سوريا المونسنيور ماريو زيناري قوله إن الأمر يتعلق بـ”12 راهبة سورية ولبنانية”.
وأضاف: “يبدو أن الجهاديين اقتادوا الراهبات إلى الشمال نحو يبرود”، مضيفاً “نجهل أسباب هذا العمل من جانب المسلحين”. واعتبر أنها “عملية خطف أو سيطرة على الدير لكي تطلق يدهم في معلولا”.
تجدر الإشارة كذلك إلى أنّ معلولا تقع في شمال غرب دمشق على بعد 50 كم، والتي ما زال سكانها من المسيحيين والمسلمين يتكلمون باللغة الآرامية (السريانية) لغة المسيح.
انفجار بدمشق واشتباكات عنيفة في حماة ودرعا
وقع انفجار اليوم وسط العاصمة دمشق مخلفا قتلى وجرحى، كما شهدت عدة مناطق سورية اشتباكات عنيفة بين الجيشين الحر والنظامي كان أبرزها بريف حماة ومدينة درعا، في حين تواصلت الاشتباكات في ريف دمشق وحلب ودير الزور والرقة مخلفة ضحايا.
وقد أعلن التلفزيون السوري الرسمي أن انفجارا وقع في منطقة الجسر الأبيض بالعاصمة نتيجة تفجير شخص نفسه أسفر عن مقتل شخصين وجرح آخرين، ووصفت وزارة الداخلية التفجير بـ “الإرهابي”.
تجدر الإشارة إلى أنه ينتشر في المنطقة العديد من الحواجز العسكرية التابعة لقوات النظام إضافة إلى وجود فرع أمني يرأسه حافظ مخلوف ابن خالة الرئيس السوري بشار الأسد هناك.
من جهة أخرى أفاد ناشطون أن اشتباكات اندلعت عند عدد من الحواجز العسكرية في عدة بلدات بريف حماة (وسط البلاد)، وقصف الجيش السوري الحر حاجز الجسر التابع لقوات النظام في بلدة مورك بريف حماة بمدافع محلية الصنع.
كما قصف الجيش الحر حاجز السمان على أطراف بلدة طيبة الإمام بقذائف الدبابات. وتعد هذه الحواجز مصدر قصف الجيش النظامي لقرى ريف حماة. وذكر الناشطون أن قوات المعارضة تحاصر هذه الحواجز بينما تستمر المعارك حولها.
قصف عنيف
وفي جنوب البلاد، تعرضت مدينة درعا البلد لقصف مدفعي بعد سيطرة قوات المعارضة المسلحة عليها، كما سُجلت اشتباكات في حي المنشية بالمدينة. وتعرض حي طريق السد لقصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة.
كما سُجل اليوم قصف بالمدفعية والرشاشات الثقيلة على حي برزة في دمشق، واشتباكات على أطراف حي برزة بين الجيش الحر والقوات النظامية.
أما في ريف دمشق، فقد تعرضت النبك وبساتين المليحة ومعظم بلدات الغوطة الشرقية لقصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة من جانب قوات النظام، كما وقعت اشتباكات عنيفة في محيط حاجز النور في بلدة المليحة وعلى عدة محاور في منطقة المرج بالغوطة الشرقية.
وفي حلب (شمال البلاد) وقعت اشتباكات عنيفة عند تلة الشيخ يوسف ومبنى المواصلات بمنطقة النقارين شرقي المدينة.
أما في دير الزور (شرق البلاد) فقد تعرضت العديد من الأحياء لقصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة.
كما تعرضت بلدة نبع الصخر وبلدات أخرى بريف القنيطرة (جنوب) لقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة.
وشهدت مدينة الرقة (شرق) اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام تمركزت في محيط الفرقة 17 شمال مدينة الرقة.
معلولا
وأمس، أعلن مقاتلو المعارضة تمكنهم من السيطرة بشكل كامل للمرة الثانية على بلدة معلولا ذات الغالبية المسيحية في ريف دمشق، بعد اشتباكات بدأت منذ عدة أيام مع قوات النظام وأدت إلى تدمير كبير فيها.
وذكر أحد وجهاء البلدة يُدعى مطانيوس دحدوح أن معظم سكان البلدة نزحوا عنها إلى قرى محيطة أو إلى العاصمة.
وكان مقاتلو المعارضة سيطروا لأول مرة على معلولا في سبتمبر/أيلول الماضي عقب اشتباكات، قبل أن تعاود قوات النظام السيطرة عليها.
وتأتي هذه التطورات في معلولا بمنطقة القلمون في ريف دمشق بعد اندلاع اشتباكات في بلدات القلمون، وخسارة مقاتلي المعارضة بلدتي قارة ودير عطية، مع استمرار المعارك في النبك.
ونفت رئيسة دير “مار تقلا” تقارير تداولتها مجموعات مؤيدة للحكومة تفيد باعتقالها وعدد من الراهبات على يد مسلحي المعارضة، كما نفت قيام هؤلاء المقاتلين بنهب المواقع المسيحية.
اليونيسيف: شتاء قارس ينتظر ملايين الأطفال السوريين
أعلن صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) الثلاثاء أن 5.5 ملايين طفل سوري سيواجهون شتاء قاسيا، بينما قالت مفوضية شؤون اللاجئين إنها نقلت مواد إغاثة ضرورية لفصل الشتاء إضافة إلى لقاحات شلل الأطفال جوا من دمشق إلى الحسكة.
