أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة، 09 تشرين الثاني، 2012


سيدا لـ« الحياة»: سنتفق على سلطة انتقالية لكن لا بد من ضمانات دولية

الدوحة – «الحياة»

قال رئيس «المجلس الوطني السوري» عبد الباسط سيدا لـ» الحياة» عن اللقاء التشاوري بين المجلس وقوى وشخصيات معارضة، إن «التوجه هو ان تكون هناك ضمانات (اقليمية ودولية)، ونحن نطالب بتشكيل سلطة والمعارضة ستتفق، لكن ماذا بعد الاتفاق؟». وأضاف موضحاً: «لا بد من ضمانات، أولا من الناحية الاقتصادية لا بد من أن تتمتع السلطة (الانتقالية) بامكانات التحرك وتأمين الخدمات للناس، وادارة أمورهم. وثانياً لا بد من أن تكون السلطة (حكومة المعارضة الموقتة) محمية حتى تمارس مهماتها بعيدا عن قصف النظام. وثالثا لا بد أن يكون هناك اعتراف دولي بأن السلطة (سلطة المعارضة) هي التي ستكون السلطة المقبلة».

وحول هل ستتم مناقشة مبادرة رياض سيف خلال اجتماعات الدوحة، أجاب: «سنناقش كل شيء». وتابع موضحاً: «مبادرة رياض سيف لم تعرض رسمياً حتى نصوت عليها، وطبعا هناك مناقشات حصلت (في مؤتمر المجلس الوطني في الدوحة) لكن في نهاية المطاف سنناقش كل شيء … هناك ملاحظات ووجهات نظر للمجلس الوطني السوري ونحن حينما نطرح أفكارنا نستمع للآخرين، وحينما نجد الفكرة التي تساعدنا أكثر سنقبلها بغض النظر عن صاحبها».

وعن ممثلي المجلس الوطني في اللقاء التشاوري اشار الى انهم «جزء من الرئاسة القديمة للمجلس وبعض الأعضاء الذين يمثلون كيانات المجلس باعتبار ان اللقاء تشاوري، وبعد ذلك سيكون المجلس حاضراً بوفده الذي تحدده قيادته الجديدة (بعد انتخاب الامانة العامة المكتب التنفيذي والرئيس)».

وسئل عن رأيه في نتائج انتخابات الأمانة العامة للمجلس الوطني وغياب المرأة، فقال: «هي الديومقراطية لها محاسنها ومثالبها. ومن ابرز النتائج غياب المراة عن الفائزين. هذا أمر تألمنا له ولن نقبل به، والمرأة لا بد أن تمثل، ونحن مع اعطاء المزيد من الدور للمرأة، لأنه كان لها دور متميز في الثورة السورية، والحديث يدور حول ضرورة تخصيص أكثر من مقعدين للمرأة وسنناقش ذلك».

وتابع: «انا حزين لعدم وجود تمثيل نسائي في الامانة العامة للمجلس، لكن النظام الداخلي يسمح لنا باضافة اسماء جديدة استناداً الى الحاجات المجتمعية والوطنية، وهناك توجه بأن تضاف اسماء عدد من المرشحات ممن لم يتمكن من الفوز ولن نقبل بعدم وجود المرأة في الامانة العامة». ودعا ادارة باراك اوباما الى التركيز على سورية بعد اعادة انتخابه. وتابع: «نأمل أن يتفرغ اوباما للقضية السورية المستعجلة. وسورية دولة مفتاحية، وأسخن منطقة في العالم، وما يجري فيها سيؤثر في الجوار والمعادلات الدولية، ونأمل أن تتفرغ الادارة الاميركية لهذا الموضوع بعيداً من حسابات الانتخابات».

من ناحيته، قال القيادي السوري المعارض رئيس المجلس الوطني السوري السابق برهان غليون لـ» الحياة» عن رؤى أعلنها وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية خالد العطية نشرتها «الحياة» في شأن أفكار مبادرة لتوحيد المعارضة السورية: «نحن متفقون تماماً مع ما قاله الوزير القطري، وكنا اجتمعنا معه، وقلنا له إن الاجتماع التشاوري ينبغي ان يكرس للتشاور».

واضاف غليون: «مبادرة رياض سيف ليست هي محور النقاش، هي احدى المبادرات التي تطرح للنقاش في الاجتماع ، والهدف من الاجتماع بالنسبة لنا هو أن نتناقش مع اخواننا في المعارضة صيغة نتفق عليها لتوحيد جهود المعارضة». وقال: «أنا متفائل ، وبالتأكيد سنصل الى نتيجة، والفشل مرفوض».

وسألته» الحياة عن مقاطعة هيئة التنسيق اللقاء التشاوري، فرد « أعتقد أن هيئة التنسيق لا تستطيع المشاركة لانها موجودة في الداخل وعليها ضغوط كبيرة من النظام، وربما لأن القضية (مبادرة رياض سيف) طرحت كأنها مبادرة مفروضة من الخارج ولم تطرح في اجتماع للمعارضة للوصول الى صيغة تنتج من المعارضة نفسها».

وقال للصحافيين:» إن المكتب التنفيذي للمجلس الوطني والأمانة العامة صوتت ( في اجتماعها في الدوحة) ضد مبادرة رياض سيف، لانها طرحت كبديل للمجلس الوطني، وعلى أساس أن المجلس فشل ولا بد من اطار بديل». وشدد « قلت إن أي طرح في الاجتماع التشاوري كبديل للمجلس الوطني سيضعنا أمام تحديات لن نستطيع تجاوزها، وسيدفع أعضاء المجلس للتخندق والعداء لكل مبادرة. ينبغي امتصاص هذا، ونحن نقول إن الاجتماع التشاوري هدفه تشكيل صيغة تستكمل جهود توحيد المعارضة، وهذا واجب وطني. ونحن صوتنا ضد مبادرة سيف وليس ضد توحيد المعارضة».

وعن عدم انتخاب المرأة في الامانة العامة للمجلس، قال: «هو أكبر خطا وسقطة وقع فيها المجلس في انتخاباته، إذ لم تضمن الكتل التي شاركت في الانتخابات فوز النساء ووضعوهن في المرتبة الثانية أو الثالثة في القوائم، وبسبب الاختراقات التي حدثت في القوائم لم ينجح الا الاسم الاول أحيانا في القوائم».

من جانبه، أكد نائب رئيس «المجلس الوطني السوري» المعارض فاروق طيفور ونائب المراقب العام للاخوان المسلمين إن» 12 دولة من اصدقاء سورية تقف مع توحيد المعارضة، وسيكون هناك اعتراف بـ «هيئة المبادرة الوطنية» وتنبثق عنها حكومة موقتة «. وأكد أن «أصدقاء سورية سيعترفون بنتائج اللقاء التشاوري، لافتاً الى أن أعضاء «المبادرة الوطنية» سيراوح بين 50 الى 60 شخصا، ونحن متفقون مع» أصدقاء سورية» على أن نسبة المجلس الوطني ستكون 40 في المئة».

وقال في حديث الى «الحياة» إن اللقاء التشاوري بين قوى المعارضة السورية يهدف الى

«تجميع القوى في اطار المعارضة لايجاد مخرج لدعم الثورة، سواء على مستوى المعارضة أو دعم أصدقاء الشعب السوري». وتابع: «اتوقع موقفاً ايجابياً من جميع أطراف المعارضة، والجميع ذاهب لايجاد نوع من كيان مشترك يرتكز عليه دوليا من أجل انشاء حكومة موقتة تخرج قريبا الى الوجود ان شاء الله».

وفي شأن التطورات في سورية وداخل دمشق حاليا أكد أن «الثورة تحقق دائما انتصاراً على الارض، لكنه ما زال بطيئاً ونأمل بعد اللقاء التشاوري الوصول الى كيان معارض سوري قوي يستطيع أن يوجد حكومة موقتة يرتكز عليها المجتمع الدولي لتقديم المساعدات الجوهرية واللازمة لتغيير المعادلة على الأرض ودعم الشعب اغاثياً وانسانياً».

إنفجار سيارة مفخخة في منطقة السيدة زينب بريف دمشق

انفجرت سيارة مفخخة، بمنطقة السيدة زينب في ريف دمشق ما ادى وقوع إصابات وأضرار مادية .

وقال مصدر محلي في دمشق، ان الانفجار وقع في منطقة نجها بالسيدة زينب بسيارة مفخخة ما ادى وقوع إصابات وأضرار مادية.

وأضاف المصدر إلى احباط محاولة تفجير سيارة مفخخة أمام حاجز اللجان الشعبية في مخيم فلسطين .

وتشهد سورية منذ 15 آذار/مارس عام 2011 مظاهرات تطالب بإصلاحات وبإسقاط النظام، تحوّلت الى مواجهات بين قوى مسلّحة وأجهزة الأمن الحكومية، أدّت الى مقتل الآلاف من الطرفين.

الأسد يحذر من عواقب غزو خارجي

تفاؤل بخروج معارضة موحدة من الدوحة

    و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ

صرح الرئيس السوري بشار الأسد بانه سيعيش ويموت في سوريا، محذراً من أن أي تدخل عسكري غربي لاسقاطه ستكون له عواقب كارثية سواء في الشرق الاوسط او في العالم كله.

 وتزامن هذا الموقف الذي يتسم بالتحدي مع اجتماع مهم في قطر لفصائل المعارضة السورية التي تسعى الى الاتفاق على مظلة جديدة تضم الجماعات المسلحة في الداخل والمعارضة في الخارج، وسط تصاعد الضغوط الدولية عليها لتنظيم  نفسها والاستعداد لمرحلة ما بعد الاسد.

 وقال مصدر من داخل الاجتماع المغلق إن رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ  حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني حض المعارضة السورية على تنحية خلافاتها جانباً وتوحيد صفوفها. ونقل عنه المصدر مطالبته هذه المعارضة بالتحرك بسرعة من أجل الحصول على الاعتراف الدولي.

 ووجه وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو دعوة مماثلة، اذ  نقل عنه المصدر قوله: “نريد متحدثا رسمياً واحداً لا أكثر. نريد شركاء ذوي كفاية فقد حان وقت الوحدة”.

وفي نص رسمي لخطاب القاه وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية الشيخ خالد محمد العطية امام التجمع ان الشعب السوري ينتظر منهم الوحدة لا الانقسامات وان اتفاقهم اليوم سيثبت للمجتمع الدولي ان هناك وحدة وهذا سينعكس ايجاباً   على موقف المجتمع الدولي من قضيتهم.

 وانتقد الحلفاء الغربيون والعرب بشدة “المجلس الوطني السوري” الذي يمثل جماعة المعارضة الرئيسية ووصفوه بأنه غير فعال ويديره معارضون منفصلون عن واقع الاحداث في سوريا وخاضع لهيمنة جماعة “الاخوان المسلمين”.

  لكن خطة انشاء ما اطلق عليه المعارض البارز رياض سيف “هيئة المبادرة الوطنية السورية” يمكن اعتباره في نهاية المطاف حكومة ظل قادرة على كسب الاعتراف الدولي والحصول على مزيد من الدعم العسكري، واجهت مشكلة بمجرد اقتراح سيف لها.

 ويتعثر الاجتماع حتى الآن نتيجة الجدل في شأن تمثيل “المجلس الوطني السوري” وعدد المقاعد التي ستحصل عليها الجماعات المنافسة ومنها الاسلاميون واليساريون والعلمانيون. وقال سيف انه يأمل في التوصل إلى اتفاق في هذا الشأن الخميس (امس)، لكن المحادثات قد تستمر إلى الجمعة (اليوم).  واضاف :”لقد تمت مناقشة المبادرة (التي يقودها) بالتفصيل ويبدو ان لها الان حظوظ نجاح كبيرة”…. “يجب الان الاتفاق على قيادة سياسية او هيئة عامة وطنية تتولى بعد ذلك درس كل الخيارات”.

 وقال القيادي في تنظيم “الاخوان المسلمين” صدر الدين البيانوني: “كل منا اعطى ملاحظاته ثم صاغت امانة سر الاجتماع مشروعا يلخص كل الاراء وزعوه علينا وسنعود لاحقا لابداء الرأي فيه”.

 وقال  العضو البارز في “المجلس الوطني السوري” برهان غليون ان المشاركين في الاجتماع في طريقهم الى الاتفاق وان الاجواء ايجابية وان الجميع لا يريدون الخروج من الاجتماع من دون انجاحه.

 وتهدف مبادرة سيف إلى انشاء مجلس عسكري أعلى ولجنة قضائية وحكومة انتقالية من الخبراء على غرار “المجلس الوطني الانتقالي” الليبي الذي تمكن من حشد الدعم الدولي لمعركته لاطاحة نظام معمر القذافي.

الوضع الميداني

   ميدانياً، قال “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان اعمال العنف في مناطق مختلفة اوقعت أمس  108 قتلى هم 32 مدنيا و28 مقاتلا معارضا و48 جنديا نظامياً.

   وفي دمشق، دارت اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في حيي القدم وكفرسوسة  بعد سقوط قذائف على احياء الزاهرة والميدان ونهر عيشة في وسط العاصمة.

 وافادت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” ان ثلاثة  أشخاص قتلوا  وان آخرين جرحوا في انفجار سيارة مفخخة في منطقة السيدة زينب بريف دمشق.

 وبثت قناة “الميادين” الفضائية التي تتخذ بيروت مقراً لها ان السلطات السورية فككت سيارة مفخخة أخرى في المنطقة عينها.

 وفي محافظة إدلب تحدث المرصد عن اشتباكات في مدينة معرة النعمان الاستراتيجية التي سيطر عليها المقاتلون المعارضون في 9 تشرين الاول .  واشار الى ان بعض الوحدات من القوات النظامية “وصلت الى مفرق تلمنس على الطريق بين دمشق وحلب”.

لافروف

* في موسكو ، صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بإن روسيا ترى وجوب أن يأخذ العرب زمام المبادرة لحل الأزمة السورية، موضحا أن روسيا تؤيد ما اقترحه الرئيس المصري محمد مرسي في هذا المجال.

 وقال لوكالة “نوفوستي” وصحيفة “موسكوفسكيي  نوفوستي” ومجلة “روسيا في السياسة العالمية”  أن روسيا ترفض أي قرار يعبر فيه مجلس الأمن عن تأييده لأحد طرفي النزاع السوري.

 وأوضح أن الذين يدعون روسيا الى تأييد قرار منتظر،  يصرون على رحيل الرئيس السوري بشار الأسد وعلى أن تواصل المعارضة مقاومتها له، لافتاً إلى أن روسيا تستطيع أن تؤيد القرار الذي يدعو كلا الطرفين على نحو سواء إلى وقف القتال والعنف. وأكد إلى أنه لم يتم إعداد مشروع أي قرار حتى الآن.

واعتبر أن حل المشكلة السورية من دون مساعدة السعودية وتركيا ومصر وجيران سوريا وكذلك إيران والعديد من الدول الأخرى أمر صعب.

وتحدث عن “انطباع لديه ان انطباعا بأن موقف الغرب حيال المعارضة السورية قد تغير بشكل ملحوظ خلال الاسبوعين الاخيرين”، وذلك نتيجة خيبة أملهم من فشل المعارضة في الاتحاد والقلق المتزايد من أن القوى التي تختلف تماماً عن تلك التي غامر بها الغرب في بداية الازمة بدأت تسود.  وقال: “اذا كانت اولويتهم(المعارضة) رأس الاسد، فان على داعمي توجه كهذا ان يدركوا ان الثمن سيكون حياة السوريين، وليس حياتهم… بشار الاسد لن يذهب الى اي مكان ولن يرحل ابداً، مهما قالوا. لا يمكن اقناعه باتخاذ خطوة كهذه”.

  واشنطن

* في لندن، صرح السفير الاميركي لدى بريطانيا لويس سوسمان  بأن الأسد يجب أن يقدم الى المحاكمة لا أن يخرج من سوريا بشكل آمن.

 وقال لصحيفة “إيفنيننغ ستاندارد” البريطانية: “أعتقد أنه يجب أن يترك الرئيس بشار الحكم …ومن وجهة نظري يجب أن يواجه العالم أجمع بسبب الجرائم التي إرتكبها”.

 ويعد  سوسمان من المقربين من الرئيس الأميركي باراك أوباما.

موقف أردوغان من الـ«باتريوت» مشروط بعدم دفع ثمنها

أنقرة تلح على أوباما للتدخل أكثر في أزمة سوريا

محمد نور الدين

بالرغم من أن رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان أبدى انزعاجه من الأنباء التي تم تداولها عن أن تركيا طلبت من حلف شمال الأطلسي نصب صواريخ «باتريوت» على الحدود مع سوريا، قائلا:َ «من هو ذلك المسؤول في الخارجية الذي قال ذلك؟ هل عنده الصلاحية لقول ذلك؟ أنا رئيس الحكومة التركية أقول انه ليس معي خبر، وليس في نيتنا أن ندفع المال ونشتري صواريخ باتريوت»، إلا أن تصريحاته لا تعني الرفض، إذ نقلت صحيفة «ميللييت» أمس، أن موقف أردوغان مشروط بعدم دفع تركيا ثمن الصواريخ.

وفي السياق ذاته، صرح الرئيس التركي عبد الله غول أمس، ان تركيا تحتفظ لنفسها بحق امتلاك كل أنواع الأسلحة للدفاع عن نفسها في وجه أي خطر سوري.

ورداً على أسئلة الصحافيين حول صواريخ «باتريوت» أثناء زيارة لمدينة جانكيري في وسط البلاد، ناقض غول تصريحات رئيس حكومته، قائلاً: «تجري مناقشة صواريخ باتريوت… داخل الحلف الأطلسي. من الطبيعي أن نتخذ جميع التدابير الضرورية لضمان الدفاع عن أنفسنا». ونفى في الوقت ذاته، أي نية لتركيا في «شن حرب على سوريا»، لكنه حذر دمشق من أي سلوك «متهور» يمكن أن يستهدف الأراضي التركية.

ونقلت «ميللييت» عن وزير الخارجية داود أوغلو، الموجود في بروكسل، أن «حدود تركيا هي حدود الأطلسي، ومن الطبيعي أن يجري تقييم وعمل مشتركان تجاه أي تهديد»، مضيفاً: «وقد أبلغنا الأطلسي سابقاً عن بعض هذه التهديدات ومن الطبيعي القيام بتدابير احتياطية، والمبادرة لأي شيء في إطار الاحتمالات كافة. لقد فعلنا ذلك سابقاً وسنواصل القيام به. وأي خطوة تتطلبها الظروف سنتخذها في حينها». ولكن في الوقت ذاته، نقلت الصحيفة عن مصادر أطلسية أن تركيا لم تتقدم بأي طلب لنشر صواريخ «باتريوت». وكان مسؤول في الخارجية التركية قد أعلن أن تقديم الطلب الرسمي لنشر هذه الصواريخ هو مسألة وقت.

من جهة ثانية، أشارت صحيفة «راديكال» إلى أن قاعدة القيادة الجوية للقوات الأطلسية الحليفة الموجودة في قضاء بوجا في محافظة أزمير ستتحول إلى قاعدة القيادة البرية للقوات الأطلسية. ولفتت إلى أن عملية التحول ستتم في احتفال يقام في نهاية الشهر الحالي، على أن تبدأ القاعدة مهمتها البرية الجديدة في الأول من كانون الأول العام 2012. وستحل القاعدة الجديدة محل القيادتين البريتين الموجودتين في ألمانيا واسبانيا، اللتين ستنهيان مهامهما في نيسان وتموز العام 2013.

ومن بالي في اندونيسيا، جدد أردوغان قوله إنه لا حل في سوريا مع الرئيس السوري بشار الأسد، مشيراً في حديث إلى الصحافيين المرافقين له إلى أنه «بعد كل هذا الدم الذي أريق، وتهجير مليونين ونصف المليون من ديارهم، كيف يمكن لزعيم أن يقف ويقول إنه سيواصل قيادة البلد؟ هذا لا يمكن قبوله». وكرر ما كان ذكره سابقاً، بأن الأسد «غير مسلم»، قائلاً إن الأسد لم يلتزم بالهدنة في عيد الأضحى وقصف حتى الجوامع نهار الجمعة، وبعد ذلك ومن دون أي خجل يقول: «أنا مسلم».

ورأى أردوغان انه بسبب الانتخابات الأميركية تراجع الاهتمام بالصراع في سوريا، لكنه دعا إلى مواصلة الجهود في مجلس الأمن برغم الموقفين الروسي والصيني. وقال: «إننا لم نحمّل الرئيس الأميركي أعباء إضافية أثناء الحملة الانتخابية، لكن في المرحلة الجديدة يجب أن نذهب إلى النهاية في بعض المواضيع». واعتبر انه باستثناء الموضوع السوري، فإن انتخاب أوباما سيقوي يد تركيا في القضية الكردية، ومواجهة «حزب العمال الكردستاني».

ومن بروكسل، دعا أوغلو الأوروبيين إلى عدم الاكتفاء بالتفرج على ما يجري في الشرق الأوسط. وقال في محاضرة نظمتها «مجموعة الخضر» في البرلمان الأوروبي، إن خطأ أوروبا الأكبر انها انغلقت على نفسها بسبب الأزمة المالية، مضيفاً: «لا يمكن الاكتفاء بمراقبة موجة التغيير في الشرق الأوسط والوقوف على الحياد. يجب تقديم الدعم لهذه الموجة، يجب على تركيا وأوروبا معاً أن تديرا ارتدادات هذا الزلزال الذي سيجلب السلام والرفاه والاستقرار إلى حوض المتوسط».

وأوضح أوغلو ان بلاده تدافع في الشرق الأوسط عن معايير كوبنهاغن الأوروبية، أي الديموقراطية والحرية وحقوق الإنسان. وتابع: ان التحول في الشرق الأوسط اليوم ليس صراعا بين السنّة والشيعة، كما انه ليس صراعاً عرقياً، بل هو صراع بين البنى الموروثة من الحرب الباردة والديناميكيات المعاصرة. وقال: حتى وإن كانت تركيا تدفع ثمن مواقفها، غير أنها تحمي المسار المبدئي للوجهة الصحيحة للتاريخ.

محمد نور الدين

الأسد: كلفة الغزو الأجنبي لسوريا أكبر من أن يتحمّلها العالم

تعثر للمعارضة في الدوحة .. وهجوم كبير للمسلحين من تركيا

خرجت مؤشرات سلبية عدة من اجتماعات المعارضة السورية في الدوحة، امس، سواء عبر نجاح جماعة «الاخوان المسلمين» في فرض سيطرتها على الامانة العامة للمجلس الوطني، او عبر غياب تمثيل المرأة والاقليات، وصولاً الى الاصطدام العلني مع مبادرة «سيف – فورد»، والاستقالات الجماعية من المجلس، ما دفع المنظمين الى تمديد الاجتماع 24 ساعة في محاولة لإيجاد مخرج، وذلك بالتزامن مع التصعيد الميداني من جانب مسلحي المعارضة، الذين بعد ايام على هجومهم الواسع على ضواحي دمشق، عبر المئات منهم الحدود التركية لشنّ هجوم كبير على قرية كردية ما اوقع عشرات القتلى في الاشتباكات.

وفي هذه الاثناء، قال الرئيس السوري بشار الأسد، في مقابلة مع قناة «روسيا اليوم» تبث كاملة اليوم، «أعتقد أن كلفة الغزو الأجنبي لسوريا، لو حدث، ستكون أكبر من أن يستطيع العالم بأسره تحملها، لأنه إذا كانت هناك مشاكل في سوريا، خصوصاً أننا المعقل الأخير للعلمانية والاستقرار والتعايش في المنطقة، فإن ذلك سيكون له أثر الدومينو، الذي سيؤثر في العالم من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادئ. وتعلمين تداعيات ذلك على باقي أنحاء العالم. لا أعتقد أن الغرب يمضي في هذا الاتجاه، لكن إذا فعلوا ذلك، لا يمكن لأحد أن يتنبأ بما سيحدث بعده».

وأضاف «أنا لست دمية، ولم يصنعني الغرب كي أذهب إلى الغرب أو إلى أي بلد آخر. أنا سوري، أنا من صنع سوريا، وعليّ أن أعيش وأموت في سوريا». وعرض موقع القناة على الانترنت مشاهد للأسد وهو يتحدث في المقابلة وينزل على درج خارج فيلا بيضاء.

وفي الدوحة، شددت جماعة الإخوان المسلمين قبضتها على المجلس الوطني السوري، حيث اوصلت للأمانة العامة، التي تضم ٤١ عضواً، ٢٣ شخصية من بين أعضاء الجماعة أو بعض الشخصيات المقربة منها، أو ذات الاتجاه الإسلامي. كما لم يتم انتخاب أي امرأة في الأمانة العامة، ولم تحصل الأقليات من علويين ومسيحيين ودروز وأكراد على تمثيل متكافئ. وانسحب أكثر من 20 عضواً من المجلس عبر الاستقالة.

وعلى محور مبادرة المعارض رياض سيف والسفير الأميركي في دمشق روبرت فورد، تقرر تمديد اجتماعات المعارضة في الدوحة 24 ساعة لمناقشتها وإيجاد مخرج، لكن يبدو أن حظوظ نجاحها ليست كبيرة، بعد رفض المجلس عرض فورد بحصوله على 20 مقعداً من أصل 60 في «هيئة المبادرة»، فيما تقدم «الإخوان» بعرض مقابل يتمحور حول قيام المجلس بتشكيل هيئات داخل سوريا تنبثق عنها «حكومة انتقالية مؤقتة». (تفاصيل صفحة 18)

في هذا الوقت، استطاعت القوات السورية صد هجوم لمئات المسلحين قدموا من تركيا، بعد ساعات على إعلان مسؤولين أتراك أنهم طلبوا من حلف شمال الأطلسي نشر صواريخ «باتريوت» قرب الحدود السورية. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيانات، «قتل 16 عنصراً من القوات النظامية السورية و10 مسلحين في اشتباكات قرب مركز حدودي مع تركيا في بلدة رأس العين، ذات الغالبية الكردية في محافظة الحسكة».

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن مئات المسلحين دخلوا إلى البلدة من محورين، غالبيتهم «قدموا مباشرة من الأراضي التركية عبر بوابة حدودية غير رسمية»، والجزء الآخر من قرية تلف حلف جنوب البلدة. وأوضح أن القوات النظامية «استعادت سيطرتها على فروع لأمن الدولة والأمن العسكري والأمن السياسي في البلدة»، مشيراً إلى أن عدداً من المسلحين انسحب إلى الأراضي التركية.

وقال معارضون إن المسلحين صعدوا من هجماتهم في دمشق، حيث شنوا هجمات على حواجز للجيش في حي الميدان وسط العاصمة، فيما ذكر المرصد «دارت اشتباكات بين القوات النظامية والمسلحين في حيي القدم وكفرسوسة بعد سقوط قذائف على أحياء الزاهرة والميدان ونهر عيشة وسط دمشق». وأضاف «حصدت أعمال العنف في مناطق مختلفة 108 قتلى، هم 32 مدنياً و28 مسلحاً و48 جندياً نظامياً».

وذكرت وكالة «الأناضول» التركية إن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي اعتذر عن حضور اجتماع ثلاثي كان يتوقع أن يعقد في أنقرة غداً السبت مع نظيريه التركي أحمد داود أوغلو والمصري محمد كامل عمرو بشأن الوضع في سوريا.

وعبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن اعتقاده بأن الغرب يراجع نهجه تجاه المعارضة السورية، داعياً الدول العربية إلى اخذ زمام المبادرة في الأزمة السورية. وكرر أن موسكو ترفض أي قرار يعبر فيه مجلس الأمن الدولي عن تأييده لأحد طرفي النزاع السوري، موضحا أن «الذين يدعون روسيا إلى تأييد قرار منتظر، يصرون على ضرورة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد وضرورة أن تواصل المعارضة مقاومتها له».

(«السفير»، ا ف ب،

ا ب، رويترز)

جماعـة «الإخـوان» تشـدّد قبضتهـا علـى «المجلـس الوطنـي» إحباط «مبادرة سيف ـ فورد» و24 ساعة إضافية لإنقاذها في الدوحة

محمد بلوط

إحباط مبادرة المعارض السوري رياض سيف وإدامة السيطرة على المجلس الوطني السوري. الهدفان اللذان جاء من أجلهما «الإخوان المسلمون» السوريون إلى اجتماع الدوحة تحققا ليلة أمس، بعد مناورات دامت أيام الدوحة كلها، تجعل من المجلس الوطني السوري مجلساً اخوانياً سقطت ابرز واجهاته الليبرالية مع خروج ممثل حزب الشعب الديموقراطي جورج صبرا، واستنكاف برهان غليون عن الترشح إلى الأمانة العامة ولعب أي دور في المكتب التنفيذي، لضعف الكتلة التي حملته إلى رئاسة المجلس الوطني، وتخلي «إعلان دمشق» عنه بعد المواجهة التي خاضها ضده في روما في نيسان الماضي.

النقاشات مددت ٢٤ ساعة إضافية، لمناقشة مستفيضة في مبادرة رياض سيف – روبرت فورد (السفير الأميركي في دمشق وعراب المبادرة مع سيف)، إنشاء هيئة للمبادرة الوطنية مؤلفة من ٦٠ شخصية وطنية، بعد التعديلات التي جرت عليها في الساعات الأخيرة لاسترضاء المعارضين في المجلس الوطني، لاسيما «الإخوان» الذين يتمسكون بالمجلس الوطني إطاراً مرجعياً للمعارضة السورية.

وأنجز المجلس الوطني توسعة هيئته العامة من ٣٠٠ إلى ٤٢٠ عضواً. وعبر تنويع القوائم وتقديم خمس منها إلى الناخبين في الدوحة، والى أمانة عامة تضم ٤١ عضوا نجح «الإخوان» بإيصال ٢٣ شخصية من بين أعضاء الحركة أو بعض الشخصيات المقربة منها، أو ذات الاتجاه الإسلامي.

وواجه «الإخوان المسلمون» الهجوم الأميركي على المجلس ومحاولة إضعافه بتشديد قبضتهم على هياكله، بعد أن أحبطوا قبل أشهر في جنيف اجتماعاً آخر لتعديل هياكل المجلس الوطني عبر لجنة خارجية تمهيداً لتوسعته. كما نجح «الإخوان» في اجتماع القاهرة للمعارضة السورية، في تموز الماضي، بالتصويت على لجنة متابعة تضمّ أطياف المعارضة كافة للإبقاء على قبضتهم على المجلس الذي اعتمده الغرب وتركيا وقطر والسعودية «ممثلاً شرعياً للشعب السوري»، فضلاً عن نص مشروعه الوحيد المعتمد في تونس قبل عام، على قيادته للمرحلة الانتقالية من دون الأطياف الأخرى للمعارضة، وبمشاركة من العسكر.

وأخفق جورج صبرا، أحد الوجوه البارزة في «إعلان دمشق»، بالعودة إلى الأمانة العامة للمجلس الوطني، في أول عملية انتخابية يجريها المجلس بعيداً عن الأسلوب التوافقي في اختيار أعضائه. وانتخبت الهيئة العامة ٤١ عضواً، هم احمد بكورة، احمد سيف يوسف، بدر جاموس، أسامة شوربجي، حسن السيد، حسين العبدالله، حسين محمد، خالد الناصر، خالد الزيني، خليل الحاج صالح، خالد الصالح، سعيد لحدو، سليمان الحراكي، عبد الكريم الآغا، عمار أبو خطاب، زياد أبو حمدان، محمد بسام اليوسف، محمد وليد، مؤيد غزلان، واصل شمالي، سالم المسلط، سالم المطلك، عبد الأحد اصطيفو، عبد الباسط سيدا، فاروق طيفور، ملهم الدروبي، هشام مروة، لؤي صافي، نذير الحكيم، سنان حتاحت، هيثم رحمة، محمد احمد عبيد، جمال الوادي، ابراهيم ميرو، بسام اسحق، مروان حجو، سمير نشار، احمد رمضان.

وكان المجلس قد صوّت على رفض مبادرة رياض سيف التي تفضي إلى إعادة صياغة المعارضة السورية وتهميش المجلس الوطني السوري لمصلحة «المبادرة الوطنية» التي تنبثق عنها حكومة مؤقتة مؤلفة من عشرة تكنوقراطيين لإدارة «المناطق المحررة». وتعرّض سيف إلى استجواب من أعضاء المجلس الوطني لمعرفة المزايا التي سيحملها الانتقال من إطار المجلس الواسع إلى إطار معارض أضيق تمثيلاً. وقال معارض سوري في اتصال هاتفي مع «السفير» من الدوحة، ان سيف حاول ليلة الأربعاء الماضي الدفاع عن مبادرته بالقول انه حصل على وعود بالاعتراف الفوري من حكومات «أصدقاء سوريا» فضلاً عن الدعم المالي وزيادته. وقال معارض سوري في باريس إن رياض سيف قال لاجتماع لجنة الحكماء في باريس، قبل ٣ أسابيع، إن الدول الغربية وعدت «بالمليارات» لرفع أداء المعارضة السورية في «المناطق المحررة».

وتقدم سيف بلائحة أسماء لهيئة المبادرة، دافع عنها باعتبارها «خيار حلفائنا الغربيين»، كما قال مصدر معارض في الدوحة. وقال مسؤول العلاقات مع «الجيش الحر» جمال الورد إن «الأميركيين الذين يقفون، وراء المبادرة، سيقدمون دعماً مالياً اقل بكثير من المتوقع، وربما بضعة ملايين، وحتى هذا لم يقدموا وعداً قاطعاً به». ولم تتقدم الجهود لإقناع أعضاء المجلس الوطني السوري بالتخلي عن مجلسهم لمصلحة الهيئة التي يستحدثها سيف ـ فورد، بعد أن قال السفراء الغربيون للمجتمعين إنهم لن يتقدموا بمساعدات عسكرية للهيئة كما يتوقعون.

وبدا منطقياً أن يرفض المجلس تهميشه. وقال الورد إن «المكونات التي عرضت للانضمام للهيئة لن تزيد عن مكونات المجلس الوطني التي بلغت أكثر من ٣٢ مكوناً. هذا يعني أن المبادرة باءت بالفشل، لأنها لن تكون أوسع من المجلس الحالي».

وخلال المحادثات، أجرى فورد تعديلاً على عرضه لإرضاء المعارضين من «الإخوان» وغيرهم برفع عضوية هيئة المبادرة المقترحة من ٥٠ إلى ٦٠ شخصية، ومنح المجلس الوطني ٢٠ مقعداً بدلاً من 15 في العرض الأول، إلا أن المجلس الوطني رفض عرض فورد الجديد. وعرض «الإخوان المسلمون» في المقابل أن يقوم المجلس الوطني بتشكيل هيئات داخل سوريا تنبثق عنها حكومة انتقالية مؤقتة، وهو عرض أدّى إلى تأجيل البحث في مبادرة سيف إلى اليوم. واعتبر «الإخوان» بذلك أنهم يقدمون مبادرة من الداخل رداً على مبادرة سيف، لعدم إحراج حلفائهم الأميركيين والغربيين.

وأقرّ المجلس الوطني الاستماع اليوم مرة أخرى لرياض سيف وروبرت فورد، وتأجيل انتخاب المكتب التنفيذي وأعضائه الـ١١ ريثما ينتهي النقاش مع المبادرين. كما انتبه المجلس إلى أن أي امرأة سورية لم تنتخب في الأمانة العامة، ولم تحصل الأقليات السورية من علويين ومسيحيين ودروز وأكراد على تمثيل متكافئ، وقرر إصلاح الأمر بتعيين تسعة أعضاء إضافيين كي يستقيم أمر المجلس الوطني. وانسحب من المجلس أكثر من 20 عضواً، بينهم يارا نصير وفراس قصاص وأديب الشيشكلي وخلدون نبوان.

وكان رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، ترأس جلسة افتتاح المؤتمر، التي حضرها وزير خارجية تركيا احمد داود اوغلو والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني وممثلون عن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.

ودعا حمد «كافة أطراف المعارضة السورية إلى توحيد صفوفها ومواقفها، وتغليب مصلحة الوطن والشعب السوري على المصالح الشخصية». واعتبر أن «المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتق المعارضة السورية تتطلب منها العمل على توحيد صفوفها لمصلحة الشعب السوري أولاً وأخيراً»، مشدداً «على أهمية تضافر جهود أطياف المعارضة كافة لمواجهة تحديات هذه المرحلة الحساسة التي تمرّ بها سوريا وما بعد ذلك».

الأسد يؤكد أن بقاء الرئيس أو رحيله لا يتم الا في صناديق الاقتراع

دمشق- (ا ف ب): اكد الرئيس السوري بشار الاسد أن بقاءه في منصبه أو رحيله مسألة لا تتم الا من خلال صناديق الاقتراع، وذلك في مقابلة مع قناة تلفزيونية روسية بثت الجمعة.

وقال الأسد في حديث الى قناة (روسيا اليوم) اجري بالانكليزية “اعتقد ان مسألة بقاء الرئيس او رحيله تعود الى الشعب، وليست مسألة تتعلق برأي الآخرين. والطريقة الوحيدة تتم من خلال صناديق الاقتراع”، وذلك ردا على سؤال عن اعتبار بعض السوريين ان بقاء الاسد او عدمه “في هذه اللحظة لم يعد مهما”.

واضاف “المسألة لا تتعلق بما نسمعه، بل ما ينجم عن صناديق الاقتراع، وتلك النتائج هي التي تحدد ما اذا كان ينبغي على الرئيس البقاء أو الرحيل. ببساطة”.

واكد الاسد الذي يواجه منذ منتصف آذار/ مارس 2011 حركة احتجاجات مطالبة باسقاطه تعسكرت بشكل تدريجي، انه ما زال يتمتع بسلطاته “بموجب الدستور”.

وشدد على ان “أي سوري يمكن ان يكون رئيسا. هناك العديد من السوريين المؤهلين لهذا المنصب. لا يمكن ربط البلد بأسره بشخص واحد فقط وبشكل دائم”.

واتهم الاسد الدول الغربية باستهداف سوريا، معتبرا انه لم يكن “المستهدف من البداية، ولم اكن انا المشكلة”، معتبرا ان “الغرب يخلق الاعداء دائما. في الماضي كان العدو هو الشيوعية، من ثم اصبح الاسلام، ثم صدام حسين، ولاسباب مختلفة، والآن يريدون ان يخلقوا عدوا جديدا يتمثل في بشار”.

بيرس يحاول إقناع بوتين بعدم بيع أسلحة روسية متطورة إلى سورية

تل أبيب- (يو بي اي): حاول الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيرس، خلال زيارته الحالية إلى موسكو إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عدم بيع أسلحة متطورة إلى سورية، ورأى أنه لا يوجد سبب يجعل الإسرائيليين يتخوفون من أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما سيتراجع عن منع حصول إيران على سلاح نووي.

وقالت صحيفة (يديعوت أحرونوت) الجمعة، إن قادة جهاز الأمن الإسرائيلي طلبوا من بيرس أن يسعى خلال زيارته إلى روسيا وقف صفقة الأسلحة الروسية – السورية وعدم تزويد سورية بصواريخ (اس 300) المضادة للطائرات في العام المقبل.

وأضافت الصحيفة أن قادة جهاز الأمن الإسرائيلي حذروا من أن صواريخ متطورة كهذه “تغطي” المجال الجوي الإسرائيلي كله ويصعب تشويش عملها ولذلك فإنها ستؤدي بنظر الإسرائيليين إلى انتهاك دراماتيكي لتوازن القوى بين إسرائيل وسورية وتستدعي ردا إسرائيلياً.

وأشارت إلى أن بيرس كان نجح قبل سنتين بإقناع بوتين عدم بيع صواريخ (اس 300) لإيران، لكن الروس “أكثر عنادا” الآن حيال الصفقة مع سورية وأبلغوا مسؤولين إسرائيليين في الفترة الماضية إنه ليس بالإمكان إلغاء الصفقة لأسباب قانونية.

ورغم ذلك تفاءل الإسرائيليون بعد إعلان روسي في ختام لقاء بوتين مع بيرس الخميس عن أن “الرئيس بوتين أبدى تفهما وحساسية تجاه احتياجات إسرائيل الأمنية”.

وذكرت الصحيفة أن الروس يتفهون الحاجة “بالحفاظ على التفوق النوعي والعسكري لإسرائيل في المنطقة” وأنهم على ما يبدو استجابوا لطلب بيرس بإعادة النظر في تنفيذ صفقة بيع صواريخ (اس 300) لسورية.

وتناول لقاء بيرس – بوتين الموضوع النووي الإيراني، ونقلت الصحيفة عن بيان روسي، قوله بهذا الشأن، إن “روسيا لن توافق على وجود سلاح دمار شامل في إيران”، وقال مسؤولون إسرائيليون إنه يسود شعور في حاشية بيرس أن الروس تقدموا خطوة باتجاه إسرائيل في هذا الموضوع.

ومن جهة ثانية، وفي ظل توتر العلاقات بين أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال بيرس لـ(يديعوت أحرونوت)، إن الرئيس الأميركي يتخوف من مواجهة نووية في الشرق الأوسط.

وأضاف بيرس أنه خلافا للهند وباكستان، وهما دولتان نوويتان متخاصمتان ويتم السيطرة على الصراع بينهما، فإن أوباما يتخوف من أن وجود سلاح نووي بأيدي إيران قد يؤدي إلى مواجهة لن يكون بالإمكان السيطرة عليها بين إيران وإسرائيل، ولذلك فإن مصلحة الولايات المتحدة العمل ضد البرنامج النووي الإيراني من دون علاقة للضغوط التي تمارسها إسرائيل.

وتوقع بيرس أن ينفذ أوباما تعهده بمنع إيران من حيازة سلاح نووي “بأي ثمن” وأنه لا يوجد سبب يجعل إسرائيل قلقة من هذه الناحية.

مقاتلو المعارضة السورية يسيطرون على بلدة راس العين على الحدود مع تركيا

دمشق- (رويترز): قال قائد ميداني ومصادر بالمعارضة إن مقاتلي الجيش السوري الحر استولوا على بلدة على الحدود مع تركيا يوم الخميس بينما يواصلون التقدم للسيطرة على مناطق حدودية من قوات الرئيس بشار الأسد.

وقالت المصادر إن عشرة اشخاص قتلوا في اشتباكات سيطر خلالها مقاتلو المعارضة على راس العين وهي بلدة عربية-كردية في محافظة الحسكة المنتجة للنفط بشمال شرق سوريا على بعد 600 كيلومتر من دمشق.

وقال خالد الوليد وهو قائد ميداني لمقاتلي الجيش السوري الحر مقره في الرقة -وهي محافظة مجاورة للحسكة- “المعبر مهم لانه يفتح خطا اخر الي تركيا حيث يمكننا ارسال الجرحى والحصول على امدادات”.

ولم يتسن التأكد من صحة التقرير من مصادر مستقلة.

ومتحدثا بالهاتف من راس العين قال الوليد إن مقاتلي المعارضة سيطروا على منطقة واسعة بمحاذاة الحدود التركية بعمق 80 كيلومترا بما في ذلك طريق يصل من مدينة حلب الي الحسكة.

وفي الاشهر الثلاثة الماضية سيطر المقاتلون الذين يغلب عليهم العرب السنة على بضعة مواقع على الحدود التي تمتد بطول 800 كيلومتر وتقدموا بشكل مطرد باتجاه الشمال الشرقي حيث يعيش جزء كبير من الاقلية الكردية في سوريا البالغ عددها مليون نسمة.

ووجه المجلس الكردي- وهو ائتلاف من احزاب كردية معارضة للاسد- نداء الي الجيش السوري الحر لمغادرة راس العين قائلا ان الاشتباكات وكذلك الخوف من التعرض للقصف من الجيش السوري دفعا معظم سكان البلدة البالغ عددهم 50 ألفا الي الفرار.

وقال المجلس في بيان انه يؤكد انه جزء من “الثورة لاسقاط هذا النظام الشمولي” لكن محافظة الحسكة يجب ان تبقى منطقة آمنة لالاف اللاجئين الذين فروا اليها من مناطق اخرى.

انفجار في حي السيدة زينب.. وسيف يعلن قرب التوصل لقيادة جامعة للمعارضة

الاسد: لست دمية من صنع الغرب وساعيش وساموت في سورية

تركيا تحتفظ بحق امتلاك كل انواع الاسلحة للدفاع عن نفسها

دمشق ـ بيروت ـ وكالات: استبعد الرئيس السوري بشار الاسد في تصريحات نشرت الخميس فكرة مغادرته سورية، مؤكدا انه يريد ان ‘يعيش ويموت’ فيها، محذرا في الوقت نفسه من تداعيات على العالم بأسره في حال تعرض بلاده لغزو أجنبي.

وفي ظل تصاعد العنف بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين على جبهات عدة ابرزها الخميس بلدة حدودية مع تركيا، شهدت المفاوضات الجارية في الدوحة لتوحيد اطياف المعارضة السورية تقدما ملحوظا.

وقال الاسد في مقاطع مكتوبة وشريط مصور على قناة ‘روسيا اليوم’ على موقعها الالكتروني الخميس ‘لست دمية ولم يصنعني الغرب كي اذهب الى الغرب او الى اي بلد آخر. انا سوري، انا من صنع سورية، وسأعيش وسأموت في سورية’.

وتأتي تصريحات الاسد بعد يومين من اعلان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في حديث تلفزيوني انه موافق على تأمين خروج آمن للرئيس السوري من اجل تسهيل المرحلة الانتقالية في سورية.

وفي حين ترفض روسيا والصين وايران، ابرز الدول الحليفة للنظام السوري، اي تدخل في النزاع وتدعو الى دعم حل يتوصل اليه السوريون بأنفسهم، حذر الاسد في مقابلته مع القناة الروسية من ان ‘كلفة الغزو الاجنبي لسورية ستكون اكبر من ان يستطيع العالم بأسره تحملها’.

وقدم الاسد بلاده على انها ‘المعقل الاخير للعلمانية والتعايش في المنطقة’، معتبرا ان اي هجوم عليها ‘سيكون له اثر ‘الدومينو’ الذي سيؤثر في العالم من المحيط الاطلسي الى المحيط الهادىء’.

واضاف الرئيس السوري في المقابلة التي اجريت معه بالانكليزية وتبث كاملة الجمعة ‘لا اعتقد ان الغرب يمضي في هذا الاتجاه، لكن اذا فعلوا ذلك، لا يمكن لأحد ان يتنبأ بما سيحدث بعده’.

في الدوحة حيث تستمر اجتماعات المعارضة السورية، تمت صياغة مشروع جديد لمبادرة تتضمن الاتفاق على قيادة سياسية جامعة للمعارضة تنتج عنها لاحقا حكومة انتقالية.

وقال القيادي في تنظيم الاخوان المسلمين صدر الدين البيانوني ‘كل منا اعطى ملاحظاته ثم صاغت امانة سر الاجتماع مشروعا يلخص كل الاراء وزعوه علينا وسنعود لاحقا لابداء الرأي فيه’.

وقال المعارض البارز رياض سيف للصحافيين ‘لقد تمت مناقشة المبادرة (التي يقودها) بالتفصيل ويبدو ان لها الآن حظوظ نجاح كبيرة’.

واضاف انه ‘يجب الان الاتفاق حول قيادة سياسية او هيئة عامة وطنية تتولى بعد ذلك درس كل الخيارات’.

من جهتها أعلنت عضوة المجلس الوطني السوري المعارض يارا نصير انسحابها منه بعيد اجتماع الدوحة لتوحيد المعارضة السورية.

وقالت نصير، عبر صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي ‘فيسبوك’، إنها ‘مضطرة’ للانسحاب بعد ‘اجتماع الهيئة العامة في المجلس الوطني خلال الأيام الماضية ونتائج انتخابات الأمانة العامة البارحة’، مشيرة إلى أن المجلس الوطني لم يعد’يمثل آمال السوريين في السعي إلى التغيير وإلى إحقاق دولة المواطنة والديمقراطية’.

فيما هاجم معارض سوري وائل الحافظ ‘المجلس الوطني السوري’ على ما اعتبره فشله بالحصول على اعتراف رسمي على الصعيدين العربي والدولي، وكشف عن مشاورات تجريها تيارات سياسية وعسكرية معارضة لتشكيل مجلس بديل داخل سورية. ويقود سيف مبادرة مدعومة امريكيا تقوم على انشاء قيادة موحدة تحت اسم ‘هيئة المبادرة الوطنية السورية’ تنبثق عنها حكومة في المنفى.

من جهتها، اتهمت دمشق الخميس الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي بالمشاركة مع دول وتنظيمات ‘ارهابية’ ابرزها قطر في مخطط ‘لتدمير سورية’، وذلك غداة قوله ان النظام السوري لن يستمر طويلا.

ونقلت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) عن الناطق باسم وزارة الخارجية جهاد مقدسي قوله ان تصريحات العربي ‘تزامنت قبل توجهه للعاصمة القطرية الدوحة التي تشكل رأس حربة في جريمة سفك دماء الشعب السوري، ليقدم العربي من جديد اوراق اعتماده لدول وتظيمات ارهابية تسعى الى تدمير سورية فقط’.

ميدانيا، حصدت اعمال العنف في مناطق مختلفة الخميس 108 قتلى هم 32 مدنيا و28 مقاتلا معارضا و48 جنديا نظاميا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وبين القتلى 10 مقاتلين معارضين و16 جنديا نظاميا على الاقل في اشتباكات دارت بين الطرفين في بلدة رأس العين في محافظة الحسكة (شمال شرق)، بحسب المرصد.

وأفاد نشطاء سوريون بسقوط قتلى وجرحى الخميس جراء انفجار سيارة مفخخة في منطقة السيدة زينب في محافظة ريف دمشق.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه امس ‘انفجرت سيارة مفخخة في منطقة نجها في السيدة زينب بريف دمشق مما أدى لسقوط عدد من الجرحى وأنباء عن مقتل عدد من المواطنين’.

ووقعت الاشتباكات التي توقفت في فترة المساء، بين مئات من المقاتلين المعارضين دخلوا البلدة ذات الغالبية الكردية فجر الخميس من محورين، احدهما غرب القرية مباشرة من الاراضي التركية عبر معبر حدودي مقفل وغير رسمي، والآخر قرية تلف حلف جنوب راس العين، بحسب ما ابلغ مدير المرصد رامي عبد الرحمن وكالة فرانس برس.

من جهته، افاد التلفزيون الرسمي السوري ان ‘وحدة من قواتنا المسلحة تقضي على عشرات الارهابيين في منطقة رأس العين في الحسكة، فيما لاذ الآخرون بالفرار خارج الحدود التي قدموا منها’.

وكان الرئيس التركي عبد الله غول اكد الخميس ان بلاده تحتفظ لنفسها بحق امتلاك كل انواع الاسلحة للدفاع عن نفسها في وجه اي خطر سوري، ردا على اسئلة صحافية عن نقاشات مع حلف شمال الاطلسي بشأن احتمال نشر بطاريات صواريخ في تركيا.

ومن جنيف، اعلن رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر بيتر ماورر ان المنظمة عاجزة عن مواجهة تفاقم الوضع الانساني في سورية. وقال ‘لا يمكننا تطوير عملياتنا بسرعة كافية لمواجهة تفاقم الوضع الانساني في سورية’.

منظمة طبية: سورية تستولي على المساعدات الطبية وتترك المرضى للموت

جنيف ـ رويترز: قالت منظمة مساعدات طبية الاربعاء ان القوات الحكومية السورية تستولي على المساعدات الاجنبية وتعيد بيعها أو توزيعها على المؤيدين للحكومة مما يضع حياة ملايين الاشخاص في خطر.

وقال توفيق شمة الطبيب في جنيف والمتحدث باسم اتحاد المنظمات الطبية الاغاثية السورية ‘عندما يهاجم النظام واحدة من منشآتنا الطبية سواء كان مستشفى او غيره يحملون كل ما يمكنهم حمله ويحرقون ما تبقى’.

واضاف في مؤتمر صحافي في جنيف ‘انهم يأخذون ما يمكنهم ان يأخذوه ويعتمد ذلك على عدد الجنود معهم لكنهم في معظم الحالات يعيدون بيعه في السوق السوداء’.

وقالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر وبرنامج الاغذية العالمي التابع للامم المتحدة وهما من منظمات الاغاثة الانسانية العاملة في سورية ان زعمين محددين قالهما شمة عن تحويل مساعدات خارجية اخرى لا اساس لهما. وقالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر انها رغم ذلك تتعامل معهما ‘بجدية كبيرة’ وتتابعهما مع السلطات السورية ومع اتحاد المنظمات الطبية الاغاثية السورية.

وقال شمة ان اتحاد المنظمات الطبية الاغاثية السورية اقام 30 مستشفى ميدانيا ويعتزم اقامة 30 اخرى إلى جانب عمله مع مستشفيات محلية واطباء لكنه دائما ما يضطر للعمل سرا تفاديا لاستهدافه.

وقال ان المساعدات المسروقة إلى جانب مواد اخرى كأجهزة كهربائية مسروقة من المنازل المهجورة تباع في السوق السوداء في البلدات الاهدأ نسبيا في سوريا.

واضاف ان المستشفيات العامة لا تعالج سوى انصار الرئيس السوري بشار الاسد مما يدع الاخرين ممن لا يؤيدونه في مواجهة الانتفاضة على حكمه لمصيرهم.

وقال ان الحكومة تعترض كميات كبيرة من المساعدات لأن العديد من المانحين يصرون على التعامل من خلال منظمات ‘معروفة’ بدلا من منظمات سرية مثل اتحاد المنظمات الطبية الاغاثية السورية الذي يتلقى تمويلا من حكومات اوروبية من بينها سويسرا.

غول لا ينوي إعلان حرب ويؤكد «المحادثات حول الباتريوت»

الأسد: لن يستطيع العالم تحمّل كلفة الغزو

بالتزامن مع الطروحات «الغربية» حول تأمين «خروج آمن» للرئيس السوري بشار الأسد، وشرط المعارضة بـ«تنحّي الأسد» قبل أيّ مفاوضات، صرّح الأسد السوري بأنّه باقٍ في بلده، وأن كلفة الحرب على سوريا ستكون باهظة

في جملة مواقف لافتة، أكّد الرئيس السوري بشار الأسد أنّه باقٍ في بلده وأن كلفة غزو «معقل العلمانية الأخير» ستكون أكبر من أن يتحملها العالم، فيما قال الرئيس التركي عبد الله غول أن بلاده لا تنوي إعلان حرب على سوريا، ومؤكداً أن أنقرة تجري محادثات مع «الأطلسي» حول نشر نظام دفاعي على الأراضي التركية. واستبعد الرئيس السوري فكرة مغادرته سوريا، مؤكداً أنّه يريد أن «يعيش ويموت» في سوريا، وحذّر من أنّ أيّ غزو أجنبي لبلاده ستكون له تداعيات على العالم بأسره. وقال الأسد، في مقابلة مع قناة «روسيا اليوم» ستبثّ بالكامل اليوم، «لست دمية ولم يصنعني الغرب كي أذهب إلى الغرب أو إلى أيّ بلد آخر. أنا سوري، أنا من صنع سوريا، وسأعيش وسأموت في سوريا». وحذّر من أنّ «كلفة الغزو الأجنبي لسوريا ستكون أكبر من أن يستطيع العالم بأسره تحملها».

وقال «إنّنا المعقل الأخير للعلمانية والتعايش في المنطقة»، مؤكداً أنّ «ذلك سيكون له أثر الدومينو، الذي سيؤثر في العالم من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادئ». وتابع الأسد «لا أعتقد أنّ الغرب يمضي في هذا الاتجاه، لكن إذا فعلوا ذلك، لا يمكن لأحد أن يتنبأ بما سيحدث بعده».

في موازاة ذلك، قال الرئيس التركي، عبد الله غول، إن بلاده لا تنوي إعلان حرب ضد سوريا، لكن في حال تعرّضها للخطر فإنها ستتخذ أيّ نوع من الإجراءات. وأضاف أنّ من بين هذه الإجراءات تلك المتعلقة بالصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى. وأكد أنّ أنقرة تجري محادثات مع «الأطلسي» حول نشر نظام دفاعي على الأراضي التركية لمواجهة تهديد صاروخي محتمل من جانب سوريا. ولفت إلى أنّها «تحتفظ لنفسها بحقّ امتلاك كلّ أنواع الأسلحة للدفاع عن نفسها في وجه أيّ خطر. من ناحية أخرى، تمنى الرئيس التركي أن تساهم إعادة انتخاب باراك أوباما، في دفع الأمور إلى حلّ الأزمة السورية.

من ناحيته، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موقف بلاده من الأزمة السورية لا يتسبب في إفساد علاقاتها الحسنة مع العالمين العربي والإسلامي، مشدداً على حرص موسكو على المحافظة على هذه العلاقات. وقال لافروف، نواصل «الاتصالات مع زملائنا من البلدان الإسلامية»، مضيفاً «حتى ممثلو المعارضة السورية أصبحوا يعبّرون عن قناعتهم بأنه يتعيّن على روسيا أن تبقى في الشرق الأوسط لتساعد على تحقيق الاستقرار والتوازن، في مصلحة تطوّر دول المنطقة». وأشار إلى أنّ روسيا ترى ضرورة أن يأخذ العرب زمام المبادرة لحلّ الأزمة السورية، وقال إنّ موسكو تؤيد ما اقترحه الرئيس المصري محمد مرسي بهذا الشأن. ولفت إلى أن بلاده ترفض أيّ قرار يعبّّر فيه مجلس الأمن الدولي عن تأييده لأحد طرفي النزاع السوري، قائلاً إن «الذين يدعون روسيا الى تأييد قرار منتظر، يصرون على ضرورة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد وضرورة أن تواصل المعارضة مقاومتها له». وقال «نرى أنّ من الضروري أن تأخذ البلدان العربية زمام المبادرة. ولا نسمع ولا نرى شيئاً عن نشاط جامعة الدول العربية في اتجاه حلّ الأزمة السورية الآن». ونبّه لافروف إلى أنّ حلّ المشكلة السورية دون مساعدة السعودية وتركيا ومصر وجيران سوريا، وكذلك إيران أمر صعب. وأشار إلى أنّ روسيا تعتقد أنّ الغرب يراجع نهجه تجاه المعارضة السورية.

في سياق آخر، اتهمت دمشق الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بالمشاركة مع دول وتنظيمات «ارهابية» في مخطط «لتدمير سوريا». ونقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية «سانا» عن الناطق باسم وزارة الخارجية جهاد مقدسي قوله ان تصريحات العربي «تزامنت قبل توجهه للعاصمة القطرية الدوحة، التي تشكّل رأس حربة في جريمة سفك دماء الشعب السوري، ليقدّم العربي من جديد أوراق اعتماده لدول وتنظيمات ارهابية تسعى إلى تدمير سوريا فقط». وأشار إلى أنّ هذا الموقف «يجعل منه شريكاً وراعياً وأداة في هذا الاستهداف المفضوح». واعتبر مقدسي أنّه «ليس مستغرباً أن يكرّر العربي تصريحاته المعادية لسوريا، التي يتوهم فيها تغيير نظام سياسي لدولة مؤسسة للجامعة العربية، يعمل هو موظفاً لدى دولها».

من ناحية أخرى، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن واشنطن لم تتلق حتى الآن طلباً رسمياً من حلف شمالي الأطلسي لنشر صواريخ «باتريوت» على الحدود بين تركيا وسوريا. وأوضحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، فيكتوريا نولاند، أن واشنطن تعمل منذ عدة أشهر مع الناتو وتركيا «لبحث أشكال الدعم الدفاعي الأخرى، التي يمكن أن تحتاج إليها تركيا». وأضافت «حسب علمي، حتى اليوم لم نتلق أيّ طلب رسمي من الحلف الأطلسي، لكن وكما تعلمون، فقد قمنا في الماضي بتعزيز (دفاعات) تركيا بصواريخ باتريوت». وقالت «سننتظر طلباً رسمياً، ثمّ سيبحث الناتو الموضوع»، وتابعت «نحن بكلّ تأكيد ننظر إلى مجموعة كاملة من الأمور لضمان أن تظلّ تركيا سالمة وآمنة». من جهته، قال مكتب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إنّ بريطانيا تريد إعادة التفكير في خيارات نبذت في السابق، وذلك في اطار دراسة سبل لانهاء الصراع في سوريا. وقال مسؤول في مكتب كاميرون «يريد رئيس الوزراء دراسة أشياء كانت على الطاولة قبل عام ولم يشأ أن يدرسها حينذاك. إنّه يريد إعادتها إلى الطاولة». ومن بين الخيارات التي اقترحت في السابق تسليح المعارضين السوريين وانشاء مناطق آمنة داخل سوريا تفرض بواسطة القوة الجوية الغربية.

إلى ذلك، صرّح مصدر قريب من الحكومة المغربية بأنّ المغرب «حريص» على استضافة اجتماع «أصدقاء سوريا»، لكنه يأمل أن «تجتمع الشروط» المناسبة بمعارضة سورية موحدة «قادرة على لعب دور في تسوية النزاع».

وكان هذا الاجتماع مقرراً في شهر تشرين الأول، لكنّه أرجئ ولم يحدّد أيّ موعد جديد لانعقاده.

(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، سانا)

الأسد: سأعيش وأموت في سورية

خطف نجل اللواء رستم غزالي… وأجواء إيجابية في «اجتماع الدوحة»

بالتزامن مع المعارك والهجمات العنيفة التي اندلعت في دمشق خلال الأيام القليلة الماضية، أبدى الرئيس السوري بشار الأسد أمس تصلباً في مواقفه، رافضاً الحديث عن أي انتقال للسلطة، ومؤكداً أنه سيعيش ويموت في سورية.

وقال الأسد في مقابلة مع قناة “روسيا اليوم” تبث اليوم ونشرت مقتطفات منها أمس: “لست دمية، ولم يصنعني الغرب كي أذهب إلى الغرب أو إلى أي بلد آخر. أنا سوري، أنا من صنع سورية، وسأعيش وأموت في سورية”.

وحذّر الأسد من أن “كلفة الغزو الأجنبي لسورية ستكون أكبر من أن يستطيع العالم بأسره تحملها”، مضيفاً: “إذا كانت هناك مشاكل في سورية، خصوصاً أننا المعقل الأخير للعلمانية والتعايش في المنطقة، فإن ذلك سيكون له أثر الدومينو الذي سيؤثر في العالم من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادئ (…) لا أعتقد أن الغرب يمضي في هذا الاتجاه، لكن إذا فعلوا ذلك، لا يمكن لأحد أن يتنبأ بما سيحدث بعده”.

وهاجم مسلحو المعارضة أمس حواجز لقوات الأسد في حي الميدان في قلب دمشق، لتخفيف الضغط على معاقل المعارضة في ريف دمشق التي تتعرض لقصف جوي ومدفعي، في حين أعلنت “كتيبة عائشة أم المؤمنين” التابعة لـ”قيادة الجبهة الجنوبية للجيش الحر” عن خطف عبدو الغزالي نجل اللواء رستم غزالي المقرب جداً من آل الأسد، والذي مثّل القيادة السورية في لبنان سنوات عدة قبل انسحابها منه في 2005.

وتابعت المعارضة السورية اجتماعاتها في العاصمة القطرية أمس في مسعى لتشكيل قيادة موحدة بهدف كسب مزيد من الاعتراف الدولي والحصول على إمدادات الأسلحة. ودعا رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني في مستهل الاجتماع المعارضة إلى توحيد صفوفها.

ومن بين الحاضرين وزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو، والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني، ووزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد. وإلى جانب ممثلين عن المجلس الوطني السوري وفصائل المعارضة، شارك في الاجتماع أيضاً رئيس الوزراء السوري السابق المنشق رياض حجاب.

وقال حجاب للصحافيين: “سنبحث في موضوع هيئة سياسية توحد المعارضة السورية، إن شاء الله، ونحن متفائلون جداً”. أما برهان غليون الرئيس السابق للمجلس الوطني فقال: “الجو إيجابي، الكل يريد للاجتماع أن ينجح، الفشل ممنوع”.

وسيبحث الاجتماع خصوصاً مبادرة المعارض رياض سيف المدعومة من واشنطن، والتي تنص على إنشاء قيادة موحدة تحت اسم “هيئة المبادرة الوطنية السورية” تنبثق عنها حكومة في المنفى.

إلا أن المجلس الوطني كشف بدوره عن مبادرة خاصة به لتوحيد المعارضة من خلال إقامة “مؤتمر وطني” في “الأراضي السورية المحررة” يضم 300 عضو يمثلون المجلس الوطني والتنسيقيات المحلية والجيش الحر والشخصيات المنشقة.

وقال رئيس المجلس الوطني عبدالباسط سيدا قبل بداية الاجتماع: “سنناقش المبادرتين وربما مبادرات أخرى، وسنطرح أفكارنا للوصول إلى صيغة ترضي الجميع”.

(دمشق، أنقرة، القدس، موسكو – أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)

نزاع طويل يُغرق دمشق وصوت الحرب يرتفع

أ. ف. ب.

رغم تضاعف المعارك في العاصمة السورية، إلا أنّ المدينة لا تشهد حرب عصابات في الشوارع كما هو الحال في حلب. وقسمت العاصمة الى ثمانية مربعات ليكون كل قطاع منها معزولاً خوفًا من أي هجمات معارضة.

دمشق: يستيقظ عمار ابن الثلاث سنوات على دوي قصف مدفعي يستهدف اطراف العاصمة السورية، ويلجأ باكياً الى والدته التي تطمئنه بقولها إن الصوت ليس سوى لكرة ارتطمت بجدار المنزل.

بعدما بقيت فترة طويلة في منأى عن النزاع، وجدت دمشق نفسها في قلب الحرب الدائرة بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين الذين يريدون اسقاط الرئيس السوري بشار الاسد الذي وصل الى الحكم قبل نحو 12 عامًا، خلفًا لوالده الراحل حافظ الاسد.

لكن في دمشق، يسمع صوت الحرب أكثر مما ترى. ورغم أن الهجمات تضاعفت في الفترة الاخيرة، الا أن المدينة لا تشهد حرب عصابات في الشوارع كما هو الحال في حلب كبرى مدن الشمال، أو حمص في وسط البلاد.

وتقول ام عمار (34 عامًا) لصديقتها ام ألما (31 عاماً) “يعود (عمار) الى النوم لكنني امضي الليل خائفة من سقوط قذيفة على رؤوسنا”. تضيف هذه المرأة المرتدية معطفاً ووشاحًا أسود “يمكن الموت أن يأتي الينا في كل الوقت، والصغير يخاف من كل شيء”. هجرت المرأتان مدينة قدسيا غرب العاصمة السورية، بعدما تحولت مسرحًا للمعارك، ولجأتا الى حيين مختلفين من دمشق.

اليوم تلتقيان مجدداً للمرة الاولى في ساحة عرنوس في وسط العاصمة السورية. تقول أم ألما الملتحفة بوشاح زهري اللون، ان ابنتها “بدأت بالاعتياد على الحرب، وفي أي حال لا يمكنني أن ابقى مختبئة. على الحياة أن تستمر”.

وتتولى القوات النظامية، لا سيما الفرقة الرابعة في الجيش السوري، وهي وحدة من النخبة بقيادة ماهر الاسد شقيق الرئيس السوري، منع المقاتلين المعارضين من الدخول الى دمشق واذا امكن، دفعهم خارج الجيوب حيث يتواجدون في الضواحي الجنوبية والشرقية.

ويتردد في أرجاء العاصمة في شكل مستمر صوت القصف المدفعي وهدير الطائرات الحربية. ولمنع محاولات التسلل، انطوت دمشق على نفسها من خلال فصلها عن محيطها بحواجز عسكرية عدة.

وبحسب مصدر امني سوري، قسمت العاصمة الى ثمانية مربعات ليكون كل قطاع منها معزولاً وقادرًا على المقاومة في حال الهجوم عليه، قبل أن تقوم القوات النظامية مجددًا بمحاولة استعادته. وبالنسبة لسكان دمشق، لا يبدو أن هذا الواقع سينتهي سريعًا.

تصل اميرة متأخرة ومتعبة الى مكتبها في احدى الوزارات التي تتولى فيها منصبًا رفيعاً. اضافة الى أنها لم تتمكن من النوم في الليلة السابقة من اصوات قرقعة السلاح، استغرقت الرحلة من منزلها الذي يبعد 20 كيلومتراً فقط عن مكتبها، نحو ساعتين.

تقول هذه المرأة الثلاثينية التي تخفي قلقها في القهوة والسيجارة “لا يمكنني الاستمرار على هذا المنوال. كل انتقال (الى العمل) عملية مضنية لوجود سبع نقاط تفتيش على الطريق، اضافة الى خطر الخطف لطلب فدية مالية أو بسبب دوافع طائفية”. تدرك اليوم أن النزاع سيكون طويلاً “لن تقوم الحكومة غداً بمفاوضة الارهابيين”، وهي المفردة التي تعني المقاتلين المعارضين في قاموس النظام.

مع حيطان الاسمنت واكياس الرمل والشوارع المقطوعة ونقاط التفتيش المتعددة، تغيّرت معالم العاصمة التي باتت مسرحًا لهجمات عدة لا سيما منها التفجيرات بالسيارات المفخخة. باتت تشبه جارتها بغداد في السنوات الدامية، وفي المساء لم يعد السكان يغامرون بالمشي خارج أحيائهم.

ويؤكد يزن، الموظف الحكومي البالغ من العمر 24 عاماً، أن “الحواجز منهكة لكنني لم اعد احتمل رؤية أبرياء يقتلون في التفجيرات”. والوضع الاقتصادي المتراجع موضوع قلق اضافي. ففي الصالحية بوسط المدينة، يشكو مالك احد محال بيع الجينز انخفاض مبيعاته بنسبة 30 في المئة.

ويقول توفيق (64 عامًا) “يقتصد الناس في شراء الملابس وينفقون اموالهم على الغذاء واللوازم المدرسية والكهرباء والمياه”. ويضيف “في الثمانينات من القرن الماضي (بسبب الاقتصاد الموجه)، كان لدينا زبائن من دون بضائع، حاليًا بات الوضع معاكسًا”.

اما جاره فاتح الذي يملك محلاً لبيع المجوهرات، فيبدو اقل حنقًا “لم نعد نبيع السوارات أو الحلى. يشتري الناس قطعاً نقدية أو سلاسل من الذهب للحفاظ على رأس مالهم”. لا تشغل هذه الامور بال فاروق شامان حاسيان (36 عاماً). قدم الرجل ذو العباءة السوداء الى دمشق قبل نحو ثمانية اشهر برفقة زوجته وبناته السبع.

تركوا منزلهم في مدينة الرستن في محافظة حمص (وسط) لان جيرانه سرقوا سيارته وبقراته وهاجموا منزله، بحسب ما يقول. منذ ذلك الحين، انصرف الى العمل في العاصمة: كل العائلة تقوم بالشحاذة.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/11/772893.html

معارضو الأسد يعلنون من الدوحة قرب تشكيل هيكل سياسي موحّد

أ. ف. ب.

عقدت أغلبية أطياف المعارضة السورية في الدوحة اجتماعاً موسعاً باحتضان دولي بهدف توحيد صفوفها وبحث إنشاء قيادة سياسية موحدة، فيما انتخب المجلس الوطني السوري قيادة جديدة وأجل انتخاب رئيسه إلى اليوم الجمعة.

الدوحة: أجلت المعارضة السورية المجتمعة في العاصمة القطرية الخميس اجتماعاتها الى الجمعة لاستكمال المشاورات الرامية لتوحيد صفوفها، في الوقت الذي استبعد فيه الرئيس بشار الاسد فكرة مغادرته سوريا محذرا من تداعيات على العالم بأسره في حال تعرض بلاده لغزو أجنبي.

وقال ممثلون عن مختلف مكونات المعارضة السورية المجتمعين باشراف قطر والجامعة العربية مساء الخميس انهم اقتربوا من التوصل الى اتفاق بشان هيكل سياسي موحد لكنهم اجلوا اجتماعاتهم ليوم الجمعة لاستكمال المشاورات.

وناقش ممثلو المعارضة السورية طوال اليوم في فندق فاخر بالدوحة خطة لتوحيد المعارضة السورية مستوحاة بشكل كبير من مبادرة المعارض رياض سيف. وقال المعارض هيثم المالح لوكالة فرانس برس “ان شاء الله نصل الى اتفاق غدا (اليوم الجمعة) بعد ان يستكمل المجلس الوطني السوري انتخاب قيادته الجديدة”.

وانتخب المجلس الوطني السوري ليل الاربعاء الى الخميس امانته العامة المكونة من 41 عضوا لكن لا يزال يتعين عليه انتخاب مكتبه السياسي ورئيسه. وقال احمد رمضان القيادي في المجلس “ان المجلس سيناقش المبادرة الجمعة وسيتخذ القرار المناسب”.

وبحسب مشاركين في الاجتماعات فان كافة المشاركين عبروا عن دعمهم للخطة باستثناء المجلس الوطني السوري الذي طلب مهلة حتى بعد ظهر الجمعة لانهاء انتخاباته. وقال القيادي في تنظيم الاخوان المسلمون صدر الدين البيانوني “كل منا اعطى ملاحظاته ثم صاغت امانة سر الاجتماع مشروعا يلخص كل الاراء وزعوه علينا وسنعود لاحقا لابداء الرأي فيه”.

وقال المعارض البارز رياض سيف للصحافيين “لقد تمت مناقشة المبادرة (التي يقودها) بالتفصيل ويبدو ان لها الان حظوظ نجاح كبيرة”. واضاف انه “يجب الان الاتفاق حول قيادة سياسية او هيئة عامة وطنية تتولى بعد ذلك درس كل الخيارات”.

وكانت قطر والجامعة العربية وجهتا دعوات لمختلف فصائل المعارضة السورية للمشاركة في اجتماع موسع الخميس يهدف الى توسيع المعارضة والبحث في مبادرة مدعومة من واشنطن لانشاء قيادة سياسية جديدة للمعارضة.

وتنص هذه المبادرة التي يقودها رياض سيف على انشاء قيادة موحدة تحت اسم “هيئة المبادرة الوطنية السورية” تنبثق عنها حكومة في المنفى. الا ان المجلس الوطني السوري كشف الاربعاء عن مبادرة خاصة به لتوحيد المعارضة من خلال اقامة “مؤتمر وطني” في “الاراضي المحررة” يضم 300 عضو يمثلون المجلس الوطني والتنسيقيات المحلية والجيش الوطني الحر والشخصيات المنشقة.

ولا يخفي المجتمع الدولي قلقه من رؤية المعارضة السورية منقسمة في الوقت الذي تحولت فيه الانتفاضة ضد نظام الرئيس بشار الاسد الى حرب اهلية بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة. من جهتها، اتهمت دمشق الخميس الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي بالمشاركة مع دول وتنظيمات “ارهابية” ابرزها قطر في مخطط “لتدمير سوريا”، وذلك غداة قوله ان النظام السوري لن يستمر طويلا.

ونقلت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) عن الناطق باسم وزارة الخارجية جهاد مقدسي قوله ان تصريحات العربي “تزامنت قبل توجهه للعاصمة القطرية الدوحة التي تشكل رأس حربة في جريمة سفك دماء الشعب السوري، ليقدم العربي من جديد اوراق اعتماده لدول وتنظيمات ارهابية تسعى فقط الى تدمير سوريا”.

الأسد: لست دمية

في الاثناء اكد الرئيس السوري بشار الاسد في مقاطع مكتوبة وشريط مصور بثتهما قناة روسيا اليوم على موقعها الالكتروني الخميس انه باق في بلاده ولن يغادرها محذرا من ان العالم باسره لا يمكنه تحمل كلفة غزو سوريا.

وقال الاسد “لست دمية ولم يصنعني الغرب كي اذهب الى الغرب او الى اي بلد آخر. انا سوري، انا من صنع سوريا، وساعيش وساموت في سوريا”. وتدعو بعض الدول الغربية وتركيا ودول عربية والمعارضة السورية الى تنحي الاسد لوضع حد للنزاع الذي ادى الى مقتل اكثر من 37 الف شخص، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وتأتي تصريحات الاسد بعد يومين من اعلان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في حديث تلفزيوني انه موافق على تأمين خروج آمن للرئيس السوري من اجل تسهيل المرحلة الانتقالية في سوريا.

وفي حين ترفض روسيا والصين وايران، ابرز الدول الحليفة للنظام السوري، اي تدخل في النزاع وتدعو الى دعم حل يتوصل اليه السوريون بأنفسهم، حذر الاسد في مقابلته مع القناة الروسية من ان “كلفة الغزو الاجنبي لسوريا ستكون اكبر من ان يستطيع العالم بأسره تحملها”.

وقدم الاسد بلاده على انها “المعقل الاخير للعلمانية والتعايش في المنطقة”، معتبرا ان اي هجوم عليها “سيكون له اثر الدومينو الذي سيؤثر في العالم من المحيط الاطلسي الى المحيط الهادىء”. واضاف الرئيس السوري في المقابلة التي اجريت معه بالانكليزية وتبث كاملة الجمعة “لا اعتقد ان الغرب يمضي في هذا الاتجاه، لكن اذا فعلوا ذلك، لا يمكن لأحد ان يتنبأ بما سيحدث بعده”. ويعود الظهور العلني الاخير للرئيس السوري الى 26 تشرين الاول/اكتوبر الماضي، حين شارك في صلاة عيد الاضحى التي نقلها التلفزيون الرسمي السوري.

ميدانيا، قتل في اعمال العنف في مناطق مختلفة الخميس 108 شخصا هم 32 مدنيا و28 معارضا مسلحا و48 جنديا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وبين القتلى 10 مقاتلين معارضين و16 جنديا نظاميا على الاقل في اشتباكات دارت بين الطرفين في بلدة رأس العين في محافظة الحسكة (شمال شرق)، بحسب المرصد.

ووقعت الاشتباكات التي توقفت في فترة المساء، بين مئات من المقاتلين المعارضين دخلوا البلدة ذات الغالبية الكردية فجر اليوم من محورين، احدهما غرب القرية مباشرة من الاراضي التركية عبر معبر حدودي مقفل وغير رسمي، والآخر قرية تلف حلف جنوب راس العين، بحسب ما ابلغ مدير المرصد رامي عبد الرحمن وكالة فرانس برس.

من جهته، افاد التلفزيون الرسمي السوري ان “وحدة من قواتنا المسلحة تقضي على عشرات الارهابيين في منطقة رأس العين في الحسكة، فيما لاذ الآخرون بالفرار خارج الحدود التي قدموا منها”. وقال احد سكان البلدة في اتصال مع فرانس برس ان المقاتلين دخلوا البلدة من جهة المعبر الحدودي مع تركيا، قبل ان يهاجموا مركزا للشرطة ومراكز امنية في البلدة.

وجرح خمسة مدنيين اتراك برصاص طائش جراء هذه الاشتباكات اثناء وجودهم في مدينة سيلانبينار التركية الحدودية. واشارت وسائل اعلام تركية الى ان رتلا من الدبابات توجه الى الحدود في موازاة دعوة السلطات التركية مواطنيها الى الابتعاد عنها.

وكان الرئيس التركي عبد الله غول اكد الخميس ان بلاده تحتفظ لنفسها بحق امتلاك كل انواع الاسلحة للدفاع عن نفسها في وجه اي خطر سوري، ردا على اسئلة صحافية عن نقاشات مع حلف شمال الاطلسي بشأن احتمال نشر بطاريات صواريخ في تركيا.

وفي دمشق، دارت اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في حيي القدم (جنوب) وكفرسوسة (غرب)، بعد سقوط قذائف على احياء الزاهرة والميدان ونهر عيشة في وسط العاصمة، بحسب المرصد.

وفي محافظة إدلب (شمال غرب)، تدور اشتباكات في مدينة معرة النعمان الاستراتيجية التي سيطر عليها المقاتلون المعارضون في التاسع من تشرين الاول/اكتوبر، بحسب المرصد الذي اشار الى ان بعض الوحدات من القوات النظامية “وصلت الى مفرق تلمنس على الطريق بين دمشق وحلب”.

ومن جنيف، اعلن رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر بيتر ماورر ان المنظمة عاجزة عن مواجهة تفاقم الوضع الانساني في سوريا. وقال “لا يمكننا تطوير عملياتنا بسرعة كافية لمواجهة تفاقم الوضع الانساني في سوريا”.

وتفرض القوات النظامية السورية حصارا على مناطق عدة يسيطر عليها المقاتلون المعارضون، لا سيما في حمص (وسط).

الى ذلك، اكدت الصحافية الاوكرانية انخار كوتشنيفا التي خطفها مقاتلون سوريون معارضون الشهر الفائت، انها موجودة في حمص (وسط)، وطالبت السلطات الاوكرانية والروسية والسورية بتلبية مطالب خاطفيها، بحسب شريط بث على الانترنت.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/11/772843.html

اشتباكات عنيفة في دمشق وتعزيزات عسكرية بعد قصف مواقع استراتيجية

أنباء عن مغادرة الأسد وعائلته العاصمة وأضواء القصر الجمهوري أطفئت لأول مرة منذ 1973

بيروت: يوسف دياب

بقيت العاصمة السورية دمشق مركز الثقل في الأحداث السورية، خصوصا بعد قصف كتيبة من الجيش السوري الحر للمواقع السياسية والعسكرية الاستراتيجية، ومنها القصر الجمهوري، ومقر رئاسة الوزراء ومطار المزة، ومن أبرز تداعيات قصف هذه المواقع، الأنباء السائدة عن مغادرة الرئيس السوري بشار الأسد للقصر الجمهوري ونقل عائلته من منطقة أبو رمانة الواقعة في وسط العاصمة دمشق. وأفادت معلومات أن «الأسد وجميع أفراد عائلته غادروا فجر أمس القصر الرئاسي إلى جهة مجهولة بعد قصف الجيش الحر للقصر بعدد من قذائف الهاون». وأعلن ناشطون أن «قوات الحرس الجمهوري أغلقت أمس الشارع الذي يربط منطقتي الطلياني وأبو رمانة (ساحة المدفع) وسط انتشار كثيف للحرس الجمهوري في المنطقة لتأمين إخلاء عائلة الأسد من المنطقة وعدد من المسؤولين الكبار». وأكد الناشطون أن «جميع أضواء القصر الجمهوري قد أطفئت لأول مرة منذ عام 1973 بعد استهداف الثوار (أول من أمس) للقصر بقذائف الهاون».

في هذا الوقت، أعلن المسؤول في «اتحاد تنسيقيات الثورة» في دمشق أبو محمد مرعي، عن «اشتباكات عنيفة دارت بين الجيش السوري الحر، والجيش النظامي في شارع الزاهرة القديمة في حي الميدان، كما دارت اشتباكات مماثلة في حي المزة». وأكد مرعي لـ«الشرق الأوسط» أن «مدفعية النظام دكت المنطقة الجنوبية لدمشق، لا سيما أحياء نهر عيشه والقدم وكفرسوسة، كما سقطت عدة قذائف في حي الميدان بالتزامن مع تحليق كثيف لطيران الميغ فوق العاصمة على علو متوسط». مشيرا إلى أن «قوات النظام نفذت حملة دهم واعتقالات في حي القابون واقتحمت منطقة ركن الدين ونفذت اعتقالات واسعة». مشيرا إلى أن «معظم أحياء دمشق باتت أشبه بثكنات عسكرية، بسبب الانتشار الواسع للجيش وقوات الأمن والشبيحة، لا سيما بعد القصف الذي طاول قصر الرئيس». مؤكدا أن «الحرس الجمهوري ينتشر بشكل غير مسبوق وقطع كل الطرق التي تؤدي إلى القصر الجمهوري، وكأنه بات متخوفا من عملية عسكرية للجيش الحر من أجل تحريره والسيطرة عليه».

أما «الشبكة السورية لحقوق الإنسان»، فأوضحت أن «أكثر من 95 شخصا قتلوا (أمس) بنيران القوات النظامية بينما تواصلت الاشتباكات والانفجارات في العاصمة دمشق لليوم الرابع على التوالي». وأوضحت الشبكة أن «معظم قتلى الخميس سقطوا بالعاصمة وريفها أما الباقون فتوزعوا على درعا والرقة، وحمص وحلب ودير الزور وإدلب». في حين اتهمت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) من سمتهم الإرهابيين بقصف الحي الواقع في غرب العاصمة، الذي يضم عددا من السفارات والمراكز الأمنية. مشيرة إلى أن «ثلاث جثث إحداها تعود لامرأة نقلت إلى مستشفى يوسف العظمة في دمشق».

وفي حلب قصفت قوات النظام أحياء عدة، بينما قالت لجان التنسيق المحلية إن الجيش الحر «سيطر على كتيبة للدفاع الجوي قرب حندرات بريف حلب». وذكرت «الهيئة العامة للثورة» أن «اشتباكات دارت بين الجيشين الحر والنظامي بمنطقة الليرمون قرب فرع المخابرات الجوية في حلب المدينة». وبحسب اللجان فقد «دارت اشتباكات بين القوات النظامية والكتائب الثائرة المقاتلة في حي الملعب بمدينة درعا، ونفذت القوات حملة دهم واعتقالات في بلدة الحارة كما قتل عدد من الأشخاص خلال اشتباكات مع القوات النظامية في بلدة داعل التي تعرضت للقصف من قبل القوات النظامية». وأشار ناشطون إلى أن «الوضع الإنساني في درعا صعب للغاية ومتدهور، وهناك نقص حاد في كل شيء، لا سيما أن النظام يتعمّد استهداف الكوادر الطبية والجرحى».

الجيش الحر يعلن سقوط معبر «رأس العين» الحدودي

موقع واحد يفصله عن السيطرة على كل المعابر مع تركيا

بيروت: «الشرق الأوسط»

أعلنت كتائب الجيش السوري الحر في محافظة الحسكة شرق سوريا فجر أمس عن «تحرير مدينة رأس العين على الحدود التركية» حيث يقع واحد من أهم المعابر الحدودية التي تربط سوريا بالأراضي التركية، بينما أشارت تقارير إلى أن الاشتباكات ما زالت مستمرة حول المعبر بشكل متقطع.

وقد أظهر شريط فيديو تم بثه على موقع «يوتيوب» سيطرة عناصر من «كتائب غرباء الشام» على وسط مدينة رأس العين وتحريرهم معبرها الحدودي. ووفقا للثوار، فإن الجيش الحر على وشك فرض سيطرته على مساحة تمتد بطول يتراوح بين 10 كيلومترات و20 كيلومترا بمحاذاة الحدود الممتدة لأكثر من 800 كيلومتر.

من جهته، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية إن الاشتباكات ما زالت مستمرة في شكل متقطع «بين المقاتلين المعارضين الموجودين في المناطق الجنوبية والجنوبية الغربية، والقوات النظامية الموجودة في الوسط. بينما أفاد التلفزيون الرسمي السوري في شريط عاجل أن «وحدة من قواتنا المسلحة تقضي على عشرات الإرهابيين في منطقة رأس العين في الحسكة، فيما لاذ الآخرون بالفرار خارج الحدود التي قدموا منها».

وخلال الفترة الأخيرة سيطر الجيش الحر على كل المعابر الحدودية مع تركيا باستثناء ذلك الموجود في منطقة كسب بمحافظة اللاذقية، وتقول مصادر من الجيش الحر إنه «يستعد لشن الهجوم على هذا المعبر لطرد الجيش النظامي منه وبذلك يُحكم سيطرته الكاملة على المناطق الحدودية مع تركيا». ووفقا لناشطين في المعارضة السورية، فإن «تركيز الجيش النظامي على المدن الكبرى مثل حلب وحمص وحماه في المواجهة مع الجيش الحر أدى إلى تراخي قبضته على المناطق الحدودية، ودفع الجيش النظامي بقوات كبيرة في معركة حلب التي بدأت في يوليو (تموز) الماضي، كل ذلك سهل على الجيش الحر السيطرة على المعابر الحدودية».

ويشير الناشطون إلى أن الجيش الحر «تمكن في الفترة الأخيرة من الاستيلاء على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر التي كانت بحوزة الجيش النظامي مما عزز قدراته في المناطق الحدودية، كما ضاعف الجيش الحر من قدراته التخطيطية والتكتيكية في المناطق الحدودية حسب قيادته»، ويضيف ناشطو الثورة أن «الهدف من التركيز على المناطق الحدودية مع تركيا هو تمهيد الطريق لإقامة منطقة عازلة تكون بمثابة ملاذ آمن للاجئين كما تدعم عمليات الإسناد والإمداد لمقاتلي الجيش الحر، وسبق لأنقرة أن عرضت مقترحات بشأن هذه المنطقة، كما أن نشاط الجيش الحر الحدودي ليس بعيدا عن الاقتراح الفرنسي بإقامة منطقة حظر طيران في سوريا.. سيطرة الجيش الحر الكاملة على المناطق الحدودية ربما تكون نقطة تحول في صراع يبدو طويلا ومتشعبا».

وأصدرت كتائب «غرباء الشام» التي شاركت في المعركة بيانا قالت فيه إن «الجيش السوري الحر قاد عمليات تحرير رأس العين الحدودية شمال الحسكة في معارك تعد الأقوى إلى الآن في المنطقة»، وأوضح أنه «شارك في هذه العملية الكبيرة عدد كبير من كتائب الجيش الحر بقيادة المجلس العسكري بالحسكة، ومشاركه (كتائب غرباء الشام) و(لواء درع الجزيرة) و(كتيبة البراق) و(لواء التوحيد) و(لواء الفتح) و(كتيبة المهام الخاصة) و(لواء اتحاد المسلمين)».

وشرح البيان تفاصيل المعركة التي «بدأت من منطقة تل حلف شرق المدينة بنحو كيلومترين، بعد رد النظام على هجوم على حاجز الجسر بالقرب من أصفر نجار بقذائف مدفعية، حرر بعدها الأبطال التل وسيطروا عليه، واتجهت قوات الجيش الحر بأكثر من 20 سيارة نحو المدينة. وعلى وقع هتافات الأهالي تمت السيطرة على وسط المدينة». كما سيطر الجيش الحر، وفقا للبيان، على «على فرع الأمن الجنائي وصوامع الحبوب ومقر الجيش الشعبي وشارع المشفى الرئيسي، وتمت السيطرة الكاملة على المعبر الحدودي مع تركيا». أما المعركة الأقوى فقد تركزت – بحسب البيان – «عند فرع الأمن السياسي، حيث سقط العديد من جنود الأسد بين قتيل وجريح وأسير بيد الجيش الحر، وانشق العشرات فور وصل طلائع الجيش الحر للمدينة وانضموا إلى صفوف المقاتلين».

النظام يحول وسط دمشق إلى مربع أمني بالجدران العازلة

السكان قلقون من انتشار الحواجز الإسمنتية.. وتخوف من اشتعال قلب العاصمة

لندن: «الشرق الأوسط»

لم يعد التجول وسط مدينة دمشق فرصة للتسوق والاستمتاع بطقسها وطقوسها اللطيفة على مدار العام تقريبا، فقد تحول قلب العاصمة إلى مربع أمني يرزح تحت وطأة وجود عسكري مسلح في حالة تأهب دائمة، وتفتيش دقيق للمارة في بعض الشوارع والسيارات وإبراز الهوية الشخصية، مع تزايد الحواجز والجدران الإسمنتية في الشوارع ومحيط المقرات الأمنية والحكومية.

فشارع العابد، الذي يمر من أمام مبنى البرلمان القريب من ساحة السبع بحرات، تم قطعه من جانبين بسيارات أمنية تتوقف على عرض الشارع.. ومن خلفها كتل حواجز حديدية متنقلة، تعزل الجزء المار من أمام البرلمان؛ ولا يسمح إلا للمشاة بعبوره بعد إبراز الهويات وتفتيش للحقائب. ويعد شارع العابد أحد أكثر شوارع العاصمة حيوية، فعدا أنه يضم مقهى الروضة الشعبي الذي كان يرتاده المثقفون والناشطون، وأهم أكشاك بيع الصحف، ومكاتب ومحال تجارية، يصب هذا الشارع بين ساحة السبع بحرات وجسر الرئيس الذي يصل جنوب المدينة بشمالها.. وإغلاقه على هذا النحو مع عدة شوارع أخرى تتصل بساحة السبع بحرات خلق أزمة مرورية خانقة وسط المدينة.

كما تم عزل مبنى المحافظة من خلال سد الطريق المار من أمامه بجدار إسمنتي بارتفاع متر ونصف على طول الشارع، ومنعت السيارات من دخول مسرب الإياب باتجاه ساحة المحافظة.. وترك فتحة باتساع متر تقريبا في أول الشارع وجد عليها جنود بكامل عتادهم يتولون مهمة تفتيش المارة.

كيفما التفت المرء في دمشق سيصدم بكتل إسمنتية ضخمة تحيط بالحدائق العامة وتسد الطرق وتحول مسارات السير، ويقول أحمد، صاحب أحد المحلات في الصالحية: «نعيش في سجن كبير، فالوصول إلى مكان العمل يتطلب كل يوم خريطة جديدة للاستدلال على الطرق السالكة. مؤخرا لم أعد استخدم سيارتي للوصول إلى وسط البلد، صرت أركنها في مكان بعيد وأتابع سيرا على الأقدام، ولكن حتى هذا يتطلب خريطة لعبور متاهات الحواجز الإسمنتية».

أما لمى (28 عاما)، التي قصدت وسط العاصمة لتسديد فواتير الهاتف والكهرباء، فقالت بتذمر: «كل يوم هناك جديد.. اليوم فوجئت بالجدار العازل الذي أقيم أمام مركز شركة الخليوي، وفوجئت بجدار آخر يلف حديقة عرنوس، وحواجز وعسكر في كل مكان. وكل عدة أمتار علي التوقف وفتح حقيبتي كي ينبشها عسكري منهك يشعرك بأنه يكره نفسه». وتضيف: «أصبحت دمشق وكأنها جهاز رنين مغنطيسي ضخم.. على المواطن أن يكون مهيأ دائما للخضوع للكشف».

أبو خالد، وهو رجل مسن كان يتوقف أمام مكتبة ميسلون في محيط فندق الشام، قال إنه اعتاد على حالة التأهب وسط العاصمة ولم تؤثر في عادته، كل يوم سيذهب إلى مقهى الكمال في منطقة التجهيز القريبة. أما التفتيش فهو لا يهتم لذلك أبدا كونه لا يحمل شيئا في جيوبه سوى مبلغ زهيد من المال وبطاقته الشخصية وصحيفة محلية، إذ لم يعد يسمح للصحف العربية والأجنبية بالدخول إلى السوق السورية؛ سوى بضع صحف لبنانية موالية للنظام.

ويتابع أبو خالد الذي عاصر فترة فجر الاستقلال عن الانتداب الفرنسي وما تلاه من حروب عاشتها المنطقة: «إن ما تمر به سوريا اليوم لم يمر في تاريخها مثله»، ومع ذلك برأيه أن الشعب السوري شعب مؤمن وقوي وقادر على اجتياز المحنة. وبالنسبة له، فهو مستمر في ممارسة نشاطه اليومي إلى أن «يسلم الأمانة لباريها».. فهو يوميا يذهب إلى المقهى ويلعب «الطاولة» مع أصدقائه.

ويقول إنه أضاف حديثا لنشاطه «عد أصوات القذائف المنطلقة من قاسيون والتكهن مع رفاقه بمكان سقوطها، والتداول في أحوال البلاد والحواجز ووضع توقعات جديدة». ويؤكد، ساخرا من الإجراءات الأمنية: «كل ما يقومون به لن يفيد سوى بالتضييق على الناس، فتلك الحواجز لم تمنع وقوع تفجيرات في أكثر المناطق اكتظاظا بالناس، كما أن الانفجارات لن تمنع الناس من ممارسة حياتهم اليومية. في النهاية لا يصح إلا الصحيح، وكل ما نراه شاذ وحالة طارئة لا بد أن تنتهي».. لكن أبو خالد على الرغم من يقينه بالنهاية لا يراها قريبة، لذا يقول: «نحن شعب حيوي ولدينا قدرة هائلة على التكيف مع أسوأ الظروف».

إلا أن لمى الشابة تأمل بنهاية سريعة لأن «الناس ملت حالة الطوارئ، والجميع يفكر بالفرار من الجحيم».. وتقول: «من غير المعقول أن تخرج من البيت لتروح عن نفسك في الشارع فتختنق من الازدحام والحواجز، ومن غير المعقول أيضا أن نعتقل في منازلنا ونحرم النوم بسبب أصوات القصف والتدمير، فللصبر حدود.. وصبرنا تجاوز كل الحدود».

من جهته، يأسف ناهل (60 عاما)، الذي نزح من ضواحي دمشق مع عائلته إلى بيت أهله في الصالحية، لعمره الذي «ضاع بين بناء بيت وأسرة.. وعندما أراد أن يرتاح اشتعل البلد». هو لم يعد يرجو من الله شيئا سوى سلامة أسرته، أما شيخوخته فيبدو أنه سيعيشها بـ«قلق دائم؛ إن كتب له العيش»، بحسب تعبيره. ويقول: «انتقلت لوسط المدينة لأنه ما زال آمنا نسبيا، ولكن انتشار الحواجز الكثيف في الأسبوع الأخير، ووصول الاشتباكات إلى وسط دمشق لا يشير إلى أنها ستبقى آمنة».

تضارب المبادرات في لقاء توحيد المعارضة السورية يؤجل النتائج

داوود أوغلو دعاهم إلى تجاوز «الخلافات الصغيرة من أجل الهدف الكبير».. وبن جاسم إلى «تغليب مصلحة الوطن»

بيروت: ثائر عباس لندن: «الشرق الأوسط»

لم يخرج مؤتمر توحيد المعارضة الذي بدأ أعماله أمس في العاصمة القطرية، تحت اسم «من أجل سوريا»، بنتائج ملموسة بعد ساعات من النقاشات المطولة بين ممثلين عن المعارضة السورية ومسؤولين عرب ودوليين سعوا إلى توحيد صفوف المعارضة وتحديد خطة لإسقاط النظام السوري والترتيب لمرحلة ما بعد سقوطه.

وبرزت خلافات عدة بين المجتمعين في الدوحة، على رأسها إذا كان العمل سيركز على تشكيل «حكومة في المنفى» أو «حكومة انتقالية»، أم اعتماد «مبادرة رياض سيف» التي أعدها المعارض السوري البارز رياض سيف. والمبادرة الأخيرة هذه تنص على تشكيل «هيئة المبادرة الوطنية السورية» وتشمل ما بين 60 و80 شخصية تدير جهود المعارضة إلى حين سقوط النظام السوري، بالإضافة إلى تنسيق أعمال كل أطياف المعارضة من أجل تقديم المساعدات إلى الشعب السوري وخاصة في المناطق التي فقد النظام السوري السيطرة عليها. وأبلغت دول مانحة عدة حضرت اجتماع الدوحة ممثلين عن المعارضة أمس أن تلك الدول مستعدة لتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية وبشكل أسرع من أجل مساعدة المعارضة على كسب «المصداقية» أمام الشعب السوري. إلا أن تلك الجهود معطلة بينما استمرت الخلافات بين أطياف المعارضة خاصة المجلس الوطني السوري الذي يسعى للإبقاء على دوره النافذ بين الجهات المعارضة المتعددة.

وقال سيف للصحافيين وهو في طريق الخروج من الاجتماع: «لقد تمت مناقشة المبادرة (التي يقودها) بالتفصيل ويبدو أن لها الآن حظوظ نجاح كبيرة». وأضاف أنه «يجب الآن الاتفاق حول قيادة سياسية أو هيئة عامة وطنية تتولى بعد ذلك درس كل الخيارات».

إلا أن المجلس الوطني السوري كشف أول من أمس عن مبادرة خاصة به لتوحيد المعارضة من خلال إقامة «مؤتمر وطني» في «الأراضي المحررة» يضم 300 عضو يمثلون المجلس الوطني والتنسيقيات المحلية والجيش الوطني الحر والشخصيات المنشقة.

وقال رئيس المجلس الوطني عبد الباسط سيدا «سنناقش المبادرتين وربما مبادرات أخرى، وسنطرح أفكارنا للوصول إلى صيغة ترضي الجميع».

واستبعدت مصادر في المعارضة السورية أمس التوصل إلى اتفاق حول قيام «حكومة انتقالية» خلال مؤتمر الدوحة بسبب «التباينات الكبيرة» التي حتمت تأجيل إعلان اختتام اللقاء. ويذكر أن الولايات المتحدة وبريطانيا غير متحمسة لفكرة إنشاء حكومة في المنفى بينما أكدت فرنسا تكرارا دعمها لهذا التوجه.

وقالت المصادر السورية لـ«الشرق الأوسط» إن تمسك «المجلس الوطني» بغالبية المقاعد في أية هيئة قد نتج عن لقاء الدوحة، بالإضافة إلى عدم قبوله أن تكون «بديلا عنه» عرقلت التوصل إلى اتفاق حول «المرحلة الانتقالية»، فيما كان المجلس نفسه يواجه «مشاكل داخلية» إثر موجة من الانسحابات منه بعد يومين على توسيعه نتيجة لاعتراض عدد من الأعضاء على انتخابات أمانته العامة التي أتت بأعضاء «من لون واحد» في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين التي تسيطر على غالبية مقاعده. ويذكر أنه لم يتم انتخاب أية سيدة أو ممثلين عن العلويين أو المسيحيين في الأمانة العامة.

وكان ممثلون لمعظم أطياف المعارضة السورية بدأوا أمس اجتماعا موسعا في الدوحة بهدف توحيد صفوفهم وبحث إنشاء قيادة سياسية موحدة تقود المرحلة المقبلة من المواجهة مع النظام.

وانطلق الاجتماع بحضور شخصيات عربية ودولية بدعوة من قطر والجامعة العربية تحت اسم «من أجل سوريا». ودعا رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني في مستهل الاجتماع المعارضة السورية إلى توحيد صفوفهم، مطالبا المجتمعين بـ«تغليب مصلحة الوطن والشعب السوري على المصالح الشخصية». وأكد أن «المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتق المعارضة تتطلب منها العمل على توحيد صفوفها». وقالت مصادر دبلوماسية تركية لـ«الشرق الأوسط» إن وزير الخارجية التركية أحمد داود أوغلو طالب المعارضين السوريين بـ«تحمل مسؤولياتهم التاريخية» ودعاهم إلى «تجاوز الخلافات الصغيرة من أجل الهدف الكبير»، أي إسقاط النظام. وحض الوزير التركي السوريين على «تقديم التنازلات من أجل مصلحة بلادهم»، مشيدا بما تم إنجازه من قبل أبناء الشعب السوري الذين وقفوا أمام جيش منظم استخدم بكامله في محاربة انتفاضة شعب يريد الحرية لمدة 20 شهرا. وقالت مصادر سورية معارضة إن داود أوغلو قال إن اجتماع المعارضة «يمثل نقطة تحول حاسمة من حيث مستقبل سوريا»، مشيرا إلى دعم دولي غير مسبوق من أجل توحيد صفوفهم. وإذ أقر أن المجتمع الدولي يجب أن يفعل المزيد لدعم سوريا، قائلا: «يجب أن تدار عملية الانتقال من الشعب السوري، وليس اللاعبين الخارجيين». وأشار إلى أهمية مشاركة جميع مكونات الشعب السوري في العملية الانتقالية.

ويصر قادة «المجلس الوطني» على عدم حصول «تغيير جذري» في قواعد اللعبة، مؤكدا أنه «هيئة منتخبة تمثل معظم فئات الشعب السوري». وأتى رد المجلس عنيفا على الضغوط الأميركية التي تمارس ضده لحضه على القبول بمبادرة رياض سيف التي أطلق عليها أعضاء في المجلس اسم «مبادرة سيف – فورد» في إشارة إلى السفير الأميركي في دمشق روبرت فورد الذي كان موجودا في عداد وفد أميركي رفيع في الدوحة لمتابعة أعمال المؤتمر. وتمثل الرد بإسقاط سيف في انتخابات «الأمانة العامة» للمجلس، المؤلفة من 41 عضوا، بالإضافة إلى جورج صبرا الناطق السابق باسم المجلس وهو مسيحي كان مرشحا في وقت سابق لرئاسة المجلس وكذلك الرئيس السابق للمجلس برهان غليون.

وبعد صدور النتائج، بدأت حركة تململ واسعة في صفوف أعضاء المجلس تمثلت بإعلان عدد من الأعضاء انسحابهم منه بعد أن وصلت إلى أمانته العامة شخصيات من لون واحد، وغياب التمثيل المسيحي العربي من الأمانة العامة بالإضافة إلى خلوه من العلويين. وقال أديب الشيشيكلي إنه قدم استقالته من المجلس لأن المجلس «فشل في إفراز قيادات جديدة ذات وزن فعلي، كما غاب عنه تمثيل المرأة والأقليات والمسيحيين العرب»، معتبرا أن «الطريقة التي جرت بها الانتخابات أفرزت أمانة عامة من لون واحد». ويشكل الإسلاميون ثلث الأمانة العامة تقريبا، بينهم خمسة أعضاء من الإخوان المسلمين، بحسب تعداد أجرته وكالة الصحافة الفرنسية.

وتحت وطأة هذه الضغوط عمد المجلس إلى تأجيل انتخابات مكتبه التنفيذي وانتخابات الرئاسة إلى اليوم، على أمل أن تثمر الاتصالات تصحيحا للوضع يسمع بإدخال عدد من الشخصيات إلى الأمانة العامة والمكتب التنفيذي. ويفترض أن تتم إضافة أربعة أعضاء إلى الأمانة العامة يمثلون النساء والأقليات. وتتمثل الأقليات العرقية مثل الأكراد والآشوريين في الأمانة العامة الجديدة، إلا أنه لم يتم انتخاب أي امرأة في الأمانة. وقال عضو الأمانة العامة أحمد رمضان «يمكننا بموجب نظامنا الداخلي إضافة أربعة أعضاء، وبالتالي سنقوم بتعيين امرأتين وعضوين آخرين يمثلان الأقليات الدينية».

وأوضح الشيشيكلي أن المشاورات الجارية بين المجلس الوطني وبقية قوى المعارضة لا يمكن أن تنتج توافقا سريعا على مشروع وطني واضح، متوقعا الوصول إلى صيغة توافقية في نهاية المطاف بين النشطاء والمجلس الوطني يفضي إلى إنتاج هيئات قد تتطور في وقت لاحق لتصبح وزارات. معتبرا أن «الموضوع معقد ويحتاج إلى توافقات سياسية».

لكن الرئيس السابق للمجلس الوطني برهان غليون أبدى تفاؤله «رغم كل الضجيج». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن الجميع مطالب بالنجاح لأن «الفشل غير ممكن». ورأى أن كل العقد قابلة للحلحلة حتى لو احتاجت إلى أكثر من يوم. وفي تصريح آخر رأى غليون أنّ «الأمور تسير بشكل إيجابي، أي الكل يطرح ما لديه وما يأمله من هذا الاجتماع، لكن الجميع لديه إحساس بأن الفشل ممنوع». وحول المبادرات التي سيناقشها الاجتماع، قال غليون: «أعتقد أننا سنترك كل المبادرات جانبا وسنركز على إيجاد مبادئ لاتفاق سياسي بين كل الأطراف». وأشار غليون إلى أن «الجميع ممثلون في هذا الاجتماع باستثناء هيئة التنسيق التي رفضت الدعوة للحضور»، مضيفا في هذا السياق أن «المنبر الديمقراطي أيد الاجتماع في بيان أصدره وربما يلتحق بنا إذا حققنا تقدما».

وكان ممثلو لجنة التنسيق الوطنية ومنصة الديمقراطية السورية، قد انسحبوا من الاجتماعات قبول حصولها إذ غادروا ليل أول من أمس، فيما مارس «المجلس الوطني الكردي» ما اعتاده في كل اجتماعات المعارضة السابقة بحضوره إلى الاجتماعات ومن ثم إعلان انسحابه منها. وقال القيادي في تنظيم الإخوان المسلمين صدر الدين البيانوني لوكالة الصحافة الفرنسية لدى خروجه من الجلسة الثانية للاجتماع «كل منا أعطى ملاحظاته ثم صاغت أمانة سر الاجتماع مشروعا يلخص كل الآراء ووزعوه علينا وسنعود لاحقا لإبداء الرأي فيه». وأضاف البيانوني أن «المشروع يتضمن شرحا مفصلا لمبادرة رياض سيف».

العربي: نظام الأسد مسؤول عن تصعيد العنف والقتل

دمشق تتهمه بالمشاركة في «مخطط» تدميرها

القاهرة: سوسن أبو حسين

حمل الدكتور نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، نظام الرئيس السوري بشار الأسد مسؤولية «التصعيد الخطير» لأعمال العنف والقتل والدمار التي طالت المعالم التاريخية والحضارية والتراث الإنساني العريق لسوريا وشعبها، وألقى العربي باللائمة أيضا على مجلس الأمن قائلا: «لكن، يجب أن نقر أيضا بأن مجلس الأمن يتحمل مسؤولية خاصة في هذا الصدد»، بينما اتهمته دمشق بالمشاركة مع دول وتنظيمات «إرهابية» في مخطط «لتدمير سوريا».

وطالب العربي في كلمة ألقاها أمس أمام مؤتمر المعارضة السورية المنعقد في الدوحة، بـ«توحيد رؤيتها المشتركة للتعامل مع متطلبات المرحلة الانتقالية، وإثبات قدرتها على ضبط تشكيلاتها وبنيتها التنظيمية المدنية والعسكرية، بحيث يمكن الاعتماد عليها في تولي مقاليد إدارة البلاد والتعبير بحق عن الإرادة الحرة للشعب السوري بجميع مكوناته دون إقصاء أو تمييز، لتستحق بجدارة احترام المجتمع الدولي ودعمه الفعال، والاعتراف بها كهيئة قيادية جامعة أو مشتركة».

واعتبر العربي مشاركته في اجتماع المعارضة بمثابة تضامن كامل مع الشعب السوري وثورته الهادفة إلى تحقيق الحرية، والتغيير المنشود نحو بناء الدولة الديمقراطية القائمة على أسس المواطنة واحترام حقوق الإنسان لجميع أبناء الشعب السوري. وأكد مجددا التزام الجامعة الكامل دعم خيارات الشعب السوري، وإرادته الوطنية الحرة في تقرير مستقبله السياسي، وكذلك الالتزام التام بالمحافظة على مقومات الدولة السورية، وسيادتها واستقلالها ووحدتها الوطنية وسلامة أراضيها.

واستعرض العربي خلال كلمته «حجم المعاناة، وجسامة التحديات وفداحة التضحيات، ومشاعر المرارة والإحباط التي يقاسيها الشعب السوري جراء تمادي النظام السوري وآلياته العسكرية في أعمال القتل والتنكيل بالشعب السوري ومقدراته الوطنية». ودعا إلى البناء على ما ورد من قبل في وثيقتي «العهد الوطني» و«ملامح المرحلة الانتقالية» المتوافق عليهما في مؤتمر المعارضة السورية، الذي انعقد تحت رعاية جامعة الدول العربية بالقاهرة في يوليو (تموز) الماضي، والاستفادة أيضا من مختلف المبادرات والأفكار المطروحة بما فيها «المبادرة الوطنية السورية» المعروضة على جدول أعمال مؤتمر الدوحة.

وفي غضون ذلك، اتهمت دمشق أمس العربي بالمشاركة مع دول وتنظيمات «إرهابية» في مخطط «لتدمير سوريا»، وذلك غداة قوله إن النظام السوري لن يستمر طويلا. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) عن الناطق باسم وزارة الخارجية، جهاد مقدسي، قوله إن تصريحات العربي «تزامنت قبل توجهه للعاصمة القطرية الدوحة التي تشكل رأس حربة في جريمة سفك دماء الشعب السوري، ليقدم العربي من جديد أوراق اعتماده لدول وتنظيمات إرهابية تسعى إلى تدمير سوريا فقط»، مشيرا إلى أن هذا الموقف «يجعل منه شريكا وراعيا وأداة في هذا الاستهداف المفضوح».

وتتهم سوريا دولا غربية وعربية، أبرزها الولايات المتحدة وتركيا وقطر والسعودية، بدعم المعارضة المطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.

وكان العربي قال الأربعاء قبيل مغادرته إلى الدوحة إن «من المهم توحيد رؤى المعارضة، خاصة أن الجميع يعلم أن النظام في سوريا لن يستمر لفترة طويلة، وفي يوم من الأيام سيكون هناك وضع جديد في سوريا». وقال مقدسي إنه «ليس مستغربا أن يكرر نبيل العربي تصريحاته المعادية لسوريا، التي يتوهم فيها تغيير نظام سياسي لدولة مؤسسة للجامعة العربية يعمل هو موظفا لدى دولها». وكانت الجامعة العربية علقت في نوفمبر (تشرين الثاني) 2011 عضوية سوريا، على خلفية عدم التزامها تعهداتها بموجب خطة العمل العربية لحل الأزمة السورية التي اعتمدها المجلس الوزاري للجامعة.

وعلى صعيد ذي صلة، التقى محمد عمرو وزير الخارجية المصري، عبد الباسط سيدا رئيس المجلس الوطني السوري، وبرهان غليون، وعددا آخر من أعضاء المجلس، وذلك على هامش المؤتمر أمس. وصرح عمرو رشدي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، بأن عمرو أكد خلال اللقاء الأولوية التي توليها مصر للتوصل إلى رؤية موحدة للمعارضة السورية في أقرب فرصة، وتطلعها إلى أن يحقق مؤتمر الدوحة تقدما منشودا في هذا الشأن.

وأضاف الوزير أن المعارضة بحاجة لتقديم جبهة موحدة تمثل الداخل والخارج، مؤكدا استعداد بلاده لتقديم كل المساعدات الممكنة وتوظيف اتصالاتها وعلاقاتها القوية مع مختلف أطياف المعارضة السورية للوصول إلى هذا الهدف، لافتا إلى أن ذلك يمثل أولوية رئيسية في جهود بلاده الرامية إلى حل الأزمة السورية في إطار حل سوري عربي.

مقترحات تسليح المعارضة السورية في إطار البحث الدولي

واشنطن لا تحبذ.. وأنباء عن دعم بريطاني فرنسي

واشنطن: هبة القدسي

تدور في دوائر الأمم المتحدة مناقشات حول الخيارات الممكنة لحل الأزمة السورية قبل أن تنفلت وتمتد آثارها إلى الدول المجاورة. وقد شهد مجلس الأمن اجتماعات مغلقة لمناقشة المبادرة التي تقدمت بها الصين – ذات النقاط الأربع – لوقف إطلاق النار على مراحل، ونتائج جولات المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي، وتمسك روسيا بنتائج اتفاق جنيف بوضع مبادئ للعملية الانتقالية وتشكيل حكومة تضم جميع القوى السياسية في سوريا.

ويشير دبلوماسي غربي بالأمم المتحدة لـ«الشرق الأوسط» إلى مقترحات مبدئية تدعمها كل من بريطانيا وفرنسا حول إعادة النظر في الحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي لمنع وصول الأسلحة إلى سوريا، بحيث يتم السماح بتوصيل الأسلحة إلى المعارضة السورية، حيث ينتهي ذلك الحظر في الأول من ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

ويوضح الدبلوماسي – الذي رفض نشر اسمه – أن حظر الاتحاد الأوروبي ينص على «منع بيع أو توريد أو نقل أو تصدير المعدات العسكرية التي يمكن استخدامها في القمع الداخلي»، لذا تدور المناقشات حول أن يتم استخدام هذه المعدات للاستخدامات الإنسانية أو الوقائية، موضحا أن مجلس الأمن سيناقش في اجتماعه الأسبوع المقبل المقترحات المختلفة لحل الأزمة في سوريا، واحتمالات تخفيف حظر الاتحاد الأوروبي المفروض على مبيعات الأسلحة لسوريا.

ويضيف الدبلوماسي الغربي أن هناك مقترحات أخرى بإقامة منطقة حظر طيران وتقديم المساعدات للسوريين داخل سوريا وإقامة مناطق آمنة، مؤكدا أن البحث الدائر حاليا يستند إلى مرتكزات إنسانية بهدف مساعدة السوريين مع تزايد الأوضاع المتفاقمة للسوريين النازحين داخل سوريا منذ بدء الانتفاضة ضد حكم الرئيس بشار الأسد في مارس (آذار) 2011.

ويؤكد الدبلوماسي الغربي أن المقترحات بتسليح المعارضة السورية لا تلقى دعما كبيرا من جانب الولايات المتحدة ولا من روسيا، مشيرا إلى الانقسامات الواضحة داخل مجلس الأمن حول الإجراءات الواجب اتخاذها لحل الأزمة السورية بالطرق السلمية وتمهيد الطريق لعملية انتقال سياسي.

ومع إعادة انتخاب الرئيس باراك أوباما لولاية ثانية، فإن إدارته لا تزال تصر على رحيل الرئيس بشار الأسد، لكنها تستبعد تقديم مساعدات عسكرية للمعارضة أو القيام بعمليات عسكرية مثل شن هجمات جوية أو فرض منطقة حظر جوي فوق سوريا. وكررت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند رفض الإدارة الأميركية فكرة توفير الأسلحة للمقاتلين أو أي حديث حول تدخل عسكري مسلح.

ومع اتجاه تركيا إلى حلف شمال الأطلسي لنشر صواريخ «باتريوت» على حدودها مع سوريا، أكدت نولاند أن ذلك لا يعني الاقتراب من فرض منطقة حظر جوي أو إقامة مناطق آمنة، وقالت: «لن أدخل في حالات افتراضية، وما تطلبه تركيا من صواريخ (باتريوت) هو نظام دفاعي، والغرض منها الدفاع عن الأراضي التركية». وأضافت: «سياستنا لم تتغير، وهي تقديم مساعدات غير قتالية للمعارضة»، وأشارت إلى محادثات مستمرة يجريها السفير روبرت فورد مع مجموعات واسعة من المعارضة السورية.

يأتي ذلك بينما نقلت وكالة «رويترز» عن مكتب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس، أن بريطانيا تريد التفكير مجددا في خيارات نبذت في السابق، وذلك في إطار دراسة سبل إنهاء الصراع في سوريا. وسئل مسؤول بمكتب كاميرون عما إذا كانت هذه الخيارات تتضمن إعادة النظر في حظر الأسلحة المفروض على سوريا من جانب الاتحاد الأوروبي بما لا يمنع إرسال أسلحة إلى المعارضين أو إقامة منطقة حظر طيران، فامتنع عن الخوض في تفاصيل.. لكنه قال إنه لن يستبعد أي شيء.

وقال المسؤول: «يريد رئيس الوزراء دراسة أشياء كانت على الطاولة قبل عام ولم يشأ أن يدرسها حينذاك.. إنه يريد إعادتها إلى الطاولة»، وأضاف: «نحن لا ندرج أي شيء ولا نستثني أي شيء.. نحن نريد طرح كل الأشياء على الطاولة».

معارك ضارية قرب الحدود التركية وأنقرة تحتفظ بحقها في امتلاك أي أسلحة للدفاع عن نفسها

المعارضة السورية في الدوحة: نحو حكومة انتقالية

                                            حققت الإجتماعات التي افتتحت أمس في العاصمة القطرية الدوحة وجمعت أطياف المعارضة السورية، تقدماً ملحوظاً تمثل بتوافق على اختيار قيادة سياسية ينتج عنها حكومة انتقالية. ميدانياً دارت معارك ضارية بين الجيش السوري الحر والقوات التابعة لنظام بشار الأسد قرب مركز حدودي مع تركيا في شمال شرقي سوريا، وتواصلت المواجهات في العاصمة السورية دمشق، فيما سقطت قذائف داخل المنطقة المحتلة في هضبة الجولان.

ومع تطور الوضع الأمني، أكدت تركيا حقها في امتلاك اي سلاح يمكنها من الدفاع عن نفسها في حال تعرضها لاعتداء، فيما اعلنت رئاسة الحكومة البريطانية عن توجه لاعادة النظر في إجراءات أوروبية تحول دون تسليح المعارضة السورية وانشاء منطقة حظر جوي.

في الدوحة، قال القيادي في “الاخوان المسلمين” في سوريا صدر الدين البيانوني لدى خروجه من الجلسة الثانية لاجتماع المعارضة الذي افتتح مساء أمس: “كل منا اعطى ملاحظاته ثم صاغت امانة سر الاجتماع مشروعاً يلخص كل الاراء وزعوه علينا وسنعود لاحقاً لابداء الرأي فيه”. واضاف ان “المشروع يتضمن شرحاً مفصلاً لمبادرة رياض سيف”.

وقال سيف للصحافيين وهو في طريق الخروج من الاجتماع “لقد تمت مناقشة المبادرة (التي يقودها) بالتفصيل ويبدو ان لها الان حظوظ نجاح كبيرة”. واضاف انه “يجب الان الاتفاق حول قيادة سياسية او هيئة عامة وطنية تتولى بعد ذلك درس كل الخيارات”.

وقال القيادي في المجلس الوطني برهان غليون: “نحن نتقدم في اتجاه التوافق”، مضيفا “لقد عبر كل من الحاضرين عن وجهة نظره، وجميع وجهات النظر تصب في الاطار الايجابي اي في الرغبة بتوحيد المعارضة” السورية.

وكانت قطر والجامعة العربية وجهتا دعوات لمختلف فصائل المعارضة السورية للمشاركة في اجتماع موسع امس يهدف الى توسيع المعارضة والبحث في مبادرة مدعومة من واشنطن لانشاء قيادة سياسية جديدة للمعارضة.

وتنص هذه المبادرة التي يقودها رياض سيف على انشاء قيادة موحدة تحت اسم “هيئة المبادرة الوطنية السورية” تنبثق عنها حكومة في المنفى.

ودعا رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني في مستهل الاجتماع المعارضة السورية الى “تغليب مصلحة الوطن والشعب السوري على المصالح الشخصية”، مؤكدا ان “المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتق المعارضة تتطلب منها العمل على توحيد صفوفها”.

وطلب وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية خالد بن محمد العطية، خلال الجلسة الافتتاحية، من المعارضين السوريين الحاضرين في الاجتماع “عدم مزايدة طرف على اخر”، ووصف الظرف الحالي بانه “اقوى اللحظات حسماً و ابلغها خطراً”. واضاف ان “المعارضة السورية تتعرض اليوم لمشكلة خطيرة وهي الفرقة”، ثم خاطبهم قائلا: “لا تقفوا ولكن تقدموا، لا تترددوا في الوحدة ولكن اكملوا الطريق”.

وقال الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي على هامش الاجتماع ان “الكل متفقون على ان المعارضة يجب ان تتوحد لكنهم لم يصلوا الى حد الان لاطار يمكن للجميع ان ينضموا اليه”.

ومن بين الحاضرين في اجتماع الدوحة وزير خارجية تركيا احمد داود اوغلو والامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني.

والى جانب ممثلين عن المجلس الوطني السوري وفصائل المعارضة الاخرى، شارك في الاجتماع ايضا رئيس الوزراء السوري السابق المنشق رياض حجاب والمعارض السوري هيثم المالح، وريما فليحان ممثلة عن “هيئة التنسيق الوطنية”، فيما ايد المعارض ميشال كيلو الاجتماع في بيان اصدره، من دون ان يحضر.

وقال حجاب للصحافيين “سنبحث في موضوع هيئة سياسية توحد المعارضة السورية ان شاء الله ونحن متفائلون جدا”.

وقال برهان غليون الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري في تصريح للصحافيين بعد انقضاء الجلسة الاولى: “اعتقد ان الامور تسير بشكل ايجابي، اي كل يطرح ما لديه وما يأمله من هذا الاجتماع، لكن الجميع يحس بان الفشل ممنوع”.

ووعد برهان غليون الصحافيين ببيان “لحوصلة ما حدث، وما بقي” للتفاهم حوله، مستبعدا ان يتم الانتهاء من الاجتماع في يوم واحد، متوقعا ان يمتد النقاش “الى الغد وربما بعد غد”، بحسب تقديره.

وحول المبادرات التي سيناقشها الاجتماع، قال غليون “اعتقد اننا سنترك كل المبادرات جانبا وسنركز على ايجاد مبادئ لاتفاق سياسي بين كل الاطراف”.

وتنص هذه المبادرة التي يقودها رياض سيف على انشاء قيادة موحدة تحت اسم “هيئة المبادرة الوطنية السورية” تنبثق عنها حكومة في المنفى.

وفي تطور آخر، كان “المجلس الوطني السوري” انتخب ليل الاربعاء ـ الخميس في الدوحة 41 عضوا للامانة العامة الجديدة يتمثل فيها الاسلاميون بقوة، الا ان اختيار المكتب التنفيذي والرئيس قد اجل ليوم الجمعة، بحسبما افاد الخميس قياديون في المجلس.

وتتمثل الاقليات العرقية مثل الاكراد والاشوريين في الامانة العامة الجديدة، الا انه لم يتم انتخاب اي امراة في الامانة.

وقال احمد رمضان العضو الجديد في الامانة العامة لوكالة فرانس برس “يمكننا بموجب نظامنا الداخلي اضافة اربعة اعضاء، وبالتالي سنقوم بتعيين امرأتين وعضوين آخرين يمثلان الاقليات الدينية”. وبحسب اعضاء في المجلس، فإن العضوين الإضافيين يمكن ان يكونا ممثلين عن المسيحيين والعلويين.

ميدانيا، قتل 26 عنصرا على الاقل من القوات النظامية السورية والثوار في اشتباكات دارت بين الطرفين قرب مركز حدودي مع تركيا عند بلدة رأس العين” ذات الغالبية الكردية في محافظة الحسكة في شمال شرقي سوريا، بحسب ما افاد “المرصد السوري لحقوق الانسان”.

وفي الجولان، اعلن الجيش الاسرائيلي ان ثلاث قذائف هاون من الاراضي السورية سقطت على الجزء المحتل من هضبة الجولان دون ايقاع اصابات او اضرار.

وقالت متحدثة باسم الجيش “يبدو انها قذائف اطلقت عن طريق الخطأ خلال القتال بين القوات المختلفة الموجودة في سوريا” دون الادلاء بمزيد من التفاصيل.

وشهد عدد من احياء دمشق امس معارك وعمليات قصف، كما ذكر المرصد، الذي قال ان عدة قذائف سقطت صباح امس على حيي الميدان ونهر عيشة. كما تحدث عن معارك في حي المزة.

وقال الرئيس التركي عبد الله غول امس ان تركيا تحتفظ لنفسها بحق امتلاك كل انواع الاسلحة للدفاع عن نفسها في وجه اي خطر سوري. وسئل غول عن المناقشات التي جرت بين تركيا والحلف الاطلسي بشأن احتمال نشر بطاريات صواريخ ارض جو وصواريخ باتريوت، خلال زيارة الى مدينة جانكيري فأجاب: “تجري مناقشة صواريخ باتريوت داخل الحلف الاطلسي. من الطبيعي ان نتخذ جميع التدابير الضرورية لضمان الدفاع عن انفسنا”.

ونفى غول ان تكون تركيا ترغب في “شن حرب على سوريا” المجاورة لكنه حذر دمشق من اي سلوك “متهور” يمكن ان يستهدف الاراضي التركية.

وفي لندن، قال مكتب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون امس ان بريطانيا تريد التفكير مجددا في خيارات نبذت في السابق وذلك في اطار دراسة سبل لانهاء الصراع في سوريا. وسئل مسؤول بمكتب كاميرون عما إذا كانت هذه الخيارات تتضمن اعادة النظر في حظر الاسلحة المفروض على سوريا من جانب الاتحاد الاوروبي بما يمنع ارسال أسلحة الى المعارضين أو اقامة منطقة لحظر الطيران فامتنع عن الخوض في تفاصيل لكنه قال أنه لن يستبعد اي شيء.

(أ ف ب، رويترز، يو بي أي، قنا)

الحكومة الانتقالية على طاولة النقاش في الدوحة

سيدا لـ”NOW”: قيادات جديدة في “المجلس الوطني”

أكّد رئيس “المجلس الوطني السوري” عبد الباسط سيدا، في تصريح لموقع “NOW”، أنّ “هناك قيادات جديدة إلى جانب القيادات القديمة في المجلس”، وقال: “بطبيعة الحال، بعد عام من العمل، أعتقد أنّ هناك خبرة قد تراكمت، ويجب على القيادات الجديدة الاستفادة منها”، مضيفاً: “لدينا طاقات شبابيّة كثيرة مؤهلة، لكنها مبعثرة، وغير منظمة، لهذا رأى المجلس أن ينتقل إلى العمل المؤسّساتي للاستفادة من هذه الخبرات وخلق آلية تنظيميّة لها”.

كلام سيدا لموقعنا جاء في اختتام أعمال الجمعيّة العموميّة لـ”المجلس الوطني السوري” في العاصمة القطريّة الدوحة وبمشاركة أطياف سوريّة معارضة أخرى حضرت لمناقشة مبادرة المعارض رياض سيف الهادفة إلى إنشاء مرجعيّة جديدة موحّدة للمعارضة، وذلك في وقت يقوم فيه أعضاء “المجلس الوطني السوري” بانتخاب الأمانه العامة التي ستقوم بدورها بانتخاب المكتب التنفيذي ورئيس جديد له.

وتأتي هذه الخطوة بعدما أعاد المجلس هيكلة صفوفه، فقام بإلغاء عضويّة بعض الشخصيّات وقبول استقالة البعض الآخر، في إطار تحديد عدد أفراد كل كتلة، إذ تمّ قبول إضافة كتل جديدة غالبيتها من الحراك الثوري، بلغ عددها 26 كتلة جديدة، بهدف توسيع قاعدة المجلس وإضافة عدد أكبر من شباب الثورة.

وأقرّت الهيئة العامة للمجلس بعض التعديلات على النظام الأساسي، إضافة إلى مناقشة تقارير المكاتب السياسية والإعلامية والاستراتيجية.

من جهة أخرى، هيمنت “المبادرة الوطنيّة” أو ما عُرف بـ”حكومة رياض سيف”، على اجتماع الهيئة العامة للمجلس الوطني السوري أمس، وكانت الأجواء بشكل عام تميل إلى إضافة بعض التعديلات والشروط لجعلها أكثر رصانة وقابلية للنجاح.

وعلّق سيدا على “المبادرة الوطنية” بالقول: “إنّ هذه المبادرة طُرحت على المكتب التنفيذي، وهناك اتفاق في التوجه العام، لكن بعض التفاصيل، حول آلية إخراج الحكومة، تحتاج إلى المزيد من النقاش والتباحث، ولدينا وجهة نظر خاصة حول الطرح الموجود في نص المبادرة بهذا الشأن”. وأضاف: “أعتقد أنه إذا كانت الإرادة موجودة والقدرة على التحاور، وتقبّل الرأي الآخر قائمة، سنستطيع التوصّل إلى الصيغة المناسبة والمتوافق عليها”.

وإذ أكّد أنّ “هناك هواجس في حال طرحت هذه الهيئة وأصبحت بديلة عن “المجلس الوطني”، أوضح سيدا أنّ ذلك يعود لأنّه لابد من أن يكون هناك في هذه المبادرة وطريقة تنفيذها، مقوّمات النجاح، وإلا فستكون هناك مشكلة”.

وكان المعارض رياض سيف طرح مشروع تأسيس “هيئة المبادرة الوطنية السورية”، إطاراً جامعاً للمعارضة، من اجل التحرك على الساحات العربية والاقليمية والدولية، وكي لا يحصل فراغ سياسي لحظة سقوط نظام الرئيس بشار الأسد.

وفي السياق نفسه، قال عضو المكتب التنفيذي في “المجلس الوطني السوري” سمير نشار لموقع “NOW”: “نحن لسنا ضد المبادرات، لكن المبادرة الأخيرة هي عملية تفكيك للمجلس الوطني وإنهاء دوره بعدما استطاع هذا المجلس الوقوف على قدميه إثر عام من التحديات إستطاع أن يذلّلها من خلال هيئته العامة”، مضيفاً: “نحن نرى في مبادرة رياض سيف مشروعاً ربما يتقاطع مع طلبات دولية واقليمية للدخول في حل سياسي مع نظام بشار الاسد، لذلك لدينا هواجس ومخاوف من أن نضحي بـ”المجلس الوطني” كمؤسّسة ومنظمة سياسيّة ليحل محله مشروع لسنا متأكدين من نجاحه، وبالتالي ربما يكون عامل تفجير وإحباط للسوريّين أكثر من أن يكون عامل أمل وتوحيد”.

يشار إلى أنّ “المجلس الوطني” يتابع اليوم مناقشة المبادرة على أمل الخروج برؤية موحّدة حول تشكيل الحكومة.

84 قتيلا والحر يقتحم معبرا حدوديا

                      ارتفع إلى 84 شخصا عدد القتلى أمس الخميس بنيران القوات السورية، وفي حين سيطر الجيش السوري الحر على بلدة رأس العين في محافظة الحسكة على الحدود مع تركيا، أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها عاجزة عن مواجهة الأزمة الإنسانية المتفاقمة بسوريا.

وأوضحت الهيئة العامة للثورة أن معظم قتلى أمس سقطوا في دمشق وريفها وإدلب. ومن جهته أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 108 أشخاص، هم 32 مدنيا، و28 معارضا مسلحا، و48 جنديا.

وبين القتلى -حسب المرصد- عشرة  مقاتلين معارضين، و16 جنديا نظاميا على الأقل سقطوا في اشتباكات دارت بين الطرفين في بلدة رأس العين (بلدة عربية كردية) بمحافظة الحسكة (المنتجة للنفط) التي أكد الجيش الحر سيطرته عليها.

وأفاد ناشطون بأن الثوار في محافظة الحسكة اقتحموا معبر رأس العين الإستراتيجي على الحدود مع تركيا، وسيطروا على مساحات واسعة من الأراضي هناك. وتفيد الأنباء الواردة من هناك بتراجع حدة الاشتباكات بين الثوار والجيش النظامي السوري.

وقال خالد الوليد -وهو قائد ميداني بالجيش الحر- إن المعبر مهم لأنه يفتح خطا آخر إلى تركيا، حيث يمكننا “إرسال الجرحى والحصول على إمدادات”. وأضاف أن مقاتلي المعارضة سيطروا على منطقة واسعة بمحاذاة الحدود التركية بعمق ثمانين كيلومترا، بما في ذلك طريق يصل من مدينة حلب إلى الحسكة.

ووجه المجلس الكردي -وهو ائتلاف من أحزاب كردية معارضة للرئيس بشار الأسد- نداء إلى الجيش السوري الحر لمغادرة رأس العين، قائلا إن الاشتباكات وكذلك الخوف من التعرض للقصف من الجيش السوري دفعا معظم سكان البلدة البالغ عددهم خمسين ألفا إلى الفرار.

وأكد المجلس في بيان أنه جزء من الثورة لإسقاط هذا “النظام الشمولي”، لكن محافظة الحسكة يجب أن تبقى منطقة آمنة لآلاف اللاجئين الذين فروا إليها من مناطق أخرى.

وفي المقابل، أفاد التلفزيون السوري بأن “وحدة من قواتنا المسلحة تقضي على عشرات الإرهابيين في منطقة رأس العين، فيما لاذ الآخرون بالفرار خارج الحدود التي قدموا منها”. وقال أحد سكان البلدة إن المقاتلين دخلوا البلدة من جهة المعبر الحدودي مع تركيا، قبل أن يهاجموا مركزا للشرطة ومراكز أمنية في البلدة.

وجرح خمسة مدنيين أتراك برصاص طائش جراء هذه الاشتباكات أثناء وجودهم في مدينة حدودية. وأشارت وسائل إعلام تركية إلى أن رتلا من الدبابات توجه إلى الحدود، في موازاة دعوة السلطات التركية مواطنيها إلى الابتعاد عنها.

انفجار بدمشق

وفي دمشق، قتل أمس ثلاثة أشخاص وجرح آخرون في انفجار سيارة مفخخة بمنطقة السيدة زينب في ريف دمشق.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية ( سانا ) عن مصدر من قيادة الشرطة أنه تم تفكيك عبوتين ناسفتين على الطريق الواصل بين منطقة السيدة زينب والبحدلية بريف دمشق.

وكان مصدر محلي قال في وقت سابق إن الانفجار الذي وقع في منطقة نجها بالسيدة زينب بسيارة مفخخة أدى إلى وقوع إصابات وأضرار مادية. وأشار المصدر إلى إحباط محاولة تفجير سيارة مفخخة أمام حاجز اللجان الشعبية في مخيم فلسطين.

وفي دمشق أيضا، دارت اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في حييْ القدم وكفر سوسة بعد سقوط قذائف على أحياء الزاهرة والميدان ونهر عيشة في وسط العاصمة.

وفي محافظة إدلب (شمال غرب)، تدور اشتباكات في مدينة معرة النعمان الإستراتيجية التي سيطر عليها المقاتلون المعارضون الشهر الماضي، وأشار المرصد إلى أن بعض الوحدات من القوات النظامية وصلت إلى مفرق تلمنس على الطريق الواصل بين دمشق وحلب.

وضع سيئ

إلى ذلك، أكدت الصحافية الأوكرانية إنخار كوتشنيفا -التي خطفها مقاتلون سوريون معارضون الشهر الفائت- أنها موجودة في حمص، وطالبت السلطات الأوكرانية والروسية والسورية بتلبية مطالب خاطفيها، بحسب شريط بث على الإنترنت.

ومن جهة أخرى، أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها عاجزة عن مواجهة الأزمة الإنسانية المتفاقمة بسوريا. ووصفت الوضع بأنه سيئ للغاية، مشيرة إلى أن أعدادا كبيرة من السوريين لا يتلقون المساعدات اللازمة.

وقال رئيس الصليب الأحمر بيتر مورير إن الوضع الإنساني هناك يزداد سوءا، رغم أن اللجنة تعمل مع الهلال الأحمر السوري.

سيف تحدث عن اتفاق مبدئي بمشاركة المجلس

مبادرتان لحكومة انتقالية سورية

                                            أحمد دعدوش-الدوحة

يواصل سفراء ودبلوماسيون عرب وغربيون مشاوراتهم مساء اليوم الخميس مع عدد من ممثلي المعارضة السورية في ختام جلسات التشاور التي يعقدها المجلس الوطني السوري في دوحة قطر منذ الأحد الماضي، ومن المتوقع أن يصدر الليلة بيان ختامي بشأن التفاوض حول مبادرتين تم طرحهما لتشكيل حكومة انتقالية.

وكان المجلس الوطني قد أعلن أمس الأربعاء عن مبادرة تدعو إلى عقد مؤتمر وطني داخل الأراضي السورية لتشكيل حكومة انتقالية مصغرة، وتتكون من عدة وزارات يناط بها إدارة المرحلة الانتقالية في البلاد، لكن العضو بالمجلس الوطني رياض سيف قدم بدوره مبادرة موازية لتشكيل كيان جديد للمعارضة يكون أكثر اتساعا من المجلس الوطني، لتنبثق عنه الحكومة الانتقالية.

وردا على سؤال للجزيرة نت بشأن ما إذا كانت مبادرة المجلس خطوة استباقية على مبادرة سيف، قال رئيس المجلس الوطني عبد الباسط سيدا إنها ليست كذلك، وإن “الزميل رياض سيف صديق عزيز لا نشك بوطنيته أبدا” مبديا ثقته بأن التشاور سيؤدي إلى موقف مشترك.

ومن جهته، قال عضو المجلس الوطني محمد بشير حداد إن المبادرة التي قدمها المجلس “شبه ناضجة بنائيا” وإنها قابلة للنجاح لتمتعها بالمرونة، لكنها تحتاج إلى تعامل موضوعي من قبل المجتمع الدولي مع المجلس الوطني بعد التطور الذي أحدثه في ضم العديد من الكيانات السياسية وزيادة تمثيل الحراك الثوري.

وأضاف في حديث للجزيرة نت أن المجتمع الدولي إذا أراد بالفعل إنهاء مأساة الشعب السوري فعليه القبول بهذه المبادرة لأنها الأقدر على الإنجاز، ولأن القوى المشاركة في الهيئة العامة للمجلس -التي أقرت المبادرة- هي قوى فاعلة على الأرض داخل سوريا مما يجعل المبادرة قادرة على الحياة.

من جانبه تحدث المعارض السوري رياض سيف صاحب مبادرة الهيئة الوطنية السورية قائلا إن المجلس الوطني وبقية أطياف المعارضة المشاركة في اللقاء التشاوري بالدوحة وافقت مبدئيا على مبادرته التي تنص على إحداث كيان سياسي جديد يكون المجلس الوطني السوري طرفا فيه.

وأضاف أن المجلس الوطني وبقية مكونات المعارضة طالبت بإدخال تعديلات على مبادرته لجهة توسيع تركيبتها.

الحراك الثوري

من ناحية أخرى، قال الممثل للحراك الثوري المستقل في حماة أبو بكر ياسين إنه كان يأمل أن يتم تقديم هذه المبادرات “منذ أكثر من عام وقبل أن يقتل عشرات الآلاف من المدنيين”، وأضاف في إشارة لموقف المجتمع الدولي من الأزمة السورية أن “من لا يقف مع الضحية فهو يدعم القاتل”.

وتابع عضو المجلس الوطني “نحن كحراك ثوري في الداخل لا نريد أن يزايد أحد على دماء الشهداء”، وأوضح أنه غير متفائل بمبادرة المجلس لأن هناك مبادرات أخرى سبق أن فشلت، وأن العالم لو أراد حل الأزمة لسارع إلى تبني أي جهة من جهات المعارضة ودعمها لمواجهة النظام.

وعن موقفه بشأن مبادرة سيف، قال إن المبادرات لن تنجح ما لم تكن ضمن إطار المجلس الوطني الذي اكتسب الشرعية وحظي بقبول دولي لتمثيل الشعب السوري.

وفي سياق متصل، قال العضو بالمجلس الوطني رضوان زيادة إن مبادرة المجلس ستتولى مهمة تشكيل حكومة مصغرة مكونة من وزارات مهمة، بحيث تناط بهما مسؤولية إدارة الإعمار وتسليح الجيش الحر، كما سيتم تشكيل لجنة تحضيرية لإطلاق المؤتمر الوطني -المخول بتشكيل الحكومة بأسرع وقت- لأن الأزمة لا تحتمل أي تأخير.

وردا على سؤال للجزيرة نت بشأن ما إذا كانت مبادرة المجلس الوطني بديلا عن مبادرة سيف قال “هي بديل بالتأكيد”، مضيفا أن مبادرة المجلس لا تزال تحتاج للكثير من العمل على المستوى الدولي لتسويقها والحصول على دعم كاف لها، أما المبادرة الأخرى فلن تحصل على الدعم الداخلي المطلوب لإنجاحها.

وحول إمكانية عقد المؤتمر الوطني داخل الأراضي السورية، قال إن هذا ممكن مبدئيا في الأماكن التي خرجت عن سيطرة النظام، مشيرا إلى أن حماية أعضاء المؤتمر من خطر القصف هي مسؤولية المجتمع الدولي، “فإذا لم يتمكن من حماية أصحاب هذه المبادرة فكيف سينجح في الاعتراف بها؟”.

توافق على الرفض

أما عضو مكتب العلاقات الخارجية بالمجلس الوطني عبد الرحمن الحاج فقال للجزيرة نت إن المجلس الوطني عقد جلسة خاصة لمناقشة مبادرة سيف أمس الأول، مشيرا إلى وجود “شبه توافق على رفضها”.

وأضاف أن مبادرة سيف “ولدت ميتة”، وأن الحل الوحيد لإنجاحها يقوم على أن تحاول تطوير نفسها بناء على مبادرة المجلس وأن تحاول على الأقل قبول العناصر الجوهرية التي جاءت فيها.

وفي سياق آخر، قال عضو المجلس الوطني عن جماعة الإخوان المسلمين عمر مشوح إن هناك الكثير من الشائعات التي بدأت بالتداول بسبب تصريح سيف بأن المجلس إذا فشل في تبني مبادرته فستقفز بعض الكتل فوق المجلس للسير بمبادراتها الخاصة، حيث اتهم البعض جماعة الإخوان بالتحضير لإجراء مماثل.

وأشار مشوح إلى بيان أصدرته جماعة الإخوان الأسبوع الماضي أعلنت فيه موافقتها على مبادرة لتشكيل حكومة انتقالية طالما التزمت بعدد من الضوابط، وعلى رأسها الالتزام ببقاء المجلس الوطني ركيزة أساسية في أي مبادرة.

ومن المتوقع أن يعلن الليلة عن بيان ختامي بشأن موقف المعارضة السورية من المبادرتين، وذلك بحضور ممثلين عن دول مجموعة العمل لأجل سوريا والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي والمجلس الوطني السوري وتكتلات معارضة أخرى.

سوريا.. 22 قتيلا بجمعة “أوان الزحف

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أفاد ناشطون سوريون الجمعة بسقوط 22 قتيلا وعشرات الجرحى، أغلبهم في قصف عنيف على بلدة القورية في دير الزور.

ووصف المركز الإعلامي السوري الأحداث بـ”مجزرة” جديدة تزامنت مع تظاهرات أعلن عنها تحت اسم “جمعة أوان الزحف إلى دمشق”.

وقال المركز إن غالبية القتلى والجرحى، جراء القصف الذي استهدف المدينة من قبل قوات النظام، هم من النساء.

من جهة أخرى أفادت شبكة شام بوقوع قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ على مدينة الرستن بريف حمص، وسقوط عشرات الجرحى مع تهدم عدد من المنازل جراء القصف.

وقالت الشبكة ذاتها أن قصفا عنيفا بالدبابات وقع على مدينة رأس العين بالحسكة.

كما قال ناشطون إن اشتباكات عنيفة وقعت بين القوات الحكومية والجيش الحر في بلدة دروشا بريف دمشق.

وكان ناشطون أفادوا الخميس بمقتل 123 شخصا في مناطق عدة، في حين أعلن قائد “تجمع كتائب وألوية شهداء سوريا” جمال معروف عن تشكيل “لواء طلائع سوريا” البالغ قوامه ألف مقاتل.

كما سيطر مقاتلو المعارضة على معبر حدودي مع تركيا، وهاجم منطقة منيعة وسط دمشق.

وقال المركز الإعلامي السوري إن كتائب غرباء الشام التابعة للجيش السوري الحر فرضت سيطرتها على معبر رأس العين الحدودي مع تركيا.

كما سيطر الجيش الحر على كتيبة المدفعية في حندرات في ريف حلب حيث “غنم كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة”، حسب ناشطين.

وفي دمشق، قال نشطاء إن مسلحي المعارضة هاجموا حواجز للجيش السوري في حي الميدان في قلب العاصمة الخميس لتخفيف الضغط على معاقل المعارضة في ريف دمشق التي تتعرض لقصف جوي ومدفعي.

وأضاف النشطاء أن قوات النظام السوري ردت بقصف منطقة تجارية وسكنية مكتظة بالسكان خارج أسوار البلدة القديمة مباشرة، ما أدى إلى مقتل امرأة من المارة وعامل في مغسلة للسيارات.

وقال التلفزيون السوري إن “إرهابيين” أطلقوا قذيفة مورتر على الحي فقتلوا امرأة وأصابوا ثلاثة أشخاص.

وهذا هو أول اشتباك خطير في حي الميدان منذ أن اجتاحت قوات النظام السوري المنطقة في يوليو الماضي في هجوم بالمدرعات وطردت المعارضة من مواقعها في وسط العاصمة.

وقال ناشط من المعارضة في العاصمة رفض الكشف عن اسمه خوفا من الانتقام إن مسلحي المعارضة أطلقوا قذائف صاروخية ورصاص البنادق الآلية على حواجز طرق وعلى مواقع أخرى للجيش وقوات الأمن تحيط المنطقة.

وأوضح الناشط” “بدأت خلايا المعارضة الكامنة في دمشق التحرك لتخفيف الضغط على مناطق التضامن والقدم والحجر الأسود.”

وكان المعارض يشير إلى أحياء سنية للطبقة العاملة تقع جنوبي دمشق حيث يهاجم مسلحون القوات النظامية بالرغم من التدمير الناجم عن الغارات الجوية والقصف.

انتخاب خليفة سيدا الجمعة

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

انتخب المجلس الوطني السوري المعارض قيادة جديدة يتثمل فيها الإسلاميون بقوة، إلا أن اختيار المكتب التنفيذي والرئيس خلفا لعبد الباسط سيدا أجل للجمعة، حسبما أفاد الخميس قياديون في المجلس.

واختارت الهيئة العامة للمجلس الذي يعد الكيان المعارض الأهم لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، الأعضاء الأربعين الجدد في الأمانة العامة خلال عملية اقتراع في الدوحة، إلا أن مشاركين في محادثات بالدوحة كشفوا عن أن خطة لتوحيد المعارضة واجهت مشكلات فور طرحها على طاولة التفاوض.

وتهدف الخطة إلى كسب تأييد قوى أجنبية تأمل في إسقاط الأسد.

وسيختار أعضاء الأمانة العامة بدورهم 11 عضوا يشكلون المكتب التنفيذي الذي سيختار الرئيس الجديد للمجلس، وقد أجلت هذه العملية إلى الجمعة، إذ يفترض أن يضاف 4 أعضاء إلى الأمانة العامة يمثلون النساء والأقليات، حسب متحدث باسم المجلس الوطني.

وبقي سيدا الرئيس المنتهية ولايته عضوا في الأمانة العامة الجديدة، إلا أن معارضين بارزين مثل برهان غليون وجورج صبرا ورياض سيف خروجوا منها، وبالتالي ليس بالإمكان من حيث المبدأ أن يترأس أي منهم المجلس.

ويشكل الإسلاميون ثلث الأمانة العامة تقريبا، بينهم 5 أعضاء من الإخوان المسلمين، بحسب تعداد أجرته وكالة “فرانس برس”.

وتتمثل الأقليات العرقية مثل الأكراد والأشوريين في الأمانة العامة الجديدة، إلا أنه لم تنتخب أي امرأة في الأمانة. وبحسب أعضاء في المجلس، فإن العضوين الإضافيين يمكن أن يكونا ممثلين عن المسيحيين والعلويين.

ودعمت دول غربية وعربية محادثات الدوحة التي تستهدف تشكيل تحالف مناهض للأسد يضم جماعات معارضة داخل سوريا وزعماء سياسيين في المنفى وفي الأساس الفصائل المختلفة في المجلس الوطني السوري.

وخلال المناقشات الساخنة التي أجريت في العاصمة القطرية ليل الثلاثاء هاجم كثيرون في المجلس الوطني السوري العضو البارز في المجلس رياض سيف الذي صاغ المبادرة واتهمه البعض بتبني أجندة أميركية لتهميش المجلس الذي يهيمن عليه الإسلاميون.

وقال مصدر من المجلس: “سيف لم يكن مقنعا أبدا. قال للمجلس إنه سيمضي قدما بالمبادرة” بموافقة المجلس أو بدونها.

وقالت مصادر معارضة إن سيف اقترح تشكيل مجلس للمعارضة يضم 60 مقعدا يخصص منها 24 مقعدا للمجلس الوطني وإن كثيرين يعتقدون أن هذا ليس بتمثيل جيد للمجلس.

وتقضي المبادرة بأن يختار مجلس المعارضة الجديد حكومة انتقالية، وينسق ما بين الجماعات المسلحة لتمهيد الطريق أمام حقبة ما بعد الأسد.

وذكرت المصادر أيضا أن جماعة الإخوان المسلمين الأكثر قوة داخل المجلس الوطني السوري أبدت موافقتها على المبادرة الجديدة.

وقال مصدر إن هناك توترا ومخاوف داخل المجلس الوطني السوري من أن الموافقة على المبادرة ستضر بدور المجلس وإن الأعضاء يطالبون بضمانات. وأضاف “لكن المجلس عملي. وهم يتفاوضون.”

“الحر” يسيطر على كتيبة سورية كبيرة للدفاع الجوي

المعارضة المسلحة تؤكد أنها الثانية من حيث الضخامة في الجيش السوري

دبي – قناة العربية

أعلن الجيش الحر سيطرته على ما وصفه بـ”ثاني أكبر كتيبة سورية للدفاع الجوي

في سوريا”، وذلك في منطقة “الغوطة الشرقية” بريف دمشق.

وواكب المركز الإعلامي السوري عملية الاستيلاء بالكامل على كتيبة الدفاع الجوي في مدينة الإفتريس بالغوطة الشرقية.

ونفذت العملية كتيبتا عبدالله بن سلام وعيسى بن مريم، التابعتان للواء المصطفى، وكتيبة أنصار السنة التابعة للواء الإسلام وفوج القوات الخاصة لدمشق وريفها.

وتم قتل عناصر الكتيبة والاستيلاء على الأسلحة والمعدات التي كانوا يستخدمونها.

قصف دمشق

إلى ذلك، سدت قوات النظام منافذ دمشق، وقصفت أحياءها، الخميس، فيما سجلت حركة نزوح كبيرة من حي اللوان في كفر سوسة بدمشق سيراً على الأقدام بعد إغلاق النظام الطرق المؤدية للمنطقة.

وتواصل القصف المدفعي والجوي على أحياء عدة بالعاصمة، مخلفاً أضراراً كبيرة ودماراً هائلاً.

واستهدف القصف أحياء الحجر الأسود والقدم والتضامن وبلدات يبرود والسيدة زينب، إضافة إلى مدن كفر بطنا وحرستا ودوما وعربين ومناطق عدة بالغوطة الشرقية.

واقتحمت قوات النظام حيي ركن الدين ونهر عيشة، وشنت حملات دهم وحرق للمنازل واعتقالات.

وبعيداً عن ساحة المعركة الكبرى دمشق، اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وجيش النظام، الخميس، في مدينة الرستن بريف حمص.

قوى المعارضة السورية تواصل مشاوراتها في الدوحة واستمرار الاشتباكات في ريف دمشق

في وقت لاحق اليوم من اليوم الجمعة، سيبت المجلس الوطني السوري، وهو اكبر كتلة معارضة، في مقترح بتشكيل قيادة معارضة موحدة وذلك خلال مؤتمر اطياف المعارضة السورية الذي تستضيفه العاصمة القطرية الدوحة

وتقضي الخطة التي طرحتها دول حليفة للولايات المتحدة بتشكيل قيادة موحدة مكونة من 36 عضوا.

ويتم الاعتراف بها من نحو 100 دولة باعتبارها الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري وبديل للنظام السوري الحالي بقيادة الرئيس بشار الأسد.

كما ينتظر القيادة الجديدة مساعدات بمليارات الدولارات.

يأتي ذلك في الوقت الذي استبعد الرئيس الاسد فكرة مغادرته سوريا واكد انه سيعيش ويموت في سوريا. واشار الى ان تغيير الرئيس يأتي فقط عن طريق صناديق الاقتراع.

وقال ممثلون عن مختلف مكونات المعارضة السورية المجتمعين باشراف قطر والجامعة العربية مساء الخميس إنهم اقتربوا من التوصل الى اتفاق في شأن هيكل سياسي موحد لكنهم اجلوا اجتماعاتهم لليوم الجمعة لاستكمال المشاورات.

وقال المعارض هيثم المالح لوكالة فرانس برس “ان شاء الله نصل الى اتفاق غدا (اليوم الجمعة) بعد ان يستكمل المجلس الوطني السوري انتخاب قيادته الجديدة”.

وانتخب المجلس الوطني السوري ليل الاربعاء/الخميس امانته العامة المكونة من 41 عضوا لكن لا يزال يتعين عليه انتخاب مكتبه السياسي ورئيسه.

وكانت قطر والجامعة العربية وجهتا دعوات لمختلف فصائل المعارضة السورية للمشاركة في اجتماع موسع الخميس يهدف الى توسيع المعارضة والبحث في مبادرة مدعومة من واشنطن لانشاء قيادة سياسية جديدة للمعارضة.

وتنص هذه المبادرة التي يقودها رياض سيف على انشاء قيادة موحدة تحت اسم “هيئة المبادرة الوطنية السورية” تنبثق عنها حكومة في المنفى.

اتهامات للعربي

واتهمت الحكومة السورية الخميس الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، بالمشاركة مع ما وصفتها بدول وتنظيمات “ارهابية” في مخطط “لتدمير سوريا”، ابرزها قطر.

وجاء ذلك غداة قوله إن النظام السوري لن يستمر طويلا.

استمرار المعارك

وعلى صعيد التطورات الميدانية قالت لجان التنسيق المحلية إن الطيران الحربي السوري شن منذ فجر اليوم غارات جوية على مناطق الغوطة الشرقية بريف دمشق، واكدت قصف عربين ودوما بالدبابات ومدافع الهاون.

كما بث ناشطون صوراً لتصاعد الدخان من مناطق كفرسوسة وداريا ونهر عيشة نتيجة القصف بالدبابات.

وأشارت اللجان إلى أن الطيران الحربي قصف أيضاً بلدة الحولة في ريف حمص، فيما استُهدف كل من الميادين والقورية والطيانة والعشارة في ريف دير الزور قصف مدفعي.

يأتي ذلك بعد يوم شهد مقتل مائة وثلاثة وعشرين شخصاً برصاص القوات الحكومية على ما أكد ناشطون.

وقد دعت المعارضة للتظاهر اليوم تحت عنوان “جمعة اوان الزحف الى دمشق”.

BBC © 2012

مقاتلو المعارضة السورية يسيطرون على بلدة راس العين على الحدود مع تركيا

(رويترز) – قال قائد ميداني ومصادر بالمعارضة ان مقاتلي الجيش السوري الحر استولوا على بلدة على الحدود مع تركيا يوم الخميس بينما يواصلون التقدم للسيطرة على مناطق حدودية من قوات الرئيس بشار الاسد.

وقالت المصادر إن عشرة اشخاص قتلوا في اشتباكات سيطر خلالها مقاتلو المعارضة على راس العين وهي بلدة عربية-كردية في محافظة الحسكة المنتجة للنفط بشمال شرق سوريا على بعد 600 كيلومتر من دمشق.

وقال خالد الوليد وهو قائد ميداني لمقاتلي الجيش السوري الحر مقره في الرقة -وهي محافظة مجاورة للحسكة- “المعبر مهم لانه يفتح خطا اخر الي تركيا حيث يمكننا ارسال الجرحى والحصول على امدادات.”

ولم يتسن التأكد من صحة التقرير من مصادر مستقلة.

ومتحدثا بالهاتف من راس العين قال الوليد ان مقاتلي المعارضة سيطروا على منطقة واسعة بمحاذاة الحدود التركية بعمق 80 كيلومترا بما في ذلك طريق يصل من مدينة حلب الي الحسكة.

وفي الاشهر الثلاثة الماضية سيطر المقاتلون الذين يغلب عليهم العرب السنة على بضعة مواقع على الحدود التي تمتد بطول 800 كيلومتر وتقدموا بشكل مطرد باتجاه الشمال الشرقي حيث يعيش جزء كبير من الاقلية الكردية في سوريا البالغ عددها مليون نسمة.

ووجه المجلس الكردي -وهو ائتلاف من احزاب كردية معارضة للاسد- نداء الي الجيش السوري الحر لمغادرة راس العين قائلا ان الاشتباكات وكذلك الخوف من التعرض للقصف من الجيش السوري دفعا معظم سكان البلدة البالغ عددهم 50 ألفا الي الفرار.

وقال المجلس في بيان انه يؤكد انه جزء من “الثورة لاسقاط هذا النظام الشمولي” لكن محافظة الحسكة يجب ان تبقى منطقة آمنة لالاف اللاجئين الذين فروا اليها من مناطق اخرى.

(اعداد وجدي الالفي للنشرة العربية-)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى