أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة، 02 أذار 2012


الجيش يجتاح بابا عمرو والمعارضة تتخوف من «مجازر»

نيويورك – راغدة درغام؛ واشنطن – جويس كرم؛ القاهرة – محمد الشاذلي؛ بيروت، جنيف – «الحياة»، ا ف ب، رويترز، ا ب

اعترف «الجيش السوري الحر» امس بالانسحاب من حي بابا عمرو في حمص الذي دخلته قوات من الجيش السوري بعد اكثر من اربعة اسابيع على محاصرته وقصفه بصورة يومية، ما ادى الى ازمة معيشية للمدنيين المقيمين فيه والى تحوله الى معقل بارز للانتفاضة التي تخوضها المعارضة السورية ضد النظام.

ووصف قائد «الجيش الحر» العقيد رياض الاسعد الانسحاب بانه «لاسباب تكتيكية حفاظا على ما تبقى من الاهالي والمدنيين». فيما قال مقاتلون ان سبب انسحابهم هو نقص الاسلحة التي في حوزتهم والحالة الانسانية للمقيمين في الحي والتي باتت سيئة جداً. وقال أحد النشطاء إن الجنود السوريين بدأوا التوغل في بابا عمرو من جميع الاحياء بعد أن غادر أغلب المقاتلين وإنهم يلاحقون المتبقين منهم، مشيرا إلى أن 17 معارضا على الأقل قتلوا. وابدى ناشطون مخاوف من «ابادة جماعية» قد تنفذها القوات النظامية. ودعا «المجلس الوطني» السوري المجتمع الدولي والدول العربية والاسلامية الى التدخل الفوري لوقف «مجزرة محتملة خلال الساعات المقبلة بحق الأطفال والنساء والشيوخ»، بعد اقتحام القوات السورية لحي بابا عمرو.

وفي ظل التفوق النوعي الذي تتمتع به وحدات الجيش السوري اصبحت قضية التسلح مطلباً اساسياً للمعارضين وستكون اليوم شعاراً للتظاهرات التي دعا اليها اتحاد تنسيقيات الثورة السورية تحت عنوان «تسليح الجيش الحر».

غير ان واشنطن حذرت أمس من أن تسليح المعارضة قد يوقع في الفخ الذي نصبه الرئيس بشار الأسد، واعتبرت ان الأفضلية لحل سياسي وضغوط دولية متسارعة لاسقاط رموز النظام السوري التي «تتعرض لضغوط متزايدة وانهيارها حتمي».

وفي جلسة استماع أمام الكونغرس حول سورية أكد مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان أن «جميع أدوات السياسة الأميركية تعمل لتسريع سقوط نظام الأسد» في وقت اعتبر السفير الأميركي لدى دمشق روبرت فورد أن النظام السوري يرزح تحت ضغوط «أكبر بكثير مما كانت منذ شهرين أو ثلاثة… فالجيش أمام تحد أكبر وهناك قلق داخل الدائرة الحاكمة والنخبة التجارية غير راضية عما يجري والاقتصاد يسير على منزلق سريع».

وقال فورد أن النظام «يفهم بأن ما يجري هو التحدي الأكبر لسيطرة عائلته على السلطة منذ أربعين عاما». وحذر من أن النظام «وفي أحلك لحظاته يحاول تصوير ما يجري بأنه معركة ضد التطرف العربي السني… وبين العلويين والسنة، والواقع غير ذلك».

وأعطى المسؤولان أهمية كبيرة لرص صفوف المجتمع الدولي ضد الأسد. وأشار فيلتمان الى أن اتخاذ خطوات أكثر بطشا ضد الأسد يحتاج الى «توافق دولي». واعتبر أن التحرك في مجلس الأمن هو ضروري ولو تأخر عن أوانه.

وفي تصريحات لافتة عن الموقف الروسي، تحدث فيلتمان عن زيارته لموسكو الشهر الفائت وقال بأن «تحليلهم (الروس) لا يختلف كثيرا عنا، ويدركون أن الوضع غير قابل للاستمرار وهناك شعور بعدم الارتياح الى الوضع». وفيما اعتبر أن الفيتو كان مخيبا للأمل، رأى أن «روسيا لن تتمكن من حماية مصالحها اذا استمرت بركوب السفينة الغارقة الى قعر المتوسط».

واذ أقر المسؤولان بحق السوريين في الدفاع عن أنفسهم أمام «وحشية» النظام، كان هناك تحذير ضمني من تسليح المعارضة. وقال فيلتمان «ان الأسد يريد تخويف الناس بأن الخيار هو بينه وبين الحرب الأهلية ونحن نريد تفادي الحرب الأهلية». وعن موقفه من تسليح «الجيش السوري الحر»، قال أن واشنطن لا تريد «صب الوقود على آلية رسمها الأسد» من خلال جر الأمور للاقتتال الداخلي. وأعاد المسؤولان تمسك واشنطن بمبادرة الجامعة العربية والمباشرة سريعا بمرحلة انتقال سلمي.

أما عن المعارضة، فاستبعد فورد امكان توحدها داخل تنظيم واحد، لكنه لم يستبعد تبنيها رؤية واحدة ووضع خطة انتقالية واحدة أيضا، داعيا الى الاسراع بهذه الخطوات.

وركز المسؤولان على العزلة المتزايدة للأسد، ولاحظ فيلتمان ان هحتى منظمة «حماس لم يعد بامكانها هضم ما يفعله نظام الأسد». وتوقع عقوبات متزايدة عليه ومن الدول التي لها تأثير اكبر في سورية من تأثير الولايات المتحدة.

في هذا الوقت أبدى الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي معارضته «تسليح المعارضة السورية»، وجدد تحذيره من «حرب أهلية» إذا استمر العنف. وقال ان «ما يتم في سورية من انتهاكات وقتل وأحياناً تجويع حالة سيئة جداً، ونرجو أن يتوقف ذلك حتى لا ينقلب الأمر إلى حرب أهلية». وطالب القيادة السورية بوقف القتال فوراً وفتح ممرات آمنة لمرور الإغاثات الإنسانية ووقف القتل والتجويع، مذكراً النظام بأنه قبل المبادرة العربية التي تنص على وقف العنف فوراً. وكشف العربي انه يبذل جهوداً مع المعارضة لعقد مؤتمر لها في الجامعة خلال أسبوعين لتوحيد جهودها. كما ذكر أنه بصدد اختيار شخصية عربية مرموقة تكون نائباً لكوفي انان الذي كلفه الامين العام للامم المتحدة بالقيام بمهمة وساطة بين النظام والمعارضة السورية وتعهد توفير الجهاز الإداري له ليقوم بجولات إلى سورية والدول المعنية.

الى ذلك، اكدت روسيا امس انها وافقت على مناقشة الطريقة التي تعاملت بها مع الازمة السورية مع عدد من وزراء خارجية دول الخليج، الا انها نفت ان يكون قد تم تحديد موعد لذلك الاسبوع المقبل.

ونقلت وكالة «ايتار – تاس» عن الكسندر لوكاشينفيتش الناطق باسم الخارجية قوله: «تلقينا موافقة مبدئية من الدول الاعضاء في مجلس التعاون الخليجي على تنظيم مثل هذا الاجتماع. ونأمل بان نتمكن من الاتفاق على موعد مقبول من الطرفين في المستقبل القريب».

وجاءت التصريحات الروسية ردا على اعلان وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الصباح بان وزراء خارجية دول مجلس التعاون سيعقدون الاربعاء المقبل في الرياض اجتماعا مع نظيرهم الروسي لبحث الاوضاع في سورية.

وفي نيويورك انضمت روسيا والصين الى الأعضاء الآخرين في مجلس الأمن امس في التعبير عن الاحباط إزاء عدم سماح دمشق لوكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري آموس بزيارة سورية. ودعتا إلى السماح لها بالزيارة على الفور.

وقال أعضاء المجلس في بيان تمت الموافقة عليه بالاجماع إنهم «يأسفون بشدة» للتدهور السريع في الوضع الانساني في البلاد. ويعبر البيان عن «الخيبة العميقة بسبب فشل السلطات السورية الإجازة لمساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الإغاثة الطارئة زيارة سورية رغم طلباتها المتكررة والاتصالات الديبلوماسية المكثفة التي هدفت الى الحصول على الموافقة السورية». ويطالب «أن تجيز السلطات السورية» لأموس «وصولاً فورياً وغير معوق الى سورية». ويستنكر مجلس الأمن «التدهور الخطير للوضع الإنساني في سورية والافتقاد الى الوصول الآمن للخدمات الطبية، وقلة المواد الغذائية خصوصاً في المناطق التي تشهد قتالاً كحمص وحماه ودرعا وإدلب».

وكان مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة ادان امس حكومة الرئيس بشار الأسد بسبب الانتهاكات التي ترتكب في سورية التي قال إنها قد تصل الى حد جرائم ضد الانسانية ودعا الى وقف الهجمات ضد المدنيين. وتبنى المجلس ومقره جنيف قرار الادانة باكثرية 37 دولة (من بين 47 هو مجموع الاعضاء) قرارا اقترحته دول خليجية وغربية واعترضت عليه كل من الصين وكوبا وروسيا. فيما امتنعت ثلاث دول عن التصويت ولم تصوت اربع دول. وقالت مندوبة الولايات المتحدة بالمجلس إن الدول الثلاث «تقف على الجانب الخطأ من التاريخ». كما ندد المجلس بشدة «بالانتهاكات المنهجية لحقوق الانسان والحريات الأساسية المنتشرة على نطاق واسع التي تمارسها السلطات السورية».

وأيدت الولايات المتحدة وتسع دول من الاتحاد الأوروبي أعضاء في مجلس حقوق الإنسان من بينها بريطانيا وفرنسا نص القرار الذي أيدته أيضا تركيا. وهذه هي المرة الرابعة منذ نيسان (ابريل) من العام الماضي التي يدين فيها مجلس حقوق الانسان الحكومة السورية.

وقالت ايلين تشمبرلين دوناهو مندوبة الولايات المتحدة «أعتقد أن التصويت يتحدث عن نفسه. هناك توافق دولي واسع النطاق على وضع حقوق الانسان في سورية والأزمة الانسانية التي سببها نظام الأسد».

وفي كلمة ألقاها قبل الاقتراع مباشرة رفض الدبلوماسي الروسي فلاديمير جيغلوف النص باعتباره «مثالا آخر على المناهج السياسية الأحادية إزاء الوضع في سورية التي تدفعها بعض الدول الى الأمام.» ودافعت ايران عن حكومة دمشق وقالت إنه يجب أن يتاح لها «الوقت والمساحة» لتطبيق «الإصلاحات الشاملة» التي وعدت بها. وقال مندوب ايران سيد محمد رضا سجادي ان «العقوبات القهرية والتدخل في الشؤون الداخلية لسورية خاصة المحاولات السرية غير المقبولة التي تقوم بها دول بعينها لتسليح جماعات المعارضة لن تؤدي الا الى تعميق الأزمة».

سقوط حي باباعمرو يوحّد مجلس الأمن

واشنطن: انهيار نظام الأسد أمرٌ حتميّ

واشنطن – هشام ملحم/ نيويورك – علي بردى / العواصم الأخرى – الوكالات

“الجيش السوري الحر” أعلن انسحاباً “تكتيكياً” من بابا عمرو

وصول الصحافيين الفرنسيين بوفييه ودانيالز إلى لبنان سالمين

بعد 27 يوماً من الحصار، اقتحم الجيش السوري حي باباعمرو في مدينة حمص التي باتت رمزاً للاحتجاجات المطالبة باسقاط الرئيس بشار الاسد والتي دخلت شهرها الثاني عشر. واعلن “الجيش السوري الحر” انه نفذ انسحاباً “تكتيكياً” من الحي، فيما تخوّف ناشطون من تعرض السكان لـ”مجازر”. واعلن “المجلس الوطني السوري” الذي يمثل معظم اطياف المعارضة تنظيم تسليم الاسلحة الى المعارضين من خلال “مكتب استشاري عسكري” أنشئ اخيراً.   ص11. بيد ان واشنطن المترددة في تسليح المعارضة، أكدت ان النظام السوري سينهار في النهاية.

وللمرة الاولى منذ سبعة اشهر، أصدر مجلس الامن بياناً صحافياً  طلب فيه من حكومة سوريا السماح بالدخول الحر والكامل والفوري لفرق المساعدات الانسانية الى كل السكان الذين يحتاجون الى الاسعاف والسماح لوكيلة الأمين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية فاليري آموس بدخول سوريا. ويكتسب هذا البيان أهمية، لأن روسيا والصين اللتين استخدمتا حق النقض “الفيتو” مرتين في الاشهر الاربعة الاخيرة لمنع صدور قرار يندد بالعنف الذي يمارسه النظام السوري، وافقا على اصداره، مع العلم أن صدوره يقتضي موافقة الاعضاء الـ 15 في المجلس. وقبل صدور البيان بساعات، اعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر انها تلقت اذناً بدخول باباعمرو اليوم. ص11

وتضامناً مع حمص والمدن السورية المحاصرة، اعلن الناطق باسم اتحاد التنسيقيات في حلب محمد الحلبي ان الالاف تظاهروا  مساء في مدينة حلب.

بوفييه ودانيالز في لبنان

وفي تطور آخر، أفاد شاهد ومصادر أخرى في لبنان ان الصحافية الفرنسية المصابة اديت بوفييه وصلت الى لبنان من سوريا  مع المصور الفرنسي وليم دانيالز.

وصرح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بأنه تحدث مع بوفييه التي ستنقل بطائرة حكومية الى فرنسا.

 وكانت بوفييه قد أصيبت بتهشم في عظام وركها خلال القصف العنيف لباباعمرو الذي قتل فيه الصحافية المخضرمة في صحيفة  “الصندي تايمس” ماري كولفين والمصور الفرنسي ريمي أوشليك الأسبوع الماضي.

 وفي شريط فيديو، ظهر ناشطون وهم يدفنون كولفين  في مقبرة بالحي الثلثاء. وقال رجل ظهر في الشريط انه تقرر دفن الصحافية لعدم وجود كهرباء من اجل الحفاظ على جثتها مبردة. ولم يذكر هؤلاء المصور الفرنسي ريمي اوشليك الذي قتل معها في القصف عينه.

بيان مجلس الأمن

وجاء في البيان الصحافي لمجلس الأمن، أن أعضاء المجلس عبروا عن “خيبتهم العميقة من أن السيدة فاليري آموس… لم تمنح تأشيرة لزيارة سوريا من الحكومة السورية في الوقت المناسب، على رغم الطلبات المتكررة والإتصالات الديبلوماسية المكثفة الهادفة الى تأمين الموافقة السورية”. وطالبوا السلطات السورية “بمنح المنسقة وصولاً فورياً ودون عراقيل”. وإذ لاحظوا “التدهور السريع للوضع الإنساني، وتحديداً العدد المتزايد للمدنيين المتأثرين، والإفتقار الى الوصول الآمن للخدمات الطبية المناسبة، ونقص الأغذية، وتحديداً في المناطق المتأثرة بالقتال والعنف كحمص وحماه ودرعا وأدلب”، طالبوا السلطات السورية بأن “تسمح فوراً، وبصورة تامة ودون عراقيل بوصول العاملين في المجال الإنساني الى جميع السكان المحتاجين للمساعدة، وفقاً للقانون الدولي والمبادىء التوجيهية للمساعدة الإنسانية”. ودعوا “كل الأطراف في سوريا، وبالتحديد الحكومة السورية، الى التعاون التام مع الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية المعنية لتسهيل توفير المساعدة الإنسانية والسماح باجلاء الجرحى من المناطق المتأثرة”.

ويقدم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون اليوم احاطة الى الجمعية العمومية للمنظمة الدولية عن الأوضاع في سوريا، وفقاً لما يتوجب عليه بناء على القرار الذي اتخذته الجمعية العمومية قبل أسبوعين.

وكان بان شارك مع المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي أنان في لقاءات مع مندوبي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، على أن يجتمع اليوم مع الأعضاء غير الدائمين، عشية سفر أنان المتوقع غداً الى القاهرة، حيث سيجتمع مع الأمين العام للجامعة نبيل العربي، في مستهل جولة في المنطقة، يأمل خلالها أن يتمكن من زيارة دمشق والإجتماع مع الأسد.

وأفيد في نيويورك أن الأمم المتحدة وجهت رسالة رسمية الى السلطات السورية لهذا الغرض.

الموقف الاميركي

وفي واشنطن، رأى مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الاوسط جيفري فيلتمان ان “انهيار نظام الاسد هو أمر حتمي” وان تكن اللحظة التي ستؤدي الى انهياره غير معروفة، لكنها ستأتي”. وشدد على اهمية حصول هذه اللحظة بسرعة “لانه كلما استمرت هجمات النظام على الشعب السوري، ازدادت فرص حدوث حرب شاملة في دولة فاشلة”.

وقال في شهادة ادلى بها امام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ إن “جميع عناصر السياسة الاميركية تجاه سوريا تصب في اتجاه التعجيل في حلول تلك اللحظة”، التي ينقلب فيها الوضع على نظام الاسد. وشارك السفير الاميركي لدى دمشق روبرت فورد في الجلسة التي رأسها السناتور الديموقراطي جون كيري، الذي كان من اعضاء المجلس القلائل الذين دعوا في السابق الى تحسين العلاقات بين واشنطن ودمشق.

وأضاف: “نعمل الآن على اقناع الفئات (الطوائف) الخائفة في سوريا بأن أفضل طريقة لصون مصالحها هي بناء سوريا أفضل، وليس الوقوف وراء نظام فاسد ومستبد يمثل مرضا خبيثا في الشرق الاوسط منذ وقت طويل”.

وعن احتمال وصول التوترات السورية الى (الجيران)، قال ان ذلك قد حدث، مشيرا الى اللاجئين السوريين الى الدول المجاورة ومنها لبنان وتركيا والعراق، “وفي لبنان رأينا ان لبنانيين قتلوا على أيدي القوات السورية التي أطلقت النار عبر الحدود، ورأينا انتهاكات لسيادة لبنان من القوات السورية التي عبرت الحدود اللبنانية، اذن التأثير السيئ قد حصل، وهذا أمر مشين”.

وأعطى تقويما قاتما لوضع النظام السوري قائلا: “نظام الاسد يتعرض لضغوط متزايدة الان أكثر منه قبل شهرين أو ثلاثة أشهر وهذا نتيجة التحديات المتزايدة التي يواجهها الجيش. وهناك سيل مستمر من المنشقين. الجيش لا يزال يحافظ على تماسكه، قوى الامن حافظت على تماسكها، لكن هذه القوى تتعرض لضغوط كبيرة في الربع الاول من 2012 اكثر منها قبل أربعة أشهر”. وأوضح ان الوضع الاقتصادي “في حال انهيار، وسعر صرف (الليرة) انخفض بنسبة 50 في المئة في أقل من سنة”. وقال ان الاسعار في دمشق على سبيل المثال ارتفعت بنسبة 30 في المئة بين كانون الاول وبداية شباط”. وشدد على ان العقوبات تستهدف النظام من أجل حرمانه تمويل أعمال القمع وحرمانه دفع رواتب جيشه ورجال الامن.

وعن مضاعفات التوتر الطائفي في سوريا على المنطقة، قال: “لا شك في ان الاقليات في سوريا تنظر الى لبنان، وأخيرا الى العراق، نظرة خوف، وأعتقد اننا جميعنا نتفهم خوفهم”. ورأى ان جزءا من التحدي الذي تواجهه المعارضة السورية هو ان تبين خطأ نظرية بشار الاسد التي تقول: “انظروا الى لبنان، انظروا الى العراق، هذا ما نسير في اتجاهه اذا لم تقفوا معي، وهناك مسؤولية على عاتق المجلس الوطني السوري، والتنظيمات المعارضة بشكل عام لا تظهر بالكلام والافعال انهم لا يسيرون على هذا الطريق”.

وأكد السفير فورد وجود انقسامات في صفوف المعارضة السورية، وهذا الامر يزيد الوضع تعقيدا.

 لافروف

* في موسكو، صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: “في ما يتعلق بمواقف روسيا من الأحداث في سوريا، نحن ندافع لا عن النظام، بل عن العدالة وحق الشعب السوري في اختيار الحكومة التي تروقه بطريقة ديموقراطية وسلمية، وبشكل يتوافق تماما مع المبادئ الاساسية لميثاق الأمم المتحدة”. وقال: “نحن على اقتناع بأن الطريق نحو تحقيق هذا الهدف هو الحوار الشامل الذي تشارك فيه جميع القوى السياسية والطوائف، وان البديل لذلك هو الحرب الأهلية المدمرة”، مشيراً إلى أن “روسيا لا يمكنها ان تسمح لنفسها بممارسة النفاق من اجل مكاسب عابرة”. وأضاف: “نحن على اقتناع صادق بأن النهج لدعم طرف من طرفي النزاع الداخلي، وحض طرف في النزاع على تصعيد المواجهة لن يؤدي الى احلال السلام، بل بالعكس سيؤدي الى مزيد من تعقيد الوضع القابل للانفجار اصلا في المنطقة، ويلحق ضررا بالاستقرار الدولي”. واعرب عن ثقته بأن “عدد أصدقاء روسيا المخلصين وشركائها في العالم العربي لن يتقلص، ولا بد أن يضع التاريخ كل الأمور في مكانها”.

من جهة اخرى، صرح الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش : “ليس سراً لاحد ان مقترحاتنا (المتعلقة بالازمة السورية) رفضها الغرب او جمدتها المعارضة السورية المتشددة من دون التحدث عن وحدات مسلحة يقاتل في صفوفها مقاتلون من القاعدة ومتطرفون اخرون ضد القوات الحكومية”.

مسلحو بابا عمرو يقرّون بانسحابهم «التكتيكي» والصليب الأحمر يدخل الحي اليوم

دخلت الأزمة السورية مرحلة جديدة بعد التطور الميداني الذي تمثل في بسط الجيش السوري سيطرته على حي بابا عمرو في مدينة حمص وإقرار المسلحين بـ«انسحابهم تكتيكياً» من الحي، الذي سرعان ما سمحت السلطات السورية للصليب الاحمر الدولي والهلال الاحمر السوري بدخوله اليوم الجمعة، فيما كان مجلس الامن الدولي يطلب عبر بيان للمرة الاولى منذ 7 اشهر، من دمشق «السماح بالدخول الحر والكامل والفوري لفرق المساعدات الانسانية الى كل السكان الذين يحتاجون للإسعاف»، معرباً عن أسفه للتدهور السريع في الوضع الانساني.

وفيما ظهر خلاف واضح بين المجلس الوطني السوري بزعامة برهان غليون وقائد «الجيش السوري الحر» العقيد رياض الاسعد حول تشكيل «مجلس عسكري للإشراف على المعارضة المسلحة داخل البلاد وتنظيمها تحت قيادة موحدة»، اكد رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم آل ثاني استعداد بلاده لدرس «كل الخيارات لإنقاذ الشعب السوري»، بعد أيام من اعلان الدوحة والرياض ترحيبهما بفكرة تسليح المعارضين، وهو الامر الذي رد عليه الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، مؤكداً أنه يعارض العنف كوسيلة لإنهاء الأزمة السورية، في حين بدت واشنطن متحفظة إزاء فكرة التسليح على اعتبار انه ليس واضحاً ما اذا كانت هذه الخطوة تفيد المعارضة او تضرها.

مجلس الأمن

طلب مجلس الأمن من السلطات السورية «السماح بالدخول الحر والكامل والفوري لفرق المساعدات الانسانية الى كل السكان الذين يحتاجون للإسعاف». ووافقت روسيا والصين على البيان الذي جرت المصادقة عليه بعد ان رفضت سوريا السماح لمسؤولة الشؤون الانسانية في الامم المتحدة فاليري اموس بدخول اراضيها، موضحة أن الموعد الذي اقترحته اموس كان غير مناسب.

وقال البيان إن «أعضاء مجلس الأمن يعربون عن خيبة أملهم العميقة» من عدم سماح الحكومة السورية لاموس «بزيارة سوريا في الوقت المطلوب، رغم الطلبات المتكررة والاتصالات الدبلوماسية الكثيفة للحصول على موافقة سوريا». ودعا الى السماح لاموس «بالدخول الفوري من دون أية إعاقة» الى سوريا.

واعلنت دمشق استعدادها «للتشاور حول موعد» لزيارة اموس الى سوريا. وقال بيان لوزارة الخارجية السورية إن «وكيلة الامين للامم المتحدة للشؤون الانسانية طلبت القدوم في موعد لم يكن مناسباً لنا ومستعدون لمتابعة التشاور معها حول موعد مناسب للطرفين لبدء الزيارة».

وأضاف بيان مجلس الامن إن «اعضاء مجلس الأمن يستنكرون التدهور السريع للوضع الانساني، خاصة الزيادة المضطردة في أعداد المدنيين المتضررين، ونقص إمكانية حصولهم الامن على الخدمات الطبية، ونقص الطعام وخاصة في المناطق المتضررة من القتال والعنف مثل حمص وحماه ودرعا وادلب».

ودعا مجلس الأمن سوريا الى «السماح بالدخول الفوري والكامل ومن دون أية إعاقة للعاملين الانسانيين ووصولهم الى جميع السكان المحتاجين للمساعدة طبقاً للقانون الدولي ومبادئ المساعدات الانسانية».

وكانت روسيا والصين صوتتا ضد قرارين في مجلس الأمن يدينان سوريا، وتتوخيان الحذر الشديد تجاه اي بيان يمكن ان يستغل للتدخل العسكري الخارجي في سوريا. وفي تنازل لهاتين الدولتين، طلب المجلس من «جميع الاطراف» التعاون مع جهود إجلاء الجرحى من المدن السورية.

وفي جنيف، تبنى مجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان قراراً يدعو مرة اخرى «الحكومة السورية الى وقف انتهاكات حقوق الانسان والسماح للامم المتحدة وللوكالات الانسانية بالوصول من دون عائق» الى البلاد. وقامت الدول الـ47 الاعضاء في مجلس حقوق الانسان بالتصويت على مشروع القرار الذي تم تبنيه بتأييد 37 صوتاً ومعارضة ثلاثة، هي الصين وروسيا وكوبا، وامتناع ثلاث دول هي الاكوادور والهند والفيليبين.

قطر

وقال رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم آل ثاني، في ختام لقاء في بروكسل مع رئيس البرلمان الاوروبي مارتن شولتز، «علينا ان ندرس كل الخيارات لإنقاذ الشعب السوري».

ونفى وجود جنود قطريين في الأراضي السورية. وقال «هذا ليس صحيحاً». وأكد ان «سوريا تطرح مشكلة مهمة بالنسبة لنا وللمنطقة ومشكلة مهمة من وجهة نظر إنسانية»، مضيفاً «من المهم جداً وقف المجازر».

واعتبر حمد، الذي التقى الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن، ان الحل الوحيد لسوريا هو القبول بتوصيات الجامعة العربية. وأضاف «إننا مع إيقاف القتل في سوريا ومع إيصال المساعدات الإنسانية وعلى موافقة الحكومة السورية على المبادرة العربية».

العربي وأنان

وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، في مؤتمر صحافي في القاهرة، إنه يعارض العنف كوسيلة لإنهاء الأزمة السورية بعد أن دعت السعودية وقطر إلى تسليح المعارضين. وقال العربي، في مؤتمر صحافي عُقد في مقر الجامعة العربية في القاهرة، «أنا ضد استخدام العنف والجامعة العربية ليس لها علاقة بالتسليح».

ووافقت الجامعة العربية على قرار في شباط يدعو العرب إلى تقديم كل أشكال الدعم السياسي والمادي للمعارضة السورية، وهو بيان فسّره دبلوماسيون عرب حينها على أنه يعني السماح بإمداد المعارضة بالسلاح.

وقال العربي إنه يأمل أن يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار بما يسمح بدخول المساعدات الإنسانية إلى سوريا. وأضاف «ما يتم هناك في سوريا من انتهاكات ومن قتل وأحياناً تجويع حالة سيئة جداً… نرجو أن يتوقف ذلك حتى لا ينقلب الأمر إلى حرب أهلية».

واعلن ان الجامعة العربية ستستضيف مؤتمراً في القاهرة للمعارضة السورية خلال اسبوعين لمساعدتها في تنظيم صفوفها. وقال «المطلوب الآن بالنسبة للمجلس الوطني (السوري) وجميع المعارضة هو توحيد صفوفهم، وهذا أمر الجامعة مطالبة به».

وقال العربي إن موفد الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان «سيصل القاهرة في 7 آذار». واضاف انه سيقوم بعد ذلك بجولة الى سوريا والدول النافذة في الملف السوري، لكن من دون تحديد موعد للزيارة او تسمية الدول التي سيزورها.

وكان انان قال، في مؤتمر صحافي في نيويورك بعد لقائه الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، انه يأمل التوجه «قريباً» الى دمشق وتسليمها «رسالة واضحة: المجازر وأعمال العنف يجب أن تتوقف وان تصل الوكالات الانسانية (الى السكان) كي تقوم بعملها، ومن المؤسف ان هذا الأمر لم يحصل».

واشار الى «ضرورة قيام حوار بين جميع الفاعلين في الازمة السورية في اقرب وقت ممكن». وبعد أن اعتبر ان مهمته هي «عمل صعب جداً وتحدّ شاق»، اكد انه من «المهم جداً ان يوافق الجميع على انه لا يوجد الا عملية وساطة واحدة» في سوريا «هي التي طلبت مني الامم المتحدة والجامعة العربية القيام بها». واوضح انه في حال عدم الموافقة فقد يكون هناك وسيط ضد الآخر، معتبراً انه يتوجب على الاسرة الدولية ان «تتحدث بصوت واحد كي يكون صوتها قوياً».

واشنطن

وقال روبرت فورد، السفير الأميركي في دمشق الذي غادر منصبه وأغلق السفارة قبل شهر لأسباب أمنية، امام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، ان «نظام الاسد يعاني من ضغوط أكبر الآن من تلك التي كان يتعرض لها قبل شهرين او ثلاثة».

واعتبر ان الجيش السوري «اصبح يواجه تحديات أكبر لانه يعاني من سيل متواصل من الانشقاقات». واضاف ان «الجيش حافظ حتى الآن على تماسكه، كما ان الاجهزة الامنية حافظت على تماسكها، ولكنها تحت ضغوط أكبر بكثير». وتابع ان «اوساط الاعمال والتجارة غير سعيدة مطلقاً» وقد غيّر النظام سياساته «لإرضائهم»، كما أن القيادة قلقة كذلك من التأييد المتناقص لها في الشارع.