وأكد اليونيسيف في بيان حاجته إلى أموال إضافية عاجلة لتوفير الإمدادات اللازمة لمواجهة فصل الشتاء، معربا عن قلقه الشديد من أن التعرض للبرد والأمطار سيضاعف من الضغوط الصحية التي يواجهها الأطفال السوريون النازحون.
شددت المنظمة على أن حجم الاستجابة الإنسانية اللازم لمواجهة الشتاء القادم لم يسبق له مثيل، ففي داخل سوريا يخطط اليونيسيف لتزويد مليوني طفل بإمدادات الطوارئ، بما فيها حزمة الملابس الشتوية والبطانيات والأغطية البلاستيكية ومستلزمات النظافة.
وفي لبنان، الذي يستضيف أكثر من 830 ألف لاجئ سوري، يقوم اليونيسيف بتوزيع 88 ألف طقم من الملابس الشتوية للأطفال الذين يعيشون في المخيمات، بينما ستوفر المنظمة في الأردن 35 ألف طقم من الملابس الشتوية للأطفال اللاجئين ممن هم دون سن الخامسة، إضافة إلى 24 ألف بطانية.
ومن أجل إبقاء الأطفال في المدارس، اقتنى اليونيسيف 370 خيمة مجهزة لفصل الشتاء سيتم استخدامها كفصول دراسية ومساحات صديقة للطفل في مخيمات اللاجئين السوريين في العراق وتركيا، إضافة إلى وقود التدفئة.
وأشارت المنظمة إلى أنها تعمل على تعزيز أنظمة الصرف الصحي وتنظيف خزانات النفايات وبناء أرضيات خرسانية للعائلات التي تسكن الخيام، بالإضافة إلى وضع إمدادات إضافية كمراجل تسخين المياه من أجل الاستحمام.
لقاحات
من جهتها، أعلنت مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة نقلها مواد إغاثة ضرورية لفصل الشتاء، إضافة إلى لقاحات شلل الأطفال لما يزيد على 538 ألف طفل عبر الجو من العاصمة دمشق إلى مدينة الحسكة شمال شرق البلاد، من خلال عدة رحلات جوية في الأيام الأخيرة.
وأوضحت المفوضية في بيان أن طائرة استأجرتها وصلت إلى الحسكة السبت الماضي وعلى متنها 14.4 طنا من المساعدات الإنسانية، بما في ذلك ألفا بطانية حرارية وألف قطعة من القماش المشمع، إضافة إلى مواد إغاثة أخرى سيتم نقلها إلى مركز الأمم المتحدة في القامشلي تمهيداً لتوزيعها على الأسر المتضررة.
وقال ممثل المفوضية في سوريا طارق كردي إن الهدف من إرسال الأدوية إلى الحسكة هو تغطية فجوة الاحتياجات في شمال شرقي سوريا، بما في ذلك المناطق التي يصعب الوصول إليها في محافظات الرقة ودير الزور.
وفي سياق الجهود المبذولة من أجل تخفيف معاناة السوريين، قالت الأمم المتحدة الثلاثاء إنها أوصلت الغذاء إلى 3.4 ملايين شخص في سوريا خلال الشهر الماضي، وهو العدد نفسه الذي استهدفته المنظمة بالأغذية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
لكن المنظمة الدولية لم تتمكن مجددا من تحقيق هدفها الشهري بتوصيل الغذاء الى أربعة ملايين شخص في سوريا، حيث حال القتال دون وصولها إلى مناطق متنازع عليها.
وقال برنامج الأغذية العالمي في بيان إنه وصل إلى ثمانية تجمعات سكانية في سوريا خلال الشهر الماضي بعدما ظل شهورا غير قادر على الوصول إليها، وأغلبها في ريف حمص ودرعا، لافتا إلى أنه يشعر بقلق بالغ بشأن مصير الكثير من السوريين الذين لا يزالون محاصرين في مناطق الصراع بأنحاء متفرقة من البلاد.
ومن المقرر أن تطلع مسؤولة المساعدات في الأمم المتحدة فاليري أموس مجلس الأمن الدولي على تطورات الوضع الإنساني في سوريا، في وقت لاحق اليوم الثلاثاء.
قتلى وجرحى في تفجير انتحاري استهدف مبنى حكومياً بدمشق
اشتباكات على طريق دمشق ـ حمص الدولي في منطقة القلمون بريف دمشق
دبي – قناة العربية
أفاد مجلس قيادة الثورة بوقوع تفجير ضخم في منطقة الجبة في الجسر الأبيض في العاصمة دمشق، وأن الأنباء الأولية تشير إلى وقوع عدد من القتلى.
وقال التلفزيون السوري إن انتحارياً فجّر نفسه بحزام ناسف أدى إلى مقتل أربعة أشخاص وجرح سبعة عشر.
وقال المرصد إن التفجير الانتحاري استهدف مبنى حكومياً تابعاً للنظام التفجير يأتي بعد اشتباكات عنيفة في دمشق على أطراف حي تشرين.
وميدانياً، تمكّن الجيش الحر من تدمير مبنى كازية كلكوش الذي يعتبر مركزاً لقوات النظام في النبك محققاً إصابات بصفوف قوات الأسد أدى إلى مقتل عدد كبير منهم بحسب ما أفادت لجان التنسيق المحلية.
أما على طريق الأوتوستراد الدولي بين دمشق وحمص من جهة مدينة النبك أفيد بسماع انفجارات قوية تزامنت مع اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والجيش الحر. وفي المزة أفاد مجلس قيادة الثورة بسماع أصوات إطلاق نيران من داخل المدينة الجامعية القريبة من ساحة المواساة أعقبه توافد سيارة إسعاف.
وفي حمص تواصل قوات النظام قصفها لمختلف المناطق، حيث تعرضت الدار الكبيرة لقصف عنيف بالدبابات، كذلك مدينة تلبيسة تم قصفها بالمدفعية وقذائف الهاون مستهدفة معظم أحيائها ما أدى الى تدمير عدد كبير منها. أما الغنطو في حمص فاستهدفتها أيضاً قوات النظام المتمركزة على حاجز جهاد غانم وحاجز الملوك أدى الى خلق حالة ذعر لدى المواطنين وعدم خروجهم من المنازل.
ولم تتوقف المعارك كذلك منذ ساعات الصباح، حيث قصفت قوات النظام بشكل عنيف بالمدافع قرى الحواش والحويجة المتمركزة على حاجز العزيزة في حماة. أما في درعا فقد سيطر الجيش الحر على كتيبة التسليح بشكل كامل وقتل عدداً كبيراً من قوات النظام، كما تمكن من السيطرة على عدد كبير من الاسلحة والذخيرة التابعة لقوات النظام، بحسب ناشطين.
قناصة الأسد يمنعون إجلاء راهبات معلولا السورية
الجيش الحر أعلن أنه يحاول إخراجهن خارج البلدة التي تتعرض لقصف عشوائي
دبي – قناة العربية
قالت مصادر في معلولا بريف دمشق إن الجيش الحر يحاول إجلاء الراهبات من داخل الدير وإخراجهن إلى خارج البلدة التي تتعرض لقصف عشوائي من قبل قوات النظام.
وفشلت محاولات إجلاء الراهبات حتى الآن بسبب قنص قوات النظام المتواصل، الذي أوقع عدداً من الجرحى خلال محاولة إجلاء الراهبات من بينهن رئيسة الدير الأم بيلاجيا سياف.
وتتعرض معلولا وأديرتها الأثرية إلى قصف براجمات الصواريخ من مدينة القطيفة التي تتمركز فيها قوات النظام.
وتضاربت الأنباء حول مصير 12 راهبة سورية ولبنانية في دير مار تقلا الواقع في الوسط التاريخي من مدينة معلولا بريف دمشق.
وأوضحت مصادر المعارضة أن الثوار حاولوا إجلاء الراهبات من الدير خوفاً على حياتهن إلا أنهن رفضن المغادرة.
وكانت إذاعة الفاتيكان قالت إن مسلحين أخرجوا بالقوة الراهبات من الدير وتم اقتيادهن نحو بلدة يبرود. وأكدت وكالة “سانا” السورية الرسمية الخبر.
يُذكر أن مقاتلي المعارضة حققوا تقدماً عسكرياً في معلولا وسيطروا على بعض أجزائها بعد انسحابهم منها في سبتمبر الماضي.
وقال المرصد السوري إن مقاتلين من المعارضة سيطروا على الحي القديم لمعلولا حيث يقع الدير، ولم يتمكن من تأكيد أو نفي خبر اعتقال الراهبات.
سوريون يركبون البحر نحو أوروبا هرباً من الموت بالقصف
تقديرات رسمية: 6000 لاجئ وصلوا خلال 3 شهور.. و500 التهمهم البحر
مالطا – محمد عايش
يتدفق المهاجرون السوريون نحو أوروبا بقوارب الموت، أو تهريباً عبر الحدود البرية بين تركيا وبلغاريا، أو بوسائل أخرى، مخاطرين بحياتهم ومستقبلهم، أملاً في الهروب من جحيم الحرب والوصول إلى مكان أكثر أمناً.
وتستقبل الشواطئ الأوروبية قوارب وسفناً يومية تقلّ سوريين يغادرون عبر الشواطئ المصرية والليبية والتونسية، فيما ارتفعت تجارة “تهريب البشر” من المنطقة العربية إلى القارة الأوروبية بسبب تصاعد وتيرة القتال في سوريا، مع استمرار تراجع القبضة الأمنية على السواحل الليبية والمصرية، ما سهّل من عمليات التهريب.
ورغم أن العديد من السفن والقوارب تغرق في عرض البحر، أو تواجه خطر الغرق، ومن ثم موت ركابها، إلا أن سوء الأحوال المعيشية في سوريا يدفع السوريين إلى بذل قصارى جهدهم من أجل الوصول إلى الشواطئ الأوروبية وطلب اللجوء إليها.
والتقت “العربية نت” بعشرات السوريين الهاربين من بلادهم في مخيم معزول وذي وضع مأساوي في جزيرة مالطا، جنوبي الشواطئ الإيطالية، حيث يضم المخيم العشرات من السوريين والفلسطينيين القادمين من سوريا، والذين وصلوا إلى الجزيرة بقوارب الموت التي تنطلق من السواحل الليبية بين الحين والآخر.
وقال رئيس الجالية السورية في مالطا زكريا الخطيب لــ”العربية نت” إن السوريين وصلوا الى مرحلة “أصبح فيها الموت المحتمل في عرض البحر أهون عليهم من الموت الأكيد بقصف الدبابات أو بالغاز الكيمياوي”.
وأشار الخطيب إلى أن اللاجئين السوريين يصلون الى الشواطئ الأوروبية وهم في حالة بالغة السوء، وبعد أن يكون الكثير منهم قد فارق الحياة، مشيراً الى أن الوضع الذي يواجهونه أيضاً بعد الوصول ليس جيداً.
وبحسب الخطيب فإن الجالية العربية في أوروبا تعمل على مدار الساعة من أجل تقديم المساعدات لهؤلاء الهاربين الذين يصلون إلى هذه البلاد طالبين اللجوء، والحصول على الأمان.
“رحلات الموت” مكلفة
وقال لاجئون سوريون في مالطا لـ”العربية نت” إن رحلة العذاب التي مرّوا بها بدأت بمغادرة سوريا الى مصر، ومنها تسللوا بصورة غير مشروعة إلى ليبيا، ومن هناك تم التعاقد مع مهرب ليقوم بتهريبهم نحو أوروبا، حيث كانت وجهتهم إيطاليا التي كانوا يعتزمون المرور منها وصولاً الى السويد أو أية دولة إسكندنافية لطلب اللجوء فيها.
وقال أحد اللاجئين في مالطا لــ”العربية نت” إنه دفع للمهرب الليبي 1500 دولار حتى يركب السفينة باتجاه إيطاليا، إلا أن السفينة التي كانت تقلّهم غرقت في عرض البحر بالقرب من المياه الإقليمية المالطية، ومن ثم أصبح لاجئاً في مالطا بعد أن فقد كل شيء.
وحسب المعلومات التي حصلت عليها “العربية نت” فإن أعداداً كبيرة أيضاً من اللاجئين السوريين يتدفقون منذ عدة شهور بهدوء عبر الحدود التركية البرية إلى بلغاريا التي يطلبون فيها اللجوء أيضاً.
ويقول الهاربون الى هناك إن أحوالهم أسوأ من أولئك الذين يلجؤون الى مالطا وإيطاليا، حيث تدفع الحكومة البلغارية لكل منهم يورو واحداً يومياً، لا يكفي حتى لشراء ساندويش أو عبوة واحدة من حليب الأطفال، كما يقيمون في مخيمات أيضاً بأوضاع بالغة السوء.
يُشار الى أن تقديرات الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي تتحدث عن أن أكثر من ستة آلاف لاجئ سوري تمكنوا من الوصول الى أوروبا منذ شهر أغسطس الماضي وحتى أواخر أكتوبر، أي خلال ثلاث شهور فقط، أما الذين التهمهم البحر فيقدر عددهم بنحو 500 لاجئ سوري منذ مطلع العام الجاري.
الإبراهيمي يحذر من تحول سوريا إلى “صومال كبير“
الموفد الأممي أيد قيام جمهورية جديدة في سوريا يحدد كافة السوريين طبيعتها
جنيف – فرانس برس
دعا موفد الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، السوريين إلى “تسوية سريعة” للنزاع، “وإلا فإنه سيكون لدينا صومال كبير مع زعماء حرب وأمراء من كل الأنواع سيتقاسمون البلد”.
وأعرب الإبراهيمي، في مقابلة مع شبكة التلفزيون السويسرية العامة، أمس الاثنين، عن تأييده لقيام جمهورية جديدة في سوريا، سيحدد السوريون “طبيعتها”.
وقال الإبراهيمي: “برأيي المتواضع، هذا يجب أن يفضي إلى نظام جمهوري ديمقراطي جديد غير طائفي في سوريا، مما يفتح الباب أمام ما أسميه الجمهورية السورية الجديدة”.
وتابع قائلاً: “سيعود لكل السوريين أن يقرروا ما هو هذا النظام الجديد الذي سيسود في بلادهم، وما هي طبيعة الجمهورية الجديدة التي ستبصر النور”.
وأكد أن “السوريين يريدون الحفاظ على وحدة بلدهم”، مشدداً على أن “المنطقة والعالم بحاجة إلى سوريا موحدة”.
من جهة أخرى، جدد الإبراهيمي أمله في أن تشارك السعودية وإيران في مؤتمر “جنيف 2”.
كما لم يرجح مشاركة الأسد في المؤتمر، قائلاً: “لا أعتقد أن الأسد سيكون هناك. لا أعتقد أن بشار الأسد سيكون راغباً في المجيء إلى جنيف في الظروف الحالية”.
وفي سياق متصل، كشف أن “الأطراف لا تبدو مستعدة في الوقت الراهن للتحدث عن وقف لإطلاق النار” قبل المؤتمر.
سقوط قتلى بتفجير انتحاري في دمشق
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قتل 4 أشخاص على الأقل، بينهم امرأة، وجرح 9 آخرون، الثلاثاء، في “هجوم انتحاري” استهدف وحدة “تعويض عوائل الشهداء” في حي الجسر الأبيض وسط العاصمة دمشق، وفق ما ذكرت مصادر لـ”سكاي نيوز عربية “.
وأكد التلفزيون السوري الحكومي، أن “هجوما انتحاريا” وقع وسط العاصمة دمشق، ما أدى إلى سقوط ضحايا.
وقال الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” في خبر عاجل إن المعلومات الأولية تشير إلى أن “إرهابيا انتحاريا فجر نفسه بحزام ناسف في منطقة الجسر الأبيض في دمشق، ما أسفر عن وقوع شهداء وجرحى”.
وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض ومقره بريطانيا أن التفجير وقع أمام مكتب تابع لوزارة الدفاع السورية وكان يستخدمه أقارب جنود قتلى لاستكمال أوراقهم ولم يكن موقعا عسكريا.
ويأتي هذا التطور عشية اتهام المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، لأول مرة، الرئيس السوري بشار الأسد، بارتكاب “جرائم بحق الإنسانية”.
وقارب عدد ضحايا الحرب المستمرة في سوريا منذ 33 شهرا، 126 ألف شخص، منذ مارس 2011، في أحدث إحصائية نشرها المرصد السوري لحقوق الإنسان.
معارك القلمون تثير مخاوف مسيحيي سوريا
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
شهدت قرى منطقة القلمون ومنها قرى ذات أغلبية مسيحية، جولة من المعارك المكثفة منذ سبتمبر، ترافقت مع موجة ذعر بين المسيحيين الذين قالوا إن مسلحين أطلقوا النار على الكنائس ووصفوهم بالكفار.
وتتخوف الأقليات المسيحية في سوريا من استهدافها من قبل الجماعات المسلحة، خصوصا في ظل اتهامها بمولاة نظام الرئيس السوري بشار الأسد، بينما يقول رجال الدين المسيحيون هناك، إنهم يلتزمون الوسطية في موقفهم تجاه ما يحدث في البلاد.
وكان سكان فروا من بلدة معلولا إلى العاصمة دمشق، قالوا إن مسلحين دخلوا بلدتهم، وأطلقوا عليهم تسمية “الصليبيين، وطلبوا من أحدهم، إشهار إسلامه، تحت تهديد المسدس.
فقالت جوليا التي تسكن قبالة مدخل المدينة إن المقاتلين”نزلوا من الحارة الغربية وبدأوا يكبرون ويقولون جبهة النصرة آتية إليكم يا صليبيين”.
وقال عدنان نصرالله (62 عاما)، إنه رأى أشخاصا يعصبون رؤوسهم بشريط كتب عليه النصرة “يضعون مسدسا في رأس أحد جيراني ويجبرونه على إشهار إسلامه، ثم سخروا منه”.
معلولا
وأوضح بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام أن “80% تقريبا من أهالي معلولا المسيحيين غادروها وبقي كبار السن والمرضى وبعض الصامدين”.
ولفت لحام إلى أن “هناك من هرب إلى الشام ولكن الباقين يعايشون هلعا كبيرا. خاصة بعد أن دخل المسلحين إلى دير القديس سيرجيوس وباخوس التابع للرهبانية المخلصية، وهو من أقدم الأديرة في سورية، ووصلنا أنه تمت سرقة بعض الأغراض من الكنيسة وأخبرنا شاهد عيان أن الصلبان أزيلت عن قبة الدير وأجراسه”.
وأضاف لحام أنه “وفق إحصائيات أخيرة هناك قرابة 450 ألف مسيحي نازح ومشرد داخل سوريا أو خارجها في لبنان والأردن والعراق”.
من جانبه، أكد عضو الهيئة العامة للثورة عامر القلموني لسكاي نيوز عربية، أن مدينة معلولا أصبحت خالية تماما بعد أن فر سكانها من المعارك إلى العاصمة أو القرى المجاورة مثل النبك وصيدنايا، والتي بدورها تشهد اشتباكات بين القوات الحكومية والمعارضة.
وتقع معلولا المعروفة بآثارها المسيحية القديمة ومغاورها المحفورة في الصخر في منطقة القلمون على بعد حوالي 55 كلم شمال دمشق.
ولهذه البلدة مكانة خاصة، فهي تشتهر بمعالم مسيحية مقدسة وآثار قديمة مهمة يعود تاريخها للقرن العاشر قبل الميلاد. كما أن سكانها من المسيحيين والمسلمين ما زالوا يتكلمون اللغة الآرامية (السريانية) لغة المسيح حتى اليوم بجانب اللغة العربية كما في قرية جبعدين وبخعة.
ويبلغ عدد المسيحيين في سوريا ما يصل إلى 12 بالمائة من السكان.
ولا يقتصر استهداف الأقليات، عرقية أو دينية على المناطق المجاورة للعاصمة دمشق، بل يمتد إلى أماكن أخرى.
وكانت الجماعات المسلحة اختطفت مطرانين قرب حلب شمالي سوريا في مايو الماضي، ولم يحسم مصيرهما تأكيدا حتى الآن.
سوريا: 122 قتيلا ومعلولا تعود إلى الواجهة
دمشق، سوريا (CNN) — أكد معارضون سوريون مقتل ما يزيد عن 120 شخصا جراء المعارك التي دارت في سوريا الاثنين، بينهم عدد كبير من جنود الجيش، وعادت إلى الواجهة الميدانية مدينة معلولا التي تضم مزارات مسيحية قديمة، إذ دخلتها قوات المعارضة من جديد، وسط اتهامات من حكومة دمشق لها باحتجاز راهبات.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 122 شخصا قتلوا جراء العمليات العسكرية في سوريا الاثنين، بينهم 24 من مقاتلي المعارضة قتل 17 منهم في منطقة معلولا، كما قتل خلال المواجهات المتفرقة 88 من جنود الجيش النظامي السوري والمليشيات المتحالفة معه، بحسب المرصد.
وذكر المرصد أيضا اشتباكات عنيفة تجري بين مقاتلي كتائب إسلامية مقاتلة وجبهة النصرة من طرف، والقوات النظامية وقوات الدفاع الوطني من طرف آخر، في محيط بلدة معلولا في محاولة من الأخيرة استعادة السيطرة على القسم القديم من البلدة.
من جانبها، قالت وزارة الخارجية السورية إنها وجهت رسالتين متطابقتين إلى رئيس مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة حول قيام من وصفتها بـ”المجموعات الإرهابية التكفيرية” بمهاجمة بلدة معلولا في ريف دمشق وتنفيذها “أعمالا تخريبية طالت الكنائس وبيوت المدنيين الآمنين.”
واتهمت الوزارة تلك المجموعات بـ”اقتحام دير مار تقلا واحتجاز رئيسة الدير الأم بلاجيا سياف وعدد من الراهبات اللواتي يعملن في الدير” بالمدينة التي كانت قد تحولت إلى محور للاهتمام الإعلامي العالمي بسبب رمزيتها الدينية والمعارك التي دارت فيها قبل أسابيع، علما أن CNN لا يمكنها التأكد من صحة كافة المعلومات الميدانية الواردة من سوريا.
الحكومة السورية: نتائج جنيف2 على الاستفتاء الشعبي
روما (3 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أعلنت الحكومة السورية الثلاثاء أنها ستطرح نتائج مؤتمر جنيف2 الدولي الخاص بالحل التفاوضي للأزمة على الاستفتاء الشعبي
وجاء ذلك في تصريحات لرئيس مجلس الوزراء وائل الحلقي خلال ترؤسه الجلسة الأسبوعية للحكومة، حسبما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية، سانا
وأشارت سانا إلى أن رئيس الوزراء عرض خلال الجلسة نتائج زيارته “الناجحة والمتميزة” إلى طهران. وقال “إن اللقاءات التي أجريناها مع كبار المسؤولين في إيران تناولت تنسيق المواقف حول مؤتمر جنيف حيث أكدنا أننا سنذهب دون شروط مسبقة، وأن الحوار سيكون بين السوريين انفسهم وهم وحدهم سيرسمون مستقبل سورية الواعدة والمتجددة”، مشدد على “أن كل ما يطرح في المؤتمر سيعرض على الاستفتاء الشعبي عبر صناديق الاقتراع”
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أعلن في وقت سابق أن ممثلي الحكومة السورية والمعارضة سيجتمعون للمرة الأولى في جنيف في الثاني والعشرين من كانون الثاني/يناير القادم
تفجير انتحاري وسط دمشق وراهبات معلولا نقلن الى يبرود
دمشق (ا ف ب)
قتل اربعة اشخاص على الاقل الثلاثاء في تفجير انتحاري استهدف وسط دمشق، في حين افاد السفير البابوي ان راهبات بلدة معلولا المسيحية التي سيطر عليها مسلحو المعارضة الاثنين، نقلن الى بلدة يبرود.
وافاد التلفزيون الرسمي السوري عن سقوط “اربعة شهداء و17 جريحا في التفجير الارهابي في منطقة الجبة بالجسر الابيض” وسط دمشق، مشيرا الى ان “ارهابيا انتحاريا فجر نفسه بحزام ناسف”.
من جهته، افاد مصور وكالة فرانس برس ان الانتحاري فجر نفسه على مدخل “وحدة تعويض الشهداء” التابعة لوزارة الدفاع، والتي تتولى تقديم تعويضات الى عائلات جنود القوات النظامية الذين يقضون اثناء الخدمة.
من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان عدد القتلى هو خمسة، بينهم ثلاثة مدنيين وعنصران من القوات النظامية.
واوضح ان الانتحاري فجر نفسه على مدخل المبنى “بعدما منعه عنصران من القوات النظامية من الدخول”.
وعرضت قناة “الاخبارية” السورية لقطات من مكان التفجير، اظهرت دمارا واشلاء بشرية وزجاج محطما. وبدت جثة واحدة على الاقل على المدخل.
وشهدت العاصمة السورية تصاعدا في عمليات التفجير عبر انتحاريين او سيارات مفخخة منذ بدء النزاع السوري. ويتهم النظام “ارهابيين”، في اشارة الى مقاتلي المعارضة، بالوقوف خلف هذه العمليات.
وعلى مسافة 55 كلم الى الشمال من دمشق، تدور اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في محيط بلدة معلولا المسيحية الاثرية، والتي سيطر عليها مقاتلون معارضون بينهم جهاديون من جبهة النصرة الاثنين، بحسب المرصد السوري.
ونقلت صحيفة “الوطن” المقربة من السلطات عن مصدر عسكري قوله ان “ارهابيين” اقتحموا معلولا “واحتلوا دير مار تقلا واحتجزوا رئيسة الدير وعدداً من الراهبات”.
واضاف ان “وجود الإرهابيين داخل معلولا مسألة ساعات حيث توجهت قوة عسكرية لمساندة القوات الموجودة على أطراف البلدة لتطهير معلولا من رجس الإرهاب”.
وفي اتصال هاتفي مع فرانس برس، قالت رئيسة دير صيدنايا فبرونيا نبهان انها تحادثت الى رئيسة دير مار تقلا الام بيلاجيا سياف الساعة 2330 مساء الاثنين (2130 تغ).
واكدت ان “الراهبات الاثنا عشر والعاملات الثلاثة معهن، يقيمون في جو مريح في منزل ببلدة يبرود، ولا احد يعكر صفوهن”.
من جهته، قال السفير البابوي في دمشق ماريو زيناري لفرانس برس ان الراهبات “ارغمتهن مجموعة مسلحة على ترك الدير بالقوة، واللحاق بهذه المجموعة على الطريق الى يبرود”، البلدة التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، وتقع على مسافة 20 كلم الى الشمال من معلولا.
اضاف السفير زيناري “اعتقد ان الراهبات موجودات في يبرود”.
واشار الى ان الراهبات هن فقط اللواتي اقتدن الى خارج الدير، وان الميتم التابع له كان خاليا من الاطفال.
وقال زيناري “الايتام اجلوا من الدير منذ زمن طويل لان الوضع كان سيئا جدا”، مضيفا انه “حاليا ثمة معركة شرسة في معلولا، ومن الصعب الحصول على معلومات دقيقة”.
وتابع زيناري ان “كل الاحتمالات واردة. نجهل الاسباب التي حدت بإرغام الراهبات على المغادرة وما هو الهدف من هذه الخطوة”.
وكان السفير البابوي افاد اذاعة الفاتيكان الاثنين ان الراهبات لبنانيات وسوريات، وان اسباب اقتيادهن مجهولة.
ولم يتضح ما اذا كانت العملية خطفا للراهبات ام إخلاء للدير.
وشهدت معلولا المعروفة بآثارها المسيحية القديمة ومغاورها المحفورة في الصخر، جولة معارك في ايلول/سبتمبر نزح خلالها معظم السكان اثر دخول مقاتلي المعارضة الذين ما لبثوا ان خرجوا مجددا وعادت اليها قوات النظام.
وتشكل يبرود الهدف المقبل لقوات النظام السوري مدعومة بحزب الله اللبناني ومقاتلين عراقيين شيعة، للسيطرة على منطقة القلمون الاستراتيجية الحدودية مع لبنان، والتي تقع من ضمنها معلولا ويبرود والنبك.
وسيطر النظام على قارة ودير عطية واجزاء واسعة من النبك التي تعد ابرز مدن المنطقة وكانت تضم نحو 50 الف نسمة قبل بدء النزاع، بينهم عدد كبير من المسيحيين.
وتعتبر منطقة القلمون الجبلية الحدودية مع لبنان استراتيجية لانها تشكل قاعدة خلفية للمعارضة المسلحة تزود منها معاقلها في ريف دمشق وبعض المناطق المتبقية لها في حمص بالسلاح والرجال. كما انها اساسية للنظام، لانها تؤمن له التواصل بين وسط البلاد والعاصمة.
وادى النزاع السوري الى تهجير اكثر من مليوني سوري الى الدول المجاورة، بحسب ارقام الامم المتحدة.
ومع قرب حلول فصل الشتاء، اطلقت منظمة اوكسفام الانسانية نداء من اجل مساعدة اللاجئين السوريين الذين فروا من النزاع.
وقالت المنظمة غير الحكومية في بيان ان “أوكسفام تطلق نداء مساعدة جديدا للاجئين السوريين المتضررين من الازمة السورية، وتحذر من زيادة المخاطر الصحية التي يتعرضون لها مع قدوم أشهر الشتاء القارسة”.
ووسط الجهود الديبلوماسية لعقد مؤتمر جنيف 2 لحل الازمة السورية في 22 كانون الثاني/يناير، اعرب الموفد الدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي عن تاييده لقيام جمهورية جديدة يحدد السوريون “طبيعتها”.
وقال في مقابلة مع شبكة التلفزيون السويسرية العامة “ار تي اس” الاثنين: “برايي المتواضع، هذا يجب ان يفضي الى نظام جمهوري ديموقراطي جديد غير طائفي في سوريا مما يفتح الباب امام ما اسميه الجمهورية السورية الجديدة”.
واوضح “سيعود لكل السوريين ان يقرروا ما هو هذا النظام الجديد الذي سيسود في بلادهم وما هي طبيعة الجمهورية الجديدة التي ستبصر النور”.
سورية: انقسام كردي على الإقليم
لندن، نيويورك، موسكو، جنيف، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب
وجه مسؤولان كرديان انتقادات لمساع يقوم بها حزب كردي رئيسي لإقامة كيان مستقل في مناطق ذات غالبية كردية في شمال سورية وشمالها الشرقي، مؤكدين أنه «لا يمكن حل القضية الكردية بمعزل عن الإجماع الوطني السوري»، في وقت وجّه رئيس إقليم كردستان في العراق مسعود بارزاني دعوة إلى رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أحمد الجربا لزيارة أربيل.
واستقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو رئيس الاستخبارات العامة السعودية الامير بندر بن سلطان. واعلن الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف انه جرى التشديد، خلال اللقاء، على «الدينامية الايجابية للجهود الدولية من اجل حل الملف النووي الايراني». وقال ان اللقاء تناول ايضا «تبادل وجهات النظر حول الوضع في سورية ولا سيما من منظار الاستعدادات لمؤتمر جنيف 2».
على صعيد اخر، أعلن رئيس «الاتحاد السياسي الكردي» عبدالحكيم بشار لـ «الحياة» تأييده قيام «دولة اتحادية شرط أن تكون في إطار الإجماع الوطني لأنه لا يمكن حل القضية الكردية بمعزل عن القضية الوطنية السورية»، في حين انتقد الأمين العام لـ «الحزب الديموقراطي التقدمي الكردي» عبدالحميد درويش «أي حلول منفردة للقضية الكردية» في سورية. وأوضح لـ «الحياة» أن بارزاني أبلغه خلال لقائهما أمس بنقل دعوة رسمية إلى الجربا لزيارة أربيل للبحث في قضايا عدة بينها تشكيل وفد المعارضة إلى مؤتمر «جنيف 2» المقرر في 22 كانون الثاني (يناير) المقبل.
وكان رئيس «الاتحاد الديموقراطي الكردي» صالح مسلم أعلن أن حزبه يسعى إلى قيام إقليم كردي مستقل في إطار سورية فيديرالية، لافتاً إلى أن لجنة تعد دستوراً لهذا الإقليم، بحسب ما أوردت وكالة «فرانس برس» أول من أمس.
ميدانيا، قتل أمس ما لا يقل عن أربعة أشخاص وجرح 17 آخرون في تفجير انتحاري في منطقة الجبة في الجسر الأبيض وسط دمشق. وعلى مسافة 55 كلم إلى الشمال من العاصمة، دارت اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في محيط بلدة معلولا المسيحية الأثرية التي سيطر عليها مقاتلون معارضون بينهم مقاتلون من «جبهة النصرة»، وفق «المرصد». وقال السفير البابوي في دمشق ماريو زيناري لـ «فرانس برس» إن 12 راهبة «أرغمتهن مجموعة مسلحة على ترك الدير بالقوة، واللحاق بهذه المجموعة على الطريق إلى يبرود»، البلدة التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، وتقع على مسافة 20 كلم إلى الشمال من معلولا.
ونفت «الهيئة العامة للثورة السورية» ما قيل عن «احتجاز الثوار راهبات دير مارتقلا في معلولا وتهديد حياتهن». وقالت إن «مقاتلي جبهة النصرة والجيش الحر يحمون الراهبات وحاولوا إجلاء رئيسة الدير الأم بيلاجيا سلاف والراهبات الـ 11 معها من الدير إلى مكان أكثر أمناً وإخراجهن من معلولا وأن نيران قناصة جيش النظام والقصف العنيف على المدينة عرقل مهمتهم». وأضافت أن «عدداً من مقاتلي الجيش الحر وجبهة النصرة جرحوا أثناء محاولتهم إنقاذ الراهبات».
في هذا الإطار، نقلت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية عن رئيس هيئة الأركان في «الجيش الحر» اللواء سليم إدريس قوله إن «الجيش الحر يحاول القتال على جبهتين: القاعدة في 24 موقع في سورية وقوات (الرئيس بشار) الأسد». وأشارت إلى أن تقريراً أمنياً أعده «الحر» وقدم إلى وزارة الخارجية الأميركية تحدث عن زيادة نفوذ «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، ووجود 5500 مقاتل أجنبي في صفوفها.
وفي نيويورك، تجري لجنة التفتيش عن الأسلحة الكيماوية «تدريبات لوحدات من الجيش السوري على توضيب الأسلحة الكيماوية ونقلها تمهيداً لإيصالها إلى مرفأ طرطوس غرب سورية وشحنها إلى خارج البلاد» بحسب تقرير للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قدمه إلى مجلس الأمن واطلعت «الحياة» على نسخة منه.
وأبلغ بان مجلس الأمن أن خطة تجميع الأسلحة الكيماوية ونقلها وشحنها أصبحت جاهزة وستعرض منسقة المهمة المشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية سيغريد كاغ تفاصيلها على مجلس الأمن غداً الخميس. وبحسب ديبلوماسيين في مجلس الأمن، فإن الأمم المتحدة ومنظمة الحظر قررتا «إنشاء صندوق تمويل جديد لتغطية نفقات تدمير الأسلحة الكيماوية السورية في ضوء الحاجة إلى جمع أموال جديدة».
وفي الجانب الإنساني، قالت مصادر في مجلس الأمن إن «ثمة جهوداً جارية حالياً لتنظيم مؤتمر دولي لبحث الوضع الإنساني في سورية في موازاة مؤتمر جنيف 2». وأضافت أن «الولايات المتحدة، وليس فقط روسيا، تعارض طرح مشروع قرار حول الوضع الإنساني في سورية في الوقت الراهن تجنباً لأي عرقلة للزخم وراء عقد مؤتمر جنيف2». واستعدت مجموعة الدول العربية في الأمم المتحدة أمس لعقد اجتماع لبحث طرح مشروع قرار إنساني في شأن سورية في مجلس الأمن.
وطالبت رئيسة العمليات الإنسانية للأمم المتحدة فاليري آموس مجلس الأمن بممارسة ضغوط على الحكومة السورية كي تسمح بحرية أكبر في الوصول إلى المدنيين الذين تحاصرهم المعارك، بحسب ديبلوماسيين. وشددت على «ضرورة التحرك لمنع استخدام المدارس والمستشفيات في سورية لأغراض عسكرية»، مشيرة إلى أن «عدد المحاصرين تجاوز ٢٥٠ ألفاً لا يمكن الوصول إليهم على الإطلاق». وقالت إن 2.5 مليون «يعيشون في مناطق يصعب الوصول إليها».
وأعلن صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أمس أن 5,5 مليون طفل سوري سيواجهون قريباً شتاء قاسياً، مؤكداً حاجته إلى أموال إضافية و «في شكل عاجل» لتوفير الإمدادات اللازمة لمواجهة فصل الشتاء. وفي جنيف، أعلنت الأمم المتحدة أمس إنها أوصلت الغذاء إلى 3.4 مليون شخص في سورية في الشهر الماضي.