أحداث الجمعة، 08 أذار 2013
خطف الجنود الدوليين يدخل الجولان في قلب الحرب السورية
القاهرة – محمد الشاذلي
لندن، دمشق، بيروت، نيويورك، القدس المحتلة – «الحياة»، ا ف ب، رويترز، اب – تطور بشكل خطير امس اقدام «لواء شهداء اليرموك» التابع لـ «الجيش السوري الحر» على خطف 21 من قوة الامم المتحدة المرابطة في منطقة فصل القوات في هضبة الجولان (اندوف). وتخوف مراقبون من ان تدخل هذه العملية منطقة الجولان في قلب الحرب الدائرة في سورية، وان تتحول القوة الدولية الى ورقة للضغط بين النظام والمعارضة.
اذ طالبت المجموعة الخاطفة بانسحاب قوات النظام من بلدة جملة التي تقع على بعد 1,5 كلم عن الخط الفاصل في مقابل اطلاق الجنود الدوليين. واتهم الخاطفون القوة الدولية بالتعاون مع النظام ومساعدته على اخراجهم من البلدة التي سيطروا عليها نهار الاحد الماضي. وهددوا باعتبار المخطوفين «اسرى حرب». فيما تخوفت اسرائيل من «فراغ خطير» في المنطقة الفاصلة في الجولان اذا انسحبت القوة الدولية.
وذكرت مصادر معارضة ان مفاوضات كانت تجري حتى مساء امس بين الخاطفين والجامعة العربية ومسؤولين في الامم المتحدة لتوفير طريق آمن يمكن ان يخرج عبره الجنود المخطوفون. ويطالب الخاطفون بسحب قوات النظام وآلياته من المنطقة وبانهاء القصف المدفعي الذي تتعرض له والسماح للذين هربوا من ابنائها بالعودة الى بيوتهم. واصدر «المجلس الوطني» السوري بياناً قال فيه ان ممثلين عنه هم على اتصال بالخاطفين، ودعوهم الى اطلاق الجنود. ونفى المجلس اعتبارهم «رهائن»، معتبرا ان احتجازهم «كان اجراء امنياً وقائياً بهدف حمايتهم».
وواصلت الأمم المتحدة «المحادثات مع الأطراف المعنية» لمحاولة إطلاق جنودها المخطوفين. وكان ملفتاً أن الأمانة العامة للأمم المتحدة لم تحدد الجهة المسؤولة عن احتجاز الجنود الذين كانوا «يجرون دورية إمداد عادية»، فيما حمل مجلس الأمن «عناصر مسلحين من المعارضة السورية» مسؤولية احتجازهم. وأصدر المجلس بياناً بالإجماع كانت اقترحته روسيا «دان بقوة احتجاز جنود حفظ السلام» و»طلب إطلاق سراحهم فوراً ومن دون شروط ودعا كل الأطراف الى التعاون مع أندوف بروح إيجابية لتمكينها من العمل بحرية وضمان سلامة عناصرها بشكل كامل»، كما جدد المجلس «دعمه غير المشروط لأندوف».
وقال مارتن نيسركي الناطق باسم الامم المتحدة أن «الظروف الميدانية ليست سهلة ويعود الى قيادة قوة (أندوف) أن تقوم الوضع الأمني وطريقة أداء مهامها» مشيراً الى أن «أي معلومات جديدة غير متوافرة الآن» عن نتائج الاتصالات لإطلاق الجنود الدوليين.
وذكر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «كل الأطراف بأن مهمة أندوف هي مراقبة اتفاق فك الاشتباك بين سورية وإسرائيل»، وأن «حرية حركة عناصرها وأمنهم وسلامتهم يجب ان تحترم من كل الأطراف». وطالبت الفيليبين التي ينتمي اليها الجنود المخطوفون بالافراج الفوري عنهم، وقال الرئيس الفليبيني بينينيو اكينو ان الجنود «يعاملون جيدا… ولا شيء يشير الى انهم في خطر»، مؤكدا ان الامم المتحدة تتفاوض للافراج عنهم. فيما اكد متحدث باسم الامم المتحدة ان المراقبين الفيليبينيين كانوا «يقومون بمهمة تموين معتادة» في جنوب الجولان عند احتجازهم. وقال «انه وضع حساس لان هذه المنطقة الفاصلة لا تخضع لا لسيطرة اسرائيل ولا الحكومة السورية». وتشارك الفيليبين بـ 300 رجل في قوة «اندوف» في الجولان لمراقبة فك الاشتباك بين سورية واسرائيل منذ حرب عام 1973.
وقال عاموس غلعاد المسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية «إن تقييد حركة جنود قوة دولية حدث كبير… يمكن الوثوق بالأمم المتحدة لإقناعهم (المعارضين) بإطلاقهم في نهاية الأمر.» وأضاف في تصريحات للاذاعة الإسرائيلية أن المعارضين «الذين يسعون للحصول على دعم خارجي لا يريدون الدخول في مواجهة مع المجتمع الدولي».
وقال ان جيش اسرائيل لا يريد التدخل في الأمر لكنه يتابع الاحداث في سورية عن كثب. واعرب مسؤول اسرائيلي لوكالة «فرانس برس» عن تخوفه من ان يؤدي احتجاز هذه العناصر الى رحيل قوات الامم المتحدة، وقال ان ذلك «سيخلق فراغا خطيرا في المنطقة العازلة في الجولان».
من جهة اخرى، اعلن «الائتلاف الوطني» السوري انه سيعقد اجتماعاً في اسطنبول نهار الثلثاء المقبل لتسمية رئيس للحكومة الموقتة. وقال عضو الهيئة السياسية لـ «الائتلاف» هيثم المالح لـ «الحياة» إن الأمر الطبيعي أن من يشغل أي مقعد إقليمي أو دولي هو الحكومة ممثلة بوزارة الخارجية. وأضاف: «الآن ليس لدينا حكومة في سورية أو سلطة تنفيذية، وهو ما نسعى إلى إيجاده في الأيام المقبلة». وأوضح أن «الائتلاف» سيسمي في اجتماع إسطنبول رئيس الحكومة التي ستُشكل من عشرة وزراء وستمارس عملها في الداخل وتكون الجسم التنفيذي. وأكد المالح أن «الائتلاف» سيطالب بمقعد سورية في الجامعة العربية والأمم المتحدة، ومجلس حقوق الإنسان في جنيف.
وعلى الصعيد الميداني افادت مصادر المعارضة ان النظام واصل قصف مدينة الرقة «انتقاما» لسيطرة المعارضة الكاملة على المدينة. وتردد استعمال نوع جديد من الطائرات. وبثت صور فيديو لمقاتلين يسيطرون على مبنى الامن العسكري و»يأسرون» عددا من افراده. ورفع عناصر في «جبهة النصرة» الاذان فيه بعدما تجولوا في مكاتب وزنازين الفرع. وفي ادلب، بثت المعارضة صورا لتعرض مدينة سراقب وقرى في جبل الزواية لقصف جوي، واسقاط المعارضة طائرة حربية في الريف الجنوبي لادلب. واعلن عن انضمام «لواء جبهة الاكراد» الى المجلس العسكري في حلب. واستمرت العمليات العسكرية في حمص وسط البلاد، مع تقارير اعلامية عن تقدم القوات النظامية في بعض الاحياء، وافادت مصادر المعارضة ان قوات النظام قصفت بلدة المعضمية قرب دمشق وحي جوبر شرقي العاصمة السورية.
وجرى نقاش وتصويت ازاء الشعار الذي سيطلق على تظاهرات اليوم (الجمعة) الى ان تم الاتفاق على «جمعة المرأة السورية» تقديرا لدور المرأة. وبثت مواقع معارضة صورا لابرز النساء المساهمات في الثورة السورية.
تكتل معارض جديد لـ «التفاوض» مع النظام حاور أقطابه الخطيب ويزور واشنطن وموسكو
لندن – «الحياة»
قال رئيس «تيار بناء الدولة» لؤي حسين لـ «الحياة» ان جهوداً تُبذل لتشكيل «الحلف الديموقراطي المدني» لوضع أسس التفاوض مع النظام على مرحلة انتقالية، مؤكداً ان احد قياديي التكتل الجديد التقى رئيس «الائتلاف الوطني السوري» معاذ الخطيب في القاهرة قبل يومين.
وأوضح ان قوى في المعارضة «ارتأت جمع القوى التي تقبل بالتفاوض مع النظام، وعقدنا مؤتمراً في جنيف الشهر الماضي ثم تشكيل تكتل بدأ بالتفاهم مع هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديموقراطي».
وأشار حسين الى انه بعد مبادرة الخطيب الاخيرة برزت قوى في «الائتلاف» مستعدة لـ «التفاوض» مع النظام، الامر الذي شجع على عقد لقاء بين مسؤول في «الحلف الديموفراطي» والخطيب في القاهرة.
وأوضح «نريد الاستعداد للتفاهم الروسي – الاميركي عبر تشكيل وفد معارض قوي يحصل على افضل تسوية سياسية»، متوقعاً ان يضم الحلف «معظم» القوى باسثتناء «المجلس الوطني».
وكان رئيس «هيئة التنسيق الوطنية في المهجر» هيثم منُاع تحدث لوكالة «يونايتد برس» عن وجود «اتصالات مع جميع الأطراف المؤيدة للحل السياسي في الائتلاف الوطني السوري، وعلى رأسها الخطيب ونائبه رياض سيف، ومع كل الذين شاركوا بولادة المنبر الديموقراطي (ميشال كيلو وسمير عطية) المعارض والتنظيمات السياسية الباقية والشخصيات الوطنية المدافعة عن الحل التفاوضي».
وكان لافتاً ان واشنطن دعت وفداً من التكل الجديد للقاء مسؤولين اميركيين في 14 الشهر الجاري.
وقال حسين ان ريم توركماني ومناع سيكونان ضمن الوفد، معتبراً ذلك «انفتاحاً اميركياً على باقي اطياف المعارضة، ضمن استعدادات للتفاهم مع الجانب الروسي». كما ان مناع سيلتقي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو في 11 الجاري.
تزامن ذلك، مع قرار الجامعة العربية تسليم مقعد سورية الى «الائتلاف» بعد تشكيل «هيئة تنفيذية» لحضور القمة العربية المقررة في الدوحة نهاية الشهر. ورحب «الائتلاف» بقرار الجامعة باعتباره «خطوة شديدة الأهمية وعلامة تغيير جذرية، تمهد لجهود إنهاء المأساة التي يعيشها السوريون وتمكينه من الوصول الى تحقيق دولة المؤسسات التعددية الديموقراطية ومجتمع الحرية والكرامة والعدالة لجميع مواطنيه».
وأعرب الائتلاف عن «الامتنان الكبير والتقدير العميقين للإخوة في الجامعة العربية، وتحديداً للجهود المضنية التي بذلها الأشقاء في السعودية وقطر ومصر ودول الخليج لتحقيق هذه النقلة السياسية الكبيرة، التي نأمل أن تكون خطوةً متقدمة على طريق عزل نظام (الرئيس بشار) الأسد في المحافل العربية والإقليمية والدولية، والاعتراف بالائتلاف ومؤسساته التنفيذية، وتحديداً، الحصول على مقعد سورية في الأمم المتحدة».
كما أعرب «الائتلاف» عن شكر الحكومة البريطانية بعد اعلان وزير الخارجية وليام هيغ تقديم مساعدات إضافية بقيمة 20 مليون دولار لدعم الشعب السوري باعتبارها «مبادرة مشكورة ومؤشر قوي على التزام الحكومة البريطانية بالوقوف لجانب حقه في تقرير مصيره وحصوله على حريته وخلاصه من حكم الطغيان».
في المقابل، انتقدت الحكومة السورية قرار الجامعة العربية بإعطاء «طرف محدد في المعارضة السورية دأب منذ بداية الأزمة على استدعاء التدخل العسكري في سورية بأي ثمن ولو على حساب دم الأبرياء من الشعب العربي السوري يعطي لهذا الطرف مقعد سورية في جامعة الدول العربية».
قالت وزارة الخارجية في بيان نقلته وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان الجامعة باتت «رهينة الموقف السياسي المنحاز لدول خليجية بعينها، وبالتالي لا يمكن أن تكون طرفاً يساهم في الوصول إلى حل سياسي حقيقي للأزمة في سورية».
ورفضت ان يكون للجامعة «أي دور أو تمثيل في أي خطة أو جهود دولية تسعى إلى حل سلمي للأزمة»، مع استعدادها «التعاون الإيجابي مع الجهود الدولية البناءة ولا عن الاستمرار في ممارسة واجبها ودورها الوطني في فرض الأمن والاستقرار وسلطة الدولة في انحاء البلاد من خلال التصدي للمجموعات الإرهابية المسلحة والمتطرفة».
وتوقعت مصادر معارضة في لندن ان تكثف المعارضة جهودها لتشكيل حكومة موقتة قبل موعد القمة العربية في اواخر الشهر الجاري.
وأشارت مصادر اخرى الى ان قرار الجامعة وضع بعض الدول في «موقف حرج، اذ كيف سيحضر مسؤولون من الجزائر او العراق او لبنان اجتماعات عربية بحضور ممثلي الاتئلاف، في وقت لا تزال تقيم علاقات ديبلوماسية ولديها سفراء لسورية».
وحذرت هذه المصادر من ان يكون قرار الجامعة بداية «تنازع شرعية» بحيث تؤدي الى شرعيتين وحكومتين وارضين في سورية.
مفاوضات مباشرة مع خاطفي جنود “أندوف“
المعارضة تعلن الثلثاء حكومة موقتة في اسطنبول
نيويورك – علي بردى / العواصم – الوكالات
تجري الامم المتحدة مفاوضات لاطلاق 21 مراقباً خطفهم مقاتلون من المعارضة السورية قرب خط وقف النار في هضبة الجولان السورية المحتلة. واعلنت اسرائيل حال التأهب فيما تخشى ان يؤدي احتجاز هؤلاء المراقبين الى رحيل قوة الامم المتحدة لفك الاشتباك “اندوف”. ومن التوتر جنوباً الى التوتر شرقاً حيث ارسل العراق تعزيزات عسكرية الى الحدود السورية وبدأ باعتماد مراقبة جوية على طول الحدود بعد سيطرة المعارضة السورية على معبر اليعربية بين سوريا والعراق الاسبوع الماضي.
وعرض وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره الأميركي جون كيري الوضع في سوريا. وافادت وزارة الخارجية الروسية في بيان أن الوزيرين أجريا مكالمة هاتفية، بمبادرة من الجانب الأميركي. وأضافت أن لافروف وكيري ناقشا أيضاً المسائل المرتبطة بالتسوية السلمية في الشرق الأوسط. وكان آخر لقاء للوزيرين في 25 شباط الماضي في برلين في مسعى للتوصل الى حل في سوريا.
وأفاد مصدر دولي في نيويورك طلب عدم ذكر اسمه أن الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الابرهيمي سافر من لندن الى القاهرة أمس قبل اجتماع متوقع بين نائب وزير الخارجية الأميركي وليم بيرنز والمبعوث الروسي الخاص الى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف.
وعلمت “النهار” من المصدر أن الابرهيمي اجتمع فعلاً مع بوغدانوف. بيد أن الإجتماع الثلاثي لم يحصل “بسبب تضارب في المواعيد”، كما قال المصدر الذي أكد أن الابرهيمي سيزور نيويورك لتقديم احاطة جديدة الى أعضاء مجلس الأمن بالتزامن مع الذكرى السنوية الثانية لبدء النزاع في سوريا.
اتصالات لاطلاق المراقبين
الى ذلك، تعاملت الأمانة العامة للأمم المتحدة بحذر شديد مع قضية احتجاز مجموعة سورية معارضة تسمي نفسها “كتائب شهداء اليرموك” 21 رجلاً من قوة “أندوف” بين سوريا واسرائيل في الجولان. وقال المصدر إن “الأمم المتحدة على اتصال مباشر بالجهة المعنية”. بيد أنه لم يستطع أن يؤكد الأنباء عن أن المحتجزين سيطلقون قريباً. وأبدى حذراً أيضاً حيال “التصريحات الصادرة في مانيلا عن قرب اطلاق الجنود الفيليبينيين العاملين في أندوف”. ولا يزال عنصر آخر من “أندوف”، هو الموظف الرفيع المستوى الكندي الجنسية كارل كامبو، مفقوداً منذ مطلع الشهر الماضي.
وصرّح الناطق باسم الأمم المتحدة مارتن نيسيركي بأن قيادة أندوف “على اتصال مع حفظة السلام عبر الهاتف، وهي متأكدة من أنهم لم يتعرضوا لأذى”.
ولم يؤكد نيسيركي تسريبات عن رفع مستوى التأهب لدى بعثات الأمم المتحدة وموظفيها، بما في ذلك خصوصاً لبنان، بسبب الأخطار الناجمة عن استمرار تدهور الأوضاع في سوريا، والحوادث التي يتعرض لها العاملون في “أندوف” والقوة الموقتة للأمم المتحدة في لبنان “اليونيفيل”. ويشترك مقاتلو المعارضة انسحاب القوات السورية من منطقة الجملة في القنيطرة قبل اطلاق أفراد “أندوف”.
الخطيب يناشد العالم
ووسط تصعيد امني في انحاء سوريا، قال رئيس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” احمد معاذ الخطيب في رسالة موجهة الى الامين العام للامم المتحدة بان كي- مون والامين العام لمنظمة التعاون الاسلامي اكمل الدين احسان اوغلي والامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أوردتها صفحته في “فايسبوك”: “ان ما يجري تحت سمع العالم وبصره من ابادة جماعية للشعب السوري سوف يؤدي الى اوخم العواقب… ان دماء شعب سوريا ستكون لعنة على العالم كله ان لم يحصل تحرك فعال قبل فوات الاوان”.
وأضاف: “حمص تحت قصف وحصار مخيف وكذلك ريف دمشق واليوم نحو ثلاثين غارة جوية على محافظة الرقة حتى الان… لا تكاد قرية في سوريا تسلم من قصف النظام اضافة الى تدخل قوات خارجية اتت لدعم النظام من لبنان والعراق”. وختم: “قد تكون هذه من اواخر الرسائل اليكم، احملكم مسؤولياتكم الدولية امام الله وامام الشعوب”.
في غضون ذلك، قال أعضاء في “الائتلاف الوطني” إن هذا الائتلاف سيجتمع في اسطنبول الثلثاء لانتخاب رئيس حكومة موقتة. واوضحوا إنه تم اتخاذ القرار بعدما سحب رئيس الوزراء السابق رياض حجاب ترشيحه. وكان حجاب المرشح الأبرز لهذا المنصب، لكنه واجه معارضة من أعضاء إسلاميين وليبراليين في الائتلاف لصلته السابقة بالنظام الحاكم.
وجاء في بيان أصدره مكتب حجاب أن الاخير أبلغ معاذ الخطيب بعد محادثات في القاهرة الشهر الماضي إنه يأسف لعدم تمكنه من المشاركة في الحكومة الموقتة التي يسعى الائتلاف الى تشكيلها.
وقالت المصادر إن المجلس الوطني السوري – وهو كتلة كبيرة داخل الائتلاف الذي يضم 71 عضوا ويخضع بدرجة كبيرة لنفوذ جماعة “الإخوان المسلمين” – اختار ثلاثة مرشحين لمنصب رئيس الحكومة الموقتة هم سالم المسلط وهو زعيم قبلي من شمال شرق سوريا عمل في مراكز أبحاث في الخليج، وأسامة القاضي وهو أستاذ اقتصاد تعلم في الولايات المتحدة ويرأس قوة مهمات شكلتها المعارضة لوضع خطط للانتعاش الاقتصادي في مرحلة ما بعد الأسد، والناشط المعارض المخضرم برهان غليون وهو أستاذ يحظى باحترام من مدينة حمص ورئيس سابق لـ”المجلس الوطني السوري”.