وقال مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الادنى جيفري فلتمان إن «الشعب السوري أظهر شجاعة فائقة رغم الوحشية والحرمان الذي عانى منه». واضاف «لا نعرف بالضبط متى ستحدث نقطة الانهيار .. ولكنها ستأتي .. إن انهيار نظام الاسد هو أمر حتمي». واشار الى ان الادارة الاميركية على علم بأن بعض الدول تتحدث عن امكانية تسليح المعارضين، لكنه اعتبر انه لا يزال من غير الواضح ما اذا كان الامر سيفيد المعارضة ام يضرها، مشدداً على ضرورة استخدام الدبلوماسية، ضمنها الامم المتحدة، للضغط على النظام السوري.

واشار فيلتمان الى ان «سوريا ليست دولة موقعة على مواثيق الاسلحة الكيميائية. وحقيقة أن هذه المخزونات موجودة تذكرنا بالدور الذي لعبته سوريا عبر السنين في زعزعة الاستقرار». وقال «ليست لدينا اية مؤشرات في هذه المرحلة على ان هذه المخزونات خرجت من سيطرة الحكومة السورية .. ولكن هذه هي من بين الأسباب التي تجعل الانتقال المرتب مهماً للغاية بدلاً من الانتقال الفوضوي».

خلافات داخل المعارضة

يبدو ان قادة الأجنحة السياسية والعسكرية للمعارضة السورية مختلفون بشأن سلطة «المجلس العسكري» الذي أعلن عن تشكيله ما يسلط الضوء على الانقسامات داخل المعارضة.

وقال رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون، في مؤتمر صحافي في باريس، إن «المعارضة السورية شكلت مجلساً عسكرياً للإشراف على المعارضة المسلحة داخل البلاد وتنظيمها تسليح المعارضين تحت قيادة موحدة». واعلن إن «جميع القوى المسلحة في سوريا اتفقت على تشكيل المجلس العسكري وإنه سيكون بمثابة وزارة للدفاع».

وقال انه تباحث مع الأسعد ورئيس «المجلس العسكري الثوري الأعلى لتحرير سوريا» العميد مصطفى الشيخ الذي يتزعم «المجلس العسكري الثوري الأعلى وهما «موافقان على الانضمام الى المكتب».

ولم تمض ساعات حتى قال الأسعد إنه لم يشارك في تشكيل المجلس العسكري، مشيراً الى انه لا يعرف اهداف هذا الكيان. وقال انه «يريد أفعالاً وليس أقوالاً»، مشيراً الى انه «تحدّث إلى غليون مساء الاربعاء لكن لم يتم التوصل الى اتفاق بينهما».

وقال مساعد غليون، اسامة المنجد إن «المجلس العسكري سيجمع كل الفصائل التي تقاتل الحكومة السورية تحت مظلة واحدة، ويقيّم احتياجاتها العسكرية ويحاول الوفاء بها من خلال عروض المساعدة من الخارج». واضاف ان «دولاً عديدة، من بينها السعودية، عرضت تقديم السلاح للمعارضة». وتابع ان «السلاح يتم تهريبه بالفعل سواء شاء المجلس أم لم يشأ، لذا فإن دور المجلس يتطلب تنظيم هذه العملية وضمان عدم وقوع الاسلحة في الأيدي الخطأ في سوريا».

واشارت صحيفة «الغارديان» الى ان الـ 100 مليون دولار التي اعلن المجلس الانتقالي الليبي، امس الاول، انه سيقدمها الى المعارضة السورية كمساعدة «انسانية» تأتي بعد ايام من إعلان قطر والسعودية دعمهما تسليح المعارضين. واشارت الى ان ليبيا لا تملك المال اللازم لتقديم مساعدات. وذكرت ان متحدثاً باسم المجلس رد على سؤال حول ما اذا كانت طرابلس قادرة على تقديم مثل هذا المساعدة «لن يكون هناك مشكلة».

وذكرت الصحيفة أن قطر كانت من اوائل الدول في العالم التي سلحت المعارضين الليبيين، ودربت المقاتلين.

روسيا

وأكد وزيرا خارجية روسيا سيرغي لافروف والصين يانغ جيتشي، في اتصال هاتفي، «معارضة بلديهما أن تحث القوى الخارجية أي طرف من طرفي النزاع السوري على استخدام العنف. إن موسكو وبكين تدعوان الأطراف الخارجية المعنية كافة إلى المساعدة على تحقيق التسوية السلمية في سوريا من خلال تهيئة الظروف لبدء الحوار الواسع بين السلطات السورية ومجموعات المعارضة كافة».

وأضاف بيان الخارجية الروسية أن «الوزيرين قيّما إيجاباً نتائج استفتاء سوريا على مشروع الدستور الجديد»، ودعوا إلى «مواصلة التنسيق حول سوريا في الأمم المتحدة والمحافل الدولية الأخرى».

وقال لافروف، في تصريح لصحيفة «روسيسكايا غازيتا» نشر امس، ان «روسيا لا تدافع عن النظام السوري، بل عن العدالة وحق الشعب السوري في اختيار الحكومة التي تروق له بطريقة ديموقراطية وسلمية، وبشكل يتوافق بالكامل مع المبادئ الاساسية لميثاق الامم المتحدة والقانون الدولي بشكل عام». واضاف «نحن على قناعة بان الطريق نحو تحقيق هذا الهدف هو الحوار الشامل الذي تشارك فيه جميع القوى السياسية والطوائف، وان البديل لذلك هو الحرب الأهلية المدمرة».

واعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش ان عناصر من تنظيم القاعدة يقاتلون في سوريا ضمن وحدات مسلحة ضد القوات الحكومية. وقال «ليس سراً لأحد ان مقترحاتنا (المتعلقة بالازمة السورية) رفضها الغرب او جمدتها المعارضة السورية المتشددة من دون التحدث عن وحدات مسلحة يقاتل في صفوفها مقاتلون من القاعدة ومتطرفون آخرون ضد القوات الحكومية».

واكد لوكاشيفيتش ان موسكو وافقت على مناقشة الطريقة التي تعاملت بها مع الازمة السورية مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، الا انه نفى ان يكون قد تم تحديد موعد لذلك الاسبوع المقبل.

وجاءت التصريحات الروسية رداً على اعلان وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الصباح بان وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي سيعقدون الاربعاء المقبل اجتماعاً مع نظيرهم الروسي لبحث الاوضاع في سوريا.

ميدانيات

قال مصدر امني في دمشق إن الجيش السوري سيطر بالكامل على حي بابا عمرو في حمص، فيما اعلن الاسعد ان عناصر «الجيش السوري الحر نفذت انسحاباً تكتيكياً من الحي حفاظاً على ما تبقى من الاهالي والمدنيين».

وقال المصدر الامني «سيطر الجيش على كامل مناطق بابا عمرو بعدما سقطت آخر جيوب المقاومة فيه». وأضاف ان عناصر الجيش النظامي «يقومون بتوزيع الطعام على السكان ويُجلون الجرحى». وتابع «المسلحون ما زالوا في احياء الحميدية والخالدية والعمليات متواصلة لإخراجهم منها».

وقال معارضون «الجيش دخل بابا عمرو من أربع جهات ويلاحقون من تبقى من المقاتلين في البساتين وحتى الآن يوجد 17 قتيلاً من الثوار». وذكرت مصادر سورية موثوقة انه خلال دخول الجيش الى حي بابا عمرو استسلم 600 مسلح من الجنسية السورية و118 مسلحاً من جنسيات عربية مختلفة، وتم ضبط معدات تقنية حديثة موصولة بالأقمار الصناعية وهي من صنع اميركي وبريطاني.

وبعد ساعات، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن السلطات السورية اعطتها الاذن لنقل مساعدات الى بابا عمرو اليوم. وقالت ان «الصليب الاحمر والهلال الاحمر السوري سيتوجهان الجمعة الى بابا عمرو لإيصال مساعدات انسانية وإجلاء الجرحى». وقالت اللجنة انها تلقت مؤشرات ايجابية من السلطات تتعلق بطلبها إعلان هدنة انسانية من ساعتين يومياً.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان، في بيان، «قتل 39 شخصاً في مناطق سورية عدة من بينهم 20 قتيلاً في حمص، وثمانية عسكريين وسبعة منشقين في اشتباك وقع في محافظة القنيطرة قرب الجولان».

(«السفير»، سانا، ا ف ب،

ا ب، رويترز)

قراءة لـ«المذهبة» السعودية لسلاح المعارضة السورية

                       (رويترز)

لم تترك «الفكرة الممتازة» التي طرحها وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل أصداء ممتازة في الأوساط الغربية، أقله إعلامياً، إذ كثرت التحليلات التي تفنّد خلفيات الموقف السعودي ودوافع تطوره «الحاسم»، والتي حذرت من مغبة الدعوة لتسليح المعارضة والدور السعودي في سوريا كان أبرزها ما كتبه المحلل الاستخباراتي السابق في الخزانة الأميركية جوناثان شانزر في «فورين بوليسي» قائلاً يعلمنا التاريخ درساً مفاده أن «لا أحد سيكون أكثر خطورة من السعودية».

شانزر حذّر من أن السعودية ستسوّق مع السلاح لعقيدتها الوهابية في أوساط المعارضة، ولكن ذلك يعدّ سبباً واحداً لدوافع المملكة يندرج ضمن مروحة واسعة من الأسباب تتلخص في عنوان أساسي هو تعزيز الصعود السني بمواجهة إيران. ويؤكد التقرير الذي نشرته صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأميركية أمس هذه الخلاصة بقوله إن «المملكة ترى في الصراع السوري فرصة ذهبية ينبغي استغلالها لمواجهة نفوذ إيران الإقليمي».

وتشير الأخبار القادمة من المملكة حسب التقرير إلى أن الرياض لم تنس أنها «خسرت» العراق في وجه إيران ولن تسمح هذه المرة بحدوث ذلك، أما «تسليح «الثورة» سعودياً فلا يتم فقط بمدّ الجيش المنشق بالسلاح، بل من خلال توسيع دائرة التسليح على قاعدة محاربة الأسد بالميليشيات».

وفيما تؤكد الصحيفة أن تزويد السعودية المعارضة بالسلاح يأخذ طابعاً مذهبياً، تقول إن سوريا هي البلد الأكثر حاجة في الشرق الأوسط لأن تكون ثورته سلمية، بسبب قلق الأقليات المسيحية والعلوية والكردية.

ووسط كل هذا تندرج المواقف السعودية في خانة «الجبن» لا أكثر، هكذا يراها الكاتب مارتن بيرتز في «ذا ناشيونال ريبابليك»، الذي اعتبر أنه يستخدم هذه الكلمة هنا بـ«أبشع معانيها» فـ«الرياض تخزّن الصواريخ منذ عقود ولم تقم سوى بالادعاء بدعم الديموقراطية.. فيما العبودية هي القاسم المشترك الوحيد الذي يدل على المساواة بين الجنسين في المملكة».

ويرى بيريتز أن المملكــة تســتمر في أخذ المبادرات في جامعة الدول العربية في ما تسميه حلّ الأزمة السورية «في وقت تستمر الأزمة في التفاقم والقتلى في السقوط». ويضيف «لطالما أملت السعودية بأن تأخذ واشنطن زمام المبادرة في سوريا، نظراً لأن فرنسا أوضحت أنها لن تكرر ما فعلته لإزالة القذافي. ولكن بات واضحاً أن واشنطن غير جاهزة لهذا النوع من القيادة، وكذلك المملكة». وهو ما يردّه الكاتب مجدداً إلى «جبن» السعوديين واعتباراتهم الخاصة، لا سيما «إذا أخذنا بالاعتبار ما يملكونه من ترسانة من الأسلحة تكفي لتشكيل تهديد فعلي إذا أرادت توجيهها في المكان الصحيح».

(«السفير»)

قادة المعارضة السورية يختلفون حول “المجلس العسكري

برز اليوم خلاف جديد بين قادة الأجنحة السياسية والعسكرية للمعارضة السورية، يتعلق بـ”المجلس العسكري” الذي أعلن “رئيس المجلس الوطني السوري” برهان غليون عن تشكيله اليوم الخميس.

وقال برهان غليون ان المعارضة السورية شكلت مجلسا عسكريا للاشراف على المعارضة المسلحة داخل البلاد وتنظيمها تحت قيادة موحدة.

واشار في مؤتمر صحافي في باريس الى ان “جميع القوى المسلحة في سوريا اتفقت على تشكيل المجلس العسكري وانه سيكون بمثابة وزارة للدفاع”.

ولم تمض ساعات قليلة حتى قال قائد “الجيش السوري الحر” العقيد رياض الأسعد بأنه لم يشارك في تشكيل “المجلس العسكري”، مشيرا الى انه “لا يعرف اهداف هذا الكيان”.

واكد الاسعد انه يريد “أفعالا لا أقوال”، مضيفا انه تحدث إلى غليون مساء امس الاربعاء لكن لم يتم التوصل الى اتفاق بينهما.

بدوره قال أحد مساعدي غليون، ويدعى اسامة المنجد، ان “المجلس العسكري سيجمع كل الفصائل التي تقاتل الحكومة السورية تحت مظلة واحدة ويقيّم احتياجاتها العسكرية ويحاول الوفاء بها من خلال عروض المساعدة من الخارج”. واضاف المنجد ان “دولا عديدة من بينها السعودية عرضت تقديم السلاح للمعارضة”.

وتابع قائلاً “السلاح يتم تهريبه بالفعل سواء شاء المجلس أم لم يشأ لذا فإن دور المجلس يتطلب تنظيم هذه العملية وضمان عدم وقوع الاسلحة في الايدي الخطأ في سوريا”.

(رويترز)

بريطانيا تدعو ليوم حساب للنظام السوري وفرنسا ستغلق سفارتها

بروكسل- (رويترز)- (ا ف ب): دعا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الجمعة إلى “يوم حساب” يحاكم فيه النظام السوري ويحمل المسؤولية عن العنف خلال الانتفاضة على حكم الرئيس بشار الأسد.

وقال كاميرون للصحفيين لدى وصوله للمشاركة في اليوم الثاني من قمة لزعماء الاتحاد الأوروبي في بروكسل “نحتاج للبدء في جمع الأدلة الآن لأنه سيجيء يوم -مهما طال الوقت- لحساب هذا النظام الفظيع”.

وأضاف “أرى أن ما يهم هو بناء الادلة والصورة حتى نحاسب هذا النظام الاجرامي ونتأكد من محاسبته على جرائمه التي يرتكبها ضد شعبه.”

وجاءت تصريحات كاميرون بعد يوم من مغادرة معارضين سوريين مهزومين معقلهم في حمص وقبل ثاني أيام قمة المجلس الأوروبي الذي يضم رؤساء الدول والحكومات في الاتحاد الأوروبي.

وأفادت مسودة لقرارات القمة بأن المجلس يعتزم الدعوة إلى ضغط متزايد على الأسد يشمل العقوبات. ويستعد المجلس أيضا لحث جامعة الدول العربية على عقد اجتماع للمجلس الوطني السوري المعارض الذي قال إنه يعترف به ممثلا شرعيا للشعب السوري.

وجاء في المسودة “المجلس الاوروبي يؤكد التزامه بزيادة الضغط على النظام السوري بشكل أكبر طالما استمر العنف وانتهاكات حقوق الانسان ويدعو المجلس للاستعداد بشكل أكبر إلى إجراءات مقيدة ضد النظام”.

وظل الاتحاد الاوروبي طوال الشهور المنصرمة يضيف أسماء إلى قائمة أشخاص يفرض عليهم عقوبات مثل حظر السفر وتجميد الارصدة.

ومن جهة أخرى، أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اثر قمة للاتحاد الاوروبي في بروكسل أن بلاده قررت اغلاق سفارتها في دمشق للتنديد ب”فضيحة” القمع الذي يمارسه النظام السوري ضد شعبه.

وصرح ساركوزي أمام الصحافيين “قررت مع وزير الخارجية الان جوبيه اغلاق سفارتنا في سوريا”.

وتابع ان “ما يحصل فضيحة. هناك اكثر من ثمانية الاف قتيل (من بينهم) مئات الاطفال وحمص تواجه خطر الزوال. هذا امر لا يمكن القبول به ابدا”.

واضاف ان “المجلس (الاوروبي) ندد باشد العبارات بما يحصل في سوريا وليس فقط في مكان وجود اشقائكم (…) لكن هذا الرمز بالتحديد غير مقبول” في اشارة الى اقتحام حي بابا عمرو في حمص.

وقال ان “موقف النظام السوري لم يكن مقبولا ابدا” في ما يتعلق بمحاولات اجلاء الصحافيين الفرنسيين اديت بوفييه ووليام دانييلز اللذين وصلا الى لبنان الخميس.

واكد ساركوزي “ابلغنا المجلس الوطني السوري بدعمنا وقد اشار اليه الى المجلس الاوروبي وسنواصل اتخاذ المبادرات في مجلس الامن الدولي لازالة عدد من العراقيل”.

وتابع “اؤيد اقامة مناطق انسانية على الحدود السورية على الاقل للسماح باستقبال الهاربين من اضطهاد النظام السوري الذي لا بد ان يرحل”.

سوريا توجّه رسالتين إلى رئيس مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأم المتحدة

دمشق- (يو بي اي): وجّهت سوريا الجمعة، رسالتين إلى كل من رئيس مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة، أكّدت فيهما وجود مجموعات مسلحة تمارس القتل منذ بداية الأحداث في البلاد بهدف تأجيج مشاعر المواطنين وتحقيق كسب رخيص على المستويين الإقليمي والدولي.

وأشارت وزارة الخارجية السورية في رسالتين متطابقتين وجهتهما إلى كل من رئيس مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة، الى “وجود مجموعات مسلحة منذ بداية الأحداث تمارس قتل المواطنين الأبرياء بهدف تأجيج مشاعر المواطنين وتحقيق كسب رخيص على المستويين الإقليمي والدولي”.

وأوضحت أن “الجهات التي كانت تقف وراء تسليح هذه المجموعات أنكرت ذلك طوال الأشهر الأخيرة منذ اندلاع الأحداث في سوريا، وقد نتج عن إستخدام هذه المجموعات للأسلحة سقوط شهداء وإصابات من قوات حفظ النظام والجيش والأجهزة المختصة في سوريا، وتدمير العشرات من المنشآت العامة والخاصة إضافة إلى تخريب خطوط نقل النفط والغاز والسكك الحديدية”.

وقالت الخارجية السورية في الرسالتين إنه “في مواجهة ذلك كان لابد للجهات السورية المعنية من إتخاذ الإجراءات المناسبة لحماية مواطنيها الأبرياء وممتلكاتهم والحفاظ على هيبة الدولة ومؤسساتها، وعندما مارست الدولة هذه المسؤوليات الملقاة على عاتقها شنّت بعض الدوائر في المنطقة العربية والغربية المرتبطة بهذه المجموعات المسلّحة حملات لا مبرر لها عبّرت بشكل مكشوف عن دعمها المادي والسياسي للأعمال الإرهابية التي قامت بها المجموعات المسلحة، وحاولت تشويه صورة سوريا وتعبئة الرأي العام العالمي ضدها بما في ذلك عقد إجتماعات لا تنتهي للجامعة العربية ولمجلس حقوق الإنسان وللجمعية العامة ولمجلس الأمن”.

وأضافت أنه “عندما أثبتت بعثة مراقبي الجامعة العربية وجود هذه المجموعات المسلحة وعدم إلتزام هذه المجموعات بخطة العمل العربية، قامت الجامعة بسحب هؤلاء المراقبين بهدف إخفاء الحقيقة والإلتفاف على قرارات الجامعة نفسها”.

واعتبرت أن “عدم تقديم نسخة رسمية من هذا التقرير إلى مجلس الأمن حتى الآن هو أكبر دليل على تنكّر الجامعة العربية لقراراتها ولمصداقيتها”، مشيراً الى أن سوريا “لم تفاجأ بالتصريحات العلنية التي أطلقها وزير خارجية المملكة العربية السعودية ورئيس وزراء ووزير خارجية قطر أثناء وبعد انتهاء أعمال ما سمّاه شعب سوريا مؤتمر أعداء سوريا الذي انعقد في تونس عندما دَعيا إلى تسليح المعارضة السورية وانضم إليهما عدد من ممثلي الدول الغربية”.

وقالت الخارجية السورية في رسالتيها إن “عملية تسليح المعارضة من قبل هذه الدول قد بدأت منذ وقت طويل والقرارات التي اتخذت في الجامعة العربية والجمعية العامة بضغط من هذه الأطراف نفسها هي ستار دخاني للتعبير عن هذا الدعم غير المشروع والذي يخالف ميثاق الأمم المتحدة والعلاقات بين الدول العربية والقانون الدولي”.

وإذ سألت “منذ متى كان الإرهاب وحمل السلاح جزءاً لا يتجزأ من المعارضة؟”، قالت الخارجية السورية في الرسالتين إن “مَن يرد الخير والحرية والديمقراطية للشعب السوري يجب أن يكون حراً وديمقراطياً في بلده”.

وأشارت الى أنه “لا يمكن وصف الإرهاب بأنه دفاع عن النفس”، وحذّرت من “إنتهازية بعض الأطراف الدولية التي تدعي محاربتها للإرهاب في العالم بينما تدعمه بالسلاح في سوريا وفي أماكن أخرى من العالم”.

وقالت إن “قيام بعض دول الجوار بتسهيل حصول المجموعات الإرهابية على الأسلحة واستضافة وتدريب الإرهابيين على أرضها يخالف علاقات حُسن الجوار، وسيقود لاحقاً إلى نتائج كارثية على المنطقة ودفع ثمن غالٍ نتيجة هذه السياسات العمياء”.

واعتبرت أن “استحداث مجلس اسطنبول (المجلس الوطني السوري المعارض) لمكتب عسكري لإدارة عملياته العسكرية ضد سوريا إنطلاقاً من بلد جار (تركيا) هو دليل آخر على الطبيعة الإرهابية لهذه المعارضة”.

وأكدت الخارجية السورية في رسالتيها الى ئيس مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة، على أن “سوريا ماضية قدماً في تحقيق الحوار الوطني كطريق وحيد لحل الإشكالات القائمة، وكذلك إستمرار عملية الإصلاح التي تكلّلت مؤخراً بتأييد أغلبية السوريين للدستور الجديد الذي يؤكد على التعددية السياسية والانتخابات الحرة وصندوق الانتخاب كطريق لسوريا المستقبل”.

وأملت الخارجية السورية من “الدول الأعضاء في مجلس الأمن التي تحترم ميثاق الأمم المتحدة الذي يدعو إلى حل المشاكل بالطرق السلمية، عدم السماح بتمرير أي قرارات تجيز الإعتداء على الدول والنيل من سيادتها واستقلالها والحفاظ على الأمن والسلم في المنطقة وفي العالم”.

قافلة المساعدات تصل حمص وتظاهرات في جمعة تسليح الجيش الحر

بيروت- دمشق- يو بي اي)- (ا ف ب): تستعد قافلة المساعدات الانسانية التي نضمها الهلال الأحمر السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي للدخول إلى حي بابا عمرو في مدينة حمص بعد وصولها إلى المدينة ظهر الجمعة.

وقال رئيس منظمة الهلال الأحمر السوري الدكتور عبد الرحمن العطار ليونايتد برس انترناشونال “تضم القافلة عدة شاحنات تحمل سلات غذائية وحليب اطفال وحرامات وسلات صحية سوف تدخل الى حي بابا عمرو وبعد انتهاء الترتيبات مع الجهات السورية المختصة لدخول القافلة الى الجي بشكل أمن”.

وقال العطار الذي كان يتحدث من مركز الهلال الاحمر في مدينة حمص “تأخرت القافلة على طريق دمشق حمص بسبب الاحوال الجوية، ولكن الحمد لله وصلنا وتضم القافلة 20 من متطوعي الهلال الاحمر قدموا من دمشق لتقديم الاسعافات للجرحى كما انضم لهم 30 متطوعا في مدينة حمص”.

واشار إلى أن مدينة حمص “تضم اكثر من (500) متطوع في فرع الهلال الاحمر ولكن بسبب الظروف التي تعيشها المدينة لم يتمكن من الحضور سوى 30”.

وكان المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في دمشق صالح دباكة قال ليونايتد برس إنترناشونال أن “القافلة مؤلفة من 7 شاحنات تحمل مواد غذائية وحرامات، إضافة الى 3 سيارات إسعاف لإجلاء الجرحى ونقلهم لتقديم الرعاية الصحية لهم”.

ومن جهة أخرى، تظاهر آلاف الاشخاص في مناطق عدة من مدينة حلب (شمال) وريفها، بحسب ما افادت مصادر متقاطعة وكالة فرانس برس، كما سارت تظاهرات في دمشق وريفها ودير الزور تعرض بعضها لاطلاق نار من قوات الامن.

وقال المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي في اتصال مع وكالة فرانس برس ان “الاف المتظاهرين خرجوا اليوم في 12 نقطة في المدينة يهتفون لمدينة حمص والمدن المحاصرة في ريف حلب، وينادون باسقاط النظام وتسليح الجيش السوري الحر”.

وذكر الحلبي ان “اعداد المشاركين في كل تظاهرة يتراوح بين المئات في حي حلب الجديدة والالاف في احياء اخرى مثل صلاح الدين والفردوس والمرجة”.

واضاف ان “الامن يتعامل مع التظاهرات بالرصاص الحي لا سيما في حي صلاح الدين وسيف الدولة” حيث سقط جرحى وحصلت اعتقالات.

في ريف حلب، خرجت تظاهرات حاشدة في عدد من المناطق لا سيما “مدينتي منبج والباب”، فيما “تعرضت مدينة الاتارب لقصف اليوم ومنع سكانها من اقامة صلاة الجمعة”، بحسب المصدر نفسه.

واكد المرصد السوري لحقوق الانسان خروج تظاهرات في مدينة حلب وريفها، مشيرا الى ان شخصين اصيبا بجروح خطرة اثر “انفجار عبوة ناسفة بحاوية للقمامة في حي الفردوس في المدينة”.

وفي دمشق، ذكر المرصد ان خمسة متظاهرين اصيبوا بجروح “اثر اطلاق قوات الامن السورية الرصاص الحي لتفريق تظاهرة خرجت من مسجد السلام في حي برزة”.

وفي حي الميدان في العاصمة “اطلقت قوات الامن قنابل مسيلة للدموع لتفريق تظاهرة خرجت من مسجد الثريا”، مشيرا الى تنفيذ حملة اعتقالات في صفوف المتظاهرين.

واشار المرصد إلى خروج تظاهرات اخرى في بعض احياء مدينة دير الزور وقرى وبلدات الريف.

تونس تلتزم الصمت حيال معلومات عن إجتماع إستخباراتي للإطاحة بالنظام السوري

تونس- (يو بي اي): إلتزمت السلطات التونسية الصمت إزاء معلومات فرنسية حول عقد إجتماع إستخباراتي غربي -عربي في تونس خُصص لبحث السبل الكفيلة بالإطاحة بالنظام السوري.

وإتصل مراسل يونايتد برس انترناشونال الجمعة بوزارة الداخلية التونسية وطلبت منها التعقيب على المعلومات التي نشرتها صحيفة (لو كنار أونشينيه) حول إجتماع أمني عُقد يوم الجمعة الماضي في تونس على هامش مؤتمر (أصدقاء سوريا) خصص للتخطيط للإنقلاب على نظام الرئيس السوري، ولكنها رفضت التعليق.

وطلبت وزارة الداخلية التونسية الإتصال بوزارة الخارجية للإستفسار حول الموضوع، بإعتبار أنها هي التي رعت مؤتمر (أصدقاء سوريا) ولكنها إمتنعت أيضا عن التعليق على هذا الموضوع.

وبدا واضحا أن السلطات التونسية تتهرب من التعليق على هذا الموضوع، ما يوحي بأن الأمر قد يكون صحيحا،لاسيما وان صحيفة (الصباح) التونسية تطرقت إليه في عددها الصادر الجمعة، حيث نشرت المعلومات التي ذكرتها الصحيفة الفرنسية.

وكانت (لو كنار أونشينيه) قد كشفت الخميس أن إجتماعا عُقد يوم الجمعة الماضي في تونس على هامش مؤتمر (أصدقاء سوريا) ضم ممثلين عن الإستخبارات العسكرية الأمريكية والبريطانية والفرنسية والتركية والسعودية والقطرية،تم خلاله بحث موضوع “تنظيم إنقلاب عسكري في سوريا”.

وأوضحت الصحيفة نقلا عن ضابط في هيئة الأركان الفرنسية لم تذكره بالإسم، قوله “إنه (الإنقلاب) الحل الأمثل، لأنه من غير الممكن أن نكرر السابقة الليبية، وأن نقصف جيشا سوريا أصلب وأقوى من جيش العقيد معمر القذافي”.

وأضاف الضابط الفرنسي “الأمم المتحدة لن تمنحنا الضوء الأخضر هذه المرة،.. ويبقى الفيتو الروسي بالمرصاد لمنع تسليح المعارضة”، فيما نقلت الصحيفة عن مصدر في الإستخبارات العسكرية الفرنسية قوله “إن شحنات من الأسلحة قد بُرمجت بالإضافة إلى إرسال خبراء غربيين إلى المدن السورية،على أن تصل الأسلحة والخبراء من دول عربية لاسيما من دولة قطر”.

ويشار إلى أن مؤتمر (أصدقاء سوريا) الذي عُقد في تونس خلال الأسبوع الماضي، مازال يثير المزيد من الجدل في تونس رغم فشله، حيث تزايدت الإنتقادات والإتهامات الموجهة للحكومة التونسية المؤقتة برئاسة حمادي الجبالي أمين عام حركة النهضة الإسلامية.

وترى أوساط سياسية ونقابية تونسية أن المؤتمر المذكور كان “وصمة عار” في جبين الحكومة بإعتبارها سمحت بمحاولة تمرير أجندة غربية لضرب سوريا إنطلاقا من تونس،كما شكل المؤتمر إنتهاكا للسيادة التونسية بإعتبار أن قطر هي التي مولته ونظمته.