“ضيوف” دوليون في وادي اليرموك
مازن السيّد
في “مضافات” المعارضين السوريين المسلحين، ضيوف دوليون هذه المرة. ليسوا لبنانيين ليتاجر بهم مسؤولو بلادهم ثم يرمونهم وقوداً للمذهبية، كما أنهم ليسوا ايرانيين ليبادلهم النظام السوري بمئات المعتقلات والمعتقلين السوريين. هم عناصر من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، والعاملة على مراقبة وقف إطلاق النار السوري-الاسرائيلي على خط الجولان المحتل.
نعلم أنهم 21 من الجنسية الفلبينية، أوقفهم مقاتلون من “لواء شهداء اليرموك” في بلدة جملة، وبينما اسماهم هؤلاء “ضيوفاً” إلا أنهم كانوا واضحين في الربط بين الإفراج عنهم ووقف عمليات القصف التي تتعرض لها جملة خاصة ووادي اليرموك عموماً.
فالمنطقة الجنوبية تلك تشهد منذ أيام، احتداماً غير مسبوق للمعارك استقدم فيها النظام قوات مدرعة ودبابات في محاولة إعادة اقتحام الوادي، ولا تزال المواجهات مستمرة تحصد الكثير من القتلى لدى الطرفين، في ظل قصف كثيف من الجيش النظامي بالهاون والمدفعية الثقيلة.
ولم يخف “لواء شهداء اليرموك” الذي يعلن انتماءه إلى “الجيش الحر”، اتهامه للأمم المتحدة بالوقوف إلى جانب النظام في المعركة التي تشهدها المنطقة، مطالباً إياها بتطبيق بند للهدنة يمنع النظام من استخدام المدفعية الثقيلة في المنطقة. كما أعلن اللواء عبر مكتبه الإعلامي، اشتداد القصف على جملة حيث “يستضيف” الجنود الفلبينيين، وأشار إلى تحليق جوي من قبل طائرات النظام في منطقة “يمنع فيها ذلك”، محذراً من نية النظام قتل عناصر الأمم المتحدة وتحميل المسؤولية للمعارضة المسلحة.
يذكر أن منظمة “هيومن رايتس ووتش” الدولية لفتت إلى انها تحقق في قرائن مصورة على ضلوع “لواء شهداء اليرموك” في “إعدام” أكثر من عشرة جنود نظاميين في ثكنة قرب جملة.
وبحسب التصريحات الصادرة من الفلبين ومن الأمم المتحدة، فإن المفاوضات في اتجاه الإفراج عن المحتجزين تقترب من نهايتها. ولا يبدو أنّه سيكون من الصعب إقناع الخاطفين بأنّ للأمم المتحدة أي إمكانية للتأثير في النظام باتجاه وقف القصف أو تخفيفه على مناطقهم. كما أنه سيكون التدخل سريعاً لتنبيه “لواء شهداء اليرموك” من الضرر الذي قد يعود على “الجيش الحر” في حال أي سوء أصاب الفلبنيين، وهو ما بدأ فعلاً بحسب تحوّل الخطاب الإعلامي للواء من الاحتجاز إلى “الاستضافة”.
هذا ما أكدته أيضا جهات اسرائيلية، حيث أشار مسؤول في وزارة الدفاع إلى ثقته بقدرة الامم المتحدة على ضمان أمن مخطوفيها واسترجاعهم، نافياً وجود نية لدى الدولة العبرية للتدخل في هذا السياق.
اللافت أيضاً أن عملية الخطف أتت بعد أقل من أسبوع على سحب كرواتيا لقواتها المشاركة في العملية الدولية في الجولان منذ 4 عقود، إثر المعلومات التي نشرتها تقارير كثيرة حول وصول أسلحة كرواتية إلى المعارضة المسلحة بتمويل سعودي، وعبر الأردن. وقالت كرواتيا إنها تسحب قواتها خوفاً من أن التقارير هذه قد تعرضها للخطر، علماً بأنها قد نفت صحتها رسمياً.
المفارقة أيضاً، أن “لواء شهداء اليرموك” كان من الجهات التي استفادت من موجة التسليح الأخيرة كما أبرزت شرائط مصورة بثت على موقع “يوتيوب” توثق استخدام عناصر اللواء لهذه الأسلحة، حسبما أشار المدون brown moses.
هو إذاً على الأرجح من الألوية “المعتدلة” التي يكثر الحديث عنها في الفترة الأخيرة، على أنها تستحق التسليح. لعلّ ذلك الاعتبار، يسرّع في تحرير “الضيوف”.
أما المختطفون اللبنانيون، فيبدو أن بلدهم سيلتحق بهم إلى “المضافة” قبل أن يعودوا هم إليه.
تبـادل انتقادات بين الأسـد وأردوغان واتصال كيري بلافروف ولقـاء بوغدانوف وبيرنز
الأزمة السورية: توتر على حدود العراق وفي الجولان
تكثفت الاتصالات بين موسكو وواشنطن حول الازمة السورية. وفيما كانت دمشق وانقرة تتبادلان الانتقادات، تحرك العراق لمحاولة ضبط حدوده المهددة بامتداد النيران السورية اليها، فيما تزايد القلق في اسرائيل من الوضع في منطقة هضبة الجولان، وذلك في وقت كان الطيران السوري يواصل غاراته على الرقة بعد أيام من استيلاء المسلحين عيها.
في هذا الوقت، أكد الرئيس السوري بشار الأسد، خلال لقائه وفدا من نواب المعارضة الأتراك في دمشق أمس، ضرورة التفريق بين الشعب التركي وسياسات حكومة رجب طيب اردوغان «المصرة على دعم الإرهاب والتطرف».
وذكرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، إن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بحث مع نظيره الأميركي جون كيري الوضع في سوريا، مشيرة إلى أن الاتصال جاء بمبادرة من الجانب الأميركي. وأضاف البيان ان «لافروف وكيري ناقشا أيضا المسائل المرتبطة بالتسوية السلمية في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى عدد من المشاكل في العلاقات الثنائية بين البلدين، ومن ضمنها حالة الأمور المتعلقة بأوضاع الأطفال الروس الذين تبنتهم عائلات أميركية».
وجاء الاتصال بين لافروف وكيري قبل ساعات من اجتماع بين نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ومساعد وزير الخارجية الأميركية ويليام بيرنز، في لندن، لايجاد مخرج للازمة السورية.
وأعلن العراق إرسال تعزيزات عسكرية إلى الحدود السورية، وبدأ باعتماد مراقبة جوية لطول الحدود اثر الاشتباكات على معبر اليعربية بين القوات السورية والمسلحين، الذين قتلوا 48 جنديا وموظفا سوريا في الانبار أثناء إعادة نقلهم إلى بلادهم .
وواصل الطيران السوري تكثيف الغارات على مدينة الرقة، فيما أشارت صحيفة «الوطن» إلى مقتل عدد كبير من المسلحين، وتَحَصُّنِ الآخرين داخل المدينة، فيما كانت تصلهم تعزيزات عسكرية من تركيا. (تفاصيل صفحة 15)
وفيما كانت دمشق تكشف عن أجهزة تجسس إسرائيلية قرب طرطوس، أعربت الدولة العبرية عن مخاوفها من تسخين جبهة الجولان بعد خطف مسلحين متشددين 21 عنصرا من «الاندوف». وفي حين دارت اشتباكات بين الجيش السوري ومسلحين من المعارضة في قرى قريبة من منطقة الجولان، اشارت تقارير الى ان مخاوف اسرائيل نبعت من تزايد نفوذ القوى الإسلامية، خصوصاً تنظيم «القاعدة»، في المناطق التي سقطت في أيديهم. وزادت هذه المخاوف بشكل كبير إثر الإعلان عن سيطرة جماعات إسلامية على مخازن أسلحة، وقواعد صواريخ من طراز «سكود» في مناطق بعيدة حتى الآن عن الحدود. كذلك، فإن سقوط قذائف هاون في المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية في هضبة الجولان فاقم من هذه المخاوف. (تفاصيل صفحة 15).
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن الأسد بحث مع وفد برلماني من «حزب الشعب الجمهوري» التركي برئاسة حسن اك غول، في دمشق، «مستجدات الأوضاع على الأراضي السورية، حيث عبر أعضاء الوفد البرلماني عن رفض الشعب التركي للتدخل في الشؤون السورية الداخلية، وحرصه على علاقات حسن الجوار، محذرين من مخاطر تأثير الأزمة في سوريا في الداخل التركي بشكل خاص وعلى دول المنطقة عموما».
وشدد الأسد «على ضرورة الفصل بين مواقف الشعب التركي الداعمة للاستقرار في سوريا ومواقف حكومة اردوغان المصرة على دعم الإرهاب والتطرف وزعزعة استقرار المنطقة»، مؤكدا أن «الشعب السوري يقدر مواقف قوى وأحزاب الشعب التركي الرافضة لسياسات حكومة اردوغان، المؤثرة سلبا في التنوع العرقي والديني الذي تتميز به مجتمعاتنا في المنطقة، لا سيما في سوريا وتركيا».
وسخر رئيس الحكومة التركية من كلام الرئيس السوري، وقال، في تصريح متلفز: «هل يشكو الأسد من دور تركيا التي تستقبل أكثر من 200 ألف سوري؟»، مضيفا: «لماذا يرسل أهم حزب معارض ثلاثة نواب للالتقاء بديكتاتور وطاغية، ما هو الهدف الذي يريد هذا الحزب تحقيقه؟». وتابع: «أي نتيجة ستجنيها المعارضة التركية من لقائها برئيس قتل 70 ألفا، وفي روايات أخرى 100 ألف من أبناء شعبه، وشن هجوما على أرضنا»، معتبرا أن الرئيس السوري «يقوم بتنفيذ مجازر، ويمارس إرهاب دولة بحق شعبه».
واعتبر حزب البعث العربي الاشتراكي في سوريا، في بيان لمناسبة الذكرى الخمسين لتسلمه السلطة، ان «سوريا اليوم أكثر قوة وتمسكا بمبادئ الثورة والحزب»، مؤكدا عزمه على «إفشال المؤامرات التي تستهدف وحدة سوريا، أرضا وشعبا، ومحاولة النيل منها عبر إرباكها وإضعاف دورها الوطني والقومي والنيل من نهجها المقاوم للمشروع الاستعماري».
وأضاف إن «الأزمة التي عاشتها سوريا فرضت مهام كبيرة لا بد من أن نضع آليات تعامل جديدة لمواجهتها، ونحن ندرك صعوبة الأمور، فهي تحتاج لفعل تشاركي يشمل كل أبناء الوطن والأمة العربية ولعلاقات ديموقراطية ولحرية التعبير ولتكافؤ الفرص بين الجميع، وذلك انطلاقا من معايير المواطنة الصحيحة».
ورحبت وزارة الخارجية التركية، في بيان، «بقرار مجلس وزراء الخارجية العرب القاضي بمنح الائتلاف الوطني السوري مقعد سوريا في الجامعة، ودعوته إلى المشاركة في قمة الجامعة العربية في الدوحة في 26 و27 آذار الحالي».
واعتبرت الوزارة أن «القرار خطوة صحيحة تجاه تعزيز موقف الائتلاف، المعترف به من قبل المجتمع الدولي، ممثلا شرعيا للشعب السوري»، مؤكدة انه «يشكل رسالة مهمة للغاية لنظام الأسد، الفاقد الشرعية، والذي يسعى، عن طريق القوة، إلى كبت المطالب المشروعة للشعب السوري».
كما رحبت باريس بالقرار. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية فيليب لاليو إن «فرنسا تشجع قوى المعارضة المنضوية داخل الائتلاف الوطني السوري على العمل على إقامة كيان تنفيذي كما دعا قرار الجامعة العربية، وتسريع حل النزاع في سوريا».
ورفض وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيله، في مقابلة مع صحيفة «تاغشبيغل» الألمانية نشرت أمس، فكرة تزويد المقاتلين في سوريا بالأسلحة. وقال إن «الإمداد بالأسلحة ينطوي دائما على مخاطر تعزيز سباق التسلح والانزلاق نحو حرب بالوكالة قد تلهب المنطقة برمتها». ونفى إرسال أي مدرب عسكري إلى المعارضة السورية، موضحا «لا ألمانيا ولا الاتحاد الأوروبي لديهما مشاريع من هذا القبيل».
(«السفير»، «سانا»، ا ف ب، ا ب، رويترز)
امتعاض من مواقف لبنان.. وخشية من تداعيات سياسية وأمنية
رسالة التحذير الخليجية وصلت.. وسليمان لاستدراك الممكن
سليمان كان حاسماً في التأكيد على ثوابت الموقف اللبناني
داود رمال
قبل أن يقول وزير الخارجية عدنان منصور ما قاله في الاجتماع الوزاري العربي، بوجوب عودة سوريا الى جامعة الدول العربية، كان المناخ الخليجي يشي بتوتر غير مسبوق في التخاطب مع السلطات الرسمية اللبنانية.. ومن سمع الهمس الديبلوماسي الخليجي والغربي بعد مداخلة وزير خارجية لبنان، يدرك أن ثمة قراءة خارجية للواقع اللبناني، من شأنها أن تفضي الى طرح علامات استفهام حول الوضع الحكومي والاستقرار وما اذا كان لبنان قد أصبح ساحة من الساحات المباشرة للأزمة السورية؟
وقد توقف المراقبون امام مضمون الرسالة التي حملها امين عام مجلس التعاون الخليجي الدكتور عبد اللطيف الزياني وسفراء دول مجلس التعاون الخليجي الى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، بتكليف من المجلس الوزاري لمجلس التعاون الخليجي، وهي الرسالة التي تم توزيع مضمونها على وسائل الاعلام على غير عادة ديبلوماسية الصمت الخليجية.
يعتبر المراقبون أن الرسالة الخليجية «تحمل في طياتها إشارات ذات مغزى كبير، تنم عن تطور مقلق في العلاقات التاريخية المميزة التي طبعت علاقات لبنان مع كل الدول العربية، وتحديداً الخليجية، لا سيما أن هذه الدول كانت دوماً تسارع الى مساعدة لبنان عند كل ازمة، وفتحت أبوابها امام اللبنانيين الذين وجدوا ملاذاً رحباً للعمل، وساهموا بإخلاص في نهضة هذه الدول».
توقف المراقبون مطولاً عند نص الرسالة الخليجية التي عبّرت عما وصفته «قلق بالغ من عدم الالتزام الكامل بإعلان بعبدا وسياسة النأي بالنفس»، حيث يتطلع المجلس، بحسب الرسالة، الى «الالتزام قولاً وفعلاً بموقف النأي بالنفس وتفادي كل ما من شأنه تعريض أمن لبنان واستقراره للخطر، أو يؤثر على مصالح شعبه وسلامته».
يعني هذا الكلام، بحسب المراقبين أنفسهم، «ان هذه الدول تجاوزت الامتعاض الى التحذير الضمني من مغبة حدوث ارتدادات ربما ذات طابع أمني جراء عدم الالتزام الصارم بمندرجات «إعلان بعبدا»، ولعل علامة الاستفهام الكبيرة تمثلت في تناول البيان الخليجي «مصالح الشعب اللبناني وسلامته»، اذ يعرف القاصي والداني ان هناك زهاء ستمئة الف لبناني يعملون في الخليج، وأي إخلال بحيادية لبنان تجاه ما يحصل في محيطه العربي، وتحديداً السوري، ربما يضع مصير هؤلاء الناس على المحك».
ووصف مصدر متابع الرسالة بأنها «غير المسبوقة»، وقال إنها «تندرج في إطار الاستياء الخليجي من الأداء اللبناني تجاه ما يحصل في عدد من الدول العربية، اذ ان بعض المواقف التي يدلي بها افرقاء في هذا الاتجاه او ذاك، تحدث أصداء وارتدادات سلبية جدا وتضع اللبنانيين المسالمين الذي يبحثون عن لقمة عيشهم ومصدر رزقهم في دائرة الشبهة، بما يناقض الصورة المرسومة عنهم تاريخياً بأنهم شعب مسالم ومنفتح ويريد الخير لأشقائه».
ويشير المصدر الى أن الاستياء الأبرز هو من الأداء السلبي جداً لأفرقاء لبنانيين حيال الأزمة السورية بما يتنافى مع مضمون «إعلان بعبدا».
ويوضح المصدر أنه من حيث الشكل، كان لافتاً للانتباه تعمد الزياني أن يزور قصر بعبدا زيارة خاطفة برفقة كل سفراء دول الخليج. أما من حيث المضمون، فإنه لم يسبق لدول الخليج ان خاطبت لبنان الرسمي مجتمعة بهذه الحدة المبطّنة، وهذا الأمر ينم عن حالة من الغضب لا يمكن إزالتها إلا عبر نأي لبنان بنفسه عن الازمات المحيطة وفي مقدمها سوريا، «وإلا فإن الامور قد تصل جدياً الى حدّ سيّئ، فهم يعتبرون ان النأي عن ازمة سوريا غير جدي وغير عملي، والامر ينطــبق ايضاً على موضوع البحرين، والتي تشكل حساسيـة خليــجية مباشرة».
وأبدى المصدر، استناداً الى ما بين سطور كلام الزياني ونبرته الحازمة، خشيته من بروز اتجاه لتصنيف لبنان «كطرف في ما يحصل على الساحة العربية وليس كبلد محايد، مما يعني وضعه في اطار محور مقابل محور آخر، الأمر الذي يمكن أن يشكل خطراً على مصالح لبنان في دول الخليج».
ويلفت المصدر الانتباه الى أن «الرسالة اعقبت مباشرة جولة وزير الخارجية الاميركية جون كيري الخليجية واجتماعه بالمجلس الوزاري لمجلس التعاون الخليجي، كما تزامنت مع الدخول الاميركي على خط الانتخابات النيابية (تصريح مورا كونيلي من عين التينة)، وبدء الضغط على الأحزاب المسيحية في «14 اذار» للتخلي عن «المشروع الأرثوذكسي» والانضواء في معادلة الانتخابات في موعدها حتى وفق «قانون الستين»، باعتبار ان هذا القانون كفيل بتأمين اكثرية نيابية لـ«قوى 14 آذار».
كما تتزامن الرسالة مع التفاهم الروسي الاميركي على بدء مباحثات بين وزيري خارجية البلدين للبحث في حلّ للأزمة السورية، «ما يعني ان لبنان بحاجة ماسة للحذر الشديد لتجنب أي ارتدادات على ساحته قد تنجم عن إتمام تسوية كهذه»، على حد تعبير المصدر ذاته.
ويشير المصدر الى ان «الرئيس سليمان كان حاسماً في التأكيد على ثوابت الموقف اللبناني لجهة تمسك لبنان بحسن العلاقات الأخوية مع دول الخليج، التي يرتبط معها بوشائج انسانية وعلاقات تاريخية مميزة، والحرص على القيام بكل إجراء عملي من شأنه دفع جميع الاطراف في اتجاه الالتزام قولاً وفعلاً بـ«إعلان بعبدا»، الذي هو مصلحة لبنانية خالصة تؤمن مظلة لكل الأفرقاء، بما يقيها شر العاصفة التي تضرب المنطقة، وهو باشر سلسلة مشاورات واتصالات لوضع الافرقاء امام مسؤولياتهم الوطنية، لأن أي انغماس في الازمات المحيطة لن يقدم او يؤخر في شيء الا انه سيصيب لبنان بأضرار حاضرة ومستقبلية فادحة».
قلـق إسرائيـل والأزمـة السوريـة:
الجـولان و«القاعـدة» و«حـزب اللـه»
حلمي موسى
أشاع اختطاف جنود قوة الطوارئ الدولية العاملة في هضبة الجولان السورية المحتلة في الجانب السوري من الحدود مخاوف في إسرائيل من تسخين هذه الجبهة. ونبعت المخاوف أساساً من تزايد نفوذ القوى الإسلامية، خصوصاً تنظيم «القاعدة»، في المناطق التي سقطت فيها سيطرة النظام، ووقعت الأسلحة في أيدي التنظيم. وزادت هذه المخاوف بشكل كبير إثر الإعلان عن سيطرة جماعات إسلامية على مخازن أسلحة، وقواعد صواريخ من طراز «سكود» في مناطق بعيدة حتى الآن عن الحدود. كذلك، فإن سقوط قذائف هاون في المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية في هضبة الجولان فاقم من هذه المخاوف.
واعتبرت الأوساط الإسرائيلية أن اختطاف 21 جندياً من قوات الأمم المتحدة «الأندوف» على أيدي رجال المعارضة السورية قرب الحدود مع هضبة الجولان زاد المخاوف من احتمال تفكك القوات الدولية التي تراقب الحدود منذ اتفاقية فصل القوات التي أعقبت «حرب تشرين» في العام 1973.
وقد وقعت عملية الاختطاف، كما هو معلوم، قرب قرية جملة، على بعد خمسة كيلومترات فقط من حدود فصل القوات. وتجدر الإشارة إلى أن المنطقة التي تمت عملية الاختطاف فيها هي منطقة منزوعة السلاح تقريباً، وتخضع لإدارة مدنية سورية. وربما هذا ما زاد المخاوف الإسرائيلية من احتمال سيطرة قوى إسلامية معارضة، خصوصاً من «القاعدة» على هذه المنطقة التي يحظر على الجيش السوري النظامي التواجد فيها.
وعن المخطوفين، أكد متحدث باسم الأمم المتحدة أن المراقبين الفلبينيين الـ21 كانوا «يقومون بمهمة تموين معتادة» في جنوبي هضبة الجولان عند احتجازهم. من جهته، أفاد الرئيس الفلبيني بينينيو اكينو أن الجنود «يعامَلون جيداً»، مضيفاً «حتى الآن لا شيء يشير إلى أنهم في خطر».
ونقل مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن عن متحدث باسم لواء «شهداء اليرموك» قوله إن المخطوفين «محتجزون كضيوف في قرية الجملة». وأوضح عبد الرحمن أنهم لن يتعرضوا للأذى، لكن مقاتلي المعارضة يريدون انسحاب الجيش السوري ودباباته من المنطقة». وبيّنت منظمة «هيومن رايتس ووتش» إنها تتحرى أمر لواء «شهداء اليرموك» لاحتمال تورطه في عمليات إعدام بما في ذلك عملية قتل جنود سوريين صوّرت بالفيديو.
ولاحظت إسرائيل بقلق أن مجريات الحرب الأهلية السورية دفعت قوات الأمم المتحدة إلى تقليص نشاطاتها في منطقة فصل القوات، فضلاً عن تراجع عديد هذه القوة إثر عودة جزء منها إلى بلاده. فقد أخلت القوة الفنلندية مواقعها وعادت إلى بلادها، كما أن القوة الكرواتية تجهز نفسها للعودة. والمهم أن القوات الدولية كانت تعد حوالي ألف جندي، وهي الآن أقل من ذلك بكثير.
ومنذ بدأت الأزمة السورية شرعت إسرائيل في الاستعداد لمواجهة سيناريو سقوط النظام وانهيار اتفاقية فصل القوات. وفي هذا الإطار أجرت مناورات متكررة، وقامت بحفر خنادق وإقامة أسوار شائكة ونشر المزيد من القوات لمنع تسلل من تعتبرهم جهات معادية.
وبعد اختطاف جنود القوة الدولية، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه لم يصدر بعد أي أوامر بتغيير قواعد إطلاق النار على الحدود مع سوريا، وأنه يرى في الاختطاف عملاً داخلياً سورياً لا يغير الوضع ولا صلة له بالجيش الإسرائيلي. ولكن هذا الإعلان لا يعني أن التوتر تراجع أو تقلص بل على العكس من ذلك.
وكانت المخاوف قد تعاظمت إثر سيطرة «الجيش الســوري الحر»، والذي يضم الكثير من القوى الإسلامية، على مناطق واسعة في سوريا تحوي مخازن أسلحة مهمة من بينها صواريخ «سكود». وما أن نشرت جهات معارضة خصوصاً «جبهة النــصرة» أشرطة فيديو تثــبت السيطرة على قواعد تلك الصواريخ في دير الــزور وقرب حلب، حــتى بدأت الصحف الإسرائيلية تنشر هذه الأخبار على صدر صفحـاتها الأولى. وأظهرت الصــور السيطرة على ما لا يقل عن 13 صاروخ «سكود»، وهو طراز يستطيع الوصول إلى ما بين 180 و700 كيلو متر، وبعضها قادر على حمل رؤوس حربية غير تقليدية.
وتعتبر أوساط إسرائيلية أن التزاوج بين التطرف الإسلامي ونوعيات متقدمة وخطيرة من الأسلحة يعني تعاظم الخطر. وكتب المعلق العسكري في صحيفة «معاريف» عمير ربابورات أن الكثير من المعارضين الذين يحظون بدعم غربي يصنفون أنفسهم أعداء لإسرائيل «الكافرة» التي سيتجهون ضدها حال التخلص من حكم الرئيس بشار الأسد. ولذلك فإن الصور التي تنشر على موقع «يوتيوب»، بحسب رأيه، «مقلقة حقاً، فالجمع بين رجال الجهاد العالمي وصواريخ أرض أرض يعتبر أمراً إشكالياً».
غير أن ربابورات يستدرك، ويقول إن الاستخبارات الغربية تقدر أن هناك في سوريا الآن بضع مئات من رجال «القاعدة»، غالبيتهم في شمال سوريا وقسم منهم في درعا. وأضاف أن التقديرات في إسرائيل تشير إلى أنه كلما تقدم الوقت فإن الرئيس السوري يبدو وكأنه يعمل لإقامة دولة علوية في الشمال مع منفذ بحري في اللاذقية. وبحسب رأيهم فإن الأسد سيجمع هناك ما يتبقى لديه من أسلحة إستراتيجية، لكنه سيخسر بعضاً من هذه الأسلحة في المناطق التي يُمنى فيها بالهزيمة.
واعتبر ربابورات أن أخــطر ما في ترســانة سوريا هي صواريخ «M-600»، التي يبلغ مداها مئات الكيلومترات والقادرة على إصابة أهدافها بدقة أمتار قليلة. وأشار إلى أنه لم يسبق لإسرائيل أن تعاملت مع صواريخ بمثل هذه الدقة، وأنها تنظر بخطورة إلى احتمال وقوعها بأيدٍ «غير مسؤولة».
وفضلاً عن ذلك، تخشى إسرائيل من وقوع صواريخ «SA-17» المضادة للطائرات وصواريخ «ياخونت» البحرية ذات الدقة الكبيرة في أيدي المعارضين. وهي ترى أن مثل هذه الصواريخ تشكل خطراً حتى على منصات الغاز في عرض البحر المتوسط، وعلى السفن الحربية والتجارية الإسرائيلية. كما أن الصواريخ المضادة للطائرات تمس بتفوق إسرائيل الجوي وتقيّد سلاحها الجوي.
ومع ذلك يرى ربابورات أنه لن يكون للمعارضين مصلحة في إطلاق الصواريخ حالياً على إسرائيل، فضلاً عن احتمال ألا تتوفر لديهم أصلاً القدرة على ذلك. ولهذا السبب يرى أن الخشية الحقيقية في إسرائيل هي من تسرب هذه الأسلحة أو مثيلاتها إلى «حزب الله» تحديداً.
إسرائيل وجهاً لوجه مع “القاعدة“
رندى حيدر
يشكل خطف 21 مراقباً من قوات الأمم المتحدة لفك الاشتباك “أندوف” على أيدي مجموعة مسلحة تطلق على نفسها “كتيبة شهداء اليرموك” مؤشراً واضحاً للفوضى المرشحة للازدياد والتفاقم مع استمرار القتال في سوريا من دون ايجاد مخرج سياسي للأزمة، وللمأزق الذي قد تواجهه إسرائيل إذا قررت قوات فك الاشتباك الموجودة في هضبة الجولان منذ اتفاق وقف اطلاق النار بين سوريا وإسرائيل عام 1974 الانسحاب من الهضبة تاركة إسرائيل وجهاً لوجه مع تنظيم “القاعدة”.
وهكذا، مثلما تحولت الأزمة السورية أزمة مشتركة لكل من لبنان والأردن والعراق وتركيا، فإنها باتت تشكل مشكلة أيضاً لإسرائيل التي لا يبدو حتى الآن أنها توصلت الى بلورة استراتيجية واضحة لطريقة تعاملها مع الوضع المتدهور في سوريا، ولا كيف ستواجه خطر سيطرة المجموعات المسلحة القريبة من “القاعدة” على المناطق المحاذية لحدودها.
ليس خافياً ان إسرائيل الرسمية كانت تأمل في صمود نظام الأسد في الصراع الداخلي الدائر في سوريا، وخروجه منه ضعيفاً وتالياً أقل قدرة على تهديدها. لكن تزايد المؤشرات لخسارة النظام السيطرة على مناطق كبيرة من الأراضي السورية، وخصوصاً تلك المتاخمة للحدود، الى التقارير التي تحدثت عن تسلل مجموعات مؤيدة لـ”القاعدة” الى المناطق الحدودية مع إسرائيل، أدى الى تبدد الآمال المعقودة على صمود الأسد، وزاد مخاوف إسرائيل من نشوء وضع على الحدود في الجولان مشابه لما كان الوضع في جنوب لبنان مع الوجود العسكري لـ”حزب الله”. وكان الجيش الإسرائيلي قد رصد منذ أشهر تسلل مجموعات جهادية تابعة لـ”القاعدة” الى منطقة حوران القريبة من مواقعه العسكرية. ويبدو أن هؤلاء الجهاديين جاؤوا من السعودية واليمن عبر الأردن. كما تجدر الاشارة الى ان المنطقة التي حصل فيها الخطف من الصعب مراقبتها عن كثب من الجانب الإسرائيلي نظراً الى وجودها في واد عميق الأمر الذي قد يجعلها مستقبلاً منطقة لتسلل الخلايا الجهادية من هناك لمهاجمة إسرائيل.
أهمية حادث الخطف لا تقاس بانعكاساته السلبية على صورة الثورة السورية، ولا بتوظيف النظام السوري اياه لمصلحته كي يثبت للعالم أن لا خيار له سوى نظام الأسد أو الفوضى؛ وإنما لكونه يحمل دلالة واضحة على صوملة سوريا، التي حذر منها أكثر من مسؤول عربي وأجنبي، والوتيرة السريعة والهائلة لانهيار الدولة المركزية في هذا البلد، والانعكاسات الخطيرة المترتبة على ذلك على نسيج المجتمع السوري، وعلى وحدة الأراضي السورية، وعلى سلامة حدود الدولة، وعلى كل الدول المجاورة.
النهار
الثورة السورية باتت هنا
صحف عبرية
على مدى أشهر عديدة كانت الثورة السورية بالنسبة للعديد من الاسرائيليين حدثا اعلاميا في أساسه، يجري خلف جبال الظلام، في سورية البعيدة، ويتعرفون عليه أساسا من التقارير في النشرات الاخبارية في الراديو والتلفزيون. ولكن منذ بضعة اسابيع والثورة باتت هنا، على الجدار، وفي حالات معينة باتت تجتازه الى داخل هضبة الجولان.
في البداية كان هذا تبادلا لاطلاق النار بين الثوار وبين الجيش السوري على مقربة من الحدود، ولكن بعد ذلك تسللت بعض الرصاصات أو القذائف الى الاراضي الاسرائيلية، ولاحقا وجد بعض الثوار مأوى في الاراضي الاسرائيلية أو اجتازوا الجدار اليها كي يتلقوا فيها علاجا طبيا.
اختطاف 20 جنديا من الامم المتحدة مسؤولين عن حماية الهدوء على طول الحدود السورية ـ الاسرائيلية هو بالتالي حلقة اخرى في السلسلة.
ومع ذلك، فانه بمثابة صعود درجة بل وتفاقم وتصعيد في الوضع الاشكالي على أي حال الذي يتشكل على طول حدودنا في هضبة الجولان.
لقد فقد النظام السوري السيطرة على أجزاء واسعة من الدولة، وهذا الميل آخذ فقط في الاحتدام. ففي الاسبوع الماضي سقطت في أيدي الثوار محافظة الرقة في شرقي الدولة، المحافظة الاولى التي تنتقل بكاملها الى سيطرة الثوار. المناطق الحدودية مع العراق ومع تركيا فقدها النظام منذ زمن بعيد والمعركة الآن هي على السيطرة على طول الحدود السورية مع لبنان، مع الاردن، وبالطبع ايضا الحدود في هضبة الجولان. وبالتالي فان النظام ينطوي في داخل نفسه ويُركز جهوده على الدفاع عن القلب العاصمة دمشق، الطريق المؤدي منها الى الشاطيء السوري، حيث يعيش معظم أبناء الطائفة العلوية، واضافة الى ذلك يوجه جهدا ثانويا للاحتفاظ بحلب، المدينة الثانية في أهميتها في الدولة.
لقد كان النظام السوري معروفا بعدائه لاسرائيل ومع ذلك فقد كان عنوانا واضحا وناجعا بالنسبة لنا، وحرص حرصا زائدا على الحفاظ على الهدوء على طول الحدود في هضبة الجولان. ويحل محله فراغ بل وفوضى كما يمكن ان نرى من الافلام القصيرة التي نشرها خاطفو جنود الامم المتحدة في هضبة الجولان الاربعاء.
تبرز في اوساط الثوار جبهة النُصرة المتماثلة مع القاعدة، النشطة في جنوب سورية وفي منطقة حلب. ولكن الى جانبها تعمل جملة واسعة من الجماعات المسلحة، بالغالب دون قيادة مركزية. يدور الحديث عن عصابات محلية من خارقي القانون، شباب متعطشين للثأر، يأخذون في أيديهم السيطرة في مناطق القرى والمحيط. على اسرائيل ان تعتاد بأن هؤلاء واولئك سيصبحون من الآن فصاعدا جيرانها الجدد. والانسحاب المتوقع، في أعقاب الاحداث الاخيرة، للقوة الدولية من هضبة الجولان سيزيل الحاجز الذي كان لا يزال يفصل بيننا وبين الثورة السورية.
لقد كفت الثورة في سورية، اذا، عن ان تكون موضوعا نظريا للمحللين وللخبراء الذين انشغلوا أساسا في تنبؤات نهاية بشار الاسد. لقد باتت الثورة السورية هنا والآن.
البروفيسور إيال زيسر
اسرائيل اليوم 7/3/2012
اطباء بلا حدود: الوضع الانساني في سورية ‘كارثي‘
باريس ـ ا ف ب: بعد الامم المتحدة التي اكدت حدوث ‘كارثة مطلقة’ في سورية وضعت منظمة اطباء بلا حدود الفرنسية حصيلة قاتمة مشابهة مطالبة بابرام اتفاق سياسي ‘حول المساعدات الانسانية لتسهيل ايصالها’.
في تقرير بعنوان ‘عامان من النزاع في سورية – المساعدات الانسانية في طريق مسدود’ انتقدت اطباء بلا حدود نظام الرئيس السوري بشار الاسد الذي يستهدف المنشآت الصحية ويمنع وصول المساعدات الى مناطق شاسعة في البلاد وتخاذل المؤسسات الدولية والدول المجاورة.
وانتقدت المنظمة المؤسسات الدولية لانها لا تقدم الموارد الكافية وما زالت تشترط موافقة دمشق على حيز كبير من انشطتها ما يستثني بحكم الواقع اغلبية سكان المناطق الخاضعة للمعارضة المسلحة من مساعداتها فيما باتت منشآت الغوث في مناطق النظام ‘مكتظة’ وغير كافية. كما استهدفت انتقادات المنظمة الدول المجاورة لسورية لانها ‘غير مستعدة’ لتزويد المنظمات الناشطة عبر الحدود ‘بالتسهيلات اللوجستية والادارية التي يتم ربطها بالحصول على اذن رسمي’ لممارسة عملها ما يبطئ فعاليتها.
وقالت المنظمة ‘في ظل هذه الظروف لا نرى ما يحول دون اعتراف الدول المجاورة ومانحي الاموال رسميا بعمليات الوكالات الانسانية عبر الحدود ودعمها ماديا’.
ووجهت اطباء بلا حدود نداء الى اطراف النزاع والمجتمع الدولي وقالت ان ‘شلل الدبلوماسية (…) لا يمكن ان يبرر عجز المساعدات الانسانية. بالتالي تطلب اطباء بلا حدود من اطراف النزاع التفاوض على اتفاق حول المساعدات الانسانية لتسهيل نقلها الى جميع انحاء البلاد انطلاقا من الدول المجاورة او عبر خطوط الجبهة’.
وتابعت ‘بانتظار ذلك، ينبغي الا يحول غياب الاتفاق دون تحرك المنظمات الدولية حيثما تستطيع (…) كما ينبغي عدم رهن نشر المساعدات في المناطق الخاضعة للمعارضة او المعزولة، بموافقة الحكومة السورية’.
وانطلق النزاع السوري قبل حوالى عامين بحركة احتجاجات سياسية ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد لكنها تعسكرت مع تكثف القمع الدامي الذي نفذته قوى الامن. واسفر النزاع حتى الان عن مقتل حوالي 70 الف شخص بحسب الامم المتحدة.
واعلنت الامم المتحدة الاربعاء عن بلوغ عدد اللاجئين السوريين خارج البلاد حوالى مليون شخص. وهذا الرقم لا يشمل الا اللاجئين المسجلين، ما يوحي بان عددهم الفعلي اكبر بكثير. كما نزح 2.5 ملايين سوري على الاقل في داخل البلاد. واعتبر المفوض الاعلى لشؤون اللاجئين في الامم المتحدة انطونيو غوتيريس ان ‘سوريةا دخلت دوامة الكارثة المطلقة’.
واكدت اطباء بلا حدود هذا القول حيث افاد التقرير ‘ان الوضع الانساني كارثي في سورية والمساعدات المقدمة لا تذكر مقارنة بالاحتياجات’، علما ان نشاطها يقتصر على مناطق المعارضة نظرا الى رفض دمشق السماح لها بدخول مناطق النظام
واكدت استمرار السيطرة على مؤسسات الرعاية الصحية، ‘حيث تراقب القوى الامنية المستشفيات فتوقف وتعذب جرحى’. بالنتيجة نشأت بنى صحية سرية يتم ‘استهدافها او تدميرها’ ويتعرض العاملون فيها ‘للتهديد والاستهداف والقتل’ فيما تعاني من نقص حاد في الادوية والمعدات الطبية وسيارات الاسعاف والكهرباء.
متشددون من شمال القوقاز الروسي يشاركون في ‘الجهاد’ ضد الأسد
موسكو ـ بيروت ـ رويترز: يجلس عمر أبو الشيشان الذي كان يرتدي ملابس سوداء على سجادة محاطا بعشرين رجلا مسلحين بالبنادق وهو يلقي كلمة حماسية يحث فيها المسلمين على دعم ‘الجهاد’ ضد الرئيس السوري بشار الأسد.
ويعلن المتشدد القادم من منطقة الشيشان الروسية أن دولة الإسلام تقترب. ويترجم زملاء من كتيبة المتشددين الأجانب التي يقودها كلماته الروسية إلى العربية.
ويسلط شريط الفيديو الذي يظهر فيه أبو الشيشان وبث مؤخرا الضوء على الدور الذي يلعبه الآن في الحرب الأهلية السورية متشددون من شمال القوقاز المضطرب ضد حكومة تدعمها موسكو ويحميها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بقوة.
كما يبرز المخاطر الأمنية التي قد يمثلونها لروسيا اذا عادوا إلى منطقة شمال القوقاز الروسية المضطربة القريبة من المنطقة التي تعتزم موسكو أن تستضيف فيها دورة سوتشي الأولمبية الشتوية لعام 2014 .
وقال أبو الشيشان ‘الجهاد يتطلب أشياء كثيرة. أولا يحتاج إلى المال. أمور كثيرة في الجهاد اليوم تعتمد على المال.’
وأبو الشيشان هو الاسم الذي اكتسبه في الحرب وهو يقود جماعة مسلحة تطلق المعارضة السورية المسلحة ومواقع إلكترونية عليها اسم كتيبة المهاجرين.
وقال ‘ضيعنا فرصا كثيرة لكن اليوم توجد حقا فرصة لإقامة دولة إسلامية على الأرض.’
وأكد مقاتلون معارضون سوريون في تصريحات منفصله أنه موجود فعلا في سورية وأنه قائد الكتيبة. لكن اسمه الحقيقي غير واضح.
وقال المحلل ميربك فاتشاجاييف المقيم في باريس ‘هذه هي المرة الأولى التي يشارك فيها عدد كبير من الشيشان في عمليات عسكرية في الخارج’ مضيفا أن هناك مزاعم أثيرت من قبل بأن الشيشان حاربوا مع طالبان في أفغانستان أو حاربوا في العراق لكن لم يظهر أي دليل حاسم على ذلك.
ويقول جنود سوريون ومحللون إن هناك عشرات وربما 100 مقاتل في سورية من شمال القوقاز وهي منطقة روسية تشهد أعمال عنف يومية يقوم بها متشددون لإقامة دولة إسلامية.
ولإراقة الدماء في الشيشان جذور في حربين خاضتهما موسكو ضد انفصاليين شيشان بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وقد يشكل هؤلاء المقاتلون الموجودون الآن في سورية تهديدا أمنيا إذا عادوا إلى روسيا. ويقول محللون إن كثيرا من المتشددين الذين يحاربون قوات الاسد هم طلاب درسوا في معاهد دينية خارج روسيا وهناك آخرون اكتسبوا مهارة ودراية بالقتال في حربين انفصاليتين في الشيشان دارت الاولى بين عامي 1994 و1996 والثانية بين عامي 1999 و2000 .
وقال مصدر في المعارضة السورية على اتصال بمقاتلي المعارضة المسلحة في سوريا ‘هم مهمون للغاية يقودون القتال في بعض المناطق وبعضهم قادة كتائب. هم مقاتلون مخضرمون ويقاتلون بدافع العقيدة ولذلك هم لا يريدون شيئا في المقابل.’
وقال مصدر في المعارضة السورية إن الشيشان هم ثاني أكبر قوة من الأجانب بعد الليبيين الذين انضموا إلى الانتفاضة السورية بعد الإطاحة بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي وقتله.
وقال مصدر من مقاتلي المعارضة السورية إن 17 مقاتلا من شمال القوقاز قتلوا في القتال الذي دار خارج حلب الشهر الماضي.
وشارك مقاتلون أجانب أيضا في حرب الشيشان الأولى في منتصف التسعينات.
وقال فاتشاجاييف ‘روسيا ستراقب بحرص إلى أين يذهبون كي تتأكد من أنهم لا يعودون إلى روسيا… وأنهم لن ينجحوا في العودة إلى الشيشان.’
وطلب بوتين من قوات الأمن الروسية أن تبقى على أعلى قدر من اليقظة لحماية البلاد من الهجمات قبل وأثناء دورة الألعاب.
ووجود مقاتلين أجانب في سورية كثيرين منهم يتبنون تفسيرا متشددا للإسلام أزعج كثيرين في سورية يرون ان القتال هو حرب علمانية للإطاحة بالأسد.
وقال العميد إدريس سالم وهو قائد عسكري بالمعارضة السورية إن زعماء المعارضة أبلغوا الدول أنهم لا يريدون رجالا وإنما يريدون دعما بالأسلحة أو بالأموال ولا حاجة لقدوم الرجال إلى سورية.
وأضاف أن من دخلوا البلاد كان لهم تأثير سلبي على الثورة.
مقاتلو المعارضة السورية يعرضون تسليم 21 أسيرا فلبينيا من قوات حفظ السلام إلى الصليب الأحمر
مانيلا- (د ب أ): عرض مقاتلو المعارضة السورية إطلاق سراح 21 فلبينيا من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة إذا استطاعوا تسليمهم إلى الصليب الأحمر، بحسب ما ذكره متحدث باسم الجيش الفلبيني الجمعة.
وقال الكولونيل أرنولفو بورجوس: “قوات المعارضة السورية مستعدة لإطلاق سراح عناصر حفظ السلام”.
وقال بورجوس للصحفيين في مانيلا: “إنهم يرغبون في أن يتسلمهم الصليب الأحمر”.
وأوضح أن مقاتلي المعارضة السورية يرغبون في ضمان “أرضية آمنة” لإطلاق سراح الفلبينيين الذين ألقوا القبض عليهم في مرتفعات الجولان يوم الأربعاء الماضي.
وقال المتحدث باسم الخارجية الفلبينية راؤول هرنانديز إن “المفاوضات جارية”.
وتابع: “كنا نتوقع أن يتم إطلاق سراح عناصر حفظ السلام الـ 21 هذا الصباح، لكن هذا لم يحدث… نحن نواصل المفاوضات مع جميع الأطراف المعنية لنتأكد من إطلاق سراحهم على الفور”.
وتحدث المسؤولون الفلبينيون بعد يوم من قول مقاتلي المعارضة السورية إن إطلاق سراح عناصر حفظ السلام مشروط بانسحاب قوات الحكومة من الجزء الجنوبي المضطرب من سورية.
ويذكر أن الفلبينيين المحتجزين جزء من فرقة حفظ سلام فلبينية من 300 فرد وصلت في تشرين ثان/ نوفمبر للانضمام إلى قوات حفظ السلام التي تنفذ اتفاق وقف إطلاق النار في الجولان الذي أبرم بعد حرب أكتوبر عام 1973 .
وظهر بعض الأسرى في مقطع فيديو بث على موقع يوتيوب بدون أن يلحق بهم أذى وقالوا إنهم في أمان ويلقون معاملة جيدة من جانب المعارضين.
وقال أحدهم “إلى أسرنا، نأمل أن نراكم قريبا. نحن بخير هنا”.
وأدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون احتجاز عناصر حفظ السلام، قائلا إنه يتعين على جميع الأطراف احترام حرية حركة وسلامة وأمن هؤلاء.
الأمم المتحدة قلصت دورياتها في الجولان بعد احتجاز المراقبين
نيويورك- (ا ف ب): اعلن مسؤول في الأمم المتحدة الخميس ان على المنظمة الدولية أن “تكيف” وجودها في هضبة الجولان لدواع أمنية وقد قلصت فعلا دوريات مراقبيها اثر قيام معارضين سوريين باحتجاز 21 منهم.
وقال هذا المسؤول رافضا كشف هويته “علينا ان نتكيف (مع الوضع الجديد) لعدم تعريض طواقمنا للخطر”، مضيفا “علينا بالتاكيد ان نقلص الدوريات وقد قمنا بذلك”.
واكد أن المفاوضات مستمرة لضمان الافراج عن المراقبين، وهم عناصر في قوة مراقبة خط فض الاشتباك في هضبة الجولان المحتلة وجميعهم فيليبينيون.
واوضح المسؤول “اننا نلجأ الى كل القنوات للتواصل مع الحكومة السورية ومع المعارضة من دون اي نتيجة حتى الان”، لافتا الى ان الامم المتحدة “ليس لديها فكرة واضحة الى الان” عن طلبات محتملة للخاطفين.
ومن المقرر ان يعقد مجلس الامن الدولي جلسة مغلقة صباح الجمعة لمناقشة اخر تطورات الوضع.
من جهتها، اوضحت متحدثة باسم دائرة عمليات حفظ السلام ان المراقبين المحتجزين “كانوا يحملون اسلحة خفيفة للدفاع عن انفسهم”.
وفي عملية خطف هي الاولى من نوعها منذ اندلاع النزاع في سوريا قبل عامين، احتجز مقاتلون معارضون 21 مراقبا فيليبينيا ينتمون الى قوة الامم المتحدة المكلفة منذ 1974 ضمان احترام وقف اطلاق النار بين اسرائيل وسوريا في هضبة الجولان المحتلة.
واعلنت مجموعة سورية معارضة تطلق على نفسها اسم (لواء شهداء اليرموك)، مسؤوليتها عن خطف المراقبين الفيليبينيين.
المعارضة السورية تشترط انسحاب قوات الأسد قبل الإفراج عن جنود حفظ السلام
بيروت ـ من دومينيك ايفانز وأوليفر هولمز ـ (رويترز) – قال نشط من مقاتلي المعارضة اليوم الخميس إن المقاتلين الذين يحتجزون 21 من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة قرب مرتفعات الجولان في جنوب سوريا يطالبون بأن توقف قوات الحكومة السورية قصفها وتنسحب من المنطقة قبل إفراجهم عن المحتجزين.
وقال أبو عصام تسيل من المكتب الإعلامي للواء (شهداء اليرموك) المعارض الذي احتجز جنود حفظ السلام الفلبينيين إنه سيتم تسليمهم إلى أيد أمينة وقتما يتسنى ذلك نظرا لأن المنطقة محاصرة ونظام الأسد يقصفها.
ونشرت عدة تسجيلات مصورة لجنود حفظ السلام اليوم الخميس قالوا فيها إنهم يتلقون معاملة طيبة من المدنيين والمعارضين الذين يقاتلون الرئيس بشار الأسد ولكن بعد مرور 24 ساعة على احتجازهم في قرية الجملة الجنوبية لم تظهر أي إشارة تبين متى يمكنهم المغادرة.
وقال تسيل إنها ليست مسألة تتعلق بسلامتهم وحدهم بل بسلامة جميع سكان المنطقة مضيفا أن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة التي تراقب خط وقف إطلاق النار في مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل هي المسؤولة عن إبعاد الأسلحة الثقيلة عن المنطقة.
ويشكل أسر القافلة الدولية على مسافة 1.5 كيلومتر من الأراضي التي تحتلها إسرائيل علامة أخرى على أن الصراع السوري الذي يقترب من ذكراه السنوية الثانية يمكن أن يمتد إلى الدول المجاورة.
وتقول إسرائيل إنها لن تقف “مكتوفة الأيدي” في حالة امتداد العنف إلى الجولان التي احتلتها في حرب عام 1967 رغم أن مسؤولا كبيرا بوزارة الدفاع عبر اليوم الخميس عن ثقته في قدرة الأمم المتحدة على إطلاق سراح قوات حفظ السلام مشيرا إلى أن إسرائيل لن تتدخل.
وقتل مقاتلون يشتبه أنهم إسلاميون سنة 48 جنديا سوريا داخل العراق يوم الاثنين وأسفرت نيران مدفعية عبر حدود سوريا عن سقوط قتلى في لبنان وتركيا في الأشهر القليلة الماضية. ومن شأن قيام نحو 30 مسلحا باحتجاز قوات حفظ السلام أمس الأربعاء أن يزيد مخاوف الغرب من استخدام أي أسلحة يتم تقديمها للمعارضين الذين يقاتلون للإطاحة بالأسد في استهداف المصالح الغربية في نهاية الأمر.
وقال بيتر بوكيرت من منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان إن بعض المعارضين الذين يقاتلون مع لواء شهداء اليرموك شوهدوا في مقاطع مصورة أخرى وهم يحملون قاذفة قنابل كرواتية الصنع فيما يبدو. ونقلت تقارير إعلامية الشهر الماضي عن مسؤولين أمريكيين القول إن السعودية ترسل أسلحة كرواتية إلى مقاتلي المعارضة السورية.
وتقول الأمم المتحدة إن نحو 70 ألف شخص لقوا حتفهم في الانتفاضة التي اندلعت في مارس آذار عام 2011 والتي كانت في باديء الأمر احتجاجات سلمية بشكل أساسي ضد الأسد ثم تحولت إلى صراع طائفي بشكل متزايد.
وأظهر ما لا يقل عن أربع تسجيلات مصورة نشرت على شبكة الإنترنت اليوم الخميس مجموعات يتراوح عدد أفرادها بين ثلاثة وستة من جنود حفظ السلام وهم يقولون إنهم توقفوا في بلدة الجملة حفاظا على سلامتهم أثناء قصف كثيف وهي تصريحات تتعارض مع بيان الأمم المتحدة التي قالت إن 30 معارضا مسلحا احتجزوهم.
وأدانت الحكومة الفلبينية احتجاز أفراد من قوات حفظ السلام وهم ثلاثة ضباط و18 مجندا ووصفته بأنه “انتهاك صارخ للقانون الدولي”.
وقال الرئيس الفلبيني بنينو أكينو للصحفيين إن أفراد قوات حفظ السلام يلقون معاملة جيدة وإن الأمم المتحدة على اتصال بمقاتلي المعارضة لضمان سلامتهم. وأضاف “يتوقعون الإفراج عن الواحد والعشرين فردا جميعا بحلول غد” مضيفا أن الإفراج عنهم ربما يتم اليوم.
وأوضح أكينو أن كلا من الجانبين في الصراع السوري يرى وجود الأمم المتحدة “محمودا” في سوريا وهو رأي لا يتفق معه الكثير من مقاتلي المعارضة السورية الذين يحملون المنظمة جزءا على الأقل من مسؤولية عدم تدخل المجتمع الدولي حتى الآن.
وفي تسجيل فيديو صدر للإعلان عن احتجاز أفراد الأمم المتحدة أمس الأربعاء اتهم عضو في لواء شهداء اليرموك قوات حفظ السلام بالتواطؤ مع قوات الأسد لمحاولة إخراجهم من قرية الجملة التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة بعد معركة عنيفة.
ونفى بيان صدر لاحقا باسم شهداء اليرموك احتجاز جنود الأمم المتحدة وقال إنهم تحت الحماية من قصف قوات الأسد.
ولا يبدو البيان متعارضا مع البيان الأصلي للمعارضين فقط بل كذلك مع التسجيل المصور الذي أظهر إيقاف القافلة في منتصف الطريق وأفراد الأمم المتحدة محاصرون داخل مركباتهم ومعرضون لأي قذائف مدفعية يمكن أن تسقط عليهم.
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش إنها تتحرى أمر لواء شهداء اليرموك لاحتمال تورطه في عمليات إعدام بما في ذلك عملية قتل جنود سوريين صورت بالفيديو ونشر التسجيل على الإنترنت يوم الثلاثاء.
وأظهر تسجيل مصور مقاتلي المعارضة وعددا من الرجال يرتدون الزي المموه قالوا إنهم احتجزوا من قاعدة تابعة للجيش السوري قرب الجملة. وأظهر تسجيل مصور آخر عشرة رجال قتلى منهم بعض المحتجزين الذين تم تصويرهم وهم أحياء في الفيديو السابق.
وتراقب قوة فك الاشتباك التابعة للأمم المتحدة خط وقف إطلاق النار في مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل منذ نحو 40 عاما.
وأدان الامين العام للأمم المتحدة بان جي مون ومجلس الأمن احتجاز المراقبين وطالب بالإفراج عنهم فورا.
وقالت الأمم المتحدة في إشارة إلى القرية التي شهدت اشتباكات عنيفة يوم الأحد “كان مراقبو الأمم المتحدة يقومون بمهمة إمداد معتادة وتم إيقافهم قرب نقطة المراقبة رقم 58 التي لحقت بها تلفيات وتم إخلاؤها في مطلع الأسبوع بعد قتال عنيف بالقرب منها في الجملة.”
وأضافت أن نحو 30 مقاتلا خطفوا أفراد حفظ السلام.
وفي تسجيل فيديو أصدره مقاتلو المعارضة قال شاب إنه من لواء شهداء اليرموك وكان يحيط به عدد من المقاتلين الذين كانوا يحملون البنادق ويقفون أمام مدرعتين وشاحنة مكتوب عليها اسم الأمم المتحدة.
وقال إن قيادة شهداء اليرموك تحتجز القوة التابعة للأمم المتحدة لحين انسحاب قوات الأسد من مشارف قرية الجملة.
وظهر خمسة أشخاص على الأقل داخل العربات وكانوا يرتدون الخوذات الزرقاء والسترات الواقية من الرصاص الخاصة بجنود الأمم المتحدة. وحذر الشاب من أنه في حالة عدم انسحاب القوات السورية خلال 24 ساعة فسوف يعاملونهم كأسرى.
وأعلنت سوريا اليوم الخميس أنها كشفت كاميرا تجسس إسرائيلية تراقب “موقعا حساسا” على ساحلها على البحر المتوسط قائلة إن هذا الاكتشاف يبرز دور إسرائيل في حركة الانتفاضة والمعارضة المناوئة للأسد. ولم يعلق المسؤولون الإسرائيليون على التقرير السوري.
سورية تتحدث عن اكتشاف معدات تجسس إسرائيلية قبالة الساحل
إسرائيل تخشى سيطرة القاعدة على الحدود مع الجولان
بيروت ـ دمشق ـ وكالات: قال ناشط سوري على صلة بمقاتلي المعارضة الخميس إن المقاتلين الذين يحتجزون 21 من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة قرب هضبة الجولان في جنوب سورية يقولون إن قوات الحكومة السورية يجب أن تنسحب من المنطقة قبل الإفراج عن الأفراد المحتجزين،’فيما اعلن متحدث باسم الامم المتحدة ان المنظمة الدولية لا تزال تفاوض لاطلاق سراحهم.
وفي إطار المخاوف الإسرائيلية الرسمية من تحول هضبة الجولان العربية السورية المحتلة إلى سيناء رقم 2، تحدثت صحيفة ‘يديعوت احرونوت’ الاسرائيلية، عن مخاوف اسرائيل من قيام ناشطين من القاعدة ‘بالوصول الى الحدود الاسرائيلية والسيطرة على المنطقة العازلة في حال مغادرة قوات الامم المتحدة’، مشيرة الى ان الجيش الاسرائيلي يقوم حاليا ‘بتقوية انظمة دفاعه’ لمواجهة سيناريو مماثل.
وتتخوف اسرائيل من ان يؤدي احتجاز 21 عنصرا من قوة حفظ السلام في منطقة محاذية لمرتفعات الجولان المحتل الى رحيل قوات الامم المتحدة لمراقبة فك الاشتباك في الجولان.
وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه ‘هذا الخطف من المرجح ان يقنع الدول التي لديها قوات هناك بإعادتها، والذي من شأنه ان يخلق فراغا خطيرا في المنطقة العازلة التي توجد فيها بالجولان’.
جاء ذلك في الوقت الذي كشف فيه أعضاء في الائتلاف الوطني السوري المعارض الخميس إن الائتلاف سيجتمع في اسطنبول يوم الثلاثاء لانتخاب رئيس حكومة مؤقتة.
وقال اعضاء بالائتلاف لرويترز في عمان إنه تم اتخاذ القرار بعد أن سحب رياض حجاب رئيس الوزراء السابق ترشحه. وحجاب هو أرفع مسؤول مدني ينشق عن النظام السوري منذ اندلاع الانتفاضة.
وقال عضو بالائتلاف الوطني السوري ‘سنجتمع في اسطنبول في الثاني عشر والثالث عشر من هذا الشهر. توسع المجال للمرشحين منذ أن انسحب حجاب’. وأضاف أن سحب ترشيح حجاب كان من الأسباب التي أدت إلى تأجيل اجتماع التحالف الذي كان من المقرر أن يعقد يوم السبت.
وقالت المصادر إن المجلس الوطني السوري – وهو كتلة كبيرة داخل الائتلاف الذي يضم 71 عضوا ويخضع بدرجة كبيرة لنفوذ جماعة الإخوان المسلمين – اختار ثلاثة مرشحين لمنصب رئيس الحكومة المؤقتة.
والمرشحون الثلاثة هم سالم المسلط وهو زعيم قبلي من شمال شرق سورية عمل في مراكز أبحاث في الخليج وأسامة القاضي وهو أستاذ اقتصاد تعلم في الولايات المتحدة ويرأس قوة مهام شكلتها المعارضة لوضع خطط للانتعاش الاقتصادي في مرحلة ما بعد الأسد والناشط المعارض المخضرم برهان غليون وهو أستاذ يحظى باحترام من مدينة حمص ورئيس سابق للمجلس الوطني السوري.
ومن جهته دعا رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض احمد معاذ الخطيب الخميس المجتمع الدولي الى القيام ب’تحرك فعال’ في سورية ‘قبل فوات الاوان’.
الى ذلك نقل رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان عن متحدث باسم لواء (شهداء اليرموك) قوله إن أفراد قافلة قوات حفظ السلام محتجزون كضيوف في قرية الجملة على بعد نحو كيلومتر ونصف الكيلومتر من خط وقف إطلاق النار مع مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل.
وتابع عبد الرحمن بعد أن تكلم مع متحدث باسم مقاتلي المعارضة صباح الخميس ‘قال إنهم لن يتعرضوا للأذى. لكن مقاتلي المعارضة يريدون انسحاب الجيش السوري ودباباته من المنطقة.’
وأعلنت سورية الخميس أنها كشفت كاميرا تجسس إسرائيلية تراقب ‘موقعا حساسا’ على ساحلها على البحر المتوسط قائلة إن هذا الاكتشاف يبرز دور إسرائيل في حركة الانتفاضة والمعارضة المناوئة للأسد. ولم يعلق المسؤولون الإسرائيليون على التقرير السوري.
وعرض التلفزيون السوري صورا لما قال إنها كاميرا وست بطاريات كبيرة ومعدات إرسال بالإضافة إلى صخور زائفة استخدمت لإخفاء المعدات.
ونقل التلفزيون عن مصدر مسؤول قوله إن المعدات اكتشفت في الأيام القليلة الماضية في موقع على الساحل لم يحدده وإنها تسلط الضوء على الدور الذي لعبته إسرائيل في الانتفاضة على حكم الرئيس بشار الأسد.
اسرائيل تتأهّب في الجولان خشية انسحاب «الأندوف»
أثار خطف المراقبين الدوليين في الجولان المحتل هلع اسرائيل، ووضعت نفسها في حالة تأهب خوفاً من أن تؤدي الحادثة الى حصول فراغ أو أن يسيطر مسلحون تابعون لتنظيم «القاعدة» على المنطقة
محمد بدير
وصفت إسرائيل حادثة اختطاف المراقبين الدوليين في الجولان بالخطير، وأعربت عن تخوفها من أن تتسبب بانسحاب قوات «أندوف» من منطقة انتشارها المنزوعة السلاح بين الجانبين السوري والإسرائيلي، وخضوع هذه المنطقة لسيطرة المسلحين الذين ينتمون بأغلبيتهم إلى منظمات جهادية ترتبط بتنظيم «القاعدة»، وذلك في موازاة استمرار مفاوضات الأمم المتحدة مع الخاطفين لتحرير المراقبين، الذين أكدت جميع الجهات أنهم بخير.
وقال رئيس الدائرة الأمنية السياسية في وزارة الدفاع الإسرائيلية، عاموس جلعاد، إنّ اختطاف مراقبي الأمم المتحدة الفيليبينيين يعدّ حادثاً خطيراً، على الرغم من إعرابه عن ثقته بأن المنظمة الدولية ستقنع الخاطفين بالإفراج عنهم.
ورأى جلعاد، في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية، أن سوريا تمرّ حالياً بمرحلة تفكك، ما قد يؤدي إلى ظهور مخاطر جديدة، لافتاً إلى أنّ إسرائيل تتعامل بيقظة وحذر حيال ما يجري وراء الحدود السورية وتتخذ كافة الاستعدادات اللازمة تحسباً لأي احتمال.
ونقلت إذاعة الجيش عن مصادر أمنية اسرائيلية، قولها إنّ «المسلّحين السوريين الموالين للقاعدة هم من يسيطر على الجانب السوري من الحدود»، وأنهم بصدد طرد المراقبين الدوليين من المنطقة، ما يفتح المواجهة على مصراعيها مع اسرائيل. وأشارت المصادر إلى أن «تل أبيب قد تتخذ خطوات على الأرض لضمان أمنها في الفترة القريبة القادمة».
وفي السياق نفسه، أعرب مسؤول اسرائيلي، طلب عدم الكشف عن اسمه، عن تخوفه من أن يؤدي احتجاز هذه العناصر الى رحيل قوات الامم المتحدة لمراقبة فك الاشتباك والذي «من شأنه أن يخلق فراغاً خطيراً في المنطقة العازلة التي تتواجد فيها بالجولان».
بدوره، ذكر موقع «Israel defense» أنّ إسرائيل توجهت إلى الأمم المتحدة وإلى قيادة قوات «أندوف» بطلب عدم تقليص نشاط قوات «أندوف» في الجولان، وألا يُصار إلى سحب أو تقليل أعدادها في أعقاب حادثة الخطف. كما تحدثت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مخاوف تسود دوائر صناعة القرار الإسرائيلية من «تفكّك قوات أندوف» في الجولان ومن سيطرة عناصر تابعين للقاعدة على المنطقة الفاصلة بين إسرائيل وسوريا.
وتعمل «أندوف» في الجولان منذ اتفاق فصل القوات بين الجانبين عام 1974 بناء على قرار من مجلس الأمن. وتمتد المنطقة الفاصلة التي تنتشر فيها القوات الأممية على مسافة 80 كيلومتراً طولاً، من الحرمون شمالاً إلى مثلث الحدود السورية الأردنية الفلسطينية في الجنوب، عند نقطة الحمّة، وبعرض يراوح بين كيلومتر ونصف الكيلومتر وعشرة كيلومترات. وبموجب الاتفاق، فإن هذه المنطقة منزوعة السلاح، إلا أنّه توجد فيها إدارة مدنية تابعة للسلطات السورية تدير شؤون عدد من القرى المنتشرة فيها.
وكانت القوات الدولية قد قلّصت عديد قواتها خلال الأشهر الأخيرة، حيث قامت بعض الدول بسحب قواتها كلياً، مثلما فعلت كل من اليابان وكرواتيا. وبحسب المصادر الإسرائيلية، فإنّ العديد الحالي لقوات «أندوف» المتبقية في الجولان لا يتعدى ألف عنصر، وهو في انخفاض مستمر.
من جهتها، أعلنت الأمم المتحدة أنها لا تزال تفاوض لإطلاق سراح الـ21 مراقباً. وقال المتحدث مارتن نيسيركي، إن المراقبين «لم يطلق سراحهم بعد»، مضيفاً أن قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك في الجولان «اتصلت بهم هاتفياً وأكدت أنهم لم يتعرضوا لسوء معاملة». وقال إن «الأمم المتحدة تبذل جهودا للتوصل الى الافراج عنهم». كما طالبت الفيليبين بالإفراج الفوري عن مواطنيها المراقبين. وقال الرئيس بينينيو اكينو، إن الجنود «يعاملون جيداً»، وانه «حتى الآن لا شيء يشير الى أنهم في خطر».
وهو ما أكّده أيضاً المعارضون المسلحون الذين ينشطون تحت اسم «لواء شهداء اليرموك»، وأعلنوا اختطافهم للمراقبين الدوليين. وقال رئيس المجموعة للمرصد السوري لحقوق الانسان «إن لا نية لدينا بإساءة معاملة المراقبين الذين سيبقون محتجزين حتى انسحاب القوات النظامية السورية من بلدة جملة في المنطقة» الواقعة على بعد 1,5 كيلومتر عن الخط الفاصل. واتهم الخاطفون قوة الأمم المتحدة بالتعاون مع الجيش السوري لسحق المعارضة المسلحة للنظام السوري مهددين باعتبار المخطوفين «أسرى حرب».
وفي ظل التوتر القائم، يواصل جيش الاحتلال استعداداته الخاصة في المكان، حيث أفيد عن تعزيز قواته وشروعه في بناء سياج حدودي جديد وذكي للحؤول دون عمليات التسلل. وكانت تقارير صحافية قد تحدثت في الأسابيع الماضية عن مخططات لدى إسرائيل لإقامة منطقة أمنية عازلة داخل الأراضي السورية لمنع المسلّحين من الاقتراب إلى الحدود. كما كشفت وسائل الإعلام عن أصوات تتعالى داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تطالب بالبحث عن جهات معتدلة في أوساط المسلّحين السوريين والتواصل معها بهدف بلورة تفاهمات و«قواعد لعبة» تنظم العلاقة بين الجانبين وتضمن تحييد إسرائيل عن أية تداعيات سلبية في حال سقط النظام في سوريا.
وفي سياق القلق الاسرائيلي من تطورات الأزمة السورية، أشار رئيس مجلس الأمن القومي الاسرائيلي السابق ديورا آيلاند الى أن «القلق في إسرائيل هو من اليوم الذي سيلي سقوط الأسد، وبالأخص في ظل المخاوف من تشكّل جهات إرهابية تعمل في الجانب السوري ضد إسرائيل، وليس هناك أدنى شك في أن هذا الخطر يتعاظم». وأضاف أن «الجيش السوري، الذي كان يشكّل تهديداً بالنسبة لإسرائيل طوال 30 عاماً سيتضرر كثيراً من جراء تدمير أسلحته وعدم تجنيده أشخاصاً وفقدان الثقة وغياب الصيانة للمنظومات الموجودة في حوزته، ومن يسيطر على سوريا في اليوم التالي سيكون لديه جيش مصاب، منكوب ومتفكك، وهذا الأمر يُعتبر بالنسبة لإسرائيل، وبرؤية استراتيجية، ذا منفعة كبرى».
إلى ذلك، نشرت وكالة الأنباء السورية صوراً لما قالت إنها تجهيزات تجسس إسرائيلية عُثر عليها في احدى المناطق الساحلية الأسبوع الماضي. وتظهر الصور المنشورة مجسمات لصخور مصنوعة من «الفيبر غلاس» وفي داخلها كاميرات صغيرة. وقال التلفزيون السوري إنّ وسائل التجسس التي عُثر عليها استخدمت لمراقبة هدف حساس من خلال التصوير وبث الصور. وأفادت مصادر أمنية سورية عن العثور على ثلاثة تجهيزات كهذه في إحدى الجزر غير المأهولة المقابلة لساحل طرطوس شمال سوريا، مشيراً إلى أنّها كانت تستخدم في رصد حركة الأسطول الروسي وسفنه التي ترسو في ميناء المدينة.
الأسد: أنقرة مصرّة على دعم الارهاب
جدّد الرئيس السوري، بشار الأسد، أمام وفد برلماني تركي، التأكيد أن أنقرة «تدعم الإرهاب»، وهو ما ردّ عليه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، بالقول إن «الأسد أصبح ماضياً وانتهى». وشدّد الرئيس السوري، أمام وفد برلماني تركي من حزب الشعب الجمهوري برئاسة حسن أك غول، على ضرورة الفصل بين مواقف الشعب التركي، الداعمة للاستقرار في سوريا، ومواقف حكومة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، المصرّة على دعم الإرهاب والتطرف وزعزعة استقرار المنطقة.
وأكّد الأسد أنّ الشعب السوري يقدر مواقف قوى وأحزاب الشعب التركي الرافضة لسياسات حكومة أردوغان «المؤثرة سلباً على التنوع العرقي والديني، الذي تتميز به مجتمعاتنا بالمنطقة ولاسيما في سوريا وتركيا». من جهته، عبر الوفد البرلماني عن رفض الشعب التركي التدخل في الشؤون السورية الداخلية وحرصه على علاقات حسن الجوار، وحذّر من مخاطر تأثير الأزمة في سوريا على الداخل التركي بشكل خاص وعلى دول المنطقة عموماً.
ردّ أنقرة جاء سريعاً، وقال أردوغان إن «الرئيس السوري بشار الأسد أصبح ماضياً وانتهى من حياتي»، مشيراً إلى أنه لن يستخدم أثناء الحديث عنه لقب «السيد»، متسائلاً عن السبب الذي يدفع حزب الشعب الجمهوري المعارض، إلى إرسال 3 نواب من نوابه لعقد لقاء مع ذلك «القاتل، الديكتاتور».
في سياق آخر، رفض وزير الخارجية الألماني، غيدو فسترفيلي، فكرة تزويد مقاتلي المعارضة السورية بالأسلحة. وفي تصريح لصحيفة «تاغشبيغل»، رأى أنّ «الامداد بالأسلحة ينطوي دائماً على مخاطر تعزيز سباق التسلح والانزلاق نحو حرب بالوكالة قد تلهب المنطقة برمتها». وأقر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي حظراً على الأسلحة إلى سوريا لا يسمح إلا بتسليم «تجهيزات حماية وإزالة أسلحة إلى المعارضة»، كما استذكر فسترفيلي، مشيراً إلى الواقيات من الرصاص وتجهيزات لإزالة الألغام مثلاً. وأوضح «أنها فقط تجهيزات لا يمكن أن تكون قاتلة».
في موازاة ذلك، دعا وزير الخارجية الإيراني، علي أكبر صالحي، الأمم المتحدة إلى دعم مصر وإيران وتركيا، في سعيها إلى إيجاد حلّ للأزمة السورية.
وقال صالحي، في رسالة وجهها إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، «إن المشاورات تتواصل بين إيران ومصر وتركيا، من أجل الوصول إلى حل سلمي للأزمة السورية، بمشاركة جميع الأطراف»، موضحاً أن دعم الأمم المتحدة في الوقت الحاضر يسرع من حل الأزمة.
إلى ذلك، دعا رئيس «الائتلاف» المعارض أحمد معاذ الخطيب المجتمع الدولي إلى القيام بـ«تحرك فعال» في سوريا «قبل فوات الأوان». وقال الخطيب، في رسالة موجهة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والأمين العام لمنظمة التعاون الاسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، «إنّ ما يجري تحت سمع العالم وبصره من إبادة جماعية للشعب السوري سوف يؤدي إلى أوخم العواقب».
واعتبر أنّ رسالته «قد تكون من أواخر الرسائل إليكم، أحملكم مسؤولياتكم الدولية أمام الله وأمام الشعوب».
على صعيد آخر، وبعدما طالت نيران المعارك الأراضي العراقية، أرسلت بغداد تعزيزات عسكرية إلى الحدود، وبدئ باعتماد مراقبة جوية لطول الحدود اثر الحوادث الأخيرة، بحسب ما أفاد المتحدث باسم وزارة الدفاع الفريق الركن محمد العسكري لوكالة «فرانس برس».
وقال العسكري إنّ منفذ اليعربية (شمال غرب) «مغلق الآن مع الجانب السوري بسبب الاحداث التي وقعت قبل أيام»، في إشارة إلى الاشتباكات بين الجيش النظامي والمعارضة المسلحة عند المعبر.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، سانا)
«الحرب على الإرهاب» تشمل «النصرة»!
بعد ثلاثة أيام على تفجيرات 11 أيلول 2001، أصدرت الإدارة الاميركية قرار «السماح باستخدام القوة العسكرية» ضد «الإرهابيين المتورطين في الهجمات». ومنذ ذلك الحين، مثّل هذا القرار ترخيصاً لـ«الحرب على الإرهاب» التي أطلقها فريق جورج والكر بوش على تنظيم «القاعدة». واللافت أن القرار إياه لا يزال سارياً حتى اليوم، وهو الذي يرعى عمليات الاغتيال بواسطة الطائرات من دون طيّار التي تنفّذ بكثافة على أهداف في باكستان واليمن.
«السماح باستخدام القوة العسكرية ضد إرهابيي القاعدة» عُدّل فيما بعد، وبات يشمل أيضاً كل «القوى المرتبطة بالقاعدة»، ما سمح بتنفيذ عمليات أوسع خلال السنوات الماضية. وبالأمس، كشفت صحيفة «ذي واشنطن بوست» أنه تجري حالياً داخل إدارة باراك أوباما مناقشة إمكانية توسيع صلاحيات قرار 2001 مرة جديدة ليشمل «المرتبطين بالقوى المرتبطة بالقاعدة».
وتشرح الصحيفة أن السبب في ذلك هو بروز قوى جديدة في الشرق الاوسط وشمال أفريقيا «تتبنى أجندة القاعدة»، من دون أن تكون مرتبطة مباشرة بالتنظيم في باكستان. ومن بين تلك القوى، يعدد التقرير الصحافي، «جبهة النصرة» الفاعلة في سوريا، التي تشن هجمات انتحارية، و«أنصار الشريعة» في ليبيا، التي تبنّت الهجوم على السفارة الاميركية في بنغازي في أيلول الماضي. وتشير الـ «بوست» الى أن تلك القوى ستكون، بموجب القرار، الذي يدرس حالياً، عرضة لاغتيالات بالطائرات من دون طيار ولعمليات تصفيات أو احتجازات تنفذها القوات الاميركية.
بعض جوانب النقاش حول الموضوع عرضت في المقال، ويجمع معظم المشاركين فيه على أن القرار يحتاج الى دراسة قانونية شاملة ودقيقة قبل بتّه، إذ إنه سيحدد الشكل الجديد للحرب على الإرهاب، وقد يوضح «كيف ومتى ستنتهي تلك الحرب». البعض يقول «لا يمكن أن تنهي الحرب بإضافة المزيد من الناس إلى لائحة الأعداء وهم ليسوا جزءاً أساسياً من عدوك الأصلي». البعض الآخر يرى أن قرار «السماح باستخدام القوة العسكرية» قد توسّع أصلاً لدرجة أنه بات حالياً يشمل كل القوى التي يمكن أن ترتبط بـ «القاعدة». أما المؤيدون لتوسيع رقعة الاهداف، فيقولون إنه «عاجلاً أم آجلاً ستضطر الادارة الى إجراء ذلك التعديل بسبب اتساع رقعة المجموعات الناشئة التي تتبنى نهج القاعدة ومبادئها وأسلوبها». ومن هنا ينطلق البعض للقول إن «قرار الـ 2001 بات بالياً لأن المجموعات الارهابية التي باتت تهدد الولايات المتحدة أصبح ارتباطها بالتنظيم الاصلي في باكستان أكثر تعقيداً»، لذلك، في رأي هؤلاء، يجب أن يجري تحديث القرار ليشمل تلك المجموعات المطاطة.
لكن فضلاً عن النقاشات المستمرة بشأن الخطوة، تشير الصحيفة إلى أن القرار سيواجه بعض العقبات في الكونغرس، إذ سيحاول البعض اتهام الرئيس باراك أوباما بـ «الاستخدام المفرط للقوة العسكرية»، ويعرقل المساعي حول الخطوة. الا أن الـ «بوست» تكشف أن «لجنة الاستخبارات» في الكونغرس بدأت فعلياً العمل على خطة لتحديث قرار «السماح باستخدام القوة العسكرية».
(الأخبار)
سوريا على أبواب «المعركة الكبرى»
ما أعلنته الجامعة العربية بالأمس من تشريع للتسليح، ما هو إلا واجهة لما يُعمل عليه منذ فترة غير قصيرة. فـ«المعركة الكبرى» قادمة، ليست للحسم، بل لتحسين شروط التفاوض على طاولة الفاعلين الدوليين، بأدوات سورية
إيلي حنا
دخلت سوريا منعطفاً حاداً يأخذها إلى نفق جديد. انجازات الجيش النظاميّ يُعمل ليردّ عليها بانجازات مماثلة. الميدان بالميدان. هذا الواقع لم يكرّس أول من أمس في اجتماع وزراء الخارجية العرب ولا في بيانها الداعي لدعم المعارضة بكافة السبل، حتى العسكرية منها، وإن كان تظهّر بشكل أكثر علانية. فالقرار القطري سابق لهذا الاجتماع. في القاهرة «بصموا» فقط. منذ تراجع رئيس «الائتلاف» أحمد معاذ الخطيب عن مبادرته، واعلانه رفضه زيارة موسكو، والمعارضة تتجه نحو تعزيز وضعها في بالداخل أكثر.
التسليح لم يتوقف، وما بدأت بكشفه كبريات الصحف الغربية جاء متأخراً شهوراً عديدة. المشهد العسكري شبه مكتمل منذ فترة ليست قريبة. «مزراب» تركيا مفتوح على مصراعيه، وخط ليبيا بالبشر والعتاد ناشط بقوة.
معطيات تمهيدية لما بات متعارفاً عليه، من النظام والمعارضة على حد سواء، بـ«المعركة الكبرى»، أو «الفرصة الأخيرة» للمعارضة قبل العبور نحو مرحلة تفاوض وفي جعبتها مكاسب حقيقية. وهو ما بدا أنه جاء بكلمة سر حملها جون كيري إلى الأطراف التي التقاها في جولته الأخيرة، والتي جاءت بمثابة حبل إنقاذ للمعارضة السورية التي وجدت نفسها في وضع لا تحسد عليه، ميدانياً وسياسيّاً.
لكن القيادة السورية تحيك رداء آخر. الجيش المتماسك أساس النسج الرسمي. سياسة النفس الطويل التي تعتمدها دمشق ناجحة حتى الآن. زوّار قصر المهاجرين ينقلون عن رأس النظام أنّه يتعامل اليوم مع «جبهة النصرة». أي مع «الارهاب» الذي يخشاه الغرب ويعمل على محو صورته. «الغرب استوعب الفخّ»، ينقل أحد زائري الرئيس السوري بشار الأسد.
للأسد رؤيته في ما يتعلق بحملة التسليح. فكلامه لزواره، الذين التقوه قبل أن يصدر «بيان حرب» مجلس الجامعة العربية، يؤكد أن القراءة السياسية لدمشق لا تزال صائبة. فهو رأى أن تسليح المعارضة يأتي ضمن إطار طلب تركي ــ قطري كفرصة أخيرة بانتظار «المعركة الكبرى».
فرصة يبدو أن «الائتلاف» تلقفها بنهم. فأجواؤه تشير إلى أن بيان الجامعة مثّل بالنسبة إليه «كوب ماء لتائه في الصحراء»، أو كدفعة لاكمال طريق بان أنه مسدود بفعل استعصاء التقدم العسكري النوعي واستحالة انتزاع أي موقف «تنازليّ» من السلطات السورية.
«زيارة جون كيري تشير إلى موقف أميركي نصف متقدم»، يقول عضو الهيئة السياسية للائتلاف خالد الناصر لـ«الأخبار». هناك شيء من التغيّر، يضيف. ويظهر بعد قرار جامعة الدول العربية كما لو أعطي الائتلاف مهمة وجب اتمامها. اذهبوا وشكّلوا حكومة، يدلّ شرط الجامعة لاشغال المعارضة لمقعد سوريا فيها. بين الفشل والتأجيل المستمر، يجتمع الائتلاف على يومين في اسطنبول يوم الثلاثاء المقبل لتشكيل هذه الحكومة. أصبح الوقت مناسباً لهذا الأمر، يؤكد الناصر.
ويعود الناصر في حديثه لما يبحث إخوانه اليوم عنه، ليشير إلى أنّ «التحول الغربي نحو دعم المعارضة المسلحة سوف ينسحب على أن يكون نشاط الجيش الحرّ أكثر فاعلية. هذه التطورات هي رسائل واضحة للنظام ليدرك أن مقاومته غير مجدية».
لكن للعضو الآخر في الهيئة، سمير النشار، موقفاً آخر حذراً. الغرب برأيه اقترب من رأي «الائتلاف»، وما فعله العرب في الجامعة خطوة إيجابية واعتراف سياسي متقدم. لكن هذه عوامل «تحفيزية» نحو تحقيق مكاسب. إذ برأيه طرح التسليح الجدي ما زال في مرحلته الأولية، وسيكون البحث (الذي لم يحدث بعد) مع رئيس «الأركان المشتركة للجيش الحر» سليم إدريس، عن خطة مشتركة حول آلية توزيع الأسلحة والأطراف التي سوف تحظى بها.
مع بدء حديث أميركا والغرب عن أهمية تمكين المعارضة المسلحة المعتدلة، تزاوجت هذه الأدبيات مع رؤية جزء أساسي من المعارضة. أصبح يهمّه، ولو اعلامياً، أن تؤكد على إيجاد آلية يصل العتاد عبرها «للمقاتلين السوريين».
هذه قيادة «الأركان المشتركة» للجيش الحر، تعمل على «مشروع عسكري كبير ستتضح معالمه في الفترة المقبلة»، حسبما قال لـ«الأخبار» المتحدث الاعلامي باسمه فهد المصري. «بعد خيانة دولية لمدة سنتين تغيّر شيء من الواقع». ويرى المصري أنّه حان الوقت لتحرك داخلي بمؤازرة الخارج.
كما يروي في حديثه لـ«الأخبار» أنّه ستقدم وثيقة للموفد العربي والدولي الأخضر الإبراهيمي لطرحها على مجلس الأمن في شروط الجيش الحر بالمطالبة بتحييد سلاح الطيران واستخدام الصواريخ البالستية، والاستعداد بعدها لاطلاق مفاوضات أساسها تبادل اطلاق سراح المعتقلين من الجانبين.
تعمل هذه القيادة الجديدة للجيش الحر على الامساك بزمام المبادرة وتأكيد دورها كطرف أساسي. منذ يومين توجّه سليم ادريس نحو بروكسل. في قاعة البرلمان الأوروبي طلب السلاح. «نحنا هنا موحّدون ولا نريد سوح السلاح»، كان لسان حاله.
وما بين رؤية النظام ورؤية الائتلاف والجيش الحر، هناك رؤية سورية معارضة مغايرة. فالمعارض السوري البارز هيثم مناع لديه وجهة أخرى، ويرى أنّ الحل السلمي مطروح دائماً، لكن هناك وضعاً حالياً أصبح أقوى منه من أي وقت مضى. ويتابع في حديثه لـ«الأخبار» أنّه «عندما يتمكن حمد من دفن الحلّ السياسي، فطز بهكذا حل». مناع يربط الحلّ ببقاء الكيان السوري. إنّه النداء الأخير قبل الصوملة، يقول.
في رأي منّاع أنّ هناك ما لم يقرأ بشكل واضح في حديث كيري. إذ يعتبر أنّ مجرد «قوله (كيري) إنّ المساعدة العسكرية هي للأطراف المعتدلة في الائتلاف أيّ أن هناك طرفاً متطرفاً». الحكومة المرتقب تشكيلها لا تقدّم ولا تؤخر. الرؤية العامة لا تلتفت لهذه التفاصيل. فليشكّل كيري حكومة مؤقتة، يقول منّاع هازئا. الحل، برأيه، ليس ابن ترف فكري بل هو ابن حاجة وجودية فيها حياة أو بقاء الكيان السوري.
اغتيالات سياسية في لبنان وجوازات سفر مزوّرة بحوزة الجيش الحر
ريما زهار
تحدثت معلومات عن حيازة الجيش السوري الحر لوثائق عن اغتيالات سياسية في لبنان وجوازات سفر مزورة، سيستعملها الثوار آداة ضد حزب الله وايران.
بيروت: عرض الجيش الحر لمقطع فيديو لوثائق مهمة حصل عليها بعد السيطرة على الريحان التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بقيادة احمد جبريل وفيه معلومات عن اغتيالات سياسية في لبنان وجوازات سفر مزورة واختام في مختلف دول العالم واسماء مخبرين وشبيحة في مخيمات الفلسطيين، ووعد الجيش الحر بمفاجأت “قوية” ومعلومات مهمة وخطيرة ستصدر في الايام المقبلة تخص النظام وأعوانه من حزب الله وغيره.
يرى النائب خالد زهرمان ( المستقبل ) في حديثه ل”إيلاف” انه يجب التمهل قبل البناء على وثائق الثوار السوريين حول اغتيال السياسيين في لبنان، والامور لا تزال غير مؤكدة، واذا فعلا كانت الوثائق تتمتع بصدقية حينها لا بد من التعليق.
ويؤكد زهرمان ان الثوار لديهم قضية وموضوع اسقاط النظام، ولديهم مشكلة مع كل من يدعم النظام ماديًا وعسكريًا، كروسيا والصين وحزب الله وايران، وهذه الوثائق اذا فعلاً كانت صحيحة سيستعملها الثوار اداة ضد حزب الله، لان الكل يعرف مدى تورطه بسوريا الى جانب النظام وضد الثورة السورية.
ويلفت زهرمان ان تلك الوثائق يجب معرفة نوعيتها، بكل الاحوال اذا سقطت دمشق سوف تتغير امور كثيرة، لها علاقة بالمحكمة الدولية وبالامور السياسية، وهذه الوثائق وغيرها ممكن ان تكون مفيدة للمحكمة الدولية، لاننا نعرف ان هناك مراسلات سرية، يمكن ان تستعمل لمعرفة من خلالها من هم الاشخاص المتورطين ليس فقط في اغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري بل ما سبقه قبلاً من كمال جنبلاط وغيره.
لبنان سيتفاعل مع تلك الوثائق
ويضيف زهرمان:” الامور بعد كشف كل تلك الوثائق ستتفاعل في لبنان، والداخل، لان لبنان يتأثر بمحيطه اكثر بكثير من اي دولة لبنانية، واي موضوع سيؤثر عليه، والامل ان يبقى دور العقلاء راجحًا، ونتعاون جميعًا لتحصين الساحة الداخلية اللبنانية، ونصيحتنا في الاساس ان ننأى بنفسنا عما يحدث في سوريا من الموضوع العسكري، لان اي تدخل عسكري سيكون له ارتداداته على الداخل اللبناني، ومن هذا المنطلق رفضنا ان يتورط حزب الله في سوريا، وللاسف تورط، مع علمنا السابق بذلك، ولكنه اخيرًا تورط بصورة علنية، وهذا سيجر الويلات الى لبنان، ونأمل ان تأخذ الحكومة خطوات بهذا الصدد.
منصور والنأي بالنفس
بالحديث عن النأي بالنفس كيف تقيم حديث وزير الخارجية عدنان منصور عن دعوته الى اعادة سوريا الى احضان الجامعة العربية؟ يجيب زهرمان:” وزير الخارجية اللبناني خطابه كان وكأنه وزير خارجية سورية وليس لبنان، كيف دافع عن هذا النظام، وهو “فاتح على حسابه” بغض النظر عن موقف الحكومة، ورئيسها ورئيس الجمهورية، وكلام رئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي كان واضحًا في هذا الخصوص، من وزير الخارجية، رغم ذلك قام منصور بالتنطح للدفاع عن النظام وخرج عن الاجماع العربي، وهذا دليل على انه يُملى عليه ما يقول، وان هذه الحكومة تدار من قبل حزب الله.
الاغتيالات المستقبلية
هل العثور على تلك الوثائق اليوم يلجم نوعًا ما اغتيالات مستقبلية تم الحديث عنها اخيرًا؟ يجيب زهرمان:” لا شك ان اي وثائق تكشف عن اغتيالات سابقة او قد تحضر في المستقبل، تؤثر ايجابيًا على وقف عمليات الاغتيالات، لان عند كشف الامور، يعيد المخططون بها حساباتهم، ولا يجب البناء على الشيء قبل التأكد من تلك الوثائق وما هي مضمونها.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/3/798059.html
بعد حلب… محاكم شرعية في حمص
بهية مارديني
يحمل المعارض الاسلامي معاذ الصفوك الاعلام مسؤولية تضخيم الأخبار عن الجهاديين في سوريا، ما أدى إلى خوف العالم من سيطرتهم، فتهاون مع النطام السوري، مؤكدًا أن ما يجري في سوريا استنزاف لإيران يدفع ثمنه الشعب السوري من دمه.
القاهرة: قال الدكتور معاذ الصفوك، المعارض السياسي الاسلامي والمختص في الشؤون الجهادية السورية، إن الكتائب الاسلامية لا تقبل احتجاز أي موظف أممي. لكنه قال لـ”ايلاف” إن هذا الأمر قد يكون مبررًا من بعض الاسلاميين لأن بعض الموظفين الأمميين مرتبطون بعلاقات ساخنة مع النظام، وينسقون معه, والكتائب الاسلامية اكتسب خبرة عميقة في التعاطي مع هذه الملفات.
وقال الصفوك: “اننا ضد احتجاز أي موظف أممي أو صحافي، الا أننا نصطدم بواقع مخالف على الارض، وغالبًا ما يكون لدى الكتائب الاسلامية المعلومات التي تبرر الاحتجاز”.
لكن هل هي الكتائب الاسلامية التي تحتجز الموظفين الأمميين؟ قال: “كل الكتائب التي تحمل مثل هذه الاسماء اسلامية، ولكن هذه الكتائب من مشارب مختلفة وتتوقف اسلاميتها على آليات الطرح الاسلامي داخلها ودرجة الفتوى الشرعية بخصوصها”.
رد فعل عل جرائم النظام
يرفض الصفوك مقولة إن احتجاز عناصر قوة حفظ السلام الدولية في الجولان عزز حديث النظام عن ارهاب الجماعات المسلحة المعارضة . قال: “الارهابي الحقيقي هو الذي يقتل الأطفال وينتهك البيوت على مرأى ومسمع من الجميع، ونحن تعبنا من ترديد هذا الكلام ,لأن الارهابي ليس من يدافع عن نفسه وليس من يقوم برد القتل عنه, بل الارهابي هو من يقوم بالقتل والذبح والتعذيب”.
أضاف: “كل المعارضين الاسلاميين قاموا برد فعل على ما يفعله النظام، فهو من بدأ بالقتل والاجرام، والغريب انه عندما يقوم أي شخص بالدفاع عن نفسه، سواء كان اسلاميًا او غير اسلامي، يتهم بالإرهاب والتكفير كما تستغل بعض التناقضات بين المعارضين من قبل النظام وابواقه واعلامه للإساءة للكتائب الاسلامية”.
وأشار إلى أن ما يحدث في سوريا من وجهة نظر الدوائر العالمية هو استنزاف لإيران واقتصادها بينما يدفع المواطن السوري البريء ثمن هذه الفاتورة الباهظة من دمه.
محاكم شرعية في حمص
وأعلن الصفوك عن استحداث محاكم شرعية في حمص. وقال: “ليس الهدف من إقامة المحاكم الشرعية في حلب وحمص تقليد طريقة عمل المحاكم الشرعية في الصومال، لكنها اسم اسلامي ينضوي تحته جميع الأطياف، واليوم أصبحت المحاكم الشرعية تضم ثلاثة قضاة منشقين ورجال دين وضباط”.
وتساءل الصفوك عن المعيب في ذلك، قائلًا: “إنها شبه ادارة ذاتية ولكن بصبغة اسلامية، لكن للأسف ما جلبه لنا الصدى الاعلامي أساء للتيارات الاسلامية ولطريقة عمل المحاكم الشرعية”.
وأشار صفوك إلى أن كل ما هو اسلامي ُيروج له على أنه قاعدة، فيما لا يوجد أساس للقاعدة داخل سوريا.
ولفت إلى أن المحاكم الشرعية تتدخل عند اللزوم، “قادتها سوريون بسطوا نفوذهم على أغلب المناطق وخاصة عندما حصلت في المناطق بعض السرقات ولذلك كان لابد من عقوبة مغلظة لإيقاف ذلك”.
وشدد الصفوك على أن الكتائب الاسلامية التي تسيطر على المدن والبلدات والقرى تدير شؤونها بشكل مؤقت حتى يسقط النظام ويعدل الدستور، وينتخب برلمان جديد حقيقي وتمثيلي.
تناول الصفوك التقارير التي تحدثت عن تدخل المحاكم الشرعية في دقائق الحياة الاجتماعية في حلب وريفها, فقال: “هذه مبالغة، لكن هناك حالات فردية تم تعميمها، بهدف الاساءة لتجربة المحاكم، كحالة المرأة التي أتت إلى المحكمة وشكت زوجها مدمن للخمور، واصرت على الطلاق منه، وبعد محاولات للصلح على مدى اكثر من شهرين، استجابت المحكمة لطلبها”.
خوفوا العالم بالجهاديين
أكد الصفوك أن الاسلاميين السوريين هم الذين يسيطرون على الاوضاع بأغلب المناطق والأمور لم تخرج من أيديهم وهي في أمان، ولكن ما تم ترويجه على انها جماعات جهادية متطرفة افزع العالم لكن ذلك عار عن الصحة.
وقال: “بشار الأسد استقدم ايرانيين وعراقيين ولبنانيين لقتلنا في حين اننا لجأنا إلى المجتمع الدولي قرابة عام، وطلبنا منه اقرار منطقة عازلة وحظر جوي وطلبنا مكنه سلاحًا مضادًا للطيران, لكن لا حياة لمن تنادي, وساعد رجال الدين السوريين المغتربين الذين لهم علاقات مع الدول المقيمين بها بطلب المدد المالي والبشري والمعلوماتي, فهل هذا ارهاب؟ وهل تعتبر استعانة الثورة السورية بالسوريين قاعدة في حين استعانة الاسد بالمالكي ونصر الله مبررًا”.
وعن نسبة الجهاديين الاجانب في حلب، قال:”نسبة غير السوريين في الكتائب الاسلامية بحلب وريفها لا تتعدى 30 بالمئة على اكبر تقدير, بينما صور الاعلام العالمي الذين يجاهدون ضد النظام من السوريين بأنهم خمسة بالمئة فقط والبقية غير سوريين، وهذا ضرب على هذا الوتر الحساس ومحاولة للإساءة للعمل الجهادي بتصويره ارهابيًا متطرفًا وتكفيريًا كما القاعدة، فقد تم اخافة المجتمع الدولي من الثورة فانحاز العالم إلى بشار الأسد”.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/3/797945.html
ريف اللاذقية: متنفس المعارضين للنظام في مناطق الساحل السوري
تتمركز فيه مجموعات مقاتلة.. بينها 3 تابعة لـ«النصرة»
بيروت: «الشرق الأوسط»
استطاع النظام السوري عبر قبضته الأمنية الصارمة أن يمنع استمرار الحراك الثوري في مدينة اللاذقية الساحلية منذ ما يقارب السنة، وذلك بعد حملات ممنهجة قامت بها أجهزة الأمن وعناصر «الشبيحة» ضد المعارضة السلمية، وأدت هذه الحملات إلى سلسلة مجازر دموية إضافة إلى هروب عدد كبير من الناشطين. لكن ريف المدينة كما يؤكد ناشطون «بقي عصيا على النظام السوري وتحول بسبب القمع الذي مورس على المدينة إلى معقل (للجيش السوري الحر) يتوافد إليه أبناء المدينة المعارضين للانضمام إلى الكتائب المقاتلة التي يصل عددها إلى 400 مجموعة تتكون كل واحدة منها من حوالي 40 عنصرا, مسلحة بينها ثلاث تتبع جبهة النصرة الإسلامية».
وتتوزع قرى ريف اللاذقية حيث يسيطر «الجيش الحر» بين جبل التركمان القريب من الحدود التركية – السورية والذي تقطنه غالبية تركمانية، وجبل الأكراد الممتد إلى بداية مشارف مدينة إدلب، شمال البلاد. ويؤكد أحمد وهو ناشط معارض، يقيم في المنطقة لـ«الشرق الأوسط» أن «ريف اللاذقية بات ملاذا للمعارضين الذين يسكنون في مدن الساحل الموالية مثل بانياس وجبلة وطرطوس وكذلك اللاذقية. هؤلاء لا يستطيعون تقديم أي شيء للثورة نتيجة الحصار الأمني الشديد الذي يفرضه النظام عليهم» وبحسب الناشط المعارض: «فإن الكثير من الشباب في اللاذقية من الذين كانوا يشاركون في المظاهرات مع البدايات الأولى للثورة ذهبوا إلى الريف وتحولوا إلى العمل العسكري ضد النظام».
وكان ريف اللاذقية قد ظل هادئا نسبيا في بداية «الثورة»، ليتحول لاحقا إلى معقل للجيش الحر حيث سيطرت عليه كتائب المعارضة في مطلع شهر يونيو (حزيران) 2012، ولم يستغرق الأمر أكثر من أربعة أيام من المعارك قبل أن يتمكن «الثوار» من السيطرة على مدينة «ربيعة»، وهي المدينة الأكثر أهمية في هذه المنطقة. وبعد إحكام كتائب «الحر» سيطرتها على عموم قرى الريف، باتت هذه القرى هدفا لطائرات النظام السوري يقوم بقصفها بشكل شبه يومي، وفقا لناشطين.
وتكشف مصادر ميدانية، أن القوات النظامية قامت منذ أيام بتنفيذ هجوم بري على الريف مستعينة بمجموعات كبيرة من «الشبيحة»، لكن هذه الهجوم تم التصدي له عبر محور قرية الخضرا من قبل كتائب «الجيش الحر»، ويقول أبو الحارس، أحد القادة العسكريين في هذا المحور لـ«الشرق الأوسط»: «إنه قد تم حشد عدد كبير من المقاتلين والاستعانة بعدة كتائب لصد الهجوم الضاري من قبل نظام الأسد، فقمنا بحركة التفافية عليهم، مكبدين إياهم خسائر فادحة».
ويظهر شريط فيديو قام ناشطون معارضون ببثه على مواقع الإنترنت جثث عدد من الأشخاص يقول معارضون إنهم من «الشبيحة» تم قتلهم خلال المعارك مع كتائب «الجيش الحر» في ريف محافظة اللاذقية. ويشير أبو الحارس إلى «أن التصدي للهجوم شمل محاور عدة في قرية غمام وقريتي الزويك والدغمشلية، لكن محور قرية الخضرا بقي أساسيا لصدّ الهجوم المباغت»، مشيرا إلى أن «هدف الحملة التي يشنها النظام على ريف اللاذقية هو إعادة إخضاعه وفتح الطريق الدولي بين اللاذقية وحلب، والذي أغلقه الثوار منذ ما يزيد عن أربعة أشهر وحرموا قوات النظام من نقل إمداداته القادمة من البحر إلى حلب وجسر الشغور وأطراف الغاب». ويكشف أبو الحارس أن «الجيش الحر» يستعد لشن هجوم عسكري للسيطرة على مناطق البسيط والفرلق وكسب التي يتواجد فيها معبر كسب الحدودي الواقع تحت سيطرة القوات النظامية، ويضيف «في حال سقوط هذه المناطق سنصبح في مأمن من هجومات الجيش النظامي».
ويؤكد أبو الحارس «وجود أكثر من 400 كتيبة مقاتلة في ريف اللاذقية ثلاث منها تتبع جبهة النصرة الإسلامية» مشيرا إلى «وجود تنسيق كبير بين هذه الكتائب، لأن ما يجمعها هو إسقاط نظام بشار الأسد». وعن مصادر تمويل السلاح يقول: «معظم الأسلحة التي نملكها من بنادق ومضادات طيران ودبابات هي غنائم من الجيش النظامي إضافة إلى مساعدات من المجالس العسكرية» إلى ذلك نقلت وكالة رويترز عن مصادر الحكومة السورية كشفها منظومة تجسس إسرائيلية تراقب «موقعا حساسا» قبالة الساحل السوري على البحر المتوسط. ونقل التلفزيون الرسمي عن مصدر مسؤول قوله «إن معدات اكتشفت في الأيام القليلة الماضية في موقع على الساحل»، مشيرا إلى أن «هذه المعدات تسلط الضوء على الدور الذي لعبته إسرائيل في الانتفاضة على حكم الرئيس بشار الأسد».
وأشارت رويترز أن «المعدات التي عرضها التلفزيون السوري قريبة الشبه من معدات ضبطت في لبنان في السنوات القليلة الماضية وقالت السلطات اللبنانية أيضا إن إسرائيل استخدمتها لمراقبة التحركات داخل لبنان».
الائتلاف يدرس في إسطنبول الثلاثاء تشكيل حكومة مؤقتة
المجلس الوطني السوري يتحفظ على «تشكيل هيئة تنفيذية»
بيروت: نذير رضا
أعلن المتحدث الرسمي باسم ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية وليد البني، أمس، أن الهيئة العامة للائتلاف تجتمع في إسطنبول الثلاثاء المقبل لتحسم ما إذا كان الائتلاف سيشكل هيئة تنفيذية أو حكومة مؤقتة لإدارة الفترة المقبلة، في حين أعلن المجلس الوطني المعارض تحفظه على تشكيل هيئة تنفيذية، كانت الجامعة العربية أول من أمس دعت لتشكيلها بغية «شغل مقعد سوريا في الجامعة ومنظماتها المتخصصة ومجالسها وعرضه في قمة الدوحة».
وقال البني إنه لا يرى فارقا بين تسمية هيئة تنفيذية أو حكومة مؤقتة، مشيرا إلى أن المشاورات الخاصة بتشكيل الحكومة المؤقتة «لا تزال مستمرة».
بدوره، قال عضو الائتلاف مروان حجو، إن تشكيل هيئة تنفيذية، بدلا من الحكومة المؤقتة: «ربما يكون الإجراء الأسرع الآن لتمكين الائتلاف من تسلم مقعد سوريا في الجامعة العربية». وأرجع حجو الاتجاه لتشكيل هيئة تنفيذية بدلا من حكومة مؤقتة إلى أن تسمية رئيس الحكومة تقتضي أن يترك له بعض الوقت حتى يختار وزراءه، ثم يعود بالتشكيل للهيئة العامة لإقراره، كما أن رئيس الحكومة ووزراءه يجب أن يكونوا من خارج الائتلاف، وفقا للائحة الخاصة بالتأسيسية.
وأضاف: «وفقا لذلك، ربما يكون تشكيل الهيئة التنفيذية هو القرار الملائم لطبيعة المرحلة لتسلم مقعد سوريا».
لكن تشكيل الهيئة التنفيذية، يتحفظ عليه المجلس الوطني. وأكد عضو المكتب التنفيذي في المجلس عبد الأحد اسطيفو لـ«الشرق الأوسط» أن المكتب الذي عقد اجتماعات في إسطنبول على مدى اليومين الماضيين للبحث في التطورات السياسية: «يتحفظ على البند الثاني من بيان الجامعة»، القاضي بتشكيل هيئة تنفيذية، مؤكدا «أننا لسنا بوارد تشكيل جهة جديدة».
واعتبر اسطيفو أن المكتب التنفيذي للمجلس الوطني «لا يرى ضرورة في تأسيس هيئة تنفيذية للائتلاف»، مؤكدا أن هذا الموقف «ينبع من منطق عدم التدخل في تشكيلات المعارضة السورية».
وأوضح اسطيفو أن المكتب التنفيذي في المجلس «يرحب بالبند الأول من بيان اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة، القائل بالاعتراف بالائتلاف السوري ممثلا وحيدا للشعب السوري». كما أعلن ترحيب المجلس بالبندين الثالث والرابع وخصوصا بإجازة الجامعة العربية لمن يرغب في تسليح المعارضة السورية». لكن البند الثاني، بحسب اسطيفو: «يشوبه الغموض». وقال: «نتحفظ على الغموض في هذا البند، إذ نحن أعلنا مرارا أننا مع تشكيل حكومة وطنية تتمتع بسلطة تنفيذية في المناطق المحررة، بيد أن طرح أشكال جديدة لتشكيلات المعارضة لا يؤدي إلى أي تغيير». وأشار إلى «أننا نعتبر مقعد سوريا في الجامعة العربية والأمم المتحدة، هو للمعارضة أصلا»، لافتا إلى أن «الغموض» في هذا البند: «يتلاقى مع منطق (الغموض البناء) الذي أشيع قبل هذا الوقت».
وأعرب اسطيفو عن مخاوف المعارضة من أن يكون الهدف من الدعوة لتشكيل هيئة تنفيذية «إحباط المساعي لتشكيل حكومة مؤقتة»، خصوصا إذا تم ربطه «بما أعلن عنه وزير الخارجية الأميركي جون كيري لجهة العودة إلى مؤتمر جنيف».
وفي سياق متصل، كشفت مصادر في المجلس الوطني لـ«الشرق الأوسط» عن طرح فكرة عقد اجتماع وتغيير اسم الائتلاف السوري قبل اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة. وأعلنت المصادر، من غير أن تسمي الطرف المبادر لطرح هذه الفكرة، أنه «تم طرح الفكرة بذريعة أن تغيير الاسم يسرّع حصول المعارضة على مقعد في الجامعة العربية». وأكدت المصادر رفضها لتلك الأفكار، مشددة على أن «التشكيلات التي تتأسس، لا يمكن أن تكون مثل عدة الحلاقة تُستخدم لمرة واحدة فقط»، داعية إلى «احترام العمل السياسي والتشكيلات السياسية والتحالفات التي تعقدها المعارضة السورية».
عما إذا كان موقف المكتب التنفيذي للمجلس الوطني يتعارض مع موقف الائتلاف لجهة تشكيل هيئة تنفيذية، ويهدد وحدة المعارضة، نفى عضو المجلس والائتلاف الوطني عبد الأحد اسطيفو أن يؤدي «التباين في الرؤى» إلى تهديد وحدة المعارضة، حاصرا الأمر في إطار «الاختلاف بوجهات النظر». وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن الائتلاف «ليس حزبا سياسيا، بل يشمل مكونات سياسية مختلفة، لكل منه أفقه السياسي ونظرته المختلفة للأمور»، مشددا على أن «جميع مكونات الائتلاف، وإن اختلفت حول قضايا معينة، إلا أنها تجتمع على رؤى مشتركة متعلقة بالنضال حتى إسقاط نظام الأسد».
واختتم المكتب التنفيذي في المجلس الوطني أمس اجتماعا عقد على مدى يومين في إسطنبول، تناقش فيه الأعضاء بالمستجدات السياسية، وتباحثوا بـ«التطورات المتسارعة» المتعلقة بالملف السوري. وناقش المجتمعون الخطوات السياسية على ضوء تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري في قطر، إلى جانب «التناقض بالأخبار المتسارعة التي تتطلب متابعة للتغييرات بمواقف جديدة».
إلى ذلك، ردّت دمشق أمس على قرار الجامعة العربية، رافضة أي دور للجامعة في «أي خطة أو جهود دولية تسعى إلى حل سلمي للأزمة في سوريا».
وفي أول رد فعل لها على قرار الجامعة العربية أصدرت وزارة الخارجية السورية بيانا أكدت فيه «على موقفها الثابت والرافض لأن يكون للجامعة في ظل سياساتها المنحازة أي دور أو تمثيل في أي خطة أو جهود دولية تسعى إلى حل سلمي للأزمة في سوريا».
وبحسب البيان الذي نشرته وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، اعتبرت الخارجية السورية أن الجامعة «اختارت أن تكون طرفا منحازا لصالح جهات عربية وإقليمية ودولية تستحضر التدخل العسكري الخارجي (…) وتعرقل أي حل سياسي يقوم على الحوار الوطني وتشجع وتمول أطرافا في المعارضة ومجموعات إرهابية متطرفة تعمل على تأجيج الأزمة».
ثوار سوريا يشكرون “طرابلس الشام”: أرض النُصرة
في ظل الاتهامات المتبادلة بين أطراف الانقسام اللبناني بالتورط في الأزمة السورية، نشرت حركة “أحرار الشام” المُعارضة للنظام السوري على موقع “يوتيوب” فيديو توجّه من خلاله أحد عناصرها إلى أهل “طرابلس الشام” في لبنان، بالقول: “طوبى لكم يا أهل طرابلس فقد أدمعتم أعيننا فرحاً بنُصرتكم لنا، كنتم خير عون لإخوانكم في سوريا، وإنّ نُصرتكم لأهل الشام في سوريا ما هي إلَّا نصرة لدين الإسلام، ولكم يا أهل لبنان كل الشكر والامتنان من إخوانكم في حركة “أحرار الشام” الاسلامية وكل فصائل الجبهة الاسلامية السورية”.
الفيديو الذي يؤكد وجود دعم من لبنان، دون تحديد نوعيته، للمعارضة السورية المسلّحة، يحمل في طيّاته رسالة أبعد، بالتوازي مع الأجواء المتوترة لبنانياً على خلفية الملف السوري واتهام أطراف لبنانية لـ”حزب الله” بالقتال إلى جانب قوات الرئيس السوري بشار الأسد. في هذا الإطار، قال رئيس جمعية “إقرأ للتنمية الاجتماعية” الشيخ بلال دقماق، في حديث إلى موقع “NOW” إن “حزب الله نجح بشكل أو بآخر بسبب الدعم الإيراني له، في توريط الطائفة الشيعية بحرب مذهبية في سوريا؛ وتدخُّل “حزب الله” في سوريا أعطى المجاهدين حقّ الرد سواء إعلامياً أو سياسياً أو منهجياً، لذلك هناك تدخل من قبل إيران في أرض الشام، وهناك حرب فاصلة بين السنّة و”الرافضة الصفويين” في أرض الشام”.
دقماق، علّق على مسألة مخاطبة المعارضين السوريين لأهل طرابلس دائماً، بالقول: “كلنا نعرف أن طرابلس والشمال بشكل عام ثقل أهل السنّة في لبنان، ولذلك تأثير كبير في المنطقة بسبب الامتداد الديموغرافي والجغرافي بين لبنان وسوريا”. وأضاف دقماق: “هبّت طرابلس لمناصرة الأخوة الثوار السوريين بسبب وجود ترابط عقائدي ومنهجي وديني وجغرافي وعائلي بين شمال لبنان وداخل مناطق سوريا، لذلك هناك هذا الترابط، فالمصير واحد ومشترك والنظرة واحدة إلى النظام السوري، وهناك وحدة حال بين أهل طرابلس وأهلنا في سوريا لمقاومة هذا النظام الذي لم يقصّر في سوريا، كما لم يقصّر في طرابلس إبّان حرب 1985 حين قصف المدينة وقتل أبناءها وأطفالها وشيوخها واعتقل شبابها ونكّل بالناس”.
ورداً على سؤال عمّن هو صلة الوصل بين هؤلاء الثوار و”المجاهدين” الطرابلسيين، أجاب دقماق: “الشباب الذين يذهبون من لبنان من أهل السنّة أو من غير أهل السنة من دروز ومسيحيين لمناصرة الثوار السوريين، هم ليسوا منظمين بل هي مبادرة فردية ونشاط فردي وشجاعة فردية، بينما في المقابل ما يقوم به “حزب الله” هو عمل وتدخل منظم ومدروس وعلى مستوى عالٍ جداً من التقنية والحرفية، ولا أعتقد أنَّ هناك قنوات معيّنة تدفع بالطرابلسيين سواء أكانوا مسلمين أو من المسيحيين أو الدروز لخوض المعركة في سوريا، وإلا لما كان قُضي على 15 شاباً كانوا ذاهبين من طرابلس إلى سوريا بهذا الشكل وبهذه الطريقة وبشكل سريع” في إشارة منه إلى من قُتل في حادثة “تلكلخ”.
وتابع دقماق: “أعتقد أن معظم اللبنانيين باستثناء الطائفة الشيعية، هم مستعدون ربما أن يذهبوا إلى سوريا ليناصروا الثوار السوريين، ولكن لا أعتقد أنَّ الثورة السورية بحاجة إلى رجال أبداً، فعندها ما يكفي من الرجال ومن الشباب ومن الأبطال، إنما ينقصها الدعم المادي والمعنوي والإعلامي والدعم بالعتاد لا أكثر، ولا أعتقد أنهم بحاجة إلى مقاتلين”.
من جانبه، اعتبر عضو هيئة العلماء المسلمين الشيخ نبيل رحيم، في حديثٍ إلى موقع “NOW”، أنَّ الثورة السورية تتوجّه دائماً برسائل إلى طرابلس “لأن أغلب أهل المدينة مع الثورة السورية، بالإضافة إلى أن أكثر من منطقة في طرابلس أوت نازحين سوريين. وأهل طرابلس رغم فقرهم وحاجتهم يتبرعون بالمال للثورة السورية. كما لا ننسى ما حدث في تلكلخ، حيث سقط دفعة واحدة 17 شاباً من طرابلس. طرابلس هي عبارة عن “حديقة خلفية” للثورة السورية فمن الطبيعي أن يكون لها هذه المكانة عند الثوار السوريين”.
وإذ لفت إلى توقف عملية ذهاب مجاهدين من طرابلس إلى سوريا، قال رحيم: “لكن سابقاً ذهب الكثير، عاد منهم نحو 100 شاب وحوالي 30 شاباً استشهدوا ولا يزال في صفوف الثوار حوالى 20 طرابلسياً”.
الجيش الحر يقترب من أسوار دمشق القديمة
90 قتيلا بسوريا والثوار يسقطون مقاتلة
قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن تسعين شخصا قتلوا أمس الخميس معظمهم في دمشق وريفها وحمص. في السياق ذاته قال الثوار السوريون إنهم حققوا اختراقا جديدا بوصول عملياتهم إلى محاذاة أسوار دمشق القديمة، كما قال ناشطون إن الجيش الحر سيطر على سرية المدفعية في بلدة معرية المحاذية للجولان المحتل.
ففي دمشق لقي عدد من الأشخاص مصرعهم معظمهم في حي جوبر نتيجة القصف بالهاون وراجمات الصواريخ من قبل القوات النظامية. كما طالت القذائف حيي القابون وبرزة شرقي العاصمة، في ظل استمرار الاشتباكات بين الجيشين الحر وانظامي في جوبر والعباسيين حيث دمر الجيش الحر دبابة وعربة واستهدف أماكن تجمع شبيحة النظام ومقراته بالهاون الثقيل والقنابل.
وقال ناشطون سوريون إن عشرات سقطوا بين قتيل وجريح جراء قصف جوي عنيف شنه سلاح الجو السوري على مدينة سرمين بمحافظة إدلب تزامنا مع قصف مدفعي على المدينة. وذكر الناشطون أن سلاح الجو السوري قصف المدينة بقنابل عنقودية.
في غضون ذلك أفاد مراسل الجزيرة في الشمال السوري بأن الثوار أسقطوا طائرة حربية في ريف حماة. وقد أصابت مضادات الثوار في منطقة حيش في أقصى جنوب محافظة إدلب الطائرة فسقطت في منطقة السلمية في ريف حماة.
يأتي ذلك بينما يخطط ثوار الجيش السوري الحر في محافظة الرقة لاستكمال السيطرة على ما تبقى من محاور قليلة تابعة للنظام السوري في المحافظة، بعد خروج قواته من مركز المحافظة. وجاء ذلك بعد أن تمكن الثوار من السيطرة على أفرُع الأمنِ العسكريِ وأمنِ الدولةِ، والمخابراتِ الجوية ومؤسسات أخرى.
وفي تطور آخر أكد الثوار السوريون أنهم حققوا اختراقا جديدا بوصول عملياتهم إلى محاذاة أسوار دمشق القديمة. وبث ناشطون صورا قالو إنها لتدمير حاجز عسكري وعربة مدرعة قرب مجمع الثامن من آذار في منطقة الشيخ رسلان والتي تقع بين بابي السلام والباب الشرقي لدمشق القديمة.
كما صعد الجيش النظامي السوري حملته العسكرية على عدد من القرى المجاورة لهضبة الجولان المحتلة لاسيما قرية الجملة وجباثا الخشب التي قصفها براجمات الصواريخ.
قصف الرقة
وقد واصلت القوات النظامية هجومها بالطائرات والصواريخ البالستية على محافظة الرقة بعد سيطرة كتائب الثوار على معظم أنحائها.
وأفاد المركز الإعلامي السوري صباح الخميس بإطلاق صاروخين من طراز سكود من اللواء 155 في القطيفة بريف دمشق باتجاه الشمال السوري، ثم أعلنت لجان التنسيق المحلية أن عشرات الأشخاص قتلوا وجرحوا لدى سقوط أحد الصاروخين على بلدة معدان بريف الرقة.
وقال عضو لجان التنسيق المحلية حسام عيسى للجزيرة إن الصاروخ الثاني سقط في كفر محمد علي وتسبب بمجزرة ذهب ضحيتها العديد من المدنيين، وأضاف أن النظام كثف طلعاته الجوية من مطار الطبقة العسكري على مدينة الرقة بعد إعلان الثوار السيطرة عليها.
وقال مراسل الجزيرة في الرقة ميلاد فضل إن 22 شخصا قتلوا في غارة على حي البياطرة بالرقة التي تعرضت أمس لما لا يقل عن 25 غارة. وتحدث ناشطون عن ارتفاع قتلى الغارات على المدينة إلى أربعين.
وكان الجيش الحر أعلن أن السيطرة على مدينة الرقة جاءت بعد اشتباكات عنيفة منذ أكثر من شهرين، حيث تم “تحرير” مقري الأمن السياسي والعسكري ومبنى المحافظة واعتقال أكثر من 150 من عناصر قوات النظام. كما استحوذ الثوار على كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر.
وقال مراسل الجزيرة في المدينة إنه ما زال أمام الثوار الاستيلاء على مقر الفرقة 17 -الذي يبعد ثلاثة كيلومترات عن الرقة- واللواء 93 التابع للفرقة, ومطار الطبقة العسكري، كي تكون الرقة أول محافظة سورية تخرج بالكامل عن سيطرة النظام.
حلب وحمص
وقد تواصل القتال في حلب وحمص، حيث أكد ناشطون أن محافظة حمص تتعرض لحملة عسكرية هي الأعنف منذ بدء الثورة قبل سنتين، حيث قصف الطيران الحربي صباح الخميس بصواريخ جو أرض مدينة تلبيسة بريف حمص.
وقالت لجان التنسيق المحلية إن القصف استهدف الأحياء السكنية، مما أدى إلى مقتل وجرح العشرات أغلبهم من الأطفال والنساء وتدمير عدد كبير من المباني.
كما جددت قوات النظام قصفها على بلدة تير معلة ومنطقة البساتين بريف حمص، وسط اشتباكات بين الجانبين في بلدة الدار الكبيرة بريف المدينة.
ووثقت شبكة شام صباح الخميس قصفا عنيفا براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على حي الخالدية وكافة أحياء حمص المحاصرة، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة في محيط حي الخالدية.
كما تحدثت الشبكة عن وقوع اشتباكات في محيط حي الليرمون بحلب، وقالت إن الطيران الحربي قصف عددا من الأحياء الشرقية بحلب، وإن الجيش الحر تصدى لمحاولة قوات النظام اقتحام بلدة معارة الأرتيق في منطقة جمعية الزهراء.
وفي ريف دمشق، قال المجلس المحلي لمدينة داريا إن قوات النظام تواصل لليوم الخامس عشر بعد المائة إرسال الآليات العسكرية من مطار المزة العسكري إلى داريا لاستعادة السيطرة عليها, وذلك بالتزامن مع تجدد القصف من مدفعية الحرس الجمهوري والدبابات المنتشرة على أطراف المدينة.
وأكدت شبكة شام تواصل القصف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على معضمية الشام، كما تحدث ناشطون عن تجدد القصف بقذائف الهاون على بلدة الذيابية.
أردوغان يهاجم حزبا معارضا للقائه الأسد
وصف الرئيس السوري “بالقاتل الديكتاتور”
هاجم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان حزب الشعب الجمهوري المعارض بسبب لقاء عدد من نوابه بالرئيس السوري بشار الأسد الذي اتهم حكومة أردوغان بأنها “مصرة على دعم الإرهاب والتطرف وزعزعة استقرار المنطقة”.
وتساءل أردوغان -في مؤتمر صحفي مشترك مع روبرت أميرالي نائب رئيس جمهورية سورينام بالعاصمة أنقرة- عن السبب الذي يدفع حزب الشعب إلى إرسال ثلاثة من نوابه في البرلمان لعقد لقاء مع ذلك “القاتل الديكتاتور” في إشارة إلى الأسد.
وتساءل عن أي نتيجة ستجنيها المعارضة التركية من لقائها برئيس قتل سبعين ألفاً، وفي روايات أخرى مائة ألف من أبناء شعبه، وشن هجوماً على الأراضي التركية، مشيراً إلى أن الأسد “يرتكب مجازر ويمارس إرهاب دولة بحق شعبه”.
ورد رئيس الحكومة التركية على تهديد الأسد بأنه سيشكو تركيا للأمم المتحدة بدعوى أنها تُزعزع الأمن الداخلي السوري، قائلاً إن المنظمات الدولية ليست باباً لتلقي شكاوى من “ديكتاتور ظالم كالأسد” لأن الهدف من الأمم المتحدة منذ تأسيسها خدمة السلام العالمي، وليس “مناصرة معتدين ومجرمين”.
وأكد أردوغان أن تركيا ماضية على طريق التنديد بجرائم الأسد ومجازره التي ارتكبها ويرتكبها بحق شعبه، مشيراً إلى أن حدود تركيا ستظل مفتوحة لاستضافة السوريين على أراضيها، وأنها مستمرة في تقديم الدعم اللوجستي لهم، من طعام ودواء وعلاج وملابس.
دعم “الإرهاب”
وخلص رئيس الوزراء التركي إلى أن الأسد “أصبح من الماضي وانتهى من حياتي” مشيراً إلى أنه لن يستخدم أثناء الحديث عنه لقب السيد.
وكان الأسد التقى أمس وفداً برلمانياً من حزب الشعب برئاسة حسن أك غول حيث أكد ضرورة الفصل بين مواقف الشعب التركي وبين حكومة أردوغان التي اتهمها بدعم الإرهاب والتطرف وزعزعة استقرار المنطقة.
وأكد الأسد -وفق بيان رئاسي- أن الشعب السوري يقدر مواقف قوى وأحزاب الشعب التركي الرافضة لسياسات حكومة أردوغان المؤثرة سلبا على التنوع العرقي والديني الذي تتميز به مجتمعاتنا بالمنطقة ولاسيما في سوريا وتركيا.
ونقل البيان عن أعضاء الوفد من حزب الشعب الجمهوري المعارض “رفض الشعب التركي للتدخل في الشؤون السورية الداخلية وحرصه على علاقات حسن الجوار”.
وحذر أعضاء الوفد خلال لقائهم الأسد “من مخاطر تأثير الأزمة في سوريا على الداخل التركي بشكل خاص وعلى دول المنطقة عموما”.
ميشيل كيلو: الثورة السورية ستحرر لبنان من حزب الله
دبي – قناة العربية
شدّد ميشيل كيلو، عضو المنبر الديمقراطي السوري، في حديث له مع قناة “العربية” على ضرورة أن تقوم الحكومة اللبنانية بإقالة وزير الخارجية عدنان منصور من منصبه، مضيفاً أن الثورة السورية ستحرر لبنان من حزب الله.
كان وزير الخارجية اللبناني قد فاجأ الوزراء العرب، خلال اجتماعهم بالقاهرة أمس الأربعاء، بطلب رفع الحظر عن مشاركة سوريا في أعمال الجامعة، وهو ما أثار حفيظة عدد من الدول. وفي احتجاجٍ خليجي على خلع لبنان رداءَ سياسة النأي بالنفس, حذر بيانٌ لمجلس التعاون, بيروت من عواقب عدم الالتزام بهذه السياسة.
يُذكر أن دعوة منصور جاءت رغم رسائل تسلمها لبنان من دول خليجية حول عدم الالتزام بسياسة النأي بالنفس واعتبار الحكومة هي حكومة حزب الله الداعم للنظام السوري.
الإنذار الخليجي الذي حمله الأمين العام لمجلس التعاون عبد اللطيف الزياني إلى بيروت وأشار فيه إلى أن عدم التزام لبنان قولاً وفعلاً بإعلان بعبدا حول الحياد وسياسة النأي بالنفس عما يجري في سوريا، من شأنه تعريض مصالح وأمن لبنان للخطر لاسيما بعد تحذيرات عديدة أطلقتها القيادة المشتركة للجيش الحر تحدثت فيها عن مخاطر وتداعيات تدخل حزب الله في سوريا.
وتتهم المعارضة السورية الحكومة اللبنانية بدعم النظام السوري عبر طرق شتى تبدأ بتزويده بمادة المازوت بكميات كبيرة للنظام ولا تنتهي بمشاركة مسلحين من حزب الله إلى جانب قوات النظام في بعض مناطق ريف حمص.
سورية: خلاف في تسمية يوم الجمعة وأنصار المرأة يستنفرون
روما (7 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
اختلف معارضون على تسمية تظاهرات يوم الجمعة، وفيما أطلقت صفحة “الثورة السورية ضد بشار الأسد” تسمية “جمعة لن تمر دولتكم الطائفية”، قرر آخرون إطلاق تسمية “جمعة المرأة السورية الثائرة” تأكيداً على “الدور الهام الذي لعبته المرأة خلال الثورة وتزامناً مع يوم المرأة العالمي” الذي يصادف الجمعة.
واعتمد الكثير من الناشطين والمعارضين والفنانين السوريين المعارضين الشعار الذي يدعو إلى نصرة المرأة السورية ويركز على دورها خلال الثورة، فيما التزم آخرون بتسمية صفحة الثورة السورية الذي نال أكبر عدد من الأصوات في التصويت الأسبوعي الذي تجريه الصفحة لاختيار تسمية أيام الجُمع
وفي تبريرها لتسمية الجمعة ذكرت صفحة الثورة السورية أن “عصابة النظام تقتات وتعيش على الطائفية، ودائماً ما كانت تتحدث عن مشاريع لتقسيم سورية إن هي سقطت”، وشددت على أن التقسيم هو “مشروعهم البديل والخبيث.. ولن تمر مؤامراتهم ولا دسائسهم، وستبقى سورية أرض واحدة”
فيما طالب ناشطون ومثقفون سوريون بتشكيل لجنة تضم عدداً من الشخصيات الوطنية داخل وخارج ائتلاف المعارضة تضع اقتراحات لعناوين يوم الجمعة.
وجهد عدد غير قليل من الناشطين لتثبيت اسم الجمعة “ليردّوا للمرأة السورية، رمزياً، بعضاً من أفضالها على الثورة”، حيث بهرت المراقبين بقوة إرادتها وتحملها لكل المآسي التي مرت بها سورية عموماً والأسرة السورية خصوصاً
تؤكد المراصد الحقوقية السورية أن نحو 10% من القتلى بنيران القوات النظامية السورية هن من النساء، وربما قارب عدد الضحايا من النساء السبعة آلاف امرأة
في الحقيقة، لم تكن التظاهرات والاحتجاجات التي شهدتها سورية منذ سنتين تقتصر على الشباب والرجال، بل كان للمرأة دورا بارزا وهاما فيها، وفي بداية الانتفاضة خرجت نساء درعا والقرى المجاورة لها في التظاهرات جنباً إلى جنب مع الرجال، وطالبن بفك الحصار عن درعا وإطلاق سراح السجناء السياسيين السابقين والجدد
من المعلوم أن النساء السوريات لم يشاركن في مظاهرات ذات أهداف سياسية أو شبه سياسية منذ زمن طويل، وكانت مظاهراتهن عادة تتم في كنف الاتحاد العام النسائي، وهو الهيئة النسائية التي تشرف عليها السلطة، والوحيدة العاملة بعد أن حلت الحكومة المنظمات النسائية التابعة لجميع الأحزاب الأخرى، ومعظم مظاهرات الاتحاد النسائي هي مظاهرات تأييد لإجراءات السلطة السياسية وقراراتها، ونادراً ما كانت تهدف لمطالب اجتماعية
الجيش السوري الحر: احتجاز جنود حفظ السلام في الجولان خطأ وسيفرج عنهم عاجلا
أعلن الجيش السوري الحر المعارض أن عملية احتجاز عناصر قوة حفظ السلام الدولية في الجولان حدثت بالخطأ مؤكدا أن الإفراج عنهم سيتم قريبا.
ووصف العميد حسام الدين العواك نائب قائد تجمع الضباط الأحرار في الجيش السوري الحر لبي بي سي العملية بأنها خطأ كبير وغير مقبول موضحا أن عملية الإفراج عنهم ستتم في أسرع وقت.
وأضاف العواك أن قائد أحد ألوية الجيش الحر لم يحسن التصرف، وأن كتيبة خارجة عن السيطرة قامت بهذا العمل بشكل فردي، كما قدم ضمانات بعدم المساس بالمحتجزين.
مفاوضات
وكان رئيس الفلبين، بنيغنو اكوينو، قد قال إن جنود حفظ السلام الفلبينيين المحتجزين في الجولان قد يطلق سراحهم بحلول الجمعة.
وأوضح اكوينو أن قادة عسكريين بالأمم المتحدة أبلغوه أن الجنود، البالغ عددهم نحو 20 جنديا، يلقون معاملة طيبة، وأن المفاوضات للإفراج عنهم تحرز تقدما.
الجولان،سوريا
نددت الأمم المتحدة بحادثة خطف عناصر من قوة حفظ السلام الدولية في الجولان
وكان مسلحون بالمعارضة السورية قد احتجزوا جنود حفظ السلام العزّل يوم الأربعاء أثناء قيامهم بمهام روتينية في منطقة الجولان حيث يراقبون خط وقف إطلاق النار في حرب عام 1967.
وأظهر مقطع مصور على الانترنت رجالا يزعمون أنهم من مسلحي المعارضة السورية وهم يقفون بجوار عربات تحمل شعار الأمم المتحدة.
وقال الرجال إنهم من مجموعة “شهداء اليرموك”، وإنهم لن يفرجوا عن جنود حفظ السلام حتى تنسحب القوات السورية النظامية من قرية بالمنطقة.
احتجاز
وكان مارتن نيسيركي الناطق باسم الامم المتحدة قد قال ان مجموعة من المسلحين السوريين احتجزت حوالي 21 من عناصر قوة حفظ السلام الدولية في منطقة محاذية لمرتفعات الجولان.
وسارع مجلس الامن الدولي الى المطالبة بالافراج عن عناصر قوة حفظ السلام المحتجزين.
وقال رئيس قوات حفظ السلام الدولية هيرفي لادسوس أن “مفاوضات تجري حالياً مع الخاطفين”.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان المحتجزين هم من الجنسية الفلبينية، الا ان الامم المتحدة لم تكشف جنسيتهم.
قلق اسرائيلي
وأعرب مسؤولون اسرائيليون عن قلقهم البالغ من انتقال دوامة العنف إلى منطقة الجولان، لاسيما بعد سقوط عدة صورايخ عليها.
ويخشى الاسرائيليون من سيطرة جماعات متشددة على الاسلحة السورية واستخدامها ضد بلادهم.
وسيطرت اسرائيل على مرتفعات الجولان في 1967، وتطالب سوريا باستعادتها مقابل إرساء السلام بين البلدين.
ردود الفعل
واشار المبعوث الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين الى “بدء المفاوضات بين مسؤولي في قوة حفظ السلام والخاطفين”، فيما أكد رئيس قوات حفظ السلام في الأمم المتحدة هيرفي لدسوس أن “الخاطفين ينتمون الى الجيش السوري الحر المعارض”.
وأضاف تشوركين: “لم يدور أي قتال بين المجموعتين، وأعتقد أن المسلحين استولوا على الشاحنات التي كانت بحوزة عناصر قوة حفظ السلام”.
قافلة مراقبي الأمم المتحدة
قافلة مراقبي قوات حفظ السلام الدوليين في الجولان
واشار الى أن “عملية اختطاف الجنود غير مبررة، لأنهم غير مسلحين ولا شأن لهم بالصراع الدائر حالياً في سوريا”.
وعلى صعيد متصل، ندد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بخطف عناصر من قوة السلام الدولية.
وأكدت الامم المتحدة ازدياد هذه الحوادث في منطقة الجولان التي ينتشر فيها عناصر قوات حفظ السلام التابعة لها. وتتمركز هذه القوات منذ عام 1967 لمراقبة وقف اطلاق النار بين سوريا واسرائيل.
BBC © 2013
مراقبو الأمم المتحدة المحتجزون في الجولان “يتلقون معاملة حسنة” من مسلحي المعارضة السورية
مقطع على الانترنت يظهر رجالا يزعمون أنهم من مسلحي المعارضة السورية وهم يقفون بجوار عربات تحمل شعار الأمم المتحدة.
ظهر بعض مراقبي الأمم المتحدة المحتجزين من قبل مقاتلي المعارضة السورية في تسجيلات مصورة بثت على الانترنت يؤكدون فيها أنهم بحالة جيدة ويتلقون معاملة حسنة.
وكان مقاتلون من المعارضة السورية احتجزوا جنود حفظ السلام العزّل يوم الأربعاء أثناء قيامهم بمهام روتينية في منطقة الجولان حيث يراقبون خط وقف إطلاق النار في حرب عام 1967.
وقال الرئيس الفلبيني بنينو اكينو إن جنود حفظ السلام الفلبينيين المحتجزين في الجولان قد يطلق سراحهم بحلول الجمعة، لكن المفاوضات لا تزال جارية.
وأوضح أن قادة عسكريين بالأمم المتحدة أبلغوه أن الجنود، البالغ عددهم نحو 20 جنديا، يلقون معاملة طيبة، وأن المفاوضات للإفراج عنهم تحرز تقدما.
ويقول مراسلون إن هذه الحادثة تمثل إشارة إلى أن الاشتباكات بين المعارضة المسلحة وقوات الحكومة السورية تتسع رقعتها، وتشير إلى ضعف السيطرة المركزية بين مسلحي المعارضة.
وقتل نحو 70 ألف شخص وفر مليون لاجئ منذ بدء الأزمة السورية قبل عامين.
“أيد أمينة”
وأظهرت تسجيلات عديدة مصورة الخميس مجموعات ما بين ثلاثة إلى ستة من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة المحتجزين في الجولان.
وقال المراقبون إنهم يتلقون معاملة جيدة بعدما تم احتجازهم من قبل خاطفيهم.
ونقلت رويترز عن ابو عصام تسيل عضو جماعة “شهداء اليرموك” التي تحتجز المراقبين قوله إنه “سيتم تسليمهم (المحتجزين) لأيد أمينة حينما يكون ذلك ممكنا…لأن المنطقة محاصرة، ونظام (الرئيس السوري) الأسد يقصفها”.
استمرار المفاوضات
من جهة أخرى، لا تزال المفاوضات جارية لإطلاق سراح المراقبين.
وأعلن مارتن نيسيركي المتحدث باسم الامم المتحدة أن “المنظمة الدولية لا تزال تفاوض لاطلاق سراح 21 مراقبا تابعا لها خطفوا من هضبة الجولان”.
وأضاف المتحدث أن قوة حفظ السلام في الجولان “اتصلت بهم هاتفيا وأكدت انهم لم يتعرضوا لسوء معاملة”.
وكان الجيش السوري الحر المعارض أقر في وقت سابق بأن عملية احتجاز عناصر قوة حفظ السلام الدولية حدثت بالخطأ مؤكدا أن الإفراج عنهم سيتم قريبا.
ووصف العميد حسام الدين العواك نائب قائد تجمع الضباط الأحرار في الجيش السوري الحر لبي بي سي العملية بأنها خطأ كبير وغير مقبول موضحا أن عملية الإفراج عنهم ستتم في أسرع وقت.
وأضاف العواك أن قائد أحد ألوية الجيش الحر لم يحسن التصرف، وأن كتيبة خارجة عن السيطرة قامت بهذا العمل بشكل فردي، كما قدم ضمانات بعدم المساس بالمحتجزين.
وأظهر مقطع مصور على الانترنت رجالا يزعمون أنهم من مسلحي المعارضة السورية وهم يقفون بجوار عربات تحمل شعار الأمم المتحدة.
وقال الرجال إنهم من مجموعة “شهداء اليرموك”، وإنهم لن يفرجوا عن جنود حفظ السلام حتى تنسحب القوات السورية النظامية من قرية بالمنطقة.
وتحدثت الامم المتحدة في الفترة الأخيرة عن ازدياد هذا النوع من الحوادث في منطقة الجولان التي ينتشر فيها عناصر قوات حفظ السلام التابعة لها.
وتتمركز هذه القوات منذ عام 1967 لمراقبة وقف اطلاق النار بين سوريا واسرائيل.
BBC © 2013