ناشطون: ذبح 17 معارضا بالسكاكين.. ومقتل 8 جنود و7 منشقين باشتباكات قرب الجولان

مخاوف من مجازر بعد اقتحام بابا عمرو.. وتظاهرة حاشدة في حلب

موسكو: عناصر من تنظيم القاعدة يقاتلون ضد الحكومة السورية

دمشق ـ بيروت ـ عمان ـ نيويويرك ـ وكالات: تصاعدت الاحدات الدبلوماسية والميدانية الخميس في سورية حيث سيطر الجيش السوري على حي بابا عمرو بعد قصف استمر 27 يوما، وسط تخوف المعارضة السورية من حدوث ‘مجازر’، في الوقت الذي اعرب فيه مجلس الامن الدولي عن ‘اسفه’ للتدهور السريع للوضع الإنساني في سورية كما طالب بالسماح بدخول فرق مساعدات انسانية الى كل السكان الذين يحتاجون للاسعاف.

جاء ذلك فيما اعلن المتحدث باسم الدبلوماسية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش الخميس ان عناصر من القاعدة يقاتلون في سورية ضمن وحدات مسلحة ضد القوات الحكومية، بحسب ما نقلت وكالة ايتار- تاس.

وقال لوكاشيفيتش ‘ليس سرا لاحد ان مقترحاتنا (المتعلقة بالأزمة السورية) رفضها الغرب او جمدتها المعارضة السورية المتشددة من دون التحدث عن وحدات مسلحة يقاتل في صفوفها مقاتلون من القاعدة ومتطرفون اخرون ضد القوات الحكومية’.

وكانت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون اعلنت الاحد ان تسليم اسلحة الى المعارضة السورية قد يساعد القاعدة وحماس. وقالت في مقابلة مع شبكة سي بي اس نيوز ‘لا نعرف فعلا من الذي قد يتسلح’.

واكد البيت الابيض الثلاثاء ان القاعدة تحاول الاستفادة من اعمال العنف في سورية، واقر بأن هذه المسألة هي احد الاسباب التي لم تسمح لواشنطن بادراج تقديم اسلحة الى المعارضة للنظام السوري قيد البحث.

واعرب مجلس الامن الدولي عن ‘اسفه’ للتدهور السريع للوضع الإنساني في سورية كما طالب سورية بالسماح بدخول فرق مساعدات انسانية الى الى كل السكان الذين يحتاجون للاسعاف. ووافقت روسيا والصين على البيان الذي جرت المصادقة عليه بعد ان رفضت سورية السماح لمسؤولة الشؤون الانسانية في الامم المتحدة فاليري اموس بدخول اراضيها. وقالت سورية ان الموعد الذي اقترحته اموس كان غير مناسب.

وقال نشطاء سوريون ان عددا قليلا من المقاتلين بقوا في حي بابا عمرو الذي تعرض لاسابيع من القصف ونيران القناصة والحصار لمحاولة تغطية ‘الانسحاب التكتيكي’ لزملائهم. وبعد وقت قصير قالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان السلطات السورية اعطتها في النهاية الاذن لنقل مساعدات الى بابا عمرو اليوم الجمعة. وقال أحد النشطاء ‘الجيش السوري الحر وكل المقاتلين الآخرين غادروا بابا عمرو.. لقد انسحبوا’.

وقال احد المؤيدين البارزين للحكومة ان القوات السورية ‘قصمت ظهر’ التمرد وان سقوط بابا عمرو يبشر بانتصار وشيك على التمرد.

وقال الصليب الأحمرفي وقت لاحق انه تلقى ‘الضوء الأخضر’ من السلطات السورية لدخول بابا عمرو يوم الجمعة.

وقال أحد النشطاء إن الجنود السوريين بدأوا التوغل في بابا عمرو من جميع الاحياء بعد أن غادر أغلب المقاتلين وإنهم يلاحقون المتبقين منهم، مشيرا إلى أن 17 معارضا على الأقل ذبحوا بالسكاكين بعد مطاردتهم في الحقول القريبة.

كما قتل 39 شخصا الخميس في مناطق عدة في سورية معظمهم في حمص، حسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. كما قتل ثمانية عناصر نظاميين وسبعة منشقين في اشتباكات تدور منذ صباح الخميس في محافظة القنيطرة السورية، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد في بيان ‘تدور منذ صباح الخميس اشتباكات بين الجيش والامن النظامي السوري ومجموعة منشقة في قرية جباتا الخشب القريبة من الجولان السوري المحتل، واسفرت الاشتباكات حتى اللحظة عن سقوط سبعة عناصر من المنشقين وثمانية عناصر من الجيش والامن النظامي’.

وقال نشطاء ان اطلاق رصاص متقطع سمع داخل بابا عمرو وان قصفا متفرقا اصاب احياء مجاورة. ويبدو ان المستوى العام للقتال المتبادل قد انخفض.

وذكر نشطاء إن الثلوج غطت مدينة حمص حيث يعاني السكان من نقص الغذاء والوقود والمياه والكهرباء وانقطاع خطوط الهاتف.

وأكد رياض الاسعد قائد الجيش الحر السوري انسحاب المقاتلين لكنه قال إن القتال ضد حكم الاسد سيستمر حتى الإطاحة بحكمه. وقال الأسعد ومقره تركيا لقناة ‘الجزيرة’ التلفزيونية إن المقاتلين نفذوا انسحابا تكتيكيا والجيش الحر غادر بابا عمرو بسبب الممارسات الوحشية للنظام ضد المدنيين.

وتظاهر الالاف مساء الخميس في مدينة حلب (شمال) تضامنا مع مدينة حمص والمدن الاخرى المحاصرة، بحسب ما افادت مصادر متقاطعة وكالة فرانس برس.

وقال المتحدث باسم اتحاد التنسيقيات في حلب محمد الحلبي في اتصال مع فرانس برس من حلب ان ‘تظاهرة حاشدة ضمت الاف الاشخاص انطلقت قرابة التاسعة والنصف ليلا (19,30 ت.غ) من حي سيف الدولة ووصلت الى حي صلاح الدين’.

واضاف الحلبي ان المتظاهرين رددوا هتافات لمدينة حمص وباقي المدن المحاصرة، وطالبوا باسقاط النظام وتسليح الجيش الحر’، مشيرا الى وقوع ‘اربع اصابات بين صفوف المتظاهرين’.

وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان ان ‘اكثر من الفي متظاهر خرجوا في تظاهرة مسائية لاسقاط النظام’ في حلب.

واضاف المرصد ان ‘متظاهرين احرقوا سيارة للامن في حي صلاح الدين اثر اطلاق الرصاص من قبل القوات النظامية’ لتفريقهم.

وردا على سؤال قال الحلبي ‘المتظاهرون لم يتفرقوا بعد وهناك حالة كر وفر بينهم وبين الامن’.

وأصبح الأسد منعزلا بصورة كبيرة في سعيه للقضاء على المعارضة المسلحة التي تتصدر الان الانتفاضة المستمرة منذ 11 شهرا ضد حكمه.

وقالت بريطانيا الخميس انها سحبت دبلوماسييها من دمشق. واغلقت سويسرا سفارتها هناك. لكن الاسد الذي يبلغ من العمر 46 عاما ما زال يتمتع ببعض الحلفاء.

وقال كوفي عنان مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في سورية انه ينوي زيارة دمشق قريبا من اجل الضغط باتجاه وقف العنف وتيسير وصول المساعدات الانسانية.

واتخذت سورية – التي منعت فاليري اموس وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية من دخول البلاد – موقفا متحفظا من دور عنان وقالت انها دعت الامم المتحدة إلى تفسير الغرض من الزيارة.

ويرجح مراقبون أن تنسيقاً بين موسكو ودمشق يجري حالياً بخصوص نقطة محددة مفادها بضرورة أن تحسم السلطات السورية نتائج عملياتها العسكرية في حمص وإدلب قبيل الاجتماع المقرر لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي مع نظيرهم الروسي سيرغي لافروف، بحيث يرتكز لافروف في مباحثاته مع المسؤولين الخليجيين على معطى ميداني مفاده بأن النظام السوري يُمسك جيداً بعامل الأرض ويُسيطر تماماً من الناحية الميدانية، معطى يدعم الأوراق التي سيرميها لافروف في الرياض خلال لقائه نظرائه الخليجيين.

واكدت روسيا الخميس انها وافقت على مناقشة الطريقة التي تعاملت بها مع الازمة السورية مع عدد من وزراء خارجية دول الخليج، الا انها نفت ان يكون قد تم تحديد موعد لذلك.

قائد الجيش السوري الحر رفض المشاركة

قادة المعارضة السورية مختلفون بشأن تشكيل مجلس عسكري

باريس ـ رويترز: يبدو ان قادة الأجنحة السياسية والعسكرية للمعارضة السورية مختلفون بشأن سلطة المجلس العسكري الذي أعلن عن تشكيله الخميس مما يسلط الضوء على الانقسامات التي تعرقل جهود قيادة الانتفاضة.

وقال برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري الخميس إن المعارضة السورية شكلت مجلسا عسكريا للاشراف على المعارضة المسلحة داخل البلاد وتنظيمها تحت قيادة موحدة.

وقال في مؤتمر صحافي في باريس إن جميع القوى المسلحة في سورية اتفقت على تشكيل المجلس العسكري وإنه سيكون بمثابة وزارة للدفاع.

ولم تمض ساعات قليلة حتى قال العقيد رياض الأسعد قائد الجيش السوري الحر انه لم يشارك في تشكيل المجلس العسكري.

وقال الأسعد وهو رمز بارز في حشد المنشقين عن الجيش والمدنيين الذين حملوا السلاح انه لا يعرف اهداف هذا الكيان.

وقال انه يريد أفعالا لا أقوالا، مضيفا انه تحدث إلى غليون مساء الاربعاء لكن لم يتم التوصل الى اتفاق بينهما.

وبدا في بعض الأحيان أن المجلس الوطني والجيش الحر على خلاف استراتيجي إذ احجم المجلس في بادىء الأمر عن تبني الرد المسلح الذي يتبناه الجيش الحر على الحملات التي تشنها القوات الحكومية.

وانتقد بعض السوريين المجلس الوطني لعدم دعمه الصريح للمعارضة المسلحة للرئيس بشار الاسد والتي يقودها الجيش السوري الحر.

وقال اسامة المنجد أحد مساعدي غليون للصحافيين ان المجلس العسكري سيجمع كل الفصائل التي تقاتل الحكومة السورية تحت مظلة واحدة ويقيم احتياجاتها العسكرية ويحاول الوفاء بها من خلال عروض المساعدة من الخارج.

واضاف المنجد ان دولا عديدة من بينها السعودية عرضت تقديم السلاح للمعارضة. وقال ان السلاح يتم تهريبه بالفعل سواء شاء المجلس أم لم يشأ لذا فإن دور المجلس يتطلب تنظيم هذه العملية وضمان عدم وقوع الاسلحة في الايدي الخطأ في سورية.

الإتحاد الأوروبي يعترف بـ«المجلس الوطني السوري»

اعترف الاتحاد الأوروبي، اليوم، بـ«المجلس الوطني السوري» كممثل شرعي للسوريين داعياً كل أعضاء المعارضة السورية للوحدة، بينما قال الرئيس الاميركي باراك اوباما ان ايام الرئيس بشار الاسد «باتت معدودة»، مضيفاً ان واشنطن تعمل على تسريع الانتقال الديموقراطي في سوريا. فيما أكد الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، اليوم، أن بلاده تعتزم إغلاق سفارتها في دمشق للتنديد بـ«فضيحة القمع الذي يمارسه النظام السوري ضد شعبه»، وذلك بالتزامن مع تأكيد رئيس الوزراء الروسي، فلاديمير بوتين، أن روسيا «لا ترتبط بأي علاقة مميزة مع سوريا». إلى ذلك، ندد رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، بالوضع «المروع» في سوريا، مؤكداً ضرورة تحميل النظام «المجرم مسؤولية أعمال العنف».

اعترف الاتحاد الأوروبي، اليوم، بـ«المجلس الوطني السوري» كممثل شرعي للسوريين داعياً كل أعضاء المعارضة السورية للوحدة.

وقال المجلس الأوروبي في بيان صدر عن القمة التي عقدت في العاصمة البلجيكية بروكسل للبحث في الأزمة السورية، إن «الاتحاد الأوروبي يدعم المعارضة السورية في نضالها من أجل الحرية والكرامة والديمقراطية، ويعترف بالمجلس الوطني السوري كممثل شرعي للسوريين»، داعياً كل أعضاء المعارضة السورية «للإتحاد بنضالها السلمي من أجل سوريا جديدة حيث يتمتع كل المواطنين بحقوق متساوية».

من جهته، قال الرئيس الاميركي باراك اوباما، في مقابلة نشرت اليوم الجمعة، ان ايام الرئيس السوري بشار الاسد «باتت معدودة»، مضيفاً ان واشنطن تعمل على تسريع الانتقال الديموقراطي في سوريا.

واضاف «والان، هل نستطيع تسريع ذلك؟ نحن نعمل مع المجتمع الدولي لمحاولة القيام بذلك».

واقر اوباما ان سوريا اكبر واكثر تعقيدا من ليبيا، وان دولا كروسيا تعرقل اتخاذ اي عمل في الامم المتحدة.

الا انه اشار الى أنّ الجهود التي تقوم بها الولايات المتحدة من خلال مجموعة «اصدقاء سوريا» لايصال المعونات الانسانية الى المدن التي تتعرض لهجمات القوات السورية. واضاف «ولكن باستطاعتهم كذلك تسريع الانتقال الى حكومة سورية سلمية ومستقرة وممثلة» للسوريين، واشار الى انه «اذا حدث ذلك، فان هذه ستكون خسارة كبيرة لايران».

من ناحية أخرى، أعلن الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، إثر قمة للاتحاد الأوروبي في بروكسل، أن بلاده قررت إغلاق سفارتها في دمشق للتنديد بـ«فضيحة القمع الذي يمارسه النظام السوري ضد شعبه»، موضحاً أنه «قررت مع وزير الخارجية آلان جوبيه إغلاق سفارتنا في سوريا».

كذلك، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، اليوم، أن الصحافيين الفرنسيين اديت بوفييه ووليام دانييلز، اللذين تم إجلاؤهما مساء أمس من سوريا الى لبنان، وموجودان حالياً في بيروت، سيصلان الى باريس «مساء الجمعة»، فور حصولهما على ضوء أخضر من الأطباء، وذلك بحسب ما أكد المتحدث باسم الوزارة، برنار فاليرو.

أكد رئيس الوزراء الروسي، فلاديمير بوتين، في مقابلة مع وسائل إعلام أجنبية، نشرت اليوم، أن روسيا «لا ترتبط بأي علاقة مميزة مع سوريا»، مبرراً استخدام موسكو حق النقض (الفيتو) لمنع تبني قرار ضد دمشق في مجلس الأمن الدولي بأنه موقف «مبدئي» في مواجهة وضع «حرب أهلية».

وأكد بوتين أنه «ليس لدينا أي علاقة مميزة مع سوريا. لدينا موقف مبدئي حول طريقة تسوية هذا النوع من النزاعات ولا نؤيد هذا الطرف أو ذاك»، لافتاً إلى أن «المبدأ هو الامتناع عن تشجيع نزاع مسلح وحمل الأطراف على الجلوس الى طاولة المفاوضات والاتفاق على شروط وقف لإطلاق النار».

وتابع رئيس الوزراء الروسي إن «ما يجري هناك حرب أهلية. هدفنا هو (…) إيجاد حل بين السوريين»، فيما امتنع عن التعبير عن أي دعم لبشار الأسد، رداً على سؤال طرحه صحافي عن فرص الرئيس السوري في البقاء في السلطة مع الحركة الاحتجاجية.

ورداً على سؤال لصحافيين رأوا أن العلاقات بين روسيا وسوريا أقوى مما يتحدث عنه بوتين، شدد الأخير على أنه «لا أعرف حجم مبيعاتنا من الأسلحة لهم. لدينا مصالح اقتصادية في سوريا، لكنها على الأرجح ليست بحجم مصالح بريطانيا أو أي بلد آخر في أوروبا»، مشيراً إلى أنه «عندما أصبح الأسد رئيساً، زار أولاً فرنسا وبريطانيا ودولاً أخرى. وعلى حد علمي لم يأت الى موسكو إلا بعد ثلاث سنوات على انتخابه».

وفي السياق نفسه، ندد رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، اليوم، بالوضع «المروع» في سوريا، مؤكداً ضرورة تحميل النظام «المجرم» مسؤولية أعمال العنف وقمع الاحتجاجات.

وصرح كاميرون في بروكسل، على هامش قمة أوروبية، أن «المهم بالنسبة إليّ هو جمع الأدلة وتكوين صورة للوضع بحيث يتحمل النظام المجرم مسؤولية أعماله»، مضيفاً: «سيأتي يوم ولو طال الزمن سيتحمل فيه هذا النظام المرعب مسؤولية أعماله».

ورأى كاميرون أن سماح دمشق بوصول المنظمات الإنسانية الى حمص خصوصاً «أمر حيوي (…) ليحصل الناس على المساعدات التي يحتاجون إليها».

(أ ف ب، يو بي آي، رويترز

الصليب الأحمر يدخل بابا عمرو

بالتزامن مع دعوة ناشطون اليوم، إلى التظاهر للمطالبة بتسليح «الجيش السوري الحر»، في الوقت الذي ناشد فيه مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان السلطات السورية إلى احترام القانون الدولي، أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، اليوم، أن قافلة تابعة لها تحمل مساعدات انسانية وصلت إلى مدينة حمص، وعلى وشك دخول منطقة بابا عمرو.

ذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، اليوم، أن قافلة تابعة لها تحمل مساعدات إنسانية وصلت إلى مدينة حمص، وعلى وشك دخول منطقة بابا عمرو.

وقالت كبيرة المتحدثين باسم اللجنة، كارلا حداد، في جنيف «نحن في حمص ونستعد لدخول بابا عمرو».

وكانت اللجنة قد أكدت، في وقت سابق، أن قافلتها المكوّنة من سبع شاحنات والمحملة بالأغذية وإمدادات الإغاثة الأخرى اتجهت من العاصمة دمشق إلى حمص، حيث ينتظرها متطوّعو الهلال الأحمر العربي السوري وسيارات الإسعاف التابعة له ليدخلا منطقة بابا عمرو معاً.

من جهة أخرى، دعا ناشطون معارضون للنظام السوري، اليوم، إلى التظاهر للمطالبة بتسليح «الجيش السوري الحر».

وحملت صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011» على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» عنوان «جمعة تسليح الجيش الحر… لأجل الدفاع عن أهلنا».

من جهته، ناشد مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان السلطات السورية، اليوم، احترام القانون الدولي، بعد أنباء غير مؤكدة عن إعدام 17 شخصاً بدون محاكمات، بعد دخول القوات السورية إلى حي بابا عمرو في مدينة حمص، بحسب ما جاء على لسان المتحدث باسم مكتب المفوضة العليا لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، روبرت كولفيل.

(يو بي آي، رويترز)

الصليب الأحمر يدخل حمص اليوم… وموسكو تنفي تحديد موعد لعقد اجتماع وزاري خليجي ــ روسي

سيطر الجيش السوري امس على حي بابا عمرو في حمص، فيما رفضت المعارضة الاعتراف بالهزيمة وقالت انها نفذت انسحابا «تكتيكيا»، في وقت اعلنت فيه روسيا نيتها محاورة دول الخليج نافية التسرع الكويتي بتحديد موعد لذلك

اكد مصدر امني في دمشق، أمس، ان الجيش السوري سيطر كلياً على حي بابا عمرو في حمص، فيما اعلن العقيد المنشق رياض الاسعد ان كتيبة الفاروق التابعة لما يسمى «الجيش السوري الحر» نفذت انسحاباً «تكتيكياً» من هذا الحي. وقال المصدر الامني «سيطر الجيش على كامل مناطق بابا عمرو بعدما سقطت آخر جيوب المقاومة فيه». واضاف المصدر أن عناصر الجيش النظامي «يقومون بتوزيع الطعام على السكان ويجلون الجرحى»، ويبحثون عن الصحافية الفرنسية اديت بوفييه التي اصيبت قبل اسبوع. وتابع المصدر «المسلحون ما زالوا في احياء الحميدية والخالدية والعمليات متواصلة لاخراجهم» منها. وقال المصدر «إن قوات الجيش تتابع مهمتها في احياء جوبر والسلطانية وتل الشور وانها قتلت عدداً من المسلحين، وان آخرين سلموا انفسهم، وضبطت كميات من الاسلحة كما عثرت على انفاق كانت تسخدمها تلك المجموعات في التنقل واستهداف قوات الجيش وحفظ النظام». وقال احد المؤيدين البارزين للحكومة ان القوات السورية «قصمت ظهر» التمرد وان سقوط بابا عمرو يبشر بانتصار وشيك على التمرد الذي يدعمه الغرب.

من جهته، اكد الأسعد ان قواته نفذت انسحابا «تكتيكيا» من حي بابا عمرو «حفاظا على ما تبقى من الاهالي والمدنيين». وقال نشطاء سوريون ان عددا قليلا من المقاتلين بقوا في حي بابا عمرو لمحاولة تغطية «الانسحاب التكتيكي» لزملائهم.

وبعد وقت قصير، قالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر إن السلطات السورية اعطتها في النهاية الإذن لنقل مساعدات الى بابا عمرو اليوم الجمعة.

وناشد بيان باسم المقاتلين اللجنة الدولية للصليب الأحمر وغيرها من المنظمات الإنسانية «دخول بابا عمرو وتوفير الحاجات الإنسانية لأهلنا في الحي الذين رفضوا مغادرته وأصروا على البقاء في منازلهم المدمرة بالكامل».

ولم ترد أنباء على الفور عن مصير الصحافية الفرنسية اديت بوفييه والمصور الفرنسي وليام دانيل اللذين كانا ضمن مجموعة من الصحافيين المحاصرين في بابا عمرو. وكان اثنان آخران هما ماري كولفن مراسلة الحروب الأميركية والمصور الفرنسي ريمي أوشليك قد قتلا هناك في قصف يوم 22 شباط الماضي. وفر اثنان آخران إلى لبنان.

وقال ايهم كامل، المحلل المختص في شؤون الشرق الاوسط في مجموعة اوراسيا جروب التي تقدم المشورة في مجال المخاطرة السياسية، إن سقوط بابا عمرو اذا تأكد فسوف يمثل ذلك ضربة قوية لخصوم الاسد.

في هذا الوقت، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن عدد القتلى في سوريا أمس بلغ 39 شخصاً، معظمهم في حمص. وأعلن مقتل ثمانية عناصر نظاميين وسبعة منشقين في اشتباكات في محافظة القنيطرة السورية، وذلك للمرة الأولى منذ اندلاع الأزمة. وقال المرصد في بيان «تدور اشتباكات بين الجيش والامن النظامي السوري ومجموعة منشقة في قرية جباتا الخشب القريبة من الجولان السوري المحتل».

ومع تطويق القوات النظامية للمقاتلين في حمص، قال مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا، كوفي أنان، في نيويورك إنه يتوقع أن يزور سوريا قريبا، وإنه حث الأسد على السعي إلى إنهاء الاضطرابات. واعلن الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي الخميس ان أنان سيزور مقر الجامعة في القاهرة في 7 آذار قبل ان يتوجه الى دمشق لكن في موعد لم يحدد بعد.

وفي السياق، نقلت الوكالة العربية السورية للأنباء عن المتحدث باسم وزارة الخارجية، جهاد المقدسي، قوله إن الحكومة تنتظر توضيحا من الامم المتحدة حول طبيعة مهمة أنان، فيما دعت روسيا أنان إلى إجراء محادثات حول سوريا.

وفي سابقة دبلوماسية خاصة بالشأن السوري، قال مسؤولون كويتيون إن موسكو ستوفد وزير الخارجية سيرغي لافروف لمقابلة نظرائه بدول الخليج في الرياض الأسبوع المقبل. في المقابل، أكدت روسيا انها وافقت على مناقشة الطريقة التي تعاملت بها مع الازمة السورية مع عدد من وزراء خارجية دول الخليج، الا انها نفت ان يكون قد تم تحديد موعد لذلك الاسبوع المقبل.

ونقلت وكالة ايتار-تارس الروسية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية، الكسندر لوكاشينفيتش، قوله «تلقينا موافقة مبدئية من الدول الاعضاء في مجلس التعاون الخليجي على تنظيم مثل هذا الاجتماع». واضاف «ونأمل ان نتمكن من الاتفاق على موعد مقبول من الطرفين في المستقبل القريب».

وجاءت التصريحات الروسية رداً على اعلان وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الصباح أن وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي سيعقدون الاربعاء المقبل في السابع من آذار اجتماعاً مع نظيرهم الروسي لبحث الاوضاع في سوريا.

من جهة ثانية، اعلن المتحدث باسم الدبلوماسية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش ان عناصر من القاعدة يقاتلون في سوريا ضمن وحدات مسلحة ضد القوات الحكومية، بحسب ما نقلت وكالة ايتار-تاس. وقال لوكاشيفيتش «ليس سراً على احد ان مقترحاتنا (المتعلقة بالازمة السورية) رفضها الغرب او جمدتها المعارضة السورية المتشددة من دون التحدث عن وحدات مسلحة يقاتل في صفوفها مقاتلون من القاعدة ومتطرفون آخرون ضد القوات الحكومية».

بدوره، قال رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم آل ثاني، في ختام لقاء في بروكسل مع رئيس البرلمان الاوروبي مارتن شولتز، «علينا ان ندرس كل الخيارات لانقاذ الشعب السوري».

إلى ذلك، قال عدد من كبار الدبلوماسيين الاميركيين امام لجنة في مجلس النواب إن نظام الرئيس الاسد يعاني من «ضغوط اكبر» الآن مقارنة مع تلك التي كان يتعرض لها قبل شهرين، مؤكدين انه سينهار في النهاية. وقال روبرت فورد، السفير الاميركي في دمشق الذي غادر منصبه واغلق السفارة قبل شهر لاسباب امنية، ان اوساط الاعمال والتجارة «غير سعيدة إطلاقاً» وقد غير نظام الاسد سياساته «لارضائهم»، كما أن القيادة قلقة كذلك على التأييد المتناقص لها في الشارع، فيما قال مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى، جيفري فيلتمان «لا نعرف بالضبط متى ستحدث نقطة الانهيار… ولكنها ستأتي».

(سانا، رويترز، أ ف ب، يو بي آي)

باريس تستقبل الصحافيين الفرنسيين اللذين خرجا من سوريا

أ. ف. ب.

فيلاكوبليه: افاد مراسل فرانس برس ان الطائرة الرسمية القادمة من لبنان وعلى متنها الصحافيان الفرنسيان اديت بوفييه ووليام دانييلز اللذين نقلا الخميس من حمص الى بيروت، حطت مساء الجمعة في مطار فيلاكوبليه قرب باريس.

والقى ساركوزي كلمة قصيرة امام عائلتي الصحافيين قال فيها ان النظام السوري ينبغي ان “يحاسب امام محاكم دولية” لمسؤوليته عن مقتل صحافيين واحد فرنسي واخرى اميركية، وعن كل “الجرائم” التي ارتكبها.

اوباما: “ايام الأسد معدودة

أ. ف. ب.

واشنطن: قال الرئيس الاميركي باراك اوباما في مقابلة نشرت الجمعة ان ايام الرئيس السوري بشار الاسد “باتت معدودة”، مضيفا ان واشنطن تعمل على تسريع الانتقال الديموقراطي في سوريا.

وفي مقابلة مع مجلة “اتلانتك منثلي” قال اوباما “تقديراتنا تشير الى ان ايام الاسد معدودة. ولم يعد الامر يتعلق باذا ولكن بمتى” سيسقط نظام الاسد.

واضاف “والان، هل نستطيع تسريع ذلك؟ نحن نعمل مع المجتمع الدولي لمحاولة القيام بذلك”.

واقر اوباما ان سوريا اكبر واكثر تعقيدا من ليبيا، وان دولا كروسيا تعرقل اتخاذ اي عمل في الامم المتحدة.

الا انه اشار الى الجهود التي تقوم بها الولايات المتحدة من خلال مجموعة “اصدقاء سوريا” لايصال المعونات الانسانية الى المدن التي تتعرض لهجمات القوات السورية.

واضاف “ولكن باستطاعتهم كذلك تسريع الانتقال الى حكومة سورية سلمية ومستقرة وممثلة” للسوريين، واشار الى انه “اذا حدث ذلك، فان هذه ستكون خسارة كبيرة لايران”.

وقتل 12 شخصا بينهم خمسة اطفال في انفجار قذيفة سقطت على متظاهرين في مدينة الرستن في محافظة حمص في وسط سوريا الجمعة، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا.

وجاء في بيان صادر عن المرصد ان 12 شخصا قتلوا في “سقوط قذيفة على تظاهرة في الرستن بينهم خمسة اطفال تم التعرف على اثنين منهم (9 و12) عاما”.

واوضح البيان ان المدينة تتعرض “لاطلاق نار كثيف وسقوط قذائف من القوات السورية المحاصرة للمدينة”.

وتظاهر الاف الاشخاص في مناطق عدة من مدينة حلب (شمال) وريفها، بحسب ما افادت مصادر متقاطعة وكالة فرانس برس، كما سارت تظاهرات في دمشق وريفها ودير الزور تعرض بعضها لاطلاق نار من قوات الامن.

وقال المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي في اتصال مع وكالة فرانس برس ان “الاف المتظاهرين خرجوا اليوم في 12 نقطة في المدينة يهتفون لمدينة حمص والمدن المحاصرة في ريف حلب، وينادون باسقاط النظام وتسليح الجيش السوري الحر”.

وذكر الحلبي ان “اعداد المشاركين في كل تظاهرة يتراوح بين المئات في حي حلب الجديدة والالاف في احياء اخرى مثل صلاح الدين والفردوس والمرجة”.

واضاف ان “الامن يتعامل مع التظاهرات بالرصاص الحي لا سيما في حي صلاح الدين وسيف الدولة” حيث سقط جرحى وحصلت اعتقالات.

في ريف حلب، خرجت تظاهرات حاشدة في عدد من المناطق لا سيما “مدينتي منبج والباب”، فيما “تعرضت مدينة الاتارب لقصف اليوم ومنع سكانها من اقامة صلاة الجمعة”، بحسب المصدر نفسه.

واكد المرصد السوري لحقوق الانسان خروج تظاهرات في مدينة حلب وريفها، مشيرا الى ان شخصين اصيبا بجروح خطرة اثر “انفجار عبوة ناسفة بحاوية للقمامة في حي الفردوس في المدينة”.

في دمشق، ذكر المرصد ان خمسة متظاهرين اصيبوا بجروح “اثر اطلاق قوات الامن السورية الرصاص الحي لتفريق تظاهرة خرجت من مسجد السلام في حي برزة”.

وفي حي الميدان في العاصمة “اطلقت قوات الامن قنابل مسيلة للدموع لتفريق تظاهرة خرجت من مسجد الثريا”، مشيرا الى تنفيذ حملة اعتقالات في صفوف المتظاهرين.

واشار المرصد الى خروج تظاهرات اخرى في بعض احياء مدينة دير الزور وقرى وبلدات الريف.

وقتل 15 شخصا في اعمال عنف في سوريا اليوم الجمعة بينهم عشرة في بابا عمرو لم تتضح ظروف مقتلهم، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وذكر مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان عشرة سوريين “قتلوا بالرصاص” في بابا عمرو وسط سوريا الجمعة و”لم تتضح ظروف مقتلهم”.

في دير الزور (شرق)، قتل مواطن في حي القصور “اثر اطلاق رصاص من القوات السورية”. واشار المرصد الى اشتباكات في المدينة بين القوات النظامية ومجموعات منشقة.

وفي محافظة ادلب، قتل شاب من قرية معر شمارين “اثر اطلاق الرصاص عليه من حاجز امني” كما قتل “رجل وزوجته وسائق سيارة اجرة، وجرح سبعة آخرون، اثر اطلاق رصاص عشوائي من قوات النظام على السيارة عند جسر مدينة سراقب”، بحسب المرصد.

واشار الى “اقتحام قوات عسكرية نظامية قرية عين البيضا التابعة لمدينة جسر الشغور والقريبة من الحدود السورية التركية، وسيطرتها على القرية اثر اطلاق رصاص كثيف ادى الى اصابة مواطنين اثنين بجروح وانسحاب ناشطين وعناصر منشقة من القرية”.

واضاف انه “اصيب طفلان بجروح خطيرة اثر انفجار عبوة ناسفة بحاوية للقمامة في حي الفردوس في مدينة حلب” (شمال).

وتستعد قافلة من اللجنة الدولية للصليب الاحمر مؤلفة من سبع شاحنات “لدخول حي بابا عمرو” في حمص، كما قال لوكالة فرانس برس متحدث باسم اللجنة التي تتخذ من جنيف مقرا.

واوضح مساعد المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر سيباستيان كارليز “نستعد لدخول حي بابا عمرو”، مشيرا الى ان “القافلة وصلت الى حمص قبل دقائق”.

النظام السوري يربح معركة بابا عمرو وليس الحرب

أ. ف. ب.

بيروت:  يرى محللون ان النظام السوري كسب، بدخوله حي بابا عمرو في حمص، معركة في مواجهة الجيش السوري الحر الذي يفتقر الى السلاح والمعدات الثقيلة، الا ان هذا النصر العسكري لا يغير في المأزق السياسي الذي وصل اليه.

فقد دخلت القوات النظامية الخميس حي بابا عمرو الذي تحول الى رمز من رموز الانتفاضة الشعبية في سوريا، بعد انسحاب عناصر الجيش السوري الحر منه وبعد حصار وقصف استمر قرابة الشهر.

ويرى مدير قسم مصر وسوريا ولبنان في مجموعة الازمات الدولية بيتر هارلينغ ان “ما فعله النظام ليس سوى اثبات ما هو معروف اصلا، من حيث تفوقه العسكري”.

ويضيف “لكن انتصارات النظام تكون دائما موقتة”، معتبرا ان المسألة لا تكمن في انتصار عسكري في حي بابا عمرو او غيره، بل في عجز النظام عن حل الازمة التي يواجهها مع “مئات الالاف بل ملايين الاشخاص في سوريا”.

على مدى 27 يوما، دافع الجنود المنشقون في بابا عمرو عن الحي، مزودين بأسلحة خفيفة ومتوسطة في مواجهة ترسانة عسكرية ثقيلة، في غياب تدخل عسكري اجنبي على غرار الذي استفاد منه ثوار ليبيا، فقرروا الانسحاب “تكتيكيا” كما يقولون، لحماية ارواح من تبقى من المدنيين.

ويقول شادي حميد من مركز بروكينغز للابحاث في الدوحة “لا شك ان التقدم العسكري الذي حققه النظام يعطيه دفعا، لكنه لم يسحق المعارضة”.

ويضيف “المعارضون للنظام لم يعد بامكانهم التوقف بعد كل ما خسروه”، في اشارة الى القمع العنيف للاحتجاجات الذي اسفر عن مقتل اكثر من 7500 شخص بحسب الامم المتحدة.

وتقول الخبيرة في شؤون الشرق الاوسط انييس لوفالوا “يمكن للنظام ان يتحدث عن نصر، لكنه حتما لم يربح في حربه مع المعارضة”.

وبحسب لوفالوا، فان النظام لم يكن بوسعه ان يترك بابا عمرو معقلا للمتمردين عليه، نظرا للاهمية الاستراتيجة لمدينة حمص، ثالث مدن سوريا.

وتضيف “لكن ذلك لن يفت في عزيمة المعارضة على مواصلة معركتها مع النظام”.

وبحسب مصدر امني في دمشق، فان السيطرة على بابا عمرو كانت امرا “بالغ الاهمية لانها كانت تشكل نقطة تجمع الاسلحة التي تهرب الى سوريا قبل ان يجري توزيعها”.

وقال المصدر ان العمليات العسكرية الدائرة الان في البلاد تكتسب “اهمية قصوى بعدما اعلن المجلس الوطني السوري ودول عربية السعي الى تمويل وتسليح الارهابيين”، في اشارة الى عناصر الجيش الحر.

ويرى محللون ان النظام تمكن من تسجيل نقطة في هذه المعركة المصيرية بينه وبين المعارضة، لكن ذلك لن يخرجه من المأزق الواقع فيه.

ويقول هارلينغ “على المستوى السياسي، لا يحرز النظام اي تقدم، انه يحرك ما تبقى له من قواعد شعبية متعهدا بسحق باقي المجتمع السوري، وهذا الامر لم يؤد حتى الان الى أي نتيجة ثابتة”.

ويبدو ان النظام السوري، بعد استعراض القوة الذي نفذه في بابا عمرو، سيتجه اكثر فأكثر الى الحل العسكري للازمة، مستفيدا من الدعم الروسي ومتجاهلا دعوات يومية من قادة عرب وغربيين الى وقف حملة القمع، وسلسلة العقوبات التي تفرض عليه.

ويقول شادي حميد “كلما تعاظم شعور النظام بانه سينتصر، امتنع اكثر عن الدخول في مفاوضات”.

ويرى هارلينغ ان “النظام ما زال حتى الان مرتاحا جدا، وهو لن يضطر الى تغيير مقاربته للازمة الا في حال تغير ميزان القوى عسكريا، او في حال خروج مبادرة سياسية تكون روسيا جزءا منها وتدعو الى انتقال للسلطة”.

وكانت روسيا، الحليف التاريخي للنظام السوري منذ الحقبة السوفياتية، عرقلت مع الصين قرارين في مجلس الامن الدولي ينددان بقمع السلطات السورية، الامر الذي اثار غضب الدول الغربية والمجموعة العربية. ولا تزال روسيا احدى الدول القليلة التي تبيع اسلحة الى دمشق.

ازاء هذا الواقع، اعلن المجلس الوطني السوري تشكيل مكتب عسكري للاشراف على تسليح “المقاومة المسلحة”.

ويقول بيتر هارلينغ “المجلس الوطني السوري بات يفهم ان الامور تتغير وان عسكرة (الانتفاضة) خيار ذو مصداقية وهو يريد ان يكون جزءا من هذا الخيار وان تكون له هيكليته الخاصة”.

وترى لوفالوا “ان المجلس الذي كان يبدي تحفظا في بدء الامر على عسكرة (الانتفاضة)، بات يفهم الان انه في حال لم يجر ذلك، فانهم سيقتلون واحدا تلو الاخر”.

وتبدي لوفالوا تخوفها من “الدخول في مرحلة شديدة الخطورة”، مضيفة “العسكرة تعني الدخول في حرب اهلية قد تدوم اشهرا طويلة”.

العثور على جثتي الصحافيين ماري كولفن وريمي اوشليك في حمص

أ. ف. ب.

دمشق: اكد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية انه تم العثور قبل ظهر الخميس على جثتي الصحافيين الاميركية ماري كولفن والفرنسي ريمي اوشليك مدفونين في حمص.

وقال المصدر في تصريح نقلته وكالة الأنباء السورية (سانا) ان “الجهات المختصة تمكنت قبل ظهر اليوم وبدوافع انسانية وبعد جهد كبير من البحث والمتابعة من الوصول الى جثتي الصحفيين الأميركية ماري كولفن والفرنسي ريمي اوشليك مدفونتين تحت التراب (..) في المنطقة التي كانت تسيطر عليها المجموعات الارهابية المسلحة في بابا عمرو بحمص”، وسط سوريا.

 واعلن المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر الدولي في دمشق صالح دباكة مساء الجمعة ان جثتي الصحافيين في طريقهما الى دمشق.

وقال دباكة ان “سيارات اسعاف تنقل جثتي ماري كولفن وريمي اوشليك في اتجاه دمشق”.

وقتل المصور الصحافي الشاب ريمي اوشليك والصحافية الاميركية ماري كولفن قبل اسبوع في قصف تعرض له مركز تجمع الصحافيين في مدينة حمص، معقل التمرد في وسط سوريا.

واشار المصدر كذلك الى العثور على جثة ثالثة قال انها للصحافي الاسباني خافيير اسبينوسا، غير ان صحيفة ال موندو الاسبانية ذكرت ان اسبينوسا نجح في الوصول الى لبنان الاربعاء وانه بخير، وقد نجا من القصف الذي قتل فيه اوشليك وكولفن.

واشار المصدر السوري الى “فشل ثلاث محاولات قام بها الهلال الأحمر السوري بالتنسيق مع الصليب الأحمر الدولي لاستلام هذه الجثث بسبب رفض المجموعات الإرهابية المسلحة تسليمها بغية استغلالها مع القوى التي تدعمها في التجييش ضد سورية”.

واضاف المصدر انه “سيجري نقل الجثث إلى أحد المشافي في دمشق حيث يقوم الطبيب الشرعي بفحصها وستقوم سورية بطلب ال/دي ان ايه/ من بلدانهم للمطابقة حتى تتمكن من تأكيد هوياتهم ومن ثم تسليمها الى سفارات كل من بولونيا، نيابة عن الولايات المتحدة، وفرنسا واسبانيا بحضور ممثلين عن الهلال الأحمر السوري والصليب الأحمر الدولي”.

وقال المصدر انه “في الوقت الذي تعزي فيه سورية اهالي الضحايا فانها تتمنى على كل الرعايا الاجانب تجنب الدخول بطريقة غير مشروعة الى الاراضي السورية والذهاب الى المناطق التي توجد فيها المجموعات الارهابية المسلحة”.

وبث ناشطون سوريون شريط فيديو يعود تاريخه الى الاثنين يظهر دفن الصحافي الفرنسي ريمي اوشليك وزميلته الاميركية ماري كولفن.

وقال رجل اكد انه طبيب “لا يمكننا ان نحتفظ بالجثث بسبب انقطاع التيار الكهربائي وعدم وجود برادات. لقد قررنا ان ندفنهما هنا في مقبرة بابا عمرو”.

وقد قتلت ماري كولفن، كبيرة مراسلي الصانداي تايمز، والمصور الفرنسي المستقل ريمي اوشليك في 22 شباط/فبراير بقصف على منزل حوله الناشطون الى مركز صحافي في حي بابا عمرو بحمص.

وجرح في القصف ايضا الصحافية الفرنسية اديت بوفييه التي نجحت في الوصول الى لبنان الخميس، والمصور البريطاني بول كونروي الذي تمكن من الخروج من حمص الثلاثاء.

واكد مصدر امني في دمشق بعد ظهر الخميس ان الجيش السوري سيطر بالكامل على حي بابا عمرو في حمص فيما اعلن قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الاسعد ان قواته نفذت انسحابا “تكتيكيا” من هذا الحي.

وبث ناشطون سوريون شريط فيديو يعود تاريخه الى الاثنين يظهر دفن الصحافي الفرنسي ريمي اوشليك وزميلته الاميركية ماري كولفن اللذين قتلا قبل اسبوع في حمص، معقل التمرد في وسط سوريا.

وفي هذين الشريطين اللذين يستمران لبضع دقائق، ظهر رجل يرتدي قميصا ابيض وقبعة وعرف عن نسفه بانه طبيب، واعلن عن هوية المتوفين وظهر اسماهما مسجلين على اكياس الدفن ثم كشف عن وجهي الصحافيين.

وجاء في الشريط الاول باللغة العربية ان “ريمي قتل وهو يقوم بواجبه المهني ونشر ما يجري هنا”. واضاف الرجل الذي قال انه طبيب “لا يمكننا ان نحتفظ بالجثث بسبب انقطاع التيار الكهربائي وعدم وجود برادات. لقد قررنا ان ندفنهما هنا في مقبرة بابا عمرو”.

واظهر شريط الفيديو الذي بثه ناشطون من حمص عملية الدفن تحت التراب بعد القاء كلمات سياسية وتلاوة الصلاة.

أنشأ مكتبا عسكريا في أعقاب إعلان تأسيس مجموعة العمل الوطني السوري

المجلس الوطني السوري يصطدم برفض مبادرته من قبل الجيش الحر

بوعلام غبشي من باريس

انتقل المجلس الوطني السوري بإعلانه عن تسليح المعارضة العسكرية بموجب مؤتمر صحفي عقد أمس في باريس إلى مرحلة جديدة في تعاطيه مع الداخل السوري، لكن بوادر الخلاف بين المجلس و الجيش الحر المعني بهذا الدعم،  نشبت بعد ساعات فقط من الإعلان المذكور.

اصطدم المجلس الوطني السوري برفض الجيش الحر للقرارات التي أعلنها المجلس أمس بشأن تسليح المعارضة وتنظيم صفوفها وانشاء مكتب عسكري، حيث أعلن الجيش الحر أنه لم يتم التنسيق معه بشأن هذه القرارات.

وقد قرر المجلس الوطني السوري إنشاء مكتب استشاري عسكري يتكون من مدنيين وعسكريين، وحدد عمله في “متابعة شؤون قوى المقاومة المسلحة المختلفة وتنظيم صفوفها وتوحيد قواها ضمن قيادة مركزية واحدة، وتعريف مهماتها الدفاعية، ووضعها تحت الإشراف السياسي للمجلس الوطني السوري، وكذلك تنسيق نشاطاتها مع الاستراتيجية العامة للثورة…” حسب ما أفاد بيان المجلس.

وبحسب ذات البيان،”سيعمل المجلس على توفير كل ما تحتاجه المقاومة و الجيش الحر من أجل القيام بواجباته الدفاعية على أكمل وجه و تأمين الحماية اللازمة للمدنيين و رعاية الثوار الذين يدافعون عن السوريين في وجه العصابة المجرمة…”، بحسب تعير البيان.

و لفت إلى أن “الثورة السورية بدأت سلمية، وحافظت على سلميتها لشهور طويلة، إلا أن الواقع اليوم مختلف، وعلى المجلس الوطني أن يتحمل مسؤولياته أمام الواقع الجديد…”،مشيرا في الوقت نفسه على أنه من واجبه أن “يعمل على الحيلولة لمنع حال التشتت و الفوضى في انتشار استعمال السلاح، ومنع أي اختراقات أو تجاوزات لا تصب في مصلحة الثورة السورية و المصلحة الوطنية العليا”.

و لم يحدد البيان قائمة بأسماء تشكيلة هذا المكتب، واكتفى بالإشارة إلى أنه “سيستعين أعضاء المكتب بمن يرونه مناسبا من الخبراء و المساعدين…”، فيما أعلن في وقت سابق على لسان أحد أعضاء المكتب التنفيذي للمجلس هيثم المالح عن تشكيل “مجموعة العمل الوطني السوري”، لها أهداف تلتقي كثيرا مع المكتب المشكل من طرف المجلس الوطني السوري.

و قال المالح في حوار مع صحيفة “الرأي”  إن مجموعة العمل الوطني السوري “تتكون من عدة شخصيات و تهدف إلى  دعم الجيش السوري الحر و التنسيق معه  بغية ضبط أي انفلات أمني بعد سقوط النظام…”،إلا أنه يرمي “بالدرجة الأولى”،بحسبه،”إلى التنسيق مع القطاعات المنشقة عن الجيش السوري من أجل ضبط إيقاع العمل مع مفاصل الجيش الحر والثوار كافة”.

كما أكد أن هذه المجموعة تعمل تحت “مظلة المجلس الوطني”،”نافيا أن تكون هذه المجموعة قد انشقت عن المجلس الوطني السوري، ليدحض بذلك ما رددته بعض الأوساط على أن مجلس برهان غليون تعرض للتصدع.

مصادر من داخل المجلس فضلت عدم ذكر اسمها قالت لإيلاف إنها “تفاجأت” لورود اسمها ضمن هذه المجموعة، إلا أنها تحبذ الفكرة باعتبار أنه تنظر للمجموعة كنوع من “اللوبي داخل المجلس يدفعه للإنصات أكثر لصوت الداخل و يحمل لهياكله المزيد من الديمقراطية”.

خلافات في وجهات النظر

وكان برهان غليون قال في ندوة صحفية عقدها أمس في باريس أنه تباحث مع العقيد رياض الاسعد قائد الجيش السوري الحر والعميد مصطفى الشيخ متزعم المجلس العسكري الثوري الاعلى، وكلاهما “موافقان على الانضمام الى هذا المكتب” العسكري.

لكن بعد ساعات من ذلك، ذكرت مصادر صحفية أن القائدين العسكريين استغربا للإعلان من طرف واحد عن تأسيس هذا المكتب، حيث قال قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد، في تصريح له ،نقلته عنه صحيفة الشرق الأوسط “تفاجئنا بما أعلنه برهان غليون و لا علم لنا بتفاصيل مهام هذا المكتب”

وأكد الأسعد أنه “غير مستعد للتعامل مع شيء مازال مجهولا بالنسبة إلينا”،معتبرا أن “المجلس يتعامل بأمور عائمة…”،كما أشار في الوقت نفسه إلى “اختلافات في وجهات النظر بين كل من المجلس و الجيش الحر…،بل أنه وصف خطوة المجلس “بالتدخل في العمل العسكري”.

براء مكيائيل: مشكلة المجلس أنه أخفق في جمع أصوات المعارضة

ويعتقد المختص في شؤون الشرق الأوسط براء ميكائيل أن هذه الاستراتيجية العسكرية للمجلس “تّسليح يعبّر عن إرادة الرّئيس برهان غليون حسم الأمور في ظرف محرج له، إذ أنّ الانتقادات اللاذعة انهالت عليه إلى الآن كونه سعى إلى إرضاء الجميع والنتيجة أنّه لم يُرضِ أحدا”.

“و في نفس الوقت”،يضيف ميكائيل مصرحا لإيلاف:”قد يتيح قراره هذا تقوية الجيش الحرّ غير أنّه في نفس الوقت هذا لا يعني أنّه سيستفيد من نتائج مثمرة إبّان قراره هذا. الجيش الحرّ ضعيف كما أنّه متمسّك بآليّات قراره الذاتيّة. الصّراع على من هو ممثّل المعارضة الفعليّ ما زال قائماً، وإذاً قد يوحي المجلس الوطني والجيش الحرّ بإتّفاقهما على المدى القصير، لكنّ ظروف اندماجهم او تعاطيهم السّليم مع بعضهما البعض لا تبدو لي متوفّرة إلى حدّ الآن” يقو ل مدير أبحاث في إحدى المراكز الأوروبية في مدريد.

و يرى براء “أنّ مشكلة المجلس أنّه أخفق من البداية في جمع اصوات المعارضة السّوريّة وخصوصاً تلك المتواجدة على السّاحة الداخليّة. وبالمحصّلة فقد تشرذمت أصواتها، فلا معارضو الداخل تمكّنوا من إبراز وحدة صفّ ولا معارضو الخارج تمكّنوا من الثّبات ومن الإتّفاق على رؤية واضحة لمستقبل سوريا”.

و يزيد متابعا في نفس المنحى “أن المجلس الوطني بحدّ ذاته، مشكلته تبقى هي هي، أيّ أنّه ما زال غير قادر على إثبات شعبيّته على الصّعيد الداخلي السّوري. من هذا الاساس فنعم قد آن الاوان ليصغى المجلس إلى ما يريده معارضو الداخل تحديداً بدل أن يقرّر التّصرف على هواه ودون استشارة أوّل من تعنيهم الأمور”.

و حول الجهة التي يمكن لها أن تحسم في الأزمة السورية لصالح التغيير،أي الجيش الحر و معهم الثوار السوريين الذين اختاروا حمل السلاح أم المعارضة السياسية بمكوناتها في الداخل و الخارج، يعتقد هذا الباحث “أنّ الحلول السّلميّة والمبنيّة على التنسيق السّياسي تبقى هي الأفضل”.

ويرى في ذات المنحى أن “سوريا على باب حرب أهليّة وسيزيد قرار التسليح هذا من التوتّر وخطر الانزلاق إلى حرب شاسعة.أمّا النظام السّوري فلا أرى من بإمكانه أن يؤثّر عليه، الثورة المسلحة أم المعارضة السياسية، وعلى العموم فقد ولّى الزمن الّذي كان بإمكانه أن ينسّق أيّ بوادر لحلول مع المعارضين”.

أكد عدم قدرته على التكهن بمدى قدرة الأسد على البقاء في السلطة

بوتين: “لا علاقة مميزة مع سوريا” وموقف موسكو “مبدئي”

وكالات

يقول رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين إن موقف بلاده من الأزمة السورية لا ينبع من المصالح بل أنه مبدئي، وقال بوتين: ليس لدينا علاقة مميزة مع سوريا، لدينا موقف مبدئي حول طريقة تسوية هذا النوع من النزاعات ولا نؤيد هذا الطرف أو ذاك.

موسكو: اكد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين في مقابلة مع وسائل اعلام اجنبية نشرت الجمعة ان روسيا “لا ترتبط باي علاقة خاصة مع سوريا”، مبررا استخدام موسكو حق النقض لمنع تبني قرار ضد دمشق في مجلس الامن الدولي بانه موقف “مبدئي” في مواجهة وضع “حرب اهلية”.

ومع تصاعد الضغوط على موسكو لتبني موقف اكثر تشددا من الرئيس السوري بشار الاسد، دعا بوتين نظام دمشق والمعارضين الى وقف لاطلاق النار، لكنه انتقد الغرب لدعمه المتمردين في هذا النزاع.

وقال بوتين كما جاء في النص الذي نشره موقع الحكومة الروسية على شبكة الانترنت “ليس لدينا اي علاقة خاصة مع سوريا. لدينا موقف مبدئي حول طريقة تسوية هذا النوع من النزاعات ولا نؤيد هذا الطرف او ذاك”.

واضاف بوتين ان “المبدأ هو الامتناع عن تشجيع نزاع مسلح وحمل الاطراف على الجلوس الى طاولة المفاوضات والاتفاق على شروط وقف لاطلاق النار والحد من الخسائر البشرية”.

وتابع رئيس الوزراء الروسي ان “ما يجري هناك هو حرب اهلية. هدفنا هو (…) ايجاد حل بين السوريين”.

وامتنع بوتين عن التعبير عن اي دعم لبشار الاسد، ردا على سؤال طرحه صحافي عن فرص الرئيس السوري في البقاء في السلطة مع الحركة الاحتجاجية التي اسفر قمعها عن سقوط اكثر من 7600 قتيل منذ حوالى سنة، حسب ارقام الامم المتحدة.

وقال “لا اعرف ولا يمكنني ان اطلق تكهنات من هذا النوع”.

واضاف بوتين “من الواضح ان لديهم مشاكل داخلية جدية وان الاصلاحات التي عرضوها (النظام) كان يجب ان تجرى منذ فترة طويلة”. وتابع رئيس الوزراء الروسي “لكن الآن يجب ان نقودهم الى وقف قتل بعضهم البعض”.

وقد عرقلت روسيا حليفة سوريا منذ فترة طويلة، مع حليفتها الصين قرارين في مجلس الامن يدينان القمع الدامي لنظام الرئيس بشار الاسد، مما اثار غضب البلدان الغربية والعربية.

ورأى محللون ان الفيتو الروسي يشكل تحذيرا من بوتين الى الدول الغربية بان موسكو ستتبع سياسة خارجية حازمة اذا عاد الى الكرملين كما هو مرجح.

الا ان بوتين رفض فكرة ان موسكو تنحاز لاي طرف في هذا الوضع الذي اعتبره “نزاع مدني مسلح”، واتهم الغرب بتأجيج الازمة عبر المساعدة على تسليح المتمردين وممارسة ضغوط على الاسد.

وقال “اذا كنتم ستزيدون كمية الاسلحة (للمتمردين) وتعززون الضغوط على الاسد، فان المعارضة لن تجلس ابدا الى طاولة المفاوضات”.

وردا على سؤال لصحافيين رأوا ان العلاقات بين روسيا وسوريا اقوى مما يتحدث عنه بوتين، قال رئيس الوزراء الروسي “لا اعرف حجم مبيعاتنا من الاسلحة لهم. لدينا مصالح اقتصادية في سوريا لكنها على الارجح ليست بحجم مصالح بريطانيا او اي بلد آخر في اوروبا”.

وقال “اضافة الى ذلك، عندما اصبح الاسد رئيسا، زار اولا فرنسا وبريطانيا ودولا اخرى. وعلى حد علمي لم يأت الى موسكو الا بعد ثلاث سنوات على انتخابه”.

وكان بوتين كتب في مقال نشرته اواخر شباط/فبراير احدى وسائل الاعلام الروسية تمهيدا للانتخابات الرئاسية الروسية الاحد، اتهم الدول الغربية بالوقوف الى جانب المعارضة والتخلي عن نظام بشار الاسد وحذر من اي تدخل في سوريا.

من جهة اخرى، كشف بوتين في المقابلة نفسها ان روسيا حاولت اجلاء الفرنسية ايديت بوفييه الجريحة في سوريا لكن العملية “فشلت” لان الصحافية كانت “بين ايدي متمردين” في مدينة حمص.

وقال بوتين ان “آلية ومروحية ارسلتا الى مكان ما في الحي (بابا عمرو) حيث تتواجه قوات الحكومة والمعارضة”، كما ورد في نص المقابلة التي نشرت على موقع الحكومة الروسية.

واضاف ان “هذه المروحية التي كانت تقل ممثلين عن الصليب الاحمر كانت مستعدة لنقل الصحافية الى لبنان او فرنسا”، موضحا ان العملية لم تؤد الى نتيجة لان الصحافية “كانت بين ايدي متمردين” يسيطرون على هذا الحي.

وتابع بوتين ان روسيا كانت مستعدة حتى لارسال طائرة من وزارة الحالات الطارئة الروسية لاجلاء الصحافية الفرنسية.

وتمكنت بوفييه والصحافي الفرنسي وليام دانييلز من مغادرة سوريا بعدما بقيا محاصرين في مدينة حمص ويخضعان الجمعة “للمراقبة” في احد مستشفيات بيروت، كما ذكر مصدر دبلوماسي لوكالة فرانس برس.

وحذرت صحيفة “التايمز” مؤخراً من أن مشاعر الدعم والولاء التي يكنها رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين لنظام الأسد ستكلفه ثمنًا غاليًا، مشيرة إلى إحراق العلم الروسي بالشوارع بأنه يمثل مشاعر الغضب التي سادت العالم العربي إثر الفيتو الروسي الذي حال دون صدور قرار من مجلس الأمن الدولي ضد نظام الأسد.

وأضافت «التايمز» أنه يتعين على الروس أن يتحركوا الآن إذا كانوا يريدون تجنب تعرض نفوذهم للتقلص بعد الإطاحة بالنظام السوري. وقالت الصحيفة إنه إذا تمكنت موسكو من التوسط لإجراء محادثات لوقف نزيف الدم بسوريا فإنها تكون بذلك قد نفذت مطلبًا من أشد مطالب المجتمع الدولي إلحاحا.

كانت صاحبة المبادرة في قرار الجامعة العربية تعليق عضوية دمشق

مئة مليون دولار لتسليح الثوار السوريين وقطر مرة أخرى في الصدارة

عبدالاله مجيد

في ما يبدو أنه بداية حملة لتسليح المعارضة السورية، برزت ثلاثة مواقف تعزز هذه الفكرة، ففيما أعلن رئيس وزراء قطر أن حكومته تعتزم أن تساعد المعارضة بكل الوسائل، وقدم الليبيون دعماً للسوريين، جاء الموقف الثالث بقرار المجلس الوطني تشكيل مجلس عسكري.

أعلن رئيس وزراء قطر يوم الاثنين الماضي أن حكومته تعتزم أن تساعد المعارضة السورية “بكل الوسائل” مشيراً إلى أن ذلك يشمل مدّها بالسلاح. وبعد يومين، تلقى مسؤولون في المعارضة عرضاً من أشقائهم الليبيين في السلاح الذين تبرعوا بمئة مليون دولار. ومن المستبعد أن يأتي تزامن هذين الموقفين مصادفة في ضوء الثورة الليبية.

وجاء الموقف الثالث في ما يبدو أنه بداية حملة لتسليح الانتفاضة يوم الخميس بقرار المجلس الوطني السوري الذي حرص في السابق على الابتعاد عن استخدام السلاح، تشكيل مجلس عسكري قال إنه سيكون مسؤولا عن متابعة شؤون المقاومة المسلحة وتنظيم صفوفها ودراسة احتياجاتها وإدارة تمويلها وعملياتها.

ورجّح مراقبون أن المجلس الوطني السوري ببعده العسكري الجديد لن يعاني شحة في الإمدادات وأن ليبيا ليست إلا قناة لإيصال المئة مليون دولار بقسط من التمويل القطري على أقل تقدير لمساعدة المعارضة.

وسارع المجلس الانتقالي الليبي الى التشديد على ان التبرعات التي يرسلها انما هي مساعدات انسانية هناك حاجة ماسة اليها في المناطق الغربية من سوريا التي تتحمل العبء الأكبر من بطش النظام. ولا تتحرج الحكومة الليبية الفتية بشأن مصدر هذه الأموال وحين سُئل ناطق باسمها كيف يمكن لدولة ما زالت تواجه وضعا مضطربا في الداخل ان تتحمل مثل هذا السخاء أجاب ببساطة “ان ذلك لن يكون مشكلة”.

ومن الواضح ان تصريحات قطر وإعلان السعودية قبلها بأن تسليح الثوار السوريين سيكون “فكرة ممتازة” يدشن واقعاً جديداً بعدما تبخرت الآمال بحل الأزمة السورية عن طريق الحوار.

ومنذ الأيام الاولى للانتفاضة الليبية ضد العقيد معمر القذافي، قدمت قطر أسلحة الى الثوار الليبيين أكثر مما قدمته أي دولة أخرى. وطوال النزاع الليبي، كانت طائرات شحن عملاقة قطرية تنقل السلاح الى مطار جربا في تونس على مرأى من الجميع.

وارسل القطريون مقاتلات لضرب دروع القذافي وقوات خاصة لتدريب الثوار. وأقاموا غرفة عمليات في الدوحة حيث استضافوا أكبر المنشقين عن النظام الليبي وقياديين من الثوار كانوا يمدّونهم بالمال والتوجيه، بحسب صحيفة الغارديان.

وحين اندلعت الانتفاضة السورية العام الماضي تقدمت قطر مرة أخرى الى موقع الصدارة، وكانت صاحبة المبادرة في قرار الجامعة العربية تعليق عضوية دمشق والصوت الأعلى في نقد الرئيس بشار الأسد الذي حاول أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مدّ جسور معه في البداية.

وكما في حالة ليبيا، فإن أجندة قطر تبقى “غير واضحة”، على حدّ وصف صحيفة الغارديان مشيرة الى ان تغيير موقف الدّوحة اتخذ طريقا متعرجا في البداية، بفك الارتباط تدريجيا ثم ممارسة دبلوماسية حازمة على نحو متزايد عبر قنوات سرية مراعية على طول الخط أصول الطريقة العربية في التعامل بتفادي الإهانة أو المواجهة المباشرة.

ولكن قطر أنهت الطريقة السابقة في التعامل واعلن رئيس وزرائها الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني عمل كل ما يلزم لمساعدة الثوار السوريين “بما في ذلك مدّهم بالسلاح للدفاع عن أنفسهم”. وأشار الشيخ حمد الى أن الانتفاضة السورية مستمرة منذ عام وكانت لمدة 10 أشهر سلمية لم يحمل أحد فيها السلاح ولم يفعل أحد شيئا، “واستمر بشار في قتلهم”. وأكد الشيخ حمد أن من حق الثوار أن يدافعوا عن أنفسهم بأسلحة ويتعين مساعدتهم “بكل الوسائل”.

وبعد الدعوة الى اعتماد الطرق السياسية ورفض التدخل في السابق، بدأ المجلس الوطني السوري ايضا يتكلم بلغة مختلفة. وقال رئيس المجلس برهان غليون ان المجلس يريد تنظيم اولئك الذين يحملون السلاح اليوم مؤكدا ان اي اسلحة تدخل سوريا ستكون بإشراف المجلس.

واعاد غليون التذكير بأن الثورة بدأت سلمية وحافظت على طابعها السلمي طيلة اشهر ولكن الواقع مختلف اليوم. واضاف ان بعض الدول اعربت عن رغبتها في تسليح الثوار وان المجلس الوطني السوري سيكون حلقة الوصل بين من يريدون المساعدة والثوار.

وما لا شك فيه ايضا ان النزاع السوري دخل مرحلة جديدة ستتقدم فيها دول لتحل محل مهربي السلاح وتجاره في السوق السوداء لمساعدة المعارضة. وتثير هذه الانعطافة قلق الولايات المتحدة وحلف الأطلسي اللذين استبعدا التدخل المباشر في حرب يبدو ان لا أحد يريدها وغالبية الدول الكبرى تخشاها.

بابا عمرو بعد السقوط: ذبح.. وإعدامات بالجملة

رياض الأسعد: انسحاب الجيش تكتيكي.. والمعركة مفتوحة * المعارضة تحذر من إبادة جماعية على يد النظام.. البرلمان الكويتي يدعو حكومته إلى تسليح المعارضة السورية * اشتباكات بين جنود منشقين وحكوميين قرب الجولان * مجلس الأمن يدعو دمشق للسماح بدخول فرق المساعدات الإنسانية

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: بولا أسطيح وكارولين عاكوم باريس: ميشال أبو نجم لندن: «الشرق الأوسط»

سقط حي بابا عمرو أمس في قبضة القوات النظامية السورية عقب انسحاب الجيش السوري الحر من الحي، وأكد عدد من الناشطين وقوع مجازر إنسانية بالحي أسفرت عن سقوط أكثر من 17 تم اعدامهم بينهم 12 «ذبحا بالسكاكين».. بينما أشارت العديد من المصادر بالداخل والخارج إلى تخوفها من حدوث عمليات «إبادة جماعية».

وأعلن «الجيش السوري الحر» ظهر أمس أنه نفذ «انسحابا تكتيكيا» من الحي، مشددا على أن المعركة لا تزال مفتوحة حتى إسقاط النظام. وأكد العقيد رياض الأسعد، قائد «الجيش السوري الحر»، أن انسحاب عناصره من حي بابا عمرو في حمص هو «انسحاب تكتيكي حفاظا على أرواح المدنيين، ولعدم إعطاء الجيش الأسدي ذريعة لمهاجمة المدنيين بشكل وحشي».

ولاحقا، قال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر هشام حسن، لوكالة «رويترز» في جنيف: «تلقت منظمة الهلال الأحمر العربي السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر الضوء الأخضر من السلطات لدخول بابا عمرو غدا (اليوم) الجمعة، من أجل جلب المساعدات المطلوبة بشدة، ومنها الغذاء والدواء وتنفيذ عمليات إجلاء».

من جهة أخرى، قتل ثمانية عناصر نظاميين وسبعة منشقين في اشتباكات دارت أمس في محافظة القنيطرة السورية، بالقرب من الجولان، بحسب ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان.

في غضون ذلك، طلب مجلس الأمن الدولي أمس من السلطات السورية «السماح بالدخول الحر والكامل والفوري لفرق المساعدات الإنسانية إلى كل السكان الذين يحتاجون للإسعاف».

ووافقت روسيا والصين على البيان الذي جرت المصادقة عليه بعد أن رفضت سوريا السماح لمسؤولة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري أموس بدخول أراضيها، معللة ذلك بأن الموعد الذي اقترحته أموس كان غير مناسب. وفي الوقت ذاته اعربت الامم المتحدة عن قلقها من الاسلحة الكيماوية في سوريا.

إلى ذلك، أقر البرلمان الكويتي أمس قرارا غير ملزم يدعو حكومة الكويت إلى تسليح المعارضة السورية وقطع العلاقات الدبلوماسية مع دمشق بشكل كامل.ودعا القرار دول الخليج إلى «دعم الجيش السوري الحر بالسلاح».

الجيش السوري يقتحم بابا عمرو.. وناشطون يتهمونه بارتكاب مجزرة

«السوري الحر» ينسحب من الحي والأهالي يناشدون الصليب الأحمر إغاثتهم

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: بولا أسطيح لندن: «الشرق الأوسط»

وسط تخوف سكان حي بابا عمرو من التعرض لعملية إبادة جماعية انتقامية من قبل قوات الجيش السوري النظامية، أعلن «الجيش السوري الحر» أنه نفذ «انسحابا تكتيكيا» من الحي، مشددا على أن المعركة لا تزال مفتوحة حتى إسقاط النظام. وأكد العقيد رياض الأسعد، قائد «الجيش السوري الحر»، أن انسحاب عناصره من حي بابا عمرو في حمص هو «انسحاب تكتيكي حفاظا على أرواح المدنيين، ولعدم إعطاء الجيش الأسدي ذريعة لمهاجمة المدنيين بشكل وحشي».

وأضاف الأسعد: «نحن لا نقول إن حي بابا عمرو سقط، فالحرب كر وفر، ولكن انسحبنا تكتيكيا». وإذ لفت إلى أن «الخسائر بالنسبة للمدنيين كبيرة جدا»، أكد الأسعد أن «خسائر النظام كبيرة جدا جدا»، وشدد على أن «المعركة مفتوحة مع هذا النظام حتى إسقاطه»، لافتا إلى أن «المعنويات عالية جدا بالنسبة لجميع عناصر الجيش الحر، بينما معنويات جيش الأسد منهارة».

وحتى مساء أمس، أفادت الأنباء الواردة من سوريا، التي تقطعت عدة مرات نتيجة انقطاع الكهرباء والاتصالات عن أغلب الأنحاء، بمقتل 39 شخصا في مناطق عدة من سوريا معظمهم في حمص، والتي تعرضت بعض أحيائها لقصف صاروخي.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 17 مدنيا في بساتين حي بابا عمرو الذي اقتحمته القوات النظامية ظهر أمس، كما أكد عدد من الناشطين أن 12 شخصا على الأقل قتلوا «ذبحا بالسكاكين».. إلى جانب عدد من القتلى نتيجة القنص، بينهم رجل وزوجته في حي باب السباع.

وأكد ناشطون أن قوات الجيش التابعة للرئيس السوري، مدعومة بعناصر من الحرس الجمهوري والحرس الثوري الإيراني والأمن العسكري والشبيحة، اقتحمت حي بابا عمرو، مستغلة النقص الحاد في الذخيرة لدى العناصر المتبقية من «الجيش الحر». كما استعانت القوات النظامية بالقصف الصاروخي، واستخدمت أكثر من 27 قذيفة أثناء الهجوم.

وفور إعلان «الجيش الحر» انسحابه من بابا عمرو، ناشد «مجلس الثورة» في حمص منظمة الصليب الأحمر الدولية كما كل المنظمات الإنسانية دخول بابا عمرو لمنع حصول مجازر إنسانية بحق من تبقى من الأهالي.

ولاحقا، قال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر هشام حسن لوكالة «رويترز» في جنيف: «تلقت منظمة الهلال الأحمر العربي السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر الضوء الأخضر من السلطات لدخول بابا عمرو غدا (اليوم) الجمعة، من أجل جلب المساعدات المطلوبة بشدة؛ ومنها الغذاء والدواء وإجراء عمليات إجلاء».

وأضاف أن السلطات السورية أعطت اللجنة الدولية كذلك «مؤشرات إيجابية» أمس، فيما يتعلق بطلب المنظمة يوم 21 فبراير (شباط) الماضي بشأن وقف يومي لإطلاق النار مدته ساعتان؛ لتقديم إمدادات إغاثة لإنقاذ حياة المدنيين.

وفي غضون ذلك، أفاد معارضون سوريون كانوا يدافعون عن بابا عمرو بأنهم واجهوا خلال الاقتحام الذي نفذه الجيش السوري ما لا يقل عن سبعة آلاف جندي. وقال مهيمن الرميض، وهو مسؤول كبير بـ«الجيش السوري الحر» المنشق، إن أوامر صدرت إلى قوات المعارضة في مناطق أخرى في سوريا لتصعيد القتال ضد القوات الحكومية، من أجل تخفيف الضغط على حمص، التي تتعرض لقصف متواصل بالمدفعية والصواريخ منذ 26 يوما.

وقال الرميض إن «القصف مستمر لمحاولة إنهاك قوى الجيش الحر واستنزاف طاقاته.. والجيش الحر لديه أسلحة خفيفة.. قذائف الهاون والرشاشات المتوسطة والخفيفة.. هذا أقصى ما يعتمد عليه الجيش السوري الحر». وأضاف قائلا «ستكون بابا عمرو هي التي تقصم ظهر النظام من القامشلي شرقا إلى درعا جنوبا، وإلى إدلب شمالا.. اليوم جميع كتائب الجيش السوري الحر اتصلت بنا، وتتوعد بعمليات عسكرية للانتقام من الهجوم على بابا عمرو، وعمليات لتعطيل وصول الإمدادات إلى حمص».

وأشار الرميض إلى أن «الأسد يعول على اجتياح بابا عمرو، التي أصبحت رمزا للانتفاضة، لإرسال رسالة بأنه سيخمد الثورة في أنحاء سوريا.. كل مدينة سورية ستكون بعد اليوم بابا عمرو». وأضاف قائلا «يوجد ما لا يقل عن 7 آلاف جندي أسدي.. لا يمكنني إعطاء رقم دقيق عن أعداد الجيش السوري الحر في بابا عمرو». ومضى قائلا «كنت في القوات الخاصة قبل أن أنشق، ورأيت كيف أن مقاتلا واحدا يستطيع أن يصد فوجا كاملا.. المدافع دائما أقوى من المهاجم، والروح القتالية عند أبطالنا في الجيش السوري الحر أقوى من الجيش النظامي».

وفي بيان وزعته كتيبة «الفاروق»، إحدى الكتائب التابعة للجيش السوري الحر التي كانت موكلة الدفاع عن بابا عمرو، شددت على أن «الانسحاب الذي تم انسحاب تكتيكي بعد صمود دام 27 يوما في مواجهة القوات الأسدية وبكل ما يملكه الجيش الأسدي من قوة وآليات وصواريخ»، لافتة إلى أن «العناصر المنشقة كانت تواجه في بابا عمرو عناصر حزب الله اللبناني والعناصر الإيرانية». وأضافت: «بعد تكبيدهم خسائر فادحة بالأرواح والمعدات واستخدامهم المدنيين كدروع بشرية واستهداف المنازل السكنية بقصد القتل وارتكاب المجازر، وبعد صمت عربي وإسلامي ودولي رهيب، ارتأينا الانسحاب.. وانسحابنا هذا ليس هزيمة بل إنه نصر عظيم بفضل الله تعالى ونحن نعد ثوار سوريا بالتجهز جيدا لنعود لضرب هذا النظام المحتل بغية إزالته من الوجود».

كما تحدث ناشطون ظهر أمس عن انشقاق 36 ضابطا وصف ضابط ومجندين أثناء اقتحام الجيش للحي، كما تم تدمير أربع دبابات والاستيلاء على ثلاث وأسر الكثير من جنود الجيش النظامي. مع توارد أنباء غير مؤكدة عن هروب 140 جنديا من الفرقة الرابعة في بابا عمرو.

من جهة أخرى، قتل ثمانية عناصر نظاميين وسبعة منشقين في اشتباكات دارت أمس في محافظة القنيطرة السورية، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد في بيان «تدور منذ صباح اليوم (أمس) الخميس اشتباكات بين الجيش والأمن النظامي السوري ومجموعة منشقة في قرية جباتا الخشب القريبة من الجولان السوري المحتل، وأسفرت الاشتباكات حتى اللحظة عن سقوط سبعة عناصر من المنشقين وثمانية عناصر من الجيش والأمن النظامي».

كما تحدث ناشطون عن استمرار الحصار لليوم الرابع عشر على بلدة بصر الحرير في درعا، مع فرض حظر تجول وتقطيع أوصال الأحياء بالحواجز العسكرية ومنع دخول المواد الغذائية والأدوية. وتحدثت لجان التنسيق عن مشهد مماثل في بلدة الحراك وحصار شديد يمنع وصول المواد الأولية للأهالي. وفي تلك الأثناء، وبالتزامن مع معارك بابا عمرو، جرى قصف أحياء الخالدية والبياضة وشارع الستين، كما أكد ناشطون قيام قوات الجيش بذبح أربع عائلات في حي جب الجندلي مع التمثيل بالجثث وكتابة كلمات مسيئة عليها، وقالوا إنها المرة الأولى التي ترتكب جرائم كهذه في حمص على يد الجيش النظامي، حيث سبق وقام بجرائم مماثلة على يد قوات الأمن والشبيحة.

وحول الأوضاع الإنسانية في حمص، أكدت مصادر محلية أن المياه لا تزال مقطوعة عن غالبية الأحياء لليوم الثاني على التوالي مع انقطاع للكهرباء والاتصالات، في ظل أحوال جوية شديدة البرودة وتساقط الثلوج، مع ندرة وقود التدفئة بالإضافة إلى شح المواد الغذائية لا سيما الخبز.

وفي حماه، وبالتحديد في التريمسة، أفاد ناشطون بأن قوات النظام قصفت البلدة مستعينة بالدبابات من جهة خنيزير والصفصافية. وفي مورك (حماه) تحدثت صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد» عبر «فيس بوك» عن سقوط جرحى في البلدة جراء قصف الدبابات الذي أصاب منازل مأهولة. وأضافت: «الأهالي يعجزون عن إسعاف الجرحى بسبب كثافة إطلاق النار».

بالتزامن، تجمع العشرات في بلدة كرناز في حماه لتشييع واصل حسن اليوسف الذي قتل يوم أول من أمس على يد قوات النظام.. وفي دير الزور، شن الأمن السوري حملة اعتقالات واسعة في الميادين طالت أكثر من 50 شخصا، ترافقت مع قطع خطوط الإنترنت وتحليق للطيران في سماء المدينة.

وفي ريف دمشق، اقتحمت قوات الجيش النظامي مدينة الضمير وقامت بحملة اعتقالات واسعة.. وقالت مصادر محلية هناك إنه تم جمع الكثير من الأهالي في ساحة جامع الشيخ محمود في طقس بالغ البرودة، وقامت بإهانتهم بعد تخريب نحو 15 منزلا، مع انتشار كثيف لقوات الجيش ونصب مزيد من الحواجز.. وقال ناشطون إن شخصا على الأقل قتل في المدينة أثناء المداهمات.

كما تم اقتحام بلدة كفر بطنا منذ ساعات الفجر الأولى من يوم أمس وسط إطلاق نار كثيف وجرت حملة مداهمات للمنازل واعتقال العشرات والاعتداء عليهم بالضرب أمام الأهالي.

العربي يطالب مجلس الأمن بقرار لوقف فوري لإطلاق النار في سوريا ويرفض تسليح المعارضة

كوفي عنان يبدأ مهمته الأربعاء المقبل بزيارة الجامعة العربية ودمشق

جريدة الشرق الاوسط

القاهرة: سوسن أبو حسين

دعا الدكتور نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، مجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار بوقف فوري لإطلاق النار في سوريا، تؤيده جميع الدول وتكون له آلية تنفيذية، من أجل إعطاء الفرصة للمبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية بشأن سوريا كوفي عنان لبذل مساعيه الحميدة لإيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا وفقا للمبادرة العربية.

وقال العربي، في مؤتمر صحافي عقده أمس بمقر الجامعة العربية بالقاهرة، إن كوفي عنان السكرتير السابق للأمم المتحدة سيبدأ مهمته يوم الأربعاء المقبل بزيارة لمقر الجامعة العربية بالقاهرة، وسيتبع زيارته بجولات في سوريا وبعض الدول ذات التأثير في الشأن السوري، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق بين الجامعة والأمم المتحدة على تعيين شخصية عربية نائبا له، على أن تقوم الجامعة بتوفير الجهاز السياسي والإداري للمبعوث المشترك حتى يتمكن من أداء مهمته.

وردا على سؤال حول طلب بعض الدول تسليح المعارضة وموقف الجامعة من ذلك، قال العربي إن الجامعة ليست لديها قرارات حول تسليح المعارضة، وإنها ضد استخدام العنف وليست لها علاقة بموضوع التسليح. وتابع «أنا ضد التسليح».

وأكد العربي أن التوجه العام في الجامعة بالتعامل مع الأزمة السورية يقوم على مسارين، الأول سياسي يقوم على خطة خارطة الطريق التي أقرها مجلس الجامعة في اجتماعيه الأخيرين لإيجاد حل سياسي للأزمة، والثاني نرجو أن يتحقق وهو وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية لأن الضمير العالمي يرفض ما يحدث في سوريا من انتهاكات لحقوق الإنسان.

وقال العربي «إننا نجري اتصالات مع كل الأطياف السورية، وسوف يكون هناك مؤتمر جامع لها تحت رعاية الجامعة في غضون أسبوعين بمقر الجامعة لبلورة موقف موحد لها»، مؤكدا أن «مؤتمر تونس الأخير تم فيه الاعتراف بالمجلس الوطني السوري كممثل شرعي للسوريين الراغبين في التغيير الديمقراطي، لكنه ليس الممثل الوحيد»، داعيا المعارضة السورية لتوحيد كلمتها.

وحول القمة العربية المقبلة في بغداد، أكد العربي أنها ستعقد يوم 29 مارس (آذار) الحالي وأن الاجتماعات التحضيرية لها ستبدأ بالقاهرة اعتبارا من يوم 21 على مستوى المندوبين الدائمين وكبار المسؤولين، فيما تستضيف بغداد يومي 27 و28 مارس الاجتماعات التحضيرية على مستوى وزراء الاقتصاد والخارجية.

وقال إن الجامعة أرسلت العديد من الوفود إلى بغداد للاطلاع على الترتيبات المتخذة لعقد القمة، وأبلغت كل الدول العربية بهذه الترتيبات ومنها الترتيبات الأمنية، التي وصفها بـ«الجيدة»، وإنه يتوقع أن يكون الحضور العربي للقمة كبيرا. وأضاف أن القمة ستكون فرصة لأن يعرض على القادة العرب أفكارا محددة بشأن تطوير أداء الجامعة العربية وإعادة النظر في آليات عملها حتى تتمكن من مواكبة التطورات والتغيرات الحالية.

وأشار العربي إلى أن أهم البنود المعروضة على جدول أعمال الدورة 137 لمجلس الجامعة التي تبدأ أعمالها يوم 7 مارس الحالي، هو البند المتعلق بمخاطر التسلح النووي الإسرائيلي على الأمن والسلم والاستقرار في المنطقة والعالم، وخطورة دخول المنطقة في سباق تسلح خطير، خاصة أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي لم تنضم إلى معاهدة منع الانتشار النووي.

وأكد أن المسعى المصري منذ عام 1974 وحتى الآن والذي ينادي بضرورة انضمام إسرائيل لمعاهدة منع الانتشار النووي لم يتحقق حتى الآن، موضحا أن مصر تحاول منذ ذلك التاريخ استصدار قرار بإخلاء منطقة الشرق الأوسط من السلاح النووي، وتم توسيع المشروع لإخلاء المنطقة من كل أسلحة الدمار الشامل. وقال إن «الدول العربية ستطرح هذا المشروع العام الحالي خلال مؤتمر مراجعة معاهدة منع الانتشار النووي».

وحول القضية الفلسطينية عبر العربي عن أسفه لعدم إحراز أي تقدم، مؤكدا أن جميع الآفاق مسدودة بسبب التعنت الإسرائيلي المتواصل. وقال إن الجانب العربي لا يستطيع في هذه القضية بصفة خاصة أن يقدم حلولا لأن الحل يتعلق أيضا بأطراف دولية، مشيرا إلى أن هذه القضية مطروحة منذ عام 1947 وصدرت قرارات عدة لم تنفذ، وإن نفذ منها شيء يكون تنفيذا جزئيا.

دمشق تعلن إحباطها «محاولة تسلل إرهابيين» من لبنان.. والمعارضة تصفها بـ«الأكاذيب»

علوش: تدفق المقاتلين إلى سوريا سببه مجازر النظام

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: يوسف دياب

بالتزامن مع تكثيف الحملة العسكرية العنيفة على حمص وتحديدا حي بابا عمر ومناطق أخرى في المدينة، تواظب السلطات السورية على إعلانها بين يوم وآخر، عن تصديها لمجموعات إرهابية وضبطها محاولة تسلل مسلحين، وآخره ما أعلنته أول من أمس، أن «الجهات الأمنية المختصة أحبطت عملية تسلل مجموعة إرهابية مسلحة من معبر عيون الشعرة حالات بريف تلكلخ على الحدود السورية – اللبنانية». ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر رسمي سوري قوله إن «ثلاثة عناصر من المجموعة الإرهابية قتلوا وأصيب آخرون بينما أصيب عنصر من الجهات المختصة».

في هذا الوقت أعلن مصدر أمني لبناني أن «هناك محاولة تسلل من لبنان إلى سوريا عبر الحدود الشمالية جرى إحباطها»، وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن «مجموعة مسلحة، تبيّن أن بعض أعضائها مخترقون من الأمن السوري، كانت اجتازت الحدود اللبنانية.. وما أن تقدمت بضعة أمتار داخل الأراضي السورية حتى تعرضت لكمين سوري وجرى مواجهتها وتوقيف أفرادها، لكن لا معلومات لدينا عن سقوط قتلى».

إلى ذلك، أكد أحد الناشطين السوريين في تلكلخ لـ«الشرق الأوسط» أنه «لا صحة للمعلومات الرسمية السورية عن عمليات تسلل على حدود تلكلخ»، معتبرا أن «نظام الأسد، يتعمد بث هذه المعلومات الكاذبة من أجل تبرير مجازره في حمص وتلكلخ والقصير وكل المناطق السورية، بزعم أنه يقاتل مجموعات إرهابية».

وقال الناشط «إن المعلومات المزعومة عن قتل إرهابيين، ربما يقصد بها النظام الجريمة التي ارتكبها قبل أيام على طريق حمص طرطوس الرئيسية، حيث فتح النار على حافلة لنقل الركاب، مما أدى إلى مقتل عدد من المدنيين الذين كانوا بداخلها بينهم ثلاثة لبنانيين من سكان تلكلخ، ومن الواضح أن المعلومات المزعومة هي لتغطية هذه العملية».

أما عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل، النائب السابق مصطفى علوش، فأوضح أن «القضية السورية أصبحت مدوّلة على كل المستويات، ومسألة الدخول والخروج من وإلى سوريا عبر تركيا أو العراق أو لبنان أو الأردن قد تكون واردة». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «بدلا من أن تكتفي الجهات الرسمية السورية بإعلان توقيف مجموعات أو متسللين، عليها أن تناقش هذا الأمر مع صنيعتها الحكومة اللبنانية». ورأى أن «السبب الرئيسي لعمليات التسلل وما يحكى عن دخول المقاتلين إلى سوريا، قد يكون المجازر التي يرتكبها النظام السوري وحرب الإبادة التي يشنها ضد الأبرياء العزل، وعدم استجابته لطلبات شعبه ونداءات العالم بوقف آلة القتل، فالمسألة لا يتحمل مسؤوليتها الثوار».

وردا على سؤال عما إذا كان لتيار المستقبل دور في عملية تسليح الثورة السورية أو إدخال مقاتلين إلى الداخل السوري، كما يتهمه بعض حلفاء سوريا في لبنان، قال علوش: «نحن لا نخفي أننا ندعم المعارضة السورية من الناحية السياسية ونتعاطف إنسانيا مع الشعب السوري، إلا أنه لا يوجد أي قرار لتيار المستقبل بدعم المعارضة إلا سياسيا، ولا علاقة لتيارنا بعمليات تسلل المسلحين أو إدخال السلاح لا من قريب أو بعيد».

روسيا والصين توافقان على بيان لمجلس الأمن «يأسف» للوضع الإنساني في سوريا

مجلس حقوق الإنسان يتبنى قرارا يدعو لوصول العاملين الإنسانيين «بلا عائق» ويدين انتهاكات الأسد > رئيس وزراء قطر: كل الخيارات مطروحة للتعامل مع الملف السوري

جريدة الشرق الاوسط

بروكسل: عبد الله مصطفى لندن ـ نيويورك: «الشرق الأوسط»

أعلنت فرنسا أمس أن روسيا والصين انضمتا إلى الأعضاء الآخرين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أمس في التعبير عن الإحباط إزاء عدم سماح دمشق لوكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري اموس بزيارة سوريا. وفي بيان رئاسي من مجلس الأمن، دعا المجلس إلى السماح لها بالزيارة على الفور. كما قال أعضاء المجلس الـ15 في بيان حصل على الإجماع إنهم «يأسفون بشدة» للتدهور السريع في الوضع الإنساني في البلاد حيث تقول الأمم المتحدة إن حملة القمع الحكومية المستمرة منذ 11 شهرا ضد المحتجين المطالبين بالديمقراطية أسفرت عن مقتل أكثر من 7500 شخص.

ويذكر أن اموس أعلنت يوم الاربعاء الماضي أن السلطات السورية منعتها من زيارة سوريا للتحقق من الأوضاع الإنسانية في البلاد وإمكانية تقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين.

من جهة أخرى, أكد رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم آل ثاني أمس استعداد بلاده لدرس «كل الخيارات» لإنقاذ الشعب السوري. وقال رئيس الوزراء القطري في ختام لقاء في بروكسل مع رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز: «علينا أن ندرس كل الخيارات لإنقاذ الشعب السوري».

وقد أعلنت قطر تأييدها إنشاء قوة عربية لحفظ السلام في سوريا. ونفى رئيس الوزراء القطري، الذي أعلن الاثنين تأييده تزويد المعارضة السورية بالأسلحة للتصدي لنظام الرئيس بشار الأسد، نفيا قاطعا وجود جنود قطريين في الأراضي السورية. وقال: «هذا ليس صحيحا»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وأكد حمد بن جاسم أن «سوريا تطرح مشكلة مهمة بالنسبة لنا وللمنطقة ومشكلة مهمة من وجهة نظر إنسانية». وقال: «من المهم جدا وقف المجازر».

واعتبر رئيس الوزراء القطري أن الحل الوحيد لسوريا هو القبول بتوصيات الجامعة العربية.

وأشاد شولتز من جانبه بـ«الدور البناء» الذي تضطلع به قطر.

ومن جهة أخرى، عبرت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، عن إحباطها نتيجة رفض السلطات السورية السماح لمساعدة الأمين العام للأمم المتحدة فاليري آموس، الدخول للبلاد لتقييم الوضع الإنساني هناك. وكانت آشتون تعلق على قرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بالشأن السوري. وقالت: «هناك رسالة قوية من قبل الأطراف الدولية بضرورة وقف الانتهاكات التي تجري في سوريا»، وشددت المسؤولة الأوروبية على «الرسالة الواضحة»، الموجهة للنظام السوري. وأضافت: «يجب أن يفهم النظام في دمشق ألا إفلات من العقاب، فعلى كل من ارتكبوا انتهاكات لحقوق الإنسان أن يواجهوا العدالة يوما ما». وجددت آشتون التأكيد على انخراط الاتحاد الأوروبي في كافة الجهود الدولية المبذولة من أجل وقف العنف في سوريا. وقالت: «نحن نستمر في اتخاذ كافة الإجراءات من أجل تضييق الخناق على النظام السوري، وكذلك التعاون مع كافة الأطراف الدولية»، وفي سياق مواز. وفي الوقت نفسه تسعى بلجيكا إلى تحقيق إجماع أوروبي لطرد السفراء السوريين من العواصم الأوروبية وتنوي بلجيكا إغلاق سفارتها في سوريا قبل نهاية الشهر الحالي.

إلى ذلك، تبنى مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أمس قرارا يدعو مرة أخرى الحكومة السورية إلى وقف انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا ويدعو نظام الأسد إلى السماح للأمم المتحدة وللوكالات الإنسانية بـ«الوصول دون عائق» إلى البلاد.

وقامت الدول الـ47 الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان، بالتصويت على مشروع القرار الذي تم تبنيه بتأييد 37 صوتا ومعارضة ثلاثة (الصين وروسيا وكوبا) وامتناع ثلاث دول هي الإكوادور والهند والفلبين.

وقال دبلوماسي غربي لوكالة الصحافة الفرنسية: «هناك غالبية معنوية وسياسية تندد بتصرفات النظام السوري. ومن المستحسن أن يسمع نظام دمشق هذه الرسالة القوية والتي تحظى بإجماع».

والقرار الذي يحمل عنوان «انتهاكات تتزايد خطورة لحقوق الإنسان وتفاقم الوضع الإنساني في سوريا» كانت عرضته في مطلع الأسبوع قطر وتركيا ثم وقعته نحو 60 دولة بينها دول غير أعضاء في المجلس.

ويدعو القرار نظام الرئيس بشار الأسد إلى السماح «بوصول–بشكل حر ودون عائق–للأمم المتحدة والوكالات الإنسانية للقيام بتقييم كامل لاحتياجات حمص ومناطق أخرى».

وهذا الأمر من شأنه أيضا أن «يتيح للوكالات الإنسانية تسليم مواد ذات احتياجات أولية وتقديم خدمات لكل المدنيين المتضررين من جراء العنف لا سيما في حمص ودرعا والزبداني ومناطق أخرى محاصرة من قبل قوات الأمن السورية».

ويؤكد القرار «ضرورة تلبية الاحتياجات الإنسانية بشكل عاجل» للشعب، وتندد «بعدم وصول المواد الغذائية والأدوية الأساسية والمحروقات وكذلك التهديدات وأعمال العنف التي تطال الطواقم الطبية والمرضى والمنشآت» الصحية.

كما ندد المجلس بشدة «بالانتهاكات المنهجية لحقوق الإنسان والحريات الأساسية المنتشرة على نطاق واسع التي تمارسها السلطات السورية».

وقاطع الوفد السوري المناقشات الطارئة بعد أن انسحب مندوبها في الأمم المتحدة الثلاثاء الماضي.

وقالت ايلين تشمبرلين دوناهو مندوبة الولايات المتحدة لـ«رويترز»: «أعتقد أن التصويت يتحدث عن نفسه. هناك توافق دولي واسع النطاق على وضع حقوق الإنسان في سوريا والأزمة الإنسانية التي سببها نظام الأسد».

وأضافت: «عزلة الصين وروسيا وكوبا مؤسفة لكنها كانت متوقعة. معنى هذا التصويت تقريبا يمثل لتلك الدول الثلاث نفس الأهمية التي يمثلها لنظام الأسد. وسيذكر التاريخ أنها أخطأت».

وهذه هي المرة الرابعة منذ أبريل (نيسان) من العام الماضي التي يدين فيها مجلس حقوق الإنسان سوريا. وامتنعت ثلاث دول عن التصويت على قرار أمس ولم تشارك أربعة وفود.

وفي كلمة ألقاها قبل الاقتراع مباشرة رفض الدبلوماسي الروسي فلاديمير جيجلوف النص باعتباره «مثالا آخر على المناهج السياسية الأحادية إزاء الوضع في سوريا التي تدفعها بعض الدول إلى الأمام».

وقال مجلس حقوق الإنسان إن الانتهاكات السورية شملت قصف مناطق مدنية أسفر عن مقتل «آلاف المدنيين الأبرياء» وعمليات إعدام وقتل واضطهاد محتجين وقتل صحافيين سوريين وأجانب واعتقالات تعسفية واعتراض محاولات الحصول على الرعاية الطبية.

كما عبر المجلس عن قلقه الشديد من تردي الأوضاع الإنسانية ودعا إلى توصيل الأغذية والأدوية والوقود إلى السكان المحاصرين.

كما أكد أهمية ضمان المحاسبة على الجرائم «بما في ذلك الانتهاكات التي قد تصل إلى حد الجرائم ضد الإنسانية».

ودافعت إيران عن حكومة دمشق وقالت إنه يجب أن يتاح لها «الوقت والمساحة» لتطبيق «الإصلاحات الشاملة» التي وعدت بها.

وقال مندوب بريطانيا بيتر غودرهام خلال المحادثات أمس: «سنعمل على ضمان استمرار جمع الأدلة على انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها كافة القوات في سوريا وتخزينها في مأمن حتى تتم محاسبة كل المسؤولين عن هذه الأعمال الوحشية».

ومن جهته، أعلن كوفي أنان، الموفد الجديد للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، أول من أمس، أنه يأمل التوجه «قريبا» إلى دمشق وتسليمها «رسالة واضحة: أعمال العنف يجب أن تتوقف وأن تصل الوكالات الإنسانية» إلى السكان.

وردا على سؤال خلال مؤتمر صحافي هو الأول منذ تعيينه الأسبوع الماضي، حول الرسالة التي سينقلها إلى دمشق، أجاب أنان «الرسالة واضحة: المجازر وأعمال العنف يجب أن تتوقف وأن تصل الوكالات الإنسانية (إلى السكان) كي تقوم بعملها ومن المؤسف أن هذا الأمر لم يحصل».

وأشار الأمين العام السابق للأمم المتحدة أيضا إلى «ضرورة قيام حوار بين جميع الفاعلين» في الأزمة السورية «في أقرب وقت ممكن».

وبعد أن اعتبر أن مهمته هي «عمل صعب جدا وتحد شاق»، أكد أنه «من المهم جدا أن يوافق الجميع على أنه لا يوجد إلا عملية وساطة واحدة» في سوريا «هي التي طلبت من الأمم المتحدة والجامعة العربية القيام بها».

وأوضح أنه في حال عدم الموافقة قد يكون هناك وسيط ضد الآخر معتبرا أنه يتوجب على الأسرة الدولية أن «تتحدث بصوت واحد كي يكون صوتها قويا».

ولكنه لم يوضح الوسطاء الآخرين المحتملين الذين أشار إليهم، ولكن موفدين من روسيا والصين توجهوا مؤخرا إلى دمشق لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين السوريين.

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي شارك في المؤتمر الصحافي مع كوفي أنان عن «إحباطه الشديد» من هذا الرفض ودعا السلطات السورية إلى «احترام تعهداتها بموجب القوانين الدولية». كما طلب من السلطات السورية «التعاون كليا» مع كوفي أنان الذي سيتوجه إلى دمشق «في أقرب وقت ممكن». وقال دبلوماسيون إن أنان سيبقى يومين في نيويورك لإجراء مشاورات خصوصا حول مهمته وتشكيلة فريقه.

وسوف يغادر نيويورك بعد ظهر الغد متوجها إلى الشرق الأوسط، على أن تكون القاهرة محطته الأولى حيث سيلتقي الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي.

مساعد وزيرة الخارجية الأميركية: شعبية الأسد في الدول العربية وصلت إلى «الحضيض»

فيلتمان: سوريا لم تكن حليفتنا ولا تسلمت منا مساعدات

جريدة الشرق الاوسط

واشنطن: محمد علي صالح

قال مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان، أمس، إن خروج منظمة حماس الفلسطينية من سوريا «عرى نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد»، مؤكدا أن الأسد لم يعد يتمتع بشعبية، ليس فقط في سوريا، ولكن أيضا في الدول العربية.. مشيرا إلى أن استفتاء أخيرا (أجراه مركز «زغبي» الأميركي) حول شعبية الرئيس السوري في الدول العربية، أوضح أنها «في الحضيض».

وفي ذات جلسة الاستجواب أمام لجنة العلاقات الخارجية التابعة لمجلس الشيوخ الأميركي عن سوريا، قال السفير الأميركي لدى سوريا، روبرت فورد، الذي ترك سوريا قبل شهرين، إن غضب السوريين ليس فقط على نظام الأسد، وإنما أيضا على الدول والمنظمات الأجنبية التي تؤيده، وأشار إلى حزب الله وإيران وروسيا والصين، موضحا أن السوريين يقومون بحرق أعلام هذه الدول إلى جانب أعلام حزب الله اللبناني.

وعن قدرة أميركا على التحرك بقوة في سوريا، قال فيلتمان وفورد إن الولايات المتحدة لم تكن لها علاقات قوية مع سوريا قبل الثورة، وإن سوريا بدورها لم تكن من الدول التي تسلمت مساعدات أميركية كبيرة، كما أنها لم تكن حليفة، ولهذا «قلّت أوراق اللعبة التي كان يمكننا استعمالها».

وفي إجابة عن أسئلة من أعضاء الكونغرس عن دور الإسلاميين، قال فورد إن على الولايات المتحدة التركيز على إنهاء الديكتاتورية الحالية، وأيضا على تأكيد أنها لا تريد أن تستبدل ديكتاتورية بديكتاتورية، مشيرا إلى أنه، خلال اجتماعاته مع قادة المعارضة، سمع منهم التزاما بتأسيس نظام ديمقراطي سلمي تعددي.

وركز فورد على أهمية عدم استهداف العلويين في سوريا، وذلك حتى لا يتحول الصراع إلى مذهبي. وأشار إلى دروز سوريا، وقال إنهم يتحولون من تأييد الأسد إلى معارضته، وإنهم ظلوا لسنوات طويلة حلفاء للعلويين، موضحا أنه بدأت تحدث انقسامات حتى وسط العلويين. واختلف السفير فورد مع سيناتور ركز على دور الإسلاميين، وخاصة تنظيم القاعدة، في سوريا، وقال فورد إن الوضع لم يتحدد بعد، وإن الولايات المتحدة بتأييدها لرحيل الأسد، وهو نفس هدف الإسلاميين والمتطرفين، لا تريد أن تتحالف مع الإسلاميين أو المتطرفين، وقلل فورد من قلق بعض أعضاء اللجنة من أن تسليح الولايات المتحدة للمعارضة، بطريقة أو بأخرى، يمكن أن يضع هذه الأسلحة في يد «القاعدة»، أو منظمات إرهابية أخرى.

وقال مساعد الوزيرة إن الخطوة التالية هي التركيز على الجانب الإنساني، وإن هناك مشروع قرار يمكن أن يقدم إلى مجلس الأمن، معبرا عن أمله في إمكانية إقناع روسيا والصين بتأييد عمليات إنسانية في سوريا، وقال إن مجلس الأمن لن يرسل مساعدات إنسانية فقط، ولكن أيضا سوف يطلب تعهدا من نظام الأسد بحماية الذين يقدمون هذه المساعدات، وبالسماح لهم بالوصول إلى «أي مكان يريدون الوصول إليه». وقال فيلتمان إن الولايات المتحدة، منذ البداية، كررت أهمية رحيل الأسد، وإنها سبقت في هذا الدول العربية، التي لم تقل ذلك بصورة واضحة، حتى الآن، مضيفا أن «الأمل ليس فقط إصدار قرار من جامعة الدول العربية يوضح صراحة أهمية رحيل الأسد، ولكن أيضا أن تكون هذه هي رغبة المجتمع الدولي».

وقال إن هذا، إذا حدث، «سيحسم الهدف، وإن لن يحسم الوسيلة». وفي إجابة عن سؤال حول تأييد روسيا والصين لنظام الأسد، قال فيلتمان إن الدولتين تريدان «تحدي ما تريانه سيطرة الغرب على الوضع الدولي»، إلى جانب ما تحصل عليه البحرية الروسية من تسهيلات بحرية في «مكان مهم، والوحيد، في البحر الأبيض المتوسط». وعن تسليح المعارضة، اتفق فيلتمان وفورد على أن المعارضين اضطروا لأن يحملوا السلاح «للدفاع عن أنفسهم»، وقالا إن «هذه طبيعة بشرية»، لكنهما لم يقترحا أن تعلن الولايات المتحدة تأييدها لتسليح المعارضة. وعن أسلحة الدمار الشامل التي يملكها نظام الأسد، عبر أعضاء في اللجنة عن قلقهم من احتمال «وقوعها في أيدي إرهابيين»، ورد مساعد الوزيرة بأن «الجهات المعنية تتخذ خطوات مكثفة لضمان عدم وقوع هذه الأسلحة في أيدي إرهابيين».

«الجيش الحر» يرفض التعاون مع المكتب الاستشاري العسكري الذي أنشأه «المجلس الوطني»

غليون: تواصلنا مع الأسعد والشيخ.. والأسعد: لم يتم الاتصال بنا.. والمجلس يجب أن يقتصر على العسكريين

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: كارولين عاكوم باريس: ميشال أبو نجم لندن: «الشرق الأوسط»

بعد ساعات من إعلان برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري أمس عن تشكيل «مجلس عسكري» للإشراف على المعارضة المسلحة داخل البلاد وتنظيمها تحت قيادة موحدة، عبر قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد عن استيائه من الإعلان، مؤكدا أنه لا علم له بتفاصيل مهام هذا المجلس، وأن الجيش الحر غير مستعد للتعامل معه، موضحا أنه يوجد خلاف في وجهات النظر بين الطرفين.

وفي مؤتمر صحافي نظم على عجل في مقر الصحافة الأجنبية في باريس صباح أمس، قال الدكتور برهان غليون إن «جميع القوى المسلحة في سوريا وافقت على إنشاء المكتب»، وإنه لهذا الغرض تواصل مع العقيد رياض الأسعد، قائد الجيش السوري الحر، ومع اللواء مصطفى الشيخ، الذي أعلن في شهر فبراير (شباط) الماضي عن تأسيس المجلس الثوري الأعلى لتحرير سوريا، حيث وافقا على الدخول إلى المكتب العسكري الذي شبهه بـ«وزارة الدفاع».

وقالت مصادر قريبة من المجلس الوطني إنها تأمل أن يساعد المكتب العسكري المشكل من مدنيين وعسكريين، على «حمل الرجلين للعمل يدا بيد» وعلى إيجاد «مرجعية عسكرية – سياسية» تنظم العمل العسكري، بحيث يكون المكتب «الذراع العسكرية» للمجلس، مما سيضمن له مزيدا من الفعالية لمواجهة التطورات المتسارعة ميدانيا.

ورجح غليون أن يكون مقر المكتب في «أقرب مكان» من مسرح العمليات، مشيرا إلى تركيا حيث مقر الأسعد والشيخ، وحيث تقوم مخيمات للاجئين سوريين قريبا من الحدود المشتركة السورية – التركية. وتقع على عاتق المكتب مهمة توفير السلاح للمنشقين من العسكر وللمدنيين الذين انضموا إلى صفوفهم.

وبعد ساعات قلائل، عبر قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد عن استيائه من إعلان المجلس الوطني السوري تشكيله «المكتب الاستشاري العسكري» لدعم الجيش السوري الحر، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «تفاجأنا بما أعلنه برهان غليون ولا علم لنا بتفاصيل مهام هذا المكتب، وبالتالي لسنا مستعدين للتعامل مع شيء ما زال مجهولا بالنسبة إلينا، المشكلة هي أن المجلس الوطني يتعامل بأمور عائمة».

وفي حين لفت الأسعد إلى أنه تواصل مع غليون بعد إعلان الأخير عن هذا المكتب، أكد أن «هناك اختلافا في وجهات النظر بين الطرفين، لأننا نطالب بأمور عملية وواقعية وليس كلاما فقط».

ورأى الأسعد أن مهمة مكتب الارتباط يجب أن ترتكز على التنسيق بين الطرفين، بشرط أن يكون أعضاؤه من العسكريين فقط الذين يتولون مهمة التواصل مع المجلس الوطني والاطلاع على قراراته.

واعتبر الأسعد أن خطوة المجلس الوطني هي تدخل بالعمل العسكري، ولا سيما أنهم وضعوا أسماء ضباط من الجيش الحر ضمن أعضاء هذا المجلس من دون العودة إلى قيادة الجيش، لافتا إلى أن هؤلاء الأعضاء هم العقيد رياض الأسعد والعميد مصطفى الشيخ والعميد فايز عمرو، وأضاف «مهام مكتب كهذا يجب أن تكون واضحة في ما يتعلق بواجباته ومخططاته الاستراتيجية التي يجب أن يعمل وفقها».

وعن علاقة الجيش الحر بالعميد مصطفى الشيخ الذي سبق له أن أعلن عن إنشاء مجلس عسكري، قال الأسعد «علاقتنا عادية، هناك بعض الخلافات في وجهات النظر لكننا على تواصل مستمر وتنسيق دائم للوصول إلى تشكيل ما يمكن اعتباره هيئة استشارية تضم عددا من الضباط».

وفي ما يتعلق بتسليح الجيش الحر، أكد الأسعد أنه إلى الآن ليس هناك أي بوادر تشير إلى الدعم بالسلاح، وقال «ثورتنا يتيمة. الشعب السوري يقتل بدم بارد والدول العربية والعالم كله يتفرج. نطالب دول العالم أن يحكموا ضميرهم والتحرك لمساعدة الشعب. ليس هناك أي دولة ولا جهة أبدت استعدادها لا فعليا ولا حتى معنويا لدعمنا بالسلاح. ولو كنا تلقينا الدعم ولو القليل لكانت موازين القوى اختلفت».

وفي حين أكد سمير نشار، عضو المجلس الوطني، لـ«الشرق الأوسط»، أن هناك دولا عربية عدة أبدت استعدادها لدعم الجيش الحر، لافتا إلى أن الأهمية تكمن في الوقت الحالي للدعم المالي وبعد ذلك يتم العمل على تأمين المتطلبات الأخرى، تمنى الأسعد ألا يتدخل السياسيون، ولا سيما أعضاء المجلس الوطني منهم بالأمور العسكرية.

من جهته، رأى هيثم المالح عضو المجلس الوطني، أنه كان على رئيس المجلس برهان غليون أن يقوم بالتشاور مع قيادة الجيش الحر قبل الإعلان عن المجلس العسكري، ولفت إلى أن هذه الخطوة تلت إعلان المالح و25 عضوا من المجلس الوطني تشكيل لجنة لتفعيل عمل المجلس على الأرض وتأمين الدعم للجيش الحر، وهو تحرك في الاتجاه الصحيح، وأضاف «نتواصل مع الجيش الحر وبدأنا في إرسال المال لهم وللمدنيين، على أن يقوموا بتأمين المستلزمات التي يحتاجون إليها».

روسيا تدعو لبنان لتجنب المخاطر التي قد تنجم عن الأزمة السورية

نائب عن «المستقبل»: الدول العربية يجب أن توجه ضربة إلى سوريا

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: بولا أسطيح

بينما حث السفير الروسي لدى لبنان ألكسندر زاسبيكين الدولة اللبنانية على تجنب المخاطر التي قد تنجم عن الأزمة السورية، داعيا كل الأطراف في سوريا للانطلاق «بحوار جدي وغير مشروط بين السلطة والمعارضة لإعادة الأمن والاستقرار في البلد ومواصلة الإصلاحات؛ في سبيل إقامة نظام ديمقراطي مبني على التعددية السياسية كما ينص عليها الدستور الجديد»، اعتبر النائب عن تيار «المستقبل» رياض رحال، أنه ينبغي «على الدول العربية توجيه ضربة إلى سوريا وإدخال قواتها إلى هناك»، معتبرا أن «هناك مجازر في سوريا ولا نستطيع النأي بأنفسنا عنها». وعلق رحال على تحذير الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من خطورة الوضع في لبنان وبالأخص من انعكاس ما يجري في سوريا على الداخل اللبناني، قائلا «الوضع الأمني في لبنان متعلق بالسلاح غير الشرعي الموجود مع البعض وبوجود حلفاء بشار الأسد».

وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حذر من أن استمرار «تفاقم الأزمة في سوريا سيكون له انعكاسات وتأثيرات سلبية على استقرار لبنان»، مثنيا «على جهود الحكومة اللبنانية الهادفة إلى ضمان عدم تأثر لبنان سلبا بتأثيرات وتداعيات الأزمة في سوريا».

وقال كي مون في تقريره ربع السنوي أمام مجلس الأمن حول تنفيذ القرار 1701 «إنني قلق بشدة حيال استمرار الأزمة السورية وانعكاساتها وتداعياتها المحتملة على لبنان»، مشيرا إلى أن «السلطات السورية دعت لبنان إلى اتخاذ إجراءات وتدابير صارمة من أجل وقف الاتجار بالأسلحة عبر حدودها».

وعلق النائب بطرس حرب على تحذيرات الأمم المتحدة، داعيا «لعدم تضخيم الأمور بشكل مطلق والتعاطي معها بشكل عقلاني»، قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «لا شك أن القرب الجغرافي بين لبنان وسوريا وارتباط مصالح البلدين يجعلنا نتأثر تلقائيا بما يحصل في سوريا، خاصة أن قسما من اللبنانيين باتوا يربطون مصيرهم بتطور الأحداث هناك وبالتالي يظنون أنهم أقوياء ما دام النظام صامدا»، داعيا «للحذر من التمادي في ربط مصيرنا بالأزمة السورية».

وإذ أعلن حرب أنه «يؤيد نأي الحكومة اللبنانية بموقعها عما يحصل في سوريا لأنها وتبعا للتركيبة اللبنانية غير قادرة على أن تتخذ موقفا مغايرا»، لفت إلى أنه «يرفض ترجمة سياسة النأي بالنفس من قبل وزير الخارجية اللبنانية الذي يعتمد سياسة خارجية لا تنسجم بالمطلق مع مبدأ (الناي بالنفس) وهو ما قد يورطنا».

تضارب حول عقد اجتماع خليجي روسي يناقش الأزمة السورية

البرلمان الكويتي دعا إلى تسليح المعارضة وقطع العلاقات الدبلوماسية مع دمشق

جريدة الشرق الاوسط

تضاربت أمس الأنباء حول عقد اجتماع بين وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي مع نظيرهم الروسي سيرجي لافروف في الرياض الأسبوع القادم لبحث الصراع في سوريا.

ورغم أن محمد الخليفة عضو مجلس الأمة الكويتي أعلن صباح أمس أن وزير خارجية الكويت صرح خلال جلسة برلمانية بأن اجتماعا عاجلا سيعقد في الرياض مع وزير الخارجية الروسي يوم الأربعاء القادم لبحث كافة القضايا في سوريا، كما نقلت قناة «العربية» الفضائية عن وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الصباح قوله إن الاجتماع سيعقد يوم الأربعاء القادم.. فإن معظم الدول المعنية نفت تحديد أي موعد لمثل هذا اللقاء.

وكان الصباح قد أكد في كلمته أمام البرلمان الكويتي، الذي يجري مناقشة عاجلة للملف السوري، أن دول مجلس التعاون ستعبر عن خيبة الأمل الخليجية من الموقف الروسي «إزاء الأزمة السورية، وستدعو روسيا لاتخاذ موقف يلبي طموحات الشعب السوري».

يأتي هذا بعدما عبرت دول مجلس التعاون الخليجي عن غضبها إزاء استخدام روسيا لحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن ضد قرار دولي يدعم الخطة العربية بشأن سوريا.

من جهتها، أكدت روسيا أمس أنها وافقت على مناقشة الطريقة التي تعاملت بها مع الأزمة السورية مع عدد من وزراء خارجية دول الخليج، إلا أنها نفت أن يكون قد تم تحديد موعد لذلك الأسبوع المقبل.

ونقلت وكالة إيتار – تارس الروسية عن الكسندر لوكاشينفيتش المتحدث باسم وزارة الخارجية قوله «تلقينا موافقة مبدئية من الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي على تنظيم مثل هذا الاجتماع»، وأضاف «ونأمل أن نتمكن من الاتفاق على موعد مقبول من الطرفين في المستقبل القريب».

إلى ذلك، أقر البرلمان الكويتي أمس قرارا غير ملزم يدعو حكومة الكويت إلى تسليح المعارضة السورية وقطع العلاقات الدبلوماسية مع دمشق بشكل كامل.

وأتى التصويت في أعقاب جلسة طارئة لمناقشة التطورات في سوريا، حيث قتل الآلاف جراء قمع المناهضين لنظام الرئيس بشار الأسد والمواجهات بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة.

ودعا القرار دول الخليج إلى «دعم الجيش السوري الحر بالسلاح». ولم تعترض الحكومة على القرار، وقالت إنها ستبحث في التوصية قبل اتخاذ قرار نهائي في هذا الشأن.

ودعا مجلس الأمة الحكومة إلى المشاركة في الجهود الدولية الرامية إلى إحالة الرئيس السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب «جرائم حرب».

كما دعا المجلس في توصيات أخرى إلى إرسال كوادر طبية من الكويت لمساعدة الشعب السوري ونقل الجرحى المدنيين الذي يعانون من إصابات خطيرة إلى المستشفيات الكويتية، فضلا عن إرسال فرق طبية إلى الأردن وتركيا.

إلى ذلك، حث النواب الحكومة على السماح للمنظمات الخيرية الأهلية بجمع الأموال لصالح السوريين والسماح للسوريين المقيمين في الكويت باستقدام عائلاتهم.

وكان النواب أقروا الأربعاء توصية غير ملزمة تطلب من الحكومة الاعتراف بالمجلس الوطني السوري ممثلا شرعيا للشعب السوري.

من جانبه، قال وزير الخارجية الشيخ صباح خالد الصباح في بيان تلاه أمام البرلمان، إن الخطة العربية لسوريا تبقى الخيار «الوحيد» الذي يمكنه أن يوصل إلى حل. وأكد الوزير أن الخطة العربية «تبعد التدخل الأجنبي وتجنب سوريا الانزلاق إلى الحرب الأهلية». وأفاد الشيخ صباح أن بلاده سترسل المساعدات إلى السوريين عبر المنظمات الإغاثية الدولية.

وكان خمسة من نواب المعارضة الكويتية، بينهم رئيس مجلس الأمة (البرلمان) أحمد السعدون، طالبوا الأسبوع الماضي من خلال مشروع قانون بإلغاء كل اتفافات التعاون مع سوريا.

وينص مشروع القانون على حظر منح اعتمادات لدمشق وإلغاء عدد كبير من الاتفاقات بين البلدين.

وقد استدعت الكويت في أوائل فبراير (شباط) سفيرها في دمشق وطردت السفير السوري، على غرار ما فعل شركاؤها في مجلس التعاون الخليجي.

وتظاهر الكويتيون مرارا ضد القمع القاسي للتظاهرات في سوريا وأطلقوا حملة لجمع الأموال لمساعدة السوريين.

دعوات دولية إلى دمشق لإدخال الفرق الإنسانية

مجزرة” في “بابا عمرو” ومجلس عسكري للمعارضة

أعلن الجيش السوري سيطرته على حي “بابا عمرو” في حمص، فيما أعلن “الجيش الحر” عن “انسحابه تكتيكياً” من الحي، وحذر “المجلس الوطني السوري” من “مجزرة محتملة” قد يرتكبها النظام انتقاماً من الأهالي . وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 39 شخصاً قتلوا في مناطق مختلفة من البلاد بينهم 17 في “بابا عمرو” . وطفت خلافات بين قادة المعارضة بعد الإعلان عن تشكيل “المجلس العسكري” لدعم المسلحين، وأعلنت بريطانيا أن مجلس الأمن يبلور قراراً جديداً حول سوريا يأخذ في اعتباره موقف روسيا والصين في ظل معلومات ل”الخليج” تكشف أن واشنطن تجري اتصالات جديدة تستهدف الضغط على دول أوروبا الشرقية لقطع أشكال التعاون كافة مع النظام السوري .

وأكد رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم آل ثاني استعداد قطر لدرس “كل الخيارات” لإنقاذ الشعب السوري . وقال إن “من المهم جداً وقف المجازر” . ونفى وجود جنود قطريين في الأراضي السورية، واعتبر أن الحل الوحيد لسوريا هو القبول بتوصيات الجامعة العربية . وتمسكت الكويت بالحل العربي لحل الأزمة السورية، فيما أوصى مجلس الأمة الكويتي (البرلمان) بقطع جميع العلاقات مع نظام بشار الأسد، ودعم “الجيش الحر” مادياً ومعنوياً، و”السعي لمحاكمة النظام دولياً لارتكابه مجازر ضد الإنسانية” . وأعلن السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة أن هناك مساعي لإعداد مشروع قرار بشأن سوريا لا تستخدم روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ضده . وتبنى مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان قراراً يدعو الحكومة السورية إلى وقف انتهاكات حقوق الإنسان كما يدعو النظام إلى السماح للأمم المتحدة وللوكالات الإنسانية ب”الدخول بدون عائق” إلى البلاد . ولقي القرار تأييد 37 صوتاً من 47 ومعارضة روسيا والصين وكوبا وامتناع الإكوادور والهند والفلبين .

وطلب مجلس الأمن الدولي من السلطات السورية “السماح بالدخول الحر والكامل والفوري لفرق المساعدات الانسانية الى كل السكان الذين يحتاجون للإسعاف” .

ووافقت روسيا والصين على البيان الذي جرت المصادقة عليه بعد ان رفضت سوريا السماح لمسؤولة الشؤون الانسانية في الامم المتحدة فاليري اموس بدخول أراضيها .

وقال البيان إن “اعضاء مجلس الامن يعربون عن خيبة املهم العميقة” من عدم سماح الحكومة السورية لاموس “بزيارة سوريا في الوقت المطلوب، رغم الطلبات المتكررة والاتصالات الدبلوماسية الكثيفة للحصول على موافقة سوريا”، ودعا الى السماح لاموس “بالدخول الفوري دون اية اعاقة” الى سوريا، وقال إن “اعضاء مجلس الامن يستنكرون التدهور السريع للوضع الانساني خاصة الزيادة المضطردة في اعداد المدنيين المتضررين، ونقص امكانية حصولهم الامن على الخدمات الطبية، ونقص الطعام وخاصة في المناطق المتضررة من القتال والعنف مثل حمص وحماة ودرعا وإدلب” .

وأبدت روسيا والصين ارتياحهما إزاء نتائج الاستفتاء الشعبي على مشروع الدستور الجديد في سوريا، وأكدتا على موقفهما الرافض لتحريض أي من طرفي النزاع من الخارج على تحقيق أهدافه بوسائل العنف، ودعتا جميع الأطراف الخارجية المهتمة إلى المساهمة بخلق ظروف مؤاتية لبدء حوار شامل بين السلطات السورية وفصائل المعارضة كافة .

وأعلن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي عن ترتيبات لعقد مؤتمر يضم مختلف أطياف المعارضة السورية في القاهرة تحت مظلة الجامعة خلال أسبوعين، بهدف تنسيق مواقف المعارضة لتوحيد مواقفها .

الأسعار ترتفع بشكل كبير في سوريا بسبب العقوبات وإنخفاض قيمة العملة

أفادت وكالة “فرانس برس” أن سوريا تشهد إرتفاعاً كبيراً في الأسعار وتعاني من انخفاض قيمة الليرة السورية جراء العقوبات التي فرضتها دول غربية وعربية على دمشق بسبب قمعها الدامي للاحتجاجات، لافتة إلى أن هذا الأمر “يطال المواطنين على نطاق واسع”.

ونقلت الوكالة عن تاجر سوري قوله: “الوضع فعلاً غير مقبول، سعر كيلو القطن المنتج محلياً ارتفع من 400 ليرة سورية (5,7 دولار) الى 550 ليرة، وكيلو السكر الذي كان يباع بسعر 50 ليرة أصبح يباع اليوم بـ73 ليرة، وارتفع سعر الزيت النباتي بنسبة 50%”، في حين إن سعر قارورة الغاز ارتفع بنسبة 60% وثمن 20 لتراً من البنزين ارتفع من 800 ليرة قبل الأزمة إلى ألف ليرة سورية”.

كما تسبب انخفاض قيمة العملة السورية بضربة قاسية للقدرة الشرائية للسوريين، فقد تراجع سعر الليرة السورية مقابل الدولار الأميركي من 46,5 قبل انطلاق الاحتجاجات في آذار 2011 إلى 75 ليرة، أي أن العملة الوطنية خسرت نسبة 62% من قيمتها. كما إرتفعت نسبة التضخم، وفق صحافي اقتصادي سوري، من 5% في تشرين الثاني إلى 11% في كانون الأول، وهذا ناتج عن إرتفاع سعر الدولار، وعن صعوبات في الحصول على مواد تموينية لأن الكثير من المواد يأتي من مناطق ساخنة مثل حماة وحمص.

ولمنع المزيد من التدهور في قيمة العملة السورية، عمدت السلطات إلى خفض التعرفة الجمركية عن كثير من المواد الإستهلاكية، ما قد يؤدي إلى إرتفاع جديد في الأسعار. وفي إجراء آخر للتخفيف من آثار العقوبات المالية المفروضة من دول غربية وعربية، قررت الحكومة السورية توقيع إتفاقيات مقايضة مع عدد من الدول “الصديقة” مثل روسيا والصين وفنزويلا.

(أ.ف.ب.)

النظام السوري إستعاد “بابا عمرو”.. ويتجه “لمزيد من الحسم

حزب الله يتشفّى بجنبلاط بعد سقوط “ستالينغراد” وبري يحضّر لعقد مؤتمر “لبناني عربي إسلامي”

في وقت كان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة يدين بأغلبية 37 دولة ومعارضة روسيا والصين وكوبا، إنتهاكات النظام السوري “التي تصل إلى حد الجرائم ضد الإنسانية في أنحاء مختلفة من سوريا”، وفي ما كان أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي يعلن بدء المبعوث المشترك للجامعة والأمم المتحدة كوفي أنان مهمته بشأن الأزمة السورية الأربعاء المقبل من القاهرة.. كان حيّ “بابا عمرو” في حمص يسقط بقبضة الجيش السوري بعد انكفاء عناصر “الجيش الحر” عن الحي “تكتيكيًا حفاظًا على أرواح ما تبقى من الأهالي المدنيين” وفق تعبير قائده العقيد رياض الأسعد، بالإضافة إلى واقع “النقص الحاصل بالسلاح والذخيرة” حسبما جاء في بيان صادر عن الجيش السوري الحر إثر انسحابه من “بابا عمرو”.

في غضون ذلك، وبينما كانت وزير الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون تتقاطع مع النظام السوري في تهشيم صورة معارضيه خلال جلسة الإستماع لإفادتها عن الوضع السوري أمام الكونغرس، على أساس أنها “لم تفهم حتى الآن طبيعة المعارضة السورية” قاطعةً بذلك الطريق على فرضية تسليح واشنطن معارضي الرئيس بشار الأسد.. أطل رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون من باريس ليعلن إنشاء “المجلس العسكري لدعم المقاومة والجيش الحر” في سوريا، وقال: “في ضوء هذه التطورات الميدانية المتسارعة وفي سبيل تعزيز قدرة الجيش السوري الحرّ على المواجهة وحماية الأهالي، قرر المجلس الوطني السوري إنشاء المجلس العسكري تحت إشرافه لدعم المقاومة والجيش الحر، وسيعمل المكتب على توفير كل ما يحتاجه (المجلس العسكري) كما سيستعين المجلس، الذي سيتكوّن من عسكرين ومدنيين، بخبراء عسكريين لمساعدة الجيش الحر”، موضحًا رداً على سؤال أنّ “هناك دولاً أبدت استعدادها للتسليح وكان يجب تنظيم هذا الموضوع لضمان عدم حصول فوضى في توزيع السلاح وحمله في الداخل السوري”.

وعلى الضفة المقابلة، إكتفت مصادر مقربة من دائرة القرار في دمشق في أعقاب سقوط حي بابا عمرو في حمص بيد الجيش النظامي بالتأكيد لـ”NOW Lebanon” أن “الوضع يتجه نحو مزيد من الحسم العسكري في عدد من المناطق السورية خلال الأسابيع القليلة المقبلة”.

وفي لبنان، لفتت الإنتباه السهام التي وجهها “حزب الله” باتجاه رئيس “الحزب التقدمي الإشتراكي” النائب وليد جنبلاط عبر أثير قناة “المنار” التي حملت مقدمة نشرتها الإخبارية لفحة تشفّي بجنبلاط دون تسميته على خلفية سقوط حي بابا عمرو بحمص، فتساءلت: “هل ما بعد استعادة حي بابا عمرو كما قبلها، خصوصًا وأنّ بعض من يناصر المسلحين هناك من الخارج تحدث عن “ستالينغراد” وعلّق مصير ما يسمى الثورة على مصير الحي المذكور” في إشارة إلى ما كان قد أعلنه جنبلاط الشهر الفائت من أنّ سقوط حمص سيؤدي إلى سقوط الثورة السورية.

وتزامنًا، برز تجديد رئيس مجلس النواب نبيه بري تمسكه بسياسة “النأي بالنفس” حيال الأزمة السورية، بقوله خلال حفل غداء السفارة اللبنانية في قبرص إنّ هذه السياسة “لمصلحة لبنان وأمنه واستقراره، وتضمن أن لا تكون حدود لبنان مفتوحة على الأزمات والسلاح والعنف العابر للحدود”، جازمًا في الوقت عينه بأنّ “كل اللبنانيين يريدون أن تستعيد سوريا أمنها واستقرارها وأن يقرر السوريون بأنفسهم مستقبلهم السياسي دون أي تدخل خارجي”.

بدورها، أفادت مصادر مقرّبة من الرئيس نبيه بري موقع “NOW Lebanon” أنه “يتابع التحضير لعقد مؤتمر لبناني عربي إسلامي يهدف إلى تعزيز الوحدة الاسلامية-الإسلامية، والإسلامية-المسيحية، في سبيل تحصين الوحدة الوطنية وقطع الطريق على أية محاولة لإثارة الفتن المذهبية والطائفية في لبنان”.

وإذ لفتت إلى أنّ “الرئيس بري لديه مقاربة خاصة لما يجري في لبنان والمنطقة”، أوضحت المصادر المقربة من بري أنه “متخوف من التطورات المقبلة ولذلك يضع في رأس أولوياته حماية الوحدة الوطنية في هذه المرحلة بغض النظر عن الاختلاف الحاصل بين الأفرقاء حيال مقاربة ما يجري في المنطقة”، مشيرةً إلى أنه “وانطلاقا من ذلك، أطلق الرئيس بري سلسلة مشاورات محلية وخارجية تحضيرًا لعقد هذا المؤتمر الذي ستعلن تفاصيله فور انتهاء الاتصالات التحضيرية لانعقاده”.

13 متظاهرا قتلوا جراء سقوط قذيفة عليهم

عشرات القتلى معظمهم في حمص

حمص وأحياؤها تعرضت لقصف عنيف طيلة أسابيع مما خلف دمارا كبيرا وواسعا (الجزيرة) أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية مقتل 47 شخصا برصاص الأمن والجيش النظاميين اليوم في ما أطلق عليها “جمعة تسليح الجيش السوري الحر”، وسقط معظم القتلى في حمص وتحديدا في الرستن وبابا عمرو.

يأتي ذلك في وقت تستعد فيه قافلة المساعدات التابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر، القادمة من دمشق، لدخول حي بابا عمرو بمدينة حمص.

قذيفة مدفعية

وقالت الهيئة إن قذيفة مدفعية سقطت وسط مظاهرة في مدينة الرستن مما أسفر عن مقتل 13 شخصا وإصابة العشرات، وأضافت أن قوات الجيش النظامي أقدمت على إعدام 10 من أهالي بابا عمرو.

وحذر المجلس الوطني السوري من وقوع مجزرة في حي بابا عمرو بعدما فرض الجيش النظامي السوري سيطرته الكاملة على الحي عقب انسحاب “تكتيكي” للجيش السوري الحر قال إنه يهدف به إلى السماح بوصول وكالات الإغاثة إلى المدينة اليوم الجمعة لتقديم المساعدات وإجلاء الجرحى.

وكان الجيش النظامي اجتاح الحي أمس الخميس، وذلك في اليوم الثاني من الهجوم البري الشامل الذي تشنه الفرقة الرابعة للجيش السوري التي يقودها شقيق الرئيس السوري الأصغر ماهر الأسد.

وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن خمسة أشخاص قتلوا برصاص الأمن السوري في أحياء السكري وهنانو بمدينة حلب.

وفي إدلب سقط أربعة قتلى نتيجة استهداف الأمن سيارتهم بقذيفة، بينما لقي ثلاثة أشخاص حتفهم في دير الزور، وقتل آخر في الرقة في ريف دمشق.

مظاهرات حاشدة

من جهة ثانية، قال ناشطون إن مظاهرات حاشدة انطلقت بعد صلاة الجمعة في عدد من المدن والبلدات السورية، وكان اتحاد تنسيقيات الثورة دعا السوريين إلى التظاهر في ما أطلق عليها جمعة تسليح الجيش الحر.

وحسب صور بثها ناشطون على مواقع الثورة السورية فقد انطلقت مظاهرات في أحياء البرزة والعسالي والقدم والقابون في العاصمة دمشق.

كما عمت المظاهرات مدنا وبلدات في محافظات حمص وريف دمشق ودرعا وإدلب ودير الزور وحلب والحسكة، وهتف المتظاهرون مطالبين بتسليح الجيش الحر، وعبروا عن تضامنهم مع حي بابا عمرو، مستنكرين مواقف كل من روسيا والصين وإيران من الثورة السورية.

وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية بإطلاق الرصاص من قبل القوات النظامية على المتظاهرين في جامع آمنة بحلب، وبتفريق متظاهرين بعد خروجهم من صلاة الجمعة بحي القصور في درعا عبر إطلاق النار والغازات المدمعة.

وفي حي القدم وحي برزة الدمشقي بالعاصمة دمشق قامت قوات الأمن بإطلاق نار كثيف وباعتقالات عشوائية، وفق تأكيد لناشطين.

ولم يكن الوضع مختلفا في اللاذقية عندما أطلق الأمن الرصاص على المتظاهرين في قرية المارونيات وشن بمعية الشبيحة حملة اعتقالات في الرمل الجنوبي.

وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن القوات الأمنية النظامية والشبيحة اقتحمت حي الميدان في بانياس، وشنت حملة مداهمات واعتقالات للشبان من منازلهم.

وأشارت الهيئة إلى أن الأمن قمع بشدة المتظاهرين عند جامع العقيل بمدينة منبج الحلبية، واعتقل العديد من الأشخاص بعد خروج مظاهرات من خمسة مساجد بالمدينة.

وأفاد ناشطون سوريون معارضون بأن قوات نظامية معززة بدبابات اقتحمت قريتي البدامة وعين البيضا على الحدود التركية السورية، واعتقلت عشرات الأشخاص.

قافلة مساعدات

في السياق، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن قافلة المساعدات القادمة من دمشق تستعد لدخول حي بابا عمرو في مدينة حمص.

وذكرت وكالة رويترز أن متطوعين من الهلال الأحمر السوري ينتظرون وصول القافلة إلى حمص المدينة.

وأوضح المتحدث الإقليمي باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هشام حسن في مقابلة مع الجزيرة أن منظمته جاهزة للدخول إلى حي بابا عمرو خلال الساعات القادمة.

وفي سياق متصل أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا بأن جثتي الصحفيين الأميركية ماري كولفين والفرنسي ريمي أوشليك اللتين عثر عليهما في حي بابا عمرو ستنقلان إلى دمشق لإجراء اختبارات الحمض النووي عليهما قبل تسليمهما إلى سفارتي بلديهما.

من جهة ثانية تمكن الصحفيان الفرنسيان إديت بوفييه ووليام دانييلز من مغادرة سوريا والوصول إلى لبنان، وأعلن مصدر دبلوماسي أنهما نقلا إلى مستشفى في بيروت للعلاج من جراح أصيبا بها خلال القصف على حي بابا عمرو.

فرنسا تسحب سفيرها من دمشق

واشنطن: لا أساس قانونيا للتدخل بسوريا

قال سفير الولايات المتحدة لدى حلف شمال الأطلسي (ناتو) إيفو دالدر إن الحلف يضع ثلاثة شروط للتدخل العسكري، وإن سوريا ينطبق عليها بالفعل شرط واحد هو الحاجة الإنسانية، لكن لا يوجد دعم إقليمي ولا أساس قانوني للتدخل. وفي تطور لاحق أعلنت فرنسا سحب سفيرها من دمشق، غير أنها أكدت أنه لا مجال لأي نوع من التدخل في سوريا دون قرار من مجلس الأمن الدولي.

وكان دالدر يتحدث للصحفيين بعد كلمة ألقاها أمس الخميس في مجلس شيكاغو للشؤون العالمية حين سئل عن معايير الحلف للتدخل العسكري مثلما حدث في ليبيا العام الماضي، وعن السبب في عدم إتباع نفس النهج إزاء العنف في سوريا.

وقال “أشك صراحة في أننا سنصل إلى النقطة التي سيكون لدينا فيها هذا الأساس” للتدخل في سوريا. ويعقد الحلف الذي يضم 28 دولة قمته السنوية في شيكاغو يوم 21 مايو/أيار القادم.

وكانت وزيرة الخارجية الأميركية قد حذرت في فبراير/شباط المنصرم من أن أي تدخل عسكري في سوريا قد يعجّل بنشوب حرب أهلية.

من جهته، قال رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون اليوم الجمعة إن الحكومة السورية يجب أن تحاسب عما وصفها بجرائمها مع شعبها.

وقال كاميرون للصحفيين لدى وصوله للمشاركة في اليوم الثاني من قمة لزعماء الاتحاد الأوروبي في بروكسل “نحتاج للبدء في جمع الأدلة الآن لأنه سيجيء يوم مهما طال الوقت لمحاسبة هذا النظام الفظيع”.

روسيا والأسد

وفي المقابل، قال رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين إن روسيا ليس لها علاقة خاصة مع الرئيس السوري بشار الأسد، وإن السوريين هم الذين يجب أن يقرروا من يحكم بلدهم.

وأضاف بوتين في مقابلة صحفية نشرت اليوم الجمعة أن موسكو قلقة لوضع حقوق الإنسان في مدن مثل حمص التي اجتاحتها القوات السورية أمس الخميس.

وحتى الآن فإن روسيا هي أحد مؤيدين قلائل لسوريا، واستخدمت إلى جانب الصين حق النقض (فيتو) في مجلس الأمن الدولي ضد قرار يدين دمشق، لكن موسكو صوتت أمس الخميس لصالح بيان يندد بقرار سوريا منع وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري آموس من زيارة البلاد.

وقال بوتين “عندما جاء بشار الأسد إلى السلطة فإنه زار أولا لندن وعواصم أوروبية أخرى. ليس لنا علاقة خاصة مع سوريا، مصلحتنا فقط في إيجاد حل للصراع”.

خيبة أمل

وقالت فرنسا أمس الخميس إن روسيا والصين انضمتا إلى الأعضاء الآخرين في مجلس الأمن الدولي للتعبير عن “خيبة الأمل” إزاء عدم سماح دمشق لوكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري آموس بزيارة سوريا، ودعتا إلى “السماح لها بالزيارة على الفور”.

كما قال أعضاء المجلس الـ15 -في بيان تمت الموافقة عليه بالإجماع- إنهم “يأسفون بشدة” للتدهور السريع في الوضع الإنساني في سوريا، حيث تقول الأمم المتحدة إن حملة القمع الحكومية المستمرة منذ 11 شهرا ضد المحتجين المطالبين بالديمقراطية أسفرت عن مقتل أكثر من 7500 شخص.

أعضاء مجلس الأمن دعوا دمشق إلى منح آموس حرية التحرك (الفرنسية) وجاء في البيان -الذي قرأه على الصحفيين السفير البريطاني في مجلس الأمن مارك ليال غرانت- “يطالب أعضاء مجلس الأمن السلطات السورية بمنح آموس حرية وصول فورية ودون إعاقة”.

وحث البيان دمشق على “منح جميع العاملين في مجال الإغاثة الإنسانية حرية وصول كاملة ودون إعاقة لجميع السكان الذين يحتاجون للمساعدة”.

وهذا هو البيان الأول من مجلس الأمن بشأن سوريا، بعد أن ظل المجلس غير قادر على اتخاذ قرار بشأنها لعدة أشهر منذ أغسطس/آب 2011، عندما وبّخ دمشق في “بيان رئاسي” بسبب العنف المتزايد هناك.

ومنذ ذلك الوقت استخدمت روسيا والصين مرتين حق النقض في مجلس الأمن ضد قرارات تدين دمشق وتدعو لإنهاء العنف، وقالتا إن دولا غربية وعربية تسعى إلى تكرار نموذج “تغيير النظام” الذي جرى في ليبيا مرة أخرى في سوريا.

وقال دبلوماسيون إنه جرى تخفيف صيغة البيان الذي تمت الموافقة عليه عن الصيغة التي تضمنتها مسودة سابقة، لتبديد بواعث قلق أبدتها روسيا والصين وباكستان.

وكانت الصيغة السابقة تنص على أن المجلس “يطالب” سوريا بالسماح لآموس بدخول البلاد لتقييم الاحتياجات الإنسانية في مدينتيْ حمص وحماة السوريتين المحاصرتين، وجرى تعديل كلمة “يطالب” لتصبح “يدعو”.

وقال دبلوماسيون في مجلس الأمن -تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هوياتهم- إن روسيا والصين وباكستان دفعت بأنه “لا ينبغي للمجلس أن يوجه هذه المطالب إلى دولة ذات سيادة”.

تزايد الضغوط على النظام السوري

تزايدت الضغوط الدولية الخميس على النظام السوري، ففي حين دعا مجلس الأمن الدولي السلطات السورية للسماح بدخول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل للمدنيين، طالبت قطر بإرسال قوات عربية وأممية لسوريا، بينما أدان مجلس حقوق الإنسان انتهاكات حقوق الإنسان هناك.

فقد قالت فرنسا إن روسيا والصين انضمتا إلى الأعضاء الآخرين في مجلس الأمن الدولي الخميس، للتعبير عن “خيبة الأمل” إزاء عدم سماح دمشق لوكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري آموس بزيارة سوريا، ودعتا إلى “السماح لها بالزيارة على الفور”.

كما قال أعضاء المجلس الـ15 -في بيان تمت الموافقة عليه بالإجماع- إنهم “يأسفون بشدة” للتدهور السريع في الوضع الإنساني في سوريا، حيث تقول الأمم المتحدة إن حملة القمع الحكومية المستمرة منذ 11 شهرا ضد المحتجين المطالبين بالديمقراطية أسفرت عن مقتل أكثر من 7500 شخص.

وجاء في البيان -الذي قرأه على الصحفيين السفير البريطاني في مجلس الأمن مارك ليال غرانت- “يطالب أعضاء مجلس الأمن السلطات السورية بمنح آموس حرية وصول فورية ودون إعاقة”.

وحث البيان دمشق على “منح جميع العاملين في مجال الإغاثة الإنسانية حرية وصول كاملة ودون إعاقة لجميع السكان الذين يحتاجون للمساعدة”.

وتتولى بريطانيا الرئاسة الدورية لمجلس الأمن هذا الشهر. وهذا هو البيان الأول من مجلس الأمن بشأن سوريا، بعد أن ظل المجلس غير قادر على اتخاذ قرار بشأنها لعدة أشهر منذ أغسطس/آب 2011، عندما وبخ دمشق في “بيان رئاسي” بسبب العنف المتزايد هناك.

ومنذ ذلك الوقت استخدمت روسيا والصين مرتين حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن ضد قرارات تدين دمشق وتدعو لإنهاء العنف، وقالتا إن دولا غربية وعربية تسعى إلى تكرار نموذج “تغيير النظام” الذي جرى في ليبيا مرة أخرى في سوريا.

وقال دبلوماسيون لرويترز إنه جرى تخفيف صيغة البيان الذي تمت الموافقة عليه عن الصيغة التي تضمنتها مسودة سابقة، لتبديد بواعث قلق أبدتها روسيا والصين وباكستان.

وكانت الصيغة السابقة -التي اطلعت عليها رويترز- تنص على أن المجلس “يطالب” سوريا بالسماح لآموس بدخول البلاد لتقييم الاحتياجات الإنسانية في مدينتيْ حمص وحماة السوريتين المحاصرتين، وجرى تعديل كلمة “يطالب” لتصبح “يدعو”.

وقال دبلوماسيون في مجلس الأمن -تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم- إن روسيا والصين وباكستان دفعت بأنه “لا ينبغي للمجلس أن يوجه هذه المطالب إلى دولة ذات سيادة”.

ومن جهة أخرى، قال السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة مارك ليال غرانت إن هناك مساعي لإعداد مشروع قرار بشأن سوريا لا تستخدم روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ضده.

وقال غرانت -في حوار مع إذاعة الأمم المتحدة الخميس، تزامنا مع بدء تولي بلاده رئاسة مجلس الأمن خلال الشهر الحالي- إن من المحتمل العودة إلى مجلس الأمن الدولي بمشروع قرار، لنرى هل من الممكن إصداره من دون أن تستخدم روسيا والصين الفيتو ضده، كما حدث مع مشروعيْ القرارين الأخيرين.

وكانت فرنسا قد أعلنت أن مجلس الأمن الدولي سيبدأ الثلاثاء العمل بشأن قرار مقترح لوقف العنف في سوريا، والتمكين من وصول مساعدات إنسانية إلى الشعب السوري.

دعوة قطرية

وفي هذه الأثناء، شدد رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني على ضرورة إرسال قوات عربية وأممية إلى سوريا، لحماية الشعب السوري وتقديم كل المساعدات الإنسانية العاجلة للمدنيين.

وقال الشيخ حمد بن جاسم -في تصريحات بعد لقائه في بروكسل مع مسؤولين أوروبيين على رأسهم منسقة السياسة الخارجية والأمنية الأوروبية كاثرين أشتون، ورئيس البرلمان الأوروبي، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي- “اليوم حاولنا أن نصل إلى التفكير في كيفية إيقاف القتل في سوريا، نحن نهدف إلى إيقاف القتل بأقل الخسائر الممكنة لأن الوضع لا يتحمل الانتظار كثيرا”.

وأضاف “ندعو لتدخل بقدر ما ندعو السلطات السورية لاتخاذ إجراء مسؤول لوقف هذه الأعمال ضد المدنيين العزل، وضد من يسمونهم العصابات”، مؤكدا أن “هؤلاء يدافعون عن أنفسهم”، وجدد الدعوة لإيجاد حل سريع للأزمة السورية.

وزاد “نحن مع إيقاف القتل وإيصال المساعدات الإنسانية، مع موافقة الحكومة السورية على المبادرة العربية التي صدرت في 22 يناير/كانون الثاني الماضي”، باعتبارها تضع “خريطة الطريق للخروج من المأزق وتلبية المطالب الشعبية السورية”.

وعن الخطوات بشأن الملف السوري مع الأوروبيين، قال بن جاسم “هناك العديد من الأفكار. هناك اتصالات مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، والمبعوث الخاص لسوريا السيد كوفي أنان، هناك أفكار ندرسها لكيفية التحرك في هذا الموضوع قبل اجتماع إسطنبول القادم”.

الجامعة العربية

من جهته، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الخميس إنه يعارض العنف كوسيلة لإنهاء الأزمة السورية، وأضاف -خلال مؤتمر صحفي عقد في مقر الجامعة بالقاهرة- “أنا ضد استخدام العنف، والجامعة العربية ليست لها علاقة بالتسليح”.

وأضاف “ما يتم هناك في سوريا من انتهاكات ومن قتل وأحيانا تجويع حالة سيئة جدا، نرجو أن يتوقف ذلك حتى لا ينقلب الأمر إلى حرب أهلية”.

وأعلن العربي أن الجامعة العربية ستستضيف مؤتمرا في القاهرة للمعارضة السورية خلال أسبوعين لمساعدتها في تنظيم صفوفها، مؤكدا أن “المطلوب الآن بالنسبة للمجلس الوطني السوري وجميع المعارضة هو توحيد صفوفهم، وهذا أمر الجامعة مطالبة به”.

وأوضح أن مؤتمر أصدقاء سوريا الذي عُقد مؤخراً في تونس اعترف بالمجلس الوطني “ممثلاً للشعب السوري” وليس “الممثل”، مما يعني أنه ليس وحده الممثل لشعب سوريا أو للمعارضة السورية.

من جهة أخرى، أعلن رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون إنشاء مكتب استشاري عسكري لتنسيق عملية تسليح المعارضة السورية وتوفير الدعم العسكري اللازم للجيش الحر.

وقد رفض قائد الجيش الحر العقيد رياض الأسعد التعامل مع المكتب الذي أعلنه المجلس الوطني السوري لعدم معرفته بأهدافه ومبادئه، على حد تعبيره.

اجتماع خليجي روسي

تزامن ذلك مع إعلان الكويت عن اجتماع مرتقب سيعقد بين وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ونظيرهم الروسي الأربعاء المقبل بالرياض لبحث الأوضاع في سوريا.

وقال وزير الخارجية الشيخ صباح خالد الصباح إن نظراءه في مجلس التعاون الخليجي سيعقدون الأربعاء المقبل اجتماعا مع نظيرهم الروسي سيرغي لافروف لبحث أوضاع سوريا، وأكد أن هذه الدول ستعبر عن خيبة الأمل الخليجية من الموقف الروسي إزاء الأزمة، و”ستدعو روسيا لاتخاذ موقف يلبي طموحات الشعب السوري”.

إدانة لسوريا

وفي سياق متصل، تبنى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بأغلبية 37 صوتا قرارا يندد بالانتهاكات التي تزداد خطورة لحقوق الإنسان في سوريا. ودعا القرار -الذي عارضته الصين وروسيا- النظام السوري إلى السماح للأمم المتحدة والوكالات الإنسانية الإغاثية بالمرور من دون عائق.

مجلس حقوق الإنسان ندد بانتهاكات حقوق الإنسان في سوريا (الجزيرة)

وعبر المجلس عن قلقه الشديد من تردي الأوضاع الإنسانية، ودعا إلى إيصال الأغذية والأدوية والوقود إلى السكان المحاصرين، كما أكد أهمية ضمان المحاسبة على الجرائم “بما في ذلك الانتهاكات التي قد تصل إلى حد الجرائم ضد الإنسانية”.

وقالت مندوبة الولايات المتحدة إيلين تشمبرلين دوناهو لرويترز “أعتقد أن التصويت يتحدث عن نفسه، هناك توافق دولي واسع النطاق على وضع حقوق الإنسان في سوريا والأزمة الإنسانية التي سببها نظام الأسد. أعتقد أن عزلة الصين وروسيا وكوبا مؤسفة لكنها كانت متوقعة. إنها تقف على الجانب الخطأ من التاريخ”.

وقالت آشتون إن المجتمع الدولي أرسل “نداء آخر لا لبس فيه” للسلطات السورية لوقف الانتهاكات وتلبية الاحتياجات العاجلة، وأضافت في بيان أن “كل ضغط محتمل تجب ممارسته لوقف العنف وقتل المدنيين”.

وفي كلمة ألقاها قبل الاقتراع مباشرة، رفض الدبلوماسي الروسي فلاديمير غيغلوف النص باعتباره “مثالا آخر على المناهج السياسية الأحادية إزاء الوضع في سوريا التي تدفعها بعض الدول إلى الأمام”. كما دافعت إيران عن حكومة دمشق، وقالت إنه يجب أن يتاح لها الوقت الكافي لتطبيق “الإصلاحات الشاملة” التي وعدت بها.

56 قتيلاً بسوريا وقوات الأسد ترتكب مجزرة بالرستن

قذيفة تسقط على تظاهرة.. والصليب الأحمر يستعد لدخول حي “بابا عمرو”

العربية.نت

أكد مراسل “العربية” أن مجزرة حقيقية حدثت في مدينة الرستن السورية اليوم الجمعة، حيث سقطت قذيفة على تظاهرة، ما أودى بحياة 16 شخصاً على الأقل، وتسبب في جرح العشرات.

كما ارتفعت حصيلة القتلى اليوم في مختلف أنحاء سوريا لتصل إلى 56 قتيلاً، حسبما أكدت لجان التنسيق المحلية.

وإلى ذلك، تستعد قافلة من اللجنة الدولية للصليب الأحمر مؤلفة من سبع شاحنات “لدخول حي بابا عمرو” في حمص، كما أعلن متحدث باسم اللجنة التي تتخذ من جنيف مقراً.

وقال مساعد المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر سيباستيان كارليز “نستعد لدخول حي بابا عمرو”، مشيرا إلى أن “القافلة وصلت إلى حمص”، نقلاً عن تقرير لوكالة فرانس برس.

وأعلن الصليب الأحمر أمس الخميس أنه تلقى “إشارات إيجابية من السلطات السورية حول مبادرته بشأن الهدنة الإنسانية”.

جمعة “تسليح الجيش السوري الحر”

وشهدت سوريا اليوم تظاهرات في جمعة “تسليح الجيش السوري الحر”.

وأمس الخميس انسحب الجيش السوري الحر من حي “بابا عمرو “في حمص في مواجهة القوات النظامية للجيش السوري، بسبب نقص التسليح.

وتعرض حي بابا عمرو منذ الرابع من فبراير/شباط إلى حصار وقصف مدفعي وصاروخي عنيف ومتواصل، قبل أن يقتحمه الجيش السوري.

وأعلن المجلس الوطني السوري أمس الخميس إنشاء “مكتب استشاري عسكري مؤلف من عسكريين ومدنيين (…) لمتابعة شؤون قوى المقاومة المسلحة المختلفة وتنظيم صفوفها وتوحيد قواها ضمن قيادة مركزية واحدة”.

وتسببت الحركة الاحتجاجية الواسعة في سوريا وحركة القمع التي تواجه بها منذ منتصف مارس/آذار 2011 إلى مقتل أكثر من 7500 شخص، بحسب الأمم المتحدة.

تنديد بريطاني

من جهة ثانية، ندد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الجمعة بالوضع “المروع” في سوريا، مؤكداً على ضرورة تحميل النظام “المجرم” مسؤولية أعمال العنف وقمع الاحتجاجات.

وصرح كاميرون في بروكسل على هامش قمة أوروبية أن “المهم بالنسبة لي هو جمع الأدلة وتكوين صورة للوضع، بحيث يتحمل النظام المجرم مسؤولية أعماله”.

وتابع: “سيأتي يوم ولو طال الزمن، سيتحمل فيه هذا النظام المرعب مسؤولية أعماله”.

واعتبر أن سماح دمشق بوصول المنظمات الإنسانية إلى حمص خصوصاً “أمر حيوي (…) ليحصل الناس على المساعدات التي يحتاجون إليها”.

المخابرات التركية تُفشل محاولة سورية لخطف الأسعد

المخابرات السورية حاولت خطف العقيد رياض الأسعد قائد الجيش السوري الحر

العربية.نت

أفشلت المخابرات التركية مخططاً سورياً لخطف العقيد رياض الأسعد قائد الجيش السوري الحر وأحد الأسماء المهمة في المعارضة المسلحة، وذلك بحسب ما ذكرته صحيفة الصباح التركية.

وقالت الصحيفة إن امراة تدعى سهيلة تفنكجي تعمل لصالح المخابرات السورية قدمت إلى مدينة هاتاي الحدودية مع سوريا لمحاولة اختطاف العقيد الأسعد من المخيم، الذي يضم عدداً آخر من العسكريين السوريين الهاربين من الجيش السوري.

ووفق الصحيفة، فقد شارك تفنكجي سوري آخر في جمع معلومات عن السوريين المقيمين في مخيم “أبايدن” في مدينة هاتاي إلا أن ضباطاً في جهاز المخابرات التركية قاموا بمتابعة ومراقبة كافة تحركات الاثنين وألقي القبض عليهما الأسبوع الماضي مع عدد من الأتراك الذين قدموا لهم المساعدة لتسهيل عملية الخطف.

الصحافية إديت بوفييه والمصور وليام دانييلز كانا محاصرين في حمص

العربية.نت

استقبل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الصحافيين الفرنسيين اللذين كانا محاصرين بحمص لدى وصولهما إلى مطار فيلاكوبلاي العسكري قرب باريس.

وأشاد ساركوزي بدور الشعب السوري في مساعدة الصحافيين، مشددا على أن السلطات السورية ستحاسب بالتأكيد على المجازر التي ترتكبها.

وكان نشطاء سوريون معارضون للنظام قد نقلوا الصحافية إديت بوفييه، والتي تعمل في جريدة “لوفيغارو” الفرنسية، والمصور وليام دانييلز عبر الحدود إلى لبنان أمس الخميس، بعد محاولات سابقة باءت بالفشل لتهريبها من مدينة حمص، حيث بقيت عالقة لنحو أسبوعين إثر إصابتها في قصف على حي بابا عمرو في 22 فبراير/شباط، والذي أودى بحياة صحافيين غربيين اثنين، وكانت ساق بوفييه قد كسرت خلال قصف القوات السورية العنيف لحي بابا عمرو في حمص.

واستحوذت محنة بوفييه على اهتمام فرنسا بعد مقتل المصور الفرنسي ريمي أوشليك خلال قصف حمص قبل أيام مع الصحافية الأمريكية ماري كولفين.

معارض سوري: إذا تخلت إسرائيل عن الأسد سيُقضى عليه

مسؤول بالجيش الحر أكد أن السلام سيكسب إذا ساعدت إسرائيل المعارضة

العربية.نت

أجرت صحيفة “إسرائيل اليوم” لقاءً في باريس مع أحد المعارضين السوريين في الخارج أكد خلاله أنه إذا تخلت إسرائيل عن الأسد فسيسقط لا محالة، مؤكداً أن الجيش السوري الحر لا يستطيع وحده أن ينتصر في المعركة ضد الأسد، مطالباً بمساعدة دولية أو حتى إسرائيلية.

والتقى صحافي إسرائيلي بالمعارض السوري، وهو “شخصية رئيسية” في الجيش السوري الحر في أحد مقاهي باريس، وأعطته الصحيفة اسماً مستعاراً، وهو كمال، إذ إنه أكد أن “كل تفصيل يكشف عن هويتي سيعرض حياتي للخطر”.

وعند سؤاله عن دوافعه للقاء صحافي إسرائيلي، أجاب كمال: “سوريا عزيزة عليَّ والأسد يقتل شعبي، ونحن في الجيش السوري الحر لا نستطيع الانتصار في هذا الصراع وحدنا، وأنتم تملكون العلاقات الصحيحة، ويجب أن يكون لكم أنتم -الإسرائيليين- مصلحة في أن يزول الأسد، فالشعب السوري والشعب الإسرائيلي سيكسبان من هذا، وسيكسب السلام أيضا بطبيعة الحال. فإذا استقر رأي إسرائيل على التخلي عن الأسد فسيُقضى عليه”.

وأعرب كمال عن اعتقاده بأن الأسد لا يزال في الحكم، لأن القوى الغربية العظمى لا تزال غير مقتنعة بأن إسرائيل تريد “سوريا من غير الأسد”.

وخاطب كمال الإسرائيليين قائلاً: “أنتم تخافون اليوم الذي يتلو (سقوط الأسد). لا تخافوا، اتركوه وتخلوا عنه، فسقوط الأسد سيزيل الحلقة التي تربط إيران بحزب الله في لبنان، وهكذا لن تفقدوا عدواً واحداً فقط بل ستضعفون اثنين آخرين”.

وعند سؤاله عن العلاقة بين مساعدة إسرائيلية سرية محتملة للمعارضة السورية والسلام في الشرق الأوسط، أجاب كمال: “في الآخر سيُكشف كل شيء ولن ينسى لكم الشعب السوري هذا الفضل”.

وأخيراً كشف كمال أن عدد الجيش السوري الحر أقل من 40.000 شخص، ولكنه يكفي لمواجهة جيش الأسد، لأن “الشعب إلى جانبنا”، لكنه اعترف أيضاً بحاجته إلى مساعدة المجتمع الدولي.

فان رومبوي يطالب بتحضير ملفات لـ”توثيق” إنتهاكات النظام السوري

بروكسل (2 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أعلن رئيس الإتحاد الأوروبي هيرمان فان رومبوي، أن زعماء ورؤساء حكومات الدول الأعضاء في الإتحاد الأوروبي قد طالبوا بإعداد ملفات “توثق الانتهاكات” التي يقوم بها النظام السوري، تمهيداً لتقديم المسؤولين عن هذه الأعمال إلى العدالة الدولية

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده فان رومبوي اليوم، في ختام أعمال القمة الأوروبية في بروكسل، حيث أشار إلى أن تضمين هذا الطلب في البيان الختامي للقمة يعتبر “إشارة إضافية” للنظام السوري

وقال فان رومبوي “نحن نقوم حالياً بخطوة إضافية على أعلى المستويات عبر دعوتنا إلى توثيق الانتهاكات في سورية، لتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة”،

ولفت إلى أن أوروبا تريد أن تقول للنظام السوري ألا إفلات من العقاب، واعتبر أن “الحديث عن الأزمة السورية على مستوى القمة يؤكد من جديد على وحدة الصوت والعمل الأوروبيين تجاه ما يجري”، على حد تعبيره

ورفض فان رومبوي أي حديث عن ضعف الموقف الأوروبي تجاه الأزمة في سورية، مشيراً إلى أن التكتل الأوروبي الموحد “يبذل كل جهده سواء في إطار مجلس الأمن أو في إطار التعاون مع الجامعة العربية”، مطالباً بعدم التقليل من شأن العمل الأوروبي لإيجاد حل للأزمة السورية

ورداً على سؤال يتعلق بما قاله رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين حول ضرورة وقف إطلاق النار في سورية وعدم ثقته من أن الرئيس السوري بشار الأسد سيتجاوز الأزمة، رأى رئيس الإتحاد الأوروبي في هذه التصريحات إشارات من نوع ما على تبدل في الموقف الروسي

ولكن فان رومبوي شدد على ضرورة ملاحظة الفترة الانتخابية التي تمر بها روسيا، “نحن نرى إشارات على تحول في موقف موسكو وقد نرى إشارات أوضح بعد الانتخابات الروسية، أي بعد عدة أيام”، حسب تعبيره

وأوضح فان رومبوي أن الإتحاد الأوروبي “ثابت” على موقفه تجاه سورية، داعياً الدول الكبرى أن تراجع مواقفها تجاه ما وصفه بـ”الوضع المرعب” في هذا البلد

وكان البيان الختامي للقمة الأوروبية قد كرس عدة فقرات للحديث عن سورية، شدد فيها على ضرورة الاستمرار في خيار العقوبات طالما استمرت عمليات القمع، كما شدد على دعم مخطط الجامعة العربية ودعم المعارضة

كما أقر الزعماء الاعتراف بالمجلس الوطني ودعوة باقي أطراف المعارضة السورية للعمل من أجل إقامة سورية الديمقراطية

وكانت القمة الأوروبية قد خصصت أصلاً لموضوع توقيع اتفاق الانضباط المالي واتخاذ إجراءات لتحفيز النمو الاقتصادي ومعالجة حالة الكساد في أوروبا، إلا أن الموضوع السوري احتل حيزاً لا بأس به من مناقشات زعماء دول التكتل الموحد

ميركل: عنف النظام السوري ضد المدنيين غير مقبول على الاطلاق

برلين (2 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قالت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل أن “العنف الذي يمارسه النظام في سورية ضد السكان المدنيين غير مقبول على الاطلاق” حسب تعبيرها

وأوضحت ميركل اليوم الجمعة في بروكسل بعد قمة الاتحاد الاوروبي أن الأخير “سيبذل قصارى جهده لضمان خضوع أولئك الذين ينتهكون حقوق الإنسان بشكل صارخ اليوم، للمساءلة في المستقبل” على حد قولها

كان رؤساء الدول والحكومات قد طالبوا في ختام قمتهم التي عقدت في العاصمة البلجيكية، وصول العاملين في المجال الإنساني في سورية

وطالب الاتحاد الأوروبي مرة أخرى بتنحي الرئيس السوري بشار الاسد، كما طلب من السلطات السورية “الوقف الفوري للعنف واسع النطاق وانتهاكات حقوق الإنسان ضد السكان المدنيين”، ووافق على

المعارضة السورية تقلّل من أهمية دخول القوات العسكرية لأحياء مدينة حمص

روما (2 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قلّل ناشطون ومعارضون سوريون من أهمية دخول القوات العسكرية السورية إلى حي (بابا عمرو) في حمص وسط البلاد، ووصفوها بـ”الخطوة المتوقعة” التي سيكون “تأثيرها شبه معدوم على تقدّم الثورة السورية نحو أهدافها”، في الوقت الذي ضخّمت وسائل الإعلام المقربة من السلطات السورية من هذه الخطوة واعتبرتها “بداية النهاية” للاحتجاجات في سورية

ناشط في تنسيقيات الثورة السورية اختار اسم (رامي) لأسباب أمنية قال في اتصال هاتفي لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “يعتقد بعض المراقبين أن سقوط مدينة حمص وخاصة أحيائها الملتهبة كبابا عمرو وباب الدريب والخالدية وغيرها، سيكون بداية لترجيح كفّة انتصار النظام على المحتجين، وهو افتراض خاطئ كلياً”. وأضاف “هناك أكثر من سبب للتأكيد على أن استمرار الثورة السورية لا يرتبط بحمص وحدها، بل هي ممتدة على كامل الأراضي السورية، وهي لم تهدأ في أي منطقة احتلها الجيش السوري وأعاد سيطرته عليها، بل استمرت الثورة أقوى وأوسع كل مرة يتعرض فيها السكان لعنف مفرط”، على حد تقديره

وتابع “من الواضح أن (الجيش السوري الحر) المنشق عن الجيش النظامي يتوزع على كامل الأراضي السورية، وفقط كتائب صغيرة منه تمركزت في أحياء حمص، بينما تنتشر عشرات الكتائب الأكبر في مدن أخرى كدير الزور ودرعا وريف دمشق وإدلب وحماة وغيرها، ولا يمر يوم إلا ويقوم بعمليات ضد القوات الأمنية” النظامية

وكانت أحياء بابا عمرو، الخالدية، البياضة، الإنشاءات وكرم الزيتون وغيرها تعرضت لقصف متواصل منذ الرابع من شباط/فبراير الجاري بأسلحة الجيش السوري في محاولة من النظام لإخضاع مناطق الاحتجاج هذه، واشتد القصف في حي بابا عمرو خصوصاً، حيث يُعتقد أن منشقين عن الجيش النظامي قاموا بحمايته منذ نحو خمسة أشهر

الناشط الميداني السوري وعضو المجلس الوطني المعارض أيمن الأسود، الناشط ، والذي استطاع الخروج من سورية قبل اعتقاله، قال لوكالة (آكي) “كل شيء في سورية قابل للنقاش ما عدا العودة إلى زمن العبودية، وبألف حملة عسكرية لن يستطيع النظام السوري إخماد الثورة، لا خلال عامها الأول ولا بعد ذلك، فالكل في سورية مقتنع بأن النظام ساقط لا محالة”، على حد تقديره

تيرسي إلى استانبول لمناقشة الملف السوري مع المسؤولين الأتراك

روما (2 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أعلن وزير الخارجية الإيطالي جوليو تيرسي أنه سيناقش الأزمة السورية مع المسؤولين الاتراك خلال زيارته في وقت لاحق لإستانبول، المحطة الأخيرة لجولته الأسيوية التي شملت الهند وفيتنام وسنغافورة

وقال رئيس الدبلوماسية الإيطالية “الأولوية في سورية تكمن في نقل مساعدات إلى شعب يعاني وإلى مدن مدمرة كحمص”، إضافة إلى “وضع حد لتقنية الدمار التدريجي على أي مركز في البلاد تمرد على سطوة (الرئيس السوري بشار) الأسد”، على حد وصفه

وكان وزير الخارجية الإيطالي أدان أمس الخميس “إنتهاكات حقوق الإنسان في سورية”، ودعا سلطات دمشق إلى السماح بإدخال المعونات والمساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة في البلاد. كما نوه بأن إيطاليا “جزء من قرار الإدانة الأممي” الذي تبناه مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة في هذا

سوريا: منع قافلة للصليب الاحمر من دخول حي بابا عمر بحمص

منعت السلطات السورية اللجنة الدولية للصليب الاحمر من ايصال مواد اغاثة انسانية الى حي بابا عمرو المحاصر بمدينة حمص، رغم حصوله على موافقة رسمية بذلك.

وقال ياكوب كيلينبرجر رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر إن هذا التأخير “غير مقبول بالمرة.”

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الجمعة إنها لم تستطع الدخول إلى حي باب عمرو في حمص حيث كانت تأمل في إدخال المساعدات وإجلاء المرضى والجرحى.

وجاء في بيان أصدره كيلينبرجر في جنيف “لم يسمح للجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري بدخول حي باب عمرو اليوم”.

وأضاف قائلا “من غير المقبول أن الناس الذين هم في حاجة إلى مساعدة عاجلة منذ أسابيع لم يتلقوا المساعدة بعد. سنبقى في حمص الليلة على أمل الدخول إلى باب عمرو في القريب العاجل”.

ومضى إلى القول “وفضلا عن ذلك، فرت عدة عائلات من باب عمرو وسنساعدهم بأقصى سرعة ممكنة”.

وتقول المعارضة السورية إن القوات الحكومية اخرت وصول قافلة الاغاثة لاتاحة الوقت الكافي لجنودها للتخلص من الادلة التي تثبت اقترافها اعمال قتل في الحي.

في غضون ذلك، وصلت طائرة فرنسية خاصة مجهزة بمعدات طبية الى مطار بيروت لنقل اديث بوفييه الصحافية الفرنسية التى جرحت في القصف على باب عمرو.

وتخضع الصحافية الفرنسية لمعاينة الفريق الطبي الاتي من باريس على متن الطائرة الخاصة للتثبت من ان حالتها الصحية تسمح لها بالسفرعلى ان تقلع الطائرة الى فرنسا فور انتهاء الفحوصات الطبية.

وكانت الصحافية الفرنسية قد وصلت عند الثانية من فجر اليوم الى بيروت بعد وصولها برفقة صحافي فرنسي اخر وثالث اسباني الى الحدود مع لبنان لكن نقلهم الى بيروت تاخر بسبب انقطاع الطرقات جراء تراكم الثلوج.

الرستن

قال المركز السوري لحقوق الانسان إن عشرة متظاهرين على الاقل قتلوا عندما تصدت قوات الامن السورية بالهاونات لمظاهرة ضد نظام الرئيس بشار الاسد في بلدة الرستن بمحافظة حمص يوم الجمعة.

واظهرت صور نشرها ناشطون سوريون في موقع (يوتيوب) اشلاء بشرية وهي تنقل في شاحنة وجثة مقطوعة الرأس قالوا إنها التقطت في الرستن اليوم.

على صعيد آخر، عبر مكتب حقوق الانسان التابع للامم المتحدة عن قلقه البالغ ازاء التقارير التي تحدثت عن قيام القوات السورية الحكومية بتنفيذ اعدامات في حي بابا عمرو بعد استعادة سيطرتها عليه.

وقال الناطق باسم مفوضية حقوق الانسان التابعة للمنظمة الدولية إن المفوضية تسلمت تقارير لم يتسن لها التحقق منها تتحدث عن قيام القوات السورية باعدام 17 شخصا في بابا عمرو.

وقال الناطق روبرت كولفيل إن المفوضية تحاول التحقق من صحة هذه التقارير، وانها ناشدت طرفي النزاع الكف عن كافة اشكال الاعمال الانتقامية.

من ناحية أخرى، أعلنت السلطات السورية عزمها تسليم جثتي الصحفية الأمريكية ماري كولفين والمصور الفرنسي ريمي أوشليك اللذين قُتلا الأسبوع الماضي في حي بابا عمرو بحمص في وقت لاحق اليوم إلى دبلوماسيين من سفارتي بلديهما في دمشق.

أما الصحفيان الفرنسيان إيديث بوفيير ووليام دانيلز اللذان كان ناشطون سوريون قد هربوهما من حمص إلى لبنان فقد غادرا بيروت في طريقهما إلى باريس على متن طائرة تابعة لسلاح الجو الفرنسي.

وكانت بوفييه قد أُصيبت بجروح بالغة في القصف الذي أودى بحياة كولفين وأوشليك الأسبوع الماضي.

“ايام الاسد باتت معدودة”

وقال الرئيس الامريكي باراك اوباما في تصريحات ادلى بها الى مجلة امريكية نشرت الجمعة إن “:ايام الرئيس السوري بشار الاسد في الحكم باتت معدودة”، مضيفا ان واشنطن تعمل من اجل الاسراع في تحول سوريا الى الديمقراطية.

وقال الرئيس الامريكي في مقابلة اجرتها معه مجلة (اتلانتيك مونثلي) “إن ايام الاسد في الحكم باتت، بتقديرنا، معدودة. المسألة ليست ما اذا سيطاح بهـ بل متى سيطاح به.”

ومضى الرئيس اوباما للقول “هل نستطيع تسريع هذه العملية؟ نحن نعمل بالتعاون مع المجتمع الدولي من اجل ذلك.”

واعترف اوباما بأن سوريا اكبر مساحة واكثر تطورا وتعقيدا من ليبيا، علاوة على ان دولا مثل روسيا تعرقل جهود الامم المتحدة للتعامل مع الازمة السورية.

الا انه اشار الى الجهود التي تبذلها واشنطن من خلال مجموعة الدول التي تطلق على نفسها “اصدقاء سوريا” من اجل ايصال المساعدات الانسانية للمدن التي تتعرض لقصف القوات السورية الحكومية.

المزيد من بي بي سيBBC © 2012

كاميرون: الوضع في حمص مروع حقا ويُذكِّر بهمجية القرون الوسطى

وصف رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون نظام الرئيس السوري بشار الأسد بأنه “مجرم”، مطالبا بـ” ضرورة محاسبته” .

وقال كاميرن في تصريحات أدلى بها في بروكسل قبيل بدء قمة قادة دول الاتحاد الأوروبي ، إن الوضع في حمص “مروع حقا. إنه مشهد من مشاهد الهمجية التي سادت في القرون الوسطى” .

واتهم نظام الأسد بارتكاب جرائم في حق مواطنيه في أثناء الانتفاضة المستمرة في سوريا منذ أكثر من عام.

وأضاف كاميرون أن نظام الأسد “يذبح شعبه. تاريخ حمص يكتب بدماء مواطنيها”.

وقال رئيس الوزراء البريطاني “يجب على العالم أن يسارع إلى إدانة أعمال القتل. أقول للروس والصينيين: انظروا إلى معاناة السوريين وفكروا مرة أخرى عندما تدعمون هذا النظام المجرم”.

وقال رئيس الوزراء البريطاني “علينا الشروع بجمع الأدلة الآن، لأنه في يوم ما، مهما طال الزمن، ستتم محاسبة هذا النظام البغيض”.

وكانت لندن قد طالبت الرئيس الأسد أكثر من مرة بالتنحي عن السلطة تمهيدا للبدء في عملية انتقال ديمقراطية في سوريا.

وأضاف كاميرون “ما اعتقده هو أنه من المهم أن نجمع كل ما يتيسر من أدلة لنرسم صورة واضحة تمكننا من محاسبة هذا النظام المجرم على الجرائم التي يرتكبها بحق شعبه.”

ومضى إلى القول “سنحرص كما فعلنا في صربيا على أن يكون هناك يوم لمساءلة كل أولئك المسؤولين”.

وتابع قائلا “عندي رسالة واضحة لأولئك الذين يوجدون في السلطة في سوريا: أديروا ظهوركم إلى هذا النظام المجرم أو واجهوا العدالة بسبب الدم الذي تلطخت به أياديكم”.

وشدد على ضرورة أن تسمح دمشق بوصول المنظمات الانسانية إلى حمص خصوصا ليحصل الناس على المساعدات التي يحتاجون اليها”.

من ناحية أخرى، قالت وكالة الأنباء الفرنسية إن البيان الختامي لقمة بروكسل سوف تؤكد أهمية استمرار الضغوط على النظام السوري.

وحسب مشروع البيان الختامي الذي حصلت عليه الوكالة، فإن الاتحاد الأوروبي” يؤكد التزامه بممارسة المزيد من الضغط المتزايد على النظام السوري طالما استمر العنف وانتهاك حقوق الإنسان”.

ويطالب المشروع وزارء خارجية الاتحاد بالإعداد لمزيد من الإجراءات محددة الأهداف بغية تقييد حركة أفراد النظام السوري.

المزيد من بي بي سيBBC © 2012

الاتحاد الاوروبي يدعو لمزيد من العقوبات على سوريا

بروكسل (رويترز) – دعا زعماء الاتحاد الاوروبي يوم الجمعة لفرض المزيد من العقوبات على أعضاء الحكومة السوريه لكنهم لم يتوصلوا لوسائل أخرى جديدة للضغط على الرئيس السوري بشار الاسد باستثناء خطة لجمع الادلة ضد المسؤولين عن ارتكاب فظائع.

وقال الاتحاد الاوروبي انه يؤيد الجهود التي تبذلها الجامعة العربية لانهاء العنف في سوريا واعترف بالمجلس الوطني السوري باعتباره ممثلا شرعيا للشعب السوري.

وقال المجلس وهو تجمع لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الاوروبي في بيان “يؤكد المجلس الاوروبي التزامه بمواصلة زيادة الضغط على النظام السوري مادام العنف وانتهاكات حقوق الانسان مستمرين ويدعو المجلس لاعداد تدابير تقييدية مستهدفة أخرى ضد النظام.”

وشدد قادة الاتحاد الاوروبي على أهمية اتاحة امكانية الوصول لوكالات المساعدات المستقلة بحيث يمكن تقديم المساعدة الى المحتاجين بما يتمشى مع المبادئ الانسانية.

وقالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر انها ستقوم بادخال مساعدات الى منطقة بابا عمرو المدمرة في حمص يوم الجمعة بعد أن حصلت أخيرا على “الضوء الاخضر” من السلطات السورية.

وجاء بيان الاتحاد الاوروبي خلال قمة في بروكسل بعد يوم واحد من انسحاب المعارضة السورية المسلحة من معقلها في بابا عمرو بحمص ويظهر الصعوبة التي تواجهها الحكومات الغربية في محاولة العثور على وسائل غير عسكرية لوضع حد لاعمال العنف المستمرة منذ عام.

وأدرج الاتحاد الاوروبي على مدار الاشهر الماضية أسماء على قائمة الاشخاص الذين تفرض عليهم عقوبات حظر السفر وتجميد الاصول.

وفي أحدث خطوة فرض الاتحاد الاوروبي عقوبات على البنك المركزي السوري وسبعة وزراء قال انهم يقدمون مساعدة مادية للعنف. وبين هؤلاء الوزراء وزير الصحة وائل الحلقي بسبب دوره في حرمان المتظاهرين من الرعاية الطبية.

الا أن القوى الغربية لم تخرج سوى بالقليل من الافكار فيما يتعلق بكيفية الاطاحة بالاسد. وتعارض هذه القوى التدخل العسكري وتجد صعوبة في دعم المعارضة السورية بسبب مخاوف من الانقسامات الطائفية.

ويهدف اقتراح الاتحاد الاوروبي جمع أدلة ضد الاسد وأعضاء حكومته الى اضعاف عزيمتهم.

وقال رئيس المجلس الاوروبي هيرمان فان رومبوي في مؤتمر صحفي “سوف نواصل تحميل السلطات السورية المسؤولية بشكل أكبر عن الموقف الراهن حيث طلبنا جمع أدلة حتى يمكن في يوم من الايام انفاذ العدالة.”

وأضاف “سيجدون انفسهم في يوم ما مضطرين للدفاع عن أنفسهم في ساحة القضاء.”

ودعا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الى “يوم حساب” في المستقبل وقال انه يامل في أن يتم القبض على حكومة الاسد على نفس طريقة مجرمي الحرب الصرب الذين قبض عليهم بعد سنوات من توقف القتال في غرب البلقان.

وقال دبلوماسي ان بريطانيا تستعد بالفعل لارسال مهمة الى منطقة الحدود السورية لجمع أدلة.

الصليب الاحمر يقول ان السلطات السورية لم تسمح له بدخول حي بابا عمرو

جنيف (رويترز) – قالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان السلطات السورية منعتها من دخول حي بابا عمرو في مدينة حمص يوم الجمعة لادخال مساعدات واجلاء المرضى والجرحى.

وقال جاكوب كيلنبرجر رئيس اللجنة في بيان في جنيف “لم يسمح للجنة الدولية للصليب الاحمر ولا للهلال الاحمر العربي السوري بدخول حي بابا عمرو في حمص اليوم.

“من غير المقبول عدم حصول من يحتاجون لمساعدة طارئة منذ أسابيع على أي دعم حتى الان. نحن باقون في حمص الليلة على أمل دخول بابا عمرو في أقرب وقت. اضافة الى ذلك فر كثير من الاسر من بابا عمرو وسنساعدهم بأسرع ما يمكننا.”

وقالت كارلا حداد المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر لرويترز “لم تسمح لنا السلطات السورية بدخول حي بابا عمرو.”

وامتنعت عن تقديم تفاصيل بشان المفاوضات الحساسة.

وكانت السلطات السورية قد أعطت الوكالة المستقلة “ضوءا أخضر” أمس الخميس لدخول بابا عمرو يوم الجمعة.

وكانت قافلة اللجنة المكونة من سبع شاحنات محملة بالاغذية وامدادات الاغاثة الاخرى اتجهت من دمشق الى حمص حيث قابلت متطوعين محليين وسيارات اسعاف تابعة للهلال الاحمر العربي السوري تستعد لمعالجة واجلاء المرضى والجرحى.

وأعلن مسؤول سوري منطقة بابا عمرو منطقة “مطهرة” وتحدثت المعارضة عن مذبحة على أيدي قوات الرئيس بشار الاسد.

وأصبح الحي السكني رمزا للمقاومة ضد الاسد بعد أن حاصرته القوات الحكومية بالدبابات والمدفعية وشنت عليه قصفا مكثفا لاسابيع فقتلت وأصابت مدنيين يحتمون بالبنايات المدمرة.

وقال كيلنبرجر “نكرر النداء الذي وجهناه قبل عدة أيام بشأن وقف القتال لمدة ساعتين يوميا للسماح (بتوصيل) المساعدة الانسانية” مضيفا “الموقف الانساني كان خطيرا للغاية في ذلك الحين وقد أصبح الان أكثر سوءا.”

بينما قالت كارلا حداد لرويترز “لدينا اشارات ايجابية.. هذه عملية متواصلة.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى